مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٠ ١٥/‏٢ ص ١٥-‏٢٠
  • هل لكم «فكر المسيح»؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • هل لكم «فكر المسيح»؟‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٠
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • سهل الاقتراب اليه
  • يراعي مشاعر الآخرين
  • الرغبة في الثقة بالآخرين
  • وثق بتلاميذه
  • ‏‹بلغت محبة يسوع لهم الى المنتهى›‏
    ‏«تعالَ اتبعني»‏
  • هل لكم فكر المسيح؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٧
  • ‏«المسيح .‏ .‏ .‏ قدرة اللّٰه»‏
    اقترب الى يهوه
  • هل تتجاوبون مع محبة يسوع؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٠
ب٠٠ ١٥/‏٢ ص ١٥-‏٢٠

هل لكم «فكر المسيح»؟‏

‏«ليعطكم اللّٰه الذي يزود الاحتمال والتعزية .‏ .‏ .‏ الموقف العقلي عينه الذي كان عند المسيح يسوع».‏ —‏ روما ١٥:‏٥‏.‏

١ كيف يصوَّر يسوع في كثير من رسوم العالم المسيحي،‏ ولماذا ليس هذا تصويرا منصفا له؟‏

‏«لم يُرَ مرة وهو يضحك»،‏ هكذا وُصف يسوع في وثيقة تدَّعي زورا ان رسميا رومانيا قديما كتبها.‏ ويُقال ان هذه الوثيقة،‏ التي عُرفت في شكلها الحالي منذ القرن الـ‍ ١١ تقريبا،‏ هي التي اثَّرت في فنانين كثيرين.‏a فيظهر يسوع في عدد من الرسوم شخصا كئيبا نادرا ما يبتسم،‏ هذا اذا ابتسم.‏ لكنَّ هذا ليس تصويرا منصفا ليسوع،‏ الذي تصفه الاناجيل انه رجل رقيق شفوق ذو مشاعر جياشة.‏

٢ كيف يمكن ان ننمي «الموقف العقلي عينه الذي كان عند المسيح يسوع»،‏ ولفعل ماذا يعدّنا ذلك؟‏

٢ من الواضح انه لمعرفة يسوع حقا يجب ان نملأ عقولنا وقلوبنا بالفهم الدقيق لشخصية يسوع الحقيقية عندما كان هنا على الارض.‏ فلنفحص بعض روايات الاناجيل التي تمنحنا بصيرة في «فكر المسيح» —‏ اي مشاعره،‏ مفاهيمه،‏ افكاره،‏ ومنطقه.‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١٦‏)‏ وخلال فحصنا،‏ لنتأمل كيف ننمي «الموقف العقلي عينه الذي كان عند المسيح يسوع».‏ (‏روما ١٥:‏٥‏)‏ وبذلك نصير مستعدين بشكل افضل في حياتنا وفي تعاملاتنا مع الآخرين لاتِّباع النموذج الذي وضعه لنا.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏١٥‏.‏

سهل الاقتراب اليه

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ ما هي الظروف المحيطة بالرواية المسجلة في مرقس ١٠:‏١٣-‏١٦‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان رد فعل يسوع عندما حاول تلاميذه منع الاولاد من المجيء اليه؟‏

٣ لقد انجذب الناس الى يسوع.‏ ففي مناسبات مختلفة،‏ اقترب اليه بسهولة اشخاص من مختلف الاعمار والخلفيات.‏ تأملوا في الحادثة المسجلة في مرقس ١٠:‏١٣-‏١٦‏.‏ لقد حدثت في اواخر خدمته تقريبا عندما كان ذاهبا الى اورشيم للمرة الاخيرة ليواجه موتا اليما.‏ —‏ مرقس ١٠:‏٣٢-‏٣٤‏.‏

٤ تخيَّلوا المشهد:‏ بدأ الناس يجلبون الاولاد،‏ بمن فيهم الاطفال،‏ لكي يباركهم يسوع.‏b لكنَّ التلاميذ حاولوا منع الاولاد من المجيء اليه.‏ فلربما شعر التلاميذ انه لا يرغب دون شك ان يزعجه الاولاد في الاسابيع الحاسمة هذه.‏ وكم كانوا مخطئين!‏ فعندما عرف يسوع ما فعله التلاميذ،‏ لم يسرّ بذلك.‏ فدعا الاولاد اليه وقال:‏ «دعوا الأولاد الصغار يأتون إلي؛‏ لا تحاولوا منعهم».‏ (‏مرقس ١٠:‏١٤‏)‏ ثم قام بأمر رقيق ومحب حقا.‏ تقول الرواية:‏ «ضمّ الأولاد بذراعيه،‏ وأخذ يباركهم».‏ (‏مرقس ١٠:‏١٦‏)‏ ومن الواضح ان الاولاد شعروا بالارتياح عندما ضمهم يسوع بذراعيه باهتمام.‏

٥ ماذا تخبرنا الرواية في مرقس ١٠:‏١٣-‏١٦ عن شخصية يسوع؟‏

٥ تخبرنا هذه الرواية القصيرة الكثير عن شخصية يسوع.‏ لاحظوا ان الاقتراب اليه كان سهلا.‏ ورغم انه شغل مركزا رفيعا في السموات،‏ لم يكن يخيف البشر الناقصين او يحط من قدرهم.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٥‏)‏ أليس لافتا للنظر ايضا انه حتى الاولاد كانوا يشعرون بالارتياح معه؟‏ فلا شك انهم لم يكونوا لينجذبوا الى شخص بارد كئيب لا يبتسم او يضحك ابدا.‏ فقد اقترب الناس من كل الاعمار الى يسوع لأنهم شعروا انه شخص رقيق يهتم بالآخرين،‏ وكانوا يثقون انه لن يخذلهم.‏

٦ كيف يمكن ان يسهِّل الشيوخ الاقتراب اليهم اكثر؟‏

٦ عندما نتأمل في هذه الرواية يمكن ان نسأل انفسنا:‏ ‹هل املك فكر المسيح؟‏ هل يسهل الاقتراب اليّ؟‏›.‏ ففي هذه الازمنة الحرجة،‏ يحتاج خراف اللّٰه الى رعاة يسهل الاقتراب اليهم،‏ رجال هم «كمخبإ من الريح».‏ (‏اشعياء ٣٢:‏١،‏ ٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ فيا ايها الشيوخ،‏ اذا اهتممتم اهتماما مخلصا من كل القلب بإخوتكم وكنتم مستعدين لبذل نفسكم من اجلهم،‏ يلمسون اهتمامكم بهم لمس اليد.‏ فسيرونه في تعابير وجهكم،‏ يسمعونه في نبرة صوتكم،‏ ويلاحظونه في اسلوبكم اللطيف.‏ وسيخلق الدفء والاهتمام الاصيلان هذان جوًّا من الثقة يسهِّل على الآخرين،‏ بمن فيهم الاولاد،‏ الاقتراب اليكم.‏ توضح امرأة مسيحية لماذا تمكنت من البوح بمشاعرها لأحد الشيوخ:‏ «تكلم معي برقة ورأفة.‏ ولولا ذلك،‏ لما كنت على الارجح نبست بكلمة.‏ فقد جعلني اشعر بالاطمئنان».‏

يراعي مشاعر الآخرين

٧ (‏أ)‏ كيف اظهر يسوع انه يراعي مشاعر الآخرين؟‏ (‏ب)‏ لماذا ربما اعاد يسوع بصر رجل اعمى تدريجيا؟‏

٧ كان يسوع يراعي مشاعر الآخرين.‏ فقد كان حساسا تجاه مشاعرهم.‏ فمجرد النظر الى المتألمين اثَّر فيه بعمق حتى انه اندفع الى اراحتهم من معاناتهم.‏ (‏متى ١٤:‏١٤‏)‏ وكان يراعي ايضا حدود وحاجات الآخرين.‏ (‏يوحنا ١٦:‏١٢‏)‏ فذات مرة احضر الناس اليه رجلا اعمى وتوسلوا اليه ان يشفيه.‏ فأعاد يسوع بصر الرجل تدريجيا.‏ في بادئ الامر،‏ رأى الرجل الاشخاص رؤية غير واضحة —‏ «ما يبدو أنه أشجار،‏ لكنها تمشي».‏ ثم اعاد يسوع بصره كاملا.‏ فلماذا شفى الرجل تدريجيا؟‏ على الارجح،‏ ليمكِّن شخصا معتادا كثيرا على الظلمة ان يتأقلم مع صدمة رؤية عالم مشمس ومعقد فجأة.‏ —‏ مرقس ٨:‏٢٢-‏٢٦‏.‏

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ ماذا حدث بعيد دخول يسوع وتلاميذه منطقة دِكابوليس؟‏ (‏ب)‏ صفوا شفاء يسوع للاصمّ.‏

٨ تأملوا ايضا في حادثة جرت بعد الفصح سنة ٣٢ ب‌م.‏ كان يسوع وتلاميذه قد دخلوا منطقة دِكابوليس،‏ شرقي بحر الجليل.‏ وسرعان ما وجدتهم الجموع هناك وأحضروا الى يسوع مرضى ومعاقين كثيرين،‏ فشفاهم.‏ (‏متى ١٥:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ ومن المثير للاهتمام ان يسوع اختار رجلا لهدف خصوصي.‏ وما حدث آنذاك يرويه كاتب الانجيل مرقس،‏ الوحيد الذي سجَّل هذه الحادثة.‏ —‏ مرقس ٧:‏٣١-‏٣٥‏.‏

٩ كان الرجل اصمَّ وثقيل اللسان.‏ وربما احس يسوع بأن هذا الرجل عصبي ومحرَج بشكل خصوصي.‏ لذلك قام بشيء استثنائي بعض الشيء.‏ فأخذ الرجل جانبا على انفراد،‏ بعيدا عن الجمع.‏ ثم استخدم بعض الاشارات ليُفهم الرجل ماذا يوشك ان يفعل.‏ «وضع إصبعيه في أذني الرجل،‏ وبعد أن تفل،‏ لمس لسانه».‏ (‏مرقس ٧:‏٣٣‏)‏ ثم رفع نظره الى السماء وتنهد وصلى.‏ فكانت هذه الحركات الايضاحية ستعني للرجل:‏ ‹ما سأفعله لك هو بقوة اللّٰه›.‏ وأخيرا قال يسوع:‏ «انفتح».‏ (‏مرقس ٧:‏٣٤‏)‏ عندئذ،‏ استرد الرجل سمعه وتمكن من التكلم سويًّا.‏

١٠،‏ ١١ كيف نظهر الاعتبار لمشاعر الآخرين في الجماعة؟‏ في العائلة؟‏

١٠ فما اشدّ المراعاة التي اظهرها يسوع لمشاعر الآخرين!‏ فقد كان حساسا تجاه مشاعرهم،‏ وقد دفعه هذا الاعتبار المتعاطف بدوره ان يتصرف بمراعاة لمشاعرهم.‏ ونحن المسيحيين نفعل حسنا إن نمينا وأعربنا عن فكر المسيح في هذا المجال.‏ يحضنا الكتاب المقدس:‏ «كونوا جميعا موحدي الفكر،‏ مشاطرين الآخرين مشاعرهم،‏ ذوي مودة أخوية وحنان،‏ متواضعي العقل».‏ (‏١ بطرس ٣:‏٨‏)‏ وهذا يتطلب دون شك ان نتكلم ونتصرف بأسلوب يأخذ مشاعر الآخرين في الاعتبار.‏

١١ ففي الجماعة،‏ يمكن ان نظهر المراعاة لمشاعر الآخرين بمنحهم الكرامة،‏ معاملينهم كما نريد ان نُعامَل.‏ (‏متى ٧:‏١٢‏)‏ ويشمل ذلك الانتباه لكلماتنا وأسلوبنا.‏ (‏كولوسي ٤:‏٦‏)‏ تذكروا ان ‹الكلمات دون تفكير يمكن ان تطعن كالسيف›.‏ (‏امثال ١٢:‏١٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ وماذا عن العائلة؟‏ ان الزوج والزوجة اللذين يحبان حقا واحدهما الآخر يكونان حساسين واحدهما تجاه مشاعر الآخر.‏ (‏افسس ٥:‏٣٣‏)‏ فهما يتجنبان الكلمات القاسية،‏ النقد المستمر،‏ والتهكم اللاذع —‏ امور يمكن ان تجرح المشاعر جراحا لا تندمل بسهولة.‏ والاولاد ايضا لهم مشاعر،‏ والوالدون المحبون يأخذونها في الاعتبار.‏ وعندما يكون التقويم لازما،‏ يقدِّمه هؤلاء الوالدون بطريقة تحترم كرامة اولادهم وتجنِّبهم الاحراج غير الضروري.‏c (‏كولوسي ٣:‏٢١‏)‏ وعندما نظهر المراعاة لمشاعر الآخرين على هذا النحو،‏ نظهر ان لنا فكر المسيح.‏

الرغبة في الثقة بالآخرين

١٢ اية نظرة متَّزنة وواقعية كانت ليسوع الى تلاميذه؟‏

١٢ كانت ليسوع نظرة متَّزنة وواقعية الى تلاميذه.‏ فكان يعرف جيدا انهم ليسوا كاملين.‏ فكان بإمكانه ان يقرأ ما في قلوب البشر.‏ (‏يوحنا ٢:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ ورغم ذلك،‏ لم ينظر فقط الى نقائصهم بل ايضا الى الصفات الجيدة التي امتلكوها.‏ ورأى ايضا الطاقة الكامنة في هؤلاء الرجال الذين اجتذبهم يهوه.‏ (‏يوحنا ٦:‏٤٤‏)‏ وظهرت نظرة يسوع الايجابية الى تلاميذه في طريقة تعامله معهم ومعاملتهم.‏ فقد اظهر رغبته في الثقة بهم.‏

١٣ كيف اظهر يسوع ثقته بتلاميذه؟‏

١٣ وكيف اظهر يسوع هذه الثقة؟‏ عندما ترك الارض،‏ فوَّض يسوع الى تلاميذه الممسوحين مسؤولية ثقيلة.‏ فقد اعطاهم مسؤولية الاعتناء بمصالح ملكوته العالمية النطاق.‏ (‏متى ٢٥:‏١٤،‏ ١٥؛‏ لوقا ١٢:‏٤٢-‏٤٤‏)‏ حتى انه اثناء خدمته،‏ اظهر بأمور بسيطة وطرائق غير مباشرة انه يثق بهم.‏ فعندما زاد الطعام عجائبيا لإطعام الجموع،‏ فوَّض الى تلاميذه مسؤولية توزيع الطعام.‏ —‏ متى ١٤:‏١٥-‏٢١؛‏ ١٥:‏٣٢-‏٣٧‏.‏

١٤ كيف تلخِّصون الرواية المسجلة في مرقس ٤:‏٣٥-‏٤١‏؟‏

١٤ تأملوا ايضا في الرواية المسجلة في مرقس ٤:‏٣٥-‏٤١‏.‏ ففي تلك المناسبة،‏ ركبوا مركبا وأبحروا شرقا عبر بحر الجليل.‏ وبعيد انطلاقهم،‏ استلقى يسوع في مؤخر المركب واستغرق في النوم.‏ ولكن سرعان ما «هبت عاصفة ريحٍ عنيفة جدا».‏ وكانت هذه العواصف مألوفة في بحر الجليل.‏ فبسبب انخفاضه (‏نحو ٢٠٠ متر تحت مستوى سطح البحر)‏،‏ يكون الهواء ادفأ من المنطقة المحيطة،‏ مما يخلق اضطرابات جوية.‏ وإضافة الى ذلك،‏ تندفع الرياح العاتية عبر وادي الاردن من جبل حرمون،‏ الذي يقع الى الشمال.‏ فالهدوء المؤقت قد تتبعه عاصفة هوجاء.‏ فكروا في ذلك:‏ لا شك ان يسوع كان يعرف عن العواصف المألوفة لأنه تربى في الجليل.‏ ورغم ذلك،‏ نام بسلام لأنه كان يثق بمهارات تلاميذه،‏ الذين كان البعض منهم صيادي سمك.‏ —‏ متى ٤:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

١٥ كيف نقتدي برغبة يسوع في الثقة بتلاميذه؟‏

١٥ وهل يمكننا ان نقتدي برغبة يسوع في الثقة بتلاميذه؟‏ يجد البعض انه من الصعب تفويض المسؤوليات الى الآخرين.‏ فيجب ان يكونوا دائما في الطليعة.‏ وقد يفكرون:‏ ‹اذا اردتُ ان يجري القيام بالعمل كما يجب،‏ فعليَّ ان اقوم به انا بنفسي›.‏ ولكن اذا قمنا بكل شيء نحن بأنفسنا،‏ نصير عرضة للارهاق وربما قضاء وقت غير ضروري بعيدا عن عائلتنا.‏ وإضافة الى ذلك،‏ اذا لم نفوِّض مهمات ومسؤوليات مناسبة الى الآخرين،‏ فقد نحرمهم من الخبرة والتدريب اللازمَين.‏ فمن الحكمة ان نتعلم الثقة بالآخرين،‏ مفوِّضين اليهم الامور.‏ ويحسن بنا ان نسأل انفسنا:‏ ‹هل لي فكر المسيح في هذه المسألة؟‏ هل افوِّض عن طيب خاطر بعض المهمات الى الآخرين،‏ اذ اثق انهم سيبذلون اقصى جهدهم للقيام بها؟‏›.‏

وثق بتلاميذه

١٦،‏ ١٧ رغم ان يسوع عرف ان رسله سيتركونه،‏ اي تطمين اعطاه لهم في الليلة الاخيرة من حياته الارضية؟‏

١٦ كانت نظرة يسوع الى تلاميذه ايجابية في ناحية مهمة اخرى.‏ فقد جعلهم يعرفون انه يثق بهم.‏ وكان ذلك واضحا من كلماته المطمئنة التي قالها لرسله في الليلة الاخيرة من حياته الارضية.‏ لاحظوا ما حصل.‏

١٧ كانت هذه ليلة حافلة قضاها يسوع.‏ فقد لقَّن رسله درسا عمليا في الاتِّضاع بغسل اقدامهم.‏ بعدئذ،‏ اسَّس العشاء الذي كان سيصير ذكرى موته.‏ ثم انهمك الرسل مرة اخرى في جدال حامٍ في ايّهم يبدو انه الاعظم.‏ وإذ كان يسوع صبورا معهم دائما،‏ لم يوبِّخهم بل اقنعهم منطقيا.‏ وأخبرهم ما يكمن امامهم:‏ «كلكم ستعثرون فيَّ في هذه الليلة،‏ لأنه مكتوب:‏ ‹أضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية›».‏ (‏متى ٢٦:‏٣١؛‏ زكريا ١٣:‏٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ فكان يعرف ان عشراءه الاحماء سيتركونه في اللحظة التي يحتاج فيها اليهم.‏ ورغم ذلك،‏ لم يدِنهم بل قال لهم:‏ «ولكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل».‏ (‏متى ٢٦:‏٣٢‏)‏ نعم،‏ لقد طمأنهم انه لن يتركهم رغم انهم كانوا سيتركونه.‏ فسيلتقي بهم مجددا عندما تكون هذه المحنة الرهيبة قد انتهت.‏

١٨ ايّ تفويض مهم ائتمن يسوع رسله عليه في الجليل،‏ وكيف انجز الرسل هذا التفويض؟‏

١٨ وقد وفى يسوع بوعده.‏ فقد ظهر يسوع المقام لاحقا في الجليل لـ‍ ١١ من رسله الامناء،‏ الذين كانوا مجتمعين كما يبدو مع آخرين كثيرين.‏ (‏متى ٢٨:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٦‏)‏ وهناك اعطاهم يسوع تفويضا مهما:‏ «فاذهبوا وتلمذوا أناسا من جميع الأمم،‏ وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ ويعطينا سفر الاعمال ادلة واضحة ان الرسل انجزوا هذا التفويض.‏ فقد كانوا بأمانة في طليعة عمل الكرازة بالبشارة في القرن الاول.‏ —‏ اعمال ٢:‏٤١،‏ ٤٢؛‏ ٤:‏٣٣؛‏ ٥:‏٢٧-‏٣٢‏.‏

١٩ ماذا يعلِّمنا تصرف يسوع بعد قيامته عن فكر المسيح؟‏

١٩ فأيّ درس نتعلمه عن فكر المسيح من هذه الرواية التي تكشف امورا مهمة؟‏ لقد رأى يسوع رسله في اسوإ حالاتهم،‏ ولكنه «احبهم الى النهاية».‏ (‏يوحنا ١٣:‏١‏)‏ ورغم نقائصهم،‏ جعلهم يعرفون انه يثق بهم.‏ لاحظوا ان ثقة يسوع لم تكن في غير محلها.‏ فلا شك ان ثقته بهم قوَّتهم ليعقدوا العزم على انجاز العمل الذي كان قد اوصاهم به.‏

٢٠،‏ ٢١ كيف يمكن ان نظهر ان لدينا نظرة ايجابية الى رفقائنا المؤمنين؟‏

٢٠ وكيف يمكننا ان نظهر فكر المسيح في هذا الخصوص؟‏ لا تفكروا سلبيا في الرفقاء المؤمنين.‏ فإذا اسأتم الظن بهم،‏ فستكشف كلماتكم وتصرفاتكم على الارجح افكاركم.‏ (‏لوقا ٦:‏٤٥‏)‏ وبالمقابل يقول لنا الكتاب المقدس ان المحبة «تصدِّق كل شيء».‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٧‏)‏ فالمحبة ليست سلبية بل ايجابية.‏ وهي لا تهدم بل تبني.‏ والناس يتجاوبون بسرعة مع المحبة والتشجيع وليس مع التخويف.‏ ويمكننا ان نبني الآخرين ونشجِّعهم بالتعبير عن الثقة بهم.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١١‏)‏ فإذا كانت لدينا كالمسيح نظرة ايجابية الى اخوتنا،‏ نعاملهم بطريقة تبنيهم ونجعلهم يبذلون اقصى جهدهم.‏

٢١ ان تنمية فكر المسيح وإظهاره اعمق من مجرد الاقتداء ببعض الامور التي قام بها يسوع.‏ فكما هو مذكور في المقالة السابقة،‏ يجب ان نتعلم اولا حيازة نظرته الى الامور،‏ اذا كنا فعلا نريد ان نتصرف مثله.‏ وتمكِّننا الاناجيل من رؤية وجه آخر من شخصيته،‏ افكاره ومشاعره تجاه العمل المعيَّن له،‏ كما ستناقش المقالة التالية.‏

‏[الحواشي]‏

a في الوثيقة،‏ يصف المزوِّر مظهر يسوع الجسدي المزعوم،‏ بما في ذلك لون شعره ولحيته وعينيه.‏ يوضح مترجم الكتاب المقدس إدڠار ڠودسپيد ان هذا التزوير «مصمَّم ليروِّج الوصف الذي تحتويه كتيِّبات الرسامين عن مظهر يسوع الشخصي».‏

b كان الاولاد كما يبدو من مختلف الاعمار.‏ فالكلمة المنقولة هنا الى ‹اولاد صغار› تُستعمل ايضا لابنة يايرس البالغة من العمر ١٢ سنة.‏ (‏مرقس ٥:‏٣٩،‏ ٤٢؛‏ ١٠:‏١٣‏)‏ لكنَّ لوقا يستعمل في الرواية المناظرة كلمة تُستعمل ايضا للاطفال.‏ —‏ لوقا ١:‏٤١؛‏ ٢:‏١٢؛‏ ١٨:‏١٥‏.‏

c انظروا مقالة «هل تحترمون كرامتهم» في عدد ١ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٩٨ من برج المراقبة.‏

هل يمكنكم ان توضحوا؟‏

‏• ماذا كان رد فعل يسوع عندما حاول تلاميذه منع الاولاد من المجيء اليه؟‏

‏• بأية طرائق اظهر يسوع المراعاة لمشاعر الآخرين؟‏

‏• كيف يمكن ان نقتدي برغبة يسوع في الثقة بتلاميذه؟‏

‏• كيف يمكن ان نقتدي بالثقة التي اظهرها يسوع برسله؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

شعر الاولاد بالارتياح مع يسوع

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

عامل يسوع الآخرين برأفة

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

الشيوخ الذين يسهل الاقتراب اليهم هم بركة

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة