مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لماذا محبة قريبكم؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • النقص في محبة القريب

      يوجد اليوم عداء متزايد بين الناس من مختلف الفرق العرقية.‏ مثلا،‏ رمى النازيون الجددُ مؤخرا في المانيا رجلا على الارض وداسوا عليه بجزماتهم الثقيلة،‏ كاسرين كل ضلوعه تقريبا.‏ ثم بلَّلوه بشراب كحولي شديد وأحرقوه.‏ وكان الرجل الذي تُرك ليموت قد هوجم اذ اعتُقد انه يهودي.‏ وفي حادث لا علاقة له بذلك،‏ أُلقيت قنبلة حارقة على منزل قرب هامبورڠ،‏ محرقة ثلاثة اشخاص من اصل تركي حتى الموت —‏ واحدة منهم فتاة في العاشرة من العمر.‏

      كانت الحروب العرقية في البلقان والشرق الاقصى،‏ تودي بحياة الآلاف.‏ ومات آخرون في الاصطدامات بين الناس من خلفيات مختلفة في بنڠلاديش،‏ الهند،‏ وپاكستان.‏ وفي افريقيا،‏ اودت النزاعات القبَلية والعرقية بحياة آخرين ايضا.‏

      يرتعب معظم الناس من عنف كهذا ولا يفعلون ابدا ما يضر بقريبهم.‏ وفي الواقع،‏ شجبت مظاهرات كبيرة في المانيا العنف العرقي هناك.‏ ومع ذلك،‏ تقول دائرة المعارف البريطانية الجديدة:‏ «ان اعضاء من كل حضارات العالم تقريبا يعتبرون طريقة حياتهم الخاصة اسمى حتى من تلك التي لأقربائهم الاقربين.‏» وآراء كهذه تعيق محبة القريب.‏

  • محبة القريب ممكنة
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • هل تجدونه صعبا،‏ ككثيرين من الناس،‏ ان تحبوا قريبكم من فريق عرقي آخر غير فريقكم؟‏ ربما كان الامر كذلك لأنكم تعلَّمتم عن او اختبرتم شخصيا التمييز والظلم.‏ وربما عانيتم ايضا انتم او احباؤكم الاساءة على ايدي اناس من فريق آخر.‏

      بما ان يسوع اشار الى ان احدى وصايا اللّٰه هي ان نحب قريبنا،‏ فلا بد ان يكون ممكنا التغلب على مشاعر قوية كهذه.‏ والمفتاح لفعل ذلك هو النظر الى الناس كما ينظر اليهم اللّٰه والمسيح.‏ ومن هذا القبيل دعونا نتأمل في مثال يسوع والمسيحيين الاولين.‏

      مثال يسوع الحسن

      كانت لدى اليهود في القرن الاول مشاعر قوية ضد السامريين،‏ شعب عاش في منطقة بين اليهودية والجليل.‏ وفي احدى المناسبات سأل المقاومون اليهود يسوع بازدراء:‏ «ألسنا نقول حسنا انك سامري وبك شيطان.‏» (‏يوحنا ٨:‏٤٨‏)‏ كان الشعور ضد السامري قويا جدا حتى ان بعض اليهود كانوا يلعنون السامريين جهارا في المجامع وكانوا يصلّون يوميا ان لا يُمنح السامريون الحياة الابدية.‏

      دون شك،‏ حثَّت معرفة هذا البغض الراسخ يسوعَ على اعطاء المثل عن السامري الذي برهن انه قريب حقيقي بالاعتناء بالرجل اليهودي الذي ضربه اللصوص.‏ فكيف كان يمكن ليسوع ان يُجيب عندما سأل الرجل اليهودي الضليع في الناموس الموسوي:‏ «من هو (‏حقا)‏ قريبي.‏» (‏لوقا ١٠:‏٢٩‏)‏ حسنا،‏ كان بامكان يسوع ان يجيب مباشرة بالقول:‏ ‹لا يشمل قريبك فقط رفيقك اليهودي بل الناس الآخرين ايضا،‏ وحتى السامري.‏› ولكنَّ اليهود كانوا سيجدون ذلك صعب القبول.‏ لذلك روى المثل عن اليهودي الذي نال رحمة السامري.‏ وهكذا ساعد يسوع المستمعين اليهود على استخلاص النتيجة ان محبة القريب الحقيقية ستمتد الى غير اليهود.‏

      لم تكن لدى يسوع مشاعر ضد السامريين.‏ ففي احدى المناسبات اذ كان مسافرا عبر السامرة،‏ استراح عند بئر فيما ذهب تلاميذه الى مدينة مجاورة ليبتاعوا طعاما.‏ وعندما اتت امرأة سامرية لتستقي ماء،‏ قال:‏ «اعطيني لأشرب.‏» وبما انه لم تكن لليهود تعاملات مع السامريين،‏ سألت:‏ «كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية.‏» عندئذ شهد لها يسوع،‏ معلنا ايضا بصراحة انه المسيَّا.‏ فاستجابت بالذهاب الى المدينة وبدعوة الآخرين الى المجيء والاستماع اليه.‏ والنتيجة؟‏ «آمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين.‏» يا لها من نتيجة حسنة لأن يسوع لم يكن مقيَّدا بالموقف السائد لمعاصريه اليهود!‏ —‏ يوحنا ٤:‏٤-‏٤٢‏.‏

      اللّٰه ليس محابيا

      كان قصد اللّٰه ان يكرز يسوع خصوصا لليهود،‏ «خراف بيت اسرائيل الضالة.‏» (‏متى ١٥:‏٢٤‏)‏ ولذلك كان أتباعه الاولون من خلفية يهودية.‏ ولكن بعد مجرد ثلاث سنوات من انسكاب الروح القدس في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ جعله يهوه واضحا انه يريد ان يوسِّع اليهود المؤمنون عمل التلمذة الى اناس من الامم.‏

      بالنسبة الى ذهن اليهودي،‏ كانت محبة السامري كالنفس ستصير صعبة جدا.‏ وسيصير اصعب ايضا اظهار محبة القريب للامم غير المختونين،‏ اشخاص لهم اشتراك مع اليهود اقل مما للسامريين.‏ واذ تعلِّق على موقف اليهود من الامم،‏ تذكر دائرة معارف الكتاب المقدس القانونية الاممية:‏ «نجد في ازمنة العهد الجديد،‏ الكره،‏ الاحتقار والبغض الاكثر تطرّفا.‏ فكان يُنظر اليهم [الامم] كنجسين،‏ وكان محرَّما ان تقام اية علاقات ودّية معهم.‏ فقد كانوا اعداء اللّٰه وشعبه،‏ حُرموا من معرفة اللّٰه إلا اذا صاروا مهتدين،‏ ومع ذلك لا يمكن،‏ كما في الازمنة القديمة،‏ ان يُقبلوا في العضوية الكاملة.‏ وكان محرَّما على اليهود ان ينصحوهم،‏ واذا سألوا عن الامور الالهية كانوا سيُلعنون.‏»‏

      فيما كان كثيرون يقبلون هذه الآراء،‏ جعل يهوه الرسول بطرس يختبر رؤيا قيل له فيها ان ‹ما طهَّره اللّٰه لا يدنسه هو.‏› ثم وجَّهه اللّٰه الى منزل كرنيليوس الاممي.‏ فأعطى بطرس شهادة عن المسيح لكرنيليوس،‏ عائلته،‏ وأمميين آخرين.‏ «بالحق،‏» قال بطرس،‏ «انا اجد ان اللّٰه لا يقبل الوجوه.‏ بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده.‏» وفيما كان بطرس لا يزال يكرز،‏ حلَّ الروح القدس على المؤمنين الجدد،‏ الذين اعتمدوا في ذلك الحين وصاروا اول أتباع المسيح الامميين.‏ —‏ اعمال،‏ الاصحاح ١٠‏.‏

      قَبِل الأتباع اليهود هذا التطوُّر،‏ مدركين ان وصية يسوع ان ‹يتلمذوا اناسا من جميع الامم› لم تقتصر على اليهود في كل البلدان بل شملت الامم.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏،‏ ع‌ج‏؛‏ اعمال ١١:‏١٨‏)‏ وإذ تغلبوا على اية مشاعر ضد الامم ربما كانت لديهم،‏ نظموا حملة كرازية للتلمذة بين الامم.‏ وبعد اقل من ٣٠ سنة،‏ كان يمكن القول ان البشارة كُرز بها «في كل الخليقة التي تحت السماء.‏» —‏ كولوسي ١:‏٢٣‏.‏

      كان الرسول بولس،‏ مسيحي من خلفية يهودية،‏ يقود هذا العمل الكرازي.‏ وقبل ان يصير من أتباع المسيح،‏ كان عضوا غيورا من طائفة الفريسيين الدينية.‏ وكانوا يزدرون ليس فقط بالامم بل حتى بعامة الشعب من قوميتهم.‏ (‏لوقا ١٨:‏١١،‏ ١٢‏)‏ ولكن لم يسمح بولس لهذه الآراء بأن تحجمه عن اظهار محبة القريب للآخرين.‏ وعوضا عن ذلك،‏ صار ‹رسولا للامم،‏› واقفا حياته لعمل التلمذة في كل بلدان البحر الابيض المتوسط.‏ —‏ رومية ١١:‏١٣‏.‏

      وفي مجرى خدمته،‏ رُجم بولس،‏ ضُرب وسُجن.‏ ‏(‏اعمال ١٤:‏١٩؛‏ ١٦:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فهل جعلته اختبارات قاسية كهذه يُصاب بالمرارة ويستنتج انه كان يضيّع وقته بين بعض الامم والفرق العرقية؟‏ كلا على الاطلاق.‏ فكان يعرف ان هنالك افرادا مستقيمي القلوب مشتتين بين الفرق العرقية الكثيرة في زمنه.‏

      عندما وجد بولس ان الامم مستعدون لتعلّم طرق اللّٰه،‏ صار يحبهم.‏ مثلا،‏ كتب الى اهل تسالونيكي:‏ «كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة اولادها.‏ هكذا اذ كنا حانّين اليكم كنا نرضى ان نعطيكم لا انجيل اللّٰه فقط بل انفسنا ايضا لانكم صرتم محبوبين الينا.‏» (‏١ تسالونيكي ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ تظهر هذه الكلمات المخلصة ان بولس احب حقا التسالونيكيين الامميين ولم يسمح لشيء بأن يفسد فرح العلاقة الجيدة بهم.‏

      محبة القريب وهي تعمل

      واليوم،‏ كما في القرن الاول،‏ ينمي اولئك الذين ينضمون الى الجماعة المسيحية محبة القريب للناس من كل الفرق العرقية.‏ فبتطوير نظرة تقوية الى الآخرين وبالاشتراك معهم في بشارة الملكوت،‏ وسَّع المسيحيون الحقيقيون فهمهم لأناس لم يكن ممكنا ان يعرفوهم لو لم يقترنوا بالجماعة.‏ حتى انهم يملكون محبة اخوية لهم.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ ويمكن ان يكون ذلك اختباركم ايضا.‏

      توجد محبة كهذه بين شهود يهوه،‏ على الرغم من انهم موجودون في ٢٢٩ بلدا ويمثلون «كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة.‏» (‏رؤيا ٧:‏٩‏)‏ وكأخوَّة عالمية،‏ هم متحدون في عبادة يهوه،‏ في رفضهم الاشتراك في النزاعات والمنافسات العرقية،‏ وفي رفضهم التحاملات التي تسلب الناس العلاقات الدافئة مع الرفقاء البشر.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة