مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٩ ١/‏٨ ص ١١-‏١٦
  • ‏«تمنطقوا .‏ .‏ .‏ باتِّضاع العقل»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«تمنطقوا .‏ .‏ .‏ باتِّضاع العقل»‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الروح السائدة في العالم
  • يهوه هو مع المتَّضعين
  • تعلُّم اتِّضاع العقل
  • الموقف الصائب
  • ‏‹البسوا اتضاع العقل›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • لننم التواضع الحقيقي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٥
  • كيف تُظهِرون التواضع الحقيقي؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • التواضع
    بصيرة في الاسفار المقدسة
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
ب٩٩ ١/‏٨ ص ١١-‏١٦

‏«تمنطقوا .‏ .‏ .‏ باتِّضاع العقل»‏

‏«اللّٰه يقاوم المتكبرين،‏ ولكنه يعطي المتواضعين نعمة».‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏٥‏.‏

١،‏ ٢ ايّ موقفَين عقليَّين متناقضين يؤثِّران تأثيرا عميقا في تصرفات البشر؟‏

من بين المواقف العقلية التي تبرزها كلمة اللّٰه هنالك موقفان متناقضان.‏ وهذان الموقفان كلاهما يؤثران تأثيرا عميقا في تصرفات البشر.‏ ويوصف احدهما بأنه «اتِّضاع العقل».‏ (‏١ بطرس ٥:‏٥‏)‏ تشير كلمة «متَّضع» الى شخص «متواضع في التصرفات او المواقف:‏ ليس متكبرا وواثقا بنفسه بإفراط».‏ واللّٰه يعتبر الاتِّضاع العقلي صفة مرغوبا فيها كثيرا.‏

٢ أما النقيض فهو الكبرياء.‏ والشخص المتكبر هو مَن يتصف بـ‍ «الغرور المبالغ فيه» ويكون «ازدرائيا».‏ وهو مَن تتمحور اهتماماته حول الذات،‏ ومَن يسعى وراء الفوائد المادية والانانية وغيرها بصرف النظر عن التأثيرات السلبية في الآخرين.‏ يذكر الكتاب المقدس احدى نتائج الكبرياء:‏ «يتسلط انسان على انسان لضرر نفسه».‏ ويقول ان «حسد [«تنافس»،‏ ع‌ج‏] الانسان من قريبه» هو «قبض الريح» لأنه عند الموت «لا يأخذ شيئا».‏ وصفة الكبرياء هذه غير مرغوب فيها البتة في نظر اللّٰه.‏ —‏ جامعة ٤:‏٤؛‏ ٥:‏١٥؛‏ ٨:‏٩‏.‏

الروح السائدة في العالم

٣ ما هي الروح السائدة في العالم؟‏

٣ ايٌّ من الموقفَين العقليَّين يميِّز العالم اليوم؟‏ ما هي الروح السائدة في العالم؟‏ يقول الانفاق العسكري والاجتماعي العالمي للسنة ١٩٩٦ (‏بالانكليزية)‏:‏ «لا يضاهي ايّ قرن آخر مذكور في السجلات القرنَ الـ‍ ٢٠ من حيث العنف .‏ .‏ .‏ الهمجي».‏ فقد حصدت المنافسة على النفوذ السياسي والاقتصادي —‏ اضافة الى التنافس القومي،‏ الديني،‏ القبلي،‏ والعرقي —‏ حياة اكثر من ١٠٠ مليون شخص في هذا القرن.‏ وتزداد ايضا التصرفات المتمحورة حول الذات على صعيد فردي.‏ ذكرت شيكاڠو تريبيون (‏بالانكليزية)‏:‏ «تشمل العلل الاجتماعية العنف الاهوج،‏ الاساءة الى الاولاد،‏ الطلاق،‏ السكر،‏ الايدز،‏ انتحار الاحداث،‏ المخدرات،‏ عصابات الشوارع،‏ الاغتصاب،‏ الاولاد غير الشرعيين،‏ الاجهاض،‏ الفن الاباحي،‏ .‏ .‏ .‏ الكذب،‏ الغش،‏ الفساد السياسي .‏ .‏ .‏ لقد اصبح المفهوم الاخلاقي للصواب والخطإ في خبر كان».‏ لذلك حذَّرت يو ان كرونيكل (‏بالانكليزية)‏ قائلة:‏ «ان المجتمعات آيلة الى الانهيار».‏

٤،‏ ٥ كيف توصف روح العالم بدقة في نبوة الكتاب المقدس لأيامنا؟‏

٤ ان هذه الاحوال تعمّ العالم.‏ وهي تتمم نبوة الكتاب المقدس المنبأ بها لأيامنا:‏ «في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة حرجة.‏ فإن الناس يكونون محبين لأنفسهم،‏ محبين للمال،‏ مغرورين،‏ متكبرين،‏ مجدفين،‏ عاصين لوالديهم،‏ غير شاكرين،‏ غير اولياء،‏ بلا حنو،‏ غير مستعدين لقبول ايّ اتفاق،‏ مفترين،‏ بلا ضبط نفس،‏ شرسين،‏ غير محبين للصلاح،‏ خائنين،‏ جامحين،‏ منتفخين بالكبرياء».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٤‏.‏

٥ هذا الوصف هو وصف دقيق للروح السائدة في هذا العالم،‏ الروح التي تشمل موقف «الأنا اولا» الاناني.‏ وينعكس التنافس بين الامم في التنافس بين الافراد.‏ مثلا،‏ يهدف رياضيون كثيرون في الالعاب الرياضية التنافسية ان يفوزوا بالمرتبة الاولى بصرف النظر عن الاذى العاطفي او حتى الجسدي الذي يتسببون به للآخرين.‏ وتُزرع هذه الروح المتمحورة حول الذات في الاولاد لترافقهم حتى سن الرشد في مجالات كثيرة من حياتهم.‏ فتُنتج «العداوات،‏ النزاع،‏ الغيرة،‏ نوبات الغضب،‏ المخاصمات،‏ الانقسامات».‏ —‏ غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏.‏

٦ مَن يروِّج الانانية،‏ وكيف يشعر يهوه حيال هذا الموقف؟‏

٦ يُظهر الكتاب المقدس ان روح هذا العالم المتمحورة حول الذات تعكس روح «المدعو ابليس والشيطان،‏ الذي يضل المسكونة كلها».‏ وفي ما يتعلق بتأثير الشيطان في الناس العائشين في الايام الاخيرة الحرجة هذه،‏ ينبئ الكتاب المقدس انه ‹ويل للارض لأن ابليس قد نزل اليها،‏ وبه غضب عظيم،‏ عالما ان له زمانا قصيرا›.‏ (‏كشف ١٢:‏٩-‏١٢‏)‏ فقد كثَّف هو وأبالسته جهودهم لترويج موقف اناني بين العائلة البشرية.‏ فكيف يشعر يهوه حيال هذا الموقف؟‏ تقول كلمته:‏ «مكرهة الرب كل متشامخ القلب».‏ —‏ امثال ١٦:‏٥‏.‏

يهوه هو مع المتَّضعين

٧ كيف ينظر يهوه الى المتَّضعين،‏ وماذا يعلِّمهم؟‏

٧ من ناحية اخرى،‏ يبارك يهوه المتَّضعي العقل.‏ قال الملك داود وهو يرنِّم ليهوه:‏ «تخلِّص الشعب البائس وعيناك على المترفعين فتضعهم».‏ (‏٢ صموئيل ٢٢:‏١،‏ ٢٨‏)‏ لذلك تعطي كلمة اللّٰه هذه المشورة:‏ «اطلبوا الرب يا جميع بائسي الارض .‏ .‏ .‏ اطلبوا البر.‏ اطلبوا التواضع.‏ لعلكم تُسترون في يوم سخط الرب».‏ (‏صفنيا ٢:‏٣‏)‏ ويهوه يعلِّم الذين يطلبونه بتواضع ان ينمّوا روحا مختلفة عن روح العالم.‏ فهو «يعلّم الودعاء طرقه».‏ (‏مزمور ٢٥:‏٩؛‏ اشعياء ٥٤:‏١٣‏)‏ وهذا الطريق هو طريق المحبة الذي يتأسس على فعل ما هو صائب بحسب مقاييس اللّٰه.‏ وكما يقول الكتاب المقدس،‏ فإن هذه المحبة المؤسسة على مبدإ،‏ «لا تتبجح،‏ ولا تنتفخ،‏ .‏ .‏ .‏ لا تطلب مصلحتها الخاصة».‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏١-‏٨‏)‏ وهي تتجلى ايضا في اتِّضاع العقل.‏

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ مَن هو منبع المحبة المؤسسة على مبدإ؟‏ (‏ب)‏ الى ايّ حدّ هو مهم الاقتداء بروح المحبة والتواضع التي اظهرها يسوع؟‏

٨ تعلَّم بولس ومسيحيون آخرون من القرن الاول هذا النوع من المحبة من تعاليم يسوع.‏ ويسوع تعلّمه بدوره من ابيه يهوه،‏ الذي يقول عنه الكتاب المقدس:‏ «اللّٰه محبة».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ لقد عرف يسوع ان مشيئة اللّٰه له هي ان يعيش وفقا لشريعة المحبة،‏ وهذا ما فعله.‏ (‏يوحنا ٦:‏٣٨‏)‏ لذلك ترأف على المسحوقين والفقراء والخطاة.‏ (‏متى ٩:‏٣٦‏)‏ فقد قال لهم:‏ «تعالوا الي يا جميع المتعبين والمُثقَلين،‏ وأنا انعشكم.‏ احملوا نيري عليكم وتعلموا مني،‏ لأني وديع ومتَّضع القلب».‏ —‏ متى ١١:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

٩ وأظهر يسوع لتلاميذه اهمية الاقتداء بمحبته وتواضعه عندما قال لهم:‏ «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي،‏ إنْ كان لكم محبة بعضا لبعض».‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٥‏)‏ فكانوا سيصيرون متميزين عن العالم الذي تتمحور اهتماماته حول الذات.‏ لذلك تمكن يسوع من القول عن أتباعه:‏ «ليسوا جزءا من العالم».‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٤‏)‏ كلا،‏ انهم لا يتشبهون بروح التكبر والانانية التي تميِّز عالم الشيطان.‏ وبدلا من ذلك،‏ يقتدون بروح المحبة والتواضع التي اظهرها يسوع.‏

١٠ ايّ امر يقوم به يهوه للمتَّضعين في ايامنا؟‏

١٠ انبأت كلمة اللّٰه ان المتواضعين في هذه الايام الاخيرة سيُجمعون في مجتمع عالمي مؤسس على المحبة والتواضع.‏ لذلك،‏ في وسط عالم يغرق اكثر فأكثر في الكبرياء،‏ يعرب شعب يهوه عن الموقف المناقض —‏ اتِّضاع العقل.‏ يقول هؤلاء:‏ «هلم نصعد الى جبل الرب [عبادته الحقة المرفَّعة] .‏ .‏ .‏ فيعلّمنا من طرقه ونسلك في سبله».‏ (‏اشعياء ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ وشهود يهوه هم مَن يؤلفون هذا المجتمع العالمي الذي يسلك في سبل اللّٰه.‏ ويشملون ‹جمعا كثيرا› متزايدا «لم يستطع احد ان يعدّه،‏ من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة».‏ (‏كشف ٧:‏٩‏)‏ ويُعَدّ هذا الجمع الكثير الآن بالملايين.‏ فكيف يدرِّبهم يهوه ليكونوا متواضعين؟‏

تعلُّم اتِّضاع العقل

١١،‏ ١٢ كيف يُظهر خدام اللّٰه اتِّضاع العقل؟‏

١١ ان روح اللّٰه الذي يعمل في شعبه الطوعي يمكِّنهم من تعلّم كيفية التغلب على روح العالم الرديئة ثم الاعراب عن ثمر روح اللّٰه.‏ وهذا يتجلى في «المحبة،‏ الفرح،‏ السلام،‏ طول الاناة،‏ اللطف،‏ الصلاح،‏ الايمان،‏ الوداعة،‏ وضبط النفس».‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ولمساعدة خدام اللّٰه على تنمية هذه الصفات،‏ يُنصحون ألا يصيروا ‹ذوي عُجب،‏ ينافسون بعضهم بعضا ويحسدون بعضهم بعضا›.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٦‏)‏ وبشكل مماثل،‏ قال الرسول بولس:‏ «اقول لكل مَن هو بينكم ألا يفكر عن نفسه اكثر مما ينبغي ان يفكر؛‏ بل ان يفكر برزانة».‏ —‏ روما ١٢:‏٣‏.‏

١٢ وتوصي كلمة اللّٰه المسيحيين الحقيقيين ألا يعملوا «شيئا عن نزعة الى الخصام او عن عُجب،‏ بل باتِّضاع عقلي معتبرين ان الآخرين [من خدام اللّٰه] يفوقونكم،‏ غير ناظرين باهتمام شخصي الى اموركم الخاصة فحسب،‏ بل ايضا باهتمام شخصي الى تلك التي للآخرين».‏ (‏فيلبي ٢:‏٣،‏ ٤‏)‏ «لا يعكف احد على طلب منفعة نفسه،‏ بل منفعة غيره».‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏٢٤‏)‏ نعم،‏ ان «المحبة تبني» الآخرين بواسطة الكلمات والاعمال غير الانانية.‏ (‏١ كورنثوس ٨:‏١‏)‏ وهي تروِّج روح التعاون،‏ وليس التنافس.‏ فلا مكان بين شعب يهوه لروح «الأنا اولا».‏

١٣ لماذا يجب تعلّم اتِّضاع العقل،‏ وكيف يتعلمه المرء؟‏

١٣ ولكن بسبب النقص الموروث،‏ لسنا متَّضعي العقل بالفطرة.‏ (‏مزمور ٥١:‏٥‏)‏ فيجب ان نتعلم هذه الصفة،‏ مما قد يكون صعبا على الذين لم يتعلموا طرق يهوه من الطفولية ولكنهم تبنوها بعدما كبروا.‏ فسبق ان تشكلت شخصياتهم على اساس مواقف هذا العالم القديم.‏ لذلك عليهم ان يتعلموا ان ‹يطرحوا عنهم الشخصية القديمة التي تشاكل سيرتهم السابقة› وأن ‹يلبسوا الشخصية الجديدة التي خُلقت بحسب مشيئة اللّٰه في البر والولاء الحقيقيَّين›.‏ (‏افسس ٤:‏٢٢،‏ ٢٤‏)‏ وبعون اللّٰه يمكن للمخلصين ان يفعلوا ما يطلبه منهم:‏ «البسوا عواطف حنان ورأفة،‏ ولطفا،‏ واتِّضاعا عقليا،‏ ووداعة،‏ وطول اناة».‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٢‏.‏

١٤ كيف تكلم يسوع ضد ترفيع المرء نفسه؟‏

١٤ وهذا ما كان على تلاميذ يسوع ان يتعلموه.‏ فقد كانوا راشدين عندما صاروا تلاميذه وكان لديهم مقدار من روح المنافسة العالمية.‏ فعندما طلبت امّ اثنين منهم مركزا بارزا لابنيها،‏ قال يسوع:‏ «تعرفون ان حكام الامم يسودون عليهم [الشعب] وأن العظماء يتسلطون عليهم.‏ فليس الامر كذلك في ما بينكم؛‏ بل مَن اراد ان يكون عظيما بينكم فليكن لكم خادما،‏ ومَن اراد ان يكون الاول بينكم فليكن لكم عبدا.‏ كما ان ابن الانسان [يسوع] لم يأت ليُخدم،‏ بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين».‏ (‏متى ٢٠:‏٢٠-‏٢٨‏)‏ وعندما قال يسوع لتلاميذه ألا يستعملوا الالقاب في محاولة لترفيع انفسهم،‏ أضاف:‏ «انتم جميعا اخوة».‏ —‏ متى ٢٣:‏٨‏.‏

١٥ ايّ موقف ينبغي ان يتبناه الذين يسعون ان يكونوا نظارا؟‏

١٥ ان التابع الحقيقي ليسوع هو خادم،‏ نعم عبد للرفقاء المسيحيين.‏ (‏غلاطية ٥:‏١٣‏)‏ ويصح ذلك خصوصا في الذين يريدون ان يتأهلوا لمركز الاشراف في الجماعة.‏ فلا ينبغي ان يتنافسوا على الشهرة او النفوذ؛‏ ولا يجب ان ‹يسودوا على مَن هم ميراث اللّٰه،‏ بل ان يصيروا امثلة لهم›.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٣‏)‏ ولا شك ان الروح الانانية دلالة ان الشخص غير مؤهل للاشراف.‏ فشخص كهذا سيلحق الاذى بالجماعة.‏ صحيح انه من اللائق ان ‹يبتغي المرء ان يكون ناظرا›،‏ ولكن ذلك ينبغي ان يكون بدافع الرغبة في خدمة المسيحيين الآخرين.‏ فالخدمة كناظر ليست منصبا للشهرة او النفوذ،‏ لأن الذين يتولون الاشراف ينبغي ان يكونوا بين اكثر الاشخاص الذين يظهرون اتِّضاعا عقليا في الجماعة.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٦‏.‏

١٦ لماذا شُهِّر ديوتريفس في كلمة اللّٰه؟‏

١٦ يلفت الرسول يوحنا انتباهنا الى شخص امتلك نظرة خاطئة،‏ قائلا:‏ «كتبت الى الجماعة،‏ ولكنَّ ديوتريفس الذي يحب ان يكون الاول بينهم لا يقبل ايّ شيء منا باحترام».‏ فقد كان هذا الرجل يتعامل بقلة احترام مع الآخرين في محاولة ليرفع من شأنه.‏ وبدلا من ذلك،‏ دفع روح اللّٰه يوحنا ان يشهِّر ديوتريفس في الكتاب المقدس بسبب تبنيه موقف «الأنا اولا».‏ —‏ ٣ يوحنا ٩،‏ ١٠‏.‏

الموقف الصائب

١٧ كيف اعرب بطرس وبولس وبرنابا عن اتِّضاع العقل؟‏

١٧ يزخر الكتاب المقدس بالامثلة للموقف الصائب:‏ اتِّضاع العقل.‏ عندما دخل بطرس بيت كرنيليوس،‏ «خرّ [هذا الرجل] عند قدميه [بطرس] وسجد له».‏ ولكن بدلا من قبول بطرس هذا التبجيل المفرط،‏ «أنهضه قائلا:‏ ‹قم،‏ فإني انا ايضا انسان›».‏ (‏اعمال ١٠:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وعندما كان بولس وبرنابا في لسترة،‏ شفى بولس رجلا مقعدا من الولادة.‏ فقال الجموع ان هذين الرسولين هما الهان.‏ لكنَّ بولس وبرنابا «مزَّقا ارديتهما ووثبا نحو الجمع صارخَين وقائلَين:‏ ‹ايّها الرجال،‏ لماذا تفعلون هذا؟‏ نحن ايضا بشر بنا اوهان مثلكم›».‏ (‏اعمال ١٤:‏٨-‏١٥‏)‏ فلم يكن هذان المسيحيان المتواضعان ليقبلا المجد من البشر.‏

١٨ ماذا قال ملاك قوي ليوحنا،‏ مظهرا تواضعه؟‏

١٨ ان «الكشف من يسوع المسيح» الذي أُعطي للرسول يوحنا نُقل بواسطة ملاك.‏ (‏كشف ١:‏١‏)‏ وبسبب القدرة التي يملكها الملاك،‏ اذ ان ملاكا واحدا اهلك ٠٠٠‏,١٨٥ اشوري في ليلة واحدة،‏ بإمكاننا ان نفهم لماذا تملَّكت يوحنا الرهبة.‏ (‏٢ ملوك ١٩:‏٣٥‏)‏ فهو يخبر:‏ «لما سمعت ورأيت،‏ خررت لأقدم العبادة امام قدمَي الملاك الذي كان يريني هذا.‏ ولكنه قال لي:‏ ‹اياك ان تفعل ذلك!‏ لست سوى عبد رفيق لك ولإخوتك .‏ .‏ .‏ اعبد اللّٰه›».‏ (‏كشف ٢٢:‏٨،‏ ٩‏)‏ فما اعظم اتِّضاع العقل الذي لدى هذا الملاك القوي!‏

١٩،‏ ٢٠ قارنوا بين عجرفة القادة الرومانيين المنتصرين والاتِّضاع العقلي لدى يسوع.‏

١٩ كان يسوع مثال الاتِّضاع العقلي.‏ فقد كان ابن اللّٰه الوحيد،‏ الملك المقبل لملكوت اللّٰه السماوي.‏ ولكنه عندما قدَّم نفسه للشعب بصفته ملكا،‏ لم يفعل كما كان القادة الرومانيون المنتصرون يفعلون.‏ فكانت تُقام لهم استعراضات عسكرية —‏ مواكب —‏ وكانوا يركبون مركبات مزخرفة بالذهب والعاج،‏ تجرها الاحصنة البيضاء،‏ او حتى الفيلة او الاسود او النمور.‏ وكان في المواكب موسيقيون يغنون اغاني النصر،‏ وكذلك عربات محمَّلة بالغنائم وعربات كبيرة تصوِّر مشاهد من المعركة.‏ وكان هنالك ايضا ملوك وأمراء وقوّاد اسرى مع عائلاتهم.‏ وغالبا ما كان هؤلاء يُعرَّون بهدف اذلالهم.‏ وكان كل ما يجري يبرز الكبرياء والعجرفة.‏

٢٠ قارنوا ذلك بكيفية تقديم يسوع نفسه.‏ فقد كان مستعدا ان يتمم بتواضع النبوة التي انبأت عنه:‏ «هوذا ملككِ يأتي اليكِ هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار».‏ فقد ركب بتواضع دابة،‏ وليس مركبة تجرها حيوانات استعراضية رائعة.‏ (‏زكريا ٩:‏٩؛‏ متى ٢١:‏٤،‏ ٥‏)‏ فكم يسرّ المتواضعين ان يسوع سيكون ملك يهوه المعيَّن على كل الارض في العالم الجديد،‏ الملك الذي هو حقا متَّضع العقل،‏ محب،‏ رؤوف،‏ ورحيم!‏ —‏ اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧؛‏ فيلبي ٢:‏٥-‏٨‏.‏

٢١ علامَ لا يدل اتِّضاع العقل؟‏

٢١ ان واقع كون يسوع،‏ بطرس،‏ بولس،‏ ورجال ونساء الايمان الآخرين في ازمنة الكتاب المقدس متَّضعي العقل يلغي الفكرة ان التواضع موطن ضعف.‏ وبدلا من ذلك،‏ يُظهر التواضع قوة الشخصية،‏ لأن هؤلاء الاشخاص كانوا شجعانا وغيورين.‏ فقد احتملوا محنا شديدة بقوة عقلية وأدبية كبيرة.‏ (‏عبرانيين،‏ الاصحاح ١١‏)‏ واليوم،‏ عندما يكون خدام يهوه متَّضعي العقل،‏ تكون لديهم قوة مماثلة لأن اللّٰه يدعم المتَّضعين بروحه القدس الفعّال.‏ لذلك يجري حثُّنا:‏ «تمنطقوا جميعكم باتِّضاع العقل بعضكم نحو بعض،‏ لأن اللّٰه يقاوم المتكبرين،‏ ولكنه يعطي المتواضعين نعمة.‏ تواضعوا اذًا تحت يد اللّٰه القديرة،‏ ليرفعكم في حينه».‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏٥،‏ ٦؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٧‏.‏

٢٢ ماذا سيُعالج في المقالة التالية؟‏

٢٢ هنالك وجه ايجابي آخر لاتِّضاع العقل يلزم ان يمارسه خدام اللّٰه.‏ وهو يساهم كثيرا في تعزيز روح المحبة والتعاون في الجماعات.‏ وهذا الوجه جزء لا يتجزأ من اتِّضاع العقل.‏ وهذا ما سيُعالج في المقالة التالية.‏

على سبيل المراجعة

◻ صفوا الروح السائدة في هذا العالم.‏

◻ كيف يبارك يهوه متَّضعي العقل؟‏

◻ لماذا يجب تعلّم اتِّضاع العقل؟‏

◻ ما هي بعض الامثلة في الكتاب المقدس عن اشخاص اعربوا عن اتِّضاع العقل؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

قال الملاك ليوحنا:‏ «اياك ان تفعل ذلك!‏ لست سوى عبد رفيق»‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة