مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يوحنا يشاهد يسوع الممجَّد
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٥

      يوحنا يشاهد يسوع الممجَّد

      الرؤيا ١ —‏ رؤيا ١:‏​١٠–‏٣:‏٢٢

      الموضوع:‏ يسوع يفتقد اسرائيل الروحي على الارض ويمنح التشجيع الحار

      وقت الاتمام:‏ هذا الوجه من يوم الرب يمتد من السنة ١٩١٤ حتى يموت ويقام آخر شخص من الممسوحين الامناء

      ١ كيف يجري تقديم الرؤيا الاولى،‏ وكيف اشار يوحنا الى وقت انطباقها الحقيقي؟‏

      ان الرؤيا الاولى في سفر الرؤيا تبدأ بالاصحاح ١،‏ العدد ١٠ ‏.‏ وهذه الرؤيا،‏ كسائر الرؤى في سفر الرؤيا،‏ تُستهل بالاعلان ان يوحنا يسمع او يرى شيئا فوق العادة.‏ (‏رؤيا ١:‏​١٠،‏ ١٢؛‏ ٤:‏١؛‏ ٦:‏١‏)‏ ويجري تقديم هذه الرؤيا الاولى في اطار القرن الاول الذي فيه وُجِّهت الرسائل الى سبع جماعات معاصرة ليوحنا.‏ ولكنّ يوحنا يشير الى وقت انطباقها الحقيقي عندما يقول:‏ ‏«بالوحي صرت في يوم الرب».‏ (‏رؤيا ١:‏١٠ أ )‏ فمتى يكون هذا ‹اليوم›؟‏ وهل للحوادث المثيرة لهذه الازمنة المضطربة اية علاقة به؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ يجب ان ننتبه جيدا الى النبوة،‏ اذ تؤثر في حياتنا —‏ وحتى في نجاتنا.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏​٢٠،‏ ٢١‏.‏

      في يوم الرب

      ٢ متى يبدأ يوم الرب،‏ ومتى ينتهي؟‏

      ٢ في ايّ اطار زمني يضع ذلك اتمام سفر الرؤيا؟‏ حسنا،‏ ما هو يوم الرب؟‏ يشير الرسول بولس اليه بصفته وقت دينونة واتمام للمواعد الالهية.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏٨؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏١٤؛‏ فيلبي ١:‏​٦،‏ ١٠؛‏ ٢:‏١٦‏)‏ فبوصول هذا ‹اليوم› تتقدم مقاصد يهوه العظمى بشكل تدريجي وظافر الى ذروتها.‏ ويبدأ هذا ‹اليوم› بتتويج يسوع ملكا سماويا.‏ وحتى بعد ان ينفذ يسوع الدينونة في عالم الشيطان يستمر يوم الرب،‏ مع ردّ الفردوس وتكميل الجنس البشري،‏ الى ان يسلِّم يسوع اخيرا «المملكة الى إلهه وأبيه».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏​٢٤-‏٢٦؛‏ رؤيا ٦:‏​١،‏ ٢‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ كيف تساعدنا نبوة دانيال عن ‹السبعة ازمنة› على رؤية وقت ابتداء يوم الرب؟‏ (‏ب)‏ اية حوادث على الارض تؤكد ان السنة ١٩١٤ هي بداية يوم الرب؟‏

      ٣ ان اتمام نبوات اخرى للكتاب المقدس يساعدنا على رؤية وقت ابتداء يوم الرب.‏ مثلا،‏ وصف دانيال قطع الحكم في سلالة الملك داود؛‏ وبعد «سبعة ازمنة» كان سيُعلَم «ان العلي هو الحاكم في مملكة الناس ويعطيها لمَن يشاء».‏ (‏دانيال ٤:‏​٢٣،‏ ٢٤،‏ ٣١،‏ ٣٢‏)‏ والاتمام الاعظم لهذه النبوة بدأ بتخريب مملكة يهوذا،‏ الذي يشير دليل الكتاب المقدس الى انه تمّ بحلول تشرين الاول ٦٠٧ ق‌م.‏ ورؤيا ١٢:‏٦ و ١٤ تظهر ان ٢⁄‏١ ٣ ازمنة تعادل ٢٦٠‏,‏١ يوما؛‏ ولذلك فان سبعة ازمنة (‏ضعف هذا الرقم)‏ يجب ان تكون ٥٢٠‏,‏٢ يوما.‏ واذ نحسب «كل يوم عوضا عن سنة» نصل الى ٥٢٠‏,‏٢ سنة بصفتها مدة ‹السبعة ازمنة›.‏ (‏حزقيال ٤:‏٦‏)‏ لذلك،‏ بدأ المسيح يسوع حكمه السماوي في الجزء الاخير من السنة ١٩١٤.‏ ونشوب الحرب العالمية الاولى في تلك السنة وسم «بداية المخاض» التي تستمر في تعذيب الجنس البشري.‏ ومنذ السنة ١٩١٤،‏ كم تؤكِّد على نحو ملحوظ الحوادث في هذه الارض الملطخة بالدم ان تلك السنة هي بداية «يوم» حضور يسوع!‏ —‏ متى ٢٤:‏​٣-‏١٤‏.‏a

      ٤ (‏أ)‏ الى ماذا تشير كلمات سفر الرؤيا نفسها في ما يتعلق بوقت اتمام الرؤيا الاولى؟‏ (‏ب)‏ متى ينتهي اتمام الرؤيا الاولى؟‏

      ٤ لذلك فان هذه الرؤيا الاولى والمشورة التي تحتويها هي ليوم الرب،‏ من السنة ١٩١٤ فصاعدا.‏ وهذا التوقيت يدعمه الواقع ان السجل،‏ لاحقا في سفر الرؤيا،‏ يصف تنفيذ احكام اللّٰه الحقة والبارة —‏ الحوادث التي يقوم فيها الرب يسوع بدور بارز.‏ (‏رؤيا ١١:‏١٨؛‏ ١٦:‏١٥؛‏ ١٧:‏١؛‏ ١٩:‏​٢،‏ ١١‏)‏ واذا كان اتمام الرؤيا الاولى يبدأ في السنة ١٩١٤،‏ فمتى ينتهي؟‏ كما تظهر الرسائل نفسها،‏ ان الهيئة المخاطَبة هي جماعة اللّٰه من الممسوحين على الارض.‏ اذًا،‏ ينتهي اتمام هذه الرؤيا الاولى عندما يموت آخر عضو امين في هذه الجماعة الممسوحة ويقام الى الحياة السماوية.‏ غير ان يوم الرب،‏ مع البركات للخراف الاخر الارضيين،‏ يستمر حتى نهاية حكم يسوع المسيح الالفي.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ رؤيا ٢٠:‏​٤،‏ ٥‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ ماذا يدعو صوتٌ يوحنا الى فعله؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان موقع «الجماعات السبع» مؤاتيا لارسال دَرْج اليهم؟‏

      ٥ في هذه الرؤيا الاولى،‏ قبل ان يرى يوحنا ايّ شيء،‏ يسمع شيئا ما:‏ ‏«وسمعت ورائي صوتا قويا كصوت بوق،‏ قائلا:‏ ‏‹ما تراه اكتبه في دَرْج وأرسله إلى الجماعات السبع،‏ في أفسس،‏ وفي سميرنا،‏ وفي برغامس،‏ وفي ثياتيرا،‏ وفي ساردس،‏ وفي فيلادلفيا،‏ وفي لاودكية».‏ (‏رؤيا ١:‏١٠ب،‏ ١١‏)‏ وبنداءٍ آمر وقوي كنداء بوق،‏ يدعو صوتٌ يوحنا الى الكتابة الى «الجماعات السبع».‏ فهو في صدد تسلُّم سلسلة من الرسائل ونشر الاشياء التي سيراها ويسمعها.‏ ولاحظوا ان الجماعات المذكورة هنا وُجدت فعلا في ايام يوحنا.‏ وكانت جميعها تقع في آسيا الصغرى،‏ مباشرة عبر البحر من بطمس.‏ وكان الوصول من واحدة الى اخرى سهلا بواسطة الطرق الرومانية الممتازة التي وُجدت في المنطقة.‏ ولم تكن ثمة مشقة على المرسَل في حمل الدَّرْج من الجماعة الواحدة الى التالية.‏ والسبع الجماعات هذه تشبه جزءا من دائرة عصرية لشهود يهوه.‏

      ٦ (‏أ)‏ ماذا يعني «ما هو كائن»؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكننا ان نكون على يقين من ان الاحوال في جماعة المسيحيين الممسوحين اليوم لا بد ان تكون مماثلة لتلك التي في ايام يوحنا؟‏

      ٦ كانت معظم نبوات سفر الرؤيا ستتم بعد زمن يوحنا.‏ فقد اشارت الى «ما سيكون بعد هذا».‏ ولكنّ المشورة للسبع الجماعات تتعلق بـ‍ «ما هو كائن،‏» حالات وُجدت فعلا في السبع الجماعات في ذلك الوقت.‏ وكانت الرسائل مساعِدات قيِّمة للشيوخ المعيَّنين الامناء في تلك الجماعات السبع،‏ بالاضافة الى كل الجماعات الاخرى للمسيحيين الممسوحين لذلك الوقت.‏b وبما ان للرؤيا انطباقا رئيسيا في يوم الرب،‏ فإن ما يقوله يسوع يخدم كإشعار بأن احوالا مماثلة يجب توقُّعها في جماعة المسيحيين الممسوحين ليومنا.‏ —‏ رؤيا ١:‏​١٠،‏ ١٩‏.‏

      ٧ مَن يراه يوحنا في هذه الرؤيا الاولى،‏ ولماذا يكون ذلك مهما ومثيرا جدا لنا اليوم؟‏

      ٧ في هذه الرؤيا الاولى،‏ يرى يوحنا الرب يسوع المسيح المشرق في مجده السماوي.‏ فماذا يمكن ان يكون اكثر ملاءمة لسفر نبوات يتعلق باليوم العظيم لهذا الرب المفوَّض اليه من السماء؟‏ وماذا يمكن ان يكون اكثر اهمية لنا،‏ نحن الذين نعيش الآن في فترة الوقت هذه ونصغي بانتباه الى كل وصية له؟‏ واكثر من ذلك،‏ كم يكون مثيرا لداعمي سلطان يهوه ان يتأكدوا ان النسل المسيّاني،‏ اذ احتمل كل الامتحانات والاضطهادات التي جلبها الشيطان واذ عانى الموت الاليم عندما سُحق «عقبه» منذ ٠٠٠‏,‏٢ سنة تقريبا،‏ هو الآن حيّ في السماء،‏ مسلَّط لجلب قصد اللّٰه العظيم الى اتمامه الظافر!‏ —‏ تكوين ٣:‏١٥‏.‏

      ٨ لأي عمل يسوع مستعد الآن؟‏

      ٨ من الواضح ان يسوع مستعد الآن لمباشرة العمل كملك متوَّج.‏ فقد جرى تعيينه كمنفِّذ رئيسي ليهوه لتنفيذ أحكام يهوه النهائية في نظام الاشياء القديم الشرير هذا وإلهه الخبيث،‏ الشيطان.‏ وهو ايضا على وشك ان يدين افراد جماعته المؤلفة من الممسوحين والجمع الكثير المؤلف من عشرائهم،‏ وأن يدين كذلك العالم.‏ —‏ رؤيا ٧:‏​٤،‏ ٩؛‏ اعمال ١٧:‏٣١‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ كيف يصف يوحنا يسوع المسيح الممجَّد وسط المناير الذهبية؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا يشير الوضع الشبيه بالهيكل والثوب الذي يرتديه يسوع؟‏ (‏ج)‏ ماذا تدل عليه منطقته الذهبية؟‏

      ٩ يلتفت يوحنا الى حيث الصوت العالي،‏ وهذا ما يراه:‏ ‏«التفتُّ لأرى الصوت الذي يكلمني.‏ وإذ التفتُّ رأيت سبع مناير ذهبية».‏ (‏رؤيا ١:‏١٢ ‏)‏ ولاحقا،‏ يعلم يوحنا ما ترمز اليه السبع المناير هذه.‏ ولكنّ الشخص الذي في وسط المناير هو الذي يلفت نظره.‏ فكان هنالك ‏«في وسط المناير شبه ابن انسان،‏ لابسا ثوبا يبلغ القدمين،‏ ومتمنطقا عند صدره بمنطقة ذهبية».‏ (‏رؤيا ١:‏١٣ ‏)‏ ويسوع،‏ ‹ابن الانسان›،‏ هنا يُظهِر نفسه ليوحنا،‏ الشاهد المصاب بالرهبة،‏ بمظهر متوهج رائع.‏ وهو يظهر في مجد متألق بين المناير الذهبية المتَّقدة.‏ وهذا الوضع الشبيه بالهيكل يطبع في ذهن يوحنا الواقع ان يسوع حاضر في دور رئيس كهنة يهوه العظيم،‏ بسلطة للدينونة.‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٤؛‏ ٧:‏​٢١-‏٢٥‏)‏ وثوبه المؤثر الطويل يطابق مركزه الكهنوتي.‏ وكرؤساء الكهنة اليهود قديما،‏ يرتدي منطقة —‏ منطقة ذهبية فوق صدره حيث تغطي قلبه.‏ وهذا يدل على انه سينجز من كل القلب مهمته الالهية التي تسلَّمها من يهوه اللّٰه.‏ —‏ خروج ٢٨:‏​٨،‏ ٣٠؛‏ عبرانيين ٨:‏​١،‏ ٢‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ الى ماذا يشير شعر يسوع الابيض كالثلج وعيناه الناريتان؟‏ (‏ب)‏ ما هو مغزى كون قدمَي يسوع مثل النحاس المتوهج؟‏

      ١٠ ويستمر وصف يوحنا:‏ ‏«ورأسه وشعره ابيضان كالصوف الابيض،‏ كالثلج،‏ وعيناه كلهب نار».‏ (‏رؤيا ١:‏١٤ ‏)‏ ان شعره الابيض كالثلج يشير الى الحكمة بسبب طول الحياة.‏ (‏قارنوا امثال ١٦:‏٣١‏.‏)‏ وعيناه الناريتان تظهران انه حادّ،‏ يقظ،‏ فيما يفحص،‏ يمتحن،‏ او يعبِّر عن السخط.‏ حتى ان قدمَي يسوع تلفتان انتباه يوحنا:‏ ‏«وقدماه مثل نحاس خالص يتوهج في أتون،‏ وصوته كصوت مياه كثيرة».‏ (‏رؤيا ١:‏١٥ ‏)‏ في الرؤيا،‏ قدمَا يسوع هما مثل النحاس،‏ تتوهجان،‏ تلمعان —‏ على نحو لائق بالشخص الذي يسلك بغيرة وبموقف نقي في حضرة يهوه اللّٰه.‏ واكثر من ذلك،‏ بينما يجري غالبا تصوير الاشياء الالهية في الكتاب المقدس بالذهب،‏ كذلك يجري احيانا تمثيل الاشياء البشرية بالنحاس.‏c لذلك فان قدمَي يسوع المتوهجتين كالنحاس النقي تذكِّراننا الى ايّ حد كانت قدماه ‹جميلتين› عندما مشى على الارض كارزا بالبشارة.‏ —‏ اشعيا ٥٢:‏٧؛‏ روما ١٠:‏١٥‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ بماذا تذكِّرنا قدمَا يسوع المجيدتان؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا يشير الواقع ان صوت يسوع «كصوت مياه كثيرة»؟‏

      ١١ حقا،‏ كإنسان كامل،‏ كان ليسوع إشراق ظاهر بالنسبة الى الملائكة والناس.‏ (‏يوحنا ١:‏١٤‏)‏ وقدماه المجيدتان تذكِّراننا ايضا بأنه يطأ ارضا مقدسة في هيئة يهوه،‏ التي هو فيها رئيس كهنة.‏ (‏قارنوا خروج ٣:‏٥‏.‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ يدوّي صوته بشكل راعد كشلال هائل مندفع بغزارة.‏ وذلك مؤثر،‏ موحٍ بالرهبة،‏ كما هو ملائم للشخص المدعوّ رسميا كلمة اللّٰه،‏ الشخص الذي يأتي لـ‍ «يدين المسكونة بالبر».‏ —‏ اعمال ١٧:‏٣١؛‏ يوحنا ١:‏١‏.‏

      ١٢ ما هو مغزى العبارة «سيف طويل ماضٍ ذو حدين»؟‏

      ١٢ ‏«ومعه في يده اليمنى سبعة نجوم،‏ ومن فمه خارج سيف طويل ماضٍ ذو حدين،‏ ووجهه كالشمس وهي تضيء في أشد وهجها.‏ فلما رأيته سقطتُ عند قدميه كميت».‏ (‏رؤيا ١:‏​١٦،‏ ١٧ أ )‏ ويسوع نفسه يشرح معنى النجوم السبعة بعد قليل.‏ ولكن لاحظوا ماذا يخرج من فمه:‏ «سيف طويل ماضٍ ذو حدين».‏ يا له من وصف ملائم!‏ لان يسوع هو الشخص المعيَّن لينطق بأحكام يهوه النهائية على اعدائه.‏ والاقوال الحاسمة من فمه تنتج تنفيذ الحكم في جميع الاشرار.‏ —‏ رؤيا ١٩:‏​١٣،‏ ١٥‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ وجه يسوع المضيء اللامع يذكِّرنا بماذا؟‏ (‏ب)‏ اي انطباع شامل نناله من وصف يوحنا ليسوع؟‏

      ١٣ ان وجه يسوع المضيء اللامع يذكِّرنا بأن وجه موسى صار مشعا بعد ان حادثه يهوه في جبل سيناء.‏ (‏خروج ٣٤:‏​٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وتذكَّروا ايضا انه عندما تجلّى يسوع امام ثلاثة من رسله منذ ٠٠٠‏,‏٢ سنة تقريبا «أضاء وجهه كالشمس،‏ وصارت ثيابه الخارجية لامعة كالنور».‏ (‏متى ١٧:‏٢‏)‏ والآن،‏ في عرض رؤيوي ليسوع خلال يوم الرب،‏ يعكس وجهه على نحو مماثل البهاء المشرق للشخص الذي هو في حضرة يهوه.‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏١٨‏)‏ وفي الواقع،‏ ان الانطباع الشامل الذي تنقله رؤيا يوحنا هو ذاك الذي لضياء المجد.‏ فمن الشعر الابيض كالثلج والعينين الملتهبتين والوجه المضيء نزولا الى القدمَين المتوهجتين،‏ هي رؤيا فائقة للشخص الذي يسكن الآن «في نور لا يُدنى منه».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٦‏)‏ وواقعية هذا المشهد هي حيَّة الى حد بعيد!‏ فكيف كان ردّ فعل يوحنا المرهَب؟‏ يخبرنا الرسول:‏ «فلما رأيته سقطتُ عند قدميه كميت».‏ —‏ رؤيا ١:‏١٧‏.‏

      ١٤ كيف يجب ان نتأثر عندما نقرأ رؤيا يوحنا عن يسوع الممجَّد؟‏

      ١٤ واليوم،‏ ان الوصف المفصَّل النابض بالحياة لرؤيا يوحنا يملأ شعب اللّٰه بالتقدير القلبي.‏ وقد اجتزنا الآن اكثر من ٩٠ سنة من يوم الرب،‏ الذي فيه تستمر الرؤيا في اتمامها المثير.‏ وحكم ملكوت يسوع بالنسبة الينا هو حقيقة حاضرة حيَّة،‏ لا رجاء مستقبلي.‏ لذلك يليق بنا كرعايا اولياء للملكوت ان ننظر اكثر بتعجب الى ما يصفه يوحنا في هذه الرؤيا الاولى وأن نصغي بطاعة الى كلمات يسوع المسيح الممجَّد.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a من اجل شرح مفصَّل،‏ انظروا كتاب ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟‏،‏ الصفحات ٨٨-‏٩٢،‏ ٢١٥-‏٢١٨‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      b في القرن الاول،‏ عندما كانت جماعة تتسلَّم رسالة من احد الرسل،‏ كانت العادة ان توزَّع الرسالة على الجماعات الاخرى بحيث يستفيد الكل من المشورة.‏ —‏ قارنوا كولوسي ٤:‏١٦‏.‏

      c ان زخارف وأُثث هيكل سليمان الداخلية صُنعت من ذهب او غشِّيت به،‏ في حين ان النحاس استُعمل في تجهيز الدار.‏ —‏ ١ ملوك ٦:‏​١٩-‏٢٣،‏ ٢٨-‏٣٥؛‏ ٧:‏​١٥،‏ ١٦،‏ ٢٧،‏ ٣٠،‏ ٣٨-‏٥٠؛‏ ٨:‏٦٤‏.‏

      ‏[الصور في الصفحة ٢٣]‏

      ان بقايا آثار المدن حيث كانت تقع الجماعات السبع تؤكد سجل الكتاب المقدس.‏ فهنا تسلَّم مسيحيو القرن الاول رسائل يسوع المشجعة التي تحث الجماعات في كل العالم اليوم

      برغامس

      سميرنا

      ثياتيرا

      ساردس

      افسس

      فيلادلفيا

      لاودكية

  • كشف سرّ مقدس
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٦

      كشف سرّ مقدس

      ١ كيف يجب ان نتجاوب مع الصورة المتوهجة المسجلة في رؤيا ١:‏​١٠-‏١٧‏؟‏

      مُرهِبة فعلا هي رؤيا يسوع المرفَّع!‏ ودون شك،‏ لو كنا متفرجين هناك مع الرسول يوحنا لغلب علينا نحن ايضا ذلك المجد الباهر،‏ منطرحين كما انطرح هو.‏ (‏رؤيا ١:‏​١٠-‏١٧‏)‏ وقد حُفظت هذه الرؤيا الملهمة الفائقة لحثنا على العمل اليوم.‏ وكيوحنا،‏ يجب ان نظهر التقدير المتواضع لكل ما تعنيه الرؤيا.‏ فليكن لدينا احترام توقيري لمركز يسوع بصفته الملك المتوَّج،‏ رئيس الكهنة،‏ والديّان.‏ —‏ فيلبي ٢:‏​٥-‏١١‏.‏

      ‏«الاول والآخِر»‏

      ٢ (‏أ)‏ بأي لقب يقدِّم يسوع نفسه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعني عندما يقول يهوه:‏ «انا الأول وأنا الآخِر»؟‏ (‏ج)‏ الى ماذا يلفت الانتباه لقب يسوع «الأول والآخِر»؟‏

      ٢ غير ان رهبتنا يلزم ألّا تتحوّل الى خوف مرَضي.‏ فقد اعاد يسوع طمأنة يوحنا،‏ كما يخبر الرسول بعد ذلك.‏ ‏«فوضع يده اليمنى عليَّ وقال:‏ ‹لا تخف.‏ انا الأول والآخِر،‏ والحي›».‏ (‏رؤيا ١:‏١٧ب،‏ ١٨أ ‏)‏ في اشعيا ٤٤:‏٦‏،‏ يصف يهوه بحق مركزه بصفته الاله الواحد والوحيد القادر على كل شيء،‏ قائلا:‏ «انا الأول وأنا الآخِر،‏ ولا اله غيري».‏a وعندما يقدِّم يسوع نفسه باللقب «الأول والآخِر»،‏ لا يدَّعي المساواة مع يهوه،‏ الخالق العظيم.‏ فهو يستعمل لقبا وهبه اياه اللّٰه بلياقة.‏ وفي اشعيا،‏ كان يهوه يصرِّح بمركزه الفريد بصفته الاله الحقيقي.‏ فهو الاله السرمدي،‏ وليس هنالك اله غيره فعلا.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٧‏)‏ وفي سفر الرؤيا،‏ يتحدث يسوع عن لقبه الموهوب،‏ لافتا الانتباه الى قيامته الفريدة.‏

      ٣ (‏أ)‏ بأية طريقة كان يسوع «الأول والآخِر»؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعني ان يسوع له «مفاتيح الموت وهادِس»؟‏

      ٣ كان يسوع فعلا البشر «الأول» المقام الى حياة روحانية خالدة.‏ (‏كولوسي ١:‏١٨‏)‏ واكثر من ذلك،‏ هو «الآخِر» المقام على هذا النحو من قبل يهوه شخصيا.‏ وهكذا يصير «الحي .‏ .‏ .‏ الى ابد الآبدين».‏ فهو يتمتع بالخلود.‏ وبذلك يكون مثل ابيه الخالد،‏ المدعو «اللّٰه الحي».‏ (‏رؤيا ٧:‏٢؛‏ مزمور ٤٢:‏٢‏)‏ وبالنسبة الى جميع الآخرين من البشرية،‏ فان يسوع نفسه هو «القيامة والحياة».‏ (‏يوحنا ١١:‏٢٥‏)‏ وانسجاما مع ذلك،‏ يقول ليوحنا:‏ ‏«كنت ميتا،‏ ولكن ها انا حي الى ابد الآبدين،‏ ولي مفاتيح الموت وهادِس»‏‏.‏ (‏رؤيا ١:‏١٨ب‏)‏ لقد منحه يهوه السلطة لاقامة الاموات.‏ ولذلك يمكن ليسوع ان يقول ان له المفاتيح ليفتح الابواب لاولئك المقيَّدين بالموت وهادِس (‏المدفن العام)‏.‏ —‏ قارنوا متى ١٦:‏١٨‏.‏

      ٤ اية وصية يكررها يسوع،‏ ولفائدة مَن؟‏

      ٤ وهنا يكرر يسوع وصيته بتسجيل الرؤيا،‏ آمرا يوحنا:‏ ‏«اكتب ما رأيت،‏ وما هو كائن وما سيكون بعد هذا».‏ (‏رؤيا ١:‏١٩ ‏)‏ فأية امور مثيرة سيعرِّفنا بها يوحنا بعدُ لتعليمنا؟‏

      النجوم والمناير

      ٥ كيف يشرح يسوع «النجوم السبعة» و «المناير السبع»؟‏

      ٥ رأى يوحنا يسوع في وسط السبع المناير الذهبية مع سبعة نجوم في يده اليمنى.‏ (‏رؤيا ١:‏​١٢،‏ ١٣،‏ ١٦‏)‏ والآن يشرح يسوع ذلك:‏ ‏«اما السر المقدس،‏ سر النجوم السبعة التي رأيت في يدي اليمنى،‏ والمناير الذهبية السبع فهو:‏ النجوم السبعة تمثِّل ملائكة الجماعات السبع،‏ والمناير السبع تمثِّل سبع جماعات».‏ —‏ رؤيا ١:‏٢٠‏.‏

      ٦ ماذا تمثِّل النجوم السبعة،‏ ولماذا وُجِّهت الرسائل على نحو خصوصي الى هؤلاء؟‏

      ٦ ان «النجوم» تمثِّل «ملائكة الجماعات السبع».‏ وفي سفر الرؤيا ترمز النجوم احيانا الى ملائكة حرفيين،‏ ولكن من غير المنطقي ان يستخدم يسوع كاتبا بشريا ليكتب الى مخلوقات روحانية غير منظورة.‏ لذلك لا بد ان تكون «النجوم» النظار البشر،‏ او الشيوخ،‏ في الجماعات المعتبرين رسلb يسوع.‏ وتُوجَّه الرسائل الى النجوم،‏ لان هؤلاء مسؤولون عن الاشراف على رعية يهوه.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٨‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ ماذا يظهر ان تكلُّم يسوع مع ملاك واحد فقط في كل جماعة لا يعني ان كل جماعة لديها شيخ واحد فقط؟‏ (‏ب)‏ في الواقع،‏ مَن تمثِّل النجوم السبعة في يد يسوع اليمنى؟‏

      ٧ وبما ان يسوع يتكلم مع «ملاك» واحد فقط في كل جماعة،‏ هل يعني ذلك ان كل جماعة لديها شيخ واحد فقط؟‏ كلا.‏ فباكرا في ايام بولس كان لدى جماعة افسس عدد من الشيوخ،‏ لا مجرد واحد.‏ (‏رؤيا ٢:‏١؛‏ اعمال ٢٠:‏١٧‏)‏ ولذلك في ايام يوحنا،‏ عندما أُرسلت الرسائل الى النجوم السبعة لتُقرأ على الجماعات (‏بما فيها الجماعة في افسس)‏،‏ لا بد ان النجوم مثّلت جميع الذين يخدمون في هيئات الشيوخ ضمن جماعة يهوه الممسوحة.‏ وبطريقة مماثلة،‏ يقرأ النظار اليوم على جماعاتهم الرسائل المتسلَّمة من الهيئة الحاكمة،‏ المؤلفة من نظار ممسوحين يخدمون تحت رئاسة يسوع.‏ ويجب على هيئات الشيوخ المحلية ان تتأكد ان جماعاتها تتبع مشورة يسوع.‏ وطبعا،‏ ان المشورة هي لفائدة جميع الذين يعاشرون الجماعات،‏ لا مجرد الشيوخ.‏ —‏ انظروا رؤيا ٢:‏١١ أ.‏

      ٨ الى ماذا يشير كون الشيوخ في اليد اليمنى ليسوع؟‏

      ٨ وبما ان يسوع هو رأس الجماعة،‏ يقال على نحو لائق ان الشيوخ هم في يده اليمنى،‏ اي تحت سيطرته وتوجيهه.‏ (‏كولوسي ١:‏١٨‏)‏ فهو رئيس الرعاة وهم الرعاة المعاونون.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏​٢-‏٤‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ ماذا تمثِّل المناير السبع،‏ ولماذا تكون المناير رمزا ملائما الى هذه؟‏ (‏ب)‏ بماذا تذكِّر الرؤيا الرسول يوحنا على الارجح؟‏

      ٩ والمناير السبع هي الجماعات السبع التي يوجِّه اليها يوحنا سفر الرؤيا:‏ افسس،‏ سميرنا،‏ برغامس،‏ ثياتيرا،‏ ساردس،‏ فيلادلفيا،‏ ولاودكية.‏ ولماذا يُرمز الى الجماعات بالمناير؟‏ لان المسيحيين،‏ سواء كان ذلك افراديا او جملةً كجماعات،‏ يجب ان ‹يضيء نورهم قدام الناس› في هذا العالم المظلم تماما.‏ (‏متى ٥:‏​١٤-‏١٦‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كانت المناير بين امتعة هيكل سليمان.‏ ودعوة الجماعات بمناير تذكِّر يوحنا على الارجح بأن كل جماعة محلية من الممسوحين هي،‏ بمعنى تصويري،‏ «هيكل اللّٰه»،‏ مكان سكن روح اللّٰه.‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏١٦‏)‏ واكثر من ذلك،‏ في المرموز اليه بترتيب الهيكل اليهودي،‏ يخدم اعضاء جماعة الممسوحين بصفتهم ‹كهنوتا ملكيا› في ترتيب هيكل يهوه الروحي العظيم،‏ الذي يكون له يسوع رئيس الكهنة وحيث يسكن يهوه شخصيا في قدس الاقداس السماوي.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏​٤،‏ ٥،‏ ٩؛‏ عبرانيين ٣:‏١؛‏ ٦:‏٢٠؛‏ ٩:‏​٩-‏١٤،‏ ٢٤‏.‏

      الارتداد العظيم

      ١٠ ماذا حدث للنظام اليهودي وداعميه غير التائبين في السنة ٧٠ ب‌م؟‏

      ١٠ عندما كتب يوحنا سفر الرؤيا كان للمسيحية اكثر من ٦٠ سنة من العمر.‏ وفي البداية كانت قد نجت من المقاومة المستمرة من الديانة اليهودية طوال ٤٠ سنة.‏ ثم تلقى النظام اليهودي ضربة مميتة في السنة ٧٠ ب‌م،‏ عندما خسر اليهود غير التائبين هويتهم القومية وما كان بالنسبة اليهم معبودا فعلا —‏ الهيكل في اورشليم.‏

      ١١ لماذا كان مناسبا ان يحذِّر رئيس الرعاة الجماعات من النزعات المتطورة؟‏

      ١١ غير ان الرسول بولس كان قد انبأ انه سيكون هنالك ارتداد بين المسيحيين الممسوحين،‏ وتُظهر رسائل يسوع ان هذا الارتداد كان يتطور الآن في شيخوخة يوحنا.‏ ويوحنا كان آخِر اولئك الذين عملوا كرادع لهذه المحاولة الشاملة التي قام بها الشيطان لافساد نسل المرأة.‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏​٣-‏١٢؛‏ ٢ بطرس ٢:‏​١-‏٣؛‏ ٢ يوحنا ٧-‏١١‏)‏ لذلك كان الوقت المناسب ليكتب رئيس رعاة يهوه الى الشيوخ في الجماعات،‏ محذِّرا من النزعات المتطورة ومشجعا ذوي القلوب المستقيمة على الوقوف بثبات الى جانب البر.‏

      ١٢ (‏أ)‏ كيف تطوَّر الارتداد في القرون التي تلت ايام يوحنا؟‏ (‏ب)‏ كيف اتى العالم المسيحي الى الوجود؟‏

      ١٢ لا نعرف كيف تجاوبت الجماعات في السنة ٩٦ ب‌م مع رسائل يسوع.‏ ولكننا نعرف ان الارتداد تطوَّر بسرعة بعد موت يوحنا.‏ لقد توقف «المسيحيون» عن استعمال اسم يهوه واستبدلوه بـ‍ «الرب» او «اللّٰه» في مخطوطات الكتاب المقدس.‏ وبحلول القرن الرابع،‏ كانت عقيدة الثالوث الباطلة قد تخللت الجماعات.‏ وخلال هذه الفترة نفسها،‏ جرى تبنّي فكرة النفس الخالدة.‏ وأخيرا،‏ منح الامبراطور الروماني قسطنطين الدين «المسيحي» موافقة الدولة،‏ مما ادّى الى نشوء العالم المسيحي،‏ حيث ضمَّت الكنيسة والدولة قوتيهما في الحكم ألف سنة.‏ وكان من السهل ان يصير المرء «مسيحيا» من نوع جديد.‏ فقبائل بكاملها كيَّفت معتقداتها الوثنية الابكر وفق اشكال هذا الدين.‏ وكثيرون من القادة في العالم المسيحي صاروا طغاة سياسيين ظالمين،‏ فارضين آراء ارتدادهم بالسيف.‏

      ١٣ على الرغم من تحذير يسوع من اتّباع البدع،‏ اي مسلك اتخذه المسيحيون المرتدّون؟‏

      ١٣ والمسيحيون المرتدّون تجاهلوا تماما كلمات يسوع الى الجماعات السبع.‏ فقد حذَّر يسوع الافسسيين لكي يستعيدوا المحبة التي كانت لهم اولا.‏ (‏رؤيا ٢:‏٤‏)‏ غير ان اعضاء العالم المسيحي،‏ اذ لم يعودوا متَّحدين في المحبة ليهوه،‏ خاضوا حروبا اثيمة واضطهدوا احدهم الآخر بشكل فظيع.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٢٠‏)‏ وحذَّر يسوع الجماعة في برغامس من اتّباع البدع.‏ ومع ذلك،‏ ظهرت البدع حتى في القرن الثاني،‏ واليوم لدى العالم المسيحي ألوف البدع والطوائف المتنازعة.‏ —‏ رؤيا ٢:‏١٥‏.‏

      ١٤ (‏أ)‏ على الرغم من ان يسوع حذَّر من الكينونة امواتا روحيا،‏ اي مسلك اتخذه المدَّعون المسيحية؟‏ (‏ب)‏ بأية طرائق فشل المدَّعون المسيحية في الاصغاء الى تحذير يسوع من الصنمية والفساد الادبي؟‏

      ١٤ حذَّر يسوع جماعة ساردس من الكينونة ميتة روحيا.‏ (‏رؤيا ٣:‏١‏)‏ وكأولئك الذين في ساردس،‏ نسي المدَّعون المسيحية بسرعة الاعمال المسيحية وسرعان ما انتدبوا لعمل الكرازة المهم بشكل رفيع صفا صغيرا من رجال الدين مدفوعا له.‏ وحذَّر يسوع الجماعة في ثياتيرا من الصنمية والعهارة.‏ (‏رؤيا ٢:‏٢٠‏)‏ ومع ذلك،‏ يجيز العالم المسيحي علنا استخدام التماثيل،‏ اضافة الى ترويج صنمية القومية والمادية الاكثر مكرا.‏ وفيما يجري الوعظ احيانا ضد الفساد الادبي يجري التساهل فيه دائما بشكل واسع.‏

      ١٥ ماذا تشهِّر كلمات يسوع الى الجماعات السبع في ما يتعلق بأديان العالم المسيحي،‏ وماذا تَبرهَن ان رجال دين العالم المسيحي هم؟‏

      ١٥ لذلك فان كلمات يسوع الى الجماعات السبع تشهِّر الفشل الكلي لجميع اديان العالم المسيحي في ان يكونوا شعب يهوه الخاص.‏ حقا،‏ ان رجال دين العالم المسيحي هم الاعضاء الاكثر بروزا لنسل الشيطان.‏ واذ تحدَّث عن «المتعدي»،‏ انبأ الرسول بولس بأن حضوره يكون «بعمل الشيطان بكل قوة وبآ‌يات وعلامات عجيبة كاذبة وبكل خداع أثيم».‏ —‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ لمن اظهر قادة العالم المسيحي بغضا خصوصيا؟‏ (‏ب)‏ ماذا حدث في العالم المسيحي خلال القرون الوسطى؟‏ (‏ج)‏ هل غيَّر التمرد،‏ او الاصلاح،‏ الپروتستانتي طرق ارتداد العالم المسيحي؟‏

      ١٦ وبينما ادَّعوا انهم رعاة رعية اللّٰه،‏ اظهر قادة العالم المسيحي،‏ الدينيون والعلمانيون،‏ بغضا خصوصيا لكل من حاول ان يشجع على قراءة الكتاب المقدس او كل من شهَّر ممارساتهم غير المؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ وجون هَسّ ومترجم الكتاب المقدس وليم تِنْدَل اضطُهدا واستُشهدا.‏ وخلال القرون الوسطى المظلمة تماما،‏ بلغ حكم الارتداد الذروة في محاكم التفتيش الكاثوليكية الخبيثة.‏ وكل من يعارض تعاليم او سلطة الكنيسة كان يُقمع دون رحمة،‏ وقد عُذِّب حتى الموت آلاف لا تُحصى من المدعوّين هراطقة او أُحرقوا على الخشبة.‏ وهكذا سعى الشيطان الى التأكد ان يُسحق سريعا ايّ من النسل الحقيقي لهيئة اللّٰه المشبَّهة بامرأة.‏ وعندما حدث التمرد،‏ او الاصلاح،‏ الپروتستانتي (‏من ١٥١٧ فصاعدا)‏،‏ اظهرت كنائس پروتستانتية كثيرة روح تعصب مماثلة.‏ وصاروا هم ايضا مذنبين بسفك الدم بقتل اولئك الذين سعوا ان يكونوا اولياء للّٰه والمسيح.‏ حقا،‏ جرى سفك «دم قديسين» بوفرة!‏ —‏ رؤيا ١٦:‏٦‏؛‏ قارنوا متى ٢٣:‏​٣٣-‏٣٦‏.‏

      النسل يحتمل

      ١٧ (‏أ)‏ بماذا انبأ مثل يسوع للحنطة والزوان؟‏ (‏ب)‏ ماذا حدث في السنة ١٩١٨،‏ منتجا اي رفض وأي تعيين؟‏

      ١٧ في مثله للحنطة والزوان،‏ انبأ يسوع بوقت ظلام كان سيوجد فيما يسود العالم المسيحي متفوِّقا.‏ غير انه خلال كل قرون الارتداد كان سيوجد افراد مسيحيون مشبَّهون بالحنطة،‏ ممسوحون حقيقيون.‏ (‏متى ١٣:‏​٢٤-‏٢٩،‏ ٣٦-‏٤٣‏)‏ وهكذا عندما بزغ فجر يوم الرب في تشرين الاول ١٩١٤،‏ كان لا يزال هنالك مسيحيون حقيقيون على الارض.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ ويظهر ان يهوه اتى الى هيكله الروحي من اجل الدينونة بعد ثلاث سنوات ونصف السنة تقريبا،‏ في ١٩١٨،‏ يصحبه يسوع بصفته ‹رسول عهده›.‏ (‏ملاخي ٣:‏١؛‏ متى ١٣:‏​٤٧-‏٥٠‏)‏ لقد كان الوقت ليرفض السيد نهائيا المسيحيين الزائفين ويقيم ‹العبد الامين الفطين على جميع ممتلكاته›.‏ —‏ متى ٧:‏​٢٢،‏ ٢٣؛‏ ٢٤:‏​٤٥-‏٤٧‏.‏

      ١٨ اية «ساعة» اتت في السنة ١٩١٤،‏ وماذا كان الوقت ليفعل العبد؟‏

      ١٨ وكان الوقت ايضا ليمنح هذا العبدُ انتباها خصوصيا للامور المكتوبة في رسائل يسوع الى الجماعات السبع،‏ كما نرى مما هو مذكور هنا.‏ مثلا،‏ يشير يسوع الى مجيئه ليدين الجماعات،‏ الدينونة التي بدأت في السنة ١٩١٨.‏ (‏رؤيا ٢:‏​٥،‏ ١٦،‏ ٢٢،‏ ٢٣؛‏ ٣:‏٣‏)‏ ويتكلم عن حماية جماعة فيلادلفيا من «ساعة الامتحان التي ستأتي على المسكونة كلها».‏ (‏رؤيا ٣:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ و «ساعة الامتحان» هذه لا تصل إلا مع بزوغ فجر يوم الرب في السنة ١٩١٤،‏ التي بعدها جرى امتحان المسيحيين من جهة ولائهم لملكوت اللّٰه المؤسَّس.‏ —‏ قارنوا متى ٢٤:‏​٣،‏ ٩-‏١٣‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ ماذا تمثِّل الجماعات السبع اليوم؟‏ (‏ب)‏ مَن يعاشرون المسيحيين الممسوحين بأعداد كبيرة،‏ ولماذا تنطبق مشورة يسوع والاحوال التي يصفها عليهم ايضا؟‏ (‏ج)‏ كيف يجب ان ننظر الى رسائل يسوع الى الجماعات السبع للقرن الاول؟‏

      ١٩ لهذا السبب فان كلمات يسوع الى الجماعات كان لها انطباقها الرئيسي منذ السنة ١٩١٤.‏ وفي هذا الوضع،‏ تمثِّل الجماعات السبع كل جماعات المسيحيين الممسوحين خلال يوم الرب.‏ وفضلا عن ذلك،‏ خلال الـ‍ ٧٠ سنة الماضية واكثر،‏ انضمت الى المسيحيين الممسوحين الممثَّلين بيوحنا اعداد كبيرة من المؤمنين الذين رجاؤهم هو ان يحيوا الى الابد في الفردوس على الارض.‏ ومشورة يسوع المسيح الممجَّد والاحوال التي وجدها في الجماعات السبع نتيجة لافتقاده تنطبق بقوة معادلة على هؤلاء،‏ لان هنالك فقط مقياسا واحدا للبر والامانة لجميع خدام يهوه.‏ (‏خروج ١٢:‏٤٩؛‏ كولوسي ٣:‏١١‏)‏ وهكذا،‏ لا تكون رسائل يسوع الى الجماعات السبع للقرن الاول في آسيا الصغرى مجرد تحف تاريخية.‏ فهي تعني الحياة او الموت لكل واحد منا.‏ فلنستمع،‏ اذًا،‏ الى كلمات يسوع بانتباه.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a في العبرانية الاصلية في اشعيا ٤٤:‏٦‏،‏ ليست هنالك اداة تعريف مع الكلمتين «الأول» و «الآخِر»،‏ في حين انه في وصف يسوع لنفسه في اليونانية الاصلية في رؤيا ١:‏١٧‏،‏ توجد اداة تعريف.‏ لذلك،‏ نحويا،‏ تشير الرؤيا ١:‏١٧ الى لقب،‏ فيما تصف اشعيا ٤٤:‏٦ الوهية يهوه.‏

      b ان الكلمة اليونانية أنڠِلوس تعني «رسول» و «ملاك».‏ وفي ملاخي ٢:‏٧ تجري الاشارة الى الكاهن اللاوي بصفته ‹رسولا› (‏بالعبرانية،‏ مَلاخ‏)‏.‏ —‏ انظروا الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد،‏ الحاشية.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٣٢]‏

      وقت امتحان وإدانة

      يسوع اعتمد ومُسح بصفته الملك المعيَّن في نهر الاردن حوالي تشرين الاول ٢٩ ب‌م.‏ وبعد ثلاث سنوات ونصف السنة،‏ في ٣٣ ب‌م،‏ اتى الى هيكل اورشليم وطرد الذين كانوا يجعلونه مغارة لصوص.‏ ويظهر ان هنالك تناظرا لذلك في فترة الثلاث سنوات ونصف السنة من تتويج يسوع في السموات في تشرين الاول ١٩١٤ حتى مجيئه ليفتقد المدَّعين المسيحية اذ ابتدأت الدينونة ببيت اللّٰه.‏ (‏متى ٢١:‏​١٢،‏ ١٣؛‏ ١ بطرس ٤:‏١٧‏)‏ وفي وقت باكر من السنة ١٩١٨ واجه نشاط الملكوت لشعب يهوه مقاومة عظيمة.‏ لقد كان الوقت للامتحان في كل الارض،‏ والخائفون جرت غربلتهم.‏ وفي ايار ١٩١٨ حرَّض رجال دين العالم المسيحي على سجن رسميي جمعية برج المراقبة،‏ ولكن بعد تسعة شهور أُطلق سراح هؤلاء.‏ ولاحقا،‏ أُسقطت التهم الباطلة الموجهة اليهم.‏ ومن السنة ١٩١٩ تقدَّمت هيئة شعب اللّٰه الى الامام بغيرة،‏ ممتحَنة وممحَّصة،‏ لتنادي بملكوت يهوه برئاسة المسيح يسوع بصفته الرجاء للجنس البشري.‏ —‏ ملاخي ٣:‏​١-‏٣‏.‏

      واذ ابتدأ يسوع افتقاده في السنة ١٩١٨،‏ نال رجال دين العالم المسيحي دون شك دينونة مضادة.‏ ليس انهم اثاروا الاضطهاد على شعب اللّٰه فقط بل جلبوا على انفسهم ايضا ذنبا ثقيلا لسفك الدم بدعم الامم المتناحرة خلال الحرب العالمية الاولى.‏ (‏رؤيا ١٨:‏​٢١،‏ ٢٤‏)‏ وبعد ذلك وضع رجال الدين هؤلاء رجاءهم في عصبة الامم البشرية الصنع.‏ ومع كامل الامبراطورية العالمية للدين الباطل،‏ سقط العالم المسيحي تماما من رضى اللّٰه بحلول السنة ١٩١٩.‏

      ‏[الخريطة في الصفحتين ٢٨ و ٢٩]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسق في المطبوعة)‏

      افسس

      سميرنا

      برغامس

      ثياتيرا

      ساردس

      فيلادلفيا

      لاودكية

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣١]‏

      دين العالم المسيحي جلب على نفسه ذنبا ثقيلا لسفك الدم باضطهاد وقتل اولئك الذين ترجموا،‏ قرأوا،‏ او حتى امتلكوا الكتاب المقدس

  • أضرموا من جديد تلك المحبة الاولى!‏
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٧

      أضرموا من جديد تلك المحبة الاولى!‏

      افسس

      ١ الى اية جماعة توجَّه رسالة يسوع الاولى،‏ وبماذا يذكِّر النظار؟‏

      ان رسالة يسوع الاولى هي الى جماعة افسس،‏ في ذلك الوقت مدينة ساحلية مزدهرة في آسيا الصغرى قريبة من جزيرة بطمس.‏ وهو يأمر يوحنا:‏ ‏«اكتب الى ملاك الجماعة في افسس:‏ هذا ما يقوله الممسك النجوم السبعة بيده اليمنى،‏ الماشي في وسط المناير الذهبية السبع».‏ (‏رؤيا ٢:‏١ ‏)‏ وكما في الرسائل الست الاخرى،‏ يلفت يسوع الانتباه هنا الى وجه يدل على مركزه المتسم بالسلطة.‏ ويذكِّر النظار في افسس بأن جميع الشيوخ هم تحت اشرافه الواقي وبأنه يفتقد كل الجماعات.‏ وحتى زمننا هذا يستمر في ممارسة هذه الرئاسة الحبية،‏ حاميا الشيوخ وراعيا بلطف كل من يعاشرون الجماعة.‏ ومن وقت الى آخر يكيِّف الترتيبات الجماعية بحيث يمكن للنور ان يضيء بلمعان اكثر.‏ نعم،‏ يسوع هو رئيس رعاة رعية اللّٰه.‏ —‏ متى ١١:‏​٢٨-‏٣٠؛‏ ١ بطرس ٥:‏​٢-‏٤‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ على اية امور جيدة مدح يسوع جماعة افسس؟‏ (‏ب)‏ اية مشورة للرسول بولس من الواضح ان الشيوخ الافسسيين اطاعوها؟‏

      ٢ ثم يضع يسوع نموذجا لكل رسائله السبع ما عدا اثنتين بافتتاحها بكلمات حارة من المدح.‏ فللافسسيين لديه هذه الرسالة:‏ ‏«اني اعرف اعمالك وكدك واحتمالك،‏ وأنك لا تستطيع تحمل الاردياء،‏ وقد امتحنت الذين يقولون انهم رسل،‏ وليسوا رسلا،‏ فوجدتهم كاذبين.‏ انك ايضا تحتمل،‏ وقد تحملت لأجل اسمي ولم تكل».‏ (‏رؤيا ٢:‏​٢،‏ ٣ ‏)‏ وقبل سنوات،‏ كان الرسول بولس قد حذَّر الشيوخ الافسسيين من «ذئاب جائرة»،‏ مرتدّين مشوِّشين للرعية،‏ وأمر اولئك الشيوخ ان ‹يبقوا مستيقظين›،‏ متَّبعين مثاله الذي لا يعرف التعب.‏ (‏اعمال ٢٠:‏​٢٩،‏ ٣١‏)‏ وبما ان يسوع يمدحهم الآن على تعبهم واحتمالهم وعلى عدم كللهم،‏ فلا بد انهم طبَّقوا هذه المشورة.‏

      ٣ (‏أ)‏ كيف سعى «رسل دجالون» الى خدع الامناء في ايامنا؟‏ (‏ب)‏ اي تحذير من المرتدّين اعطاه بطرس؟‏

      ٣ وأيضا،‏ خلال يوم الرب،‏ ظهر «رسل دجالون» «يتكلمون بأمور معَوَّجة ليجتذبوا التلاميذ وراءهم».‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏١٣؛‏ اعمال ٢٠:‏٣٠؛‏ رؤيا ١:‏١٠‏)‏ وهم يرون الصلاح في كل الاديان الطائفية المتنازعة،‏ يدَّعون انه ليست للّٰه هيئة،‏ وينكرون ان يسوع تسلَّم سلطة الملكوت في السنة ١٩١٤.‏ وهم يتممون النبوة في ٢ بطرس ٣:‏​٣،‏ ٤‏:‏ «سيأتي في الايام الاخيرة اناس مستهزئون استهزاء،‏ يسلكون بحسب شهواتهم ويقولون:‏ ‹اين هو حضوره الموعود هذا؟‏ فإنه منذ رقد آباؤنا،‏ كل شيء باقٍ على حاله من بدء الخليقة›».‏

      ٤ (‏أ)‏ كيف يجري الاعراب عن الكبرياء وروح التمرد عند المستهزئين؟‏ (‏ب)‏ يظهر المسيحيون اليوم انهم كالافسسيين باتخاذ اي اجراء ضد المقاومين الكذبة؟‏

      ٤ وهؤلاء المستهزئون يتمردون على فكرة القيام بإعلان جهري لإيمانهم.‏ (‏روما ١٠:‏١٠‏)‏ وقد استعانوا بدعم رجال دين العالم المسيحي وبمساعدة مجلات الاخبار ومحطات التلفزيون لنشر تقارير كاذبة عن عشرائهم السابقين.‏ وسرعان ما يجد الامناء ان كلام وسلوك هؤلاء المخادعين ليست لهما رنة الحق.‏ والمسيحيون اليوم،‏ كالافسسيين،‏ ‹لا يستطيعون تحمل الاردياء›،‏ ولذلك يفصلونهم عن جماعاتهم.‏a

      ٥ (‏أ)‏ اي ضعف قال يسوع انه عند الافسسيين؟‏ (‏ب)‏ اية كلمات كان يجب ان يتذكَّرها الافسسيون؟‏

      ٥ ولكن الآن،‏ كما يفعل بخمس من الجماعات السبع،‏ يختار يسوع مشكلة خطيرة.‏ فيقول للافسسيين:‏ ‏«ولكن لي عليك انك تركت المحبة التي كانت لك اولا».‏ (‏رؤيا ٢:‏٤ ‏)‏ وكان يجب ألّا يفشلوا في هذا المجال،‏ لان بولس كان قد كتب اليهم قبل ٣٥ سنة مشيرا الى ‹محبة اللّٰه العظيمة التي احبنا بها›،‏ وحضهم قائلا:‏ «كونوا مقتدين باللّٰه كأولاد احباء،‏ وسيروا في المحبة،‏ كما احبكم المسيح ايضا».‏ (‏افسس ٢:‏٤؛‏ ٥:‏​١،‏ ٢‏)‏ وإضافة الى ذلك،‏ كان يجب ان تُنقش كلمات يسوع بشكل لا يُمحى على قلوبهم:‏ «يهوه إلهنا،‏ يهوه واحد،‏ وتحب يهوه إلهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل عقلك وبكل قوتك».‏ (‏مرقس ١٢:‏​٢٩-‏٣١‏)‏ لقد خسر الافسسيون تلك المحبة الاولى.‏

      ٦ (‏أ)‏ سواء كنا عشراء قدامى او جددا في الجماعة،‏ من اي خطر وميول يجب ان نحترز؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب ان تحملنا محبتنا للّٰه على فعله؟‏

      ٦ وسواء كنا عشراء قدامى او جددا في الجماعة،‏ يجب ان نحترز من خسارة محبتنا الاولى ليهوه.‏ وكيف يمكن ان تحدث هذه الخسارة؟‏ يمكن ان نسمح للارتباط بعملنا الدنيوي،‏ الرغبة في كسب كثير من المال،‏ او السعي وراء المتعة ان تصير الشيء المهم في حياتنا.‏ وهكذا يمكن ان نصير ذوي فكر جسدي عوض ان نكون ذوي فكر روحي.‏ (‏روما ٨:‏​٥-‏٨؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏٨؛‏ ٦:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ ومحبتنا ليهوه يجب ان تحملنا على تقويم اية ميول كهذه و ‹المداومة اولا على طلب ملكوت اللّٰه وبره›،‏ لكي ‹ندَّخر لأنفسنا كنوزا في السماء›.‏ —‏ متى ٦:‏​١٩-‏٢١،‏ ٣١-‏٣٣‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ بماذا يجب ان تكون خدمتنا ليهوه مدفوعة؟‏ (‏ب)‏ ماذا قال يوحنا في ما يتعلق بالمحبة؟‏

      ٧ فلتكن خدمتنا ليهوه مدفوعة دائما بالمحبة الراسخة له.‏ ولنكن ذوي تقدير مخلص لكل ما فعله يهوه والمسيح لاجلنا.‏ وكما كتب لاحقا يوحنا نفسه:‏ «في هذا هي المحبة،‏ ليس اننا نحن احببنا اللّٰه،‏ بل انه هو احبنا وأرسل ابنه ذبيحة مصالحة تكفِّر عن خطايانا».‏ ويمضي يوحنا قائلا لنا:‏ «اللّٰه محبة،‏ والذي يبقى في المحبة يبقى في اتحاد باللّٰه واللّٰه يبقى في اتحاد به».‏ فلا نجعلْ ابدا محبتنا ليهوه وللرب يسوع المسيح ولكلمة اللّٰه الحية تتضاءل!‏ ويمكننا ان نعبِّر عن هذه المحبة ليس فقط في الخدمة الغيورة للّٰه بل ايضا بإطاعة «هذه الوصية .‏ .‏ .‏ منه:‏ من يحب اللّٰه فليحب اخاه ايضا».‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏​١٠،‏ ١٦،‏ ٢١؛‏ عبرانيين ٤:‏١٢‏؛‏ انظروا ايضا ١ بطرس ٤:‏٨؛‏ كولوسي ٣:‏​١٠-‏١٤؛‏ افسس ٤:‏١٥‏.‏

      ‏«اعمل الاعمال السابقة»‏

      ٨ كيف قال يسوع ان الافسسيين يجب ان يعملوا؟‏

      ٨ يجب على اولئك الافسسيين ان يُضرموا من جديد المحبة التي كانت لهم ذات مرة اذا كانوا لا يريدون ان يُخفِقوا.‏ يقول يسوع لهم:‏ ‏«فاذكر من اين سقطت،‏ وتب واعمل الاعمال السابقة.‏ وإلا فإني آتيك وأزيح منارتك من موضعها،‏ ان لم تتب».‏ (‏رؤيا ٢:‏٥‏)‏ وكيف تقبَّل المسيحيون في جماعة افسس هذه الكلمات؟‏ لا نعرف.‏ نرجو ان يكونوا قد تابوا ونجحوا في ايقاظ محبتهم ليهوه من جديد.‏ وإن لم يفعلوا،‏ فحينئذ يُطفأ سراجهم وتُزاح منارتهم.‏ فيخسرون امتيازهم لنشر نور الحق.‏

      ٩ (‏أ)‏ اية كلمة مشجعة كانت لدى يسوع للافسسيين؟‏ (‏ب)‏ كيف فشلت الجماعات بعد ايام يوحنا في الاصغاء الى مشورة يسوع للافسسيين؟‏

      ٩ غير انه كانت لدى يسوع هذه الكلمة المشجعة للافسسيين:‏ ‏«ولكن عندك هذا انك تبغض اعمال بدعة نيقولاوس،‏ التي ابغضها انا ايضا».‏ (‏رؤيا ٢:‏٦ ‏)‏ فعلى الاقل ابغضوا الانقسام الى بدع وطوائف،‏ كما يبغضه الرب يسوع المسيح.‏ ولكن،‏ فيما مرت السنون،‏ فشلت جماعات كثيرة في الاصغاء الى كلمات يسوع هذه.‏ وعدم محبتهم ليهوه وللحق وأحدهم للآخر انتج انجرافهم في الظلمة الروحية.‏ وصاروا متجزئين الى بدع وطوائف متخاصمة عديدة.‏ والنسَّاخ «المسيحيون» الذين لم تكن لهم محبة ليهوه ازالوا اسم اللّٰه عينه من المخطوطات اليونانية للكتاب المقدس.‏ وعدم المحبة فسح المجال ايضا لتعليم العقائد البابلية واليونانية،‏ كنار الهاوية،‏ المطهر،‏ والثالوث،‏ باسم المسيحية.‏ واذ لم تكن لهم محبة للّٰه وللحق،‏ توقَّف معظم الذين يدَّعون انهم مسيحيون عن الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ وساد عليهم صف رجال الدين الاناني الذي جعل ملكوته الخاص هنا على الارض.‏ —‏ قارنوا ١ كورنثوس ٤:‏٨‏.‏

      ١٠ ماذا كانت الحالة الدينية في العالم المسيحي في السنة ١٩١٨؟‏

      ١٠ وعندما ابتدأت الدينونة ببيت اللّٰه في السنة ١٩١٨،‏ كان رجال دين العالم المسيحي المتعصِّبون لطوائفهم يقدِّمون دعما علنيا للحرب العالمية الاولى،‏ اذ حضّوا الكاثوليك والپروتستانت في كلا الجانبين على قتل احدهم الآخر.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٧‏)‏ وبخلاف جماعة افسس التي ابغضت ما كانت تفعله بدعة نيقولاوس،‏ تشوَّهت اديان العالم المسيحي لزمن طويل بالعقائد المتضاربة المضادة للّٰه،‏ وجعل رجال دينها قرعتهم مع قرعة العالم الذي قال يسوع انه لا يجب ان يكون تلاميذه جزءا منه.‏ (‏يوحنا ١٥:‏​١٧-‏١٩‏)‏ واذ تجاهلت محور الكتاب المقدس،‏ ملكوت اللّٰه،‏ لم تكن جماعاتها مناير تنشر نور حق الاسفار المقدسة،‏ ولم يكن اعضاؤها جزءا من هيكل يهوه الروحي.‏ ورجالها (‏ونساؤها)‏ القياديون لم يكونوا نجوما،‏ بل انكشف انهم اعضاء «انسان التعدي على الشريعة».‏ —‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏٣؛‏ ملاخي ٣:‏​١-‏٣‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ اي فريق مسيحي على مسرح العالم في السنة ١٩١٨ وضع كلمات يسوع الى الافسسيين موضع العمل؟‏ (‏ب)‏ ماذا فعل صف يوحنا من السنة ١٩١٩ فصاعدا؟‏

      ١١ ولكنّ صف يوحنا خرجوا من الايام المضطربة للحرب العالمية الاولى بمحبة ليهوه وللحق دفعتهم الى خدمته بغيرة ملتهبة.‏ وقاوموا الذين حاولوا بثّ البدع والروح الطائفية اذ كادوا يؤلِّهون الرئيس الاول لجمعية برج المراقبة،‏ تشارلز ت.‏ رصل،‏ بعد موته في السنة ١٩١٦.‏ واذ جرى تأديب هذا الفريق المسيحي بالاضطهادات والمحن،‏ نالوا بوضوح دينونة «احسنْتَ» من سيدهم ودعوة الى دخول فرحه.‏ (‏متى ٢٥:‏​٢١،‏ ٢٣‏)‏ وأدركوا في مجرى حوادث العالم،‏ وفي اختباراتهم الخاصة،‏ اتمام العلامة التي اعطاها يسوع لوسم حضوره غير المنظور في سلطة الملكوت.‏ ومن السنة ١٩١٩ فصاعدا،‏ تقدَّموا للاشتراك في الاتمام الاضافي لنبوة يسوع العظمى:‏ «ويُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم،‏ ثم تأتي النهاية».‏ (‏متى ٦:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ٢٤:‏​٣-‏١٤‏)‏ وإذا كانت محبتهم ليهوه ناقصة بطريقة ما،‏ فقد أُشعلت من ذلك الحين فصاعدا.‏

      ١٢ (‏أ)‏ في محفل تاريخي في السنة ١٩٢٢،‏ اية دعوة خرجت؟‏ (‏ب)‏ اي اسم اعتنقه المسيحيون الحقيقيون في السنة ١٩٣١،‏ وعن اي شيء تابوا؟‏

      ١٢ وفي محفل تاريخي حضره ٠٠٠‏,‏١٨ من هؤلاء المسيحيين في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ في ٥-‏١٣ ايلول ١٩٢٢،‏ خرجت الدعوة:‏ «عودوا الى الحقل،‏ انتم يا بني اللّٰه العلي!‏ .‏ .‏ .‏ يجب ان يعرف العالم ان يهوه هو اللّٰه وأن يسوع المسيح هو ملك الملوك ورب الارباب.‏ .‏ .‏ .‏ لذلك أعلنوا،‏ أعلنوا،‏ أعلنوا الملك وملكوته».‏ وجُعل اسم يهوه الكريم بارزا اكثر.‏ ففي السنة ١٩٣١ ابتهج هؤلاء المسيحيون،‏ المجتمعون في محفل في كولومبس،‏ اوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ باعتناق واتخاذ الاسم المشار اليه من اللّٰه في نبوة اشعيا —‏ شهود يهوه.‏ (‏اشعيا ٤٣:‏​١٠،‏ ١٢‏)‏ وبعددها ١ آذار ١٩٣٩،‏ جرى تغيير اسم المجلة الرئيسية للهيئة الى برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه،‏ معطية بالتالي الاكرام الرئيسي لخالقنا وحكومته الملكية.‏ وشهود يهوه،‏ بمحبة متجددة ليهوه،‏ تابوا عن ايّ فشل سابق محتمل في تكريم وتعظيم اسمه وملكوته الشهيرين.‏ —‏ مزمور ١٠٦:‏​٦،‏ ٤٧،‏ ٤٨‏.‏

      ‏«مَن يغلب»‏

      ١٣ (‏أ)‏ اية بركة كانت تنتظر الافسسيين اذا ‹غلبوا›؟‏ (‏ب)‏ كيف كان المسيحيون الافسسيون ‹سيغلبون›؟‏

      ١٣ وأخيرا،‏ كما يفعل في رسائله الاخرى ايضا،‏ يلفت يسوع الانتباه الى روح اللّٰه اذ يُعرِّف بواسطة يسوع بالمكافآ‌ت على الامانة.‏ يقول للافسسيين:‏ ‏«مَن له اذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات:‏ مَن يغلب فسأعطيه ان يأكل من شجرة الحياة التي في فردوس اللّٰه».‏ (‏رؤيا ٢:‏٧ ‏)‏ وذوو الآذان الصاغية هؤلاء يكونون تواقين الى الاصغاء الى هذه الرسالة الحيوية،‏ عارفين انها لم تصدر عن يسوع من تلقاء ذاته،‏ بل انها تدفقت من الرب المتسلط يهوه نفسه بواسطة روحه القدس،‏ او قوته الفعالة.‏ وكيف كانوا ‹سيغلبون›؟‏ بالاتِّباع اللصيق لخطوات يسوع الذي حافظ على الاستقامة الى الموت واستطاع بذلك ان يقول:‏ «تشجعوا!‏ انا قد غلبت العالم».‏ —‏ يوحنا ٨:‏٢٨؛‏ ١٦:‏٣٣‏؛‏ انظروا ايضا ١ يوحنا ٥:‏٤‏.‏

      ١٤ الى ماذا لا بد ان يشير «فردوس اللّٰه» الذي ذكره يسوع؟‏

      ١٤ بما انه ليس لديهم ايّ توقع للعيش في فردوس ارضي،‏ فكيف يُكافأ المسيحيون الممسوحون،‏ كأولئك الافسسيين،‏ بالاكل «من شجرة الحياة التي في فردوس اللّٰه»؟‏ لا يمكن ان يكون ذلك الفردوس المسترد على الارض،‏ لان المسيحيين الممسوحين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ بمن فيهم اولئك الذين هم من الجماعة في افسس،‏ يُشترون من بين الناس ليحكموا مع الحمل،‏ يسوع المسيح،‏ في جبل صهيون السماوي كأبناء روحانيين.‏ (‏افسس ١:‏​٥-‏١٢؛‏ رؤيا ١٤:‏​١،‏ ٤‏)‏ لذلك،‏ لا بد ان تكون الاشارة هنا الى الحيز السماوي الشبيه بجنة الذي يرثه هؤلاء الغالبون.‏ وهناك،‏ «في فردوس اللّٰه»،‏ نعم،‏ في حضرة يهوه نفسه،‏ سيستمر هؤلاء الغالبون الذين مُنحوا الخلود في العيش الى الابد،‏ كما هو مرموز اليه هنا بأكلهم من شجرة الحياة.‏

      ١٥ لماذا تشجيع يسوع على الغلبة هو ذو اهمية حيوية للجمع الكثير اليوم؟‏

      ١٥ اذًا،‏ ماذا عن الداعمين الارضيين الاولياء للممسوحين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤؟‏ ان جمعا كثيرا من هؤلاء الشهود الرفقاء يغلبون ايضا.‏ ولكنّ رجاءهم يستقر في دخول فردوس ارضي،‏ حيث يشربون من «نهر ماء حياة» وينالون الشفاء من «اوراق الاشجار» المزروعة على طول هذا النهر.‏ (‏رؤيا ٧:‏​٤،‏ ٩،‏ ١٧؛‏ ٢٢:‏​١،‏ ٢‏)‏ فاذا كنتم من هذا الفريق،‏ يمكنكم انتم ايضا ان تعبِّروا عن محبتكم الدافئة ليهوه وتفوزوا بغلبة الايمان.‏ وهكذا يمكنكم ان تبلغوا سعادة الحياة الابدية في الارض الفردوسية.‏ —‏ قارنوا ١ يوحنا ٢:‏​١٣،‏ ١٤‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a من اجل تفاصيل تاريخية عن ظهور رسل دجالين،‏ انظروا الصفحات ١٨٠-‏١٨٧ من الكتيِّب المباحثة من الاسفار المقدسة‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٣٦]‏

      التسبيح الحبي ليهوه وابنه

      في كتاب الترانيم الذي انتجه شعب يهوه في السنة ١٩٠٥،‏ كانت هنالك ترانيم تسبيح ليسوع ضعف ترانيم التسبيح التي ليهوه اللّٰه.‏ وفي كتابهم للترانيم لسنة ١٩٢٨،‏ كان عدد الترانيم التي تمجد يسوع كعدد تلك التي تمجد يهوه تقريبا.‏ أما في كتاب الترانيم الاخير لسنة ١٩٨٤،‏ فيجري اكرام يهوه بأربعة اضعاف الترانيم التي ليسوع.‏ وهذا ينسجم مع كلمات يسوع:‏ «الآب اعظم مني».‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢٨‏)‏ فالمحبة ليهوه يجب ان تكون متفوقة،‏ تصحبها محبة عميقة ليسوع وتقدير لذبيحته الثمينة ومركزه كرئيس كهنة اللّٰه وملكه.‏

      ‏[الجدول في الصفحة ٣٤]‏

      نموذج يسوع للمشورة

      ‏(‏الاشارة الى اصحاحات وأعداد سفر الرؤيا)‏

      الرسالة الى السلطة المدح تحديد التقويم البركات

      جماعة لتقديم التمهيدي المشكلة و/‏او الناتجة

      المشورة بوضوح التشجيع

      افسس ٢:‏١ ٢:‏​٢،‏ ٣ ٢:‏٤ ٢:‏​٥،‏ ٦ ٢:‏٧

      سميرنا ٢:‏٨ ٢:‏٩ —‏ ٢:‏١٠ ٢:‏١١

      برغامس ٢:‏١٢ ٢:‏١٣ ٢:‏​١٤،‏ ١٥ ٢:‏١٦ ٢:‏١٧

      ثياتيرا ٢:‏١٨ ٢:‏١٩ ٢:‏​٢٠،‏ ٢١ ٢:‏​٢٤،‏ ٢٥ ٢:‏​٢٦-‏٢٨

      ساردس ٣:‏١ —‏ ٣:‏​١،‏ ٢ ٣:‏​٣،‏ ٤ ٣:‏٥

      فيلادلفيا ٣:‏٧ ٣:‏٨ —‏ ٣:‏​٨-‏١١ ٣:‏١٢

      لاودكية ٣:‏١٤ —‏ ٣:‏​١٥-‏١٧ ٣:‏​١٨-‏٢٠ ٣:‏٢١

  • الجهاد للصيرورة غالبين
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٨

      الجهاد للصيرورة غالبين

      سميرنا

      ١ (‏أ)‏ اية جماعة تتسلم بعد ذلك رسالة من يسوع الممجَّد؟‏ (‏ب)‏ بدعوة نفسه «الأول والآخِر»،‏ بماذا يذكِّر يسوع المسيحيين في تلك الجماعة؟‏

      اليوم،‏ افسس القديمة خربة.‏ أما وجهة رسالة يسوع الثانية فلا تزال موقع مدينة حافلة بالحركة.‏ فعلى بعد ٣٥ ميلا تقريبا شمال خرائب افسس تقع المدينة التركية إزمير،‏ حيث توجد اليوم اربع جماعات غيورة لشهود يهوه.‏ وهنا،‏ في القرن الاول،‏ كانت سميرنا.‏ والآن،‏ لاحظوا كلمات يسوع التالية:‏ ‏«واكتب إلى ملاك الجماعة في سميرنا:‏ هذا ما يقوله ‹الأول والآخِر›،‏ الذي مات وعاد إلى الحياة».‏ (‏رؤيا ٢:‏٨ ‏)‏ وبذكر ذلك لاولئك المسيحيين في سميرنا،‏ يذكّرهم يسوع بأنه اول محافظ على الاستقامة اقامه يهوه مباشرة الى حياة روحانية خالدة وآخِر من يقام هكذا.‏ ويسوع نفسه كان سيقيم جميع المسيحيين الممسوحين الآخرين.‏ وهكذا يكون مؤهلا حسنا ليقدِّم المشورة لاخوته،‏ الذين يرجون ان يشتركوا معه في الحياة السماوية الخالدة.‏

      ٢ لماذا يتعزى جميع المسيحيين بكلمات الشخص الذي «مات وعاد إلى الحياة»؟‏

      ٢ تقدَّم يسوع الآخرين في احتمال الاضطهاد من اجل البر،‏ ونال المكافأة المناسبة.‏ وأمانته حتى الموت وقيامته اللاحقة هما اساس الرجاء لجميع المسيحيين.‏ (‏اعمال ١٧:‏٣١‏)‏ وواقع ان يسوع «مات وعاد إلى الحياة» يثبت انه مهما كان ما يجب احتماله بسبب الحق فليس ذلك سدى.‏ وقيامة يسوع هي مصدر تشجيع عميق لجميع المسيحيين،‏ وخصوصا عندما يُدعَون الى التألم من اجل ايمانهم.‏ فهل هذه هي حالتكم؟‏ اذًا،‏ يمكنكم ان تنالوا الشجاعة من كلمات يسوع التالية الى جماعة سميرنا:‏

      ٣ (‏أ)‏ اي تشجيع منحه يسوع للمسيحيين في سميرنا؟‏ (‏ب)‏ على الرغم من ان المسيحيين في سميرنا كانوا فقراء،‏ لماذا قال يسوع انهم ‹اغنياء›؟‏

      ٣ ‏«اني اعرف ضيقك وفقرك،‏ لكنك غني،‏ وأعرف تجديف القائلين إنهم يهود،‏ وليسوا بيهود بل هم مجمع للشيطان».‏ (‏رؤيا ٢:‏٩ ‏)‏ ليس لدى يسوع ايّ انتقاد على اخوته في سميرنا،‏ وانما فقط مدح حار.‏ لقد اختبروا ضيقا كثيرا بسبب ايمانهم.‏ وهم فقراء ماديا،‏ وعلى الارجح بسبب امانتهم.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٣٤‏)‏ لكنّ اهتمامهم الرئيسي هو بالامور الروحية،‏ وقد ادّخروا كنوزا في السماء،‏ كما نصح يسوع.‏ (‏متى ٦:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ لذلك يعتبرهم رئيس الرعاة ‹اغنياء›.‏ —‏ قارنوا يعقوب ٢:‏٥‏.‏

      ٤ ممن عانى المسيحيون في سميرنا مقاومة كثيرة،‏ وكيف اعتبر يسوع اولئك المقاومين؟‏

      ٤ يلاحظ يسوع على نحو خصوصي ان المسيحيين في سميرنا تحمَّلوا مقاومة كثيرة على ايدي اليهود الجسديين.‏ وفي ايام ابكر،‏ قاوم كثيرون من هذا الدين بتصميم انتشار المسيحية.‏ (‏اعمال ١٣:‏​٤٤،‏ ٤٥؛‏ ١٤:‏١٩‏)‏ والآن،‏ بعد مجرد عقود قليلة من سقوط اورشليم،‏ يُظهِر اولئك اليهود في سميرنا الروح الشيطانية نفسها.‏ ولا عجب ان يعتبرهم يسوع ‹مجمعا للشيطان›!‏a

      ٥ اية محن تكمن امام المسيحيين في سميرنا؟‏

      ٥ واذ واجهوا بغضا كهذا،‏ عزَّى يسوع المسيحيين في سميرنا:‏ ‏«لا تخف مما أنت موشك أن تعاني.‏ ها إن إبليس يلقي البعض منكم في السجن لكي تُمتحنوا كاملا،‏ ويكون لكم ضيق عشرة ايام.‏ كن أمينا حتى الموت،‏ فأعطيك تاج الحياة».‏ (‏رؤيا ٢:‏١٠ ‏)‏ يستعمل يسوع هنا ثلاث مرات صيغة الجمع اليونانية «انتم»،‏ مظهرا ان كلماته تشمل الجماعة ككل.‏ ولا يستطيع يسوع ان يعد بأن محن المسيحيين في سميرنا ستنتهي قريبا.‏ فالبعض منهم سيستمرون مضطهَدين ومطروحين في السجن.‏ وسيكون لهم ضيق «عشرة ايام».‏ وعشرة هي عدد يرمز الى التمام او الكلّية الارضي.‏ وحتى اولئك المحافظون على الاستقامة الاغنياء روحيا سيواجهون امتحانا شاملا وهم في الجسد.‏

      ٦ (‏أ)‏ لماذا يجب على المسيحيين في سميرنا ان لا يخافوا؟‏ (‏ب)‏ كيف يختتم يسوع رسالته الى جماعة سميرنا؟‏

      ٦ غير انه يجب على المسيحيين في سميرنا ان لا يخافوا او يسايروا.‏ فاذا بقوا امناء حتى النهاية،‏ يوضع امامهم كمكافأة «تاج الحياة»،‏ وفي حالتهم الحياة الخالدة في السموات.‏ (‏١ كورنثوس ٩:‏٢٥؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏​٦-‏٨‏)‏ والرسول بولس اعتبر هذه الجائزة الثمينة تستحق التضحية بكل شيء آخر،‏ حتى بحياته الارضية.‏ (‏فيلبي ٣:‏٨‏)‏ ومن الواضح ان اولئك الامناء في سميرنا يشعرون بالطريقة نفسها.‏ ويختتم يسوع رسالته بالقول:‏ ‏«مَن له اذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات:‏ مَن يغلب فلا يضره ابدا الموت الثاني».‏ (‏رؤيا ٢:‏١١ ‏)‏ فيجري التأكيد للغالبين ان الحياة السماوية الخالدة لا يمكن ان يمسّها الموت.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏​٥٣،‏ ٥٤‏.‏

      ‏«ضيق عشرة ايام»‏

      ٧،‏ ٨ كالجماعة في سميرنا،‏ كيف ‹امتُحنت كاملا› الجماعة المسيحية في السنة ١٩١٨؟‏

      ٧ وكالمسيحيين في سميرنا الى حد بعيد،‏ كان ولا يزال صف يوحنا ورفقاؤهم اليوم ‹يُمتحنون كاملا›.‏ وأمانتهم تحت المحنة تسمهم كشعب اللّٰه الخاص.‏ (‏مرقس ١٣:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ وبُعَيد ابتداء يوم الرب،‏ جلبت كلمات يسوع الى المسيحيين في سميرنا تعزية حقيقية للفريق الاممي الصغير لشعب يهوه.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ ومنذ السنة ١٨٧٩ ينبش هؤلاء من كلمة اللّٰه ثروة روحية يشتركون فيها مع الآخرين بسخاء.‏ ولكن خلال الحرب العالمية الاولى لاقوا بغضا ومقاومة شديدين،‏ جزئيا لانهم لم يقعوا في فخ حمّى الحرب وجزئيا لانهم كانوا يشهِّرون بلا خوف اخطاء العالم المسيحي.‏ والاضطهاد الذي واجهوه بتحريض من بعض قادة العالم المسيحي وصل الى الذروة في السنة ١٩١٨ وكان مشابها لما واجهه المسيحيون في سميرنا من المجتمع اليهودي هناك.‏

      ٨ ان موجة الاضطهاد في الولايات المتحدة الاميركية بلغت الذروة عندما أُرسل الرئيس الجديد لجمعية برج المراقبة جوزيف ف.‏ رذرفورد وسبعة عشراء الى السجن في ٢٢ حزيران ١٩١٨،‏ معظمهم بأحكام ٢٠ سنة.‏ وأُطلق سراحهم بكفالة بعد تسعة شهور.‏ وفي ١٤ ايار ١٩١٩،‏ نقضت محكمة الاستئناف ادانتهم المغلوط فيها؛‏ وأُظهر ان هنالك ١٣٠ غلطة في المحاكمة.‏ والقاضي الكاثوليكي الروماني مانتون،‏ فارس برتبة القديس غريغوريوس الكبير،‏ الذي رفض في السنة ١٩١٨ ان يطلق هؤلاء المسيحيين بكفالة،‏ حُكم عليه لاحقا،‏ في السنة ١٩٣٩،‏ بالسجن سنتين وبغرامة ٠٠٠‏,‏١٠ دولار اميركي عن ست تهم استجداء وقبول الرشى.‏

      ٩ كيف عامل هتلر شهود يهوه في المانيا النازية،‏ وبأية ردة فعل من رجال الدين؟‏

      ٩ وخلال الحكم النازي في المانيا،‏ حظر هتلر عمل الكرازة لشهود يهوه كاملا.‏ ولسنوات،‏ احتُجز آلاف الشهود بوحشية في معسكرات الاعتقال والسجون،‏ حيث مات الكثيرون،‏ فيما أُعدم نحو ٢٠٠ حدث رفضوا ان يحاربوا في جيش هتلر.‏ ودعْم رجال الدين لكل ذلك تدلّ عليه كلمات كاهن كاثوليكي نُشرت في جريدة الطريق الالمانية في عدد ٢٩ ايار ١٩٣٨.‏ قال جزئيا:‏ «هنالك الآن بلد واحد على الارض حيث المدعوون .‏ .‏ .‏ تلاميذ الكتاب المقدس [شهود يهوه] تحت الحظر.‏ انه المانيا!‏ .‏ .‏ .‏ وعندما تولى ادولف هتلر السلطة،‏ وكرَّرت الاسقفية الكاثوليكية الالمانية طلبها،‏ قال هتلر:‏ ‹ان المدعوين تلاميذ الكتاب المقدس الجدّيين [شهود يهوه] هؤلاء هم مثيرون للمتاعب؛‏ .‏ .‏ .‏ انا اعتبرهم دجالين؛‏ ولا احتمل ان يلوِّث القاضي الاميركي رذرفورد هذا الكاثوليك الالمان بهذه الطريقة؛‏ انا احلّ [شهود يهوه] في المانيا›».‏ وأضاف الكاهن الى ذلك:‏ «احسنت!‏».‏

      ١٠ (‏أ)‏ اذ تقدَّم يوم الرب،‏ اي اضطهاد واجهه شهود يهوه؟‏ (‏ب)‏ ماذا نتج غالبا عندما ناضل المسيحيون من اجل الحرية الدينية في المحاكم؟‏

      ١٠ واذ تقدَّم يوم الرب لم تتوقف الحية ونسلها قط عن محاربة المسيحيين الممسوحين ورفقائهم.‏ فقد سُجن واضطُهد كثيرون منهم بضراوة.‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٧‏)‏ واستمر هؤلاء الاعداء في ‹اختلاق المتاعب بمرسوم›،‏ لكنّ شعب يهوه يصرّ بثبات:‏ «ينبغي ان يطاع اللّٰه حاكما لا الناس».‏ (‏مزمور ٩٤:‏٢٠؛‏ اعمال ٥:‏٢٩‏)‏ وفي السنة ١٩٥٤ اخبرت مجلة برج المراقبة:‏ «اكثر من سبعين بلدا في فترة او اخرى خلال السنين الاربعين الماضية اصدر مراسيم تقييدية واضطهد شهود يهوه».‏ وحيثما كان ممكنا ان يناضلوا من اجل الحرية الدينية في المحاكم،‏ فعل هؤلاء المسيحيون ذلك وخرجوا بانتصارات مدوّية في عدد من البلدان.‏ وفي المحكمة العليا للولايات المتحدة وحدها حقّق شهود يهوه ٥٠ انتصارا.‏

      ١١ اية نبوة ليسوع تتعلق بعلامة حضوره تمت في شهود يهوه خلال يوم الرب؟‏

      ١١ ليس هنالك فريق آخر مخلص الى هذا الحد في اطاعة وصية يسوع ان نوفي ما لقيصر لقيصر.‏ (‏لوقا ٢٠:‏٢٥؛‏ روما ١٣:‏​١،‏ ٧‏)‏ ومع ذلك،‏ ليس هنالك فريق آخر لديه اعضاء مسجونون في بلدان كثيرة تحت اشكال مختلفة كثيرة من الحكم الى هذا الحدّ،‏ ويستمر ذلك حتى الوقت الحاضر في الاميركتين،‏ في اوروپا،‏ في افريقيا،‏ وفي آسيا.‏ ونبوة يسوع العظمى المتعلقة بعلامة حضوره شملت هذه الكلمات:‏ «حينئذ يسلّمونكم الى ضيق ويقتلونكم،‏ وتكونون مبغَضين من جميع الامم لأجل اسمي».‏ (‏متى ٢٤:‏​٣،‏ ٩‏)‏ وقد تم ذلك بالتأكيد في شهود يهوه المسيحيين خلال يوم الرب.‏

      ١٢ كيف يحصِّن صف يوحنا شعب اللّٰه من الاضطهاد؟‏

      ١٢ ولتحصين شعب اللّٰه من الضيق،‏ يذكِّرهم صف يوحنا باستمرار بجوهر كلمات يسوع الى المسيحيين في سميرنا.‏ مثلا،‏ اذ ابتدأ الاضطهاد النازي حملت برج المراقبة في ١٩٣٣ و ١٩٣٤ مقالات مثل «لا تخافوهم»،‏ التي ناقشت متى ١٠:‏​٢٦-‏٣٣‏؛‏ و «المحنة»،‏ المؤسسة على دانيال ٣:‏​١٧،‏ ١٨‏؛‏ و «افواه الاسود»،‏ مع دانيال ٦:‏٢٢ بوصفها الآية الرئيسية.‏ وفي ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ العقد الذي صدر خلاله هذا الكتاب للمرة الاولى وعانى شهود يهوه اضطهادا ضاريا في اكثر من ٤٠ بلدا،‏ حصَّنت برج المراقبة شعب اللّٰه بمقالات مثل «سعداء رغم انهم مضطهدون!‏» و «المسيحيون يواجهون الاضطهاد باحتمال».‏b

      ١٣ كالمسيحيين في سميرنا،‏ لماذا لا يخاف شهود يهوه المسيحيون من الاضطهاد؟‏

      ١٣ حقا،‏ ان شهود يهوه المسيحيين يعانون الاضطهاد الجسدي وامتحانات اخرى لعشرة ايام رمزية.‏ وكالمسيحيين في سميرنا قديما،‏ لا يخافون؛‏ ولا يلزم ايّا منا ان يخاف فيما تسوء المشاكل هنا على الارض.‏ ونحن مستعدون للاحتمال تحت الالم،‏ حتى اننا نقبل بفرح ‹نهب ممتلكاتنا›.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏​٣٢-‏٣٤‏)‏ وبدرس كلمة اللّٰه وجعلها خاصتنا،‏ سنكون متأهبين لنقف ثابتين في الايمان.‏ وتأكدوا ان يهوه يستطيع ان يصونكم وسيصونكم في استقامتكم.‏ ‹ألقوا كل همكم عليه،‏ لأنه يهتم بكم›.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏​٦-‏١١‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a بعد ٦٠ سنة من موت يوحنا،‏ أُحرق پوليكَرپوس حتى الموت في سميرنا لانه لم ينكر ايمانه بيسوع.‏ و استشهاد پوليكَرپوس،‏ عمل يُعتقد انه معاصر لهذه الحادثة،‏ يذكر انه عندما جُمع الحطب للحرق «كان اليهود غيورين بشدة،‏ كما هي عادتهم،‏ في المساعدة على ذلك» —‏ على الرغم من ان تنفيذ الحكم حدث في «يوم سبت عظيم».‏

      b انظروا برج المراقبة عدد ١ تشرين الثاني ١٩٣٣؛‏ ١ و ١٥ تشرين الاول،‏ ١ و ١٥ كانون الاول ١٩٣٤،‏ بالانكليزية؛‏ ١٥ كانون الاول ١٩٨٣.‏

      ‏[الاطار/‏​الصورة في الصفحة ٣٩]‏

      منذ سنوات كثيرة،‏ يزوّد المؤرخون شهادة تتعلق باستقامة شهود يهوه الالمان خلال الحكم النازي.‏ والكتاب الامهات في وطن الاسلاف،‏ للمؤرخة كلوديا كونز،‏ الصادر في السنة ١٩٨٦،‏ لديه هذا ليقوله:‏ «ان الغالبية الساحقة لجميع الالمان ذوي الخلفيات غير الالمانية وجدوا طرائق للبقاء احياء تحت حكم يحتقرونه.‏ .‏ .‏ .‏ وفي الطرف الآخر من النطاق الاحصائي والفكري كان هنالك شهود يهوه الـ‍ ٠٠٠‏,‏٢٠ الذين رفضوا كلهم تقريبا رفضا مطلقا تقديم ايّ شكل من الطاعة للدولة النازية.‏ .‏ .‏ .‏ ان فريق المقاومين الاكثر تماسكا دعمه الدين.‏ فمن البداية،‏ لم يتعاون شهود يهوه مع ايّ وجه للدولة النازية.‏ وحتى بعد ان دمَّر الڠستاپو مقرهم الرئيسي المحلي في السنة ١٩٣٣ وحظروا الطائفة في السنة ١٩٣٥،‏ رفضوا ايضا ان يقولوا ‏‹يحيا هتلر›.‏ وتقريبا نصف (‏الغالبية رجال)‏ جميع شهود يهوه أُرسل الى معسكرات الاعتقال،‏ ألف منهم أُعدم،‏ وألف آخر مات بين ١٩٣٣ و ١٩٤٥.‏ .‏ .‏ .‏ والكاثوليك والپروتستانت سمعوا رجال دينهم يحضّونهم على التعاون مع هتلر.‏ واذا قاوموا فانهم يقاومون اوامر الكنيسة والدولة كلتيهما».‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة