ايوب
٧ «أَلَيْسَتْ سُخْرَةٌ لِلْإِنْسَانِ ٱلْفَانِي عَلَى ٱلْأَرْضِ،
وَكَأَيَّامِ ٱلْأَجِيرِ أَيَّامُهُ؟ +
٣ هٰكَذَا أُورِثْتُ أَشْهُرًا قَمَرِيَّةً لَا نَفْعَ فِيهَا،
وَأُحْصِيَتْ لِي لَيَالِي شَقَاءٍ. +
٤ إِذَا ٱضْطَجَعْتُ قُلْتُ: ‹مَتَى أَقُومُ؟›.
وَإِذَا مَا تَنَاهَى ٱلْمَسَاءُ، شَبِعْتُ تَمَلْمُلًا إِلَى ٱلْفَجْرِ.
٥ قَدِ ٱكْتَسَى لَحْمِي يَرَقَانًا + وَكُتَلَ تُرَابٍ،
وَجِلْدِي تَعْلُوهُ ٱلْقُشُورُ وَيَسِيلُ.
٧ اُذْكُرْ أَنَّ حَيَاتِي رِيحٌ، +
أَنَّ عَيْنِي لَا تَعُودُ تَرَى خَيْرًا.
٨ لَنْ تَرَانِي عَيْنُ نَاظِرِي.
عَيْنَاكَ عَلَيَّ، فَلَا أَكُونُ.
٩ إِنَّ ٱلسَّحَابَ يَضْمَحِلُّ وَيَزُولُ،
وَكَذَا ٱلنَّازِلُ إِلَى شِيُولَ لَا يَصْعَدُ. +
١٠ لَا يَرْجِعُ بَعْدُ إِلَى بَيْتِهِ،
وَلَا يَعْرِفُهُ مَكَانُهُ بَعْدُ. +
١١ لِذٰلِكَ لَنْ أَمْنَعَ فَمِي.
سَأَتَكَلَّمُ فِي شِدَّةِ رُوحِي،
وَأَشْكُو هَمِّي بِمَرَارَةِ نَفْسِي! +
١٢ أَبَحْرٌ أَنَا أَمْ تِنِّينٌ،
حَتَّى تَجْعَلَ عَلَيَّ حَارِسًا؟
١٣ إِذَا قُلْتُ: ‹يُعَزِّينِي فِرَاشِي،
وَيَحْمِلُ سَرِيرِي هَمِّي›،
١٤ تُرَوِّعُنِي أَيْضًا بِٱلْأَحْلَامِ،
وَبِٱلرُّؤَى تُفْزِعُنِي،
١٥ فَتَخْتَارُ نَفْسِي ٱلِٱخْتِنَاقَ
وَٱلْمَوْتَ + عَلَى رُؤْيَةِ عِظَامِي هٰذِهِ.
١٦ قَدْ سَئِمْتُ؛ + فَإِلَى ٱلدَّهْرِ لَا أُرِيدُ أَنْ أَعِيشَ.
كُفَّ عَنِّي، لِأَنَّ أَيَّامِي نَفْخَةٌ. +
١٧ مَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْفَانِي + حَتَّى تَتَعَهَّدَهُ بِعِنَايَتِكَ،
وَحَتَّى تَجْعَلَ قَلْبَكَ عَلَيْهِ،
١٨ وَتَفْتَقِدَهُ كُلَّ صَبَاحٍ،
وَتَمْتَحِنَهُ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ؟ +
١٩ لِمَ لَا تُحَوِّلُ نَظَرَكَ عَنِّي،
وَلَا تَدَعُنِي وَشَأْنِي رَيْثَمَا أَبْلَعُ رِيقِي؟
٢٠ إِنْ كُنْتُ قَدْ أَخْطَأْتُ، فَمَاذَا أَسْتَطِيعُ حِيَالَكَ يَا رَقِيبَ ٱلْبَشَرِ؟ +
لِمَ جَعَلْتَنِي هَدَفًا لَكَ، حَتَّى أَصِيرَ عِبْئًا عَلَيْكَ؟