مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع ١١/‏٠٦ ص ٢١-‏٢٣
  • من كل شدائدي خلَّصني يهوه

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • من كل شدائدي خلَّصني يهوه
  • استيقظ!‏ ٢٠٠٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الحصول على الاجوبة اخيرا!‏
  • النجاة من الرصاص والانفجارات
  • رفضت حمل السلاح
  • القوة لاحتمال المزيد من المحن
  • امتيازات رائعة ورفيقة مميزة
  • حياتي اليوم
  • ايجاد شيء دائما لفعله من اجل يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٩
  • من مجاهِد سياسي الى مسيحي حيادي
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢
  • ‏«تعلمت الكثير من الآخرين»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢١
  • اكثر من ٥٠ سنة من ‹العبور›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
المزيد
استيقظ!‏ ٢٠٠٦
ع ١١/‏٠٦ ص ٢١-‏٢٣

من كل شدائدي خلَّصني يهوه

كما رواه جان كلود فرنسوا

قضيت سبع سنين في ما يزيد عن اثني عشر سجنا بسبب ضميري المدرَّب على الكتاب المقدس.‏ لكني أعتبر ان اللّٰه انعم علي ببركته رغم كل العذابات التي مررت بها.‏ دعني اوضح لك السبب.‏

ولدتُ في ٩ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٣٧ في مدينة الجزائر.‏ في تلك الاثناء،‏ كانت الجزائر خاضعة للحكم الفرنسي،‏ وكان والدي ضابطا في الجيش الفرنسي.‏ وقد اضطر بحكم عمله الى القيام بأسفار عديدة الى سوريا والعراق ولبنان ومصر.‏ لذلك كان يغيب احيانا طوال شهور،‏ مما جعله لا يمضي مع اولاده الخمسة إلّا الوقت القليل.‏

احببت المدرسة كثيرا وقد نلت علامات جيدة.‏ ولكن كانت تحيّرني دوما اسئلة مثل:‏ ‹لماذا نموت؟‏ ولمَ الشر موجود إنْ كان اللّٰه كلي القدرة وصالحا؟‏›.‏ غير ان الاجوبة التي وجدتها لم تشفِ غليلي.‏ كما كنت اتوق الى معرفة كيف اتت الحياة الى الوجود.‏ فبدت نظرية داروين عن التطور التفسير المنطقي الوحيد،‏ لذلك اصبحت ملحدا بمرور الوقت.‏

الحصول على الاجوبة اخيرا!‏

سنة ١٩٥٤،‏ اعطاني صديق لي يُدعى جورج،‏ وهو واحد من شهود يهوه،‏ كراسا بعنوان التطور ضد العالم الجديد،‏ فقرأته بنهم.‏a لم يفضح هذا الكراس عيوب نظرية التطور فحسب،‏ بل اظهر ايضا ان سجل الاحافير يدعم رواية سفر التكوين التي تقول ان اللّٰه خلق كل الكائنات الحية «بحسب اجناسها».‏ (‏تكوين ١:‏١٢،‏ ٢٥‏)‏ على الرغم من ذلك،‏ استمرَّت مسألة وجود الشر تحيّرني فترة من الوقت.‏

كان جورج فاتحا،‏ اي خادما كامل الوقت،‏ يخصص معظم وقته لتعليم الناس الكتاب المقدس،‏ كتابا لم اكن قد قرأته من قبل.‏ ففكرت:‏ ‹هل يمكن ان يجيب جورج عن تساؤلاتي؟‏›.‏ زرت صديقي في شقته الصغيرة حيث كان يعيش مع فاتحين آخرين.‏ وخلال هذه الزيارة،‏ نلت اجوبة مؤسسة على الكتاب المقدس عن الكثير من اسئلتي.‏ بعد ذلك،‏ بدأت ادرس الكتاب المقدس بطريقة منظمة وقد استمتعت كثيرا بهذا الدرس.‏ ومذّاك لم اكفّ عن التنقيب في كلمة اللّٰه بحثا عن كنوزها المقوية للايمان.‏ —‏ امثال ٢:‏١-‏٥‏.‏

بدأت ايضا احضر بعض الاجتماعات المسيحية التي كانت تُعقد في الطابق السفلي لأحد المطاعم في وسط مدينة الجزائر.‏ وقد رحّب الشهود بي ترحيبا حارا،‏ ومع الوقت صار حضوري الاجتماعات منتظما.‏ وعندما أُعلن ان اجتماعا سيُعقد في احد الشوارع،‏ قررت ان احضره.‏ لكنني عندما وصلت،‏ ادركت ان الشهود مجتمعون لينطلقوا في الكرازة من بيت الى بيت.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٠‏)‏ مع ذلك لم اغادر الاجتماع،‏ وكانت هذه المرة الاولى التي اشترك فيها في الخدمة العلنية.‏

في المرة الثالثة التي شهدت فيها من بيت الى بيت،‏ لم يكن يرافقني احد وكنت اتكلم بمفردي مع اصحاب البيوت.‏ وعند احد الابواب استشهدتُ بآ‌ية من الكتاب المقدس حفظتها عن ظهر قلب،‏ لكنني لم استطع ان احدد مكانها.‏ فقال لي صاحب البيت:‏ «ايها الشاب،‏ تأكد من معلوماتك قبل ان تأتي لتعلِّم الآخرين»،‏ ثم اغلق الباب.‏ فانزعجت من تصرفه هذا لدرجة انني جلست على احد المقاعد ورحت ابحث عن تلك الآية التي عجزت عن ايجادها.‏ وبعد برهة عثرت عليها،‏ فعدت الى ذلك البيت وأريتها للرجل.‏

اعتمدت في ٤ آذار (‏مارس)‏ ١٩٥٦ رمزا الى انتذاري للّٰه.‏ وبعد ستة شهور كان علي ان اتخذ قرارا مهما جدا.‏ فهل كنت سأخدم كفاتح عادي ام اقبل وظيفة مدرِّس في المنطقة الداخلية من الجزائر فأقضي بذلك وقتا اقل في الخدمة؟‏ فاخترت عمل الفتح.‏

استشاط والدي غضبا حين علِم بقراري،‏ فهددني واضعا سكينا على عنقي وأمرني بالعودة الى المنزل كل ليلة.‏ كما قال لي انه لن يزوّدني بالطعام في ما بعد،‏ رغم انني كنت مصمما كل التصميم ان اتكفّل كاملا بكل نفقاتي.‏ لذلك صرت اترك المنزل في الصباح وأنا جائع،‏ آكل غدائي مع الفاتحين،‏ ثم اتناول شطيرة في المساء قبل ان اعود الى المنزل.‏

النجاة من الرصاص والانفجارات

في تلك الاثناء،‏ كانت الجزائر تخوض حربا ضروسا لنيل استقلالها عن فرنسا.‏ وكانت الانفجارات تدوّي في كل ارجاء العاصمة،‏ كما شاعت فيها ايضا العمليات الانتقامية.‏ ففي احد الشهور،‏ شهدت مدينة الجزائر اكثر من ١٠٠ انفجار.‏ وقد وُضعت المتفجرات في الباصات والحانات والمدرَّجات.‏ نتيجة لذلك،‏ باتت الخدمة صعبة جدا،‏ فالناس كانوا يخافون ان يفتحوا ابوابهم لأي كان.‏ كما تكرر فرض حظر التجوّل والتحقق من الهويات وكثُرت المداهمات.‏

في يوم الاحد الواقع فيه ٣٠ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٥٦،‏ كنت انا وعدة فاتحين آخرين نرتِّب مكان الاجتماع.‏ وفجأة انفجرت عبوة في المطعم الذي يقع فوقنا،‏ قاتلة ومشوِّهة العشرات.‏ ولكن من حسن التوفيق ان احدا منا في الطابق السفلي لم يُصَب بأذى.‏ وفي كانون الاول (‏ديسمبر)‏،‏ كنت مع احدى الاخوات نكرز في شارع يغص بالناس،‏ وإذا بسيارة تمر مسرعة ويروح ركابها يطلقون النيران من النوافذ على الحشود.‏ فاندفعنا انا والاخت الى مدخل احد المنازل،‏ وبعد ان دفعت بالاخت ارضا انبطحت انا ايضا.‏ وكان الرصاص يئزّ فوق رأسينا.‏ بعد هذه الحادثة،‏ اصبحنا نتوخى الحذر الشديد اثناء القيام بعمل الشهادة.‏

رفضت حمل السلاح

في ١ آذار (‏مارس)‏ ١٩٥٧،‏ استُدعيت الى الخدمة العسكرية.‏ وبما انني صممت ألّا اتدرب على حمل السلاح بسبب ضميري المسيحي،‏ صلّيت كي انال القوة بحيث اتمكن من التعامل مع السلطات.‏ كما طلبتُ من يهوه ان يساعدني على تجنب المواجهة مع والدي.‏ وكم شعرت بالراحة حين طُلب مني ان اذهب الى مكان بعيد جدا عن منزلي،‏ الى مدينة ليل في فرنسا.‏

وصلتُ بعد ستة ايام الى قلعة ليل،‏ قلعة تعود الى القرن السابع عشر حين كان لويس الرابع عشر ملكا على فرنسا.‏ وبعد وصولي الى هذه القلعة،‏ شرحت للضباط موقفي المحايد مستخدما الكتاب المقدس،‏ فما كان منهم إلّا ان رموني في السجن.‏ وفي صبيحة احد الايام،‏ جرّني الحرس الى خارج زنزانتي،‏ فتّشوني،‏ ووجدوا في حوزتي كتابا مقدسا صغير الحجم.‏ فبطحوني على الثلج ورموا كتابي المقدس الى جانبي.‏ ضغطوا بعقب البندقية على مؤخر رأسي،‏ وأبقوني في هذه الوضعية حوالي نصف ساعة.‏ بعد ذلك،‏ سمح لي الحرس بالاحتفاظ بالكتاب المقدس،‏ ففرحت كثيرا وما زلت احتفظ به في مكتبتي الى هذا اليوم.‏ غير ان الاساءة التي قاسيتها ذلك اليوم سببت لي مغصا عانيت منه سنين طويلة.‏

بعد ايام قليلة،‏ قرأ عليّ القائد رسالة تسلمها من والدي ورد فيها ما يلي:‏ «اجعلوه يستسلم.‏ حطِّموا معنوياته اذا لزم الامر».‏ ولأنني لم اساير،‏ رماني الضابط في زنزانة معتمة حيث نمتُ على لوح خشبي وتغطّيت بحِرام صغير.‏ ولم يكن في هذه الزنزانة مرحاضا،‏ لذلك اضطررت الى قضاء حاجتي في الزاوية.‏ كما لم استطع ان اغتسل،‏ انظف اسناني،‏ او اغسل صحني.‏ وبعد اسبوعين،‏ أُرسلت الى سجن فرين بباريس.‏

خلال الست سنوات التالية،‏ صدرَت بحقي اربعة احكام بالسجن وتنقلت بين ١٤ سجنا مختلفا.‏ وفي احد فصول الشتاء،‏ سُجنتُ في دير فونتڤرو الذي حوّل الى سجن وهو يقع في وادي اللوار ويعود تاريخه الى القرن الثاني عشر.‏ فصودرت كل ممتلكاتي فور وصولي.‏ ولأنني ألححت في طلب كتابي المقدس،‏ رماني الحرس في سجن انفرادي طوال شهر.‏ وفي هذا السجن عاد البرد،‏ عدوي اللدود الآخر،‏ يهاجمني بضراوة.‏ فتدهورت صحتي وبدأتُ اسعل وأبصق دما.‏

نُقلت بعدئذ الى سجن كانت الاوضاع فيه اقل قساوة،‏ وهو قصر توركان (‏قرب سومير)‏ حيث كان السجناء يقومون بأعمال منزلية عند رسميين متقاعدين.‏ وبين السجناء كان احمد بن بيلا الذي اصبح لاحقا رئيس الجمهورية الجزائرية.‏ فشهدت له طوال شهور عديدة.‏ وقد قال لي ذات مرة:‏ «انت مولود في مدينة الجزائر ومسجون هنا لأنك ترفض ان تحارب الجزائريين».‏ نعم،‏ لقد احترمني بسبب موقفي.‏

القوة لاحتمال المزيد من المحن

تدهورت صحتي وشخَّص الاطباء انني مصاب بالسِّل،‏ فأُرسلت الى مصحة في جنوب فرنسا حيث لازمت الفراش شهورا عديدة.‏ وقد نصحني طبيبي بإجراء عملية جراحية لإزالة الرئة المصابة،‏ فوافقت على الخضوع للعملية شرط ‹الامتناع عن الدم›.‏ (‏اعمال ١٥:‏٢٩‏)‏ فغضب ورفض ان يجريها لي.‏ كانت هذه السنة السادسة التي امضيها في السجن.‏

اضطررتُ ان اغادر المصحة في منتصف الشتاء،‏ ولم اكن املك إلا الثياب التي ارتديها.‏ ولكن كما ارسل يهوه أنيسيفورس ليساعد الرسول بولس،‏ كذلك ساعدني بواسطة احد الاخوة وهو ادولف ڠاراتوني.‏ فقد اواني الاخ ڠاراتوني وصار لي «عونا مقويا».‏ (‏كولوسي ٤:‏١١؛‏ ٢ تيموثاوس ١:‏١٦-‏١٨‏)‏ فتحسنت صحتي تدريجيا بفضله وفضل المساعدة التي نلتها من احد الاطباء في جنوب فرنسا.‏

خلال هذا الوقت،‏ توجّب علي دفع مبالغ كبيرة لم اكن اعرف كيف سأسددها.‏ ولكن في احد الايام زارتني امرأة لم ألتقِها من قبل.‏ قالت:‏ «انا محامية وقد ارسلني رئيس الجزائر السيد احمد بن بيلا لأسلِّمك هذا الطرد».‏ فأعطتني ظرفا يحتوي على مال اكثر مما يلزمني لسدّ نفقاتي.‏ فشكرت يهوه،‏ «سامع الصلاة»،‏ من كل قلبي.‏ —‏ مزمور ٦٥:‏٢‏.‏

امتيازات رائعة ورفيقة مميزة

بعد ان تحررتُ من السجن،‏ انخرطت من جديد في خدمة الفتح كامل الوقت.‏ وقد التقيت في جماعة مِلان،‏ قرب باريس،‏ اختا في الخامسة والثلاثين من عمرها اسمها أندريه موريل كانت قد ترمَّلت حين مات زوجها (‏وهو اخ ايضا)‏ في حادث سيارة.‏ فتزوَّجنا في ٢٦ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٦٤.‏ وفي ١ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٦٥،‏ عُيِّنا لنخدم كفاتحَين خصوصيين.‏ ورغم ان صحة أندريه كانت رديئة،‏ امضت ٢٨ سنة في الخدمة كامل الوقت.‏

وفي سنة ١٩٦٧،‏ عُيِّنتُ ناظر دائرة،‏ اي خادما جائلا يزور جماعات شهود يهوه بغية تشجيعها.‏ فخدمنا في جنوب فرنسا في المنطقة الممتدة من بوردو الى موناكو،‏ كما خدمنا لمدة سنة في باريس.‏ لم يكن العمل الجائل سهلا علينا بسبب صحتنا الرديئة،‏ لكننا تمكّنّا بمساعدة يهوه من خدمة اخوتنا عشرين عاما لغاية سنة ١٩٨٦،‏ وهي السنة التي عدنا فيها الى خدمة الفتح الخصوصي.‏

حياتي اليوم

ابلغ من العمر اليوم سبعين سنة تقريبا،‏ وقد تعلّمت مرارا وتكرارا ان يهوه يقوّي دائما خدامه ليحتملوا المحن.‏ فهو يقوينا،‏ مثلا،‏ من خلال كلمته الموحى بها التي احاول قراءتها كاملة مرة كل سنة.‏ —‏ اشعيا ٤٠:‏٢٨-‏٣١؛‏ روما ١٥:‏٤؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

نتشجع انا وأندريه حين يتجاوب الناس مع البشارة وينذرون حياتهم ليهوه.‏ وقد رأينا على مرّ السنوات سبعين شخصا درسنا معهم الكتاب المقدس يقومون بذلك،‏ مما جلب لنا فرحا دائما لا يوصف.‏ وعندما افكّر في حياتي الماضية،‏ أحسّ بأن صاحب المزمور عبّر عن مشاعر كل واحد منا حين قال:‏ «هذا البائس دعا،‏ ويهوه سمع.‏ ومن كل شدائده خلَّصه».‏ —‏ مزمور ٣٤:‏٦‏.‏

‏[الحاشية]‏

a اصدار شهود يهوه،‏ لكنه لم يعد يُطبع الآن.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

في السجن في قصر توركان،‏ قرب سومير

‏[الصورتان في الصفحة ٢٣]‏

مع زوجتي عام ١٩٦٧،‏ واليوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة