-
مضطهَدون من اجل البربرج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
مضطهَدون من اجل البر
«سعداء هم المضطهَدون من اجل البر». — متى ٥:١٠.
١ لماذا مَثَل يسوع امام بنطيوس بيلاطس، وأية كلمات تفوّه بها؟
«لهذا وُلدت، ولهذا اتيت الى العالم، لأشهد للحق». (يوحنا ١٨:٣٧) تفوّه يسوع بهذه الكلمات امام حاكم اليهودية الروماني بنطيوس بيلاطس. لكنه لم يمثُل امام بيلاطس باختياره ولا بدعوة من هذا الحاكم، بل لأن القادة الدينيين اليهود اتَّهموه زورا بأنه فاعل سوء يستحق الموت. — يوحنا ١٨:٢٩-٣١.
٢ ماذا فعل يسوع، وماذا كانت النتيجة؟
٢ كان يسوع يعرف تماما ان لبيلاطس سلطة ان يطلقه او ان يأمر بقتله. (يوحنا ١٩:١٠) إلا ان هذا لم يثنِه عن التكلم معه عن الملكوت بكل جرأة. فمع ان حياته كانت في خطر، اغتنم الفرصة ليشهد لأعلى سلطة حكومية في تلك المنطقة. ولكن رغم هذه الشهادة، حُكم عليه بالاعدام، ومات ميتة أليمة كشهيد على خشبة الآلام. — متى ٢٧:٢٤-٢٦؛ مرقس ١٥:١٥؛ لوقا ٢٣:٢٤، ٢٥؛ يوحنا ١٩:١٣-١٦.
شاهد أم شهيد؟
٣ ماذا كانت الكلمة اليونانية المترجمة الى «شهيد» تعني في ازمنة الكتاب المقدس، ولكن ماذا تعني اليوم؟
٣ يعتبر عديدون اليوم الشهيد شخصا متعصبا ومتطرفا. فالاشخاص المستعدون للموت في سبيل معتقداتهم، وخصوصا الدينية منها، قد يُعتبَرون ارهابيين او خطرا على المجتمع. لكنَّ الكلمة اليونانية (مارتيس) المترجمة الى «شهيد» كانت تعني في ازمنة الكتاب المقدس «شاهدا»، شخصا يشهد لإثبات صحة معتقداته ربما في جلسة استماع. ولكن في وقت لاحق، صارت هذه الكلمة تشير الى «شخص يضحّي بحياته في سبيل الشهادة»، او حتى الى شخص يقدِّم شهادة بالتضحية بحياته.
٤ كيف كان يسوع شهيدا بالمعنى الاساسي للكلمة؟
٤ كان يسوع شهيدا بالمعنى الاساسي للكلمة. فقد قال لبيلاطس انه اتى ‹ليشهد للحق›. وشهادته اثارت ردود فعل متباينة. فالبعض من عامة الشعب آمنوا به لأن ما سمعوه ورأوه أثَّر فيهم بعمق. (يوحنا ٢:٢٣؛ ٨:٣٠) أما الجموع عامةً والقادة الدينيون خاصة فكان ردّ فعلهم قويا ولكن سلبيا. قال يسوع لأقربائه غير المؤمنين: «ليس للعالم سبب ليبغضكم، ولكنه يبغضني، لأني اشهد عليه بأن اعماله شريرة». (يوحنا ٧:٧) فبسبب الشهادة للحق، جلب يسوع على نفسه سخط قادة الامة، مما ادّى الى موته. حقا، لقد كان «الشاهد (مارتيس) الامين والحق». — كشف ٣:١٤.
«تكونون مُبغَضين»
٥ ماذا قال يسوع في بداية خدمته عن الاضطهاد؟
٥ لم يكن يسوع الوحيد الذي عانى الاضطهاد العنيف. فقد سبق وحذّر أتباعه انهم سيعانون هم ايضا الامر نفسه. ففي بداية خدمته، قال لمستمعيه في الموعظة على الجبل: «سعداء هم المضطهَدون من اجل البر، فإن لهم ملكوت السموات. سعداء انتم متى عيَّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم شتى الشرور من اجلي كاذبين. افرحوا واطفروا من الفرح، فإن مكافأتكم عظيمة في السموات». — متى ٥:١٠-١٢.
٦ ايّ تحذير قدَّمه يسوع عندما ارسل الرسل الـ ١٢؟
٦ ولاحقا، عندما ارسل يسوع الرسل الـ ١٢، قال لهم: «احترسوا من الناس؛ فإنهم سيسلمونكم الى المحاكم المحلية، ويجلدونكم في مجامعهم. وتُساقون امام حكام وملوك من اجلي، شهادة لهم وللامم». لكنَّ القادة الدينيين لم يكونوا الوحيدين الذي سيضطهدون التلاميذ. فقد قال يسوع ايضا: «سيسلِّم الاخ اخاه الى الموت، والاب ولده، ويقوم الاولاد على والديهم ويميتونهم. وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي؛ ولكن الذي يحتمل الى النهاية هو يخلص». (متى ١٠:١٧، ١٨، ٢١، ٢٢) وتاريخ مسيحيي القرن الاول يشهد لصحة هذه الكلمات.
سجل من الاحتمال بأمانة
٧ ماذا ادّى الى موت استفانوس كشهيد؟
٧ بُعيد موت يسوع، صار استفانوس اول مسيحي يموت في سبيل الشهادة للحق. وقد كان ‹ممتلئا نعمة وقدرة، ويصنع علامات خارقة وآيات عظيمة بين الشعب›. فلم يقدر اعداؤه الدينيون «ان يقاوموا الحكمة والروح اللذين كان يتكلم بهما». (اعمال ٦:٨، ١٠) وإذ امتلأوا غيرة، ساقوه الى السنهدريم، محكمة اليهود العليا، حيث واجه الذين اتَّهموه زورا وقدَّم شهادة فعّالة جدا. لكنَّ هذا الشاهد الامين قُتل في النهاية على ايدي اعدائه. — اعمال ٧:٥٩، ٦٠.
٨ كيف تجاوب التلاميذ في اورشليم مع الاضطهاد الذي عانوه بعد موت استفانوس؟
٨ بعد قتل استفانوس، «حدث . . . اضطهاد عظيم على الجماعة التي في اورشليم؛ فتبدَّد الجميع في مناطق اليهودية والسامرة، ما عدا الرسل». (اعمال ٨:١) وهل اوقف الاضطهاد شهادة المسيحيين؟ على العكس. فالرواية تخبرنا ان «الذين تبدَّدوا اجتازوا مبشرين بالكلمة». (اعمال ٨:٤) ولا بدّ ان شعورهم كان كشعور الرسول بطرس الذي قال في وقت سابق: «ينبغي ان يُطاع اللّٰه حاكما لا الناس». (اعمال ٥:٢٩) فقد ثابر هؤلاء التلاميذ الامناء والشجعان على الشهادة للحق، رغم الاضطهاد ورغم معرفتهم ان عملهم هذا سيؤدي الى المزيد من المصاعب. — اعمال ١١:١٩-٢١.
٩ كيف ازدادت حدّة الاضطهاد على أتباع يسوع؟
٩ وبالفعل، ازدادت حدّة المصاعب. فشاول، الذي رضي بقتل استفانوس و «كان لا يزال ينفث تهديدا وقتلا اجراميا على تلاميذ الرب، تقدم الى رئيس الكهنة وطلب منه رسائل الى المجامع في دمشق، حتى ايُّ من وجدهم من ‹الطريق›، رجالا ونساء، يأتي بهم الى اورشليم مقيّدين». (اعمال ٩:١، ٢) ثم في سنة ٤٤ بم، «مدّ هيرودس الملك يديه ليسيء الى قوم من الجماعة. فقضى على يعقوب اخي يوحنا بالسيف». — اعمال ١٢:١، ٢.
١٠ ايّ سجل من الاضطهاد يحتوي عليه سفرَا الاعمال والكشف؟
١٠ ويحتوي باقي سفر الاعمال على سجل لا يُنسى من المحن والسجن والاضطهاد. ومن بين الاشخاص الامناء الذين احتملوا هذه الامور يُذكَر بولس، المضطهِد السابق الذي صار رسولا واستُشهد على الارجح على يدَي الامبراطور الروماني نيرون نحو السنة ٦٥ بم. (٢ كورنثوس ١١:٢٣-٢٧؛ ٢ تيموثاوس ٤:٦-٨) ويخبرنا سفر الكشف، الذي كُتب في اواخر القرن الاول، عن الرسول المسنّ يوحنا الذي نُفي الى جزيرة بطمس «لأجل التكلم عن اللّٰه والشهادة ليسوع». كما يشير سفر الكشف الى «أنتيباس شاهدي الامين الذي قُتل» في برغامس. — كشف ١:٩؛ ٢:١٣.
١١ كيف اثبت مسلك المسيحيين الاولين صحة كلمات يسوع عن الاضطهاد؟
١١ يُثبِت كل ذلك صحة كلمات يسوع التي قالها لتلاميذه: «إنْ كانوا قد اضطهدوني، فسيضطهدونكم ايضا». (يوحنا ١٥:٢٠) فالمسيحيون الاولون الامناء كانوا مستعدين لمواجهة اقسى امتحان: الموت نتيجة التعذيب، الرمي للحيوانات المفترسة، او نتيجة ايّ امر آخر. وكل ذلك من اجل إتمام التفويض الذي اعطاهم اياه الرب يسوع المسيح: «تكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى اقصى الارض». — اعمال ١:٨.
١٢ لماذا اضطهاد المسيحيين ليس مجرد امر من الماضي؟
١٢ ولكن من الخطإ الاعتقاد ان هذه المعاملة الوحشية لأتباع يسوع ليست سوى امر من الماضي. فقد كتب بولس، الذي احتمل الكثير من المصاعب: «جميع الذين يرغبون في ان يحيوا بتعبد للّٰه في المسيح يسوع سيُضطهَدون ايضا». (٢ تيموثاوس ٣:١٢) كما قال بطرس عن الاضطهاد: «الواقع هو انكم لهذا المسلك دُعيتم، لأنه حتى المسيح تألم لأجلكم، تاركا لكم قدوة لتتبعوا خطواته بدقة». (١ بطرس ٢:٢١) وحتى «الايام الاخيرة» هذه من نظام الاشياء، لا يزال شعب يهوه هدفا للبغض والعداء. (٢ تيموثاوس ٣:١) ففي كل انحاء الارض اليوم، تحت الانظمة الدكتاتورية وفي البلدان الديموقراطية، يقاسي شهود يهوه، افراديا وجماعيا، الاضطهاد احيانا.
لماذا نحن مكروهون ومضطهَدون؟
١٣ ماذا ينبغي ان يبقي خدام يهوه العصريون في ذهنهم في ما يتعلق بالاضطهاد؟
١٣ رغم ان معظمنا اليوم ينعم نسبيا بالحرية للقيام بعمل الكرازة وعقد الاجتماعات دون عوائق، يجب ان ننتبه الى المذكِّر الوارد في الكتاب المقدس ان «مشهد هذا العالم في تغيّر». (١ كورنثوس ٧:٣١) فالامور يمكن ان تتغير بين عشيّة وضحاها، مما قد يجعلنا نعثر اذا لم نكن مستعدين ذهنيا، عاطفيا، وروحيا. فماذا يمكن ان نفعل لنحمي انفسنا؟ احدى الطرائق الفعالة هي ان نبقي في ذهننا لماذا المسيحيون المسالمون الذين يطيعون القوانين مكروهون ومضطهَدون.
١٤ لماذا اضطُهِد المسيحيون كما اشار بطرس؟
١٤ علَّق الرسول بطرس على هذه المسألة في رسالته الاولى، التي كتبها بين سنة ٦٢ و ٦٤ بم عندما كان المسيحيون يكابدون المحن والاضطهاد في كل انحاء الامبراطورية الرومانية. قال: «ايها الاحباء، لا تتحيّروا من النار المشتعلة في ما بينكم، التي تصيبكم امتحانا لكم، وكأن امرا غريبا يحلّ بكم». وتابع بطرس، موضحا ما يفكّر فيه: «لا يتألم احدكم كمجرم قاتل او كسارق او فاعل سوء او متدخل في شؤون الآخرين. فأما إنْ تألم كمسيحي، فلا يشعر بالخزي، بل ليداوم على تمجيد اللّٰه بهذا الاسم». فقد اشار بطرس انهم يتألمون لأنهم مسيحيون، وليس بسبب ارتكابهم الاعمال الخاطئة. فلو كانوا منغمسين في «بؤرة الخلاعة عينها» كالناس حولهم لكانوا محبوبين ومقبولين بينهم. لكنهم تألموا لأنهم حاولوا إتمام دورهم كأتباع للمسيح. واليوم ايضا، يمرّ المسيحيون الحقيقيون بالظروف نفسها. — ١ بطرس ٤:٤، ١٢، ١٥، ١٦.
١٥ ايّ تناقض هنالك في الطريقة التي يُعامَل بها شهود يهوه اليوم؟
١٥ في انحاء عديدة من العالم، يُمدَح شهود يهوه علنا على الوحدة والتعاون اللذين يظهرونهما في المحافل ومشاريع البناء، على استقامتهم واجتهادهم، على آدابهم السامية وحياتهم العائلية المثالية، حتى على مظهرهم اللائق وتصرفاتهم الحسنة.a ولكن حتى تاريخ كتابة هذه المقالة، فإن عملهم محظور في ما لا يقل عن ٢٨ بلدا. كما ان كثيرين من الشهود يعانون الاساءة الجسدية ويتكبدون الخسائر في سبيل ايمانهم. فلماذا هذا التناقض الواضح؟ ولماذا يسمح اللّٰه بذلك؟
١٦ ما هو السبب الرئيسي لسماح اللّٰه بأن يعاني شعبه الاضطهاد؟
١٦ بشكل رئيسي، ينبغي ان نبقي في ذهننا كلمات الامثال ٢٧:١١: «يا ابني كن حكيما وفرِّح قلبي فأجيب مَن يعيِّرني كلمة». نعم، ان السبب هو قضية السلطان الكوني القديمة العهد. فرغم الكمّ الهائل من الادلة التي زوَّدها كل الذين برهنوا على استقامتهم امام يهوه على مرّ القرون، لم يتوقف الشيطان عن تعيير يهوه، تماما كما عيَّره في ايام الرجل البار ايوب. (ايوب ١:٩-١١؛ ٢:٤، ٥) ولا شك ان الشيطان اصبح اكثر اهتياجا في محاولاته الاخيرة لإثبات ادعائه، الآن وقد تأسس ملكوت اللّٰه وصار له رعايا وممثلون اولياء في كل انحاء الارض. فهل يبقى هؤلاء امناء للّٰه مهما حلّ بهم من محن ومصاعب؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان يجيب عنه افراديا كل خادم ليهوه. — كشف ١٢:١٢، ١٧.
١٧ ماذا عنى يسوع عندما قال: «يؤول بكم ذلك الى تأدية شهادة»؟
١٧ عندما كان يسوع يخبر تلاميذه عن حوادث ستجري خلال «اختتام نظام الاشياء»، اشار الى سبب آخر لسماح يهوه بأن يعاني خدامه الاضطهاد. قال لهم: «تُساقون امام ملوك وحكام من اجل اسمي. فيؤول بكم ذلك الى تأدية شهادة». (متى ٢٤:٣، ٩؛ لوقا ٢١:١٢، ١٣) فيسوع نفسه قدَّم شهادة امام هيرودس وبنطيوس بيلاطس. والرسول بولس ايضا ‹سيق امام ملوك وحكام›. فبتوجيه من الرب يسوع المسيح، سعى بولس الى تقديم شهادة لأقوى حاكم في ذلك العصر عندما قال: «الى قيصر استأنف دعواي!». (اعمال ٢٣:١١؛ ٢٥:٨-١٢) وعلى نحو مماثل اليوم، كثيرا ما تؤدي الظروف الصعبة الى تقديم شهادة حسنة للرسميين وعامة الشعب على السواء.b
١٨، ١٩ (أ) كيف يفيدنا اجتياز المحن؟ (ب) ايّ سؤالين سنناقشهما في المقالة التالية؟
١٨ ان اجتياز المحن والضيقات يجلب لنا ايضا فوائد شخصية. كيف؟ ذكَّر التلميذ يعقوب رفقاءه المسيحيين: «اعتبروه كل فرح يا اخوتي عندما تواجهون محنا متنوعة، عالمين ان نوعية ايمانكم الممتحَنة هذه تنشئ احتمالا». نعم، يمكن للاضطهاد ان يحسِّن نوعية ايماننا ويقوّي احتمالنا. فلا نخَفْ من مواجهته ولا نسعَ الى الافلات منه او إنهائه بوسائل لا تنسجم مع الاسفار المقدسة. بل لنصغِ الى نصيحة يعقوب: «ليكن للاحتمال عمله التام، لتكونوا تامين وسلماء من كل النواحي، غير ناقصين في شيء». — يعقوب ١:٢-٤.
١٩ ورغم ان كلمة اللّٰه تساعدنا لنفهم لماذا يُضطهَد خدام اللّٰه الامناء ولماذا يسمح يهوه بحدوث الاضطهاد، فهذا لا يعني بالضرورة ان ذلك سيسهِّل علينا احتماله. فما الذي يقوّينا للصمود في وجهه؟ وماذا يمكننا فعله عندما نواجه الاضطهاد؟ سنناقش في المقالة التالية هاتين النقطتين المهمتين.
[الحاشيتان]
-
-
احتمال المحن يجلب التسبيح ليهوهبرج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
احتمال المحن يجلب التسبيح ليهوه
«إن كنتم وأنتم تفعلون الصلاح تتألمون فتحتملون، فهذه مسرة عند اللّٰه». — ١ بطرس ٢:٢٠.
١ بما ان المسيحيين الحقيقيين مهتمون بإتمام انتذارهم، ايّ سؤال تلزم معالجته؟
المسيحيون منتذرون ليهوه ويريدون ان يفعلوا مشيئته. وليتمِّموا انتذارهم، يبذلون اقصى جهدهم لاتّباع خطوات مثالهم، يسوع المسيح، والشهادة للحق. (متى ١٦:٢٤؛ يوحنا ١٨:٣٧؛ ١ بطرس ٢:٢١) لكنَّ يسوع والامناء الآخرين ضحّوا بحياتهم كشهداء في سبيل ايمانهم. فهل يعني ذلك ان كل المسيحيين ينبغي ان يموتوا في سبيل ايمانهم؟
٢ ما هي نظرة المسيحيين الى المحن والالم؟
٢ صحيح ان الكتاب المقدس يحثّنا نحن المسيحيين ان نبقى امناء حتى الموت، لكنَّ هذا لا يعني ان كل المسيحيين ينبغي ان يموتوا في سبيل ايمانهم. (٢ تيموثاوس ٤:٧؛ كشف ٢:١٠) فهو يعني اننا مستعدون للتألم — بل للموت اذا لزم الامر — في سبيل ايماننا، رغم ان فكرة الالم والموت لا تروقنا. فنحن لا نتلذذ بالالم او نستمتع بالاذلال. ولكن بما انه ينبغي توقع المحن والاضطهاد، يلزم ان نفكِّر مليًّا كيف يجب ان نتصرف عندما تحلّ هذه الامور بنا.
امناء تحت الامتحان
٣ اية امثلة من الكتاب المقدس لطريقة التجاوب مع الاضطهاد يمكن الاستشهاد بها؟ (انظر الاطار «تجاوبهم مع الاضطهاد»، في الصفحة التالية.)
٣ نجد في الكتاب المقدس عدة روايات تُظهِر كيف تصرف خدام اللّٰه في الماضي عندما مرّوا بأوضاع خطرة. وطريقة تجاوبهم تساعد المسيحيين اليوم ليعرفوا كيف يجب ان يتصرفوا اذا ما واجهوا اوضاعا مماثلة. فلنتأمل في الروايات المذكورة في الاطار «تجاوبهم مع الاضطهاد» ولنرَ ماذا يمكننا ان نتعلم منها.
٤ ماذا يمكن القول عن طريقة تجاوب يسوع والخدام الامناء الآخرين عندما واجهوا المحن؟
٤ رغم ان طريقة تجاوب يسوع وخدام اللّٰه الامناء الآخرين اختلفت بين مرة وأخرى حسبما اقتضت الظروف، فمن الواضح انهم لم يعرِّضوا حياتهم للخطر بلا لزوم. فعندما مرّوا بأوضاع حرجة، تصرفوا بشجاعة ولكن بحذر. (متى ١٠:١٦، ٢٣) وكان هدفهم ترويج عمل الكرازة والمحافظة على استقامتهم امام يهوه. وطريقة تجاوبهم في مختلف الظروف تزوِّد المسيحيين اليوم بأمثلة للاقتداء بها عندما يواجهون المحن والاضطهاد.
٥ ايّ اضطهاد حدث في ملاوي في ستينات القرن العشرين، وكيف تجاوب الشهود؟
٥ في الازمنة العصرية، كثيرا ما يعاني شعب يهوه المشقات والعوز بسبب الحروب، الحظر، او الاضطهاد المباشر. مثلا في ستينات القرن العشرين، اضطُهد شهود يهوه في ملاوي اضطهادا عنيفا. فقد خسروا كل ما يملكونه: قاعات ملكوتهم، بيوتهم، مؤنهم، وأعمالهم. وتعرّضوا للضرب ولأمور فظيعة اخرى. فكيف تجاوب هؤلاء الاخوة؟ اضطر الآلاف ان يهربوا من قراهم. فالتجأ كثيرون الى الادغال، فيما اقام آخرون مؤقتا في موزمبيق المجاورة. وبما ان اشخاصا امناء عديدين ماتوا، فقد اختار البعض الهرب من منطقة الخطر، قرار منطقي في ظل هذه الظروف. وقرارهم هذا كان على غرار ما فعله يسوع وبولس.
٦ ايّ امر لم يهمله الشهود في ملاوي رغم الاضطهاد العنيف؟
٦ رغم ان الاخوة في ملاوي اضطروا الى الانتقال او الاختباء، فقد طلبوا الارشاد الثيوقراطي واتَّبعوه وداوموا سرّا على القيام قدر المستطاع بالنشاطات المسيحية. والنتيجة؟ بلغت ذروة ناشري الملكوت ٥١٩,١٨ قبيل الحظر سنة ١٩٦٧. ورغم الحظر وهروب كثيرين الى موزمبيق، أُبلغ سنة ١٩٧٢ عن ذروة ناشرين جديدة بلغت ٣٩٨,٢٣. وقد صرف كل ناشر شهريا كمعدل اكثر من ١٦ ساعة في خدمة الحقل. ولا شك ان اعمالهم جلبت التسبيح ليهوه، فأغدق بركاته على هؤلاء الاخوة الامناء خلال هذا الوقت العصيب.a
٧، ٨ لماذا يختار البعض ألّا يهربوا، رغم انهم يعانون المشاكل الناتجة عن المقاومة؟
٧ من ناحية اخرى، قد يختار بعض الاخوة الذين يعانون المشاكل نتيجة المقاومة ألّا يتركوا بلدهم رغم انهم قادرون على ذلك. فالانتقال قد يحل بعض المشاكل، إلا انه يخلق على الارجح مشاكل اخرى. مثلا، هل سيكونون على اتصال بإخوتهم المسيحيين ام معزولين عنهم؟ وهل سيتمكنون من المحافظة على روتينهم الروحي فيما يجاهدون لكي يستقرّوا، ربما في بلد مزدهر او في بلد يتيح فرصا اكثر للربح المادي؟ — ١ تيموثاوس ٦:٩.
٨ أما آخرون فقد يختارون عدم الانتقال لأنهم مهتمون بخير إخوتهم الروحي. فيقرِّرون البقاء والتأقلم مع الوضع لكي يستمروا في الكرازة في بلدهم ولكي يكونوا مصدرا لتشجيع الرفقاء العبّاد. (فيلبي ١:١٤) وهذا ما مكَّن البعض من المساهمة في تحقيق انتصارات قانونية في بلدهم.b
٩ فيمَ يجب ان يفكر المرء قبل اتخاذ قراره ان يبقى في بلده او ينتقل منه بسبب الاضطهاد؟
٩ لا شك ان اختيار البقاء او الانتقال هو قرار شخصي. وقرارات كهذه لا يجب اتِّخاذها إلا بعد الصلاة الى يهوه طلبا للارشاد. ولكن مهما كان قرارنا، يجب ان نبقي في ذهننا كلمات الرسول بولس: «كل واحد منا سيؤدي حسابا عن نفسه للّٰه». (روما ١٤:١٢) وكما سبق فرأينا، يطلب يهوه ان يبقى كلٌّ من خدامه امينا مهما كانت الظروف. فبعض خدامه يواجهون المحن والاضطهاد اليوم؛ والآخرون قد يواجهونها لاحقا. والجميع سيُمتحَنون بطريقة او بأخرى. لذلك لا ينبغي ان يتوقع احد انه مستثنى. (يوحنا ١٥:١٩، ٢٠) فكخدام منتذرين ليهوه، نحن معنيون افراديا بالقضية الكونية التي تشمل تقديس اسم يهوه وتبرئة سلطانه. — حزقيال ٣٨:٢٣؛ متى ٦:٩، ١٠.
«لا تبادلوا احدا سوءا بسوء»
١٠ ايّ مثال هام رسمه لنا يسوع والرسل في طريقة تجاوبهم مع الضغوط والمقاومة؟
١٠ ان المبدأ المهم الآخر الذي يمكننا تعلّمه من طريقة تجاوب يسوع والرسل عندما تعرَّضوا للضغط هو عدم الانتقام من المضطهِدين. فما من اشارة في الكتاب المقدس الى ان يسوع او أتباعه اسّسوا حركة مقاومة او لجأوا الى العنف لمواجهة مضطهِديهم. على العكس، نصح الرسول بولس المسيحيين: «لا تبادلوا احدا سوءا بسوء. . . . لا تنتقموا لأنفسكم، ايها الاحباء، بل أعطوا مكانا للسخط؛ لأنه مكتوب: ‹لي الانتقام؛ انا اجازي، يقول يهوه›. . . . لا تدع السوء يغلبك، بل استمر في غلب السوء بالصلاح». — روما ١٢:١٧-٢١؛ مزمور ٣٧:١-٤؛ امثال ٢٠:٢٢.
١١ ماذا يقول احد المؤرخين عن موقف المسيحيين الاولين من الدولة؟
١١ وقد طبّق المسيحيون الاولون هذه النصيحة. ففي كتاب الكنيسة الباكرة والعالم (بالانكليزية)، يصف المؤرخ سيسيل ج. كادو موقف المسيحيين من الدولة خلال السنوات ٣٠ الى ٧٠ بم، قائلا: «لا نملك ايّ دليل مباشر على لجوء المسيحيين في تلك الفترة الى العنف لمواجهة الاضطهاد. فجُلَّ ما فعلوه في هذا المجال هو شجب حكامهم بشدة او إحباط جهودهم بالهرب. فطريقة تجاوب المسيحيين المعتادة مع الاضطهاد لم تتعدَّ الرفض الباتّ ولكن غير المتطرف لإطاعة اوامر الحكومة التي تتعارض مع الطاعة للمسيح».
١٢ لماذا احتمال الالم افضل من الانتقام؟
١٢ وهل هذا الموقف الذي يُعتبَر خنوعا هو مسلك حكيم؟ ألا يصير كل مَن يتجاوب بهذه الطريقة فريسة سهلة للذين يهدفون الى القضاء عليه؟ أليس من الاحكم ان يدافع المرء عن نفسه؟ قد يبدو الامر كذلك من وجهة النظر البشرية. ولكن كخدام ليهوه، لدينا ملء الثقة ان اتِّباع ارشاده في كل الامور هو المسلك الافضل. ونحن نُبقي في ذهننا كلمات بطرس: «إنْ كنتم وأنتم تفعلون الصلاح تتألمون فتحتملون، فهذه مسرة عند اللّٰه». (١ بطرس ٢:٢٠) ولدينا ثقة بأن يهوه يدرك تماما الوضع ولن يسمح باستمراره الى ما لا نهاية. فكيف يمكننا التأكد من ذلك؟ اعلن يهوه لشعبه الاسير في بابل: ‹مَن يمسكم يمس حدقة عيني›. (زكريا ٢:٨) فهل من شخص يسمح لأحد بأن يمس حدقة عينه لفترة طويلة؟! وبشكل مماثل، فإن يهوه سيجلب لشعبه الراحة في حينها. وهذا امر لا شك فيه البتة. — ٢ تسالونيكي ١:٥-٨.
١٣ لماذا اذعن يسوع وسمح لأعدائه بالقبض عليه؟
١٣ في هذا المجال يمكن ان يكون يسوع مثالا لنا. فقد سمح لأعدائه بأن يقبضوا عليه في بستان جتسيماني رغم انه لم يكن عاجزا عن الدفاع عن نفسه. قال لأحد تلاميذه: «أم تظن اني لا استطيع ان التمس من ابي ان يمدّني في هذه اللحظة بأكثر من اثني عشر فيلقا من الملائكة؟ ولكن كيف تتم الاسفار المقدسة، انه هكذا لا بد ان يكون؟». (متى ٢٦:٥٣، ٥٤) فإتمام مشيئة يهوه كان له اهمية بالغة في نظره، حتى لو ادَّى ذلك الى معاناته الالم. فقد كان يثق ثقة مطلقة بكلمات داود النبوية المسجّلة في المزمور: «لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيَّك يرى فسادا». (مزمور ١٦:١٠) كما ان الرسول بولس قال بعد سنوات عن يسوع: «من اجل الفرح الموضوع امامه احتمل خشبة الآلام، محتقرا الخزي، وجلس عن يمين عرش اللّٰه». — عبرانيين ١٢:٢.
الفرح الناجم عن تقديس اسم يهوه
١٤ ماذا كان الفرح الذي دعم يسوع خلال محنه؟
١٤ وماذا كان الفرح الذي دعم يسوع في اقسى محنة يمكن تخيلها؟ من بين كل خدام يهوه، لا شك ان يسوع، ابن اللّٰه الحبيب، كان الهدف الرئيسي للشيطان. لذلك فإن محافظة يسوع على استقامته تحت الامتحان كانت ستزوِّد الجواب الشافي لتعيير الشيطان ليهوه. (امثال ٢٧:١١) فهل يمكن ان نتخيل الفرح والاكتفاء اللذين احس بهما يسوع عندما أُقيم؟ وكم فرح دون شك عندما ادرك انه تمّم، كإنسان كامل، الدور الذي أُوكل اليه في تبرئة سلطان يهوه وتقديس اسمه! وكذلك فإن جلوس يسوع «عن يمين عرش اللّٰه» هو حقا امتياز رائع ومصدر فرح عظيم له. — مزمور ١١٠:١، ٢؛ ١ تيموثاوس ٦:١٥، ١٦.
١٥، ١٦ ايّ اضطهاد وحشي احتمله الشهود في زاكسنهاوزن، وماذا قوّاهم على ذلك؟
١٥ على نحو مماثل، يفرح المسيحيون عندما يساهمون في تقديس اسم يهوه باحتمالهم المحن والاضطهاد، اقتداء بيسوع. وأحد الامثلة الملائمة هو ما حدث للشهود الذين تألموا في معسكر اعتقال زاكسنهاوزن الشهير وبقوا على قيد الحياة بعد مسيرة الموت الشاقة عند نهاية الحرب العالمية الثانية. فخلال هذه المسيرة، مات آلاف السجناء من البرد القارس، الامراض، او الجوع او أُعدموا بوحشية على ايدي حراس وحدات الحماية. إلا ان الشهود الـ ٢٣٠ جميعا بقوا على قيد الحياة لأنهم تكاتفوا وساعدوا واحدهم الآخر، معرِّضين حياتهم للخطر.
١٦ وماذا قوَّى هؤلاء الشهود لاحتمال هذا الاضطهاد الوحشي؟ حالما صاروا بأمان، عبَّروا عن فرحتهم وامتنانهم ليهوه في وثيقة بعنوان: «قرار شهود يهوه الـ ٢٣٠ المنتمين الى ستّ جنسيات والمجتمعين في غابة قرب شڤيرين في مَكلِنبورڠ». وقد كتبوا في هذه الوثيقة: «تخطينا حقبة عصيبة. وقد انتُشل الناجون اذا جاز التعبير من اتون النار، حتى ان رائحة النار لم تأتِ عليهم. (انظر دانيال ٣:٢٧.) بل امتلأوا من قوة يهوه وقدرته وهم ينتظرون بتوق الاوامر الجديدة من الملك لترويج المصالح الثيوقراطية».c
١٧ اية اشكال يتَّخذها الامتحان الذي يواجهه شعب اللّٰه اليوم؟
١٧ كهؤلاء الشهود الامناء الـ ٢٣٠، قد يُمتحَن ايماننا نحن ايضا رغم اننا لم ‹نقاوم بعد حتى الدم›. (عبرانيين ١٢:٤) لكنَّ الامتحان قد يتَّخذ اشكالا مختلفة. فقد يكون استهزاء من رفقاء الصف او ضغطا من نظرائنا لارتكاب الفساد الادبي وخطايا اخرى. كما يمكن ان يُنتِج التصميم على الامتناع عن الدم، الزواج في الرب فقط، او تربية الاولاد في الحق في بيت منقسم ضغوطا او محنا قاسية. — اعمال ١٥:٢٩؛ ١ كورنثوس ٧:٣٩؛ افسس ٦:٤؛ ١ بطرس ٣:١، ٢.
١٨ اية كلمات مطمئنة تؤكد لنا ان بإمكاننا احتمال حتى اصعب المحن؟
١٨ ولكن مهما كان الامتحان الذي يواجهنا، فنحن نعرف اننا نتألم لأننا نضع يهوه وملكوته في المرتبة الاولى ونعتبر ذلك امتيازا وفرحا. ونحن نستمد الشجاعة من كلمات بطرس المطمئنة: «سعداء انتم اذا كنتم تُعيَّرون من اجل اسم المسيح، لأن روح المجد، اي روح اللّٰه، يستقر عليكم». (١ بطرس ٤:١٤) فبقوة روح يهوه، نتقوى لاحتمال حتى اصعب المحن، وكل ذلك لمجد اللّٰه وتسبيحه. — ٢ كورنثوس ٤:٧؛ افسس ٣:١٦؛ فيلبي ٤:١٣.
[الحواشي]
a لم تكن الاحداث التي جرت في ستينات القرن العشرين سوى بداية الاضطهاد العنيف والوحشي الذي احتمله الشهود في ملاوي طوال ثلاثة عقود تقريبا. اقرأ تفاصيل الرواية الكاملة في الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٩، الصفحات ١٧١-٢١٢.
b انظر مقالة «المحكمة العليا تؤيد العبادة الحقة في ‹ارض اراراط›» في برج المراقبة، عدد ١ نيسان (ابريل) ٢٠٠٣، الصفحات ١١-١٤.
c من اجل النص الكامل لهذا القرار، انظر الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٧٤، الصفحتين ٢٠٨-٢٠٩ (بالانكليزية). كما يمكنك ايجاد السيرة الذاتية لأحد الناجين من هذه المسيرة في برج المراقبة، عدد ١ كانون الثاني (يناير) ١٩٩٨، الصفحات ٢٥-٢٩.
-
-
احتمال المحن يجلب التسبيح ليهوهبرج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
[الاطار/الصور في الصفحة ١٥]
تجاوبهم مع الاضطهاد
• قبلما وصل جنود هيرودس الى بيت لحم لقتل الصبيان من عمر سنتين فما دون، عمل يوسف ومريم وفقا للارشاد الملائكي وأخذا الطفل يسوع وهربا الى مصر. — متى ٢:١٣-١٦.
• اثناء خدمة يسوع، سعى اعداؤه عدة مرات الى قتله بسبب شهادته الجريئة. لكنه كان يهرب منهم في كل مرة. — متى ٢١:٤٥، ٤٦؛ لوقا ٤:٢٨-٣٠؛ يوحنا ٨:٥٧-٥٩.
• عندما اتى الجنود والشرط الى بستان جتسيماني للقبض على يسوع، عرَّف بنفسه جهرا مرتين قائلا: «اني هو». حتى انه منع أتباعه من المقاومة وسمح للجمع باعتقاله. — يوحنا ١٨:٣-١٢.
• في اورشليم، اعتُقل بطرس وتلاميذ آخرون، جُلدوا، وأُمروا ان يكفوا عن التكلم عن يسوع. ولكن بعد إطلاق سراحهم، «كانوا لا ينفكّون كل يوم في الهيكل ومن بيت الى بيت يعلّمون ويبشّرون بالمسيح يسوع». — اعمال ٥:٤٠-٤٢.
• عندما علِم شاول، الذي صار لاحقا الرسول بولس، ان اليهود في دمشق يخطِّطون للقضاء عليه، ساعده الاخوة على الهرب اذ وضعوه في سلّ ودلّوه ليلا من فتحة في سور المدينة. — اعمال ٩:٢٢-٢٥.
• بعد سنوات، اختار بولس ان يستأنف دعواه الى قيصر، رغم ان الحاكم فستس والملك اغريباس لم يجدا فيه «شيئا يستحق الموت او القيود». — اعمال ٢٥:١٠-١٢، ٢٤-٢٧؛ ٢٦:٣٠-٣٢.
-