-
مَرْيَمبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
تتذمر على موسى: عندما كان الاسرائيليون في البرية، تكلمت مريم وهارون على موسى بسبب زوجته الكوشية. فربما نشأت عند مريم وهارون رغبة تنم عن غيرة، رغبة في تولي سلطة اكبر نظرا الى المكانة البارزة التي تمتع بها موسى والتأثير الذي كان له في الشعب. لذا كانا يقولان: «أبموسى وحده تكلم يهوه؟ ألم يتكلم بنا ايضا؟». لكن يهوه كان يسمع، وقد أمر فجأة موسى ومريم وهارون بأن يذهبوا الى خيمة الاجتماع. وهناك ذكّر اللّٰه المتذمرَين ان اخاهما موسى هو خادمه الذي يتكلم اليه، لا بطريقة غير مباشرة بل «فما الى فم». ثم سأل يهوه مريم وهارون: «لماذا لم تخافا ان تتكلما على خادمي موسى؟»، وحمي غضبه عليهما. ثم ابتعدت السحابة من فوق الخيمة، «وإذا بمريم برصاء كالثلج». عندئذ التمس هارون الرحمة وتوسط موسى لها، فسمح يهوه بأن ترجع مريم الى المخيم بعد إذلالها بالحجر عليها سبعة ايام. — عد ١٢:١-١٥.
بما ان مريم وحدها ضُربت بالبرص، فقد يُستنتج انها هي مَن حرض على السلوك الخاطئ في تلك المناسبة. (انظر «هارُون».) وربما كانت خطية التذمر على موسى التي ارتكبتها اعظم من خطية هارون، ولعلها كانت قضية غيرة امرأة من اخرى (لأنهما بدأا يتكلمان على موسى بسبب زوجته الكوشية)؛ اثناء ذلك، وقف هارون الى جانب اخته لا زوجة اخيه. وبما ان مريم كانت تُعتبر نبية، فربما كان يُنظر اليها بصفتها المرأة الابرز في اسرائيل. لذلك خشيت ان ينتقص وجود زوجة موسى من مكانتها. ولكن بصرف النظر عن كل هذه الاحتمالات، ورغم انه لم يلق بمريم وهارون كليهما ان يتذمرا، كان من الخطإ ان تتذمر مريم بشكل خاص على موسى، لأن اللّٰه عين ان تكون المرأة خاضعة للرجل. (١ كو ١١:٣؛ ١ تي ٢:١١-١٤) وفي وقت لاحق، استُخدم تصرف مريم الخاطئ كمثال تحذيري عندما امر موسى الشعب في نهاية الرحلة في البرية ان يذعنوا لإرشادات الكهنة المتعلقة بالبرص، وحثهم ان يتذكروا ما فعله يهوه بمريم عند خروجهم من مصر. — تث ٢٤:٨، ٩.
-
-
صَفُّورَةبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
يبدو ان صفورة كانت قد رجعت لزيارة والدَيها، لأنه بعد خروج الشعب من مصر اتت هي وابناها برفقة يثرون الى موسى حيث كان مخيما في البرية. (خر ١٨:١-٦) وكما يظهر، اثار وجود صفورة هناك غيرة مريم اخت موسى، فاتخذت (هي وهارون) خلفيتها الكوشية ذريعة للتذمر على موسى. (عد ١٢:١) لا يدل ذلك على ان صفورة كانت قد ماتت وأن موسى تزوج ثانية بامرأة حبشية، كما يقول الرأي الشائع. فصحيح ان كلمة «كوشي» تشير عموما الى شخص حبشي، لكن هذا التعبير يمكن ان ينطبق ايضا على سكان شبه الجزيرة العربية. — انظر «كُوش» رقم ٢؛ «الكُوشِيّ».
-