مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • قدِّر حياتك حق قدرها
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • قدِّر حياتك حق قدرها

      ‏‹دم المسيح يطهِّر ضمائرنا من اعمال ميتة لنؤدي للّٰه الحي خدمة مقدسة›.‏ —‏ عبرانيين ٩:‏١٤‏.‏

      ١ ماذا يبرهن اننا نقدِّر حياتنا كثيرا؟‏

      اذا طُلب منك ان تحدِّد قيمة لحياتك،‏ فبماذا تجيب؟‏ لا شك اننا نقدِّر كثيرا الحياة —‏ حياتنا وحياة الآخرين.‏ دليلا على ذلك،‏ نحن نذهب الى الطبيب عندما نمرض او قد نُجري دوريا فحوصات طبية عامة.‏ فنحن نريد ان نبقى احياء وأصحّاء.‏ حتى معظم المسنين او المعوَّقين يحبّون الحياة ولا يريدون ان يموتوا.‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ اية مسؤولية تلقي عليها الضوء الامثال ٢٣:‏٢٢‏؟‏ (‏ب)‏ كيف نطبِّق ما هو مذكور في الامثال ٢٣:‏٢٢ على اللّٰه؟‏

      ٢ ان مدى تقديرك للحياة يؤثر في علاقاتك بالآخرين.‏ مثلا،‏ تقول كلمة اللّٰه:‏ «اسمع لأبيك الذي ولدك ولا تحتقر امك اذا شاخت».‏ (‏امثال ٢٣:‏٢٢‏)‏ و ‹السماع› في هذه الآية ليس مجرد سماع حرفي للكلمات،‏ بل يشير الى إطاعتها.‏ (‏خروج ١٥:‏٢٦؛‏ تثنية ٧:‏١٢؛‏ ١٣:‏١٨؛‏ ١٥:‏٥؛‏ يشوع ٢٢:‏٢؛‏ مزمور ٨١:‏١٣‏)‏ وأيّ سبب تعطيك اياه كلمة اللّٰه لتسمع لأبيك وأمك؟‏ ليس لأنهما اكبر وأخبر منك فحسب،‏ بل ايضا لأنهما ‹ولداك›.‏ تنقل بعض الترجمات بلغات اخرى هذا العدد:‏ «اسمع لأبيك الذي منحك الحياة».‏ فإذا كنت تقدِّر الحياة،‏ فلا شكّ انك تشعر بالمسؤولية امام مَن منحك إياها.‏

      ٣ اذا كنت مسيحيا حقيقيا،‏ فلا شك انك تُدرك ان يهوه هو المصدر الاساسي لحياتك.‏ فبه ‹تحيا›؛‏ ‹تتحرك›،‏ اي تكون مخلوقا يشعر؛‏ و ‹توجد› الآن وتضع الخطط للمستقبل،‏ بما في ذلك الحياة الابدية.‏ (‏اعمال ١٧:‏٢٨؛‏ مزمور ٣٦:‏٩؛‏ جامعة ٣:‏١١‏)‏ وانسجاما مع الامثال ٢٣:‏٢٢‏،‏ من الصائب ان ‹نسمع› للّٰه ونطيعه،‏ راغبين في معرفة نظرته الى الحياة وأخذها بعين الاعتبار في تصرفاتنا بدلا من تبني اية نظرة اخرى.‏

      أظهِر الاحترام للحياة

      ٤ كيف برزت قضية الاحترام للحياة منذ فجر التاريخ؟‏

      ٤ منذ فجر التاريخ،‏ اوضح يهوه انه لم يضع الحياة بين ايدي البشر ليستخدموها على هواهم مهما كانت الاسباب.‏ مثلا،‏ قتل قايين اخاه البريء هابيل عندما استبدّ به الغضب الناجم عن الحسد.‏ فهل تعتقد ان من حق قايين اتِّخاذ قرار كهذا بشأن الحياة؟‏ لم تكن هذه نظرة اللّٰه.‏ فقد حاسب قايين،‏ قائلا له:‏ «ماذا فعلت.‏ صوت دم اخيك صارخ اليَّ من الارض».‏ (‏تكوين ٤:‏١٠‏)‏ لاحِظ ان دم هابيل المسفوك مثّل حياته،‏ التي قُضي عليها بطريقة وحشية،‏ وأنه صرخ الى اللّٰه من اجل الانتقام.‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏٢٤‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ اي امر حرَّمه اللّٰه في ايام نوح،‏ وعلى مَن انطبق؟‏ (‏ب)‏ كيف كان هذا التحريم خطوة مهمة؟‏

      ٥ بعد الطوفان،‏ كانت للبشر بداية جديدة مع ثمانية اشخاص فقط.‏ وما كشفه لهم اللّٰه آنذاك حول نظرته الى الحياة والدم ينطبق على كل البشر.‏ فقد سمح للبشر بأكل لحم الحيوان،‏ لكنه وضع هذا الشرط:‏ «كل دابة حية تكون لكم طعاما كالعشب الاخضر دفعتُ اليكم الجميع.‏ غير ان لحما بحياته دمه لا تأكلوه».‏ ‏(‏تكوين ٩:‏٣،‏ ٤‏)‏ يقول بعض اليهود ان هذه الكلمات تعني ان البشر لا يجب ان يأكلوا لحم او دم حيوان لا تزال حياته فيه.‏ لكنَّ الوقت كان سيبرهن ان اللّٰه هنا كان يحرِّم على البشر ان يأكلوا الدم.‏ وعلاوة على ذلك،‏ كانت وصية اللّٰه التي اعطاها لنوح خطوة مهمة في إنجاز قصده السامي المتعلق بالدم —‏ قصد يتيح للبشر نيل الحياة الابدية.‏

      ٦ كيف شدَّد اللّٰه على نظرته الى قيمة الحياة من خلال ما قاله لنوح؟‏

      ٦ تابع اللّٰه:‏ «اطلب انا دمكم لأنفسكم فقط.‏ من يد كل حيوان اطلبه.‏ ومن يد الانسان اطلب نفس الانسان.‏ من يد الانسان اخيه.‏ سافك دم الانسان بالانسان يُسفَك دمه.‏ لأن اللّٰه على صورته عمل الانسان».‏ (‏تكوين ٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ من هذه الآية الموجّهة الى كل العائلة البشرية نرى ان اللّٰه يعتبر ان دم الانسان يمثِّل حياته.‏ فالخالق هو مَن يمنح الشخص الحياة،‏ ولا يحقّ لأحد ان يأخذ هذه الحياة التي يمثِّلها الدم.‏ وإذا ارتكب احد جريمة،‏ كما فعل قايين،‏ فلدى الخالق الحق ان ‹يطلب› حياة القاتل.‏

      ٧ لماذا ينبغي ان نهتم بوصية اللّٰه المتعلقة بالدم التي اعطاها لنوح؟‏

      ٧ من خلال الكلمات الآنفة الذكر،‏ كان اللّٰه يوصي البشر ألّا يسيئوا استخدام الدم.‏ فهل تساءلت مرة لماذا اعطى اللّٰه هذه الوصية؟‏ ولماذا لديه هذه النظرة الى الدم؟‏ في الواقع،‏ يتعلق الجواب بأحد اهم التعاليم في الكتاب المقدس.‏ وهذا التعليم جوهري في المسيحية رغم ان كنائس كثيرة ترفضه.‏ فما هو هذا التعليم،‏ وكيف يؤثر في حياتك وقراراتك وتصرفاتك؟‏

      كيف كان من الممكن استخدام الدم بطريقة صائبة؟‏

      ٨ اية وصية اعطاها يهوه في الشريعة حول استخدام الدم؟‏

      ٨ عندما اعطى يهوه اسرائيل الشريعة الموسوية،‏ زوَّد المزيد من التفاصيل حول الحياة والدم.‏ وبذلك،‏ اتَّخذ خطوة اضافية في إنجاز قصده.‏ انت تعرف على الارجح ان الشريعة تطلبت من الاسرائيليين ان يقدِّموا تقدمات للّٰه،‏ مثل الدقيق والزيت والخمر.‏ (‏لاويين ٢:‏١-‏٤؛‏ ٢٣:‏١٣؛‏ عدد ١٥:‏١-‏٥‏)‏ وكانت هنالك ايضا ذبائح حيوانية.‏ قال اللّٰه عن هذه الذبائح:‏ «نفس الجسد هي في الدم فأنا اعطيتكم اياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم.‏ لأن الدم يكفِّر عن النفس.‏ لذلك قلت لبني اسرائيل لا تأكل نفس منكم دما».‏ وأضاف يهوه انه اذا قتل احد،‏ سواء كان صيّادا او مزارعا،‏ حيوانا بهدف اكله،‏ يجب ان يستنزف دمه ويغطيه بالتراب.‏ وبما ان الارض هي موطئ قدمَي اللّٰه،‏ فإن استنزاف الدم وسكبه على الارض هو بمثابة اعتراف بأن الحياة يجب ان تعود الى مانحها.‏ —‏ لاويين ١٧:‏١١-‏١٣؛‏ اشعياء ٦٦:‏١‏.‏

      ٩ ماذا كان الاستخدام الوحيد للدم الذي سمحت به الشريعة،‏ وماذا كان الهدف منه؟‏

      ٩ لم تكن هذه الوصية مجرد طقس ديني لا يحمل ايّ مغزى لنا.‏ هل لاحظتَ لماذا مُنع الاسرائيليون من اكل الدم؟‏ قال اللّٰه:‏ «انا اعطيتكم اياه [الدم] على المذبح للتكفير عن نفوسكم .‏ .‏ .‏ لذلك قلت لبني اسرائيل لا تأكل نفس منكم دما».‏ فهل تساعدك هذه الكلمات ان تفهم لماذا قال اللّٰه لنوح ان البشر لا يجب ان يأكلوا دما؟‏ لقد اختار الخالق ان يعتبر الدم ذا اهمية فائقة وأن يقصر استخدامه على امر خصوصي واحد يمكن ان ينقذ حياة كثيرين.‏ فالدم كان سيؤدي دورا مهمًّا في التكفير عن الخطايا.‏ ففي ظل الشريعة،‏ كان الاستخدام الوحيد للدم الذي سمح به اللّٰه هو على المذبح للتكفير عن خطايا الاسرائيليين الذين كانوا يطلبون غفران يهوه.‏

      ١٠ لماذا لم يكن بإمكان دم الحيوانات ان يؤدي الى الغفران الكامل،‏ وأيّ امر ذكَّرت به الذبائح المطلوبة في ظل الشريعة؟‏

      ١٠ ان هذا المفهوم وثيق الصلة بالمسيحية.‏ كتب الرسول المسيحي بولس عندما اشار الى هذه الوصية التي اعطاها اللّٰه كجزء من الشريعة:‏ «ان كل شيء تقريبا يُطهَّر حسب الشريعة بالدم،‏ وبدون اراقة دم لا تحصل مغفرة».‏ (‏عبرانيين ٩:‏٢٢‏)‏ ثم اوضح ان الذبائح المطلوبة لم تجعل الاسرائيليين بشرا كاملين بلا خطية.‏ كتب قائلا:‏ «في تلك الذبائح تذكير بالخطايا سنة بعد سنة،‏ لأنه من المستحيل ان دم ثيران ومعزى ينزع الخطايا».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏١-‏٤‏)‏ مع ذلك،‏ كان لهذه الذبائح قصد معيّن.‏ فقد ذكّرت الاسرائيليين بأنهم بشر خطاة بحاجة الى امر اضافي لينالوا الغفران الكامل.‏ ولكن اذا لم يكن بإمكان الدم الذي يمثِّل حياة الحيوانات ان يكفِّر كاملا عن خطايا البشر،‏ فهل بإمكان ايّ دم آخر ان يفعل ذلك؟‏

      الحلّ الذي قدَّمه معطي الحياة

      ١١ كيف نعرف ان الذبائح التي شملت دم الحيوانات كانت تشير الى امر آخر؟‏

      ١١ كانت الشريعة تشير الى امر آخر فعّال اكثر بكثير في إنجاز مشيئة اللّٰه.‏ سأل بولس:‏ «فلماذا الشريعة اذًا؟‏».‏ ثم اجاب:‏ «قد زيدت إظهارا للتعديات،‏ الى ان يجيء النسل الذي جُعل الوعد له؛‏ وقد نُقلَت بواسطة ملائكة على يد وسيط»،‏ اي موسى.‏ (‏غلاطية ٣:‏١٩‏)‏ وكتب ايضا:‏ «ان للشريعة ظل الخيرات الآتية،‏ لا جوهر الاشياء عينه».‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏١‏.‏

      ١٢ كيف كان قصد اللّٰه بشأن الدم يُكشَف تدريجيا؟‏

      ١٢ كما رأينا،‏ سمح اللّٰه للبشر في ايام نوح بأن يأكلوا لحم الحيوانات،‏ لكنه لم يسمح لهم بأكل الدم.‏ وبعد مدة،‏ قال اللّٰه ان «نفس الجسد هي في الدم».‏ فقد اختار اللّٰه ان يعتبر ان الدم يمثِّل الحياة.‏ قال:‏ «انا اعطيتكم اياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم».‏ ولكن كان قصد اللّٰه سينكشف اكثر بطريقة رائعة.‏ فالشريعة كانت ظلا للخيرات الآتية.‏ اية خيرات؟‏

      ١٣ لماذا كان موت يسوع مهمّا؟‏

      ١٣ كان جوهر الشريعة متمحورا حول موت يسوع المسيح.‏ فيسوع عُذِّب وسُمِّر على خشبة ومات ميتة مجرم.‏ كتب بولس:‏ «ان المسيح،‏ اذ كنا بعد ضعفاء،‏ مات عن الكافرين في الوقت المعين.‏ اما اللّٰه فيبيِّن لنا فضل محبته بأنه إذ كنا بعد خطاة مات المسيح عنا».‏ (‏روما ٥:‏٦،‏ ٨‏)‏ فقد زوَّد المسيح بموته فدية للتكفير عن خطايانا.‏ والفدية هي جوهر الرسالة المسيحية.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٦‏)‏ فما علاقة الفدية بالدم والحياة،‏ وكيف يؤثر ذلك في حياتك؟‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ كيف تشدِّد بعض الترجمات على موت يسوع عند نقل افسس ١:‏٧‏؟‏ (‏ب)‏ عمَّ تغفل هذه الترجمات في نقلها لأفسس ١:‏٧‏؟‏

      ١٤ تشدِّد بعض الكنائس على موت يسوع،‏ اذ يقول المنتمون اليها عبارات مثل «يسوع مات عني».‏ كما ان بعض ترجمات الكتاب المقدس تشدِّد على الفكرة نفسها عندما تنقل افسس ١:‏٧ كما يلي:‏ «الذي به وبموته لنا الانقاذ،‏ اي إبعاد تعدياتنا»؛‏ (‏الكتاب المقدس الاميركي،‏ لواضعه فرانك شايل بالنتاين،‏ ١٩٠٢)‏ «بموت المسيح تحررنا،‏ وغُفِرت خطايانا»؛‏ (‏الترجمة الانكليزية الحديثة،‏ ١٩٦٦)‏ «في المسيح وبواسطته وبذبيحة حياته تحررنا،‏ تحرير يعني غفران خطايانا»؛‏ (‏العهد الجديد،‏ لواضعه وليَم باركلي،‏ ١٩٦٩)‏ «بموت المسيح غُفِرت خطايانا وتحررنا».‏ (‏العهد الجديد للمترجِم،‏ ١٩٧٣)‏ كما ترى،‏ تشدِّد هذه الترجمات على موت يسوع.‏ ولكن قد يحاجّ البعض قائلين:‏ «ما المشكلة في التشديد على موت يسوع؟‏ أوليس موته مهمًّا جدا؟‏ ما الذي اغفلت عنه هذه الترجمات؟‏».‏

      ١٥ اذا كنتَ تعتمد على هذه الترجمات،‏ فقد تفوتك نقطة بالغة الاهمية.‏ وهذا يعيق فهمك لرسالة الكتاب المقدس.‏ فهذه الترجمات لا تبيِّن ان النص الاصلي لأفسس ١:‏٧ يحتوي على كلمة يونانية تعني «دم».‏ وبالتباين،‏ تنقل ترجمات كثيرة النص الاصلي بدقة.‏ وإحدى هذه الترجمات هي ترجمة العالم الجديد التي تقول:‏ «الذي به لنا الفداء بدمه،‏ مغفرة زلاتنا،‏ حسب غنى نعمته».‏

      ١٦ بماذا ينبغي ان تذكِّرنا الكلمة «بدمه»؟‏

      ١٦ ان الكلمة «بدمه» لها مغزى كبير وينبغي ان تذكِّرنا بأمور عديدة وثيقة الصلة بالموضوع.‏ فكان يلزم اكثر من مجرد موت شخص،‏ حتى لو كان هذا الشخص الانسان الكامل يسوع.‏ فقد تمَّم يسوع ما رُمِز اليه بالشريعة،‏ وخصوصا بيوم الكفارة.‏ ففي ذلك اليوم الخصوصي،‏ كانت بعض الحيوانات التي حدَّدتها الشريعة تقدَّم ذبيحة.‏ ثم كان رئيس الكهنة يأخذ بعضا من دمها ويدخل الى قدس الاقداس في المسكن او الهيكل،‏ كما لو انه في حضرة اللّٰه،‏ ليقدِّم هذا الدم ليهوه.‏ —‏ خروج ٢٥:‏٢٢؛‏ لاويين ١٦:‏٢-‏١٩‏.‏

      ١٧ كيف تمَّم يسوع ما رُمِز اليه بيوم الكفارة؟‏

      ١٧ كما اوضح بولس،‏ تمَّم يسوع ما رُمِز اليه بيوم الكفارة.‏ فقد ذكر اولا ان رئيس الكهنة في اسرائيل كان يدخل قدس الاقداس مرة في السنة ومعه الدم الذي يقدِّمه «عن نفسه وعن خطايا جهل الشعب».‏ (‏عبرانيين ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ على نحو مماثل،‏ صعد يسوع الى السماء عينها بعدما أُقيم كشخص روحاني.‏ ولأنه روح،‏ وليس لحما ودما،‏ تمكّن من المثول امام «حضرة اللّٰه من اجلنا».‏ وماذا قدَّم له؟‏ لم يقدِّم شيئا حرفيا،‏ بل شيئا له اهمية فائقة.‏ تابع بولس:‏ «اما المسيح فعندما اتى رئيس كهنة .‏ .‏ .‏ دخل مرة لا غير الى الموضع المقدس،‏ لا بدم معزى وعجول،‏ بل بدمه الخاص،‏ وحصل على إنقاذ ابدي لنا.‏ لأنه إنْ كان دم معزى وثيران .‏ .‏ .‏ يقدِّس الى حد طهارة الجسد،‏ فكم بالحري دم المسيح،‏ الذي بروح ابدي قدَّم نفسه للّٰه بلا شائبة،‏ يطهِّر ضمائرنا من اعمال ميتة لنؤدي للّٰه الحي خدمة مقدسة؟‏».‏ فقد قدَّم يسوع للّٰه قيمة دمه.‏ —‏ عبرانيين ٩:‏١١-‏١٤،‏ ٢٤،‏ ٢٨؛‏ ١٠:‏١١-‏١٤؛‏ ١ بطرس ٣:‏١٨‏.‏

      ١٨ لماذا ينبغي ان يهتم المسيحيون اليوم بإشارات الكتاب المقدس الى الدم؟‏

      ١٨ ان هذه الحقيقة التي كشفها اللّٰه تتيح لنا ان نفهم كل الاوجه الرائعة لما يقوله الكتاب المقدس عن الدم —‏ لماذا يعتبره اللّٰه مهمًّا،‏ اية نظرة اليه ينبغي ان نمتلكها،‏ ولماذا يجب ان نحترم القواعد التي وضعها اللّٰه بشأن استخدامه.‏ عندما تقرأ الاسفار اليونانية المسيحية،‏ تجد اشارات عديدة الى دم المسيح.‏ (‏انظر الاطار.‏)‏ وهذه الاشارات توضح ان كل مسيحي ينبغي ان يؤمن ‹‏بدم يسوع›.‏ (‏روما ٣:‏٢٥‏)‏ ونيلنا غفران الخطايا وتمتعنا بالسلام مع اللّٰه غير ممكنَين إلا بواسطة «‏الدم الذي سفكه» يسوع.‏ (‏كولوسي ١:‏٢٠‏)‏ وهذا ما يصحّ خصوصا في الذين قطع معهم يسوع عهدا خصوصيا ان يحكموا معه في السماء.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٠،‏ ٢٨-‏٣٠؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏٢٥؛‏ عبرانيين ١٣:‏٢٠‏)‏ كما يصحّ اليوم ايضا في ‹الجمع الكثير› الذين سينجون من «الضيق العظيم» القادم ويتمتعون بالحياة الابدية على ارض فردوسية.‏ فهم مجازيا ‹يغسلون حللهم بدم الحمل›.‏ —‏ كشف ٧:‏٩،‏ ١٤‏.‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ لماذا اختار اللّٰه ان يقصر استخدام الدم على طريقة واحدة،‏ وكيف ينبغي ان نشعر حيال ذلك؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال ينبغي ان نهتم بمعرفة الجواب عنه؟‏

      ١٩ من الواضح ان للدم مغزى خصوصيا في نظر اللّٰه.‏ نحن ايضا ينبغي ان نمتلك النظرة نفسها.‏ فالخالق،‏ الذي يهتم بالحياة،‏ يحقّ له ان يقرِّر ما يمكن ان يفعله البشر بالدم.‏ فلأنه مهتم جدا بحياتنا،‏ قرّر ان يقصر استخدام الدم على طريقة مهمة واحدة فقط،‏ طريقة تتيح نيل الحياة الابدية:‏ دم يسوع الثمين.‏ فكم ينبغي ان نشكر يهوه اللّٰه لأنه عمل لفائدتنا باستخدام الدم —‏ دم يسوع —‏ بهذه الطريقة المنقذة للحياة!‏ وكم ينبغي ان نكون شاكرين ليسوع لأنه ضحى وسكب دمه لأجلنا!‏ وكلمات الرسول يوحنا تعبِّر عن مشاعرنا.‏ فقد قال:‏ «لذاك الذي يحبنا وقد حلّنا من خطايانا بدمه الخاص —‏ وجعلنا مملكة،‏ كهنة لإلهه وأبيه —‏ له المجد والقدرة الى الابد!‏ آمين».‏ —‏ كشف ١:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ٢٠ ان الهنا الكليّ الحكمة الذي اعطانا الحياة كان يفكر بهذا الامر المنقذ للحياة منذ زمن طويل.‏ لذلك من المنطقي ان نسأل:‏ ‹كيف ينبغي ان يؤثر ذلك في قراراتنا وتصرفاتنا؟‏›.‏ ستجيب المقالة التالية عن هذا السؤال.‏

      كيف تجيبون؟‏

      ‏• ماذا نتعلم عن نظرة اللّٰه الى الدم مما حدث مع هابيل ونوح؟‏

      ‏• اية وصية وضعها اللّٰه في الشريعة حول استخدام الدم،‏ ولماذا؟‏

      ‏• كيف تمَّم يسوع ما رُمِز اليه بيوم الكفارة؟‏

      ‏• كيف يمكن ان يُنقِذ دم يسوع حياتنا؟‏

  • اقبَل إرشاد اللّٰه الحيّ
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • اقبَل إرشاد اللّٰه الحيّ

      ‏‹ارجعوا الى اللّٰه الحيّ،‏ الذي صنع السماء والارض والبحر وكل ما فيها›.‏ —‏ اعمال ١٤:‏١٥‏.‏

      ١،‏ ٢ لماذا من المهم ان نعرف ان يهوه هو ‹الاله الحيّ›؟‏

      بعدما شفى الرسول بولس وبرنابا رجلا في لسترة،‏ اكَّد بولس للحاضرين آنذاك:‏ «نحن ايضا بشر بنا اوهان مثلكم،‏ ونبشركم لكي ترجعوا عن هذه الاباطيل الى اللّٰه الحيّ،‏ الذي صنع السماء والارض والبحر وكل ما فيها».‏ —‏ اعمال ١٤:‏١٥‏.‏

      ٢ حقا،‏ ليس يهوه صنما عديم الحياة،‏ بل ‹الاله الحيّ›.‏ (‏ارميا ١٠:‏١٠؛‏ ١ تسالونيكي ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ علاوة على ذلك،‏ انه مصدر حياتنا.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «هو يعطي الجميع حياة ونسمة وكل شيء».‏ (‏اعمال ١٧:‏٢٥‏)‏ وهو مهتم بأن نتمتع بحياتنا،‏ الآن وفي المستقبل.‏ فقد قال بولس ان اللّٰه «لم يترك نفسه بلا شهادة بما فعل من صلاح،‏ معطيا اياكم امطارا من السماء ومواسم مثمرة،‏ مفعما قلوبكم طعاما وسرورا».‏ —‏ اعمال ١٤:‏١٧‏.‏

      ٣ لماذا يمكننا الثقة بالارشاد الذي يعطيه اللّٰه؟‏

      ٣ ان اهتمام اللّٰه بحياتنا يعطينا سببا للثقة بإرشاده.‏ (‏مزمور ١٤٧:‏٨؛‏ متى ٥:‏٤٥‏)‏ لكنَّ البعض قد يفقدون هذه الثقة اذا عجزوا عن فهم احدى وصايا الكتاب المقدس او اذا احسوا انها تقيِّد حريتهم.‏ رغم ذلك،‏ فقد تبيّن ان الثقة بإرشاد يهوه امر حكيم.‏ مثلا:‏ حتى لو لم يفهم احد الاسرائيليين الوصية التي حرَّمت مسّ الجثة،‏ فقد كانت اطاعة هذه الوصية امرا مفيدا له.‏ اولا،‏ كانت الطاعة ستقرِّبه اكثر الى الاله الحيّ؛‏ وثانيا،‏ كانت ستساعده على تجنب الامراض.‏ —‏ لاويين ٥:‏٢؛‏ ١١:‏٢٤‏.‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ ايّ ارشاد بشأن الدم اعطاه يهوه في ازمنة ما قبل المسيحية؟‏ (‏ب)‏ كيف نعرف ان هذا الارشاد ينطبق على المسيحيين؟‏

      ٤ يصحّ الامر نفسه في ارشاد اللّٰه حول الدم.‏ فقد قال لنوح ان البشر لا يجب ان يأكلوا او يشربوا الدم.‏ ثم كشف في الشريعة ان الاستعمال الوحيد للدم الذي يرضى عنه اللّٰه هو على المذبح لغفران الخطايا.‏ وبهاتَين الوصيتَين كان اللّٰه يضع الاساس لأسمى استعمال للدم:‏ انقاذ حياة الناس بواسطة فدية يسوع.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١٤‏)‏ نعم،‏ بهذا الارشاد كان اللّٰه يُظهِر الاهتمام بحياتنا وبخيرنا.‏ كتب آدم كلارك،‏ عالِم الكتاب المقدس الذي عاش في القرن التاسع عشر،‏ في معرض مناقشته لل‍تكوين ٩:‏٤‏:‏ «لا يزال المسيحيون الشرقيون يتبعون بدقة هذه الوصية [المعطاة لنوح] .‏ .‏ .‏ لم يكن الدم يؤكل تحت الشريعة،‏ لأنه اشار الى الدم الذي كان سيُسفَك عن خطية العالم؛‏ ولا ينبغي ان يؤكل في عصر الانجيل‏،‏ لأنه ينبغي دائما الاعتبار انه يمثِّل الدم الذي سُفك من اجل الصفح عن الخطايا».‏

      ٥ ربما كان هذا العالِم يشير الى الانجيل الاساسي (‏البشارة)‏ المتمحور حول يسوع.‏ وهذا يشمل إرسال اللّٰه ابنه ليموت عنا،‏ ليسكب دمه لكي ننال نحن الحياة الابدية.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ روما ٥:‏٨،‏ ٩‏)‏ كما ان كلارك شمل بتعليقه الوصية اللاحقة ان يمتنع أتباع المسيح عن الدم.‏

      ٦ اية وصية حول الدم أُعطيت للمسيحيين،‏ ولماذا؟‏

      ٦ لقد اعطى اللّٰه للاسرائيليين مئات الفرائض.‏ وعندما مات يسوع،‏ لم يعُد تلاميذه ملزَمين بحفظ كل هذه الشرائع.‏ (‏روما ٧:‏٤،‏ ٦؛‏ كولوسي ٢:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٧؛‏ عبرانيين ٨:‏٦،‏ ١٣‏)‏ ولكن بعد فترة،‏ نشأت قضية مهمة:‏ قضية ختان الذكور.‏ فهل كان على غير اليهود الذين ارادوا الاستفادة من دم المسيح ان يختتنوا،‏ مظهرين بذلك انهم لا يزالون تحت الشريعة؟‏ سنة ٤٩ ب‌م،‏ عالجت الهيئة الحاكمة المسيحية هذه المسألة.‏ (‏اعمال،‏ الاصحاح ١٥‏)‏ وبمساعدة روح اللّٰه،‏ استنتج الرسل والشيوخ ان الختان الالزامي انتهى مع الشريعة.‏ لكنَّ بعض الشرائع الالهية بقيت مطلوبة من المسيحيين.‏ كتبت الهيئة الحاكمة في رسالة الى الجماعات:‏ «قد استحسن الروح القدس ونحن ألّا نزيد عليكم عبئا اكثر،‏ غير هذه الاشياء التي لا بد منها،‏ ان تمتنعوا على الدوام عما ذُبح للاصنام وعن الدم والمخنوق والعهارة.‏ اذا حفظتم انفسكم منها فستفلحون».‏ —‏ اعمال ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      ٧ الى ايّ حد هو مهمّ ان ‹يمتنع المسيحيون عن الدم›؟‏

      ٧ من الواضح ان الهيئة الحاكمة اعتبرت ‹الامتناع عن الدم› قضية ادبية مهمةً اهميةَ الامتناع عن الفساد الادبي الجنسي او عبادة الاصنام.‏ وهذا ما يُثبِت ان الوصية التي تحرِّم الدم ليست امرا يُستهان به.‏ فالمسيحيون غير التائبين الذين يمارسون الصنمية او يرتكبون الفساد الادبي الجنسي لا «يرثون ملكوت اللّٰه»،‏ بل يكون «نصيبهم .‏ .‏ .‏ الموت الثاني».‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ كشف ٢١:‏٨؛‏ ٢٢:‏١٥‏)‏ لاحِظ التباين:‏ ان تجاهل وصية اللّٰه المتعلقة بقداسة الدم ينتج الموت الابدي،‏ في حين ان إظهار الاحترام لذبيحة يسوع يؤدي الى الحياة الابدية.‏

      ٨ ماذا يُظهِر ان المسيحيين الاولين حملوا وصية اللّٰه المتعلقة بالدم محمل الجدّ؟‏

      ٨ وكيف فهم وطبَّق المسيحيون الاولون وصية اللّٰه المتعلقة بالدم؟‏ تذكَّرْ تعليق كلارك الآنف الذكر:‏ «لا ينبغي ان يؤكل في عصر الانجيل‏،‏ لأنه ينبغي دائما الاعتبار انه يمثِّل الدم الذي سُفك من اجل الصفح عن الخطايا».‏ والتاريخ يؤكد ان المسيحيين الاولين حملوا هذه الوصية محمل الجدّ.‏ كتب ترتليانوس:‏ «فكِّروا في اولئك الذين بعطش جشِع،‏ في الاستعراض في ساحة النِّزال،‏ يأخذون الدم الطازج للمجرمين الاشرار .‏ .‏ .‏ ويفوزون به لشفاء صرعهم».‏ ففي حين ان الوثنيين اكلوا الدم،‏ قال ترتليانوس ان المسيحيين «لا [يأكلون] حتى ولا دم الحيوانات في [وجباتهم] .‏ .‏ .‏ وفي محاكمات المسيحيين انتم تقدمون لهم نقانق ملآنة دما.‏ انتم مقتنعون،‏ طبعا،‏ انه غير شرعي لهم».‏ نعم،‏ لم يأكل المسيحيون الدم رغم تهديدهم بالقتل.‏ فشريعة اللّٰه كانت مهمة جدا في نظرهم.‏

      ٩ ماذا تضمن الامتناع عن الدم الى جانب عدم اكله بحدّ ذاته؟‏

      ٩ قد يظن البعض ان الهيئة الحاكمة كانت تعني ببساطة ألّا يأكل المسيحيون او يشربوا الدم بحدّ ذاته وأن يمتنعوا عن اكل لحم لم يُستنزَف دمه او عن تناول طعام ممزوج بالدم.‏ طبعا،‏ كان هذا قصد اللّٰه الرئيسي عندما اعطى الوصية لنوح.‏ كما نصّ قرار الرسل ‹ان يحفظ المسيحيون انفسهم من المخنوق›،‏ لحم لم يُستنزَف دمه.‏ (‏تكوين ٩:‏٣،‏ ٤؛‏ اعمال ٢١:‏٢٥‏)‏ لكنّ المسيحيين الاولين عرفوا ان كلمات الهيئة الحاكمة تحمل اكثر من هذا المعنى.‏ ففي ايامهم،‏ كان الدم احيانا يؤخذ كعلاج طبي.‏ فكما ذكر ترتليانوس،‏ كان بعض الوثنيين يشربون الدم الطازج في محاولة لشفاء الصرع.‏ وربما استعملوا الدم ايضا ظنًّا منهم انه يشفي الامراض او يحسِّن الصحة.‏ لذلك فإن امتناع المسيحيين عن الدم تضمَّن ايضا عدم اخذهم اياه لأسباب «طبية».‏ وقد حافظوا على هذا الموقف حتى لو كانت حياتهم معرَّضة للخطر.‏

      استخدام الدم كدواء

      ١٠ بأية طرائق يُستخدم الدم كعلاج طبي،‏ مما يُنشئ اية اسئلة؟‏

      ١٠ من الشائع في ايامنا استخدام الدم كعلاج طبي.‏ في بدايات نقل الدم،‏ كان الدم الكامل يُسحَب من المتبرِع،‏ يُخزَن،‏ ثم يُعطى للمريض (‏ربما احد الجرحى في الحرب)‏.‏ لاحقا،‏ تعلم الباحثون كيف يقسِّمون الدم الى مكوِّنات رئيسية.‏ وهكذا عند نقل الدم،‏ تمكّن الاطباء من توزيع المكوِّنات الرئيسية للدم المتبرَّع به على اكثر من مريض،‏ ربما معطين الپلازما لأحد الجرحى والكريات الحُمر لآخر.‏ بعد ذلك،‏ اظهر البحث الدؤوب ان المكوِّنات الرئيسية،‏ مثل الپلازما،‏ يمكن تقسيمها الى اجزاء اصغر.‏ وهذا ما يتيح للاطباء ان يوزِّعوا الدم على عدد اكبر ايضا من المرضى.‏ ولا تزال الابحاث جارية في هذا المجال،‏ ويُسمَع ايضا عن استعمالات جديدة للاجزاء.‏ فكيف يجب ان ينظر المسيحي الى استعمال مكوِّنات الدم؟‏ لا شك انه عاقد العزم على عدم قبول نقل الدم.‏ ولكن ماذا لو شجَّعه طبيبه على اخذ احد مكوِّنات الدم الرئيسية،‏ مثل الكريات الحُمر المجمَّعة؟‏ او ماذا لو كان العلاج يحتوي على احد الاجزاء الصغيرة المستخرجة من مكوِّن اساسي؟‏ كيف يمكن لخادم اللّٰه ان يقرِّر في هذا المجال،‏ آخذا في الاعتبار ان الدم مقدس وأن دم المسيح هو الدم الوحيد الذي ينقذ الحياة اعظم انقاذ؟‏

      ١١ انسجاما مع الوقائع الطبية،‏ ايّ موقف من الدم اتَّخذه الشهود منذ وقت طويل؟‏

      ١١ منذ عقود،‏ اوضح شهود يهوه موقفهم من الدم.‏ مثلا،‏ نشروا مقالة في مجلة الجمعية الطبية الاميركية (‏٢٧ تشرين الثاني [نوفمبر] ١٩٨١؛‏ أُعيد طبعها في كراسة كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏،‏ الصفحات ٢٧-‏٢٩‏)‏.‏a وقد اقتبست المقالة من التكوين،‏ اللاويين،‏ والاعمال.‏ قالت:‏ «فيما لا تُذكَر هذه الآيات بعبارات طبية يعتبرها الشهود انها تُبطل نقل الدم الكامل،‏ خلايا الدم الحُمر المجمَّعة،‏ والپلازما،‏ اضافة الى اعطاء خلايا الدم البيض والصُّفَيْحات».‏ وذكر الكتاب الدراسي لسنة ٢٠٠١،‏ العناية الطارئة (‏بالانكليزية)‏ تحت العنوان الفرعي «تكوين الدم»:‏ «يتألف الدم من عدة مكوِّنات:‏ الپلازما،‏ خلايا الدم الحُمر والبيضاء،‏ والصُّفَيْحات».‏ لذلك،‏ انسجاما مع الوقائع الطبية،‏ يرفض الشهود نقل الدم الكامل او ايّ من مكوِّناته الرئيسية الاربعة.‏

      ١٢ (‏أ)‏ ايّ موقف للشهود جرى ايضاحه في ما يتعلق بالاجزاء المشتقة من مكوِّنات الدم الرئيسية؟‏ (‏ب)‏ اين يمكن ايجاد معلومات اضافية حول هذا الموضوع؟‏

      ١٢ تابعت المقالة الطبية:‏ «لا يحرِّم مفهوم الشهود الديني بشكل كامل استعمال [اجزاء] الدم مثل الألبومين،‏ الڠلوبولينات المناعية،‏ والمستحضرات لعلاج مرض الناعور؛‏ فكل شاهد يجب ان يقرِّر شخصيا هل يقبلها ام لا».‏ ومنذ سنة ١٩٨١،‏ يجري عزل واستعمال اجزاء عديدة (‏عناصر اصغر مشتقة من مكوِّنات الدم الرئيسية الاربعة)‏.‏ لذلك زوَّد عدد ١٥حزيران (‏يونيو)‏ ٢٠٠٠ من برج المراقبة معلومات مساعِدة حول هذا الموضوع في مقالة «اسئلة من القراء».‏ وحرصا منا على فائدة الملايين من قرّائنا،‏ سنُعيد نشر الجواب في الصفحات ٢٩-‏٣١ من هذه المجلة.‏ فهي تزوِّد تفاصيل وحججا منطقية وتنسجم من حيث المبدأ مع المعلومات التي نشرناها سنة ١٩٨١.‏

      الدور الذي يلعبه ضميرك

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ ما هو الضمير،‏ وأين يأتي دوره في ما يتعلق بالدم؟‏ (‏ب)‏ اية وصية بشأن اكل اللحم اعطاها اللّٰه للاسرائيليين،‏ ولكن اية اسئلة ربما خطرت على بالهم؟‏

      ١٣ ان المعلومات الآنفة الذكر تتطلب استخدام ضميرك عند اتِّخاذ ايّ قرار.‏ ولماذا؟‏ لا شك ان المسيحيين يقرّون بضرورة اتِّباع إرشاد اللّٰه،‏ لكنَّ بعض الحالات تستدعي اتِّخاذ قرارات شخصية.‏ وهنا يأتي دور ضميرك.‏ والضمير هو قدرة فطرية على تقييم المسائل والتقرير فيها،‏ وغالبا ما يكون ذلك في المسائل الادبية.‏ (‏روما ٢:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لكنَّ ما يمليه الضمير يختلف من شخص الى آخر.‏b فالكتاب المقدس يقول ان البعض ‹ضميرهم ضعيف›،‏ مما يدل ان البعض الآخر ضميرهم قوي.‏ (‏١ كورنثوس ٨:‏١٢‏)‏ فكل مسيحي يحرز درجة مختلفة من التقدم في تعلُّم مشيئة اللّٰه،‏ فهم تفكيره،‏ وتطبيق ما تعلّمه عند اتِّخاذ القرارات.‏ لفهم هذه النقطة،‏ لنأخذ على سبيل المثال قضية أكل اللحم عند اليهود.‏

      ١٤ يحتوي الكتاب المقدس على وصية واضحة تحرِّم على الذين يطيعون اللّٰه ان يأكلوا لحما لم يُستنزَف دمه.‏ وقد كانت هذه الوصية مهمة جدا حتى ان الجنود الاسرائيليين الذين اكلوا لحما لم يُستنزَف دمه في احدى الحالات الطارئة اعتُبروا مذنبين بارتكاب خطية خطيرة.‏ (‏تثنية ١٢:‏١٥،‏ ١٦؛‏ ١ صموئيل ١٤:‏٣١-‏٣٥‏)‏ ولكن ربما خطرت بعض الاسئلة على بال الاسرائيليين:‏ اذا قتل اسرائيلي خروفا،‏ فكم من الوقت يُسمَح له بتركه قبل استنزاف دمه؟‏ هل يجب ان يذبحه في حلقه ليستنزف الدم؟‏ هل من الضروري ان يعلِّقه بقائمتَيه الخلفيتَين،‏ ولكم من الوقت؟‏ كيف يستنزف دم البقرة الكبيرة؟‏ حتى بعد الاستنزاف قد يبقى بعض الدم في اللحم،‏ فهل بإمكانه اكل هذا اللحم؟‏ مَن يقرِّر في هذه المسائل؟‏

      ١٥ ماذا ربما فعل بعض اليهود بشأن اكل اللحم،‏ ولكن ايّ مبدإ اعطاه اللّٰه؟‏

      ١٥ لنفرض ان يهوديا متعبدا واجه مسائل كهذه.‏ فلربما فكر انه من الاسلم ان يتجنب اكل اللحم الذي يُباع في السوق،‏ تماما كما قد يتجنب اسرائيلي آخر اكل اللحم اذا شكّ انه قُدِّم للاصنام.‏ كما ان يهوديا آخر ربما لم يأكل اللحم إلا بعد اتِّباع اجراءات معيَّنة لاستنزاف الدم.‏c (‏متى ٢٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فما رأيك في ردود الفعل المختلفة هذه؟‏ وبما ان اللّٰه لم يطلب هذه الامور،‏ فهل كان من الافضل ان يرسل اليهود مجموعة من الاسئلة الى مجلس من الرابِّيين ليقرِّروا ما الذي يجب فعله في كل حالة؟‏ رغم ان هذه العادة صارت شائعة في الدين اليهودي،‏ من المفرح ان نعرف ان يهوه لم يوصِ العبّاد الحقيقيين ان يفعلوا ذلك لينالوا اجوبة عن الاسئلة حول الدم.‏ بل قدَّم مبدأ اساسيا حول ذبح الحيوانات الطاهرة واستنزاف دمها دون ذكر تفاصيل اضافية.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٣٢‏.‏

      ١٦ لماذا قد تختلف نظرة المسيحيين الى قبول حقنة تحتوي على جزء صغير مشتق من احد المكوِّنات الرئيسية للدم؟‏

      ١٦ كما ذكرنا في الفقرتَين ١١ و ١٢،‏ لا يقبل شهود يهوه نقل الدم الكامل او ايّ من مكوِّناته الرئيسية الاربعة —‏ الپلازما،‏ الكريات الحُمر،‏ الكريات البيض،‏ والصُّفَيْحات.‏ ولكن ماذا عن الاجزاء الصغيرة المشتقة من المكوِّنات الرئيسية مثل انواع المصل التي تحتوي على اجسام مضادة لمقاومة مرض ما او لمعالجة لدغة الافعى؟‏ (‏انظر الصفحة ٣٠،‏ الفقرة ٤)‏ استنتج البعض ان هذه الاجزاء الصغيرة لم تعد دما،‏ لذلك فهي ليست مشمولة بالوصية التي تأمر ‹بالامتناع عن الدم›.‏ (‏اعمال ١٥:‏٢٩؛‏ ٢١:‏٢٥‏؛‏ الصفحة ٣١،‏ الفقرة ١)‏ وهؤلاء الاشخاص مسؤولون عن قرارهم.‏ أما ضمير مسيحيين آخرين فيدفعهم الى رفض كل شيء يشتق من الدم (‏سواء دم الحيوان او الانسان)‏،‏ حتى ولو كان جزءا صغيرا من احد المكوِّنات الرئيسية.‏d وقد يقبل آخرون حقنة من پروتينات الپلازما لمقاومة مرض ما او لمعالجة لدغة الافعى في حين انهم يرفضون اجزاء صغيرة اخرى.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يرفض معظم المسيحيين نقل بعض الاجزاء المشتقة من احد المكوِّنات الرئيسية الاربعة لأن لها المفعول نفسه للمكوِّن الكامل وتلعب بالتالي دورا مهمّا في المحافظة على الحياة.‏

      ١٧ (‏أ)‏ كيف يكون ضميرنا مساعِدا في مسألة نقل اجزاء الدم الصغيرة؟‏ (‏ب)‏ لماذا اتِّخاذ القرارات في هذه المسألة امر مهمّ؟‏

      ١٧ ان ما يقوله الكتاب المقدس عن الضمير هو مساعد عند اتِّخاذ قرارات كهذه.‏ والخطوة الاولى هي ان تتعلّم ما تقوله كلمة اللّٰه وتسعى الى صوغ ضميرك وفق ما تعلمته.‏ فهذا ما يجهِّزك لتتَّخذ قرارات منسجمة مع إرشادات اللّٰه بدلا من ان تطلب من شخص آخر ان يتَّخذ القرار عنك.‏ (‏مزمور ٢٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ ولكن قد يفكِّر البعض بشأن اخذ اجزاء مكوِّنات الدم الرئيسية:‏ ‹ما دام هذا الامر يعود الى الضمير،‏ فهو ليس قضية ذات شأن›.‏ هذا تفكير خاطئ.‏ فكون هذه المسألة تعود الى الضمير لا يعني انها بلا اهمية.‏ فقد تكون لقرارنا عواقب خطيرة.‏ وأحدى هذه العواقب هي ان قرارنا يمكن ان يؤثر في اشخاص يملي عليهم ضميرهم امرا مختلفا عمّا يمليه علينا ضميرنا.‏ وهذا ما نراه من نصيحة بولس عن اللحم الذي ربما قُدِّم للاصنام وبيع لاحقا في السوق.‏ فالمسيحي يجب ان يهتم بعدم ‹جرح الضمائر الضعيفة›.‏ فإذا اعثر احدا،‏ فقد ‹يُهلِك اخاه الذي مات المسيح من اجله› ويخطئ الى المسيح.‏ لذلك في حين ان قضية نقل اجزاء الدم الصغيرة هي مسألة قرار شخصي،‏ يجب ان يُحمَل اتِّخاذ هذا القرار محمل الجد.‏ —‏ ١ كورنثوس ٨:‏٨،‏ ١١-‏١٣؛‏ ١٠:‏٢٥-‏٣١‏.‏

      ١٨ كيف يتجنب المسيحي صيرورة ضميره ميتا عند اتِّخاذ القرارات بشأن الدم؟‏

      ١٨ أما العاقبة الثانية التي يجب ان تفكِّر فيها عند اتِّخاذ قرارك بشأن الدم فهي كيف يؤثر هذا القرار فيك شخصيا.‏ فإذا كان اخذك جزءا صغيرا من الدم سيتسبَّب لك بعذاب الضمير المدرَّب على الكتاب المقدس،‏ فلا ينبغي ان تتجاهل صوت ضميرك.‏ ولا ينبغي ايضا ان تتجاهل ما يمليه عليك ضميرك لمجرد ان احد الاشخاص يقول لك:‏ «هذا ليس خطأ؛‏ فكثيرون يفعلون ذلك».‏ وتذكَّر ان ملايين الاشخاص اليوم يتجاهلون تبكيت ضميرهم،‏ فيصير ميتا ويسمح لهم بأن يكذبوا او يفعلوا امورا خاطئة اخرى دون ان يحسوا بوخز الضمير.‏ ولا شك ان المسيحيين يريدون ان يتجنبوا اتّباع هذا المسلك.‏ —‏ ٢ صموئيل ٢٤:‏١٠؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٩ ماذا ينبغي ان نبقي في بالنا عندما نقرِّر في مسائل طبية تتعلق بالدم؟‏

      ١٩ يرِد ما يلي في اواخر الجواب المُعاد نشره في الصفحات ٢٩-‏٣١:‏ «بالنظر الى اختلاف الآراء والقرارات التي يمليها ضمير الاشخاص،‏ هل يعني ذلك ان المسألة غير هامة؟‏ لا،‏ بل على العكس انها مسألة خطيرة».‏ وهذه المسألة خطيرة خصوصا لأنها مرتبطة بعلاقتك ‹بالاله الحيّ›.‏ فهذه العلاقة هي الوحيدة التي تؤدي الى نيلك الحياة الابدية،‏ على اساس قدرة دم يسوع المسفوك على الانقاذ.‏ فليكن لديك احترام عميق للدم بسبب ما ينجزه اللّٰه بواسطته:‏ انقاذ الحياة.‏ لذلك تصحّ كلمات بولس:‏ «لا رجاء لكم ومن دون اللّٰه في العالم.‏ أما الآن،‏ ففي اتحاد بالمسيح يسوع،‏ انتم الذين كنتم في ما مضى بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح».‏ —‏ افسس ٢:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة