ايوب
٢ أَقُولُ لِلّٰهِ: ‹لَا تَحْكُمْ بِأَنِّي شِرِّيرٌ.
عَرِّفْنِي لِمَاذَا تُخَاصِمُنِي.
٣ أَيَحْسُنُ لَدَيْكَ أَنْ تُسِيءَ، +
أَنْ تَرْفُضَ عَمَلَ يَدَيْكَ، +
وَتُشْرِقَ عَلَى مَشُورَةِ ٱلْأَشْرَارِ؟
٥ هَلْ أَيَّامُكَ كَأَيَّامِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْفَانِي، +
أَمْ كَأَيَّامِ رَجُلٍ سِنُوكَ،
٦ حَتَّى تَبْحَثَ عَنْ ذَنْبِي
وَتُفَتِّشَ عَنْ خَطِيَّتِي، +
٨ يَدَاكَ صَوَّرَتَانِي وَصَنَعَتَانِي +
كُلِّي بِجُمْلَتِي، وَٱلْآنَ تَبْتَلِعُنِي!
١٠ أَمَا سَكَبْتَنِي كَٱلْحَلِيبِ
وَخَثَّرْتَنِي كَٱلْجُبْنِ؟ +
١١ كَسَوْتَنِي جِلْدًا وَلَحْمًا
وَحَبَكْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ. +
١٣ لٰكِنَّكَ خَبَّأْتَ أَشْيَاءَ فِي قَلْبِكَ،
وَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهَا عِنْدَكَ.
١٤ إِنْ كُنْتُ أَخْطَأْتُ، وَبَقِيتَ تُرَاقِبُنِي +
وَلَا تُبَرِّئُنِي مِنْ ذَنْبِي، +
١٥ إِنْ كُنْتُ فِعْلًا مُخْطِئًا، فَوَيْلٌ لِي! +
وَإِنْ مُحِقًّا، فَلَيْسَ لِي أَنْ أَرْفَعَ رَأْسِي، +
وَأَنَا شَبْعَانُ هَوَانًا وَقَدِ ٱرْتَوَيْتُ مَشَقَّةً. +
١٦ وَإِنِ ٱرْتَفَعَ مُتَكَبِّرًا، + تَصْطَادُنِي كَٱلشِّبْلِ، +
وَتَعُودُ فَتُظْهِرُ أَنَّكَ مُدْهِشٌ مَعِي.
١٧ تُجَدِّدُ شُهُودَكَ تِجَاهِي،
وَتُعَظِّمُ غَيْظَكَ عَلَيَّ.
اَلْمَشَقَّاتُ تَتَوَالَى عَلَيَّ.
١٨ فَلِمَاذَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ ٱلرَّحِمِ؟ +
لَوْ لَفَظْتُ آخِرَ أَنْفَاسِي، فَلَمْ تَرَنِي عَيْنٌ قَطُّ،
١٩ لَكُنْتُ كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ،
وَلَأُخِذْتُ مِنَ ٱلْبَطْنِ إِلَى ٱلْقَبْرِ›.
٢٠ أَلَيْسَتْ أَيَّامِي قَلِيلَةً؟ + فَلْيَكُفَّ
وَلْيُحَوِّلْ نَظَرَهُ عَنِّي، فَأَتَهَلَّلَ + قَلِيلًا
٢١ قَبْلَ أَنْ أَمْضِيَ، مِنْ غَيْرِ رَجْعَةٍ، +
إِلَى أَرْضِ ٱلظَّلَامِ وَٱلْقَتَامِ ٱلدَّامِسِ، +
٢٢ أَرْضِ قَتَامٍ كَٱلدُّجَى، قَتَامٍ دَامِسٍ
وَعَدَمِ نِظَامٍ، وَٱلْإِشْرَاقُ فِيهَا كَٱلدُّجَى».