-
الدين الباطل يمثِّل دور الزانيةبرج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
الدين الباطل يمثِّل دور الزانية
١ كيف نظر كثيرون الى العهارة؟
يدعوها البعض اقدم مهنة — تلك التي للزانية، العاهرة، او المومس. وكما تستعمل عادة، فان لهذه الكلمات كلها المعنى نفسه، اذ تشير الى امرأة فاسدة ادبيا تبيع استعمال جسدها للرجال. ومع ذلك، كان هنالك وقت يُنظر فيه الى ذلك كحرفة مشرِّفة!
٢ و ٣ كيف كان الدور الذي مثّلته الكاهنات في بابل القديمة متباينا مع شرائع يهوه لاسرائيل في ما يتعلق بعهارة الذكر والانثى؟
٢ واذ تكلم عن كهنوت بابل القديمة ذكر الپروفسور س. ه . هوك، خبير بعلم آثار الكتاب المقدس: «لم يقتصر الكهنوت على الرجال، ولكنّ النساء شكَّلن جزءا من مجموعة المساعدين في الهياكل الكبيرة. وكان يُعتبر شرفا الانتماء الى طبقة الكاهنات، ونسمع عن عدة ملوك نذروا بناتهم للدعوة الكهنوتية. . . . وكان عملهنّ الاكثر اهمية ان يخدمن كزوان مقدسات في المهرجانات الموسمية الكبرى. . . . وهيكل عشتار [إلاهة الخصب والحرب] كان يحتوي طبيعيا على مجموعة كبيرة من امثال هذه النساء.»
٣ كان ذلك في تباين تام مع العبادة التي كان على امة اسرائيل تقديمها ليهوه اللّٰه. ذكرت الشريعة بوضوح: «لا تكن زانية (هيكل) من بنات اسرائيل ولا يكن مأبون (هيكل) [يمارس مضاجعة النظير] من بني اسرائيل. لا تُدخل اجرة زانية ولا ثمن كلب الى بيت الرب الهك عن نذر ما لانهما كليهما رجس لدى الرب الهك.» (تثنية ٢٣:١٧، ١٨) وهكذا فان دفعة الزانية كانت غير مقبولة كتبرّع لمَقدس اللّٰه. وحتى الزنى بدون ايّ معنى ديني ضمني كان مخزيا. فقد أُمر الاسرائيليون: «لا تدنّس ابنتك بتعريضها للزنى لئلا تزني الارض وتمتلئ الارض رذيلة.» والشرائع ضد الزنى ومضاجعة النظير، اللذين يوصفان كشيء «رجس،» كانت حماية للامة، روحيا وجسديا على السواء. — لاويين ١٩:٢٩؛ ٢٠:١٣.
الزنى الروحي اردأ ايضا
٤ ما هو الشكل الاردأ للزنى؟
٤ ومع ذلك، من وجهة نظر اللّٰه، هنالك شكل اردأ للعهارة — الزنى الروحي، اي الادعاء بعبادة الاله الحقيقي فيما تعطى العبادة والمحبة في الواقع لآلهة اخرى. واورشليم القديمة قامت بخطوة اضافية في زناها. فقدَّمت الهدايا لتلك الامم التي زنت معها روحيا، ملوِّثة العبادة الحقة. — حزقيال ١٦:٣٤.
٥ و ٦ من هم الذين يرتكبون الزنى الروحي في هذا القرن الـ ٢٠، مما يؤدي الى اية اسئلة؟
٥ وحتى في القرن الـ ٢٠ هذا فان الزنى الروحي شائع في نظام العالم الديني. والعالم المسيحي هو الجزء الاكثر بروزا لهذا النظام — نظام يدعوه الكتاب المقدس «بابل العظيمة ام الزواني ورجاسات الأرض.» — رؤيا ١٧:٥.
٦ ولكن ما هو مصير بابل العظيمة النهائي؟ وكيف ستؤثر هذه النتيجة النهائية فيكم وفي احبائكم؟ اذا دان اللّٰه الزناة بشكل مضاد في اسرائيل القديمة، ماذا سيفعل بشأن الزنى الروحي العصري؟ ستفحص المقالات التالية هذه الاسئلة وتلك المتعلقة بها.
-
-
الزانية الرديئة السمعة سقوطهابرج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
الزانية الرديئة السمعة سقوطها
«سقطت سقطت بابل المدينة العظيمة لأنها سقت جميع الامم من خمر غضب زناها.» — رؤيا ١٤:٨.
ان هذه المقالة والتي تتبعها شكَّلتا الخطاب الختامي من سلسلة الخطابات بعنوان «الوقت المعيَّن قريب،» التي قُدِّمت خلال السنة ١٩٨٨ في محافل العدل الالهي الكورية لشهود يهوه.
١ من هي «الزانية» الرديئة السمعة، ولماذا يلزمنا ان نعرف عنها؟
«الزانية» الرديئة السمعة — من هي؟ ولماذا يلزمنا التكلم عنها؟ ألا تقدِّم الروايات المثيرة، الافلام، التلفزيون، وأجهزة الفيديو ما يكفي من جُرَع الفساد الادبي التي تبعث على التقزُّز؟ بلى! ولكنّ هذه ليست زانية عادية. انها، في الواقع، العاهرة الاكثر نفوذا، الاكثر شُنعة، والاكثر قتلا في كل التاريخ. وكانت تبيع خدماتها الجنسية لاكثر من ٠٠٠,٤ سنة! ويلزمنا ان نعرف عنها لحمايتنا. وفي الرؤيا ١٤:٨ يدعو ملاك سماوي هذه المرأة ذات السمعة الرديئة بـ «بابل العظيمة» ويصفها بمغوية للامم. وبما انها خطيرة الى هذا الحدّ يجب ان نكون سعداء بأن نعرف ان «وقت [يهوه] (المعيّن) قريب» لتنفيذ الحكم فيها. — رؤيا ١:٣.
٢ من اين تأخذ هذه الزانية اسمها، وكيف ابتدأت امبراطوريةٌ عالمية للدين الباطل؟
٢ تأخذ هذه الزانية اسمها من بابل القديمة، المدينة المتكبرة التي أسسها في بلاد ما بين النهرين منذ اكثر من ٠٠٠,٤ سنة نمرود، «جبار صيد امام (يهوه).» وعندما شرع البابليون في بناء برج ديني وثني بلبل يهوه لغتهم وبدَّدهم الى اطراف الارض. فحملوا دينهم معهم، وهكذا ابتدأت الامبراطورية العالمية للدين البابلي. حقا، انها بابل العظيمة. (تكوين ١٠:٨-١٠؛ ١١:١-٩) وحتى زماننا تنعكس اسرار بابل القديمة في معتقدات وممارسات اديان العالم. (رؤيا ١٧:٧) والاسم العبراني للمدينة، بابل، يعني «التشوُّش،» لقب ملائم لخليط يومنا من الدين الباطل!
٣ (أ) لكم من الوقت احتجزت بابل شعب اللّٰه أسرى، جاعلة اياهم على مقربة من اي شيء؟ (ب) متى عانت بابل سقوطا مفجعا، ولماذا لم تأتِ نهايتها في ذلك الوقت؟
٣ شفيت بابل القديمة من تلك الانتكاسة الأولى، وبقلب أشور في السنة ٦٣٢ قم اصبحت الدولة العالمية الثالثة في تاريخ الكتاب المقدس. ومجدها على هذا النحو كان قصير الامد — أقل من مئة سنة — ولكن لحوالي ٧٠ سنة من تلك السنين، احتجزت شعب اللّٰه اسرائيل اسرى. وهذا جعلهم على مقربة من هياكل وامكنة صلاة بابل الألف، ثواليث آلهتها وثواليث ابالستها، عبادتها للأم والابن، وتنجيمها الذي ألَّه آلهة زُعم انها خالدة. وهكذا كان الاسرائيليون الاسرى موجودين في المركز العالمي للدين الباطل عندما عانت المدينة في السنة ٥٣٩ قم سقوطا مفجعا. ولكنّ نهايتها لم تأتِ بعد! فقد استمر فاتحوها في استعمالها كمركز ديني رفيع.
امبراطورية دينية عالمية النطاق
٤ (أ) ماذا اعلن انبياء يهوه في ما يتعلق ببابل، وماذا حدث لبابل؟ (ب) اية بابل اخرى لا تزال حية لضرر شعب الارض؟
٤ اعلن انبياء يهوه دينونته بأن بابل يجب أن تُكنَّس «بمكنسة الهلاك» — «كتقليب اللّٰه سدوم وعمورة.» فهل تمَّت هذه النبوات لاحقا؟ نعم، حتى آخر تفصيل! وفي الوقت المعيَّن صارت بابل القديمة كومة حجارة — غير مسكونة إلا من الزحّافات والوحوش — تماما كما أُنبئ! (اشعياء ١٣:٩، ١٩-٢٢؛ ١٤:٢٣؛ ارميا ٥٠:٣٥، ٣٨-٤٠) ومع ذلك فان بابل الأخرى هذه، بابل العظيمة العصرية، لا تزال حيّة. وبصفتها الامبراطورية العالمية للدين الباطل فانها تديم تعاليم بابل الأصلية وروحها المتكبّرة. وهي أداة الشيطان الرئيسية لاعماء الناس عن مقاصد ملكوت يهوه. — ٢ كورنثوس ٤:٣، ٤.
٥ (أ) اية ديانات تطوَّرت فيما كانت بابل في أوج مجدها، ولكن لماذا لم ينجح الشيطان في اغراق كامل العالم في الدين الباطل؟ (ب) كيف استخدم الشيطان الدين الباطل بعد ادخال المسيحية؟
٥ حوالي القرن السادس قبل المسيح، عندما كانت الدولة العالمية بابل في أوج مجدها، اتت الديانات الهندوسية، البوذية، الكونفوشيوسية، والشنتوية الى المقدمة ايضا. ولكن هل نجح الشيطان في اغراق كامل العالم في الدين الباطل؟ كلا، لأن بقية من شهود يهوه القدامى عادوا من بابل الى اورشليم لاعادة تأسيس عبادة يهوه. وهكذا كان اليهود الأمناء موجودين هناك، بعد ستة قرون، ليرحّبوا بالمسيّا وليصيروا اول اعضاء الجماعة المسيحية. وقد سبَّب الدين الباطل استشهاد ابن اللّٰه وأصبح أداة الشيطان لمقاومة المسيحية الحقة، تماما كما كان قد حذَّر يسوع ورسله. — متى ٧:١٥؛ اعمال ٢٠:٢٩، ٣٠؛ ٢ بطرس ٢:١.
٦ (أ) كيف افسد الشيطان التعاليم المسيحية، وأية تعاليم محقِّرة للّٰه تطوَّرت؟ (ب) ماذا حصل لآلاف الذين فضَّلوا حق الكتاب المقدس على العقيدة البابلية؟
٦ وخصوصا بعد الدمار الثاني لاورشليم في السنة ٧٠ بم استخدم الشيطان الرسل الكذبة لافساد التعاليم المسيحية، بإدماجها في التصوُّف البابلي والفلسفة اليونانية العالمية. وهكذا حلّ ‹الثالوث الالهي،› الثالوث، محلّ ‹(يهوه الواحد)› للكتاب المقدس. (تثنية ٦:٤؛ مرقس ١٢:٢٩؛ ١ كورنثوس ٨:٥، ٦) وأُدخلت عقيدة خلود النفس البشرية، كما علَّمها الفيلسوف الوثني افلاطون، لابطال تعاليم الكتاب المقدس الثمينة عن فدية المسيح والقيامة. وهذا فتح المجال للاعتقاد بهاوية نارية ومطهر أقل التهابا. (مزمور ٨٩:٤٨؛ حزقيال ١٨:٤، ٢٠) ان مثل هذه التعاليم المحقِّرة للّٰه والتي تستغل مخاوف الناس قد ساهمت في ملء خزائن الكنائس. واضافة الى ذلك، ففي ايام محاكم التفتيش والاصلاح لم يستطع رجال الدين انتظار لهيب الهاوية النارية للقيام بالتعذيب. فآلاف الذين فضَّلوا حق الكتاب المقدس على العقيدة البابلية حُرقوا أحياء على الخشبة من قِبل الكاثوليك والبروتستانت على حد سواء. ولكن، كما سنرى، يمتد زنى بابل العظيمة بعيدا الى ما وراء ترويج الكذب.
يوم دينونة يهوه
٧ (أ) متى وكيف بدأ يهوه ردّ حقائق الكتاب المقدس الاساسية وتشهير التعاليم البابلية الباطلة؟ (ب) اية حقائق اساسية للكتاب المقدس ردَّها تلاميذ الكتاب المقدّس؟
٧ ان يوم دينونة يهوه لهذه الزانية لا بد ان يأتي! (عبرانيين ١٠:٣٠) وكانت هنالك فترة إعدادية ابتدأت في سبعينات الـ ١٨٠٠ حين أرسل يهوه ‹(رسوله)› — فريقا مخلصا من تلاميذ الكتاب المقدس — لردّ حقائق الكتاب المقدس الاساسية وتشهير التعاليم البابلية الباطلة. (ملاخي ٣:١أ) وفريق ‹(الرسول)› هذا اشتركوا في الكلمات النبوية للرؤيا ٤:١١: «انت مستحق ايها الرب ان تأخذ المجد والكرامة والقدرة لانك انت خلقت كل الاشياء وهي بارادتك كائنة وخُلقت.» وصار ‹(الرسول)› ايضا مدافعا صريحا عن ذبيحة يسوع الفدائية، تدبير اللّٰه لافتداء الجنس البشري. وكان الجنس البشري المفدي سيشمل اولا «القطيع الصغير» الذي سيحكم مع يسوع في ملكوته السماوي، وفي ما بعد مئات الملايين من الذين سيحيون الى الابد في الارض الفردوسية — ومعظمهم سيقامون من الاموات. (لوقا ١٢:٣٢؛ ١ يوحنا ٢:٢؛ اعمال ٢٤:١٥) اجل، ردّ تلاميذ الكتاب المقدس هؤلاء هذه الحقائق الاساسية حتى انهم، بطريقة مجازية، ‹أداروا خرطوم المياه على الهاوية وأطفأوا نار› عقيدة العذاب الأبدي البابلية!a
٨ (أ) كيف استخدم رجال دين العالم المسيحي الحرب العالمية الاولى في محاولة لاهلاك تلاميذ الكتاب المقدس؟ (ب) ماذا حدث للقاضي الذي ابقى ثمانية من رسميي جمعية برج المراقبة في السجن برفضه اطلاق سراحهم بكفالة؟
٨ لنحو ٤٠ سنة نادى تلاميذ الكتاب المقدس بجرأة بأن السنة ١٩١٤ كانت ستسم نهاية ازمنة الامم. وكما كان متوقعا، جلبت تلك السنة حوادث هزَّت العالم، ولم تكن الحرب العالمية الاولى اقلّها شأنا. وكم حاول رجال دين العالم المسيحي — الجزء الابرز من بابل العظيمة — ان يستخدموا الأزمة العالمية لاهلاك تلاميذ الكتاب المقدس الصرحاء هؤلاء! وأخيرا، في السنة ١٩١٨، تسبَّبوا بالحكم على ثمانية من رسميي جمعية برج المراقبة بالسجن بتهم ملفّقة للتحريض على الفتنة. ولكنّ هؤلاء الرسميين أُطلق سراحهم بعد تسعة أشهر وجرت تبرئتهم لاحقا. والقاضي الفدرالي للولايات المتحدة مارتن ت. مانتون، الذي ابقى تلاميذ الكتاب المقدس هؤلاء في السجن برفضه اطلاق سراحهم بكفالة، قلَّده في ما بعد البابا پيوس الحادي عشر وساما، اذ جُعل «فارسا برتبة القديس غريغوريوس الكبير.» ولكنّ مجده كان قصير الأمد إذ حُكم عليه في السنة ١٩٣٩ بالسجن لمدّة سنتين وبغرامة كبيرة. ولماذا؟ لانه وُجد مذنبا ببيع ستة احكام بما مجموعه ٠٠٠,١٨٦ دولار اميركي كرشوة!
٩ كيف اوضحت نبوة ملاخي ما كان يجري لشعب يهوه، وهكذا بمن ابتدأت الدينونة؟
٩ وكما ذكرنا قبل قليل، دخل شعب يهوه فترة من الامتحان القاسي في السنة ١٩١٨. وكلمات النبي الاضافية في ملاخي ٣:١-٣ توضح ما كان يجري: «ويأتي بغتة الى هيكله السيّد [يهوه] الذي تطلبونه و (رسول) العهد [الابرهيمي]» — يسوع. نعم، أتى يهوه مع مسيحه للدينونة. ثم يسأل يهوه: «من يحتمل يوم مجيئه ومن يثبت عند ظهوره. لانه مثل نار الممحّص ومثل اشنان القصّار.» وبحسب ١ بطرس ٤:١٧، كانت الدينونة ستبدأ بأولئك الذين يدّعون انهم من «بيت اللّٰه.» وهكذا جرى تمحيص المسيحيين الحقيقيين وتطهيرهم لخدمة يهوه.
‹اخرجوا منها . . . يا شعبي›!
١٠ اية دينونة إلهية اتت على العالم المسيحي وعلى كل الدين الباطل بحلول السنة ١٩١٩، مما انتج ايّ شيء لبابل العظيمة؟
١٠ بصفتهم جزءا غير تائب من بابل العظيمة لا يستطيع رجال دين العالم المسيحي الثبات عند دينونة يهوه. فقد لطَّخوا ثيابهم بشكل رهيب كمساهمين في مجزرة الحرب العالمية وكمضطهدين للمسيحيين الحقيقيين. (ارميا ٢:٣٤) وعوضا عن الترحيب بملكوت المسيح السماوي القادم، روَّجوا عصبة الامم البشرية الصنع، التي وصفوها بأنها «التعبير السياسي لملكوت اللّٰه على الارض.» وبحلول السنة ١٩١٩ كان ظاهرا ان يهوه قد أصدر دينونة على العالم المسيحي — وفي الواقع على كل الدين الباطل. لقد سقطت بابل العظيمة، حُكم عليها بالموت! وآن لجميع محبي الحق والبر ان يعملوا وفق الامر النبوي في ارميا ٥١:٤٥: «اخرجوا من وسطها يا شعبي ولينجِّ كل واحد نفسه من حموّ غضب (يهوه).»
١١ و ١٢ (أ) ماذا يقول ملاك في الرؤيا ١٧:١، ٢ في ما يتعلق بالدينونة على بابل العظيمة؟ (ب) ما هي «المياه الكثيرة» التي تجلس عليها الزانية العظيمة، وكيف جعلت سكان الأرض ‹يسكرون من خمر زناها›؟
١١ لقد سقطت بابل العظيمة! ولكنها لم تُدمَّر بعدُ. وكامبراطورية عالمية للدين الباطل ستوجد لوقت قصير بعدُ بصفتها تحفة الشيطان للخداع. فما هي دينونة اللّٰه النهائية عليها؟ اننا لم نُترك في شك! فدعونا نفتح كتبنا المقدسة الى الرؤيا ١٧:١، ٢. هنا يخاطب ملاك الرسول يوحنا، وبواسطته تلاميذ النبوة اليوم، قائلا: «هلمَّ فأُريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الارض وسكر سكان الارض من خمر زناها.» تشير عبارة «المياه الكثيرة» الى جماهير البشر المضطربة، التي ضايقتها الزانية العظيمة مدّة طويلة. وتذكر النبوة ان «سكان الارض» سكروا من خمرها. فهم يتشرَّبون التعاليم الباطلة والطرائق العالمية الفاسدة ادبيا لبابل العظيمة ويُرسَلون مترنّحين، كما لو انهم سكارى بخمر رخيصة محرَّمة.
١٢ وفي يعقوب ٤:٤ نقرأ: «ايها الزناة والزواني أما تعلمون أن (صداقة) العالم عداوة للّٰه.» ان دين القرن العشرين كله مستعدّ جدا ان يتملَّق العالم كسبا لرضاه، ويصحّ ذلك خصوصا في العالم المسيحي. فرجال دينه لا يفشلون فقط في المناداة ببشارة ملكوت يهوه القادم بل يخفِّفون ايضا تعاليم الكتاب المقدس الادبية، متغاضين عن الاباحية العالمية بين اعضاء الكنيسة. ورجال الدين ايضا ليسوا ابرياء بالنسبة الى الزنى الجسدي، الذي دانه الرسول بولس بصراحة عندما قال: «لا تضلّوا. لا زناة ولا عبدة اوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور . . . يرثون ملكوت اللّٰه. وهكذا كان اناس منكم. لكن اغتسلتم.» — ١ كورنثوس ٦:٩-١١.
«مراغة الحمأة»
١٣ و ١٤ (أ) اية امثلة تُظهر ان رجال الدين العصريين لم ‹يغتسلوا›؟ (ب) اي موقف اتخذه مجمع لكنيسة انكلترا من اعمال مضاجعة النظير الجنسية، وماذا اقترح كاتب صحفي ان تُسمَّى الكنيسة من جديد؟ (ج) رجال الدين المرتدّون يطابقون جيدا اية كلمات للرسول بطرس؟
١٣ فهل «اغتسل» رجال الدين العصريون؟ حسنا، كمثال لذلك، لاحظوا الحالة في بريطانيا، التي كانت ذات مرّة معقلا للبروتستانتية. ففي تشرين الثاني ١٩٨٧، عندما كانت رئيسة وزراء بريطانيا تزور رجال الدين لتزويد التوجيه الأدبي، قال قسيس كنيسة انغليكانية: «ان مضاجعي النظير قد نالوا الحق في التعبير الجنسي كأيّ شخص آخر؛ فيجب ان ننظر الى ما هو جيّد في ذلك ونشجِّع على الوفاء [بين مضاجعي النظير].» وذكرت صحيفة لندنية: «ان ممارسات مضاجعة النظير صارت منتشرة جدا في احدى كليات اللاهوت الانغليكانية حتى ان التلاميذ من كلية اخرى كان يلزم منعهم من زيارتها من قِبل هيئة الاساتذة.» وحسبت احدى الدراسات انه «في احدى مقاطعات لندن قد يتجاوز عدد رجال الدين الذين لديهم ميول الى مضاجعة النظير نصف المجموع.» وفي مجمع كنسي أيَّد ٩٥ في المئة من رجال دين كنيسة انكلترا اقتراحا يصنِّف العهارة والزنى كخطايا، ولكن ليس اعمال مضاجعة النظير الجنسية. وقيل ان اعمال مضاجعة النظير هذه تقصِّر فقط عن بلوغ المثالية. وتعليقا على ذلك كلّه اقترح كاتب صحفي انه يمكن جيدا تسمية كنيسة انكلترا من جديد سدوم وعمورة. وأعلنت صحيفة لندنية اخرى: «يرتاع الشعب البريطاني اذ يتأمل في نتائج جيل الاباحية.»
١٤ فكم يطابق رجال الدين المرتدّون على مر السنين جيدا كلمات الرسول بطرس: «قد أصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد الى قيئه وخنزيرة مغتسلة الى مراغة الحمأة»! — ٢ بطرس ٢:٢٢.
١٥ (أ) اي انحطاط في القيم الادبية حدث في كل مكان من العالم المسيحي؟ (ب) من لا بدّ ان يشتركوا في المسؤولية عن هذا الحصاد المحزن؟
١٥ في كل مكان من العالم المسيحي، وفي الواقع في كل العالم، هنالك انحطاط مروِّع في القيم الادبية. وفي بعض المجتمعات يُعتبر الزواج الآن غير ضروري، واولئك المتزوّجون يعتقدون ان الامانة الزوجية لا تتماشى مع العصر. وعدد اقل يجعلون زواجهم شرعيا، ونسبة الطلاق ترتفع بين هؤلاء. وفي الولايات المتحدة ازداد الطلاق اكثر من ثلاثة أضعاف في السنين الـ ٢٥ الماضية فبلغ اكثر من مليون سنويا. وفي بريطانيا، خلال فترة الـ ٢٠ سنة منذ ١٩٦٥، ازداد الطلاق اربعة أضعاف، من ٠٠٠,٤١ الى ٠٠٠,١٧٥. ويفضّل العزّاب العيش مع العزّاب من ايّ من الجنسين، وكثيرون ينتقلون من رفيق الى آخر. وهم يرْثون الامراض المروِّعة المنتقلة جنسيا، وأبرزها الأيدز، التي تزداد نتيجة نمط حياتهم الفاسد ادبيا ولكنهم يستمرّون في الاصرار على ممارساتهم الجنسية المنحطّة. ورجال الدين في العالم المسيحي لم يؤدِّبوا اعضاء الكنيسة الخطاة. حتى انهم تغاضوا عن الفساد الادبي، ولا بدّ ان يشتركوا في المسؤولية عن هذا الحصاد المحزن. — ارميا ٥:٢٩-٣١.
١٦ (أ) ماذا يؤكد الواقع بأن بابل العظيمة قد سقطت، وأي صراخ ملائكي في الرؤيا ١٨:٢ هو ملائم؟ (ب) جميع الذين يريدون النجاة من نهاية العالم يجب ان يفعلوا ماذا؟
١٦ والحالة الادبية المؤسفة في الامبراطورية العالمية للدين الباطل تؤكد ايضا الواقع بأن بابل العظيمة قد سقطت. فقد دانها اللّٰه ووسمها للهلاك. فكم هو ملائم صراخ الملاك بصوت عظيم في الرؤيا ١٨:٢: «سقطت سقطت بابل العظيمة وصارت مسكنا لشياطين ومحرسا لكل روح نجس ومحرسا لكل طائر نجس وممقوت.» وكم هو مهمّ لجميع الذين يريدون النجاة من نهاية العالم ان يعملوا الآن تلبية للدعوة في العدد ٤: «اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها»! والخروج من الدين الباطل خطوة حيوية لعبور «الضيقة العظيمة» الوشيكة. (رؤيا ٧:١٤) ولكن يلزم المزيد، كما سنرى!
[الحاشية]
a في ١ تشرين الثاني ١٩٠٣، بعد آخر سلسلة من المناقشات في قاعة كارنيجي، بتسبورڠ، پنسيلڤانيا، الولايات المتحدة الاميركية، بين تشارلز ت. رصل والدكتور إِ. ل. ايتُن، اعترف احد رجال الدين الحاضرين بانتصار الأخ رصل قائلا: «اني مسرور برؤيتك تدير خرطوم المياه على الهاوية وتطفئ النار!»
-
-
الزانية الرديئة السمعة — هلاكهابرج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
الزانية الرديئة السمعة — هلاكها
«هللويا. الخلاص والمجد والكرامة والقدرة للرب الهنا لأن احكامه حق وعادلة إذ قد دان الزانية العظيمة التي أفسدت الارض بزناها وانتقم لدم عبيده من يدها.» — رؤيا ١٩:١، ٢.
١ كيف ارتكبت الزانية العظيمة العهارة مع «ملوك الارض،» وماذا انتج ذلك؟
كل ما كنا نناقشه هو جديّ كفاية. ولكن يجب ان نلاحظ ان الرؤيا ١٧:٢ تتكلم ايضا عن عهارة الزانية العظيمة مع «ملوك الارض.» ورغم انها كابدت سقوطا، فهي لا تزال صديقة العالم الى حدّ كبير وتحاول التأثير في الحكام العالميين للوصول الى غاياتها. (يعقوب ٤:٤) وهذا الزنى الروحي، المؤلف من علائق محرَّمة بين بابل العظيمة والحكّام السياسيين، انتج موت عشرات الملايين من الناس الابرياء قبل الأوان! وكان رديئا كفاية ان تتورط الزانية العظيمة في كلّ من جانبي النزاع في الحرب العالمية الاولى. ولكنّ خطاياها في ما يتعلّق بالحرب العالمية الثانية قد «لحقت السماء» بالتأكيد! (رؤيا ١٨:٥) ولماذا نقول ذلك؟
٢ (أ) كيف ساعد فرانز ڤون پاپن أدولف هتلر ليصير حاكم المانيا، وكيف وصف رئيس وزراء الماني سابق هذا الفارس البابوي؟ (ب) في الاتفاقية بين الدولة النازية والڤاتيكان، اي بندين أُبقيا سرِّيين؟ (انظر الحاشية.)
٢ حسنا، لنأخذ مثلا واحدا. كيف صار الطاغية أدولف هتلر رئيسا للوزراء — ودكتاتورا — في المانيا؟ كان ذلك بمكيدة سياسية لفارس بابوي وصفه رئيس الوزراء الالماني السابق، كيرت ڤون شلايشر، بأنه «نوع الخائن الذي بالمقارنة معه يكون يهوذا الاسخريوطي قديسا.» كان هذا فرانز ڤون پاپن، الذي نظَّم الحركة الكاثوليكية وكبار الصناعيين لمقاومة الشيوعية وتوحيد المانيا تحت سلطة هتلر. وكجزء من صفقة بيع جُعل ڤون پاپن نائب رئيس الوزراء. وأرسل هتلر وفدا بقيادة ڤون پاپن الى روما للتفاوض في اتفاقية بين الدولة النازية والڤاتيكان. وعبَّر البابا پيوس الحادي عشر للمندوبين الالمان عن سروره بأن يكون «لدى الحكومة الالمانية الآن على رأسها رجل مقاوم للشيوعية بعناد،» وفي ٢٠ تموز ١٩٣٣، في طقس مدروس في الڤاتيكان، فان الكاردينال پاسيللي (الذي كان سيصير بعد وقت قصير البابا پيوس الثاني عشر) وقَّع الاتفاقية.a
٣ (أ) ماذا كتب مؤرّخ حول الاتفاقية بين الدولة النازية والڤاتيكان؟ (ب) خلال الاحتفالات في الڤاتيكان، اي تكريم مُنح لفرانز ڤون پاپن؟ (ج) اي دور قام به فرانز ڤون پاپن في السيطرة النازية على النمسا؟
٣ يكتب أحد المؤرخين: «كانت الاتفاقية [مع الڤاتيكان] انتصارا عظيما لهتلر. فقد منحته اول دعم أدبي تلقّاه من العالم الخارجي، وذلك من أرفع مصدر.» وخلال الاحتفالات في الڤاتيكان منح پاسيللي ڤون پاپن الوسام البابوي العالي للصليب العظيم من رتبة پيوس.b ويخبر ونستون تشرشل في كتابه العاصفة الجامعة، الصادر في السنة ١٩٤٨، كيف أن ڤون پاپن استخدم الى حدّ أبعد «صيته ككاثوليكي مخلص» ليكسب دعم الكنيسة للسيطرة النازية على النمسا. وفي السنة ١٩٣٨، تكريما لميلاد هتلر، أمر الكاردينال إنّيتزر بأن ترفع جميع كنائس النمسا راية الصليب المعقوف، وتدقّ اجراسها، وتصلّي لاجل الدكتاتور النازي.
٤ و ٥ (أ) لماذا يستقر ذنب سفك الدم الرهيب على الڤاتيكان؟ (ب) كيف منح المطارنة الكاثوليك الالمان الدعم المفتوح لهتلر؟
٤ لذلك فان ذنب سفك الدم الرهيب يستقرّ على الڤاتيكان! وبصفتها جزءا رئيسيا من بابل العظيمة فقد ساعدت بشكل بارز في تولّي هتلر الحكم ومنحه الدعم ‹الأدبي.› وذهبت الڤاتيكان الى أبعد من ذلك في الموافقة ضمنا على اعمال هتلر الوحشية. وخلال العقد الطويل للارهاب النازي فان الحبر الروماني لزم الصمت فيما كان مئات الآلاف من الجنود الكاثوليك يحاربون ويموتون من أجل مجد النظام النازي وفيما كان ملايين التعساء الآخرين يُقتلون في غرف الغاز الهتلرية.
٥ حتى أن المطارنة الكاثوليك الالمان منحوا أيضا الدعم المفتوح لهتلر. وفي اليوم نفسه الذي شنّت فيه اليابان — شريكة المانيا في الحرب وقتئذ — هجوما غادرا على پيرل هاربر نشرت النيويورك تايمز هذا التقرير: «ان مؤتمر المطارنة الكاثوليك الألمان المعقود في فولدا أوصى بتقديم ‹صلاة حرب› خصوصية تُتلى في بداية ونهاية جميع القداديس الالهية. والصلاة تلتمس العناية الالهية لمباركة الاسلحة الالمانية بالنصر ومنح الحماية لحياة وصحة جميع الجنود. وأمر المطارنة ايضا رجال الدين الكاثوليك ان يحفظوا ويتذكروا في عظة خصوصية يوم الاحد مرة في الشهر على الأقل الجنود الالمان ‹برّا وبحرا وجوّا.›»
٦ لربما تجنب العالم اي اسى عظيم وأعمال وحشية لو لم تكن هنالك عهارة روحية بين الڤاتيكان والنازيين؟
٦ فلو لم تكن هنالك علاقة غرامية بين الڤاتيكان والنازيين لربما تجنب العالم الأسى الناجم عن قتل عشرات الملايين من الجنود والمدنيين في الحرب، والقضاء على ستة ملايين من اليهود لكونهم غير آريين — والأثمن في نظر يهوه — معاناة الآلاف من شهوده، الممسوحين و ‹الخراف الاخر› على السواء، اعمالا وحشية شديدة، وموت شهود كثيرين في معسكرات الاعتقال النازية. — يوحنا ١٠:١٠، ١٦.
رؤية عن كثب للزانية
٧ كيف يصف الرسول يوحنا رؤيته عن كثب للزانية العظيمة؟
٧ كم ملائمة هي الرؤيا التي تنكشف بعد ذلك مباشرة في نبوّة سفر الرؤيا! واذ نفتح الى الاصحاح ١٧، الاعداد ٣ الى ٥، نجد يوحنا يقول عن الملاك: «فمضى بي بالروح الى برية فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف له سبعة رؤوس وعشرة قرون. والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز ومتحلّية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ ومعها كأس من ذهب في يدها مملوَّة رجاسات ونجاسات زناها وعلى جبهتها اسم مكتوب. سرّ. بابل العظيمة امّ الزواني ورجاسات الارض.»
٨ (أ) ماذا تحمل الزانية العظيمة في كأسها الذهبية، مثبتة بالتالي هويتها؟ (ب) كيف تكون بابل العظيمة مجازيا «متسربلة بأرجوان وقرمز» ومتحلية «بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ»؟
٨ هنا يلاحظ يوحنا بابل العظيمة عن كثب. فهي تنتمي حقا الى تلك البرية، بين الوحوش التي تسكنها. وهذه الزانية العظيمة يجري اثبات هويتها بوضوح بما تحمله في كأسها، رغم ان الكأس تبدو بشكل خادع ثمينة من الخارج. فهي تشرب جرعة رجسة من وجهة نظر اللّٰه. فصداقتها مع العالم، عقائدها الباطلة، اباحيتها الادبية، مغازلتها الدول السياسية — لا شيء من هذه الامور يحتمله يهوه، «ديّان كل الأرض.» (تكوين ١٨:٢٢-٢٦؛ رؤيا ١٨:٢١، ٢٤) وكم تتزيَّن بشكل جميل! فهي مشهورة بكاتدرائياتها الفخمة ذات البناء المهيب والنوافذ الزجاجية الملوَّنة، معابدها المتعدِّدة الطوابق وأبراجها المرصَّعة بالجواهر، هياكلها ومزاراتها الموقَّرة منذ القديم. وبحسب الازياء المتَّبِعة اسلوبا معيَّنا والمعَدَّة من قبل الزانية العظيمة، يتسربل كهنتها ورهبانها بثياب غالية الثمن من قرمز وأرجوان وزعفران. — رؤيا ١٧:١.
٩ اي تاريخ طويل تملكه بابل العظيمة لذنب سفك الدم، وكيف ينهي يوحنا وصفه لها بطريقة ملائمة؟
٩ ولكنّ الاكثر شجبا هو تعطُّشها الى الدماء. ولدى يهوه حساب طويل لتصفيته من هذا القبيل! فقد رَعَت الدكتاتوريين المتعطشين الى سفك الدماء في الازمنة العصرية، وتاريخها الرجس لاراقة الدماء يمتدّ الى الوراء عبر القرون، عبر الحروب الدينية، محاكم التفتيش، الحملات الصليبية، أجل، رجوعا الى استشهاد بعض الرسل وقتل ابن اللّٰه نفسه، الرب يسوع المسيح، وأبعد ايضا. (اعمال ٣:١٥؛ عبرانيين ١١:٣٦، ٣٧) أضيفوا الى كل ذلك قتل شهود يهوه في السنوات الاخيرة على يد زُمَر اطلاق النار، بالاعدام شنقا، بالفأس، بالمقصلة، بالسيف، وبالمعاملة غير الانسانية في السجون ومعسكرات الاعتقال. فلا عجب ان ينهي يوحنا وصفه بالقول: «ورأيت المرأة سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع»! — رؤيا ١٧:٦.
«سرّ المرأة والوحش»
١٠ (أ) كيف اضطهدت الزانية العظيمة شهود يهوه الى هذا اليوم؟ (ب) اي نوع من القادة هم رجال دين بابل العظيمة؟
١٠ تعجّب يوحنا «تعجبا عظيما» مما رآه. واليوم نتعجب نحن أيضا! فخلال ثلاثينات وأربعينات الـ ١٩٠٠ استخدمت الزانية العظيمة الحركة الكاثوليكية والمكيدة السياسية لاضطهاد شهود يهوه الامناء وحظر عملهم. والى هذا اليوم، حيثما تستطيع ان تمارس النفوذ الكافي، تستمر بابل العظيمة في اعاقة وتقييد واساءة تمثيل عمل شهود يهوه، الذين ينادون بالرجاء المجيد لملكوت اللّٰه. وبابقاء مئات الملايين أسرى في الهيئات الدينية للزانية العظيمة يخدم رجال دينها ‹كعميان قادة عميان،› مقتادين هؤلاء الى خندق الهلاك. ولا تستطيع هذه الزانية الرديئة السمعة البتة ان تقول مع الرسول بولس: «أُشهِدكم . . . أني بريء من دم الجميع.» — متى ١٥:٧-٩، ١٤؛ ٢٣:١٣؛ اعمال ٢٠:٢٦.
١١ و ١٢ ما هو سرّ ‹الوحش القرمزي› الذي يحمل الزانية الرديئة السمعة، وأية انارة تلقّاها شهود يهوه بشأن هذا السرّ في السنة ١٩٤٢؟
١١ وإذ لاحظ الملاك تعجُّب يوحنا قال له: «لماذا تعجَّبت. أنا اقول لك سرّ المرأة والوحش الحامل لها الذي له السبعة الرؤوس والعشرة القرون.» (رؤيا ١٧:٧) فما هو هذا «الوحش»؟ قبل ذلك بأكثر من ٦٠٠ سنة رأى النبي دانيال وحوشا في رؤيا، وفُسِّر له ان هذه تمثِّل ‹ملوكا،› او حكومات سياسية هنا على الارض. (دانيال ٧:٢-٨، ١٧؛ ٨:٢-٨، ١٩-٢٢) وهنا يرى يوحنا في رؤيا مزيجا من حكومات كهذه — ‹وحشا قرمزيا.› هذه هي عصبة الامم البشرية الصنع التي ظهرت على المسرح العالمي سنة ١٩٢٠ وانما طُرحت في مهواة عدم النشاط عندما انفجرت الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٣٩. ومع ذلك ما هو «سرّ المرأة والوحش»؟
١٢ بعناية الهية تلقّى شهود يهوه الانارة بشأن هذا السرّ سنة ١٩٤٢. وكانت الحرب العالمية الثانية آنذاك في ذروة احتدامها، وظنّ كثيرون انها ستتصعَّد حتى هرمجدّون. ولكنّ يهوه كانت لديه فكرة مختلفة! فكان هنالك كثير من العمل بعد ليقوم به شهوده! وفي محفلهم الثيوقراطي للعالم الجديد في ١٨-٢٠ ايلول ١٩٤٢، الذي كانت المدينة الرئيسية فيه كليفلند، اوهايو، مرتبطة بـ ٥١ موقعا آخر في الولايات المتحدة، قدَّم ناثان ه . نور رئيس جمعية برج المراقبة الخطاب العام، «السلام — هل يمكن ان يدوم؟» وفيه راجع الرؤيا ١٧:٨ التي تقول عن ‹الوحش القرمزي› انه «كان وليس الآن وهو عتيد ان يصعد من (المهواة) ويمضي الى الهلاك.» وأظهر كيف ان عصبة الامم ‹كانت› من السنة ١٩٢٠ الى السنة ١٩٣٩. ومرحلة «ليس الآن» جرى بلوغها بسبب زوال العصبة. ولكن، بعد الحرب العالمية الثانية، كان هذا المزيج من الامم سيصعد من المهواة. فهل تمَّت هذه النبوة المؤسسة على الكتاب المقدّس؟ تمَّت حقا! ففي السنة ١٩٤٥ صعد «الوحش» الاممي من مهواته لعدم النشاط بصفته الامم المتحدة.
١٣ كيف استمرت بابل العظيمة في اتِّباع طرائقها المشبَّهة بالزنى مع «وحش» الامم المتحدة؟
١٣ وبابل العظيمة، رغم انها ضعفت بسبب سقوطها، فقد استمرت في اتِّباع طرائقها المشبَّهة بالزنى مع «وحش» الامم المتحدة. مثلا، في حزيران ١٩٦٥، اجتمع اصحاب المقامات الرفيعة من فروع الدين الرئيسية السبعة للعالم، المدعوة مسيحية وغير مسيحية، التي قيل انها تمثِّل نصف سكان العالم، في سان فرانسيسكو للاحتفال بمرور ٢٠ سنة على ولادة الامم المتحدة.c وفي تلك السنة نفسها وصف البابا بولس السادس الامم المتحدة بأنها «الرجاء الاخير للوئام والسلام،» وفي ما بعد عبَّر البابا يوحنا بولس الثاني عن امله بأن «تبقى الامم المتحدة على الدوام المنبر الاسمى للسلام والعدل.» وفي السنة ١٩٨٦ اخذت الامبراطورية العالمية للدين الباطل القيادة في رعاية سنة السلام الدولية للامم المتحدة. ولكن هل اتى السلام والامن الحقيقيان استجابة لصلواتهم الدينية؟ كلا، على الاطلاق! وتُظهر الامم الاعضاء في الامم المتحدة اكثر فاكثر انها لا تملك محبة حقيقية للزانية العظيمة.
التخلُّص من الزانية
١٤ اية مهمة خصوصية على «وحش» الامم المتحدة ان ينجزها، وكيف يصف ملاك اللّٰه ذلك؟
١٤ وفي الوقت المناسب سيمضي ‹الوحش القرمزي› نفسه الى الهلاك. ولكن قبل حدوث ذلك، وحتى قبل هجومه الوحشي الاخير على شعب اللّٰه، لدى وحش الامم المتحدة هذا مهمة خصوصية لينجزها. فيهوه يضع ‹رأيه في قلوب الوحش وقرونه العسكرية.› وبأية نتيجة؟ يجيب ملاك اللّٰه: «وأما العشرة القرون التي رأيت على الوحش فهؤلاء سيبغضون الزانية وسيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار.» لقد «مجَّدت نفسها وتنعَّمت،» وأما الآن فينعكس كل ذلك. ولن تحميها مبانيها الدينية الضخمة المهيبة وممتلكاتها الواسعة الخاصة. وكما يعلن الملاك: «من اجل ذلك في يوم واحد ستأتي ضرباتها موت وحزن وجوع وتحترق بالنار لأن (يهوه) الاله الذي يدينها قوي.» — رؤيا ١٧:١٦، ١٧؛ ١٨:٧، ٨.
١٥ كيف ستكون ردّة فعل عشاق الزانية السياسيين، مع اقطاب التجارة الكبيرة، تجاه زوالها؟
١٥ وسيرثي عشاقها السياسيون زوالها، معلنين: «ويل ويل. المدينة العظيمة بابل المدينة القوية. لانه في ساعة واحدة جاءت دينونتك.» وعلى نحو مماثل فان اقطاب التجارة الكبيرة، الذين حقَّقوا ارباحا غير شريفة معها، سوف «يبكون وينوحون ويقولون ويل ويل. . . . لانه في ساعة واحدة خرب غنى مثل هذا.» — رؤيا ١٨:٩-١٧.
١٦ اي تجاوب سيبديه شعب اللّٰه عند هلاك الزانية العظيمة، وكيف تؤكِّد الرؤيا ذلك؟
١٦ ولكن ايّ تجاوب سيبديه شعب اللّٰه؟ كل ذلك تتضمنه كلمات الملاك: «افرحي لها ايتها السماء والرسل القديسون والانبياء لان الرب قد دانها دينونتكم.» وبرمية سريعة ستكون بابل العظيمة قد طُرحت، ولن تعيِّر اسم يهوه القدوس في ما بعد. وهلاك الزانية العظيمة سيدعو الى ترنيمات الاحتفال والانتصار تسبيحا ليهوه. وكأول سلسلة من هلّلويا المرنِّمين سيدوّي القرار الموسيقي المفرح: «(سبحوا ياه، يا شعب). الخلاص والمجد والكرامة والقدرة للرب الهنا لان احكامه حقّ وعادلة اذ قد دان الزانية العظيمة التي افسدت الارض بزناها وانتقم لدم عبيده من يدها.» — رؤيا ١٨:٢٠-١٩:٣.
١٧ بعد التخلُّص من الزانية العظيمة، كيف ستتواصل اعمال دينونة اللّٰه حتى الاتمام؟
١٧ وستتواصل اعمال دينونة اللّٰه بسرعة حتى الاتمام فيما يدوس «ملك الملوك ورب الارباب،» المسيح يسوع، «معصرة خمر سخط وغضب اللّٰه القادر على كل شيء» في هرمجدون. وهناك سيتخلَّص من الحكام الاشرار وجميع الباقين الآخرين من هيئة الشيطان على الارض. وستلتهم الطيور الجيفية جثثهم. (رؤيا ١٦:١٤، ١٦؛ ١٩:١١-٢١) فكم يجب ان نكون سعداء بأن وقت اللّٰه المعيَّن قريب لتحرير ارضنا الجميلة من كل ما هو نجس، قذر وفاسد!
١٨ ما هي الذروة العظمى لسفر الرؤيا؟
١٨ وهل هذه هي ذروة سفر الرؤيا؟ كلا، ليس بعد! لانه بالقيامة المكتملة للـ ٠٠٠,١٤٤ الى السماء يجري عرس الخروف. فتنصَّب ‹عروسه› المزيَّنة لرجلها في «سماء جديدة،» وتنزل، مجازيا، من هناك بصفتها معين عريسها في انجاز قصد يهوه ‹بصنع كل شيء جديدا.› وجمال العروس الروحي هو ذاك الذي للمدينة المقدسة، اورشليم الجديدة، التي ينيرها يهوه اللّٰه القادر على كل شيء بمجده، والخروف هو سراجها. (رؤيا ٢١:١-٥، ٩-١١، ٢٣) هنا اذاً يبلغ سفر الرؤيا ذروته العظمى بتقديس اسم يهوه وشروع الخروف، المسيح يسوع، مع عروسه، اورشليم الجديدة، في مباركة الجنس البشري الطائع بحياة ابدية في الفردوس الارضي.
١٩ (أ) فضلا عن الخروج من بابل العظيمة، اي شيء آخر اساسي للخلاص؟ (ب) اية دعوة ملحّة لا تزال مفتوحة، وماذا يجب ان يكون تجاوبنا؟
١٩ فهل تنبَّهتم لخداع الدين الباطل وخرجتم من بابل العظيمة؟ وهل اتخذتم الخطوة الاضافية للمجيء الى يهوه اللّٰه، بواسطة المسيح يسوع، في انتذار من كل القلب يقود الى المعمودية؟ هذه ايضا أساسية للخلاص! واذ يقترب الوقت المعيَّن لتنفيذ دينونة يهوه الاخيرة تتردَّد الدعوة بالحاح محرِّك: «الروح والعروس يقولان تعال.» فليعمل جميع الذين يصغون الى هذه الدعوة على نذر حياتهم ليهوه وليكونوا غيورين في القول «تعال» لآخرين ايضا. اجل، «من يعطش فليأتِ. ومن يُرِد فليأخذ ماء حياة مجّانا.» (رؤيا ٢٢:١٧) ولا تزال الدعوة مفتوحة. وستكونون سعداء حقا اذا اتخذتم موقفكم وحافظتم على هذا الموقف امام عرش اللّٰه والخروف كفرد من شعب يهوه المنتذر المعتمد. فالوقت المعيَّن اقرب مما تظنون! اجل، ان الذروة العظمى لسفر الرؤيا قريبة!
كخاتمة لدرس برج المراقبة لهذا الاسبوع، يجب على المدير ان يطلب قراءة القرار التالي ويراجعه بمساعدة الاسئلة المزوَّدة. هذا هو القرار الذي قُدِّم في كل انحاء العالم في محفل «العدل الالهي» الكوري لشهود يهوه في السنة ١٩٨٨ في ختام الخطاب «‹الزانية› الرديئة السمعة — سقوطها وهلاكها.»
[الحواشي]
a لأسباب واضحة أُبقي بندان من هذه الاتفاقية سرِّيين عند ذلك الوقت، وهما اللذان يعالجان جبهة مشتركة ضد الاتحاد السوفياتي وواجبات الكهنة الكاثوليك المجنَّدين في جيش هتلر. ان تجنيدا كهذا كان خرقا لمعاهدة ڤرساي (١٩١٩) التي لا تزال المانيا ملزمة بها؛ والمعرفة العلنية لهذا البند كان يمكن ان تزعج الموقِّعين الآخرين لمعاهدة ڤرساي.
b كان فرانز ڤون پاپن بين النازيين الذين حوكموا كمجرمي حرب في نورمبرغ، المانيا، في اواخر اربعينات الـ ١٩٠٠. وقد بُرِّئ، لكنه حصل لاحقا على حكم بعقوبة قاسية من محكمة المانية لاستئصال النازية. ومع ذلك جُعل لاحقا، في السنة ١٩٥٩، حاجبا بابويا خاصا.
c في التعليق على هذا التجمّع قال البابا بولس السادس: «كم صحيح وملائم حقا ان تكون قد شُملت دعوة دينية الى السلام ضمن الاحتفالات التذكارية لتوقيع ميثاق الامم المتحدة قبل عشرين سنة.»
-
-
الزانية الرديئة السمعة — هلاكهابرج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
[الاطار في الصفحة ١١]
صمت البابا
في كتابه «فرانز ڤون پاپن — حياته وأوقاته،» الصادر في سنة ١٩٣٩، يصف ه . و. بلودريان بالتفصيل المكايد التي بواسطتها أَوصل الفارس البابوي هتلر الى السلطة وتفاوض في اتفاقية الڤاتيكان مع النازيين. ونظرا الى المذابح المدبَّرة الرهيبة، التي شملت اليهود وشهود يهوه وآخرين، يقول الكاتب: «لماذا لزم پاسيللي [البابا پيوس الثاني عشر] الصمت؟ لأنه في خطة ڤون پاپن لامبراطورية رومانية مقدسة للألمان الغربيين رأى في المستقبل كنيسة كاثوليكية أقوى، مع عودة الڤاتيكان الى تولّي زمام السلطة الزمنية . . . وپاسيللي هذا نفسه يمارس الآن سلطة الدكتاتورية الروحية على ملايين الانفس، ومع ذلك نادرا ما علَت همسة على العدوان والاضطهاد الهتلري. . . . وبينما انا اكتب هذه الأسطر مرَّت ثلاثة أيام من المذابح ولم تأتِ أية صلاة من الڤاتيكان لأجل أنفس المشاركين في النزاع، الذين نصفهم تماما هم كاثوليك. ورهيبا سيكون الحساب عندما يقف هؤلاء الرجال، مجرَّدين من كل نفوذهم الارضي، أمام الههم، الذي سيطلب حسابا. فماذا يمكن أن يكون عذرهم؟ لا شيء!»
[الاطار في الصفحة ١٥]
تورُّط الڤاتيكان
ذكرت النيويورك تايمز، عدد ٦ آذار ١٩٨٨، ان الڤاتيكان تَوقَّعت عجزا في الميزانية يبلغ رقما قياسيا قدره ٨,٦١ مليون دولار للسنة ١٩٨٨. وقالت الصحيفة: «احدى النفقات الرئيسية تشمل على الارجح وعدا قُطع في السنة ١٩٨٤ بدفع ٢٥٠ مليون دولار تقريبا لدائني بنكو امبروزيانو. فقد كانت الڤاتيكان متورطة بعمق في مصرف ميلان قبل انهياره في السنة ١٩٨٢.» حقا، كان تورطها عميقا في تلك الفضيحة حتى ان الڤاتيكان رفضت بثبات ان تسلِّم الى السلطات ثلاثة رسميين رفيعي المقام في الڤاتيكان، بمن فيهم رئيس اساقفة اميركي، ليُحاكَموا في المحاكم الايطالية!
[الصورتان في الصفحة ١٢]
تُشارك الڤاتيكان ڤون پاپن وهتلر في ذنب سفك الدم الرهيب
[مصدر الصورة]
UPI/Bettmann Newsphotos
UPI/Bettmann Newsphotos
[الصور في الصفحة ١٥]
عوض تأييد ملكوت اللّٰه، نادى البابوات بالامم المتحدة بصفتها ‹الرجاء الاخير للسلام›
[مصدر الصورة]
Insets: UN photos
-
-
قراربرج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
قرار
ان عدد الحضور في محافل «العدل الالهي» سيكون دون شك قد تجاوز ذاك الذي للسنة الماضية حين اجتمع ٥٩٧,٤٤٣,٦ في ٠٩٨,١ موضعا في كل انحاء العالم واعتمد ٨٢٢,٩٣. وتبع خطاب «‹الزانية› الرديئة السمعة» الذي قُدِّم في كل محافل «العدل الالهي» اصدار، بأكثر من ٢٠ لغة، لمجلَّد من ٣٢٠ صفحة مزوَّد بالصور التوضيحية الجميلة، «الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!» قال الخطيب لسامعيه: «استعملوا هذا الكتاب الجديد جيدا في دروسكم الشخصية والجماعية. استعملوه ايضا في اعلانكم للعالم ان بابل العظيمة محكوم عليها، وأن الامم تواجه الآن هرمجدون، وأن الذروة العظمى سيجري بلوغها في حكم ملكوت يهوه العظيم بواسطة المسيح وعروسه. وستكونون سعداء بسماعكم ومراقبتكم هذه الامور، ‹لان الوقت (المعيَّن) قريب›!» — رؤيا ١:٣.
نحن، الذين نحيا منذ ١٩١٤ في «يوم الرب» وفي هذا الوقت من الدينونة الالهية، نبتهج بأعظم الامتيازات قاطبة، ذاك الذي لخدمة الرب المتسلط يهوه بقيادة ملك ملوكه، يسوع المسيح. (رؤيا ١:١٠) وكشهود ليهوه، نشهد بأننا:
(١) نكره التعيير الذي ألحقته بابل العظيمة، والعالم المسيحي خصوصا، باسم الاله الحي الحقيقي الوحيد، يهوه. ومن جهتنا نؤكد من كل القلب كلمات الرؤيا ٤:١١: «انت مستحق (يا يهوه الهنا) ان تأخذ المجد والكرامة والقدرة.»
(٢) نكره التصاق العالم المسيحي بالتعاليم البابلية، وبشكل بارز تلك التي لاله مثلث، خلود النفس البشرية، العذاب الابدي في الهاوية، المطهر الناري، وعبادة التماثيل — كمريم العذراء والصليب. وانسجاما مع الرؤيا ٢٢:١٨، ١٩ نتقيَّد بشكل راسخ بكلمة اللّٰه المكتوبة وبكل ما تحتويه.
(٣) نكره الفلسفات والممارسات المضادة للّٰه، والشائعة جدا في العالم المسيحي، كالتطوّر، نقل الدم، الاجهاض، الكذب، الجشع، وعدم الامانة. وبعبادتنا وطريقة حياتنا سنكرِّم خالقنا، يهوه اللّٰه، القادر على كل شيء، الذي توصف طرقه في الرؤيا ١٥:٣ بأنها «عادلة وحق.»
(٤) نكره فشل العالم المسيحي في الاصغاء الى رسائل يسوع الى الجماعات السبع في الرؤيا الاصحاحين ٢ و ٣ في مسائل كالطائفية، الصنمية، العهارة، نفوذ ايزابل، الفتور، وقلة اليقظة. أما من جهتنا فسنسمع ونطيع «ما يقوله الروح (للجماعات).»
(٥) نكره الفساد الادبي والاباحية في العالم المسيحي وبين رجال دينه، ونرحِّب بدينونة يهوه الواضحة المبيَّنة في الرؤيا ٢١:٨ بأن اولئك الذين يستمرون في قذارتهم — العاهرين، الكذبة، وأمثالهم — سيهلكون تماما. ونحن ندعم من كل القلب مقاييس الكتاب المقدس المتعلقة بالجنس، الزواج، والحياة العائلية.
(٦) نكره الزنى الروحي لرجال دين بابل العظيمة على مرّ القرون في التواطؤ مع الحكام العالميين لكسب السلطة، الثروة، والهيمنة الظالمة على عامة الشعب. ونحن مصمِّمون على مساعدة ذوي القلوب المستقيمة ليطيعوا دعوة الملاك في الرؤيا ١٨:٤: «اخرجوا منها يا شعبي.»
(٧) نكره سفك الدم الجماعي الذي اودى بحياة اكثر من ١٠٠ مليون قُرِّبوا في الحرب في هذا القرن وحده، الامر المنسوب الى حدّ بعيد الى عهارة الزانية العظيمة مع الدول السياسية. ونبتهج بأن يكون الوقت المعيَّن قريبا لينفّذ اللّٰه العقاب القضائي في بابل العظيمة، كما هو مبيَّن بوضوح في الرؤيا ١٨:٢١-٢٤.
وكشهود ليهوه نحسبه فرحا وامتيازا ان نعلن للعالم انه في السنة ١٩١٤ «قد صارت ممالك العالم لربّنا [يهوه] ومسيحه.» (رؤيا ١١:١٥) ونحن مصممون على المضي قُدُما دون خوف في جعل دينونة يهوه المعلنة على بابل العظيمة معروفة والتحذير من قرب وقوع حرب اللّٰه هرمجدون. ونحن عازمون ان نردِّد بصوت عال و «لكل امة وقبيلة ولسان وشعب» الاخبار المفرحة بأن «سماء جديدة وأرضا جديدة» هي على الابواب لمباركة الجنس البشري الطائع. (رؤيا ١٤:٦؛ ٢١:١) ونحن نبتهج بأنه نتيجة لهذه المناداة يتَّحد معنا الآن حول الكرة الارضية جمع كثير يفوق عدده الثلاثة ملايين من جميع الامم. ومع الملاك الطائر في وسط السماء نعلن جميعا: «خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا لانه قد جاءت ساعة دينونته واسجدوا لصانع السماء والارض والبحر وينابيع المياه.» — رؤيا ١٤:٧.
-
-
بابل العظيمة متَّهمةبرج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
بابل العظيمة متَّهمة
في سلسلة من المحافل حول العالم في ١٩٨٨-١٩٨٩ أيَّد ملايين من شهود يهوه القرار الذي يعبِّر عن كرههم لسلوك بابل العظيمة، الامبراطورية العالمية للدين الباطل — وخصوصا كما يمثلها العالم المسيحي. وقد يسأل بعض الاشخاص المخلصين، أليس ذلك موقفا قويا جدا؟ كلا، على الاطلاق! فعندما نرى كيف شهَّر انبياء اسرائيل القديمة بجرأة الوثنية في ايامهم، وبأية لغة قوية فضح يسوع الرياء الديني لزمنه، نؤمن كشهود ليهوه بأن هذا الموقف مبرَّر تماما. حتى ان اللّٰه أمر به. — اشعياء ٢٤:١-٦؛ ارميا ٧:١٦-٢٠؛ متى ٢٣:٩-١٣، ٢٧، ٢٨، ٣٧-٣٩.
اذاً، على ايّ اساس نكره سلوك بابل العظيمة؟ وأيّ دليل تاريخي لدينا على فشل الدين في تكريم رب الكون المتسلط الحقيقي، يهوه؟
بابل العصرية تحتقر الاسم
ان رب الكون المتسلط ليس مجهول الاسم. فقد عرَّف بنفسه حوالي ٠٠٠,٧ مرَّة في الكتاب المقدس بصفته يهوه. وهو ينسب اهمية حيوية الى اسمه. والثالثة من الوصايا العشر تقول: «لا تنطق باسم (يهوه) الهك باطلا. لأن (يهوه) لا يُبرئ من نطق باسمه باطلا.» وقد ابرز يسوع بصورة خاصة اسم ابيه في الصلاة الربّانية، قائلا، «ليتقدس اسمك.» — خروج ٢٠:٧؛ متى ٦:٩.
وسجلُّ العالم المسيحي في تكريم اسم اللّٰه انما هو مفجع. فحتى الكتاب المقدس طبعة الملك جيمس للسنة ١٦١١ يستعمل الاسم يهوه، وحده ومركَّبا، سبع مرَّات فقط.a وقد حذفت ترجمات اخرى الاسم كاملا. ان معظم الاديان تفشل في تكريمه. وعوضا عن ذلك، فقد رفَّعت ثالوثها «المقدَّس» وفي بعض الحالات مريم المسماة ام اللّٰه فوق اله الكتاب المقدس. وتُرك اسم يهوه الثمين يغرق في اهمال نسبي.b
وعلى نحو جدير بالثناء يعترف المسلمون باله واحد يدعونه اللّٰه بحسب كتابهم المقدس، القرآن. إلا انهم لا يستعملون اسمه، يهوه، كما ظهر اولا في الكتاب المقدس قبل ألفي سنة على الاقل من وجود القرآن. والهندوسيون يعبدون ملايين الآلهة والالاهات، ولكنّ يهوه ليس بينها.
والبارزة كمسيئة الى اسم اللّٰه هي اليهودية. فلآلاف السنين ادَّعى اليهود انهم شعب اسم اللّٰه، ولكن بسبب تقليدهم جعلوا اسم اللّٰه الحقيقي يسقط في الاهمال التام.
ولذلك، كشهود للرب المتسلط يهوه، يجب ان نعبِّر عن نفورنا من اهمال اسم اللّٰه المقدَّس من قِبَل بابل العظيمة.
لماذا نبغض التعاليم البابلية
لقد استُغلّ ملايين الناس وأُبقوا في خوف على اساس التعليم البابلي بأن للانسان نفسا خالدة. ومنذ الازمنة القديمة استغلّ الدين الباطل الخوف من العذاب الابدي المحتمل للنفس في نار الهاوية بعد الموت. والتحسين الاكثر اتقانا لهذا التعليم هو التألم الوقتي في نيران المطهر. فيدفع الاشخاص المخلصون لتتلى القداديس لاجل الاموات ولكنهم لا يعرفون ابدا متى لا يعود الدفع ضروريا! وهذه المعتقدات التجديفية ليس لها اساس في الكتاب المقدس. — قارنوا ارميا ٧:٣١.
وفي الواقع، يعلِّم الكتاب المقدس بأن الانسان نفس حية، قابلة للموت. ولسبب عصيانه لم يُحكم على آدم بنار الهاوية او المطهر وانما بالموت. وبعبارة بسيطة، «اجرة الخطية هي موت.» (رومية ٦:٢٣؛ تكوين ٢:٧، ١٧؛ ٣:١٩) ورجاء الاسفار المقدسة للاموات مؤسس، لا على النفس الخالدة، بل بالاحرى على وعد اللّٰه بالقيامة الى حياة كاملة في ارض فردوسية. — يوحنا ٥:٢٨، ٢٩؛ رؤيا ٢١:١-٤.
والتعليم البابلي الآخر هو الثالوث «المقدَّس.» ان هذا التعليم عن ثلاثة اشخاص في اله واحد لم يكن قط جزءا من ايمان العبرانيين القدامى. (تثنية ٥:٦، ٧؛ ٦:٤) واذ كان يسوع نفسه يهوديا فانه بالتأكيد لم يؤمن او يعلِّم قط بأنه اللّٰه الكليّ القدرة. ولم يدَّع بأنه جزء من ثلاثة اشخاص كما جرى التعليم في المعتقد او المبدإ البابلي. — مرقس ١٢:٢٩؛ ١٣:٣٢؛ يوحنا ٥:١٩، ٣٠؛ ١٤:٢٨؛ ٢٠:١٧.
ولذلك نرفض المعتقدات البابلية التجديفية كما يجري تعليمها في اديان العالم الباطلة. ونقدِّم العبادة للاله الحقيقي الواحد، يهوه، بواسطة ابنه، الذي صار «كفّارة» ليس لخطايا المسيحيين الممسوحين فحسب بل كامل عالم الجنس البشري. — ١ يوحنا ٢:٢.
لماذا نرفض الفلسفات المضادة للّٰه
ينوح بابوات ورجال دين العالم المسيحي على الازدياد السريع للالحاد، وكثيرون يستعملون ذلك ليبرِّروا دعمهم لسياسة الجناح الايمن. ولكن يجب طرح السؤال: مَن تغاضى عن اعمال الظلم والتحيُّز التي اثارت هذه الزيادة في الالحاد، وخصوصا في القرن الأخير؟ لقد حصل ذلك بطريقة بارزة في حيِّز العالم المسيحي. مثالا لذلك، اتفقت الكنيسة الروسية الارثوذكسية مع القياصرة، الذين كانوا قد قمعوا الشعب بوحشيّة. والنقص في القيم المسيحية الحقيقية من جهة اولئك الذين قدَّموا انفسهم بصفتهم ممثلي اللّٰه ساهم في الحالات التي شكَّلت اساسا منتجا للالحاد.
واعتنقت اديان العالم المسيحي ايضا تعليم التطوُّر المحقِّر للخالق. انهم ينسبون التعقيد والتنويع في ما يزيد على مليون شكل للحياة الى قوى الطبيعة العمياء. وفي الواقع، يقولون ان هذا التنويع تطوَّر بسلسلة من المصادفات النافعة. ان فلسفة كهذه تجعل اللّٰه غير ضروري والانسان غير مسؤول تجاه احد. والآداب تصير مسألة اختيار شخصي. (مزمور ١٤:١) واحدى النتائج هي ان عمليات الاجهاض تبلغ الآن عشرات الملايين كل سنة — في بلدان تدَّعي انها متديِّنة!
اننا نرفض هذه الفلسفات والممارسات المضادة للّٰه. ونعبد يهوه، «الحي الى ابد الآبدين الذي خلق السماء وما فيها والارض وما فيها والبحر وما فيه.» — رؤيا ١٠:٦؛ ١٩:٦.
لماذا نكره ثمار بابل العظيمة
فشل العالم المسيحي في الاصغاء الى رسائل التحذير الى الجماعات السبع المعلنة في الرؤيا الاصحاحين ٢ و ٣. وهذه تعطي مشورة ضد ممارسة روح الطائفية، الوثنية، والزنى، وضد الفتور والاهمال.
ان زيارة لايّ مكان للعبادة تقريبا تكشف كيف ان كثيرين من الناس المتديِّنين قد رفَّعوا المخلوق فوق الخالق. وكيف ذلك؟ بتوقير تماثيلهم وايقوناتهم وبعبادتهم المقدَّمة «للقدّيسين،» مريم العذراء، والصلبان. — قارنوا مزمور ١١٥:٢-٨؛ ١ كورنثوس ٥:٧؛ ١ يوحنا ٥:٢١.
وفي حالتهم تجد كلمات بولس اتماما: «لانهم لما عرفوا اللّٰه لم يمجّدوه . . . كإله . . . صاروا جهلاء وأبدلوا مجد اللّٰه الذي لا يفنى بشبه صورة الانسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات.» — رومية ١:٢١-٢٣.
لماذا ندين فساد بابل الادبي
شهدت السنوات الـ ٢٠ الاخيرة قبولا لمضاجعة النظير او تغاضيا عنه بصفته اسلوب حياة بديلا. والملايين من مضاجعي النظير «يعترفون علنا بممارستهم» وهم الآن يتبخترون في الشوارع، متباهين «بافتخارهم الخليع.» فكيف ينظر اللّٰه الى مضاجعتهم للنظير؟
ذكر الكتاب المقدس بوضوح منذ حوالي ٥٠٠,٣ سنة: «ولا تضاجع ذكرا مضاجعة امرأة. انه رجس.» (لاويين ١٨:٢٢) ومنذ ٠٠٠,٢ سنة تقريبا اظهر بولس ان مقاييس اللّٰه لم تتغيَّر عندما كتب: «لذلك أسلمهم اللّٰه الى أهواء الهوان. لأن اناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة. وكذلك الذكور ايضا تاركين استعمال الانثى الطبيعي اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ونائلين في انفسهم جزاء ضلالهم المحقّ.» — رومية ١:٢٦، ٢٧؛ ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠؛ ١ تيموثاوس ١:١٠.
ومع ذلك فان عددا كبيرا من رجال دين العالم المسيحي يمارسون مضاجعة النظير حتى انهم تمكَّنوا من تأسيس جماعة ضغط قوية من مضاجعي النظير في العديد من الاديان الرئيسية. وهم يطالبون بأن يُعترف بأسلوب حياتهم وأن يُمنحوا رتبة كاهن. والقضية الوثيقة الصلة بالموضوع هي تلك التي للطائفة البروتستانتية الكبرى في كندا، كنيسة كندا المتحدة، التي صوَّت قوّادها ٢٠٥ ضد ١٦٠ في ٢٤ آب ١٩٨٨ لمصلحة قبول مضاجعي النظير في الخدمة.
لماذا نكره زنى بابل الروحي
تشهِّر الرؤيا زنى بابل مع «ملوك الارض،» حكامها السياسيين. وتوصف الزانية جالسة «على المياه الكثيرة،» التي معناها «شعوب وجموع وأمم وألسنة.» (رؤيا ١٧:١، ٢، ١٥) وبحيازة علاقة حميمة بالحكام السياسيين استعمل الدين الباطل على مرّ القرون بشكل علني او سرّي نفوذه في قمع واستغلال عامة الشعب.
وأمثلة هذه السيطرة هي الاتفاقيات البابوية، او المعاهدات، التي وقَّعتها الڤاتيكان مع الحكام النازيين والفاشيين في هذا القرن الـ ٢٠. ونتيجة لذلك فإن تأثير الكنيسة على الرعايا أدّى الى خضوع ذليل تام للحكام القساة. وفي السنة ١٩٢٩ عقد الڤاتيكان اتفاقية بابوية مع الدكتاتور الفاشي بنيتو موسوليني. وماذا تبع في المانيا؟ ان الكاردينال الالماني فولهابر، اذ ينسب الكلمات التالية الى پيوس الحادي عشر، يمنح نظرة عميقة الى تفكير البابا في هتلر: «انني مسرور؛ فهو اول رجل دولة تكلم جهارا ضد البولشڤيّة.» وذكر فولهابر لاحقا: «رحلتي الى روما اكَّدت ما كنت قد شككت فيه منذ زمن طويل. ففي روما تُعتبر الاشتراكية الوطنية والفاشيّة الانقاذ الوحيد من الشيوعية والبولشڤيّة.»
كان الاساقفة الكاثوليك الالمان قد عارضوا الفلسفة النازية قبل السنة ١٩٣٣. ولكن كما يقول الكاتب الالماني كلوز شولدر في كتابه الكنائس والرايخ الثالث، فإن السفير الڤاتيكاني في المانيا، الكاردينال پاسيللي، أمر الاساقفة بتعديل موقفهم من الاشتراكية الوطنية. فماذا حثّ على هذا التغيير؟ لقد كان توقُّع الاتفاقية بين الرايخ الثالث والڤاتيكان، التي عُقدت في ٢٠ تموز ١٩٣٣.
يخبر كلوز شولدر: «في الانتخاب والاستفتاء العام في ١٢ تشرين الثاني [١٩٣٣] حصد هتلر ثمار اتفاقية الرايخ بمجموع مرتفع بشكل مفاجئ من الاصوات الانتخابية الموافقة، وقبل كل شيء في دوائر الناخبين حيث تغلب الكاثوليكية.»
ومع أن بعض القواد البروتستانت عارضوا تولّي النازيين السلطة في السنة ١٩٣٣، سرعان ما ضاعت اصواتهم في صخب الجماهير القومية. يشرح شولدر: «كان هنالك بوضوح ميل متزايد في الكنيسة البروتستانتية الى التخلي عن الحذر الممارَس في الماضي والآن اخيرا للوقوع ايضا في شرك الحماس القومي. . . . فظهرت للمرة الاولى تصريحات الكنيسة الرسمية التي دعمت الرايخ الجديد بدون تحفُّظات.» وفي الواقع، باعت البروتستانتية نفسها للقومية النازية وصارت خادمتها، تماما كما كانت الكنيسة الكاثوليكية قد فعلت.
على مرّ القرون، كما يُظهر السجل التاريخي، اتفق الدين الباطل مع نخبة المجموعات الحاكمة القوية وساند مقامهم لضرر عامة الشعب. ان ‹الموقف العقلي للمسيح› لم يعكسه قواد العالم الدينيون، الذين سعوا بشوق وراء السلطة، الممتلكات، والغنى. وكشهود ليهوه، نكره زنى روحيا كهذا. — يوحنا ١٧:١٦؛ رومية ١٥:٥، عج؛ رؤيا ١٨:٣.
لماذا نبغض سفك بابل للدم
في سفر الرؤيا تُتَّهم بابل العظيمة بسفك الدم الجماعي: «ورأيت المرأة سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع. وفيها وُجد دم انبياء وقديسين وجميع من قُتل على الارض.» — رؤيا ١٧:٦؛ ١٨:٢٤.
ان تاريخ الدين الباطل هو تاريخ كره وسفك للدماء، والعالم المسيحي هو الاكثر سفكا للدم. والحربان العالميتان ابتدأتا في حيِّز الامم المدعوّة مسيحية. فالقوّاد السياسيون «المسيحيون» لجأوا الى الاسلحة في السنتين ١٩١٤ و ١٩٣٩، ورجال الدين في كل الامم المتنازعة منحوا بركتهم. يذكر تاريخ كولومبيا للعالم في ما يتعلق بالحرب العالمية الاولى: «انخفضت قيمة الحق مع الحياة، وقلَّما كان يُرفع صوت للاحتجاج. حراس كلمة اللّٰه قادوا الجوقة الحربية. والحرب الشاملة صارت تعني الكره الشامل.» (الحرف المائل لنا) لقد حضّ قسوس الجيش جنودهم بحماس وطني فيما صار الاحداث من كلا الجانبين علفا للمدافع. يذكر كتاب التاريخ نفسه: «ان التسميم النظامي لعقول الناس بالنُّوَب القومية . . . حالَ الى حدّ أبعد دون البحث عن السلام.»
يستمر الدين الباطل حول العالم في توليد الكره فيما تحتدم النزاعات بين اليهود والمسلمين، الهندوس والسيخ، الكاثوليك والبروتستانت، المسلمين والهندوس، البوذيين والهندوس. نعم، يستمر الدين الباطل في المساهمة في سفك دماء «جميع من قُتل على الارض.» — رؤيا ١٨:٢٤.
نظرا الى كل البراهين الواردة آنفا، يشعر شهود يهوه بأن قرار المحفل لسنة ١٩٨٨ إنما هو ملائم وفي حينه. وعلى نحو لائق، نشهِّر الدين الباطل بصفته الزانية، بابل العظيمة، المذنبة بسفك الدم. ونعلن للعالم الطريق الصحيح الوحيد للسلام والعبادة الحقّة — الالتفات الى رب الكون المتسلّط، يهوه اللّٰه، بواسطة ذاك الذي ارسله الى الارض، المسيح، او المسيّا، يسوع. ويعني ذلك قبول ملكوت اللّٰه بصفته الحكومة الابدية البارة التي يمكنها وحدها ان تشبع حاجات الجنس البشري. ويعني ايضا انه الآن هو الوقت لاطاعة الامر: «اخرجوا منها [بابل العظيمة] يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها.» — رؤيا ١٨:٤؛ دانيال ٢:٤٤؛ يوحنا ١٧:٣.
[الحاشيتان]
b لأجل بحث مفصَّل عن اهمية ومعنى اسم اللّٰه، انظروا الكراسة المؤلفة من ٣٢ صفحة الاسم الالهي الذي سيبقى الى الابد، اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.
-