مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • سحق رأس الحية
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٤٠

      سحق رأس الحية

      الرؤيا ١٤ —‏ رؤيا ٢٠:‏​١-‏١٠

      الموضوع:‏ سجن الشيطان في المهواة،‏ الحكم الالفي،‏ الامتحان الاخير للجنس البشري،‏ ودمار الشيطان

      وقت الاتمام:‏ من نهاية الضيق العظيم الى دمار الشيطان

      ١ كيف تَقدَّم اتمام نبوة الكتاب المقدس الاولى؟‏

      هل تذكرون نبوة الكتاب المقدس الاولى؟‏ لقد تفوَّه بها يهوه اللّٰه عندما قال للحية:‏ «أضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلكِ ونسلها.‏ هو يسحق رأسكِ وأنتِ تسحقين عقبه».‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ والآن،‏ يصل اتمام هذه النبوة الى ذروته!‏ لقد تتبَّعنا تاريخ حرب الشيطان ضد هيئة يهوه السماوية المشبَّهة بامرأة.‏ (‏رؤيا ١٢:‏​١،‏ ٩‏)‏ ونسل الحية الارضي،‏ بأديانه،‏ سياساته،‏ وتجارته الكبيرة،‏ قد كوَّم الاضطهاد القاسي على نسل المرأة،‏ يسوع المسيح وأتباعه الممسوحين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ هنا على الارض.‏ (‏يوحنا ٨:‏​٣٧،‏ ٤٤؛‏ غلاطية ٣:‏​١٦،‏ ٢٩‏)‏ والشيطان ابتلى يسوع بموت أليم.‏ ولكنَّ ذلك تبرهن انه كجرح في العقب،‏ لأن اللّٰه اقام ابنه الامين في اليوم الثالث.‏ —‏ اعمال ١٠:‏​٣٨-‏٤٠‏.‏

      ٢ كيف تُسحق الحية،‏ وماذا يحدث لنسل الحية الارضي؟‏

      ٢ وماذا عن الحية ونسلها؟‏ نحو السنة ٥٦ ب‌م،‏ كتب الرسول بولس رسالة طويلة الى المسيحيين في روما.‏ وفي اختتامها،‏ شجعهم قائلا:‏ «واللّٰه معطي السلام سيسحق الشيطان تحت اقدامكم عن قريب».‏ (‏روما ١٦:‏٢٠‏)‏ هذا هو اكثر من رضّ سطحي.‏ فالشيطان سيُسحَق!‏ واستعمل بولس هنا كلمة يونانية سينتريبو تعني ان يسحق الى حالة شبيهة بالهلام،‏ ان يدوس،‏ ان يدمِّر تماما بالسحق.‏ أما النسل البشري للحية،‏ فهذا ينتظر ضربة حقيقية في يوم الرب،‏ الذي يبلغ الذروة في الضيق العظيم بالسحق التام لبابل العظيمة وأنظمة العالم السياسية،‏ الى جانب أتباعها الماليين والعسكريين.‏ (‏رؤيا،‏ الاصحاحان ١٨ و ١٩‏)‏ وهكذا يجلب يهوه الى الذروة العداوة بين النسلين.‏ ونسل امرأة اللّٰه ينتصر على النسل الارضي للحية،‏ وهذا النسل لن يوجد في ما بعد!‏

      سجن الشيطان في المهواة

      ٣ ماذا يخبرنا يوحنا انه سيحدث للشيطان؟‏

      ٣ اذًا،‏ ماذا ينتظر الشيطان نفسه وأبالسته؟‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«ورأيت ملاكا نازلا من السماء ومعه في يده مفتاح المهواة وسلسلة عظيمة.‏ فقبض على التنين،‏ الحية الاولى،‏ الذي هو ابليس والشيطان،‏ وقيده ألف سنة.‏ وطرحه في المهواة وأغلقها وختمها عليه،‏ لكيلا يضل الامم بعد حتى تنتهي الالف سنة.‏ وبعد ذلك لا بد له ان يُحَل زمنا يسيرا».‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏​١‏-‏٣‏.‏

      ٤ مَن هو الملاك الذي معه مفتاح المهواة،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

      ٤ ومَن هو هذا الملاك؟‏ لا بد ان له قوة هائلة لكي يكون قادرا على التخلُّص من العدوّ الرئيسي ليهوه.‏ وهو لديه «مفتاح المهواة وسلسلة عظيمة».‏ ألا يذكِّرنا ذلك برؤيا ابكر؟‏ بلى،‏ ان الملك على الجراد يدعى «ملاك المهواة».‏ (‏رؤيا ٩:‏١١‏)‏ وهكذا نلاحظ هنا مرة اخرى مبرِّئ يهوه الرئيسي،‏ يسوع المسيح الممجَّد،‏ وهو يعمل.‏ ورئيس الملائكة هذا الذي طرد الشيطان من السماء،‏ الذي دان بابل العظيمة،‏ والذي تخلَّص من «ملوك الارض وجيوشهم» في هرمجدون لن يتنحَّى بالتاكيد ليدع ملاكا ادنى رتبة يسدِّد ضربة موفَّقة في سجن الشيطان في المهواة!‏ —‏ رؤيا ١٢:‏​٧-‏٩؛‏ ١٨:‏​١،‏ ٢؛‏ ١٩:‏​١١-‏٢١‏.‏

      ٥ كيف يتعامل ملاك المهواة مع الشيطان ابليس،‏ ولماذا؟‏

      ٥ عندما طُرح التنين العظيم الناري اللون من السماء جرى التحدث عنه بصفته «الحية الاولى،‏ المدعو ابليس والشيطان،‏ الذي يضل المسكونة كلها».‏ (‏رؤيا ١٢:‏​٣،‏ ٩‏)‏ والآن،‏ عند مرحلة القبض عليه وسجنه في المهواة،‏ يوصف مرة اخرى كاملا بأنه «التنين،‏ الحية الاولى،‏ الذي هو ابليس والشيطان».‏ فهذا الملتهم،‏ المخادع،‏ المفتري،‏ والمقاوم الرديء السمعة يُقيَّد ويُطرح «في المهواة»،‏ التي تُغلَق وتُختَم بإحكام،‏ «لكيلا يضل الامم بعد».‏ وهذا السجن للشيطان في المهواة هو لألف سنة،‏ الوقت الذي في اثنائه لن يكون تأثيره في الجنس البشري اكثر من ذاك الذي لسجين في زنزانة عميقة تحت الارض.‏ وملاك المهواة يبعد الشيطان تماما عن ايّ اتصال بملكوت البر.‏ فيا لها من راحة للجنس البشري!‏

      ٦ (‏أ)‏ اي دليل هنالك ان الشياطين يذهبون ايضا الى المهواة؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان يبتدئ الآن،‏ ولماذا؟‏

      ٦ وماذا يحدث للشياطين؟‏ هم ايضا ‹محفوظون للدينونة›.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٤‏)‏ ويدعى الشيطان «بيلزبوب رئيس الشياطين».‏ (‏لوقا ١١:‏​١٥،‏ ١٨؛‏ متى ١٠:‏٢٥‏)‏ ونظرا الى تعاونهم الطويل الامد مع الشيطان،‏ ألا يجب ان ينالوا الدينونة نفسها؟‏ ولزمن طويل كانت المهواة باعث خوف لاولئك الشياطين؛‏ ففي احدى المناسبات عندما واجههم يسوع،‏ «توسلوا اليه ألا يأمرهم بالذهاب الى المهواة».‏ (‏لوقا ٨:‏٣١‏)‏ ولكن عندما يُسجَن الشيطان في المهواة،‏ سيُطرح ملائكته بالتاكيد في المهواة معه.‏ (‏قارنوا اشعيا ٢٤:‏​٢١،‏ ٢٢‏.‏)‏ وبعد سجن الشيطان وأبالسته في المهواة،‏ يمكن لحكم يسوع المسيح ألف سنة ان يبتدئ.‏

      ٧ (‏أ)‏ في اية حالة سيكون الشيطان وأبالسته في المهواة،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏ (‏ب)‏ هل هادِس والمهواة هما الشيء نفسه؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

      ٧ وهل سيكون الشيطان وأبالسته نشاطى وهم في المهواة؟‏ حسنا،‏ تذكَّروا الوحش القرمزي اللون ذا الرؤوس السبعة الذي «كان،‏ وليس الآن،‏ إلا انه سيصعد من المهواة».‏ (‏رؤيا ١٧:‏٨‏)‏ ففيما كان في المهواة،‏ كان «ليس الآن».‏ لقد كان غير عامل،‏ عديم الحركة،‏ ميتا بالنسبة الى كل النوايا والمقاصد.‏ وبشكل مشابه،‏ اذ تحدَّث عن يسوع،‏ قال الرسول بولس:‏ «‹من ينزل الى المهواة؟‏›،‏ اي ليُصعِد المسيح من الأموات».‏ (‏روما ١٠:‏٧‏)‏ وفيما كان في تلك المهواة،‏ كان يسوع ميتا.‏a اذًا،‏ من المنطقي الاستنتاج ان الشيطان وأبالسته سيكونون في حالة خمول شبيه بالموت طوال ألف سنة من سجنهم في المهواة.‏ فيا لها من اخبار سارة لمحبّي البر!‏

      قضاةٌ لألف سنة

      ٨،‏ ٩ ماذا يخبرنا يوحنا عن الذين يجلسون على عروش،‏ ومَن هم مثل هؤلاء؟‏

      ٨ بعد الالف سنة،‏ يُطلَق الشيطان من المهواة زمنا يسيرا.‏ ولماذا؟‏ قبل اعطاء الجواب،‏ يلفت يوحنا انتباهنا الى بداية فترة الوقت هذه.‏ نقرأ:‏ ‏«ورأيت عروشا والذين جلسوا عليها،‏ وأُعطوا سلطة ان يدينوا».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٤ أ )‏ فمَن هم هؤلاء الذين يجلسون على عروش ويحكمون في السموات مع يسوع الممجَّد؟‏

      ٩ انهم ‹القدوسون› الذين وصفهم دانيال بأنهم يحكمون في الملكوت مع ذاك الذي هو «مثل ابن انسان».‏ (‏دانيال ٧:‏​١٣،‏ ١٤،‏ ١٨‏)‏ انهم الشيوخ الـ‍ ٢٤ انفسهم الذين يجلسون على عروش سماوية في حضرة يهوه.‏ (‏رؤيا ٤:‏٤‏)‏ وهم يشملون الرسل الـ‍ ١٢ الذين اعطاهم يسوع الوعد:‏ «عندما يجلس ابن الانسان على عرشه المجيد في التجديد،‏ تجلسون انتم ايضا،‏ يا من تبعتموني،‏ على اثني عشر عرشا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر».‏ (‏متى ١٩:‏٢٨‏)‏ ويشملون كذلك بولس،‏ بالاضافة الى المسيحيين الكورنثيين الذين بقوا امناء.‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏٨؛‏ ٦:‏​٢،‏ ٣‏)‏ ويشملون ايضا اعضاء جماعة لاودكية الذين غلبوا.‏ —‏ رؤيا ٣:‏٢١‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ كيف يصف يوحنا الآن الملوك الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤؟‏ (‏ب)‏ مما اخبرنا اياه يوحنا في وقت ابكر،‏ مَن يشمل الملوك الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤؟‏

      ١٠ عروش —‏ ٠٠٠‏,‏١٤٤ منها —‏ معدَّة لاولئك الغالبين الممسوحين الذين «اشتُروا من بين الناس باكورة للّٰه وللحمل».‏ (‏رؤيا ١٤:‏​١،‏ ٤‏)‏ يتابع يوحنا:‏ ‏«نعم،‏ رأيت نفوس الذين أُعدموا بالفأس من اجل شهادتهم ليسوع ومن اجل التكلم عن اللّٰه،‏ الذين لم يعبدوا الوحش ولا صورته ولم ينالوا السمة على جبهتهم وعلى يدهم».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٤ ب )‏ اذًا،‏ بين هؤلاء الملوك،‏ هنالك الشهداء المسيحيون الممسوحون الذين في وقت ابكر،‏ عند فتح الختم الخامس،‏ سألوا يهوه حتى متى سينتظر لينتقم لدمائهم.‏ وفي ذلك الحين أُعطوا حللا بيضاء وقيل لهم ان ينتظروا زمانا يسيرا بعد.‏ أما الآن فقد انتُقم لهم بتخريب بابل العظيمة،‏ دمار الامم بواسطة ملك الملوك ورب الارباب،‏ وسجن الشيطان في المهواة.‏ —‏ رؤيا ٦:‏​٩-‏١١؛‏ ١٧:‏١٦؛‏ ١٩:‏​١٥،‏ ١٦‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ كيف يجب ان نفهم العبارة «أُعدموا بالفأس»؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن القول ان موت جميع الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ هو بمثابة تضحية بالذات؟‏

      ١١ وهل ‹أُعدم بالفأس› جسديا كل القضاة الملكيين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ هؤلاء؟‏ على الارجح،‏ قليلون منهم نسبيا قُتلوا هكذا بمعنى حرفي.‏ ولكنَّ هذه العبارة دون شك يُقصد منها ان تشمل جميع اولئك المسيحيين الممسوحين الذين يحتملون الاستشهاد بطريقة او بأخرى.‏b (‏متى ١٠:‏​٢٢،‏ ٢٨‏)‏ وبالتأكيد،‏ يريد الشيطان ان يعدمهم كلهم بالفأس،‏ ولكن،‏ في الواقع،‏ لا يموت كل اخوة يسوع الممسوحين شهداء.‏ فكثيرون منهم يموتون من المرض او كبر السن.‏ ومع ذلك،‏ ينتمي مثل هؤلاء ايضا الى الفريق الذي يراه يوحنا الآن.‏ فموتهم جميعا هو بمثابة تضحية بالذات.‏ (‏روما ٦:‏​٣-‏٥‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ لم يكن ايّ منهم جزءا من العالم.‏ ولذلك ابغضهم العالم جميعا وصاروا،‏ في الواقع،‏ امواتا في عينيه.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٩؛‏ ١ كورنثوس ٤:‏١٣‏)‏ ولم يعبد ايّ منهم الوحش او صورته،‏ وعندما ماتوا،‏ لم يكن ايّ منهم يحمل سمة الوحش.‏ فجميعهم ماتوا غالبين.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٤؛‏ رؤيا ٢:‏٧؛‏ ٣:‏١٢؛‏ ١٢:‏١١‏.‏

      ١٢ ماذا يخبر يوحنا عن الملوك الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ ومتى يعودون الى الحياة؟‏

      ١٢ والآن يحيا هؤلاء الغالبون مرة اخرى!‏ يخبر يوحنا:‏ ‏«فعادوا الى الحياة وملكوا مع المسيح ألف سنة».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٤ ج )‏ فهل يعني ذلك ان هؤلاء القضاة لا يقامون إلا بعد دمار الامم وسجن الشيطان وأبالسته في المهواة؟‏ كلا.‏ فمعظمهم احياء الآن فعلا،‏ لانهم ركبوا مع يسوع ضد الامم في هرمجدون.‏ (‏رؤيا ٢:‏​٢٦،‏ ٢٧؛‏ ١٩:‏١٤‏)‏ حقا،‏ اشار بولس الى ان قيامتهم تبتدئ سريعا بعد بداية حضور يسوع في السنة ١٩١٤ وأن البعض يقامون قبل الآخرين.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏​٥١-‏٥٤؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏​١٥-‏١٧‏)‏ ولذلك فإنهم يعودون الى الحياة خلال فترة من الوقت اذ ينالون افراديا عطية الحياة الخالدة في السموات.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٧؛‏ ٢ بطرس ٣:‏​١١-‏١٤‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ كيف يجب ان نعتبر الالف سنة التي يحكم في خلالها الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ كيف اعتبر پاپياس هيراپوليس الالف سنة؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

      ١٣ ان ملْكهم وقضاءهم سيكونان لألف سنة.‏ وهل هذه ألف سنة حرفية،‏ ام يجب ان نعتبرها رمزيا فترة طويلة غير محدَّدة من الوقت؟‏ «ألوف» قد تعني عددا كبيرا غير محدَّد،‏ كما في ١ صموئيل ٢١:‏١١‏.‏ ولكنَّ الـ‍ «ألف» هنا حرفية،‏ لانها تظهر ثلاث مرات في رؤيا ٢٠:‏​٥-‏٧ بصفتها ‏«الالف سنة».‏ وبولس دعا وقت الدينونة هذا «يوما» عندما قال:‏ «حدَّد [اللّٰه] يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالبر».‏ (‏اعمال ١٧:‏٣١‏)‏ وبما ان بطرس يخبرنا ان يوما واحدا عند يهوه كألف سنة،‏ فمن الملائم ان يكون يوم الدينونة هذا ألف سنة حرفية.‏c —‏ ٢ بطرس ٣:‏٨‏.‏

      باقي الاموات

      ١٤ (‏أ)‏ اية عبارة يقحمها يوحنا عن «باقي الاموات»؟‏ (‏ب)‏ كيف تلقي العبارات التي تلفظ بها الرسول بولس ضوءا على التعبير «يعودوا الى الحياة»؟‏

      ١٤ ولكن،‏ مَن سيدين هؤلاء الملوك اذا كان،‏ كما يقحم الرسول يوحنا هنا،‏ «‏‏(‏باقي الاموات لم يعودوا الى الحياة حتى تنتهي الالف سنة‏)‏‏»؟‏ ‏(‏رؤيا ٢٠:‏٥ أ )‏ مرة اخرى،‏ يجب ان يُفهم التعبير «يعودوا الى الحياة» وفقا للقرينة.‏ فيمكن ان تكون لهذا التعبير معانٍ متنوعة في ظروف متنوعة.‏ مثلا،‏ قال بولس عن رفقائه المسيحيين الممسوحين:‏ «اللّٰه إياكم احيا،‏ مع انكم كنتم امواتا في زلاتكم وخطاياكم».‏ (‏افسس ٢:‏١‏)‏ نعم،‏ لقد جرى ‹إحياء› المسيحيين الممسوحين بالروح،‏ حتى في القرن الاول،‏ اذ تبرَّروا على اساس ايمانهم بذبيحة يسوع.‏ —‏ روما ٣:‏​٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ١٥ (‏أ)‏ شهود يهوه لما قبل المسيحية تمتعوا بأي موقف عند اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف «يعود» الخراف الاخر «الى الحياة»،‏ ومتى سيرثون الارض بالمعنى الاكمل؟‏

      ١٥ وعلى نحو مماثل،‏ تبرَّر شهود يهوه لما قبل المسيحية في ما يتعلق بالصداقة مع اللّٰه؛‏ وجرى التحدث عن ابراهيم،‏ اسحاق،‏ ويعقوب بصفتهم «احياء» مع انهم كانوا امواتا جسديا.‏ (‏متى ٢٢:‏​٣١،‏ ٣٢؛‏ يعقوب ٢:‏​٢١،‏ ٢٣‏)‏ أما هم،‏ وكل الآخرين الذين يقامون،‏ بالاضافة الى الجمع الكثير من الخراف الاخر الامناء الذين ينجون من هرمجدون وأيّ من الاولاد الذين قد يولدون لهؤلاء في العالم الجديد،‏ فيجب ان يُرفعوا بعدُ الى الكمال البشري.‏ وهذا ما سينجزه المسيح وملوكه وكهنته المعاونون في خلال يوم دينونة الالف سنة،‏ على اساس ذبيحة يسوع الفدائية.‏ وعند نهاية هذا اليوم سيكون «باقي الاموات» قد ‹عادوا الى الحياة› بمعنى انهم سيكونون بشرا كاملين.‏ وكما سنرى،‏ يجب ان يجتازوا بعدئذ امتحانا اخيرا،‏ ولكنهم سيواجهون هذا الامتحان كبشر مكمَّلين.‏ وعندما يجتازون الامتحان،‏ سيعلن اللّٰه انهم جديرون بالحياة الى الابد،‏ ابرار بالمعنى الاكمل.‏ وسيختبرون الاتمام الكامل للوعد:‏ «الابرار يرثون الارض،‏ ويسكنونها الى الابد».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٩‏)‏ فيا للمستقبل المبهج الذي ينتظر الجنس البشري الطائع!‏

      القيامة الاولى

      ١٦ كيف يصف يوحنا القيامة التي يختبرها اولئك الذين يملكون مع المسيح،‏ ولماذا؟‏

      ١٦ واذ يعود الآن الى اولئك الذين «عادوا الى الحياة وملكوا مع المسيح»،‏ يكتب يوحنا:‏ ‏«هذه هي القيامة الاولى».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٥ ب )‏ وكيف تكون الاولى؟‏ انها «القيامة الاولى» في ما يتعلق بالوقت،‏ لأن الذين يختبرونها هم «باكورة للّٰه وللحمل».‏ (‏رؤيا ١٤:‏٤‏)‏ وهي الاولى ايضا في الاهمية،‏ لان الذين يشتركون فيها يصيرون حكاما معاونين مع يسوع في ملكوته السماوي ويدينون باقي الجنس البشري.‏ وأخيرا،‏ انها الاولى في النوعية.‏ فباستثناء يسوع المسيح نفسه،‏ يجري التحدث في الكتاب المقدس عن الذين يقامون في القيامة الاولى بأنهم المخلوقات الوحيدة التي تنال الخلود.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٣؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٦‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ كيف يصف يوحنا التوقُّع المبارك للمسيحيين الممسوحين؟‏ (‏ب)‏ ما هو «الموت الثاني»،‏ ولماذا ليس له «سلطة» على الغالبين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤؟‏

      ١٧ يا للتوقُّع المبارك للممسوحين هؤلاء!‏ وكما يعلن يوحنا:‏ ‏«سعيد وقدوس من له نصيب في القيامة الاولى.‏ هؤلاء ليس للموت الثاني سلطة عليهم».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٦ أ )‏ وكما وعد يسوع المسيحيين في سميرنا،‏ لن يكون اولئك الغالبون الذين يشتركون في «القيامة الاولى» في خطر ان يؤذيهم «الموت الثاني»،‏ الذي يعني الابادة،‏ الدمار دون رجاء بقيامة.‏ (‏رؤيا ٢:‏١١؛‏ ٢٠:‏١٤‏)‏ فليس للموت الثاني «سلطة» على غالبين كهؤلاء،‏ لأنهم سيكونون قد لبسوا عدم الفساد والخلود.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٣‏.‏

      ١٨ ماذا يقول يوحنا الآن عن حكام الارض الجدد،‏ وماذا سينجزون؟‏

      ١٨ وكم يختلفون عن ملوك الارض خلال سلطة الشيطان!‏ فهؤلاء على الاكثر يحكمون مجرد ٥٠ او ٦٠ سنة،‏ والغالبية الساحقة مجرد سنوات قليلة.‏ وكثيرون منهم يظلمون الجنس البشري.‏ وفي اية حال،‏ كيف يمكن للامم ان تستفيد على نحو دائم تحت رئاسة حكام متغيِّرين على الدوام بسياسات متغيِّرة على الدوام؟‏ وبالتباين،‏ يقول يوحنا عن حكام الارض الجدد:‏ ‏«بل سيكونون كهنة للّٰه وللمسيح،‏ وسيملكون معه الالف سنة».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٦ ب )‏ فمع يسوع،‏ سيشكِّلون الحكومة الوحيدة لألف سنة.‏ وخدمتهم الكهنوتية،‏ في تطبيق استحقاق ذبيحة يسوع البشرية الكاملة،‏ سترفع البشر الطائعين الى الكمال الروحي،‏ الادبي،‏ والجسدي.‏ وخدمتهم الملكية ستؤدي الى بناء مجتمع بشري عالمي يعكس برّ وقداسة يهوه.‏ وكقضاة لألف سنة،‏ سيرشدون،‏ مع يسوع،‏ على نحو حبي البشر المتجاوبين نحو هدف الحياة الابدية.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      الامتحان الاخير

      ١٩ ماذا ستكون عليه حالة الارض وحالة الجنس البشري بحلول نهاية حكم الالف سنة،‏ وماذا يفعل يسوع الآن؟‏

      ١٩ بحلول نهاية حكم الالف سنة،‏ ستكون كل الارض قد صارت شبيهة بعدن الاصلية.‏ فستكون فردوسا حقيقيا.‏ ولن يحتاج الجنس البشري الكامل في ما بعد الى رئيس كهنة ليشفع فيهم امام اللّٰه،‏ لان كل آثار خطية آدم ستكون قد أُزيلت والعدوّ الاخير،‏ الموت،‏ قد أُبيد.‏ وملكوت المسيح سيكون قد حقَّق قصد اللّٰه لخلق عالم واحد بحكومة واحدة.‏ وعند هذه المرحلة،‏ «يسلم [يسوع] المملكة الى إلهه وأبيه».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏​٢٢-‏٢٦؛‏ روما ١٥:‏١٢‏.‏

      ٢٠ ماذا يخبرنا يوحنا انه سيحدث عندما يحين الوقت للامتحان الاخير؟‏

      ٢٠ يحين الوقت الآن لامتحان اخير.‏ فهل سيقف عالم الجنس البشري المكمَّل،‏ بالتباين مع البشرين الاولين في عدن،‏ ثابتا في استقامته؟‏ يخبرنا يوحنا بما يحدث:‏ ‏«وحالما تنتهي الالف سنة،‏ يُحل الشيطان من سجنه،‏ ويخرج ليضل تلك الامم في زوايا الارض الاربع،‏ جوجا وماجوج،‏ ليجمعهم للحرب.‏ وعدد هؤلاء كرمل البحر.‏ فتقدموا على عرض الارض وأحاطوا بمخيم القديسين وبالمدينة المحبوبة».‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏​٧‏-‏٩ أ.‏

      ٢١ في ما يتعلق بمحاولته الاخيرة،‏ كيف يتحرك الشيطان،‏ ولماذا لا يجب ان نُفاجَأ بأن يتَّبع البعض الشيطان حتى بعد حكم الالف سنة؟‏

      ٢١ وماذا ستُسفر عنه محاولة الشيطان الاخيرة؟‏ يضل «تلك الامم في زوايا الارض الاربع،‏ جوجا وماجوج»،‏ ويقودهم الى «الحرب».‏ ومَن يمكن ان يؤيد الشيطان بعد ألف سنة من الحكم الثيوقراطي البنَّاء والمفرح؟‏ حسنا،‏ لا تنسوا ان الشيطان كان قادرا ان يضل آدم وحواء الكاملين فيما كانا يتمتعان بالحياة في فردوس عدن.‏ وكان قادرا ان يضلل ملائكة سماويين كانوا قد رأوا النتائج الرديئة للتمرد الاصلي.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٤؛‏ يهوذا ٦‏)‏ ولذلك لا يجب ان نُفاجَأ بأن يُغرَى بعض البشر الكاملين ليتَّبعوا الشيطان حتى بعد حكم مبهج ألف سنة بواسطة ملكوت اللّٰه.‏

      ٢٢ (‏أ)‏ الى ماذا تشير العبارة «الامم في زوايا الارض الاربع»؟‏ (‏ب)‏ لماذا يدعى المتمردون «جوجا وماجوج»؟‏

      ٢٢ يدعو الكتاب المقدس هؤلاء المتمردين «الامم في زوايا الارض الاربع».‏ وهذا لا يعني ان الجنس البشري سيكون مقسَّما مرة اخرى الى كيانات قومية متضاربة.‏ فذلك يشير فقط الى ان هؤلاء سيفرزون انفسهم عن ابرار وأولياء يهوه ويعربون عن الروح الرديئة نفسها التي تظهرها الامم اليوم.‏ وسوف ‹يدبّرون خطة مؤذية›،‏ كما فعل جوج الماجوجي في نبوة حزقيال،‏ بهدف تدمير الحكومة الثيوقراطية على الارض.‏ (‏حزقيال ٣٨:‏​٣،‏ ١٠-‏١٢‏)‏ ولذلك يُدعَون «جوجا وماجوج».‏

      ٢٣ الى ماذا يشير الواقع ان عدد المتمردين هو «كرمل البحر»؟‏

      ٢٣ ان عدد الذين ينضمون الى الشيطان في ثورته سيكون «كرمل البحر».‏ فكم يكون ذلك؟‏ ليس هنالك عدد مقدَّر.‏ (‏قارنوا يشوع ١١:‏٤؛‏ قضاة ٧:‏١٢‏.‏)‏ فعدد المتمردين الكلي الاخير يعتمد على كيفية تجاوب كل فرد مع حيل الشيطان المخادعة.‏ ومع ذلك،‏ دون شك،‏ سيكون هنالك عدد معتبر،‏ اذ سيشعرون بما يكفي من القوة للتغلب على ‹مخيم القديسين والمدينة المحبوبة›.‏

      ٢٤ (‏أ)‏ ما هي «المدينة المحبوبة»،‏ وكيف يمكن ان ‹يحاط› بها؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمثِّل «مخيم القديسين»؟‏

      ٢٤ ان «المدينة المحبوبة» لا بد انها المدينة التي يتحدث عنها يسوع المسيح الممجَّد الى أتباعه في رؤيا ٣:‏١٢ والتي يدعوها «مدينة إلهي،‏ اورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند إلهي».‏ وبما ان هذه هي هيئة سماوية،‏ كيف يمكن لتلك القوى الارضية ان ‹تحيط› بها؟‏ بمعنى انهم يحيطون «بمخيم القديسين».‏ ان المخيم هو خارج المدينة؛‏ ولذلك فإن «مخيم القديسين» لا بد ان يمثِّل اولئك الذين هم على الارض خارج الموقع السماوي لاورشليم الجديدة الذين يؤيدون بولاء ترتيب يهوه الحكومي.‏ وعندما يهاجم المتمردون برئاسة الشيطان هؤلاء الامناء،‏ يعتبر الرب يسوع ذلك هجوما عليه.‏ (‏متى ٢٥:‏​٤٠،‏ ٤٥‏)‏ وستحاول تلك «الامم» ان تمحو كل ما انجزته اورشليم الجديدة السماوية في جعل الارض فردوسا.‏ وهكذا،‏ في مهاجمة «مخيم القديسين»،‏ يهاجمون ايضا «المدينة المحبوبة».‏

      بحيرة النار والكبريت

      ٢٥ كيف يصف يوحنا نتيجة هجوم المتمردين على «مخيم القديسين»،‏ وماذا سيعني ذلك للشيطان؟‏

      ٢٥ وهل ستنجح هذه المحاولة الاخيرة من قبل الشيطان؟‏ بالتأكيد لا —‏ تماما كما ان الهجوم الذي سيقوم به جوج الماجوجي على اسرائيل الروحي في ايامنا لن ينجح!‏ (‏حزقيال ٣٨:‏​١٨-‏٢٣‏)‏ ويوحنا يصف النتيجة على نحو مفعم بالحيوية:‏ ‏«إلا ان نارا نزلت من السماء والتهمتهم.‏ وطُرح ابليس الذي كان يضلهم في بحيرة النار والكبريت،‏ حيث الوحش والنبي الدجّال كلاهما».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٩ب-‏١٠أ ‏)‏ فعوضا عن ان يُسجن فقط في المهواة،‏ فان الشيطان،‏ الحية القديمة،‏ هذه المرة سيُمحى فعلا من الوجود،‏ يُهرس،‏ يباد تماما كما بنار.‏

      ٢٦ لماذا لا يمكن ان تكون «بحيرة النار والكبريت» مكان عذاب حرفيا؟‏

      ٢٦ كنا قد لاحظنا ان «بحيرة النار والكبريت» لا يمكن ان تكون مكان عذاب حرفيا.‏ (‏رؤيا ١٩:‏٢٠‏)‏ واذا كان الشيطان سيعاني تعذيبا شديدا هنا طوال الابدية،‏ يجب ان يحفظه يهوه حيا.‏ ولكنَّ الحياة هبة،‏ لا عقاب.‏ أما الموت فهو عقاب على الخطية،‏ ووفقا للكتاب المقدس،‏ لا تشعر المخلوقات الميتة بالالم.‏ (‏روما ٦:‏٢٣؛‏ جامعة ٩:‏​٥،‏ ١٠‏)‏ واكثر من ذلك،‏ نقرأ لاحقا ان الموت عينه،‏ الى جانب هادِس،‏ يُطرح في بحيرة النار والكبريت هذه نفسها.‏ وبالتاكيد،‏ لا يمكن للموت وهادِس ان يعانيا الالم!‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏١٤‏.‏

      ٢٧ كيف يساعدنا ما حدث لسدوم وعمورة على فهم عبارة بحيرة النار والكبريت؟‏

      ٢٧ كل ذلك يعزِّز النظرة ان بحيرة النار والكبريت هي رمزية.‏ واكثر من ذلك،‏ ان ذكر النار والكبريت يذكِّر بمصير سدوم وعمورة القديمتين،‏ اللتين دمَّرهما اللّٰه بسبب شرهما الفاضح.‏ وعندما اتى وقتهما «امطر يهوه كبريتا ونارا على سدوم وعمورة من عند يهوه،‏ من السماء».‏ (‏تكوين ١٩:‏٢٤‏)‏ وما اصاب المدينتين يدعى «دينونة نار ابدية».‏ (‏يهوذا ٧‏)‏ ولكنَّ هاتين المدينتين لم تعانيا عذابا ابديا.‏ وانما مُحيتا،‏ طُمستا على نحو دائم،‏ مع سكانهما المنحرفين.‏ فهاتان المدينتان لا توجدان اليوم،‏ ولا يمكن لأحد ان يؤكد اين كانتا تقعان.‏

      ٢٨ ما هي بحيرة النار والكبريت،‏ وكيف تكون مغايرة للموت،‏ هادِس،‏ والمهواة؟‏

      ٢٨ وانسجاما مع ذلك،‏ يوضح الكتاب المقدس نفسه معنى بحيرة النار والكبريت:‏ «وبحيرة النار هذه تمثل الموت الثاني».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١٤‏)‏ ومن الواضح انها وادي هنّوم عينه الذي تحدث عنه يسوع،‏ مكان يبقى فيه الاشرار مدمَّرين،‏ لا معذَّبين الى الابد.‏ (‏متى ١٠:‏٢٨‏)‏ انه دمار كامل تام دون رجاء بقيامة.‏ وهكذا،‏ فيما توجد مفاتيح للموت،‏ هادِس،‏ والمهواة،‏ لا يوجد ذكر لمفتاح لفتح بحيرة النار والكبريت.‏ (‏رؤيا ١:‏١٨؛‏ ٢٠:‏١‏)‏ فهي لن تطلق ابدا اسراها.‏ —‏ قارنوا مرقس ٩:‏​٤٣-‏٤٧‏.‏

      يُعذَّبون نهارا وليلا الى الابد

      ٢٩،‏ ٣٠ ماذا يقول يوحنا عن ابليس بالاضافة الى الوحش والنبي الدجّال،‏ وكيف يجب ان يُفهم ذلك؟‏

      ٢٩ واذ يشير الى ابليس بالاضافة الى الوحش والنبي الدجّال،‏ يخبرنا يوحنا الآن:‏ ‏«وسيعذَّبون نهارا وليلا الى ابد الآبدين».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١٠ ب )‏ وماذا يمكن ان يعني ذلك؟‏ كما ذُكر سابقا،‏ ليس منطقيا القول ان رموزا،‏ كالوحش والنبي الدجّال،‏ بالاضافة الى الموت وهادِس،‏ يمكن ان تعاني التعذيب بطريقة حرفية.‏ ولذلك ليس لدينا سبب للاعتقاد ان الشيطان سيتألم الى الابد.‏ فيجب ان يُباد.‏

      ٣٠ ان الكلمة اليونانية المستعملة هنا مقابل ‹يعذِّب›،‏ باسانيزو،‏ تعني على نحو رئيسي «ان يمتحن (‏المعادن)‏ بواسطة المحك».‏ «ان يستجوب باستعمال التعذيب» هو معنى ثانٍ.‏ (‏قاموس ثاير اليوناني الانكليزي الجديد للعهد الجديد )‏ وفي القرينة،‏ يشير استعمال هذه الكلمة اليونانية الى ان ما يحدث للشيطان سيخدم،‏ الى الابد،‏ كمحك في قضية صواب وبرّ حكم يهوه.‏ فقضية الحكم ذي السيادة هذه ستكون قد بُتَّت مرة وعلى الدوام.‏ ولن يلزم ثانية ابدا ان يُمتَحن تحدٍّ لسلطان يهوه لفترة مطوَّلة من الوقت لكي يتبرهن انه خاطئ.‏ —‏ قارنوا مزمور ٩٢:‏​١،‏ ١٥‏.‏

      ٣١ كيف تساعدنا كلمتان يونانيتان تتعلقان بالكلمة التي تعني ‹يعذِّب› على فهم العقاب الذي يخضع له الشيطان ابليس؟‏

      ٣١ وبالاضافة الى ذلك،‏ تُستعمل الكلمة ذات العلاقة باسانيستيس،‏ «معذِّب»،‏ في الكتاب المقدس لتعني «سجَّان».‏ (‏متى ١٨:‏٣٤‏،‏ ترجمة الملكوت ما بين السطور )‏ وانسجاما مع ذلك،‏ سيُسجن الشيطان في بحيرة النار الى الابد؛‏ ولن يطلَق سراحه ابدا.‏ وأخيرا في الترجمة السبعينية اليونانية،‏ التي كانت معروفة جيدا لدى يوحنا،‏ تُستعمل الكلمة ذات العلاقة باسانُس لتشير الى الذلّ الذي يؤدي الى الموت.‏ (‏حزقيال ٣٢:‏​٢٤،‏ ٣٠‏)‏ وهذا يساعدنا لنرى ان العقاب الذي يخضع له الشيطان انما هو مذلّ،‏ موت ابدي في بحيرة النار والكبريت.‏ وأعماله تموت معه.‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏٨‏.‏

      ٣٢ اي عقاب سيخضع له الشياطين،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

      ٣٢ مرة اخرى،‏ لا تُذكر الشياطين في هذا العدد.‏ فهل سيجري اطلاق سراحهم مع الشيطان عند نهاية الالف سنة ثم يخضعون لعقاب الموت الابدي معه؟‏ يجيب الدليل نعم.‏ ففي مثل الخراف والجداء،‏ قال يسوع ان الجداء يمضون «الى النار الابدية المهيأة لإبليس وملائكته».‏ (‏متى ٢٥:‏٤١‏)‏ وعبارة «النار الابدية» لا بد ان تشير الى بحيرة النار والكبريت حيث سيُطرح الشيطان.‏ وملائكة ابليس طُردوا من السماء معه.‏ وكما يتضح،‏ ذهبوا الى المهواة معه عند بداية حكم الالف سنة.‏ اذًا،‏ على نحو ثابت،‏ سيدمَّرون ايضا معه في بحيرة النار والكبريت.‏ —‏ متى ٨:‏٢٩‏.‏

      ٣٣ اي جزء اخير من التكوين ٣:‏١٥ سيتم حينئذ،‏ والى اية مسألة يلفت روح يهوه الآن انتباه يوحنا؟‏

      ٣٣ بهذه الطريقة،‏ يتم الجزء الاخير من النبوة المسجَّلة في التكوين ٣:‏١٥‏.‏ فعندما يُطرح الشيطان في بحيرة النار،‏ سيصير ميتا كحية طُحن رأسها تحت عقب حديدي.‏ وسيولّي هو وأبالسته الى الابد.‏ ولا يوجد ذكر اضافي لهم في سفر الرؤيا.‏ والآن،‏ بعد التخلُّص نبويا من هؤلاء،‏ يلفت روح يهوه الانتباه الى مسألة ذات اهتمام ملحٍّ لاولئك الذين يُبقون في اذهانهم رجاء ارضيا:‏ ماذا سينتج للجنس البشري من المُلك السماوي لـ‍ «ملك الملوك» و ‹المدعوين والمختارين والأمناء الذين معه›؟‏ (‏رؤيا ١٧:‏١٤‏)‏ للاجابة،‏ يعود بنا يوحنا مرة اخرى الى بداية حكم الالف سنة.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a تقول آيات اخرى ان يسوع كان في هادِس فيما كان ميتا.‏ (‏اعمال ٢:‏٣١‏)‏ ولكن،‏ لا يجب ان نستنتج ان هادِس والمهواة هما دائما الشيء نفسه.‏ ففيما يذهب الوحش والشيطان الى المهواة،‏ فان البشر فقط يقال انهم يذهبون الى هادِس،‏ حيث يرقدون في الموت الى ان يقاموا.‏ —‏ ايوب ١٤:‏١٣؛‏ رؤيا ٢٠:‏١٣‏.‏

      b الفأس (‏باليونانية،‏ پِلِكيس )‏ كانت على ما يبدو الاداة التقليدية للاعدام في روما،‏ على الرغم من انه في ايام يوحنا كان السيف اكثر استعمالا عموما.‏ (‏اعمال ١٢:‏٢‏)‏ ولذلك فإن الكلمة اليونانية المستعملة هنا،‏ پِپِلِكيسمِنون (‏«أُعدموا بالفأس»)‏،‏ تعني ببساطة «أُعدموا».‏

      c على نحو مثير للاهتمام،‏ يخبر مؤرخ القرن الرابع اوسابيوس ان پاپياس هيراپوليس،‏ الذي يُعتقد انه تلقّى بعض معرفته للكتاب المقدس من تلاميذ ليوحنا،‏ كاتب سفر الرؤيا،‏ آمن بحكم المسيح ألف سنة حرفية (‏على الرغم من ان اوسابيوس عارضه بقوة)‏.‏ —‏ تاريخ الكنيسة،‏ اوسابيوس،‏ ٣:‏٣٩.‏

  • يوم دينونة اللّٰه —‏ نتيجته المبهجة!‏
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٤١

      يوم دينونة اللّٰه —‏ نتيجته المبهجة!‏

      الرؤيا ١٥ —‏ رؤيا ٢٠:‏١١–‏٢١:‏٨

      الموضوع:‏ القيامة العامة،‏ يوم الدينونة،‏ وبركات السموات الجديدة والارض الجديدة

      وقت الاتمام:‏ حكم الالف السنة

      ١ (‏أ)‏ ماذا خسر الجنس البشري عندما اخطأ آدم وحواء؟‏ (‏ب)‏ اي قصد للّٰه لم يتغيَّر،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

      كبشر،‏ خُلقنا لنحيا الى الابد.‏ ولو اطاع آدم وحواء وصايا اللّٰه لما ماتا قط.‏ (‏تكوين ١:‏٢٨؛‏ ٢:‏​٨،‏ ١٦،‏ ١٧؛‏ جامعة ٣:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ أما عندما اخطأا فخسرا الكمال والحياة لانفسهما ولذريتهما على السواء،‏ وجاء الموت ليملك على الجنس البشري كعدوٍّ قاسٍ.‏ (‏روما ٥:‏​١٢،‏ ١٤؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٦‏)‏ غير ان قصد اللّٰه ان يحيا بشر كاملون الى الابد على ارض فردوسية لم يتغيَّر.‏ فبدافع من محبته العظيمة للجنس البشري،‏ ارسل الى الارض الابن،‏ مولوده الوحيد،‏ يسوع،‏ الذي قدَّم حياته البشرية الكاملة فدية عن «كثيرين» من ذرية آدم.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ ويمكن ليسوع الآن ان يستعمل هذا الاستحقاق الشرعي لذبيحته ليردّ البشر المؤمنين الى الحياة بكمال على ارض فردوسية.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٨؛‏ ١ يوحنا ٢:‏٢‏)‏ فيا له من سبب عظيم ‹ليبتهج ويفرح› الجنس البشري!‏ —‏ اشعيا ٢٥:‏​٨،‏ ٩‏.‏

      ٢ بماذا يخبر يوحنا في رؤيا ٢٠:‏١١‏،‏ وما هو ‹العرش العظيم الابيض›؟‏

      ٢ واذ يُحجز الشيطان في المهواة،‏ يبتدئ حكم يسوع المجيد ألف سنة.‏ انه الآن ‹اليوم› الذي فيه اللّٰه «مزمع ان يدين المسكونة بالبر برجل قد عيَّنه».‏ (‏اعمال ١٧:‏٣١؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٨‏)‏ يعلن يوحنا:‏ ‏«ورأيت عرشا عظيما ابيض والجالس عليه.‏ من امامه هربت الارض والسماء،‏ ولم يوجد لهما موضع».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١١ ‏)‏ فما هو ‹العرش العظيم الابيض› هذا؟‏ لا يمكن ان يكون سوى كرسي دينونة «اللّٰه ديَّان الجميع».‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢٣‏)‏ والآن سيدين الجنس البشري في ما يتعلق بمَن سيستفيدون من ذبيحة يسوع الفدائية.‏ —‏ مرقس ١٠:‏٤٥‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ الى ماذا يشير واقع ان عرش اللّٰه يُقال انه «عظيم» و «ابيض»؟‏ (‏ب)‏ مَن سيدين في يوم الدينونة،‏ وعلى اي اساس؟‏

      ٣ ان عرش اللّٰه «عظيم»،‏ مما يشدد على فخامة يهوه بصفته السيد الرب،‏ وهو «ابيض»،‏ لافتا الانتباه الى برّه العديم العيب.‏ انه الديَّان الاخير للجنس البشري.‏ (‏مزمور ١٩:‏​٧-‏١١؛‏ اشعيا ٣٣:‏٢٢؛‏ ٥١:‏​٥،‏ ٨‏)‏ ولكنه انتدب يسوع المسيح لعمل الدينونة:‏ «الآب لا يدين احدا البتة،‏ بل فوض كل الدينونة الى الابن».‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٢‏)‏ ومع يسوع هنالك معاونوه الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ الذين «أُعطوا سلطة ان يدينوا .‏ .‏ .‏ ألف سنة».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٤‏)‏ ومع ذلك،‏ فإن مقاييس يهوه هي التي تقرِّر ما سيحدث لكل فرد في خلال يوم الدينونة.‏

      ٤ ماذا يعني انه «هربت الارض والسماء»؟‏

      ٤ وكيف كان ان ‹الارض والسماء هربتا›؟‏ هذه هي السماء عينها التي مضت كدَرْج عند فتح الختم السادس —‏ الدول الحاكمة البشرية التي هي «مدخرة .‏ .‏ .‏ للنار ومحفوظة ليوم الدينونة وهلاك الناس الكافرين».‏ (‏رؤيا ٦:‏١٤؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٧‏)‏ والارض هي نظام الاشياء المنظَّم الموجود تحت هذا الحكم.‏ (‏رؤيا ٨:‏٧‏)‏ ودمار الوحش وملوك الارض وجيوشهم،‏ الى جانب اولئك الذين نالوا سمة الوحش واولئك الذين يؤدون العبادة لصورته،‏ يسم هرب هذه السماء والارض.‏ (‏رؤيا ١٩:‏​١٩-‏٢١‏)‏ واذ تكون الدينونة قد نُفِّذت في ارض وسماء الشيطان،‏ يُصدِر الديَّان العظيم أمرا بيوم دينونة آخر.‏

      يوم دينونة الالف السنة

      ٥ بعد هرب الارض القديمة والسماء القديمة،‏ مَن هم الذين يبقون ليدانوا؟‏

      ٥ ومَن يبقون ليدانوا بعد هرب الارض القديمة والسماء القديمة؟‏ ليس البقية الممسوحة من الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ لأن هؤلاء قد دينوا وخُتموا.‏ وإذا كان ايٌّ من الممسوحين لا يزال حيًّا على الارض بعد هرمجدون يجب ان يموت بُعيد ذلك وينال مكافأته السماوية بالقيامة.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٧؛‏ رؤيا ٧:‏​٢-‏٤‏)‏ ولكنَّ الملايين من الجمع الكثير الذين يأتون الآن من الضيق العظيم يقفون على نحو لافت «امام العرش».‏ هؤلاء كانوا قد حُسبوا ابرارا للنجاة بسبب ايمانهم بدم يسوع المسفوك،‏ ولكنَّ دينونتهم يجب ان تستمر خلال الالف السنة فيما يداوم يسوع على ارشادهم الى «ينابيع مياه الحياة».‏ وبعد ذلك،‏ اذ يُردُّون الى الكمال البشري وبعدئذ يُمتحنون،‏ سيتبررون بالمعنى الاكمل.‏ (‏رؤيا ٧:‏​٩،‏ ١٠،‏ ١٤،‏ ١٧‏)‏ والاولاد الذين ينجون من الضيق العظيم وأيّ من الاولاد المولودين للجمع الكثير في خلال الالف السنة سيلزمهم على نحو مشابه ان يدانوا في خلال الالف السنة.‏ —‏ قارنوا تكوين ١:‏٢٨؛‏ ٩:‏٧؛‏ ١ كورنثوس ٧:‏١٤‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ اي حشد يراه يوحنا،‏ والى ماذا تشير العبارة «الكبار والصغار»؟‏ (‏ب)‏ كيف سيؤتى بملايين لا تُحصى في ذاكرة اللّٰه دون شك؟‏

      ٦ ولكنَّ يوحنا يلاحظ حشدا هائلا اكثر بكثير من الجمع الكثير الناجي.‏ وسيبلغ عدده آلاف الملايين!‏ ‏«ورأيت الاموات،‏ الكبار والصغار،‏ واقفين امام العرش،‏ وفُتحت ادراج».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١٢ أ )‏ ان «الكبار والصغار» يشملون البارزين اضافة الى الاقل بروزا من البشر الذين عاشوا وماتوا على هذه الارض في خلال الـ‍ ٠٠٠‏,‏٦ سنة الماضية.‏ وفي الانجيل الذي كتبه الرسول يوحنا بُعيد سفر الرؤيا،‏ قال يسوع عن الآب:‏ «وأعطى [يسوع] سلطة ان يدين،‏ لأنه ابن الانسان.‏ لا تتعجبوا من هذا،‏ لأنها تأتي الساعة التي يسمع فيها جميع الذين في القبور التذكارية صوته فيخرجون».‏ (‏يوحنا ٥:‏​٢٧-‏٢٩‏)‏ فيا له من مشروع مذهل —‏ إبطال الوفيات والمدافن في كل التاريخ!‏ ودون شك،‏ ان هذه الملايين التي لا تُحصى في ذاكرة اللّٰه سيؤتى بها تدريجيا بحيث يكون الجمع الكثير —‏ القليل جدا بالمقارنة —‏ قادرا على معالجة المشاكل التي قد تنشأ لأن المقامين قد يميلون اولا الى اتِّباع نمط حياتهم القديم،‏ بضعفاته ومواقفه الجسدية.‏

      مَن يقامون ويدانون؟‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ اي دَرْج ينفتح،‏ وماذا يحدث بعد ذلك؟‏ (‏ب)‏ لمن لن تكون هنالك قيامة؟‏

      ٧ يضيف يوحنا:‏ ‏«وفُتح دَرْج آخر،‏ هو دَرْج الحياة.‏ ودين الاموات مما هو مكتوب في الادراج بحسب اعمالهم.‏ وسلَّم البحر الاموات الذين فيه،‏ وسلَّم الموت وهادس الاموات الذين فيهما،‏ ودينوا كل واحد بحسب اعماله».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١٢ب،‏ ١٣ ‏)‏ انه لمشهد باهر فعلا!‏ ‹البحر،‏ الموت،‏ وهادس› كلٌّ يلعب دورا،‏ ولكن لاحظوا ان هذه التعابير لا يستثني احدها الآخر.‏a فيونان،‏ عندما كان في جوف سمكة وبالتالي في وسط البحر،‏ تحدَّث عن نفسه كأنه في شيول،‏ او هادس.‏ (‏يونان ٢:‏٢‏)‏ واذا أُمسك شخص في قبضة الموت الآدمي،‏ فهو على الارجح في هادس ايضا.‏ وهذه الكلمات النبوية تقدِّم ضمانا قويا بأنه لن يُغفَل عن احد.‏

      ٨ طبعا،‏ هنالك عدد غير معروف ممن لن يقاموا.‏ وبين هؤلاء الكتبة والفريسيون غير التائبين الذين رفضوا يسوع والرسل،‏ «انسان التعدي» الديني،‏ والمسيحيون الممسوحون الذين «زلوا بعيدا».‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏٣؛‏ عبرانيين ٦:‏​٤-‏٦؛‏ متى ٢٣:‏​٢٩-‏٣٣‏)‏ وتحدَّث يسوع ايضا عن الناس المشبَّهين بالجداء عند نهاية العالم الذين يمضون الى «النار الابدية المهيأة لإبليس وملائكته»،‏ اي ‹القطع الابدي›.‏ (‏متى ٢٥:‏​٤١،‏ ٤٦‏)‏ فلا قيامة لهؤلاء!‏

      ٩ كيف يشير الرسول بولس الى ان البعض ستكون لهم خصوصا حظوة في القيامة،‏ ومَن يشمل هؤلاء؟‏

      ٩ ومن ناحية اخرى،‏ ستكون للبعض خصوصا حظوة في القيامة.‏ وأشار الرسول بولس الى ذلك عندما قال:‏ «لي رجاء باللّٰه .‏ .‏ .‏ أنه سوف تكون قيامة للابرار والاثمة».‏ (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ وفي ما يتعلق بالقيامة الارضية،‏ سيشمل «الابرار» الرجال والنساء الامناء قديما —‏ ابراهيم،‏ راحاب،‏ وآخرين كثيرين —‏ الذين تبرَّروا في ما يتعلق بالصداقة مع اللّٰه.‏ (‏يعقوب ٢:‏​٢١،‏ ٢٣،‏ ٢٥‏)‏ وفي هذا الفريق نفسه سيكون هنالك اولئك الخراف الاخر الابرار الذين ماتوا امناء ليهوه في الازمنة العصرية.‏ وعلى الارجح،‏ فان امثال هؤلاء المحافظين على الاستقامة جميعا سيقامون باكرا في حكم يسوع الالفي.‏ (‏ايوب ١٤:‏​١٣-‏١٥؛‏ ٢٧:‏٥؛‏ دانيال ١٢:‏١٣؛‏ عبرانيين ١١:‏​٣٥،‏ ٣٩،‏ ٤٠‏)‏ ولا شك ان كثيرين من هؤلاء الابرار المقامين ستُعيَّن لهم امتيازات خصوصية في الاشراف على عمل الردّ الهائل في الفردوس.‏ —‏ مزمور ٤٥:‏١٦‏؛‏ قارنوا اشعيا ٣٢:‏​١،‏ ١٦-‏١٨؛‏ ٦١:‏٥؛‏ ٦٥:‏​٢١-‏٢٣‏.‏

      ١٠ بين الذين سيقامون،‏ مَن هم «الاثمة»؟‏

      ١٠ ولكن،‏ مَن هم «الاثمة» المذكورون في اعمال ٢٤:‏١٥‏؟‏ هؤلاء يشملون الجماهير الكبيرة من الجنس البشري الذين ماتوا في كل التاريخ،‏ وعلى نحو خصوصي اولئك الذين عاشوا في ‹ازمنة الجهل›.‏ (‏اعمال ١٧:‏٣٠‏)‏ فهؤلاء،‏ بسبب مكان ولادتهم او وقت عيشهم،‏ لم ينالوا الفرصة ليتعلموا الطاعة لمشيئة يهوه.‏ واضافة الى ذلك،‏ قد يكون هنالك بعض الذين سمعوا رسالة الخلاص ولكنهم لم يتجاوبوا كاملا في ذلك الحين او ماتوا قبل ان يتقدَّموا الى الانتذار والمعمودية.‏ وفي القيامة سيكون على مثل هؤلاء ان يصنعوا تعديلات اضافية في تفكيرهم ومسلك حياتهم اذا كانوا سيستفيدون من هذه الفرصة لربح الحياة الابدية.‏

      دَرْج الحياة

      ١١ (‏أ)‏ ما هو «دَرْج الحياة»،‏ وأسماء مَن مسجَّلة في هذا الدَّرْج؟‏ (‏ب)‏ لماذا سينفتح دَرْج الحياة في خلال حكم الالف السنة؟‏

      ١١ يتحدَّث يوحنا عن «دَرْج الحياة».‏ وهذا سجل للذين هم في طريقهم لنيل الحياة الابدية من يهوه.‏ وأسماء اخوة يسوع الممسوحين،‏ الجمع الكثير،‏ والرجال الامناء قديما،‏ كموسى،‏ مسجَّلة في هذا الدَّرْج.‏ (‏خروج ٣٢:‏​٣٢،‏ ٣٣؛‏ دانيال ١٢:‏١؛‏ رؤيا ٣:‏٥‏)‏ وحتى الآن،‏ لا احد من المقامين «الاثمة» يكون اسمه في دَرْج الحياة.‏ ولذلك سينفتح دَرْج الحياة في خلال حكم الالف السنة للسماح بكتابة اسماء الآخرين الذين يصيرون مؤهَّلين.‏ والذين لا تُكتب اسماؤهم في دَرْج،‏ او كتاب،‏ الحياة ‹يُطرحون في بحيرة النار›.‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏١٥‏؛‏ قارنوا عبرانيين ٣:‏١٩‏.‏

      ١٢ ماذا سيقرر ما اذا كان الشخص يُكتب اسمه في دَرْج الحياة المفتوح،‏ وكيف رسم ديّان يهوه المعيَّن المثال؟‏

      ١٢ اذًا،‏ ماذا سيقرر ما اذا كان الشخص يُكتب اسمه في دَرْج الحياة المفتوح في ذلك الحين؟‏ ان العامل الرئيسي سيكون تماما كما كان في ايام آدم وحواء:‏ الطاعة ليهوه.‏ وكما كتب الرسول يوحنا الى الرفقاء المسيحيين المحبوبين:‏ «العالم يزول وكذلك شهوته،‏ وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيبقى الى الابد».‏ (‏١ يوحنا ٢:‏​٤-‏٧،‏ ١٧‏)‏ وفي مسألة الطاعة،‏ رسم ديّان يهوه المعيَّن المثال:‏ «مع كون [يسوع] ابنا،‏ تعلم الطاعة مما تألم به.‏ وبعدما كُمِّل،‏ عُهِد إليه بالخلاص الابدي».‏ —‏ عبرانيين ٥:‏​٨،‏ ٩‏.‏

      فتح ادراج اخرى

      ١٣ كيف يجب ان يعرب المقامون عن طاعتهم،‏ وأية مبادئ يجب ان يتَّبعوا؟‏

      ١٣ وكيف يجب ان يعرب هؤلاء المقامون عن طاعتهم؟‏ اشار يسوع نفسه الى الوصيتين العظميين قائلا:‏ «الاولى هي:‏ ‹اسمع يا إسرائيل،‏ يهوه إلهنا،‏ يهوه واحد،‏ وتحب يهوه إلهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل عقلك وبكل قوتك›.‏ والثانية هي هذه:‏ ‹تحب قريبك كنفسك›».‏ (‏مرقس ١٢:‏​٢٩-‏٣١‏)‏ وهنالك ايضا مبادئ يهوه الثابتة جيدا التي يجب ان يتَّبعوها،‏ كالامتناع عن السرقة،‏ الكذب،‏ القتل،‏ والفساد الادبي.‏ —‏ ١ تيموثاوس ١:‏​٨-‏١١؛‏ رؤيا ٢١:‏٨‏.‏

      ١٤ اية ادراج اخرى تنفتح،‏ وعلى ماذا تحتوي؟‏

      ١٤ ولكنَّ يوحنا يذكر الآن ادراجا اخرى ستنفتح في خلال الحكم الالفي.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١٢‏)‏ فماذا ستكون هذه؟‏ كان يهوه احيانا يعطي ارشادات محدَّدة لأوضاع خصوصية.‏ مثلا،‏ في ايام موسى زوَّد سلسلة شرائع مفصَّلة عنت الحياة للاسرائيليين اذا اطاعوا.‏ (‏تثنية ٤:‏٤٠؛‏ ٣٢:‏​٤٥-‏٤٧‏)‏ وفي خلال القرن الاول،‏ أُعطيت ارشادات جديدة لمساعدة الامناء على اتِّباع مبادئ يهوه في ظل نظام الاشياء المسيحي.‏ (‏متى ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ يوحنا ١٣:‏٣٤؛‏ ١٥:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ والآن يخبر يوحنا ان الاموات سوف ‹يدانون مما هو مكتوب في الادراج بحسب اعمالهم›.‏ من الواضح،‏ اذًا،‏ ان فتح هذه الادراج سينشر مطالب يهوه المفصَّلة للجنس البشري في خلال الالف السنة.‏ وبتطبيق فرائض ووصايا هذه الادراج في حياتهم،‏ سيكون البشر الطائعون قادرين على اطالة ايامهم،‏ بالغين اخيرا الحياة الابدية.‏

      ١٥ اي نوع من الحملات التعليمية سيكون لازما في اثناء القيامة،‏ وكيف ستتقدَّم القيامة على الارجح؟‏

      ١٥ يا للحملة الواسعة من التعليم الثيوقراطي التي ستكون لازمة!‏ وفي السنة ٢٠٠٥ كان شهود يهوه في كل العالم يديرون،‏ كمعدَّل،‏ ٥٣٤‏,‏٠٦١‏,‏٦ درسا في الكتاب المقدس في مواقع مختلفة.‏ أما في اثناء القيامة فستُدار دون شك ملايين لا تُحصى من الدروس المؤسسة على الكتاب المقدس والادراج الجديدة!‏ وسيلزم كل شعب اللّٰه ان يصيروا معلِّمين وأن يبذلوا انفسهم.‏ والمقامون،‏ اذ يتقدَّمون،‏ سيشاركون دون شك في برنامج التعليم الواسع هذا.‏ وعلى الارجح،‏ ستتقدَّم القيامة بحيث يمكن لاولئك الذين هم احياء ان يبتهجوا باستقبال وتعليم اعضاء العائلة والمعارف السابقين الذين،‏ بدورهم،‏ يمكن ان يستقبلوا ويعلِّموا آخرين.‏ (‏قارنوا ١ كورنثوس ١٥:‏​١٩-‏٢٨،‏ ٥٨‏.‏)‏ وشهود يهوه الاكثر من ستة ملايين الذين هم نشاطى في نشر الحق اليوم يضعون اساسا حسنا للامتيازات التي يرجون نيلها في اثناء القيامة.‏ —‏ اشعيا ٥٠:‏٤؛‏ ٥٤:‏١٣‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ اسماء مَن لن تُكتب في دَرْج،‏ او كتاب،‏ الحياة؟‏ (‏ب)‏ مَن هم الذين ستبرهن قيامتهم انها «قيامة للحياة»؟‏

      ١٦ وفي ما يتعلق بالقيامة الارضية قال يسوع ان ‹الذين فعلوا الصالحات يخرجون الى قيامة للحياة،‏ والذين مارسوا الرذائل الى قيامة للدينونة›.‏ هنا تتباين «الحياة» و «الدينونة»،‏ مما يظهر ان المقامين الذين «مارسوا الرذائل» بعدما تعلَّموا الكتاب المقدس والادراج يدانون بعدم الجدارة بالحياة.‏ وأسماؤهم لن تُكتب في دَرْج،‏ او كتاب،‏ الحياة.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٩‏)‏ ويصح ذلك ايضا في كل مَن اتَّبع سابقا مسلكا امينا ولكنه،‏ لسبب ما،‏ انحرف في خلال حكم الالف السنة.‏ فالاسماء يمكن ان تُمحى.‏ (‏خروج ٣٢:‏​٣٢،‏ ٣٣‏)‏ ومن ناحية ثانية،‏ فإن اولئك الذين يتَّبعون بطاعة الامور المكتوبة في الادراج سيُبقون اسماءهم في السجل المكتوب،‏ دَرْج الحياة،‏ ويستمرون احياء.‏ وبالنسبة اليهم،‏ ستبرهن القيامة انها «قيامة للحياة».‏

      نهاية الموت وهادس

      ١٧ (‏أ)‏ اي عمل رائع يصفه يوحنا؟‏ (‏ب)‏ متى تُفرغ هادس؟‏ (‏ج)‏ متى ‹يُطرح› الموت الآدمي «في بحيرة النار»؟‏

      ١٧ وبعد ذلك يصف يوحنا شيئا رائعا حقا!‏ ‏«وطُرح الموت وهادس في بحيرة النار.‏ وبحيرة النار هذه تمثِّل الموت الثاني.‏ ومَن لم يوجد مكتوبا في كتاب الحياة طُرح في بحيرة النار».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏​١٤،‏ ١٥ ‏)‏ بحلول نهاية يوم الدينونة الالفي،‏ يُزال «الموت وهادس» تماما.‏ ولماذا يشمل ذلك ألف سنة؟‏ ان هادس،‏ المدفن العام لكل الجنس البشري،‏ تُفرغ عندما يقام آخر شخص في ذاكرة اللّٰه.‏ ولكن ما دام البشر ملطخين بالخطية الموروثة،‏ فإن الموت الآدمي يلازمهم.‏ وجميع الذين يقامون على الارض،‏ بالاضافة الى الجمع الكثير الذي ينجو من هرمجدون،‏ سيلزمهم ان يطيعوا ما هو مكتوب في الادراج الى ان يطبَّق استحقاق فدية يسوع في الازالة الكاملة للمرض،‏ الشيخوخة،‏ وأيّ عجز موروث آخر.‏ حينئذ،‏ ‹يُطرح› الموت الآدمي،‏ مع هادس،‏ «في بحيرة النار».‏ وسيولِّيان الى الابد!‏

      ١٨ (‏أ)‏ كيف يصف الرسول بولس نجاح ملك يسوع؟‏ (‏ب)‏ ماذا يفعل يسوع بالعائلة البشرية المكمَّلة؟‏ (‏ج)‏ اية امور اخرى تحدث عند نهاية الالف السنة؟‏

      ١٨ وهكذا يتم البرنامج الذي يصفه الرسول بولس في رسالته الى اهل كورنثوس:‏ «فلا بد له [يسوع] ان يملك الى ان يضع اللّٰه كل الاعداء تحت قدميه.‏ آخر عدو يُباد هو الموت [الآدمي]».‏ وماذا يحدث بعد ذلك؟‏ «متى أُخضع للابن كل شيء،‏ فحينئذ سيخضع هو نفسه ايضا للذي أَخضع له كل شيء».‏ وبكلمات اخرى،‏ فان يسوع «يسلِّم المملكة الى إلهه وأبيه».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏​٢٤-‏٢٨‏)‏ نعم،‏ ان يسوع،‏ اذ يكون قد غلب الموت الآدمي باستحقاق ذبيحته الفدائية،‏ سيسلِّم عائلة بشرية مكمَّلة لابيه،‏ يهوه.‏ ومن الواضح انه في هذه المرحلة،‏ عند نهاية الالف السنة،‏ يُطلَق سراح الشيطان ويحدث الامتحان الاخير لتقرير اسماء مَن ستبقى على نحو دائم مسجَّلة في دَرْج الحياة.‏ ‹فاجتهدوا› لكي يكون اسمكم بينها!‏ —‏ لوقا ١٣:‏٢٤؛‏ رؤيا ٢٠:‏٥‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a ان الذين يقامون من البحر لا يشملون سكان الارض الفاسدين الذين هلكوا في الطوفان ايام نوح؛‏ فذلك الدمار كان نهائيا،‏ كما سيكون تنفيذ دينونة يهوه في الضيق العظيم.‏ —‏ متى ٢٥:‏​٤١،‏ ٤٦؛‏ ٢ بطرس ٣:‏​٥-‏٧‏.‏

  • سماء جديدة وأرض جديدة
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٤٢

      سماء جديدة وأرض جديدة

      ١ ماذا يصف يوحنا عندما يعود به الملاك الى بداية حكم الالف سنة؟‏

      هذه الرؤيا المجيدة تستمر في الانكشاف اذ يعود الملاك بيوحنا الى بداية حكم الالف سنة.‏ وماذا يصف؟‏ ‏«ورأيت سماء جديدة وأرضا جديدة،‏ لأن السماء الاولى والارض الاولى زالتا،‏ والبحر لا يكون من بعد».‏ (‏رؤيا ٢١:‏١ ‏)‏ منظر شامل آسر يصير ظاهرا!‏

      ٢ (‏أ)‏ كيف تمت نبوة اشعيا عن سموات جديدة وأرض جديدة في اليهود المستردّين في السنة ٥٣٧ ق‌م؟‏ (‏ب)‏ كيف نعرف انه سيكون هنالك انطباق اضافي لنبوة اشعيا،‏ وكيف يتم هذا الوعد؟‏

      ٢ قبل ايام يوحنا بمئات السنين،‏ قال يهوه لاشعيا:‏ «لأني هأنذا خالق سموات جديدة وأرضا جديدة،‏ فلا تُذكَر الامور السابقة ولا تصعد على القلب».‏ (‏اشعيا ٦٥:‏١٧؛‏ ٦٦:‏٢٢‏)‏ تمت هذه النبوة اولا عندما عاد اليهود الامناء الى اورشليم في السنة ٥٣٧ ق‌م بعد سبيهم ٧٠ سنة في بابل.‏ وفي ذلك الردّ،‏ شكَّلوا مجتمعا مطهَّرا،‏ «ارضا جديدة»،‏ تحت نظام حكومي جديد،‏ «سموات جديدة».‏ ولكنَّ الرسول بطرس اشار الى انطباق اضافي للنبوة قائلا:‏ «لكننا ننتظر بحسب وعده سموات جديدة وأرضا جديدة،‏ فيها يسكن البر».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ ويظهر يوحنا الآن ان هذا الوعد يتم في اثناء يوم الرب.‏ ان «السماء الاولى والارض الاولى»،‏ نظام اشياء الشيطان المنظَّم ببنيته الحكومية التي يسيطر عليها الشيطان وأبالسته،‏ ستزولان.‏ و «البحر» المضطرب للجنس البشري المتمرد الشرير سيتوقف عن الوجود.‏ وستحل محله ‹سماء جديدة وأرض جديدة› —‏ مجتمع ارضي جديد في ظل حكومة جديدة،‏ ملكوت اللّٰه.‏ —‏ قارنوا رؤيا ٢٠:‏١١‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ ماذا يصف يوحنا،‏ وما هي اورشليم الجديدة؟‏ (‏ب)‏ كيف تكون اورشليم الجديدة «نازلة من السماء»؟‏

      ٣ يتابع يوحنا:‏ ‏«ورأيت ايضا المدينة المقدسة،‏ اورشليم الجديدة،‏ نازلة من السماء من عند اللّٰه مهيَّأة كعروس مزيَّنة لعريسها».‏ (‏رؤيا ٢١:‏٢ ‏)‏ ان اورشليم الجديدة هي عروس المسيح،‏ المؤلفة من المسيحيين الممسوحين الذين يبقون امناء حتى الموت والذين يقامون ليصيروا ملوكا وكهنة مع يسوع الممجَّد.‏ (‏رؤيا ٣:‏١٢؛‏ ٢٠:‏٦‏)‏ وكما صارت اورشليم الارضية مقرّ الحكومة في اسرائيل القديمة،‏ تشكِّل اورشليم الجديدة الرائعة وعريسها حكومة نظام الاشياء الجديد.‏ هذه هي السماء الجديدة.‏ و ‹العروس تنزل من السماء›،‏ ليس حرفيا،‏ بل بمعنى توجيه الانتباه الى الارض.‏ وستكون عروس الحمل رفيقته المساعِدة الوليَّة في ادارة حكومة بارة على كل الجنس البشري.‏ بركة حقا للارض الجديدة!‏

      ٤ اي وعد يصنعه اللّٰه مماثل لذاك الذي صنعه لأمة اسرائيل المشكَّلة حديثا؟‏

      ٤ ويخبرنا يوحنا ايضا:‏ ‏«وسمعت صوتا عاليا من العرش يقول:‏ ‹ها خيمة اللّٰه مع الناس،‏ فسيسكن معهم،‏ وهم يكونون له شعبا.‏ واللّٰه نفسه يكون معهم›».‏ (‏رؤيا ٢١:‏٣ ‏)‏ عندما صنع يهوه عهد الشريعة مع امة اسرائيل الجديدة آنذاك،‏ وعد:‏ «اجعل مسكني في وسطكم،‏ ولا تمقتكم نفسي.‏ وأسير في وسطكم وأكون لكم إلها،‏ وأنتم تكونون لي شعبا».‏ (‏لاويين ٢٦:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ والآن يصنع يهوه وعدا مماثلا للبشر الامناء.‏ ففي خلال يوم دينونة الالف سنة،‏ سيصيرون شعبا خصوصيا جدا له.‏

      ٥ (‏أ)‏ كيف سيسكن اللّٰه مع الجنس البشري في خلال الحكم الالفي؟‏ (‏ب)‏ كيف سيسكن اللّٰه بين الجنس البشري بعد حكم الالف سنة؟‏

      ٥ في خلال الحكم الالفي،‏ «سيسكن» يهوه بين الجنس البشري في ترتيب وقتي،‏ اذ يمثِّله ابنه الملكي،‏ يسوع المسيح.‏ أما عند نهاية حكم الالف سنة،‏ حين يسلِّم يسوع الملْك لابيه،‏ فلن يلزم ممثِّل ملكي او شفيع.‏ فيهوه سيسكن روحيا مع ‹شعبه› بطريقة دائمة ومباشرة.‏ (‏قارنوا يوحنا ٤:‏​٢٣،‏ ٢٤‏.‏)‏ فيا له من امتياز رفيع للبشرية المستردَّة!‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ اية مواعيد عظمى يكشفها يوحنا،‏ ومَن سيتمتعون بالبركات؟‏ (‏ب)‏ كيف يصف اشعيا فردوسا روحيا وجسديا على السواء؟‏

      ٦ يمضي يوحنا قائلا:‏ ‏«وسيمسح كل دمعة من عيونهم،‏ والموت لا يكون في ما بعد،‏ ولا يكون نَوْح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد.‏ فالامور السابقة قد زالت».‏ (‏رؤيا ٢١:‏٤ ‏)‏ مرة اخرى،‏ يجري تذكيرنا بالمواعيد الملهمة الابكر.‏ فإشعيا ايضا تطلَّع الى الوقت حين لا يكون الموت والنَّوْح في ما بعد ويُستبدل الحزن بالابتهاج.‏ (‏اشعيا ٢٥:‏٨؛‏ ٣٥:‏١٠؛‏ ٥١:‏١١؛‏ ٦٥:‏١٩‏)‏ ويؤكد يوحنا الآن ان هذه المواعيد لها اتمام رائع في اثناء يوم دينونة الالف سنة.‏ والجمع الكثير سيتمتع اولا بالبركات.‏ ان «الحمل الذي في وسط العرش»،‏ اذ يستمر في رعايتهم،‏ «يرشدهم الى ينابيع مياه الحياة.‏ وسيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم».‏ (‏رؤيا ٧:‏​٩،‏ ١٧‏)‏ ولكن في نهاية الامر سيكون هنالك معهم جميع الذين يقامون ويمارسون الايمان بتدابير يهوه،‏ متمتعين بفردوس روحي وجسدي على السواء.‏

      ٧ «حينئذ»،‏ يقول اشعيا،‏ «تنفتح عيون العمي،‏ وآذان الصم تتفتح».‏ نعم،‏ «حينئذ يقفز الاعرج كالأُيل،‏ ويهلل لسان الابكم».‏ (‏اشعيا ٣٥:‏​٥،‏ ٦‏)‏ حينئذ ايضا،‏ «يبنون بيوتا ويسكنون فيها،‏ ويغرسون كروما ويأكلون ثمرها.‏ لا يبنون وآخر يسكن،‏ ولا يغرسون وآخر يأكل.‏ لأنه كأيام الشجرة تكون ايام شعبي،‏ وينتفع مختاريَّ من عمل ايديهم كاملا».‏ (‏اشعيا ٦٥:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ ولذلك لن يُستأصلوا من الارض.‏

      ٨ ماذا يقول يهوه نفسه في ما يتعلق بامكانية الاعتماد على هذه المواعيد العظمى؟‏

      ٨ يا لها من لمحات رائعة تملأ اذهاننا اذ نتأمل في هذه المواعيد!‏ فهنالك تدابير عجيبة تنتظر الجنس البشري الامين في ظل حكومة السماء الحبية.‏ فهل مثل هذه المواعيد احسن من ان تتحقَّق؟‏ وهل هي مجرد احلام رجل مسن منفي في جزيرة بطمس؟‏ يجيب يهوه نفسه:‏ ‏«وقال الجالس على العرش:‏ ‹ها انا اصنع كل شيء جديدا›.‏ وقال ايضا:‏ ‹اكتب،‏ لأن هذه الكلمات امينة وحقة›.‏ وقال لي:‏ ‹قد تمّت!‏ انا هو الالف والياء،‏ البداية والنهاية›».‏ —‏ رؤيا ٢١:‏​٥،‏ ٦ أ.‏

      ٩ لماذا يمكن اعتبار هذه البركات المستقبلية اكيدة التحقُّق من غير ريب؟‏

      ٩ انه كما لو ان يهوه نفسه يوقِّع لاجل الجنس البشري الامين كفالة،‏ او سند ملكية،‏ لهذه البركات المستقبلية.‏ فمَن يجرؤ على الشك في كفيل كهذا؟‏ ان مواعيد يهوه هذه اكيدة بحيث يتحدَّث كما لو انها تمت:‏ «قد تمّت!‏».‏ أليس يهوه هو «الالف والياء .‏ .‏ .‏ الكائن والذي كان والذي يأتي،‏ القادر على كل شيء»؟‏ (‏رؤيا ١:‏٨‏)‏ انه كذلك فعلا!‏ وهو نفسه يعلن:‏ «انا الاول وأنا الآخِر،‏ ولا اله غيري».‏ (‏اشعيا ٤٤:‏٦‏)‏ ولانه هكذا،‏ يمكنه ان يوحي بالنبوات ويتمِّمها بكل تفصيل.‏ وكم يكون ذلك مقويا للايمان!‏ ولذلك يعد:‏ «ها انا اصنع كل شيء جديدا».‏ فعوض ان نشك في ما اذا كانت هذه العجائب ستحدث حقا،‏ يجب بالتاكيد ان نتساءل:‏ ‹ماذا يلزمني شخصيا ان افعل لأرث بركات كهذه؟‏›.‏

      ‏«ماء» للعطاش

      ١٠ اي «ماء» يقدِّمه يهوه،‏ وماذا يمثِّل؟‏

      ١٠ ويهوه نفسه هو الذي يعلن:‏ ‏«من يعطش فسأعطيه من ينبوع ماء الحياة مجانا».‏ (‏رؤيا ٢١:‏٦ ب )‏ لإرواء هذا العطش،‏ يجب ان يكون الشخص مدركا حاجته الروحية ومستعدا لقبول ‹الماء› الذي يزوِّده يهوه.‏ (‏اشعيا ٥٥:‏١؛‏ متى ٥:‏٣‏)‏ ايّ «ماء»؟‏ اجاب يسوع نفسه عن هذا السؤال عند الشهادة لامرأة قرب بئر في السامرة.‏ قال لها:‏ «مَن يشرب من الماء الذي اعطيه انا له فلن يعطش ابدا،‏ بل الماء الذي اعطيه له يصير فيه نبع ماء ينبع فيمنح حياة ابدية».‏ و «ينبوع ماء الحياة» هذا يتدفق من اللّٰه بواسطة المسيح بصفته تدبيره لردّ الجنس البشري الى كمال الحياة.‏ فكالمرأة السامرية،‏ كم يجب ان نتوق الى الشرب بوفرة من هذا الينبوع!‏ وكتلك المرأة،‏ كم يجب ان نكون مستعدين لتخفيف الاهتمامات الدنيوية لمصلحة إخبار الآخرين بالبشارة!‏ —‏ يوحنا ٤:‏​١٤،‏ ١٥،‏ ٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      الغالبون

      ١١ اي وعد يصنعه يهوه،‏ وعلى مَن تنطبق الكلمات اولا؟‏

      ١١ ان اولئك الذين يشربون من هذا ‹الماء› المنعش يجب ايضا ان يغلبوا،‏ كما يمضي يهوه قائلا:‏ ‏«مَن يغلب يرث هذه،‏ وأنا اكون له الها وهو يكون لي ابنا».‏ (‏رؤيا ٢١:‏٧ ‏)‏ هذا الوعد مماثل للوعود الموجودة في الرسائل الى الجماعات السبع؛‏ ولذلك يجب ان تنطبق هذه الكلمات في الدرجة الاولى على التلاميذ الممسوحين.‏ (‏رؤيا ٢:‏​٧،‏ ١١،‏ ١٧،‏ ٢٦-‏٢٨؛‏ ٣:‏​٥،‏ ١٢،‏ ٢١‏)‏ واخوة المسيح الروحيون في كل العصور كانوا يتوقَّعون بتوق امتياز الكينونة جزءا من اورشليم الجديدة.‏ فإذا غلبوا،‏ كما غلب يسوع،‏ فستتحقَّق آمالهم.‏ —‏ يوحنا ١٦:‏٣٣‏.‏

      ١٢ كيف سيتم وعد يهوه في رؤيا ٢١:‏٧ نحو الجمع الكثير؟‏

      ١٢ والجمع الكثير من كل الامم يتطلَّع ايضا الى هذا الوعد.‏ فهم ايضا يجب ان يغلبوا،‏ خادمين اللّٰه بولاء الى ان يخرجوا من الضيق العظيم.‏ وحينئذ سيدخلون الى ميراثهم الارضي،‏ ‹الملكوت المهيَّإ لهم منذ تأسيس العالم›.‏ (‏متى ٢٥:‏٣٤‏)‏ هؤلاء والآخرون من خراف الرب الارضيين الذين يجتازون الامتحان عند نهاية الالف سنة يُدعون «قديسين».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٩‏)‏ فسيتمتعون بعلاقة مقدسة وبنوية بخالقهم،‏ يهوه اللّٰه،‏ كأعضاء في هيئته الكونية.‏ —‏ اشعيا ٦٦:‏٢٢؛‏ يوحنا ٢٠:‏٣١؛‏ روما ٨:‏٢١‏.‏

      ١٣،‏ ١٤ لنرث مواعيد اللّٰه العظمى،‏ اية ممارسات يجب ان نتجنب بعزم،‏ ولماذا؟‏

      ١٣ اذ ننظر الى هذا التوقُّع العظيم،‏ كم يكون مهما ان يبقى شهود يهوه الآن طاهرين من الاشياء المدنِّسة لعالم الشيطان!‏ ويلزمنا ان نبقى اقوياء،‏ عازمين،‏ ومصمِّمين ان لا يجرَّنا ابليس ابدا الى الفريق الذي يصفه يهوه نفسه هنا:‏ ‏«وأما الجبناء وغير المؤمنين والرجسون والقتلة والعاهرون وممارسو الارواحية وعبدة الاصنام وجميع الكذبة،‏ فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت.‏ هذه تمثل الموت الثاني».‏ (‏رؤيا ٢١:‏٨ ‏)‏ نعم،‏ ان الوارث المحتمَل يجب ان يتجنب الممارسات التي تلوِّث نظام الاشياء القديم هذا.‏ ويجب ان يغلب بالبقاء امينا في وجه كل الضغوط والاغراءات.‏ —‏ روما ٨:‏​٣٥-‏٣٩‏.‏

      ١٤ والعالم المسيحي،‏ على الرغم من ادعائه بأنه عروس المسيح،‏ متميِّز بالممارسات المثيرة للاشمئزاز التي يصفها يوحنا هنا.‏ ولذلك يهبط الى الدمار الابدي مع باقي بابل العظيمة.‏ (‏رؤيا ١٨:‏​٨،‏ ٢١‏)‏ وبشكل مشابه،‏ ان الافراد من الممسوحين او من الجمع الكثير الذين ينهمكون في ممارسة شر كهذا،‏ او يبدأون بالتشجيع عليه،‏ سيكون مصيرهم الدمار الابدي.‏ فإذا اصرّوا على هذه الاعمال،‏ فلن يرثوا المواعيد.‏ وفي الارض الجديدة،‏ ان الافراد الذين يحاولون ان يُدخلوا ممارسات كهذه سيدمَّرون سريعا،‏ ماضين الى الموت الثاني دون رجاء بقيامة.‏ —‏ اشعيا ٦٥:‏٢٠‏.‏

      ١٥ مَن هم البارزون كغالبين،‏ وبأية رؤيا يؤتى بسفر الرؤيا الى ذروة مهيبة؟‏

      ١٥ والبارزون كغالبين هم الحمل،‏ يسوع المسيح،‏ وعروسه المؤلفة من ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ اورشليم الجديدة.‏ اذًا،‏ كم يكون ملائما ان يؤتى بسفر الرؤيا هذا الى ذروة مهيبة بمشهد اخير يفوق العقل لاورشليم الجديدة!‏ ويصف يوحنا الآن رؤيا اخيرة.‏

  • سماء جديدة وأرض جديدة
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • ‏[الصورتان في الصفحة ٣٠٢]‏

      في مجتمع الارض الجديدة،‏ سيكون هنالك عمل ورفقة مبهجان للجميع

  • المدينة المتألقة
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٤٣

      المدينة المتألقة

      الرؤيا ١٦ —‏ رؤيا ٢١:‏٩–‏٢٢:‏٥

      الموضوع:‏ وصف لاورشليم الجديدة

      وقت الاتمام:‏ بعد الضيق العظيم وسجن الشيطان في المهواة

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ الى اين يأخذ ملاكٌ يوحنا ليرى اورشليم الجديدة،‏ وأي تباين نلاحظه هنا؟‏ (‏ب)‏ لماذا هذه هي الذروة العظمى لسفر الرؤيا؟‏

      كان ملاكٌ قد اخذ يوحنا الى برِّية ليُريه بابل العظيمة.‏ والآن يقود واحد من الفريق الملائكي نفسه يوحنا الى جبل شامخ.‏ ويا للتباين الذي يراه!‏ فلا مدينة نجسة فاسدة ادبيا كالعاهرة البابلية هنا،‏ وانما اورشليم الجديدة —‏ نقية،‏ روحية،‏ مقدسة —‏ وهي نازلة من السماء عينها.‏ —‏ رؤيا ١٧:‏​١،‏ ٥‏.‏

      ٢ وحتى اورشليم الارضية لم يكن لها قط مجد كهذا.‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«وجاء واحد من الملائكة السبعة الذين معهم الجامات السبعة المملوءة من الضربات السبع الاخيرة،‏ وتكلم معي وقال:‏ ‹تعالَ فأريك العروس،‏ امرأة الحمَل›.‏ فذهب بي بقدرة الروح الى جبل عظيم وشامخ،‏ وأراني المدينة المقدسة اورشليم نازلة من السماء من عند اللّٰه ولها مجد اللّٰه».‏ (‏رؤيا ٢١:‏​٩‏-‏١١ أ )‏ من النقطة المؤاتية لهذا الجبل الشاهق،‏ يراقب يوحنا المدينة الجميلة بكل تفاصيلها الفاتنة.‏ ورجال الايمان كانوا ينتظرون بترقب شديد مجيئها منذ سقوط الجنس البشري في الخطية والموت.‏ وأخيرا،‏ انها هنا!‏ (‏روما ٨:‏١٩؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏​٢٢،‏ ٢٣؛‏ عبرانيين ١١:‏​٣٩،‏ ٤٠‏)‏ انها المدينة الروحية الرائعة،‏ المؤلفة من المحافظين على الاستقامة الاولياء الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ متألقة في قداستها وتعكس مجد يهوه.‏ ها هي الذروة العظمى لسفر الرؤيا!‏

      ٣ كيف يصف يوحنا جمال اورشليم الجديدة؟‏

      ٣ ان اورشليم الجديدة باهرة في جمالها:‏ ‏«كان سناؤها مثل حجر كريم جدا،‏ كحجر يشب يلمع صافيا كبلور.‏ وكان لها سور عظيم وشامخ وكان لها اثنا عشر بابا،‏ وعلى الابواب اثنا عشر ملاكا وأسماء مكتوبة هي اسماء اسباط بني اسرائيل الاثني عشر.‏ من الشرق ثلاثة ابواب،‏ ومن الشمال ثلاثة ابواب،‏ ومن الجنوب ثلاثة ابواب،‏ ومن الغرب ثلاثة ابواب.‏ وسور المدينة كان له اثنا عشر حجر اساس،‏ وعليها الاسماء الاثنا عشر لرسل الحمَل الاثني عشر».‏ (‏رؤيا ٢١:‏١١ب‏-‏١٤ ‏)‏ كم يكون ملائما ان يتصف الانطباع الاول الذي يسجِّله يوحنا بسطوع متوهج!‏ واذ تكون سنية —‏ اي متألقة —‏ كعروس جديدة،‏ تشكِّل اورشليم الجديدة رفيقا ملائما للمسيح.‏ وهي بالتاكيد تتوهج،‏ كما يليق بخليقةٍ ‹لأبي الانوار السماوية›.‏ —‏ يعقوب ١:‏١٧‏.‏

      ٤ ماذا يشير الى ان اورشليم الجديدة ليست امة اسرائيل الطبيعية؟‏

      ٤ على ابوابها الـ‍ ١٢،‏ توجد مكتوبةً اسماء اسباط اسرائيل الـ‍ ١٢.‏ ولذلك فإن هذه المدينة الرمزية مؤلفة من الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ الذين خُتموا «من كل سبط من بني اسرائيل».‏ (‏رؤيا ٧:‏​٤-‏٨‏)‏ وانسجاما مع ذلك،‏ لها على حجارة الاساس اسماء رسل الحمَل الـ‍ ١٢.‏ نعم،‏ ليست اورشليم الجديدة امةَ اسرائيل الطبيعية المؤسسة على ابناء يعقوب الـ‍ ١٢.‏ انها اسرائيل الروحي،‏ المؤسس على «الرسل والانبياء».‏ —‏ افسس ٢:‏٢٠‏.‏

      ٥ على ماذا يدل ‹سور [اورشليم الجديدة] العظيم والشامخ› وواقع ان الملائكة يُقامون على كل مدخل؟‏

      ٥ للمدينة الرمزية سور ضخم.‏ وفي الازمنة القديمة،‏ كانت اسوار المدينة تُبنى من اجل الامن لمنع الاعداء من الدخول.‏ و ‹سور [اورشليم الجديدة] العظيم والشامخ› يُظهِر انها آمنة روحيا.‏ فلا عدوّ للبِرّ،‏ ولا نجس او غير مستقيم،‏ سيكون قادرا يوما ما على الدخول.‏ (‏رؤيا ٢١:‏٢٧‏)‏ ولكن للذين يُسمح لهم،‏ يكون الدخول الى هذه المدينة الجميلة اشبه بالدخول الى الفردوس.‏ (‏رؤيا ٢:‏٧‏)‏ وبعد طرد آدم،‏ أُقيم الكروبيم قدام الفردوس الاصلي لمنع البشر النجسين من الدخول.‏ (‏تكوين ٣:‏٢٤‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ يُقام الملائكة على كل مدخل لاورشليم المدينة المقدسة لضمان الامن الروحي للمدينة.‏ وفي الواقع،‏ في خلال الايام الاخيرة،‏ كان الملائكة يصونون جماعة المسيحيين الممسوحين،‏ التي تصير اورشليمَ الجديدة،‏ من التلوُّث البابلي.‏ —‏ متى ١٣:‏٤١‏.‏

      قياس المدينة

      ٦ (‏أ)‏ كيف يصف يوحنا قياس المدينة،‏ والى ماذا يشير هذا القياس؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان يوضح كون المقياس المستعمل «مقياس انسان،‏ وهو مقياس ملاك ايضا»؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

      ٦ يتابع يوحنا روايته:‏ ‏«وكان الذي يتكلم معي يمسك مقياسا،‏ قصبة ذهبية،‏ ليقيس المدينة وأبوابها وسورها.‏ والمدينة مربعة،‏ وطولها بقدر عرضها.‏ فقاس المدينة بالقصبة،‏ اثني عشر ألف غلوة؛‏ طولها وعرضها وعلوها متساوية.‏ وقاس سورها،‏ مئة وأربعا وأربعين ذراعا،‏ بحسب مقياس انسان،‏ وهو مقياس ملاك ايضا».‏ (‏رؤيا ٢١:‏​١٥‏-‏١٧ ‏)‏ عندما قيس مقدس الهيكل،‏ ضَمن ذلك اتمام مقاصد يهوه في ما يتعلق به.‏ (‏رؤيا ١١:‏١‏)‏ والآن،‏ يُظهِر قياس الملاك لاورشليم الجديدة كم تكون مقاصد يهوه غير متغيِّرة في ما يتعلق بهذه المدينة المجيدة.‏a

      ٧ ما هو اللافت للنظر بشأن اقيسة المدينة؟‏

      ٧ يا لهذه المدينة اللافتة للنظر!‏ مكعَّب كامل ذو محيط من ٠٠٠‏,‏١٢ غَلوة (‏نحو ٣٨٠‏,‏١ ميلا)‏،‏ يحيط به سور ارتفاعه ١٤٤ ذراعا،‏ او ٢١٠ اقدام.‏ لا مدينة حرفية يمكن ان يكون لها مثل هذه الاقيسة.‏ فهي تغطي مقاطعة اكبر من اسرائيل الحديثة بنحو ١٤ مرة،‏ وترتفع ٣٥٠ ميلا تقريبا الى الفضاء الخارجي!‏ وسفر الرؤيا قُدِّم برموز.‏ فماذا تخبرنا هذه الاقيسة عن اورشليم الجديدة السماوية؟‏

      ٨ على ماذا تدل (‏أ)‏ اسوار المدينة التي يبلغ ارتفاعها ١٤٤ ذراعا؟‏ (‏ب)‏ قياس المدينة البالغ ٠٠٠‏,‏١٢ غَلوة؟‏ (‏ج)‏ كون المدينة بشكل مكعَّب كامل؟‏

      ٨ ان الاسوار التي يبلغ ارتفاعها ١٤٤ ذراعا تذكِّرنا بأن المدينة مؤلفة من ٠٠٠‏,‏١٤٤ ابن للّٰه جرى تبنيهم روحيا.‏ والرقم ١٢ الذي يظهر في قياس الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٢ غَلوة للمدينة —‏ بتساوي الطول،‏ العرض،‏ والارتفاع —‏ يُستعمل مجازيا في الاوضاع التنظيمية في نبوة الكتاب المقدس.‏ ولذلك فإن اورشليم الجديدة هي ترتيب تنظيمي مصمَّم على نحو رائع لانجاز قصد اللّٰه الابدي.‏ فاورشليم الجديدة،‏ مع الملك يسوع المسيح،‏ هي هيئة ملكوت يهوه.‏ ثم هنالك شكل المدينة:‏ مكعَّب كامل.‏ وفي هيكل سليمان،‏ كان قدس الاقداس،‏ الذي احتوى على تمثيل رمزي لحضور يهوه،‏ مكعَّبا كاملا.‏ (‏١ ملوك ٦:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ اذًا،‏ كم يكون ملائما ان تُرى اورشليم الجديدة،‏ التي ينيرها مجد يهوه نفسه،‏ كمكعَّب كامل على نطاق كبير!‏ فجميع اقيستها متوازنة على نحو كامل.‏ انها مدينة دون شذوذ او عيوب.‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٢٢‏.‏

      مواد بناء كريمة

      ٩ كيف يصف يوحنا مواد بناء المدينة؟‏

      ٩ يتابع يوحنا وصفه:‏ ‏«وكان بناء سورها من يشب،‏ والمدينة ذهب نقي مثل زجاج صافٍ.‏ وأساسات سور المدينة مزينة بكل نوع من الحجر الكريم:‏ الاساس الاول يشب،‏ الثاني ياقوت ازرق،‏ الثالث عقيق ابيض،‏ الرابع زمرد،‏ الخامس جزع عقيقي،‏ السادس عقيق احمر،‏ السابع زبرجد،‏ الثامن زمرد ذبابي،‏ التاسع ياقوت اصفر،‏ العاشر عقيق اخضر،‏ الحادي عشر ياقوت كحلي،‏ الثاني عشر جمشت.‏ والأبواب الاثنا عشر اثنتا عشرة لؤلؤة،‏ كل واحد من الابواب كان من لؤلؤة واحدة.‏ وشارع المدينة الرئيسي ذهب نقي،‏ كزجاج شفاف».‏ —‏ رؤيا ٢١:‏​١٨‏-‏٢١‏.‏

      ١٠ على ماذا يدل واقع ان المدينة مبنية من يشب،‏ ذهب،‏ و «كل نوع من الحجر الكريم»؟‏

      ١٠ ان بنية المدينة متألقة حقا.‏ فعوضا عن مواد البناء الارضية العادية،‏ كالطين او الحجر،‏ نقرأ عن يشب،‏ ذهب منقًّى،‏ و «كل نوع من الحجر الكريم».‏ فكم تصف هذه بلياقة مواد بناء سماوية!‏ لا شيء يمكن ان يكون اكثر روعة.‏ وتابوت العهد القديم كان مغشًّى بذهب نقي،‏ وفي الكتاب المقدس غالبا ما يمثِّل هذا العنصر اشياء جيدة وقيِّمة.‏ (‏خروج ٢٥:‏١١؛‏ امثال ٢٥:‏١١؛‏ اشعيا ٦٠:‏​٦،‏ ١٧‏)‏ ولكنَّ اورشليم الجديدة بكاملها،‏ وحتى شارعها الرئيسي،‏ مبنية من «ذهب نقي مثل زجاج صافٍ»،‏ مما يصوِّر جمالا وقيمة حقيقية تصعق الخيال.‏

      ١١ ماذا يؤكد ان اولئك الذين يشكِّلون اورشليم الجديدة سيتَّقدون بالتفوُّق الاسمى للنقاوة الروحية؟‏

      ١١ لا صاهر معادن بشريا يمكن ان ينتج ذهبا بمثل هذه النقاوة.‏ ولكنَّ يهوه هو الممحِّص البارع.‏ وهو يجلس «كمن يمحص الفضة وينقيها»،‏ وهو يمحِّص اعضاء اسرائيل الروحي الامناء افراديا «كالذهب والفضة»،‏ مزيلا منهم كل الشوائب.‏ وفقط الافراد الذين مُحِّصوا وجرت تنقيتهم حقا سيشكِّلون اخيرا اورشليم الجديدة،‏ وبهذه الطريقة يبني يهوه المدينة بمواد بناء حية تتَّقد بالتفوُّق الاسمى للنقاوة الروحية.‏ —‏ ملاخي ٣:‏​٣،‏ ٤‏.‏

      ١٢ على ماذا يدل واقع ان (‏أ)‏ اساسات المدينة تزيِّنها ١٢ جوهرة كريمة؟‏ (‏ب)‏ ابواب المدينة هي لآلئ؟‏

      ١٢ وحتى اساسات المدينة جميلة،‏ اذ تزيِّنها ١٢ جوهرة كريمة.‏ ويذكِّر ذلك برئيس الكهنة اليهودي القديم،‏ الذي كان يلبس في الايام الطقسية أفودا مرصَّعا بـ‍ ١٢ حجرا كريما مختلفا تماثل نوعا ما تلك الموصوفة هنا.‏ (‏خروج ٢٨:‏​١٥-‏٢١‏)‏ وبالتاكيد،‏ ليست هذه مصادفة!‏ وبالاحرى،‏ تشدِّد على الوظيفة الكهنوتية لاورشليم الجديدة،‏ التي يكون فيها يسوع،‏ رئيس الكهنة العظيم،‏ ‹السراج›.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٦؛‏ ٢١:‏٢٣؛‏ عبرانيين ٨:‏١‏)‏ وأيضا،‏ بواسطة اورشليم الجديدة توجَّه فوائد خدمة يسوع كرئيس كهنة الى الجنس البشري.‏ (‏رؤيا ٢٢:‏​١،‏ ٢‏)‏ واذ يكون كل منها لؤلؤة بجمال رائع،‏ تذكِّر ابواب المدينة الـ‍ ١٢ بايضاح يسوع الذي شبَّه الملكوت بلؤلؤة عظيمة القيمة.‏ وجميع الذين يدخلون من هذه الابواب سيكونون قد اظهروا تقديرا حقيقيا للقيم الروحية.‏ —‏ متى ١٣:‏​٤٥،‏ ٤٦‏؛‏ قارنوا ايوب ٢٨:‏​١٢،‏ ١٧،‏ ١٨‏.‏

      مدينة نور

      ١٣ ماذا يقول يوحنا بعد ذلك عن اورشليم الجديدة،‏ ولماذا لا تحتاج المدينة الى ايّ هيكل حرفي؟‏

      ١٣ في زمن سليمان،‏ كان يطلّ على اورشليم هيكل بُني في اعلى مرتفع للمدينة على جبل المريَّا الى الشمال.‏ ولكن ماذا عن اورشليم الجديدة؟‏ يقول يوحنا:‏ ‏«ولم أرَ هيكلا فيها،‏ فإن يهوه اللّٰه القادر على كل شيء هو هيكلها،‏ وكذلك الحمَل.‏ والمدينة لا تحتاج الى الشمس ولا الى القمر ليضيئا عليها،‏ لأن مجد اللّٰه انارها،‏ والحمَل سراجها».‏ (‏رؤيا ٢١:‏​٢٢،‏ ٢٣ ‏)‏ حقا،‏ لا حاجة الى بناء هيكل حرفي هنا.‏ فالهيكل اليهودي القديم كان مجرد نموذج،‏ وحقيقة هذا النموذج،‏ الهيكل الروحي العظيم،‏ موجودة منذ مسح يهوه يسوعَ كرئيس كهنة في السنة ٢٩ ب‌م.‏ (‏متى ٣:‏​١٦،‏ ١٧؛‏ عبرانيين ٩:‏​١١،‏ ١٢،‏ ٢٣،‏ ٢٤‏)‏ والهيكل يستلزم ايضا صفا كهنوتيا يقدِّم ذبائح ليهوه من اجل الشعب.‏ ولكنَّ جميع الذين هم جزء من اورشليم الجديدة هم كهنة.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٦‏)‏ والذبيحة العظمى،‏ حياة يسوع البشرية الكاملة،‏ قُرِّبت مرة لا غير.‏ (‏عبرانيين ٩:‏​٢٧،‏ ٢٨‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ يسهل لكل مَن يحيا في المدينة ان يصل الى يهوه شخصيا.‏

      ١٤ (‏أ)‏ لماذا لا تحتاج اورشليم الجديدة الى الشمس والقمر ليضيئا عليها؟‏ (‏ب)‏ بماذا تنبئ نبوة اشعيا عن هيئة يهوه الكونية،‏ وكيف تكون اورشليم الجديدة مشمولة بذلك؟‏

      ١٤ عندما مرَّ مجد يهوه امام موسى على جبل سيناء،‏ جعل ذلك وجه موسى يضيء بشكل ساطع بحيث كان يجب ان يغطيه عن رفقائه الاسرائيليين.‏ (‏خروج ٣٤:‏​٤-‏٧،‏ ٢٩،‏ ٣٠،‏ ٣٣‏)‏ اذًا،‏ هل يمكنكم ان تتخيَّلوا سطوع مدينة ينيرها على نحو دائم مجد يهوه؟‏ فمدينة كهذه لا يمكن ان يكون فيها ليل.‏ ولا تحتاج الى شمس او قمر حرفيين.‏ وهي تُشعّ الى الابد.‏ (‏قارنوا ١ تيموثاوس ٦:‏١٦‏.‏)‏ ان اورشليم الجديدة مغمورة بهذا النوع من الاشراق السني.‏ وفي الواقع،‏ هذه العروس وعريسها الملك يصيران عاصمة هيئة يهوه الكونية —‏ ‹امرأته›،‏ «اورشليم العليا» —‏ التي عنها تنبَّأ اشعيا:‏ «لا تكون الشمس بعد نورا لك في النهار،‏ ولا ينير القمر لك بضيائه.‏ بل يهوه يكون لك نورا دهريا،‏ وإلهك يكون جمالك.‏ لا تغرب شمسك بعد،‏ وقمرك لا يتناقص،‏ لأن يهوه يكون لك نورا دهريا،‏ وأيام مناحتك تكون قد كملت».‏ —‏ اشعيا ٦٠:‏​١،‏ ١٩،‏ ٢٠؛‏ غلاطية ٤:‏٢٦‏.‏

      نور للامم

      ١٥ اية كلمات لسفر الرؤيا عن اورشليم الجديدة مماثلة لنبوة اشعيا؟‏

      ١٥ وأنبأت ايضا هذه النبوة نفسها:‏ «فتسير الامم في نوركِ،‏ والملوك في ضياء اشراقكِ».‏ (‏اشعيا ٦٠:‏٣‏)‏ ويظهر سفر الرؤيا ان هذه الكلمات تشمل اورشليم الجديدة:‏ ‏«وستسير الامم بنورها،‏ ويأتي ملوك الارض بمجدهم إليها.‏ وأبوابها لن تغلق ابدا نهارا،‏ لأنه لن يكون ليل هناك.‏ وسيأتون بمجد الامم وكرامتهم اليها».‏ —‏ رؤيا ٢١:‏​٢٤‏-‏٢٦‏.‏

      ١٦ مَن هم «الامم» الذين سيسيرون بنور اورشليم الجديدة؟‏

      ١٦ ومَن هم هؤلاء «الامم» الذين يسيرون بنور اورشليم الجديدة؟‏ انهم الناس،‏ الذين كانوا مرة جزءا من امم هذا العالم الشرير،‏ الذين يتجاوبون مع النور الذي يُشعّ بواسطة هذه المدينة السماوية المجيدة.‏ والاوائل بينهم هم الجمع الكثير،‏ الذين خرجوا الآن من «كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة» والذين يعبدون اللّٰه نهارا وليلا بصحبة صف يوحنا.‏ (‏رؤيا ٧:‏​٩،‏ ١٥‏)‏ وبعد ان تنزل اورشليم الجديدة من السماء ويستعمل يسوع مفاتيح الموت وهادِس لاقامة الاموات ستنضم اليهم ملايين اكثر،‏ اصلا من «الامم»،‏ ممن يأتون الى محبة يهوه وابنه،‏ عريس اورشليم الجديدة المشبَّه بحمَل.‏ —‏ رؤيا ١:‏١٨‏.‏

      ١٧ مَن هم «ملوك الارض» الذين ‹يأتون بمجدهم› الى اورشليم الجديدة؟‏

      ١٧ اذًا،‏ مَن هم «ملوك الارض» الذين ‹يأتون بمجدهم› اليها؟‏ انهم ليسوا ملوك الارض الحرفيين كفريق،‏ لأنهم يمضون الى الدمار اذ يحاربون ملكوت اللّٰه في هرمجدون.‏ (‏رؤيا ١٦:‏​١٤،‏ ١٦؛‏ ١٩:‏​١٧،‏ ١٨‏)‏ وهل يمكن ان يكون الملوك بعض ذوي المقامات الرفيعة من الامم الذين يصيرون جزءا من الجمع الكثير،‏ او هل هم الملوك المقامون الذين يذعنون لملكوت اللّٰه في العالم الجديد؟‏ (‏متى ١٢:‏٤٢‏)‏ كلا،‏ لأن مجد مثل هؤلاء الملوك،‏ على الاغلب،‏ كان عالميا وقد اضمحل منذ زمن طويل.‏ اذًا،‏ «ملوك الارض» الذين يأتون بمجدهم الى اورشليم الجديدة لا بد ان يكونوا الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ الذين ‹اشتُروا من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة› ليملكوا مع الحمَل،‏ يسوع المسيح.‏ (‏رؤيا ٥:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ٢٢:‏٥‏)‏ وهم يأتون بمجدهم المعطى من اللّٰه الى المدينة ليزيدوا سناءها.‏

      ١٨ (‏أ)‏ مَن سيُمنعون من دخول اورشليم الجديدة؟‏ (‏ب)‏ مَن فقط سيُسمح لهم بدخول المدينة؟‏

      ١٨ يتابع يوحنا:‏ ‏«ولن يدخلها ابدا شيء غير مقدس ولا مَن يمارس رجسا وكذبا،‏ الا المكتوبين في درج الحياة الذي للحمَل».‏ (‏رؤيا ٢١:‏٢٧ ‏)‏ لا شيء ملطَّخا بنظام اشياء الشيطان يمكن ان يكون جزءا من اورشليم الجديدة.‏ وعلى الرغم من ان ابوابها مفتوحة دائما،‏ لا احد «يمارس رجسا وكذبا» سيُسمح له بالدخول.‏ ولن يكون هنالك مرتدّون في هذه المدينة ولا ايّ من اعضاء بابل العظيمة.‏ واذا حاول احد ان يدنِّس المدينة بافساد اعضائها المقبلين فيما لا يزالون على الارض،‏ فإن جهوده ستفشل.‏ (‏متى ١٣:‏​٤١-‏٤٣‏)‏ وفقط اولئك ‹المكتوبون في درج الحياة،‏ درج الحمَل›،‏ الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ سيدخلون اخيرا اورشليم الجديدة.‏b —‏ رؤيا ١٣:‏٨؛‏ دانيال ١٢:‏٣‏.‏

      نهر ماء الحياة

      ١٩ (‏أ)‏ كيف يصف يوحنا اورشليم الجديدة بأنها توجِّه البركات الى الجنس البشري؟‏ (‏ب)‏ متى يخرج ‹نهر ماء الحياة›،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

      ١٩ ان اورشليم الجديدة المتألقة ستوجِّه بركات عظيمة الى الجنس البشري على الارض.‏ هذا ما يَعلمه يوحنا بعد ذلك:‏ ‏«وأراني نهر ماء حياة صافيا كالبلور،‏ خارجا من عرش اللّٰه والحمَل جاريا في وسط شارعها الرئيسي».‏ (‏رؤيا ٢٢:‏​١،‏ ٢ أ )‏ ومتى يخرج هذا ‹النهر›؟‏ بما انه يخرج «من عرش اللّٰه والحمَل»،‏ لا يمكن ان يكون ذلك إلا بعد ان ابتدأ يوم الرب في السنة ١٩١٤.‏ وكان ذلك وقت الحادث الذي اذاعه النفخ في البوق السابع والاعلان العظيم:‏ «الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكوته وسلطة مسيحه».‏ (‏رؤيا ١١:‏١٥؛‏ ١٢:‏١٠‏)‏ فخلال وقت النهاية،‏ يقوم الروح والعروس بدعوة الذين قلوبهم مهيأة لأخذ ماء الحياة مجانا.‏ وسيبقى ماء هذا النهر متوفرا لمثل هؤلاء حتى نهاية نظام الاشياء هذا،‏ وأيضا حتى العالم الجديد عندما ‹تنزل› اورشليم الجديدة «من السماء من عند اللّٰه».‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٢‏.‏

      ٢٠ ماذا يشير الى ان مقدارا من ماء الحياة متوافر الآن؟‏

      ٢٠ هذه ليست المرة الاولى التي يقدَّم فيها ماء مانح الحياة للجنس البشري.‏ فعندما كان على الارض،‏ تحدَّث يسوع عن الماء الذي يمنح الحياة الابدية.‏ (‏يوحنا ٤:‏​١٠-‏١٤؛‏ ٧:‏​٣٧،‏ ٣٨‏)‏ واكثر من ذلك،‏ فان يوحنا على وشك ان يسمع الدعوة الحبية:‏ «الروح والعروس يقولان:‏ ‹تعال!‏›.‏ ومَن يسمع فليقل:‏ ‹تعال!‏›.‏ ومَن يعطش فليأتِ،‏ ومَن يُرِد فليأخذ ماء الحياة مجانا».‏ (‏رؤيا ٢٢:‏١٧‏)‏ وهذه الدعوة تدوِّي الآن ايضا،‏ مما يشير الى ان مقدارا من ماء الحياة متوافر الآن.‏ ولكن في العالم الجديد ستخرج هذه المياه من عرش اللّٰه وعبر اورشليم الجديدة كنهر حقيقي.‏

      ٢١ ماذا يمثِّل ‹نهر ماء الحياة›،‏ وكيف تساعدنا رؤيا حزقيال لهذا النهر على معرفة ذلك؟‏

      ٢١ وما هو ‹نهر ماء الحياة› هذا؟‏ الماء الحرفي هو عنصر حيوي للحياة.‏ فدون طعام يمكن للانسان ان يبقى حيا عددا من الاسابيع،‏ ولكن دون ماء سيموت في نحو اسبوع واحد.‏ والماء ايضا عامل مطهِّر وحيوي للصحة.‏ وهكذا،‏ لا بد ان يمثِّل ماء الحياة شيئا ضروريا لحياة وصحة الجنس البشري.‏ والنبي حزقيال مُنح ايضا رؤيا لـ‍ ‹نهر ماء الحياة› هذا،‏ وفي رؤياه،‏ كان النهر يخرج من الهيكل نزولا الى البحر الميت.‏ ثم،‏ عجيبة العجائب!‏ كتلة الماء العديمة الحياة المشبعة كيميائيا هذه تحوَّلت الى مياه عذبة تعج بالسمك!‏ (‏حزقيال ٤٧:‏​١-‏١٢‏)‏ نعم،‏ يعيد النهر الرؤيوي الى الحياة شيئا كان ميتا قبلا،‏ مما يؤكد ان نهر ماء الحياة يمثِّل تدبير اللّٰه بواسطة يسوع المسيح لردّ الحياة البشرية الكاملة الى العرق البشري «الميت».‏ وهذا النهر ‹صافٍ كالبلُّور›،‏ مما يظهر نقاوة وقداسة تدابير اللّٰه.‏ وهو ليس مثل «مياه» العالم المسيحي المبقَّعة بالدم والمميتة.‏ —‏ رؤيا ٨:‏​١٠،‏ ١١‏.‏

      ٢٢ (‏أ)‏ من اين ينبع النهر،‏ ولماذا ذلك ملائم؟‏ (‏ب)‏ ماذا يتضمن ماء الحياة،‏ وماذا يشمل هذا النهر الرمزي؟‏

      ٢٢ ينبع النهر من «عرش اللّٰه والحمَل».‏ وهذا ملائم،‏ لان اساس تدابير يهوه المانحة الحياة هو الذبيحة الفدائية،‏ وهذه زُوِّدت لأن يهوه «أحب العالم كثيرا حتى انه بذل الابن،‏ مولوده الوحيد،‏ لكيلا يهلك كل مَن يمارس الايمان به،‏ بل تكون له حياة ابدية».‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وماء الحياة يتضمن ايضا كلمة اللّٰه،‏ التي يجري التحدُّث عنها كماء في الكتاب المقدس.‏ (‏افسس ٥:‏٢٦‏)‏ ولكنَّ نهر ماء الحياة يشمل ليس فقط الحق بل ايضا كل تدبير آخر من يهوه،‏ على اساس ذبيحة يسوع،‏ لشفاء البشر الطائعين من الخطية والموت ومنحهم الحياة الابدية.‏ —‏ يوحنا ١:‏٢٩؛‏ ١ يوحنا ٢:‏​١،‏ ٢‏.‏

      ٢٣ (‏أ)‏ لماذا يكون ملائما ان يتدفق نهر ماء الحياة وسط سوق اورشليم الجديدة؟‏ (‏ب)‏ اي وعد الهي لابراهيم سيتم عندما يتدفق ماء الحياة بغزارة؟‏

      ٢٣ في خلال حكم الالف السنة،‏ تطبَّق فوائد الفدية كاملا بواسطة كهنوت يسوع وكهنته المعاونين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤.‏ اذًا،‏ على نحو ملائم،‏ يتدفق نهر ماء الحياة وسط شارع اورشليم الجديدة الرئيسي.‏ وهذه تتألف من اسرائيل الروحي،‏ الذي مع يسوع يشكِّل نسل ابراهيم الحقيقي.‏ (‏غلاطية ٣:‏​١٦،‏ ٢٩‏)‏ ولذلك،‏ عندما يتدفق ماء الحياة بغزارة وسط الشارع الرئيسي للمدينة الرمزية،‏ فإن «جميع امم الارض» ستكون لديها الفرصة الكاملة لتتبارك بواسطة نسل ابراهيم.‏ ووعد يهوه لابراهيم سيتم كاملا.‏ —‏ تكوين ٢٢:‏​١٧،‏ ١٨‏.‏

      اشجار الحياة

      ٢٤ ماذا يرى يوحنا الآن على ضفتي نهر ماء الحياة كلتيهما،‏ وماذا تمثِّل؟‏

      ٢٤ في رؤيا حزقيال،‏ صار النهر مسيلا ايضا،‏ ورأى النبي نمو كل انواع الاشجار الحاملة الثمر على ضفتيه كلتيهما.‏ (‏حزقيال ٤٧:‏١٢‏)‏ ولكن ماذا يرى يوحنا؟‏ هذا:‏ ‏«وعلى هذا الجانب من النهر وعلى ذلك الجانب اشجار حياة تنتج اثنتي عشرة غلة من الثمر،‏ وتعطي ثمارها كل شهر.‏ وأوراق الاشجار لشفاء الامم».‏ (‏رؤيا ٢٢:‏٢ ب )‏ ان ‹اشجار الحياة› هذه لا بد ان تمثِّل ايضا جزءا من تدبير يهوه لمنح الحياة الابدية للجنس البشري الطائع.‏

      ٢٥ اي تدبير سخي يصنعه يهوه للبشر المتجاوبين في الفردوس العالمي؟‏

      ٢٥ يا للتدبير السخي الذي يصنعه يهوه للبشر المتجاوبين!‏ فلا يمكنهم فقط ان يأخذوا من هذه المياه المنعشة بل يمكنهم ايضا ان يقطفوا من هذه الاشجار تنوُّعا مستمرا من الثمار المغذية.‏ ليت ابوينا الاولين كانا مكتفيين بتدبير «شهي» مماثل في فردوس عدن!‏ (‏تكوين ٢:‏٩‏)‏ أما الآن فهنالك فردوس عالمي،‏ ويهوه يصنع ايضا تدبيرا بواسطة اوراق هذه الاشجار الرمزية «لشفاء الامم».‏c وعلى نحو متفوِّق اكثر بكثير من ايّ دواء عشبي او غير ذلك يركَّب اليوم،‏ فإن العلاج المسكِّن لهذه الاوراق الرمزية سيرفع الجنس البشري المؤمن الى الكمال الروحي والجسدي.‏

      ٢٦ مَن يمكن ان تشمل اشجار الحياة،‏ ولماذا؟‏

      ٢٦ وهذه الاشجار،‏ التي يسقيها النهر جيدا،‏ يمكن ان تشمل الاعضاء الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ لامرأة الحمَل.‏ ففيما هم على الارض يشرب هؤلاء ايضا من تدبير اللّٰه للحياة بواسطة يسوع المسيح.‏ ومن الجدير بالذكر ان اخوة يسوع هؤلاء المولودين من الروح يُدعون نبويا «اشجار البر الكبيرة».‏ (‏اشعيا ٦١:‏​١-‏٣؛‏ رؤيا ٢١:‏٦‏)‏ وقد انتجوا ثمرا روحيا كثيرا لتسبيح يهوه.‏ (‏متى ٢١:‏٤٣‏)‏ وفي خلال حكم الالف السنة،‏ سيشتركون في توزيع تدابير الفدية التي ستخدم «لشفاء الامم» من الخطية والموت.‏ —‏ قارنوا ١ يوحنا ١:‏٧‏.‏

      لا يكون ليل في ما بعد

      ٢٧ اية بركات اضافية يذكرها يوحنا للذين لديهم امتياز الدخول الى اورشليم الجديدة،‏ ولماذا يقال انه «لا تكون لعنة ما في ما بعد»؟‏

      ٢٧ الدخول الى اورشليم الجديدة —‏ بالتاكيد،‏ لا يمكن ان يكون هنالك امتياز اروع!‏ فكِّروا —‏ اولئك الذين كانوا مرة بشرا ناقصين وضعاء سيتبعون يسوع الى السماء ليصيروا جزءا من هذا الترتيب المجيد!‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢‏)‏ ويوحنا يعطي فكرة عن البركات التي سيتمتع بها هؤلاء،‏ قائلا:‏ ‏«ولا تكون لعنة ما في ما بعد.‏ لكن عرش اللّٰه والحمَل سيكون فيها،‏ وسيؤدي عبيد اللّٰه خدمة مقدسة له.‏ ويرون وجهه،‏ ويكون اسمه على جباههم».‏ (‏رؤيا ٢٢:‏​٣،‏ ٤ ‏)‏ عندما صار الكهنوت الاسرائيلي فاسدا عانى لعنة يهوه.‏ (‏ملاخي ٢:‏٢‏)‏ وأعلن يسوع ان «بيت» اورشليم العديم الامانة يُترك لهم.‏ (‏متى ٢٣:‏​٣٧-‏٣٩‏)‏ ولكن في اورشليم الجديدة،‏ «لا تكون لعنة ما في ما بعد».‏ (‏قارنوا زكريا ١٤:‏١١‏.‏)‏ فجميع سكانها قد امتُحنوا في نار المحن هنا على الارض،‏ واذ فازوا بالنصر،‏ سيكونون قد ‹لبسوا عدم الفساد والخلود›.‏ وفي حالتهم،‏ يعرف يهوه،‏ كما عرف في حالة يسوع،‏ انهم لن يرتدّوا ابدا.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏​٥٣،‏ ٥٧‏)‏ واكثر من ذلك،‏ سيكون هناك «عرش اللّٰه والحمَل»،‏ مما يجعل وضع المدينة آمنا طوال الابدية.‏

      ٢٨ لماذا يكون لاعضاء اورشليم الجديدة اسم اللّٰه مكتوبا على جبهتهم،‏ وأي توقُّع مثير يكمن امامهم؟‏

      ٢٨ وكيوحنا نفسه،‏ ان جميع الاعضاء المقبلين لتلك المدينة السماوية هم «عبيد» اللّٰه.‏ واذ هم كذلك،‏ يكون لهم اسم اللّٰه مكتوبا على نحو بارز على جبهتهم،‏ مما يثبت انه مالكهم.‏ (‏رؤيا ١:‏١؛‏ ٣:‏١٢‏)‏ وسيحسبونه امتيازا لا يقدَّر بثمن ان يؤدوا له خدمة مقدسة كجزء من اورشليم الجديدة.‏ وفيما كان يسوع على الارض،‏ اعطى وعدا مثيرا لحكام متوقَّعين كهؤلاء،‏ قائلا:‏ «سعداء هم انقياء القلب،‏ فإنهم يرون اللّٰه».‏ (‏متى ٥:‏٨‏)‏ وكم سيكون هؤلاء العبيد سعداء حقا بأن يروا ويعبدوا يهوه شخصيا!‏

      ٢٩ لماذا يقول يوحنا عن اورشليم الجديدة السماوية انه «لا يكون ليل في ما بعد»؟‏

      ٢٩ يتابع يوحنا:‏ ‏«ولا يكون ليل في ما بعد،‏ ولا يحتاجون الى نور سراج،‏ ولا نور شمس لهم،‏ لأن يهوه اللّٰه سينير عليهم».‏ (‏رؤيا ٢٢:‏٥ أ )‏ كانت اورشليم القديمة،‏ كأية مدينة اخرى على الارض،‏ تعتمد على الشمس للانارة نهارا وعلى ضوء القمر والنور الاصطناعي ليلا.‏ ولكن في اورشليم الجديدة السماوية،‏ ستكون انارة كهذه غير ضرورية.‏ فيهوه نفسه سينير المدينة.‏ و ‹الليل› قد يُستعمل ايضا بمعنى مجازي،‏ مشيرا الى الشدَّة او الانفصال عن يهوه.‏ (‏ميخا ٣:‏٦؛‏ يوحنا ٩:‏٤؛‏ روما ١٣:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ ولا يمكن ابدا ان يكون هنالك هذا النوع من الليل في الحضرة السنية المجيدة للّٰه القادر على كل شيء.‏

      ٣٠ كيف يختتم يوحنا الرؤيا الرائعة،‏ وماذا يؤكِّد لنا سفر الرؤيا؟‏

      ٣٠ يختم يوحنا هذه الرؤيا الرائعة قائلا عن عبيد اللّٰه هؤلاء:‏ ‏«وسيملكون الى ابد الآبدين».‏ (‏رؤيا ٢٢:‏٥ ب )‏ حقا،‏ عند نهاية الالف السنة،‏ ستكون فوائد الفدية قد طُبِّقت الى الكمال،‏ وسيقدِّم يسوع عرقا بشريا مكمَّلا لأبيه.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏​٢٥-‏٢٨‏)‏ أما ما يفكِّر فيه يهوه من اجل يسوع والـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ بعد ذلك،‏ فلا نعرف.‏ ولكنَّ سفر الرؤيا يؤكِّد لنا ان خدمتهم المقدسة ذات الامتياز ليهوه ستستمر طوال الابدية.‏

      الذروة السعيدة لسفر الرؤيا

      ٣١ (‏أ)‏ اي اوج تسمه رؤيا اورشليم الجديدة؟‏ (‏ب)‏ ماذا تنجز اورشليم الجديدة للامناء الآخرين من الجنس البشري؟‏

      ٣١ ان تحقيق هذه الرؤيا لاورشليم الجديدة،‏ عروس الحمَل،‏ هو الذروة السعيدة التي يشير اليها سفر الرؤيا،‏ وذلك على نحو ملائم.‏ فجميع الرفقاء المسيحيين ليوحنا في القرن الاول الذين وُجِّه السفر اليهم اولا تطلَّعوا الى دخول هذه المدينة كحكام معاونين روحانيين خالدين مع يسوع المسيح.‏ وبقية المسيحيين الممسوحين الذين لا يزالون احياء اليوم على الارض لديهم الرجاء عينه.‏ وهكذا يتقدَّم سفر الرؤيا الى ذروته العظمى،‏ اذ تتَّحد العروس التامة بالحمَل.‏ ثم،‏ بواسطة اورشليم الجديدة،‏ ستطبَّق فوائد ذبيحة يسوع الفدائية على الجنس البشري،‏ بحيث يدخل اخيرا جميع الامناء الحياة الابدية.‏ وبهذه الطريقة ستشترك العروس،‏ اورشليم الجديدة،‏ بصفتها رفيقة وليَّة لعريسها الملك،‏ في بناء ارض جديدة بارة مدى الابدية —‏ كل ذلك لمجد ربنا المتسلط يهوه.‏ —‏ متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ١٠:‏​١٠،‏ ١٦؛‏ روما ١٦:‏٢٧‏.‏

      ٣٢،‏ ٣٣ ماذا تعلَّمنا من سفر الرؤيا،‏ وماذا يجب ان يكون تجاوبنا القلبي؟‏

      ٣٢ اذًا،‏ يا للفرح الذي نشعر به اذ نتقدَّم الى ختام تأملنا في سفر الرؤيا!‏ فقد رأينا الجهود الاخيرة للشيطان ونسله تُحبَط تماما وأحكام يهوه البارة تُنجَز الى الكمال.‏ وبابل العظيمة يجب ان تُمحى من الوجود الى الابد،‏ لتتبعها كل العناصر الاخرى الفاسدة الميئوس منها لعالم الشيطان.‏ والشيطان نفسه وأبالسته سيُسجنون في المهواة ويدمَّرون لاحقا.‏ وأورشليم الجديدة ستحكم مع المسيح من السموات اذ تجري القيامة والدينونة،‏ والجنس البشري المكمَّل سيتمتع اخيرا بالحياة الابدية في الارض الفردوسية.‏ فكم يصوِّر سفر الرؤيا كل هذه الامور بشكل حيوي!‏ وكم يقوِّي ذلك تصميمنا على ان ‹نبشِّر بهذه البشارة الابدية كل امة وقبيلة ولسان وشعب› على الارض اليوم!‏ (‏رؤيا ١٤:‏​٦،‏ ٧‏)‏ فهل تبذلون نفسكم الى الحد الاكمل في هذا العمل العظيم؟‏

      ٣٣ بقلوبنا المفعمة بالشكر،‏ لننتبه الى الكلمات الختامية لسفر الرؤيا.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a ان واقع كون المقياس المستعمل «مقياس انسان،‏ وهو مقياس ملاك ايضا» يمكن ان تكون له علاقة بواقع ان المدينة مؤلفة من الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ الذين كانوا اصلا بشرا ولكنهم يصيرون مخلوقات روحانية بين الملائكة.‏

      b لاحظوا ان «درج الحياة،‏ درج الحمَل» يحتوي فقط على اسماء الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ لاسرائيل الروحي.‏ وهكذا يختلف عن «درج الحياة» الذي يشمل اولئك الذين ينالون الحياة على الارض.‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏١٢‏.‏

      c لاحظوا ان التعبير «الامم» غالبا ما يشير الى اولئك الذين لا ينتمون الى اسرائيل الروحي.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩؛‏ ١٥:‏٤؛‏ ٢٠:‏٣؛‏ ٢١:‏​٢٤،‏ ٢٦‏)‏ واستعمال التعبير هنا لا يقترح ان الجنس البشري سيستمر منظَّما في فرق قومية منفصلة في خلال حكم الالف السنة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة