مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • احترام النساء في الحياة اليومية
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • احترام النساء في الحياة اليومية

      اذا كان يجب احترام النساء اكثر مما في الوقت الحاضر،‏ فمتى وأين لا بد ان يبدأ التغيير؟‏ حسنا،‏ متى وأين تنشأ عادةً المحاباة والتحاملات؟‏ في البيت وفي المدرسة،‏ خلال سنوات النشوء.‏ ونحن نطور مواقفنا تحت التأثير الابوي الى حد كبير.‏ فمَن منطقيا يمكن ان يكون له تأثير قوي في المواقف المستقبلية للشبان تجاه النساء؟‏ على نحو واضح،‏ الاب والام.‏ ولذلك فان احد مفاتيح المشكلة هو التعليم الملائم الذي يمكن ان يدخل البيوت ويؤثر في الوالدين.‏

      كيف يُنظر الى النساء

      أما ان التحامل يتأسس في البيت فتوضحه جِني،‏ سكرتيرة متزوجة،‏ الاكبر بين اربع بنات،‏ التي قالت:‏ «كشابات،‏ ادركنا دائما الواقع انه في الولايات المتحدة هنالك نساء اكثر من الرجال.‏ لذلك اذا كنتِ تريدين ان تتزوجي،‏ يجب ان تجعلي نفسك جذَّابة.‏

      ‏«والنساء ايضا يجري تكييفهن ليعتقدن انهنَّ مخلوقات اقل شأنا.‏ وأحيانا يجعلكنَّ والداكنَّ ايضا تعتقدن انكنَّ ذات قيمة اقل من الصبيان.‏ وعندما يدخل رجل الى حياتكنَّ،‏ ينقل الرسالة نفسها،‏ انكنَّ ادنى من الرجال.‏

      ‏«ولماذا يلزم ان يكون احترامنا للذات مؤسسا بصورة رئيسية على التناسقات والمواهب الجسدية او الافتقار اليها.‏ هل يُحكم على الرجال بهذه الطريقة؟‏»‏

      بِتي،‏ متزوجة طوال ٣٢ سنة،‏ مديرة مخزن سابقا،‏ توضح وجهة نظر اخرى:‏ «لماذا يُحكم على النساء على اساس جنسهنَّ بدلا من خبرتهنَّ،‏ مقدرتهنَّ،‏ وذكائهنَّ؟‏ كل ما اطلبه هو ان يصغي الرجال الى رأيي.‏ فلا تحطّوا من شأني على اساس جنسي!‏

      ‏«كثيرا ما ينظر الرجال الى النساء كما لو اننا جميعا مغفَّلات او حمقاوات —‏ مغفَّلات اكثر من ان نتَّخذ قرارا صائبا.‏ هل تدركون ما اقول؟‏ دعوهم يعاملوننا كما يريدون ان يُعامَلوا.‏ فذلك سيغيِّر نظرتهم سريعا!‏» فكل ما تطلبه هو ان يطبِّق الرجال القاعدة الذهبية،‏ ‹افعلوا بالآخرين كما تريدون ان يفعلوا بكم.‏› —‏ متى ٧:‏١٢‏.‏

      تثير هاتان المرأتان بعض النقاط الصحيحة.‏ فالقيمة الحقيقية للمرأة لا يجب ان تتأسس على المظهر والجاذبية الجسديين الخارجيين او على التحاملات الثقافية.‏ وثمة مثل اسپاني يعبِّر عن ذلك بهذه الطريقة:‏ «المرأة الجميلة ترضي الأعين؛‏ والمرأة الصالحة ترضي القلب.‏ واذا كانت الاولى جوهرة فإن الثانية كنز.‏»‏

      يوضح الكتاب المقدس وجهة نظر مماثلة بطريقة مختلفة:‏ «على المرأة ان لا تعتمد الزينة الخارجية لإظهار جمالها،‏ بضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب الفاخرة.‏ وإنما،‏ لتعتمد الزينة الداخلية،‏ ليكون قلبها متزينا بروح الوداعة والهدوء.‏ هذه هي الزينة التي لا تفنى،‏ وهي غالية الثمن في نظر اللّٰه!‏» وتماما كما لا يجب ان نحكم على كتاب على اساس غلافه،‏ كذلك لا يجب ان نحكم على الناس على اساس جنسهم.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

      اظهار الاحترام في البيت

      ثمة تشكٍّ منطقي لنساء كثيرات،‏ وخصوصا الزوجات والامهات العاملات،‏ وهو ان الازواج يفشلون في الاعتراف بالاعمال المنزلية كعمل اضافي،‏ وهم عادةً لا يشتركون فيها.‏ تقول سوزَن فالودي التي اقتُبس منها آنفا:‏ «لا تتمتع النساء بالمساواة في بيوتهنَّ،‏ حيث لا يزلن يحملن ٧٠ في المئة من الواجبات المنزلية.‏» فما هو الحل لعدم العدل هذا؟‏

      فيما ربما لا يكون مستساغا لازواج كثيرين في بعض المجتمعات،‏ فإن تنظيما منزليا غير متحيِّز يجب وضعه،‏ وخصوصا اذا كان على الزوجة ايضا ان تخرج الى العمل.‏ وطبعا،‏ ان ايّ توزيع للواجبات يجب ان يأخذ ايضا بعين الاعتبار حقول النشاط التي تكون عادةً من مسؤولية الذكر —‏ الاهتمام بالسيارة،‏ الاعتناء بالفناء والحديقة،‏ عمل السِّباكة،‏ العمل الكهربائي،‏ وهلم جرا —‏ ولكن التي نادرا ما تساوي الوقت الذي تصرفه الزوجة في الاعمال المنزلية.‏ وفي بعض البلدان يتوقع الازواج ايضا من الزوجة ان تبقي السيارة مغسولة ونظيفة،‏ كما لو انها امتداد للبيت!‏

      واقتراح الاشتراك في الاعمال المنزلية هذا هو بطريقة ما منسجم مع مشورة الرسول بطرس للازواج ان يسكنوا مع زوجاتهم «بحسب الفطنة.‏» (‏١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ وبين امور اخرى،‏ يعني ذلك ان الزوج لا يجب ان يكون مجرد رفيق للغرفة او شريك في البيت غير منهمك في المشاعر وغير حساس.‏ فيجب ان يحترم ذكاء زوجته وخبرتها.‏ ويجب ان يفهم ايضا حاجاتها كامرأة،‏ زوجة،‏ وأم.‏ ويشمل ذلك اكثر من الحاجة الى معيل يجلب راتبا الى البيت؛‏ فزوجات عاملات كثيرات يفعلن ذلك.‏ فيجب ان يفهم حاجاتها الجسدية،‏ العاطفية،‏ النفسية،‏ الجنسية،‏ وقبل كل شيء،‏ الروحية.‏

      وبالنسبة الى الزوج الذي يدَّعي انه يتبع المبادئ المسيحية،‏ يشمل الامر مسؤولية اكبر —‏ تلك التي للاقتداء بمثال المسيح.‏ فقد قدَّم دعوة رائعة الى جميع «المتعبين والثقيلي الاحمال،‏» قائلا:‏ «انا (‏انعشكم)‏.‏ .‏ .‏ .‏ اني وديع ومتواضع القلب.‏ فتجدوا (‏انتعاشا)‏ لنفوسكم.‏» (‏متى ١١:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ يا له من تحدّ للازواج والآباء المسيحيين!‏ فيجب على كل واحد ان يسأل نفسه:‏ ‹هل انعش زوجتي ام اقمعها؟‏ هل انا لطيف ويسهل الاقتراب اليَّ،‏ ام انني اميل الى الكينونة ظالما،‏ مستبدا،‏ او دكتاتورا؟‏ هل اظهر «محبة اخوية» في الاجتماعات المسيحية وبعد ذلك اصير شخصا لا يُطاق في البيت؟‏› فلا يجب ان يكون هنالك ازواج مزدوجو الشخصية في الجماعة المسيحية.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٨،‏ ٩‏.‏

      لذلك لا يمكن ان يكون هنالك تبرير لوصف زوج قدَّمته امرأة مسيحية مُساء اليها:‏ «الرأس المسيحي المفتخر برجوليته الذي يكون لطيفا جدا في قاعة الملكوت ويشتري الهدايا للآخرين لكنه يعامل زوجته بازدراء.‏» فالاحترام اللائق للزوجة لا يفسح مجالا للقمع والاذلال.‏ وللمسألة طبعا وجهان؛‏ فالزوجة ايضا يجب ان تظهر الاحترام اللائق لزوجها.‏ —‏ افسس ٥:‏٣٣؛‏ ١ بطرس ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

      واذ تؤكد في الواقع ما ورد اعلاه،‏ تكتب الدكتورة سوزَن فوروِرد:‏ «تتأسس العلاقة الجيدة على الاحترام المتبادل.‏» وذلك يجعل كِلا الشريكين مسؤولين عن النجاح.‏ وتتابع:‏ «يشمل ذلك اهتمام الواحد بمشاعر وحاجات الآخر والكينونة حساسا تجاهها،‏ بالاضافة الى تقدير الامور التي تجعل كل شريك مميَّزا جدا.‏ .‏ .‏ .‏ والشركاء المحبون يجدون طرائق فعّالة لمعالجة خلافاتهم؛‏ فهم لا يعتبرون كل مواجهة معركة لربحها او خسارتها.‏» —‏ الرجال الذين يكرهون النساء والنساء اللواتي يحببنهم.‏

      ويعطي الكتاب المقدس ايضا مشورة حسنة للازواج في افسس ٥:‏٢٨‏:‏ «يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كأجسادهم.‏ من يحب امرأته يحب نفسه.‏» ولماذا هذه العبارة صحيحة؟‏ لان الزواج هو كحساب مصرفي مشترَك أودع فيه كلاهما ٥٠ في المئة.‏ فإذا اساء الزوج استعمال ايّ من هذا المال،‏ فانه يؤذي الوضع المالي لكليهما.‏ وعلى نحو مماثل،‏ اذا آذى الزوج زوجته بأية طريقة،‏ فعندئذ يؤذي نفسه ايضا عاجلا او آجلا.‏ ولماذا؟‏ لان زواجه استثمار مشترَك.‏ فإذا آذيتم هذا الاستثمار،‏ فانكم تؤذون طرفيه.‏

      وهنالك نقطة حيوية يجب تذكرها بشأن الاحترام —‏ فلا يجب ان يُطلب.‏ وفيما يدين كل من الزوجين للآخر بالاحترام،‏ فلا بد ايضا من كسبه.‏ والمسيح لم يحصل قط على الاحترام بمحاولة فرض قوته او مركزه الاسمى.‏a وعلى نحو مماثل،‏ في الزواج يكسب الزوج والزوجة الاحترام بمسلكهما المتسم بالاعتبار المتبادل،‏ لا باستعمال آيات الكتاب المقدس كمطرقة لطلبه.‏

      اظهار الاحترام في العمل

      هل يلزم الرجال ان يعتبروا النساء تهديدا للأنا الذَّكَرية التي لهم؟‏ في كتابها النسائية دون اوهام،‏ كتبت إليزابيث فَكس-‏جينوڤيزا:‏ «في الحقيقة،‏ تريد نساء كثيرات اليوم ما يريده رجال كثيرون:‏ ان يعشن عيشة لائقة،‏ ان تكون لهنَّ حياة شخصية مكافئة،‏ وأن يتقدَّمن في العالم دون اثارة مشاكل كثيرة.‏» فهل يجب تفسير هذه الرغبة او الطموح كتهديد للرجال؟‏ وذكرت ايضا:‏ «لمَ لا ندرك،‏ على الرغم من كل التغييرات التي خضع لها العالم او التي قد يخضع لها،‏ ان الاختلافات موجودة دائما ويمكن التمتع بها؟‏»‏

      والرجال المسيحيون الذين يعملون كرؤساء للعمال او كمشرفين يلزمهم خصوصا ان يحترموا كرامة الاناث من رفقاء عملهم ويذكروا ان المرأة المتزوجة لها رجل واحد فقط ك‍ «رأس» لها بحسب المفهوم المؤسس على الكتاب المقدس،‏ زوجها.‏ والآخرون يمكن ان يكونوا في مراكز اشراف ويجري احترامهم لاجل ذلك؛‏ ولكن من جديد بحسب المفهوم الدقيق المؤسس على الكتاب المقدس،‏ ليس ايّ رجل سوى زوجها ‹رأسا› لها.‏ —‏ افسس ٥:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

      يجب ان تكون المحادثات في مكان العمل مهذَّبة دائما.‏ وعندما يلجأ الرجال الى محادثة تشمل معاني مزدوجة او تلاميح جنسية،‏ فإنهم لا يظهرون الاحترام للنساء ولا يرفِّعون سمعتهم.‏ كتب بولس الى المسيحيين:‏ «وأما الزنا وكل نجاسة او طمع فلا يُسمَّ بينكم كما يليق بقديسين ولا القباحة ولا كلام السفاهة والهزل التي لا تليق بل بالحري الشكر.‏» —‏ افسس ٥:‏٣،‏ ٤‏.‏

      وتغيير تعيين العمل دون اخذ مشاعر المرأة بعين الاعتبار هو طريقة اخرى للفشل في اظهار الاحترام.‏ جين،‏ ممرضة،‏ قالت:‏ «يكون لطيفا جدا اذا كان هنالك بعض التشاور قبل صنع التغييرات في تعيينات عملنا.‏ فذلك بالتأكيد يجلب نتائج ايجابية.‏ والنساء يحتجن الى العطف ويحتجن الى الشعور بأن لهنَّ قيمة وأنه يجري اعتبارهنَّ.‏»‏

      وثمة وجه آخر للاحترام في مكان العمل هو الحاجز الذي تدعوه بعض النساء «السقف الزجاجي.‏» ويعني ذلك «المحاباة المتعلقة بالمؤسسات التي تمنع النساء من الحصول على مراكز ادارية عُليا في الصناعة الخاصة.‏» (‏ذا نيويورك تايمز،‏ ٣ كانون الثاني ١٩٩٢)‏ ونتيجة لذلك،‏ اظهرت دراسة حديثة في الولايات المتحدة ان النساء يشغلن نسبة مئوية منخفضة من الاعمال ذات المستوى الاعلى،‏ اذ تمتد من ١٤ في المئة في هاوايي و ١٨ في المئة في يوتا الى ٣٩ في المئة في لويزيانا.‏ واذا أُظهر الاحترام،‏ فلا تتأسس الترقية في مكان العمل الدنيوي على الجنس بل على المقدرة والخبرة.‏ قالت مديرة البحث شارُن هارلان:‏ «الامر يتحسَّن،‏ ولكن .‏ .‏ .‏ لا يزال هنالك الكثير من الحواجز البنيوية الموجودة بالنسبة الى النساء.‏»‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظروا برج المراقبة ١٥ ايار ١٩٨٩،‏ الصفحات ١٠-‏٢٠‏،‏ «اظهار المحبة والاحترام كزوج» و «.‏ .‏ .‏ كزوجة.‏»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٤]‏

      الاحترام —‏ ماذا يمكن ان تفعل النساء؟‏

      ‏• امتلكن وحافظن على احترام الذات

      ‏• اوضحن ما تسمحن بأن يُقال ويُفعل في حضوركنَّ

      ‏• ارسمن حدودا لائقة للسلوك والكلام المقبولَين

      ‏• لا تحاولن ان تنافسن الرجال في مجال الكلام البذيء والنِّكات المشكوك فيها؛‏ فذلك يجعلكنَّ اقل من سيدات ولا يجعلهم سادة

      ‏• لا تلبسن على نحو مثير،‏ بصرف النظر عما يمكن ان يكون عليه الزيّ السائد؛‏ فالطريقة التي بها تلبسنَ تظهر درجة اعتباركنَّ للذات

      ‏• اكسبن الاحترام بسلوككنَّ؛‏ عاملن الرجال بالاحترام الذي تتوقَّعنه منهم

      ‏• لا تكنَّ ميَّالات الى الغنج

      الاحترام —‏ ماذا يمكن ان يفعل الرجال؟‏

      ‏• عاملوا جميع النساء باحترام وكرامة؛‏ لا تشعروا بأنكم مهدَّدون من قِبل امرأة لها ثقة مفرطة بالذات

      ‏• لا ترفعوا الكلفة اكثر مما ينبغي مع امرأة ليست زوجتكم،‏ مستعملين عبارات مودّة غير ضرورية

      ‏• تجنبوا النِّكات غير المحتشمة والنظرات المحدِّقة التي تقترح امورا غير لائقة

      ‏• لا تفرطوا في الاطراء وتجنَّبوا اللمس غير اللائق

      ‏• لا تستصغروا او تحطّوا من قدر عملها او شخصها

      ‏• تشاوروا،‏ أَصغوا،‏ واتصلوا بطريقة موضوعية

      ‏• عبِّروا عن التقدير لعمل المرأة

      ‏• ساعدوا في الاعمال المنزلية.‏ واذا كنتم تشعرون بأن ذلك دون مقامكم،‏ فماذا عن مقامها هي؟‏

      ‏• اذا كنتم تحيون مع والدَيكم،‏ فكونوا حساسين للضغوط التي تتحمَّلها زوجتكم.‏ انها الآن مسؤوليتكم الاولى وتحتاج الى دعمكم (‏متى ١٩:‏٥‏)‏

  • احترام النساء في الجماعة
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • احترام النساء في الجماعة

      بالنسبة الى المسيحيين يؤسس الكتاب المقدس سلسلة ثيوقراطية للرئاسة،‏ يكون فيها المسيح خاضعا للّٰه،‏ الرجل خاضعا للمسيح،‏ والمرأة خاضعة لزوجها.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ إلا ان هذا الخضوع لا يعني الدكتاتورية.‏ فالرئاسة في العائلة لا تتأسس ابدا بالعنف،‏ سواء كان جسديا،‏ نفسيا،‏ او كلاميا.‏ وعلاوة على ذلك،‏ فإن الرئاسة المسيحية نسبية ولا تعني ان الزوج يمكنه ان يكون المستبد الذي يعتبر نفسه معصوما من الخطإ.‏a فمعرفة كيف ومتى تقولون «انني متأسف،‏ كنتِ على حق» يمكن ان تساعد زيجات كثيرة لتكون منعشة على نحو متبادل ودائمة.‏ ولكن،‏ ما أسهل ان تكون عبارات الإذلال تلك غصَّة في الخلق!‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٢-‏١٤،‏ ١٨‏.‏

      في مشورتهما المتعلقة بالزواج،‏ يعيدنا الرسولان بولس وبطرس باستمرار الى مثال المسيح.‏ فالاحترام يُكسب بالمثال المنعش للزوج اذ يقتدي بالنموذج الذي رسمه المسيح،‏ لان «الرجل هو رأس المرأة كما ان المسيح ايضا رأس الكنيسة.‏ وهو مخلِّص الجسد.‏» —‏ افسس ٥:‏٢٣‏.‏

      ومشورة بطرس للازواج واضحة:‏ «ايها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع [زوجاتكم].‏» (‏١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ وثمة ترجمة اسپانية حديثة تعبِّر عن هذه الافكار بكلمات اخرى،‏ قائلة:‏ «في ما يتعلق بالازواج:‏ اظهروا اللباقة في حياتكم المشتركة،‏ مظهرين الاعتبار للزوجة.‏» تتضمن هذه الكلمات عوامل عديدة،‏ بما فيها الكينونة حساسين في العلاقة الزوجية.‏ فلا يجب على الزوج ان يعتبر زوجته مجرد وسيلة للاكتفاء الجنسي.‏ كتبت زوجة تألمت من الاساءة الجنسية الى الاولاد:‏ «اتمنى فقط ان تتمكنوا من قول المزيد عن الدعم الذي يمكن ان يمنحه الزوج لزوجة عانت هذا الاختبار.‏ فما يحتاج معظمنا نحن الزوجات الى معرفته هو اننا حقا محبوبات ويجري الاهتمام بنا،‏ لا اننا موجودات فقط لاشباع بعض الرغبات الجسدية او كمدبِّرات للمنزل،‏ من دون رباط عاطفي.‏»‏b لقد أسس اللّٰه الزواج لكي يتمكن الازواج والزوجات من ان يكونوا رفقاء ومساعدين واحدهم للآخر.‏ انها مسألة عمل مشترك واعتبار متبادل.‏ —‏ تكوين ٢:‏١٨؛‏ امثال ٣١:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      كيف تكون ‹اناء اضعف›؟‏

      ينصح بطرس الازواج ايضا ان يعطوا كرامة لزوجاتهم بصفتهنَّ ‹الاناء النسائي الاضعف.‏› (‏١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ فماذا يمكن ان يكون بطرس قد قصد بالقول ان المرأة ‹اناء اضعف›؟‏ ان المرأة بالتأكيد،‏ كمعدَّل،‏ اضعف جسديا من الرجل.‏ واختلاف البنية الهيكلية والعضلية يفسِّر ذلك.‏ أما اذا تكلَّمنا عن القوة الادبية الداخلية،‏ فلا تكون المرأة على الاطلاق اضعف من الرجل.‏ لقد احتملت النساء لسنوات احوالا ربما لا يطيقها معظم الرجال ولو لفترة وجيزة —‏ بما في ذلك الاساءة من قبل زوج عنيف او كحولي.‏ وفكِّروا في ما تحتمله المرأة بغية انجاب طفل،‏ بما في ذلك ساعات المخاض خلال الولادة!‏ وكل رجل حساس يشاهد عجيبة الولادة لا بد ان يغادر بشعور متزايد من الاحترام لزوجته وقوتها الداخلية.‏

      وعن مسألة القوة الادبية الداخلية هذه كتبت هانا لِڤَيْ-‏هاس،‏ سجينة يهودية لمعسكر الاعتقال النازي رَڤنْسْبروك،‏ في يومياتها سنة ١٩٤٤:‏ «ثمة امر هنا يزعجني بشدة،‏ وهو رؤية ان الرجال اضعف بكثير وأقل قدرة بكثير من النساء على الوقوف في وجه المشقة —‏ جسديا وفي الغالب ادبيا ايضا.‏ واذ هم غير قادرين على ضبط انفسهم،‏ يعربون عن نقص في الثبات الادبي بحيث لا يمكن للمرء إلا ان يشفق عليهم.‏» —‏ الامهات في وطن الاسلاف،‏ بواسطة كلوديا كونز.‏

      يخدم هذا الاختبار ليوضح انه ليس هنالك اساس متين للتحامل على النساء لمجرد انه يمكن ان يكنَّ اضعف جسديا.‏ كتب ادوين رايشاور:‏ «في الازمنة العصرية،‏ من المقبول عموما انه لدى النساء قوة ارادة وقدرة نفسية اكثر من الرجال.‏» (‏اليابانيون‏)‏ ويمكن استخدام هذه القدرة في الجماعة المسيحية عندما تكون النساء الناضجات ربما قادرات على مساعدة نساء اخريات يعانين اجهادا عاطفيا خطيرا.‏ وبالتأكيد،‏ في بعض الظروف يكون التفات المرأة المساء اليها الى امرأة ناضجة من اجل الراحة الفورية اسهل من الالتفات الى رجل.‏ واذا نشأت الحاجة،‏ يمكن استشارة شيخ مسيحي من اجل المزيد من الارشاد.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ان النبذ الشامل لردود فعل المرأة بأنها عاطفية،‏ ناسبين اياها الى «فترة الطمث» يغيظ نساء كثيرات.‏ ذكرت بِتي،‏ مسيحية ممارسة،‏:‏ «نحن نعلم،‏ كما كتب الرسول بطرس،‏ اننا في بعض النواحي ‹الاناء الاضعف،‏› الاناء النسائي،‏ بتركيب بيولوجي ادقّ.‏ ولكنَّ ذلك لا يعني ان رئيس العمال او المشرف يلزم ان يكون كيِّسا بطريقة تظهر تفوُّقه ومتَّصفا بالسلطة الابوية،‏ ناسبا كل رد فعل انثوي الى دورتنا الشهرية.‏ فنحن ذكيات ونريد ان يجري الاصغاء الينا باحترام.‏»‏

      ليست النساء جميعا عاطفيات،‏ تماما كما ان الرجال ليسوا جميعا غير عاطفيين.‏ فيجب ان يُفهم كل شخص كفرد.‏ وبِتي،‏ المقتبَس منها آنفا،‏ اخبرت استيقظ!‏:‏ «لا أقدِّر تصنيفي على اساس الجنس.‏ لقد رأيت رجالا يبكون ويكونون رهن الامزجة.‏ وهنالك نساء يمكن ان يكنَّ مجرَّدات من الشعور.‏ ولذلك فليصغِ الرجال الينا بموضوعية دون التفكير في الجنس.‏»‏

      ما هو الامر اللازم للتغيير؟‏

      اذا كان لا بد من حدوث تغيير نحو الاحسن،‏ يقول البعض انه لا يكفي ان تقوم النساء بحملة للمطالبة بحقوقهنَّ وبالعدل؛‏ ولا يكفي ان يقوم الرجال بايماءة احترام رمزية للنساء.‏ ففي كل مجتمع ومحيط،‏ يجب ان يفحص الرجال دورهم في الحالة ويسألوا انفسهم عما يمكنهم ان يفعلوا لجعل الحياة سعيدة اكثر ومنعشة اكثر بالنسبة الى النساء.‏ —‏ متى ١١:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      كتبت الكاتبة والشاعرة كاثا پُلِت في تايم:‏ «معظم الرجال،‏ طبعا،‏ لا يغتصبون او يضربون او يقتلون.‏ ولكنَّ ذلك لا يعني،‏ كما يبدو ان كثيرين منهم يعتقدون،‏ ان لا علاقة لهم بالعنف ضد النساء.‏ فكلٌّ منا في حياتنا اليومية يساهم في تحديد المفاهيم والافتراضات الاجتماعية التي تعيِّن حدودَ المسموح به.‏ .‏ .‏ .‏ انني اتكلم عن رجال يشتركون في نوع جدّي من فحص الذات،‏ متحدِّين تحاملاتهم وامتيازاتهم،‏ حاملين قِسْطهم العادل من المسؤولية عن الحالة الرديئة التي نحن فيها.‏»‏

      ولكن حتى لو صنع الرجال حول العالم كله تغييرا جذريا في مواقفهم من النساء،‏ فلن يكون ذلك الحل الكامل للمظالم التي تصيب الجنس البشري.‏ ولماذا؟‏ لأن الرجال يفرضون المظالم والاعمال الوحشية ليس فقط على النساء وانما على رفقائهم الرجال.‏ فالحرب،‏ العنف،‏ القتل،‏ الفِرَق المسلَّحة التي تُشكَّل لقتل الاعداء السياسيين،‏ والارهاب لا تزال الحالة السائدة في بلدان كثيرة.‏ فما يلزم هو نظام حكم جديد بكامله للارض بأسرها.‏ وتعليم جديد لكل الجنس البشري.‏ وهذا ما وعد به اللّٰه بواسطة حكم ملكوته من السماء على الارض.‏ حينئذ فقط سيكون العدل والانصاف الحقيقيان موجودَين للجميع —‏ الرجال،‏ النساء،‏ والاولاد.‏ وحينئذ فقط سيوجد الاحترام المتبادل الحقيقي بين الرجال والنساء.‏ ويعبِّر الكتاب المقدس عن ذلك بهذه الطريقة في اشعياء ٥٤:‏١٣‏:‏ «(‏يكون)‏ كل بنيك [وبناتك] تلاميذ الرب وسلام بنيك [وبناتك] كثيرا.‏» نعم،‏ ان التعليم الملائم بموجب مبادئ يهوه البارة سيساهم في عالم جديد من الاحترام المتبادل.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a انظروا «ماذا يعني الخضوع في الزواج؟‏» برج المراقبة،‏ ١٥ كانون الاول ١٩٩١،‏ الصفحات ١٩-‏٢١‏.‏

      b انظروا استيقظ!‏ ٨ تشرين الاول ١٩٩١،‏ الصفحات ٣-‏١١؛‏ ٨ نيسان ١٩٩٢،‏ الصفحات ٢٤-‏٢٧‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

      كثيرا ما يمكن ان تمنح المرأة الناضجة مشورة مساعِدة

      ‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

      الاشتراك في الاعمال المنزلية هو احدى الطرائق التي بها يمكن للرجل ان يظهر احترامه لزوجته

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة