مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • عظمة عرش يهوه السماوي
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • ٢٧،‏ ٢٨ (‏أ)‏ كيف يجب ان يؤثر فينا وصف يوحنا لهذه الرؤيا؟‏ (‏ب)‏ اي سؤالين ينشأان في ما يتعلق بما يراه ويسمعه يوحنا بعد ذلك؟‏

      ٢٧ مَن يمكن ان يبقى غير متأثر بقراءة سجل يوحنا لهذه الرؤيا؟‏ انها لرائعة وعظيمة!‏ ولكن ماذا يجب ان تكون عليه الحقيقة؟‏ ان جلال يهوه عينه يجب ان يحرك ايّ شخص ذي قلب متسم بالتقدير لكي ينضم الى المخلوقات الحية الاربعة والشيوخ الـ‍ ٢٤ في تسبيح يهوه،‏ وذلك في الصلاة وبالمناداة باسمه علنا على السواء.‏ هذا هو الاله الذي يحظى المسيحيون بامتياز الكينونة شهودا له اليوم.‏ (‏اشعيا ٤٣:‏١٠‏)‏ تذكَّروا ان رؤيا يوحنا تنطبق في يوم الرب حيث نحن الآن.‏ و ‹الارواح السبعة› حاضرة دائما لتوجهنا وتقوينا.‏ (‏غلاطية ٥:‏​١٦-‏١٨‏)‏ وكلمة اللّٰه متوافرة اليوم لتساعدنا ان نكون قدوسين في خدمة اله قدوس.‏ (‏١ بطرس ١:‏​١٤-‏١٦‏)‏ وبالتأكيد،‏ نحن سعداء ان نقرأ كلمات هذه النبوة.‏ (‏رؤيا ١:‏٣‏)‏ ويا للباعث الذي تزوِّده لنكون امناء ليهوه ولا نسمح للعالم بأن يصرفنا عن ترنيم تسابيحه بنشاط!‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏​١٥-‏١٧‏.‏

      ٢٨ حتى الآن،‏ يصف يوحنا ما يراه عندما يُدعى الى الدخول من ذلك الباب المفتوح في السماء.‏ وعلى نحو اكثر روعة يخبر ان يهوه،‏ في كل عظمة جلاله وكرامته،‏ جالس على عرشه السماوي.‏ وتحيط به ابدع الهيئات قاطبة —‏ مشرقة في بهائها وولائها.‏ فمجلس القضاء الالهي معقود.‏ (‏دانيال ٧:‏​٩،‏ ١٠،‏ ١٨‏)‏ وقد أُعدَّ المسرح لشيء غير عادي سيحدث.‏ فما هو،‏ وكيف يؤثر فينا اليوم؟‏ فلنراقب فيما يَظهر المشهد!‏

  • ‏«مَن هو مستحق ان يفتح الدرج؟‏»‏
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ١٥

      ‏«مَن هو مستحق ان يفتح الدرج؟‏»‏

      ١ ماذا يحدث الآن في رؤيا يوحنا؟‏

      مهيبة!‏ توحي بالرهبة!‏ هكذا هي الرؤيا المثيرة لعرش يهوه في مشهده وسط سُرُج النار،‏ الكروبيم،‏ الـ‍ ٢٤ شيخا،‏ والبحر الزجاجي.‏ ولكن يا يوحنا،‏ ماذا ترى بعد ذلك؟‏ يركِّز يوحنا على مركز هذا المشهد السماوي،‏ مخبرا ايانا:‏ ‏«رأيت في اليد اليمنى للجالس على العرش درجا مكتوبا من الداخل والخارج،‏ مختوما بإحكام بسبعة ختوم.‏ ورأيت ملاكا قويا ينادي بصوت عال:‏ ‹مَن هو مستحق ان يفتح الدرج ويفك ختومه؟‏›.‏ فلم يكن من احد في السماء ولا على الارض ولا تحت الارض يستطيع ان يفتح الدرج ولا ان ينظر ما فيه.‏ فأخذت ابكي بكاء كثيرا لأنه لم يوجد احد مستحقا ان يفتح الدرج ولا ان ينظر ما فيه».‏ —‏ رؤيا ٥:‏​١‏-‏٤‏.‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ لماذا يتوق يوحنا الى وجود شخص يفتح الدرج،‏ ولكن ماذا يَظهر انه التوقع لذلك؟‏ (‏ب)‏ ماذا انتظر شعب اللّٰه الممسوح بشوق في زمننا؟‏

      ٢ يهوه نفسه،‏ الرب المتسلط لكل الخليقة،‏ يمسك هذا الدرج.‏ ولا بد انه ملآن معلومات حيوية،‏ لانه مكتوب من قدام ومن خلف.‏ وتجري اثارة فضولنا.‏ فماذا يحتويه الدرج؟‏ نحن نذكر دعوة يهوه ليوحنا:‏ «اصعد الى هنا،‏ فأريك ما لا بدّ ان يحدث».‏ (‏رؤيا ٤:‏١‏)‏ وبتوقع كبير،‏ نتطلع الى التعلُّم عن هذه الامور.‏ ولكن يا للأسف،‏ ان الدرج مغلق بإحكام،‏ مختوم بسبعة ختوم!‏

      ٣ وهل سيجد الملاك القوي شخصا مستحقا ان يفتح الدرج؟‏ استنادا الى ترجمة الملكوت ما بين السطور،‏ ان الدرج موجود «على اليد اليمنى» ليهوه.‏ وهذا يقترح انه موضوع على كفّه المفتوحة.‏ ولكن يظهر ان لا احد في السماء او على الارض مستحق ان يأخذ ويفتح هذا الدرج.‏ حتى ولا تحت الارض،‏ بين خدام اللّٰه الامناء الذين ماتوا،‏ يوجد مَن هو مؤهَّل لهذا الشرف الرفيع.‏ فلا عجب ان يستاء يوحنا بوضوح!‏ فربما لن يعلَم اخيرا «ما لا بد ان يحدث».‏ وفي يومنا ايضا،‏ انتظر شعب اللّٰه الممسوح يهوه بشوق كي يرسل نوره وحقه حول سفر الرؤيا.‏ وهذا ما يفعله على نحو تدريجي في الوقت المعيَّن لاتمام الرؤيا لكي يهدي شعبه في طريق ‹الخلاص›.‏ —‏ مزمور ٤٣:‏​٣،‏ ٥‏.‏

      المستحق

      ٤ (‏أ)‏ مَن يجري الاكتشاف انه مستحق ان يفتح الدرج وختومه؟‏ (‏ب)‏ في اي مكافأة وامتياز يشترك صف يوحنا ورفقاؤهم الآن؟‏

      ٤ نعم،‏ هنالك شخص يستطيع ان يفتح الدرج!‏ يخبر يوحنا:‏ ‏«ولكنَّ واحدا من الشيوخ قال لي:‏ ‹كفَّ عن البكاء.‏ هوذا الاسد الذي من سبط يهوذا،‏ اصل داود،‏ قد غلب،‏ وهو يفتح الدرج وختومه السبعة›».‏ (‏رؤيا ٥:‏٥‏)‏ اذًا،‏ يا يوحنا جفِّف تلك الدموع!‏ لقد احتمل صف يوحنا ورفقاؤهم الاولياء اليوم ايضا عقودا من المحن القاسية فيما انتظروا الانارة بصبر.‏ فيا للمكافأة المعزِّية التي نحصل عليها الآن في فهم الرؤيا،‏ ويا له من امتياز ان نشترك في اتمامها بالمناداة للآخرين برسالتها!‏

      ٥ (‏أ)‏ اية نبوة نُطق بها تتعلق بيهوذا،‏ وأين حكم المتحدرون من يهوذا؟‏ (‏ب)‏ مَن هو شيلوه؟‏

      ٥ «الاسد الذي من سبط يهوذا»!‏ ان يوحنا حسن الاطلاع على النبوة التي تفوَّه بها يعقوب،‏ احد اسلاف السلالة اليهودية،‏ في ما يتعلق بابنه الرابع،‏ يهوذا:‏ «جرو اسد هو يهوذا.‏ من الفريسة تصعد يا ابني.‏ جثم وربض كأسد،‏ وكأسد من ينهضه؟‏ لا يزول الصولجان من يهوذا ولا عصا القيادة من بين قدميه،‏ الى ان يأتي شيلوه،‏ وله تكون طاعة الشعوب».‏ (‏تكوين ٤٩:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ ان السلالة الملكية لشعب اللّٰه نشأت من يهوذا.‏ وابتداءً من داود،‏ كان جميع الذين حكموا في اورشليم حتى دمَّر البابليون تلك المدينة متحدرين من يهوذا.‏ ولكن لم يكن ايّ منهم شيلوه الذي تنبأ عنه يعقوب.‏ وكلمة شيلوه تعني «الذي له [الحق]».‏ ونبويا،‏ اشار هذا الاسم الى يسوع الذي تنتمي اليه على نحو دائم المملكة الداودية.‏ —‏ حزقيال ٢١:‏​٢٥-‏٢٧؛‏ لوقا ١:‏​٣٢،‏ ٣٣؛‏ رؤيا ١٩:‏١٦‏.‏

      ٦ بأية طريقة كان يسوع ‹قضيبا› من يسّى وأيضا «اصل داود»؟‏

      ٦ يدرك يوحنا بسرعة الاشارة الى «اصل داود».‏ فالمسيّا الموعود به يدعى نبويا ‹قضيبا من جذع يسّى [ابي الملك داود] .‏ .‏ .‏ فرخا› و ‹اصل يسّى القائم راية للشعوب›.‏ (‏اشعيا ١١:‏​١،‏ ١٠‏)‏ ويسوع كان قضيبا من يسّى اذ وُلد في السلالة الملكية لداود،‏ ابن يسّى.‏ واضافة الى ذلك،‏ بصفته اصل يسّى،‏ كان هو مَن جعل السلالة الحاكمة الداودية تفرِّخ ثانية،‏ معطيا اياها الحياة والدعم الى الابد.‏ —‏ ٢ صموئيل ٧:‏١٦‏.‏

      ٧ ماذا يجعل يسوع مستحقا ان يأخذ الدرج من يد الجالس على العرش؟‏

      ٧ ان يسوع على نحو بارز هو الذي،‏ كانسان كامل،‏ خدم يهوه باستقامة وتحت محن مؤلمة.‏ وقد زوَّد الجواب الكامل عن تحدّي الشيطان.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ وهكذا امكنه القول كما قال في الليلة التي سبقت موته الفدائي:‏ «انا قد غلبت العالم».‏ (‏يوحنا ١٦:‏٣٣‏)‏ ولهذا السبب استأمن يهوه يسوع المقام على «كل سلطة في السماء وعلى الارض».‏ فهو وحده بين جميع خدام اللّٰه مؤهَّل لتسلُّم الدرج بهدف اعلان رسالته الخطيرة.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٨‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ في ما يختص بالملكوت،‏ ماذا يُظهر استحقاق يسوع؟‏ (‏ب)‏ لماذا من الملائم ان يكشف واحد من الشيوخ الـ‍ ٢٤ ليوحنا عن الشخص المستحق ان يفتح الدرج؟‏

      ٨ وفي الواقع،‏ من الملائم ان يفتح يسوع الدرج.‏ فمنذ السنة ١٩١٤ تُوِّج ملكا لملكوت اللّٰه المسيّاني،‏ وهذا الدرج يكشف الكثير في ما يتعلق بالملكوت وما سينجزه.‏ ويسوع شهد بأمانة لحق الملكوت فيما كان هنا على الارض.‏ (‏يوحنا ١٨:‏​٣٦،‏ ٣٧‏)‏ وقد علَّم أتباعه ان يصلّوا من اجل اتيان الملكوت.‏ (‏متى ٦:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ وابتدأ الكرازة ببشارة الملكوت عند بداية العصر المسيحي وتنبأ عن وصول عمل الكرازة هذا الى الذروة خلال وقت النهاية.‏ (‏متى ٤:‏٢٣؛‏ مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ وكذلك،‏ من الملائم ان يكشف واحد من الشيوخ الـ‍ ٢٤ ليوحنا ان يسوع هو الذي سيفتح الختوم.‏ ولماذا؟‏ لأن هؤلاء الشيوخ يجلسون على عروش ويلبسون تيجانا،‏ اذ انهم شركاء المسيح في الميراث في ملكوته.‏ —‏ روما ٨:‏١٧؛‏ رؤيا ٤:‏٤‏.‏

      ‏‹الحمَل الذي ذُبح›‏

      ٩ عوض الاسد،‏ ماذا يرى يوحنا قائما «في وسط العرش»،‏ وكيف وصفه؟‏

      ٩ ينظر يوحنا ليرى هذا «الاسد الذي من سبط يهوذا».‏ ولكن كم يكون ذلك مذهلا!‏ فإن صورة رمزية مختلفة تماما تظهر:‏ ‏«ورأيت في وسط العرش والمخلوقات الحية الاربعة وفي وسط الشيوخ حمَلا قائما كأنه قد ذُبح،‏ له سبعة قرون وسبع اعين،‏ وهذه الاعين تمثّل ارواح اللّٰه السبعة المُرسَلة الى الارض كلها».‏ —‏ رؤيا ٥:‏٦‏.‏

      ١٠ مَن هو ‹الحمَل› الذي رآه يوحنا،‏ ولماذا هذا التعبير ملائم؟‏

      ١٠ في الوسط،‏ الى جانب العرش،‏ ضمن الدائرة التي تشكِّلها المخلوقات الحية الاربعة والـ‍ ٢٤ شيخا،‏ هنالك حمَل!‏ ودون شك،‏ يحدِّد يوحنا بسرعة هوية هذا الحمَل بأنه «الاسد الذي من سبط يهوذا» و «اصل داود».‏ ويعرف ان يوحنا المعمدان،‏ منذ اكثر من ٦٠ سنة،‏ قدَّم يسوع لليهود المشاهدين بصفته «حمَل اللّٰه الذي يرفع خطية العالم».‏ (‏يوحنا ١:‏٢٩‏)‏ وخلال حياته كلها على الارض،‏ بقي يسوع غير ملطخ بالعالم —‏ كحمَل بلا عيب —‏ بحيث امكنه تقديم حياته الخالية من الخطية ذبيحة لاجل الجنس البشري.‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏٧؛‏ عبرانيين ٧:‏٢٦‏.‏

      ١١ لماذا ليس غير مشرِّف تمثيل يسوع الممجَّد بأنه ‹حمَل قد ذُبح›؟‏

      ١١ هل هو محقِّر وغير مشرِّف الى حد ما تمثيل يسوع الممجَّد بأنه ‹حمَل كأنه قد ذُبح›؟‏ كلا على الاطلاق!‏ ان واقع بقاء يسوع امينا الى الموت كان هزيمة كبيرة للشيطان وانتصارا عظيما ليهوه اللّٰه.‏ وتمثيل يسوع على هذا النحو يصوِّر بشكل حيوي غلبته على عالم الشيطان وهو مذكِّر بالمحبة العميقة التي لدى يهوه ويسوع تجاه الجنس البشري.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٥:‏١٣‏؛‏ قارنوا كولوسي ٢:‏١٥‏.‏)‏ وهكذا يُشار الى يسوع بصفته النسل الموعود به،‏ المؤهَّل على نحو بارز لفتح الدرج.‏ —‏ تكوين ٣:‏١٥‏.‏

      ١٢ ماذا تمثِّله قرون الحمَل السبعة؟‏

      ١٢ وماذا ايضا يزيد تقديرنا لهذا ‹الحمَل›؟‏ ان له سبعة قرون.‏ والقرون في الكتاب المقدس غالبا ما تكون رمزا الى القوة او السلطة،‏ والرقم سبعة يشير الى التمام.‏ (‏قارنوا ١ صموئيل ٢:‏​١،‏ ١٠؛‏ مزمور ١١٢:‏٩؛‏ ١٤٨:‏١٤‏.‏)‏ اذًا،‏ تمثِّل قرون الحمَل السبعة كمال السلطة التي استأمن يهوه يسوع عليها.‏ انه «فوق كل حكومة وسلطة وقوة وسيادة وكل اسم يُسمَّى،‏ ليس في نظام الاشياء هذا فقط،‏ بل في الآتي ايضا».‏ (‏افسس ١:‏​٢٠-‏٢٣؛‏ ١ بطرس ٣:‏٢٢‏)‏ ويسوع على نحو خصوصي يمارس السلطة،‏ السلطة الحكومية،‏ منذ السنة ١٩١٤ حين توَّجه يهوه ملكا سماويا.‏ —‏ مزمور ٢:‏٦‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ ماذا تمثِّله اعين الحمَل السبع؟‏ (‏ب)‏ ماذا يباشر الحمَل فعله؟‏

      ١٣ واكثر من ذلك،‏ يسوع ممتلئ حتى التمام بالروح القدس،‏ كما هو مصوَّر بأعين الحمَل السبع التي «تمثِّل ارواح اللّٰه السبعة».‏ فيسوع هو القناة التي بواسطتها يتدفق كمال قوة يهوه الفعالة الى خدامه الارضيين.‏ (‏تيطس ٣:‏٦‏)‏ ومن الواضح انه بواسطة هذا الروح نفسه يرى من السماء ما يحدث هنا على الارض.‏ وكأبيه،‏ لدى يسوع تمييز كامل.‏ ولا شيء يفلت من ملاحظته.‏ (‏قارنوا مزمور ١١:‏٤؛‏ زكريا ٤:‏١٠‏.‏)‏ وبشكل واضح،‏ فان هذا الابن —‏ المحافظ على الاستقامة الذي غلب العالم؛‏ الاسد الذي من سبط يهوذا؛‏ اصل داود؛‏ الشخص الذي قدَّم حياته من اجل الجنس البشري؛‏ الشخص بالسلطة التامة،‏ كمال الروح القدس،‏ والتمييز الكامل من يهوه اللّٰه —‏ نعم،‏ هذا الشخص مستحق على نحو بارز ان يأخذ الدرج من يد يهوه.‏ وهل يتردد في قبول مهمة الخدمة هذه في هيئة يهوه السامية؟‏ كلا!‏ بل ‏«مضى وأخذه [الدرج] في الحال من اليد اليمنى للجالس على العرش».‏ (‏رؤيا ٥:‏٧ ‏)‏ فيا له من مثال رائع للاذعان الطوعي!‏

      ترانيم تسبيح

      ١٤ (‏أ)‏ كيف تتجاوب المخلوقات الحية الاربعة والشيوخ الـ‍ ٢٤ مع اخذ يسوع للدرج؟‏ (‏ب)‏ كيف تؤكد المعلومات التي يتسلَّمها يوحنا عن الـ‍ ٢٤ شيخا هويتهم ومركزهم؟‏

      ١٤ وكيف يتجاوب اولئك الآخرون امام عرش يهوه؟‏ ‏«ولما اخذ الدرج،‏ خرّت المخلوقات الحية الاربعة والاربعة والعشرون شيخا امام الحمَل،‏ ولهم كل واحد قيثارة وجامات ذهبية ممتلئة بخورا،‏ الذي يمثّل صلوات القدوسين».‏ (‏رؤيا ٥:‏٨‏)‏ كالمخلوقات الحية الكروبية الاربعة التي امام عرش اللّٰه،‏ ينحني الـ‍ ٢٤ شيخا ليسوع اعترافا بسلطته.‏ ولكنّ هؤلاء الشيوخ وحدهم لهم قيثارات وجامات بخور.‏a وهم وحدهم يرنمون الآن ترنيمة جديدة.‏ (‏رؤيا ٥:‏٩ )‏ وهكذا يشبهون الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ من «اسرائيل اللّٰه» المقدَّس،‏ الذين يحملون ايضا قيثارات ويرنمون ترنيمة جديدة.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦؛‏ كولوسي ١:‏١٢؛‏ رؤيا ٧:‏​٣-‏٨؛‏ ١٤:‏​١-‏٤‏)‏ واضافة الى ذلك،‏ يجري اظهار الشيوخ الـ‍ ٢٤ انهم يتممون وظيفة كهنوتية سماوية مثَّلتها تلك التي للكهنة في اسرائيل القديمة الذين كانوا يحرقون البخور ليهوه في المسكن —‏ وظيفة انتهت على الارض عندما ازال اللّٰه الشريعة الموسوية من الطريق،‏ بتسميرها على خشبة آلام يسوع.‏ (‏كولوسي ٢:‏١٤‏)‏ وماذا نستنتج من كل ذلك؟‏ ان الغالبين الممسوحين تجري رؤيتهم هنا في تعيينهم الاخير بصفتهم ‹كهنة للّٰه وللمسيح يملكون معه ألف سنة›.‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏٦‏.‏

      ١٥ (‏أ)‏ في اسرائيل،‏ مَن حظي وحده بامتياز الدخول الى قدس اقداس المسكن؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان حرق البخور قبل الدخول الى قدس الاقداس مسألة حياة او موت بالنسبة الى رئيس الكهنة؟‏

      ١٥ في اسرائيل القديمة،‏ كان الدخول الى قدس الاقداس امام حضور يهوه الرمزي مقتصرا على رئيس الكهنة.‏ وبالنسبة اليه،‏ كان حمل البخور مسألة حياة او موت.‏ قالت شريعة اللّٰه:‏ «يأخذ [هارون] ملء المجمرة جمر نار من على المذبح امام يهوه،‏ وملء حفنتيه بخورا عطرا دقيقا،‏ ويدخل بهما الى داخل الحجاب.‏ ويجعل البخور على النار امام يهوه،‏ فتغشي سحابة البخور غطاء التابوت الذي على الشهادة،‏ فلا يموت».‏ (‏لاويين ١٦:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ لقد كان مستحيلا على رئيس الكهنة ان يدخل بنجاح الى قدس الاقداس إلا اذا احرق البخور.‏

      ١٦ (‏أ)‏ في نظام الاشياء المسيحي،‏ مَن يدخلون الى قدس الاقداس المرموز اليه؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب على المسيحيين الممسوحين ان ‹يحرقوا بخورا›؟‏

      ١٦ أما في نظام الاشياء المسيحي فليس فقط رئيس الكهنة المرموز اليه،‏ يسوع المسيح،‏ بل ايضا كل من الكهنة المعاونين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ يدخلون في النهاية الى قدس الاقداس المرموز اليه،‏ مكان حضور يهوه في السماء.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏​١٩-‏٢٣‏)‏ والدخول الى قدس الاقداس مستحيل على هؤلاء الكهنة،‏ كما يجري تمثيلهم هنا بالـ‍ ٢٤ شيخا،‏ إلا اذا ‹احرقوا بخورا›،‏ اي قدَّموا على الدوام صلوات وتضرعات ليهوه.‏ —‏ عبرانيين ٥:‏٧؛‏ يهوذا ٢٠،‏ ٢١‏؛‏ قارنوا مزمور ١٤١:‏٢‏.‏

      ترنيمة جديدة

      ١٧ (‏أ)‏ اية ترنيمة جديدة يرنمها الـ‍ ٢٤ شيخا؟‏ (‏ب)‏ كيف تُستعمل عادة العبارة «ترنيمة جديدة» في الكتاب المقدس؟‏

      ١٧ والآن تدوّي ترنيمة رخيمة.‏ ويرنمها للحمَل عشراؤه الكهنوتيون،‏ الـ‍ ٢٤ شيخا:‏ ‏«وهم يرنمون ترنيمة جديدة قائلين:‏ ‹انت مستحق ان تأخذ الدرج وتفتح ختومه،‏ لأنك ذُبحت وبدمك اشتريت اناسا للّٰه من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة›».‏ (‏رؤيا ٥:‏٩ ‏)‏ ان عبارة «ترنيمة جديدة» ترد مرات عديدة في الكتاب المقدس وتشير عادة الى تسبيح يهوه لاجل عمل قدير للانقاذ.‏ (‏مزمور ٩٦:‏١؛‏ ٩٨:‏١؛‏ ١٤٤:‏٩‏)‏ وهكذا تكون الترنيمة جديدة لأنه يمكن للمرنِّم الآن ان ينادي بأعمال رائعة اضافية ليهوه ويعبِّر عن تقدير متجدد لاسمه المجيد.‏

      ١٨ لاجل ماذا يسبِّح الشيوخ الـ‍ ٢٤ يسوع بترنيمتهم الجديدة؟‏

      ١٨ ولكن هنا يرنم الشيوخ الـ‍ ٢٤ ترنيمة جديدة امام يسوع بدلا من يهوه.‏ لكنّ المبدأ هو نفسه.‏ انهم يسبِّحون يسوع لاجل الامور الجديدة التي انجزها لمصلحتهم بصفته ابن اللّٰه.‏ فبواسطة دمه صار وسيط العهد الجديد وهكذا جعل ولادة امة جديدة كمقتنى خاص ليهوه ممكنة.‏ (‏روما ٢:‏​٢٨،‏ ٢٩؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏٢٥؛‏ عبرانيين ٧:‏​١٨-‏٢٥‏)‏ واعضاء هذه الامة الروحية الجديدة اتوا من امم طبيعية كثيرة،‏ لكنّ يسوع وحَّدهم في جماعة واحدة كأُمة واحدة.‏ —‏ اشعيا ٢٦:‏٢؛‏ ١ بطرس ٢:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ اية بركة فشل اسرائيل الطبيعي في ادراكها بسبب عدم امانتهم؟‏ (‏ب)‏ اية بركة ستتمتع بها امة يهوه الجديدة؟‏

      ١٩ عندما شكَّل يهوه الاسرائيليين في امة قديما ايام موسى،‏ صنع عهدا معهم ووعد انهم اذا بقوا امناء لهذا العهد يصيرون مملكة كهنة امامه.‏ (‏خروج ١٩:‏​٥،‏ ٦‏)‏ والاسرائيليون لم يكونوا امناء ولم يختبروا قط تحقيق هذا الوعد.‏ ومن ناحية اخرى فان الامة الجديدة،‏ التي شُكِّلت بفضل العهد الجديد الذي صار يسوع وسيطا له،‏ بقيت امينة.‏ لذلك فان اعضاءها سيسود حكمهم الارض كملوك وأيضا سيخدمون ككهنة،‏ مساعدين المستقيمي القلوب بين الجنس البشري على التصالح مع يهوه.‏ (‏كولوسي ١:‏٢٠‏)‏ وذلك كما تعبِّر عنه الترنيمة الجديدة:‏ ‏«وجعلتهم مملكة وكهنة لإلهنا،‏ وسيملكون على الارض».‏ (‏رؤيا ٥:‏١٠ ‏)‏ فيا للفرح الذي لاولئك الشيوخ الـ‍ ٢٤ في ترنيم ترنيمة التسبيح هذه ليسوع الممجَّد!‏

      جوقة سماوية

      ٢٠ اية ترنيمة تسبيح للحمَل تدوِّي الآن؟‏

      ٢٠ وكيف يتجاوب الآخرون من الحشد السماوي الكبير لهيئة يهوه مع هذه الترنيمة الجديدة؟‏ تثور مشاعر يوحنا اذ يشاهد انسجامهم القلبي:‏ ‏«ونظرت،‏ فسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والمخلوقات الحية والشيوخ،‏ وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف،‏ قائلين بصوت عال:‏ ‹ان الحمَل الذي ذُبح مستحق ان ينال القوة والغنى والحكمة والقدرة والكرامة والمجد والبركة›».‏ (‏رؤيا ٥:‏​١١،‏ ١٢ ‏)‏ فيا لها من ترنيمة تسبيح مؤثرة!‏

      ٢١ هل يقلل تسبيح الحمَل من سلطان يهوه او مركزه؟‏ أوضحوا.‏

      ٢١ وهل يعني ذلك ان يسوع الآن حلَّ محلَّ يهوه اللّٰه الى حدّ ما وأن كل الخليقة تحوَّلت الى تسبيحه بدلا من ابيه؟‏ حاشا!‏ وبالاحرى فان ترنيمة التسبيح هذه منسجمة مع ما كتبه الرسول بولس:‏ ‹رفّع اللّٰه [يسوع] الى مركز اعلى وأنعم عليه بالاسم الذي يعلو كل اسم آخر،‏ لكي تنحني باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومَن على الارض ومَن تحت الارض،‏ ويعترف جهرا كل لسان بأن يسوع المسيح هو رب لمجد اللّٰه الآب›.‏ (‏فيلبي ٢:‏​٩-‏١١‏)‏ يجري تعظيم يسوع هنا بسبب دوره في بتّ القضية الرئيسية امام كل الخليقة —‏ تبرئة سلطان يهوه الشرعي.‏ فيا للمجد الذي جلبه ذلك فعلا لابيه!‏

      نشيد متعاظم

      ٢٢ الى اي نشيد تنضم اصوات من الحيِّز الارضي؟‏

      ٢٢ في المشهد الذي يصفه يوحنا تقدِّم حشود السماء هتافا رخيما ليسوع اعترافا بأمانته وسلطته السماوية.‏ وفي ذلك تنضم اليهم اصوات من الحيِّز الارضي اذ تشترك هذه ايضا في تسبيح الآب والابن كليهما.‏ وكما يمكن لانجازات ابن بشري ان تنسب فضلا عظيما الى الوالدَين،‏ كذلك فان مسلك يسوع ذا الولاء يعزِّز بين كل الخليقة «مجد اللّٰه الآب».‏ وهكذا يمضي يوحنا مخبرا:‏ ‏«وكل مخلوق في السماء وعلى الارض وتحت الارض وعلى البحر،‏ وكل ما فيها،‏ سمعته قائلا:‏ ‹للجالس على العرش وللحمَل البركة والكرامة والمجد والقدرة الى ابد الآبدين!‏›».‏ —‏ رؤيا ٥:‏١٣‏.‏

      ٢٣،‏ ٢٤ (‏أ)‏ ماذا يشير الى وقت ابتداء النشيد في السماء،‏ ومتى على الارض؟‏ (‏ب)‏ كيف يتعاظم النشيد في الحجم اذ تمر السنون؟‏

      ٢٣ ومتى يدوِّي هذا النشيد الرائع؟‏ لقد بدأ في وقت باكر من يوم الرب.‏ فبعد ان طُرح الشيطان وأبالسته من السموات امكن لـ‍ «كل مخلوق في السماء» ان يتحد في ترنيمة التسبيح هذه.‏ وكما يُظهر السجل،‏ فان جمعا ناميا على الارض يوحِّدون منذ السنة ١٩١٩ اصواتهم في تسبيح يهوه اذ ازدادوا من بضعة آلاف الى اكثر من ستة ملايين في سنة ٢٠٠٥.‏b وبعد دمار نظام الشيطان الارضي فان «كل مخلوق .‏ .‏ .‏ على الارض» سيرنم تسابيح ليهوه وابنه.‏ وفي وقت يهوه المعيَّن،‏ ستبدأ قيامة ملايين لا تُحصى من الاموات وعندئذ «كل مخلوق .‏ .‏ .‏ تحت الارض» في ذاكرة اللّٰه سيحظى بفرصة الانضمام الى ترنيم النشيد.‏

      ٢٤ والآن،‏ ‹من اقصى الارض والبحر والجزر›،‏ ملايين من البشر يرنمون ترنيمة جديدة الى جانب هيئة يهوه العالمية.‏ (‏اشعيا ٤٢:‏١٠؛‏ مزمور ١٥٠:‏​١-‏٦‏)‏ وهذا التسبيح المفرح سيبلغ تصعيدا في نهاية الحكم الالفي عندما يكون الجنس البشري قد رُفع الى الكمال.‏ وتلك الحية القديمة،‏ المخادع الرئيسي،‏ الشيطان نفسه،‏ ستهلك بعدئذ في اتمام كامل لتكوين ٣:‏١٥‏،‏ وفي ذروة ظافرة سترنم كل الخليقة الحيَّة،‏ الارواح والبشر،‏ بانسجام:‏ «للجالس على العرش وللحمَل البركة والكرامة والمجد والقدرة الى ابد الآبدين!‏».‏ ولن يكون هنالك صوت مخالف في كل الكون.‏

      ٢٥ (‏أ)‏ قراءة رواية يوحنا عن النشيد الكوني تدفعنا الى فعل ماذا؟‏ (‏ب)‏ اي مثال عظيم ترسمه لنا المخلوقات الحية الاربعة والـ‍ ٢٤ شيخا فيما تختتم الرؤيا؟‏

      ٢٥ كم سيكون ذلك وقتا مفرحا!‏ ان ما يصفه يوحنا هنا دون شك يجعل قلوبنا مفعمة بالسعادة ويثيرنا للانضمام الى الحشود السماوية في ترنيم تسابيح قلبية ليهوه اللّٰه ويسوع المسيح.‏ ألسنا اكثر تصميما مما مضى على الاحتمال في الاعمال الصائبة؟‏ اذا فعلنا ذلك يمكننا ان نتوقع،‏ بمساعدة يهوه،‏ ان نكون هناك افراديا في الذروة السعيدة،‏ ضامِّين اصواتنا الى تلك التي لجوقة التسبيح الكونية.‏ وبالتأكيد،‏ ان المخلوقات الحية الاربعة الكروبية والمسيحيين الممسوحين المقامين هم على انسجام تام،‏ لأن الرؤيا تختتم بالكلمات:‏ ‏«وأخذت المخلوقات الحية الاربعة تقول:‏ ‹آمين!‏›.‏ وخرّ الشيوخ وقدموا العبادة».‏ —‏ رؤيا ٥:‏١٤‏.‏

      ٢٦ بماذا يجب ان نمارس الايمان،‏ وماذا يستعد الحمَل لفعله؟‏

      ٢٦ نأمل،‏ ايها القراء الاعزاء،‏ ان تمارسوا الايمان بذبيحة الحمَل —‏ ‹المستحق› —‏ وتكونوا مباركين في جهودكم المتواضعة لعبادة وخدمة يهوه —‏ «الجالس على العرش».‏ دعوا صف يوحنا يساعدكم اليوم اذ يزوِّد ‹الحصة اللازمة من الطعام الروحي في حينها›.‏ (‏لوقا ١٢:‏٤٢‏)‏ ولكن انظروا!‏ ان الحمَل يستعد لفتح الختوم السبعة.‏ فأيّ كشف مثير يكمن الآن امامنا؟‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a نحويا،‏ يمكن ان تشير عبارة «لهم كل واحد قيثارة وجامات ذهبية ممتلئة بخورا» الى الشيوخ والمخلوقات الحية الاربعة على السواء.‏ لكنّ القرينة توضح ان العبارة تشير فقط الى الشيوخ الـ‍ ٢٤.‏

      b انظروا الجدول في الصفحة ٦٤.‏

      ‏[صورة تغطي كامل الصفحة ٨٦]‏

  • اربعة فرسان يعدون بأفراسهم!‏
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ١٦

      اربعة فرسان يعدون بأفراسهم!‏

      الرؤيا ٣ —‏ رؤيا ٦:‏​١-‏١٧

      الموضوع:‏ ركوب الفرسان الاربعة،‏ الشهود الشهداء تحت المذبح،‏ واليوم العظيم،‏ يوم السخط

      وقت الاتمام:‏ من ١٩١٤ الى دمار نظام الاشياء هذا

      ١ كيف يكشف يهوه ليوحنا محتويات الدَّرْج المثير للفضول الذي يفتحه يسوع؟‏

      في يوم الازمة هذا،‏ ألسنا مهتمين بشدة بـ‍ «ما لا بد ان يحدث عن قريب»؟‏ بلا ريب،‏ نحن مهتمون،‏ لاننا مشمولون!‏ لذلك فلنرافق الآن يوحنا فيما يباشر يسوع فتح هذا الدَّرْج المثير للفضول.‏ وعلى نحو لافت،‏ ليس على يوحنا ان يقرأه.‏ لمَ لا؟‏ لأن محتوياته تُنقل اليه «برموز» بواسطة سلسلة من المشاهد الدينامية الملآنة بالعمل.‏ —‏ رؤيا ١:‏​١،‏ ١٠‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ ماذا يراه يوحنا ويسمعه،‏ وماذا يقترح منظر الكروب؟‏ (‏ب)‏ الى مَن يوجَّه امر الكروب الاول،‏ ولماذا تجيبون هكذا؟‏

      ٢ أَصغوا الى يوحنا فيما يفتح يسوع الختم الاول للدَّرْج:‏ ‏«ونظرت لما فتح الحمل واحدا من الختوم السبعة،‏ وسمعت واحدا من المخلوقات الحية الاربعة يقول بصوت كصوت رعد:‏ ‹تعال!‏›».‏ (‏رؤيا ٦:‏١ ‏)‏ هذا هو صوت الكروب الاول.‏ ومنظره الشبيه بأسد يقترح ليوحنا ان هيئة يهوه ستعمل بشجاعة في تنفيذ احكامه البارة.‏ والى مَن يوجَّه هذا الامر؟‏ لا يمكن ان يكون الى يوحنا،‏ لأن يوحنا كان قد دُعي الآن الى الاشتراك في هذه المشاهد النبوية.‏ (‏رؤيا ٤:‏١‏)‏ ان هذا الصوت «كصوت رعد» ينادي مساهمين آخرين في اول سلسلة من اربع حلقات مثيرة.‏

      الفرس الابيض وراكبه الشهير

      ٣ (‏أ)‏ ماذا يصف يوحنا الآن؟‏ (‏ب)‏ انسجاما مع رمزية الكتاب المقدس،‏ ماذا لا بد ان يصوِّره الفرس الابيض؟‏

      ٣ يوحنا،‏ ومعه صف يوحنا ورفقاؤه الغيورون العصريون،‏ يحظى بامتياز رؤية مسرحية سريعة الحركة!‏ يقول يوحنا:‏ ‏«فنظرت وإذا فرس ابيض،‏ والجالس عليه معه قوس،‏ وأُعطي تاجا،‏ وخرج غالبا ولكي يُتِمّ غلبته».‏ (‏رؤيا ٦:‏٢ ‏)‏ نعم،‏ استجابة لـ‍ «تعال!‏» الراعدة تلك يهجم فرس ابيض.‏ وفي الكتاب المقدس غالبا ما يرمز الفرس الى الحرب.‏ (‏مزمور ٢٠:‏٧؛‏ امثال ٢١:‏٣١؛‏ اشعيا ٣١:‏١‏)‏ وهذا الفرس،‏ وعلى الارجح حصان جميل،‏ يتألق ببياض يشير الى قداسة غير ملطَّخة.‏ (‏قارنوا رؤيا ١:‏١٤؛‏ ٤:‏٤؛‏ ٧:‏٩؛‏ ٢٠:‏١١‏.‏)‏ وكم يكون ذلك ملائما،‏ لأنه يمثِّل حربا طاهرة وبارة في عيني يهوه القدوستين!‏ —‏ انظروا ايضا رؤيا ١٩:‏​١١،‏ ١٤‏.‏

      ٤ مَن هو راكب الفرس الابيض؟‏ أوضحوا.‏

      ٤ ومَن هو راكب هذا الفرس؟‏ ان لديه قوسا،‏ سلاح حرب هجوميا،‏ ولكن يُعطى ايضا تاجا.‏ والابرار الوحيدون الذين تجري رؤيتهم يلبسون تيجانا في اثناء يوم الرب هم يسوع والصف الممثَّل بالشيوخ الـ‍ ٢٤.‏ (‏دانيال ٧:‏​١٣،‏ ١٤،‏ ٢٧؛‏ لوقا ١:‏​٣١-‏٣٣؛‏ رؤيا ٤:‏​٤،‏ ١٠؛‏ ١٤:‏١٤‏)‏a ومن غير المرجح ان يصوَّر عضو من فريق الـ‍ ٢٤ شيخا يتسلَّم تاجا باستحقاقه الخاص.‏ لذلك فان هذا الفارس الفريد لا بد ان يكون يسوع المسيح وليس شخصا آخر.‏ ويراه يوحنا في السماء في اللحظة التاريخية في السنة ١٩١٤ عندما يعلن يهوه:‏ «اني نصَّبت ملكي»،‏ ويقول له ان ذلك هو بقصد ان «اعطيك الامم ميراثا لك».‏ (‏مزمور ٢:‏​٦-‏٨‏)‏b وهكذا في فتح الختم الاول يُظهِر يسوع كيف يخرج هو نفسه،‏ بصفته الملك المتوَّج حديثا،‏ ليحارب في وقت اللّٰه المعيَّن.‏

      ٥ كيف يصف صاحب المزمور الراكب بطريقة مشابهة للرؤيا ٦:‏٢‏؟‏

      ٥ ينسجم هذا المشهد على نحو جميل مع المزمور ٤٥:‏​٤-‏٧‏،‏ الموجَّه الى الملك الذي توَّجه يهوه:‏ «وببهائك انجح؛‏ واركب من اجل الحق والتواضع والبر،‏ فتعلِّمك يمينك مخاوف.‏ سهامك مسنونة —‏ تحتك يسقط شعوب —‏ هي في قلب اعداء الملك.‏ اللّٰه عرشك الى الدهر والابد،‏ صولجان ملكك صولجان الاستقامة.‏ احببتَ البر وأبغضتَ الشر.‏ من اجل ذلك مسحك اللّٰه إلهك بزيت الابتهاج اكثر من شركائك».‏ واذ يعرف جيدا هذا الوصف النبوي يقدِّر يوحنا انه ينطبق على نشاط يسوع كملك.‏ —‏ قارنوا عبرانيين ١:‏​١،‏ ٢،‏ ٨،‏ ٩‏.‏

      الخروج غالبا

      ٦ (‏أ)‏ لماذا يجب ان يخرج الراكب غالبا؟‏ (‏ب)‏ عبر اية سنين يستمر ركوب الغلبة؟‏

      ٦ ولكن،‏ لماذا يجب على الملك المتوَّج حديثا ان يركب ليحارب؟‏ لأن ملكيته تأسَّست في وجه مقاومة مُرَّة من خصم يهوه الرئيسي،‏ الشيطان ابليس،‏ والذين هم على الارض الذين —‏ عن علم او عن غير علم —‏ يخدمون غايات الشيطان.‏ وولادة الملكوت بحد ذاتها تدعو الى حرب كبيرة في السماء.‏ واذ يقاتل بالاسم ميخائيل (‏الذي يعني «مَن مثل اللّٰه؟‏»)‏،‏ يتغلب يسوع على الشيطان وأبالسته ويطرحهم الى الارض.‏ (‏رؤيا ١٢:‏​٧-‏١٢‏)‏ وركوب الغلبة ليسوع يستمر عبر العقود الافتتاحية ليوم الرب فيما يُجمع البشر المشبَّهون بالخراف.‏ ومع ان العالم كله ما زال «تحت سلطة الشرير»،‏ فان يسوع يستمر على نحو حبي في رعاية اخوته الممسوحين ورفقائهم،‏ مساعدا كل واحد على تحقيق غلبة الايمان.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

      ٧ اية انتصارات احرزها يسوع على الارض في العقود الاولى ليوم الرب،‏ وماذا يجب ان يكون تصميمنا؟‏

      ٧ وأية انتصارات اخرى احرزها يسوع خلال السنوات الـ‍ ٩٠ واكثر الماضية ليوم الرب؟‏ لقد اختبر شعب يهوه حول الارض،‏ افرادا وجماعات،‏ كثيرا من المشقّات،‏ الضغوط،‏ والاضطهادات المشابهة لتلك التي وصفها الرسول بولس في البرهان على خدمته.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏​٢٣-‏٢٨‏)‏ واحتاج شهود يهوه الى «القدرة التي تفوق ما هو عادي»،‏ وخصوصا في مسارح الحرب والعنف،‏ لكي يحتملوا.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٧‏)‏ ولكن حتى في اكثر الاوضاع صعوبة،‏ تمكَّن الشهود الامناء من القول كما قال بولس:‏ «الرب وقف بقربي وقوّاني،‏ لكي تُتَمَّ بي الكرازة».‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏١٧‏)‏ نعم،‏ لقد غلب يسوع لمصلحتهم.‏ وسيستمر في الخروج غالبا لمصلحتنا ما دمنا مصممين على اتمام غلبتنا للايمان.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٤‏.‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ في اية انتصارات اشتركت الجماعة العالمية لشهود يهوه؟‏ (‏ب)‏ اين كان نمو شهود يهوه بارزا حقا؟‏

      ٨ والجماعة العالمية لشهود يهوه اشتركت في انتصارات كثيرة تحت ارشاد ملكها الغالب.‏ وعلى نحو بارز حمى تلاميذَ الكتاب المقدس هؤلاء من الابادة سنة ١٩١٨ عندما ‹غلبتهم› موقَّتا هيئة الشيطان السياسية.‏ ولكن،‏ في السنة ١٩١٩،‏ حطَّم قضبان السجن لينقذهم ثم احياهم لكي ينادوا بالبشارة «الى اقصى الارض».‏ —‏ رؤيا ١٣:‏٧؛‏ اعمال ١:‏٨‏.‏

      ٩ قبل وخلال الحرب العالمية الثانية حاولت دول المحور الدكتاتورية ان تمحو شهود يهوه في بلدان كثيرة حيث قدَّم القادة الدينيون،‏ وخصوصا الذين من الهيئة الكهنوتية الكاثوليكية الرومانية،‏ دعما صريحا او ضمنيا للدكتاتوريين الظالمين.‏ ولكنّ الشهود الـ‍ ٥٠٩‏,‏٧١ الذين كانوا يكرزون عندما بدأت الحرب في السنة ١٩٣٩ صاروا ٦٠٦‏,‏١٤١ عند نهايتها في السنة ١٩٤٥،‏ مع ان اكثر من ٠٠٠‏,‏١٠ قضوا سنوات طويلة في السجون ومعسكرات الاعتقال ونحو ٠٠٠‏,٢ شخص قُتلوا.‏ وعدد الشهود النشاطى في كل الارض توسَّع الى اكثر من ستة ملايين اليوم.‏ والنمو كان بارزا في البلدان الكاثوليكية وفي البلاد حيث كانت الاضطهادات اكثر مرارة —‏ مثل المانيا،‏ ايطاليا،‏ واليابان،‏ التي يبلغ عدد الشهود الذين يقدِّمون تقريرهم فيها الآن اكثر من ٠٠٠‏,‏٦٠٠ خادم للحقل نشيط.‏ —‏ اشعيا ٥٤:‏١٧؛‏ ارميا ١:‏​١٧-‏١٩‏.‏

      ١٠ بأية انتصارات بارك الملك الغالب شعبه «في الدفاع عن البشارة وتثبيتها قانونيا»؟‏

      ١٠ وملكنا الغالب بارك ايضا شعبه الغيور بقيادتهم الى انتصارات كثيرة «في الدفاع عن البشارة وتثبيتها قانونيا» في المحاكم وأمام الحكّام.‏ (‏فيلبي ١:‏٧؛‏ متى ١٠:‏١٨؛‏ ٢٤:‏٩‏)‏ وكان ذلك على نطاق اممي —‏ في اوستراليا،‏ الارجنتين،‏ كندا،‏ اليونان،‏ الهند،‏ سْوازيلند،‏ سويسرا،‏ تركيا،‏ وبلدان اخرى.‏ وبين ٥٠ انتصارا شرعيا احرزه شهود يهوه في المحكمة العليا للولايات المتحدة كانت تلك التي تضمن الحق في الكرازة بالبشارة «علانية ومن بيت الى بيت» وفي الامتناع عن الاحتفالات الوطنية الصنمية.‏ (‏اعمال ٥:‏٤٢؛‏ ٢٠:‏٢٠؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٤‏)‏ وهكذا بقيت الطريق مفتوحة لشهادة عالمية متوسعة.‏

      ١١ (‏أ)‏ كيف «يُتِمّ» الراكب «غلبته»؟‏ (‏ب)‏ اي اثر يجب ان يكون لفتح الختم الثاني،‏ الثالث،‏ والرابع فينا؟‏

      ١١ وكيف «يُتِمّ» يسوع «غلبته»؟‏c انه يفعل ذلك،‏ كما سنرى،‏ بالتخلُّص من الدين الباطل ثم طرح كل جزء باقٍ من هيئة الشيطان المنظورة الى «بحيرة النار» الرمزية للهلاك،‏ تبرئة لسلطان يهوه.‏ ونحن الآن نتطلع بثقة الى ذلك اليوم في هرمجدون عندما يحرز «ملك الملوك» الذي لنا الانتصار النهائي على هيئة الشيطان السياسية الظالمة!‏ (‏رؤيا ١٦:‏١٦؛‏ ١٧:‏١٤؛‏ ١٩:‏​٢،‏ ١٤-‏٢١؛‏ حزقيال ٢٥:‏١٧‏)‏ وفي هذه الاثناء،‏ يستمر الغالب الذي لا يُقهر على الفرس الابيض في الركوب فيما يداوم يهوه على اضافة المستقيمي القلب الى امته البارة على الارض.‏ (‏اشعيا ٢٦:‏٢؛‏ ٦٠:‏٢٢‏)‏ فهل تشتركون مع صف يوحنا الممسوح في توسع الملكوت المفرح هذا؟‏ ان ما يراه الرسول يوحنا في هذه الحادثة عندما تُفتح الختوم الثلاثة التالية سيثيركم دون شك لتشتركوا على نحو اعظم في عمل يهوه لهذا اليوم.‏

      انظروا الفرس الناريّ اللون!‏

      ١٢ ماذا قال يسوع مما يسم حضوره غير المنظور بصفته ملكا؟‏

      ١٢ نحو نهاية خدمة يسوع على الارض،‏ سأله تلاميذه على انفراد:‏ «ماذا تكون علامة حضورك واختتام نظام الاشياء؟‏».‏ واذ اجاب انبأ بكوارث تكون «بداية المخاض».‏ قال يسوع:‏ «تقوم امة على امة،‏ ومملكة على مملكة.‏ وتكون زلازل عظيمة،‏ وفي مكان بعد آخر اوبئة ومجاعات.‏ وتكون مناظر مخيفة ومن السماء آيات عظيمة».‏ (‏متى ٢٤:‏​٣،‏ ٧،‏ ٨؛‏ لوقا ٢١:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ ان الامور التي يراها يوحنا عندما تُفتح ختوم الدَّرْج الباقية تزوِّد نظيرا رائعا لهذه النبوة.‏ راقبوا الآن فيما يفتح يسوع الممجَّد الختم الثاني!‏

      ١٣ اي تباين على وشك ان يتضح ليوحنا؟‏

      ١٣ ‏«ولما فتح الختم الثاني،‏ سمعت المخلوق الحي الثاني يقول:‏ ‹تعال!‏›».‏ (‏رؤيا ٦:‏٣ ‏)‏ ان الكروب الثاني،‏ ذا المنظر الشبيه بعجل،‏ هو الذي يصدر الامر.‏ والقوة هي الصفة المرموز اليها هنا،‏ لكنها قوة تُستعمل على نحو بار.‏ ومع ذلك،‏ بالتباين،‏ يرى يوحنا الآن اعرابا عن القوة شنيعا له علاقة بالموت.‏

      ١٤ اي فرس وراكب يرى يوحنا بعدئذ،‏ وماذا تصوِّره هذه الرؤيا؟‏

      ١٤ اذًا،‏ كيف تستجاب هذه الدعوة الثانية «تعال!‏»؟‏ هكذا:‏ ‏«فخرج فرس آخر ناريّ اللون،‏ وللجالس عليه أُعطي ان ينزع السلام من الارض حتى يذبح بعضهم بعضا،‏ وأُعطي سيفا عظيما».‏ (‏رؤيا ٦:‏٤‏)‏ انها رؤيا مروِّعة فعلا!‏ وليس هنالك شك في ما تصوِّره:‏ الحرب!‏ لا الحرب الظافرة البارة لمَلك يهوه الغالب بل الحرب الاممية القاسية التي من صنع الانسان بسفك الدم والالم غير الضروريين.‏ وكم يكون ملائما ان يمتطي هذا الراكب فرسا ناريّ اللون!‏

      ١٥ لماذا لا نريد ان نشارك الفارس الثاني في ركوبه؟‏

      ١٥ لا يريد يوحنا بالتأكيد ان يشارك هذا الفارس في ركوبه الجامح،‏ لأنه جرى التنبؤ عن شعب اللّٰه:‏ «ولا يتعلمون الحرب في ما بعد».‏ (‏اشعيا ٢:‏٤‏)‏ ومع انهم لا يزالون «في العالم»،‏ فان يوحنا،‏ وبالتوسُّع،‏ صف يوحنا والجمع الكثير اليوم «ليسوا جزءا» من هذا النظام الملطخ بالدم.‏ وأسلحتنا هي روحية و «قادرة باللّٰه» على المناداة بالحق بنشاط،‏ بعيدا عن الحرب الجسدية.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏​١١،‏ ١٤؛‏ ٢ كورنثوس ١٠:‏​٣،‏ ٤‏.‏

      ١٦ متى وكيف أُعطي الراكب على الفرس الناريّ اللون «سيفا عظيما»؟‏

      ١٦ كانت هنالك حروب كثيرة قبل السنة ١٩١٤،‏ السنة التي تسلَّم فيها الراكب على الفرس الابيض تاجه.‏ أما الآن فيُعطى الراكب على الفرس الناريّ اللون «سيفا عظيما».‏ وعلى ماذا يدل ذلك؟‏ بنشوب الحرب العالمية الاولى تصير الحرب البشرية اكثر تعطشا الى الدم،‏ اكثر تدميرا من قبل.‏ وخلال حمّام الدم للسنوات ١٩١٤-‏١٩١٨ استُخدمت الدبابات،‏ الغاز السام،‏ الطائرات،‏ الغواصات،‏ المدافع الضخمة،‏ والاسلحة الاوتوماتيكية إما للمرة الاولى وإما على نطاق لم يسبق له مثيل.‏ وفي ٢٨ أمة تقريبا استُخدم كل السكان،‏ وليس فقط الجنود المحترفون،‏ في المجهود الحربي.‏ وكانت الاصابات مريعة.‏ فقد قُتل اكثر من تسعة ملايين جندي،‏ والاصابات المدنية كانت هائلة.‏ وحتى عند نهاية الحرب لم تكن هنالك عودة الى السلام الحقيقي على الارض.‏ فبعد تلك الحرب باكثر من ٥٠ سنة،‏ علَّق رجل الدولة الالماني كونراد أديناوَر:‏ «الامن والهدوء اختفيا من حياة الناس منذ ١٩١٤».‏ وفي الواقع،‏ أُعطي الراكب على الفرس الناريّ اللون ان ينزع السلام من الارض!‏

      ١٧ كيف استمر استعمال ‹السيف العظيم› بعد الحرب العالمية الاولى؟‏

      ١٧ وبعد ذلك،‏ باضرام تعطشه الى الدم،‏ انغمس الراكب على الفرس الناريّ اللون في الحرب العالمية الثانية.‏ وصارت ادوات القتل اكثر وحشية من ايّ وقت مضى،‏ وارتفعت الاصابات اربعة اضعاف تلك التي للحرب العالمية الاولى.‏ وفي السنة ١٩٤٥ انفجرت قنبلتان ذريتان فوق اليابان اذ ابادت كل منهما —‏ في ومضة —‏ عشرات الآلاف من الضحايا.‏ وخلال الحرب العالمية الثانية جنى الراكب على الفرس الناريّ اللون حصادا هائلا من ٥٥ مليون شخص تقريبا،‏ ومع ذلك لم يشبع.‏ فقد أُخبر على نحو موثوق به ان اكثر من ٢٠ مليون نفس سقطت تحت ‹السيف العظيم› منذ الحرب العالمية الثانية.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ بدلا من ان يكون انتصارا للتكنولوجيا العسكرية،‏ لأي واقع يكون القتل منذ الحرب العالمية الثانية شهادة؟‏ (‏ب)‏ اي خطر يواجه الجنس البشري،‏ ولكن ماذا سيفعل الراكب على الفرس الابيض لابطاله؟‏

      ١٨ هل يمكننا ان ندعو ذلك انتصارا للتكنولوجيا العسكرية؟‏ انه بالاحرى شهادة ان الفرس الناريّ اللون العديم الرحمة يعدو.‏ فأين سينتهي هذا العدو؟‏ يتحدث بعض العلماء عن امكانية حدوث حرب نووية غير مقصودة —‏ هذا دون ذكر حريق نووي مخطَّط له!‏ ولكن من المفرح ان تكون للراكب على الفرس الابيض الغالب افكار اخرى في هذا الشأن.‏

      ١٩ ما دام المجتمع مؤسَّسا على الكبرياء والبغض القوميين،‏ فسيستمر الخطر النووي يهدِّد الجنس البشري.‏ وحتى لو كان على الامم،‏ بدافع اليأس،‏ ان يهجروا كل القوة النارية النووية،‏ فانهم سيحتفظون بالمهارة التقنية.‏ وفي الحال،‏ يمكنهم ان ينتجوا من جديد اجهزتهم النووية الفتاكة؛‏ ولذلك فان اية حرب بأسلحة تقليدية يمكن ان تتوسَّع الى محرقة.‏ والكبرياء والبغض اللذان يغلِّفان الامم اليوم لا بد ان يقودا الى انتحار البشرية،‏ ما لم —‏ نعم،‏ ما لم يعترض الراكب على الفرس الابيض عدْو الجنون للمطيَّة الناريّة اللون.‏ فلنكن واثقين بأن المسيح الملك سيركب ليُتِمّ غلبته على العالم الذي يسيطر عليه الشيطان وليؤسس ايضا مجتمعا ارضيا جديدا مؤسَّسا على المحبة —‏ المحبة للّٰه وللقريب —‏ قوة للسلام تفوق اكثر بكثير العوائق النووية المتزعزعة لاوقات الجنون هذه.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏​٩-‏١١؛‏ مرقس ١٢:‏​٢٩-‏٣١؛‏ رؤيا ٢١:‏​١-‏٥‏.‏

      فرس اسود ينطلق

      ٢٠ اي تأكيد لدينا ان الراكب على الفرس الابيض سيعالج اية حالة مفجعة؟‏

      ٢٠ يفتح يسوع الآن الختم الثالث!‏ فماذا تلاحظ الآن يا يوحنا؟‏ ‏«ولما فتح الختم الثالث،‏ سمعت المخلوق الحي الثالث يقول:‏ ‹تعال!‏›».‏ (‏رؤيا ٦:‏٥ أ )‏ من المفرح ان يكون لهذا الكروب الثالث «وجه كوجه انسان»،‏ مصوِّرا صفة المحبة.‏ والمحبة المؤسَّسة على مبدإ ستكثر في عالم اللّٰه الجديد،‏ تماما كما تتخلَّل هذه الصفة الممتازة كل هيئة يهوه اليوم.‏ (‏رؤيا ٤:‏٧؛‏ ١ يوحنا ٤:‏١٦‏)‏ ويمكننا ان نتأكد ان الراكب على الفرس الابيض،‏ الذي «لا بد له ان يملك الى ان يضع اللّٰه كل الاعداء تحت قدميه»،‏ سيزيل على نحو حبي الحالة المفجعة التي يجري لفت نظر يوحنا اليها بعد ذلك.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٥‏.‏

      ٢١ (‏أ)‏ ماذا يجري تصويره بالفرس الاسود وراكبه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يثبت ان الفرس الاسود ما زال مهتاجا؟‏

      ٢١ وماذا يرى يوحنا حينئذ اذ تستجاب الدعوة الثالثة «تعال!‏»؟‏ ‏«فنظرت وإذا فرس اسود،‏ والجالس عليه معه في يده ميزان له كِفَّتان».‏ (‏رؤيا ٦:‏٥ ب‏)‏ مجاعة شديدة!‏ هذه هي الرسالة الرهيبة لهذا المشهد النبوي.‏ انها تشير مسبقا الى حالات في وقت باكر من يوم الرب اذ تُحدَّد الحصص بالموازين.‏ ومنذ السنة ١٩١٤ تكون المجاعة مشكلة عالمية مستمرة.‏ فالحرب العصرية تجلب المجاعة في أعقابها،‏ لأن الموارد المستخدمة عادة في إطعام الجياع غالبا ما تُحوَّل الى تمويل اسلحة الحرب.‏ وعمال المزارع يُجنَّدون الزاميا،‏ والحقول التي تَركت فيها المعارك اثرا وسياسات الارض المحروقة تقلِّص انتاج الغذاء.‏ وما كان اصح ذلك في خلال الحرب العالمية الاولى عندما عانى الملايين الجوع وماتوا!‏ واكثر من ذلك،‏ لم يلِن الراكب على الفرس الاسود للمجاعة عند نهاية الحرب.‏ ففي خلال ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ لاقى خمسة ملايين حتفهم في مجرد مجاعة واحدة في اوكرانيا.‏ والحرب العالمية الثانية جلبت في أعقابها مزيدا من النقص في الاغذية والمجاعات.‏ واذ استمر الفرس الاسود في عدْوه اخبر مجلس التغذية العالمي في اواسط السنة ١٩٨٧ ان ٥١٢ مليون شخص كانوا يتضورون جوعا وأن ٠٠٠‏,‏٤٠ ولد يموتون كل يوم من اسباب متعلقة بالجوع.‏

      ٢٢ (‏أ)‏ ماذا يقول صوت،‏ معبِّرا عن اية حاجة؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا تلمِّح كلفة كيلة حنطة وثلاث كيلات شعير؟‏

      ٢٢ لدى يوحنا المزيد ليخبرنا اياه:‏ ‏«وسمعت صوتا كأنه في وسط المخلوقات الحية الاربعة يقول:‏ ‹كيلة حنطة بدينار،‏ وثلاث كيلات شعير بدينار،‏ وزيت الزيتون والخمر لا تضرهما›».‏ (‏رؤيا ٦:‏٦ ‏)‏ كل الكروبيم الاربعة متَّحدون في التعبير عن الحاجة الى مراقبة مخزونات الطعام باعتناء —‏ تماما كما كان على الناس ان ‹يأكلوا الخبز بالوزن وبالهم› قبل دمار اورشليم في السنة ٦٠٧ ق‌م.‏ (‏حزقيال ٤:‏١٦‏)‏ وفي زمن يوحنا،‏ كانت كيلة حنطة تُعتبر حصة يومية للجندي.‏ وكم تكلِّف حصة كهذه؟‏ دينارا واحدا —‏ اجرة يوم كامل!‏ (‏متى ٢٠:‏٢‏)‏d وماذا اذا كانت لرجل عائلة؟‏ حسنا،‏ بامكانه ان يشتري عوضا عن ذلك ثلاث كيلات شعير غير مفروك.‏ وحتى ذلك كان يطعم مجرد عائلة صغيرة.‏ والشعير لم يكن يُعتبر طعاما ذا جودة كالقمح.‏

      ٢٣ الى ماذا تلمِّح العبارة،‏ «زيت الزيتون والخمر لا تضرهما»؟‏

      ٢٣ والى ماذا تلمِّح العبارة،‏ «زيت الزيتون والخمر لا تضرهما»؟‏ لقد اعتبر البعض معناها انه فيما الكثيرون ينقصهم الطعام وحتى يجوعون،‏ فان ترف الاغنياء لا يُضَرّ.‏ ولكن في الشرق الاوسط،‏ ليس الزيت والخمر ترفا حقا.‏ ففي ازمنة الكتاب المقدس،‏ اعتُبر الخبز،‏ الزيت،‏ والخمر سلعا رئيسية.‏ (‏قارنوا تكوين ١٤:‏١٨؛‏ مزمور ١٠٤:‏​١٤،‏ ١٥‏.‏)‏ ولم يكن الماء صالحا دائما،‏ لذلك استُعمل الخمر بشكل واسع للشرب وأحيانا لمقاصد طبية.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏٢٣‏)‏ وفي ما يتعلق بالزيت،‏ في ايام ايليا،‏ كان لا يزال لدى ارملة صرفة،‏ على الرغم من فقرها،‏ قليل من الزيت لخَبز طحينها الباقي.‏ (‏١ ملوك ١٧:‏١٢‏)‏ اذًا،‏ يظهر ان الوصية «زيت الزيتون والخمر لا تضرهما» هي نصيحة ان لا تُستهلك هذه البضاعة سريعا جدا بل ان يجري التوفير في استعمالها.‏ وإلا فسوف ‹تُضَرّ›،‏ اي تُستنفد قبل ان تنتهي المجاعة.‏

      ٢٤ لماذا لن يتابع الفرس الاسود عدْوه مدة اطول بكثير؟‏

      ٢٤ كم يمكننا ان نكون سعداء بأن الراكب على الفرس الابيض سيكبح قريبا جماح الفرس الاسود الذي يعدو!‏ لانه مكتوب في ما يتعلق بتدبيره الحبي للعالم الجديد:‏ «يزهر في ايامه البار،‏ وكثرة السلام الى ان يزول القمر.‏ .‏ .‏ .‏ تكون وفرة من القمح في الارض،‏ وعلى رؤوس الجبال فيض».‏ —‏ مزمور ٧٢:‏​٧،‏ ١٦‏؛‏ انظروا ايضا اشعيا ٢٥:‏​٦-‏٨‏.‏

      الفرس الشاحب وراكبه

      ٢٥ عندما يفتح يسوع الختم الرابع،‏ صوت مَن يسمع يوحنا،‏ والى ماذا يشير ذلك؟‏

      ٢٥ القصة لم تُروَ بعد كاملا.‏ يفتح يسوع الختم الرابع فيخبرنا يوحنا بالنتيجة:‏ ‏«ولما فتح الختم الرابع،‏ سمعت صوت المخلوق الحي الرابع يقول:‏ ‹تعال!‏›».‏ (‏رؤيا ٦:‏٧ ‏)‏ هذا هو صوت الكروب الذي يشبه عُقابا طائرا.‏ تجري الاشارة الى الحكمة المتسمة ببعد النظر،‏ ويوحنا،‏ صف يوحنا،‏ وجميع خدام اللّٰه الارضيين الآخرين احتاجوا حقا ان يلاحظوا ويعملوا ببصيرة نظرا الى ما يوصف هنا.‏ واذ نفعل ذلك يمكن ان نجد مقدارا من الحماية من البلايا التي تصيب جيل اليوم المتكبر الفاسد ادبيا ذا الحكمة العالمية.‏ —‏ ١ كورنثوس ١:‏​٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ٢٦ (‏أ)‏ مَن هو الفارس الرابع،‏ ولماذا لون فرسه ملائم؟‏ (‏ب)‏ مَن يتبع الفارس الرابع،‏ وماذا يحدث لضحاياه؟‏

      ٢٦ وأية اشياء مرعبة جديدة يُطلَق لها العنان عندئذ اذ يتجاوب الفارس الرابع مع الدعوة؟‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«فنظرت وإذا فرس شاحب،‏ والجالس عليه اسمه الموت.‏ وكانت هادِس تتبعه عن كثب».‏ (‏رؤيا ٦:‏٨ أ )‏ ان للراكب على الفرس الاخير اسما:‏ الموت.‏ وهو الوحيد بين الفرسان الاربعة للاپوكاليپس الذي يُظهر هويته مباشرة.‏ وبشكل ملائم،‏ يركب الموت على فرس شاحب،‏ لأن الكلمة شاحب (‏باليونانية،‏ خلورُس‏)‏ تُستعمل في الادب اليوناني لتصف وجوها مصفَرَّة،‏ كما لو كان بسبب مرض.‏ وبشكل ملائم ايضا،‏ فان هادِس (‏المدفن)‏ تتبع الموت عن كثب بطريقة غير موضَّحة،‏ لأن هادِس تستقبل العدد الاكبر من اولئك الذين يقعون ضحية ويلات الفارس الرابع.‏ ومن المفرح انه ستكون لهؤلاء قيامة عندما ‹يسلِّم الموت وهادِس الاموات الذين فيهما›.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١٣‏)‏ ولكن كيف ينهي الموت حياة هذه الضحايا؟‏

      ٢٧ (‏أ)‏ كيف ينهي الراكب «الموت» حياة ضحاياه؟‏ (‏ب)‏ ما هو المقصود بـ‍ «ربع الارض» الذي للموت سلطة عليه؟‏

      ٢٧ تعدِّد الرؤيا بعض الطرائق:‏ ‏«وأُعطيا سلطة على ربع الارض،‏ ان يقتلا بسيف طويل وبالمجاعة وبالوبإ المميت وبوحوش الارض».‏ (‏رؤيا ٦:‏٨ ب‏)‏ ليس بالضرورة الربع الحرفي لسكان الارض بل قسم كبير من الارض،‏ سواء كان مسكونا بكثافة او بشكل متفرق،‏ سيتأثر من هذا الركوب.‏ فهذا الفارس يحصد ضحايا السيف الكبير الذي للفارس الثاني والمجاعات والنقص في الاغذية التي للثالث.‏ انه يجني حصاده ايضا من الوبإ المميت وأيضا حصادا من الزلازل،‏ كما هو موصوف في لوقا ٢١:‏​١٠،‏ ١١‏.‏

      ٢٨ (‏أ)‏ كيف يكون هنالك اتمام للنبوة المتعلقة «بالوبإ المميت»؟‏ (‏ب)‏ كيف تجري حماية شعب يهوه من امراض كثيرة اليوم؟‏

      ٢٨ و «الوبأ المميت» هو ذو اهمية الآن.‏ ففي أعقاب ويلات الحرب العالمية الاولى حصدت الانفلونزا الاسپانية اكثر من ٢٠ مليون نفس بشرية في مجرد بضعة شهور من السنة ١٩١٨-‏١٩١٩.‏ والمقاطعة الوحيدة على الارض التي نجت من هذه البلوى كانت الجزيرة الصغيرة سانت هيلانة.‏ وفي الامكنة حيث هلك القسم الاكبر من السكان أُشعلت محرقات جنائزية لاحراق اكوام الجثث.‏ واليوم هنالك الانتشار المخيف لمرض القلب والسرطان،‏ الذي يسبب تلوث التبغ الكثير منه.‏ وفي ما وُصف بأنه «العقد البشع» لثمانينات الـ‍ ١٩٠٠ فان طريقة حياة اثيمة بعيدة عن مقاييس الكتاب المقدس اضافت ويل الأيدز الى «الوبإ المميت».‏ ففي سنة ٢٠٠٠،‏ نُقل عن لسان مدير دائرة الصحة العامة في الولايات المتحدة وصفه الأيدز بأنه «على الارجح اسوأ وباء صحي عرفه العالم».‏ وقال ان ٥٢ مليون شخص حول العالم مصابون بڤيروس الأيدز،‏ وقد مات منهم ٢٠ مليونا.‏ فكم يكون شعب يهوه شاكرين لأن مشورة كلمته الحكيمة تبعدهم عن العهارة واساءة استعمال الدم،‏ اللتين من خلالهما تنتقل امراض كثيرة اليوم!‏ —‏ اعمال ١٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏؛‏ قارنوا ١ كورنثوس ٦:‏​٩-‏١١‏.‏

      ٢٩،‏ ٣٠ (‏أ)‏ اي انطباق هنالك ‹للاحكام الاربعة الشديدة› لحزقيال ١٤:‏٢١ اليوم؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان نفهم من «وحوش» رؤيا ٦:‏٨‏؟‏ (‏ج)‏ ماذا يَظهر انه النقطة الرئيسية للمشهد النبوي؟‏

      ٢٩ وتذكر رؤيا يوحنا الوحوش بصفتها السبب الرابع للموت المبكِّر.‏ وفي الواقع،‏ ان الاشياء الاربعة التي ابرزها فتح الختم الرابع —‏ الحرب،‏ المجاعة،‏ المرض،‏ والوحوش —‏ كانت تُعتبر في الازمنة القديمة الاسباب السائدة للموت المبكِّر.‏ لذلك فانها ترمز الى كل اسباب الموت المبكِّر اليوم.‏ وكما حذر يهوه اسرائيل:‏ «هكذا يكون عندما ارسل على اورشليم احكامي الاربعة الشديدة،‏ السيف والجوع والوحش الضاري والوبأ،‏ لأقطع الانسان والبهيمة!‏».‏ —‏ حزقيال ١٤:‏٢١‏.‏

      ٣٠ ان الموت بالوحوش نادرا ما يكون العناوين الرئيسية في الازمنة العصرية،‏ مع ان الحيوانات البرية في البلدان الاستوائية تقتل الضحايا على نحو ثابت.‏ وفي المستقبل،‏ قد تقتل اكثر ايضا اذا صارت الاراضي مقفرة بسبب الحرب او صار الناس بسبب المجاعة اضعف من ان يصارعوا حيوانا جائعا.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ هنالك اناس كثيرون اليوم يعربون،‏ كالحيوانات غير العاقلة،‏ عن ميول وحشية مناقضة تماما لتلك الموصوفة في اشعيا ١١:‏​٦-‏٩‏.‏ وهؤلاء الناس مسؤولون الى حد كبير عن التوسع العالمي للجرائم المتعلقة بالجنس،‏ القتل،‏ الارهاب،‏ والقصف بالمدافع في العالم العصري.‏ (‏قارنوا حزقيال ٢١:‏٣١؛‏ روما ١:‏​٢٨-‏٣١؛‏ ٢ بطرس ٢:‏١٢‏.‏)‏ والفارس الرابع يحصد ضحايا هؤلاء ايضا.‏ وفي الواقع،‏ يَظهر ان النقطة الرئيسية لهذا المشهد النبوي هي ان الراكب على الفرس الشاحب يحصد موت الجنس البشري المبكِّر بطرائق عديدة.‏

      ٣١ على الرغم من الويلات التي يسببها راكبو الافراس،‏ الناريّ اللون والاسود والشاحب،‏ لماذا يمكن ان نتشجع؟‏

      ٣١ ان المعلومات التي يُكشف عنها بفتح الختوم الاربعة الاولى تطمئننا لأنها تعلِّمنا ان لا نيأس في الحرب،‏ الجوع،‏ المرض،‏ والاسباب الاخرى للموت المبكِّر المتفشية كثيرا اليوم؛‏ ولا يجب ايضا ان نفقد الرجاء لسبب فشل القادة البشر في حل المشاكل الحاضرة.‏ واذا كانت احوال العالم توضح ان راكبي الافراس،‏ الناريّ اللون والاسود والشاحب،‏ يجولون فلا تنسوا ان راكب الفرس الابيض كان اول من بدأ ركوبه.‏ فيسوع صار ملكا،‏ وقد غلب الآن الى حد طرد الشيطان من السماء.‏ وغلبته الاضافية تشمل تجميعه الباقين من بني اسرائيل الروحي والجمع الكثير الاممي الذي يُعدّ بالملايين للنجاة عبر الضيق العظيم.‏ (‏رؤيا ٧:‏​٤،‏ ٩،‏ ١٤‏)‏ ويجب ان يستمر ركوبه الى ان يُتِمّ غلبته.‏

      ٣٢ ماذا يميز فتح كل من الختوم الاربعة الاولى؟‏

      ٣٢ ان فتح كل من الختوم الاربعة الاولى تبعته الدعوة:‏ «تعال!‏».‏ وفي كل مرة اتى فرس وراكبه مهاجمَين.‏ وابتداء من الختم الخامس لا نعود نسمع دعوات كهذه.‏ لكنّ هؤلاء الفرسان لا يزالون راكبين،‏ وسيستمرون في العدْو بأفراسهم طوال اختتام نظام الاشياء.‏ (‏قارنوا متى ٢٨:‏٢٠‏.‏)‏ فأية حوادث خطيرة اخرى يظهرها يسوع اذ يفتح الختوم الثلاثة الباقية؟‏ ان بعض الحوادث هي غير منظورة للعيون البشرية.‏ والأخرى،‏ مع انها منظورة،‏ هي بعدُ للمستقبل.‏ غير ان اتمامها اكيد.‏ فلنرَ ما هي.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a ولكن،‏ لاحظوا ان ‹المرأة› في رؤيا ١٢:‏١ لها مجازيا «تاج من اثني عشر نجما».‏

      b من اجل برهان مفصَّل ان يسوع تسلَّم ملكوته في السنة ١٩١٤،‏ انظروا الصفحات ٢١٥-‏٢١٨ من كتاب ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟‏‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      c بينما تنقل ترجمات عديدة هذه العبارة الى «لكي يغلب» (‏القانونية المنقَّحة،‏ الكتاب المقدس الانكليزي الجديد،‏ ترجمة الملك جيمس‏)‏ او الى «مصمِّما على الغلبة» (‏فيلپس،‏ الترجمة الاممية الجديدة )‏،‏ يقدِّم هنا استعمال فعل مضارع يشمل الحاضر والمستقبل في اليونانية الاصلية معنى الاتمام او النهائية.‏ لذلك يعلِّق صور الكلام في العهد الجديد لروبرتسون:‏ «صيغة المضارع هنا تشير الى انتصار نهائي».‏

      d انظروا الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد،‏ الحاشية.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٩٢]‏

      الملك يركب منتصرا

      خلال ثلاثينات وأربعينات الـ‍ ١٩٠٠ حاول الاعداء المصرّون ان يجعلوا الامر يبدو وكأن خدمة شهود يهوه هي غير شرعية،‏ جنائية،‏ او حتى هدّامة.‏ (‏مزمور ٩٤:‏٢٠‏)‏ وفي السنة ١٩٣٦ وحدها،‏ كانت هنالك ١٤٩‏,‏١ عملية ايقاف مسجلة في الولايات المتحدة.‏ وقد خاض الشهود قضايا شرعية كثيرة بلغت المحكمة العليا للولايات المتحدة،‏ وما يلي هو بعض انتصاراتهم البارزة.‏

      في ٣ ايار ١٩٤٣،‏ قررت المحكمة العليا في قضية ميردوك ضد پنسلڤانيا ان الشهود لا يحتاجون الى رخصة لكي يوزعوا المطبوعات مقابل المال.‏ وفي ذلك اليوم عينه اعتبر القرار في قضية مارتن ضد مدينة ستراثرز انه لم يكن غير قانوني قرع اجراس الابواب عند المشاركة في توزيع اوراق الدعوة والمواد الاعلانية الاخرى من باب الى باب.‏

      في ١٤ حزيران ١٩٤٣،‏ قررت المحكمة العليا في قضية تايلَر ضد الميسيسيپي ان الشهود لا يشجعون على عدم الولاء للحكومة بكرازتهم.‏ وفي ذلك اليوم عينه،‏ في قضية مجلس الثقافة لولاية ڤيرجينيا الغربية ضد بارنيت،‏ اعتبرت المحكمة ان مجلس المدرسة ليس له الحق في ان يطرد من المدرسة اولاد شهود يهوه الذين يرفضون ان يحيّوا العلم.‏ وفي اليوم التالي عينه رفعت كامل هيئة المحكمة العليا في اوستراليا حظر ذلك البلد على شهود يهوه،‏ اذ أُعلن ان ذلك «استبدادي،‏ اعتباطي وظالم».‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٩٤]‏

      ‏«أُعطي ان ينزع السلام من الارض»‏

      الى اين تقود التكنولوجيا؟‏ اخبرت ذا ڠلوب أند مايل،‏ تورونتو،‏ كندا،‏ عدد ٢٢ كانون الثاني ١٩٨٧،‏ ما يلي من خطاب قدَّمه إيڤان ل.‏ هيد،‏ رئيس «مركز تطور الابحاث الاممي»:‏

      «يقدَّر على نحو موثوق به ان واحدا من كل اربعة علماء وتقنيين في العالم منهمكين في البحث والتطور انما يعمل في الاسلحة.‏ .‏ .‏ .‏ وفي معدَّلات ١٩٨٦،‏ تزيد النفقة على ٥‏,‏١ مليون دولار في الدقيقة.‏ .‏ .‏ .‏ فهل نحن جميعا اكثر امانا نتيجة هذا النوع من التشديد التكنولوجي؟‏ ان مصانع الاسلحة النووية التي تملكها الدول العظمى تحتوي على القوة المتفجرة لكل الذخائر التي انفقها المقاتلون طوال الحرب العالمية الثانية —‏ مضروبة في ٠٠٠‏,‏٦.‏ ستة آلاف حرب عالمية ثانية.‏ ومنذ السنة ١٩٤٥،‏ هنالك اقل من سبعة اسابيع خلا فيها العالم من النشاط العسكري.‏ وكان هنالك اكثر من ١٥٠ حربا ذات طبيعة اممية او اهلية يقدَّر انها انهت حياة ٣‏,‏١٩ مليونا،‏ ومعظمها نتيجة التقنيات الجديدة الفعالة التي نشأت في عصر الامم المتحدة هذا».‏

      وبحلول سنة ٢٠٠٥،‏ كان النشاط العسكري قد اودى بحياة اكثر من ٢٠ مليون شخص.‏

      ‏[الاطار في الصفحتين ٩٨ و ٩٩]‏

      بنية سفر الرؤيا

      اذ نتقدَّم الى هذا الحد في مناقشتنا لسفر الرؤيا نبدأ برؤية بنية السفر باكثر وضوح.‏ فبعد مقدمته المثيرة (‏رؤيا ١:‏​١-‏٩‏)‏،‏ يمكن اعتبار سفر الرؤيا مقسَّما الى ١٦ رؤيا كالتالي:‏

      الرؤيا الـ‍ ١ (‏١:‏​١٠–‏٣:‏٢٢‏)‏:‏ يرى يوحنا بالوحي يسوع الممجَّد،‏ الذي يرسل رسائل مشورة حارة الى الجماعات السبع.‏

      الرؤيا الـ‍ ٢ (‏٤:‏​١–‏٥:‏١٤‏)‏:‏ مشهد رائع لعرش يهوه اللّٰه السماوي.‏ ويهوه يسلِّم الحمَل دَرْجا.‏

      الرؤيا الـ‍ ٣ (‏٦:‏​١-‏١٧‏)‏:‏ اذ يفتح الختوم الستة الاولى للدَّرْج،‏ يُظهر الحمَل تدريجيا رؤيا مركَّبة لحوادث يُنتظر ان تجري في يوم الرب.‏ الفرسان الاربعة للاپوكاليپس يركبون،‏ عبيد اللّٰه الشهداء ينالون حُللا بيضاء،‏ ويوصف اليوم العظيم،‏ يوم السخط.‏

      الرؤيا الـ‍ ٤ (‏٧:‏​١-‏١٧‏)‏:‏ ملائكة يمسكون رياح الدمار حتى يتم ختم الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ لاسرائيل الروحي.‏ وجمع كثير من كل الامم ينسبون الخلاص الى اللّٰه والمسيح ويُجمعون للنجاة عبر الضيق العظيم.‏

      الرؤيا الـ‍ ٥ (‏٨:‏​١–‏٩:‏٢١‏)‏:‏ عند فتح الختم السابع،‏ هنالك نفخ في سبعة ابواق،‏ الستة الاولى تشكِّل الرؤيا الخامسة.‏ والنفخ في الستة الابواق هذه يعلن دينونة يهوه على الجنس البشري.‏ والبوقان الخامس والسادس ايضا يقدمان الويلين الاول والثاني.‏

      الرؤيا الـ‍ ٦ (‏١٠:‏​١–‏١١:‏١٩‏)‏:‏ ملاك قوي يعطي يوحنا دَرْجا صغيرا،‏ الهيكل يقاس،‏ ونتعلم اختبارات الشاهدين.‏ وتصل الى الذروة عند النفخ في البوق السابع الذي يعلن الويل الثالث لاعداء اللّٰه —‏ الملكوت المقبل ليهوه ومسيحه.‏

      الرؤيا الـ‍ ٧ (‏١٢:‏​١-‏١٧‏)‏:‏ هذه تصف ولادة الملكوت مما ينتج طرح ميخائيل للحية،‏ الشيطان،‏ الى الارض.‏

      الرؤيا الـ‍ ٨ (‏١٣:‏​١-‏١٨‏)‏:‏ الوحش القوي يخرج من البحر،‏ والوحش الذي له قرنان كالحمَل يحث الجنس البشري على عبادته.‏

      الرؤيا الـ‍ ٩ (‏١٤:‏​١-‏٢٠‏)‏:‏ نظرة مسبقة رائعة الى الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ على جبل صهيون.‏ رسائل ملائكية تُسمع حول الارض،‏ كرمة الارض تُقطَف،‏ ومعصرة خمر غضب اللّٰه تُداس.‏

      الرؤيا الـ‍ ١٠ (‏١٥:‏​١–‏١٦:‏٢١‏)‏:‏ لمحة اخرى الى البلاط السماوي،‏ يتبعها سكب جامات غضب يهوه السبعة على الارض.‏ وهذا الجزء ايضا ينتهي الى وصف نبوي لنهاية نظام الشيطان.‏

      الرؤيا الـ‍ ١١ (‏١٧:‏​١-‏١٨‏)‏:‏ العاهرة العظيمة،‏ بابل العظيمة،‏ تركب على وحش قرمزي اللون يمضي لفترة قصيرة الى المهواة ولكنه يصعد ثانية ويخرِّب العاهرة.‏

      الرؤيا الـ‍ ١٢ (‏١٨:‏​١–‏١٩:‏١٠‏)‏:‏ السقوط والدمار الاخير لبابل العظيمة يُعلَنان.‏ بعد تنفيذ الحكم فيها ينوح البعض،‏ الآخرون يسبِّحون يهوه؛‏ عرس الحمَل يُعلَن.‏

      الرؤيا الـ‍ ١٣ (‏١٩:‏​١١-‏٢١‏)‏:‏ يسوع يقود الجيوش السماوية لتنفيذ دينونة سخط اللّٰه في نظام الشيطان،‏ وجيوش هذا النظام،‏ ومؤيديه؛‏ الطيور التي تقتات الجيف تتمتع بجثثهم.‏

      الرؤيا الـ‍ ١٤ (‏٢٠:‏​١-‏١٠‏)‏:‏ سجن الشيطان ابليس في مهواة،‏ حكم المسيح ورفقائه الملوك ألف سنة،‏ الامتحان الاخير للجنس البشري،‏ وهلاك الشيطان وأبالسته.‏

      الرؤيا الـ‍ ١٥ (‏٢٠:‏​١١–‏٢١:‏٨‏)‏:‏ القيامة العامة ويوم الدينونة العظيم؛‏ سماء جديدة وأرض جديدة تظهران،‏ مع بركات ابدية للجنس البشري البار.‏

      الرؤيا الـ‍ ١٦ (‏٢١:‏​٩–‏٢٢:‏٥‏)‏:‏ يجري الوصول الى ذروة سفر الرؤيا برؤيا مجيدة لاورشليم الجديدة،‏ امرأة الحمَل.‏ تدبير اللّٰه للشفاء والحياة من اجل الجنس البشري يتدفق من هذه المدينة.‏

      سفر الرؤيا يُختتم بكلمات تحية حارة ومشورة من يهوه،‏ يسوع،‏ الملاك،‏ ويوحنا نفسه.‏ والدعوة الى كل واحد هي «تعال».‏ —‏ رؤيا ٢٢:‏​٦-‏٢١‏.‏

  • ‏‹نفوس مذبوحة› تُكافأ
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ١٧

      ‏‹نفوس مذبوحة› تُكافأ

      ١ في اية فترة من الوقت نحن عائشون،‏ وأي دليل هنالك على ذلك؟‏

      ملكوت اللّٰه يحكم!‏ الراكب على الفرس الابيض على وشك ان يكمل غلبته!‏ يعدو الفرس الاحمر،‏ الفرس الاسود،‏ والفرس الشاحب في الارض!‏ وعلى نحو لا يقبل الجدل،‏ تتم نبوات يسوع المتعلقة بحضوره الملكي.‏ (‏متى،‏ الاصحاحان ٢٤،‏ ٢٥؛‏ مرقس،‏ الاصحاح ١٣؛‏ لوقا،‏ الاصحاح ٢١‏)‏ نعم،‏ نحن عائشون في الايام الاخيرة لنظام الاشياء هذا.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏​١-‏٥‏)‏ واذ يكون الامر كذلك،‏ فلننتبه جيدا اذ يفتح الحمل،‏ يسوع المسيح،‏ الختم الخامس لهذا الدَّرْج.‏ ففي ايّ اعلان اضافي سنشارك الآن؟‏

      ٢ (‏أ)‏ ماذا رأى يوحنا عندما فُتح الختم الخامس؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا يلزم ان نُفاجأ بالقراءة عن مذبح رمزي في السماء؟‏

      ٢ يصف يوحنا مشهدا محرِّكا:‏ ‏«ولما فتح الختم الخامس،‏ رأيت تحت المذبح نفوس الذين ذُبحوا من اجل كلمة اللّٰه ومن اجل عمل الشهادة الذي كان لهم».‏ (‏رؤيا ٦:‏٩ ‏)‏ وما هو هذا؟‏ مذبح فوق في السماء؟‏ نعم!‏ انها المرة الاولى التي يذكر فيها يوحنا مذبحا.‏ ولكنه كان قد وصف يهوه على عرشه،‏ الكروبيم حوله،‏ البحر الزجاجي،‏ السُّرُج،‏ والـ‍ ٢٤ شيخا حاملين بخورا —‏ كل هذه تشبه اوجه المسكن الارضي،‏ مقدس يهوه في اسرائيل.‏ (‏خروج ٢٥:‏​١٧،‏ ١٨؛‏ ٤٠:‏​٢٤-‏٢٧،‏ ٣٠-‏٣٢؛‏ ١ أخبار الايام ٢٤:‏٤‏)‏ فهل يلزم،‏ اذًا،‏ ان نُفاجأ بوجود مذبح رمزي في السماء ايضا؟‏ —‏ خروج ٤٠:‏٢٩‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ في المسكن اليهودي القديم،‏ كيف صُبَّت النفوس ‹عند قاعدة المذبح›؟‏ (‏ب)‏ لماذا رأى يوحنا نفوس الشهود المذبوحين تحت مذبح رمزي في السماء؟‏

      ٣ تحت هذا المذبح توجد «نفوس الذين ذُبحوا من اجل كلمة اللّٰه ومن اجل عمل الشهادة الذي كان لهم».‏ فماذا يعني ذلك؟‏ لا يمكن ان تكون هذه نفوسا منفصلة عن الجسد —‏ كتلك التي آمن بها اليونانيون الوثنيون.‏ (‏تكوين ٢:‏٧؛‏ حزقيال ١٨:‏٤‏)‏ ولكنّ يوحنا يعرف ان النفس،‏ او الحياة،‏ يُرمز اليها بالدم،‏ وأنه عندما كان الكهنة في المسكن اليهودي القديم يقدّمون حيوانات ذبيحة،‏ كانوا يرشون الدم «على المذبح من كل جهة» او يصبونه «عند قاعدة مذبح المحرقة».‏ (‏لاويين ٣:‏​٢،‏ ٨،‏ ١٣؛‏ ٤:‏٧؛‏ ١٧:‏​٦،‏ ١١،‏ ١٢‏)‏ لذلك اقترنت نفس الحيوان على نحو لصيق بالمذبح.‏ ولكن لماذا تُرى نفوس،‏ او دم،‏ خدام اللّٰه الخصوصيين هؤلاء تحت مذبح رمزي في السماء؟‏ لأن موتهم اعتُبر تضحية بالذات.‏

      ٤ بأية طريقة يموت المسيحيون المولودون من الروح ميتة تضحية بالذات؟‏

      ٤ وفي الواقع،‏ جميع اولئك المولودين كابناء روحيين للّٰه يموتون ميتة تضحية بالذات.‏ وبسبب الدور الذي سيقومون به في ملكوت يهوه السماوي فان مشيئة اللّٰه هي ان يتخلَّوا ويضحوا بأيّ رجاء بالحياة الابدية على الارض.‏ وفي هذا الشأن،‏ يذعنون لموت متّسم بالتضحية من اجل سلطان يهوه.‏ (‏فيلبي ٣:‏​٨-‏١١‏؛‏ قارنوا في ٢:‏١٧‏.‏)‏ ويصح ذلك بمعنى حقيقي جدا في اولئك الذين رآهم يوحنا تحت المذبح.‏ انهم ممسوحون استُشهدوا في زمانهم في سبيل خدمتهم الغيورة في تأييد كلمة يهوه وسلطانه.‏ و ‹نفوسهم ذُبحت من اجل كلمة اللّٰه ومن اجل عمل الشهادة [‏مارتيريان‏] الذي كان لهم›.‏

      ٥ كيف تصرخ نفوس الامناء،‏ مع انها ميتة،‏ من اجل الانتقام؟‏

      ٥ يستمر كشف السيناريو:‏ ‏«وصرخوا بصوت عال قائلين:‏ ‹حتى متى،‏ ايها السيد الرب القدوس والحق،‏ تحجم عن ان تدين وتنتقم لدمنا من الساكنين على الارض؟‏›».‏ (‏رؤيا ٦:‏١٠ ‏)‏ وكيف يمكن لنفوسهم،‏ او دمائهم،‏ ان تصرخ من اجل الانتقام،‏ اذ ان الكتاب المقدس يظهر ان الاموات غير واعين ولا يعلمون شيئا؟‏ (‏جامعة ٩:‏٥‏)‏ حسنا،‏ ألم يصرخ دم هابيل البار بعدما قتله قايين؟‏ فحينئذ قال يهوه لقايين:‏ «ماذا فعلت؟‏ ها دم اخيك يصرخ اليّ من الارض».‏ (‏تكوين ٤:‏​١٠،‏ ١١؛‏ عبرانيين ١٢:‏٢٤‏)‏ لم يكن دم هابيل هو الذي يتفوه بالكلمات حرفيا.‏ ولكنّ هابيل كان قد مات ضحية بريئة،‏ وتطلَّب العدل ان يُعاقَب قاتله.‏ وبشكل مماثل،‏ ان الشهداء المسيحيين هؤلاء هم ابرياء،‏ ويجب الانتقام لهم عدلا.‏ (‏لوقا ١٨:‏​٧،‏ ٨‏)‏ والصراخ من اجل الانتقام مرتفع لأن آلافا كثيرة ماتوا هكذا.‏ —‏ قارنوا ارميا ١٥:‏​١٥،‏ ١٦‏.‏

      ٦ اي سفك للدم البريء انتُقم له في السنة ٦٠٧ ق‌م؟‏

      ٦ ويمكن تشبيه الوضع ايضا بذاك الذي في يهوذا المرتدة عندما اتى الملك منسى الى العرش في السنة ٧١٦ ق‌م.‏ لقد سفك كثيرا من الدم البريء،‏ ‹ناشرا إربا إربا› على الارجح النبي اشعيا.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٣٧؛‏ ٢ ملوك ٢١:‏١٦‏)‏ وعلى الرغم من ان منسى تاب وتحسَّن لاحقا،‏ إلا ان ذنب سفك الدم هذا بقي.‏ وفي السنة ٦٠٧ ق‌م،‏ عندما خرَّب البابليون مملكة يهوذا،‏ «كان ذلك على يهوذا بأمر يهوه،‏ لينزعها من امامه لأجل خطايا منسى،‏ حسب كل ما فعل.‏ وكذلك لأجل الدم البريء الذي سفكه،‏ إذ ملأ اورشليم دما بريئا،‏ ولم يشأ يهوه ان يغفر».‏ —‏ ٢ ملوك ٢٤:‏​٣،‏ ٤‏.‏

      ٧ مَن هو مذنب بشكل رئيسي بسفك «دم القديسين»؟‏

      ٧ وكما في ازمنة الكتاب المقدس،‏ كذلك اليوم فان كثيرين من الافراد الذين قتلوا شهود اللّٰه ربما ماتوا منذ زمن طويل.‏ لكنّ الهيئة التي سببت استشهادهم لا تزال حية ومذنبة بسفك الدم كثيرا جدا.‏ انها هيئة الشيطان الارضية،‏ نسله الارضي.‏ والبارزة فيها هي بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏a وتوصف بأنها «سكرى من دم القديسين ومن دم شهود يسوع».‏ نعم،‏ «فيها وُجد دم انبياء وقديسين وجميع الذين ذُبحوا على الارض».‏ (‏رؤيا ١٧:‏​٥،‏ ٦؛‏ ١٨:‏٢٤؛‏ افسس ٤:‏١١؛‏ ١ كورنثوس ١٢:‏٢٨‏)‏ فيا له من ثقل لذنب سفك الدم!‏ وما دامت بابل العظيمة موجودة سيصرخ دم ضحاياها من اجل العدل.‏ —‏ رؤيا ١٩:‏​١،‏ ٢‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ اية حوادث استشهاد حصلت في اثناء حياة يوحنا؟‏ (‏ب)‏ اية اضطهادات حرض عليها اثنان من الاباطرة الرومان؟‏

      ٨ عاين يوحنا بنفسه الاستشهاد في القرن الاول اذ شنت الحية القاسية ونسلها الارضي حربا على الجماعة النامية للمسيحيين الممسوحين.‏ فقد رأى يوحنا ربنا معلَّقا،‏ وبقي حيًّا بعد قتل استفانوس،‏ قتل اخيه يعقوب،‏ وقتل بطرس،‏ بولس،‏ وعشراء احماء آخرين.‏ (‏يوحنا ١٩:‏​٢٦،‏ ٢٧؛‏ ٢١:‏​١٥،‏ ١٨،‏ ١٩؛‏ اعمال ٧:‏​٥٩،‏ ٦٠؛‏ ٨:‏٢؛‏ ١٢:‏٢؛‏ ٢ تيموثاوس ١:‏١؛‏ ٤:‏​٦،‏ ٧‏)‏ وفي السنة ٦٤ ب‌م جعل الامبراطور الروماني نيرون المسيحيين كبش محرقة،‏ متَّهما اياهم بحرق المدينة ليبطل شائعة بأنه كان المذنب.‏ يخبر المؤرخ تاسيتوس:‏ «لقد ماتوا [المسيحيون] بأساليب تثير السخرية؛‏ البعض جرت تغطيتهم بجلود الوحوش البرية ثم مزَّقتهم الكلاب،‏ البعض [علِّقوا]،‏b البعض أُحرقوا كمشاعل لينيروا في الليل».‏ وموجة اخرى من الاضطهاد تحت حكم الامبراطور دوميتيان (‏٨١-‏٩٦ ب‌م)‏ انتجت نفي يوحنا الى جزيرة بطمس.‏ وكما قال يسوع:‏ «إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم ايضا».‏ —‏ يوحنا ١٥:‏٢٠؛‏ متى ١٠:‏٢٢‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ اية تحفة خداع انتجها الشيطان بحلول القرن الرابع ب‌م،‏ ومن اي شيء هي الجزء الرئيسي؟‏ (‏ب)‏ كيف عامل بعض الحكام في العالم المسيحي شهود يهوه في اثناء الحربين العالميتين الاولى والثانية؟‏

      ٩ بحلول القرن الرابع ب‌م انتجت تلك الحية القديمة،‏ الشيطان ابليس،‏ تحفة خداعها،‏ الدين المرتد للعالم المسيحي —‏ وهو نظام بابلي مخبَّأ تحت قشرة «مسيحية».‏ انه الجزء الرئيسي من نسل الحية وقد تطوَّر الى حشد من الطوائف المتنازعة.‏ وكيهوذا الخائنة قديما،‏ يحمل العالم المسيحي ذنبا ثقيلا لسفك الدم اذ تورط عميقا في كلا الجانبين في الحربين العالميتين الاولى والثانية.‏ حتى ان بعض الحكام السياسيين في العالم المسيحي استخدموا هاتين الحربين ذريعة لقتل خدام اللّٰه الممسوحين.‏ واذ اخبرت باضطهاد هتلر لشهود يهوه ذكرت مراجعة لكتاب فريدريك زيپفل كفاح الكنائس في المانيا:‏ «لقد قُتل ثلثهم [الشهود] إما بالاعدام،‏ الاعمال العنيفة الاخرى،‏ الجوع،‏ المرض وإما بالعمل كعبيد.‏ ان قساوة هذا الاخضاع كانت بدون سابقة وكانت نتيجة ايمان غير مساير لا يمكن ان ينسجم مع الإيديولوجيا الاشتراكية القومية».‏ حقا،‏ يمكن القول عن العالم المسيحي،‏ بما فيه كهنوته:‏ «في اذيال ثيابك ايضا وُجد دم نفوس الفقراء الابرياء».‏ —‏ ارميا ٢:‏٣٤‏.‏c

      ١٠ اية اضطهادات عاناها احداث من الجمع الكثير في بلدان كثيرة؟‏

      ١٠ منذ السنة ١٩٣٥ يحمل احداث امناء من الجمع الكثير وطأة الاضطهاد في بلدان كثيرة.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩‏)‏ وحتى عندما انتهت الحرب العالمية الثانية في اوروپا،‏ أُعدم شنقا في مجرد بلدة واحدة ١٤ شاهدا حدثا ليهوه.‏ جريمتهم؟‏ رفض ‹تعلُّم الحرب في ما بعد›.‏ (‏اشعيا ٢:‏٤‏)‏ وفي وقت اقرب ضُرب احداث في الشرق وفي افريقيا حتى الموت او اعدمتهم فرقة الاعدام بسبب القضية عينها.‏ وسيحظى بالتأكيد هؤلاء الشهداء الاحداث،‏ المؤيدون المستحقون لاخوة يسوع الممسوحين،‏ بقيامة الى الارض الجديدة الموعود بها.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏؛‏ قارنوا مزمور ١١٠:‏٣؛‏ متى ٢٥:‏​٣٤-‏٤٠؛‏ لوقا ٢٠:‏​٣٧،‏ ٣٨‏.‏

      حلة بيضاء

      ١١ بأي معنى ينال المسيحيون الممسوحون الشهداء «حلة بيضاء»؟‏

      ١١ بعد السرد المفصَّل لايمان المحافظين على الاستقامة للازمنة القديمة،‏ قال الرسول بولس:‏ «هؤلاء جميعهم لم ينالوا اتمام الوعد،‏ مع انه شهد لهم بإيمانهم،‏ لأن اللّٰه سبق فنظر لنا شيئا افضل،‏ لكيلا يبلغوا الكمال بدوننا».‏ (‏عبرانيين ١١:‏​٣٩،‏ ٤٠‏)‏ وما هو هذا ‹الشيء الافضل› الذي ينتظره بولس والمسيحيون الممسوحون الآخرون؟‏ يراه يوحنا هنا في الرؤيا:‏ ‏«فأُعطي كل واحد منهم حلة بيضاء.‏ وقيل لهم ان ينتظروا زمانا يسيرا بعد،‏ الى ان يكتمل ايضا عدد العبيد رفقائهم وإخوتهم الذين سيُقتلون مثلهم».‏ (‏رؤيا ٦:‏١١ ‏)‏ ان نيلهم «حلة بيضاء» له علاقة بقيامتهم ليكونوا مخلوقات روحانية خالدة.‏ فهم لا يتمددون بعد كنفوس مذبوحة تحت المذبح،‏ وانما يقامون ليكونوا جزءا من فريق الـ‍ ٢٤ شيخا الذين يسجدون امام عرش اللّٰه السماوي.‏ وهناك أُعطوا عروشا مما يظهر انهم دخلوا الى امتيازات ملكية.‏ ويكونون «لابسين اردية بيضاء» مما يدل انهم اعتُبروا ابرارا،‏ جديرين بمكان مكرَّم امام يهوه في ذلك البلاط السماوي.‏ وهذا ايضا اتمام لوعد يسوع للمسيحيين الممسوحين الامناء في الجماعة في ساردس:‏ «مَن يغلب فسيتسربل هكذا بأردية بيضاء».‏ —‏ رؤيا ٣:‏٥؛‏ ٤:‏٤؛‏ ١ بطرس ١:‏٤‏.‏

      ١٢ بأية طريقة ‹ينتظر› المقامون الممسوحون «زمانا يسيرا»،‏ وحتى متى؟‏

      ١٢ كل الادلة تشير الى ان هذه القيامة السماوية بدأت في السنة ١٩١٨ بعد جلوس يسوع على العرش في السنة ١٩١٤ وركوبه ليبدأ غلبته الملكية بتطهير السموات من الشيطان وأبالسته.‏ ومع ذلك،‏ يقال لاولئك الممسوحين المقامين انه يجب «ان ينتظروا زمانا يسيرا بعد،‏ الى ان يكتمل ايضا عدد العبيد رفقائهم».‏ وأفراد صف يوحنا الذين لا يزالون على الارض يجب ان يبرهنوا على استقامتهم تحت المحنة والاضطهاد،‏ وبعض هؤلاء قد يُقتلون ايضا.‏ ولكن اخيرا،‏ كل الدم البار الذي سفكته بابل العظيمة وعشاقها السياسيون سيُنتقم له.‏ وفي الوقت عينه،‏ يكون المقامون دون شك مشغولين بالواجبات السماوية.‏ وهم ينتظرون،‏ لا بالاسترخاء في خمول التنعم،‏ بل ينتظرون بصبر يوم انتقام يهوه.‏ (‏اشعيا ٣٤:‏٨؛‏ روما ١٢:‏١٩‏)‏ وسينتهي انتظارهم عندما يعاينون دمار الدين الباطل ويرافقون الرب يسوع المسيح،‏ بصفتهم ‹مدعوين ومختارين وأمناء›،‏ في تنفيذ الدينونة في كل الاجزاء الارضية الاخرى لنسل الشيطان الشرير.‏ —‏ رؤيا ٢:‏​٢٦،‏ ٢٧؛‏ ١٧:‏١٤؛‏ روما ١٦:‏٢٠‏.‏

      ‏‹الاموات سيقومون اولا›‏

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ وفقا للرسول بولس،‏ متى تبدأ القيامة السماوية،‏ ومن يقامون؟‏ (‏ب)‏ متى يقام الى السماء الممسوحون الذين يبقون احياء الى يوم الرب؟‏

      ١٣ ان البصيرة الممنوحة بفتح الختم الخامس تتفق تماما مع الآيات الاخرى التي تتعلق بالقيامة السماوية.‏ مثلا،‏ كتب الرسول بولس:‏ «فهذا نقوله لكم بكلمة يهوه،‏ اننا نحن الاحياء الباقين الى حضور الرب لن نسبق الراقدين،‏ ان الرب نفسه سينزل من السماء بنداء آمر،‏ بصوت رئيس ملائكة وببوق اللّٰه،‏ والاموات الذين في اتحاد بالمسيح سيقومون اولا.‏ ثم نحن الاحياء الباقين سنُختطف معهم في السحب،‏ لملاقاة الرب في الهواء،‏ وهكذا نكون مع الرب على الدوام».‏ —‏ ١ تسالونيكي ٤:‏​١٥-‏١٧‏.‏

      ١٤ يا لها من قصة مثيرة تخبرها هذه الاعداد!‏ ان الاخوة الممسوحين ليسوع الذين يبقون احياء الى حضور يسوع،‏ اي الذين لا يزالون احياء على الارض في اثناء حضوره،‏ يسبقهم الى السماء اولئك الذين ماتوا قبلا.‏ فمثل هؤلاء الاموات الذين في اتحاد بالمسيح يقومون اولا.‏ ويسوع ينزل،‏ اي يحوِّل انتباهه اليهم ويقيمهم الى حياة روحانية،‏ معطيا اياهم «حلة بيضاء».‏ وبعد ذلك ينهي اولئك الذين لا يزالون احياء كبشر مسلكهم الارضي،‏ اذ يموت كثيرون منهم بعنف على ايدي المقاومين.‏ لكنهم لا يرقدون في الموت كما فعل اسلافهم.‏ ولكن،‏ عندما يموتون،‏ يتغيرون فورا —‏ «في طرفة عين» —‏ يُختطفون الى السموات ليكونوا مع يسوع والاعضاء الرفقاء لجسد المسيح.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏​٥٠-‏٥٢‏؛‏ قارنوا رؤيا ١٤:‏١٣‏.‏)‏ وهكذا تبدأ قيامة المسيحيين الممسوحين سريعا بعد ابتداء ركوب الفرسان الاربعة للاپوكاليپس.‏

      ١٥ (‏أ)‏ اية بشارة زوَّدها فتح الختم الخامس؟‏ (‏ب)‏ كيف يبلغ الذروةَ ركوبُ الغالب على الفرس الابيض؟‏

      ١٥ ان فتح هذا الختم الخامس للدَّرْج زوَّد بشارة تتعلق بالممسوحين المحافظين على الاستقامة الذين غلبوا،‏ امناء الى الموت.‏ ولكنه لا يزوِّد بشارة للشيطان ونسله.‏ وركوب الغالب على الفرس الابيض يستمر بشكل لا يقاوَم ويبلغ الذروة في وقت حساب للعالم الذي «تحت سلطة الشرير».‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ ويتضح ذلك عندما يفتح الحمل الختم السادس.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a هوية بابل العظيمة تناقَش بالتفصيل في الفصل ٣٣‏.‏

      b قارنوا الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد،‏ الصفحة ١٥٧٧،‏ الملحق ٥ ج،‏ «خشبة الآلام».‏

      c البرهان على ذنب الدين لسفك الدم يُعطى بتفصيل اكثر في الفصل ٣٦‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٠٢]‏

      ‏‹نفوس مذبوحة›‏

      تقتبس موسوعة مكلنتوك وسترونڠ من جون جورتن،‏ پروتستانتي انكليزي للقرن الـ‍ ١٨،‏ مولود من ابوين من الهوڠونوت الفرنسيين،‏ قوله:‏ «حيث يبدأ الاضطهاد تنتهي المسيحية .‏ .‏ .‏ وكان بعد تأسيس المسيحية كدين للامبراطورية [الرومانية]،‏ وبعد اغداق الثراء والكرامة على قسوسها،‏ أنّ الشر الهائل للاضطهاد اكتسب مقدرة جبارة،‏ وألقى تأثيره العاصف على دين الانجيل».‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠٣]‏

      ‏«أُعطي كل واحد منهم حلة بيضاء»‏

  • الزلازل في يوم الرب
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ١٨

      الزلازل في يوم الرب

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا يكون عليه اختبار زلزال عنيف؟‏ (‏ب)‏ ماذا يصفه يوحنا عندما يُفتح الختم السادس؟‏

      هل سبق ان نجوتم من زلزال عنيف؟‏ انه ليس اختبارا ممتعا.‏ فالهزة الارضية الكبيرة قد تبدأ برجرجة مسببة للغثيان وضجيج هادر.‏ والتأرجح قد يصير اسوأ بالنوبات المتقطعة فيما تندفعون مسرعين من اجل الامان —‏ ربما تحت مكتب.‏ او قد تأتي كرجَّة محطِّمة مفاجئة يتبعها تهشُّم الفخار،‏ الاثث،‏ وحتى الابنية.‏ والضرر يمكن ان يكون مفجعا بالهزات اللاحقة المتكررة التي تنزل ضررا اضافيا وتزيد الشقاء.‏

      ٢ واذ تذكرون ذلك تأملوا في ما يصفه يوحنا عند فتح الختم السادس:‏ ‏«ونظرت لما فتح الختم السادس،‏ فحدث زلزال عظيم».‏ (‏رؤيا ٦:‏١٢ أ )‏ يجب ان يحصل ذلك ضمن اطار الوقت عينه لفتح الختوم الاخرى.‏ فمتى يحدث هذا الزلزال في يوم الرب،‏ وأيّ نوع من الزلازل هو؟‏ —‏ رؤيا ١:‏١٠‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ اية احداث انبأ بها يسوع في النبوة عن علامة حضوره؟‏ (‏ب)‏ كيف تتعلق الزلازل الحرفية بالزلزال الرمزي العظيم المذكور في رؤيا ٦:‏١٢‏؟‏

      ٣ تُذكَر الزلازل الحرفية والمجازية للارض عددا من المرات في الكتاب المقدس.‏ ففي نبوته العظمى عن علامة حضوره في سلطة الملكوت ينبئ يسوع بـ‍ «زلازل في مكان بعد آخر».‏ وهذه تكون جزءا من «بداية المخاض».‏ ومنذ السنة ١٩١٤،‏ بانفجار عدد سكان الارض الى آلاف الملايين،‏ تساهم الهزات الارضية الحرفية بشكل ذي مغزى في شدائد زمننا.‏ (‏متى ٢٤:‏​٣،‏ ٧،‏ ٨‏)‏ غير ان هذه الزلازل،‏ على الرغم من انها تتمم النبوة،‏ هي كوارث طبيعية مادية.‏ انها تمهيد للزلزال الرمزي العظيم المذكور في رؤيا ٦:‏١٢‏.‏ وفي الواقع،‏ يأتي ذلك كنهاية مخرِّبة لسلسلة من الارتجاجات السابقة التي تزعزع نظام الشيطان البشري الارضي للاشياء حتى اساساته.‏a

      ارتجاجات في المجتمع البشري

      ٤ (‏أ)‏ منذ متى كان شعب يهوه يتوقع ان تبدأ حوادث مفجعة في السنة ١٩١٤؟‏ (‏ب)‏ نهاية اية فترة من الزمن تسمها السنة ١٩١٤؟‏

      ٤ من اواسط سبعينات الـ‍ ١٨٠٠ كان شعب يهوه يتوقع ان تبدأ حوادث مفجعة في السنة ١٩١٤ وأن تسم نهاية ازمنة الامم.‏ هذه هي فترة ‹السبعة الازمنة› (‏٥٢٠‏,‏٢ سنة)‏ التي دامت من انقلاب المملكة الداودية في اورشليم في السنة ٦٠٧ ق‌م الى جلوس يسوع على العرش في اورشليم السماوية في السنة ١٩١٤ ب‌م.‏ —‏ دانيال ٤:‏​٢٤،‏ ٢٥؛‏ لوقا ٢١:‏٢٤‏.‏b

      ٥ (‏أ)‏ اي اعلان صنعه ت.‏ ت.‏ رصل في ٢ تشرين الاول ١٩١٤؟‏ (‏ب)‏ اية اضطرابات سياسية تحدث منذ السنة ١٩١٤؟‏

      ٥ وهكذا عندما ظهر ت.‏ ت.‏ رصل من اجل العبادة الصباحية مع عائلة بيت ايل في بروكلين،‏ نيويورك،‏ صباح ٢ تشرين الاول ١٩١٤ صنع الاعلان المثير:‏ «لقد انتهت ازمنة الامم؛‏ كانت لملوكها ايامهم».‏ وفي الواقع،‏ كان الاضطراب العالمي الذي بدأ في السنة ١٩١٤ بالغ الاثر بحيث اختفت ممالك عديدة قديمة العهد.‏ وقلب حيِّز القياصرة في ثورة البلاشفة للسنة ١٩١٧ ادى الى مواجهة طويلة الامد بين الماركسية والرأسمالية.‏ وارتجاجات التغيير السياسي تستمر في ازعاج المجتمع البشري في كل الارض.‏ واليوم،‏ تفشل حكومات كثيرة في البقاء اكثر من سنة او اثنتين.‏ والنقص في الاستقرار في العالم السياسي يجري ايضاحه في حالة ايطاليا،‏ التي كانت لها ٤٧ حكومة جديدة في ٤٢ سنة فقط بعد الحرب العالمية الثانية.‏ ولكنّ ارتجاجات سابقة كهذه هي تمهيد فقط لاضطراب حكومي ذُروي.‏ والنتيجة؟‏ ملكوت اللّٰه سيتولى الحكم الوحيد للارض.‏ —‏ اشعيا ٩:‏​٦،‏ ٧‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ كيف وصف ه‍.‏ ج.‏ ويلز الحقبة الجديدة والخطيرة؟‏ (‏ب)‏ ماذا كتب فيلسوف ورجل دولة عن الحقبة منذ السنة ١٩١٤؟‏

      ٦ لقد اشار المؤرخون والفلاسفة والقادة السياسيون الى السنة ١٩١٤ بصفتها بداية حقبة جديدة وخطيرة.‏ وبعد مرور سبع عشرة سنة من هذه الحقبة،‏ علَّق ه‍.‏ ج.‏ ويلز:‏ «يتنبأ النبي بسرور بأمور ممتعة.‏ لكنّ واجبه هو ان يخبر بما يراه.‏ انه يرى عالما لا يزال يسيطر عليه بثبات الجنود،‏ الوطنيون،‏ المرابون،‏ والمغامرون الماليون؛‏ عالما يستسلم للشك والبغض،‏ فاقدا ما تبقَّى من الحريات الشخصية بسرعة،‏ متخبطا في سيره نحو نزاع طبقي مرير،‏ ومستعدا لحروب جديدة».‏ وفي السنة ١٩٥٣ كتب الفيلسوف برتراند رصل:‏ «منذ السنة ١٩١٤،‏ كل شخص مدركٍ للميول في العالم يزعجه بعمق ما يبدو انه سير مقدَّر ومحتوم مسبقا نحو كارثة اعظم من ايّ وقت مضى.‏ .‏ .‏ .‏ وهم يرون الجنس البشري،‏ كبطل مأساة يونانية،‏ مسوقا من الآلهة الغضبى وليس سيد القدر في ما بعد».‏ وفي السنة ١٩٨٠ قال رجل الدولة هارولد ماكميلان،‏ متأملا في البداية السلمية للقرن الـ‍ ٢٠:‏ «كل شيء يصير احسن فأحسن.‏ هذا كان العالم الذي وُلدت فيه.‏ .‏ .‏ .‏ وفجأة،‏ على نحو غير متوقع،‏ ذات صباح في السنة ١٩١٤ انتهى كل شيء».‏

      ٧-‏٩ (‏أ)‏ اية اضطرابات تزعزع المجتمع البشري منذ السنة ١٩١٤؟‏ (‏ب)‏ اية حالة ستشملها الاضطرابات التي يشهدها المجتمع البشري خلال حضور يسوع؟‏

      ٧ جلبت الحرب العالمية الثانية موجة اخرى من الاضطرابات.‏ ويستمر الارهاب العالمي والحروب الصغرى في زعزعة الارض.‏ والخطر المريع الذي يشكِّله الارهابيون وإمكانية استخدام الدول لأسلحة الدمار الشامل يُقلقان أشخاصا كثيرين.‏

      ٨ ولكن ثمة امور اخرى الى جانب الحروب تزعزع المجتمع البشري حتى اساساته منذ السنة ١٩١٤.‏ وأحد اكثر الاضطرابات ايذاءً اثاره انهيار سوق الاسهم المالية للولايات المتحدة في ٢٩ تشرين الاول ١٩٢٩.‏ وجلب ذلك «الازمة الاقتصادية العظمى»،‏ التي اثرت في كل البلدان الرأسمالية.‏ وهذا الكساد صار في الحضيض بين ١٩٣٢ و ١٩٣٤،‏ ولكننا لا نزال نشعر بآ‌ثاره.‏ ومنذ السنة ١٩٢٩ يجري ترقيع عالم مريض اقتصاديا بخطط بديلة موقتة.‏ والحكومات تنهمك في تمويل العجز.‏ وأزمة النفط للسنة ١٩٧٣ ومضاربة سوق الاسهم المالية للسنة ١٩٨٧ زادت من تزعزع الامبراطورية المالية.‏ وفي الوقت نفسه،‏ ملايين من الناس يشترون على نحو هائل بالقروض.‏ وأعداد لا تحصى هم ضحايا الحيل المالية،‏ الخطط الهرمية،‏ وخُدَع اليانصيب والمقامرة،‏ التي ترعى عددا منها الحكومات التي يجب ان تحمي الشعب.‏ وحتى مبشرو تلفزيون العالم المسيحي يمدّون ايديهم من اجل نصيبهم المتعدد الملايين من الدولارات!‏ —‏ قارنوا ارميا ٥:‏​٢٦-‏٣١‏.‏

      ٩ وفي وقت ابكر،‏ فتحت المشاكل الاقتصادية الطريق لموسوليني وهتلر ليستوليا على السلطة.‏ ولم تُضِع بابل العظيمة الوقت في محاولة لاكتساب عطفهما،‏ ودخل الڤاتيكان في ميثاق مع ايطاليا في السنة ١٩٢٩ والمانيا في السنة ١٩٣٣.‏ (‏رؤيا ١٧:‏٥‏)‏ والايام المظلمة التي تلت كانت بلا ريب جزءا من اتمام نبوة يسوع بشأن حضوره التي ستشمل «كرب امم لا تدري اين المنفذ .‏ .‏ .‏ في حين ان الناس يغشى عليهم من الخوف وترقب ما يأتي على المسكونة».‏ (‏لوقا ٢١:‏​٧-‏٩،‏ ٢٥-‏٣١‏)‏c نعم،‏ ان الزلازل التي بدأت تزعزع المجتمع البشري في السنة ١٩١٤ تستمر،‏ بهزات لاحقة قوية.‏

      يهوه يقوم ببعض الزعزعة

      ١٠ (‏أ)‏ لماذا هنالك ارتجاجات كثيرة في الشؤون البشرية؟‏ (‏ب)‏ ماذا يفعل يهوه،‏ واستعدادا لماذا؟‏

      ١٠ ان ارتجاجات كهذه في الشؤون البشرية هي نتيجة عجز الانسان عن توجيه خطواته.‏ (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ فان تلك الحية القديمة،‏ الشيطان «الذي يضل المسكونة كلها»،‏ توجِّه الويلات في جهدها الاخير لتحويل كل الجنس البشري عن عبادة يهوه.‏ والتكنولوجيا الحديثة جعلت الارض تصير كقرية واحدة،‏ حيث البغض القومي والعرقي يزعزع المجتمع البشري حتى اساساته،‏ وما يُسمّى الامم المتحدة لا يقدر ان يجد علاجا فعّالا.‏ وبشكل لم يسبق له مثيل،‏ يتسلط انسان على انسان لأذيته.‏ (‏رؤيا ١٢:‏​٩،‏ ١٢؛‏ جامعة ٨:‏٩‏)‏ غير ان الرب المتسلط يهوه،‏ صانع السماء والارض،‏ يقوم بنوعه الخاص من الزعزعة منذ ٩٠ سنة تقريبا،‏ استعدادا لحل مشاكل الارض مرة والى الابد.‏ وكيف ذلك؟‏

      ١١ (‏أ)‏ اية زلزلة توصف في حجاي ٢:‏​٦،‏ ٧‏؟‏ (‏ب)‏ كيف تتم نبوة حجاي؟‏

      ١١ في حجاي ٢:‏​٦،‏ ٧ نقرأ:‏ «لأنه هكذا قال يهوه الجنود:‏ ‹هي مرة بعد —‏ عن قريب —‏ فأزلزل السماء والارض والبحر واليابسة.‏ وأزلزل كل الامم،‏ وتأتي نفائس جميع الامم؛‏ فأملأ هذا البيت مجدا›،‏ قال يهوه الجنود».‏ ومنذ السنة ١٩١٩ على نحو خصوصي،‏ يجعل يهوه شهوده ينادون بأحكامه بين كل عناصر المجتمع البشري على الارض.‏ ونظام الشيطان العالمي يجري انذاره بواسطة هذا التحذير العالمي.‏d واذ يشتد التحذير،‏ تجري اثارة البشر الخائفين اللّٰه،‏ ‹النفائس›،‏ لينفصلوا عن الامم.‏ ليس انهم يُنفَضون بالزلزلة في هيئة الشيطان.‏ ولكن اذ يفهمون الوضع يتخذون قرارهم الخاص ليشتركوا مع صف يوحنا الممسوح في ملء بيت عبادة يهوه مجدا.‏ وكيف يُنجَز ذلك؟‏ بعمل الكرازة الغيور ببشارة ملكوت اللّٰه المؤسَّس.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وهذا الملكوت،‏ المؤلف من يسوع وأتباعه الممسوحين،‏ سيبقى قائما على الدوام لمجد يهوه بصفته «ملكوتا لا يمكن ان يتزعزع».‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏​٢٦-‏٢٩‏.‏

      ١٢ اذا بدأتم بالتجاوب مع الكرازة المنبإ بها في متى ٢٤:‏١٤‏،‏ فماذا يجب ان تفعلوا قبل ان يحدث الزلزال العظيم لرؤيا ٦:‏١٢‏؟‏

      ١٢ هل انتم شخص بدأ يتجاوب مع هذه الكرازة؟‏ وهل انتم ربما بين الملايين الذين حضروا في السنوات الاخيرة الاحتفال بذكرى موت يسوع؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فداوموا على التقدم في درسكم لحق الكتاب المقدس.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏١٥؛‏ ٣:‏​١٦،‏ ١٧‏)‏ اهجروا تماما نمط الحياة الفاسد لمجتمع الشيطان الارضي المحكوم عليه!‏ تعالوا الى المجتمع المسيحي للعالم الجديد واشتركوا كاملا في نشاطه قبل ان يهشِّم ‹الزلزال› المفجع الاخير كل عالم الشيطان.‏ ولكن ما هو هذا الزلزال العظيم؟‏ فلنرَ الآن.‏

      الزلزال العظيم!‏

      ١٣ بأية طريقة يكون الزلزال العظيم جديدا كليا بالنسبة الى الاختبار البشري؟‏

      ١٣ نعم،‏ ان هذه الايام الاخيرة الصعبة هي زمن زلازل —‏ حرفية ومجازية.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ ولكن ليست اية من هذه الزلازل هي الزعزعة العظيمة الاخيرة التي يراها يوحنا عند فتح الختم السادس.‏ فزمن الارتجاجات المسبقة ينتهي.‏ ويأتي الآن زلزال عظيم جديد كليا بالنسبة الى الاختبار البشري.‏ وهو زلزال عظيم جدا بحيث لا يمكن للاضطرابات والاهتزازات التي يُحدِثها ان تُقاس بمقياس ريختر او ايّ معيار بشري آخر.‏ وهذا ليس مجرد هزة محلية بل زعزعة عنيفة تخرِّب «الارض» بكاملها،‏ اي كل المجتمع البشري الفاسد.‏

      ١٤ (‏أ)‏ اية نبوة تنبئ بزلزال عظيم وعواقبه؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا لا بد ان تشير نبوة يوئيل ورؤيا :‏​١٢،‏ ١٣؟‏

      ١٤ انبأ انبياء آخرون ليهوه بزلزال كهذا وبعواقبه المفجعة.‏ مثلا،‏ نحو السنة ٨٢٠ ق‌م،‏ تكلم يوئيل عن ‹مجيء يوم يهوه العظيم المخوف›،‏ ذاكرا انه عندئذ «تتحوَّل الشمس الى ظلمة والقمر الى دم».‏ ولاحقا يضيف هذه الكلمات:‏ «جماهير جماهير في منخفض وادي القضاء،‏ لأن يوم يهوه قريب في منخفض وادي القضاء.‏ الشمس والقمر يظلمان،‏ والنجوم تمنع ضياءها.‏ ويهوه من صهيون يزأر،‏ ومن اورشليم يطلق صوته.‏ فتتزلزل السماء والأرض.‏ لكن يهوه يكون ملجأ لشعبه،‏ وحصنا لبني إسرائيل».‏ (‏يوئيل ٢:‏٣١؛‏ ٣:‏​١٤-‏١٦‏)‏ هذه الزلزلة لا يمكن ان تنطبق إلا على تنفيذ يهوه الدينونة في خلال الضيق العظيم.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ لذلك فان الرواية المناظرة في رؤيا ٦:‏​١٢،‏ ١٣ لها منطقيا الانطباق عينه.‏ —‏ انظروا ايضا ارميا ١٠:‏١٠؛‏ صفنيا ١:‏​١٤،‏ ١٥‏.‏

      ١٥ اية زعزعة قوية انبأ بها النبي حبقوق؟‏

      ١٥ وبعد يوئيل بما يقارب ٢٠٠ سنة،‏ قال النبي حبقوق في صلاة الى الهه:‏ «يا يهوه،‏ قد سمعت خبرك.‏ يا يهوه،‏ قد خفت من عملك.‏ في وسط السنين أحيه.‏ في وسط السنين عرِّف به.‏ عندما تسكب الغضب اذكر الرحمة».‏ وما هو هذا «الغضب»؟‏ يمضي حبقوق معطيا وصفا حيا للضيق العظيم،‏ قائلا عن يهوه:‏ «وقف فزعزع الارض.‏ نظر فأجفل الامم .‏ .‏ .‏ سرت لتدين في الارض.‏ بالغضب درست الامم.‏ فإني أبتهج بيهوه،‏ وأفرح بإله خلاصي».‏ (‏حبقوق ٣:‏​١،‏ ٢،‏ ٦،‏ ١٢،‏ ١٨‏)‏ يا للزعزعة القوية التي سيحدِثها يهوه في كل الارض عندما يدوس الامم!‏

      ١٦ (‏أ)‏ بماذا انبأ النبي حزقيال في ما يتعلق بالوقت الذي فيه يقوم الشيطان بهجومه الاخير على شعب اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ماذا ينتج من الزلزال العظيم لرؤيا ٦:‏١٢‏؟‏

      ١٦ وحزقيال ايضا انبأ بأنه عندما يقوم جوج الماجوجي (‏الشيطان المنحط)‏ بهجومه الاخير على شعب اللّٰه،‏ سيحدِث يهوه «زلزلة عظيمة في ارض اسرائيل».‏ (‏حزقيال ٣٨:‏​١٨،‏ ١٩‏)‏ ومع انه قد تكون للزلازل الحرفية علاقة،‏ يجب ان نتذكر ان سفر الرؤيا يُقدَّم بعلامات.‏ وهذه النبوة والنبوات الاخرى المشار اليها هي رمزية الى حد بعيد.‏ لذلك فإن فتح الختم السادس يَظهر انه يكشف ذروة كل زعزعات نظام الاشياء الارضي هذا —‏ الزلزال العظيم الذي سيهلك فيه جميع البشر المقاومين لسلطان يهوه اللّٰه.‏

      وقت ظلمة

      ١٧ كيف يؤثر الزلزال العظيم في الشمس والقمر والنجوم؟‏

      ١٧ وكما يتابع يوحنا اظهاره،‏ فان الزلزال العظيم ترافقه حوادث مريعة تشمل حتى السموات.‏ يقول:‏ ‏«وصارت الشمس سوداء كمسح من شعر،‏ والقمر كله صار كالدم،‏ وسقطت نجوم السماء الى الأرض،‏ كما تطرح شجرة التين تينها الفج إذا هزتها ريح شديدة».‏ (‏رؤيا ٦:‏١٢ب،‏ ١٣‏)‏ يا لها من ظاهرة مؤثرة!‏ فهل يمكنكم ان تتصوَّروا الظلمة المرعبة التي تنتج لو تمت النبوة حرفيا؟‏ لا نورَ شمس دافئا مريحا نهارا في ما بعد!‏ لا نورَ قمر فضيا مبهجا ليلا في ما بعد!‏ وربوات النجوم لا تتلألأ في ما بعد على ستارة السماء المخملية.‏ وبدلا من ذلك،‏ هنالك سواد حالك بارد.‏ —‏ قارنوا متى ٢٤:‏٢٩‏.‏

      ١٨ بأية طريقة ‹اظلمت السموات› بالنسبة الى اورشليم في السنة ٦٠٧ ق‌م؟‏

      ١٨ بمعنى روحي،‏ أُنبئ بظلمة كهذه لاسرائيل القديمة.‏ حذَّر ارميا:‏ «قفرا تصير كل الارض،‏ أفلا اجلب فناء كليا؟‏ من اجل ذلك تنوح الارض،‏ وتظلم السموات من فوق».‏ (‏ارميا ٤:‏​٢٧،‏ ٢٨‏)‏ وفي السنة ٦٠٧ ق‌م،‏ عندما تمت هذه النبوة،‏ كانت الامور مظلمة فعلا بالنسبة الى شعب يهوه.‏ فعاصمتهم،‏ اورشليم،‏ سقطت في ايدي البابليين.‏ وهيكلهم دُمِّر،‏ وارضهم هُجرت.‏ وبالنسبة اليهم،‏ لم يكن هنالك نور مريح من السماء.‏ وانما كان كما قال ارميا ليهوه بحزن:‏ «قتلتَ ولم تترأف.‏ جعلتَ الغيم يحول دونك،‏ حتى لا تنفذ الصلاة».‏ (‏مراثي ارميا ٣:‏​٤٣،‏ ٤٤‏)‏ وبالنسبة الى اورشليم،‏ عنت الظلمة السماوية هذه الموت والدمار.‏

      ١٩ (‏أ)‏ كيف يصف نبي اللّٰه اشعيا ظلمة في السموات في ما يتعلق ببابل القديمة؟‏ (‏ب)‏ متى وكيف تمت نبوة اشعيا؟‏

      ١٩ ولاحقا،‏ دلَّت ظلمة مشابهة في السموات على كارثة لبابل القديمة.‏ وعن ذلك أُوحي الى نبي اللّٰه بأن يكتب:‏ «هوذا يوم يهوه آت،‏ قاسيا بسخط واتقاد غضب،‏ ليجعل الارض مثار دهشة،‏ ويبيد منها خطاتها.‏ لأن نجوم السموات وكوكبات كسيل لا تبرق بنورها.‏ الشمس تظلم عند طلوعها،‏ والقمر لا يضيء بنوره.‏ وأعاقب المعمورة على شرها،‏ والاشرار على ذنبهم».‏ (‏اشعيا ١٣:‏​٩-‏١١‏)‏ لقد تمت هذه النبوة في السنة ٥٣٩ ق‌م عندما سقطت بابل في ايدي الماديين والفرس.‏ انها تصف جيدا الظلمة،‏ اليأس،‏ النقص في ايّ نور مريح لبابل اذ سقطت الى الابد من مركزها كقوة عالمية بارزة.‏

      ٢٠ اية نتيجة مخيفة تنتظر نظام الاشياء هذا عندما يضرب الزلزال العظيم؟‏

      ٢٠ وبطريقة مشابهة،‏ عندما يضرب الزلزال العظيم سيُغمر هذا النظام العالمي بكامله في قنوط الظلمة الكلية.‏ والأجرام المشعة الساطعة لنظام الشيطان الارضي لن ترسل ايّ شعاع امل.‏ وحتى اليوم،‏ فان قادة الارض السياسيين،‏ وخصوصا في العالم المسيحي،‏ مشهورون بفسادهم،‏ كذبهم،‏ ونمط حياتهم الفاسد ادبيا.‏ (‏اشعيا ٢٨:‏​١٤-‏١٩‏)‏ ولا يمكن الوثوق بهم في ما بعد.‏ ان نورهم الخافق سيُحجب كليا عندما ينفِّذ يهوه الدينونة.‏ وتأثيرهم في شؤون الارض الشبيه بالقمر سيظهر ملطَّخا بالدم،‏ مميتا.‏ ونجومهم العالميون سينطفئون مثل النيازك الساقطة وسيتبدَّدون مثل التين الفج في ريح عاتية.‏ وكرتنا الارضية بكاملها ستتزلزل بسبب «ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ بدء العالم الى الآن،‏ ولن يحدث ثانية».‏ (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ يا له من توقع مخيف!‏

      ‏«السماء» تمضي

      ٢١ في رؤياه،‏ ماذا يرى يوحنا في ما يتعلق بـ‍ «السماء» و «كل جبل وجزيرة»؟‏

      ٢١ تتابع رؤيا يوحنا:‏ ‏«ومضت السماء كدرج يُطوى،‏ وأُزيح كل جبل وجزيرة من موضعهما».‏ (‏رؤيا ٦:‏١٤ ‏)‏ من الواضح ان هذه ليست السموات الحرفية او الجبال والجزر الحرفية.‏ ولكن الى ماذا ترمز؟‏

      ٢٢ في ادوم،‏ اي نوع من «السموات» ‹طُوي كدرج›؟‏

      ٢٢ في ما يتعلق بـ‍ «السماء»،‏ تساعدنا على الفهم نبوة مشابهة تخبر عن حموّ يهوه على كل الامم:‏ «ويضمحل كل جند السموات.‏ فتُطوى السموات كدرج».‏ (‏اشعيا ٣٤:‏٤‏)‏ وأدوم خصوصا يجب ان تتألم.‏ كيف؟‏ لقد اجتاحها البابليون بُعيد دمار اورشليم في السنة ٦٠٧ ق‌م.‏ وفي ذلك الحين،‏ لم يكن هنالك تسجيل لحوادث بارزة جرت في السموات الحرفية.‏ ولكن كانت هنالك حوادث مفجعة في «سموات»‏e ادوم.‏ فقد أُحدرت قواها الحكومية البشرية من مركزها المرتفع الشبيه بالسماء.‏ (‏اشعيا ٣٤:‏٥‏)‏ و ‹طُويت› كما لو انها وُضعت جانبا كدرج قديم لم يعد ذا فائدة لأيّ شخص.‏

      ٢٣ ما هي «السماء» التي ‹ستمضي كدرج›،‏ وكيف تؤكد كلمات بطرس هذا الفهم؟‏

      ٢٣ وهكذا فان «السماء» التي ‹ستمضي كدرج› تشير الى الحكومات المضادة للّٰه التي تحكم على هذه الارض.‏ فسيزيلها نهائيا الراكب على الفرس الابيض الكلي الغلبة.‏ (‏رؤيا ١٩:‏​١١-‏١٦،‏ ١٩-‏٢١‏)‏ وهذا يؤكده ما قاله الرسول بطرس عندما تطلع الى الحوادث التي يدل عليها فتح الختم السادس:‏ «السموات والارض الكائنة الآن مدخرة .‏ .‏ .‏ للنار ومحفوظة ليوم الدينونة وهلاك الناس الكافرين».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٧‏)‏ ولكن ماذا عن العبارة،‏ «أُزيح كل جبل وجزيرة من موضعهما»؟‏

      ٢٤ (‏أ)‏ متى،‏ في نبوة الكتاب المقدس،‏ يقال ان الجبال والجزر تتزلزل او تفقد استقرارها؟‏ (‏ب)‏ كيف ‹تزلزلت الجبال› عندما سقطت نينوى؟‏

      ٢٤ في نبوة الكتاب المقدس،‏ يقال ان الجبال والجزر تتزلزل او بطريقة اخرى تفقد استقرارها في اوقات الاضطراب السياسي الكبير.‏ مثلا،‏ عند الإنباء بأحكام يهوه على نينوى،‏ كتب النبي ناحوم:‏ «الجبال تتزلزل منه،‏ والآكام تذوب.‏ من وجهه ترتفع الارض».‏ (‏ناحوم ١:‏٥‏)‏ لا يوجد سجل لأيّ تحطُّم لجبال حرفية عندما سقطت نينوى فعلا في السنة ٦٣٢ ق‌م.‏ ولكنّ قوة عالمية بدت سابقا شبيهة بجبل في قوتها انهارت فجأة.‏ —‏ قارنوا ارميا ٤:‏٢٤‏.‏

      ٢٥ عند النهاية المقبلة لنظام الاشياء هذا،‏ كيف سيُزاح «كل جبل وجزيرة» من موضعهما؟‏

      ٢٥ لذلك فان «كل جبل وجزيرة» كما يشار اليهما عند فتح الختم السادس هما منطقيا الحكومات السياسية وهيئات هذا العالم التابعة لها التي بدت مستقرة جدا لكثيرين من الجنس البشري.‏ وستُزلزَل من مكانها،‏ لذعر ورعب اولئك الذين وثقوا بها سابقا.‏ وكما تتابع النبوة السرد،‏ لن يكون هنالك شك في ان اليوم العظيم لسخط يهوه وابنه —‏ الزلزلة الاخيرة التي تزيل كل هيئة الشيطان —‏ قد اتى بانتقام!‏

      ‏«اسقطي علينا وأَخفينا»‏

      ٢٦ كيف سيتصرف البشر الذين يقاومون سلطان اللّٰه في هَولهم،‏ وأيّ تعبير عن الرعب سيتفوهون به؟‏

      ٢٦ وتتابع كلمات يوحنا:‏ ‏«وملوك الارض وذوو المناصب الرفيعة وقواد الجند والاغنياء والأقوياء وكل عبد وحر أَخفَوا انفسهم في المغاور وفي صخور الجبال.‏ وكانوا يقولون للجبال والصخور:‏ ‹اسقطي علينا وأَخفينا من وجه الجالس على العرش ومن سخط الحمل،‏ لأنه قد جاء اليوم العظيم،‏ يوم سخطهما،‏ ومن يستطيع الوقوف؟‏›».‏ —‏ رؤيا ٦:‏​١٥-‏١٧‏.‏

      ٢٧ اية نداءات تلفظ بها اسرائيليو السامرة غير الامناء،‏ وكيف تمت هذه الكلمات؟‏

      ٢٧ عندما كان هوشع يتلفظ بدينونة يهوه على السامرة،‏ عاصمة المملكة الشمالية لاسرائيل،‏ قال:‏ «تُباد مرتفعات بيت آون،‏ خطية اسرائيل.‏ ويعلو الشوك والحسك مذابحهم.‏ فيقولون للجبال:‏ ‹غطينا!‏›،‏ وللآكام:‏ ‹اسقطي علينا!‏›».‏ (‏هوشع ١٠:‏٨‏)‏ فكيف تمت هذه الكلمات؟‏ حسنا،‏ عندما سقطت السامرة في ايدي الاشوريين القساة في السنة ٧٤٠ ق‌م،‏ لم يكن هنالك مكان ليهرب اليه الاسرائيليون.‏ وكلمات هوشع تعبِّر عن الشعور بالعجز،‏ الهول البائس،‏ والهجر الذي شعر به الناس المغلوبون.‏ فلا التلال الحرفية ولا مؤسسات السامرة الشبيهة بالجبال استطاعت ان تحميهم،‏ على الرغم من انها بدت في الماضي ثابتة جدا.‏

      ٢٨ (‏أ)‏ اي تحذير اعطاه يسوع لنساء اورشليم؟‏ (‏ب)‏ كيف تمَّ تحذير يسوع؟‏

      ٢٨ وبشكل مماثل،‏ عندما اقتيد يسوع الى موته بواسطة الجنود الرومان خاطب نساءَ اورشليم وقال:‏ «هوذا ايام تأتي يقولون فيها:‏ ‹ما اسعد العواقر،‏ والارحام التي لم تلد،‏ والثدي التي لم ترضع!‏›.‏ حينئذ يبتدئون يقولون للجبال:‏ ‹اسقطي علينا!‏›،‏ وللآكام:‏ ‹غطينا!‏›».‏ (‏لوقا ٢٣:‏​٢٩،‏ ٣٠‏)‏ ان دمار اورشليم بواسطة الرومان في السنة ٧٠ ب‌م مدعوم جيدا بالوثائق،‏ ومن الواضح ان كلمات يسوع كان لها فحوى مشابه لذاك الذي لكلمات هوشع.‏ فلم يكن هنالك عندئذ مخبأ لليهود الذين بقوا في اليهودية.‏ وحيثما حاولوا ان يختبئوا في اورشليم،‏ او حتى عندما فرّوا الى قلعة مسعدة على قمة الجبل،‏ كانوا غير قادرين على الافلات من التعبير العنيف لدينونة يهوه.‏

      ٢٩ (‏أ)‏ عندما يأتي يوم سخط يهوه،‏ ماذا سيكون مأزق اولئك المتورطين في دعم نظام الاشياء هذا؟‏ (‏ب)‏ اية نبوة ليسوع ستتم عندما يعبِّر يهوه عن سخطه؟‏

      ٢٩ والآن،‏ ان فتح الختم السادس قد اظهر ان شيئا مماثلا سيحدث في اثناء اليوم المقبل لسخط يهوه.‏ وعند الزعزعة الاخيرة لنظام الاشياء الارضي هذا،‏ سيطلب اولئك المتورطون في دعمه مخبأ بيأس،‏ لكنهم لن يجدوا واحدا.‏ فالدين الباطل،‏ بابل العظيمة،‏ قد سبق وخذلهم على نحو تعيس.‏ فلا المغاور في الجبال الحرفية ولا الهيئات السياسية والتجارية المشبَّهة بجبال رمزية ستزوِّد امنا ماليا او ايّ نوع آخر من المساعدة.‏ ولا شيءَ سيقيهم من سخط يهوه.‏ وهَولهم يصفه يسوع جيدا:‏ «بعد ذلك تظهر آية ابن الانسان في السماء،‏ ثم يلطم جميع قبائل الارض صدورهم نائحين،‏ ويرون ابن الانسان آتيا على سحب السماء بقدرة ومجد عظيم».‏ —‏ متى ٢٤:‏٣٠‏.‏

      ٣٠ (‏أ)‏ ماذا يتضمنه السؤال:‏ «مَن يستطيع الوقوف»؟‏ (‏ب)‏ هل سيستطيع احد الوقوف في وقت دينونة يهوه؟‏

      ٣٠ نعم،‏ ان اولئك الذين يرفضون الاعتراف بسلطة الراكب الظافر على الفرس الابيض سيُجبرون على الاقرار بخطئهم.‏ والبشر الذين هم جزء من نسل الحية طوعا سيواجههم الدمار عندما يزول عالم الشيطان.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٧‏)‏ وحالة العالم في ذلك الحين ستكون بحيث يسأل كثيرون في الواقع:‏ «مَن يستطيع الوقوف؟‏».‏ فكما يظهر،‏ سيفترضون ان لا احد على الاطلاق يمكنه ان يقف على نحو مقبول امام يهوه في يوم دينونته هذا.‏ ولكنهم سيكونون على خطإ،‏ كما يتابع سفر الرؤيا ليظهر.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a ان الزلازل الحرفية غالبا ما تسبقها اضطرابات زلزالية تجعل الكلاب تنبح او تتصرف على نحو غير مستقر وتثير حيوانات وأسماكا اخرى،‏ على الرغم من ان البشر قد يكونون مطمئنين حتى يضرب الزلزال الفعلي.‏ —‏ انظروا استيقظ!‏ ٨ شباط ١٩٨٣،‏ الصفحة ٢٧.‏

      b من اجل شرح مفصَّل،‏ انظروا الصفحتين ٢٢،‏ ٢٤.‏

      c طوال اكثر من ٣٥ سنة،‏ من ١٨٩٥ الى ١٩٣١،‏ كانت تُقتبس كلمات لوقا ٢١:‏​٢٥،‏ ٢٨،‏ ٣١ في غلاف مجلة برج المراقبة على خلفية من منارة تنير سموات عاصفة فوق بحور هائجة.‏

      d مثلا،‏ في حملة خصوصية في السنة ١٩٣١،‏ سلَّم شهود يهوه شخصيا آلافا عديدة من الكراس الملكوت،‏ رجاء العالم لرجال دين،‏ سياسيين،‏ ورجال اعمال في كل انحاء الارض.‏

      e في استعمال مشابه للكلمة «سموات»،‏ كان للنبوة عن «سموات جديدة» في اشعيا ٦٥:‏​١٧،‏ ١٨ اتمامها الاول في النظام الحكومي الجديد،‏ الذي شمل الوالي زربابل ورئيس الكهنة يشوع،‏ والذي تأسَّس في ارض الموعد بعد عودة اليهود من السبي البابلي.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٣٦:‏٢٣؛‏ عزرا ٥:‏​١،‏ ٢؛‏ اشعيا ٤٤:‏٢٨‏.‏

      ‏[الاطار/‏​الصورة في الصفحة ١٠٥‏]‏

      ١٩١٤ منبأ بها

      «لقد كان في السنة ٦٠٦ ق‌م ان ملكوت اللّٰه انتهى،‏ التاج نُزع،‏ وكل الارض سُلِّمت للامم.‏ والـ‍ ٢٥٢٠ سنة من ٦٠٦ ق‌م ستنتهي في ١٩١٤ ب‌م».‏f —‏ العوالم الثلاثة،‏ الصادر في ١٨٧٧،‏ الصفحة ٨٣.‏

      «دليل الكتاب المقدس واضح وقوي على ان ‹ازمنة الامم› هي فترة من ٢٥٢٠ سنة،‏ من السنة ٦٠٦ ق‌م الى وتشمل ١٩١٤ ب‌م».‏ —‏ دروس في الاسفار المقدسة،‏ المجلد ٢،‏ كتبه ت.‏ ت.‏ رصل ونُشر في ١٨٨٩،‏ الصفحة ٧٩.‏

      تشارلز تاز رصل وتلاميذ الكتاب المقدس رفقاؤه ادركوا قبل عقود ان السنة ١٩١٤ تسم نهاية ازمنة الامم،‏ او الازمنة المعيَّنة للامم.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٤‏)‏ وفي حين انهم لم يفهموا كاملا في تلك الايام الباكرة ما يعنيه ذلك،‏ كانوا مقتنعين بأن السنة ١٩١٤ ستكون حيوية في تاريخ العالم،‏ وكانوا على صواب.‏ لاحظوا الاقتباس التالي من جريدة:‏

      «ان نشوب الحرب المروِّعة في اوروپا تمَّم نبوة غير عادية.‏ فطوال ربع قرن مضى،‏ بواسطة الكارزين وبواسطة الصحافة،‏ كان ‹تلاميذ الكتاب المقدس الامميون›،‏ المعروفون بشكل افضل بـ‍ ‹المؤمنون بالفجر الالفي›،‏ ينادون للعالم بأن يوم الغضب المنبأ به في الكتاب المقدس يبزغ فجره في السنة ١٩١٤.‏ ‹انتبهوا للسنة ١٩١٤!‏› كان نداء مئات المبشرين الجائلين».‏ —‏ العالم،‏ جريدة نيويوركية،‏ ٣٠ آب ١٩١٤.‏

      ‏[الحاشية]‏

      f بفضل العناية الالهية،‏ لم يدرك تلاميذ الكتاب المقدس هؤلاء انه ليست هنالك سنة صفر بين « ق‌م» و « ب‌م».‏ ولاحقا،‏ عندما جعل البحث ضروريا تعديل ٦٠٦ ق‌م الى ٦٠٧ ق‌م،‏ أُزيلت السنة صفر ايضا،‏ ولذلك بقي جيدا الإنباء بالسنة «١٩١٤ ب‌م».‏ —‏ انظروا ‏«الحق يحرركم»،‏ الذي اصدره شهود يهوه في ١٩٤٣،‏ الصفحة ٢٤٣.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٠٦]‏

      ١٩١٤ —‏ نقطة تحوُّل

      الاثر الادبي التاريخ العالمي —‏ قوة ومعنى التاريخ،‏ الذي اصدرته پوليتيكان سنة ١٩٨٧ في كوپنهاڠن،‏ يقدم التعليق التالي في الصفحة ٤٠:‏

      «ان الآمال بالتحسُّن التي سادت القرن الـ‍ ١٩ تلقت الضربة القاتلة في السنة ١٩١٤.‏ فقد كتب المؤرخ والسياسي الدنماركي پيتر مونك على نحو متفائل في السنة التي سبقت نشوب الحرب:‏ ‹كل الدليل هو ضد احتمال حرب بين الدول الاوروپية العظمى.‏ «خطر الحرب» سيختفي ايضا في المستقبل،‏ كما فعل مرة بعد اخرى منذ ١٨٧١ ›.‏

      «وبالتباين،‏ نقرأ في مذكِّراته اللاحقة:‏ ‹ان نشوب الحرب في السنة ١٩١٤ هو نقطة التحوُّل العظمى لتاريخ البشرية.‏ فمن عهد التقدم اللامع،‏ حيث امكن اتِّباع المهن بأمن معقول،‏ دخلنا عصر الكارثة،‏ الرعب،‏ والبغض،‏ مع عدم امن في كل مكان.‏ ولم يتمكن احد من الإخبار،‏ وحتى اليوم لا يتمكن احد من الإخبار،‏ ما اذا كانت الظلمة التي سقطت علينا في ذلك الوقت ستعني الدمار الدائم لكامل البناء الثقافي الذي خلقه الانسان لنفسه عبر آلاف السنين›».‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١١٠]‏

      ‏‹كل جبل يُزاح من موضعه›‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١١١]‏

      أَخفَوا انفسهم في المغاور

  • ختم اسرائيل اللّٰه
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ١٩

      ختم اسرائيل اللّٰه

      الرؤيا ٤ —‏ رؤيا ٧:‏​١-‏١٧

      الموضوع:‏ الـ‍ ‎٠٠٠,١٤٤ يُختمون،‏ وجمع كثير تجري ملاحظته واقفا امام عرش يهوه وأمام الحمَل

      وقت الاتمام:‏ من تتويج المسيح يسوع في السنة ١٩١٤ فصاعدا حتى حكمه الالفي

      ١ «مَن يستطيع الوقوف» في اليوم العظيم للسخط الالهي؟‏

      ‏«مَن يستطيع الوقوف؟‏».‏ (‏رؤيا ٦:‏١٧‏)‏ نعم،‏ مَن في الواقع؟‏ عندما يخرِّب اليوم العظيم للسخط الالهي نظام الشيطان،‏ يبدو من المنطقي ان يطرح حكام وشعوب العالم هذا السؤال.‏ فبالنسبة اليهم يظهر ان النكبة الوشيكة ستضع حدا لكل حياة بشرية.‏ ولكن هل ستفعل ذلك؟‏ من المفرح ان يطمئننا نبي اللّٰه:‏ «كل مَن يدعو باسم يهوه ينجو».‏ (‏يوئيل ٢:‏٣٢‏)‏ والرسولان بطرس وبولس يؤكدان هذا الواقع.‏ (‏اعمال ٢:‏​١٩-‏٢١؛‏ روما ١٠:‏١٣‏)‏ نعم،‏ ان اولئك الذين يدعون باسم يهوه سينجون.‏ فمَن هم هؤلاء؟‏ سنرى ذلك اذ تنكشف الرؤيا التالية.‏

      ٢ لماذا هو غير عادي ان يكون هنالك ناجون من يوم دينونة يهوه؟‏

      ٢ انه غير عادي حقا ان يعبر احد يوم دينونة يهوه حيا،‏ لأن نبيا آخر من انبياء اللّٰه يصفه بهذه الكلمات:‏ «ها قد خرجت عاصفة ريح يهوه،‏ سخط بل عاصفة هوجاء جارفة.‏ على رؤوس الاشرار تثور.‏ لا يرتد غضب يهوه المتقد حتى يُجري وينفذ افكار قلبه».‏ (‏ارميا ٣٠:‏​٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فمن الملحّ ان نتخذ الخطوات للنجاة من هذه العاصفة!‏ —‏ امثال ٢:‏٢٢؛‏ اشعيا ٥٥:‏​٦،‏ ٧؛‏ صفنيا ٢:‏​٢،‏ ٣‏.‏

      الاربع الرياح

      ٣ (‏أ)‏ اية خدمة خصوصية ينجزها الملائكة يراها يوحنا؟‏ (‏ب)‏ ماذا رُمز اليه بـ‍ ‹الاربع الرياح›؟‏

      ٣ قبل ان يطلق يهوه العنان لهذا الغيظ،‏ ينجز الملائكة السماويون خدمة خصوصية.‏ ويوحنا الآن يشاهد ذلك في رؤيا:‏ ‏«بعد هذا رأيت اربعة ملائكة واقفين على اربع زوايا الارض،‏ ممسكين بأربع رياح الارض،‏ لكيلا تهب ريح على الارض ولا على البحر ولا على شجرة ما».‏ (‏رؤيا ٧:‏١ ‏)‏ فماذا يعني ذلك لنا اليوم؟‏ هذه ‹الاربع الرياح› هي رمز حي الى دينونة تدميرية على وشك ان تُطلَق على مجتمع ارضي شرير،‏ على «بحر» البشرية الاثيمة المائج،‏ وعلى الحكام المتكبرين المشبَّهين بالشجر الذين يستمدون التأييد والدعم من شعب الارض.‏ —‏ اشعيا ٥٧:‏٢٠؛‏ مزمور ٣٧:‏​٣٥،‏ ٣٦‏.‏

      ٤ (‏أ)‏ ماذا يمثِّل الاربعة الملائكة؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيكون الاثر في هيئة الشيطان الارضية عندما تُحرَّر الاربع الرياح؟‏

      ٤ دون شك،‏ يمثِّل الاربعة الملائكة هؤلاء اربع فرق ملائكية يستخدمهم يهوه لكبح تنفيذ الدينونة حتى الوقت المعيَّن.‏ وعندما يحرر الملائكة رياح السخط الالهي هذه لتثور في وقت واحد من الشمال،‏ الجنوب،‏ الشرق،‏ والغرب،‏ سيكون الخراب هائلا.‏ وسيشبه ذلك،‏ ولكن على نطاق ضخم،‏ استخدام يهوه للاربع الرياح لتذرية العيلاميين القدماء،‏ محطما ومفنيا اياهم.‏ (‏ارميا ٤٩:‏​٣٦-‏٣٨‏)‏ وسيكون ذلك زوبعة جبّارة اكثر تخريبا من ‹العاصفة› التي بها اباد يهوه امة العمونيين.‏ (‏عاموس ١:‏​١٣-‏١٥‏)‏ ولن يستطيع ايّ جزء من هيئة الشيطان على الارض الوقوف في يوم غيظ يهوه عندما يبرئ سلطانه الى الابد.‏ —‏ مزمور ٨٣:‏​١٥،‏ ١٨؛‏ اشعيا ٢٩:‏​٥،‏ ٦‏.‏

      ٥ كيف تساعدنا نبوة ارميا على الفهم ان أحكام اللّٰه ستشمل كامل الارض؟‏

      ٥ هل يمكننا ان نتأكد ان أحكام اللّٰه ستخرِّب كامل الارض؟‏ أَصغوا ثانية الى نبيه ارميا:‏ «ها ان البلية خارجة من امة الى امة؛‏ وعاصفة هوجاء عظيمة تثور من اقاصي الارض.‏ ويكون قتلى يهوه في ذلك اليوم من اقصى الارض الى اقصى الارض».‏ (‏ارميا ٢٥:‏​٣٢،‏ ٣٣‏)‏ ويكون في اثناء هذه العاصفة الهوجاء ان الظلمة تغلِّف هذا العالم.‏ ووكالاته الحاكمة تندثر في النسيان.‏ (‏رؤيا ٦:‏​١٢-‏١٤‏)‏ لكنّ المستقبل لن يكون مظلما لكل واحد.‏ اذًا،‏ لأجل مَن تُمسَك الاربع رياح؟‏

      ختم عبيد اللّٰه

      ٦ مَن يأمر الملائكة بأن يُمسِكوا الاربع الرياح،‏ وبأي وقت يسمح ذلك؟‏

      ٦ يتابع يوحنا ليصف كيف سيوسم البعض للنجاة قائلا:‏ ‏«ورأيت ملاكا آخر صاعدا من المشرق،‏ ومعه ختم للّٰه الحي،‏ فصرخ بصوت عالٍ الى الملائكة الاربعة الذين أُعطوا ان يضروا الارض والبحر،‏ قائلا:‏ ‹لا تضروا الارض ولا البحر ولا الاشجار،‏ الى ان نختم عبيد إلهنا على جباههم›».‏ —‏ رؤيا ٧:‏​٢،‏ ٣‏.‏

      ٧ مَن هو الملاك الخامس حقا،‏ وأي دليل يساعدنا على اثبات هويته؟‏

      ٧ مع انه لا تجري تسمية هذا الملاك الخامس،‏ فكل الدليل يشير الى انه لا بد ان يكون الرب يسوع الممجَّد.‏ وانسجاما مع كون يسوع رئيس الملائكة،‏ يتبيَّن هنا ان له سلطة على الملائكة الآخرين.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏١٦؛‏ يهوذا ٩‏)‏ وهو يطلع من الشرق،‏ مثل «الملوك الذين من مشرق الشمس» —‏ يهوه ومسيحه —‏ الذين يأتون لتنفيذ الدينونة،‏ كما فعل الملكان داريوس وكورش عندما قهرا بابل القديمة.‏ (‏رؤيا ١٦:‏١٢؛‏ اشعيا ٤٥:‏١؛‏ ارميا ٥١:‏١١؛‏ دانيال ٥:‏٣١‏)‏ وهذا الملاك يشبه ايضا يسوع لأنه مستأمن على ختم المسيحيين الممسوحين.‏ (‏افسس ١:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏ وأيضا،‏ عندما يُطلَق العنان للرياح،‏ فإن يسوع هو مَن يقود الجيوش السماوية في تنفيذ الدينونة في الامم.‏ (‏رؤيا ١٩:‏​١١-‏١٦‏)‏ اذًا،‏ من المنطقي ان يكون يسوع الشخصَ الذي يأمر بمنع دمار هيئة الشيطان الارضية حتى يُختم عبيد اللّٰه.‏

      ٨ ما هو الختم،‏ ومتى بدأ؟‏

      ٨ ما هو هذا الختم،‏ ومَن هم عبيد اللّٰه هؤلاء؟‏ بدأ الختم في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م عندما مُسح المسيحيون اليهود الاولون بالروح القدس.‏ ولاحقا،‏ باشر اللّٰه دعوة ومسح «الامم».‏ (‏روما ٣:‏٢٩؛‏ اعمال ٢:‏​١-‏٤،‏ ١٤،‏ ٣٢،‏ ٣٣؛‏ ١٥:‏١٤‏)‏ وكتب الرسول بولس عن حيازة المسيحيين الممسوحين ضمانا انهم «للمسيح» وأضاف ان اللّٰه «وضع ختمه علينا وأعطانا عربون ما سيأتي،‏ اي الروح،‏ في قلوبنا».‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏​٢١،‏ ٢٢‏؛‏ قارنوا رؤيا ١٤:‏١‏.‏)‏ وهكذا،‏ عندما يجري تبني هؤلاء العبيد كأبناء روحيين للّٰه،‏ يتسلَّمون عربونا مسبقا لميراثهم السماوي —‏ ختما،‏ او رهنا.‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏​١،‏ ٥؛‏ افسس ١:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ وحينئذ يمكنهم القول:‏ «الروح نفسه يشهد مع روحنا بأننا اولاد اللّٰه.‏ فإن كنا اولادا،‏ فنحن ايضا ورثة:‏ ورثة اللّٰه،‏ بل شركاء المسيح في الميراث،‏ إن تألمنا معه لكي نمجَّد ايضا معه».‏ —‏ روما ٨:‏​١٥-‏١٧‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ اي احتمال مطلوب من جهة الباقين من ابناء اللّٰه المولودين من الروح؟‏ (‏ب)‏ الى متى يستمر امتحان الممسوحين؟‏

      ٩ «إن تألمنا معه» —‏ ماذا يعني ذلك؟‏ لكي ينالوا تاج الحياة،‏ يجب على المسيحيين الممسوحين ان يحتملوا،‏ امناء حتى الموت.‏ (‏رؤيا ٢:‏١٠‏)‏ انها ليست مسألة ‹الخالص مرة،‏ خالص على الدوام›.‏ (‏متى ١٠:‏٢٢؛‏ لوقا ١٣:‏٢٤‏)‏ وبالاحرى،‏ جرى حضهم:‏ «ابذلوا بالاكثر قصارى جهدكم لتجعلوا دعوتكم واختياركم اكيدَين».‏ وكالرسول بولس،‏ يجب ان يتمكنوا من القول اخيرا:‏ «جاهدتُ الجهاد الحسن،‏ انهيت الشوط،‏ حفظت الايمان».‏ (‏٢ بطرس ١:‏​١٠،‏ ١١؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏​٧،‏ ٨‏)‏ ولذلك هنا على الارض يجب ان يستمر امتحان وغربلة الباقين من ابناء اللّٰه المولودين من الروح الى ان يُرسخ يسوع وملائكته المرافقون بثبات الختم «على جباه» هؤلاء جميعا،‏ مثبتا هويتهم على نحو قاطع،‏ لا يتغير،‏ بصفتهم «عبيد إلهنا» الممتحنين والامناء.‏ وحينئذ يصير هذا الختم سمة دائمة.‏ ومن الواضح انه عندما يُطلق العنان لرياح الضيق الاربع سيكون جميع الاسرائيليين الروحيين قد خُتموا نهائيا،‏ على الرغم من ان قليلين سيكونون احياء بعد في الجسد.‏ (‏متى ٢٤:‏١٣؛‏ رؤيا ١٩:‏٧‏)‏ فالعضوية الكاملة ستكون قد أُكملت!‏ —‏ روما ١١:‏​٢٥،‏ ٢٦‏.‏

      كم واحدا يُختمون؟‏

      ١٠ (‏أ)‏ اية آيات تشير الى ان عدد المختومين محدود؟‏ (‏ب)‏ ما هو مجموع عدد المختومين،‏ وكيف يجري ذكرهم؟‏

      ١٠ قال يسوع لاولئك المؤهَّلين لهذا الختم:‏ «لا تخف ايها القطيع الصغير،‏ لأن اباكم رضي ان يعطيكم الملكوت».‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢‏)‏ والآيات الاخرى،‏ مثل رؤيا ٦:‏١١ وروما ١١:‏٢٥‏،‏ تشير الى ان عدد هذا القطيع الصغير محدود فعلا،‏ وفي الواقع،‏ مقرَّر مسبقا.‏ وكلمات يوحنا التالية تؤكد ذلك:‏ ‏«وسمعت عدد المختومين،‏ مئة واربعة واربعين ألفا،‏ مختومين من كل سبط من بني اسرائيل:‏ من سبط يهوذا اثنا عشر ألف مختوم،‏ من سبط رأوبين اثنا عشر ألفا،‏ من سبط جاد اثنا عشر ألفا،‏ من سبط اشير اثنا عشر ألفا،‏ من سبط نفتالي اثنا عشر ألفا،‏ من سبط منسى اثنا عشر ألفا،‏ من سبط شمعون اثنا عشر ألفا،‏ من سبط لاوي اثنا عشر ألفا،‏ من سبط يساكر اثنا عشر ألفا،‏ من سبط زبولون اثنا عشر ألفا،‏ من سبط يوسف اثنا عشر ألفا،‏ من سبط بنيامين اثنا عشر ألف مختوم».‏ —‏ رؤيا ٧:‏​٤-‏٨‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ لماذا لا يمكن للاشارة الى الاسباط الـ‍ ١٢ ان تنطبق على اسرائيل الجسدي الحرفي؟‏ (‏ب)‏ لماذا يذكر سفر الرؤيا الاسباط الـ‍ ١٢؟‏ (‏ج)‏ لماذا لا يوجد سبط ملكي او كهنوتي على نحو مطلق في اسرائيل اللّٰه؟‏

      ١١ ألا يمكن ان يكون ذلك اشارة الى اسرائيل الجسدي الحرفي؟‏ كلا،‏ لأن رؤيا ٧:‏​٤-‏٨ تنحرف عن قائمة الاسباط المعتادة.‏ (‏عدد ١:‏​١٧،‏ ٤٧‏)‏ وعلى نحو جلي،‏ ليست القائمة هنا بقصد اثبات هوية اليهود الجسديين بأسباطهم بل لاظهار بنية تنظيمية مشابهة من اجل اسرائيل الروحي.‏ وهذا متوازن.‏ فيجب ان يكون هنالك تماما ٠٠٠‏,‏١٤٤ عضو في هذه الامة الجديدة —‏ ٠٠٠‏,‏١٢ من كل من الاسباط الـ‍ ١٢.‏ وفي اسرائيل اللّٰه هذا لا يوجد سبط ملكي او كهنوتي على نحو مطلق.‏ فالامة بكاملها ستحكم كملوك،‏ والامة بكاملها ستخدم ككهنة.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٦؛‏ رؤيا ٢٠:‏​٤،‏ ٦‏.‏

      ١٢ لماذا من الملائم ان يرنم الشيوخ الـ‍ ٢٤ امام الحمَل كلمات الرؤيا ٥:‏​٩،‏ ١٠‏؟‏

      ١٢ على الرغم من منح اليهود الطبيعيين والمتهودين الفرصة الاولى ليجري اختيارهم لاسرائيل الروحي،‏ إلا ان اقلية فقط من هذه الامة تجاوبت.‏ لذلك قدَّم يهوه الدعوة للامم.‏ (‏يوحنا ١:‏​١٠-‏١٣؛‏ اعمال ٢:‏​٤،‏ ٧-‏١١؛‏ روما ١١:‏٧‏)‏ وكما في قضية الافسسيين،‏ الذين كانوا سابقا «مبعَدين عن رعية اسرائيل»،‏ يمكن الآن لغير اليهود ان يُختموا بروح اللّٰه ويصيروا جزءا من جماعة المسيحيين الممسوحين.‏ (‏افسس ٢:‏​١١-‏١٣؛‏ ٣:‏​٥،‏ ٦؛‏ اعمال ١٥:‏١٤‏)‏ اذًا،‏ من الملائم ان يرنم الشيوخ الـ‍ ٢٤ امام الحمَل:‏ «بدمك اشتريت اناسا للّٰه من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة،‏ وجعلتهم مملكة وكهنة لإلهنا،‏ وسيملكون على الارض».‏ —‏ رؤيا ٥:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٣ لماذا امكن ليعقوب اخي يسوع من امه ان يوجِّه رسالته بلياقة «الى الاثني عشر سبطا المشتتين»؟‏

      ١٣ ان الجماعة المسيحية هي «جنس مختار،‏ كهنوت ملكي،‏ امة مقدسة».‏ (‏١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ واذ تحلّ محلّ اسرائيل الطبيعي كأمة للّٰه،‏ تصير اسرائيل الجديد،‏ اي «حقا ‹اسرائيل›».‏ (‏روما ٩:‏​٦-‏٨؛‏ متى ٢١:‏٤٣‏)‏a لهذا السبب،‏ كان من اللائق تماما ان يوجِّه يعقوب اخو يسوع من امه رسالته الرعوية «الى الاثني عشر سبطا المشتتين»،‏ اي الى الجماعة العالمية للمسيحيين الممسوحين الذين سيبلغ عددهم في حينه ٠٠٠‏,‏١٤٤.‏ —‏ يعقوب ١:‏١‏.‏

      اسرائيل اللّٰه اليوم

      ١٤ ماذا يظهر ان شهود يهوه يعتقدون بثبات ان الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ هو العدد الحرفي للذين يؤلفون اسرائيل الروحي؟‏

      ١٤ على نحو مثير للاهتمام،‏ ادرك تشارلز ت.‏ رصل ان الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ هو عدد حرفي لافراد يؤلفون اسرائيل الروحي.‏ ففي الخليقة الجديدة،‏ المجلد السادس من دروس في الاسفار المقدسة التي له،‏ الصادر في السنة ١٩٠٤،‏ كتب:‏ «لدينا كل سبب للاعتقاد ان العدد المحدَّد الثابت للمنتخَبين [الممسوحين المختارين] هو ذاك المذكور عدة مرات في سفر الرؤيا (‏٧:‏٤؛‏ ١٤:‏١‏)‏؛‏ اي ٠٠٠‏,‏١٤٤ ‹اشتُروا من بين الناس›».‏ وفي النور،‏ الكتاب الاول،‏ الذي اصدره في السنة ١٩٣٠ تلاميذ الكتاب المقدس،‏ ذُكر على نحو مماثل:‏ «وهكذا يجري اظهار الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ عضو في جسد المسيح في المحفل بصفتهم مختارين وممسوحين،‏ او مختومين».‏ وشهود يهوه يتمسكون بثبات بالنظرة ان الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ مسيحي ممسوح يؤلفون حرفيا اسرائيل الروحي.‏

      ١٥ قبيل يوم الرب،‏ ماذا اعتقد تلاميذ الكتاب المقدس المخلصون ان اليهود الطبيعيين سيتمتعون به بعد انتهاء ازمنة الامم؟‏

      ١٥ ولكن،‏ ألا يستحق اسرائيل الطبيعي اليوم بعض الرضى الخصوصي؟‏ في الفترة التي سبقت يوم الرب مباشرة،‏ عندما كان تلاميذ الكتاب المقدس المخلصون يكتشفون مجدَّدا الكثير من الحقائق الاساسية لكلمة اللّٰه،‏ اعتُقد انه بانتهاء ازمنة الامم سيتمتع اليهود ثانية بموقف ذي حظوة امام اللّٰه.‏ وهكذا فإن كتاب ت.‏ ت.‏ رصل قد دنا الوقت (‏المجلد الثاني من دروس في الاسفار المقدسة )‏،‏ الصادر في السنة ١٨٨٩،‏ طبَّق ارميا ٣١:‏​٢٩-‏٣٤ على اليهود الطبيعيين،‏ وعلَّق:‏ «العالم شاهد لواقع ان عقاب اسرائيل تحت سيطرة الامم كان مستمرا منذ [٦٠٧] ق‌م،‏ وأنه ما زال مستمرا،‏ وأنه ليس هنالك سبب لتوقع اعادة تنظيمهم القومي قبل السنة ١٩١٤ ب‌م،‏ الحدّ لـ‍ ‹ازمنتهم السبعة› —‏ ٢٥٢٠ سنة».‏ لقد بدا ان اليهود سيختبرون عندئذ ردّا قوميا،‏ وهذا التوقع لمع كما يظهر في السنة ١٩١٧،‏ عندما كفل وعد بلفور التأييد البريطاني لجعل فلسطين وطنا قوميا لليهود.‏

      ١٦ اية جهود بذلها شهود يهوه للوصول الى اليهود الطبيعيين بالرسالة المسيحية،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ١٦ بعد الحرب العالمية الاولى صارت فلسطين اقليما تحت انتداب بريطانيا العظمى،‏ وفُتح الطريق لرجوع كثيرين من اليهود الى هذا البلد.‏ وفي السنة ١٩٤٨ نشأت اسرائيل السياسية.‏ ألا يشير ذلك الى ان اليهود كانوا مؤهَّلين للبركات الالهية؟‏ لسنوات عديدة،‏ اعتقد شهود يهوه ان الامر هو كذلك.‏ وهكذا،‏ في السنة ١٩٢٥ نشروا كتابا مؤلفا من ١٢٨ صفحة تعزية لليهود.‏ وفي السنة ١٩٢٩ اصدروا مجلَّدا جذابا مؤلفا من ٣٦٠ صفحة،‏ الحياة،‏ مصمَّما ليروق اليهود ويعالج ايضا سفر الكتاب المقدس ايوب.‏ وبُذلت جهود كبيرة،‏ وخصوصا في مدينة نيويورك،‏ للوصول الى اليهود بهذه الرسالة المسيّانية.‏ ومن المفرح ان افرادا قليلين تجاوبوا،‏ لكنّ اليهود ككل،‏ مثل آبائهم للقرن الاول،‏ رفضوا الدليل على حضور المسيّا.‏

      ١٧،‏ ١٨ ماذا فهم عبيد اللّٰه على الارض عن العهد الجديد ونبوات الردّ في الكتاب المقدس؟‏

      ١٧ لقد اتضح ان اليهود،‏ كشعب وكأمة،‏ ليسوا اسرائيل الموصوف في رؤيا ٧:‏​٤-‏٨ او في نبوات الكتاب المقدس الاخرى المتعلقة بيوم الرب.‏ واذ اتَّبعوا التقليد،‏ استمر اليهود في تجنُّب استعمال الاسم الالهي.‏ (‏متى ١٥:‏​١-‏٣،‏ ٧-‏٩‏)‏ وفي مناقشة ارميا ٣١:‏​٣١-‏٣٤‏،‏ فإن الكتاب يهوه،‏ الذي اصدره شهود يهوه في السنة ١٩٣٤،‏ ذكر على نحو قاطع:‏ «العهد الجديد ليست له علاقة بالمتحدرين الطبيعيين من اسرائيل وبالجنس البشري عموما،‏ بل .‏ .‏ .‏ هو محدود باسرائيل الروحي».‏ ونبوات الردّ في الكتاب المقدس لا ترتبط باليهود الطبيعيين ولا باسرائيل السياسي،‏ الذي هو عضو في الامم المتحدة وجزء من العالم الذي تكلَّم يسوع عنه في يوحنا ١٤:‏​١٩،‏ ٣٠ و ١٨:‏٣٦‏.‏

      ١٨ وفي السنة ١٩٣١ حصل عبيد اللّٰه على الارض،‏ بفرح عظيم،‏ على الاسم شهود يهوه.‏ وأمكنهم الاشتراك من كل القلب في كلمات المزمور ٩٧:‏١١‏:‏ «النور اشرق على البار،‏ والفرح على مستقيمي القلوب».‏ وأمكنهم التمييز بوضوح ان اسرائيل الروحي وحده قد أُدخل في العهد الجديد.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١٥؛‏ ١٢:‏​٢٢،‏ ٢٤‏)‏ واسرائيل الطبيعي غير المتجاوب لم تكن له حصة فيه،‏ ولا الجنس البشري عموما.‏ وهذا الفهم مهَّد السبيل لوميض متألق من النور الالهي،‏ بارز في حوليات التاريخ الثيوقراطي.‏ وكان ذلك سيُظهر الى ايّ حد يقدِّم يهوه على نحو وافر رحمته،‏ لطفه الحبي،‏ وحقه لكل البشر الذين يقتربون اليه.‏ (‏خروج ٣٤:‏٦؛‏ يعقوب ٤:‏٨‏)‏ نعم،‏ كان آخرون الى جانب اسرائيل اللّٰه سيستفيدون من إمساك الملائكة رياح الدمار الاربع.‏ فمَن يمكن ان يكون هؤلاء؟‏ وهل يمكنكم ان تكونوا واحدا منهم؟‏ فلنرَ الآن.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a على نحو ملائم،‏ الاسم اسرائيل يعني «اللّٰه يجاهد؛‏ مجاهد (‏مثابر)‏ مع اللّٰه».‏ —‏ تكوين ٣٢:‏٢٨‏،‏ الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد،‏ الحاشية.‏

      ‏[صورة تغطي كامل الصفحة ١١٤]‏

      ‏[الصور في الصفحتين ١١٦ و ١١٧]‏

      ان الاختيار العام لاسرائيل اللّٰه الحقيقي بوشر من يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م حتى السنة ١٩٣٥ اذ انه،‏ في محفل تاريخي لشهود يهوه في واشنطن،‏ دي.‏ سي.‏،‏ انتقل التشديد الى تجميع جمع كثير بآ‌مال حياة ارضية (‏رؤيا ٧:‏٩‏)‏

  • جمع كثير محتشد
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٢٠

      جمع كثير محتشد

      ١ بعد وصفه ختم الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ اي فريق آخر يراه يوحنا؟‏

      بعد ان يصف ختم الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ يمضي يوحنا راويا احد اكثر الاعلانات اثارة في كل السفر.‏ ولا بد ان قلبه قفز فرحا وهو يروي ذلك،‏ قائلا:‏ ‏«بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعدَّه،‏ من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة،‏ واقفون امام العرش وأمام الحمل،‏ لابسين حللا بيضاء،‏ وفي ايديهم سعف نخل».‏ (‏رؤيا ٧:‏٩ ‏)‏ نعم،‏ ان إمساك الرياح الاربع يسمح بخلاص فريق آخر الى جانب الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ عضو من اسرائيل الروحي:‏ جمع كثير اممي،‏ متعدد اللغات.‏a —‏ رؤيا ٧:‏١‏.‏

      ٢ كيف شرح معلِّقون عالميون الجمع الكثير،‏ وكيف نظر حتى تلاميذ الكتاب المقدس في الماضي الى هذا الفريق؟‏

      ٢ فسَّر معلِّقون عالميون هذا الجمع الكثير بأنهم غير اليهود المهتدون الى المسيحية او انهم الشهداء المسيحيون الذين مصيرهم السماء.‏ وحتى تلاميذ الكتاب المقدس في الماضي نظروا اليهم كصف سماوي ثانوي،‏ كما ذُكر في السنة ١٨٨٦ في المجلد ١ من دروس في الاسفار المقدسة،‏ نظام الدهور الالهي:‏ «انهم يخسرون جائزة العرش والطبيعة الالهية،‏ ولكنهم يبلغون اخيرا الولادة ككائنات روحانية برتبة ادنى من الطبيعة الالهية.‏ ومع ان هؤلاء مكرَّسون حقا،‏ إلا ان الروح العالمية تغلبهم الى حد انهم يفشلون في التضحية بحياتهم».‏ وفي وقت متأخر كالسنة ١٩٣٠ جرى التعبير عن الفكرة في النور،‏ الكتاب الاول:‏ «اولئك الذين يشكلون هذا الجمع الكثير يفشلون في التجاوب مع الدعوة الى الصيرورة شهودا غيورين للرب».‏ لقد وُصفوا بأنهم فريق البر الذاتي الذين امتلكوا معرفة عن الحق ولكنهم فعلوا القليل بشأن الكرازة به.‏ وكانوا سيؤخذون الى السماء كصف ثانوي لا يشارك المسيح في الحكم.‏

      ٣ (‏أ)‏ اي رجاء قُدِّم لذوي القلوب المستقيمة الذين اصبحوا لاحقا غيورين في عمل الكرازة؟‏ (‏ب)‏ كيف شرحت برج المراقبة في السنة ١٩٢٣ مثل الخراف والجداء؟‏

      ٣ ولكن كان هنالك عشراء آخرون للمسيحيين الممسوحين اصبحوا لاحقا اكثر غيرة في عمل الكرازة.‏ ولم يكن لديهم طموح الذهاب الى السماء.‏ وفعلا،‏ كان رجاؤهم منسجما مع عنوان محاضرة عامة قدَّمها شعب يهوه من السنة ١٩١٨ الى السنة ١٩٢٢.‏ وهذه كانت في الاصل «العالم قد انتهى —‏ ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا».‏b وبُعيد ذلك شرحت مجلة برج المراقبة،‏ ١٥ تشرين الاول ١٩٢٣،‏ مثل يسوع عن الخراف والجداء (‏متى ٢٥:‏​٣١-‏٤٦‏)‏،‏ قائلة:‏ «تمثل الخراف كل شعوب الامم،‏ لا المولودين من الروح بل الميّالين الى البر،‏ الذين يعترفون عقليا بيسوع المسيح بصفته الرب والذين يتطلعون الى ويرجون وقتا افضل تحت حكمه».‏

      ٤ كيف اصبح النور في ما يتعلق بالصف الارضي اكثر اشراقا في السنوات ١٩٣١؟‏ ١٩٣٢؟‏ ١٩٣٤؟‏

      ٤ بعد بضع سنوات،‏ في السنة ١٩٣١،‏ ناقش كتاب التبرئة،‏ الكتاب الاول،‏ الاصحاح التاسع من سفر حزقيال،‏ محدِّدا هوية اولئك الاشخاص الموسومين على الجبهة من اجل الحفظ عند نهاية العالم بصفتهم الخراف في المثل المذكور آنفا.‏ أما الكتاب الثالث من التبرئة،‏ الصادر في السنة ١٩٣٢،‏ فوصف الموقف القلبي المستقيم للرجل غير الاسرائيلي يهوناداب،‏ الذي انضم الى ملك اسرائيل الممسوح ياهو في مركبته وانطلق ليرى غيرة ياهو في تنفيذ الحكم في الدينيين الزائفين.‏ (‏٢ ملوك ١٠:‏​١٥-‏١٧‏)‏ علَّق الكتاب:‏ «يهوناداب مثَّل او رمز الى ذلك الصف من اناس المشيئة الصالحة على الارض الآن في اثناء الوقت حيث عمَلُ ياهو [لاعلان احكام يهوه] في تقدُّم،‏ الذين هم غير منسجمين مع هيئة الشيطان،‏ الذين يتخذون موقفهم الى جانب البر،‏ والذين سيحفظهم الرب في اثناء فترة هرمجدون،‏ وينجيهم من ذلك الضيق،‏ ويعطيهم الحياة الابدية على الارض.‏ هؤلاء يؤلفون صف ‹الخراف›».‏ وفي السنة ١٩٣٤ اوضحت برج المراقبة ان هؤلاء المسيحيين ذوي الآمال الارضية يجب ان يصنعوا انتذارا ليهوه ويعتمدوا.‏ ان النور في ما يتعلق بهذا الصف الارضي كان يشرق اكثر من ايّ وقت مضى.‏ —‏ امثال ٤:‏١٨‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ اي اثبات لهوية الجمع الكثير جرى في السنة ١٩٣٥؟‏ (‏ب)‏ عندما طلب ج.‏ ف.‏ رذرفورد في السنة ١٩٣٥ من المجتمعين الذين يملكون الرجاء بالعيش الى الابد على الارض ان يقفوا،‏ ماذا حدث؟‏

      ٥ ان فهم الرؤيا ٧:‏​٩-‏١٧ كان الآن على وشك التدفق بكل تألقه الساطع!‏ (‏مزمور ٩٧:‏١١‏)‏ وقد عبَّرت مجلة برج المراقبة مرارا عن الرجاء بأن محفلا مقررا في ٣٠ ايار الى ٣ حزيران ١٩٣٥،‏ في واشنطن،‏ دي.‏ سي.‏،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ سيكون «تعزية حقيقية وفائدة» لاولئك الممثَّلين بيهوناداب.‏ وهذا ما كان!‏ ففي خطاب مثير عن «الجمع الكثير»،‏ أُلقي على حوالي ٠٠٠‏,‏٢٠ من المجتمعين،‏ قَدَّم ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ الذي اخذ القيادة آنذاك في عمل الكرازة العالمي،‏ برهانا من الاسفار المقدسة على ان الخراف الاخر العصريين هم ذلك الجمع الكثير نفسه للرؤيا ٧:‏٩‏.‏ وعند ذروة هذا الخطاب،‏ سأل الخطيب:‏ «هل يريد جميع اولئك الذين يملكون الرجاء بالعيش الى الابد على الارض ان يقفوا؟‏».‏ واذ وقف قسم كبير من الحضور،‏ اعلن الخطيب:‏ «انظروا!‏ الجمع الكثير!‏».‏ فكان سكوت،‏ تبعه هتاف مدوٍّ.‏ كم كان مبتهجا صف يوحنا —‏ وكذلك فريق يهوناداب!‏ وفي اليوم التالي،‏ اعتمد ٨٤٠ شاهدا جديدا،‏ وغالبيتهم يعترفون بأنهم من هذا الجمع الكثير.‏

      اثبات هوية الجمع الكثير

      ٦ (‏أ)‏ لماذا يمكننا ان نفهم بوضوح ان الجمع الكثير هم الفريق العصري من المسيحيين المنتذرين الذين يرجون العيش الى الابد على الارض؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا ترمز الحلل البيضاء للجمع الكثير؟‏

      ٦ كيف يمكننا ان نقرر على نحو قاطع الى هذا الحد ان الجمع الكثير هم هذا الفريق العصري من المسيحيين المنتذرين الذين يرجون العيش الى الابد على ارض اللّٰه؟‏ سابقا،‏ رأى يوحنا في رؤيا الفريق السماوي الذين ‹اشتُروا للّٰه من كل قبيلة ولسان وشعب وامة›.‏ (‏رؤيا ٥:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ وللجمع الكثير اصل مماثل ولكن مصير مختلف.‏ وبخلاف اسرائيل اللّٰه،‏ ان عددهم غير محدَّد من قبل.‏ ولا يقدر انسان ان يخبر مسبقا كم سيكون هنالك.‏ وقد غُسلت حللهم وبُيِّضت بدم الحمل،‏ مما يرمز الى امتلاكهم موقفا بارا امام يهوه بفضل ايمانهم بذبيحة يسوع.‏ (‏رؤيا ٧:‏١٤‏)‏ وهم يلوِّحون بسعف النخل،‏ مرحِّبين بالمسيّا ملكا لهم.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ التلويح بسعف النخل ذكَّر الرسول يوحنا دون شك بأية احداث؟‏ (‏ب)‏ ما هو مغزى واقع تلويح الذين هم من الجمع الكثير بسعف النخل؟‏

      ٧ واذ يشاهد هذه الرؤيا،‏ لا بد ان افكار يوحنا تعود به اكثر من ٦٠ سنة الى اسبوع يسوع الاخير على الارض.‏ ففي ٩ نيسان قمري سنة ٣٣ ب‌م،‏ عندما احتشدت الجموع لترحب بيسوع في طريقه الى اورشليم،‏ «اخذوا سعف النخل وخرجوا للقائه.‏ وابتدأوا يهتفون:‏ ‹خلصه!‏ مبارك الآتي باسم يهوه،‏ ملك اسرائيل!‏›».‏ (‏يوحنا ١٢:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ وبطريقة مماثلة،‏ فان التلويح بسعف النخل والهتاف من جهة الجمع الكثير يظهر فرحهم الطلق العنان بقبول يسوع كملك يهوه المعيَّن.‏

      ٨ دون شك،‏ تذكِّر سعف النخل وهتاف الابتهاج يوحنا ايضا بعيد المظال الاسرائيلي القديم.‏ من اجل هذا العيد امر يهوه:‏ «وتأخذون لأنفسكم في اليوم الاول ثمر اشجار بهية،‏ وسعف النخل،‏ وأغصان اشجار كثيفة،‏ وحور الوادي،‏ وتفرحون امام يهوه إلهكم سبعة ايام».‏ كانت سعف النخل تُستخدم علامة للفرح.‏ وكانت المظال الوقتية مذكِّرا بانقاذ يهوه شعبه من مصر،‏ ليعيشوا في خيام في البرية.‏ و «الغريب واليتيم والارملة» شاركوا في هذا العيد.‏ وكل اسرائيل ‹لم يكن إلا فرحا›.‏ —‏ لاويين ٢٣:‏٤٠؛‏ تثنية ١٦:‏​١٣-‏١٥‏.‏

      ٩ الى ايّ صراخِ فرحٍ ينضم الجمع الكثير؟‏

      ٩ من الملائم اذًا ان يلوِّح الجمع الكثير،‏ على الرغم من انهم ليسوا جزءا من اسرائيل الروحي،‏ بسعف النخل،‏ لانهم بفرح وشكر ينسبون النصر والخلاص الى اللّٰه والى الحمل،‏ كما يلاحظ يوحنا هنا:‏ ‏«وكانوا يصرخون بصوت عالٍ قائلين:‏ ‹نحن مدينون بالخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللحمل›».‏ (‏رؤيا ٧:‏١٠ ‏)‏ ومع انهم انفصلوا عن كل الفرق العرقية،‏ فان الجمع الكثير يصرخون بهذا ‹الصوت العالي› الواحد.‏ فكيف يتمكنون من ذلك،‏ على الرغم من اختلاف اممهم ولغاتهم؟‏

      ١٠ كيف يمكن للجمع الكثير ان يصرخوا باتحاد «بصوت عالٍ» واحد على الرغم من اختلاف اممهم ولغاتهم؟‏

      ١٠ هذا الجمع الكثير هو جزء من الهيئة الوحيدة المتعددة القوميات المتحدة حقا على الارض اليوم.‏ فهم لا يملكون مقاييس مختلفة لبلدان مختلفة لكنهم بثبات يطبِّقون مبادئ الكتاب المقدس الصائبة حيثما يعيشون.‏ ولا يتورطون في الحركات القومية والثورية لكنهم حقا «يطبعون سيوفهم سككا».‏ (‏اشعيا ٢:‏٤‏)‏ وهم ليسوا مقسَّمين الى طوائف او ملل بحيث يعلنون رسائل مشوَّشة او متناقضة على نحو متبادل كما تفعل اديان العالم المسيحي؛‏ ولا يتركون لصف من رجال الدين المتخصصين ان يقوموا بالتسبيح عنهم.‏ ولا يصرخون بأنهم مدينون بالخلاص للروح القدس لأنهم ليسوا خداما لاله ثالوثي.‏ وفي نحو ٢٠٠ مقاطعة جغرافية حول الارض يدعون باتحاد باسم يهوه فيما يتكلمون بلغة الحق النقية الوحيدة.‏ (‏صفنيا ٣:‏٩‏)‏ وبلياقة،‏ يعترفون علنا بأن خلاصهم يأتي من يهوه،‏ اله الخلاص،‏ بواسطة يسوع المسيح،‏ وكيله الرئيسي للخلاص.‏ —‏ مزمور ٣:‏٨؛‏ عبرانيين ٢:‏١٠‏.‏

      ١١ كيف ساعدت التقنية الحديثة الذين هم من الجمع الكثير على رفع صوتهم العالي على نحو اعلى ايضا؟‏

      ١١ ساعدت التقنية الحديثة على جعل الصوت العالي للجمع الكثير المتحد يدوّي على نحو اعظم ايضا.‏ ولا يوجد فريق ديني آخر على الارض يحتاج الى نشر المساعِدات على درس الكتاب المقدس باكثر من ٤٠٠ لغة،‏ اذ لا يوجد فريق آخر يهتم بالوصول الى كل شعوب الارض برسالة موحَّدة واحدة.‏ وكمساعد اضافي على ذلك،‏ وتحت اشراف الهيئة الحاكمة الممسوحة لشهود يهوه،‏ طُوِّر نظام التنضيد الضوئي الالكتروني المتعدد اللغات (‏MEPS‏)‏.‏ وعند طباعة هذه النسخة،‏ كانت تُستخدم اشكال مختلفة من MEPS في اكثر من ١٢٥ موقعا حول الارض،‏ وساعد ذلك على جعله ممكنا ان تُنشر مجلتهم الرئيسية نصف الشهرية،‏ برج المراقبة،‏ بأكثر من ١٣٠ لغة في آن واحد.‏ وينشر شعب يهوه ايضا الكتب في آن واحد،‏ كهذا الكتاب،‏ بعدد من اللغات.‏ وهكذا يتمكن شهود يهوه،‏ الذين يشكل الجمع الكثير بينهم الاكثرية الساحقة،‏ من توزيع مئات الملايين من المطبوعات سنويا بكل اللغات المعروفة جيدا،‏ ممكِّنين حشودا اضافية من كل القبائل والالسنة من درس كلمة اللّٰه وضم اصواتهم الى الصوت العالي للجمع الكثير.‏ —‏ اشعيا ٤٢:‏​١٠،‏ ١٢‏.‏

      في السماء ام على الارض؟‏

      ١٢،‏ ١٣ بأية طريقة يكون الجمع الكثير ‹واقفين امام العرش وأمام الحمل›؟‏

      ١٢ وكيف نعرف ان ‹الوقوف امام العرش› لا يعني ان الجمع الكثير هم في السماء؟‏ هنالك ادلة واضحة كثيرة على هذه النقطة.‏ على سبيل المثال،‏ الكلمة اليونانية المترجمة هنا «امام» (‏إنوپيون‏)‏ تعني حرفيا «بمرأى [من]» وتُستعمل مرات عديدة في ما يتعلق بالبشر على الارض الذين هم «امام» او «بمرأى من» يهوه.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏٢١؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٤؛‏ روما ١٤:‏٢٢؛‏ غلاطية ١:‏٢٠‏)‏ وفي احدى المناسبات عندما كان الاسرائيليون في البرية قال موسى لهارون:‏ «قل لكل جماعة بني اسرائيل:‏ ‹اقتربوا امام يهوه،‏ لأنه قد سمع تذمركم›».‏ (‏خروج ١٦:‏٩‏)‏ فلم يكن على الاسرائيليين ان يُنقلوا الى السماء لكي يقفوا امام يهوه في تلك المناسبة.‏ (‏قارنوا لاويين ٢٤:‏٨‏.‏)‏ وبالاحرى،‏ وقفوا هنالك في البرية بمرأى من يهوه،‏ وكان انتباهه موجَّها عليهم.‏

      ١٣ وبالاضافة الى ذلك،‏ نقرأ:‏ «ومتى جاء ابن الانسان في مجده .‏ .‏ .‏ تجتمع امامهc كل الامم».‏ فلن يكون كامل الجنس البشري في السماء عند اتمام هذه النبوة.‏ وبالتأكيد،‏ ان اولئك الذين ‹يذهبون الى قطع ابدي› لن يكونوا في السماء.‏ (‏متى ٢٥:‏​٣١-‏٣٣،‏ ٤١،‏ ٤٦‏)‏ وبدلا من ذلك،‏ يقف الجنس البشري على الارض بمرأى من يسوع،‏ وهو يحوِّل انتباهه الى ادانتهم.‏ وبشكل مماثل،‏ يكون الجمع الكثير «امام العرش وأمام الحمل» لانهم يقفون بمرأى من يهوه وملكه،‏ المسيح يسوع،‏ اللذين ينالون منهما دينونة مؤاتية.‏

      ١٤ (‏أ)‏ مَن هم الموصوفون بأنهم «حول العرش» و «على جبل صهيون» السماوي؟‏ (‏ب)‏ مع ان الجمع الكثير يخدمون اللّٰه «في هيكله»،‏ لماذا لا يجعلهم ذلك صفا كهنوتيا؟‏

      ١٤ يجري وصف الـ‍ ٢٤ شيخا وفريق الممسوحين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ بأنهم ‹حول عرش› يهوه و «على جبل صهيون» السماوي.‏ (‏رؤيا ٤:‏٤؛‏ ١٤:‏١‏)‏ والجمع الكثير ليس صفا كهنوتيا ولا يبلغون ذلك المركز الرفيع.‏ صحيح انهم يوصفون لاحقا في الرؤيا ٧:‏١٥ بأنهم يخدمون اللّٰه «في هيكله».‏ لكنّ هذا الهيكل لا يشير الى المقدس الداخلي،‏ قدس الاقداس.‏ وبالاحرى،‏ انه الدار الارضية لهيكل اللّٰه الروحي.‏ والكلمة اليونانية ناوس،‏ المترجمة هنا الى «هيكل»،‏ تنقل غالبا المعنى الواسع لكامل الصرح المشيَّد لعبادة يهوه.‏ واليوم،‏ انه بناء روحي يشمل السماء والارض كليهما.‏ —‏ قارنوا متى ٢٦:‏٦١؛‏ ٢٧:‏​٥،‏ ٣٩،‏ ٤٠؛‏ مرقس ١٥:‏​٢٩،‏ ٣٠؛‏ يوحنا ٢:‏​١٩-‏٢١‏،‏ الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد،‏ الحاشية.‏

      هتاف تسبيح كوني

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ ما هو التجاوب في السماء مع ظهور الجمع الكثير؟‏ (‏ب)‏ كيف تتجاوب خليقة يهوه الروحانية مع كل اعلان جديد لقصده؟‏ (‏ج)‏ كيف يمكننا نحن على الارض ان نشارك في ترنيمة التسبيح؟‏

      ١٥ يسبِّح الجمع الكثير يهوه،‏ لكنّ آخرين ايضا يرنمون تسابيحه.‏ يخبر يوحنا:‏ ‏«وكان جميع الملائكة واقفين حول العرش والشيوخ والمخلوقات الحية الأربعة،‏ فسقطوا على وجوههم أمام العرش وعبدوا اللّٰه،‏ قائلين:‏ ‹آمين!‏ البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقوة والقدرة لإلهنا إلى أبد الآبدين!‏ آمين›».‏ —‏ رؤيا ٧:‏​١١،‏ ١٢‏.‏

      ١٦ عندما خلق يهوه الارض،‏ كل ملائكته القديسين «هللت .‏ .‏ .‏ معا،‏ وهتف جميع بني اللّٰه».‏ (‏ايوب ٣٨:‏٧‏)‏ ان كل اعلان جديد لقصد يهوه لا بد انه اثار هتاف تسبيح ملائكيا مشابها.‏ وعندما يصرخ الـ‍ ٢٤ شيخا —‏ الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ في مجدهم السماوي —‏ اعترافا بالحمل تعبِّر كل مخلوقات اللّٰه السماوية الاخرى عن موافقتها بالتسابيح ليسوع وليهوه اللّٰه.‏ (‏رؤيا ٥:‏​٩-‏١٤‏)‏ لقد سبق ان امتلأت هذه المخلوقات بالفرح لرؤيتهم اتمام قصد يهوه باقامته البشر الممسوحين الامناء الى مكان مجيد في الحيِّز الروحاني.‏ والآن،‏ إذ يظهر الجمع الكثير،‏ تبدأ كل مخلوقات يهوه السماوية الامينة بتسبيح عذب.‏ حقا،‏ ان يوم الرب بالنسبة الى جميع خدام يهوه هو وقت مثير للعيش فيه.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ وهنا على الارض،‏ يا له من امتياز ان نشارك في ترنيمة التسبيح بالشهادة لملكوت يهوه!‏

      الجمع الكثير يظهر

      ١٧ (‏أ)‏ اي سؤال طرحه احد الشيوخ الـ‍ ٢٤،‏ وواقع تمكُّن الشيخ من تحديد الجواب يقترح ماذا؟‏ (‏ب)‏ متى جرت الاجابة عن سؤال الشيخ؟‏

      ١٧ من زمن الرسول يوحنا فصاعدا الى يوم الرب،‏ تحيَّر المسيحيون الممسوحون من هوية الجمع الكثير.‏ اذًا،‏ من الملائم ان يثير احد الشيوخ الـ‍ ٢٤،‏ ممثلا الممسوحين الموجودين الآن في السماء،‏ تفكير يوحنا بطرح سؤال وثيق الصلة بالموضوع.‏ ‏«فأجاب واحد من الشيوخ وقال لي:‏ ‹هؤلاء اللابسون حللا بيضاء،‏ مَن هم ومن أين أتوا؟‏›.‏ فقلت له في الحال:‏ ‹يا ربي،‏ انت أعلم›».‏ (‏رؤيا ٧:‏​١٣،‏ ١٤ أ )‏ نعم،‏ كان بامكان ذلك الشيخ تحديد الجواب واعطاؤه ليوحنا.‏ وهذا يقترح ان المقامين من فريق الـ‍ ٢٤ شيخا قد يكونون مشمولين بنقل الحقائق الالهية اليوم.‏ أما اولئك الذين هم من صف يوحنا على الارض فكان يجب ان يعلموا هوية الجمع الكثير بملاحظتهم عن كثب ما ينجزه يهوه في وسطهم.‏ وقد كانوا مسرعين في تقدير الوميض المتألق للنور الالهي الذي زخرف الجوَّ الثيوقراطي في السنة ١٩٣٥ في وقت يهوه المعيَّن.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ اي رجاء شدَّد عليه صف يوحنا في اثناء عشرينات وثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ ولكن مَن تجاوبوا مع الرسالة بأعداد متزايدة؟‏ (‏ب)‏ تحديد هوية الجمع الكثير في السنة ١٩٣٥ اشار الى ماذا في ما يتعلق بالـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤؟‏ (‏ج)‏ ماذا تكشفه احصاءات الذكرى؟‏

      ١٨ في اثناء عشرينات واوائل ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كان صف يوحنا قد شدَّد على الرجاء السماوي،‏ في المطبوعات وفي عمل الكرازة على السواء.‏ وكما يظهر،‏ فان العدد التام للـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ كان يجب ان يكتمل بعد.‏ ولكنّ أعدادا متزايدة من اولئك الذين اصغوا الى الرسالة والذين اظهروا غيرة في عمل الشهادة اتت لتؤكد الاهتمام بالعيش الى الابد على الارض الفردوسية.‏ فكانوا لا يرغبون في الذهاب الى السماء.‏ وتلك لم تكن دعوتهم.‏ ولم يكونوا جزءا من القطيع الصغير بل من الخراف الاخر.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وتحديد هويتهم في السنة ١٩٣٥ بصفتهم الجمع الكثير من الخراف الاخر كان اشارة الى ان اختيار الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ كان آنذاك على وشك ان يتم.‏

      ١٩ فهل تؤيد الاحصاءات هذا الاستنتاج؟‏ نعم،‏ تفعل ذلك.‏ ففي السنة ١٩٣٨ شارك ٠٤٧‏,‏٥٩ شاهدا ليهوه في الخدمة حول العالم.‏ من هؤلاء تناول ٧٣٢‏,‏٣٦ من الرمزين في الاحتفال السنوي بذكرى موت يسوع،‏ مشيرين بالتالي الى حيازتهم دعوة سماوية.‏ وعلى مر السنين منذ ذلك الحين،‏ يتناقص عدد المتناولين هؤلاء تدريجيا،‏ وبشكل رئيسي لان شهود يهوه الامناء انهوا مسلك حياتهم الارضي بالموت.‏ وفي السنة ٢٠٠٥ تناول ٥٢٤‏,‏٨ فقط من رمزي الذكرى —‏ ٠٥‏,٠ في المئة من الـ‍ ١١٦‏,‏٣٩٠‏,‏١٦ الذين حضروا هذا الاحتفال العالمي.‏

      ٢٠ (‏أ)‏ في اثناء الحرب العالمية الثانية،‏ اي تعليق صنعه على انفراد ج.‏ ف.‏ رذرفورد عن الجمع الكثير؟‏ (‏ب)‏ اية وقائع الآن تظهر ان الجمع الكثير هو كثير فعلا؟‏

      ٢٠ عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية بذل الشيطان جهودا مريرة لايقاف حصاد الجمع الكثير.‏ فقد وُضعت القيود على عمل يهوه في بلدان كثيرة.‏ وفي اثناء تلك الايام القاتمة،‏ وقبيل موته في كانون الثاني ١٩٤٢،‏ سُمع ج.‏ ف.‏ رذرفورد يقول:‏ «حسنا .‏ .‏ .‏ يبدو كما لو ان الجمع الكثير لن يكون كبيرا جدا على اية حال».‏ ولكنّ البركة الالهية وجَّهت بطريقة مختلفة!‏ فبحلول السنة ١٩٤٦ قفز عدد الشهود الذين يخدمون حول العالم الى ٤٥٦‏,‏١٧٦ —‏ غالبية هؤلاء من الجمع الكثير.‏ وفي السنة ٢٠٠٥ كان هنالك ٠٢٢‏,‏٣٩٠‏,‏٦ شاهدا يخدمون يهوه بأمانة في ٢٣٥ بلدا مختلفا —‏ حقا،‏ انه جمع كثير!‏ والعدد يستمر في النمو.‏

      ٢١ (‏أ)‏ كيف كان حصاد شعب اللّٰه في اثناء يوم الرب على انسجام تام مع رؤيا يوحنا؟‏ (‏ب)‏ كيف ابتدأت نبوات مهمّة تتم؟‏

      ٢١ وهكذا فان حصاد شعب اللّٰه في اثناء يوم الرب كان على انسجام تام مع رؤيا يوحنا:‏ اولا عمل تجميع الباقين من الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤؛‏ ثم تجميع الجمع الكثير.‏ وكما تنبأ اشعيا،‏ الآن «في آخر الايام»،‏ يجري اناس من جميع الامم للاشتراك في عبادة يهوه النقية.‏ فعلا،‏ نحن نبتهج تقديرا لخلق يهوه «سموات جديدة وأرضا جديدة».‏ (‏اشعيا ٢:‏​٢-‏٤؛‏ ٦٥:‏​١٧،‏ ١٨‏)‏ واللّٰه «يجمع ثانية كل الاشياء في المسيح،‏ ما في السموات وما على الارض».‏ (‏افسس ١:‏١٠‏)‏ ان الورثة الممسوحين للملكوت السماوي —‏ المختارين على مر القرون منذ ايام يسوع —‏ هم «ما في السموات».‏ والآن يظهر الجمع الكثير من الخراف الاخر بصفتهم اوائل «ما على الارض».‏ وخدمتكم انسجاما مع هذا الترتيب يمكن ان تعني سعادة ابدية لكم.‏

      بركات الجمع الكثير

      ٢٢ اية معلومات اضافية يتلقاها يوحنا عن الجمع الكثير؟‏

      ٢٢ عبر القناة الالهية،‏ يتلقَّى يوحنا معلومات اضافية عن هذا الجمع الكثير:‏ ‏«فقال [الشيخ] لي:‏ ‹هؤلاء هم الذين يأتون من الضيق العظيم،‏ وقد غسلوا حللهم وبيضوها بدم الحمل.‏ لذلك هم امام عرش اللّٰه يؤدون له خدمة مقدسة نهارا وليلا في هيكله،‏ والجالس على العرش يبسط خيمته فوقهم›».‏ —‏ رؤيا ٧:‏١٤ب،‏ ١٥‏.‏

      ٢٣ ما هو الضيق العظيم الذي ‹يأتي منه› الجمع الكثير؟‏

      ٢٣ وفي مناسبة ابكر قال يسوع ان حضوره في مجد الملكوت سيبلغ الذروة في «ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ بدء العالم الى الآن،‏ ولن يحدث ثانية».‏ (‏متى ٢٤:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ واتماما لهذه النبوة،‏ سيطلق الملائكة اربع رياح الارض لتخريب نظام عالم الشيطان.‏ وأول المولِّين سيكون بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ وبعدئذ،‏ عند ذروة الضيق،‏ سينقذ يسوع الباقين من الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ على الارض،‏ الى جانب الجمع الكثير المحتشد.‏ —‏ رؤيا ٧:‏١؛‏ ١٨:‏٢‏.‏

      ٢٤ كيف يتأهل افراد الجمع الكثير للنجاة؟‏

      ٢٤ وكيف يتأهل افراد الجمع الكثير للنجاة؟‏ يخبر الشيخ يوحنا بأنهم «غسلوا حللهم وبيضوها بدم الحمل».‏ وبكلمات اخرى،‏ لقد مارسوا الايمان بيسوع بصفته فاديا لهم،‏ صنعوا انتذارا ليهوه،‏ رمزوا الى انتذارهم بمعمودية الماء،‏ ولهم «ضمير صالح» بسلوكهم المستقيم.‏ (‏١ بطرس ٣:‏​١٦،‏ ٢١؛‏ متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ وهكذا يكونون أطهارا وأبرارا في عيني يهوه.‏ ويحفظون انفسهم «بلا لطخة من العالم».‏ —‏ يعقوب ١:‏٢٧‏.‏

      ٢٥ (‏أ)‏ كيف يؤدي الجمع الكثير ليهوه «خدمة مقدسة نهارا وليلا في هيكله»؟‏ (‏ب)‏ كيف ‹يبسط يهوه خيمته› فوق الجمع الكثير؟‏

      ٢٥ وأيضا،‏ لقد اصبحوا شهودا غيورين ليهوه —‏ «يؤدون له خدمة مقدسة نهارا وليلا في هيكله».‏ فهل انتم واحد من هذا الجمع الكثير المنتذرين؟‏ ان كنتم كذلك،‏ فامتيازكم هو ان تخدموا يهوه دون فتور في الدار الارضية لهيكله الروحي العظيم.‏ واليوم،‏ تحت توجيه الممسوحين،‏ ينجز الجمع الكثير الى حد بعيد الجزء الاكبر من عمل الشهادة.‏ وعلى الرغم من مسؤولياتهم الدنيوية،‏ فسح مئات الآلاف منهم المجال للخدمة كامل الوقت كفاتحين.‏ ولكن سواء كنتم في هذا الفريق او لا،‏ فكعضو منتذر من الجمع الكثير،‏ يمكنكم الابتهاج لأنه بسبب ايمانكم وأعمالكم يجري تبريركم كصديق للّٰه ويجري الترحيب بكم كضيف في خيمته.‏ (‏مزمور ١٥:‏​١-‏٥؛‏ يعقوب ٢:‏​٢١-‏٢٦‏)‏ وهكذا ‹يبسط يهوه خيمته› فوق اولئك الذين يحبونه،‏ وكمضيف جيد،‏ يحميهم.‏ —‏ امثال ١٨:‏١٠‏.‏

      ٢٦ اية بركات اخرى سيتمتع بها الجمع الكثير؟‏

      ٢٦ يتابع الشيخ:‏ ‏«لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد،‏ ولن تضربهم الشمس ولا اي حر لافح،‏ لأن الحمل الذي في وسط العرش سيرعاهم،‏ وسيرشدهم الى ينابيع مياه الحياة.‏ وسيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم».‏ (‏رؤيا ٧:‏​١٦،‏ ١٧ ‏)‏ نعم،‏ ان يهوه مضياف حقا!‏ ولكن ايّ عمق معنى هنالك لهذه الكلمات؟‏

      ٢٧ (‏أ)‏ كيف تنبأ اشعيا بشيء مشابه لكلمات الشيخ؟‏ (‏ب)‏ ماذا يظهر ان نبوة اشعيا بدأت تتم في الجماعة المسيحية في ايام بولس؟‏

      ٢٧ دعونا نتأمل في نبوة صيغت بعبارات مشابهة:‏ «هكذا قال يهوه:‏ ‹في وقت رضى استجبتك،‏ وفي يوم خلاص اعنتك .‏ .‏ .‏ لا يجوعون ولا يعطشون،‏ ولا يضربهم حرّ شديد ولا شمس.‏ لأن الذي يشفق عليهم يقودهم،‏ والى عيون الماء يهديهم›».‏ (‏اشعيا ٤٩:‏​٨،‏ ١٠‏؛‏ انظروا ايضا مزمور ١٢١:‏​٥،‏ ٦‏.‏)‏ والرسول بولس اقتبس جزءا من هذه النبوة وطبقه على ‹يوم الخلاص› الذي ابتدأ يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م.‏ كتب يقول:‏ «فهو [يهوه] يقول:‏ ‹في وقت مقبول سمعتك،‏ وفي يوم خلاص اعنتك›.‏ هوذا الآن الوقت المقبول خصوصا.‏ هوذا الآن يوم الخلاص».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏٢‏.‏

      ٢٨،‏ ٢٩ (‏أ)‏ كيف تمت كلمات اشعيا في القرن الاول؟‏ (‏ب)‏ كيف تتم كلمات الرؤيا ٧:‏١٦ في الجمع الكثير؟‏ (‏ج)‏ ماذا سينتج من ارشاد الجمع الكثير الى «ينابيع مياه الحياة»؟‏ (‏د)‏ لماذا سيكون الجمع الكثير استثنائيين بين الجنس البشري؟‏

      ٢٨ وأيّ انطباق كان آنذاك للوعد بأن لا يجوعوا او يعطشوا او يعانوا الحر الشديد؟‏ بالتأكيد،‏ عانى المسيحيون في القرن الاول الجوع والعطش الحرفيين احيانا.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏​٢٣-‏٢٧‏)‏ ومع ذلك،‏ بطريقة روحية،‏ كانت لهم وفرة.‏ لقد جرى تزويدهم بسخاء حتى انهم لم يجوعوا او يعطشوا للامور الروحية.‏ وفضلا عن ذلك،‏ لم يجعل يهوه حموّ غضبه يحرقهم عندما دمَّر نظام الاشياء اليهودي في السنة ٧٠ ب‌م.‏ ولكلمات الرؤيا ٧:‏١٦ اتمام روحي مشابه في الجمع الكثير اليوم.‏ فمع المسيحيين الممسوحين يستمتعون بالتدابير الروحية السخية.‏ —‏ اشعيا ٦٥:‏١٣؛‏ ناحوم ١:‏​٦،‏ ٧‏.‏

      ٢٩ اذا كنتم واحدا من هذا الجمع الكثير،‏ فان طيبة قلبكم ستجعلكم ‹تهللون›،‏ بصرف النظر عما يجب ان تتحملوه من عوز وضغوط في اثناء سنوات انحطاط نظام الشيطان.‏ (‏اشعيا ٦٥:‏١٤‏)‏ بهذا المعنى،‏ يمكن ليهوه الآن ايضا ان ‹يمسح كل دمعة من عيونكم›.‏ ولا تعود «شمس» اللّٰه المتقدة للدينونة المضادة تهدِّدكم،‏ وعندما تطلَق رياح الدمار الاربع يمكن ان تتجنَّبوا ‹الحرّ اللافح› لسخط يهوه.‏ وبعد انتهاء هذا الدمار سيرشدكم الحمل للاستفادة كاملا من «ينابيع مياه الحياة» المجدِّدة للنشاط،‏ وهذه تمثل كل التدابير التي يصنعها يهوه من اجل نيلكم الحياة الابدية.‏ ان ايمانكم بدم الحمل سيتبرأ لانكم ستُرفعون تدريجيا الى الكمال البشري.‏ وأنتم يا افراد الجمع الكثير ستكونون استثنائيين بين الجنس البشري بصفتكم «الملايين» الذين لم يلزمهم حتى ان يموتوا!‏ وبالمعنى الاكمل،‏ كل دمعة ستكون قد مُسحت من عيونكم.‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٤‏.‏

      جعل الدعوة اكيدة

      ٣٠ اية آفاق عظيمة تنفتح لنا في رؤيا يوحنا،‏ ومَن «يستطيع الوقوف»؟‏

      ٣٠ يا للآفاق العظيمة التي تفتحها لنا هذه الكلمات!‏ فيهوه نفسه على عرشه،‏ وجميع خدامه،‏ السماويين والارضيين،‏ يتَّحدون في تسبيحه.‏ وخدامه الارضيون يقدِّرون الامتياز الرائع للاشتراك في جوقة التسبيح المتعاظمة الصوت هذه.‏ وقريبا جدا سينفِّذ يهوه والمسيح يسوع الدينونة،‏ وسيُسمع الصراخ:‏ «قد جاء اليوم العظيم،‏ يوم سخطهما،‏ ومَن يستطيع الوقوف؟‏».‏ (‏رؤيا ٦:‏١٧‏)‏ والجواب؟‏ فقط اقلية من الجنس البشري،‏ تشمل ايًّا من المختومين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ الذين قد يكونون بعدُ في الجسد وجمعا كثيرا من الخراف الاخر الذين ‹سيقفون›،‏ اي ينجون معهم.‏ —‏ ارميا ٣٥:‏١٩؛‏ ١ كورنثوس ١٦:‏١٣‏.‏

      ٣١ كيف يجب ان يؤثر اتمام رؤيا يوحنا في المسيحيين،‏ الممسوحين والجمع الكثير على السواء؟‏

      ٣١ بالنظر الى هذا الواقع،‏ يجاهد المسيحيون الممسوحون من صف يوحنا بنشاط في ‹السعي نحو الهدف لأجل جائزة دعوة اللّٰه العليا بالمسيح يسوع›.‏ (‏فيلبي ٣:‏١٤‏)‏ وهم يدركون تماما ان الحوادث في اثناء هذه الايام تدعو الى احتمال خصوصي من جهتهم.‏ (‏رؤيا ١٣:‏١٠‏)‏ فبعد خدمة يهوه بولاء سنوات كثيرة،‏ يتمسكون بالايمان،‏ فرحين بأن اسماءهم «كُتبت في السموات».‏ (‏لوقا ١٠:‏٢٠؛‏ رؤيا ٣:‏٥‏)‏ والذين هم من الجمع الكثير يعرفون ايضا انه فقط «الذي يحتمل الى النهاية هو يخلص».‏ (‏متى ٢٤:‏١٣‏)‏ وبينما يجري وسم الجمع الكثير كفريق ليأتوا من الضيق العظيم،‏ يجب على الافراد ان يجاهدوا للبقاء أطهارا ونشاطى.‏

      ٣٢ اية حالة ملحَّة يبرزها واقع كون فريقين فقط ‹سيقفان› في يوم سخط يهوه؟‏

      ٣٢ لا يوجد دليل على ان ايًّا من غير هذين الفريقين ‹سيقف› في يوم سخط يهوه.‏ وماذا يعني ذلك للملايين الذين كل سنة يُظهرون شيئا من الاحترام لذبيحة يسوع بحضور الاحتفال بذكرى موته لكنهم لم يمارسوا الايمان بعدُ بذبيحة يسوع الى حد صيرورتهم خداما ليهوه منتذرين،‏ معتمدين،‏ نشاطى في خدمته؟‏ وأيضا،‏ ماذا عن اولئك الذين كانوا مرة نشاطى لكنهم سمحوا بأن ‹تثقل قلوبهم بهموم الحياة›؟‏ فليستيقظ امثال هؤلاء جميعا وليسهروا لكي ‹يتمكنوا من الإفلات من كل هذا المحتوم ان يكون،‏ ومن الوقوف امام ابن الإنسان› —‏ يسوع المسيح.‏ فالوقت قصير.‏ —‏ لوقا ٢١:‏​٣٤-‏٣٦‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a انظروا الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد،‏ الحاشية.‏

      b برج المراقبة،‏ ١ نيسان ١٩١٨،‏ الصفحة ٩٨.‏

      c حرفيا «قدامه»،‏ ترجمة الملكوت ما بين السطور للاسفار اليونانية.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١١٩]‏

      التفاسير هي للّٰه

      طوال عقود عديدة تساءل صف يوحنا عن هوية الجمع الكثير ولكن دون ان يجدوا شرحا مُرضيا.‏ ولماذا؟‏ نجد الجواب في كلمات يوسف الامين عندما قال:‏ «أليست التفاسير للّٰه؟‏».‏ (‏تكوين ٤٠:‏٨‏)‏ فمتى وكيف يفسِّر اللّٰه اتمام نبواته؟‏ عادة،‏ يكون ذلك عندما يحين موعد اتمامها او تكون في مجرى الاتمام بحيث يتمكن خدامه الباحثون من فهم رسالتها بوضوح.‏ ويُعطى هذا الفهم «لإرشادنا،‏ حتى باحتمالنا وبالتعزية من الأسفار المقدسة يكون لنا رجاء».‏ —‏ روما ١٥:‏٤‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٢٤]‏

      اعضاء الجمع الكثير

      ▪ يأتون من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة

      ▪ يقفون امام عرش يهوه

      ▪ غسلوا حللهم وبيَّضوها بدم الحمل

      ▪ ينسبون الخلاص الى يهوه والى يسوع

      ▪ يأتون من الضيق العظيم

      ▪ يخدمون يهوه في هيكله نهارا وليلا

      ▪ ينالون حماية وعناية يهوه الحبيتين

      ▪ يرعاهم يسوع ويرشدهم الى ينابيع مياه الحياة

      ‏[صورة تغطي كامل الصفحة ١٢١]‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٢٧]‏

      الجمع الكثير مدينون بالخلاص للّٰه وللحمل

      ‏[الصورة في الصفحة ١٢٨]‏

      الحمل سيرشد الجمع الكثير الى ينابيع مياه الحياة

  • ضربات يهوه على العالم المسيحي
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٢١

      ضربات يهوه على العالم المسيحي

      الرؤيا ٥ —‏ رؤيا ٨:‏١–‏٩:‏٢١

      الموضوع:‏ التبويق في ستة من الابواق السبعة

      وقت الاتمام:‏ من تتويج المسيح يسوع في السنة ١٩١٤ الى الضيق العظيم

      ١ ماذا يحدث عندما يفتح الحمَل الختم السابع؟‏

      ‏«اربع رياح» يجري امساكها حتى يُختم الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ من اسرائيل الروحي،‏ ويُقبَل الجمع الكثير للنجاة.‏ (‏رؤيا ٧:‏​١-‏٤،‏ ٩‏)‏ ولكن،‏ قبل ان تهب هذه العاصفة الهوجاء على الارض،‏ فإن احكام يهوه المضادة على عالم الشيطان يجب ان تُعلَن ايضا!‏ وفيما يشرع الحمَل في فتح الختم السابع والاخير،‏ لا بد ان يوحنا يراقب بتوق ليرى ماذا سينكشف.‏ والآن ها هو يشاركنا في اختباره:‏ ‏«ولما فتح [الحمَل] الختم السابع،‏ حدث سكوت في السماء نحو نصف ساعة.‏ ورأيت الملائكة السبعة الواقفين امام اللّٰه،‏ وأُعطوا سبعة ابواق».‏ —‏ رؤيا ٨:‏​١،‏ ٢‏.‏

      وقت لصلاة حارَّة

      ٢ ماذا يحدث خلال نصف الساعة الرمزي من السكوت في السماء؟‏

      ٢ إنه سكوت ذو مغزى!‏ ونصف ساعة قد تبدو وقتا طويلا عندما تنتظرون شيئا سيحدث.‏ والآن،‏ حتى جوقة التسبيح السماوية الدائمة لم تعد تُسمع.‏ (‏رؤيا ٤:‏٨‏)‏ ولماذا؟‏ يرى يوحنا السبب في رؤيا:‏ ‏«وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح،‏ ومعه اناء بخور ذهبي.‏ وأُعطي بخورا كثيرا ليقرِّبه على المذبح الذهبي الذي امام العرش عندما ترتفع صلوات جميع القدوسين.‏ فصعد دخان البخور من يد الملاك مع صلوات القدوسين امام اللّٰه».‏ —‏ رؤيا ٨:‏​٣،‏ ٤‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ بماذا يذكِّرنا إحراق البخور؟‏ (‏ب)‏ ما هو القصد من نصف الساعة من السكوت في السماء؟‏

      ٣ يذكِّرنا ذلك بأنه تحت نظام الاشياء اليهودي كان البخور يحرَق يوميا في المسكن،‏ وفي السنوات اللاحقة،‏ في الهيكل في اورشليم.‏ (‏خروج ٣٠:‏​١-‏٨‏)‏ وخلال احراق البخور هذا كان الاسرائيليون غير الكهنوتيين ينتظرون خارج المنطقة المقدسة مصلّين —‏ دون شك بسكوت في قلوبهم —‏ الى ذاك الذي يصعد اليه دخان البخور.‏ (‏لوقا ١:‏١٠‏)‏ ويوحنا يرى الآن شيئا مماثلا يحدث في السماء.‏ فالبخور الذي يقرِّبه الملاك يقترن بـ‍ «صلوات القدوسين».‏ وفي الواقع،‏ في رؤيا ابكر،‏ يقال ان البخور يمثِّل صلوات كهذه.‏ (‏رؤيا ٥:‏٨؛‏ مزمور ١٤١:‏​١،‏ ٢‏)‏ اذًا،‏ من الواضح ان السكوت الرمزي في السماء هو ليُسمح بسماع صلوات القدوسين على الارض.‏

      ٤،‏ ٥ اية تطورات تاريخية تساعدنا على تحديد فترة الوقت المتطابقة مع نصف الساعة من السكوت الرمزي؟‏

      ٤ وهل يمكننا تحديد وقت حدوث ذلك؟‏ نعم،‏ يمكننا،‏ بفحص القرينة،‏ بالاضافة الى التطورات التاريخية في وقت مبكر من يوم الرب.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ ففي خلال ١٩١٨ و ١٩١٩،‏ انسجمت الحوادث على الارض على نحو لافت مع السيناريو الموصوف في الرؤيا ٨:‏​١-‏٤‏.‏ فطوال ٤٠ سنة قبل ١٩١٤،‏ كان تلاميذ الكتاب المقدس —‏ كما دُعي شهود يهوه آنذاك —‏ يعلنون بجرأة ان ازمنة الامم ستنتهي في تلك السنة.‏ والحوادث المؤلمة للسنة ١٩١٤ اثبتت انهم على صواب.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٤؛‏ متى ٢٤:‏​٣،‏ ٧،‏ ٨‏)‏ ولكنَّ كثيرين منهم اعتقدوا ايضا انه في السنة ١٩١٤ سيؤخذون من هذه الارض الى ميراثهم السماوي.‏ وهذا لم يحدث.‏ ولكنهم عوضا عن ذلك،‏ خلال الحرب العالمية الاولى،‏ احتملوا وقتا من الاضطهاد القاسي.‏ وفي ٣١ تشرين الاول ١٩١٦،‏ مات الرئيس الاول لجمعية برج المراقبة،‏ تشارلز ت.‏ رصل.‏ ثم،‏ في ٤ تموز ١٩١٨،‏ نُقل الرئيس الجديد،‏ جوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ وسبعة ممثلين آخرين للجمعية الى السجن الاصلاحي في أتلانتا،‏ جورجيا،‏ اذ حُكم عليهم على نحو خاطئ بسنين طويلة في السجن.‏

      ٥ كان المسيحيون المخلصون من صف يوحنا مرتبكين.‏ فماذا اراد منهم اللّٰه ان يفعلوا بعد ذلك؟‏ ومتى كانوا سيؤخذون الى السماء؟‏ ظهرت مقالة بعنوان «الحصاد انتهى —‏ ماذا سيتبع؟‏» في عدد ١ ايار ١٩١٩ من برج المراقبة.‏ وقد عكست حالة عدم اليقينية هذه وشجعت الامناء على الاحتمال المستمر،‏ مضيفة:‏ «نحن نؤمن بأنه الآن قول صحيح ان حصاد صف الملكوت هو واقع منجَز،‏ ان جميع هؤلاء هم مختومون كما يجب وان الباب قد أُغلق».‏ وخلال هذه الفترة الصعبة،‏ كانت الصلوات الحارَّة لصف يوحنا تصعد،‏ كما في دخان كمية كبيرة من البخور.‏ وصلواتهم كانت تُسمع!‏

      طرْح نار الى الارض

      ٦ ماذا يحدث بعد السكوت في السماء،‏ وذلك استجابة لأي شيء؟‏

      ٦ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«إلا ان الملاك اخذ في الحال اناء البخور،‏ وملأه من نار المذبح وطرحها الى الارض.‏ فحدثت رعود وأصوات وبروق وزلزال».‏ (‏رؤيا ٨:‏٥ ‏)‏ بعد السكوت هنالك نشاط مؤثر مفاجئ!‏ ومن الواضح ان ذلك هو استجابة لصلوات القدوسين،‏ اذ ان النار التي أُخذت من مذبح البخور هي التي اثارته.‏ وقديما في سنة ١٥١٣ ق‌م،‏ عند جبل سيناء،‏ اشارت الرعود والبروق،‏ الجلبة العالية جدا،‏ النار،‏ وزلزلة الجبل الى لفت يهوه انتباهه الى شعبه.‏ (‏خروج ١٩:‏​١٦-‏٢٠‏)‏ والاظهارات المماثلة التي يخبر بها يوحنا تشير كذلك الى منح يهوه انتباهه لخدامه على الارض.‏ لكنَّ ما يراقبه يوحنا يُبيَّن برموز.‏ (‏رؤيا ١:‏١‏)‏ اذًا،‏ كيف يجب ان تفسَّر النار،‏ الرعود،‏ الاصوات،‏ البروق،‏ والزلزال الرمزية اليوم؟‏

      ٧ (‏أ)‏ اية نار رمزية اشعلها يسوع على الارض في اثناء خدمته؟‏ (‏ب)‏ كيف قام اخوة يسوع الروحيون باضرام نار في العالم المسيحي؟‏

      ٧ في احدى المناسبات،‏ قال يسوع لتلاميذه:‏ «جئت لأوقد نارا على الارض».‏ (‏لوقا ١٢:‏٤٩‏)‏ حقا،‏ لقد اشعل نارا.‏ فبكرازته الغيورة،‏ جعل يسوع ملكوت اللّٰه القضية الاسمى امام الشعب اليهودي،‏ وهذا اثار جدالا حادّا في كل هذه الامة.‏ (‏متى ٤:‏​١٧،‏ ٢٥؛‏ ١٠:‏​٥-‏٧،‏ ١٧،‏ ١٨‏)‏ وفي سنة ١٩١٩ قام اخوة يسوع الروحيون على الارض،‏ الفرقة الصغيرة من المسيحيين الممسوحين الذين نجوا من ايام الحرب العالمية الاولى المتسمة بالمحنة،‏ باضرام نار مماثلة في العالم المسيحي.‏ ففي ايلول من تلك السنة،‏ كان روح يهوه جليا على نحو لافت فيما اجتمع شهوده الاولياء من كل مكان في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وجوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ المُطلَق سراحه حديثا من السجن والذي كانت ستُسقط كل الاتهامات الموجّهة ضده،‏ خاطب بجرأة ذلك المحفل،‏ قائلا:‏ «اطاعة لوصية سيدنا،‏ وادراكا لامتيازنا وواجبنا ان نشنَّ حربا على معاقل الاثم التي طالما استعبدت الناس،‏ كانت دعوتنا ولا تزال اعلان ملكوت المسيّا المجيد القادم».‏ هذه هي القضية الرئيسية —‏ ملكوت اللّٰه!‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كيف وصف ج.‏ ف.‏ رذرفورد موقف ورغبة شعب اللّٰه خلال سنوات الحرب الصعبة؟‏ (‏ب)‏ كيف حدث ان نارا طُرحت الى الارض؟‏ (‏ج)‏ كيف حدثت رعود،‏ اصوات،‏ بروق،‏ وزلزال؟‏

      ٨ واذ اشار الى الاختبارات الشاقة الحديثة لشعب اللّٰه،‏ قال الخطيب:‏ «عديم الرحمة كان انقضاض العدو حتى ان كثيرين من رعية الرب العزيزة ذهلوا ووقفوا مشدوهين،‏ مصلّين ومنتظرين الرب ليبيِّن مشيئته.‏ .‏ .‏ .‏ ولكن على الرغم من تثبطهم الوقتي،‏ كانت هنالك رغبة متَّقدة في المناداة برسالة الملكوت».‏ —‏ انظروا عدد ١٥ ايلول ١٩١٩ من برج المراقبة،‏ الصفحة ٢٨٠.‏

      ٩ وفي سنة ١٩١٩ أُشبعت هذه الرغبة.‏ فهذا الفريق الصغير ولكن النشيط من المسيحيين ابتدأ يشتعل،‏ بمعنى روحي،‏ ليباشر حملة كرازة عالمية.‏ (‏قارنوا ١ تسالونيكي ٥:‏١٩‏.‏)‏ والنار طُرحت الى الارض لأن ملكوت اللّٰه جُعل القضية المتَّقدة،‏ وهو يستمر هكذا!‏ فحلَّت الأصوات القوية محل السكوت،‏ مذيعة بوضوح رسالة الملكوت.‏ ودوَّت تحذيرات العاصفة الرعدية من الكتاب المقدس.‏ وكومضات البرق،‏ اضاءت اشعة الحق المتألقة من كلمة يهوه النبوية،‏ وكما لو انه بزلزال قوي،‏ اهتز الحيِّز الديني حتى اساساته.‏ لقد رأى صف يوحنا ان هنالك عملا يجب انجازه.‏ والى هذا اليوم يستمر هذا العمل في الاتساع بشكل مجيد في كل المسكونة!‏ —‏ روما ١٠:‏١٨‏.‏

      التهيؤ للنفخ في الابواق

      ١٠ ماذا يتهيأ الملائكة السبعة لفعله،‏ ولماذا؟‏

      ١٠ يمضي يوحنا قائلا:‏ ‏«وتهيأ الملائكة السبعة الذين معهم الابواق السبعة لينفخوا فيها».‏ (‏رؤيا ٨:‏٦ ‏)‏ فماذا يعني النفخ في هذه الابواق؟‏ في ايام اسرائيل،‏ كان النفخ في الابواق يُستعمل للاشارة الى الايام المهمة او الحوادث الجديرة بالملاحظة.‏ (‏لاويين ٢٣:‏٢٤؛‏ ٢ ملوك ١١:‏١٤‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ فان النفخ في الابواق الذي سيسمعه يوحنا يلفت الانتباه الى مسائل ذات اهمية تتعلق بالحياة والموت.‏

      ١١ في اي عمل تحضيري على الارض انهمك صف يوحنا منشغلا من السنة ١٩١٩ الى ١٩٢٢؟‏

      ١١ واذ تأهب الملائكة للنفخ في هذه الابواق،‏ كانوا دون شك يمنحون التوجيه ايضا لعمل تحضيري على الارض.‏ فمن السنة ١٩١٩ الى ١٩٢٢،‏ انشغل صف يوحنا المعاد احياؤه بإعادة تنظيم الخدمة العامة وببناء تسهيلات النشر.‏ وفي سنة ١٩١٩ أُنتجت مجلة العصر الذهبي،‏ المعروفة الآن بـ‍ استيقظ!‏،‏ بوصفها «مجلة واقع،‏ رجاء،‏ واقتناع» —‏ اداة كالبوق كانت ستلعب دورا رئيسيا في تشهير التورطات السياسية للدين الباطل.‏

      ١٢ ماذا تعلنه كل نفخة في الابواق،‏ مما يذكِّرنا بأي شيء في ايام موسى؟‏

      ١٢ كما سنرى الآن،‏ فإن كل نفخة في الابواق تعلن مشهدا مثيرا حيث تؤثر ضربات مريعة في اجزاء من الارض.‏ ويذكِّرنا بعضها بالضربات التي ارسلها يهوه لمعاقبة المصريين في ايام موسى.‏ (‏خروج ٧:‏١٩–‏١٢:‏٣٢‏)‏ وهذه كانت تعابير عن دينونة يهوه

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة