مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«اقتربوا الى اللّٰه»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • ‏«اقتربوا الى اللّٰه»‏

      ‏«اقتربوا الى اللّٰه فيقترب إليكم».‏ —‏ يعقوب ٤:‏٨‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا يدّعي البشر غالبا؟‏ (‏ب)‏ ايّ حضّ قدّمه يعقوب،‏ ولماذا كان لازما؟‏

      ‏«اللّٰه معنا».‏ تزيِّن هذه الكلمات الرموز الوطنية،‏ حتى البدلات العسكرية.‏ وتُكتَب عبارة «باللّٰه نثق» على عملات معدنية وورقية عصرية كثيرة.‏ فمن الشائع ان يدّعي البشر امتلاك علاقة لصيقة باللّٰه.‏ ولكن ألا توافق ان امتلاك علاقة كهذه يتطلب اكثر بكثير من مجرد التحدث عنها او عرض الشعارات المتعلقة بها؟‏

      ٢ يُظهِر الكتاب المقدس انه بإمكاننا امتلاك علاقة باللّٰه.‏ لكنَّ ذلك يتطلب الجهد.‏ حتى بعض المسيحيين الممسوحين في القرن الاول لزم ان يقوّوا علاقتهم بيهوه اللّٰه.‏ فقد اضطر الناظر المسيحي يعقوب ان يحذِّر البعض بخصوص ميولهم الجسدية وخسارة طهارتهم الروحية.‏ وفي معرض هذه المشورة،‏ قدَّم هذا الحض القوي:‏ «اقتربوا الى اللّٰه فيقترب إليكم».‏ (‏يعقوب ٤:‏١-‏١٢‏)‏ فماذا عنى يعقوب بكلمة «اقتربوا»؟‏

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ ماذا ربما تذكّر بعض قرّاء يعقوب في القرن الاول عندما قرأوا عبارة «اقتربوا الى اللّٰه»؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكننا التأكد ان الاقتراب الى اللّٰه ممكن؟‏

      ٣ يستخدم يعقوب تعبيرا مألوفا جدا لدى قرّائه.‏ فقد اعطت الشريعة الموسوية للكهنة ارشادات محدَّدة تتعلق بكيفية ‹الاقتراب› الى يهوه بالنيابة عن شعبه.‏ (‏خروج ١٩:‏٢٢‏)‏ لذلك ربما تذكّر قرّاء يعقوب ان الاقتراب الى يهوه ليس امرا يُستخَفّ به.‏ فيهوه هو اسمى شخصية في الكون.‏

      ٤ من ناحية اخرى،‏ يقول احد علماء الكتاب المقدس ان «هذا الحض [في يعقوب ٤:‏٨‏] يكشف عن موقف ايجابي جدا».‏ فقد عرف يعقوب انه لطالما دعا يهوه البشر الخطاة بمحبة ان يقتربوا اليه.‏ (‏٢ أخبار الايام ١٥:‏٢‏)‏ وذبيحة يسوع فسحت المجال بشكل اكمل للاقتراب الى يهوه.‏ (‏افسس ٣:‏١١،‏ ١٢‏)‏ واليوم،‏ يُفسح المجال لملايين ان يقتربوا الى اللّٰه.‏ ولكن كيف يمكننا الاستفادة من هذه الفرصة الرائعة؟‏ سنعالج بإيجاز ثلاث وسائل تمكِّننا من الاقتراب الى يهوه اللّٰه.‏

      استمرّ في «نيل المعرفة» عن اللّٰه

      ٥،‏ ٦ كيف يوضح مثال صموئيل الحدث ما يشمله «نيل المعرفة» عن اللّٰه؟‏

      ٥ قال يسوع كما جاء في يوحنا ١٧:‏٣‏:‏ «هذا يعني الحياة الابدية:‏ ان يستمروا في نيل المعرفة عنك،‏ انت الاله الحق الوحيد،‏ وعن الذي ارسلته،‏ يسوع المسيح».‏ تنقل ترجمات كثيرة هذا العدد نقلا مختلفا قليلا عن ترجمة العالم الجديد.‏ فبدلا من عبارة «نيل المعرفة» عن اللّٰه،‏ تنقل هذا الفعل ببساطة الى «يعرفوك [اللّٰه]».‏ لكنَّ عددا من العلماء يذكرون ان الكلمة المستعملة باللغة اليونانية الاصلية تشير الى شيء اكثر —‏ الى عملية مستمرة،‏ عملية يمكن ان تؤدي الى معرفة لصيقة للشخص الآخر.‏

      ٦ لم تكن فكرة معرفة اللّٰه بشكل لصيق فكرة جديدة في ايام يسوع.‏ ففي الاسفار العبرانية مثلا،‏ نقرأ انه عندما كان صموئيل صبيا،‏ ‹لم يكن قد عرف يهوه بعد›.‏ (‏١ صموئيل ٣:‏٧‏)‏ وهل يعني ذلك ان صموئيل لم يعرف سوى القليل عن الهه؟‏ كلا.‏ فلا بد ان والدَيه والكهنة قد علّموه الكثير.‏ لكنَّ الكلمة العبرانية المستعملة في هذا العدد،‏ كما يقول احد العلماء،‏ يمكن ان «تُستعمَل للاشارة الى المعرفة الالصق».‏ فصموئيل لم يكن قد عرف يهوه بعد بشكل لصيق،‏ كما كان سيعرفه لاحقا عندما كان سيخدم كناطق بلسان يهوه.‏ ففيما كان صموئيل ينمو،‏ صار يعرف يهوه حقا ونال علاقة شخصية لصيقة به.‏ —‏ ١ صموئيل ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ لماذا لا ينبغي ان نخاف من ان تكون تعاليم الكتاب المقدس الاعمق اصعب من ان نفهمها؟‏ (‏ب)‏ ما هي بعض الحقائق العميقة لكلمة اللّٰه التي يحسن بنا ان ندرسها؟‏

      ٧ فهل تنال المعرفة عن يهوه بحيث تتعرف به بشكل ألصق؟‏ لفعل ذلك،‏ يجب ان ‹تنمي شوقا› الى الطعام الروحي الذي يزوّده اللّٰه.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢‏)‏ لا تكتفِ بالتعاليم الاولية،‏ بل اسعَ الى معرفة التعاليم الاعمق في الكتاب المقدس.‏ (‏عبرانيين ٥:‏١٢-‏١٤‏)‏ وإذا كنت تخاف من ان تكون هذه التعاليم اصعب من ان تفهمها،‏ فتذكّر ان يهوه هو ‹المعلّم العظيم›.‏ (‏اشعيا ٣٠:‏٢٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ فهو يعرف كيف ينقل الحقائق العميقة الى عقول البشر الناقصين.‏ وبإمكانه ان يبارك جهودك المخلصة لفهم ما يعلِّمك اياه.‏ —‏ مزمور ٢٥:‏٤‏.‏

      ٨ فلمَ لا تفحص نفسك بشأن بعض التعاليم التي تُعتبَر «اعماق اللّٰه»؟‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١٠‏)‏ فهذه ليست مواضيع مملة كالتي يتجادل حولها اللاهوتيون ورجال الدين.‏ انها عقائد فعّالة تعلِّمنا امورا رائعة جدا عن افكار ومشاعر ابينا المحب.‏ خذ على سبيل المثال مواضيع الفدية،‏ ‹السر المقدس›،‏ والعهود العديدة التي استخدمها يهوه لمباركة شعبه وإتمام مقاصده.‏ فهذه وغيرها من المواضيع الكثيرة المماثلة تجلب الفرح والاكتفاء اذا جعلناها موضع بحث ودرس.‏ —‏ ١ كورنثوس ٢:‏٧‏.‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ لماذا الكبرياء خطرة،‏ وماذا يساعدنا على تجنبها؟‏ (‏ب)‏ في ما يتعلق بمعرفة يهوه،‏ لماذا ينبغي ان نبقى متواضعين؟‏

      ٩ فيما تنمو في معرفة الحقائق الروحية الاعمق،‏ احذر الخطر الذي قد ينجم عن المعرفة:‏ الكبرياء.‏ (‏١ كورنثوس ٨:‏١‏)‏ فالكبرياء خطرة لأنها تُبعد البشر عن اللّٰه.‏ (‏امثال ١٦:‏٥؛‏ يعقوب ٤:‏٦‏)‏ كما انه ما من سبب يجعل الانسان يفتخر بمعرفته.‏ خذ على سبيل المثال هذه الكلمات الواردة في مقدمة كتاب يتناول احدث التطورات العلمية التي حققها البشر:‏ «كلما احرزنا معرفة اكثر،‏ ادركنا اكثر كم زهيدة هي معرفتنا.‏ .‏ .‏ .‏ كل ما تعلمناه تافه بالمقارنة مع ما سنتعلمه بعد».‏ من الجيد ان نجد تواضعا كهذا.‏ ولكن في ما يتعلق بأهم نوع من المعرفة —‏ معرفة يهوه اللّٰه —‏ لدينا سبب اهم لنظل متواضعين.‏ فما هو؟‏

      ١٠ لاحِظ بعض العبارات الواردة في الكتاب المقدس عن يهوه.‏ «افكارك عميقة جدا».‏ (‏مزمور ٩٢:‏٥‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ «لفهمه [يهوه] لا احصاء».‏ (‏مزمور ١٤٧:‏٥‏)‏ «ليس عن فهمه [يهوه] فحص».‏ (‏اشعياء ٤٠:‏٢٨‏)‏ «يا لعمق غنى اللّٰه وحكمته وعلمه!‏».‏ (‏روما ١١:‏٣٣‏)‏ فمن الواضح اننا لن نعرف ابدا كل شيء عن يهوه.‏ (‏جامعة ٣:‏١١‏)‏ فقد علّمنا امورا رائعة كثيرة،‏ ولكن ستظل هنالك دائما معلومات غير محدودة يجب ان نتعلمها.‏ أفلا نجد ان هذا امر مثير يدعونا الى التواضع؟‏ لذلك فيما نتعلم،‏ لنستخدم دائما معرفتنا كوسيلة للاقتراب الى يهوه ولمساعدة الآخرين على الاقتراب اليه،‏ وليس كوسيلة لترفيع انفسنا على الآخرين.‏ —‏ متى ٢٣:‏١٢؛‏ لوقا ٩:‏٤٨‏.‏

      اظهر المحبة ليهوه بالاعمال

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف ينبغي ان تؤثر فينا المعرفة التي ننالها عن يهوه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يحدِّد إنْ كانت محبة الشخص للّٰه اصيلة ام لا؟‏

      ١١ ربط الرسول بولس بالصواب بين المعرفة والمحبة.‏ فقد كتب:‏ «هذا ما اصلّيه باستمرار:‏ ان تزداد محبتكم ايضا اكثر فأكثر في المعرفة الدقيقة والتمييز التام».‏ (‏فيلبي ١:‏٩‏)‏ فكل حقيقة ثمينة نتعلمها عن يهوه ومقاصده ينبغي ان تزيد من محبتنا لأبينا السماوي،‏ بدلا من ان تنفخنا بالكبرياء.‏

      ١٢ طبعا،‏ كثيرون من الذين يدّعون محبة اللّٰه لا يحبونه فعلا.‏ فقد تطفح قلوبهم بمشاعر جياشة مخلصة.‏ وهذه المشاعر هي امر جيد،‏ لا بل جدير بالثناء،‏ اذا كانت تنسجم مع المعرفة الدقيقة.‏ لكنها ليست محبة حقيقية للّٰه.‏ ولمَ لا؟‏ لاحِظ كيف تعرِّف كلمة اللّٰه هذه المحبة:‏ «هذا ما تعنيه محبة اللّٰه،‏ ان نحفظ وصاياه».‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ فالمحبة ليهوه لا تكون اصيلة إلا اذا أُظهِرت بأعمال تنمّ عن الطاعة.‏

      ١٣ كيف تساعدنا التقوى ان نبرهن اننا نحب يهوه؟‏

      ١٣ تساعدنا التقوى،‏ او مخافة يهوه،‏ على اطاعته.‏ وهذه الرهبة البالغة والاحترام العميق ليهوه هما نتيجة نيل المعرفة عنه،‏ اي التعلم عن صفاته التي لا حدود لها:‏ القداسة،‏ المجد،‏ القدرة،‏ العدل،‏ الحكمة والمحبة.‏ وهذا الخوف مهم جدا للاقتراب اليه.‏ لاحِظ ما يقوله المزمور ٢٥:‏١٤‏،‏ ع‌ج:‏ «العلاقة الحميمة مع يهوه انما هي لخائفيه».‏ فإذا كان لدينا خوف سليم من عدم ارضاء ابينا السماوي الحبيب،‏ يمكننا الاقتراب اليه.‏ والتقوى تساعدنا على الاصغاء الى المشورة الحكيمة المسجلة في الامثال ٣:‏٦‏:‏ «في كل طرقك اعرفه وهو يقوِّم سبلك».‏ فماذا تعني هذه العبارة؟‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ ما هي بعض القرارات التي نواجهها كل يوم؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا الاعراب عن التقوى عند اتِّخاذ القرارات؟‏

      ١٤ كل يوم،‏ عليك اتِّخاذ القرارات،‏ الصغيرة والكبيرة على السواء.‏ مثلا،‏ ايّ نوع من الاحاديث يدور بينك وبين زملائك في العمل،‏ رفقائك في المدرسة،‏ وجيرانك؟‏ (‏لوقا ٦:‏٤٥‏)‏ هل تقوم بالاعمال الموكلة اليك باجتهاد،‏ ام تحاول القيام بها بأقل جهد ممكن؟‏ (‏كولوسي ٣:‏٢٣‏)‏ هل تنمي علاقات لصيقة بالذين لا يحبون يهوه او الذين يحبونه قليلا،‏ ام هل تسعى الى تقوية علاقاتك بالاشخاص الروحيين؟‏ (‏امثال ١٣:‏٢٠‏)‏ اية امور تفعلها،‏ حتى لو كانت بسيطة،‏ لترويج مصالح ملكوت اللّٰه؟‏ (‏متى ٦:‏٣٣‏)‏ فإذا كنتَ تتّخذ قراراتك اليومية على اساس مبادئ كهذه من الاسفار المقدسة،‏ فأنت حتما تعرف يهوه «في كل طرقك».‏

      ١٥ فكلما اردنا اتِّخاذ قرار ما ينبغي ان نفكر:‏ ‹ماذا يريد يهوه ان افعل؟‏ ايّ مسلك يرضيه؟‏›.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ ان هذا الاعراب عن التقوى هو طريقة رائعة لإظهار المحبة ليهوه.‏ كما ان التقوى تدفعنا الى البقاء طاهرين —‏ روحيا،‏ ادبيا،‏ وجسديا.‏ ففي العدد نفسه حيث يحثّ يعقوب المسيحيين ان ‹يقتربوا الى اللّٰه›،‏ يحضّهم ايضا:‏ «طهِّروا ايديكم،‏ ايها الخطاة،‏ ونقّوا قلوبكم،‏ ايها المترددون».‏ —‏ يعقوب ٤:‏٨‏.‏

      ١٦ في عطائنا ليهوه،‏ ماذا لا يمكننا فعله ابدا،‏ ولكن ماذا يمكن ان ننجح دائما في فعله؟‏

      ١٦ طبعا،‏ لا يقتصر إظهارنا المحبة ليهوه على الامتناع عمّا هو رديء.‏ فالمحبة تدفعنا ايضا الى فعل ما هو صائب.‏ مثلا،‏ كيف نتجاوب مع سخاء يهوه الجزيل؟‏ كتب يعقوب:‏ «كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة هي من فوق،‏ لأنها تنزل من عند ابي الانوار السماوية».‏ (‏يعقوب ١:‏١٧‏)‏ ولكننا لا نُغني يهوه عندما نعطيه من ممتلكاتنا.‏ فكل الاشياء والموارد هي ملك له.‏ (‏مزمور ٥٠:‏١٢‏)‏ وعندما نعطي يهوه من وقتنا وطاقتنا،‏ لا نُشبِع حاجة لديه لا يمكنه ان يسدّها لولا ذلك.‏ حتى لو رفضنا الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه،‏ فبإمكانه ان يجعل الحجارة تصرخ!‏ فلماذا يجب ان نعطي يهوه من مواردنا،‏ وقتنا،‏ وطاقتنا؟‏ اهم سبب هو ان هذه هي الوسيلة التي تمكِّننا من إظهار محبتنا له بكل قلبنا،‏ نفسنا،‏ عقلنا،‏ وقوتنا.‏ —‏ مرقس ١٢:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

      ١٧ ماذا يدفعنا الى إعطاء يهوه بسرور؟‏

      ١٧ ينبغي ان يكون عطاؤنا ليهوه بفرح،‏ «لأن اللّٰه يحب المعطي المسرور».‏ (‏٢ كورنثوس ٩:‏٧‏)‏ والمبدأ المذكور في تثنية ١٦:‏١٧ يساعدنا على العطاء بسرور،‏ اذ يقول:‏ «كل واحد حسبما تعطي يده كبركة الرب الهك التي اعطاك».‏ فعندما نفكر كم هو سخي يهوه معنا،‏ نشعر برغبة في إعطائه بسخاء.‏ وهذا العطاء يفرح قلبه،‏ تماما كما يفرح الوالد بالهدية الصغيرة التي يقدِّمها له ابنه الحبيب.‏ وإظهارنا المحبة بهذه الطريقة يساعدنا على الاقتراب الى يهوه.‏

      نمِّ علاقة لصيقة بيهوه بواسطة الصلاة

      ١٨ لماذا من المفيد التفكير في كيفية تحسين نوعية صلواتنا؟‏

      ١٨ تتيح لنا الاوقات التي نكون فيها بمفردنا فرصة ثمينة للتكلم مع ابينا السماوي عن امور شخصية وحميمة.‏ (‏فيلبي ٤:‏٦‏)‏ وبما ان الصلاة وسيلة مهمة للاقتراب الى اللّٰه،‏ فمن المفيد ان نتوقف ونفكر في نوعية صلواتنا.‏ فرغم ان صلواتنا لا يجب ان تكون فصيحة ومنسّقة،‏ ينبغي ان تكون مخلصة وصادرة من القلب.‏ فكيف يمكننا تحسين نوعية صلواتنا؟‏

      ١٩،‏ ٢٠ لماذا يجب التأمل قبل الصلاة،‏ وما هي بعض المواضيع التي من الملائم التأمل فيها؟‏

      ١٩ بإمكاننا ان نتأمل قبل الصلاة.‏ فهذا ما يجعل صلواتنا محدَّدة وذات معنى،‏ مما يجنِّبنا عادةَ تكرار عبارات روتينية تخطر على بالنا بشكل آلي.‏ (‏امثال ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ ومن المساعد التأمل في بعض المواضيع التي ذكرها يسوع في الصلاة النموذجية ثم التفكير كيف تنطبق هذه المواضيع علينا.‏ (‏متى ٦:‏٩-‏١٣‏)‏ مثلا،‏ يمكن ان نسأل انفسنا ايّ دور صغير نرجو ان نلعبه في إتمام مشيئة يهوه هنا على الارض.‏ فهل نعبِّر ليهوه عن رغبتنا ان نخدمه بشكل مفيد قدر المستطاع ونطلب مساعدته على إنجاز التعيينات التي يوكلها الينا؟‏ هل تُثقِل كاهلنا الهموم بشأن حاجاتنا المادية؟‏ اية خطايا نحتاج ان يغفرها لنا،‏ ومَن يلزم ان نغفر له اكثر؟‏ اية تجارب تواجهنا،‏ وهل ندرك مدى حاجتنا الى حماية يهوه في هذا المجال؟‏

      ٢٠ بالاضافة الى ذلك،‏ يمكن ان نفكّر في اشخاص نعرفهم لديهم حاجة ماسة الى مساعدة يهوه.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏١١‏)‏ كما انه لا يجب ان ننسى تقديم الشكر.‏ فإذا خصّصنا وقتا للتفكير،‏ فسنجد بالتأكيد اسبابا لشكر يهوه وتسبيحه كل يوم على صلاحه الوافر.‏ (‏تثنية ٨:‏١٠؛‏ لوقا ١٠:‏٢١‏)‏ ولهذا الامر ايضا فائدة اخرى.‏ فبإمكانه مساعدتنا على تنمية التقدير والنظرة الايجابية الى الحياة.‏

      ٢١ اية امثلة من الاسفار المقدسة يمكن ان يساعدنا التأمل فيها عندما نقترب الى يهوه في الصلاة؟‏

      ٢١ يمكن للدرس ايضا ان يحسِّن صلواتنا.‏ فقد سُجِّلت في كلمة اللّٰه صلوات بارزة قدَّمها رجال ونساء امناء.‏ مثلا،‏ اذا كانت تواجهنا مشكلة صعبة تجعلنا نخاف ونقلق بشأن خيرنا او خير احبائنا،‏ فبإمكاننا قراءة صلاة يعقوب بخصوص لقائه الوشيك بأخيه عيسو الذي اراد الانتقام منه.‏ (‏تكوين ٣٢:‏٩-‏١٢‏)‏ او بإمكاننا قراءة صلاة الملك آسا التي قدّمها عندما كان الجيش الكوشي الذي بلغ عدده مليون جندي تقريبا يهدِّد شعب اللّٰه.‏ (‏٢ أخبار الايام ١٤:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وإذا اقلقتنا مشكلة قد تجلب في النهاية التعيير على اسم يهوه،‏ فمن المفيد التأمل في صلاة ايليا التي قدّمها امام عبدة البعل على جبل الكرمل وفي صلاة نحميا بشأن حالة اورشليم التي يُرثى لها.‏ (‏١ ملوك ١٨:‏٣٦،‏ ٣٧؛‏ نحميا ١:‏٤-‏١١‏)‏ فقراءة هذه الصلوات والتأمل فيها يمكن ان يقوّيا ايماننا ويعطيانا افكارا عن الطريقة الفضلى للصلاة الى يهوه بشأن الهموم التي تُثقِل كاهلنا.‏

      ٢٢ ما هي الآية السنوية لعام ٢٠٠٣،‏ وماذا قد نسأل انفسنا من حين الى آخر خلال السنة القادمة؟‏

      ٢٢ من الواضح انه ما من شرف اعظم او هدف افضل من الاصغاء الى مشورة يعقوب ان ‹نقترب الى اللّٰه›.‏ (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ فلنفعل ذلك بالتقدم في معرفتنا للّٰه،‏ بالسعي الى إظهار محبتنا له اكثر فأكثر،‏ وبتنمية علاقة حميمة به بواسطة صلواتنا.‏ وخلال سنة ٢٠٠٣،‏ فيما نُبقي في ذهننا الآية السنوية في يعقوب ٤:‏٨‏،‏ لنستمر في فحص انفسنا إنْ كنا نقترب الى يهوه حقا.‏ ولكن ماذا عن الجزء الثاني من هذه الآية؟‏ بأيّ معنى ‹يقترب الينا› يهوه،‏ وأية بركات تنجم عن ذلك؟‏ ستعالج المقالة التالية هذه المسألة.‏

  • ‏«يقترب اليكم»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • ‏«يقترب اليكم»‏

      ‏«[اللّٰه] ليس بعيدا عن كل واحد منا».‏ —‏ اعمال ١٧:‏٢٧‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ايّ سؤال قد نطرحه عن الخالق عندما ننظر الى السماء المرصّعة بالنجوم؟‏ (‏ب)‏ كيف يؤكد لنا الكتاب المقدس ان يهوه لا يعتبر ابدا البشر غير مهمّين؟‏

      هل نظرتَ مرة الى السماء المرصّعة بالنجوم في ليلة صافية وأذهلك هذا المشهد؟‏ تملأنا الرهبة عندما نفكر في العدد الهائل من النجوم وفي الفضاء الشاسع.‏ ففي هذا الكون الفسيح،‏ ليست الارض إلا نقطة صغيرة.‏ فهل يعني ذلك ان الخالق،‏ «العلي على كل الارض»،‏ اسمى من ان يهتم بالبشر او بعيد وغامض اكثر من ان يعرفوه؟‏ —‏ مزمور ٨٣:‏١٨‏.‏

      ٢ يؤكد الكتاب المقدس ان يهوه لا يعتبر ابدا البشر غير مهمّين.‏ فكلمته تشجّعنا ان نطلبه،‏ قائلة انه «ليس بعيدا عن كل واحد منا».‏ (‏اعمال ١٧:‏٢٧؛‏ ١ أخبار الايام ٢٨:‏٩‏)‏ فهو يتجاوب مع جهودنا اذا اتَّخذنا خطوات للاقتراب اليه.‏ كيف ذلك؟‏ تعطينا كلمات آيتنا السنوية لعام ٢٠٠٣ هذا الجواب المشجّع:‏ «يقترب اليكم».‏ (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ فلنناقش بعض البركات الرائعة التي يغدقها يهوه على القريبين منه.‏

      هبة خاصة من يهوه

      ٣ اية هبة يعطيها يهوه للذين يقتربون اليه؟‏

      ٣ لدى خدام يهوه هبة ثمينة يحفظها يهوه لشعبه فقط.‏ وكل السلطة والغنى والثقافة في نظام الاشياء هذا لا يمكن ان تتيح لنا الحصول على هذه الهبة.‏ انها هبة خاصة،‏ هبة لا يعطيها يهوه إلا للقريبين منه.‏ فما هي؟‏ تجيب كلمة اللّٰه:‏ «إنْ .‏ .‏ .‏ رفعتَ صوتك الى الفهم إنْ طلبتها كالفضة وبحثت عنها كالكنوز فحينئذ تفهم مخافة الرب وتجد معرفة اللّٰه.‏ لأن الرب يعطي حكمة».‏ (‏امثال ٢:‏٣-‏٦‏)‏ تخيّل هذا الامر:‏ بإمكان البشر الناقصين ان يجدوا «معرفة اللّٰه».‏ وهذه الهبة —‏ المعرفة الموجودة في كلمة اللّٰه —‏ مشبّهة ‹بالكنوز›.‏ فما السبب؟‏

      ٤،‏ ٥ لماذا يمكن تشبيه «معرفة اللّٰه» ‹بالكنوز›؟‏ أوضحوا.‏

      ٤ اولا،‏ ان معرفة اللّٰه قيِّمة جدا.‏ وإحدى اكثر المكافآ‌ت الثمينة الناجمة عنها هي رجاء الحياة الابدية.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ ولكن حتى في هذا الوقت،‏ تغني هذه المعرفة حياتنا.‏ مثلا،‏ نتيجة درسنا الدقيق لكلمة اللّٰه وجدنا الاجوبة عن اسئلة مهمة مثل:‏ ما هو اسم اللّٰه؟‏ (‏مزمور ٨٣:‏١٨‏)‏ ما هي حالة الاموات الحقيقية؟‏ (‏جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠‏)‏ وما هو قصد اللّٰه للارض والبشر؟‏ (‏اشعياء ٤٥:‏١٨‏)‏ كما صرنا نعرف ان افضل طريقة للعيش هي تطبيق مشورة الكتاب المقدس الحكيمة.‏ (‏اشعياء ٣٠:‏٢٠‏،‏ ع‌ج،‏ ٣٠:‏٢١‏؛‏ ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وهكذا صار لدينا ارشاد سليم يساعدنا ان نتغلب على هموم الحياة ونتبع مسلكا يروِّج السعادة والاكتفاء الحقيقيَّين.‏ والاهم هو ان درسنا لكلمة اللّٰه يمكِّننا من معرفة صفات يهوه الرائعة والاقتراب اليه.‏ فأيّ امر له قيمة اكثر من امتلاك علاقة لصيقة بيهوه مؤسسة على «معرفة اللّٰه»؟‏!‏

      ٥ هنالك سبب آخر لتشبيه معرفة اللّٰه ‹بالكنوز›.‏ فهي نادرة نسبيا في هذا العالم،‏ تماما ككنوز كثيرة.‏ فمن بين سكان الارض الستة بلايين،‏ لم يجد «معرفة اللّٰه» سوى ستة ملايين تقريبا من عبّاد يهوه،‏ اي نحو ١ الى ٠٠٠‏,١.‏ ولكي نوضح كم هو نادر امتياز معرفة حق كلمة اللّٰه،‏ لنتأملْ في مجرد سؤال واحد من الكتاب المقدس:‏ «ماذا يحدث للبشر عندما يموتون؟‏».‏ نحن نعرف من الاسفار المقدسة ان النفس تموت وأن الاموات هم في حالة عدم وعي.‏ (‏حزقيال ١٨:‏٤‏)‏ أما معظم اديان العالم فتؤمن بالعقيدة الباطلة ان شيئا داخل الشخص يظل حيّا بعد الموت.‏ وهذه العقيدة هي احدى العقائد الاساسية في اديان العالم المسيحي.‏ كما انها سائدة في الاسلام،‏ البوذية،‏ السيخية،‏ الشنتوية،‏ الطاوية،‏ الهندوسية،‏ اليانية،‏ واليهودية.‏ فكِّر في هذا الامر:‏ بلايين الناس تخدعهم هذه العقيدة الباطلة!‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ مَن وحدهم بإمكانهم ايجاد «معرفة اللّٰه»؟‏ (‏ب)‏ ايّ مثال يُظهِر ان يهوه يمنحنا بصيرة تفوت ‹حكماء ومفكرين› كثيرين؟‏

      ٦ ولماذا لم يجد اشخاص اكثر «معرفة اللّٰه»؟‏ لأن المرء لا يمكن ان يفهم كاملا معنى كلمة اللّٰه دون مساعدة.‏ فهذه المعرفة هبة،‏ هبة لا يعطيها يهوه إلا للذين هم على استعداد للبحث في كلمته بإخلاص وتواضع.‏ وقد لا يكون هؤلاء الاشخاص «حكماء جسديا».‏ (‏١ كورنثوس ١:‏٢٦‏)‏ حتى ان كثيرين منهم قد يُعتبَرون ‹غير متعلمين وعاميين› بحسب مقياس العالم.‏ (‏اعمال ٤:‏١٣‏)‏ لكنَّ ذلك ليس مهمّا.‏ فيهوه يكافئنا ‹بمعرفته› نتيجة الصفات التي يجدها في قلوبنا.‏

      ٧ لنتأمل في احد الامثلة.‏ لقد نشر علماء كثيرون في العالم المسيحي تعليقات مسهبة على الكتاب المقدس.‏ وتشرح هذه المراجع الخلفية التاريخية،‏ معنى الكلمات العبرانية واليونانية،‏ وهلم جرّا.‏ ولكن رغم كل ما لدى هؤلاء العلماء من معرفة،‏ هل وجدوا حقا «معرفة اللّٰه»؟‏ هل يفهمون بوضوح محور الكتاب المقدس:‏ تبرئة سلطان يهوه بواسطة ملكوته السماوي؟‏ وهل يعرفون ان يهوه اللّٰه ليس جزءا من ثالوث؟‏ نحن نملك فهما دقيقا لهذه المسائل.‏ ولماذا؟‏ لأن يهوه منحنا بصيرة لفهم الحقائق الروحية التي تفوت ‹حكماء ومفكرين› كثيرين.‏ (‏متى ١١:‏٢٥‏)‏ فما اعظم المكافآ‌ت التي يغدقها يهوه على القريبين منه!‏

      ‏«يحفظ الرب جميع محبيه»‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كيف وصف داود بركة اخرى ينالها القريبون من يهوه؟‏ (‏ب)‏ لماذا يحتاج المسيحيون الحقيقيون الى الحماية الالهية؟‏

      ٨ يتمتع القريبون من يهوه ببركة اخرى:‏ الحماية الالهية.‏ كتب الملك داود الذي عانى الكثير من الصعوبات:‏ «الرب قريب لكل الذين يدعونه الذين يدعونه بالحق.‏ يعمل رضى خائفيه ويسمع تضرعهم فيخلّصهم.‏ يحفظ الرب كل محبيه».‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٨-‏٢٠‏)‏ نعم،‏ ان يهوه قريب من الذين يحبونه،‏ لذلك يستجيب بسرعة تضرعاتهم لنيل المساعدة.‏

      ٩ ولماذا نحن بحاجة الى الحماية الالهية؟‏ بالاضافة الى ان المسيحيين الحقيقيين يعيشون في هذه ‹الازمنة الحرجة›،‏ فهم هدف خصوصي لخصم يهوه الرئيسي،‏ الشيطان ابليس.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ فهذا العدو الماكر مصمِّم على ‹التهامنا›.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ وهو يضطهدنا،‏ يضغط علينا،‏ ويجرّبنا.‏ كما انه يبحث عن مواقف عقلية وقلبية لدينا لاستغلالها.‏ والهدف الذي يسعى اليه هو إضعاف ايماننا وتقويض روحياتنا.‏ (‏كشف ١٢:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ وبما ان لدينا هذا العدو القوي جدا لمصارعته،‏ أفليس من المطمئن ان نعرف ان يهوه «يحفظ .‏ .‏ .‏ جميع محبيه»؟‏

      ١٠ (‏أ)‏ كيف يحفظ يهوه شعبه؟‏ (‏ب)‏ ما هو اهم نوع من الحماية،‏ ولماذا؟‏

      ١٠ ولكن كيف يحفظ يهوه شعبه؟‏ ان وعده بالحماية لا يضمن لنا حياة خالية من المشاكل في هذا النظام؛‏ ولا يعني ايضا انه مُجبَر على صنع العجائب من اجلنا.‏ لكنَّ يهوه يزوّد الحماية الجسدية لشعبه كمجموعة.‏ فهو لن يسمح ابدا لإبليس بإبادة العبّاد الحقيقيين عن الارض!‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٩‏)‏ والاهم هو ان يهوه يحمينا روحيا،‏ اذ يجهِّزنا بما نحتاج اليه لاحتمال التجارب وللمحافظة على علاقتنا به.‏ فالحماية الروحية في النهاية هي اهم نوع من الحماية.‏ ولماذا؟‏ لأننا ما دمنا نحافظ على علاقتنا بيهوه،‏ لا شيء —‏ ولا حتى الموت —‏ يمكن ان يسبِّب لنا اذى دائما.‏ —‏ متى ١٠:‏٢٨‏.‏

      ١١ اية تدابير يزوِّدها يهوه لتأمين الحماية الروحية لشعبه؟‏

      ١١ لقد زوَّد يهوه تدابير كثيرة لتأمين الحماية الروحية للقريبين منه.‏ فمن خلال كلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ يمنحنا الحكمة للتغلب على المحن المتنوعة.‏ (‏يعقوب ١:‏٢-‏٥‏)‏ وتطبيق المشورة العملية الموجودة في الاسفار المقدسة هو بحدّ ذاته حماية.‏ اضافة الى ذلك،‏ يعطي يهوه «روحا قدسا للذين يسألونه».‏ (‏لوقا ١١:‏١٣‏)‏ وهذا الروح هو اعظم قوة في الكون،‏ لذلك بإمكانه حتما ان يجهِّزنا لمقاومة اية تجربة او اغراء قد يواجهنا.‏ كما ان يهوه يزوّد،‏ بواسطة المسيح،‏ «عطايا في رجال».‏ (‏افسس ٤:‏٨‏)‏ وهؤلاء هم رجال اكفاء روحيا يحاولون الاقتداء برأفة يهوه العميقة عندما يساعدون الرفقاء المؤمنين.‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ اية وسائل يستخدمها يهوه لتزويدنا بالطعام الروحي في حينه؟‏ (‏ب)‏ كيف تشعرون حيال التدابير التي يزوِّدها يهوه لخيرنا الروحي؟‏

      ١٢ يزوِّد يهوه امرا آخر لحمايتنا:‏ الطعام الروحي في حينه.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ فبواسطة المطبوعات،‏ بما في ذلك برج المراقبة و استيقظ!‏،‏ وكذلك بواسطة الاجتماعات والمحافل،‏ يزوِّدنا يهوه بما نحتاج اليه في حينه.‏ فهل تتذكر مرة سمعتَ فيها خلال اجتماع مسيحي او محفل امرا اثّر فيك وقوّاك او عزّاك؟‏ او هل قرأت مقالة في مجلتينا المذكورتين آنفا وفكّرت ان المقالة كُتبت لك بشكل خاص؟‏

      ١٣ ان احد اسلحة الشيطان الاكثر فعّالية هو التثبط،‏ ونحن لسنا محصنين ضد تأثيراته.‏ وهو يعرف جيدا ان الكآ‌بة المطوّلة تسلبنا القوة،‏ حتى انها تجعلنا ضعفاء امام هجماته.‏ (‏امثال ٢٤:‏١٠‏)‏ ولأن الشيطان يحاول استغلال المشاعر السلبية،‏ نحن بحاجة الى المساعدة.‏ لقد نشرت مجلتا برج المراقبة و استيقظ!‏ احيانا مقالات تساعدنا على مقاومة التثبط.‏ وعن احدى هذه المقالات،‏ كتبت اخت مسيحية:‏ «رغم انني اقرأ المقالة كل يوم تقريبا،‏ لا تزال عيناي تفيضان بالدموع.‏ وأنا احتفظ بها قرب سريري لأتمكن من قراءتها كلما شعرت بالتثبط.‏ ومن خلال مقالات كهذه،‏ يمكنني ان اشعر بذراعَي يهوه الواقيتَين تحيطان بي».‏a أفلسنا شاكرين ليهوه لأنه يزوِّدنا بالطعام الروحي في حينه؟‏ ولنتذكر ايضا ان التدابير التي يزوِّدنا بها لخيرنا الروحي هي دليل انه قريب منا وأننا نتمتع بحمايته وعنايته.‏

      حرية الاقتراب الى «سامع الصلاة»‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ اية بركة خاصة يمنحها يهوه للقريبين منه؟‏ (‏ب)‏ لماذا السماح لنا بحرية الاقتراب الى يهوه في الصلاة هو امتياز عظيم؟‏

      ١٤ هل لاحظتَ مرة انه عندما يشغل البشر مركز نفوذ او سلطة،‏ غالبا ما يصير من الصعب على الادنى منهم الاقتراب اليهم.‏ ولكن ماذا عن يهوه اللّٰه؟‏ هل هو اسمى من ان يهتم بالعبارات التي يوجِّهها اليه البشر الوضعاء؟‏ على العكس.‏ فهبة الصلاة هي بركة اخرى يمنحها يهوه للقريبين منه.‏ وإنه حقا لامتياز عظيم ان يُسمَح لنا بحرية الاقتراب الى «سامع الصلاة»!‏ (‏مزمور ٦٥:‏٢‏)‏ ولماذا؟‏

      ١٥ للايضاح:‏ يكون لدى مدير شركة كبيرة الكثير من المسؤوليات.‏ وهو مَن يقرِّر اية امور يقوم بها شخصيا وأية امور يفوِّضها الى الآخرين.‏ وعلى نحو مماثل،‏ لدى الحاكم المتسلط في الكون الحق في تقرير اية امور يقوم بها هو بنفسه وأية امور يفوِّضها الى الآخرين.‏ مثلا،‏ لنتأمل في الامور التي فوّضها الى ابنه الحبيب يسوع.‏ فقد أُعطي الابن «سلطة ان يدين».‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٧‏)‏ وقد «أُخضِعت له» الملائكة.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٢٢‏)‏ كما ان روح يهوه القدس الفعّال موضوع تحت تصرف يسوع لمساعدته ان يقود تلاميذه على الارض.‏ (‏يوحنا ١٥:‏٢٦؛‏ ١٦:‏٧‏)‏ لذلك تمكن يسوع من القول:‏ «دُفعت اليّ كل سلطة في السماء وعلى الارض».‏ (‏متى ٢٨:‏١٨‏)‏ رغم ذلك،‏ اختار يهوه ان يهتم بصلواتنا هو بنفسه.‏ لذلك يقول لنا الكتاب المقدس ان نخاطب يهوه وحده في صلواتنا،‏ مقدِّمينها باسم يسوع.‏ —‏ مزمور ٦٩:‏١٣؛‏ يوحنا ١٤:‏٦،‏ ١٣‏.‏

      ١٦ لماذا يمكننا الثقة بأن يهوه يصغي حقا الى صلواتنا؟‏

      ١٦ وهل يصغي يهوه حقا الى صلواتنا؟‏ لو كان لامباليا،‏ لما حثّنا ان ‹نواظب على الصلاة› او ان نلقي همومنا عليه.‏ (‏روما ١٢:‏١٢؛‏ مزمور ٥٥:‏٢٢؛‏ ١ بطرس ٥:‏٧‏)‏ كما ان الخدام الامناء في ازمنة الكتاب المقدس امتلكوا ثقة مطلقة بأن يهوه يصغي الى الصلاة.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٤‏)‏ فقد قال المرنم الملهم داود:‏ «[يهوه] يسمع صوتي».‏ (‏مزمور ٥٥:‏١٧‏)‏ نحن ايضا،‏ لدينا اسباب وجيهة لنثق ان يهوه قريب منا ومستعد لسماع كل افكارنا وهمومنا.‏

      يهوه يكافئ خدامه

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ كيف يشعر يهوه حيال الخدمة الامينة التي تقدِّمها له مخلوقاته؟‏ (‏ب)‏ أوضحوا كيف تُظهِر الامثال ١٩:‏١٧ ان يهوه لا يغفل عن اعمالنا الرحيمة.‏

      ١٧ لا يتأثر مركز يهوه بصفته المتسلط الكوني بما يفعله البشر او بما يرفضون فعله.‏ إلا ان يهوه هو اله يملك التقدير.‏ فهو يقدِّر —‏ لا بل يعزّ —‏ الخدمة الامينة التي تقدِّمها له مخلوقاته.‏ (‏مزمور ١٤٧:‏١١‏)‏ وهذه بركة اخرى يتمتع بها القريبون من يهوه:‏ انه يكافئ خدامه.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٦‏.‏

      ١٨ يُظهِر الكتاب المقدس بوضوح ان يهوه يقدِّر ما يفعله عبّاده.‏ مثلا،‏ نقرأ:‏ «مَن يرحم الفقير [«الوضيع»،‏ ع‌ج‏] يقرض الرب وعن معروفه يجازيه».‏ (‏امثال ١٩:‏١٧‏)‏ وقد ظهر اعتبار يهوه ورحمته للوضعاء في الشريعة الموسوية.‏ (‏لاويين ١٤:‏٢١‏،‏ ع‌ج؛‏ ١٩:‏١٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ وكيف يشعر يهوه عندما نقتدي برحمته في تعاملاتنا مع الوضعاء؟‏ عندما نعطي الوضعاء ولا ننتظر شيئا بالمقابل،‏ يعتبر يهوه هذا قرضا له.‏ وهو يعِد بأن يفي هذا الدين،‏ اذ يجازينا بالرحمة والبركات.‏ (‏امثال ١٠:‏٢٢؛‏ متى ٦:‏٣،‏ ٤؛‏ لوقا ١٤:‏١٢-‏١٤‏)‏ نعم،‏ ان يهوه يتأثر عندما نُظهِر الرأفة لأحد الرفقاء العبّاد المحتاجين.‏ فكم نشعر بالامتنان عندما نعرف ان ابانا السماوي لا يغفل عن اعمالنا الرحيمة!‏ —‏ متى ٥:‏٧‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ لماذا يمكننا الثقة بأن يهوه يقدِّر ما نفعله في عمل الكرازة والتلمذة؟‏ (‏ب)‏ كيف يكافئ يهوه اية خدمة نقوم بها دعما لمصالح ملكوته؟‏

      ١٩ يقدِّر يهوه بشكل خاص ما نفعله من اجل ملكوته.‏ فعندما نقترب الى يهوه،‏ من الطبيعي ان نرغب في استخدام وقتنا،‏ طاقتنا،‏ ومواردنا للاشتراك قدر الامكان في عمل الكرازة بالملكوت والتلمذة.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ ولكن قد نشعر احيانا بأننا لا ننجز إلا القليل.‏ حتى ان قلبنا الناقص قد يجعلنا نتساءل إنْ كان يهوه راضيا عن جهودنا.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ لكنَّ يهوه يقدِّر كل عطية —‏ مهما كانت صغيرة —‏ تنبع من قلب تملأه المحبة.‏ (‏مرقس ١٢:‏٤١-‏٤٤‏)‏ يؤكد لنا الكتاب المقدس:‏ «اللّٰه ليس فيه إثم حتى ينسى عملكم والمحبة التي اظهرتموها نحو اسمه».‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ حقا،‏ يتذكر يهوه ويكافئ حتى اصغر خدمة نقدِّمها دعما لمصالح ملكوته.‏ وبالاضافة الى البركات الروحية السخية التي نحصل عليها الآن،‏ يمكننا ان نرجو التمتع بأفراح الحياة في العالم الجديد القادم،‏ حيث سيفتح يهوه يده بسخاء ويُشبِع الرغبات البارة لكل القريبين منه.‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٦؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      ٢٠ خلال سنة ٢٠٠٣،‏ كيف يمكن ان نبقي كلمات آيتنا السنوية في ذهننا،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ٢٠ خلال سنة ٢٠٠٣،‏ لنسألْ انفسنا هل نبذل جهدا دؤوبا للاقتراب الى ابينا السماوي.‏ وإذا كنا نفعل ذلك،‏ يمكننا الثقة بأنه سيفي بما وعد به.‏ ‹فاللّٰه لا يمكن ان يكذب›.‏ (‏تيطس ١:‏٢‏)‏ وإذا اقتربنا منه،‏ يقترب منا.‏ (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ وبأية نتيجة؟‏ بركات سخية الآن ورجاء الاقتراب الى يهوه اكثر طوال الابدية!‏

      ‏[الحاشية]‏

      a كان هذا ردّ فعل احدى القارئات لمقالة «يهوه اعظم من قلوبنا» الصادرة في برج المراقبة،‏ عدد ١ ايار (‏مايو)‏ ٢٠٠٠،‏ الصفحات ٢٨-‏٣١‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة