مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٦ ١/‏٥ ص ٩-‏١٤
  • اللّٰه وقيصر

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • اللّٰه وقيصر
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • خدام يهوه القدامى والدولة
  • موقف يسوع من الدولة
  • المسيحيون وقيصر
  • فهم تدريجي «للسلاطين الفائقة»‏
  • اذعان نسبي
  • نظرة المسيحي الى السلطات الفائقة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • النظرة المسيحية الى السلطة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • اعطاء ما لقيصر لقيصر
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • كيف يكون المرء مواطنا صالحا؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٩
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
ب٩٦ ١/‏٥ ص ٩-‏١٤

اللّٰه وقيصر

‏«أعطوا اذًا ما لقيصر لقيصر وما للّٰه للّٰه.‏» —‏ لوقا ٢٠:‏٢٥‏.‏

١ (‏أ)‏ ما هو مركز يهوه الرفيع؟‏ (‏ب)‏ ايّ امر ندين به ليهوه ولا يمكن ابدا ان نعطيه لقيصر؟‏

عندما اعطى يسوع هذه الوصية،‏ لم يساوره ايّ شك في ان مطالب اللّٰه لخدامه لها الاولوية على كل ما يمكن ان يطلبه منهم قيصر،‏ او الدولة.‏ فقد كان يسوع مدركا اكثر من ايّ شخص آخر صدقَ صلاة المرنم الملهم ليهوه:‏ «مُلكك مُلك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور.‏» (‏مزمور ١٤٥:‏١٣‏)‏ وعندما عرض ابليس على يسوع السلطان على جميع ممالك المسكونة،‏ اجاب يسوع:‏ «مكتوب للرب الهك تسجد وإياه وحده تعبد.‏» (‏لوقا ٤:‏٥-‏٨‏)‏ فلا يمكن ابدا تقديم العبادة «لقيصر،‏» سواء كان قيصر الامبراطور الروماني او ايّ حاكم بشري آخر او الدولة نفسها.‏

٢ (‏أ)‏ ما هو مركز الشيطان في هذا العالم؟‏ (‏ب)‏ بسماح ممَّن يشغل الشيطان مركزه؟‏

٢ لم ينكر يسوع ان ممالك العالم هي للشيطان.‏ وقد دعا الشيطانَ لاحقا «رئيس هذا العالم.‏» (‏يوحنا ١٢:‏٣١؛‏ ١٦:‏١١‏)‏ ونحو نهاية القرن الاول الميلادي،‏ كتب الرسول يوحنا:‏ «نعلم اننا نحن من اللّٰه والعالم كله قد وضع في الشرير.‏» (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ هذا لا يعني ان يهوه تخلى عن سلطانه على الارض.‏ تذكروا ان الشيطان،‏ عندما عرض على يسوع ان يحكم الممالك السياسية،‏ قال:‏ «لك اعطي هذا السلطان كله .‏ .‏ .‏ لأنه اليَّ قد دُفع.‏» (‏لوقا ٤:‏٦‏)‏ فالشيطان يمارس السلطة على ممالك العالم فقط بسماح من اللّٰه.‏

٣ (‏أ)‏ ايّ مركز تشغله حكومات الامم امام يهوه؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا القول ان الخضوع لحكومات هذا العالم لا يعني الخضوع للشيطان،‏ اله هذا العالم؟‏

٣ وعلى نحو مماثل،‏ تمارس الدولة سلطتها فقط لأن اللّٰه بصفته الحاكم المتسلط يسمح لها بذلك.‏ (‏يوحنا ١٩:‏١١‏)‏ ولذلك يمكن ان يقال ان «السلاطين الكائنة هي مرتَّبة [«موضوعة في مراكزها النسبية،‏» ع‌ج‏] من اللّٰه.‏» وبالنسبة الى سلطة يهوه الاسمى،‏ تكون سلطتها ادنى بكثير.‏ ولكنها «خادم اللّٰه،‏» «خدام اللّٰه [«العامُّون،‏» ع‌ج‏]،‏» بمعنى انها تؤدي الخدمات اللازمة،‏ تحافظ على القانون والنظام،‏ وتعاقب فاعلي الشر.‏ (‏رومية ١٣:‏١،‏ ٤،‏ ٦‏)‏ لذلك،‏ على الرغم من ان الشيطان هو الحاكم غير المنظور لهذا العالم،‏ او هذا النظام،‏ يلزم ان يدرك المسيحيون انهم لا يخضعون له عندما يعترفون بخضوعهم النسبي للدولة.‏ فهم يطيعون اللّٰه.‏ وفي سنة ١٩٩٦ هذه،‏ لا تزال الدولة السياسية جزءا من «ترتيب اللّٰه،‏» ترتيب مؤقت يسمح اللّٰه بوجوده،‏ وعلى خدام يهوه الارضيين ان يعترفوا بذلك.‏ —‏ رومية ١٣:‏٢‏.‏

خدام يهوه القدامى والدولة

٤ لماذا سمح يهوه بأن يصير يوسف بارزا في حكومة مصر؟‏

٤ في ازمنة ما قبل المسيحية،‏ سمح يهوه لبعض خدامه بأن يشغلوا مراكز حكومية بارزة في الدولة.‏ مثلا،‏ في القرن الـ‍ ١٨ ق‌م،‏ صار يوسف الوزير الاعظم في مصر،‏ الثاني بعد الفرعون الحاكم.‏ (‏تكوين ٤١:‏٣٩-‏٤٣‏)‏ وقد برهنت الحوادث اللاحقة ان يهوه وجَّه الامور لكي يصير ممكنا ان يخدم يوسف كأداة في حفظ ‹نسل ابراهيم،‏› المتحدرين منه،‏ من اجل اتمام مقاصده.‏ وطبعا،‏ يجب ان نتذكر ان يوسف بيع الى العبودية في مصر،‏ وأنه عاش في زمن لم يكن فيه لدى خدام اللّٰه الناموس الموسوي ولا «ناموس المسيح.‏» —‏ تكوين ١٥:‏٥-‏٧؛‏ ٥٠:‏١٩-‏٢١؛‏ غلاطية ٦:‏٢‏.‏

٥ لماذا أُمر المسبيون اليهود بأن ‹يطلبوا سلام› بابل؟‏

٥ وبعد قرون،‏ اوحى يهوه الى النبي الامين ارميا بأن يوصي المسبيين اليهود بالاذعان للحكام وهم في السبي البابلي وبأن يصلّوا ايضا من اجل سلام تلك المدينة.‏ وفي رسالته اليهم،‏ كتب:‏ «هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل لكل السبي .‏ .‏ .‏ اطلبوا سلام المدينة التي سبيتكم اليها وصلّوا لأجلها الى الرب لأنه بسلامها يكون لكم سلام.‏» (‏ارميا ٢٩:‏٤،‏ ٧‏)‏ ودائما،‏ لدى شعب يهوه سبب ‹ليطلبوا السلام› لأنفسهم وللامة التي يعيشون فيها،‏ كي يتمتعوا بالحرية ليعبدوا يهوه.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١١‏.‏

٦ رغم كونهم في مراكز حكومية عالية،‏ بأية طرائق رفض دانيال ورفقاؤه الثلاثة المسايرة في ما يتعلق بشريعة يهوه؟‏

٦ خلال السبي البابلي،‏ اذعن دانيال وثلاثة آخرون من اليهود الامناء الذين كانوا اسرى في العبودية في بابل لتدريب الدولة وصاروا خداما مدنيين ذوي مناصب عالية فيها.‏ (‏دانيال ١:‏٣-‏٧؛‏ ٢:‏٤٨،‏ ٤٩‏)‏ ولكن،‏ حتى خلال تدريبهم،‏ اتخذوا موقفا ثابتا من القضايا الغذائية التي كان يمكن ان تؤدي بهم الى كسر الشريعة التي اعطاها الههم،‏ يهوه،‏ بواسطة موسى.‏ ولهذا بوركوا.‏ (‏دانيال ١:‏٨-‏١٧‏)‏ وعندما نصب الملك نبوخذنصر تمثال الدولة،‏ يبدو ان رفقاء دانيال العبرانيين الثلاثة أُجبروا على حضور الاحتفال مع زملائهم الاداريين في الدولة.‏ إِلا انهم رفضوا ان ‹يخرُّوا [«ويعبدوا،‏» ع‌ج‏]› صنم الدولة.‏ ومرة اخرى،‏ كافأ يهوه استقامتهم.‏ (‏دانيال ٣:‏١-‏٦،‏ ١٣-‏٢٨‏)‏ وعلى نحو مماثل اليوم،‏ يحترم شهود يهوه علم الامة التي يعيشون فيها،‏ ولكنهم لا يعبدونه.‏ —‏ خروج ٢٠:‏٤،‏ ٥؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٢١‏.‏

٧ (‏أ)‏ ايّ موقف رائع اتخذه دانيال رغم مركزه الرفيع في بنية بابل الحكومية؟‏ (‏ب)‏ اية تغييرات حدثت في الازمنة المسيحية؟‏

٧ بعد سقوط السلالة الحاكمة لبابل الحديثة،‏ مُنح دانيال مركزا حكوميا رفيعا في ظل نظام حكم مادي-‏فارس الجديد الذي حل محلها في بابل.‏ (‏دانيال ٥:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ ٦:‏١-‏٣‏)‏ ولكنه لم يدع مركزه الرفيع يقوده الى المسايرة على حساب استقامته.‏ فعندما تطلَّب قانون الدولة ان يعبد الملك داريوس بدلا من يهوه،‏ رفض ذلك.‏ فطُرح للأسود،‏ لكنّ يهوه انقذه.‏ (‏دانيال ٦:‏٤-‏٢٤‏)‏ طبعا،‏ كان ذلك في ازمنة ما قبل المسيحية.‏ فما إِن تأسست الجماعة المسيحية حتى صار خدام اللّٰه «تحت ناموسٍ للمسيح.‏» والكثير من الامور التي سمح بها النظام اليهودي كان سيُنظر اليها بشكل مختلف،‏ على اساس كيفية تعامل يهوه آنذاك مع شعبه.‏—‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢١؛‏ متى ٥:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ ١٩:‏٣-‏٩‏.‏

موقف يسوع من الدولة

٨ اية حادثة تظهر ان يسوع كان مصمما على تجنب التورط السياسي؟‏

٨ عندما كان يسوع المسيح على الارض،‏ وضع مقاييس سامية لأتباعه ورفض كل تورط في الشؤون السياسية او العسكرية.‏ فبعد ان اطعم الآلاف عجائبيا بقليل من الارغفة وسمكتين صغيرتين،‏ اراد اليهود ان يختطفوه ويجعلوه ملكا سياسيا.‏ لكنَّ يسوع تجنبهم اذ انصرف بسرعة الى الجبال.‏ (‏يوحنا ٦:‏٥-‏١٥‏)‏ وعن هذه الحادثة،‏ يذكر التعليق العالمي الجديد على العهد الجديد‏:‏ «كانت هنالك رغبة قومية متأججة بين اليهود في تلك الفترة،‏ ولا شك ان كثيرين ممن رأوا العجيبة شعروا بأن اللّٰه اقام قائدا مناسبا ليقودهم ضد الرومان.‏ فقرروا ان يجعلوه ملكا.‏» ثم يمضي مضيفا ان يسوع «رفض رفضا باتًّا» عرض القيادة السياسية هذا.‏ فالمسيح لم يقدم ايّ دعم لأيّ عصيان يهودي على السيادة الرومانية.‏ وفي الواقع،‏ انبأ بنتيجة الثورة التي كانت ستحدث بعد موته —‏ ويلات لا تحصى لسكان اورشليم ودمار هذه المدينة.‏—‏ لوقا ٢١:‏٢٠-‏٢٤‏.‏

٩ (‏أ)‏ كيف وصف يسوع علاقة مملكته بالعالم؟‏ (‏ب)‏ ايّ ارشاد اعطاه يسوع لأتباعه في ما يتعلق بتعاملاتهم مع حكومات العالم؟‏

٩ قال يسوع قبيل موته لممثل الامبراطور الروماني الخصوصي في اليهودية:‏ «مملكتي ليست من هذا العالم.‏ لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود.‏ ولكن الآن ليست مملكتي من هنا.‏» (‏يوحنا ١٨:‏٣٦‏)‏ فإِلى ان يضع ملكوته حدا لحكم الحكومات السياسية،‏ يتبع تلاميذ المسيح مثاله.‏ فهم يطيعون هذه السلطات الرسمية،‏ ولكنهم لا يتدخلون في مساعيها السياسية.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤؛‏ متى ٤:‏٨-‏١٠‏)‏ وقد ترك يسوع لتلاميذه خطوطا ارشادية بقوله:‏ «أعطوا اذًا ما لقيصر لقيصر وما للّٰه للّٰه.‏» (‏متى ٢٢:‏٢١‏)‏ وفي وقت ابكر،‏ قال يسوع في موعظته على الجبل:‏ «مَن سخَّرك [«إنْ سخَّرك ذو سلطة،‏» ع‌ج‏] ميلًا واحدا فاذهب معه اثنين.‏» (‏متى ٥:‏٤١‏)‏ ففي سياق هذه الموعظة كان يسوع يوضح مبدأ الاذعان الطوعي للمطالب الشرعية،‏ سواء في العلاقات البشرية او في ما تطلبه الحكومة من امور تنسجم مع شريعة اللّٰه.‏ —‏ لوقا ٦:‏٢٧-‏٣١؛‏ يوحنا ١٧:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

المسيحيون وقيصر

١٠ استنادا الى احد المؤرخين،‏ ايّ موقف مخلص اتخذه المسيحيون الاولون من قيصر؟‏

١٠ كانت هذه الخطوط الارشادية المختصرة ستحدد العلاقة بين المسيحيين والدولة.‏ كتب المؤرخ إ.‏ و.‏ بارنز في كتابه نشوء المسيحية‏:‏ «في القرون التي تلت،‏ كان المسيحي يرجع الى تعليم المسيح الموثوق به كلما وجد نفسه في شك يتعلق بواجبه تجاه الدولة.‏ وكان يدفع الضرائب.‏ والرسوم المفروضة ربما تكون ثقيلة —‏ وقد صارت الضرائب لا تُطاق قبل انهيار الامبراطورية الغربية —‏ ولكنَّ المسيحي كان يتحمّلها.‏ وكان يقبل ايضا سائر الامور التي تفرضها الدولة،‏ شرط ان لا يُطلب منه ان يعطي لقيصر ما هو للّٰه.‏»‏

١١ كيف نصح بولس المسيحيين ان يتعاملوا مع الحكام العالميين؟‏

١١ وانسجاما مع ذلك،‏ قال الرسول بولس للمسيحيين في رومية بعيد ٢٠ سنة من موت المسيح:‏ «لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة.‏» (‏رومية ١٣:‏١‏)‏ وبعد نحو عشر سنوات،‏ قبيل سَجنه الثاني وقتله في روما،‏ كتب بولس الى تيطس:‏ «ذكِّرهم ان يخضعوا للرياسات والسلاطين ويطيعوا ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح.‏ ولا يطعنوا في احد ويكونوا غير مخاصمين حلماء مظهرين كل وداعة لجميع الناس.‏» —‏ تيطس ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

فهم تدريجي «للسلاطين الفائقة»‏

١٢ (‏أ)‏ ايّ موقف من السلطات الحكومية اعتبره تشارلز تاز رصل لائقا بالمسيحي؟‏ (‏ب)‏ في ما يتعلق بالخدمة في القوى المسلحة،‏ ايّ موقفين مختلفين اتخذهما المسيحيون الممسوحون خلال الحرب العالمية الاولى؟‏

١٢ في وقت مبكر من سنة ١٨٨٦،‏ كتب تشارلز تاز رصل في كتاب نظام الدهور:‏ «لم يتدخل يسوع ولا الرسل بأيّ شكل في شؤون الحكام الارضيين.‏ .‏ .‏ .‏ لقد علَّموا الكنيسة ان تطيع القوانين،‏ وأن تحترم ذوي السلطة بسبب مركزهم،‏ .‏ .‏ .‏ ان تدفع ضرائبها المعينة،‏ وباستثناء القوانين التي تتعارض مع شرائع اللّٰه (‏اعمال ٤:‏١٩؛‏ ٥:‏٢٩‏)‏،‏ ان لا تعارض ايّ قانون رسمي.‏ (‏رومية ١٣:‏١-‏٧؛‏ متى ٢٢:‏٢١‏)‏ فيسوع والرسل والكنيسة الباكرة كانوا جميعا طائعين للقانون،‏ رغم انهم كانوا منفصلين عن حكومات هذا العالم وغير مشاركين فيها.‏» وبشكل صحيح،‏ حدَّد هذا الكتاب هوية «السلطات العليا،‏» او ‹السلاطين الفائقة،‏› التي ذكرها الرسول بولس،‏ بصفتها السلطات الحكومية البشرية.‏ (‏رومية ١٣:‏١‏،‏ ترجمة الملك جيمس‏)‏ وفي سنة ١٩٠٤ ذكر كتاب الخليقة الجديدة ان المسيحيين الحقيقيين «لا بد ان يكونوا بين الاشخاص الاكثر اطاعة للقانون في الوقت الحاضر —‏ لا المشاغبين،‏ لا المشاكسين،‏ لا المنتقدين.‏» فَهِم البعض ان ذلك يعني الاذعان الكلي للسلطات،‏ حتى الى درجة قبول الخدمة في القوى المسلحة خلال الحرب العالمية الاولى.‏ لكنَّ آخرين اعتبروه مناقضا لقول يسوع:‏ «كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون.‏» (‏متى ٢٦:‏٥٢‏)‏ وكما يتبين،‏ كان يلزم فهم اوضح للإذعان المسيحي للسلاطين الفائقة.‏

١٣ ايّ تغيير في فهم هوية السلطات العليا حدث في سنة ١٩٢٩،‏ وكيف تبيَّن ان ذلك كان مفيدا؟‏

١٣ في سنة ١٩٢٩،‏ عندما ابتدأت قوانين حكومات مختلفة تمنع امورا يوصي بها اللّٰه او تطلب امورا تحرّمها شرائع اللّٰه،‏ اعتُقد ان السلطات العليا لا بد ان تكون يهوه اللّٰه ويسوع المسيح.‏a هذا ما فهمه خدام يهوه خلال الفترة العصيبة قبل وخلال الحرب العالمية الثانية وصولا الى الحرب الباردة،‏ بما رافقها من توازن الرعب والاستعداد العسكري.‏ وإذ ننظر الى الوراء،‏ لا بد من القول ان وجهة النظر هذه،‏ التي رفَّعت سموّ يهوه ومسيحه،‏ ساعدت شعب يهوه على المحافظة على موقف حيادي دون مسايرة طوال هذه الفترة الصعبة.‏

اذعان نسبي

١٤ كيف أُلقي نور متزايد على رومية ١٣:‏١،‏ ٢ والآيات ذات العلاقة في سنة ١٩٦٢؟‏

١٤ في سنة ١٩٦١،‏ أُكملت ترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة‏.‏ وقد تطلب إعدادها درسا عميقا للغة نصوص الاسفار المقدسة.‏ والترجمة الدقيقة للكلمات المستعملة ليس فقط في رومية الاصحاح ١٣ بل ايضا في مقاطع مثل تيطس ٣:‏١،‏ ٢ و ١ بطرس ٢:‏١٣،‏ ١٧ اوضحت ان عبارة ‹السلاطين [«السلطات،‏» ع‌ج‏] الفائقة‏› لا تشير الى المتسلط الاسمى‏،‏ يهوه،‏ و إلى ابنه يسوع،‏ بل الى سلطات حكومية بشرية.‏ وفي اواخر سنة ١٩٦٢،‏ نُشرت مقالات في برج المراقبة قدمت شرحا دقيقا لرومية الاصحاح ١٣ وزودت ايضا نظرة اوضح من التي جرى تبنيها في زمن ت.‏ ت.‏ رصل.‏ فأشارت المقالات الى ان الخضوع المسيحي للسلطات لا يمكن ان يكون مطلقا.‏ فيجب ان يكون نسبيا‏،‏ ويتوقف ذلك على عدم حملها خدام اللّٰه على معارضة شرائعه.‏ وشددت مقالات اخرى في برج المراقبة على هذه النظرة المهمة.‏b

ومن المثير للاهتمام ان الپروفسور ف.‏ ف.‏ بروس يكتب في تعليقه على رومية الاصحاح ١٣‏:‏ «يتضح من السياق المباشر،‏ وأيضا من سياق الكتابات الرسولية عموما،‏ انه يحقّ للدولة ان تأمر بالطاعة فقط ضمن حدود المقاصد التي من اجل انجازها اقامها اللّٰه —‏ وبالتحديد،‏ ليس الامر فقط انه يمكن معارضتها،‏ بل يجب ان تعارَض عندما تطلب ولاء هو من حق اللّٰه وحده.‏»‏

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ الى اية نظرة متزنة اكثر ادى الفهم الجديد لرومية الاصحاح ١٣‏؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤالين يبقيان للاجابة عنهما؟‏

١٥ ان هذا الشرح الذي ادّى الى الفهم الصحيح لرومية الاصحاح ١٣ مكَّن شعب يهوه من ان يوازنوا بين الاحترام الواجب للسلطات السياسية وموقف عدم المسايرة في مبادئ الاسفار المقدسة الاساسية.‏ (‏مزمور ٩٧:‏١١؛‏ ارميا ٣:‏١٥‏)‏ وجعلهم يملكون نظرة لائقة الى علاقتهم باللّٰه وتعاملاتهم مع الدولة.‏ وضمن انهم فيما يعطون ما لقيصر لقيصر لا يهملون اعطاء ما للّٰه للّٰه.‏

١٦ ولكن اية امور بالضبط‍ هي ما لقيصر؟‏ اية مطالب شرعية يمكن ان تطلبها الدولة من المسيحي؟‏ سيجري التأمل في هذين السؤالين في المقالة التالية.‏

‏[الحاشيتان]‏

a برج المراقبة‏،‏ ١ و ١٥ حزيران ١٩٢٩،‏ بالانكليزية.‏

b انظروا برج المراقبة‏،‏ حزيران ١٩٦٣؛‏ تموز ١٩٦٣؛‏ ١ تشرين الثاني ١٩٩٠؛‏ ١ شباط ١٩٩٣؛‏ ١ تموز ١٩٩٤.‏

هل يمكنكم ان توضحوا؟‏

◻ لماذا الخضوع للسلاطين الفائقة لا يعني الخضوعَ للشيطان؟‏

◻ ماذا كان موقف يسوع من السياسة في ايامه؟‏

◻ ايّ نصح قدمه يسوع لأتباعه في ما يتعلق بتعاملاتهم مع قيصر؟‏

◻ كيف نصح بولس المسيحيين ان يتعاملوا مع حكام الامم؟‏

◻ كيف تطوَّر تدريجيا فهم هوية السلاطين الفائقة على مر السنين؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

رفض يسوع السلطة السياسية عندما عرضها عليه الشيطان

‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

كتب رصل ان المسيحيين الحقيقيين «لا بد ان يكونوا بين الاشخاص الاكثر اطاعة للقانون في الوقت الحاضر»‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة