ايوب
٢ وَأَيُّ نَصِيبٍ هُنَاكَ مِنْ عِنْدِ ٱللّٰهِ مِنْ فَوْقُ،
وَأَيُّ مِيرَاثٍ مِنْ عِنْدِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنَ ٱلْعَلَاءِ؟
٣ أَلَيْسَتِ ٱلنَّكْبَةُ لِفَاعِلِ ٱلسُّوءِ، +
وَٱلْبَلَاءُ لِمُمَارِسِي ٱلْأَذِيَّةِ؟
٤ أَلَيْسَ هُوَ يَرَى طُرُقِي +
وَيُحْصِي خُطُوَاتِي بِأَجْمَعِهَا؟
٥ إِنْ كُنْتُ قَدْ سِرْتُ مَعَ أَهْلِ ٱلْبَاطِلِ، +
وَأَسْرَعَتْ قَدَمِي إِلَى ٱلْخِدَاعِ، +
٦ فَإِنَّهُ يَزِنُنِي فِي مِيزَانٍ دَقِيقٍ، +
فَيَعْرِفُ ٱللّٰهُ ٱسْتِقَامَتِي. +
٧ إِنْ حَادَتْ خُطَايَ عَنِ ٱلطَّرِيقِ، +
وَسَارَ قَلْبِي وَرَاءَ عَيْنَيَّ، +
أَوْ لَصِقَ بِرَاحَتَيَّ عَيْبٌ، +
٨ فَلْأَزْرَعْ أَنَا وَآخَرُ يَأْكُلُ، +
وَلْيُسْتَأْصَلِ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنِّي.
٩ إِنْ كَانَ قَلْبِي قَدْ غَوِيَ عَلَى ٱمْرَأَةٍ، +
أَوْ كَمَنْتُ عَلَى مَدْخَلِ صَاحِبِي،
١٠ فَلْتَطْحَنْ زَوْجَتِي لِآخَرَ،
وَلْيَنْحَنِ عَلَيْهَا آخَرُونَ. +
١١ فَإِنَّ هٰذَا فُجُورٌ،
وَذَنْبٌ يَنْظُرُ فِيهِ ٱلْقُضَاةُ. +
١٢ لِأَنَّهُ نَارٌ تَأْكُلُ حَتَّى إِلَى ٱلْهَلَاكِ، +
وَتَتَأَصَّلُ بَيْنَ كُلِّ غَلَّتِي.
١٣ إِنْ كَانَ مِنْ عَادَتِي أَنْ أَرْفُضَ ٱلْقَضَاءَ لِعَبْدِي
أَوْ أَمَتِي فِي دَعْوَاهُمَا عَلَيَّ،
١٤ فَمَاذَا أَفْعَلُ حِينَ يَقُومُ ٱللّٰهُ؟
وَبِمَ أُجِيبُ حِينَ يَدْعُو إِلَى ٱلْحِسَابِ؟ +
١٥ أَلَيْسَ ٱلَّذِي صَنَعَنِي فِي ٱلْبَطْنِ صَنَعَهُ، +
وَوَاحِدٌ صَاغَنَا فِي ٱلرَّحِمِ؟
١٦ إِنْ كُنْتُ أَمْنَعُ ٱلْمَسَاكِينَ عَنْ مَسَرَّتِهِمْ، +
وَأُكِلُّ عَيْنَيِ ٱلْأَرْمَلَةِ، +
١٧ أَوْ كُنْتُ آكُلُ لُقْمَتِي وَحْدِي،
فَلَا يَأْكُلُ مِنْهَا ٱلْيَتِيمُ +
١٨ (إِذْ مُنْذُ حَدَاثَتِي كَبِرَ عِنْدِي كَأَنِّي أَبُوهُ،
وَإِيَّاهَا كُنْتُ أَهْدِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي)،
١٩ وَإِنْ كُنْتُ أَرَى هَالِكًا مِنْ عَدَمِ ٱللِّبَاسِ، +
أَوْ فَقِيرًا لَا كُسْوَةَ لَهُ،
٢٠ وَلَمْ يُبَارِكْنِي حَقْوَاهُ، +
وَلَا كَانَ يَسْتَدْفِئُ بِمَا يُجَزُّ + مِنْ صُوفِ حُمْلَانِي،
٢١ وَإِنْ لَوَّحْتُ بِيَدِي عَلَى ٱلْيَتِيمِ مُهَدِّدًا، +
وَأَنَا أَرَى حَاجَتَهُ إِلَى مُسَاعَدَةٍ مِنِّي فِي بَابِ ٱلْمَدِينَةِ، +
٢٢ فَلْتَسْقُطْ كَتِفِي مِنْ مَنْكِبِهَا،
وَلْتَنْكَسِرْ ذِرَاعِي مِنْ عَضُدِهَا.
٢٣ لِأَنَّ ٱلنَّكْبَةَ مِنَ ٱللّٰهِ رُعْبٌ عَلَيَّ،
وَمَا كُنْتُ لِأَقْوَى عَلَى ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ وَقَارِهِ.
٢٤ إِنْ كُنْتُ جَعَلْتُ ٱلذَّهَبَ مُعْتَمَدِي،
أَوْ قُلْتُ لِلذَّهَبِ: ‹أَنْتَ مُتَّكَلِي!›، +
٢٥ وَكُنْتُ أَفْرَحُ بِأَنَّ أَمْلَاكِي كَثِيرَةٌ، +
وَبِأَنَّ يَدِي وَجَدَتْ كَثِيرًا، +
٢٦ وَإِنْ كُنْتُ أَنْظُرُ ٱلنُّورَ حِينَ يُبْرِقُ،
أَوِ ٱلْقَمَرَ ٱلسَّنِيَّ وَهُوَ يَسِيرُ، +
٢٧ فَيَغْوَى قَلْبِي خِفْيَةً +
وَتُرْسِلُ إِلَيْهِمَا يَدِي قُبْلَةَ عِبَادَةٍ مِنْ فَمِي،
٢٨ فَهٰذَا أَيْضًا ذَنْبٌ يَنْظُرُ فِيهِ ٱلْقُضَاةُ،
لِأَنِّي أَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتُ ٱللّٰهَ مِنْ فَوْقُ.
٢٩ إِنْ كُنْتُ أَفْرَحُ بِٱنْقِرَاضِ مَنْ يُبْغِضُنِي، +
أَوْ أَشْمَتُ إِذَا أَصَابَهُ سُوءٌ، . . .
٣٠ لَا، لَمْ أَدَعْ حَنَكِي يُخْطِئُ
بِطَلَبِ لَعْنَةٍ عَلَى نَفْسِهِ. +
٣١ إِنْ لَمْ يَقُلْ أَهْلُ خَيْمَتِي:
‹مَنْ يَأْتِي بِأَحَدٍ لَمْ يَشْبَعْ مِنْ طَعَامِهِ؟›، + . . .
٣٢ غَرِيبٌ لَمْ يَبِتْ فِي ٱلشَّارِعِ، +
بَلْ تَرَكْتُ أَبْوَابِي مَفْتُوحَةً لِكُلِّ عَابِرِ سَبِيلٍ.
٣٣ إِنْ غَطَّيْتُ تَعَدِّيَاتِي كَإِنْسَانٍ +
بِإِخْفَاءِ ذَنْبِي فِي عُبِّي، . . .
٣٤ فَكُنْتُ سَأَرْتَعِدُ مِنَ ٱلْجُمْهُورِ ٱلْغَفِيرِ،
أَوْ كَانَ ٱزْدِرَاءُ ٱلْعَشَائِرِ سَيُرْهِبُنِي
فَأَسْكُتُ وَلَا أَخْرُجُ مِنَ ٱلْبَابِ.
٣٥ لَيْتَ لِي مَنْ يَسْمَعُنِي!
هٰذَا تَوْقِيعِي، فَلْيُجِبْنِي ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ!
أَوْ لَيْتَ صَاحِبَ ٱلدَّعْوَى عَلَيَّ قَدْ كَتَبَ وَثِيقَةً!
٣٦ فَكُنْتُ أَحْمِلُهَا عَلَى كَتِفِي،
وَأَعْصِبُهَا تَاجًا عَظِيمًا لِي.
٣٧ كُنْتُ أُخْبِرُهُ بِعَدَدِ خُطُوَاتِي،
وَأَقْتَرِبُ إِلَيْهِ ٱقْتِرَابَ قَائِدٍ مَرْفُوعِ ٱلرَّأْسِ.
٣٨ إِنِ ٱسْتَغَاثَتْ عَلَيَّ أَرْضِي،
وَبَكَتْ أَتْلَامُهَا جَمِيعًا،
٣٩ إِنْ كُنْتُ قَدْ أَكَلْتُ ثَمَرَهَا مِنْ غَيْرِ مَالٍ،
وَجَعَلْتُ نُفُوسَ أَصْحَابِهَا تَلْهَثُ، +
٤٠ فَلْيَطْلُعِ ٱلْعُشْبُ ٱلشَّائِكُ بَدَلَ ٱلْحِنْطَةِ، +
وَبَدَلَ ٱلشَّعِيرِ عُشْبٌ مُنْتِنٌ».
اِنْتَهَتْ كَلِمَاتُ أَيُّوبَ.