-
يوحنا يشاهد يسوع الممجَّدالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٥
يوحنا يشاهد يسوع الممجَّد
الرؤيا ١ — رؤيا ١:١٠–٣:٢٢
الموضوع: يسوع يفتقد اسرائيل الروحي على الارض ويمنح التشجيع الحار
وقت الاتمام: هذا الوجه من يوم الرب يمتد من السنة ١٩١٤ حتى يموت ويقام آخر شخص من الممسوحين الامناء
١ كيف يجري تقديم الرؤيا الاولى، وكيف اشار يوحنا الى وقت انطباقها الحقيقي؟
ان الرؤيا الاولى في سفر الرؤيا تبدأ بالاصحاح ١، العدد ١٠ . وهذه الرؤيا، كسائر الرؤى في سفر الرؤيا، تُستهل بالاعلان ان يوحنا يسمع او يرى شيئا فوق العادة. (رؤيا ١:١٠، ١٢؛ ٤:١؛ ٦:١) ويجري تقديم هذه الرؤيا الاولى في اطار القرن الاول الذي فيه وُجِّهت الرسائل الى سبع جماعات معاصرة ليوحنا. ولكنّ يوحنا يشير الى وقت انطباقها الحقيقي عندما يقول: «بالوحي صرت في يوم الرب». (رؤيا ١:١٠ أ ) فمتى يكون هذا ‹اليوم›؟ وهل للحوادث المثيرة لهذه الازمنة المضطربة اية علاقة به؟ اذا كان الامر كذلك، يجب ان ننتبه جيدا الى النبوة، اذ تؤثر في حياتنا — وحتى في نجاتنا. — ١ تسالونيكي ٥:٢٠، ٢١.
في يوم الرب
٢ متى يبدأ يوم الرب، ومتى ينتهي؟
٢ في ايّ اطار زمني يضع ذلك اتمام سفر الرؤيا؟ حسنا، ما هو يوم الرب؟ يشير الرسول بولس اليه بصفته وقت دينونة واتمام للمواعد الالهية. (١ كورنثوس ١:٨؛ ٢ كورنثوس ١:١٤؛ فيلبي ١:٦، ١٠؛ ٢:١٦) فبوصول هذا ‹اليوم› تتقدم مقاصد يهوه العظمى بشكل تدريجي وظافر الى ذروتها. ويبدأ هذا ‹اليوم› بتتويج يسوع ملكا سماويا. وحتى بعد ان ينفذ يسوع الدينونة في عالم الشيطان يستمر يوم الرب، مع ردّ الفردوس وتكميل الجنس البشري، الى ان يسلِّم يسوع اخيرا «المملكة الى إلهه وأبيه». — ١ كورنثوس ١٥:٢٤-٢٦؛ رؤيا ٦:١، ٢.
٣ (أ) كيف تساعدنا نبوة دانيال عن ‹السبعة ازمنة› على رؤية وقت ابتداء يوم الرب؟ (ب) اية حوادث على الارض تؤكد ان السنة ١٩١٤ هي بداية يوم الرب؟
٣ ان اتمام نبوات اخرى للكتاب المقدس يساعدنا على رؤية وقت ابتداء يوم الرب. مثلا، وصف دانيال قطع الحكم في سلالة الملك داود؛ وبعد «سبعة ازمنة» كان سيُعلَم «ان العلي هو الحاكم في مملكة الناس ويعطيها لمَن يشاء». (دانيال ٤:٢٣، ٢٤، ٣١، ٣٢) والاتمام الاعظم لهذه النبوة بدأ بتخريب مملكة يهوذا، الذي يشير دليل الكتاب المقدس الى انه تمّ بحلول تشرين الاول ٦٠٧ قم. ورؤيا ١٢:٦ و ١٤ تظهر ان ٢⁄١ ٣ ازمنة تعادل ٢٦٠,١ يوما؛ ولذلك فان سبعة ازمنة (ضعف هذا الرقم) يجب ان تكون ٥٢٠,٢ يوما. واذ نحسب «كل يوم عوضا عن سنة» نصل الى ٥٢٠,٢ سنة بصفتها مدة ‹السبعة ازمنة›. (حزقيال ٤:٦) لذلك، بدأ المسيح يسوع حكمه السماوي في الجزء الاخير من السنة ١٩١٤. ونشوب الحرب العالمية الاولى في تلك السنة وسم «بداية المخاض» التي تستمر في تعذيب الجنس البشري. ومنذ السنة ١٩١٤، كم تؤكِّد على نحو ملحوظ الحوادث في هذه الارض الملطخة بالدم ان تلك السنة هي بداية «يوم» حضور يسوع! — متى ٢٤:٣-١٤.a
٤ (أ) الى ماذا تشير كلمات سفر الرؤيا نفسها في ما يتعلق بوقت اتمام الرؤيا الاولى؟ (ب) متى ينتهي اتمام الرؤيا الاولى؟
٤ لذلك فان هذه الرؤيا الاولى والمشورة التي تحتويها هي ليوم الرب، من السنة ١٩١٤ فصاعدا. وهذا التوقيت يدعمه الواقع ان السجل، لاحقا في سفر الرؤيا، يصف تنفيذ احكام اللّٰه الحقة والبارة — الحوادث التي يقوم فيها الرب يسوع بدور بارز. (رؤيا ١١:١٨؛ ١٦:١٥؛ ١٧:١؛ ١٩:٢، ١١) واذا كان اتمام الرؤيا الاولى يبدأ في السنة ١٩١٤، فمتى ينتهي؟ كما تظهر الرسائل نفسها، ان الهيئة المخاطَبة هي جماعة اللّٰه من الممسوحين على الارض. اذًا، ينتهي اتمام هذه الرؤيا الاولى عندما يموت آخر عضو امين في هذه الجماعة الممسوحة ويقام الى الحياة السماوية. غير ان يوم الرب، مع البركات للخراف الاخر الارضيين، يستمر حتى نهاية حكم يسوع المسيح الالفي. — يوحنا ١٠:١٦؛ رؤيا ٢٠:٤، ٥.
٥ (أ) ماذا يدعو صوتٌ يوحنا الى فعله؟ (ب) لماذا كان موقع «الجماعات السبع» مؤاتيا لارسال دَرْج اليهم؟
٥ في هذه الرؤيا الاولى، قبل ان يرى يوحنا ايّ شيء، يسمع شيئا ما: «وسمعت ورائي صوتا قويا كصوت بوق، قائلا: ‹ما تراه اكتبه في دَرْج وأرسله إلى الجماعات السبع، في أفسس، وفي سميرنا، وفي برغامس، وفي ثياتيرا، وفي ساردس، وفي فيلادلفيا، وفي لاودكية». (رؤيا ١:١٠ب، ١١) وبنداءٍ آمر وقوي كنداء بوق، يدعو صوتٌ يوحنا الى الكتابة الى «الجماعات السبع». فهو في صدد تسلُّم سلسلة من الرسائل ونشر الاشياء التي سيراها ويسمعها. ولاحظوا ان الجماعات المذكورة هنا وُجدت فعلا في ايام يوحنا. وكانت جميعها تقع في آسيا الصغرى، مباشرة عبر البحر من بطمس. وكان الوصول من واحدة الى اخرى سهلا بواسطة الطرق الرومانية الممتازة التي وُجدت في المنطقة. ولم تكن ثمة مشقة على المرسَل في حمل الدَّرْج من الجماعة الواحدة الى التالية. والسبع الجماعات هذه تشبه جزءا من دائرة عصرية لشهود يهوه.
٦ (أ) ماذا يعني «ما هو كائن»؟ (ب) لماذا يمكننا ان نكون على يقين من ان الاحوال في جماعة المسيحيين الممسوحين اليوم لا بد ان تكون مماثلة لتلك التي في ايام يوحنا؟
٦ كانت معظم نبوات سفر الرؤيا ستتم بعد زمن يوحنا. فقد اشارت الى «ما سيكون بعد هذا». ولكنّ المشورة للسبع الجماعات تتعلق بـ «ما هو كائن،» حالات وُجدت فعلا في السبع الجماعات في ذلك الوقت. وكانت الرسائل مساعِدات قيِّمة للشيوخ المعيَّنين الامناء في تلك الجماعات السبع، بالاضافة الى كل الجماعات الاخرى للمسيحيين الممسوحين لذلك الوقت.b وبما ان للرؤيا انطباقا رئيسيا في يوم الرب، فإن ما يقوله يسوع يخدم كإشعار بأن احوالا مماثلة يجب توقُّعها في جماعة المسيحيين الممسوحين ليومنا. — رؤيا ١:١٠، ١٩.
٧ مَن يراه يوحنا في هذه الرؤيا الاولى، ولماذا يكون ذلك مهما ومثيرا جدا لنا اليوم؟
٧ في هذه الرؤيا الاولى، يرى يوحنا الرب يسوع المسيح المشرق في مجده السماوي. فماذا يمكن ان يكون اكثر ملاءمة لسفر نبوات يتعلق باليوم العظيم لهذا الرب المفوَّض اليه من السماء؟ وماذا يمكن ان يكون اكثر اهمية لنا، نحن الذين نعيش الآن في فترة الوقت هذه ونصغي بانتباه الى كل وصية له؟ واكثر من ذلك، كم يكون مثيرا لداعمي سلطان يهوه ان يتأكدوا ان النسل المسيّاني، اذ احتمل كل الامتحانات والاضطهادات التي جلبها الشيطان واذ عانى الموت الاليم عندما سُحق «عقبه» منذ ٠٠٠,٢ سنة تقريبا، هو الآن حيّ في السماء، مسلَّط لجلب قصد اللّٰه العظيم الى اتمامه الظافر! — تكوين ٣:١٥.
٨ لأي عمل يسوع مستعد الآن؟
٨ من الواضح ان يسوع مستعد الآن لمباشرة العمل كملك متوَّج. فقد جرى تعيينه كمنفِّذ رئيسي ليهوه لتنفيذ أحكام يهوه النهائية في نظام الاشياء القديم الشرير هذا وإلهه الخبيث، الشيطان. وهو ايضا على وشك ان يدين افراد جماعته المؤلفة من الممسوحين والجمع الكثير المؤلف من عشرائهم، وأن يدين كذلك العالم. — رؤيا ٧:٤، ٩؛ اعمال ١٧:٣١.
٩ (أ) كيف يصف يوحنا يسوع المسيح الممجَّد وسط المناير الذهبية؟ (ب) الى ماذا يشير الوضع الشبيه بالهيكل والثوب الذي يرتديه يسوع؟ (ج) ماذا تدل عليه منطقته الذهبية؟
٩ يلتفت يوحنا الى حيث الصوت العالي، وهذا ما يراه: «التفتُّ لأرى الصوت الذي يكلمني. وإذ التفتُّ رأيت سبع مناير ذهبية». (رؤيا ١:١٢ ) ولاحقا، يعلم يوحنا ما ترمز اليه السبع المناير هذه. ولكنّ الشخص الذي في وسط المناير هو الذي يلفت نظره. فكان هنالك «في وسط المناير شبه ابن انسان، لابسا ثوبا يبلغ القدمين، ومتمنطقا عند صدره بمنطقة ذهبية». (رؤيا ١:١٣ ) ويسوع، ‹ابن الانسان›، هنا يُظهِر نفسه ليوحنا، الشاهد المصاب بالرهبة، بمظهر متوهج رائع. وهو يظهر في مجد متألق بين المناير الذهبية المتَّقدة. وهذا الوضع الشبيه بالهيكل يطبع في ذهن يوحنا الواقع ان يسوع حاضر في دور رئيس كهنة يهوه العظيم، بسلطة للدينونة. (عبرانيين ٤:١٤؛ ٧:٢١-٢٥) وثوبه المؤثر الطويل يطابق مركزه الكهنوتي. وكرؤساء الكهنة اليهود قديما، يرتدي منطقة — منطقة ذهبية فوق صدره حيث تغطي قلبه. وهذا يدل على انه سينجز من كل القلب مهمته الالهية التي تسلَّمها من يهوه اللّٰه. — خروج ٢٨:٨، ٣٠؛ عبرانيين ٨:١، ٢.
١٠ (أ) الى ماذا يشير شعر يسوع الابيض كالثلج وعيناه الناريتان؟ (ب) ما هو مغزى كون قدمَي يسوع مثل النحاس المتوهج؟
١٠ ويستمر وصف يوحنا: «ورأسه وشعره ابيضان كالصوف الابيض، كالثلج، وعيناه كلهب نار». (رؤيا ١:١٤ ) ان شعره الابيض كالثلج يشير الى الحكمة بسبب طول الحياة. (قارنوا امثال ١٦:٣١.) وعيناه الناريتان تظهران انه حادّ، يقظ، فيما يفحص، يمتحن، او يعبِّر عن السخط. حتى ان قدمَي يسوع تلفتان انتباه يوحنا: «وقدماه مثل نحاس خالص يتوهج في أتون، وصوته كصوت مياه كثيرة». (رؤيا ١:١٥ ) في الرؤيا، قدمَا يسوع هما مثل النحاس، تتوهجان، تلمعان — على نحو لائق بالشخص الذي يسلك بغيرة وبموقف نقي في حضرة يهوه اللّٰه. واكثر من ذلك، بينما يجري غالبا تصوير الاشياء الالهية في الكتاب المقدس بالذهب، كذلك يجري احيانا تمثيل الاشياء البشرية بالنحاس.c لذلك فان قدمَي يسوع المتوهجتين كالنحاس النقي تذكِّراننا الى ايّ حد كانت قدماه ‹جميلتين› عندما مشى على الارض كارزا بالبشارة. — اشعيا ٥٢:٧؛ روما ١٠:١٥.
١١ (أ) بماذا تذكِّرنا قدمَا يسوع المجيدتان؟ (ب) الى ماذا يشير الواقع ان صوت يسوع «كصوت مياه كثيرة»؟
١١ حقا، كإنسان كامل، كان ليسوع إشراق ظاهر بالنسبة الى الملائكة والناس. (يوحنا ١:١٤) وقدماه المجيدتان تذكِّراننا ايضا بأنه يطأ ارضا مقدسة في هيئة يهوه، التي هو فيها رئيس كهنة. (قارنوا خروج ٣:٥.) وعلاوة على ذلك، يدوّي صوته بشكل راعد كشلال هائل مندفع بغزارة. وذلك مؤثر، موحٍ بالرهبة، كما هو ملائم للشخص المدعوّ رسميا كلمة اللّٰه، الشخص الذي يأتي لـ «يدين المسكونة بالبر». — اعمال ١٧:٣١؛ يوحنا ١:١.
١٢ ما هو مغزى العبارة «سيف طويل ماضٍ ذو حدين»؟
١٢ «ومعه في يده اليمنى سبعة نجوم، ومن فمه خارج سيف طويل ماضٍ ذو حدين، ووجهه كالشمس وهي تضيء في أشد وهجها. فلما رأيته سقطتُ عند قدميه كميت». (رؤيا ١:١٦، ١٧ أ ) ويسوع نفسه يشرح معنى النجوم السبعة بعد قليل. ولكن لاحظوا ماذا يخرج من فمه: «سيف طويل ماضٍ ذو حدين». يا له من وصف ملائم! لان يسوع هو الشخص المعيَّن لينطق بأحكام يهوه النهائية على اعدائه. والاقوال الحاسمة من فمه تنتج تنفيذ الحكم في جميع الاشرار. — رؤيا ١٩:١٣، ١٥.
١٣ (أ) وجه يسوع المضيء اللامع يذكِّرنا بماذا؟ (ب) اي انطباع شامل نناله من وصف يوحنا ليسوع؟
١٣ ان وجه يسوع المضيء اللامع يذكِّرنا بأن وجه موسى صار مشعا بعد ان حادثه يهوه في جبل سيناء. (خروج ٣٤:٢٩، ٣٠) وتذكَّروا ايضا انه عندما تجلّى يسوع امام ثلاثة من رسله منذ ٠٠٠,٢ سنة تقريبا «أضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه الخارجية لامعة كالنور». (متى ١٧:٢) والآن، في عرض رؤيوي ليسوع خلال يوم الرب، يعكس وجهه على نحو مماثل البهاء المشرق للشخص الذي هو في حضرة يهوه. (٢ كورنثوس ٣:١٨) وفي الواقع، ان الانطباع الشامل الذي تنقله رؤيا يوحنا هو ذاك الذي لضياء المجد. فمن الشعر الابيض كالثلج والعينين الملتهبتين والوجه المضيء نزولا الى القدمَين المتوهجتين، هي رؤيا فائقة للشخص الذي يسكن الآن «في نور لا يُدنى منه». (١ تيموثاوس ٦:١٦) وواقعية هذا المشهد هي حيَّة الى حد بعيد! فكيف كان ردّ فعل يوحنا المرهَب؟ يخبرنا الرسول: «فلما رأيته سقطتُ عند قدميه كميت». — رؤيا ١:١٧.
١٤ كيف يجب ان نتأثر عندما نقرأ رؤيا يوحنا عن يسوع الممجَّد؟
١٤ واليوم، ان الوصف المفصَّل النابض بالحياة لرؤيا يوحنا يملأ شعب اللّٰه بالتقدير القلبي. وقد اجتزنا الآن اكثر من ٩٠ سنة من يوم الرب، الذي فيه تستمر الرؤيا في اتمامها المثير. وحكم ملكوت يسوع بالنسبة الينا هو حقيقة حاضرة حيَّة، لا رجاء مستقبلي. لذلك يليق بنا كرعايا اولياء للملكوت ان ننظر اكثر بتعجب الى ما يصفه يوحنا في هذه الرؤيا الاولى وأن نصغي بطاعة الى كلمات يسوع المسيح الممجَّد.
[الحواشي]
a من اجل شرح مفصَّل، انظروا كتاب ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟، الصفحات ٨٨-٩٢، ٢١٥-٢١٨، اصدار شهود يهوه.
b في القرن الاول، عندما كانت جماعة تتسلَّم رسالة من احد الرسل، كانت العادة ان توزَّع الرسالة على الجماعات الاخرى بحيث يستفيد الكل من المشورة. — قارنوا كولوسي ٤:١٦.
c ان زخارف وأُثث هيكل سليمان الداخلية صُنعت من ذهب او غشِّيت به، في حين ان النحاس استُعمل في تجهيز الدار. — ١ ملوك ٦:١٩-٢٣، ٢٨-٣٥؛ ٧:١٥، ١٦، ٢٧، ٣٠، ٣٨-٥٠؛ ٨:٦٤.
[الصور في الصفحة ٢٣]
ان بقايا آثار المدن حيث كانت تقع الجماعات السبع تؤكد سجل الكتاب المقدس. فهنا تسلَّم مسيحيو القرن الاول رسائل يسوع المشجعة التي تحث الجماعات في كل العالم اليوم
برغامس
سميرنا
ثياتيرا
ساردس
افسس
فيلادلفيا
لاودكية
-
-
كشف سرّ مقدسالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٦
كشف سرّ مقدس
١ كيف يجب ان نتجاوب مع الصورة المتوهجة المسجلة في رؤيا ١:١٠-١٧؟
مُرهِبة فعلا هي رؤيا يسوع المرفَّع! ودون شك، لو كنا متفرجين هناك مع الرسول يوحنا لغلب علينا نحن ايضا ذلك المجد الباهر، منطرحين كما انطرح هو. (رؤيا ١:١٠-١٧) وقد حُفظت هذه الرؤيا الملهمة الفائقة لحثنا على العمل اليوم. وكيوحنا، يجب ان نظهر التقدير المتواضع لكل ما تعنيه الرؤيا. فليكن لدينا احترام توقيري لمركز يسوع بصفته الملك المتوَّج، رئيس الكهنة، والديّان. — فيلبي ٢:٥-١١.
«الاول والآخِر»
٢ (أ) بأي لقب يقدِّم يسوع نفسه؟ (ب) ماذا يعني عندما يقول يهوه: «انا الأول وأنا الآخِر»؟ (ج) الى ماذا يلفت الانتباه لقب يسوع «الأول والآخِر»؟
٢ غير ان رهبتنا يلزم ألّا تتحوّل الى خوف مرَضي. فقد اعاد يسوع طمأنة يوحنا، كما يخبر الرسول بعد ذلك. «فوضع يده اليمنى عليَّ وقال: ‹لا تخف. انا الأول والآخِر، والحي›». (رؤيا ١:١٧ب، ١٨أ ) في اشعيا ٤٤:٦، يصف يهوه بحق مركزه بصفته الاله الواحد والوحيد القادر على كل شيء، قائلا: «انا الأول وأنا الآخِر، ولا اله غيري».a وعندما يقدِّم يسوع نفسه باللقب «الأول والآخِر»، لا يدَّعي المساواة مع يهوه، الخالق العظيم. فهو يستعمل لقبا وهبه اياه اللّٰه بلياقة. وفي اشعيا، كان يهوه يصرِّح بمركزه الفريد بصفته الاله الحقيقي. فهو الاله السرمدي، وليس هنالك اله غيره فعلا. (١ تيموثاوس ١:١٧) وفي سفر الرؤيا، يتحدث يسوع عن لقبه الموهوب، لافتا الانتباه الى قيامته الفريدة.
٣ (أ) بأية طريقة كان يسوع «الأول والآخِر»؟ (ب) ماذا يعني ان يسوع له «مفاتيح الموت وهادِس»؟
٣ كان يسوع فعلا البشر «الأول» المقام الى حياة روحانية خالدة. (كولوسي ١:١٨) واكثر من ذلك، هو «الآخِر» المقام على هذا النحو من قبل يهوه شخصيا. وهكذا يصير «الحي . . . الى ابد الآبدين». فهو يتمتع بالخلود. وبذلك يكون مثل ابيه الخالد، المدعو «اللّٰه الحي». (رؤيا ٧:٢؛ مزمور ٤٢:٢) وبالنسبة الى جميع الآخرين من البشرية، فان يسوع نفسه هو «القيامة والحياة». (يوحنا ١١:٢٥) وانسجاما مع ذلك، يقول ليوحنا: «كنت ميتا، ولكن ها انا حي الى ابد الآبدين، ولي مفاتيح الموت وهادِس». (رؤيا ١:١٨ب) لقد منحه يهوه السلطة لاقامة الاموات. ولذلك يمكن ليسوع ان يقول ان له المفاتيح ليفتح الابواب لاولئك المقيَّدين بالموت وهادِس (المدفن العام). — قارنوا متى ١٦:١٨.
٤ اية وصية يكررها يسوع، ولفائدة مَن؟
٤ وهنا يكرر يسوع وصيته بتسجيل الرؤيا، آمرا يوحنا: «اكتب ما رأيت، وما هو كائن وما سيكون بعد هذا». (رؤيا ١:١٩ ) فأية امور مثيرة سيعرِّفنا بها يوحنا بعدُ لتعليمنا؟
النجوم والمناير
٥ كيف يشرح يسوع «النجوم السبعة» و «المناير السبع»؟
٥ رأى يوحنا يسوع في وسط السبع المناير الذهبية مع سبعة نجوم في يده اليمنى. (رؤيا ١:١٢، ١٣، ١٦) والآن يشرح يسوع ذلك: «اما السر المقدس، سر النجوم السبعة التي رأيت في يدي اليمنى، والمناير الذهبية السبع فهو: النجوم السبعة تمثِّل ملائكة الجماعات السبع، والمناير السبع تمثِّل سبع جماعات». — رؤيا ١:٢٠.
٦ ماذا تمثِّل النجوم السبعة، ولماذا وُجِّهت الرسائل على نحو خصوصي الى هؤلاء؟
٦ ان «النجوم» تمثِّل «ملائكة الجماعات السبع». وفي سفر الرؤيا ترمز النجوم احيانا الى ملائكة حرفيين، ولكن من غير المنطقي ان يستخدم يسوع كاتبا بشريا ليكتب الى مخلوقات روحانية غير منظورة. لذلك لا بد ان تكون «النجوم» النظار البشر، او الشيوخ، في الجماعات المعتبرين رسلb يسوع. وتُوجَّه الرسائل الى النجوم، لان هؤلاء مسؤولون عن الاشراف على رعية يهوه. — اعمال ٢٠:٢٨.
٧ (أ) ماذا يظهر ان تكلُّم يسوع مع ملاك واحد فقط في كل جماعة لا يعني ان كل جماعة لديها شيخ واحد فقط؟ (ب) في الواقع، مَن تمثِّل النجوم السبعة في يد يسوع اليمنى؟
٧ وبما ان يسوع يتكلم مع «ملاك» واحد فقط في كل جماعة، هل يعني ذلك ان كل جماعة لديها شيخ واحد فقط؟ كلا. فباكرا في ايام بولس كان لدى جماعة افسس عدد من الشيوخ، لا مجرد واحد. (رؤيا ٢:١؛ اعمال ٢٠:١٧) ولذلك في ايام يوحنا، عندما أُرسلت الرسائل الى النجوم السبعة لتُقرأ على الجماعات (بما فيها الجماعة في افسس)، لا بد ان النجوم مثّلت جميع الذين يخدمون في هيئات الشيوخ ضمن جماعة يهوه الممسوحة. وبطريقة مماثلة، يقرأ النظار اليوم على جماعاتهم الرسائل المتسلَّمة من الهيئة الحاكمة، المؤلفة من نظار ممسوحين يخدمون تحت رئاسة يسوع. ويجب على هيئات الشيوخ المحلية ان تتأكد ان جماعاتها تتبع مشورة يسوع. وطبعا، ان المشورة هي لفائدة جميع الذين يعاشرون الجماعات، لا مجرد الشيوخ. — انظروا رؤيا ٢:١١ أ.
٨ الى ماذا يشير كون الشيوخ في اليد اليمنى ليسوع؟
٨ وبما ان يسوع هو رأس الجماعة، يقال على نحو لائق ان الشيوخ هم في يده اليمنى، اي تحت سيطرته وتوجيهه. (كولوسي ١:١٨) فهو رئيس الرعاة وهم الرعاة المعاونون. — ١ بطرس ٥:٢-٤.
٩ (أ) ماذا تمثِّل المناير السبع، ولماذا تكون المناير رمزا ملائما الى هذه؟ (ب) بماذا تذكِّر الرؤيا الرسول يوحنا على الارجح؟
٩ والمناير السبع هي الجماعات السبع التي يوجِّه اليها يوحنا سفر الرؤيا: افسس، سميرنا، برغامس، ثياتيرا، ساردس، فيلادلفيا، ولاودكية. ولماذا يُرمز الى الجماعات بالمناير؟ لان المسيحيين، سواء كان ذلك افراديا او جملةً كجماعات، يجب ان ‹يضيء نورهم قدام الناس› في هذا العالم المظلم تماما. (متى ٥:١٤-١٦) وبالاضافة الى ذلك، كانت المناير بين امتعة هيكل سليمان. ودعوة الجماعات بمناير تذكِّر يوحنا على الارجح بأن كل جماعة محلية من الممسوحين هي، بمعنى تصويري، «هيكل اللّٰه»، مكان سكن روح اللّٰه. (١ كورنثوس ٣:١٦) واكثر من ذلك، في المرموز اليه بترتيب الهيكل اليهودي، يخدم اعضاء جماعة الممسوحين بصفتهم ‹كهنوتا ملكيا› في ترتيب هيكل يهوه الروحي العظيم، الذي يكون له يسوع رئيس الكهنة وحيث يسكن يهوه شخصيا في قدس الاقداس السماوي. — ١ بطرس ٢:٤، ٥، ٩؛ عبرانيين ٣:١؛ ٦:٢٠؛ ٩:٩-١٤، ٢٤.
الارتداد العظيم
١٠ ماذا حدث للنظام اليهودي وداعميه غير التائبين في السنة ٧٠ بم؟
١٠ عندما كتب يوحنا سفر الرؤيا كان للمسيحية اكثر من ٦٠ سنة من العمر. وفي البداية كانت قد نجت من المقاومة المستمرة من الديانة اليهودية طوال ٤٠ سنة. ثم تلقى النظام اليهودي ضربة مميتة في السنة ٧٠ بم، عندما خسر اليهود غير التائبين هويتهم القومية وما كان بالنسبة اليهم معبودا فعلا — الهيكل في اورشليم.
١١ لماذا كان مناسبا ان يحذِّر رئيس الرعاة الجماعات من النزعات المتطورة؟
١١ غير ان الرسول بولس كان قد انبأ انه سيكون هنالك ارتداد بين المسيحيين الممسوحين، وتُظهر رسائل يسوع ان هذا الارتداد كان يتطور الآن في شيخوخة يوحنا. ويوحنا كان آخِر اولئك الذين عملوا كرادع لهذه المحاولة الشاملة التي قام بها الشيطان لافساد نسل المرأة. (٢ تسالونيكي ٢:٣-١٢؛ ٢ بطرس ٢:١-٣؛ ٢ يوحنا ٧-١١) لذلك كان الوقت المناسب ليكتب رئيس رعاة يهوه الى الشيوخ في الجماعات، محذِّرا من النزعات المتطورة ومشجعا ذوي القلوب المستقيمة على الوقوف بثبات الى جانب البر.
١٢ (أ) كيف تطوَّر الارتداد في القرون التي تلت ايام يوحنا؟ (ب) كيف اتى العالم المسيحي الى الوجود؟
١٢ لا نعرف كيف تجاوبت الجماعات في السنة ٩٦ بم مع رسائل يسوع. ولكننا نعرف ان الارتداد تطوَّر بسرعة بعد موت يوحنا. لقد توقف «المسيحيون» عن استعمال اسم يهوه واستبدلوه بـ «الرب» او «اللّٰه» في مخطوطات الكتاب المقدس. وبحلول القرن الرابع، كانت عقيدة الثالوث الباطلة قد تخللت الجماعات. وخلال هذه الفترة نفسها، جرى تبنّي فكرة النفس الخالدة. وأخيرا، منح الامبراطور الروماني قسطنطين الدين «المسيحي» موافقة الدولة، مما ادّى الى نشوء العالم المسيحي، حيث ضمَّت الكنيسة والدولة قوتيهما في الحكم ألف سنة. وكان من السهل ان يصير المرء «مسيحيا» من نوع جديد. فقبائل بكاملها كيَّفت معتقداتها الوثنية الابكر وفق اشكال هذا الدين. وكثيرون من القادة في العالم المسيحي صاروا طغاة سياسيين ظالمين، فارضين آراء ارتدادهم بالسيف.
١٣ على الرغم من تحذير يسوع من اتّباع البدع، اي مسلك اتخذه المسيحيون المرتدّون؟
١٣ والمسيحيون المرتدّون تجاهلوا تماما كلمات يسوع الى الجماعات السبع. فقد حذَّر يسوع الافسسيين لكي يستعيدوا المحبة التي كانت لهم اولا. (رؤيا ٢:٤) غير ان اعضاء العالم المسيحي، اذ لم يعودوا متَّحدين في المحبة ليهوه، خاضوا حروبا اثيمة واضطهدوا احدهم الآخر بشكل فظيع. (١ يوحنا ٤:٢٠) وحذَّر يسوع الجماعة في برغامس من اتّباع البدع. ومع ذلك، ظهرت البدع حتى في القرن الثاني، واليوم لدى العالم المسيحي ألوف البدع والطوائف المتنازعة. — رؤيا ٢:١٥.
١٤ (أ) على الرغم من ان يسوع حذَّر من الكينونة امواتا روحيا، اي مسلك اتخذه المدَّعون المسيحية؟ (ب) بأية طرائق فشل المدَّعون المسيحية في الاصغاء الى تحذير يسوع من الصنمية والفساد الادبي؟
١٤ حذَّر يسوع جماعة ساردس من الكينونة ميتة روحيا. (رؤيا ٣:١) وكأولئك الذين في ساردس، نسي المدَّعون المسيحية بسرعة الاعمال المسيحية وسرعان ما انتدبوا لعمل الكرازة المهم بشكل رفيع صفا صغيرا من رجال الدين مدفوعا له. وحذَّر يسوع الجماعة في ثياتيرا من الصنمية والعهارة. (رؤيا ٢:٢٠) ومع ذلك، يجيز العالم المسيحي علنا استخدام التماثيل، اضافة الى ترويج صنمية القومية والمادية الاكثر مكرا. وفيما يجري الوعظ احيانا ضد الفساد الادبي يجري التساهل فيه دائما بشكل واسع.
١٥ ماذا تشهِّر كلمات يسوع الى الجماعات السبع في ما يتعلق بأديان العالم المسيحي، وماذا تَبرهَن ان رجال دين العالم المسيحي هم؟
١٥ لذلك فان كلمات يسوع الى الجماعات السبع تشهِّر الفشل الكلي لجميع اديان العالم المسيحي في ان يكونوا شعب يهوه الخاص. حقا، ان رجال دين العالم المسيحي هم الاعضاء الاكثر بروزا لنسل الشيطان. واذ تحدَّث عن «المتعدي»، انبأ الرسول بولس بأن حضوره يكون «بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعلامات عجيبة كاذبة وبكل خداع أثيم». — ٢ تسالونيكي ٢:٩، ١٠.
١٦ (أ) لمن اظهر قادة العالم المسيحي بغضا خصوصيا؟ (ب) ماذا حدث في العالم المسيحي خلال القرون الوسطى؟ (ج) هل غيَّر التمرد، او الاصلاح، الپروتستانتي طرق ارتداد العالم المسيحي؟
١٦ وبينما ادَّعوا انهم رعاة رعية اللّٰه، اظهر قادة العالم المسيحي، الدينيون والعلمانيون، بغضا خصوصيا لكل من حاول ان يشجع على قراءة الكتاب المقدس او كل من شهَّر ممارساتهم غير المؤسسة على الاسفار المقدسة. وجون هَسّ ومترجم الكتاب المقدس وليم تِنْدَل اضطُهدا واستُشهدا. وخلال القرون الوسطى المظلمة تماما، بلغ حكم الارتداد الذروة في محاكم التفتيش الكاثوليكية الخبيثة. وكل من يعارض تعاليم او سلطة الكنيسة كان يُقمع دون رحمة، وقد عُذِّب حتى الموت آلاف لا تُحصى من المدعوّين هراطقة او أُحرقوا على الخشبة. وهكذا سعى الشيطان الى التأكد ان يُسحق سريعا ايّ من النسل الحقيقي لهيئة اللّٰه المشبَّهة بامرأة. وعندما حدث التمرد، او الاصلاح، الپروتستانتي (من ١٥١٧ فصاعدا)، اظهرت كنائس پروتستانتية كثيرة روح تعصب مماثلة. وصاروا هم ايضا مذنبين بسفك الدم بقتل اولئك الذين سعوا ان يكونوا اولياء للّٰه والمسيح. حقا، جرى سفك «دم قديسين» بوفرة! — رؤيا ١٦:٦؛ قارنوا متى ٢٣:٣٣-٣٦.
النسل يحتمل
١٧ (أ) بماذا انبأ مثل يسوع للحنطة والزوان؟ (ب) ماذا حدث في السنة ١٩١٨، منتجا اي رفض وأي تعيين؟
١٧ في مثله للحنطة والزوان، انبأ يسوع بوقت ظلام كان سيوجد فيما يسود العالم المسيحي متفوِّقا. غير انه خلال كل قرون الارتداد كان سيوجد افراد مسيحيون مشبَّهون بالحنطة، ممسوحون حقيقيون. (متى ١٣:٢٤-٢٩، ٣٦-٤٣) وهكذا عندما بزغ فجر يوم الرب في تشرين الاول ١٩١٤، كان لا يزال هنالك مسيحيون حقيقيون على الارض. (رؤيا ١:١٠) ويظهر ان يهوه اتى الى هيكله الروحي من اجل الدينونة بعد ثلاث سنوات ونصف السنة تقريبا، في ١٩١٨، يصحبه يسوع بصفته ‹رسول عهده›. (ملاخي ٣:١؛ متى ١٣:٤٧-٥٠) لقد كان الوقت ليرفض السيد نهائيا المسيحيين الزائفين ويقيم ‹العبد الامين الفطين على جميع ممتلكاته›. — متى ٧:٢٢، ٢٣؛ ٢٤:٤٥-٤٧.
١٨ اية «ساعة» اتت في السنة ١٩١٤، وماذا كان الوقت ليفعل العبد؟
١٨ وكان الوقت ايضا ليمنح هذا العبدُ انتباها خصوصيا للامور المكتوبة في رسائل يسوع الى الجماعات السبع، كما نرى مما هو مذكور هنا. مثلا، يشير يسوع الى مجيئه ليدين الجماعات، الدينونة التي بدأت في السنة ١٩١٨. (رؤيا ٢:٥، ١٦، ٢٢، ٢٣؛ ٣:٣) ويتكلم عن حماية جماعة فيلادلفيا من «ساعة الامتحان التي ستأتي على المسكونة كلها». (رؤيا ٣:١٠، ١١) و «ساعة الامتحان» هذه لا تصل إلا مع بزوغ فجر يوم الرب في السنة ١٩١٤، التي بعدها جرى امتحان المسيحيين من جهة ولائهم لملكوت اللّٰه المؤسَّس. — قارنوا متى ٢٤:٣، ٩-١٣.
١٩ (أ) ماذا تمثِّل الجماعات السبع اليوم؟ (ب) مَن يعاشرون المسيحيين الممسوحين بأعداد كبيرة، ولماذا تنطبق مشورة يسوع والاحوال التي يصفها عليهم ايضا؟ (ج) كيف يجب ان ننظر الى رسائل يسوع الى الجماعات السبع للقرن الاول؟
١٩ لهذا السبب فان كلمات يسوع الى الجماعات كان لها انطباقها الرئيسي منذ السنة ١٩١٤. وفي هذا الوضع، تمثِّل الجماعات السبع كل جماعات المسيحيين الممسوحين خلال يوم الرب. وفضلا عن ذلك، خلال الـ ٧٠ سنة الماضية واكثر، انضمت الى المسيحيين الممسوحين الممثَّلين بيوحنا اعداد كبيرة من المؤمنين الذين رجاؤهم هو ان يحيوا الى الابد في الفردوس على الارض. ومشورة يسوع المسيح الممجَّد والاحوال التي وجدها في الجماعات السبع نتيجة لافتقاده تنطبق بقوة معادلة على هؤلاء، لان هنالك فقط مقياسا واحدا للبر والامانة لجميع خدام يهوه. (خروج ١٢:٤٩؛ كولوسي ٣:١١) وهكذا، لا تكون رسائل يسوع الى الجماعات السبع للقرن الاول في آسيا الصغرى مجرد تحف تاريخية. فهي تعني الحياة او الموت لكل واحد منا. فلنستمع، اذًا، الى كلمات يسوع بانتباه.
[الحاشيتان]
a في العبرانية الاصلية في اشعيا ٤٤:٦، ليست هنالك اداة تعريف مع الكلمتين «الأول» و «الآخِر»، في حين انه في وصف يسوع لنفسه في اليونانية الاصلية في رؤيا ١:١٧، توجد اداة تعريف. لذلك، نحويا، تشير الرؤيا ١:١٧ الى لقب، فيما تصف اشعيا ٤٤:٦ الوهية يهوه.
b ان الكلمة اليونانية أنڠِلوس تعني «رسول» و «ملاك». وفي ملاخي ٢:٧ تجري الاشارة الى الكاهن اللاوي بصفته ‹رسولا› (بالعبرانية، مَلاخ). — انظروا الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد، الحاشية.
[الاطار في الصفحة ٣٢]
وقت امتحان وإدانة
يسوع اعتمد ومُسح بصفته الملك المعيَّن في نهر الاردن حوالي تشرين الاول ٢٩ بم. وبعد ثلاث سنوات ونصف السنة، في ٣٣ بم، اتى الى هيكل اورشليم وطرد الذين كانوا يجعلونه مغارة لصوص. ويظهر ان هنالك تناظرا لذلك في فترة الثلاث سنوات ونصف السنة من تتويج يسوع في السموات في تشرين الاول ١٩١٤ حتى مجيئه ليفتقد المدَّعين المسيحية اذ ابتدأت الدينونة ببيت اللّٰه. (متى ٢١:١٢، ١٣؛ ١ بطرس ٤:١٧) وفي وقت باكر من السنة ١٩١٨ واجه نشاط الملكوت لشعب يهوه مقاومة عظيمة. لقد كان الوقت للامتحان في كل الارض، والخائفون جرت غربلتهم. وفي ايار ١٩١٨ حرَّض رجال دين العالم المسيحي على سجن رسميي جمعية برج المراقبة، ولكن بعد تسعة شهور أُطلق سراح هؤلاء. ولاحقا، أُسقطت التهم الباطلة الموجهة اليهم. ومن السنة ١٩١٩ تقدَّمت هيئة شعب اللّٰه الى الامام بغيرة، ممتحَنة وممحَّصة، لتنادي بملكوت يهوه برئاسة المسيح يسوع بصفته الرجاء للجنس البشري. — ملاخي ٣:١-٣.
واذ ابتدأ يسوع افتقاده في السنة ١٩١٨، نال رجال دين العالم المسيحي دون شك دينونة مضادة. ليس انهم اثاروا الاضطهاد على شعب اللّٰه فقط بل جلبوا على انفسهم ايضا ذنبا ثقيلا لسفك الدم بدعم الامم المتناحرة خلال الحرب العالمية الاولى. (رؤيا ١٨:٢١، ٢٤) وبعد ذلك وضع رجال الدين هؤلاء رجاءهم في عصبة الامم البشرية الصنع. ومع كامل الامبراطورية العالمية للدين الباطل، سقط العالم المسيحي تماما من رضى اللّٰه بحلول السنة ١٩١٩.
[الخريطة في الصفحتين ٢٨ و ٢٩]
(اطلب النص في شكله المنسق في المطبوعة)
افسس
سميرنا
برغامس
ثياتيرا
ساردس
فيلادلفيا
لاودكية
[الصورتان في الصفحة ٣١]
دين العالم المسيحي جلب على نفسه ذنبا ثقيلا لسفك الدم باضطهاد وقتل اولئك الذين ترجموا، قرأوا، او حتى امتلكوا الكتاب المقدس
-
-
أضرموا من جديد تلك المحبة الاولى!الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٧
أضرموا من جديد تلك المحبة الاولى!
افسس
١ الى اية جماعة توجَّه رسالة يسوع الاولى، وبماذا يذكِّر النظار؟
ان رسالة يسوع الاولى هي الى جماعة افسس، في ذلك الوقت مدينة ساحلية مزدهرة في آسيا الصغرى قريبة من جزيرة بطمس. وهو يأمر يوحنا: «اكتب الى ملاك الجماعة في افسس: هذا ما يقوله الممسك النجوم السبعة بيده اليمنى، الماشي في وسط المناير الذهبية السبع». (رؤيا ٢:١ ) وكما في الرسائل الست الاخرى، يلفت يسوع الانتباه هنا الى وجه يدل على مركزه المتسم بالسلطة. ويذكِّر النظار في افسس بأن جميع الشيوخ هم تحت اشرافه الواقي وبأنه يفتقد كل الجماعات. وحتى زمننا هذا يستمر في ممارسة هذه الرئاسة الحبية، حاميا الشيوخ وراعيا بلطف كل من يعاشرون الجماعة. ومن وقت الى آخر يكيِّف الترتيبات الجماعية بحيث يمكن للنور ان يضيء بلمعان اكثر. نعم، يسوع هو رئيس رعاة رعية اللّٰه. — متى ١١:٢٨-٣٠؛ ١ بطرس ٥:٢-٤.
٢ (أ) على اية امور جيدة مدح يسوع جماعة افسس؟ (ب) اية مشورة للرسول بولس من الواضح ان الشيوخ الافسسيين اطاعوها؟
٢ ثم يضع يسوع نموذجا لكل رسائله السبع ما عدا اثنتين بافتتاحها بكلمات حارة من المدح. فللافسسيين لديه هذه الرسالة: «اني اعرف اعمالك وكدك واحتمالك، وأنك لا تستطيع تحمل الاردياء، وقد امتحنت الذين يقولون انهم رسل، وليسوا رسلا، فوجدتهم كاذبين. انك ايضا تحتمل، وقد تحملت لأجل اسمي ولم تكل». (رؤيا ٢:٢، ٣ ) وقبل سنوات، كان الرسول بولس قد حذَّر الشيوخ الافسسيين من «ذئاب جائرة»، مرتدّين مشوِّشين للرعية، وأمر اولئك الشيوخ ان ‹يبقوا مستيقظين›، متَّبعين مثاله الذي لا يعرف التعب. (اعمال ٢٠:٢٩، ٣١) وبما ان يسوع يمدحهم الآن على تعبهم واحتمالهم وعلى عدم كللهم، فلا بد انهم طبَّقوا هذه المشورة.
٣ (أ) كيف سعى «رسل دجالون» الى خدع الامناء في ايامنا؟ (ب) اي تحذير من المرتدّين اعطاه بطرس؟
٣ وأيضا، خلال يوم الرب، ظهر «رسل دجالون» «يتكلمون بأمور معَوَّجة ليجتذبوا التلاميذ وراءهم». (٢ كورنثوس ١١:١٣؛ اعمال ٢٠:٣٠؛ رؤيا ١:١٠) وهم يرون الصلاح في كل الاديان الطائفية المتنازعة، يدَّعون انه ليست للّٰه هيئة، وينكرون ان يسوع تسلَّم سلطة الملكوت في السنة ١٩١٤. وهم يتممون النبوة في ٢ بطرس ٣:٣، ٤: «سيأتي في الايام الاخيرة اناس مستهزئون استهزاء، يسلكون بحسب شهواتهم ويقولون: ‹اين هو حضوره الموعود هذا؟ فإنه منذ رقد آباؤنا، كل شيء باقٍ على حاله من بدء الخليقة›».
٤ (أ) كيف يجري الاعراب عن الكبرياء وروح التمرد عند المستهزئين؟ (ب) يظهر المسيحيون اليوم انهم كالافسسيين باتخاذ اي اجراء ضد المقاومين الكذبة؟
٤ وهؤلاء المستهزئون يتمردون على فكرة القيام بإعلان جهري لإيمانهم. (روما ١٠:١٠) وقد استعانوا بدعم رجال دين العالم المسيحي وبمساعدة مجلات الاخبار ومحطات التلفزيون لنشر تقارير كاذبة عن عشرائهم السابقين. وسرعان ما يجد الامناء ان كلام وسلوك هؤلاء المخادعين ليست لهما رنة الحق. والمسيحيون اليوم، كالافسسيين، ‹لا يستطيعون تحمل الاردياء›، ولذلك يفصلونهم عن جماعاتهم.a
٥ (أ) اي ضعف قال يسوع انه عند الافسسيين؟ (ب) اية كلمات كان يجب ان يتذكَّرها الافسسيون؟
٥ ولكن الآن، كما يفعل بخمس من الجماعات السبع، يختار يسوع مشكلة خطيرة. فيقول للافسسيين: «ولكن لي عليك انك تركت المحبة التي كانت لك اولا». (رؤيا ٢:٤ ) وكان يجب ألّا يفشلوا في هذا المجال، لان بولس كان قد كتب اليهم قبل ٣٥ سنة مشيرا الى ‹محبة اللّٰه العظيمة التي احبنا بها›، وحضهم قائلا: «كونوا مقتدين باللّٰه كأولاد احباء، وسيروا في المحبة، كما احبكم المسيح ايضا». (افسس ٢:٤؛ ٥:١، ٢) وإضافة الى ذلك، كان يجب ان تُنقش كلمات يسوع بشكل لا يُمحى على قلوبهم: «يهوه إلهنا، يهوه واحد، وتحب يهوه إلهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل عقلك وبكل قوتك». (مرقس ١٢:٢٩-٣١) لقد خسر الافسسيون تلك المحبة الاولى.
٦ (أ) سواء كنا عشراء قدامى او جددا في الجماعة، من اي خطر وميول يجب ان نحترز؟ (ب) ماذا يجب ان تحملنا محبتنا للّٰه على فعله؟
٦ وسواء كنا عشراء قدامى او جددا في الجماعة، يجب ان نحترز من خسارة محبتنا الاولى ليهوه. وكيف يمكن ان تحدث هذه الخسارة؟ يمكن ان نسمح للارتباط بعملنا الدنيوي، الرغبة في كسب كثير من المال، او السعي وراء المتعة ان تصير الشيء المهم في حياتنا. وهكذا يمكن ان نصير ذوي فكر جسدي عوض ان نكون ذوي فكر روحي. (روما ٨:٥-٨؛ ١ تيموثاوس ٤:٨؛ ٦:٩، ١٠) ومحبتنا ليهوه يجب ان تحملنا على تقويم اية ميول كهذه و ‹المداومة اولا على طلب ملكوت اللّٰه وبره›، لكي ‹ندَّخر لأنفسنا كنوزا في السماء›. — متى ٦:١٩-٢١، ٣١-٣٣.
٧ (أ) بماذا يجب ان تكون خدمتنا ليهوه مدفوعة؟ (ب) ماذا قال يوحنا في ما يتعلق بالمحبة؟
٧ فلتكن خدمتنا ليهوه مدفوعة دائما بالمحبة الراسخة له. ولنكن ذوي تقدير مخلص لكل ما فعله يهوه والمسيح لاجلنا. وكما كتب لاحقا يوحنا نفسه: «في هذا هي المحبة، ليس اننا نحن احببنا اللّٰه، بل انه هو احبنا وأرسل ابنه ذبيحة مصالحة تكفِّر عن خطايانا». ويمضي يوحنا قائلا لنا: «اللّٰه محبة، والذي يبقى في المحبة يبقى في اتحاد باللّٰه واللّٰه يبقى في اتحاد به». فلا نجعلْ ابدا محبتنا ليهوه وللرب يسوع المسيح ولكلمة اللّٰه الحية تتضاءل! ويمكننا ان نعبِّر عن هذه المحبة ليس فقط في الخدمة الغيورة للّٰه بل ايضا بإطاعة «هذه الوصية . . . منه: من يحب اللّٰه فليحب اخاه ايضا». — ١ يوحنا ٤:١٠، ١٦، ٢١؛ عبرانيين ٤:١٢؛ انظروا ايضا ١ بطرس ٤:٨؛ كولوسي ٣:١٠-١٤؛ افسس ٤:١٥.
«اعمل الاعمال السابقة»
٨ كيف قال يسوع ان الافسسيين يجب ان يعملوا؟
٨ يجب على اولئك الافسسيين ان يُضرموا من جديد المحبة التي كانت لهم ذات مرة اذا كانوا لا يريدون ان يُخفِقوا. يقول يسوع لهم: «فاذكر من اين سقطت، وتب واعمل الاعمال السابقة. وإلا فإني آتيك وأزيح منارتك من موضعها، ان لم تتب». (رؤيا ٢:٥) وكيف تقبَّل المسيحيون في جماعة افسس هذه الكلمات؟ لا نعرف. نرجو ان يكونوا قد تابوا ونجحوا في ايقاظ محبتهم ليهوه من جديد. وإن لم يفعلوا، فحينئذ يُطفأ سراجهم وتُزاح منارتهم. فيخسرون امتيازهم لنشر نور الحق.
٩ (أ) اية كلمة مشجعة كانت لدى يسوع للافسسيين؟ (ب) كيف فشلت الجماعات بعد ايام يوحنا في الاصغاء الى مشورة يسوع للافسسيين؟
٩ غير انه كانت لدى يسوع هذه الكلمة المشجعة للافسسيين: «ولكن عندك هذا انك تبغض اعمال بدعة نيقولاوس، التي ابغضها انا ايضا». (رؤيا ٢:٦ ) فعلى الاقل ابغضوا الانقسام الى بدع وطوائف، كما يبغضه الرب يسوع المسيح. ولكن، فيما مرت السنون، فشلت جماعات كثيرة في الاصغاء الى كلمات يسوع هذه. وعدم محبتهم ليهوه وللحق وأحدهم للآخر انتج انجرافهم في الظلمة الروحية. وصاروا متجزئين الى بدع وطوائف متخاصمة عديدة. والنسَّاخ «المسيحيون» الذين لم تكن لهم محبة ليهوه ازالوا اسم اللّٰه عينه من المخطوطات اليونانية للكتاب المقدس. وعدم المحبة فسح المجال ايضا لتعليم العقائد البابلية واليونانية، كنار الهاوية، المطهر، والثالوث، باسم المسيحية. واذ لم تكن لهم محبة للّٰه وللحق، توقَّف معظم الذين يدَّعون انهم مسيحيون عن الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه. وساد عليهم صف رجال الدين الاناني الذي جعل ملكوته الخاص هنا على الارض. — قارنوا ١ كورنثوس ٤:٨.
١٠ ماذا كانت الحالة الدينية في العالم المسيحي في السنة ١٩١٨؟
١٠ وعندما ابتدأت الدينونة ببيت اللّٰه في السنة ١٩١٨، كان رجال دين العالم المسيحي المتعصِّبون لطوائفهم يقدِّمون دعما علنيا للحرب العالمية الاولى، اذ حضّوا الكاثوليك والپروتستانت في كلا الجانبين على قتل احدهم الآخر. (١ بطرس ٤:١٧) وبخلاف جماعة افسس التي ابغضت ما كانت تفعله بدعة نيقولاوس، تشوَّهت اديان العالم المسيحي لزمن طويل بالعقائد المتضاربة المضادة للّٰه، وجعل رجال دينها قرعتهم مع قرعة العالم الذي قال يسوع انه لا يجب ان يكون تلاميذه جزءا منه. (يوحنا ١٥:١٧-١٩) واذ تجاهلت محور الكتاب المقدس، ملكوت اللّٰه، لم تكن جماعاتها مناير تنشر نور حق الاسفار المقدسة، ولم يكن اعضاؤها جزءا من هيكل يهوه الروحي. ورجالها (ونساؤها) القياديون لم يكونوا نجوما، بل انكشف انهم اعضاء «انسان التعدي على الشريعة». — ٢ تسالونيكي ٢:٣؛ ملاخي ٣:١-٣.
١١ (أ) اي فريق مسيحي على مسرح العالم في السنة ١٩١٨ وضع كلمات يسوع الى الافسسيين موضع العمل؟ (ب) ماذا فعل صف يوحنا من السنة ١٩١٩ فصاعدا؟
١١ ولكنّ صف يوحنا خرجوا من الايام المضطربة للحرب العالمية الاولى بمحبة ليهوه وللحق دفعتهم الى خدمته بغيرة ملتهبة. وقاوموا الذين حاولوا بثّ البدع والروح الطائفية اذ كادوا يؤلِّهون الرئيس الاول لجمعية برج المراقبة، تشارلز ت. رصل، بعد موته في السنة ١٩١٦. واذ جرى تأديب هذا الفريق المسيحي بالاضطهادات والمحن، نالوا بوضوح دينونة «احسنْتَ» من سيدهم ودعوة الى دخول فرحه. (متى ٢٥:٢١، ٢٣) وأدركوا في مجرى حوادث العالم، وفي اختباراتهم الخاصة، اتمام العلامة التي اعطاها يسوع لوسم حضوره غير المنظور في سلطة الملكوت. ومن السنة ١٩١٩ فصاعدا، تقدَّموا للاشتراك في الاتمام الاضافي لنبوة يسوع العظمى: «ويُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم، ثم تأتي النهاية». (متى ٦:٩، ١٠؛ ٢٤:٣-١٤) وإذا كانت محبتهم ليهوه ناقصة بطريقة ما، فقد أُشعلت من ذلك الحين فصاعدا.
١٢ (أ) في محفل تاريخي في السنة ١٩٢٢، اية دعوة خرجت؟ (ب) اي اسم اعتنقه المسيحيون الحقيقيون في السنة ١٩٣١، وعن اي شيء تابوا؟
١٢ وفي محفل تاريخي حضره ٠٠٠,١٨ من هؤلاء المسيحيين في سيدر پوينت، اوهايو، الولايات المتحدة الاميركية، في ٥-١٣ ايلول ١٩٢٢، خرجت الدعوة: «عودوا الى الحقل، انتم يا بني اللّٰه العلي! . . . يجب ان يعرف العالم ان يهوه هو اللّٰه وأن يسوع المسيح هو ملك الملوك ورب الارباب. . . . لذلك أعلنوا، أعلنوا، أعلنوا الملك وملكوته». وجُعل اسم يهوه الكريم بارزا اكثر. ففي السنة ١٩٣١ ابتهج هؤلاء المسيحيون، المجتمعون في محفل في كولومبس، اوهايو، الولايات المتحدة الاميركية، باعتناق واتخاذ الاسم المشار اليه من اللّٰه في نبوة اشعيا — شهود يهوه. (اشعيا ٤٣:١٠، ١٢) وبعددها ١ آذار ١٩٣٩، جرى تغيير اسم المجلة الرئيسية للهيئة الى برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه، معطية بالتالي الاكرام الرئيسي لخالقنا وحكومته الملكية. وشهود يهوه، بمحبة متجددة ليهوه، تابوا عن ايّ فشل سابق محتمل في تكريم وتعظيم اسمه وملكوته الشهيرين. — مزمور ١٠٦:٦، ٤٧، ٤٨.
«مَن يغلب»
١٣ (أ) اية بركة كانت تنتظر الافسسيين اذا ‹غلبوا›؟ (ب) كيف كان المسيحيون الافسسيون ‹سيغلبون›؟
١٣ وأخيرا، كما يفعل في رسائله الاخرى ايضا، يلفت يسوع الانتباه الى روح اللّٰه اذ يُعرِّف بواسطة يسوع بالمكافآت على الامانة. يقول للافسسيين: «مَن له اذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات: مَن يغلب فسأعطيه ان يأكل من شجرة الحياة التي في فردوس اللّٰه». (رؤيا ٢:٧ ) وذوو الآذان الصاغية هؤلاء يكونون تواقين الى الاصغاء الى هذه الرسالة الحيوية، عارفين انها لم تصدر عن يسوع من تلقاء ذاته، بل انها تدفقت من الرب المتسلط يهوه نفسه بواسطة روحه القدس، او قوته الفعالة. وكيف كانوا ‹سيغلبون›؟ بالاتِّباع اللصيق لخطوات يسوع الذي حافظ على الاستقامة الى الموت واستطاع بذلك ان يقول: «تشجعوا! انا قد غلبت العالم». — يوحنا ٨:٢٨؛ ١٦:٣٣؛ انظروا ايضا ١ يوحنا ٥:٤.
١٤ الى ماذا لا بد ان يشير «فردوس اللّٰه» الذي ذكره يسوع؟
١٤ بما انه ليس لديهم ايّ توقع للعيش في فردوس ارضي، فكيف يُكافأ المسيحيون الممسوحون، كأولئك الافسسيين، بالاكل «من شجرة الحياة التي في فردوس اللّٰه»؟ لا يمكن ان يكون ذلك الفردوس المسترد على الارض، لان المسيحيين الممسوحين الـ ٠٠٠,١٤٤، بمن فيهم اولئك الذين هم من الجماعة في افسس، يُشترون من بين الناس ليحكموا مع الحمل، يسوع المسيح، في جبل صهيون السماوي كأبناء روحانيين. (افسس ١:٥-١٢؛ رؤيا ١٤:١، ٤) لذلك، لا بد ان تكون الاشارة هنا الى الحيز السماوي الشبيه بجنة الذي يرثه هؤلاء الغالبون. وهناك، «في فردوس اللّٰه»، نعم، في حضرة يهوه نفسه، سيستمر هؤلاء الغالبون الذين مُنحوا الخلود في العيش الى الابد، كما هو مرموز اليه هنا بأكلهم من شجرة الحياة.
١٥ لماذا تشجيع يسوع على الغلبة هو ذو اهمية حيوية للجمع الكثير اليوم؟
١٥ اذًا، ماذا عن الداعمين الارضيين الاولياء للممسوحين الـ ٠٠٠,١٤٤؟ ان جمعا كثيرا من هؤلاء الشهود الرفقاء يغلبون ايضا. ولكنّ رجاءهم يستقر في دخول فردوس ارضي، حيث يشربون من «نهر ماء حياة» وينالون الشفاء من «اوراق الاشجار» المزروعة على طول هذا النهر. (رؤيا ٧:٤، ٩، ١٧؛ ٢٢:١، ٢) فاذا كنتم من هذا الفريق، يمكنكم انتم ايضا ان تعبِّروا عن محبتكم الدافئة ليهوه وتفوزوا بغلبة الايمان. وهكذا يمكنكم ان تبلغوا سعادة الحياة الابدية في الارض الفردوسية. — قارنوا ١ يوحنا ٢:١٣، ١٤.
[الحاشية]
a من اجل تفاصيل تاريخية عن ظهور رسل دجالين، انظروا الصفحات ١٨٠-١٨٧ من الكتيِّب المباحثة من الاسفار المقدسة، اصدار شهود يهوه.
[الاطار في الصفحة ٣٦]
التسبيح الحبي ليهوه وابنه
في كتاب الترانيم الذي انتجه شعب يهوه في السنة ١٩٠٥، كانت هنالك ترانيم تسبيح ليسوع ضعف ترانيم التسبيح التي ليهوه اللّٰه. وفي كتابهم للترانيم لسنة ١٩٢٨، كان عدد الترانيم التي تمجد يسوع كعدد تلك التي تمجد يهوه تقريبا. أما في كتاب الترانيم الاخير لسنة ١٩٨٤، فيجري اكرام يهوه بأربعة اضعاف الترانيم التي ليسوع. وهذا ينسجم مع كلمات يسوع: «الآب اعظم مني». (يوحنا ١٤:٢٨) فالمحبة ليهوه يجب ان تكون متفوقة، تصحبها محبة عميقة ليسوع وتقدير لذبيحته الثمينة ومركزه كرئيس كهنة اللّٰه وملكه.
[الجدول في الصفحة ٣٤]
نموذج يسوع للمشورة
(الاشارة الى اصحاحات وأعداد سفر الرؤيا)
الرسالة الى السلطة المدح تحديد التقويم البركات
جماعة لتقديم التمهيدي المشكلة و/او الناتجة
المشورة بوضوح التشجيع
افسس ٢:١ ٢:٢، ٣ ٢:٤ ٢:٥، ٦ ٢:٧
سميرنا ٢:٨ ٢:٩ — ٢:١٠ ٢:١١
برغامس ٢:١٢ ٢:١٣ ٢:١٤، ١٥ ٢:١٦ ٢:١٧
ثياتيرا ٢:١٨ ٢:١٩ ٢:٢٠، ٢١ ٢:٢٤، ٢٥ ٢:٢٦-٢٨
ساردس ٣:١ — ٣:١، ٢ ٣:٣، ٤ ٣:٥
فيلادلفيا ٣:٧ ٣:٨ — ٣:٨-١١ ٣:١٢
لاودكية ٣:١٤ — ٣:١٥-١٧ ٣:١٨-٢٠ ٣:٢١
-
-
الجهاد للصيرورة غالبينالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٨
الجهاد للصيرورة غالبين
سميرنا
١ (أ) اية جماعة تتسلم بعد ذلك رسالة من يسوع الممجَّد؟ (ب) بدعوة نفسه «الأول والآخِر»، بماذا يذكِّر يسوع المسيحيين في تلك الجماعة؟
اليوم، افسس القديمة خربة. أما وجهة رسالة يسوع الثانية فلا تزال موقع مدينة حافلة بالحركة. فعلى بعد ٣٥ ميلا تقريبا شمال خرائب افسس تقع المدينة التركية إزمير، حيث توجد اليوم اربع جماعات غيورة لشهود يهوه. وهنا، في القرن الاول، كانت سميرنا. والآن، لاحظوا كلمات يسوع التالية: «واكتب إلى ملاك الجماعة في سميرنا: هذا ما يقوله ‹الأول والآخِر›، الذي مات وعاد إلى الحياة». (رؤيا ٢:٨ ) وبذكر ذلك لاولئك المسيحيين في سميرنا، يذكّرهم يسوع بأنه اول محافظ على الاستقامة اقامه يهوه مباشرة الى حياة روحانية خالدة وآخِر من يقام هكذا. ويسوع نفسه كان سيقيم جميع المسيحيين الممسوحين الآخرين. وهكذا يكون مؤهلا حسنا ليقدِّم المشورة لاخوته، الذين يرجون ان يشتركوا معه في الحياة السماوية الخالدة.
٢ لماذا يتعزى جميع المسيحيين بكلمات الشخص الذي «مات وعاد إلى الحياة»؟
٢ تقدَّم يسوع الآخرين في احتمال الاضطهاد من اجل البر، ونال المكافأة المناسبة. وأمانته حتى الموت وقيامته اللاحقة هما اساس الرجاء لجميع المسيحيين. (اعمال ١٧:٣١) وواقع ان يسوع «مات وعاد إلى الحياة» يثبت انه مهما كان ما يجب احتماله بسبب الحق فليس ذلك سدى. وقيامة يسوع هي مصدر تشجيع عميق لجميع المسيحيين، وخصوصا عندما يُدعَون الى التألم من اجل ايمانهم. فهل هذه هي حالتكم؟ اذًا، يمكنكم ان تنالوا الشجاعة من كلمات يسوع التالية الى جماعة سميرنا:
٣ (أ) اي تشجيع منحه يسوع للمسيحيين في سميرنا؟ (ب) على الرغم من ان المسيحيين في سميرنا كانوا فقراء، لماذا قال يسوع انهم ‹اغنياء›؟
٣ «اني اعرف ضيقك وفقرك، لكنك غني، وأعرف تجديف القائلين إنهم يهود، وليسوا بيهود بل هم مجمع للشيطان». (رؤيا ٢:٩ ) ليس لدى يسوع ايّ انتقاد على اخوته في سميرنا، وانما فقط مدح حار. لقد اختبروا ضيقا كثيرا بسبب ايمانهم. وهم فقراء ماديا، وعلى الارجح بسبب امانتهم. (عبرانيين ١٠:٣٤) لكنّ اهتمامهم الرئيسي هو بالامور الروحية، وقد ادّخروا كنوزا في السماء، كما نصح يسوع. (متى ٦:١٩، ٢٠) لذلك يعتبرهم رئيس الرعاة ‹اغنياء›. — قارنوا يعقوب ٢:٥.
٤ ممن عانى المسيحيون في سميرنا مقاومة كثيرة، وكيف اعتبر يسوع اولئك المقاومين؟
٤ يلاحظ يسوع على نحو خصوصي ان المسيحيين في سميرنا تحمَّلوا مقاومة كثيرة على ايدي اليهود الجسديين. وفي ايام ابكر، قاوم كثيرون من هذا الدين بتصميم انتشار المسيحية. (اعمال ١٣:٤٤، ٤٥؛ ١٤:١٩) والآن، بعد مجرد عقود قليلة من سقوط اورشليم، يُظهِر اولئك اليهود في سميرنا الروح الشيطانية نفسها. ولا عجب ان يعتبرهم يسوع ‹مجمعا للشيطان›!a
٥ اية محن تكمن امام المسيحيين في سميرنا؟
٥ واذ واجهوا بغضا كهذا، عزَّى يسوع المسيحيين في سميرنا: «لا تخف مما أنت موشك أن تعاني. ها إن إبليس يلقي البعض منكم في السجن لكي تُمتحنوا كاملا، ويكون لكم ضيق عشرة ايام. كن أمينا حتى الموت، فأعطيك تاج الحياة». (رؤيا ٢:١٠ ) يستعمل يسوع هنا ثلاث مرات صيغة الجمع اليونانية «انتم»، مظهرا ان كلماته تشمل الجماعة ككل. ولا يستطيع يسوع ان يعد بأن محن المسيحيين في سميرنا ستنتهي قريبا. فالبعض منهم سيستمرون مضطهَدين ومطروحين في السجن. وسيكون لهم ضيق «عشرة ايام». وعشرة هي عدد يرمز الى التمام او الكلّية الارضي. وحتى اولئك المحافظون على الاستقامة الاغنياء روحيا سيواجهون امتحانا شاملا وهم في الجسد.
٦ (أ) لماذا يجب على المسيحيين في سميرنا ان لا يخافوا؟ (ب) كيف يختتم يسوع رسالته الى جماعة سميرنا؟
٦ غير انه يجب على المسيحيين في سميرنا ان لا يخافوا او يسايروا. فاذا بقوا امناء حتى النهاية، يوضع امامهم كمكافأة «تاج الحياة»، وفي حالتهم الحياة الخالدة في السموات. (١ كورنثوس ٩:٢٥؛ ٢ تيموثاوس ٤:٦-٨) والرسول بولس اعتبر هذه الجائزة الثمينة تستحق التضحية بكل شيء آخر، حتى بحياته الارضية. (فيلبي ٣:٨) ومن الواضح ان اولئك الامناء في سميرنا يشعرون بالطريقة نفسها. ويختتم يسوع رسالته بالقول: «مَن له اذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات: مَن يغلب فلا يضره ابدا الموت الثاني». (رؤيا ٢:١١ ) فيجري التأكيد للغالبين ان الحياة السماوية الخالدة لا يمكن ان يمسّها الموت. — ١ كورنثوس ١٥:٥٣، ٥٤.
«ضيق عشرة ايام»
٧، ٨ كالجماعة في سميرنا، كيف ‹امتُحنت كاملا› الجماعة المسيحية في السنة ١٩١٨؟
٧ وكالمسيحيين في سميرنا الى حد بعيد، كان ولا يزال صف يوحنا ورفقاؤهم اليوم ‹يُمتحنون كاملا›. وأمانتهم تحت المحنة تسمهم كشعب اللّٰه الخاص. (مرقس ١٣:٩، ١٠) وبُعَيد ابتداء يوم الرب، جلبت كلمات يسوع الى المسيحيين في سميرنا تعزية حقيقية للفريق الاممي الصغير لشعب يهوه. (رؤيا ١:١٠) ومنذ السنة ١٨٧٩ ينبش هؤلاء من كلمة اللّٰه ثروة روحية يشتركون فيها مع الآخرين بسخاء. ولكن خلال الحرب العالمية الاولى لاقوا بغضا ومقاومة شديدين، جزئيا لانهم لم يقعوا في فخ حمّى الحرب وجزئيا لانهم كانوا يشهِّرون بلا خوف اخطاء العالم المسيحي. والاضطهاد الذي واجهوه بتحريض من بعض قادة العالم المسيحي وصل الى الذروة في السنة ١٩١٨ وكان مشابها لما واجهه المسيحيون في سميرنا من المجتمع اليهودي هناك.
٨ ان موجة الاضطهاد في الولايات المتحدة الاميركية بلغت الذروة عندما أُرسل الرئيس الجديد لجمعية برج المراقبة جوزيف ف. رذرفورد وسبعة عشراء الى السجن في ٢٢ حزيران ١٩١٨، معظمهم بأحكام ٢٠ سنة. وأُطلق سراحهم بكفالة بعد تسعة شهور. وفي ١٤ ايار ١٩١٩، نقضت محكمة الاستئناف ادانتهم المغلوط فيها؛ وأُظهر ان هنالك ١٣٠ غلطة في المحاكمة. والقاضي الكاثوليكي الروماني مانتون، فارس برتبة القديس غريغوريوس الكبير، الذي رفض في السنة ١٩١٨ ان يطلق هؤلاء المسيحيين بكفالة، حُكم عليه لاحقا، في السنة ١٩٣٩، بالسجن سنتين وبغرامة ٠٠٠,١٠ دولار اميركي عن ست تهم استجداء وقبول الرشى.
٩ كيف عامل هتلر شهود يهوه في المانيا النازية، وبأية ردة فعل من رجال الدين؟
٩ وخلال الحكم النازي في المانيا، حظر هتلر عمل الكرازة لشهود يهوه كاملا. ولسنوات، احتُجز آلاف الشهود بوحشية في معسكرات الاعتقال والسجون، حيث مات الكثيرون، فيما أُعدم نحو ٢٠٠ حدث رفضوا ان يحاربوا في جيش هتلر. ودعْم رجال الدين لكل ذلك تدلّ عليه كلمات كاهن كاثوليكي نُشرت في جريدة الطريق الالمانية في عدد ٢٩ ايار ١٩٣٨. قال جزئيا: «هنالك الآن بلد واحد على الارض حيث المدعوون . . . تلاميذ الكتاب المقدس [شهود يهوه] تحت الحظر. انه المانيا! . . . وعندما تولى ادولف هتلر السلطة، وكرَّرت الاسقفية الكاثوليكية الالمانية طلبها، قال هتلر: ‹ان المدعوين تلاميذ الكتاب المقدس الجدّيين [شهود يهوه] هؤلاء هم مثيرون للمتاعب؛ . . . انا اعتبرهم دجالين؛ ولا احتمل ان يلوِّث القاضي الاميركي رذرفورد هذا الكاثوليك الالمان بهذه الطريقة؛ انا احلّ [شهود يهوه] في المانيا›». وأضاف الكاهن الى ذلك: «احسنت!».
١٠ (أ) اذ تقدَّم يوم الرب، اي اضطهاد واجهه شهود يهوه؟ (ب) ماذا نتج غالبا عندما ناضل المسيحيون من اجل الحرية الدينية في المحاكم؟
١٠ واذ تقدَّم يوم الرب لم تتوقف الحية ونسلها قط عن محاربة المسيحيين الممسوحين ورفقائهم. فقد سُجن واضطُهد كثيرون منهم بضراوة. (رؤيا ١٢:١٧) واستمر هؤلاء الاعداء في ‹اختلاق المتاعب بمرسوم›، لكنّ شعب يهوه يصرّ بثبات: «ينبغي ان يطاع اللّٰه حاكما لا الناس». (مزمور ٩٤:٢٠؛ اعمال ٥:٢٩) وفي السنة ١٩٥٤ اخبرت مجلة برج المراقبة: «اكثر من سبعين بلدا في فترة او اخرى خلال السنين الاربعين الماضية اصدر مراسيم تقييدية واضطهد شهود يهوه». وحيثما كان ممكنا ان يناضلوا من اجل الحرية الدينية في المحاكم، فعل هؤلاء المسيحيون ذلك وخرجوا بانتصارات مدوّية في عدد من البلدان. وفي المحكمة العليا للولايات المتحدة وحدها حقّق شهود يهوه ٥٠ انتصارا.
١١ اية نبوة ليسوع تتعلق بعلامة حضوره تمت في شهود يهوه خلال يوم الرب؟
١١ ليس هنالك فريق آخر مخلص الى هذا الحد في اطاعة وصية يسوع ان نوفي ما لقيصر لقيصر. (لوقا ٢٠:٢٥؛ روما ١٣:١، ٧) ومع ذلك، ليس هنالك فريق آخر لديه اعضاء مسجونون في بلدان كثيرة تحت اشكال مختلفة كثيرة من الحكم الى هذا الحدّ، ويستمر ذلك حتى الوقت الحاضر في الاميركتين، في اوروپا، في افريقيا، وفي آسيا. ونبوة يسوع العظمى المتعلقة بعلامة حضوره شملت هذه الكلمات: «حينئذ يسلّمونكم الى ضيق ويقتلونكم، وتكونون مبغَضين من جميع الامم لأجل اسمي». (متى ٢٤:٣، ٩) وقد تم ذلك بالتأكيد في شهود يهوه المسيحيين خلال يوم الرب.
١٢ كيف يحصِّن صف يوحنا شعب اللّٰه من الاضطهاد؟
١٢ ولتحصين شعب اللّٰه من الضيق، يذكِّرهم صف يوحنا باستمرار بجوهر كلمات يسوع الى المسيحيين في سميرنا. مثلا، اذ ابتدأ الاضطهاد النازي حملت برج المراقبة في ١٩٣٣ و ١٩٣٤ مقالات مثل «لا تخافوهم»، التي ناقشت متى ١٠:٢٦-٣٣؛ و «المحنة»، المؤسسة على دانيال ٣:١٧، ١٨؛ و «افواه الاسود»، مع دانيال ٦:٢٢ بوصفها الآية الرئيسية. وفي ثمانينات الـ ١٩٠٠، العقد الذي صدر خلاله هذا الكتاب للمرة الاولى وعانى شهود يهوه اضطهادا ضاريا في اكثر من ٤٠ بلدا، حصَّنت برج المراقبة شعب اللّٰه بمقالات مثل «سعداء رغم انهم مضطهدون!» و «المسيحيون يواجهون الاضطهاد باحتمال».b
١٣ كالمسيحيين في سميرنا، لماذا لا يخاف شهود يهوه المسيحيون من الاضطهاد؟
١٣ حقا، ان شهود يهوه المسيحيين يعانون الاضطهاد الجسدي وامتحانات اخرى لعشرة ايام رمزية. وكالمسيحيين في سميرنا قديما، لا يخافون؛ ولا يلزم ايّا منا ان يخاف فيما تسوء المشاكل هنا على الارض. ونحن مستعدون للاحتمال تحت الالم، حتى اننا نقبل بفرح ‹نهب ممتلكاتنا›. (عبرانيين ١٠:٣٢-٣٤) وبدرس كلمة اللّٰه وجعلها خاصتنا، سنكون متأهبين لنقف ثابتين في الايمان. وتأكدوا ان يهوه يستطيع ان يصونكم وسيصونكم في استقامتكم. ‹ألقوا كل همكم عليه، لأنه يهتم بكم›. — ١ بطرس ٥:٦-١١.
[الحاشيتان]
a بعد ٦٠ سنة من موت يوحنا، أُحرق پوليكَرپوس حتى الموت في سميرنا لانه لم ينكر ايمانه بيسوع. و استشهاد پوليكَرپوس، عمل يُعتقد انه معاصر لهذه الحادثة، يذكر انه عندما جُمع الحطب للحرق «كان اليهود غيورين بشدة، كما هي عادتهم، في المساعدة على ذلك» — على الرغم من ان تنفيذ الحكم حدث في «يوم سبت عظيم».
b انظروا برج المراقبة عدد ١ تشرين الثاني ١٩٣٣؛ ١ و ١٥ تشرين الاول، ١ و ١٥ كانون الاول ١٩٣٤، بالانكليزية؛ ١٥ كانون الاول ١٩٨٣.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٣٩]
منذ سنوات كثيرة، يزوّد المؤرخون شهادة تتعلق باستقامة شهود يهوه الالمان خلال الحكم النازي. والكتاب الامهات في وطن الاسلاف، للمؤرخة كلوديا كونز، الصادر في السنة ١٩٨٦، لديه هذا ليقوله: «ان الغالبية الساحقة لجميع الالمان ذوي الخلفيات غير الالمانية وجدوا طرائق للبقاء احياء تحت حكم يحتقرونه. . . . وفي الطرف الآخر من النطاق الاحصائي والفكري كان هنالك شهود يهوه الـ ٠٠٠,٢٠ الذين رفضوا كلهم تقريبا رفضا مطلقا تقديم ايّ شكل من الطاعة للدولة النازية. . . . ان فريق المقاومين الاكثر تماسكا دعمه الدين. فمن البداية، لم يتعاون شهود يهوه مع ايّ وجه للدولة النازية. وحتى بعد ان دمَّر الڠستاپو مقرهم الرئيسي المحلي في السنة ١٩٣٣ وحظروا الطائفة في السنة ١٩٣٥، رفضوا ايضا ان يقولوا ‹يحيا هتلر›. وتقريبا نصف (الغالبية رجال) جميع شهود يهوه أُرسل الى معسكرات الاعتقال، ألف منهم أُعدم، وألف آخر مات بين ١٩٣٣ و ١٩٤٥. . . . والكاثوليك والپروتستانت سمعوا رجال دينهم يحضّونهم على التعاون مع هتلر. واذا قاوموا فانهم يقاومون اوامر الكنيسة والدولة كلتيهما».
-