-
التمسك بالفضيلة في عالم ملآن رذيلةبرج المراقبة ١٩٩٧ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
التمسك بالفضيلة في عالم ملآن رذيلة
«افعلوا كل شيء بلا دمدمة ولا مجادلة لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء [«ابرياء،» عج] اولادا للّٰه بلا عيب في وسط جيل معوَّج وملتوٍ.» — فيلبي ٢:١٤، ١٥.
١، ٢ لماذا طلب اللّٰه ابادة الكنعانيين؟
لا تترك وصايا يهوه مجالا للمسايرة. فقد كان الاسرائيليون على وشك دخول ارض الموعد عندما قال لهم موسى: «تحرِّمها تحريما [«دمِّروها عن بكرة ابيها،» ترجمة تفسيرية] الحثيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين كما امرك الرب الهك.» — تثنية ٧:٢؛ ٢٠:١٧.
٢ فلماذا امر يهوه بإبادة سكان كنعان رغم انه اله رحيم؟ (خروج ٣٤:٦) كان احد الاسباب ‹لكي لا يعلِّم الكنعانيون اسرائيل ان يعملوا حسب جميع ارجاسهم التي عملوا لآلهتهم فيخطئوا الى الرب.› (تثنية ٢٠:١٨) وقال ايضا موسى: «لأجل اثم هؤلاء الشعوب يطردهم الرب من امامك.» (تثنية ٩:٤) فقد كان الكنعانيون تجسيد الرذيلة. والفساد الجنسي والصنمية كانا سمة تميِّز عبادتهم. (خروج ٢٣:٢٤؛ ٣٤:١٢، ١٣؛ عدد ٣٣:٥٢؛ تثنية ٧:٥) وكان سفاح القربى والسدومية والبهيمية «عمل ارض كنعان.» (لاويين ١٨:٣-٢٥) وكان الاولاد الابرياء يُقدَّمون بوحشية ذبيحة للآلهة الباطلة. (تثنية ١٨:٩-١٢) فلا عجب ان يعتبر يهوه مجرد وجود هذه الامم تهديدا لخير شعبه الجسدي والادبي والروحي! — خروج ٣٤:١٤-١٦.
٣ ماذا نتج من عدم تنفيذ الاسرائيليين كاملا اوامر اللّٰه بخصوص سكان كنعان؟
٣ ولأن اوامر اللّٰه لم تُنفَّذ كاملا، نجا بعض سكان كنعان من غزو اسرائيل لأرض الموعد. (قضاة ١:١٩-٢١) وبمرور الوقت، ابتدأ تأثير الكنعانيين الماكر يظهر، وكان بالامكان القول: «رفضوا [الاسرائيليون] فرائضه [يهوه] وعهده الذي قطعه مع آبائهم وشهاداته التي شهد بها عليهم وساروا وراء الباطل وصاروا باطلا وراء الامم الذين حولهم الذين امرهم الرب ان لا يعملوا مثلهم.» (٢ ملوك ١٧:١٥) نعم، على مر السنين مارس اسرائيليون كثيرون الرذائل نفسها التي جعلت اللّٰه يأمر بإبادة الكنعانيين — الصنمية والفساد الجنسي وحتى تقديم الاولاد ذبيحة! — قضاة ١٠:٦؛ ٢ ملوك ١٧:١٧؛ ارميا ١٣:٢٧.
٤، ٥ (أ) ماذا حصل لاسرائيل ويهوذا الخائنتين؟ (ب) ايّ حضّ هنالك في فيلبي ٢:١٤، ١٥، وأيّ سؤالين ينشأان؟
٤ لذلك اعلن النبي هوشع: «اسمعوا قول الرب يا بني اسرائيل. ان للرب محاكمة مع سكان الارض لأنه لا امانة ولا احسان ولا معرفة اللّٰه في الارض. لعن وكذب وقتل وسرقة وفسق. يعتنفون ودماء تلحق دماء. لذلك تنوح الارض ويذبل كل مَن يسكن فيها مع حيوان البرية وطيور السماء وأسماك البحر ايضا تنتزع.» (هوشع ٤:١-٣) وقد هزمت اشور مملكة اسرائيل الشمالية الفاسدة سنة ٧٤٠ قم. وبعد اكثر من قرن بقليل، غزت بابل مملكة يهوذا الجنوبية الخائنة.
٥ توضح هاتان الحادثتان مدى خطورة سماح المرء لنفسه بالانغماس في الرذيلة. فاللّٰه يكره الشر ولن يحتمل وجوده بين شعبه. (١ بطرس ١:١٤-١٦) صحيح اننا نحيا في «نظام الاشياء الشرير الحاضر،» في عالم يزداد فسادا. (غلاطية ١:٤، عج؛ ٢ تيموثاوس ٣:١٣) ولكنَّ كلمة اللّٰه تحضّ جميع المسيحيين ان يستمروا في التصرف بحيث يكونون «بلا لوم وبسطاء [«ابرياء،» عج] اولادا للّٰه بلا عيب في وسط جيل معوَّج وملتوٍ [يضيئون] بينه كأنوار في العالم.» (فيلبي ٢:١٤، ١٥) ولكن كيف يمكننا ان نتمسك بالفضيلة في عالم ملآن رذيلة؟ وهل من الممكن حقا ان نفعل ذلك؟
العالم الروماني الملآن رذيلة
٦ لماذا واجه مسيحيو القرن الاول تحدي التمسك بالفضيلة؟
٦ واجه مسيحيو القرن الاول تحدي التمسك بالفضيلة لأن الرذيلة كانت تتخلل كل اوجه المجتمع الروماني. قال الفيلسوف الروماني سَنيكا عن معاصريه: «يتصارع الناس في منافسة فظيعة في الشر. فكل يوم تزداد الرغبة في الخطإ، ويتناقص الخوف منه.» وشبَّه المجتمعَ الروماني «بمجتمع الوحوش الضارية.» فلا عجب ان يحضر الرومانيون مباريات المجالدة الوحشية والعروض المسرحية المنحرفة بحثا عن التسلية.
٧ كيف وصف بولس الرذائل التي كانت شائعة بين كثيرين في القرن الاول الميلادي؟
٧ وربما كان الرسول بولس يفكر في سلوك الناس المنحط في القرن الاول عندما كتب: «اسلمهم اللّٰه الى اهواء الهوان. لأن اناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة. وكذلك الذكور ايضا تاركين استعمال الانثى الطبيعي اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ونائلين في انفسهم جزاء ضلالهم المحق.» (رومية ١:٢٦، ٢٧) وقد صار المجتمع الروماني غارقا في الرذيلة، اذ كان الناس مصممين على السعي وراء الرغبات الجسدية النجسة.
٨ كيف كان الاولاد يُستغلّون غالبا في المجتمعين اليوناني والروماني؟
٨ لا يحدِّد التاريخ مدى انتشار مضاجعة النظير بين الرومانيين. ولكنهم كانوا دون شك متأثرين باليونانيين قبلهم، الذين تفشت بينهم هذه الممارسة. فكان من المعتاد ان يفسد الرجال الاكبر سنا اخلاق الفتيان، اذ يتولون رعايتهم في علاقة التلميذ بالمعلم، مما كان يقود الصغار غالبا الى سلوك جنسي منحرف. ولا شك ان الشيطان وأبالسته كانوا وراء هذه الرذيلة وإساءة معاملة الاولاد. — يوئيل ٣:٣، عج؛ يهوذا ٦، ٧، عج.
٩، ١٠ (أ) بأية طريقة دانت ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠ الرذيلة بمختلف انواعها؟ (ب) اية خلفية كانت لدى البعض في جماعة كورنثوس، وأيّ تغيير حدث في حالتهم؟
٩ وإذ كتب بولس بالوحي الالهي، قال للمسيحيين في كورنثوس: «ام لستم تعلمون ان الظالمين لا يرثون ملكوت اللّٰه. لا تضلوا. لا زناة [«عاهرون،» عج] ولا عبدة اوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت اللّٰه. وهكذا كان اناس منكم. لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح الهنا.» — ١ كورنثوس ٦:٩-١١.
١٠ وهكذا دانت رسالة بولس الموحى بها الفساد الادبي الجنسي، قائلة ان ‹العاهرين› لن ‹يرثوا ملكوت اللّٰه.› ولكن بعد ان عدَّد بولس عدة رذائل، قال: «هكذا كان اناس منكم. لكن اغتسلتم.» فبمساعدة اللّٰه كان من الممكن ان يغتسل الخطاة ويصيروا طاهرين في عينيه.
١١ كيف تدبر مسيحيو القرن الاول شؤونهم في المحيط الشرير في ايامهم؟
١١ نعم، كانت الفضيلة مزدهرة بين المسيحيين حتى في عالم القرن الاول الملآن رذيلة. فالمؤمنون ‹تغيَّروا بتجديد اذهانهم.› (رومية ١٢:٢) وهجروا ‹تصرفهم السابق وتجدَّدوا بالقوة المنشِّطة ذهنهم.› وهكذا هربوا من رذائل العالم ولبسوا «الشخصية الجديدة المخلوقة بحسب مشيئة اللّٰه في البر والولاء الحقيقيين.» — افسس ٤:٢٢-٢٤، عج.
عالم اليوم الملآن رذيلة
١٢ ايّ تغيير حدث للعالم منذ سنة ١٩١٤؟
١٢ وماذا عن ايامنا؟ تجتاح الرذيلة العالم الذي نعيش فيه اكثر من ايّ وقت مضى. وخصوصا منذ سنة ١٩١٤ هنالك انحطاط ادبي عالمي النطاق. (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) وقد صار كثيرون انانيين في تفكيرهم و‹فاقدي الحس الادبي› لأنهم رفضوا الآراء التقليدية حول الفضيلة والآداب والصيت الحسن والاخلاق. (افسس ٤:١٩، عج) قالت مجلة نيوزويك (بالانكليزية): «نحن نعيش في عصر النسبية الادبية،» وأضافت ان الجو الادبي السائد «جعل كل الآراء في الصواب والخطإ مسألة ذوق شخصي او تفضيل عاطفي او اختيار حضاري.»
١٣ (أ) كيف يروِّج الكثير من تسلية اليوم الرذيلة؟ (ب) كيف يمكن ان تؤثر التسلية غير اللائقة تأثيرا رديئا في الشخص؟
١٣ ان التسلية المنحطة شائعة اليوم، تماما كما كانت في القرن الاول. فالتلفزيون، الراديو، الافلام السينمائية، وأفلام الڤيديو تزوِّد فيضا مستمرا من المواد المتمحورة حول الجنس. حتى ان الرذيلة تسربت الى شبكات الكمپيوتر. والمواد الاباحية تصير متوفِّرة اكثر فأكثر في شبكات الكمپيوتر الحالية، ويستطيع ان يصل اليها الافراد من مختلف الاعمار. وما هي آثار كل ذلك؟ يقول محرر عمود في جريدة: «عندما تكون حضارة شعبنا مشبعة بسفك الدم والتشويه والجنس الرخيص، نعتاد سفك الدم والتشويه والجنس الرخيص. ونفقد الحس. فيزداد احتمالنا الفساد شيئا فشيئا لأن قوة صدمته تتناقص شيئا فشيئا.» — قارنوا ١ تيموثاوس ٤:١، ٢.
١٤، ١٥ ايّ دليل هنالك على ان الآداب الجنسية انحطت حول العالم؟
١٤ تأملوا في هذا التقرير في ذا نيويورك تايمز (بالانكليزية): «ان ما كان يُعتَبر مخزيا منذ ٢٥ سنة صار الآن نمط حياة مقبولا. فعدد الذين يختارون المساكنة بدلا من الزواج ازداد ٨٠ في المئة [في الولايات المتحدة] بين سنة ١٩٨٠ وسنة ١٩٩١.» وهذه ليست مجرد ظاهرة في اميركا الشمالية. تذكر مجلة اسبوع آسيا (بالانكليزية): «يحتدم جدال حضاري في بلدان في كل انحاء [آسيا]. والقضية هي الحرية الجنسية ضد القيم التقليدية، والضغوط للتغيير تزداد باطِّراد.» وتُظهر الاحصائيات ان هنالك قبولا متزايدا للزنا والجنس قبل الزواج في بلدان عديدة.
١٥ انبأ الكتاب المقدس ان النشاط الشيطاني سيكون مكثَّفا في ايامنا. (رؤيا ١٢:١٢) اذًا، لا ينبغي ان يدهشنا تفشي الرذيلة المقلق. مثلا، بلغ استغلال الاولاد الجنسي نِسَبا مذهلة.a يذكر صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة ان «الاستغلال الجنسي التجاري يؤذي الاولاد في الواقع في كل بلدان العالم.» فكل سنة «يُقال ان اكثر من مليون ولد حول العالم يُجبَرون على ممارسة البغاء، يُتاجَر بهم ويُباعون لأغراض جنسية، ويُستَخدمون في انتاج الفن الاباحي.» ومضاجعة النظير شائعة ايضا، ويأخذ بعض السياسيين والقادة الدينيين القيادة في ترويجها على انها «نمط حياة بديل.»
رفض رذائل العالم
١٦ ايّ موقف يتخذه شهود يهوه بشأن الآداب الجنسية؟
١٦ لا ينضم شهود يهوه الى انصار التساهل في مقاييس الآداب الجنسية. تقول تيطس ٢:١١، ١٢: «قد ظهرت نعمة اللّٰه المخلِّصة لجميع الناس معلمة ايانا ان ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر.» نعم، نحن ننمي كرها حقيقيا، اشمئزازا، من الرذائل مثل الجنس قبل الزواج والزنا ومضاجعة النظير.b (رومية ١٢:٩، عج؛ افسس ٥:٣-٥، عج) وقدَّم بولس هذا الحض: «ليتجنب الاثم كل من يسمِّي اسم يهوه.» — ٢ تيموثاوس ٢:١٩، عج.
١٧ كيف ينظر المسيحيون الحقيقيون الى استعمال المشروبات الكحولية؟
١٧ يرفض المسيحيون الحقيقيون نظرة العالم الى الرذائل التي تبدو ثانوية. مثلا، يعتبر اشخاص كثيرون اليوم اساءة استعمال الكحول تسلية ظريفة. لكنَّ شعب يهوه يتبعون المشورة في افسس ٥:١٨: «لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح.» فإذا اراد المسيحي ان يشرب الكحول، فهو يشرب باعتدال. — امثال ٢٣:٢٩-٣٢.
١٨ كيف ترشد مبادئ الكتاب المقدس خدام يهوه في تعاملهم مع اعضاء العائلة؟
١٨ ونحن خدام يهوه نرفض ايضا النظرة التي لدى البعض في العالم ان الصراخ والصياح على رفيق الزواج والاولاد او شتمهم بكلمات جارحة انما هو تصرف مقبول. واذ يعقد الازواج والزوجات المسيحيون العزم على اتِّباع مسلك الفضيلة، يعملون معا على تطبيق مشورة بولس: «ليُرفَع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث. وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم اللّٰه ايضا في المسيح.» — افسس ٤:٣١، ٣٢.
١٩ ما هو مدى تفشي الرذيلة في عالم التجارة؟
١٩ ان الغش، الخداع، الكذب، الاساليب التجارية التي لا ترحم، والسرقة امور شائعة اليوم ايضا. تذكر مقالة في المجلة التجارية مدير عام الشؤون المالية (CFO، بالانكليزية): «وجد استطلاع لـ ٠٠٠,٤ عامل . . . ان ٣١ في المئة منهم كانوا قد شهدوا ‹سوء تصرف خطيرا› خلال السنة الماضية.» وكان سوء التصرف هذا يشمل الكذب، تزوير السجلات، التحرش الجنسي، والسرقة. فإذا اردنا ان نبقى طاهرين ادبيا في عيني يهوه، يجب ان نتجنب هذا السلوك ونكون مستقيمين في تعاملاتنا المالية. — ميخا ٦:١٠، ١١، عج.
٢٠ لماذا لا يلزم ان تكون لدى المسيحيين «محبة المال»؟
٢٠ تأملوا في ما حدث لرجل تصوَّر انه سيكون لديه وقت اكثر لخدمة اللّٰه اذا حقق ربحا تجاريا سريعا في مجازفة مالية. فأقنع اشخاصا آخرين بخطة استثمار عن طريق المبالغة كثيرا في تصوير ارباحهم المحتمَلة. وعندما لم تتحقق هذه الارباح، اراد التعويض عن الخسائر الفادحة الناتجة بأية وسيلة حتى انه سرق المال الذي استؤمن عليه. وبسبب تصرفاته وموقف عدم التوبة الذي اظهره، فُصل من الجماعة المسيحية. وصحيح بالفعل هو تحذير الكتاب المقدس: «أما الذين يريدون ان يكونوا اغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرّة تغرق الناس في العطب والهلاك. لأن محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان وطعنوا انفسهم بأوجاع كثيرة.» — ١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠.
٢١ ايّ تصرف شائع بين رجال السلطة في العالم، ولكن كيف يجب ان يتصرف الذين في مراكز مسؤولية في الجماعة المسيحية؟
٢١ غالبا ما يفتقر رجال السلطة والنفوذ العالميون الى الفضيلة وهذا ما يثبت صحة الحكمة القائلة ‹السلطة تُفسِد.› (جامعة ٨:٩) وفي بعض البلدان، تكون الرشوة وأنواع الفساد الاخرى طريقة حياة القضاة، رجال الشرطة، والسياسيين. لكنَّ الذين يأخذون القيادة في الجماعة المسيحية يجب ان يتحلَّوا بالفضيلة ولا يجب ان يسودوا على الآخرين. (لوقا ٢٢:٢٥، ٢٦) والشيوخ والخدام المساعدون لا يخدمون «لربح قبيح.» فيجب ان تكون لديهم مناعة من اية محاولات لتعويج قضائهم او التأثير فيه بأمل الاغناء الشخصي. — ١ بطرس ٥:٢؛ خروج ٢٣:٨؛ امثال ١٧:٢٣؛ ١ تيموثاوس ٥:٢١.
٢٢ ماذا ستناقش المقالة التالية؟
٢٢ ينجح المسيحيون عموما في ربح تحدي ايامنا، التمسك بالفضيلة في عالم ملآن رذيلة. لكنَّ الفضيلة لا تقتصر على مجرد تجنب الشر. وستناقش المقالة التالية ما تتطلبه تنمية الفضيلة.
-
-
هل تتَّبعون الفضيلة؟برج المراقبة ١٩٩٧ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
هل تتَّبعون الفضيلة؟
«إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه افتكروا.» — فيلبي ٤:٨.
١ ما هي الرذيلة، ولماذا لا تلوِّث عبادة يهوه؟
الرذيلة هي الانحراف او الفساد في الآداب. وهي تسود العالم الذي نعيش فيه. (افسس ٢:١-٣) لكنَّ يهوه اللّٰه لن يسمح بأن تتلوث عبادته النقية. فالمطبوعات والاجتماعات والمحافل المسيحية تعطينا تحذيرات في حينها من السلوك الاثيم. ونحن ننال مساعدة مفيدة من الاسفار المقدسة على ‹الالتصاق بما هو صالح› في عيني اللّٰه. (رومية ١٢:٩، عج) لذلك يجاهد شهود يهوه كهيئة ليكونوا طاهرين وليتحلَّوا بالفضيلة. ولكن ماذا عنا افراديا؟ هل تتَّبعون الفضيلة حقا؟
٢ ما هي الفضيلة، ولماذا الجهد مطلوب للبقاء متحلّين بالفضيلة؟
٢ الفضيلة هي تفوُّق ادبي، صلاح، عمل وتفكير صائبان. وهي ليست صفة سلبية بل صفة ايجابية فعَّالة. وتشمل الفضيلة اكثر من تجنب الخطية؛ فهي تعني اتِّباع ما هو صالح. (١ تيموثاوس ٦:١١) حضَّ الرسول بطرس الرفقاء المسيحيين: «قدِّموا في ايمانكم فضيلة.» كيف؟ ‹ببذل كل اجتهاد [تجاوبا مع وعود اللّٰه الثمينة].› (٢ بطرس ١:٥) وبسبب طبيعتنا الخاطئة، يلزم جهد حقيقي لنبقى متحلّين بالفضيلة. وهذا ما فعله خائفو اللّٰه في الماضي، حتى في وجه العقبات الهائلة.
اتَّبَع الفضيلة
٣ اية اعمال شريرة كان الملك آحاز مذنبا بها؟
٣ تحتوي الاسفار المقدسة على روايات عديدة عن اشخاص اتَّبعوا الفضيلة. تأملوا على سبيل المثال في حزقيا الذي تحلَّى بالفضيلة. وكما يتضح، كان ابوه آحاز ملك يهوذا يعبد مولك. «كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك. وملك ست عشرة سنة في اورشليم. ولم يعمل المستقيم في عيني الرب الهه كداود ابيه بل سار في طريق ملوك اسرائيل حتى انه عبَّر ابنه في النار حسب ارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل. وذبح وأوقد على المرتفعات وعلى التلال وتحت كل شجرة خضراء.» (٢ ملوك ١٦:٢-٤) ويدَّعي البعض ان ‹التعبير في النار› كان يشير الى طقس تطهيري لا الى ذبيحة بشرية. لكنَّ كتاب مولك — اله الذبائح البشرية في العهد القديم (بالانكليزية)، لواضعه جون داي، يقول: «هنالك دليل في المراجع التقليدية والبونية [القرطاجية]، وكذلك في الادلة الاثرية، على وجود ذبائح بشرية . . . في كنعان، ولذلك لا يوجد ايّ مبرِّر للشك في تلميحات العهد القديم [الى الذبائح البشرية].» وعلاوة على ذلك، تحدِّد ٢ أخبار الايام ٢٨:٣ ان آحاز «احرق بنيه بالنار.» (قارنوا تثنية ١٢:٣١؛ مزمور ١٠٦:٣٧، ٣٨.) فما اشرّ هذه الاعمال!
٤ كيف تصرف حزقيا في محيط ملآن رذيلة؟
٤ وكيف استطاع حزقيا ان يعيش في هذا المحيط الملآن رذيلة؟ ان المزمور ١١٩ ذو اهمية، لأن البعض يعتقدون ان حزقيا الَّفه عندما كان لا يزال اميرا. (مزمور ١١٩:٤٦، ٩٩، ١٠٠) لذلك يمكن ان نستدل على ظروفه بهذه الكلمات: «جلس ايضا رؤساء [«امراء،» عج] تقاولوا عليَّ. أما عبدك فيناجي بفرائضك. قطرتْ [«ارقتْ،» عج] نفسي من الحزن. أقمني حسب كلامك.» (مزمور ١١٩:٢٣، ٢٨) فلأن حزقيا كان مُحاطا بالذين يمارسون الدين الباطل، ربما صار موضع سخرية بين اعضاء البلاط الملكي حتى صعب عليه النوم. ومع ذلك، اتَّبع الفضيلة، وبعد فترة صار ملكا، و«عمل المستقيم في عيني الرب . . . على الرب اله اسرائيل اتَّكل.» — ٢ ملوك ١٨:١-٥.
استمَروا يتحلَّون بالفضيلة
٥ اية تجارب واجهها دانيال ورفقاؤه الثلاثة؟
٥ كان دانيال ورفقاؤه العبرانيون الثلاثة، حننيا وميشائيل وعزريا، مثالا ايضا لاشخاص يتحلَّون بالفضيلة. فقد أُخذوا بالاكراه من موطنهم الى السبي في بابل. وأُطلق على الشبان الاربعة اسماء بابلية — بلطشاصر وشدرخ وميشخ وعبدنغو. وقُدِّمَت لهم «اطايب الملك،» بما فيها الاطعمة التي يحرِّمها ناموس اللّٰه. وفضلا عن ذلك، أُجبروا على الخضوع لتدريب دام ثلاث سنوات على «كتابة الكلدانيين ولسانهم.» وشمل ذلك اكثر من مجرد تعلم لغة اخرى، لأن التعبير «الكلدانيين» هنا يشير على الارجح الى طبقة المثقَّفين. لذلك كان هؤلاء الفتيان العبرانيون يُلقَّنون التعاليم البابلية المنحرفة. — دانيال ١:١-٧.
٦ لماذا يمكننا القول ان دانيال اتَّبع الفضيلة؟
٦ ورغم الضغوط الهائلة للمسايرة، فضَّل دانيال ورفقاؤه الثلاثة الفضيلة على الرذيلة. تقول دانيال ١:٢١: «كان [«استمر،» عج] دانيال الى السنة الاولى لكورش الملك.» نعم، «استمر» دانيال كخادم ليهوه يتحلّى بالفضيلة طوال اكثر من ٨٠ سنة — فترة شهدت قيام وسقوط عدة ملوك اقوياء. وبقي امينا للّٰه رغم المكائد والمؤامرات التي حاكها الرسميون الحكوميون الفاسدون ورغم الرذائل الجنسية التي كانت تسود الدين البابلي. لقد استمر دانيال يتَّبع الفضيلة.
٧ ماذا يمكننا ان نتعلم من مسلك دانيال ورفقائه الثلاثة؟
٧ يمكننا ان نتعلم الكثير من دانيال ورفقائه الخائفي اللّٰه. فقد اتَّبعوا الفضيلة ورفضوا الانصهار في الحضارة البابلية. ورغم انه أُطلقت عليهم اسماء بابلية، لم تُنسَ هويتهم كخدام ليهوه. فبعد نحو ٧٠ سنة، نادى الملكُ البابلي دانيالَ باسمه العبراني! (دانيال ٥:١٣) وخلال حياة دانيال المديدة، رفض المسايرة حتى في ابسط الامور. فكحدث، «جعل في قلبه انه لا يتنجس بأطايب الملك.» (دانيال ١:٨) ولا شك ان هذا الموقف الثابت الذي اتخذه دانيال ورفقاؤه الثلاثة قوَّاهم لينجوا من التجارب الخطيرة التي واجهوها لاحقا. — دانيال، الاصحاحان ٣ و ٦.
اتِّباع الفضيلة اليوم
٨ كيف يمكن ان يقاوم الاحداث المسيحيون الانصهار في عالم الشيطان؟
٨ يجاهد شعب اللّٰه اليوم ضد الانصهار في عالم الشيطان الشرير، تماما مثل دانيال ورفقائه الثلاثة. (١ يوحنا ٥:١٩) وإذا كنتم حدثا مسيحيا، فقد تتعرضون لضغط قوي من النظراء لتتشبهوا بذوقهم المتطرف في اللباس والهندام والموسيقى. ولكن بدلا من تبني كل صرعة او موضة رائجة، اثبتوا، ولا تدعوا نفسكم ‹تتشبهون بنظام الاشياء هذا.› (رومية ١٢:٢، عج) ‹أنكروا الفجور والشهوات العالمية وعيشوا بالتعقل والبر والتقوى.› (تيطس ٢:١١، ١٢) وما يهم ليس رضى نظرائكم بل رضى يهوه. — امثال ١٢:٢.
٩ اية ضغوط قد يتعرض لها المسيحيون في عالم التجارة، وكيف ينبغي ان يتصرفوا؟
٩ يتعرض المسيحيون الراشدون ايضا لضغوط ويجب ان يتحلَّوا بالفضيلة. فقد يُغرى رجال الاعمال المسيحيون باستخدام اساليب مشكوك فيها او بتجاهل انظمة الحكومة وقوانين الضرائب. ولكن بصرف النظر عن تصرف المنافسين التجاريين او رفقاء العمل، «نرغب ان نتصرف بالاستقامة في كل شيء.» (عبرانيين ١٣:١٨، عج) فبحسب الاسفار المقدسة نحن مطالَبون بأن نكون مستقيمين ومنصفين مع المستخدِمين، المستخدَمين، الزبائن، والحكومات الدنيوية. (تثنية ٢٥:١٣-١٦؛ متى ٥:٣٧؛ رومية ١٣:١؛ ١ تيموثاوس ٥:١٨؛ تيطس ٢:٩، ١٠) ولنسعَ ايضا ان تكون شؤوننا التجارية منظمة. فبحفظ سجلات دقيقة وتدوين الاتفاقيات، غالبا ما يمكننا ان نتجنب سوء التفاهم.
ابقوا متيقظين
١٠ لماذا يلزم ‹البقاء متيقظين› عند اختيار الموسيقى؟
١٠ يُبرِز المزمور ١١٩:٩ وجها آخر للبقاء متحلّين بالفضيلة في نظر اللّٰه. فقد رنم صاحب المزمور: «بمَ يزكي الشاب طريقه. بحفظه اياه [«بالبقاء متيقظا،» عج] حسب كلامك.» وأحد اسلحة الشيطان الاكثر فعَّالية هو الموسيقى، التي تملك القدرة على اثارة المشاعر. ومن المؤسف ان بعض المسيحيين لم ‹يبقَوا متيقظين› في مجال الموسيقى، واستهوتهم انواعها المتطرفة، مثل الراپ والهڤي مِتَل. وقد يحتج البعض بأن هذه الموسيقى لا تؤذيهم او انهم لا يأبهون لكلمات الاغنية. ويقول آخرون انهم انما يتمتعون بالايقاع القوي او بصوت الڠيتارات العالية. ولكنَّ القضية في نظر المسيحيين ليست قضية الاستمتاع. فما يهمهم هو هل الامر «مرضي عند الرب.» (افسس ٥:١٠) وعموما، تروِّج موسيقى الهڤي مِتَل والراپ رذائل مثل اللغة المبتذلة، العهارة، وحتى الشيطانية — امور لا مكان لها حتما بين شعب اللّٰه.a (افسس ٥:٣، عج) وكل واحد منا، صغيرا كان ام كبيرا، يحسن به ان يتأمل جيدا في هذا السؤال، هل أتَّبع الفضيلة ام الرذيلة في اختياري الموسيقى؟
١١ كيف يمكن ان يبقى المسيحي متيقظا في مجال برامج التلفزيون وأفلام الڤيديو وأفلام السينما؟
١١ يروِّج العديد من برامج التلفزيون وأفلام الڤيديو وأفلام السينما الرذيلة. وعلى حدّ قول خبير بارز بالصحة العقلية، يسود ‹مذهب المتعة والجنس والعنف والجشع والانانية› معظم الافلام التي تُنتَج اليوم. لذلك يشمل البقاء متيقظين الانتقاء في ما نريد ان نشاهده. صلّى صاحب المزمور: «حوِّل عينيَّ عن النظر الى الباطل. في طريقك أحيِني.» (مزمور ١١٩:٣٧) طبَّق حدث مسيحي اسمه جوزيف هذا المبدأ. فقد غادر الصالة عندما ابتدأت مشاهد الجنس والعنف تظهر في احد الافلام. وهل احرجه ذلك؟ يقول جوزيف: «كلا، البتة.» ويتابع: «لم افكر الا في يهوه وإرضائه في المقام الاول.»
دور الدرس والتأمل
١٢ لماذا الدرس الشخصي والتأمل لازمان من اجل اتِّباع الفضيلة؟
١٢ لا يكفي ان نتجنب الامور الرديئة. فاتِّباع الفضيلة يشمل ايضا الدرس والتأمل في الامور الجيدة المسجلة في كلمة اللّٰه بحيث يمكن تطبيق مبادئها البارة في الحياة. قال صاحب المزمور: «كم احببت شريعتك. اليوم كله هي لهجي.» (مزمور ١١٩:٩٧) فهل الدرس الشخصي في الكتاب المقدس والمطبوعات المسيحية جزء من برنامجكم الاسبوعي؟ صحيح ان ايجاد الوقت للدرس الجدي لكلمة اللّٰه وللتأمل فيها بروح الصلاة يشكل تحديا. ولكن غالبا ما يكون بالامكان افتداء الوقت من نشاطات اخرى. (افسس ٥:١٥، ١٦) وربما تكون ساعات الصباح الباكرة وقتا ملائما للصلاة والدرس والتأمل. — قارنوا مزمور ١١٩:١٤٧.
١٣، ١٤ (أ) لماذا التأمل قيِّم جدا؟ (ب) اية آيات يمكن ان يساعدنا التأمل فيها على الاشمئزاز من الفساد الادبي الجنسي؟
١٣ ان التأمل امر قيِّم جدا، لأنه يساعدنا على تذكر ما نتعلمه. والاهم من ذلك هو انه يساعد على ترويج افكار اللّٰه. على سبيل المثال: ان المعرفة ان اللّٰه يحرِّم العهارة امر، لكنَّ ‹الاشمئزاز من الشر والالتصاق بما هو صالح› امر آخر تماما. (رومية ١٢:٩، عج) وما يمكِّننا ان نشعر كما يشعر يهوه تجاه الفساد الادبي الجنسي هو التأمل في آيات رئيسية في الكتاب المقدس، مثل كولوسي ٣:٥ التي تحث: «فأميتوا اعضاءكم التي على الارض الزنا [«العهارة،» عج] النجاسة الهوى [«القابلية الجنسية،» عج] الشهوة الردية الطمع الذي هو عبادة الاوثان.» فاسألوا نفسكم: ‹اية قابلية جنسية يجب ان اميتها؟ اية امور قد تثير الشهوة النجسة ينبغي ان اتجنبها؟ هل هنالك تغييرات يلزم ان اقوم بها في طريقة تعاملي مع الجنس الآخر؟› — قارنوا ١ تيموثاوس ٥:١، ٢.
١٤ يحث بولس المسيحيين ان يمتنعوا عن العهارة ويمارسوا ضبط النفس لئلا «يتطاول [«يؤذي،» عج] احد ويطمع على اخيه.» (١ تسالونيكي ٤:٣-٧) فاسألوا نفسكم: ‹لماذا العهارة مؤذية؟ ايّ ضرر انتجه لنفسي او لشخص آخر اذا اقترفت هذا الخطأ؟ ايّ تأثير روحي وعاطفي وجسدي يتركه فيّ؟ ماذا عن الذين انتهكوا شريعة اللّٰه في الجماعة ولم يظهروا التوبة؟ ما هي حالهم الآن؟› ان اتِّباع ما تقوله الاسفار المقدسة عن هذا السلوك يمكن ان يعمِّق كرهنا لما هو رديء في عيني اللّٰه. (خروج ٢٠:١٤؛ ١ كورنثوس ٥:١١-١٣، عج؛ ٦:٩، ١٠، عج؛ غلاطية ٥:١٩-٢١؛ رؤيا ٢١:٨، عج) ويقول بولس ان العاهر «لا يرذل انسانا بل اللّٰه.» (١ تسالونيكي ٤:٨) فأيّ مسيحي حقيقي يريد ان يرذل اباه السماوي؟
الفضيلة والمعاشرات
١٥ ايّ دور تلعبه المعاشرات في سعينا الى الفضيلة؟
١٥ والمساعد الآخر على البقاء متحلّين بالفضيلة هو المعاشرات الجيدة. رنَّم صاحب المزمور: «رفيق انا لكل الذين يتقونك [يهوه] ولحافظي وصاياك.» (مزمور ١١٩:٦٣) فنحن بحاجة الى المعاشرات السليمة التي تزوِّدها الاجتماعات المسيحية. (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) وإذا اعتزلنا، فقد نصير انانيين في تفكيرنا، وسرعان ما ننغمس في الرذيلة. (امثال ١٨:١) لكنَّ الرفقة المسيحية الحميمة يمكن ان تقوّي عزمنا على البقاء متحلّين بالفضيلة. ومن المؤكد انه يجب الاحتراز من المعاشرات الردية. فيمكن ان نكون وديين مع الجيران، زملاء العمل، والتلاميذ الرفقاء. ولكن اذا كنا حقا نسلك بحكمة، نتجنب التمادي كثيرا في علاقتنا بالذين لا يتَّبعون الفضيلة المسيحية. — قارنوا كولوسي ٤:٥.
١٦ كيف يمكن ان يساعدنا تطبيق ١ كورنثوس ١٥:٣٣ على اتِّباع الفضيلة اليوم؟
١٦ كتب بولس: «المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة.» وبقوله هذه العبارة، كان يحذِّر المؤمنين من انهم قد يفقدون ايمانهم اذا عاشروا المدَّعين المسيحية الذين رفضوا تعليم الاسفار المقدسة عن القيامة. وينطبق المبدأ الذي يقترن بتحذير بولس على معاشراتنا خارج الجماعة وداخلها على السواء. (١ كورنثوس ١٥:١٢، ٣٣) من الطبيعي انه لا ينبغي ان نتجنب اخوتنا وأخواتنا الروحيين لأنهم لا يتفقون معنا على رأي شخصي بحت نملكه. (متى ٧:٤، ٥؛ رومية ١٤:١-١٢) ولكن يلزم الحذر اذا كان سلوك احد افراد الجماعة مشكوكا فيه او اذا كانت لديه روح انتقادية او لاذعة. (٢ تيموثاوس ٢:٢٠-٢٢) فمن الحكمة ملازمة الذين يمكننا ان ‹نتبادل معهم التشجيع.› (رومية ١:١١، ١٢، عج) وهذا ما سيساعدنا على اتِّباع مسلك الفضيلة والبقاء في «سبيل الحياة.» — مزمور ١٦:١١.
استمروا في اتِّباع الفضيلة
١٧ اية مأساة حلّت بالاسرائيليين حسب عدد الاصحاح ٢٥، مما يلقننا ايّ درس؟
١٧ قبيل امتلاك الاسرائيليين ارض الموعد، اختار آلاف منهم اتِّباع الرذيلة — فحلَّت بهم الكارثة. (عدد، الاصحاح ٢٥) واليوم يقف شعب يهوه على عتبة العالم الجديد البار. والدخول اليه سيكون امتيازا مباركا للذين يستمرون في رفض رذائل هذا العالم. وقد تكون لدينا نحن البشر الناقصين ميول خاطئة، لكنَّ اللّٰه يمكن ان يساعدنا على اتِّباع القيادة البارة لروحه القدس. (غلاطية ٥:١٦؛ ١ تسالونيكي ٤:٣، ٤) فلنتبع حضّ يشوع لاسرائيل: «اخشوا الرب واعبدوه بكمال وأمانة.» (يشوع ٢٤:١٤) فالخوف التوقيري من اغضاب يهوه يساعدنا على اتِّباع مسلك الفضيلة.
١٨ ماذا ينبغي ان يكون تصميم المسيحيين جميعا بشأن الرذيلة والفضيلة؟
١٨ اذا كنتم ترغبون من كل قلبكم في ارضاء اللّٰه، فصمِّموا ان تتبعوا حضّ بولس: «كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسر كل ما صيته حسن إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه افتكروا.» وماذا ستكون النتيجة اذا فعلتم ذلك؟ قال بولس: «هذا افعلوا وإله السلام يكون معكم.» (فيلبي ٤:٨، ٩) اجل، بمساعدة يهوه يمكنكم ان ترفضوا الرذيلة وتتَّبعوا الفضيلة.
-