مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اغفروا من قلبكم
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ٩،‏ ١٠ لماذا لا ينبغي ان نفاجأ اذا نشأت المشاكل بين الاخوة؟‏

      ٩ لقد تعمَّد اللّٰه اخبارنا في الكتاب المقدس ان نتوقع النقص في الجماعة،‏ بين اخوتنا وأخواتنا.‏ مثلا،‏ تأملوا في كلمات بولس المسجلة في كولوسي ٣:‏١٣‏:‏ «استمروا متحملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا إنْ كان لأحد سبب للتشكي من آخر.‏ كما سامحكم يهوه،‏ هكذا افعلوا انتم ايضا».‏

      ١٠ من الجدير بالملاحظة ان الكتاب المقدس يذكِّرنا هنا بالصلة بين غفران اللّٰه لنا وبين التزامنا وضرورة ان نغفر للآخرين.‏ ولماذا ذلك صعب؟‏ لأن بولس اعترف انه يمكن ان يكون «لأحد سبب للتشكي من آخر».‏ فقد ادرك انه ستكون هنالك اسباب كهذه.‏ فلا بد انها وُجدت في القرن الاول،‏ حتى بين «القديسين» المسيحيين،‏ الذين كان لديهم ‹رجاء محفوظ لهم في السموات›.‏ (‏كولوسي ١:‏٢،‏ ٥‏)‏ فهل يمكننا ان نتخيل ان الحالة ستكون اليوم مختلفة عندما لا يكون لدى معظم المسيحيين الحقيقيين شهادة الروح انهم ‹مختارون للّٰه،‏ قدوسون ومحبوبون›؟‏ (‏كولوسي ٣:‏١٢‏)‏ لذلك لا ينبغي ان نستنتج ان هنالك امرا خاطئا اذا كانت هنالك في جماعتنا اسباب للتشكي —‏ مشاعر مجروحة بسبب اخطاء حقيقية او مفترَضة.‏

      ١١ إلامَ نبَّهنا التلميذ يعقوب؟‏

      ١١ تُظهِر ايضا كلمات يعقوب،‏ اخي يسوع من امه،‏ اننا يجب ان نتوقع على الاقل في بعض الاحيان مواجهة حالات تستدعي الغفران لإخوتنا.‏ قال:‏ «مَن هو حكيم وفهيم بينكم؟‏ فليُرِ اعماله الناجمة عن حسن سلوكه بوداعة الحكمة.‏ أما اذا كان في قلوبكم غيرة مرّة ونزعة الى الخصام،‏ فلا تتبجحوا وتكذبوا على الحق».‏ (‏يعقوب ٣:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ «غيرة مرّة ونزعة الى الخصام» في قلوب المسيحيين الحقيقيين؟‏!‏ نعم،‏ تُظهِر كلمات يعقوب بوضوح ان هذه قد نشأت في جماعة القرن الاول وستنشأ في ايامنا.‏

      ١٢ اية مشكلة نشأت في جماعة فيلبي القديمة؟‏

      ١٢ ان مثالا حيًّا لذلك شمل امرأتين مسيحيتين ممسوحتين كانت لديهما سمعة حسنة في بذل انفسهما جنبا الى جنب مع بولس.‏ وقد تتذكرون انكم قرأتم عن إفودية وسِنتيخي من جماعة فيلبي.‏ ورغم ان قضيتهما ليست مشروحة بالتفصيل،‏ تُظهِر فيلبي ٤:‏٢،‏ ٣ انه كانت هنالك مشكلة بينهما.‏ وهل بدأت بملاحظة فظة قيلت دون تفكير،‏ اهانة مقصودة لقريب ما،‏ او دليل ما على غيرة تنافسية؟‏ مهما كانت طبيعة هذه المشكلة،‏ فقد صارت خطيرة جدا حتى انها بلغت مسامع بولس عندما كان بعيدا في روما.‏ فربما انقطع الاتصال بين الاختين في الروح،‏ مؤديا الى تجنب واحدتهما الاخرى في الاجتماعات او تقديم ملاحظات قاسية عن بعضهما امام اصدقائهما.‏

      ١٣ اية طريقة نجحت في حالة إفودية وسِنتيخي،‏ مما يزوِّدنا بأيّ درس؟‏

      ١٣ هل تبدو هذه الامور مألوفة لكم،‏ هل تشبه ما حصل بين البعض في جماعتكم او معكم انتم؟‏ حتى ان مشكلة من هذا النوع قد تكون حاصلة الآن الى حدّ ما.‏ فماذا يمكننا فعله؟‏ قديما،‏ حثّ بولس هاتين الاختين المنتذرتين «ان يكون لهما الفكر نفسه في الرب».‏ ولربما وافقتا ان تناقشا المسألة لتصفية الاجواء،‏ للتعبير عن الاستعداد المتبادل للغفران،‏ ثم للاقتداء فعليا بموقف يهوه الغفور.‏ وما من سبب للاعتقاد ان إفودية وسِنتيخي لم تنجحا،‏ ونحن ايضا يمكننا ان ننجح.‏ فموقف الغفران هذا يمكن ان يطبَّق اليوم بنجاح.‏

      اسعوا الى المصالحة —‏ اغفروا

      ١٤ لماذا غالبا ما يكون ممكنا وبالتالي افضل مجرد غضّ الطرف عن الخلاف الشخصي؟‏

      ١٤ ماذا يلزم حقا للغفران عندما تكونون في مشكلة مع مسيحي آخر؟‏ في الواقع،‏ ما من طريقة بسيطة واحدة،‏ لكنَّ الكتاب المقدس يقدِّم امثلة مساعدة ونصيحة واقعية.‏ فالنصيحة المهمة،‏ رغم انها ليست سهلة القبول والتطبيق،‏ هي بكل بساطة:‏ انسوا المسألة،‏ غضّوا الطرف عنها.‏ عندما تنشأ المشكلة،‏ كما حدث لإفودية وسِنتيخي،‏ يشعر كل طرف ان الطرف الآخر هو المخطئ او المذنب الرئيسي.‏ ففي هذه الحال،‏ تعتقدون ان المسيحي الآخر هو الملوم بشكل رئيسي او انه مسبِّب الاذى الاكبر.‏ ولكن هل يمكنكم ببساطة ان تطووا صفحة الماضي بالغفران؟‏ ويجب ان تدركوا انه اذا كان المسيحي الآخر المذنب الرئيسي او الوحيد،‏ هذا اذا كان كذلك،‏ يجب ان تكونوا اول مَن يغضّ الطرف عن الاساءة بغفرانها واعتبارها منتهية.‏

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ كيف وصف ميخا يهوه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعني ان اللّٰه «يتخطى الذنب»؟‏

      ١٥ فلا يغِبْ عن بالنا مثال اللّٰه في الغفران.‏ (‏افسس ٤:‏٣٢–‏٥:‏١‏)‏ كتب النبي ميخا عن مثاله في غضّ الطرف عن الاخطاء:‏ «مَن هو اله مثلك غافر الاثم وصافح عن [«ويتخطى»،‏ ع‌ج‏] الذنب لبقية ميراثه.‏ لا يحفظ الى الابد غضبه فإنه يسر بالرأفة».‏ —‏ ميخا ٧:‏١٨‏.‏

      ١٦ وبوصف يهوه انه «يتخطى الذنب»،‏ لا يعني الكتاب المقدس انه غير قادر على تذكر الاخطاء،‏ وكأنه مُصاب بنوع من فقدان الذاكرة الاختياري.‏ تأملوا في حالتَي شمشون وداود اللذين اقترفا كلاهما اخطاء خطيرة.‏ فقد كان بإمكان اللّٰه ان يتذكر هذه الاخطاء بعد وقت طويل،‏ فحتى نحن نعرف عن بعض خطاياهما لأن يهوه جعلها تُسجَّل في الكتاب المقدس.‏ ومع ذلك،‏ اظهر الهنا الغفور الرحمة لهذين الاثنين،‏ جاعلا منهما مثالَين في الايمان للاقتداء بهما.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٣٢؛‏ ١٢:‏١‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ ايّ اقتراب يمكن ان يساعدنا على تخطي اخطاء او اساءات الآخرين؟‏ (‏ب)‏ كيف نكون مقتدين بيهوه اذا بذلنا جهدنا لنفعل ذلك؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

      ١٧ نعم،‏ استطاع يهوه ان «يتخطى»‏a الذنوب،‏ حتى عندما كان داود يطلب منه ذلك تكرارا.‏ (‏٢ صموئيل ١٢:‏١٣؛‏ ٢٤:‏١٠‏)‏ فهل يمكننا الاقتداء باللّٰه في هذا المجال،‏ اذ نكون على استعداد لتخطي اهانات او اساءات يرتكبها رفقاؤنا الخدام لأنهم بشر ناقصون؟‏ تخيَّلوا انكم في طائرة نفاثة وهي تُقلع.‏ اذ تنظرون الى الخارج،‏ ترون قرب المدرج واحدة من معارفكم تمدّ لسانها بشكل صبياني غير مهذب.‏ انتم تعرفون انها منزعجة وربما تقصدكم انتم او انها لا تفكر فيكم اطلاقا.‏ على اية حال،‏ فيما تحلِّق الطائرة عاليا،‏ تتخطون المرأة،‏ التي تبدو الآن مجرد نقطة.‏ بعد ساعة،‏ انتم على بعد مئات الاميال،‏ وإساءتها هي بعيدة عنكم جدا.‏ وكذلك،‏ فإن محاولة التمثل بيهوه وتخطي الاساءة ستساعدنا احيانا كثيرة على الغفران.‏ (‏امثال ١٩:‏١١‏،‏ ع‌ج‏)‏ أفلا تبدو الاهانة بالغة الصغر بعد عشر سنوات او بعد ٢٠٠ سنة في الحكم الالفي؟‏ فلمَ لا تغضّون الطرف عنها؟‏

      ١٨ اية نصيحة يمكن ان نطبِّقها اذا لم نستطع نسيان اساءة ما؟‏

      ١٨ ولكن في حالات نادرة،‏ ربما تكونون قد صليتم بشأن المسألة وحاولتم ان تغفروا،‏ ولكنكم تشعرون بأنكم لا تستطيعون ذلك.‏ فماذا عندئذ؟‏ حثّ يسوع على الذهاب الى الطرف الآخر ومحاولة حل الخلاف على انفراد معه لتحقيق المصالحة.‏ «فإذا كنت تُحضِر قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لأخيك شيئا عليك،‏ فاترك قربانك هناك امام المذبح واذهب؛‏ صالح اخاك اولا،‏ وحينئذ ارجع وقدم قربانك».‏ —‏ متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ١٩ ايّ موقف ينبغي ان يكون لدينا وأيّ موقف ينبغي ان نتجنبه اذ نسعى الى مصالحة اخينا؟‏

      ١٩ على نحو ذي مغزى،‏ لم يقل يسوع ان تذهبوا الى اخيكم لإقناعه ان الحق معكم وأنه المخطئ.‏ ربما يكون مخطئا،‏ ولكن من المرجح ان يكون الخطأ صادرا من الطرفين.‏ على اية حال،‏ لا ينبغي ان يكون الهدف اجبار الطرف الآخر على الاستسلام،‏ او الاذعان.‏ فإذا كانت هذه هي طريقتكم في المناقشة،‏ فالفشل محتّم على الارجح.‏ ولا ينبغي ايضا ان يكون الهدف مراجعة كل تفصيل للاساءة الحقيقية او الخيالية.‏ وعندما تكشف المناقشة الهادئة بروح المحبة المسيحية عن سوء فهم مؤسف في صلب المشكلة،‏ يمكنكما كليكما ان تحاولا توضيح الامور.‏ ولكن حتى لو لم تؤدِّ المناقشة الى اتفاق تام،‏ فهل هذا ضروري؟‏ أليس من الافضل ان توافق انت على الاقل انكما كليكما ترغبان بإخلاص في خدمة الهنا الغفور؟‏ فعندما تواجهون هذه الحقيقة،‏ قد يكون اسهل على كلٍّ منكما ان يقول من قلبه:‏ «انا متأسف لأن نقصنا ولَّد هذا الخلاف.‏ من فضلك،‏ دعنا ننساه».‏

      ٢٠ ماذا يمكن ان نتعلم من مثال الرسل؟‏

      ٢٠ تذكروا ان الرسل كانت لديهم ايضا خلافات،‏ كما عندما طمح بعضهم الى مجد اعظم.‏ (‏مرقس ١٠:‏٣٥-‏٣٩؛‏ لوقا ٩:‏٤٦؛‏ ٢٢:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ وهذا ما سبَّب التوتر،‏ وربما مشاعر مجروحة،‏ او حتى اساءة كبيرة.‏ ولكنهم تمكنوا من تخطي هذه الخلافات والاستمرار في العمل معا.‏ كتب احدهم لاحقا:‏ «مَن اراد ان يحب الحياة ويرى اياما صالحة،‏ فليردع لسانه عما هو رديء وشفتيه عن التكلم بالخداع،‏ وليُعرِض عما هو رديء ويفعل الصلاح؛‏ ليطلب السلام ويسعَ في اثره».‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      ٢١ اية نصيحة عميقة المغزى قدَّمها يسوع عن الغفران؟‏

      ٢١ ذكرنا آنفا مرحلة واحدة فقط من دورة:‏ غفر اللّٰه خطايا كثيرة اقترفناها في الماضي،‏ لذلك ينبغي ان نقتدي به ونغفر لإخوتنا.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٢؛‏ اشعياء ٤٣:‏٢٥‏)‏ ولكن هنالك مرحلة اخرى في هذه الدورة.‏ فبعد تزويد الصلاة النموذجية،‏ قال يسوع:‏ «إنْ غفرتم للناس زلاتهم،‏ يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي».‏ بعد اكثر من سنة،‏ اعاد ذكر النقطة نفسها معلِّما تلاميذه ان يصلّوا:‏ «اغفر لنا خطايانا،‏ لأننا نحن ايضا نغفر لكل من هو مديون لنا».‏ (‏متى ٦:‏١٢،‏ ١٤؛‏ لوقا ١١:‏٤‏)‏ ثم قبل موته بمجرد ايام،‏ قال:‏ «متى وقفتم تصلّون،‏ فاغفروا مهما كان لكم على احد؛‏ لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السموات زلاتكم».‏ —‏ مرقس ١١:‏٢٥‏.‏

      ٢٢،‏ ٢٣ كيف يمكن ان يؤثر كوننا على استعداد للغفران في مستقبلنا؟‏

      ٢٢ نعم،‏ ان آمالنا بالاستمرار في نيل غفران اللّٰه تعتمد الى حدّ كبير على كوننا مستعدين للغفران لإخوتنا.‏ فعندما تنشأ مشكلة شخصية بين المسيحيين،‏ اسألوا نفسكم:‏ ‹أليس نيل غفران اللّٰه اهم بكثير من الاثبات ان اخا او اختا على خطإ في قضية اهانة ثانوية،‏ او اساءة تافهة،‏ او ايّ شيء يسبِّبه النقص البشري؟‏›.‏ لا شك انكم تعرفون الجواب.‏

      ٢٣ ولكن ماذا لو كانت القضية اخطر من مجرد اساءة او مشكلة شخصية ثانوية؟‏ ومتى تنطبق مشورة يسوع المسجلة في متى ١٨:‏١٥-‏١٨‏؟‏ سنعالج لاحقا هذين السؤالين.‏

  • قد تربحون اخاكم
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • قد تربحون اخاكم

      ‏«اذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما.‏ ان سمع لك،‏ ربحت اخاك».‏ —‏ متى ١٨:‏١٥‏.‏

      ١،‏ ٢ اية نصيحة عملية اعطاها يسوع لمعالجة الاخطاء؟‏

      كانت خدمة يسوع ستنتهي بعد اقل من سنة.‏ وفي غضون ذلك،‏ كانت لديه دروس حيوية ليعلِّمها لتلاميذه.‏ ويمكنكم ان تقرأوها في متى الاصحاح ١٨‏.‏ وكان احدها عن اهمية الاتِّضاع،‏ كالاولاد.‏ ثم شدَّد انه يجب ان نتجنب إعثار «احد هؤلاء الصغار» وأنه ينبغي ان نحاول ردّ «الصغار» الشاردين لئلا يهلكوا.‏ ثم اضاف يسوع معطيا نصيحة عملية قيِّمة عن تصفية الخلافات بين المسيحيين.‏

      ٢ وقد تتذكرون كلماته:‏ «إن ارتكب اخوك خطية،‏ فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما.‏ إنْ سمع لك،‏ ربحت اخاك.‏ ولكن إنْ لم يسمع،‏ فخُذْ معك ايضا واحدا او اثنين،‏ حتى يُثبَت كل امر على فم شاهدين او ثلاثة.‏ وإنْ لم يسمع لهما،‏ فقُلْ للجماعة.‏ وإنْ لم يسمع للجماعة ايضا،‏ فليكن عندك كالاممي وجابي الضرائب».‏ (‏متى ١٨:‏١٥-‏١٧‏)‏ فمتى ينبغي ان نطبِّق هذه المشورة،‏ وماذا ينبغي ان يكون موقفنا ونحن نفعل ذلك؟‏

      ٣ كيف ينبغي ان يكون ردّ فعلنا عامة تجاه اخطاء الآخرين؟‏

      ٣ شدَّدت المقالة السابقة انه بما اننا جميعا خطاة ومعرَّضون لارتكاب الاخطاء،‏ يلزم ان نبذل جهدنا لنغفر.‏ ويلزم ذلك خصوصا اذا كانت هنالك اذية بسبب شيء قاله او فعله رفيق مسيحي.‏ (‏١ بطرس ٤:‏٨‏)‏ وغالبا ما يكون من الافضل ان نتخطى الاساءة —‏ ان نغفر وننسى.‏ ويمكننا ان نعتبر ذلك بمثابة مساهمة في سلام الجماعة المسيحية.‏ (‏مزمور ١٣٣:‏١؛‏ امثال ١٩:‏١١‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولكن قد تشعرون احيانا انه يلزم حلّ المسألة مع اخيكم،‏ او اختكم،‏ الذي آذاكم.‏ في هذه الحال،‏ تزوِّد كلمات يسوع اعلاه الارشاد.‏

      ٤ من حيث المبدأ،‏ كيف يمكننا تطبيق متى ١٨:‏١٥ على اخطاء الآخرين؟‏

      ٤ نصح يسوع ان ‹تعاتبوه بينكم وبينه وحدكما›.‏ وهذا مسلك حكيم.‏ وتصوغ بعض الترجمات الالمانية هذه العبارة على هذا النحو:‏ اعرضوا خطأه «امام اربع عيون»،‏ اي عينيكم وعينيه.‏ فمن الاسهل عادة حلّ المشكلة عندما تعرضونها بلطف و على انفراد.‏ والاخ الذي فعل او قال شيئا مسيئا او غير لطيف يمكن ان يعترف بالخطإ بسرعة اكبر اذا كنتما وحدكما.‏ أما اذا كان هنالك آخرون يصغون،‏ فإن الطبيعة البشرية الناقصة قد تدفعه الى إنكار الخطإ او محاولة تبرير ما فعله.‏ ولكن اذ تناقشان المسألة «امام اربع عيون»،‏ قد تجدون انها سوء فهم،‏ وليست خطية او خطأ عمديا.‏ وعندما تدركان كلاكما انه سوء فهم،‏ يمكنكما تسوية المسألة،‏ غير سامحين لقضية تافهة بأن تكبر وتفسد علاقتكما.‏ لذلك فإن المبدأ في متى ١٨:‏١٥ يمكن ان يُطبَّق حتى في حالة الاساءات الصغيرة في الحياة اليومية.‏

      ماذا كان يقصد؟‏

      ٥،‏ ٦ بالنظر الى القرينة،‏ الى ايّ نوع من الخطايا كانت متى ١٨:‏١٥ تشير،‏ وأيّ دليل هنالك على ذلك؟‏

      ٥ ترتبط نصيحة يسوع بمعناها الدقيق بمسائل اخطر.‏ قال يسوع:‏ «إن ارتكب اخوك خطية».‏ يمكن ان تشير كلمة «خطية» بمعناها الموسَّع الى ايّ خطإ او عيب.‏ (‏ايوب ٢:‏١٠؛‏ امثال ٢١:‏٤؛‏ يعقوب ٤:‏١٧‏)‏ لكنَّ القرينة تدل ان الخطية التي كان يقصدها يسوع لا بد انها خطيرة.‏ فقد كانت خطيرة حتى انه كان من الممكن ان تؤدي الى اعتبار الخاطئ «كالاممي وجابي الضرائب».‏ فما هو مغزى هذه العبارة؟‏

      ٦ عندما سمع تلاميذ يسوع هذه الكلمات،‏ عرفوا ان مواطنيهم لا يعاشرون الامميين.‏ (‏يوحنا ٤:‏٩؛‏ ١٨:‏٢٨؛‏ اعمال ١٠:‏٢٨‏)‏ وكانوا بلا ريب يتجنبون جباة الضرائب،‏ رجال مولودون يهودا ولكنهم صاروا يسيئون معاملة الناس.‏ وهكذا،‏ بالمعنى الدقيق للكلمة،‏ تشير متى ١٨:‏١٥-‏١٧ الى الخطايا الخطيرة،‏ وليس الاساءة او الاذى على الصعيد الشخصي اللذين يمكنكم غفرانهما ونسيانهما بسهولة.‏ —‏ متى ١٨:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏a

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ ايّ نوع من الخطايا يلزم ان يعالجه الشيوخ؟‏ (‏ب)‏ ايّ نوع من الخطايا يمكن تسويته بين شخصَين مسيحيَّين،‏ انسجاما مع متى ١٨:‏١٥-‏١٧‏؟‏

      ٧ تحت الشريعة،‏ تطلبت بعض الخطايا اكثر من الغفران من جهة المُساء اليه.‏ فكان يجب ابلاغ الشيوخ (‏او الكهنة)‏ بالتجديف،‏ الارتداد،‏ الصنمية،‏ والخطايا الجنسية التي تشمل الزنا والعهارة ومضاجعة النظير ليعالجوها.‏ وهذا ما يصح ايضا في الجماعة المسيحية.‏ (‏لاويين ٥:‏١؛‏ ٢٠:‏١٠-‏١٣؛‏ عدد ٥:‏٣٠؛‏ ٣٥:‏١٢؛‏ تثنية ١٧:‏٩؛‏ ١٩:‏١٦-‏١٩؛‏ امثال ٢٩:‏٢٤‏)‏ ولكن لاحظوا ان نوع الخطايا الذي تكلم عنه يسوع هنا يمكن تسويته بين شخصين.‏ على سبيل المثال:‏ شخص يفتري على رفيقه بدافع الغضب او الغيرة.‏ يعقد مسيحي اتفاقا ان يقوم بعمل بمواد بناء معيَّنة وأن ينهيه في وقت محدَّد.‏ يوافق شخص على ايفاء دَين مالي وفقا لبرنامج معيَّن او بحلول تاريخ محدَّد.‏ يقطع مسيحي وعدا بأنه اذا درَّبه مستخدِمه،‏ فلن ينافسه (‏حتى لو غيَّر عمله)‏ ولن يحاول اخذ زبائنه لفترة معيَّنة من الوقت او في منطقة محدَّدة.‏b انه بلا شك لأمر خطير إن لم يفِ الاخ بوعده ولم يكن تائبا عن اخطاء كهذه.‏ (‏كشف ٢١:‏٨‏)‏ لكنَّ اخطاء كهذه يمكن تسويتها بين صاحبَي العلاقة.‏

      ٨ ولكن كيف تشرعون في حلّ المسألة؟‏ غالبا ما تشمل كلمات يسوع ثلاث خطوات.‏ فلنعالج كلًّا منها.‏ وبدلا من اعتبارها اجراءات قانونية غير قابلة للتغيير،‏ اسعوا الى فهم مغزاها،‏ دون ان يغيب عن بالكم هدفكم الحبي.‏

      اسعوا الى ربح اخيكم

      ٩ ماذا ينبغي ان تتذكروا بشأن تطبيق متى ١٨:‏١٥‏؟‏

      ٩ ابتدأ يسوع:‏ «إن ارتكب اخوك خطية،‏ فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما.‏ إنْ سمع لك،‏ ربحت اخاك».‏ من الواضح ان هذه ليست خطوة مؤسسة على مجرد الاشتباه.‏ فينبغي ان تملكوا دليلا او معلومات محدَّدة يمكنكم استخدامها لمساعدة اخيكم على الادراك انه ارتكب خطأ ويلزم تقويم الامور.‏ ومن الجيد العمل فورا،‏ غير سامحين للمسألة بأن تكبر او لموقفه بأن يصير متصلبا.‏ ولا تنسوا ان القلق بشأن المشكلة يمكن ان يدمِّركم انتم ايضا.‏ وبما ان المناقشة ستكون بينكم وبينه وحدكما،‏ فلا تتكلموا مع الآخرين قبل ذلك لكسب تعاطفهم او لتحسِّنوا صورتكم امامهم.‏ (‏امثال ١٢:‏٢٥؛‏ ١٧:‏٩‏)‏ ولماذا؟‏ بسبب هدفكم.‏

      ١٠ ماذا سيساعدنا ان نربح اخانا؟‏

      ١٠ وهدفكم ينبغي ان يكون ربح اخيكم،‏ وليس تأنيبه،‏ إذلاله،‏ او اذيته.‏ فإذا كان قد ارتكب الخطأ حقا،‏ تكون علاقته بيهوه معرَّضة للخطر.‏ وأنتم بالتأكيد تريدون ان يبقى اخا مسيحيا لكم.‏ وإمكانية النجاح ستزيد اذا بقيتم هادئين في مناقشتكم معه على انفراد،‏ متجنبين الكلمات القاسية او النبرة الاتهامية.‏ وفي هذه المواجهة الحبية،‏ تذكروا انكما كليكما بشران خاطئان وناقصان.‏ (‏روما ٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ ويمكن ان تُحلّ المسألة فورا اذا عرف انكم لم تثرثروا عليه وأدرك انكم تريدون مساعدته بإخلاص.‏ وهذا الاسلوب الصريح واللطيف سيعكس بشكل خصوصي الحكمة اذا تبيَّن ان المسؤولية عن الخطإ تُلقى عليكما كليكما او ان سوء الفهم كان بالفعل سبب المشكلة.‏ —‏ امثال ٢٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٢٦:‏٢٠‏،‏ ع‌ج‏؛‏ يعقوب ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ١١ ماذا يمكن ان نفعل حتى لو لم يصغِ المسيء الينا؟‏

      ١١ وإذا ساعدتموه على ادراك ان خطأ قد ارتُكب وأنه خطأ خطير،‏ يمكن ان يندفع الى التوبة.‏ ولكن،‏ في الواقع،‏ يمكن ان تشكِّل الكبرياء عقبة.‏ (‏امثال ١٦:‏١٨؛‏ ١٧:‏١٩‏)‏ لذلك،‏ حتى لو لم يعترف في البداية بالخطإ ويتب،‏ يمكن ان تنتظروا قبل متابعة المسألة.‏ فيسوع لم يقل ‹اذهب مرة واحدة فقط وعاتبه›.‏ وبما انها خطية يمكن حلّها،‏ ففكروا في الاقتراب منه مرة ثانية بروح غلاطية ٦:‏١ و «امام اربع عيون»،‏ فقد تنجحون.‏ (‏قارنوا يهوذا ٢٢،‏ ٢٣‏.‏)‏ ولكن ما العمل اذا كنتم مقتنعين ان خطية قد ارتُكبت،‏ وأنه لن يتجاوب معكم؟‏

      نيل مساعدة من اشخاص ناضجين

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ ما هي الخطوة الثانية التي ذكرها يسوع عن معالجة الاخطاء؟‏ (‏ب)‏ ما هي التحذيرات الملائمة لتطبيق هذه الخطوة؟‏

      ١٢ هل تحبون ان يستسلم الآخرون ويتركوكم بسرعة اذا كنتم مذنبين بخطية خطيرة؟‏ كلا،‏ بالتأكيد.‏ لذلك اظهر يسوع انه لا ينبغي ان تتوقفوا بعد الخطوة الاولى عن محاولة ربح اخيكم،‏ ابقائه في اتحاد بكم وبالآخرين في عبادة اللّٰه بشكل مرضي.‏ وقد ذكر يسوع الخطوة الثانية:‏ «إنْ لم يسمع،‏ فخُذْ معك ايضا واحدا او اثنين،‏ حتى يُثبَت كل امر على فم شاهدين او ثلاثة».‏

      ١٣ لقد قال ان تأخذوا معكم «ايضا واحدا او اثنين».‏ فلم يقل انه بعد اتِّخاذ الخطوة الاولى،‏ يمكنكم ان تناقشوا المسألة مع عدة اشخاص آخرين،‏ تتصلوا بناظر جائل،‏ او تكتبوا الى الاخوة عن المشكلة.‏ ومهما كان اقتناعكم راسخا ان هنالك خطأ فتذكروا انه لا يوجد إثبات قاطع.‏ فأنتم لا تريدون ان تنشروا معلومات خاطئة قد يتبين لاحقا انها افتراء من جهتكم.‏ (‏امثال ١٦:‏٢٨‏،‏ ع‌ج‏؛‏ ١٨:‏٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ لكنَّ يسوع قال ان تأخذوا معكم واحدا او اثنين.‏ فلماذا؟‏ ومَن يمكن ان يكونا؟‏

      ١٤ مَن يمكن ان نأخذ معنا من اجل الخطوة الثانية؟‏

      ١٤ انتم تحاولون ربح اخيكم بإقناعه ان خطية قد ارتُكبت وبدفعه الى التوبة لكي يتصالح معكم ومع اللّٰه.‏ ولبلوغ هذا الهدف،‏ من المفضل ان يكون ‹الواحد او الاثنان› شاهدَين على حدوث الخطإ.‏ فربما كانا حاضرَين عندما حدث،‏ او لديهما معلومات صحيحة عما حدث (‏او لم يحدث)‏ في قضية تجارية.‏ وإذا لم يكن شاهدان كهذَين موجودَين،‏ يمكن ان تكون لدى اللذين تجلبونهما معكم خبرة بالمسألة بحيث يتمكنان من المعرفة هل ما حصل كان خطأ حقا ام لا.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يمكن،‏ اذا اقتضى الامر لاحقا،‏ ان يكونا شاهدَين على ما قيل،‏ مؤكدَين الوقائع المعروضة والجهد المبذول.‏ (‏عدد ٣٥:‏٣٠؛‏ تثنية ١٧:‏٦‏)‏ لذلك فهما ليسا مجرد طرف حيادي،‏ مجرد حكم؛‏ انما وجودهما هو لربح اخيكم وأخيهما.‏

      ١٥ لماذا قد يتبين ان الشيوخ المسيحيين نافعون اذا اضطررنا الى اتِّخاذ الخطوة الثانية؟‏

      ١٥ ليس ضروريا ان تفكروا ان اللذين تجلبونهما معكم يجب ان يكونا شيخَين في الجماعة.‏ لكنَّ الرجال الناضجين الذين هم شيوخ يمكن ان يفيدوكم بمؤهلاتهم الروحية.‏ فهؤلاء الشيوخ هم «كمخبإ من الريح وستارة من السيل كسواقي ماء في مكان يابس كظل صخرة عظيمة في ارض معيية».‏ (‏اشعياء ٣٢:‏١،‏ ٢‏)‏ ولديهم خبرة بمناقشة الاخوة والاخوات وإصلاحهم.‏ لذلك يجب ان يكون لدى الخاطئ سبب وجيه لإظهار الثقة بهؤلاء ‹العطايا في رجال›.‏c (‏افسس ٤:‏٨،‏ ١١،‏ ١٢‏)‏ ومناقشة المسألة بحضور اشخاص ناضجين كهؤلاء والصلاة معهم يمكن ان يخلق جوًّا جديدا ويحلّ ما بدا انه من المتعذر حلّه.‏ —‏ قارنوا يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      محاولة اخيرة لربحه

      ١٦ ما هي الخطوة الثالثة التي ذكرها يسوع؟‏

      ١٦ اذا فشلت الخطوة الثانية في تسوية المسألة،‏ يصير نظار الجماعة لا محالة مشمولين بالخطوة الثالثة.‏ «إنْ لم يسمع لهما،‏ فقل للجماعة.‏ وإنْ لم يسمع للجماعة ايضا،‏ فليكن عندك كالاممي وجابي الضرائب».‏ فماذا يعني ذلك؟‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ ايّ مثال يساعدنا على فهم معنى عبارة «قُلْ للجماعة»؟‏ (‏ب)‏ كيف نطبِّق هذه الخطوة اليوم؟‏

      ١٧ نحن لا نعتبر ان هذه العبارة هي تعليمات لبحث الخطية او الخطإ في اجتماع عادي او خصوصي تعقده الجماعة بكاملها.‏ فكلمة اللّٰه هي التي تمكِّننا من تحديد الاجراء الملائم.‏ لاحظوا ما كان يجب فعله في اسرائيل القديمة في حال التمرد،‏ الشراهة،‏ والسكر:‏ «اذا كان لرجل ابن معاند ومارد [«متمرد»،‏ ع‌ج‏] لا يسمع لقول ابيه ولا لقول امه ويؤدبانه فلا يسمع لهما.‏ يمسكه ابوه وأمه ويأتيان به الى شيوخ مدينته وإلى باب مكانه ويقولان لشيوخ مدينته.‏ ابننا هذا معاند ومارد [«متمرد»،‏ ع‌ج‏] لا يسمع لقولنا وهو مسرف [«شره»،‏ ع‌ج‏] وسكير.‏ فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة».‏ (‏امالة الحروف لنا)‏ —‏ تثنية ٢١:‏١٨-‏٢١‏.‏

      ١٨ فلم تكن كل الامة او كل السبط الذي ينتمي اليه الخاطئ يسمع خطاياه ويحكم فيها،‏ انما ‹الشيوخ› المعترف بهم كانوا يعالجونها كممثلين عن الجماعة.‏ (‏قارنوا تثنية ١٩:‏١٦،‏ ١٧ عن قضية عالجها ‹الكهنة والقضاة الذين كانوا في تلك الايام›.‏)‏ وبشكل مماثل اليوم،‏ عندما يقتضي الامر اتِّخاذ الخطوة الثالثة،‏ يعالج المسألة الشيوخ الذين يمثِّلون الجماعة.‏ وهدفهم هو نفسه:‏ ربح الاخ المسيحي اذا كان ذلك ممكنا.‏ ويُظهرون ذلك بكونهم عادلين،‏ غير متحيِّزين او حاكمين مسبقا في القضية.‏

      ١٩ إلامَ يسعى الشيوخ المعيَّنون لسماع المسألة؟‏

      ١٩ وسيسعون الى تقييم الوقائع وسماع الشهود الضروريين ليقرروا هل ارتُكِبت الخطية (‏او لا تزال تُرتَكب)‏ ام لا.‏ وهم يريدون ان يحموا الجماعة من الفساد وأن يمنعوا دخول روح العالم اليها.‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١٢؛‏ ٥:‏٧‏)‏ وانسجاما مع مؤهلاتهم الروحية،‏ سيسعون الى ‹الوعظ بالتعليم الصحيح وتوبيخ الذين يناقضون›.‏ (‏تيطس ١:‏٩‏)‏ ونأمل ألا يكون الخاطئ مثل الاسرائيليين الذين كتب عنهم نبي يهوه:‏ «دعوت فلم تجيبوا.‏ تكلمت فلم تسمعوا بل عملتم الشر في عينيَّ واخترتم ما لم اسرّ به».‏ —‏ اشعياء ٦٥:‏١٢‏.‏

      ٢٠ ماذا قال يسوع انه يجب فعله اذا رفض الخاطئ الاصغاء والتوبة؟‏

      ٢٠ ولكن في حالات قليلة نسبيا،‏ يعكس الخاطئ الموقف عينه.‏ في هذه الحال،‏ فإن ارشاد يسوع واضح:‏ «ليكن عندك كالاممي وجابي الضرائب».‏ لم يوصِ الرب ان نكون قساة او ان نرغب في الاذية.‏ لكنَّ توجيه الرسول بولس حول طرد الخطاة غير التائبين من الجماعة لا لُبس فيه.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏١١-‏١٣‏)‏ فحتى هذا الاجراء يمكن ان يؤدي اخيرا الى هدف ربح الخاطئ.‏

      ٢١ اية امكانية تبقى متاحة لشخص طُرد من الجماعة؟‏

      ٢١ يمكن ان نرى هذه الامكانية من مثل يسوع عن الابن الضال.‏ فكما يقول المثل،‏ «عاد [الخاطئ] الى رشده» بعد فترة قضاها بعيدا عن الرفقة الحبية في بيت ابيه.‏ (‏لوقا ١٥:‏١١-‏١٨‏)‏ وقال بولس لتيموثاوس ان بعض الخطاة يتوبون بعد فترة و ‹يرجعون من شرك ابليس الى صواب رشدهم›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ ونحن بلا شك نرجو ان يشعر كل خاطئ غير تائب يجب طرده من الجماعة بخسارته —‏ رضى اللّٰه والرفقة المبهجة للمسيحيين الاولياء والاتصال الاجتماعي بهم —‏ وأن يعود الى رشده.‏

      ٢٢ كيف يمكن ان نربح اخانا في المستقبل؟‏

      ٢٢ لم يعتبر يسوع الامميين او جباة الضرائب اشخاصا لا يمكن افتداؤهم.‏ فأحد جباة الضرائب،‏ متى اللاوي،‏ تاب و‹تبع يسوع› بإخلاص،‏ حتى انه اختير كرسول.‏ (‏مرقس ٢:‏١٥؛‏ لوقا ١٥:‏١‏)‏ وبناء على ذلك،‏ حتى لو «لم يسمع [الخاطئ اليوم] للجماعة» وطُرد منها،‏ يمكن ان ننتظر لنرى هل سيتوب بعد فترة ويصنع سبلا مستقيمة لأقدامه.‏ وعندما يفعل ذلك ويصير من جديد عضوا من الجماعة،‏ سنسرّ اننا ربحنا اخانا الذي عاد الى حظيرة العبادة الحقة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة