مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٨٧ ٨/‏٤ ص ١٠-‏١٤
  • لماذا يدخِّن الناس،‏ لماذا يجب ألا يدخِّنوا

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • لماذا يدخِّن الناس،‏ لماذا يجب ألا يدخِّنوا
  • استيقظ!‏ ١٩٨٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • التحرر الى العبودية؟‏
  • ضحايا دخان الآخرين
  • لماذا يبدأ الناس؟‏
  • لماذا يصعب جدا التوقف؟‏
  • المدافعون عن التبغ يطلقون مناطيدهم في الهواء
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • لمَ الاقلاع عن التدخين؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٠
  • السجائر —‏ هل ترفضونها؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • حياة الملايين تتصاعد مع الدخان
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٨٧
ع٨٧ ٨/‏٤ ص ١٠-‏١٤

لماذا يدخِّن الناس،‏ لماذا يجب ألا يدخِّنوا

استحوذت المجاعة الافريقية على العناوين في عام ١٩٨٥،‏ ولكنّ تدخين لفائف التبغ هو الذي قتل ما يزيد على مليوني نسمة.‏ احدثت المجاعة ضجة كبيرة وحرّضت العالم على العمل،‏ وأما التدخين فلم يكد يُحدث مويجة في بركة.‏ ان وضع حد لاستعمال التبغ سيكون اعظم «لكمة للمخدرات» في كل الازمان،‏ ولكن لا تحبسوا انفاسكم منتظرين حدوثه.‏ فثمة قوى جبّارة تعمل ضد ذلك.‏

أمسى التدخين وبأ عالميا.‏ فاكثر من بليون نسمة يدخِّنون خمسة تريليونات لفافة تبغ سنويا.‏ وفي عام ١٩٦٤ حذَّر كبير اطباء مديرية الصحة في الولايات المتحدة،‏ س.‏ افريت كوب،‏ من مخاطر التدخين.‏ ومنذ ذلك الحين انخفضت نسبة المدخنين الاميركيين،‏ ولكنّ استعمال التبغ ازداد ٢٠ في المئة.‏ واستعمال التبغ العالمي النطاق نما الى ٧٥ في المئة.‏ وهو يبلغ مستويات وبائية في البلدان المتقدمة ويصل الى حد الانفجار في الامم النامية.‏ والامراض المرتبطة بالتدخين تطالب بحياة الملايين كل سنة.‏ وخمس في المئة من الوفيات في العالم تتعلق بالتبغ.‏ وضريبة الوفيات السنوية للتبغ في اوروبا والولايات المتحدة هي ٢٠ في المئة من مجموع الوفيات.‏ وتبلغ في كندا ١٧ في المئة من وفيات البالغين.‏

وذروة السخرية والمأساة في كل ذلك هي الحقيقة المتعلقة بالتدخين التي ذكرتها منظمة الصحة العالمية:‏ «أهم مشكلة صحية يمكن تجنبها في العالم.‏» اذاً لماذا يستمر الناس في التدخين وحصد غلة التبغ المميتة؟‏ ان سبب وجوب عدم استمرارهم انما هو واضح.‏ أما سبب استمرارهم فيمتد الى اعمق من ذلك قليلا.‏

ثمة تقرير عن التدخين مُثقل بالمستندات اصدره في كانون الثاني ١٩٨٦ معهد الرصد العالمي في واشنطن،‏ دي.‏ سي.‏،‏ يزود المعلومات الآنفة واكثر بكثير.‏ «يقتل التبغ من الاميركيين ١٣ مرة اكثر مما تقتل المخدرات القوية،‏» كما قال،‏ «وثماني مرات اكثر من حوادث السيارات.‏» ويحصد في كل سنة من حياة الاميركيين اكثر مما فُقد في الحرب العالمية الثانية.‏ ولاحظ ايضا تقرير الرصد العالمي:‏ «تدير الحكومات عمليات شبه عسكرية ضد انتاج او نقل المرهوانة او الافيون،‏ ولكن ليس ضد التبغ،‏ وهو المحصول الاكثر فتكا.‏»‏

كلما تعلَّم العلم اكثر انكشفت اكثر طبيعة التبغ المميتة.‏ وفي كل سنة يموت اكثر من مليوني مدخِّن بسبب مرض القلب وسرطان الرئة وانتفاخ الرئة.‏ ويعمل قلب المدخِّن بصعوبة اكثر من قلب غير المدخِّن.‏ فهو يعمل بمعدل ثماني الى عشر خفقات اكثر في الدقيقة خلال النهار وثلاث الى خمس خفقات اكثر خلال النوم.‏ وذكر بحث نُشر في مجلة «العلم»:‏ «تدخين لفائف التبغ هو السبب الرئيسي الواحد المعروف للوفيات السرطانية في الولايات المتحدة،‏ ويُقدَّر بأن مساهمة التبغ في كل الوفيات السرطانية هي ٣٠ في المئة.‏» ومعظم هذه الـ‍ ٣٠ في المئة هو بسبب سرطان الرئة.‏ وفي جنوب افريقيا أعطب ادمان احد المدخِّنين على ٩٠ لفافة تبغ في اليوم عصب بصره وتركه اعمى —‏ ضحية للكمش (‏إظلام البصر من غير علة عضوية ظاهرة)‏ بسبب التبغ.‏

التحرر الى العبودية؟‏

ان المرأة العصرية،‏ المتحررة الآن،‏ تدخِّن اكثر وتحصد من الغلال اكثر.‏ فسرطان الثدي كان القاتل الاكبر للنساء الاميركيات —‏ والآن سرطان الرئة.‏ فقد ارتفع فجأة ٥٠٠ في المئة منذ عام ١٩٥٠،‏ وقضى على اكثر من ٠٠٠‏,٣٨ امرأة في سنة ١٩٨٥.‏ ومرض القلب يدرك النساء ايضا.‏ ويُرهق التدخين القلب وجهاز الدورة الدموية،‏ وفي كل سنة تُصاب ٠٠٠‏,٨٠٠ امرأة إما بنوبات قلبية او بسكتات دماغية.‏ والنساء المصابات بالتهاب القصبات المزمن اللواتي يُدخنَّ يحظين بالتفوق المشكوك في نتيجته بأن عددهنَّ الآن يتجاوز الرجال بمليون اصابة.‏ والمواد الكيميائية في دخان لفائف التبغ تسبب ضررا وراثيا يستطيع بدء السرطان في النساء الحوامل وفي أجنَّتهن.‏ فهل المرأة العصرية متحررة؟‏ وهل هي متحررة الى عبودية التبغ،‏ ربما جنبا الى جنب مع نظرائها الذكور؟‏

وبغية تقليل الاخطار يتحوَّل بعض المدخِّنين من لفائف التبغ الى الغليون او السيجار.‏ وفي كانون الاول ١٩٨٥ اطلقت «مجلة الجمعية الطبية الاميركية» هذا الحلم في الدخان.‏ فالتبغ المستعمل في الغلايين ولفائف السيجار يحتوي على نيكوتين اكثر،‏ وعلى القطران المسبب للسرطان اكثر،‏ ويُنتج من غاز اول اكسيد الكربون ما هو اكثر خطورة من ذاك المستعمل في لفائف التبغ.‏ والاستقصاءات تُظهر ان الكثيرين،‏ وخصوصا المراهقين،‏ يعتقدون ان التبغ العديم الدخان بديل آمن للفائف التبغ.‏ ولكنّ الامر ليس كذلك.‏ ففي سنة ١٩٨٥ مات فتى يبلغ من العمر ١٩ سنة في الولايات المتحدة من سرطان الفم.‏ وقالت امه امام لجنة فرعية تابعة لمجلس الشيوخ انه بدأ يستعمل العاطوس في سن الـ‍ ١٢،‏ ولكنه ابى ان يكف عنه لان التبغ العديم الدخان لم يحمل لافتة تحذير ولان الرياضيين كانوا يعلنونه.‏

وسواء مضغتم او مصصتم العاطوس الرطب المحجوز بين الخد واللثة (‏ويسمى ذلك الغمس)‏،‏ فأنتم انما تطلبون سرطان الفم وامراض اللثة وادمان النيكوتين.‏ والسرطان يتطوَّر حيث يلامس التبغ الخد واللثة،‏ وغالبا ما يمتد الورم الخبيث الى اجزاء اخرى من الجسم.‏ ويحتوي التبغ العديم الدخان على ٢٠ او اكثر من نتروز الامينات المسببة للسرطان والهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات.‏ وقال تقرير الرصد العالمي انه على مدى الـ‍ ٢٠ سنة الاخيرة ازداد استعمال التبغ والعاطوس اللذين يُمضغان بنسبة ٤٠ في المئة،‏ مع ازدياد متماثل في سرطان الفم.‏

ضحايا دخان الآخرين

ان مستعملي التبغ لا يُعرِّضون صحتهم للخطر وحسب بل ايضا صحة الآخرين.‏ وأظهرت اكثر من عشر دراسات في سنة ١٩٨٥ ان التدخين التأثّري —‏ تنشُّق الدخان من لفائف تبغ الآخرين —‏ سبَّب سرطان الرئة في زوجات المدخِّنين اللواتي لا يدخِّنَّ.‏ وتشير الابحاث في اليابان والمانيا الغربية واليونان والولايات المتحدة الى ان «احتمال اصابة زوجات المدخِّنين بسرطان الرئة هو مرتان او ثلاث مرات اكثر من زوجات غير المدخِّنين.‏» واحدى الدراسات «قدَّرت ان التدخين التأثّري يسبّب في الولايات المتحدة وفيات سرطانية اكثر من كل ملوّثات الهواء الصناعية المضبوطة جمعاء.‏» وذكر العلماء الكنديون انه لا يوجد مستوى آمن للدخان غير المباشر.‏ وهو يحتوي على «اكثر من ٥٠ مادة معروفة تولّد السرطان و ٨٠٠‏,٣ مركب كيميائي.‏» قالت مجلة طبية:‏ «كلما عاش المرء مع عدد اكبر من المدخِّنين ازداد خطر تعرضه للسرطان.‏»‏

وما يلوّث هواء الآخرين هو اكثر من نفث الدخان.‏ فبين النَّفثات يتصاعد الدخان غير المُصفَّى بشكل لولبي من لفائف التبغ الممسكة بالايدي او المستقرة في المنافض.‏ وهذا المجرى الجانبي للدخان مسؤول عن ٨٥ في المئة من الدخان في الغرفة ذات المدخِّنين.‏ وهو يحتوي على مواد مهيِّجة مثل ألدهيد النمل،‏ نشادر،‏ أكرولئين،‏ اكسيد الآزوتي،‏ هيدروكربونات ومواد دقائقية.‏ وهو يزيد من المواد المولّدة للسرطان التي يتنشقها غير المدخِّنين القريبين بنسبة ٥٠ في المئة.‏

والاولاد الذين يُدخِّن آباؤهم يعانون اكثر من الزكام،‏ الانفلونزا،‏ التهاب القصبات،‏ الربو والتهاب الرئة.‏ وتتضرر القدرة على التعلم في اولاد الامهات اللواتي يدخِّنَّ.‏ واظهرت الدراسات انهم يقرأون ببطء اكثر وقد يتخلّفون في المدرسة عدة اشهر عن اولاد غير المدخِّنات.‏ والامهات اللواتي يُدخِّنَّ ينجبن اطفالا ناقصي الوزن بنسبة ضعف ما تنجبه الامهات غير المدخِّنات.‏ وفي الهند تمضغ ٣٩ في المئة من النساء التبغ.‏ وتكون النتيجة اطفالا ناقصي الوزن.‏ وختمت «الرسالة الصحية لمدرسة هارفرد الطبية،‏» عدد تموز ١٩٨٥،‏ مقالتها عن مخاطر التدخين التأثّري بعنوان «اللُهاث الاخير؟‏» بهذه العبارة:‏ «وينبغي ان يدرك الراشدون المدخِّنون انهم حين يُشعلون لفافة تبغ في وجود الاطفال انما ينهمكون في شكل غير لطيف من اشكال الاساءة الى الاطفال.‏» والاساءة الى كل امرىء آخر حولهم!‏

لماذا يبدأ الناس؟‏

نظرا الى كل ذلك،‏ لماذا يبدأ الناس بالتدخين في وقت ما؟‏ يأتي معظم الاعضاء الجدد الآن من بين المراهقين.‏ فهم اهداف خصوصية لاعلانات التبغ،‏ على الرغم من انكار الشركات.‏ وهذه الشركات لا تسعى وراء الاحداث بكلمات كثيرة،‏ ولكنّ اقترابها ماكر وناجح.‏ وكما سخر احد رسامي الصور الكاريكاتورية من اعلاناتها:‏ «نحن شركات التبغ لا نريد ايها الاولاد ان تدخِّنوا إلا اذا اردتم ان تبدوا كالبالغين.‏» واعلاناتها محشوَّة بالاغراءات المفضَّلة لدى الاحداث:‏ السيارات الرياضية،‏ الطائرات الشراعية،‏ راكبو قوارب الامواج،‏ رعاة البقر،‏ الرياضيون،‏ رجال السرعة والنساء المُغويات —‏ كلهم اناس احداث وجملاء يلهون ويمرحون في العراء.‏ ان الوضع الاكثر استقامة هو المستشفيات ورده المآ‌تم —‏ لكنّ ذلك لا يروِّج بيع لفائف التبغ.‏

ومارييل همنغواي،‏ معبودة احداث كثيرين،‏ تُزعجها رؤية المراهقين يدخِّنون.‏ قالت:‏ «اعتقد انه نوع من التمرد،‏ لكنه بالغ الغباء.‏ فكلما رأيت احداثا يدخِّنون لا يسعني إلا القول:‏ ‹كيف يمكن ان تدخِّنوا؟‏ لقد ترعرعتم في مجتمع عرفتم فيه انه قاتل!‏›» ولكنّ التدخين يعني ان تكونوا مع اصحاب النفوذ —‏ الرابطي الجأش،‏ البالغين،‏ المحنَّكين.‏ وبالتدخين يشعر المراهقون بأنهم مستقلّون فيما يكونون في الواقع مستسلمين لضغط النظير.‏ كما ان شركات التبغ تتلاعب بهم.‏ والشركات تعلم ان مستقبلها هو مع الاحداث.‏ فاذا ما امكن جعل الاحداث مدمنين في سنوات مراهقتهم يكونون على الارجح زُبُنا جيادا مدى العمر.‏

والقانون الاتحادي في الولايات المتحدة يحظر الآن الاعلان عن لفائف التبغ في التلفزيون والراديو،‏ ولكنّ الجمعية الطبية الاميركية ضغطت في كانون الاول ١٩٨٥ «لتوسيع الحظر الى كل منتجات التبغ الاخرى وكل الوسائل الاخرى.‏» وعلى الفور علت صرخات الاحتجاج من صناعات التبغ والاعلان والنشر.‏ فحقوقهم المتعلقة بحرية الكلام التجاري تحت «التعديل الاول» ستُنتهك!‏ واذ فشلت بعض الشركات في دحض قضايا الصحة والشباب والادمان فانها تخلق قضية جديدة:‏ حقوقها المدنية وحقوق المدخِّن.‏ مثلا،‏ يحتج فيليب موريس:‏ «اليوم قد يكون احتمال تدخيني هدفا للهجوم.‏ وغدا قد يكون احتمال حق امرىء آخر في الصلاة او في اختيار مكان للعيش.‏» ان الحق الذي يُقلقهم امره حقا هو «حقهم» في تحصيل المال بالضغط للادمان.‏

لماذا يصعب جدا التوقف؟‏

يحتوي التبغ على النيكوتين.‏ والنيكوتين مخدِّر.‏ وهو يمنح المتعة.‏ ويسبب الادمان ايضا.‏ وشركات لفائف التبغ تنكر ذلك،‏ لكنّ الدكتور كوب،‏ كبير اطباء مديرية الصحة في الولايات المتحدة،‏ يشير الى الدكتور وليم بولين،‏ مدير المعهد القومي لاساءة استعمال المخدرات،‏ الذي قال ان «النيكوتين هو اكثر مخدر مسبب للادمان في مجتمعنا.‏»‏

هنالك بليون مدخِّن عالقون بالنيكوتين.‏ وقليلون يعترفون بذلك.‏ ‹استطيع ان اترك وقتما اريد،‏› هي الكلمات الرخيصة المستعملة كمرهم نفساني.‏ وما ان يعلق المرء حتى يصبح الافلات مؤذيا.‏ فيحاول الملايين وينجح كثيرون ويُخفق اكثر ايضا.‏ وفي كانون الاول ١٩٨٥،‏ في دراسة عن التبغ والصحة،‏ اخبرت مديرية الصحة في الولايات المتحدة عن دراسة لعام ١٩٨٠ وجدت ان ٦٠ في المئة من مدخِّني الولايات المتحدة قاموا بجهد ينطوي على العزم للتوقف عن التدخين.‏ ولكنّ اكثر من ٨٠ في المئة منهم انتكسوا في اقل من سنة.‏

ان التوقف ليس مهمَّة سهلة،‏ لكنه يستأهل الصراع.‏ ولذلك قوموا به.‏ قوموا بذلك من اجل نفسكم،‏ من اجل احترامكم للذات،‏ من اجل صحتكم،‏ من اجل صحة اولادكم.‏ وقوموا به ايضا من اجل راحة وصحة اولئك المحيطين بكم.‏ وهذا السبب الاخير مهم ان كنتم تعتبرون نفسكم مسيحيا.‏ فعليكم ان تحبوا قريبكم.‏ وليس حبيا ان تلوّثوا هواءه بدخانكم السام.‏ (‏متى ٧:‏١٢؛‏ ٢٢:‏٣٩‏)‏ من اجل ذلك يتوقف عن العادة مستعملو التبغ الذين يصيرون شهودا ليهوه،‏ والشهود الذين كانوا يبيعون منتجات التبغ ذات مرة لا يوزِّعونها بعدُ.‏

لا توجد طريقة سهلة للتوقف.‏ فان كنت تدخِّن فأنت مستعمل للمخدرات يحاول الحفاظ على متعة النيكوتين.‏ والذين توقفوا يعرفون ان الانقطاع عن النيكوتين ليس بالامر السهل.‏ ولكنّ ملايين من حالات المرض والموت المتعلقة بالتبغ كل سنة هي حوافز قوية الى التوقف.‏ أما بالنسبة الى غالبية المدخِّنين فليست هذه الحوافز بقوة الادمان الذي يحملهم على الاستمرار.‏ ويُظهر البحث العلمي الاخير ان التنشّق الادماني للنيكوتين مشابه لاستعمال الآمفيتامينات والكوكايين والهيرويين.‏ والنيكوتين «يفي بالمقاييس التقنية للمخدِّر المسبب للادمان في الدراسات المخبرية بتأثيره في عمل موجات الدماغ وتغييره المزاج وخدمته كمكافأة بيولوجية [متعة النيكوتين] تُحدث سلوكا معيَّنا في حيوانات المختبر والمتطوعين البشر على السواء.‏»‏

وعندما أُعطيَ المدخِّنون كلوريد الامونيوم زاد افراز الكلى للنيكوتين ستة اضعاف.‏ وعوَّضوا عن ذلك بتدخين عدد من لفائف التبغ يزيد ٢٠ في المئة،‏ فسدّوا بالتالي النقص في النيكوتين الذي احتاج اليه جهازهم.‏ واظهرت مقالة في «اخبار العلم» ان المدخِّنين ذوي العلاقة الذين يتحوَّلون الى لفائف تبغ ذات نسبة اقل من القطران «يعوِّضون بالتنشق اعمق واطلاق نفثات اكبر.‏» وقالت المقالة ان «هذا التنظيم الذاتي لمستويات النيكوتين قد يكون دليلا اضافيا على ان النيكوتين يؤدي الى الاتكال الجسدي.‏» وعلى نحو مثير للاهتمام اظهرت الدراسات المخبرية ان تناول النيكوتين من طريق الاوردة يمنح المتعة ايضا ويزيل بالتالي الحاجة الى التدخين.‏

وما هي افضل طريقة لوضع حد لعادة التدخين؟‏ ان هذه الاقتباسات من عدد شباط ١٩٨٦ من مجلة «الصحة» تعكس الرأي العام:‏ «ان حث الذات هو الامر الوحيد الذي سيُنقذ المدخن.‏» «لا توجد حبَّة سحرية تجعلكم تتخلون عن لفائف التبغ او تبعدكم عنها.‏» «يتوقف الناس عن التدخين كل يوم —‏ وحتى اكثر المدمنين على النيكوتين وعلى العادة.‏» «ان التقدم دون مساعدة طبية [التوقف على نحو مفاجىء] لم يقتل احدا قط،‏ ويَظهر انه افضل طريقة للتحرر من التدخين.‏» «في التحليل الاخير،‏ ينصح معظم خبراء التوقف بمحاولة رفس العادة رفسة واحدة مفاجئة:‏ تقدموا دون مساعدة طبية وارموا كل المنافض.‏ وعندما يتفاقم الحافز الى لفافة تبغ خذوا الكلب في نزهة،‏ اركضوا،‏ استحموا بالماء الدافىء،‏ تسوَّقوا.‏ وبكلمات اخرى،‏ ‹افعلوا ايّ شيء إلا التدخين!‏›»‏

اذا كنتم تدخِّنون وتريدون ان تتوقفوا،‏ اصغوا الى اصوات الخبرة هذه.‏ وان لم يكن ذلك كافيا التفتوا الى الصوت الاهم ليسوع المسيح الذي قال:‏ «تحب قريبك كنفسك.‏» (‏متى ٢٢:‏٣٩‏)‏ توقفوا لانكم تحبون نفسكم،‏ وتوقفوا لانكم تحبون قريبكم كنفسكم.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٤]‏

قالت افتتاحية في «مجلة الجمعية الطبية الاميركية» ما يلي عما دعته التبغيَّة‏:‏

«كمجتمع لم نصحُ بعدُ لجدية الخطر الصحي للتبغ.‏ فينبغي لنا ان ندرك ان التبغيَّة هي افتك ادمان للمخدرات في الولايات المتحدة اليوم وانها تتطلَّب ضريبة في الحياة والدولارات اثقل من الكوكايين،‏ والهيرويين،‏ والاعراض المتزامنة لنقص المناعة المكتسبة،‏ وحوادث السير،‏ وجرائم القتل،‏ وهجمات الارهاب مجتمعة‏.‏»‏

وبعد لفت الانتباه الى انفاق بليون دولار سنويا على شن الحرب على السرطان تقول:‏ «ما ينقص هو شن حرب موازية على اسباب السرطان‏.‏ .‏ .‏ .‏ ويُقدَّر حاليا ان مواطني هذا البلد يفقدون حياتهم نتيجة التبغيَّة بمعدل ٠٠٠‏,١ في اليوم.‏»‏

ولشنّ هذه الحرب على التبغيَّة وآفتها من «السرطان،‏ انتفاخ الرئة،‏ والمرض القلبي الوعائي،‏» نصحت الافتتاحية قائلة:‏ «الهدف في آخر الامر هو انشاء دخل ضريبي من مبيعات التبغ يعادل الكلفة لمجتمع يستعمل التبغ.‏ فاذا كان يكلِّف مجتمعنا واقتصادنا (‏جميعا)‏ اكثر من ٦٠،‏٢ دولار عن كل علبة لفائف تبغ،‏ فعندئذ يجب ان يُطلب من الذين يبتغون التدخين ان يدفعوا ثمن سبيلهم.‏ .‏ .‏ .‏ ويجب السعي الى خفض بارز في العون المالي الاتحادي لزراعة التبغ.‏ .‏ .‏ .‏ ويجب وضع بطائق تحذير على كل منتجات التبغ.‏ .‏ .‏ .‏ وينبغي ازالة كل الاعلانات عن التبغ من الوسائل العمومية.‏ .‏ .‏ .‏ ويجب ثني الاشخاص المشهورين وصانعي الافلام عن ترفيع استعمال التبغ.‏»‏

وتختتم الافتتاحية:‏ «اعتقد انه حان الوقت لرؤيةٍ وشجاعةٍ واضحتين.‏ فالخطوط مرسومة.‏ وبوق النداء مُدوٍّ.‏» —‏ مجلة الجمعية الطبية الاميركية،‏ ١١ نيسان ١٩٨٦.‏

‏[الصورة في الصفحة ١١]‏

وفيات اوروبا⁄‏الولايات المتحدة ٢٠٪ بسبب التدخين

وفيات كندا ١٧٪ بسبب التدخين

وفيات العالم ٥٪ بسبب التدخين

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

ان المدخِّنين،‏ سجنى ادمان النيكوتين،‏ يجعلون الضحايا البريئة تتألم ايضا

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة