مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٨ ٨/‏٧ ص ١٠-‏١٤
  • شهود يهوه —‏ شجعان في وجه الخطر النازي

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • شهود يهوه —‏ شجعان في وجه الخطر النازي
  • استيقظ!‏ ١٩٩٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • لا مسايرة مع هتلر
  • العودة الى الماضي
  • ماذا حدث عندما اتى هتلر الى السلطة؟‏
  • الشهود يقومون بعمل شجاع
  • محفل شجاعة ام مسايرة؟‏
  • اعلان النوايا
  • فضح شرور النازية
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • المحافظون على الاستقامة الشجعان يقهرون الاضطهاد النازي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • لماذا لزمت الكنائس الصمت
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • ‏«مبغَضين من جميع الامم»‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٨
ع٩٨ ٨/‏٧ ص ١٠-‏١٤

شهود يهوه —‏ شجعان في وجه الخطر النازي

بواسطة مراسل استيقظ!‏ في المانيا

يُعرف شهود يهوه جيدا بالتصاقهم الثابت بكلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس.‏ وهذا يتطلب في الغالب الشجاعة،‏ ويؤثر بالتأكيد في حياتهم وعلاقاتهم بالآخرين.‏

مثلا،‏ يحترم الشهود احتراما عميقا الناس من كل الخلفيات العرقية والاجتماعية.‏ وهم يحبون اللّٰه وجيرانهم.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٥-‏٤٠‏)‏ وفي الواقع،‏ يوافقون تماما الرسول بطرس الذي اعلن:‏ «بالحق انا اجد ان اللّٰه لا يقبل الوجوه.‏ بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده».‏ —‏ اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

وشهود يهوه معروفون ايضا حول العالم باحترامهم للقانون،‏ النظام،‏ والسلطة الحكومية.‏ فهم لم يكونوا قط محرِّضين على العصيان ولن يكونوا كذلك ابدا.‏ ويصح ذلك حتى عندما يُضطهَدون في بعض البلدان بسبب تبنِّيهم موقف الرسل:‏ «ينبغي ان يطاع اللّٰه اكثر من الناس».‏ (‏اعمال ٥:‏٢٩؛‏ متى ٢٤:‏٩‏)‏ وفي الوقت نفسه،‏ يعترف الشهود بحق الآخرين في العبادة كما يُملي عليهم ضميرهم.‏

هنالك الكثير من الادلَّة على الموقف المسيحي الشجاع لشهود يهوه في المانيا وفي بلدان اخرى سيطر عليها أدولف هتلر.‏ ويوضح حدث بارز في برلين،‏ المانيا،‏ في سنة ١٩٣٣ شجاعتهم،‏ محبتهم للّٰه وجيرانهم،‏ واحترامهم للقانون،‏ النظام،‏ والحرية الدينية.‏

لا مسايرة مع هتلر

مضى اكثر من ٥٠ سنة على نهاية عهد هتلر الرهيب للتمييز العنصري والمذابح،‏ العهد الذي دام ١٢ سنة.‏ لكنَّ ذاك الحكم النازي اصاب البشرية بجروح لا تزال تؤلمها حتى هذا اليوم.‏

يعترف التاريخ ان فِرَقا قليلة فقط وقفت بشجاعة في وجه الارهاب النازي وتكلَّمت بجرأة ضده.‏ وكان بينهم شهود يهوه،‏ وقد وُصفوا بأنهم «جماعة صغيرة من المقاومة [العقائدية] التي لا تضعف موجودة وسط امة مذعورة».‏ وقد كتب المؤرِّخون المحترَمون كثيرا عن موقفهم الشجاع.‏

لكنَّ نقَّادا قليلين،‏ بمن فيهم بعض العشراء السابقين لشهود يهوه،‏ يتهمون الشهود بأنهم حاولوا ان يسايروا حكومة هتلر في ايامها الاولى.‏ ويدَّعون ان ممثِّلين لجمعية برج المراقبة حاولوا دون نجاح ان ينالوا رضى الحكومة الجديدة؛‏ وأنهم،‏ لفترة من الوقت على الاقل،‏ ايَّدوا ايديولوجية النازيين العنصرية،‏ التي ادَّت اخيرا الى ذبح ستة ملايين يهودي.‏

ان هذه الادِّعاءات الخطيرة كاذبة بكل معنى الكلمة.‏ وما يلي هو فحص صريح للحوادث مدار البحث،‏ وهو مؤسس على الوثائق المتوفرة والقرينة التاريخية.‏

العودة الى الماضي

ان شهود يهوه نشاطى في المانيا طوال اكثر من ١٠٠ سنة.‏ وسنة ١٩٣٣،‏ كان هنالك نحو ٠٠٠‏,٢٥ شاهد يعبدون يهوه اللّٰه ويوزِّعون مطبوعات الكتاب المقدس في كل انحاء المانيا.‏

وعلى الرغم من الحريات التي منحها الدستور الالماني في ذلك الوقت،‏ شُنَّت على شهود يهوه تكرارا حملات تهدف الى تشويه سمعتهم،‏ وقام بها بشكل رئيسي المقاومون الدينيون.‏ ففي اوائل سنة ١٩٢١،‏ اتُّهم الشهود،‏ الذين كانوا يُدعون آنذاك إرنسته بيبلفورشر (‏تلاميذ الكتاب المقدس الجديين)‏،‏ بأنهم مرتبطون مع اليهود بحركات سياسية تخريبية.‏ ووُصم تلاميذ الكتاب المقدس بأنهم «الدودة اليهودية» البلشڤية الخطرة،‏ مع انه لم يُقدَّم قط ايّ دليل على التُّهم.‏ وقد كتب لاحقا اللاهوتي السويسري كارل بارث:‏ «ان اتِّهام شهود يهوه بأنهم مرتبطون بالشيوعيين كان فقط بسبب سوء فهم حصل سهوا،‏ او حتى عمدا».‏

واتَّهمت مجلة كنسية في المانيا الشهود واليهود بأنهم متآ‌مرون يتعاونون في حركات ثورية.‏ وردًّا على ذلك،‏ ذكرت الطبعة الالمانية لعدد ١٥ نيسان ١٩٣٠ من مجلة العصر الذهبي (‏التي سبقت استيقظ!‏‏)‏:‏ «ما من سبب يجعلنا نعتبر هذا الاتهام الكاذب اهانة —‏ لأننا مقتنعون بأن اليهودي كشخص ليس اقل قيمة من المسيحي الاسمي؛‏ لكننا نرفض كذب المجلة الكنسية المذكور آنفا لأنه يهدف الى الحطّ من قدر عملنا،‏ كما لو انه يُنجَز من اجل اليهود لا الانجيل».‏

لذلك كتب الپروفسور في التاريخ جون وايس:‏ «كان الشهود متحرِّرين من روح القومية الالمانية المتميِّزة بالعنصرية ولم يكن هاجسهم طوال قرون فشل اليهود في الاهتداء.‏ وكان الشهود ملتصقين بالعقيدة المسيحية الاصلية،‏ إن لم نقل الرئيسية،‏ اي الحاجة الى اقناع كل المهتدين المستقبليين بالمسيح».‏

ماذا حدث عندما اتى هتلر الى السلطة؟‏

في ٣٠ كانون الثاني ١٩٣٣،‏ عُيِّن أدولف هتلر مستشارا جديدا لالمانيا.‏ في البداية عملت حكومة هتلر على إخفاء طبيعتها العنيفة والمتطرفة.‏ لذلك اعتبر الشهود،‏ مع ملايين غيرهم من الالمان في اوائل سنة ١٩٣٣ ان الحزب الاشتراكي القومي هو السلطة الحاكمة الشرعية في ذلك الوقت.‏ وأمل الشهود ان تدرك الحكومة الاشتراكية القومية (‏النازية)‏ ان هذا الفريق من المسيحيين المسالمين والمطيعين للقانون لا يشكِّلون تهديدا للدولة.‏ ولم يكن ذلك عرضا للمسايرة على حساب مبادئ الكتاب المقدس.‏ وكما كانت الحال في بلدان اخرى،‏ اراد الشهود ان يُعلِموا الحكومة الالمانية بحقيقة دينهم الذي لا علاقة له بالسياسة.‏

وسرعان ما صار ظاهرا ان شهود يهوه سيكونون بين الاهداف الاولى للقمع النازي الوحشي.‏ ووُصم الشهود مرة اخرى بأنهم شركاء في ما زُعم انه مؤامرة بلشڤية-‏يهودية.‏ فابتدأت حملة من الاضطهاد.‏

ولكن،‏ لماذا اثار مجتمع ديني صغير كهذا سخط نظام الحكم الجديد؟‏ يحدد المؤرخ بريان دَن ثلاثة اسباب رئيسية:‏ (‏١)‏ نطاق النشاط الدولي للشهود،‏ (‏٢)‏ معارضتهم للعنصرية،‏ و(‏٣)‏ موقفهم الحيادي من الدولة.‏ وبسبب آرائهم المؤسسة على الاسفار المقدسة،‏ رفض الشهود الالمان تأدية التحية الهتلرية،‏ دعم الحزب الاشتراكي القومي،‏ او في ما بعد الاشتراك في النشاطات العسكرية.‏ —‏ خروج ٢٠:‏٤،‏ ٥؛‏ اشعياء ٢:‏٤؛‏ يوحنا ١٧:‏١٦‏.‏

نتيجة لذلك،‏ احتمل الشهود التهديدات،‏ الاستجوابات،‏ تفتيش البيوت،‏ ومضايقات اخرى من الشرطة والـ‍ SA (‏شتورمابتايلونڠ‏،‏ جنود العاصفة،‏ او ذوي القمصان البنية التابعين لهتلر)‏.‏ وفي ٢٤ نيسان ١٩٣٣،‏ صادر وأغلق الرسميون مكتب برج المراقبة في ماڠدَبورڠ،‏ المانيا.‏ وبعد تفتيش شامل لم يسفر عن كشف ايّ دليل مجرِّم،‏ وتحت الضغط من وزارة الخارجية الاميركية،‏ اعادت الشرطة المِلكيّة.‏ ولكن بحلول ايار ١٩٣٣،‏ حُظر الشهود في عدة ولايات المانية.‏

الشهود يقومون بعمل شجاع

اثناء هذه الفترة الباكرة،‏ حرص هتلر على تعزيز صورته العامة كمدافع عن المسيحية.‏ وأعلن التزامه بالحرية الدينية،‏ واعدًا بأن يعامل الطوائف المسيحية «بعدل ودون تحيُّز».‏ ولكي يحسِّن المستشار الجديد صورته،‏ صار يظهر في الكنائس.‏ وكان ذلك في وقت عبَّر فيه كثيرون في البلدان التي تورطت لاحقا في الحرب ضد المانيا عن اعجابهم بإنجازات هتلر.‏

قلق جوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك،‏ بشأن التوترات المتزايدة في المانيا،‏ فقرَّر مع مدير مكتب الفرع في المانيا،‏ پول بالتسيرايت،‏ القيام بحملة لإعلام المستشار هتلر،‏ رسميّي الحكومة،‏ والعامة ان شهود يهوه لا يشكِّلون تهديدا للشعب والدولة الالمانيين.‏ فمن الواضح ان رذرفورد اعتقد ان هتلر غير عالم بالتعديات على شهود يهوه او ان العناصر الدينية قد اعطته معلومات خاطئة عن الشهود.‏

لذلك رتَّب مكتب ماڠدَبورڠ لعقد محفل كي يستعمل حق المواطنين الالمان في تقديم عريضة.‏ وقبل وقت قصير من انعقاده،‏ دُعي شهود يهوه من كل انحاء المانيا الى ڤيلمِرسدورفر تينيسهالّن في برلين في ٢٥ حزيران ١٩٣٣.‏ وكان يُتوقَّع ان يحضر نحو ٠٠٠‏,٥ مندوب.‏ وعلى الرغم من الجو العدائي،‏ حضر بشجاعة اكثر من ٠٠٠‏,٧.‏ وتبنَّى المندوبون قرارا بعنوان «اعلان الحقائق».‏ وهذه الوثيقة اعلنت معارضتها للقيود التي وُضعت على عمل الشهود.‏ وأعلنت بوضوح موقفهم وأنكرت التهم حول ارتباطاتهم بأي نوع من القضايا السياسية بهدف اثارة الفتن.‏ وقالت:‏

‏«نحن متَّهمون باطلا امام السلطات الحاكمة لهذه الحكومة .‏ .‏ .‏ ونحن نطلب باحترام من حكام الامة ومن الشعب ان يعيروا انتباههم بعدل ودون تحيُّز لعرض الحقائق التالي».‏

‏«لسنا في شجار مع ايّ من الاشخاص او المعلِّمين الدينيين،‏ ولكن يجب ان نلفت الانتباه الى واقع ان الذين يدَّعون تمثيل اللّٰه والمسيح يسوع هم عموما مضطهدونا ومَن يسيء تمثيلنا امام الحكومات».‏

محفل شجاعة ام مسايرة؟‏

يعتبر البعض الآن ان محفل برلين سنة ١٩٣٣ و«اعلان الحقائق» هما محاولة من جهة الشهود البارزين لاظهار الدعم للحكومة النازية وبغضها لليهود.‏ لكنَّ ادِّعاءاتهم ليست صحيحة.‏ فهي مؤسسة على التضليل وإساءة تفسير الوقائع.‏

مثلا،‏ يدَّعي النقَّاد ان الشهود زيَّنوا ڤيلمِرسدورفر تينيسهالّن برايات الصليب المعقوف.‏ لكنَّ صور محفل ١٩٣٣ تُظهر بوضوح عدم وجود صلبان معقوفة في القاعة.‏ وشهود العيان يؤكدون انه لم تكن هنالك رايات في الداخل.‏

ولكن ربما كانت هنالك رايات معلَّقة خارج المبنى.‏ فقد كانت فرقة من الجنود النازيين قد استعملت القاعة في ٢١ حزيران،‏ اي يوم الاربعاء قبل المحفل.‏ ثم في اليوم الذي سبق المحفل مباشرة،‏ احتفلت حشود من الشبان الى جانب وحدات من الـ‍ SS (‏شوتسشتافيل،‏ في الاصل حرس هتلر الخاص ذوو القمصان السوداء)‏،‏ الـ‍ SA،‏ وآخرين،‏ بالانقلاب الصيفي قرب القاعة.‏ فالشهود الآتون الى المحفل يوم الاحد ربما ظهر امامهم مشهد بناء مزيَّن برايات الصليب المعقوف.‏

ولو كانت هنالك رايات للصليب المعقوف تزيِّن الجزء الخارجي من القاعة،‏ اروقتها،‏ او حتى الجزء الداخلي منها،‏ لتركها الشهود.‏ وحتى اليوم،‏ عندما يستأجر شهود يهوه ابنية عامة من اجل الاجتماعات او المحافل،‏ لا يزيلون الرموز القومية.‏ ولكن ما من دليل على ان الشهود انفسهم علَّقوا آنذاك اية رايات او انهم أدّوا التحية لها.‏

يذكر النقَّاد ايضا ان الشهود افتتحوا المحفل بالنشيد الوطني الالماني.‏ وفي الواقع،‏ ابتدأ المحفل بالترنيمة رقم ٦٤ في كتاب الترانيم الديني للشهود.‏ وكلمات هذه الترنيمة وُضع لها اللحن الذي ألَّفه جوزيف هايْدن سنة ١٧٩٧.‏ وقد كانت الترنيمة رقم ٦٤ في كتاب ترانيم تلاميذ الكتاب المقدس منذ سنة ١٩٠٥ على الاقل.‏ وفي سنة ١٩٢٢ تبنَّت الحكومة الالمانية لحن هايْدن مع كلمات هوفمان فون فالرسليبن نشيدا وطنيا لها.‏ ومع ذلك،‏ استمر تلاميذ الكتاب المقدس في المانيا يرنمون ترنيمتهم رقم ٦٤ بين الحين والآخر،‏ كما كان يفعل تلاميذ الكتاب المقدس في بلدان اخرى.‏

ان ترنيم الترنيمة رقم ٦٤،‏ باقتباساتها العديدة من الكتاب المقدس،‏ لا يمكن ان يُفسَّر بأنه محاولة لاسترضاء النازيين.‏ وبالتأكيد لم يتوقع منظِّمو المحفل آنذاك ان ينالوا رضى الحكومة بترنيم هذه الترنيمة.‏ وطبعا،‏ ربما تردَّد بعض المندوبين في ترنيمها لأن لحن هايْدن هذا كان اللحن نفسه للنشيد الوطني.‏

اعلان النوايا

اذ كانت الحكومة في مرحلة انتقالية والبلد في حالة اضطراب،‏ اراد الشهود ان يصنعوا اعلانا واضحا عن موقفهم.‏ وبواسطة وثيقة «اعلان الحقائق»،‏ انكر الشهود بشدة تُهم المشاركة المالية مع اليهود او الصلات السياسية بهم.‏ لذلك ذكرت هذه الوثيقة:‏

‏«يتّهمنا اعداؤنا باطلا بأننا نحصل على الدعم المالي لعملنا من اليهود.‏ وهذا ليس صحيحا ابدا.‏ وحتى هذه الساعة لم يساهم اليهود في عملنا بأيّ مال».‏

وإذ ذكرت «اعلان الحقائق» المال،‏ تابعت لتشجب الاعمال التجارية غير العادلة.‏ وقالت:‏ ‏«لقد كان اليهود التجاريون في الامبراطورية البريطانية-‏الاميركية هم مَن انشأوا وأداروا اعمالا تجارية كبيرة كوسيلة لاستغلال وقمع شعوب امم كثيرة».‏

من الواضح ان هذا الاعلان لم يشر الى الناس اليهود عموما،‏ ومن المؤسف اذا أُسيء فهمه وأعطى سببا لأية اساءة.‏ وادَّعى البعض ان شهود يهوه اشتركوا في العداء الموجَّه ضد اليهود الذي عُلِّم عموما في الكنائس الالمانية آنذاك.‏ وهذا ليس صحيحا على الاطلاق.‏ فبواسطة مطبوعاتهم وسلوكهم اثناء العصر النازي،‏ رفض الشهود الآراء المعادية للسامية وندَّدوا بسوء معاملة النازيين لليهود.‏ وبالتأكيد،‏ ان لطفهم نحو اليهود الذين شاركوهم في مصيرهم في معسكرات الاعتقال يدحض بشكل لا لبس فيه هذا الاتهام الباطل.‏

عرَّفت وثيقة «اعلان الحقائق» بأن طبيعة عمل الشهود هي دينية،‏ ذاكرةً:‏ ‏«هيئتنا ليست سياسية على الاطلاق.‏ ونحن فقط نشدِّد على تعليم كلمة يهوه اللّٰه للناس».‏

وذكَّرت «اعلان الحقائق» الحكومة ايضا بوعودها.‏ فقد كان الشهود يؤيِّدون مُثُلا عليا معينة،‏ وصادف ان هذه ايَّدتها ايضا عَلَنا الحكومة الالمانية.‏ وكان بينها القِيَم العائلية والحرية الدينية.‏

من هذا القبيل،‏ اضافت «اعلان الحقائق»:‏ ‏«ان فحصا دقيقا لكتبنا ومطبوعاتنا سيكشف عن الحقيقة ان المُثُل العليا التي ايَّدتها وأعلنتها الحكومة الوطنية الحالية تُشرَح وتُؤيَّد ويُشدَّد عليها بقوة في مطبوعاتنا،‏ ويُظهِر ان يهوه اللّٰه سيتأكد ان يبلغ كل الاشخاص الذين يحبون البر هذه المُثُل العليا في الوقت المناسب».‏

وهكذا،‏ لم يعبِّر الشهود قط عن الدعم للحزب النازي.‏ وعلاوة على ذلك،‏ في ما يتعلق بممارسة الحرية الدينية،‏ لم يعتزموا ان يتوقفوا عن كرازتهم العلنية.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

وبحسب الرواية في الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٧٤ (‏بالانكليزية)‏‏،‏ خاب امل بعض الشهود الالمان لأن اسلوب التعبير في «اعلان الحقائق» لم يكن صريحا اكثر.‏ فهل لطَّف مدير مكتب الفرع،‏ پول بالتسيرايت،‏ نص الوثيقة؟‏ كلا،‏ لأن مقارنة النصَّين الالماني والانكليزي تُظهر ان الحالة ليست كذلك.‏ واستنادا الى الدليل المتوفِّر،‏ تأسس هذا الانطباع المعاكس على الملاحظات الشخصية لبعض الذين لم يشتركوا مباشرة في اعداد «اعلان الحقائق».‏ وربما تكون استنتاجاتهم قد تأثرت ايضا بواقع ان بالتسيرايت انكر ايمانه بعد سنتين فقط.‏

لقد صار معروفا الآن ان الحظر على شهود يهوه في المانيا صدر يوم السبت في ٢٤ حزيران ١٩٣٣،‏ اليوم الذي سبق محفل برلين مباشرة.‏ وعرف منظِّمو المحفل والشرطة بهذا الحظر بعد ايام قليلة.‏ ونظرا الى جو التوتر وعداء الرسميين النازيين الواضح،‏ فإن انعقاد المحفل امر يلفت الانظار.‏ ولا يُبالَغ في القول ان ٠٠٠‏,٧ شاهد خاطروا بحريتهم بشجاعة بحضورهم الاجتماع.‏

بعد المحفل،‏ وزع الشهود ١‏,٢ مليون نسخة من «اعلان الحقائق».‏ فاعتُقل بعض الشهود على الفور وأُرسلوا الى معسكرات العمل الالزامي.‏ وهكذا كشفت الحكومة النازية كاملا عن طبيعتها التعسفية والعنيفة وابتدأت في الحال بهجوم شامل على هذا الفريق الصغير من المسيحيين.‏

كتبت الپروفسورة كريستين كينڠ:‏ «كان النازيون سيكتشفون ان القوة الوحشية لا يمكن ان تقمع الشهود».‏ وذلك كما ذكرت «اعلان الحقائق»:‏ «ان سلطة يهوه اللّٰه هي الاسمى ولا يمكن لأية سلطة ان تنجح في مقاومته».‏a

‏[الحاشية]‏

a ليس هنالك مجال كاف لتزويد كل الوثائق عن هذه الرواية التاريخية.‏ ولكن يمكنكم الحصول على قائمة بكل المراجع عند الطلب من الناشرين.‏ وقد تجدونه ايضا مثقِّفا ان تشاهدوا كاسيت الڤيديو الوثائقي الذي بعنوان شهود يهوه يثبتون في وجه الاعتداء النازي (‏بالانكليزية)‏.‏

‏[الصورتان في الصفحة ١٢]‏

صورتان حقيقيتان أُخذتا للمحفل الذي حضره شهود يهوه سنة ١٩٣٣ في تينيسهالّن

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة