مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٧-١٣ آذار (مارس)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ صموئيل ١٢–١٣
«الشخص الذي يتخطى حدوده يُذَل»
الاجتراء يؤدي الى الهوان
١٧ للوهلة الاولى، قد يبدو ما فعله شاول مبرَّرا. فشعب اللّٰه كانوا ‹في موقف حرج ويعتريهم الضيق› ويملأ قلوبهم الذعر بسبب حالتهم اليائسة. (١ صموئيل ١٣:٦، ٧، ترجمة تفسيرية) دون شك، ما من خطإ في اخذ المبادرة اذا دعت الحاجة. ولكن تذكروا ان يهوه بإمكانه قراءة القلوب وإدراك دوافعنا الاعمق. (١ صموئيل ١٦:٧) لذلك لا بد انه رأى بعض العوامل غير المذكورة مباشرة في رواية الكتاب المقدس. مثلا، لربما رأى يهوه ان كبرياء شاول هي التي جعلته عديم الصبر. فلربما اغتاظ شاول جدا لأنه، هو ملك اسرائيل، اضطر ان ينتظر شخصا اعتبره نبيا عجوزا من عادته المماطلة. في اية حال، شعر شاول ان تأخر صموئيل اعطاه الحق ان يأخذ الامور على عاتقه ويتجاهل الارشادات الواضحة المعطاة له. وماذا كانت النتيجة؟ لم يعتبر صموئيل مبادرة شاول جديرة بالمدح. لكنه انَّب شاول قائلا: «مملكتك لا تقوم. . . لأنك لم تحفظ ما امرك به الرب». (١ صموئيل ١٣:١٣، ١٤) مرة اخرى، ادى الاجتراء الى الهوان.
يهوه يقدِّر طاعتك
٨ تُبْرِزُ رِوَايَةُ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱلطَّاعَةَ أَمْرٌ لَهُ أَهَمِّيَّةٌ قُصْوَى. فَهِيَ تُخْبِرُنَا أَنَّ شَاوُلَ كَانَ فِي ٱلْبِدَايَةِ حَاكِمًا مُتَوَاضِعًا وَمُحْتَشِمًا، «صَغِيرًا فِي عَيْنَيْ» نَفْسِهِ. وَلكِنْ لَاحِقًا، بَدَأَ ٱلتَّكَبُّرُ وَٱلتَّفْكِيرُ ٱلْخَاطِئُ يُوَجِّهَانِ قَرَارَاتِهِ. (١ صموئيل ١٠:٢١، ٢٢؛ ١٥:١٧) فَذَاتَ مَرَّةٍ، كَانَ عَلَى شَاوُلَ خَوْضُ مَعْرَكَةٍ مَعَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ. فَطَلَبَ مِنْهُ صَمُوئِيلُ أَنْ يَنْتَظِرَهُ حَتَّى يَأْتِيَ وَيُقَرِّبَ ذَبَائِحَ لِيَهْوَه وَيُعْطِيَهُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْإِرْشَادَاتِ. إِلَّا أَنَّ صَمُوئِيلَ لَمْ يَأْتِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُتَوَقَّعِ، فَٱبْتَدَأَ ٱلشَّعْبُ يَتَفَرَّقُ. إِذَّاكَ، «قَرَّبَ [شَاوُلُ] ذَبِيحَةَ ٱلْمُحْرَقَةِ». وَكَانَ ذلِكَ أَمْرًا لَا يَرْضَى عَنْهُ يَهْوَه. وَعِنْدَمَا وَصَلَ صَمُوئِيلُ، بَرَّرَ ٱلْمَلِكُ عِصْيَانَهُ قَائِلًا إِنَّهُ بِسَبَبِ تَأْخِيرِ صَمُوئِيلَ، ‹وَجَدَ نَفْسَهُ مُرْغَمًا› أَنْ يُقَرِّبَ ذَبِيحَةَ ٱلْمُحْرَقَةِ لِيَسْتَعْطِفَ وَجْهَ يَهْوَه. فَفِي نَظَرِهِ، كَانَ تَقْرِيبُ ٱلذَّبِيحَةِ أَهَمَّ مِنْ إِطَاعَةِ ٱلْإِرْشَادِ ٱلَّذِي نَالَهُ أَنْ يَنْتَظِرَ حَتَّى يَأْتِيَ صَمُوئِيلُ وَيُقَرِّبَ ٱلذَّبِيحَةَ. لِذلِكَ قَالَ لَهُ صَمُوئِيلُ: «إِنَّكَ بِحَمَاقَةٍ فَعَلْتَ، لِأَنَّكَ لَمْ تَحْفَظْ وَصِيَّةَ يَهْوَهَ إِلٰهِكَ ٱلَّتِي أَوْصَاكَ بِهَا». وَقَدْ كَلَّفَهُ عِصْيَانُ يَهْوَه رَفْضَهُ مِنَ ٱلمُلْكِ. — ١ صموئيل ١٠:٨؛ ١٣:٥-١٣.
جواهر روحية
هل تتبع ارشاد يهوه الحبي؟
١٥ وَهَلِ ٱعْتَقَدَ هذَا ٱلشَّعْبُ أَنَّ مَلِكًا بَشَرِيًّا يُمْكِنُ ٱلْوُثُوقُ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ؟ إِنَّ ٱعْتِقَادًا كَهذَا كَانَ سَيَعْنِي أَنَّهُمْ يَسْعَوْنَ وَرَاءَ أَمْرٍ بَاطِلٍ. كَمَا أَنَّهُ كَانَ سَيُعَرِّضُهُمْ لِلسَّعْيِ وَرَاءَ أَوْهَامٍ كَثِيرَةٍ أُخْرَى مِنْ نَسْجِ ٱلشَّيْطَانِ. فَٱلْمَلِكُ ٱلْبَشَرِيُّ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَقُودَهُمْ إِلَى ٱلصَّنَمِيَّةِ. وَعَبَدَةُ ٱلْأَصْنَامِ يَعْتَقِدُونَ خَطَأً أَنَّ ٱلْأَشْيَاءَ ٱلْمَلْمُوسَةَ — كَٱلْآلِهَةِ ٱلْمَصْنُوعَةِ مِنَ ٱلْخَشَبِ أَوِ ٱلْحَجَرِ — يُمْكِنُ ٱلْوُثُوقُ بِهَا أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ، ٱلْإِلهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ ٱلَّذِي خَلَقَ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ. وَلكِنَّ ٱلْأَصْنَامَ ‹لَيْسَتْ بِشَيْءٍ› كَمَا ذَكَرَ بُولُسُ. (١ كو ٨:٤) فَهِيَ لَا تُبْصِرُ وَلَا تَسْمَعُ وَلَا تَتَكَلَّمُ وَلَا تَفْعَلُ شَيْئًا. وَفِي حِينِ أَنَّهُ يُمْكِنُ رُؤْيَتُهَا وَلَمْسُهَا، فَإِنَّ تَقْدِيمَ ٱلْعِبَادَةِ لَهَا هُوَ فِي ٱلْوَاقِعِ سَعْيٌ وَرَاءَ أَمْرٍ بَاطِلٍ، أَوْ وَهْمٍ كَاذِبٍ لَا يُؤَدِّي سِوَى إِلَى ٱلْكَارِثَةِ. — مز ١١٥:٤-٨.
١٤-٢٠ آذار (مارس)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ صموئيل ١٤–١٥
«الطاعة أفضل من الذبيحة»
يهوه يقدِّر طاعتك
٤ بِمَا أَنَّ يَهْوَه هُوَ خَالِقُنَا، فَهُوَ يَمْلِكُ كُلَّ مَا لَدَيْنَا. فَهَلْ مِنْ شَيْءٍ يُمْكِنُنَا أَنْ نُقَدِّمَهُ لَهُ؟ نَعَمْ، بِإِمْكَانِنَا أَنْ نُقَدِّمَ لَهُ أَمْرًا ثَمِينًا جِدًّا. مَا هُوَ؟ يَكْمُنُ ٱلْجَوَابُ فِي ٱلْحَضِّ ٱلتَّالِي: «يَا ٱبْنِي، كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي، لِأُجِيبَ مَنْ يُعَيِّرُنِي». (امثال ٢٧:١١) فَطَاعَتُنَا هِيَ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُمْكِنُنَا تَقْدِيمُهُ للّٰهِ. فَرَغْمَ أَنَّ لَدَيْنَا ظُرُوفًا وَخَلْفِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَةً، يُمْكِنُ لِكُلٍّ مِنَّا بِإِطَاعَتِهِ ٱللّٰهَ أَنْ يَدْحَضَ ٱدِّعَاءَ ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ ٱلْبَاطِلَ أَنَّ ٱلْبَشَرَ لَا يُحَافِظُونَ عَلَى وَلَائِهِمْ للّٰهِ فِي ٱلْمِحَنِ. فَمَا أَرْوَعَ هذَا ٱلِٱمْتِيَازَ!
بص «الطاعة»
الطاعة
لا بديل للطاعة، فمستحيل ان يُرضي الشخص اللّٰه من دونها. قال صموئيل للملك شاول: «هل مسرة يهوه بالمحرقات والذبائح كما بإطاعة [احدى صيغ شاماع] قول يهوه؟ ها ان الطاعة [حرفيا، السماع] افضل من الذبيحة، والاصغاء افضل من شحم الكباش». (١ صم ١٥:٢٢) وإذا لم يطع الشخص كلمة يهوه، فهو في الحقيقة يرفضها، ويُظهر انه لا يؤمن ولا يثق بها ولا بمصدرها. لذا لا فرق بين الذي لا يطيع يهوه والذي يمارس العرافة او يعبد الاصنام. (١ صم ١٥:٢٣؛ قارن رو ٦:١٦.) ولا فائدة ان يقول الشخص فقط انه سيفعل ما هو مطلوب لكنه لا يفعله؛ فتقصيره هذا يدل على قلة ايمانه بمصدر الارشادات وعدم احترامه له. (مت ٢١:٢٨-٣٢) والذي يكتفي بسماع حق اللّٰه ويوافق عليه فكريا فقط، دون ان يفعل ما هو مطلوب، يخدع نفسه بتفكير باطل ولا ينال اي بركات. (يع ١:٢٢-٢٥) وقد اوضح ابن اللّٰه ان الذي يفعل امورا تشبه ما يطلبه اللّٰه، ولكن بطريقة خاطئة او بدافع خاطئ كما يتضح، لن يدخل الملكوت ابدا بل سيُرفض. — مت ٧:١٥-٢٣.
جواهر روحية
بص «الرأفة، الحنان»
الرأفة، الحنان
والاستسلام للضغط لإظهار الرأفة حين يكون ذلك مخالفا لمشيئة اللّٰه له نتائج رديئة. وهذا يوضحه ما حصل مع الملك شاول عندما حان الوقت لتنفيذ دينونة اللّٰه في العماليقيين، اول شعب هاجم دون مبرِّر الاسرائيليين بعد خروجهم من مصر. فقد امر يهوه شاول ان لا يترأف عليهم. لكن شاول استسلم لضغط الشعب ولم ينفذ كاملا ما طلبه منه يهوه. لذلك لم يعد يهوه يريده ان يكون ملكا. (١ صم ١٥:٢-٢٤) وكي يتجنب المرء ارتكاب الخطإ كشاول وخسارة رضى يهوه، يجب ان ينمي تقديرا عميقا لطرق يهوه الصائبة ويضع ولاءه له في المقام الاول.
٢١-٢٧ آذار (مارس)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ صموئيل ١٦–١٧
«الحرب ليهوه»
«الحرب ليهوه»
وكي يطمئنَّ قلب شاول، روى له داود كيف قتل الاسد والدب. فهل كان يتباهى؟ كلا، لأنه لم ينسب الفضل الى نفسه، بل قال: «ان يهوه، الذي انقذني من يد الاسد ومن يد الدب، هو ينقذني من يد هذا الفلسطي». فوافق شاول اخيرا وقال له: «اذهب وليكن يهوه معك». — ١ صموئيل ١٧:٣٧.
كيف ننمي ايمانا قويا مثل داود؟ لم يكن ايمانه مبنيا على امنيات وأوهام، بل على المعرفة والخبرة. فقد عرف ان يهوه يحمي خدامه بمحبة ويفي بوعوده دائما. نحن ايضا، كي نبني ايمانا متينا، علينا ان نستمر في التعلم عن اللّٰه من خلال درس الكتاب المقدس. وحين نعيش بحسب ما نتعلمه، نحصد فوائد كثيرة. وهذه الفوائد تقوِّي بدورها ايماننا. — عبرانيين ١١:١.
«الحرب ليهوه»
فأجابه داود بكلمات تُعد من اعظم تعابير الايمان حتى يومنا، قائلا: «انت تأتيني بسيف ورمح ومزراق، اما انا فآتيك باسم يهوه الجنود، إله صفوف اسرائيل، الذي عيَّرته». فقدرة البشر وأسلحتهم لا تساوي شيئا في نظر داود. لقد استهان جليات بيهوه، ويهوه لن يسكت. حقا، ان «الحرب ليهوه» كما قال داود. — ١ صموئيل ١٧:٤٥-٤٧.
دون شك، ادرك داود حجم جليات وقوة سلاحه. الا انه لم يسمح للخوف ان يعشش في قلبه. ولم يقع في الفخ الذي وقع فيه شاول وجيشه. فهو لم يقارن قدرة جليات بقدرته هو، بل بقدرة يهوه. صحيح ان جليات كان اطول من كل الرجال اذ قارب طوله الثلاثة امتار، لكنَّه متناهي الصغر مقارنة مع سيد الكون. فبالنسبة الى يهوه، لم يكن جليات مختلفا عن اي انسان آخر. انه اشبه بنملة يقدر ان يدوسها في لحظة.
«الحرب ليهوه»
اليوم، لا يشترك خدام اللّٰه في الحروب. فذاك الزمن قد مضى. (متى ٢٦:٥٢) الا اننا لا نزال بحاجة الى الاقتداء بإيمان داود. فيجب ان يكون يهوه إلها حقيقيا في نظرنا، وألا نعبد او نخاف احدا سواه. صحيح ان مشاكلنا قد تكون احيانا اقوى منا، لكنَّ قدرة يهوه غير المحدودة اعظم من اي مشكلة. فإذا خدمناه واتكلنا عليه مثل داود، لن نهاب شيئا. فيد يهوه قادرة على قهر كل الصعاب.
جواهر روحية
بص «شاول»
شاول
في وقت لاحق، وبعد مسح داود ملكا مقبلا على اسرائيل، فارق روح يهوه شاول. ومنذ ذلك الحين فصاعدا «روّعه روح رديء من يهوه». فإذ نزع يهوه روحه من شاول، اتاح لروح رديء ان يتملكه، حارما اياه سلام العقل ومثيرا مشاعره وتفكيره وخياله بطريقة خاطئة. وقد دل عدم اطاعته يهوه على ميل رديء في العقل والقلب لم يحمِه روح اللّٰه منه او يمنحه اية قوة ليقاومه. ولكن بما ان يهوه سمح ‹للروح الرديء› بأن يحل محل روحه ويروِّع شاول، كان من الممكن القول انه «روح رديء من يهوه»، وقد اشار اليه خدام شاول بأنه «روح رديء من اللّٰه». وعملا بنصيحة احد غلمانه، طلب شاول ان يصبح داود عازف بلاطه ليهدئه حين يزعجه «الروح الرديء». — ١ صم ١٦:١٤-٢٣؛ ١٧:١٥.
٢٨ آذار (مارس)–٣ نيسان (أبريل)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ صموئيل ١٨–١٩
«إبقَ متواضعًا حين تنجح»
اتَّكل على روح اللّٰه للتكيُّف مع ظروف الحياة المتغيِّرة
٤ سرعان ما صار هذا الراعي الغلام مشهورا في بلده. فقد دُعي ليكون في خدمة الملك ويعزف له الموسيقى. كما انه قتل جليات المحارب، عملاق شرس جدا لم يجرأ حتى جنود اسرائيل المتمرسون على مواجهته. بعد ذلك، عُيِّن داود قائدا لرجال الحرب، فحارب الفلسطيين وهزمهم. وقد احبه الشعب وألّفوا اغاني لمدحه. وكان احد مشيري الملك شاول قد وصف الحدث داود ليس فقط بأنه «يُحسن الضرب» على العود، بل ايضا بأنه «جبار بأس ورجل حرب وفصيح ورجل جميل». — ١ صموئيل ١٦:١٨؛ ١٧:٢٣، ٢٤، ٤٥-٥١؛ ١٨:٥-٧.
هل تميِّز الفرق؟
٦ يَتَكَبَّرُ ٱلْبَعْضُ بِسَبَبِ جَمَالِهِمْ، شَعْبِيَّتِهِمْ، قُوَّتِهِمْ، مَوْهِبَتِهِمِ ٱلْمُوسِيقِيَّةِ، أَوْ مَرْكَزِهِمِ ٱلرَّفِيعِ. وَدَاوُدُ جَمَعَ بَيْنَ كُلِّ هٰذِهِ ٱلْمِيزَاتِ، لٰكِنَّهُ بَقِيَ مُتَوَاضِعًا طَوَالَ حَيَاتِهِ. مَثَلًا، بَعْدَمَا قَتَلَ جُلْيَاتَ وَعَرَضَ عَلَيْهِ ٱلْمَلِكُ شَاوُلُ أَنْ يُزَوِّجَهُ ٱبْنَتَهُ، قَالَ: «مَنْ أَنَا وَمَنْ هُمْ أَهْلِي، عَشِيرَةُ أَبِي، فِي إِسْرَائِيلَ، حَتَّى أُصْبِحَ صِهْرًا لِلْمَلِكِ؟». (١ صم ١٨:١٨) فَمَاذَا سَاعَدَهُ أَلَّا يَتَكَبَّرَ؟ عَرَفَ دَاوُدُ أَنَّ ٱلصِّفَاتِ وَٱلْمَهَارَاتِ وَٱلِٱمْتِيَازَاتِ ٱلَّتِي تَمَتَّعَ بِهَا هِيَ بِفَضْلِ تَوَاضُعِ يَهْوَهَ وَٱهْتِمَامِهِ بِهِ. (مز ١١٣:٥-٨) لَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ كُلَّ مَا لَدَيْهِ هُوَ مِنْ يَهْوَهَ. — قارن ١ كورنثوس ٤:٧.
٧ مِثْلَ دَاوُدَ، نَسْعَى نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ. فَسَيِّدُ ٱلْكَوْنِ، يَهْوَهُ ٱللّٰهُ، يَرْسُمُ لَنَا ٱلْمِثَالَ فِي ٱلتَّوَاضُعِ. (مز ١٨:٣٥) وَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نُطَبِّقَ ٱلنَّصِيحَةَ: «اِلْبَسُوا عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ، وَٱللُّطْفَ، وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ، وَٱلْوَدَاعَةَ، وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ». (كو ٣:١٢) وَٱلْمَحَبَّةُ «لَا تَتَبَجَّحُ، وَلَا تَنْتَفِخُ». (١ كو ١٣:٤) كَمَا أَنَّ تَوَاضُعَنَا يُمْكِنُ أَنْ يَجْذِبَ ٱلنَّاسَ إِلَى إِلٰهِنَا، مِثْلَمَا تَرْبَحُ ٱلزَّوْجَةُ زَوْجَهَا غَيْرَ ٱلْمُؤْمِنِ بِسُلُوكِهَا ٱلْجَيِّدِ. — ١ بط ٣:١.
جواهر روحية
بص «النبي»
النبي
مع ان الانبياء كانوا معيَّنين بروح يهوه، يبدو انهم لم يتكلموا دائمًا بوحي منه. بل ‹وقع عليهم روح يهوه› في اوقات معيَّنة وأعطاهم رسائل ليعلنوها. (حز ١١:٤، ٥؛ مي ٣:٨) وحين عمل فيهم، دفعهم ان يتكلموا. (١ صم ١٠:١٠؛ ار ٢٠:٩؛ عا ٣:٨) ولم تكن تصرفاتهم فقط غير عادية، بل اظهر اسلوبهم وتعابيرهم قوة مميزة ومشاعر خارجة عن المألوف. وهذا قد يفسِّر الى حد ما لماذا يُقال عن اشخاص انهم «يتصرفون كالأنبياء». (١ صم ١٠:٦-١١؛ ١٩:٢٠-٢٤؛ ار ٢٩:٢٤-٣٢؛ قارن اع ٢:٤، ١٢-١٧؛ ٦:١٥؛ ٧:٥٥) وتركيزهم الكامل على تعيينهم وجرأتهم وحماستهم ربما جعلت تصرفاتهم تبدو غريبة، او حتى جنونية. وقد نظر رؤساء الجيش بهذه الطريقة الى النبي الذي اتى ليعيِّن ياهو ملكا. ولكن عندما عرفوا انه نبي، اخذوا رسالته بكل جدية. (٢ مل ٩:١-١٣؛ قارن اع ٢٦:٢٤، ٢٥.) وحين كان شاول يطارد داود، «تصرف هو ايضا كنبي»، فخلع ثيابه وبقي «عريانا طوال ذلك النهار والليل»، وآنذاك هرب داود كما يبدو. (١ صم ١٩:١٨–٢٠:١) وهذا لا يعني ان الانبياء كانوا يبقون عراة مرات كثيرة، لأن الكتاب المقدس يُظهر العكس. فالنبيان الآخران المذكور في الكتاب المقدس انهما مشيا عريانين، فعلا ذلك كي يعبِّرا عن وجه معيَّن من نبوتهما. (اش ٢٠:٢-٤؛ مي ١:٨-١١) ولا يذكر الكتاب المقدس لماذا خلع شاول ثيابه. فهل حصل ذلك ليبدو انه مجرد إنسان، نُزعت عنه ثيابه الملكية، وصار ضعيفا امام سلطة يهوه وقوَّته العظيمة او لسبب آخر؟ الجواب غير معروف.
٤-١٠ نيسان (أبريل)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ صموئيل ٢٠–٢٢
«كيف تكون صديقًا حقيقيًّا؟»
ابنِ صداقات قوية قبل ان تأتي النهاية
١٨وَٱلْيَوْمَ، يُوَاجِهُ إِخْوَتُنَا مَصَاعِبَ عَدِيدَةً. مَثَلًا، يُعَانِي كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْحُرُوبِ أَوِ ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ. فِي أَوْقَاتٍ كَهٰذِهِ، قَدْ نَفْتَحُ بُيُوتَنَا لَهُمْ أَوْ نُسَاعِدُهُمْ مَادِّيًّا. وَلٰكِنْ بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِمْ. وَإِذَا عَلِمْنَا أَنَّ أَخًا كَئِيبٌ، فَرُبَّمَا لَا نَعْرِفُ مَاذَا نَقُولُ أَوْ مَاذَا نَفْعَلُ. لٰكِنْ نَقْدِرُ جَمِيعًا أَنْ نُسَاعِدَ. مَثَلًا، قَدْ نَقْضِي وَقْتًا مَعْهُ، نَسْتَمِعُ إِلَيْهِ، نَتَعَاطَفُ مَعْهُ، أَوْ نَقْرَأُ لَهُ آيَةً مُعَزِّيَةً نُحِبُّهَا. (اش ٥٠:٤) فَٱلْمُهِمُّ هُوَ أَنْ نَكُونَ بِجَانِبِ أَصْدِقَائِنَا عِنْدَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْنَا. — اقرإ الامثال ١٧:١٧.
اسلك في طرق يهوه
٧ يَتَوَقَّعُ ٱللّٰهُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ جَدِيرِينَ بِٱلثِّقَةِ. (ام ١٧:١٧) لَقَدْ رَبَطَتْ صَدَاقَةٌ حَمِيمَةٌ بَيْنَ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ ٱبْنِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ. فَحِينَ سَمِعَ يُونَاثَانُ أَنَّ دَاوُدَ قَتَلَ جُلْيَاتَ، تَعَلَّقَتْ «نَفْسُ يُونَاثَانَ . . . بِنَفْسِ دَاوُدَ، وَأَحَبَّهُ يُونَاثَانُ كَنَفْسِهِ». (١ صم ١٨:١، ٣) حَتَّى إِنَّهُ حَذَّرَهُ حِينَ نَوَى شَاوُلُ أَنْ يَقْتُلَهُ. وَبَعْدَ هَرَبِ دَاوُدَ، ٱلْتَقَاهُ يُونَاثَانُ وَقَطَعَ مَعَهُ عَهْدًا. وَمَعَ أَنَّهُ كَادَ يَخْسَرُ حَيَاتَهُ بِسَبَبِ تَكَلُّمِهِ مَعَ شَاوُلَ عَنْ دَاوُدَ، لَمْ يَمْنَعْ ذلِكَ هذَيْنِ ٱلصَّدِيقَيْنِ مِنَ ٱللِّقَاءِ وَتَجْدِيدِ أَوَاصِرِ ٱلصَّدَاقَةِ بَيْنَهُمَا. (١ صم ٢٠:٢٤-٤١) وَفِي لِقَاءِ يُونَاثَانَ بِدَاوُدَ آخِرَ مَرَّةٍ، «شَدَّدَ يَدَهُ بِٱللّٰهِ». — ١ صم ٢٣:١٦-١٨.
المحافظة على اواصر الصداقة في عالم خالٍ من المحبة
١١ كُنْ وَلِيًّا. كَتَبَ سُلَيْمَانُ: «اَلرَّفِيقُ ٱلْحَقِيقِيُّ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَهُوَ أَخٌ لِلشِّدَّةِ يُولَدُ». (ام ١٧:١٧) رُبَّمَا كَانَ سُلَيْمَانُ، أَثْنَاءَ كِتَابَةِ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، يُفَكِّرُ فِي صَدَاقَةِ أَبِيهِ دَاوُدَ مَعَ يُونَاثَانَ. (١ صم ١٨:١) فَقَدْ أَرَادَ ٱلْمَلِكُ شَاوُلُ أَنْ يَرِثَ ٱبْنُهُ يُونَاثَانُ عَرْشَ إِسْرَائِيلَ. لكِنَّ يُونَاثَانَ قَبِلَ ٱخْتِيَارَ يَهْوَه لِدَاوُدَ مَلِكًا. فَلَمْ يَحْسُدْ دَاوُدَ كَأَبِيهِ، وَلَا ٱغْتَاظَ مِنَ ٱلْمَدْحِ ٱلَّذِي نَالَهُ صَدِيقُهُ. كَمَا أَنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْ مَا ٱفْتَرَاهُ أَبُوهُ عَلَى دَاوُدَ. (١ صم ٢٠:٢٤-٣٤) فَهَلْ نَقْتَدِي بِيُونَاثَانَ؟ هَلْ نَفْرَحُ لِأَصْدِقَائِنَا إِذَا نَالُوا ٱمْتِيَازًا؟ هَلْ نُعَزِّيهِمْ وَنَقِفُ إِلَى جَانِبِهِمْ حِينَ يَمُرُّونَ بِمَشَقَّاتٍ؟ وَهَلْ نُدَافِعُ عَنْهُمْ بِوَلَاءٍ كَمَا فَعَلَ يُونَاثَانُ، أَمْ نُصَدِّقُ بِسُرْعَةٍ أَيَّ ثَرْثَرَةٍ مُؤْذِيَةٍ نَسْمَعُهَا عَنْهُمْ.
جواهر روحية
نقاط بارزة من سفر صموئيل الاول
٢١:١٢، ١٣. يتوقع يهوه منا ان نستخدم قوانا وقدراتنا العقلية لمعالجة الاوضاع الصعبة التي نواجهها في الحياة. فقد منحنا كلمته الملهمة التي تعطينا النباهة، المعرفة، والمقدرة التفكيرية. (امثال ١:٤) ولدينا ايضا المساعدة التي يزوِّدنا بها الشيوخ المسيحيون المعيَّنون.
١٨-٢٤ نيسان (أبريل)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ صموئيل ٢٣–٢٤
«إنتظِر يهوه بصبر»
اتَّكل على روح اللّٰه للتكيُّف مع ظروف الحياة المتغيِّرة
٨ إلا ان داود رفض ان يؤذي شاول. فإيمانه وصبره جعلاه يرضى بترك الامور بين يدي يهوه. وبعدما غادر الملك الكهف، ناداه داود وقال: «يقضي الرب بيني وبينك وينتقم لي الرب منك ولكن يدي لا تكون عليك». (١ صموئيل ٢٤:١٢) فرغم معرفته ان شاول هو المخطئ، لم ينتقم لنفسه او يوجِّه اليه كلاما مهينا او يتكلم عنه بازدراء. وفي مرات عديدة اخرى، ضبط داود نفسه لئلا يثأر لنفسه واتَّكل على يهوه لتقويم الامور. — ١ صموئيل ٢٥:٣٢-٣٤؛ ٢٦:١٠، ١١.
هل تتحكم ظروفك بحياتك؟
الدرس الثالث هو ان ننتظر يهوه عوض ان نحاول تغيير ظروفنا بطريقة تخالف الاسفار المقدسة. كتب التلميذ يعقوب: «ليكن للاحتمال عمله التام، لتكونوا تامين وسلماء من كل النواحي، غير ناقصين في شيء». (يعقوب ١:٤) فينبغي ان يكون لاحتمالنا «عمله التام»، وذلك باحتمال المحنة الى النهاية دون ان نحاول انهاءها بسرعة باللجوء الى وسيلة لا تنسجم مع الاسفار المقدسة. عندئذ سيُمتحَن ايماننا ويمحَّص وتظهر قوته الداعمة. لقد تحلّى يوسف وداود بهذا النوع من الاحتمال. فلم يحاولا ايجاد حلّ يمكن ان يُغضِب يهوه، بل عملا على الاستفادة من ظروفهما قدر المستطاع وانتظرا يهوه. ويا للبركات التي حظيا بها! فقد استخدمهما يهوه لإنقاذ وقيادة شعبه. — تكوين ٤١:٣٩-٤١؛ ٤٥:٥؛ ٢ صموئيل ٥:٤، ٥.
قد نواجه نحن ايضا حالات نميل فيها الى استخدام حلول لا تنسجم مع الاسفار المقدسة. على سبيل المثال، هل تشعر بالتثبط لأنك لم تجد حتى الآن رفيق زواج مناسبا؟ اذا كان الامر كذلك، فتجنب ايّ ميل الى عصيان امر يهوه الذي يقتضي ان تتزوج «في الرب فقط». (١ كورنثوس ٧:٣٩) وهل تواجه مشاكل في زواجك؟ جاهد انت ورفيق زواجك لتخطي المصاعب عوض الاذعان لروح العالم الذي يشجِّع على الهجر والطلاق. (ملاخي ٢:١٦؛ افسس ٥:٢١-٣٣) وهل تواجه المصاعب في إعالة عائلتك بسبب وضعك الاقتصادي؟ يشمل انتظار يهوه تجنب القيام بأعمال مشكوك فيها او غير شرعية بهدف كسب المال. (مزمور ٣٧:٢٥؛ عبرانيين ١٣:١٨) نعم، علينا جميعا ان نعمل بكد للاستفادة من ظروفنا قدر المستطاع وأن نبذل الجهد لننال بركة يهوه. وفيما نقوم بذلك، لنصمم ان ننتظر يهوه لنيل الحل المثالي. — ميخا ٧:٧
جواهر روحية
لا يحرمْك شيء من الجائزة
١١ لٰكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱللُّطْفَ يُسَاعِدَانِنَا أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْغَيْرَةَ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ: «اَلْمَحَبَّةُ طَوِيلَةُ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفَةٌ. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَغَارُ». (١ كو ١٣:٤) وَلِكَيْلَا تَتَأَصَّلَ ٱلْغَيْرَةُ فِينَا، يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى إِخْوَتِنَا مِثْلَمَا يَنْظُرُ يَهْوَهُ إِلَيْهِمْ. فَهُوَ يَعْتَبِرُنَا جَمِيعًا أَعْضَاءً فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ يُمَثِّلُ ٱلْجَمَاعَةَ. تَقُولُ كَلِمَتُهُ: «إِذَا تَمَجَّدَ عُضْوٌ، تَفْرَحُ مَعَهُ سَائِرُ ٱلْأَعْضَاءِ». (١ كو ١٢:١٦-١٨، ٢٦) فَيَجِبُ أَنْ نَفْرَحَ لِفَرَحِ إِخْوَتِنَا، بَدَلَ أَنْ نَغَارَ مِنْهُمْ. وَيُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ رَسَمَ لَنَا مِثَالًا جَيِّدًا. فَهُوَ لَمْ يَحْسُدْ دَاوُدَ حِينَ عَيَّنَهُ يَهْوَهُ وَرِيثًا لِلْعَرْشِ. بَلْ شَجَّعَهُ وَوَقَفَ إِلَى جَانِبِهِ. (١ صم ٢٣:١٦-١٨) فَهَلْ نَتَمَثَّلُ بِلُطْفِ يُونَاثَانَ وَمَحَبَّتِهِ؟
٢٥ نيسان (أبريل)–١ أيار (مايو)
كنوز من كلمة اللّٰه | ١ صموئيل ٢٥–٢٦
«هل تتسرع في قراراتك؟»
تصرفتْ بفطنة
١٠ وَكَيْفَ عَامَلُوا هٰؤْلَاءِ ٱلرُّعْيَانَ؟ لَمْ يَكُنْ صَعْبًا أَنْ يَسْرِقُوا مِنْهُمْ شَاةً بَيْنَ ٱلْفَيْنَةِ وَٱلْأُخْرَى، غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئًا مِنْ هٰذَا ٱلْقَبِيلِ. بِٱلْأَحْرَى، كَانُوا أَشْبَهَ بِسُورٍ حَمَى غَنَمَ نَابَالَ وَخُدَّامَهُ. (اقرأ ١ صموئيل ٢٥:١٥، ١٦.) فَٱلرُّعَاةُ وَقُطْعَانُهُمْ تَعَرَّضُوا آنَذَاكَ لِمَخَاطِرَ جَمَّةٍ، سَوَاءٌ مِنَ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلضَّارِيَةِ ٱلَّتِي زَخَرَتْ بِهَا ٱلْمِنْطَقَةُ، أَوْ مِنَ ٱلْهَجَمَاتِ ٱلْمُتَكَرِّرَةِ ٱلَّتِي شَنَّهَا ٱلْغُزَاةُ وَٱللُّصُوصُ ٱلْغُرَبَاءُ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَدْخُلُونَ إِسْرَائِيلَ مِنْ حُدُودِهَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ ٱلْقَرِيبَةِ جِدًّا.
١١ طَبْعًا، لَمْ يَكُنْ سَهْلًا أَلْبَتَّةَ أَنْ يُؤَمِّنَ دَاوُدُ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ طَعَامًا لِكُلِّ رِجَالِهِ. لِذَا أَرْسَلَ ذَاتَ يَوْمٍ عَشَرَةَ رُسُلٍ إِلَى نَابَالَ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ. وَٱخْتَارَ بِحِكْمَةٍ أَنْ يَلْتَمِسَ طَلَبَهُ هٰذَا فِي مَوْسِمِ جَزِّ ٱلْغَنَمِ ٱلَّذِي كَانَ مُنَاسَبَةً مُبْهِجَةً ٱعْتَادَ ٱلنَّاسُ خِلَالَهَا أَنْ يُقِيمُوا ٱلْوَلَائِمَ وَيُجْزِلُوا ٱلْعَطَاءَ. كَمَا حَرِصَ عَلَى ٱنْتِقَاءِ كَلِمَاتِهِ، مُسْتَخْدِمًا تَعَابِيرَ لَطِيفَةً وَأُسْلُوبًا مُهَذَّبًا فِي ٱلْمُخَاطَبَةِ. حَتَّى إِنَّهُ أَشَارَ إِلَى نَفْسِهِ بِٱلتَّعْبِيرِ «ٱبْنِكَ دَاوُدَ»، رُبَّمَا ٱحْتِرَامًا لِهٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا. وَلٰكِنْ كَيْفَ أَجَابَ نَابَالُ ٱلرُّسُلَ ٱلْعَشَرَةَ؟ — ١ صم ٢٥:٥-٨.
١٢ لَقَدِ ٱحْتَدَمَ غَيْظُهُ «فَثَارَ عَلَيْهِمْ وَٱنْتَهَرَهُمْ»، حَسْبَمَا ذَكَرَ ٱلْفَتَى ٱلَّذِي لَجَأَ إِلَى أَبِيجَايِلَ، كَمَا يَرِدُ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْفَصْلِ. وَعَبَّرَ عَنِ ٱمْتِعَاضِهِ مِنْ طَلَبِهِمْ وَتَبَاخَلَ عَلَيْهِمْ بِخُبْزِهِ وَمَائِهِ وَذَبِيحِهِ. وَٱسْتَهْزَأَ أَيْضًا بِدَاوُدَ وَحَقَّرَهُ وَاصِفًا إِيَّاهُ بِٱلْخَادِمِ ٱلْهَارِبِ. وَلَعَلَّ نَظْرَتَهُ هٰذِهِ شَبِيهَةٌ بِنَظْرَةِ شَاوُلَ ٱلَّذِي أَبْغَضَ دَاوُدَ. فَكِلَاهُمَا لَمْ يَمْتَلِكْ نَظْرَةَ يَهْوَهَ ٱلَّذِي أَحَبَّ دَاوُدَ وَرَأَى فِيهِ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، لَا عَبْدًا مُتَمَرِّدًا. — ١ صم ٢٥:١٠، ١١، ١٤.
تصرفتْ بفطنة
١٨ لَقَدْ تَحَمَّلَتْ مَسْؤُولِيَّةَ مَا حَدَثَ وَنَاشَدَتْهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهَا شَخْصِيًّا. وَقَالَتْ بِصَرِيحِ ٱلْعِبَارَةِ إِنَّ زَوْجَهَا غَبِيٌّ مِثْلُ ٱسْمِهِ، وَرُبَّمَا قَصَدَتْ بِذٰلِكَ أَنَّ دَاوُدَ أَسْمَى مِنْ أَنْ يُلَطِّخَ يَدَيْهِ بِرَجُلٍ كَهٰذَا. وَعَبَّرَتْ أَيْضًا عَنْ ثِقَتِهَا بِهِ بِوَصْفِهِ مُمَثِّلَ يَهْوَهَ، مُدْرِكَةً أَنَّهُ «يُحَارِبُ حُرُوبَ يَهْوَهَ». كَمَا بَيَّنَتْ أَنَّهَا عَلَى عِلْمٍ بِوَعْدِ ٱللّٰهِ أَنْ يُوَلِّيَهُ ٱلْمُلْكَ. فَقَدْ قَالَتْ: «يُقِيمُكَ يَهْوَهُ قَائِدًا عَلَى إِسْرَائِيلَ». فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، حَثَّتْهُ أَلَّا يَتَّخِذَ أَيَّ خُطْوَةٍ قَدْ تَجْعَلُهُ مُذْنِبًا بِسَفْكِ ٱلدَّمِ، أَوْ تُصْبِحُ لَاحِقًا «مَصْدَمَةً» لَهُ، إِشَارَةً كَمَا يَتَّضِحُ إِلَى عَذَابِ ٱلضَّمِيرِ. (اقرأ ١ صموئيل ٢٥:٢٤-٣١.) فَمَا أَلْطَفَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ وَمَا أَحْلَى وَقْعَهَا فِي ٱلنَّفْسِ!
جواهر روحية
تصرفتْ بفطنة
١٦ فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّهَا كَانَتْ تَتَمَرَّدُ عَلَى حَقِّهِ فِي ٱلرِّئَاسَةِ؟ كَلَّا. لَا نَنْسَ أَنَّ نَابَالَ ٱرْتَكَبَ شَرًّا ضِدَّ خَادِمٍ مَسَحَهُ يَهْوَهُ، تَصَرُّفٌ كَانَ سَيُودِي بِحَيَاةِ ٱلْعَدِيدِ مِنْ أَفْرَادِ بَيْتِ نَابَالَ ٱلْأَبْرِيَاءِ. وَلَوْ لَمْ تَتَدَخَّلْ أَبِيجَايِلُ، لَٱعْتُبِرَتْ رُبَّمَا شَرِيكَةً فِي ذَنْبِ زَوْجِهَا. لِذَا وَجَبَ عَلَيْهَا فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ أَنْ تُعْطِيَ خُضُوعَهَا لِلّٰهِ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ عَلَى خُضُوعِهَا لِزَوْجِهَا.