مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • صُنع كل شيء جديدا —‏ كما أُنبئ
    برج المراقبة ٢٠٠٠ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • صُنع كل شيء جديدا —‏ كما أُنبئ

      ‏«قال الجالس على العرش:‏ ‹ها انا اصنع كل شيء جديدا›.‏ وقال ايضا:‏ .‏ .‏ .‏ ‹هذه الكلمات امينة وحقة›».‏ —‏ كشف ٢١:‏٥‏.‏

      ١،‏ ٢ لماذا يتردد كثيرون بالصواب في التفكير في ما يخبئه المستقبل؟‏

      هل قلتم او فكرتم مرة:‏ ‹مَن يعرف ماذا يخبئ الغد؟‏›.‏ يمكنكم ان تفهموا لماذا يتردد الناس في تخمين ما يخبئه المستقبل او في الوثوق بالذين يدَّعون بتهوُّر التنبؤ بما يكمن في المستقبل.‏ فمن الواضح ان البشر لا يملكون القدرة على التكهن بدقة بما سيحصل في الاشهر او السنوات القادمة.‏

      ٢ خصَّصت مجلة فوربز بأقصى سرعة ممكنة (‏بالانكليزية)‏ عددا تناول موضوع الوقت.‏ كتب فيه روبرت كرِنڠلي،‏ مدير برامج وثائقية تلفزيونية:‏ «في النهاية،‏ يخزينا الوقت جميعا،‏ ولكن اكثر مَن يخزيهم الوقت هم المتكهنون.‏ ان محاولة تخمين ما سيحدث في المستقبل هي لعبة نخسر فيها دائما تقريبا.‏ .‏ .‏ .‏ ورغم ذلك يستمر الخبراء المزعومون في التنبؤ».‏

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ ايّ تفاؤل لدى البعض بشأن الالفيَّة الجديدة؟‏ (‏ب)‏ ايّ توقع واقعي لدى آخرين بشأن المستقبل؟‏

      ٣ ربما لاحظتم انه مع الاهتمام الكبير بالالفيَّة الجديدة،‏ قد يبدو ان اشخاصا اكثر يفكرون في المستقبل.‏ ذكرت مجلة ماكلينز (‏بالانكليزية)‏ عند بداية السنة الماضية:‏ «قد يعتبر معظم الكنديين ان سنة ٢٠٠٠ هي سنة كغيرها من السنوات في التقويم،‏ ولكن قد يتَّفق ان تتزامن مع بداية جديدة فعلا».‏ وقدَّم الپروفسور كريس دودْني من جامعة يورك احد الاسباب التي تجعل كثيرين من الناس متفائلين:‏ «تعني الالفيَّة انه بإمكاننا غسل ايدينا من قرن مريع فعلا».‏

      ٤ فهل يبدو ذلك مجرد تمنٍّ؟‏ ان ٢٢ في المئة فقط من الذين جرى استفتاؤهم في كندا «يعتقدون ان سنة ٢٠٠٠ ستجلب بداية جديدة للعالم».‏ وفي الواقع،‏ «يتوقع [النصف تقريبا] صراعا عالميا آخر» —‏ حربا عالمية —‏ في غضون خمسين سنة.‏ وكما يتَّضح،‏ تعي الاكثرية عدم استطاعة ألفيَّة جديدة ازالة مشاكلنا،‏ صانعة كل شيء جديدا.‏ كتب السير مايكل عطية،‏ رئيس سابق للجمعية الملكية في بريطانيا:‏ «ان التغيير السريع .‏ .‏ .‏ يعني ان القرن الحادي والعشرين سيجلب تحديات خطيرة لحضارتنا بكاملها.‏ فنحن نختبر الآن مشاكل النمو السكاني،‏ الموارد المحدودة،‏ تلوّث البيئة،‏ والفقر الواسع الانتشار،‏ وينبغي ان تُعالَج هذه كقضايا ملحّة».‏

      ٥ اين يمكننا ان نجد معلومات موثوقا بها عما يكمن في المستقبل؟‏

      ٥ ولكن قد تتساءلون:‏ ‹بما ان البشر لا يمكنهم ان يتنبأوا بما يخبئه مستقبلنا،‏ أفلا ينبغي ان نتجاهل المستقبل؟‏›.‏ الجواب هو:‏ كلا!‏ صحيح ان البشر لا يستطيعون التنبؤ بدقة بما يكمن في المستقبل،‏ ولكن لا ينبغي ان نعتقد ان لا احد يستطيع ذلك.‏ فمَن يستطيع ولماذا ينبغي ان نشعر بالتفاؤل بشأن المستقبل؟‏ يمكنكم ان تجدوا اجوبة مقنعة في اربعة تنبؤات محدَّدة.‏ انها مسجَّلة في الكتاب الاوسع انتشارا والذي يُقرأ اكثر،‏ لكنه ايضا الكتاب الذي يُساء فهمه ويجري تجاهله على نطاق واسع —‏ الكتاب المقدس.‏ فمهما كان رأيكم في الكتاب المقدس ومدى اطِّلاعكم عليه،‏ فمن المفيد التأمل في هذه النصوص الاساسية الاربعة.‏ فهي تنبئ حقا بمستقبل مشرق جدا.‏ وعلاوة على ذلك،‏ توجز هذه النبوات الاربع البالغة الاهمية ما يمكن ان يكون عليه مستقبلكم ومستقبل احبائكم.‏

      ٦،‏ ٧ متى تنبأ اشعيا،‏ وكيف تمت تنبؤاته اتماما مدهشا؟‏

      ٦ النبوة الاولى موجودة في الاصحاح ٦٥ من سفر اشعياء‏.‏ ولكن قبل قراءتها،‏ فكِّروا جيدا في الخلفية:‏ زمان الكتابة والحالة التي عالجتها.‏ عاش نبي اللّٰه اشعيا،‏ الذي دوَّن هذه الكلمات،‏ قبل بلوغ مملكة يهوذا نهايتها بأكثر من قرن.‏ وقد اتت النهاية عندما أزال يهوه الحماية عن اليهود غير الامناء،‏ سامحا للبابليين ان يخرِّبوا اورشليم ويسبوا شعبها.‏ وحدث ذلك بعد ان تنبأ به اشعيا بأكثر من مئة سنة.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٥-‏٢١‏.‏

      ٧ وفي ما يتعلق بالخلفية التاريخية للاتمام،‏ تذكروا ان اشعيا،‏ بتوجيه من اللّٰه،‏ انبأ باسم الرجل الفارسي الذي لم يكن قد وُلد بعد،‏ كورش الذي هزم بابل اخيرا.‏ (‏اشعياء ٤٥:‏١‏)‏ لقد مهَّد كورش الطريق لعودة اليهود الى موطنهم سنة ٥٣٧ ق‌م.‏ ومن المدهش ان اشعيا انبأ بهذا الرد كما نقرأ في الاصحاح ٦٥‏.‏ وركَّز على الحالة التي سيتمتع بها الاسرائيليون في موطنهم.‏

      ٨ ايّ مستقبل سعيد انبأ به اشعيا،‏ وأية عبارة هي ذات اهمية خصوصية؟‏

      ٨ نقرأ في اشعياء ٦٥:‏١٧-‏١٩‏:‏ «هأنذا خالق سموات جديدة وأرضا جديدة فلا تُذكر الاولى ولا تخطر على بال.‏ بل افرحوا وابتهجوا الى الابد في ما انا خالق لأني هأنذا خالقٌ اورشليم بهجة وشعبها فرحا.‏ فأبتهج بأورشليم وأفرح بشعبي ولا يُسمع بعد فيها صوت بكاء ولا صوت صراخ».‏ لا شك ان اشعيا وصف احوالا افضل بكثير من الاحوال التي عاش فيها اليهود في بابل.‏ فقد انبأ بالابتهاج والفرح.‏ والآن تأملوا في عبارة:‏ «سموات جديدة وأرضا جديدة».‏ انها اولى المرات الاربع التي ترد فيها هذه العبارة في الكتاب المقدس،‏ ويمكن ان يكون لهذه الآيات الاربع علاقة مباشرة بمستقبلنا،‏ حتى انها يمكن ان تنبئ بما سيحدث فيه.‏

      ٩ كيف شمل إتمام لإشعياء ٦٥:‏١٧-‏١٩ اليهودَ القدماء؟‏

      ٩ شمل الاتمام الاولي لإشعياء ٦٥:‏١٧-‏١٩ اليهود القدماء الذين،‏ كما تنبأ اشعيا بدقة،‏ عادوا الى موطنهم،‏ حيث اعادوا تأسيس العبادة النقية.‏ (‏عزرا ١:‏١-‏٤؛‏ ٣:‏١-‏٤‏)‏ انتم تدركون بالطبع انهم عادوا الى موطن على هذا الكوكب عينه وليس في مكان آخر في الكون.‏ ويمكن ان يساعدنا ادراك ذلك على معرفة ما عناه اشعيا بعبارة:‏ «سموات جديدة وأرضا جديدة».‏ ولا نحتاجُ ان نخمِّن،‏ كما يفعل البعض،‏ بشأن بعض النبوات الغامضة لنوستراداموس او غيره من المتكهنين البشر.‏ فالكتاب المقدس نفسه يوضح ما عناه اشعيا.‏

      ١٠ كيف يجب ان نفهم ‹الارض› الجديدة التي انبأ بها اشعيا؟‏

      ١٠ في الكتاب المقدس،‏ لا تشير كلمة ‹ارض› دائما الى الكرة الارضية التي نعيش عليها.‏ على سبيل المثال،‏ يقول المزمور ٩٦:‏١ حرفيا:‏ «رنمي للرب يا كل الارض».‏ نحن نعلم ان كوكبنا —‏ الارض اليابسة والمحيطات الواسعة —‏ لا يمكنه الترنيم.‏ لكنَّ الناس يرنمون.‏ نعم،‏ يشير المزمور ٩٦:‏١ الى الناس الموجودين على الارض.‏a لكنَّ اشعياء ٦٥:‏١٧ تذكر ايضا «سموات جديدة».‏ وإذا كانت ‹الارض› تمثِّل مجتمعا جديدا من الناس في موطن اليهود،‏ فما هي ‹السموات الجديدة›؟‏

      ١١ إلامَ اشارت عبارة «سموات جديدة»؟‏

      ١١ تذكر دائرة معارف المطبوعات الكتابية واللاهوتية والكنسية (‏بالانكليزية)‏،‏ لواضعَيها مكلنتوك وسترونڠ:‏ «عندما تُذكَر السماء في مشهد من رؤيا نبوية،‏ فهي تشير الى .‏ .‏ .‏ كامل تجمّع القوى الحاكمة .‏ .‏ .‏ لأنها تحتلّ مركزا اعلى من الرعايا وتسودهم كما تعلو السماء الحرفية عن الارض وتسودها».‏ أما بالنسبة الى العبارة المركَّبة «السماء والارض»،‏ فتوضح دائرة المعارف ان هذه ‹العبارة باللغة النبوية تشير الى الوضع السياسي لأَشخاص من فئتين مختلفتين.‏ فالسماء هي السلطة؛‏ والارض هي عامة الشعب،‏ اي الناس المحكومون من قبل الرؤساء›.‏

      ١٢ كيف شهد اليهود القدماء اتمام ‹سموات جديدة وأرض جديدة›؟‏

      ١٢ عندما عاد اليهود الى موطنهم،‏ بات لديهم ما يمكن ان يُدعى نظام اشياء جديدا.‏ فكان هنالك فريق حاكم جديد.‏ كان زربابل،‏ احد المتحدرين من الملك داود،‏ هو الوالي،‏ ويشوع هو الكاهن العظيم.‏ (‏حجي ١:‏١،‏ ١٢؛‏ ٢:‏٢١؛‏ زكريا ٦:‏١١‏)‏ وقد شكَّل هذان ‹السموات الجديدة›.‏ وعلى مَن حكمت؟‏ حكمت هذه ‹السموات الجديدة› على ‹ارض جديدة› هي المجتمع المطهَّر المؤلف من الناس الذين عادوا الى ارضهم ليعيدوا بناء اورشليم وهيكلها لعبادة يهوه.‏ فمن هذا المنظار،‏ كانت هنالك فعلا سموات جديدة وأرض جديدة في الاتمام الذي شمل اليهود آنذاك.‏

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ ايّ ورود آخر لعبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة› ينبغي ان نتأمل فيه؟‏ (‏ب)‏ لماذا تكون نبوة بطرس ذات اهمية خصوصية في هذا الوقت؟‏

      ١٣ ولكن انتبهوا لئلا يفوتكم القصد مما ذُكر آنفا.‏ فهذا ليس تمرينا على تفسير الكتاب المقدس ولا مجرد لمحة الى التاريخ القديم.‏ ويمكنكم ادراك ذلك بالانتقال الى ورود آخر لعبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة›.‏ ففي ٢ بطرس الاصحاح ٣‏،‏ ستجدون هذه العبارة وترون ان مستقبلنا له علاقة بالامر.‏

      ١٤ كتب الرسول بطرس رسالته بعد اكثر من ٥٠٠ سنة من عودة اليهود الى موطنهم.‏ وكان بطرس،‏ بصفته احد رسل يسوع،‏ يكتب الى أتباع المسيح،‏ «الرب» المذكور في ٢ بطرس ٣:‏٢‏.‏ وفي العدد ٤‏،‏ يذكر بطرس ‹حضور يسوع الموعود› الذي يجعل النبوة وثيقة الصلة بيومنا.‏ فالادلة الوافرة تُظهِر ان يسوع حاضر منذ الحرب العالمية الاولى بمعنى انه يملك سلطة كحاكم في ملكوت اللّٰه السماوي.‏ (‏كشف ٦:‏١-‏٨؛‏ ١١:‏١٥،‏ ١٨‏)‏ ويتَّخذ هذا معنى خصوصيا نظرا لأمر آخر انبأ به بطرس في هذا الاصحاح.‏

      ١٥ كيف تتم نبوة بطرس عن ‹السموات الجديدة›؟‏

      ١٥ نقرأ في ٢ بطرس ٣:‏١٣‏:‏ «ننتظر بحسب وعده سموات جديدة وأرضا جديدة،‏ فيها يسكن البرّ».‏ ربما تعلَّمتم ان يسوع في السماء هو الحاكم الرئيسي في ‹السموات الجديدة›.‏ (‏لوقا ١:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ لكنَّ آيات اخرى في الكتاب المقدس تشير الى انه لا يحكم وحده.‏ فقد وعد يسوع ان الرسل وآخرين مثلهم سيكون لهم مكان في السماء.‏ وفي سفر العبرانيين،‏ وصف الرسول بولس هؤلاء بأنهم «مَن لهم نصيب من الدعوة السماوية».‏ وقال يسوع ان الذين ينتمون الى هذا الفريق سوف يجلسون معه على عروش في السماء.‏ (‏عبرانيين ٣:‏١؛‏ متى ١٩:‏٢٨؛‏ لوقا ٢٢:‏٢٨-‏٣٠؛‏ يوحنا ١٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ فالنقطة هي ان اشخاصا آخرين يحكمون مع يسوع كجزء من السموات الجديدة.‏ فماذا عنى بطرس بعبارة ‹الارض الجديدة›؟‏

      ١٦ اية ‹ارض جديدة› موجودة الآن؟‏

      ١٦ كما في الاتمام القديم —‏ عودة اليهود الى موطنهم —‏ يشمل الاتمام الحالي لـ‍ ٢ بطرس ٣:‏١٣ اناسا يخضعون لحكم السموات الجديدة.‏ فيمكنكم ان تجدوا ملايين الناس اليوم الذين يخضعون بفرح لهذا الحكم.‏ وهم يستفيدون من برنامجه التعليمي ويجاهدون لاتِّباع شرائعه الموجودة في الكتاب المقدس.‏ (‏اشعياء ٥٤:‏١٣‏)‏ ويؤلف هؤلاء اساس ‹ارض جديدة› بمعنى انهم يشكلون مجتمعا عالميا يشمل كل القوميات،‏ اللغات،‏ والعروق،‏ ويعملون معا بإذعان للملك الحاكم،‏ يسوع المسيح.‏ وما يهم هو انه يمكنكم ان تكونوا جزءا منهم!‏ —‏ ميخا ٤:‏١-‏٤‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ لماذا تعطينا الكلمات في ٢ بطرس ٣:‏١٣ سببا لترقب المستقبل بتوق؟‏

      ١٧ ولكن لا تشعروا ان هذه هي نهاية المطاف،‏ فنحن لا نملك اية بصيرة وافية عن المستقبل.‏ وفي الواقع،‏ فيما تفحصون قرينة ٢ بطرس الاصحاح ٣‏،‏ ستجدون امورا تشير الى تغيير عظيم سيحدث في المستقبل.‏ ففي العددين ٥ و ٦‏،‏ يكتب بطرس عن الطوفان في ايام نوح الذي انهى العالم الشرير آنذاك.‏ وفي العدد ٧‏،‏ يذكر ان «السموات والارض الكائنة الآن»،‏ اي الحكومات وجماهير الناس على السواء،‏ هي محفوظة «ليوم الدينونة وهلاك الناس الكافرين».‏ وهذا ما يؤكِّد ان عبارة «السموات والارض الكائنة الآن» لا تشير الى الكون المادي بل الى البشر وحكوماتهم.‏

      ١٨ ثم يوضح بطرس ان يوم يهوه القادم سيجلب تطهيرا عظيما،‏ مهيِّئا الطريق للسموات الجديدة والارض الجديدة المذكورتين في العدد ١٣‏.‏ لاحظوا نهاية هذا العدد:‏ «فيها يسكن البرّ».‏ ألا يدلّ ذلك ان بعض التغييرات الرئيسية نحو الاحسن لا بد ان تحدث؟‏ ألا يبعث الامل بأشياء جديدة حقا،‏ بوقت سيتمتع فيه البشر بالحياة اكثر من الآن؟‏ اذا كان الامر كذلك بالنسبة اليكم،‏ فقد نلتم بصيرة عما ينبئ به الكتاب المقدس،‏ بصيرة تقتصر على اشخاص قليلين نسبيا.‏

      ١٩ في اية خلفية يشير سفر الكشف الى ‹سموات جديدة وأرض جديدة› قادمتين؟‏

      ١٩ دعونا نتأمل اكثر في هذا الموضوع.‏ لقد تأملنا في ورود عبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة› في اشعياء الاصحاح ٦٥ وفي ورود آخر لها في ٢ بطرس الاصحاح ٣‏.‏ افتحوا الآن الى كشف الاصحاح ٢١ الذي يحتوي على ورود آخر لهذه العبارة في الكتاب المقدس.‏ مرة اخرى سيكون فهم الخلفية امرا مساعدا.‏ نقرأ قبل اصحاحين،‏ اي في كشف الاصحاح ١٩‏،‏ وصفا رمزيا حيًّا لحرب،‏ لكنها ليست حربا بين امم معادية.‏ فأحد الطرفين هو «كلمة اللّٰه».‏ وأنتم تدركون على الارجح ان هذا لقب يشير الى يسوع المسيح.‏ (‏يوحنا ١:‏١،‏ ١٤‏)‏ انه في السماء،‏ وتصوِّره هذه الرؤيا مع جيوشه السماوية.‏ ولكن مع مَن يتحاربون؟‏ يذكر الاصحاح ‹ملوكا›،‏ «آمرين عسكريين»،‏ وأناسا من مراكز مختلفة ‹صغارا وكبارا› على السواء.‏ ان هذه الحرب ترتبط بيوم يهوه القادم،‏ دمار الشر.‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏١٠‏)‏ وإذ نتابع،‏ يُستهلّ الاصحاح ٢٠ من الكشف بوصف إزالة ‹الحية الاولى التي هي ابليس والشيطان›.‏ ويمهِّد ذلك للتأمل في الاصحاح ٢١ من الكشف‏.‏

      ٢٠ ايّ تغيير مهم يكمن في المستقبل يشير اليه الكشف ٢١:‏١‏؟‏

      ٢٠ يفتتح الرسول يوحنا بالكلمات المثيرة التالية:‏ «رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة؛‏ لأن السماء الاولى والارض الاولى زالتا،‏ والبحر لا يكون من بعد».‏ بناءً على ما رأيناه في اشعياء الاصحاح ٦٥ و ٢ بطرس الاصحاح ٣‏،‏ يمكن ان نتأكد ان هذا لا يعني استبدال السموات الحرفية وكوكبنا،‏ بما فيه من محيطات.‏ فكما اظهر الاصحاحان السابقان،‏ سيُزال الاشرار وحكوماتهم،‏ بمن فيهم الحاكم غير المنظور،‏ الشيطان.‏ نعم،‏ ان الوعد هنا هو بنظام اشياء جديد يشمل الناس على الارض.‏

      ٢١،‏ ٢٢ اية بركات يؤكدها لنا يوحنا،‏ وماذا يعني مسح الدموع؟‏

      ٢١ ويجري تأكيد ذلك لنا اذ نتعمَّق اكثر في هذه النبوة الرائعة.‏ فنهاية العدد ٣ تتكلم عن وقت حين يكون اللّٰه مع الناس،‏ موجِّها اهتمامه الخيِّر نحو الذين يفعلون مشيئته.‏ (‏حزقيال ٤٣:‏٧‏)‏ ويتابع يوحنا في العددين ٤ و ٥‏:‏ «سيمسح [يهوه] كل دمعة من عيونهم،‏ والموت لا يكون في ما بعد،‏ ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد.‏ فالامور السابقة قد زالت.‏ وقال الجالس على العرش:‏ ‹ها انا اصنع كل شيء جديدا›.‏ وقال ايضا:‏ ‹اكتب،‏ لأن هذه الكلمات امينة وحقة›».‏ فيا لها من نبوة منعشة معنويا!‏

      ٢٢ والآن توقفوا واستمتعوا بما ينبئ به الكتاب المقدس.‏ ‹سيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم›.‏ لا يمكن ان يشير ذلك الى الدموع العادية التي تغسل عيوننا الحساسة،‏ ولا الى دموع الفرح.‏ فالدموع التي سيمسحها اللّٰه هي التي يسبِّبها الالم،‏ الحزن،‏ الخيبة،‏ الاساءة،‏ والعذاب.‏ وكيف يمكننا التأكد من ذلك؟‏ حسنا،‏ يربط هذا الوعد الرائع الذي اعطاه اللّٰه بين مسح الدموع وبين عدم وجود ‹الموت،‏ النوح،‏ الصراخ،‏ والوجع في ما بعد›.‏ —‏ يوحنا ١١:‏٣٥‏.‏

      ٢٣ نهاية اية احوال تضمنها نبوة يوحنا؟‏

      ٢٣ ألا يُثبت ذلك ان السرطان،‏ السكتة الدماغية،‏ النوبات القلبية،‏ حتى الموت ستكون قد زالت؟‏ فمَن منا لم يفقد شخصا يحبه بداء،‏ حادث،‏ او كارثة؟‏ يعد اللّٰه هنا ان الموت لن يكون في ما بعد،‏ مما يدل ان الاولاد الذين قد يولدون آنذاك لن يضطروا الى مواجهة الكبر ثم الشيخوخة والانتهاء الى الموت.‏ وتعني هذه النبوة ايضا انه لن يكون هنالك داء ألزهايمر،‏ ترقُّق العظم،‏ الاورام الليفية،‏ الزَّرَق،‏ او سدّ العين —‏ امراض شائعة جدا عند الكبار السن.‏

      ٢٤ كيف سيتبين ان ‹السماء الجديدة والارض الجديدة› هما بركة،‏ وفيمَ سنتأمل بعد؟‏

      ٢٤ انتم توافقون دون شك ان ازالة الموت،‏ الشيخوخة،‏ والامراض ستخفِّف النوح والصراخ.‏ ولكن ماذا عن الفقر المجحف،‏ الاساءة الى الاولاد،‏ والتمييز الجائر على اساس الخلفية او لون البشرة؟‏ اذا كانت هذه الامور الشائعة جدا اليوم ستستمر،‏ فلن نتخلَّص من النوح والصراخ.‏ لذلك فإن الحياة في ظل ‹السماء الجديدة والارض الجديدة› لن تفسدها اسباب الحزن الحالية هذه.‏ فيا له من تغيير!‏ لقد عالجنا حتى الآن ثلاثا فقط من المرات الاربع التي ترد فيها عبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة› في الكتاب المقدس.‏ ولكن لا يزال هنالك ورود رابع يرتبط بما فحصناه ويشدِّد لماذا لدينا سبب لنتطلع بشوق الى وقت وكيفية إتمام اللّٰه وعده ‹بصُنع كل شيء جديدا›.‏ ستعالج المقالة التالية هذه النبوة وما يمكن ان تعنيه لسعادتنا.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a تنقلُ الترجمة اليسوعية الجديدة المزمور ٩٦:‏١‏:‏ «أنشدوا للرب يا اهل الارض جميعا».‏ أما الترجمة التفسيرية فتنقلها:‏ «رنِّموا للرب يا ساكني الارض جميعا».‏ وينسجم ذلك مع الفهم ان اشعيا كان يشير بعبارة ‹ارض جديدة› الى شعب اللّٰه في بلدهم.‏

  • العالم الجديد —‏ هل ستكونون هناك؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٠ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • العالم الجديد —‏ هل ستكونون هناك؟‏

      ‏«ليس لهم خير إلا ان يفرحوا ويفعلوا خيرا في حياتهم.‏ وأيضا ان يأكل كل انسان ويشرب ويرى خيرا من كل تعبه فهو عطية اللّٰه».‏ —‏ جامعة ٣:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١ لماذا يمكن ان نتفاءل بشأن المستقبل؟‏

      يعتقد اشخاص كثيرون ان اللّٰه القادر على كل شيء صارم وقاسٍ.‏ لكنَّ النص الآنف الذكر هو حقيقة تجدونها في كلمته الموحى بها.‏ وتنسجم مع كونه «الاله السعيد» ومع وضعه والدينا الاولين في فردوس ارضي.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١١؛‏ تكوين ٢:‏٧-‏٩‏)‏ عندما نسعى الى امتلاك بصيرة عن المستقبل الذي يعد به اللّٰه شعبه،‏ لا ينبغي ان تدهشنا المعرفة عن الاحوال التي ستجلب لنا سعادة ابدية.‏

      ٢ ما هي بعض الامور التي تتشوقون اليها؟‏

      ٢ فحصنا في المقالة السابقة ثلاثا من المرات الاربع التي ينبئ فيها الكتاب المقدس ‹بسموات جديدة وأرض جديدة›.‏ (‏اشعياء ٦٥:‏١٧‏)‏ وأحد هذه التنبؤات التي يمكن الاعتماد عليها مسجل في الكشف ٢١:‏١‏.‏ تخبر الاعداد التالية عن وقت حين سيغيِّر اللّٰه القادر على كل شيء تغييرا جذريا الاحوال العالمية نحو الافضل.‏ فسيمسح دموع الحزن.‏ ولن يموت الناس في ما بعد من الشيخوخة،‏ المرض،‏ او الحوادث.‏ وسيولِّي النوح والصراخ والوجع.‏ فما ابهج هذا الرجاء!‏ ولكن هل يمكن التأكد انه سيأتي،‏ وأيّ تأثير يمكن ان يكون لذلك فينا الآن؟‏

      اسباب للثقة

      ٣ لماذا يمكننا ان نثق بوعود الكتاب المقدس عن المستقبل؟‏

      ٣ لاحظوا كيف تتابع الكشف ٢١:‏٥‏.‏ فهي تقتبس من اللّٰه الجالس على عرشه السماوي وهو يعلن:‏ «ها انا اصنع كل شيء جديدا».‏ وهذا الوعد الالهي هو افضل من ايّ اعلان قوميّ للاستقلال،‏ ايّ قانون عصري للحقوق،‏ او ايّ مطمح بشري الى المستقبل.‏ فهو اعلان موثوق به تماما من الاله الذي يقول الكتاب المقدس انه «لا يمكن ان يكذب».‏ (‏تيطس ١:‏٢‏)‏ من الطبيعي انكم قد تشعرون انه يمكننا التوقف عند هذا الحد،‏ مستمتعين بهذا الرجاء الرائع وواثقين باللّٰه.‏ ولكن لا يلزم ان نتوقف هنا.‏ فهنالك المزيد لنتعلمه عن مستقبلنا.‏

      ٤،‏ ٥ اية نبوات في الكتاب المقدس تأملنا فيها يمكن ان تقوي ثقتنا بشأن ما يكمن في المستقبل؟‏

      ٤ تأملوا في ما برهنته المقالة السابقة بشأن وعود الكتاب المقدس بسموات جديدة وأرض جديدة.‏ لقد انبأ اشعيا بهذا النظام الجديد وكان لنبوته اتمام عند عودة اليهود الى موطنهم وإعادتهم تأسيس العبادة الحقة.‏ (‏عزرا ١:‏١-‏٣؛‏ ٢:‏١،‏ ٢؛‏ ٣:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ ولكن هل كان ذلك كل ما اشارت اليه نبوة اشعيا؟‏ قطعا لا!‏ فالامور التي انبأ بها كانت ستتم بشكل اعظم في المستقبل البعيد.‏ ولماذا نستنتج ذلك؟‏ بسبب ما نقرأه في ٢ بطرس ٣:‏١٣ والكشف ٢١:‏١-‏٥‏.‏ فهذه الآيات تشير الى سموات جديدة وأرض جديدة ستجلب الفوائد للمسيحيين على نطاق عالمي.‏

      ٥ كما ذُكر آنفا،‏ يستعمل الكتاب المقدس عبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة› اربع مرات.‏ وقد تأملنا في ثلاث منها وتوصلنا الى استنتاجات مشجعة.‏ فالكتاب المقدس ينبئ بوضوح ان اللّٰه سيزيل الشر والاسباب الاخرى للالم وسيمنح عندئذ الجنس البشري بركات اضافية في نظامه الجديد الموعود به.‏

      ٦ بماذا تنبئ نبوة رابعة تأتي على ذكر «السموات الجديدة والارض الجديدة»؟‏

      ٦ لنفحص الآن المرة الرابعة التي ترد فيها عبارة ‹سموات جديدة وأرض جديدة› في اشعياء ٦٦:‏٢٢-‏٢٤‏:‏ «لأنه كما ان السموات الجديدة والارض الجديدة التي انا صانع تثبت امامي يقول الرب هكذا يثبت نسلكم واسمكم.‏ ويكون من هلال الى هلال ومن سبت الى سبت ان كل ذي جسد يأتي ليسجد امامي قال الرب.‏ ويخرجون ويرون جثث الناس الذين عصوا عليّ لأن دودهم لا يموت ونارهم لا تطفأ.‏ ويكونون رذالة لكل ذي جسد».‏

      ٧ لماذا ينبغي ان نستنتج ان اشعياء ٦٦:‏٢٢-‏٢٤ لها اتمام في الايام الآتية؟‏

      ٧ صحيح انه كان لهذه النبوة انطباق على اليهود في ارضهم،‏ ولكن سيكون هنالك اتمام آخر لها.‏ وهذا الاتمام يجب ان يحدث بعد سنوات كثيرة من كتابة رسالة بطرس الثانية وسفر الكشف،‏ لأنهما يشيران الى ‹سموات جديدة وأرض جديدة› في المستقبل.‏ ويمكننا ان نتطلع الى هذا الاتمام العظيم والكامل في النظام الجديد.‏ فتأملوا في بعض الاحوال التي يمكن ان نتشوق الى التمتع بها.‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ بأيّ معنى ‹سيثبت› شعب اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ما هو فحوى النبوة ان خدام يهوه سيعبدون «من هلال الى هلال ومن سبت الى سبت»؟‏

      ٨ دلّت الكشف ٢١:‏٤ انه لن يكون هنالك موت في ما بعد.‏ وتنسجم الآيات في اشعياء الاصحاح ٦٦ مع ذلك.‏ فمن العدد ٢٢ ندرك ان يهوه يعرف ان السموات الجديدة والارض الجديدة لن تكون وقتية،‏ اي ذات امد محدود.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ سيبقى شعبه؛‏ ‹سيثبت› امامه.‏ وما صنعه اللّٰه لأجل الشعب الذي اختاره يعطينا سببا للثقة.‏ فقد واجه المسيحيون الحقيقيون اضطهادا عنيفا وأيضا جهودا تعصبية لإبادتهم.‏ (‏يوحنا ١٦:‏٢؛‏ اعمال ٨:‏١‏)‏ ولكن حتى الاعداء الاقوياء جدا،‏ مثل الامبراطور الروماني نيرون وأدولف هتلر،‏ لم يستطيعوا محو اولياء اللّٰه الذين يحملون اسمه.‏ لقد حفظ يهوه جماعة شعبه،‏ ويمكننا ان نثق انه بإمكانه الاستمرار في جعلها ثابتة دائما.‏

      ٩ وبشكل مماثل،‏ ان الاشخاص الامناء للّٰه الذين يشكلون جزءا من الارض الجديدة،‏ مجتمع العبّاد الحقيقيين في العالم الجديد،‏ سيَثبتون كأفراد لأنهم سيقدِّمون عبادة نقية لخالق كل الاشياء.‏ ولن تكون هذه عبادة تُمارَس من وقت الى آخر او كيفما اتَّفق.‏ فشريعة اللّٰه المعطاة لإسرائيل بواسطة موسى استلزمت القيام بأعمال عبادة معينة كل شهر كما يُشار اليه بالهلال،‏ وكل اسبوع كما يُشار اليه بيوم السبت.‏ (‏لاويين ٢٤:‏٥-‏٩؛‏ عدد ١٠:‏١٠؛‏ ٢٨:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٢ أخبار الايام ٢:‏٤‏)‏ لذلك تشير اشعياء ٦٦:‏٢٣ الى عبادة قانونية ودائمة للّٰه اسبوعا بعد اسبوع وشهرا بعد شهر.‏ ولن يسود الإلحاد والرياء الديني آنذاك.‏ ‹فكل ذي جسد سيأتي ليسجد امام› يهوه.‏

      ١٠ لماذا يمكننا ان نثق ان العالم الجديد لن يفسده الاشرار على نحو دائم؟‏

      ١٠ تؤكد لنا اشعياء ٦٦:‏٢٤ ان السلام والبر في الارض الجديدة لن يهدَّدا ابدا.‏ فالاشرار لن يهلكوها.‏ تذكّروا ان ٢ بطرس ٣:‏٧ تقول ان ما يكمن امامنا هو «يوم الدينونة وهلاك الناس الكافرين».‏ فالذين سيبلغون نهايتهم هم الكافرون.‏ ولن يُضَرّ الابرياء بعكس ما يحدث غالبا في الحروب البشرية،‏ حيث تتجاوز اصابات المدنيين الاصابات العسكرية عددا.‏ والقاضي العظيم يضمن لنا ان يومه سيكون هلاكا للكافرين.‏

      ١١ ماذا يقول اشعيا عن مستقبل كل مَن ينقلب ضد اللّٰه وعبادته؟‏

      ١١ أما الناجون الابرار فسيدركون ان كلمة اللّٰه النبوية هي صادقة.‏ ينبئ العدد ٢٤ بأن ‹جثث الناس الذين عصوا على› يهوه ستكون دليلا على دينونته.‏ وقد تبدو اللغة التصويرية التي استخدمها اشعيا مخيفة،‏ غير انها تنسجم مع حقيقة تاريخية.‏ فخارج اسوار اورشليم القديمة كانت توجد اماكن تُرمى فيها النفايات وأحيانا جثث المجرمين الذين يعدَمون فيُعتبرون غير جديرين بدفن لائق.‏a وسرعان ما كان الدود والنار المُرَمِّدة هناك يزيلان النفاية وهذه الجثث.‏ فمن الواضح ان اللغة المجازية التي استخدمها اشعيا توضح ان دينونة يهوه نهائية على العاصين.‏

      ما وعد به اللّٰه

      ١٢ اية اشارات اضافية يقدِّمها اشعيا في ما يتعلق بالحياة في العالم الجديد؟‏

      ١٢ تخبرنا الكشف ٢١:‏٤ عن بعض الامور التي لن تكون موجودة في النظام الجديد القادم.‏ ولكن ما الذي سوف يكون موجودا آنذاك؟‏ كيف ستكون الحياة؟‏ هل يمكن ان ننال اية تلاميح موثوق بها؟‏ نعم.‏ فإشعياء الاصحاح ٦٥ يصف نبويا الاحوال التي سنتمتع بها اذا نلنا رضى يهوه:‏ العيش حين يخلق بالمعنى النهائي هذه السموات الجديدة والارض الجديدة.‏ فالذين يُبارَكون بمكان دائم في الارض الجديدة لن يشيخوا ويواجهوا الموت المحتوم.‏ تؤكد لنا اشعياء ٦٥:‏٢٠‏:‏ «لا يكون بعد هناك طفل ايام ولا شيخ لم يكمل ايامه.‏ لأن الصبي يموت ابن مئة سنة [«المرء يموت كأنه صبي حتى لو كان عمره مئة سنة»،‏ ع‌ج‏] والخاطئ يُلعن ابن مئة سنة».‏

      ١٣ كيف تؤكد لنا اشعياء ٦٥:‏٢٠ ان شعب اللّٰه سيتمتع بالامن؟‏

      ١٣ عندما تمّ ذلك اتماما اوّليا في شعب اشعيا،‏ عنى ان الاطفال الموجودين في تلك الارض كانوا آمنين.‏ فما كان الاعداء ليأتوا من اجل سبي الاطفال الرضع او قتل الرجال الذين في ريعان شبابهم،‏ كما فعل البابليون ذات مرة.‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٧،‏ ٢٠‏)‏ وفي العالم الجديد القادم،‏ سيكون الناس آمنين،‏ مطمئنين،‏ وقادرين على التمتع بحياتهم.‏ وإذا اختار شخص ان يتمرد على اللّٰه،‏ فلن يُسمح له ان يستمر في العيش.‏ فاللّٰه سيزيله.‏ وماذا لو كان الخاطئ المتمرد في المئة من عمره؟‏ سيموت «كأنه صبي» بالمقارنة مع العيش حياة لا نهاية لها.‏ —‏ ١ تيموثاوس ١:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٦-‏١٩‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ اية نشاطات تجلب المكافأة يمكنكم ان تتشوقوا الى مجيئها بحسب اشعياء ٦٥:‏٢١،‏ ٢٢‏؟‏

      ١٤ عوض ان يركِّز اشعيا الانتباه كيف سيُزال الخاطئ عمدا،‏ يصف الاحوال المعيشية التي ستسود في العالم الجديد.‏ حاولوا ان تتصوَّروا انكم هناك.‏ اول ما قد يخطر على بالكم هو الامور التي تهمكم كثيرا.‏ وهذا ما يعالجه اشعيا في العددين ٢١ و ٢٢‏:‏ «يبنون بيوتا ويسكنون فيها ويغرسون كروما ويأكلون اثمارها.‏ لا يبنون وآخر يسكن ولا يغرسون وآخر يأكل.‏ لأنه كأيام شجرة ايام شعبي ويستعمل مختاريّ عمل ايديهم».‏

      ١٥ فإذا لم تكتسبوا بعد خبرة بالبناء او لم يسبق ان قمتم بأعمال البستنة،‏ فنبوة اشعيا تشير ان برنامجا تعليميا ينتظركم.‏ ولكن هل سترغبون في التعلم بمساعدة معلِّمين مقتدرين،‏ ربما جيران لطفاء يمدّون لكم بكل سرور يد المساعدة؟‏ لم يقل اشعيا هل ستكون لبيتكم نوافذ كبيرة بلا زجاج وعليها ستائر لتتمكنوا من الاستمتاع بالنسيم العليل المداريّ او نوافذ زجاجية مغلقة يمكنكم من خلالها رؤية الفصول المتغيِّرة.‏ هل ستصمِّمون بيتا ذا سطح مائل لتصريف المطر والثلج المتساقطَين؟‏ ام ان المناخ المحليّ سيستلزم سطحا منبسطا،‏ كأحد البيوت في الشرق الاوسط،‏ حيث يمكن ان تجتمعوا مع عائلتكم لتناول الوجبات الشهية وتبادل الاحاديث؟‏ —‏ تثنية ٢٢:‏٨؛‏ نحميا ٨:‏١٦‏.‏

      ١٦ لماذا يمكن ان تتوقعوا ان يجلب العالم الجديد الاكتفاء دائما؟‏

      ١٦ لكنَّ الاهم من معرفة هذه التفاصيل هو انه سيكون لكل منكم مسكنه الخاص.‏ وسيكون هذا المسكن ملككم،‏ فلن تواجهوا ما يحدث اليوم حيث قد تكدحون لتبنوا بيتا إنما ليستفيد منه شخص آخر.‏ تقول اشعياء ٦٥:‏٢١ ايضا انكم سوف تغرسون وتأكلون الاثمار.‏ من الواضح ان ذلك يلخِّص الحالة العامة.‏ فسوف تنالون اكتفاء عظيما من جهودكم،‏ ثمرة اعمالكم.‏ وسيكون ذلك خلال حياة مديدة —‏ «كأيام شجرة».‏ وينسجم ذلك بالتأكيد مع الوصف:‏ ‹كل شيء جديد›.‏ —‏ مزمور ٩٢:‏١٢-‏١٤‏.‏

      ١٧ ايّ وعد سيجده الوالدون مشجعا خصوصا؟‏

      ١٧ اذا كنتم والدا او والدة،‏ فستؤثِّر فيكم هذه الكلمات:‏ «لا يتعبون باطلا ولا يلدون للرعب لأنهم نسل مباركي الرب وذريتهم معهم.‏ ويكون اني قبلما يدعون انا اجيب وفيما هم يتكلمون بعد انا اسمع».‏ (‏اشعياء ٦٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فهل عانيتم ألم ‹الولادة للرعب›؟‏ لا نحتاج الى تعداد المشاكل المتنوعة التي يمكن ان تواجه الاولاد،‏ مما يسبِّب الرعب للوالدين.‏ والامر الذي يرتبط بهذا الموضوع هو اننا لاحظنا جميعا والدين منشغلين كثيرا بمهنهم،‏ نشاطاتهم،‏ او ملذّاتهم حتى باتوا يصرفون القليل من الوقت مع اولادهم.‏ بالتباين،‏ يؤكد لنا يهوه انه سيسمع طلباتنا ويستجيبها،‏ حتى انه يعرف طلباتنا مسبقا.‏

      ١٨ لماذا يمكنكم التوقع ان تتمتعوا بالحيوانات في العالم الجديد؟‏

      ١٨ فيما تفكرون في ما يمكنكم ان تتمتعوا به في العالم الجديد،‏ تخيَّلوا المشهد الذي ترسمه كلمة اللّٰه النبوية:‏ «الذئب والحمل يرعيان معا والاسد يأكل التبن كالبقر.‏ اما الحية فالتراب طعامها.‏ لا يؤذون ولا يهلكون في كل جبل قدسي قال الرب».‏ (‏اشعياء ٦٥:‏٢٥‏)‏ يحاول الفنانون البشر ان يصفوا هذا المشهد،‏ لكنه ليس مجرد صور كلامية من ابداع خيال فني جامح.‏ فهذا المشهد سيكون واقعيا.‏ فالسلام سيسود بين البشر وسيماثله سلام مع الحيوانات.‏ يقضي كثيرون من علماء الاحياء ومحبّي الحيوانات ريعان شبابهم في التعلّم عن انواع قليلة من الحيوانات او مجرد نوع واحد او سلالة واحدة.‏ وبالتباين،‏ فكّروا في ما ستتمكنون من تعلّمه عندما لا يعود الخوف من البشر مسيطرا على الحيوانات.‏ عندئذ،‏ ستستطيعون الاقتراب حتى من العصافير والمخلوقات البالغة الصّغر التي تعيش في الغابة او الدّغل —‏ نعم،‏ مراقبتها،‏ التعلم منها،‏ والاستمتاع بها.‏ (‏ايوب ١٢:‏٧-‏٩‏)‏ وستتمكنون من فعل ذلك بشكل آمن ودون التعرض للخطر من البشر او الحيوان.‏ يقول يهوه:‏ «لا يؤذون ولا يُهلِكون في كل جبل قدسي».‏ فكم سيكون ذلك مغايرا لما نراه ونختبره اليوم!‏

      ١٩،‏ ٢٠ لماذا شعب اللّٰه مختلفون كثيرا عن معظم الناس اليوم؟‏

      ١٩ كما ذُكر سابقا،‏ لا يمكن ان يتنبأ البشر بشكل دقيق بما سيحدث في المستقبل رغم انتشار القلق حيال الالفيَّة الجديدة.‏ وهذا ما يجعل كثيرين مُحبَطين،‏ مشوَّشين،‏ او يائسين.‏ كتب پيتر امبِرلي،‏ وهو مدير في جامعة كندية:‏ «اخيرا،‏ يواجه [راشدون] كثيرون اسئلة اساسية تتعلق بالوجود:‏ مَن اكون؟‏ من اجل ماذا اكافح؟‏ ايّ ميراث اترك للجيل التالي؟‏ فهؤلاء الراشدون يناضلون في خريف عمرهم لتتَّصف حياتهم بالسلام والنظام وتكون ذات معنى».‏

      ٢٠ ويمكنكم ان تفهموا لماذا تكون هذه حالة كثيرين.‏ فهم يسعون الى التمتع بالحياة بواسطة الهوايات او اشكال الاستجمام المثيرة.‏ لكنهم لا يعرفون ماذا يخبئ المستقبل،‏ ولذلك يمكن ان تفتقر الحياة الى الاهمية،‏ السلام والنظام،‏ او المعنى الحقيقي.‏ والآن قارنوا ذلك بنظرتكم الى الحياة على اساس ما تأملنا فيه.‏ فأنتم تعلمون انه في السموات الجديدة والارض الجديدة التي وعد بهما يهوه سنتمكن من النظر حولنا والقول من قلبنا:‏ ‹حقا،‏ صنع اللّٰه كل شيء جديدا!‏›.‏ وكم سنتمتع بذلك!‏

      ٢١ ايّ عنصر مشترك نجده في اشعياء ٦٥:‏٢٥ واشعياء ١١:‏٩‏؟‏

      ٢١ لا نجترئ اذا تخيَّلنا اننا نعيش في عالم اللّٰه الجديد.‏ فهو يدعونا،‏ حتى انه يحثنا،‏ ان نعبده بالحق الآن وأن نكون اهلا للحياة حين ‹لا يؤذون ولا يُهلِكون في كل جبل قدسه›.‏ (‏اشعياء ٦٥:‏٢٥‏)‏ ولكن هل ادركتم ان اشعيا سبق ان استخدم تعليقا مشابها وأنه ادخل عنصرا ضروريا لتمتعنا فعلا بالعالم الجديد؟‏ تقول اشعياء ١١:‏٩‏:‏ «لا يسوؤون ولا يُفسِدون في كل جبل قدسي لأن الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر».‏

      ٢٢ على فعل ماذا ينبغي ان يقوي التأملُ في النبوات الاربع في الكتاب المقدس تصميمَنا؟‏

      ٢٢ «معرفة الرب».‏ فعندما يصنع اللّٰه كل شيء جديدا،‏ ستكون لدى سكان الارض معرفة دقيقة عنه وعن مشيئته.‏ وسيشمل ذلك اكثر من التعلم من الخليقة الحيوانية.‏ فكلمته الموحى بها مشمولة.‏ مثلا،‏ تأملوا كم تعلمنا من مجرد فحص النبوات الاربع التي تذكر ‹السموات الجديدة والارض الجديدة›.‏ (‏اشعياء ٦٥:‏١٧؛‏ ٦٦:‏٢٢؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ كشف ٢١:‏١‏)‏ فلديكم سبب وجيه لقراءة الكتاب المقدس يوميا.‏ فهل هذا وجه من روتينكم؟‏ اذا لم تكن هذه هي الحال،‏ فأية تعديلات يمكن ان تقوموا بها لكي تقرأوا يوميا بعضا مما قاله اللّٰه؟‏ ستجدون انه بالاضافة الى التشوق الى التمتع بالعالم الجديد،‏ ستحصلون على متعة متزايدة الآن،‏ تماما كما حصل مع صاحب المزمور.‏ —‏ مزمور ١:‏١،‏ ٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة