مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ك‌م١٢ مرقس ١:‏١-‏١٦:‏٢٠
  • مرقس

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مرقس
  • الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد
الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد
مرقس

اَلْبِشَارَةُ عَلَى مَا رَوَى مَرْقُسُ

١ بِدَايَةُ ٱلْبِشَارَةِ عَنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ:‏ ٢ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي إِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ:‏ «(‏هَا أَنَا مُرْسِلٌ أَمَامَ وَجْهِكَ رَسُولِي ٱلَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ)‏؛‏+ ٣ اِسْمَعُوا!‏ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ صَارِخٌ:‏ ‹هَيِّئُوا طَرِيقَ يَهْوَهَ،‏ ٱجْعَلُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً›»،‏+ ٤ ظَهَرَ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدُ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ،‏ يَكْرِزُ بِٱلْمَعْمُودِيَّةِ رَمْزًا إِلَى ٱلتَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا.‏+ ٥ فَخَرَجَ إِلَيْهِ كُلُّ مُقَاطَعَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَكُلُّ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ،‏ وَٱعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ،‏ مُعْتَرِفِينَ جَهْرًا بِخَطَايَاهُمْ.‏+ ٦ وَكَانَ يُوحَنَّا يَلْبَسُ وَبَرَ ٱلْجَمَلِ وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةً مِنْ جِلْدٍ،‏+ وَيَأْكُلُ جَرَادًا+ وَعَسَلًا بَرِّيًّا.‏+ ٧ وَكَانَ يَكْرِزُ قَائِلًا:‏ «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي،‏ وَأَنَا لَسْتُ جَدِيرًا بِأَنْ أَنْحَنِيَ وَأَفُكَّ سُيُورَ نَعْلَيْهِ.‏+ ٨ أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِمَاءٍ،‏ أَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِرُوحٍ قُدُسٍ».‏+

٩ وَفِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ ٱلْجَلِيلِ وَٱعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي ٱلْأُرْدُنِّ.‏+ ١٠ وَفِي ٱلْحَالِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنَ ٱلْمَاءِ رَأَى ٱلسَّمٰوَاتِ تَنْشَقُّ،‏ وَٱلرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلًا عَلَيْهِ،‏+ ١١ وَأَتَى صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ:‏ «أَنْتَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ،‏ عَنْكَ رَضِيتُ».‏+

١٢ وَفِي ٱلْحَالِ دَفَعَهُ ٱلرُّوحُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ.‏+ ١٣ فَبَقِيَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا+ يُجَرِّبُهُ ٱلشَّيْطَانُ،‏+ وَكَانَ مَعَ ٱلْوُحُوشِ،‏ لٰكِنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَخْدُمُهُ.‏+

١٤ وَبَعْدَمَا أُلْقِيَ ٱلْقَبْضُ عَلَى يُوحَنَّا،‏ جَاءَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْجَلِيلِ+ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ ٱللّٰهِ+ ١٥ وَيَقُولُ:‏ «قَدْ تَمَّ ٱلزَّمَانُ ٱلْمُعَيَّنُ،‏+ وَٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ.‏ فَتُوبُوا+ وَآمِنُوا بِٱلْبِشَارَةِ».‏

١٦ وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي عِنْدَ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ رَأَى سِمْعَانَ+ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَا سِمْعَانَ يُلْقِيَانِ شِبَاكَهُمَا فِي ٱلْبَحْرِ،‏ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ.‏+ ١٧ فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:‏ «هَلُمَّ وَرَائِي،‏ فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيْ نَاسٍ».‏+ ١٨ فَتَرَكَا شِبَاكَهُمَا حَالًا وَتَبِعَاهُ.‏+ ١٩ وَتَقَدَّمَ قَلِيلًا فَرَأَى يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ،‏ وَهُمَا فِي مَرْكَبِهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا.‏+ ٢٠ فَدَعَاهُمَا عَلَى ٱلْفَوْرِ.‏ فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبَدِيَ فِي ٱلْمَرْكَبِ مَعَ ٱلْأُجَرَاءِ وَذَهَبَا وَرَاءَهُ.‏ ٢١ وَدَخَلُوا كَفَرْنَاحُومَ.‏+

وَمَا إِنْ أَتَى ٱلسَّبْتُ حَتَّى دَخَلَ ٱلْمَجْمَعَ وَأَخَذَ يُعَلِّمُ.‏ ٢٢ فَذَهِلُوا مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ،‏+ لِأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَةٌ،‏ لَا كَٱلْكَتَبَةِ.‏+ ٢٣ وَكَانَ فِي مَجْمَعِهِمْ آنَئِذٍ رَجُلٌ يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ رُوحٌ نَجِسٌ،‏ فَصَاحَ+ ٢٤ قَائِلًا:‏ «مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ؟‏+ أَجِئْتَ لِتُهْلِكَنَا؟‏ أَنَا أَعْرِفُكَ+ مَنْ أَنْتَ،‏ قُدُّوسُ+ ٱللّٰهِ».‏+ ٢٥ فَٱنْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلًا:‏ «اُسْكُتْ،‏ وَٱخْرُجْ مِنْهُ!‏».‏+ ٢٦ فَجَعَلَهُ ٱلرُّوحُ ٱلنَّجِسُ يَنْتَفِضُ وَزَعَقَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ،‏ ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ.‏+ ٢٧ فَدُهِشَ ٱلْجَمِيعُ حَتَّى أَخَذُوا يَتَنَاقَشُونَ فِي مَا بَيْنَهُمْ،‏ قَائِلِينَ:‏ «مَا هٰذَا؟‏ تَعْلِيمٌ جَدِيدٌ!‏ حَتَّى ٱلْأَرْوَاحُ ٱلنَّجِسَةُ يَأْمُرُهَا بِسُلْطَةٍ فَتُطِيعُهُ».‏+ ٢٨ وَفِي ٱلْحَالِ ذَاعَ خَبَرُهُ فِي أَنْحَاءِ ٱلْكُورَةِ ٱلْمُجَاوِرَةِ كُلِّهَا فِي ٱلْجَلِيلِ.‏+

٢٩ وَحَالَمَا خَرَجُوا مِنَ ٱلْمَجْمَعِ دَخَلُوا بَيْتَ سِمْعَانَ+ وَأَنْدَرَاوُسَ مَعَ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.‏ ٣٠ وَكَانَتْ حَمَاةُ+ سِمْعَانَ مُضْطَجِعَةً مَحْمُومَةً،‏+ فَأَخْبَرُوهُ عَنْهَا.‏ ٣١ فَتَقَدَّمَ إِلَيْهَا وَأَقَامَهَا مُمْسِكًا بِيَدِهَا.‏ فَتَرَكَتْهَا ٱلْحُمَّى،‏+ وَأَخَذَتْ تَخْدُمُهُمْ.‏+

٣٢ وَحَلَّ ٱلْمَسَاءُ،‏ إِذْ غَرَبَتِ ٱلشَّمْسُ،‏ فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ ٱلسُّقَمَاءِ+ وَٱلَّذِينَ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِمِ ٱلشَّيَاطِينُ.‏+ ٣٣ وَكَانَتِ ٱلْمَدِينَةُ كُلُّهَا مُجْتَمِعَةً عَلَى ٱلْبَابِ.‏ ٣٤ فَشَفَى كَثِيرِينَ كَانُوا سُقَمَاءَ بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ،‏+ وَأَخْرَجَ شَيَاطِينَ كَثِيرِينَ،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَدَعِ ٱلشَّيَاطِينَ يَتَكَلَّمُونَ،‏ لِأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ ٱلْمَسِيحُ.‏+

٣٥ وَفِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ،‏ إِذْ كَانَ ظَلَامٌ بَعْدُ،‏ قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ،‏+ وَأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاكَ.‏+ ٣٦ غَيْرَ أَنَّ سِمْعَانَ وَمَنْ مَعَهُ سَعَوْا فِي إِثْرِهِ ٣٧ فَوَجَدُوهُ،‏ وَقَالُوا لَهُ:‏ «اَلْجَمِيعُ يُفَتِّشُونَ عَنْكَ».‏ ٣٨ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لِنَذْهَبْ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ،‏ إِلَى ٱلْبَلَدَاتِ ٱلرِّيفِيَّةِ ٱلْمُجَاوِرَةِ،‏ لِأَكْرِزَ+ هُنَاكَ أَيْضًا،‏ فَإِنِّي لِهٰذَا جِئْتُ».‏+ ٣٩ فَذَهَبَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِهِمْ فِي كُلِّ ٱلْجَلِيلِ وَيُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ.‏+

٤٠ وَجَاءَهُ أَبْرَصُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ جَاثِيًا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَيَقُولُ لَهُ:‏ «إِنْ أَرَدْتَ،‏ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي».‏+ ٤١ فَأَشْفَقَ عَلَيْهِ،‏+ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ،‏ وَقَالَ لَهُ:‏ «أُرِيدُ،‏ فَٱطْهُرْ».‏+ ٤٢ وَفِي ٱلْحَالِ زَالَ عَنْهُ ٱلْبَرَصُ،‏ وَطَهُرَ.‏+ ٤٣ فَأَعْطَاهُ أَوَامِرَ صَارِمَةً وَصَرَفَهُ فِي ٱلْحَالِ،‏ ٤٤ وَقَالَ لَهُ:‏ «اُنْظُرْ أَلَّا تَقُولَ لِأَحَدٍ شَيْئًا،‏ بَلِ ٱذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ+ وَقَرِّبْ عَنْ تَطْهِيرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى،‏+ شَهَادَةً لَهُمْ».‏+ ٤٥ وَأَمَّا ٱلرَّجُلُ فَٱنْصَرَفَ وَٱبْتَدَأَ يُنَادِي كَثِيرًا وَيُذِيعُ ٱلْخَبَرَ،‏ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسُوعُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْخُلَ مَدِينَةً عَلَنًا،‏ بَلْ بَقِيَ خَارِجًا فِي أَمَاكِنَ خَلَاءٍ.‏ وَمَعَ ذٰلِكَ ظَلُّوا يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ.‏+

٢ وَلٰكِنَّهُ عَادَ فَدَخَلَ كَفَرْنَاحُومَ بَعْدَ أَيَّامٍ وَسُمِعَ أَنَّهُ فِي ٱلْبَيْتِ.‏+ ٢ فَٱجْتَمَعَ كَثِيرُونَ جِدًّا حَتَّى لَمْ يَبْقَ مُتَّسَعٌ،‏ وَلَا عِنْدَ ٱلْبَابِ،‏ فَٱبْتَدَأَ يُخَاطِبُهُمْ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏+ ٣ وَأَتَى رِجَالٌ وَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ مَشْلُولًا يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ.‏+ ٤ وَإِذْ لَمْ يَسْتَطِيعُوا ٱلْوُصُولَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ بِسَبَبِ ٱلْجَمْعِ،‏ كَشَفُوا ٱلسَّقْفَ فَوْقَ ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي كَانَ فِيهِ،‏ وَبَعْدَمَا نَقَبُوا فُتْحَةً،‏ أَنْزَلُوا ٱلْفِرَاشَ ٱلَّذِي كَانَ ٱلْمَشْلُولُ مُضْطَجِعًا عَلَيْهِ.‏+ ٥ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ+ قَالَ لِلْمَشْلُولِ:‏ «يَا وَلَدِي،‏ مَغْفُورَةٌ خَطَايَاكَ».‏+ ٦ وَكَانَ هُنَاكَ بَعْضُ ٱلْكَتَبَةِ جَالِسِينَ وَيَفْتَكِرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ:‏+ ٧ ‏«لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هٰذَا ٱلرَّجُلُ هٰكَذَا؟‏ إِنَّهُ يُجَدِّفُ.‏ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ ٱلْخَطَايَا إِلَّا ٱللّٰهُ وَحْدَهُ؟‏».‏+ ٨ فَفِي ٱلْحَالِ أَدْرَكَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يَفْتَكِرُونَ هٰكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ،‏ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لِمَاذَا تَفْتَكِرُونَ بِهٰذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟‏+ ٩ أَيُّمَا أَسْهَلُ،‏ أَنْ يُقَالَ لِلْمَشْلُولِ:‏ ‹مَغْفُورَةٌ خَطَايَاكَ›،‏ أَمْ أَنْ يُقَالَ:‏ ‹قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ›؟‏+ ١٠ وَلٰكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لِٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ+ سُلْطَةً أَنْ يَغْفِرَ ٱلْخَطَايَا عَلَى ٱلْأَرْضِ .‏ .‏ .‏».‏+ وَقَالَ لِلْمَشْلُولِ:‏ ١١ ‏«أَقُولُ لَكَ:‏ قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ».‏+ ١٢ فَقَامَ،‏ وَفِي ٱلْحَالِ حَمَلَ فِرَاشَهُ وَخَرَجَ مَاشِيًا أَمَامَهُمْ جَمِيعًا،‏+ حَتَّى بُهِتَ ٱلْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا ٱللّٰهَ،‏ قَائِلِينَ:‏ «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هٰذَا قَطُّ».‏+

١٣ ثُمَّ خَرَجَ ثَانِيَةً إِلَى جَانِبِ ٱلْبَحْرِ.‏ وَأَتَى إِلَيْهِ ٱلْجَمْعُ كُلُّهُ،‏ فَأَخَذَ يُعَلِّمُهُمْ.‏ ١٤ وَبَيْنَمَا هُوَ مَارٌّ أَبْصَرَ لَاوِيَ+ بْنَ حَلْفَى جَالِسًا عِنْدَ مَكْتَبِ جِبَايَةِ ٱلضَّرَائِبِ،‏ فَقَالَ لَهُ:‏ «اِتْبَعْنِي».‏ فَقَامَ وَتَبِعَهُ.‏+ ١٥ ثُمَّ حَدَثَ أَنَّهُ كَانَ مُتَّكِئًا إِلَى ٱلْمَائِدَةِ فِي بَيْتِهِ،‏ وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنْ جُبَاةِ ٱلضَّرَائِبِ+ وَٱلْخُطَاةِ مُتَّكِئِينَ مَعَ يَسُوعَ وَتَلَامِيذِهِ،‏ فَإِنَّهُمْ كَانُوا كَثِيرِينَ وَتَبِعُوهُ.‏+ ١٦ وَأَمَّا ٱلْكَتَبَةُ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُ يَأْكُلُ مَعَ ٱلْخُطَاةِ وَجُبَاةِ ٱلضَّرَائِبِ،‏ قَالُوا لِتَلَامِيذِهِ:‏ «أَيَأْكُلُ مَعَ جُبَاةِ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْخُطَاةِ؟‏».‏+ ١٧ فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذٰلِكَ قَالَ لَهُمْ:‏ «لَا يَحْتَاجُ ٱلْأَقْوِيَاءُ إِلَى طَبِيبٍ،‏ بَلِ ٱلسُّقَمَاءُ.‏ مَا جِئْتُ لِأَدْعُوَ أَبْرَارًا،‏ بَلْ خُطَاةً».‏+

١٨ وَكَانَ تَلَامِيذُ يُوحَنَّا وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ يَصُومُونَ.‏ فَأَتَوْا وَقَالُوا لَهُ:‏ «لِمَاذَا يَصُومُ تَلَامِيذُ يُوحَنَّا وَتَلَامِيذُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ،‏ وَأَمَّا تَلَامِيذُكَ فَلَا يَصُومُونَ؟‏».‏+ ١٩ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَيَسْتَطِيعُ أَصْدِقَاءُ ٱلْعَرِيسِ أَنْ يَصُومُوا وَٱلْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟‏+ مَا دَامَ ٱلْعَرِيسُ مَعَهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا.‏+ ٢٠ وَلٰكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ ٱلْعَرِيسُ عَنْهُمْ،‏ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ.‏+ ٢١ لَا أَحَدَ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قُمَاشٍ جَدِيدٍ عَلَى رِدَاءٍ عَتِيقٍ،‏ وَإِلَّا فَٱلْقُمَاشُ ٱلْجَدِيدُ يَنْكَمِشُ وَيَنْمَزِعُ عَنِ ٱلثَّوْبِ ٱلْعَتِيقِ،‏ فَيَصِيرُ ٱلْخَرْقُ أَسْوَأَ.‏+ ٢٢ وَلَا أَحَدَ يَضَعُ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ،‏ وَإِلَّا فَٱلْخَمْرُ تَشُقُّ ٱلزِّقَاقَ،‏ فَتُرَاقُ ٱلْخَمْرُ وَتَتْلَفُ ٱلزِّقَاقُ.‏+ بَلْ يَضَعُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ».‏+

٢٣ وَحَدَثَ أَنَّهُ كَانَ فِي ٱلسَّبْتِ مُجْتَازًا فِي حُقُولِ ٱلزَّرْعِ،‏ فَأَخَذَ تَلَامِيذُهُ يَقْطِفُونَ+ ٱلسَّنَابِلَ وَهُمْ سَائِرُونَ.‏+ ٢٤ فَقَالَ لَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ:‏ «اُنْظُرْ!‏ لِمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي ٱلسَّبْتِ مَا لَا يَحِلُّ؟‏».‏+ ٢٥ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَ دَاوُدُ+ حِينَ ٱحْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ؟‏+ ٢٦ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ ٱللّٰهِ،‏ فِي ٱلرِّوَايَةِ عَنْ أَبِيَاثَارَ+ ٱلْكَاهِنِ ٱلْكَبِيرِ،‏ وَأَكَلَ أَرْغِفَةَ ٱلتَّقْدِمَةِ،‏+ ٱلَّتِي لَا يَحِلُّ+ أَكْلُهَا إِلَّا لِلْكَهَنَةِ،‏ وَأَعْطَى مِنْهَا أَيْضًا لِلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ؟‏».‏+ ٢٧ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «إِنَّ ٱلسَّبْتَ وُجِدَ لِأَجْلِ ٱلْإِنْسَانِ،‏+ لَا ٱلْإِنْسَانُ لِأَجْلِ ٱلسَّبْتِ.‏+ ٢٨ إِذًا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ ٱلسَّبْتِ أَيْضًا».‏+

٣ ثُمَّ دَخَلَ ثَانِيَةً إِلَى مَجْمَعٍ،‏ وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ.‏+ ٢ فَكَانُوا يُرَاقِبُونَهُ عَنْ كَثَبٍ لِيَرَوْا هَلْ يَشْفِي ٱلرَّجُلَ فِي ٱلسَّبْتِ،‏ لِكَيْ يَتَّهِمُوهُ.‏+ ٣ فَقَالَ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَدُهُ يَابِسَةٌ:‏ «قُمْ إِلَى ٱلْوَسَطِ».‏ ٤ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «أَيَحِلُّ فِي ٱلسَّبْتِ فِعْلُ عَمَلٍ صَالِحٍ أَمْ فِعْلُ عَمَلٍ رَدِيءٍ،‏ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَمْ قَتْلُهَا؟‏».‏+ أَمَّا هُمْ فَظَلُّوا سَاكِتِينَ.‏ ٥ فَنَظَرَ حَوْلَهُ إِلَيْهِمْ بِغَيْظٍ،‏ وَهُوَ حَزِينٌ كُلَّ ٱلْحُزْنِ عَلَى تَصَلُّبِ قُلُوبِهِمْ،‏+ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ:‏ «مُدَّ يَدَكَ».‏ فَمَدَّهَا،‏ فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً.‏+ ٦ عِنْدَئِذٍ خَرَجَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَعَلَى ٱلْفَوْرِ عَقَدُوا مَجْلِسَ شُورَى فِي أَمْرِهِ مَعَ أَعْضَاءِ حِزْبِ هِيرُودُسَ،‏+ لِكَيْ يُهْلِكُوهُ.‏+

٧ أَمَّا يَسُوعُ فَٱنْصَرَفَ مَعَ تَلَامِيذِهِ إِلَى ٱلْبَحْرِ،‏ وَتَبِعَهُ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْجَلِيلِ وَمِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏+ ٨ حَتَّى مِنْ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ أَدُومِيَا وَمِنْ عِبْرِ ٱلْأُرْدُنِّ وَحَوْلِ صُورَ+ وَصَيْدُونَ،‏ جَاءَ إِلَيْهِ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ،‏ إِذْ سَمِعُوا كَمْ كَانَ يَصْنَعُ.‏ ٩ فَقَالَ لِتَلَامِيذِهِ أَنْ يُبْقُوا فِي خِدْمَتِهِ مَرْكَبًا صَغِيرًا كَيْ لَا يَزْدَحِمَ عَلَيْهِ ٱلْجَمْعُ.‏ ١٠ لِأَنَّهُ شَفَى كَثِيرِينَ،‏ حَتَّى كَانَ كُلُّ مَنْ بِهِمْ عِلَلٌ مُضْنِيَةٌ يَقَعُونَ عَلَيْهِ لِيَلْمُسُوهُ.‏+ ١١ حَتَّى ٱلْأَرْوَاحُ ٱلنَّجِسَةُ+ كَانَتْ،‏ حِينَ تُبْصِرُهُ،‏ تَخُرُّ أَمَامَهُ وَتَصْرُخُ قَائِلَةً:‏ «أَنْتَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ».‏+ ١٢ لٰكِنَّهُ أَوْصَاهَا مِرَارًا بِلَهْجَةٍ شَدِيدَةٍ أَلَّا تَشْهَرَهُ.‏+

١٣ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلٍ وَٱسْتَدْعَى ٱلَّذِينَ أَرَادَهُمْ،‏+ فَذَهَبُوا إِلَيْهِ.‏+ ١٤ وَأَقَامَ فَرِيقًا مِنِ ٱثْنَيْ عَشَرَ،‏ سَمَّاهُمْ «رُسُلًا»،‏ لِيَبْقَوْا مَعَهُ وَلِيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا+ ١٥ وَيَكُونَ لَهُمْ سُلْطَةٌ أَنْ يُخْرِجُوا ٱلشَّيَاطِينَ.‏+

١٦ وَكَانَ فَرِيقُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ ٱلَّذِي شَكَّلَهُ:‏ سِمْعَانَ،‏ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ أَيْضًا ٱللَّقَبَ بُطْرُسَ،‏+ ١٧ وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبَدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ+ (‏وَأَعْطَاهُمَا أَيْضًا ٱللَّقَبَ بُوَانَرْجِسَ،‏ ٱلَّذِي يَعْنِي:‏ اِبْنَيِ ٱلرَّعْدِ)‏،‏ ١٨ وَأَنْدَرَاوُسَ وَفِيلِبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ وَمَتَّى وَتُومَا وَيَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَتَدَّاوُسَ وَسِمْعَانَ ٱلْغَيُورَ ١٩ وَيَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيَّ،‏ ٱلَّذِي سَلَّمَهُ فِي مَا بَعْدُ.‏+

وَأَتَى إِلَى بَيْتٍ.‏ ٢٠ فَٱجْتَمَعَ ٱلْجَمْعُ ثَانِيَةً،‏ حَتَّى لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَتَنَاوَلُوا طَعَامًا.‏+ ٢١ وَلٰكِنْ لَمَّا سَمِعَ ذَوُوهُ+ بِٱلْأَمْرِ،‏ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ،‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ:‏ «إِنَّهُ فَقَدَ عَقْلَهُ».‏+ ٢٢ وَأَيْضًا كَانَ ٱلْكَتَبَةُ ٱلَّذِينَ نَزَلُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ يَقُولُونَ:‏ «إِنَّ بِهِ بِيلَزَبُوبَ،‏ وَإِنَّهُ يُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ بِرَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ».‏+ ٢٣ فَدَعَاهُمْ إِلَيْهِ،‏ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ بِأَمْثَالٍ:‏ «كَيْفَ يَقْدِرُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُخْرِجَ ٱلشَّيْطَانَ؟‏ ٢٤ فَإِنِ ٱنْقَسَمَتْ مَمْلَكَةٌ عَلَى ذَاتِهَا،‏ لَا يُمْكِنُ لِتِلْكَ ٱلْمَمْلَكَةِ أَنْ تَثْبُتَ.‏+ ٢٥ وَإِنِ ٱنْقَسَمَ بَيْتٌ عَلَى ذَاتِهِ،‏ لَا يَسْتَطِيعُ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتُ أَنْ يَثْبُتَ.‏+ ٢٦ وَإِنْ قَامَ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى ذَاتِهِ وَٱنْقَسَمَ،‏ فَلَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَثْبُتَ،‏ بَلْ هُوَ آيِلٌ إِلَى نِهَايَتِهِ.‏+ ٢٧ فَمَا مِنْ أَحَدٍ دَخَلَ بَيْتَ رَجُلٍ قَوِيٍّ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْهَبَ+ أَمْتِعَتَهُ إِنْ لَمْ يُقَيِّدِ ٱلرَّجُلَ ٱلْقَوِيَّ أَوَّلًا،‏ وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ.‏+ ٢٨ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ يُغْفَرُ لِبَنِي ٱلْبَشَرِ،‏ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْخَطَايَا وَٱلتَّجَادِيفُ ٱلَّتِي يُجَدِّفُونَ بِهَا.‏+ ٢٩ وَلٰكِنْ،‏ مَنْ جَدَّفَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ فَلَا مَغْفِرَةَ لَهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ،‏ بَلْ هُوَ مُذْنِبٌ بِخَطِيَّةٍ أَبَدِيَّةٍ».‏+ ٣٠ ذٰلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ:‏ «بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ».‏+

٣١ وَجَاءَتْ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ،‏+ وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ وَهُمْ وَاقِفُونَ فِي ٱلْخَارِجِ.‏+ ٣٢ وَكَانَ جَمْعٌ جَالِسًا حَوْلَهُ،‏ فَقَالُوا لَهُ:‏ «هَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجًا يَطْلُبُونَكَ».‏+ ٣٣ فَأَجَابَهُمْ قَائِلًا:‏ «مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟‏»،‏+ ٣٤ وَأَدَارَ نَظَرَهُ فِي ٱلْجَالِسِينَ حَوْلَهُ،‏ ثُمَّ قَالَ:‏ «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي!‏+ ٣٥ مَنْ يَفْعَلُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ فَذَاكَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».‏+

٤ وَٱبْتَدَأَ ثَانِيَةً يُعَلِّمُ بِجَانِبِ ٱلْبَحْرِ.‏+ فَٱجْتَمَعَ بِقُرْبِهِ جَمْعٌ كَثِيرٌ جِدًّا،‏ حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلَى مَرْكَبٍ وَجَلَسَ عَلَى مَسَافَةٍ فِي ٱلْبَحْرِ،‏ وَأَمَّا ٱلْجَمْعُ كُلُّهُ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ فَكَانَ عَلَى ٱلشَّاطِئِ.‏+ ٢ فَأَخَذَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً بِأَمْثَالٍ+ وَيَقُولُ لَهُمْ فِي تَعْلِيمِهِ:‏+ ٣ ‏«اِسْمَعُوا.‏ هُوَذَا ٱلزَّارِعُ خَرَجَ لِيَزْرَعَ.‏+ ٤ وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ،‏ سَقَطَ بَعْضُ ٱلْبِذَارِ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ،‏ فَجَاءَتِ ٱلطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ.‏+ ٥ وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى مَكَانٍ صَخْرِيٍّ حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ،‏ فَنَبَتَ فِي ٱلْحَالِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ تُرْبَةٍ.‏+ ٦ وَلٰكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ ٱلشَّمْسُ لُفِحَ،‏ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ يَبِسَ.‏+ ٧ وَسَقَطَ آخَرُ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ،‏ فَطَلَعَ ٱلشَّوْكُ وَخَنَقَهُ،‏ فَلَمْ يُعْطِ ثَمَرًا.‏+ ٨ وَلٰكِنْ سَقَطَتْ حَبَّاتٌ أُخْرَى عَلَى ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ،‏+ وَإِذْ طَلَعَتْ وَنَمَتْ،‏ أَعْطَتْ ثَمَرًا،‏ حَامِلَةً ثَلَاثِينَ ضِعْفًا،‏ وَسِتِّينَ وَمِئَةً».‏+ ٩ وَأَضَافَ قَائِلًا:‏ «مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ».‏+

١٠ وَلَمَّا صَارَ وَحْدَهُ،‏ سَأَلَهُ ٱلَّذِينَ حَوْلَهُ مَعَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ عَنِ ٱلْأَمْثَالِ.‏+ ١١ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ ٱلسِّرُّ ٱلْمُقَدَّسُ،‏+ سِرُّ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي ٱلْخَارِجِ فَكُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ تَكُونُ لَهُمْ بِأَمْثَالٍ،‏+ ١٢ لِكَيْ يَكُونُوا وَهُمْ نَاظِرُونَ،‏ يَنْظُرُونَ وَلَا يُبْصِرُونَ،‏ وَهُمْ سَامِعُونَ،‏ يَسْمَعُونَ وَلَا يَفْهَمُونَ،‏ وَلَا يَرْجِعُونَ أَبَدًا فَيُغْفَرُ لَهُمْ».‏+ ١٣ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ هٰذَا ٱلْمَثَلَ،‏ فَكَيْفَ سَتَفْهَمُونَ سَائِرَ ٱلْأَمْثَالِ؟‏

١٤ ‏«اَلزَّارِعُ يَزْرَعُ ٱلْكَلِمَةَ.‏+ ١٥ وَٱلْبِذَارُ ٱلَّذِي يَسْقُطُ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ هُوَ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْمَزْرُوعَةُ فِي ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ حَالَمَا يَسْمَعُونَهَا يَأْتِي ٱلشَّيْطَانُ+ وَيَنْزِعُ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمَزْرُوعَةَ فِيهِمْ.‏+ ١٦ وَكَذٰلِكَ حَالُ ٱلْمَزْرُوعِ عَلَى ٱلْأَمَاكِنِ ٱلصَّخْرِيَّةِ:‏ فَحَالَمَا يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ،‏ يَقْبَلُونَهَا بِفَرَحٍ.‏+ ١٧ وَلٰكِنْ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فِي ذَوَاتِهِمْ،‏ بَلْ هُمْ إِلَى حِينٍ.‏ ثُمَّ حَالَمَا يَحْدُثُ ضِيقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ ٱلْكَلِمَةِ يَعْثُرُونَ.‏+ ١٨ وَهُنَالِكَ أَيْضًا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ ٱلْمَزْرُوعُ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ،‏ وَهُوَ مَنْ سَمِعُوا ٱلْكَلِمَةَ،‏+ ١٩ إِلَّا أَنَّ هُمُومَ+ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا وَقُوَّةَ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةَ+ وَشَهَوَاتِ+ بَاقِي ٱلْأَشْيَاءِ تَغْزُو وَتَخْنُقُ ٱلْكَلِمَةَ،‏ فَتَصِيرُ بِلَا ثَمَرٍ.‏+ ٢٠ وَأَخِيرًا،‏ ٱلَّذِي زُرِعَ فِي ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ هُوَ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ وَيَقْبَلُونَهَا وَيُثْمِرُونَ ثَلَاثِينَ ضِعْفًا وَسِتِّينَ وَمِئَةً».‏+

٢١ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «هَلْ يُؤْتَى بِسِرَاجٍ لِيُوضَعَ تَحْتَ ٱلْمِكْيَالِ أَوْ تَحْتَ ٱلسَّرِيرِ؟‏ أَلَيْسَ لِيُوضَعَ عَلَى ٱلْمَنَارَةِ؟‏+ ٢٢ فَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلَّا سَيُكْشَفُ،‏ وَلَا كُتِمَ شَيْءٌ إِلَّا لِيُعْلَنَ.‏+ ٢٣ مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ».‏+

٢٤ وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا:‏ «اِنْتَبِهُوا لِمَا تَسْمَعُونَ!‏+ بِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ،‏ يُكَالُ لَكُمْ+ وَيُزَادُ لَكُمْ.‏+ ٢٥ لِأَنَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى ٱلْمَزِيدَ،‏ وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ،‏ فَحَتَّى ٱلَّذِي لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ».‏+

٢٦ ثُمَّ قَالَ:‏ «هٰكَذَا هُوَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ كَأَنَّ إِنْسَانًا يُلْقِي ٱلْبِذَارَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏+ ٢٧ وَيَنَامُ لَيْلًا وَيَقُومُ نَهَارًا،‏ وَٱلْبِذَارُ يُفْرِخُ وَيَعْلُو،‏ وَهُوَ لَا يَعْرِفُ كَيْفَ.‏+ ٢٨ فَٱلْأَرْضُ مِنْ ذَاتِهَا تُثْمِرُ تَدْرِيجِيًّا،‏ أَوَّلًا وَرَقَ ٱلزَّرْعِ،‏ ثُمَّ ٱلسُّنْبُلَ،‏ وَأَخِيرًا ٱلْحَبَّ ٱلْمُكْتَمِلَ فِي ٱلسُّنْبُلِ.‏ ٢٩ وَلٰكِنْ حَالَمَا يُدْرِكُ ٱلثَّمَرُ،‏ يُعْمِلُ فِيهِ ٱلْمِنْجَلَ،‏ لِأَنَّ وَقْتَ ٱلْحَصَادِ قَدْ حَانَ».‏

٣٠ ثُمَّ قَالَ:‏ «بِمَاذَا نُشَبِّهُ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ،‏ أَوْ بِأَيِّ مَثَلٍ نُمَثِّلُهُ؟‏+ ٣١ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ،‏ ٱلَّتِي حِينَ تُزْرَعُ فِي ٱلْأَرْضِ تَكُونُ أَصْغَرَ جَمِيعِ ٱلْبُزُورِ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏+ ٣٢ وَلٰكِنْ مَتَى زُرِعَتْ،‏ تَطْلُعُ وَتَصِيرُ أَكْبَرَ مِنْ سَائِرِ ٱلْبُقُولِ وَتَصْنَعُ أَغْصَانًا كَبِيرَةً،‏+ حَتَّى إِنَّ طُيُورَ ٱلسَّمَاءِ+ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَجِدَ مَأْوًى فِي ظِلِّهَا».‏+

٣٣ بِأَمْثَالٍ+ كَثِيرَةٍ مِثْلِ هٰذِهِ كَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِٱلْكَلِمَةِ،‏ عَلَى قَدْرِ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا.‏ ٣٤ وَبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ،‏ وَلٰكِنَّهُ عَلَى ٱنْفِرَادٍ كَانَ يَشْرَحُ لِتَلَامِيذِهِ كُلَّ شَيْءٍ.‏+

٣٥ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ،‏ عِنْدَمَا حَلَّ ٱلْمَسَاءُ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «لِنَعْبُرْ إِلَى ٱلشَّاطِئِ ٱلْآخَرِ».‏+ ٣٦ فَلَمَّا صَرَفُوا ٱلْجَمْعَ،‏ أَخَذُوهُ فِي ٱلْمَرْكَبِ ٱلَّذِي كَانَ فِيهِ،‏ وَكَانَتْ مَعَهُ مَرَاكِبُ أُخْرَى.‏+ ٣٧ وَهَبَّتْ عَاصِفَةُ رِيحٍ عَنِيفَةٌ جِدًّا،‏ وَأَخَذَتِ ٱلْأَمْوَاجُ تَنْدَفِعُ عَلَى ٱلْمَرْكَبِ،‏ حَتَّى أَوْشَكَ ٱلْمَرْكَبُ أَنْ يُغْمَرَ.‏+ ٣٨ وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ فِي ٱلْمُؤَخَّرِ،‏ نَائِمًا عَلَى وِسَادَةٍ.‏ فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ أَمَا تُبَالِي بِأَنَّنَا نَكَادُ نَهْلِكُ؟‏».‏+ ٣٩ فَنَهَضَ وَٱنْتَهَرَ ٱلرِّيحَ وَقَالَ لِلْبَحْرِ:‏ «صَهْ!‏ اِهْدَأْ!‏».‏+ فَهَدَأَتِ ٱلرِّيحُ،‏ وَسَادَ سُكُونٌ عَظِيمٌ.‏+ ٤٠ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لِمَاذَا أَنْتُمْ ضُعَفَاءُ ٱلْقَلْبِ؟‏ أَلَيْسَ لَكُمْ إِيمَانٌ بَعْدُ؟‏».‏ ٤١ وَلٰكِنَّهُمْ شَعَرُوا بِخَوْفٍ غَيْرِ عَادِيٍّ،‏ وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:‏ «مَنْ هُوَ هٰذَا حَقًّا،‏ لِأَنَّهُ حَتَّى ٱلرِّيحُ وَٱلْبَحْرُ يُطِيعَانِهِ؟‏».‏+

٥ وَوَصَلُوا إِلَى ضَفَّةِ ٱلْبَحْرِ ٱلْأُخْرَى إِلَى كُورَةِ ٱلْجِرَاسِيِّينَ.‏+ ٢ وَحَالَمَا خَرَجَ مِنَ ٱلْمَرْكَبِ لَاقَاهُ مِنْ بَيْنِ ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ إِنْسَانٌ يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ رُوحٌ نَجِسٌ.‏+ ٣ كَانَ مَأْوَاهُ بَيْنَ ٱلْقُبُورِ.‏ وَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ قَطُّ أَنْ يُقَيِّدَهُ بِإِحْكَامٍ حَتَّى بِسِلْسِلَةٍ،‏ ٤ لِأَنَّهُ كَثِيرًا مَا قُيِّدَ بِأَكْبَالٍ وَسَلَاسِلَ،‏ لٰكِنَّهُ كَانَ يَقْطَعُ ٱلسَّلَاسِلَ وَيُحَطِّمُ ٱلْأَكْبَالَ،‏ وَلَمْ يَقْوَ أَحَدٌ عَلَى تَذْلِيلِهِ.‏ ٥ وَكَانَ عَلَى ٱلدَّوَامِ،‏ لَيْلًا وَنَهَارًا،‏ يَصْرُخُ فِي ٱلْقُبُورِ وَفِي ٱلْجِبَالِ وَيُجَرِّحُ نَفْسَهُ بِٱلْحِجَارَةِ.‏ ٦ فَلَمَّا أَبْصَرَ يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ،‏ ٧ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَالٍ+ وَقَالَ:‏ «مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ٱبْنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ؟‏+ أَسْتَحْلِفُكَ+ بِٱللّٰهِ أَلَّا تُعَذِّبَنِي».‏+ ٨ لِأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُ:‏ «اُخْرُجْ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ،‏ أَيُّهَا ٱلرُّوحُ ٱلنَّجِسُ».‏+ ٩ وَسَأَلَهُ:‏ «مَا ٱسْمُكَ؟‏».‏ فَقَالَ لَهُ:‏ «اِسْمِي فَيْلَقٌ،‏+ لِأَنَّنَا كَثِيرُونَ».‏+ ١٠ وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ مِرَارًا كَثِيرَةً أَلَّا يُرْسِلَهُمْ إِلَى خَارِجِ ٱلْكُورَةِ.‏+

١١ وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ ٱلْجَبَلِ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ ٱلْخَنَازِيرِ+ يَرْعَى.‏+ ١٢ فَتَوَسَّلَتِ ٱلْأَرْوَاحُ إِلَيْهِ قَائِلَةً:‏ «أَرْسِلْنَا إِلَى ٱلْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا».‏ ١٣ فَسَمَحَ لَهَا.‏ فَخَرَجَتِ ٱلْأَرْوَاحُ ٱلنَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي ٱلْخَنَازِيرِ.‏ فَٱنْدَفَعَ ٱلْقَطِيعُ مِنْ عَلَى ٱلْجُرُفِ إِلَى ٱلْبَحْرِ،‏ وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ،‏ فَغَرِقَتِ ٱلْخَنَازِيرُ وَاحِدًا فَوَاحِدًا فِي ٱلْبَحْرِ.‏+ ١٤ وَأَمَّا رُعْيَانُهَا فَهَرَبُوا وَأَذَاعُوا ٱلْخَبَرَ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَفِي ٱلْأَرْيَافِ.‏ فَجَاءَ ٱلنَّاسُ لِيَرَوْا مَا ٱلَّذِي حَدَثَ.‏+ ١٥ وَجَاءُوا إِلَى يَسُوعَ،‏ وَأَبْصَرُوا ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي كَانَتِ ٱلشَّيَاطِينُ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِ جَالِسًا لَابِسًا وَسَلِيمَ ٱلْعَقْلِ،‏ ذَاكَ ٱلَّذِي كَانَ بِهِ ٱلْفَيْلَقُ،‏ فَخَافُوا.‏ ١٦ وَحَدَّثَهُمُ ٱلنَّاظِرُونَ كَيْفَ جَرَى ذٰلِكَ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي كَانَتِ ٱلشَّيَاطِينُ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِ،‏ وَعَنِ ٱلْخَنَازِيرِ.‏ ١٧ فَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَمْضِيَ مِنْ نَوَاحِيهِمْ.‏+

١٨ وَبَيْنَمَا هُوَ صَاعِدٌ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ،‏ أَخَذَ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي كَانَتِ ٱلشَّيَاطِينُ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ أَنْ يَبْقَى هُوَ مَعَهُ.‏+ ١٩ فَلَمْ يَدَعْهُ،‏ بَلْ قَالَ لَهُ:‏ «اِذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ إِلَى ذَوِيكَ،‏+ وَأَخْبِرْهُمْ بِكُلِّ مَا فَعَلَ يَهْوَهُ+ لَكَ وَبِرَحْمَتِهِ+ لَكَ».‏ ٢٠ فَذَهَبَ وَٱبْتَدَأَ يُنَادِي فِي ٱلدِّكَابُولِيسِ+ بِكُلِّ مَا فَعَلَ يَسُوعُ لَهُ،‏ فَتَعَجَّبَ ٱلْجَمِيعُ.‏+

٢١ وَبَعْدَمَا عَادَ يَسُوعُ وَعَبَرَ فِي ٱلْمَرْكَبِ إِلَى ٱلشَّاطِئِ ٱلْمُقَابِلِ،‏ ٱجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمْعٌ كَثِيرٌ،‏ وَكَانَ بِجَانِبِ ٱلْبَحْرِ.‏+ ٢٢ فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنْ رُؤَسَاءِ ٱلْمَجْمَعِ ٱسْمُهُ يَايِرُسُ،‏ وَلَمَّا رَآهُ سَقَطَ عِنْدَ قَدَمَيْهِ+ ٢٣ وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ مِرَارًا كَثِيرَةً قَائِلًا:‏ «اِبْنَتِي ٱلصَّغِيرَةُ تُشْرِفُ عَلَى ٱلْمَوْتِ.‏ تَعَالَ مِنْ فَضْلِكَ وَضَعْ يَدَيْكَ+ عَلَيْهَا لِتَتَعَافَى وَتَحْيَا».‏+ ٢٤ فَذَهَبَ مَعَهُ.‏ وَكَانَ جَمْعٌ كَثِيرٌ يَتْبَعُهُ وَيَزْحَمُهُ.‏+

٢٥ وَكَانَتِ ٱمْرَأَةٌ بِهَا سَيْلُ دَمٍ+ مُنْذُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً،‏+ ٢٦ وَقَدْ عَانَتْ أَوْجَاعًا كَثِيرَةً مِنْ أَطِبَّاءَ+ كَثِيرِينَ وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئًا،‏ بَلْ بِٱلْأَحْرَى صَارَتْ إِلَى حَالَةٍ أَسْوَأَ.‏ ٢٧ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِأَخْبَارِ يَسُوعَ،‏ جَاءَتْ فِي ٱلْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ وَلَمَسَتْ+ رِدَاءَهُ،‏ ٢٨ لِأَنَّهَا قَالَتْ:‏ «إِنْ لَمَسْتُ وَلَوْ رِدَاءَهُ،‏ شُفِيتُ».‏+ ٢٩ وَفِي ٱلْحَالِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا،‏ وَأَحَسَّتْ فِي جَسَدِهَا أَنَّهَا شُفِيَتْ مِنْ مَرَضِهَا ٱلْمُضْنِي.‏+

٣٠ وَفِي ٱلْحَالِ أَدْرَكَ يَسُوعُ فِي نَفْسِهِ أَنَّ قُوَّةً+ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهُ،‏ فَٱلْتَفَتَ فِي ٱلْجَمْعِ يَقُولُ:‏ «مَنْ لَمَسَ رِدَائِي؟‏».‏+ ٣١ فَقَالَ لَهُ تَلَامِيذُهُ:‏ «تَرَى ٱلْجَمْعَ يَزْحَمُكَ+ وَتَقُولُ:‏ ‹مَنْ لَمَسَنِي؟‏›».‏ ٣٢ لٰكِنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى ٱلَّتِي فَعَلَتْ ذٰلِكَ.‏ ٣٣ وَأَمَّا ٱلْمَرْأَةُ فَأَتَتْ وَهِيَ مُرْتَاعَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ،‏ عَالِمَةً بِمَا جَرَى لَهَا،‏ وَخَرَّتْ أَمَامَهُ وَقَالَتْ لَهُ ٱلْحَقِيقَةَ كُلَّهَا.‏+ ٣٤ فَقَالَ لَهَا:‏ «يَا ٱبْنَةُ،‏ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ.‏ اِذْهَبِي بِسَلَامٍ،‏+ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ مَرَضِكِ ٱلْمُضْنِي».‏+

٣٥ وَإِذْ كَانَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ،‏ جَاءَ أُنَاسٌ مِنْ بَيْتِ رَئِيسِ ٱلْمَجْمَعِ وَقَالُوا:‏ «اِبْنَتُكَ مَاتَتْ!‏ لِمَاذَا تُزْعِجُ ٱلْمُعَلِّمَ بَعْدُ؟‏».‏+ ٣٦ فَلَمَّا وَقَعَتْ فِي سَمْعِ يَسُوعَ ٱلْكَلِمَةُ ٱلَّتِي قِيلَتْ،‏ قَالَ لِرَئِيسِ ٱلْمَجْمَعِ:‏ «لَا تَخَفْ،‏ آمِنْ فَقَطْ».‏+ ٣٧ وَلَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَتْبَعُهُ إِلَّا بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ.‏+

٣٨ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ ٱلْمَجْمَعِ،‏ فَرَأَى ٱلْجَلَبَةَ وَٱلَّذِينَ يَبْكُونَ وَيُعْوِلُونَ كَثِيرًا،‏ ٣٩ وَلَمَّا دَخَلَ قَالَ لَهُمْ:‏ «لِمَ ٱلْجَلَبَةُ وَٱلْبُكَاءُ؟‏ لَمْ تَمُتِ ٱلْبِنْتُ لٰكِنَّهَا نَائِمَةٌ».‏+ ٤٠ فَضَحِكُوا عَلَيْهِ بِٱزْدِرَاءٍ.‏ أَمَّا هُوَ فَأَخْرَجَ ٱلْجَمِيعَ وَأَخَذَ مَعَهُ أَبَا ٱلْبِنْتِ وَأُمَّهَا وَٱلَّذِينَ مَعَهُ،‏ وَدَخَلَ إِلَى حَيْثُ كَانَتِ ٱلْبِنْتُ.‏+ ٤١ وَأَمْسَكَ بِيَدِ ٱلْبِنْتِ وَقَالَ لَهَا:‏ ‏«طَالِيثَا قُومِي»،‏ ٱلَّذِي يَعْنِي عِنْدَ تَرْجَمَتِهِ:‏ «يَا صَبِيَّةُ،‏ لَكِ أَقُولُ:‏ قُومِي!‏».‏+ ٤٢ وَفِي ٱلْحَالِ قَامَتِ ٱلصَّبِيَّةُ وَأَخَذَتْ تَمْشِي،‏ وَكَانَتِ ٱبْنَةَ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً.‏ فَلَمْ يَمْلِكُوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ شِدَّةِ ٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي غَمَرَهُمْ.‏+ ٤٣ وَأَوْصَاهُمْ مِرَارًا أَلَّا يَعْلَمَ+ أَحَدٌ بِذٰلِكَ،‏ وَقَالَ أَنْ تُعْطَى لِتَأْكُلَ.‏

٦ وَرَحَلَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَوْطِنِهِ،‏ وَتَبِعَهُ تَلَامِيذُهُ.‏+ ٢ وَلَمَّا أَتَى ٱلسَّبْتُ،‏ ٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي ٱلْمَجْمَعِ.‏ فَذَهِلَ أَكْثَرُ ٱلسَّامِعِينَ وَقَالُوا:‏ «مِنْ أَيْنَ لَهُ هٰذِهِ؟‏+ وَلِمَاذَا أُعْطِيَتْ لَهُ هٰذِهِ ٱلْحِكْمَةُ،‏ وَتُجْرَى عَلَى يَدَيْهِ هٰذِهِ ٱلْقُوَّاتُ؟‏ ٣ أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلنَّجَّارَ+ ٱبْنَ مَرْيَمَ+ وَأَخَا يَعْقُوبَ+ وَيُوسُفَ وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟‏+ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ* هُنَا عِنْدَنَا؟‏».‏ فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ.‏+ ٤ أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلَا كَرَامَةٍ إِلَّا فِي مَوْطِنِهِ+ وَبَيْنَ أَهْلِهِ وَفِي بَيْتِهِ».‏+ ٥ وَلَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ أَيَّةَ قُوَّةٍ سِوَى أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.‏ ٦ وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ.‏ وَطَافَ بِٱلْقُرَى ٱلْمُحِيطَةِ يُعَلِّمُ.‏+

٧ وَٱسْتَدْعَى ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ،‏ وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ،‏+ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَةً عَلَى ٱلْأَرْوَاحِ ٱلنَّجِسَةِ.‏+ ٨ وَأَوْصَاهُمْ أَلَّا يَحْمِلُوا شَيْئًا لِلطَّرِيقِ سِوَى عُكَّازٍ فَقَطْ،‏ لَا خُبْزًا وَلَا مِزْوَدًا+ وَلَا نُقُودًا مِنَ ٱلنُّحَاسِ فِي جُيُوبِ مَنَاطِقِهِمْ،‏+ ٩ بَلْ أَنْ يَشُدُّوا نَعْلَيْهِمْ،‏ وَلَا يَلْبَسُوا قَمِيصَيْنِ.‏+ ١٠ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «حَيْثُمَا دَخَلْتُمْ بَيْتًا،‏+ فَٱمْكُثُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا مِنْ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ.‏+ ١١ وَأَيُّ مَكَانٍ لَا يَقْبَلُكُمْ وَلَا يَسْمَعُ لَكُمْ،‏ فَلَدَى خُرُوجِكُمْ مِنْ هُنَاكَ ٱنْفُضُوا ٱلتُّرَابَ ٱلَّذِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ شَهَادَةً لَهُمْ».‏+ ١٢ فَٱنْطَلَقُوا وَكَرَزُوا لِكَيْ يَتُوبَ ٱلنَّاسُ.‏+ ١٣ وَكَانُوا يُخْرِجُونَ شَيَاطِينَ+ كَثِيرَةً وَيَدْهُنُونَ بِٱلزَّيْتِ مَرْضَى+ كَثِيرِينَ وَيَشْفُونَهُمْ.‏+

١٤ وَبَلَغَ ٱلْأَمْرُ مَسَامِعَ ٱلْمَلِكِ هِيرُودُسَ،‏ لِأَنَّ ٱسْمَ يَسُوعَ صَارَ مَشْهُورًا،‏ وَكَانَ أُنَاسٌ يَقُولُونَ:‏ «إِنَّ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدَ قَدْ قَامَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ،‏ وَلِذٰلِكَ تُعْمَلُ بِهِ ٱلْقُوَّاتُ».‏+ ١٥ وَآخَرُونَ يَقُولُونَ:‏ «إِنَّهُ إِيلِيَّا».‏+ وَآخَرُونَ أَيْضًا يَقُولُونَ:‏ «إِنَّهُ نَبِيٌّ كَأَحَدِ ٱلْأَنْبِيَاءِ».‏+ ١٦ وَلٰكِنْ لَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ بِذٰلِكَ،‏ قَالَ:‏ «هٰذَا يُوحَنَّا ٱلَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ قَدْ قَامَ».‏+ ١٧ فَإِنَّ هِيرُودُسَ نَفْسَهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَقَبَضَ عَلَى يُوحَنَّا وَقَيَّدَهُ فِي ٱلسِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا زَوْجَةِ فِيلِبُّسَ أَخِيهِ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ تَزَوَّجَهَا.‏+ ١٨ فَإِنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لِهِيرُودُسَ:‏ «لَا يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ زَوْجَةُ أَخِيكَ لَكَ».‏+ ١٩ وَلٰكِنَّ هِيرُودِيَّا كَانَتْ تُضْمِرُ لَهُ ضَغِينَةً+ وَتُرِيدُ قَتْلَهُ،‏ وَلَمْ تَقْدِرْ.‏+ ٢٠ فَقَدْ كَانَ هِيرُودُسُ يَخَافُ+ يُوحَنَّا،‏ عَالِمًا أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقُدُّوسٌ،‏+ وَكَانَ يُحَافِظُ عَلَيْهِ.‏ وَبَعْدَمَا سَمِعَهُ+ حَارَ جِدًّا فِي أَمْرِهِ،‏ إِلَّا أَنَّهُ ٱسْتَمَرَّ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ.‏

٢١ ثُمَّ سَنَحَتِ ٱلْفُرْصَةُ+ عِنْدَمَا صَنَعَ هِيرُودُسُ فِي يَوْمِ مِيلَادِهِ+ عَشَاءً لِرِجَالِهِ ذَوِي ٱلْمَنَاصِبِ ٱلرَّفِيعَةِ وَقُوَّادِ ٱلْجُنْدِ وَوُجُوهِ ٱلْجَلِيلِ.‏ ٢٢ وَدَخَلَتِ ٱبْنَةُ هِيرُودِيَّا هٰذِهِ وَرَقَصَتْ،‏ فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ وَٱلْمُتَّكِئِينَ+ مَعَهُ.‏ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِلصَّبِيَّةِ:‏ «اُطْلُبِي مِنِّي مَا تُرِيدِينَ،‏ فَأُعْطِيَكِ».‏ ٢٣ وَحَلَفَ لَهَا:‏ «مَهْمَا طَلَبْتِ مِنِّي أُعْطِيكِ،‏+ وَلَوْ إِلَى نِصْفِ مَمْلَكَتِي».‏+ ٢٤ فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ لِأُمِّهَا:‏ «مَاذَا أَطْلُبُ؟‏».‏ قَالَتْ:‏ «رَأْسَ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدِ».‏+ ٢٥ وَفِي ٱلْحَالِ دَخَلَتْ مُسْرِعَةً إِلَى ٱلْمَلِكِ وَطَلَبَتْ قَائِلَةً:‏ «أُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَنِي عَلَى ٱلْفَوْرِ رَأْسَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ عَلَى طَبَقٍ كَبِيرٍ».‏ ٢٦ فَحَزِنَ ٱلْمَلِكُ جِدًّا،‏ وَلٰكِنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَجَاهَلَهَا،‏ بِسَبَبِ ٱلْأَقْسَامِ وَٱلْمُتَّكِئِينَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ.‏+ ٢٧ فَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ فِي ٱلْحَالِ وَاحِدًا مِنَ ٱلْحَرَسِ ٱلْخَاصِّ وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ بِرَأْسِهِ.‏ فَمَضَى وَقَطَعَ رَأْسَهُ فِي ٱلسِّجْنِ+ ٢٨ وَأَتَى بِرَأْسِهِ عَلَى طَبَقٍ كَبِيرٍ،‏ وَأَعْطَاهُ لِلصَّبِيَّةِ،‏ وَٱلصَّبِيَّةُ أَعْطَتْهُ لِأُمِّهَا.‏+ ٢٩ وَلَمَّا سَمِعَ تَلَامِيذُهُ بِذٰلِكَ جَاءُوا وَرَفَعُوا جُثَّتَهُ وَوَضَعُوهَا فِي قَبْرٍ تَذْكَارِيٍّ.‏+

٣٠ وَٱجْتَمَعَ ٱلرُّسُلُ أَمَامَ يَسُوعَ وَأَخْبَرُوهُ بِكُلِّ مَا فَعَلُوا وَعَلَّمُوا.‏+ ٣١ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «تَعَالَوْا أَنْتُمْ عَلَى ٱنْفِرَادٍ إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ+ وَٱسْتَرِيحُوا قَلِيلًا».‏+ فَإِنَّ ٱلْآتِينَ وَٱلذَّاهِبِينَ كَانُوا كَثِيرِينَ،‏ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ وَقْتُ فَرَاغٍ حَتَّى لِتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ.‏+ ٣٢ فَمَضَوْا فِي ٱلْمَرْكَبِ إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ مُنْفَرِدِينَ.‏+ ٣٣ وَلٰكِنَّ ٱلنَّاسَ رَأَوْهُمْ ذَاهِبِينَ وَعَرَفَ كَثِيرُونَ ذٰلِكَ،‏ فَتَرَاكَضُوا إِلَى هُنَاكَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْمُدُنِ جَرْيًا عَلَى ٱلْأَقْدَامِ وَسَبَقُوهُمْ.‏+ ٣٤ وَلَمَّا خَرَجَ رَأَى جَمْعًا كَثِيرًا،‏ فَأَشْفَقَ+ عَلَيْهِمْ،‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا.‏+ فَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً.‏+

٣٥ وَإِذْ كَانَتِ ٱلسَّاعَةُ قَدْ تَقَدَّمَتْ،‏ دَنَا إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ وَقَالُوا:‏ «اَلْمَكَانُ مُنْعَزِلٌ،‏ وَٱلسَّاعَةُ قَدْ تَقَدَّمَتْ.‏+ ٣٦ اِصْرِفْهُمْ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى ٱلْأَرْيَافِ وَٱلْقُرَى ٱلْمُحِيطَةِ وَيَشْتَرُوا لِأَنْفُسِهِمْ مَا يَأْكُلُونَ».‏+ ٣٧ فَأَجَابَهُمْ قَائِلًا:‏ «أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ مَا يَأْكُلُونَ».‏ فَقَالُوا لَهُ:‏ «أَنَمْضِي وَنَشْتَرِي خُبْزًا بِمِئَتَيْ دِينَارٍ وَنُعْطِيهِمْ لِيَأْكُلُوا؟‏».‏+ ٣٨ قَالَ لَهُمْ:‏ «كَمْ رَغِيفًا عِنْدَكُمْ؟‏ اِذْهَبُوا وَٱنْظُرُوا!‏».‏ فَتَحَقَّقُوا وَقَالُوا:‏ «خَمْسَةٌ وَسَمَكَتَانِ».‏+ ٣٩ فَأَمَرَ ٱلْجَمِيعَ أَنْ يَتَّكِئُوا مَجْمُوعَاتٍ+ عَلَى ٱلْعُشْبِ ٱلْأَخْضَرِ.‏+ ٤٠ فَٱتَّكَأُوا فِي فِرَقٍ مِنْ مِئَةٍ وَمِنْ خَمْسِينَ.‏+ ٤١ فَأَخَذَ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلْخَمْسَةَ وَٱلسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَبَارَكَ،‏+ وَكَسَرَ+ ٱلْأَرْغِفَةَ وَأَعْطَاهَا لِلتَّلَامِيذِ لِيُقَدِّمُوهَا لِلنَّاسِ.‏ وَقَسَّمَ ٱلسَّمَكَتَيْنِ عَلَى ٱلْجَمِيعِ.‏ ٤٢ فَأَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا.‏+ ٤٣ وَرَفَعُوا مِنَ ٱلْكِسَرِ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَلْآنَةً،‏ فَضْلًا عَنِ ٱلسَّمَكِ.‏ ٤٤ وَكَانَ ٱلَّذِينَ أَكَلُوا مِنَ ٱلْأَرْغِفَةِ خَمْسَةَ آلَافِ رَجُلٍ.‏+

٤٥ وَعَلَى ٱلْفَوْرِ أَلْزَمَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَصْعَدُوا إِلَى ٱلْمَرْكَبِ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى ٱلشَّاطِئِ ٱلْمُقَابِلِ فِي ٱتِّجَاهِ بَيْتَ صَيْدَا،‏ فِي حِينَ صَرَفَ هُوَ ٱلْجَمْعَ.‏+ ٤٦ وَبَعْدَمَا وَدَّعَهُمْ مَضَى إِلَى جَبَلٍ لِيُصَلِّيَ.‏+ ٤٧ وَلَمَّا حَلَّ ٱلْمَسَاءُ،‏ كَانَ ٱلْمَرْكَبُ فِي وَسَطِ ٱلْبَحْرِ،‏ وَهُوَ وَحْدَهُ عَلَى ٱلْبَرِّ.‏+ ٤٨ وَعِنْدَمَا رَآهُمْ مُنْهَكِينَ+ فِي ٱلتَّجْذِيفِ،‏ لِأَنَّ ٱلرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ،‏ جَاءَ إِلَيْهِمْ نَحْوَ ٱلْهَزِيعِ ٱلرَّابِعِ مِنَ ٱللَّيْلِ،‏ مَاشِيًا عَلَى ٱلْبَحْرِ،‏ وَكَانَ يَوَدُّ أَنْ يَتَجَاوَزَهُمْ.‏ ٤٩ فَلَمَّا أَبْصَرُوهُ مَاشِيًا عَلَى ٱلْبَحْرِ ظَنُّوا:‏ «إِنَّهُ خَيَالٌ!‏»،‏ فَصَرَخُوا.‏+ ٥٠ فَإِنَّهُمْ رَأَوْهُ كُلُّهُمْ وَٱضْطَرَبُوا.‏ لٰكِنَّهُ كَلَّمَهُمْ فِي ٱلْحَالِ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «تَشَجَّعُوا،‏ هٰذَا أَنَا.‏ لَا تَخَافُوا».‏+ ٥١ وَصَعِدَ إِلَيْهِمْ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ،‏ فَهَدَأَتِ ٱلرِّيحُ.‏ فَبُهِتُوا فِي أَنْفُسِهِمْ لِلْغَايَةِ،‏+ ٥٢ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا مَعْنَى ٱلْأَرْغِفَةِ،‏ بَلْ بَقِيَتْ قُلُوبُهُمْ بَلِيدَةَ ٱلْفَهْمِ.‏+

٥٣ وَلَمَّا عَبَرُوا إِلَى ٱلْبَرِّ،‏ جَاءُوا إِلَى جِنِّيسَارِتَ وَأَرْسَوُا ٱلسَّفِينَةَ قَرِيبًا مِنْ هُنَاكَ.‏+ ٥٤ وَحَالَمَا خَرَجُوا مِنَ ٱلْمَرْكَبِ،‏ عَرَفَهُ ٱلنَّاسُ،‏ ٥٥ فَطَافُوا كُلَّ تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ وَٱبْتَدَأُوا يَحْمِلُونَ ٱلسُّقَمَاءَ عَلَى فُرُشٍ إِلَى حَيْثُ سَمِعُوا أَنَّهُ هُنَاكَ.‏ ٥٦ وَحَيْثُمَا كَانَ يَدْخُلُ إِلَى قُرًى أَوْ مُدُنٍ أَوْ أَرْيَافٍ،‏+ كَانُوا يَضَعُونَ ٱلْمَرْضَى فِي سَاحَاتِ ٱلْأَسْوَاقِ،‏ وَيَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسُوا+ وَلَوْ هُدْبَ+ رِدَائِهِ.‏ وَكُلُّ مَنْ لَمَسَهُ شُفِيَ.‏+

٧ وَٱجْتَمَعَ حَوْلَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَبَعْضُ ٱلْكَتَبَةِ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ.‏+ ٢ وَلَمَّا رَأَوْا بَعْضَ تَلَامِيذِهِ يَتَنَاوَلُونَ طَعَامَهُمْ بِأَيْدٍ دَنِسَةٍ،‏ أَيْ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ+ —‏  ٣ لِأَنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَكُلَّ ٱلْيَهُودِ لَا يَأْكُلُونَ مَا لَمْ يَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى ٱلْمِرْفَقِ،‏ تَمَسُّكًا بِتَقْلِيدِ ٱلْأَقْدَمِينَ،‏ ٤ وَعِنْدَمَا يَعُودُونَ مِنَ ٱلسُّوقِ لَا يَأْكُلُونَ مَا لَمْ يُطَهِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِٱلرَّشِّ.‏ وَهُنَاكَ تَقَالِيدُ+ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَسَلَّمُوهَا لِيَتَمَسَّكُوا بِهَا،‏ مِنْ مَعْمُودِيَّاتِ كُؤُوسٍ وَأَبَارِيقَ وَآنِيَةِ نُحَاسٍ+ —‏ ٥ لِذٰلِكَ سَأَلَهُ هٰؤُلَاءِ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَٱلْكَتَبَةُ:‏ «لِمَاذَا لَا يَسْلُكُ تَلَامِيذُكَ حَسَبَ تَقْلِيدِ ٱلْأَقْدَمِينَ،‏ بَلْ يَتَنَاوَلُونَ طَعَامَهُمْ بِأَيْدٍ دَنِسَةٍ؟‏».‏+ ٦ قَالَ لَهُمْ:‏ «حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَا عَنْكُمْ أَنْتُمُ ٱلْمُرَائِينَ،‏ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:‏+ ‹هٰذَا ٱلشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ،‏ وَأَمَّا قُلُوبُهُمْ فَمُبْتَعِدَةٌ عَنِّي بَعِيدًا.‏+ ٧ عَبَثًا يَعْبُدُونَنِي،‏ لِأَنَّهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا ٱلنَّاسِ›.‏+ ٨ إِنَّكُمْ تَتْرُكُونَ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ».‏+

٩ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أَيْضًا:‏ «بِحِذْقٍ تُبْطِلُونَ وَصِيَّةَ+ ٱللّٰهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ.‏ ١٠ مَثَلًا،‏ قَالَ مُوسَى:‏ ‹أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ›،‏+ وَأَيْضًا:‏ ‹مَنْ شَتَمَ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا›.‏+ ١١ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ:‏ ‹إِنْ قَالَ إِنْسَانٌ لِأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ:‏ «كُلُّ مَا قَدْ تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي هُوَ قُرْبَانٌ،‏+ (‏أَيْ عَطِيَّةٌ مُكَرَّسَةٌ+ لِلّٰهِ)‏»›،‏ ١٢ فَلَا تَدَعُونَهُ فِي مَا بَعْدُ يَفْعَلُ شَيْئًا لِأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ،‏+ ١٣ وَهٰكَذَا تُبْطِلُونَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ+ بِتَقْلِيدِكُمُ ٱلَّذِي تَنَاقَلْتُمُوهُ.‏ وَأُمُورًا كَثِيرَةً+ مِثْلَ هٰذِهِ تَفْعَلُونَ».‏ ١٤ وَإِذْ دَعَا ٱلْجَمْعَ إِلَيْهِ ثَانِيَةً،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «اِسْمَعُوا لِي كُلُّكُمْ وَٱفْهَمُوا.‏+ ١٥ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَارِجِ ٱلْإِنْسَانِ يَدْخُلُ فِيهِ يَقْدِرُ أَنْ يُدَنِّسَهُ،‏ بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ ٱلَّذِي يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ».‏+ ١٦ ــــــــ‍

١٧ وَلَمَّا دَخَلَ بَيْتًا،‏ بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمْعِ،‏ سَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ عَنِ ٱلْمَثَلِ.‏+ ١٨ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَهٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا لَا تُدْرِكُونَ؟‏+ أَلَا تَعْلَمُونَ أَنْ لَا شَيْءَ يَدْخُلُ ٱلْإِنْسَانَ مِنْ خَارِجٍ يَقْدِرُ أَنْ يُدَنِّسَهُ،‏ ١٩ لِأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ،‏ بَلْ إِلَى أَمْعَائِهِ،‏ ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى ٱلْخَلَاءِ؟‏».‏+ وَهٰكَذَا أَعْلَنَ أَنَّ جَمِيعَ ٱلْأَطْعِمَةِ طَاهِرَةٌ.‏+ ٢٠ ثُمَّ قَالَ:‏ «إِنَّ مَا يَخْرُجُ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ ٱلَّذِي يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ؛‏+ ٢١ لِأَنَّهُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ،‏ مِنْ قَلْبِ ٱلنَّاسِ،‏+ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ مُؤْذِيَةٌ:‏ عَهَارَةٌ،‏+ سَرِقَةٌ،‏ قَتْلٌ،‏+ ٢٢ زِنًى،‏ طَمَعٌ،‏+ شُرُورٌ،‏ خِدَاعٌ،‏ فُجُورٌ،‏+ عَيْنٌ حَاسِدَةٌ،‏ تَجْدِيفٌ،‏ تَكَبُّرٌ،‏ عَدَمُ تَعَقُّلٍ.‏ ٢٣ جَمِيعُ هٰذِهِ ٱلشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ ٱلْبَاطِنِ وَتُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ».‏+

٢٤ وَقَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدُونَ.‏+ فَدَخَلَ بَيْتًا وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَعْلَمَ أَحَدٌ.‏ وَمَعَ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُخْفِيَ أَمْرَهُ.‏+ ٢٥ وَفِي ٱلْحَالِ سَمِعَتْ بِهِ ٱمْرَأَةٌ لَهَا ٱبْنَةٌ صَغِيرَةٌ بِهَا رُوحٌ نَجِسٌ فَجَاءَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ.‏+ ٢٦ كَانَتِ ٱلْمَرْأَةُ يُونَانِيَّةً،‏ مِنْ جِنْسِيَّةٍ سُورِيَّةٍ فِينِيقِيَّةٍ.‏ فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ ٱلشَّيْطَانَ مِنِ ٱبْنَتِهَا.‏+ ٢٧ وَلٰكِنَّهُ قَالَ لَهَا:‏ «دَعِي ٱلْأَوْلَادَ أَوَّلًا يَشْبَعُونَ،‏ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ ٱلصَّوَابِ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ ٱلْأَوْلَادِ+ وَيُلْقَى إِلَى صِغَارِ ٱلْكِلَابِ».‏+ ٢٨ فَأَجَابَتْهُ قَائِلَةً:‏ «نَعَمْ،‏ يَا سَيِّدُ،‏ وَلٰكِنَّ صِغَارَ ٱلْكِلَابِ تَحْتَ ٱلْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ+ ٱلْأَوْلَادِ ٱلصِّغَارِ».‏+ ٢٩ عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهَا:‏ «مِنْ أَجْلِ هٰذَا ٱلْكَلَامِ،‏ ٱذْهَبِي.‏ لَقَدْ خَرَجَ ٱلشَّيْطَانُ مِنِ ٱبْنَتِكِ».‏+ ٣٠ فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِهَا وَوَجَدَتِ+ ٱلْبِنْتَ مُلْقَاةً عَلَى ٱلسَّرِيرِ وَٱلشَّيْطَانَ قَدْ خَرَجَ.‏

٣١ وَإِذْ رَجَعَ مِنْ نَوَاحِي صُورَ،‏ مَرَّ فِي صَيْدُونَ إِلَى بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ،‏ مُجْتَازًا نَوَاحِيَ دِكَابُولِيسَ.‏+ ٣٢ فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ أَصَمَّ وَأَعْقَدَ،‏ وَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ.‏+ ٣٣ فَٱنْفَرَدَ بِهِ بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمْعِ وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيِ ٱلرَّجُلِ،‏ وَبَعْدَ أَنْ تَفَلَ،‏ لَمَسَ لِسَانَهُ.‏+ ٣٤ وَرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ+ مُتَنَهِّدًا+ مِنَ ٱلْأَعْمَاقِ وَقَالَ لَهُ:‏ ‏«إِفَّثَا»،‏ أَيِ «ٱنْفَتِحْ!‏».‏ ٣٥ فَٱنْفَتَحَتْ أُذُنَاهُ،‏+ وَحُلَّتْ عُقْدَةُ لِسَانِهِ،‏ وَأَخَذَ يَتَكَلَّمُ سَوِيًّا.‏ ٣٦ وَوَصَّاهُمْ أَلَّا يُخْبِرُوا أَحَدًا.‏+ وَلٰكِنْ عَلَى قَدْرِ مَا وَصَّاهُمْ كَانُوا يُنَادُونَ أَكْثَرَ كَثِيرًا.‏+ ٣٧ وَكَانُوا يَقُولُونَ وَهُمْ فِي غَايَةِ ٱلذُّهُولِ:‏+ «قَدْ عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَنًا.‏ حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ ٱلصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَٱلْبُكْمَ يَتَكَلَّمُونَ».‏+

٨ وَفِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ،‏ إِذْ كَانَ هُنَاكَ ثَانِيَةً جَمْعٌ كَبِيرٌ،‏ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ،‏ ٱسْتَدْعَى ٱلتَّلَامِيذَ وَقَالَ لَهُمْ:‏+ ٢ ‏«إِنِّي أُشْفِقُ+ عَلَى ٱلْجَمْعِ لِأَنَّ ٱلْآنَ لَهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ.‏ ٣ وَإِنْ صَرَفْتُهُمْ إِلَى بُيُوتِهِمْ صَائِمِينَ،‏ يَخُورُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ.‏ فَبَعْضُهُمْ قَدْ جَاءَ مِنْ بَعِيدٍ».‏ ٤ فَأَجَابَهُ تَلَامِيذُهُ:‏ «مِنْ أَيْنَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُشْبِعَ هٰؤُلَاءِ خُبْزًا هُنَا فِي مَكَانٍ مُنْعَزِلٍ؟‏».‏+ ٥ فَسَأَلَهُمْ:‏ «كَمْ رَغِيفًا عِنْدَكُمْ؟‏».‏ قَالُوا:‏ «سَبْعَةٌ».‏+ ٦ فَأَمَرَ ٱلْجَمْعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَأَخَذَ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلسَّبْعَةَ،‏ وَشَكَرَ،‏+ وَكَسَرَ،‏ وَأَعْطَى تَلَامِيذَهُ لِيُقَدِّمُوهَا،‏ فَقَدَّمُوهَا لِلْجَمْعِ.‏+ ٧ وَكَانَ مَعَهُمْ أَيْضًا قَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ ٱلسَّمَكِ،‏ فَبَارَكَهَا وَقَالَ أَنْ يُقَدِّمُوا هٰذِهِ أَيْضًا.‏+ ٨ فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا،‏ وَرَفَعُوا فَضَلَاتِ ٱلْكِسَرِ،‏ سَبْعَةَ سِلَالٍ مَلْآنَةٍ.‏+ ٩ وَكَانَ هُنَاكَ نَحْوُ أَرْبَعَةِ آلَافٍ.‏ وَأَخِيرًا صَرَفَهُمْ.‏+

١٠ وَفِي ٱلْحَالِ صَعِدَ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ مَعَ تَلَامِيذِهِ وَجَاءَ إِلَى نَوَاحِي دَلْمَانُوثَةَ.‏+ ١١ فَخَرَجَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَٱبْتَدَأُوا يُجَادِلُونَهُ،‏ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ لِيَمْتَحِنُوهُ.‏+ ١٢ فَأَنَّ مِنْ أَعْمَاقِ+ رُوحِهِ،‏ وَقَالَ:‏ «لِمَاذَا يَطْلُبُ هٰذَا ٱلْجِيلُ آيَةً؟‏ اَلْحَقَّ أَقُولُ:‏ لَنْ يُعْطَى هٰذَا ٱلْجِيلُ آيَةً».‏+ ١٣ ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَعَادَ فَصَعِدَ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ وَمَضَى إِلَى ٱلشَّاطِئِ ٱلْمُقَابِلِ.‏

١٤ وَكَانُوا قَدْ نَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا مَعَهُمْ خُبْزًا وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ فِي ٱلْمَرْكَبِ سِوَى رَغِيفٍ وَاحِدٍ.‏+ ١٥ وَأَخَذَ يُوصِيهِمْ بِصَرِيحِ ٱلْعِبَارَةِ وَيَقُولُ:‏ «أَبْقُوا عُيُونَكُمْ مَفْتُوحَةً،‏ وَٱحْذَرُوا خَمِيرَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَخَمِيرَ هِيرُودُسَ».‏+ ١٦ فَٱبْتَدَأُوا يَتَحَاجُّونَ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ أَنَّهُ لَا خُبْزَ عِنْدَهُمْ.‏+ ١٧ وَإِذْ لَاحَظَ ذٰلِكَ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «لِمَاذَا تَتَحَاجُّونَ أَنْ لَا خُبْزَ عِنْدَكُمْ؟‏+ أَلَا تُدْرِكُونَ وَلَا تَفْهَمُونَ ٱلْمَعْنَى بَعْدُ؟‏ أَلَكُمْ قُلُوبٌ بَلِيدَةُ ٱلْفَهْمِ؟‏+ ١٨ ‏‹أَلَكُمْ عُيُونٌ وَلَا تُبْصِرُونَ،‏ وَآذَانٌ وَلَا تَسْمَعُونَ؟‏›.‏+ أَوَلَا تَذْكُرُونَ،‏ ١٩ حِينَ كَسَرْتُ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلْخَمْسَةَ+ لِلْخَمْسَةِ ٱلْآلَافِ،‏ كَمْ قُفَّةً مَمْلُوءَةً كِسَرًا رَفَعْتُمْ؟‏».‏ قَالُوا لَهُ:‏ «اِثْنَتَيْ عَشْرَةَ».‏+ ٢٠ ‏«وَحِينَ كَسَرْتُ ٱلسَّبْعَةَ لِلْأَرْبَعَةِ ٱلْآلَافِ،‏ كَمْ سَلًّا مَمْلُوءًا كِسَرًا رَفَعْتُمْ؟‏».‏ قَالُوا لَهُ:‏ «سَبْعَةً».‏+ ٢١ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَلَا تَفْهَمُونَ ٱلْمَعْنَى بَعْدُ؟‏».‏+

٢٢ وَوَصَلُوا إِلَى بَيْتَ صَيْدَا.‏ فَأَحْضَرَ ٱلنَّاسُ إِلَيْهِ أَعْمَى وَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسَهُ.‏+ ٢٣ فَأَخَذَ بِيَدِ ٱلْأَعْمَى،‏ وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ ٱلْقَرْيَةِ،‏ وَبَعْدَمَا تَفَلَ+ عَلَى عَيْنَيْهِ،‏ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ:‏ «هَلْ تَرَى شَيْئًا؟‏».‏ ٢٤ فَرَفَعَ ٱلرَّجُلُ نَظَرَهُ وَقَالَ:‏ «أَرَى أُنَاسًا،‏ لِأَنَّنِي أُبْصِرُ مَا يَبْدُو أَنَّهُ أَشْجَارٌ،‏ لٰكِنَّهَا تَمْشِي».‏ ٢٥ ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ ثَانِيَةً عَلَى عَيْنَيِ ٱلرَّجُلِ،‏ فَرَأَى بِوُضُوحٍ،‏ وَعَادَ صَحِيحًا،‏ وَصَارَ يَرَى كُلَّ شَيْءٍ جَلِيًّا.‏ ٢٦ فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلًا:‏ «لَا تَدْخُلِ ٱلْقَرْيَةَ».‏+

٢٧ وَمَضَى يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلِبِّي،‏ وَفِي ٱلطَّرِيقِ سَأَلَ تَلَامِيذَهُ،‏ قَائِلًا لَهُمْ:‏ «مَنْ يَقُولُ ٱلنَّاسُ إِنِّي أَنَا؟‏».‏+ ٢٨ فَقَالُوا لَهُ:‏ «يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ.‏+ وَآخَرُونَ:‏ إِيلِيَّا.‏+ وَآخَرُونَ أَيْضًا:‏ أَحَدُ ٱلْأَنْبِيَاءِ».‏+ ٢٩ فَسَأَلَهُمْ:‏ «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟‏».‏ فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ».‏+ ٣٠ عِنْدَئِذٍ أَوْصَاهُمْ بِشِدَّةٍ أَلَّا يُخْبِرُوا أَحَدًا عَنْهُ.‏+ ٣١ وَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ لَا بُدَّ أَنْ يُقَاسِيَ آلَامًا كَثِيرَةً وَيَرْفُضَهُ ٱلشُّيُوخُ وَكِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ وَيُقْتَلَ،‏+ وَيَقُومَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.‏+ ٣٢ وَكَانَ يَذْكُرُ ذٰلِكَ صَرَاحَةً.‏ فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ جَانِبًا وَٱبْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ.‏+ ٣٣ فَٱلْتَفَتَ وَنَظَرَ إِلَى تَلَامِيذِهِ وَٱنْتَهَرَ بُطْرُسَ،‏ وَقَالَ:‏ «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ،‏ لِأَنَّكَ لَا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللّٰهِ،‏ بَلْ تَفْكِيرَ ٱلنَّاسِ».‏+

٣٤ وَدَعَا ٱلْجَمْعَ مَعَ تَلَامِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي،‏ فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ كُلِّيًّا وَيَحْمِلْ خَشَبَةَ آلَامِهِ وَيَتْبَعْنِي عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏+ ٣٥ فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَخْسَرُهَا،‏ أَمَّا مَنْ خَسِرَ نَفْسَهُ فِي سَبِيلِي وَسَبِيلِ ٱلْبِشَارَةِ فَيُخَلِّصُهَا.‏+ ٣٦ فَإِنَّهُ مَاذَا يَنْفَعُ ٱلْإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟‏+ ٣٧ وَمَاذَا يُعْطِي ٱلْإِنْسَانُ بَدَلَ نَفْسِهِ؟‏+ ٣٨ فَمَنْ يَخْجَلْ بِي وَبِكَلَامِي فِي هٰذَا ٱلْجِيلِ ٱلزَّانِي ٱلْخَاطِئِ،‏ يَخْجَلْ+ بِهِ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ أَيْضًا حِينَ يَجِيءُ فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْقُدُّوسِينَ».‏+

٩ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ بَعْضًا مِنَ ٱلْقَائِمِينَ هٰهُنَا لَنْ يَذُوقُوا ٱلْمَوْتَ أَبَدًا حَتَّى يَرَوْا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ قَدْ أَتَى بِقُدْرَةٍ».‏+ ٢ وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا،‏ وَصَعِدَ بِهِمْ عَلَى ٱنْفِرَادٍ إِلَى جَبَلٍ شَامِخٍ.‏ وَتَجَلَّى أَمَامَهُمْ،‏+ ٣ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ ٱلْخَارِجِيَّةُ تَتَلَأْلَأُ بَيْضَاءَ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِمَّا يُمْكِنُ لِأَيِّ قَصَّارٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ.‏+ ٤ وَتَرَاءَى لَهُمْ إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى،‏ وَكَانَا يَتَحَدَّثَانِ إِلَى يَسُوعَ.‏+ ٥ فَقَالَ بُطْرُسُ لِيَسُوعَ:‏ «رَابِّي،‏ جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هٰهُنَا،‏ فَلْنَنْصِبْ ثَلَاثَ خِيَامٍ:‏ وَاحِدَةً لَكَ،‏ وَوَاحِدَةً لِمُوسَى،‏ وَوَاحِدَةً لِإِيلِيَّا».‏+ ٦ فَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ بِمَا يُجِيبُ،‏ إِذْ كَانُوا فِي غَايَةِ ٱلْخَوْفِ.‏ ٧ وَتَشَكَّلَتْ سَحَابَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ،‏ وَأَتَى صَوْتٌ+ مِنَ ٱلسَّحَابَةِ قَائِلًا:‏ «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي+ ٱلْحَبِيبُ،‏ لَهُ ٱسْمَعُوا».‏+ ٨ وَفَجْأَةً نَظَرُوا حَوْلَهُمْ فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا مَعَهُمْ،‏ سِوَى يَسُوعَ وَحْدَهُ.‏+

٩ وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ ٱلْجَبَلِ،‏ أَوْصَاهُمْ بِصَرِيحِ ٱلْعِبَارَةِ أَلَّا يُخْبِرُوا+ أَحَدًا بِمَا رَأَوْا،‏ إِلَّا بَعْدَ أَنْ يَكُونَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ قَدْ قَامَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.‏+ ١٠ فَحَفِظُوا ٱلْكَلِمَةَ،‏ لٰكِنَّهُمْ تَنَاقَشُوا فِي مَا بَيْنَهُمْ مَاذَا يَعْنِي هٰذَا ٱلْقِيَامُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.‏ ١١ وَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ:‏ «لِمَاذَا يَقُولُ ٱلْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا+ لَا بُدَّ أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلًا؟‏».‏+ ١٢ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلًا وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ.‏+ فَكَيْفَ هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يُقَاسِيَ آلَامًا+ كَثِيرَةً وَيُرْذَلَ؟‏+ ١٣ لٰكِنْ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ إِيلِيَّا+ قَدْ أَتَى فِعْلًا،‏ وَفَعَلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا،‏ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ».‏+

١٤ وَلَمَّا عَادُوا إِلَى بَاقِي ٱلتَّلَامِيذِ،‏ رَأَوْا جَمْعًا كَثِيرًا حَوْلَهُمْ وَكَتَبَةً يُجَادِلُونَهُمْ.‏+ ١٥ فَمَا إِنْ أَبْصَرَهُ كُلُّ ٱلْجَمْعِ حَتَّى ٱنْذَهَلُوا،‏ وَرَكَضُوا إِلَيْهِ وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ.‏ ١٦ فَسَأَلَهُمْ:‏ «فِيمَ تُجَادِلُونَهُمْ؟‏».‏ ١٧ فَأَجَابَهُ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْجَمْعِ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ أَحْضَرْتُ إِلَيْكَ ٱبْنِي لِأَنَّ بِهِ رُوحًا يَجْعَلُهُ أَبْكَمَ،‏+ ١٨ وَحَيْثُمَا أَخَذَهُ يَصْرَعُهُ أَرْضًا،‏ فَيُزْبِدُ وَيَصِرُّ بِأَسْنَانِهِ وَتَتَلَاشَى قِوَاهُ.‏ فَقُلْتُ لِتَلَامِيذِكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ،‏ فَلَمْ يَقْدِرُوا».‏+ ١٩ فَأَجَابَهُمْ قَائِلًا:‏ «أَيُّهَا ٱلْجِيلُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ،‏+ إِلَى مَتَى أَبْقَى مَعَكُمْ؟‏ إِلَى مَتَى أَتَحَمَّلُكُمْ؟‏ أَحْضِرُوهُ إِلَيَّ».‏+ ٢٠ فَأَحْضَرُوهُ إِلَيْهِ.‏ وَفِي ٱلْحَالِ،‏ لَمَّا رَآهُ ٱلرُّوحُ،‏ جَعَلَ ٱلْوَلَدَ يَنْتَفِضُ،‏ فَسَقَطَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَبَقِيَ يَتَمَرَّغُ وَهُوَ يُزْبِدُ.‏+ ٢١ فَسَأَلَ أَبَاهُ:‏ «مُنْذُ مَتَى يَحْدُثُ لَهُ هٰذَا؟‏».‏ قَالَ:‏ «مُنْذُ صِغَرِهِ.‏ ٢٢ وَكَثِيرًا مَا أَلْقَاهُ فِي ٱلنَّارِ،‏ وَفِي ٱلْمَاءِ أَيْضًا،‏ لِيُهْلِكَهُ.‏+ وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا،‏ فَأَشْفِقْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا».‏ ٢٣ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «أَتَقُولُ:‏ ‹إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ›؟‏!‏ إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِمَنْ لَهُ إِيمَانٌ».‏+ ٢٤ فَصَرَخَ أَبُو ٱلصَّغِيرِ فِي ٱلْحَالِ وَقَالَ:‏ «لِي إِيمَانٌ!‏ أَعِنِّي حَيْثُ أَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ!‏».‏+

٢٥ وَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ ٱلْجَمْعَ يَتَرَاكَضُونَ إِلَيْهِمِ،‏ ٱنْتَهَرَ+ ٱلرُّوحَ ٱلنَّجِسَ قَائِلًا لَهُ:‏ «أَيُّهَا ٱلرُّوحُ ٱلْأَبْكَمُ ٱلْأَصَمُّ،‏ أَنَا آمُرُكَ:‏ اُخْرُجْ مِنْهُ وَلَا تَدْخُلْ فِيهِ بَعْدُ».‏ ٢٦ فَصَرَخَ ٱلرُّوحُ وَخَرَجَ بَعْدَمَا جَعَلَ ٱلْوَلَدَ يَنْتَفِضُ بِعُنْفٍ.‏+ فَصَارَ كَٱلْمَيِّتِ،‏ حَتَّى قَالَ أَكْثَرُهُمْ:‏ «إِنَّهُ مَاتَ!‏».‏ ٢٧ فَأَمْسَكَهُ يَسُوعُ بِيَدِهِ وَأَقَامَهُ،‏ فَقَامَ.‏+ ٢٨ وَبَعْدَمَا دَخَلَ بَيْتًا سَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ عَلَى ٱنْفِرَادٍ:‏ «لِمَاذَا لَمْ نَسْتَطِعْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟‏».‏+ ٢٩ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «هٰذَا ٱلنَّوْعُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إِلَّا بِٱلصَّلَاةِ».‏+

٣٠ وَمَضَوْا مِنْ هُنَاكَ فَمَرُّوا فِي ٱلْجَلِيلِ،‏ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَعْلَمَ أَحَدٌ.‏ ٣١ لِأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ تَلَامِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ:‏ «سَيُسَلَّمُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ إِلَى أَيْدِي ٱلنَّاسِ،‏ فَيَقْتُلُونَهُ،‏+ وَيَقُومُ بَعْدَ قَتْلِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ».‏+ ٣٢ وَأَمَّا هُمْ فَمَا كَانُوا يَفْهَمُونَ هٰذَا ٱلْكَلَامَ،‏ وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ.‏+

٣٣ وَجَاءُوا إِلَى كَفَرْنَاحُومَ.‏ وَلَمَّا كَانَ فِي ٱلْبَيْتِ سَأَلَهُمْ:‏ «فِيمَ كُنْتُمْ تَتَحَاجُّونَ فِي ٱلطَّرِيقِ؟‏».‏+ ٣٤ فَظَلُّوا سَاكِتِينَ،‏ لِأَنَّهُمْ تَحَاجُّوا فِي ٱلطَّرِيقِ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ فِي مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ.‏+ ٣٥ فَجَلَسَ وَدَعَا ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَوَّلَ،‏ فَلْيَكُنْ آخِرَ ٱلْجَمِيعِ وَخَادِمًا لِلْجَمِيعِ».‏+ ٣٦ وَأَخَذَ وَلَدًا صَغِيرًا،‏ فَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ وَضَمَّهُ بِذِرَاعَيْهِ وَقَالَ لَهُمْ:‏+ ٣٧ ‏«مَنْ يَقْبَلْ وَاحِدًا مِنْ أَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلصِّغَارِ بِٱسْمِي يَقْبَلْنِي؛‏ وَمَنْ يَقْبَلْنِي،‏ فَلَمْ يَقْبَلْنِي أَنَا فَقَطْ،‏ بَلِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي أَيْضًا».‏+

٣٨ وَقَالَ لَهُ يُوحَنَّا:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ رَأَيْنَا رَجُلًا يُخْرِجُ شَيَاطِينَ بِٱسْمِكَ،‏ فَحَاوَلْنَا أَنْ نَمْنَعَهُ+ لِأَنَّهُ لَا يُرَافِقُنَا».‏+ ٣٩ لٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ:‏ «لَا تُحَاوِلُوا أَنْ تَمْنَعُوهُ،‏ فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَصْنَعُ قُوَّةً بِٱسْمِي وَيَقْدِرُ سَرِيعًا أَنْ يَشْتُمَنِي؛‏+ ٤٠ لِأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا.‏+ ٤١ لِأَنَّ مَنْ سَقَاكُمْ كَأْسَ+ مَاءٍ لِأَنَّكُمْ لِلْمَسِيحِ،‏+ فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَنْ يَخْسَرَ مُكَافَأَتَهُ أَبَدًا.‏ ٤٢ لٰكِنْ مَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ فَخَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحًى كَبِيرٍ وَرُمِيَ فِي ٱلْبَحْرِ.‏+

٤٣ ‏«وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ فَٱقْطَعْهَا.‏ خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ وَبِكَ عَاهَةٌ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ يَدَانِ وَتَذْهَبَ إِلَى وَادِي هِنُّومَ،‏* إِلَى ٱلنَّارِ ٱلَّتِي لَا تُطْفَأُ.‏+ ٤٤ ــــــــ‍ ٤٥ وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ رِجْلُكَ فَٱقْطَعْهَا.‏ خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ أَعْرَجَ+ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ رِجْلَانِ وَتُرْمَى فِي وَادِي هِنُّومَ.‏+ ٤٦ ــــــــ‍ ٤٧ وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَأَلْقِهَا عَنْكَ.‏+ خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُرْمَى فِي وَادِي هِنُّومَ،‏+ ٤٨ حَيْثُ دُودُهُمْ لَا يَمُوتُ وَٱلنَّارُ لَا تُطْفَأُ.‏+

٤٩ ‏«لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَجِبُ أَنْ يُمَلَّحَ+ بِنَارٍ.‏ ٥٠ اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ.‏ وَلٰكِنْ إِذَا تَفِهَ ٱلْمِلْحُ،‏ فَبِمَاذَا تُطَيِّبُونَهُ؟‏+ لِيَكُنْ لَكُمْ مِلْحٌ+ فِي أَنْفُسِكُمْ،‏ وَحَافِظُوا عَلَى ٱلسَّلَامِ+ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ».‏

١٠ وَقَامَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَعَبْرَ ٱلْأُرْدُنِّ،‏ فَٱجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ ٱلْجُمُوعُ مَرَّةً أُخْرَى،‏ فَأَخَذَ يُعَلِّمُهُمْ أَيْضًا كَعَادَتِهِ.‏+ ٢ فَٱقْتَرَبَ مِنْهُ فَرِّيسِيُّونَ،‏ وَسَأَلُوهُ لِيَمْتَحِنُوهُ هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ زَوْجَتَهُ.‏+ ٣ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «بِمَاذَا أَوْصَاكُمْ مُوسَى؟‏».‏ ٤ قَالُوا:‏ «سَمَحَ مُوسَى بِأَنْ تُكْتَبَ شَهَادَةُ طَلَاقٍ وَتُطَلَّقَ».‏+ ٥ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «لِأَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ+ كَتَبَ لَكُمْ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ.‏ ٦ وَلٰكِنْ،‏ مِنْ بَدْءِ ٱلْخَلِيقَةِ ‹صَنَعَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى.‏+ ٧ لِذٰلِكَ يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ،‏ ٨ وَيَكُونُ ٱلِٱثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا›.‏+ فَلَيْسَا بَعْدُ ٱثْنَيْنِ،‏ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ.‏ ٩ فَمَا جَمَعَهُ ٱللّٰهُ فِي نِيرٍ وَاحِدٍ فَلَا يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ».‏+ ١٠ وَفِي ٱلْبَيْتِ+ أَيْضًا سَأَلَهُ ٱلتَّلَامِيذُ عَنْ ذٰلِكَ.‏ ١١ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ وَتَزَوَّجَ أُخْرَى يَزْنِي+ فِي حَقِّهَا،‏ ١٢ وَإِنْ طَلَّقَتِ ٱمْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ آخَرَ تَزْنِي».‏+

١٣ وَٱبْتَدَأَ ٱلنَّاسُ يُحْضِرُونَ إِلَيْهِ أَوْلَادًا صِغَارًا لِيَلْمُسَهُمْ،‏ فَأَنَّبَهُمُ ٱلتَّلَامِيذُ.‏+ ١٤ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذٰلِكَ ٱغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «دَعُوا ٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ.‏ لَا تُحَاوِلُوا مَنْعَهُمْ،‏ لِأَنَّ لِأَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ.‏+ ١٥ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ مَنْ لَا يَقْبَلْ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ مِثْلَ وَلَدٍ صَغِيرٍ،‏ فَلَنْ يَدْخُلَهُ أَبَدًا».‏+ ١٦ وَضَمَّ ٱلْأَوْلَادَ بِذِرَاعَيْهِ،‏ وَبَارَكَهُمْ وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ.‏+

١٧ وَبَيْنَمَا هُوَ مَاضٍ فِي طَرِيقِهِ،‏ رَكَضَ إِلَيْهِ رَجُلٌ وَسَقَطَ أَمَامَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَسَأَلَهُ:‏ «أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلصَّالِحُ،‏ مَاذَا عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَ لِأَرِثَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ؟‏».‏+ ١٨ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «لِمَ تَدْعُونِي صَالِحًا؟‏+ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلَّا وَاحِدٌ،‏ وَهُوَ ٱللّٰهُ.‏+ ١٩ أَنْتَ تَعْرِفُ ٱلْوَصَايَا:‏ ‹لَا تَقْتُلْ،‏+ لَا تَزْنِ،‏+ لَا تَسْرِقْ،‏+ لَا تَشْهَدْ بِٱلزُّورِ،‏+ لَا تَغْبِنْ أَحَدًا،‏+ أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ›».‏+ ٢٠ فَقَالَ لَهُ ٱلرَّجُلُ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ كُلُّ هٰذِهِ قَدْ حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي».‏ ٢١ فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَشَعَرَ بِمَحَبَّةٍ نَحْوَهُ وَقَالَ لَهُ:‏ «يَنْقُصُكَ أَمْرٌ وَاحِدٌ:‏ اِذْهَبْ،‏ بِعْ مَا عِنْدَكَ وَأَعْطِ ٱلْفُقَرَاءَ،‏ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي».‏+ ٢٢ فَٱغْتَمَّ لِهٰذَا ٱلْكَلَامِ وَمَضَى حَزِينًا،‏ لِأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْلَاكٍ كَثِيرَةٍ.‏+

٢٣ فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ ثُمَّ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «مَا أَصْعَبَ دُخُولَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ عَلَى ذَوِي ٱلْمَالِ!‏».‏+ ٢٤ فَدُهِشَ+ ٱلتَّلَامِيذُ مِنْ كَلَامِهِ.‏ فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ ثَانِيَةً قَائِلًا:‏ «يَا أَوْلَادِي،‏ مَا أَصْعَبَ دُخُولَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ!‏ ٢٥ فَمُرُورُ جَمَلٍ فِي ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَسْهَلُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ».‏+ ٢٦ فَٱشْتَدَّ ذُهُولُهُمْ وَقَالُوا لَهُ:‏ «وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟‏».‏+ ٢٧ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مُبَاشَرَةً وَقَالَ:‏ «ذٰلِكَ مُسْتَحِيلٌ عِنْدَ ٱلنَّاسِ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ عِنْدَ ٱللّٰهِ،‏ لِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ».‏+ ٢٨ وَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ:‏ «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ».‏+ ٢٩ فَقَالَ يَسُوعُ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أُمًّا أَوْ أَبًا أَوْ أَوْلَادًا أَوْ حُقُولًا لِأَجْلِي وَلِأَجْلِ ٱلْبِشَارَةِ،‏+ ٣٠ إِلَّا وَيَنَالُ مِئَةَ ضِعْفٍ+ ٱلْآنَ فِي هٰذَا ٱلزَّمَانِ،‏ بُيُوتًا وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلَادًا وَحُقُولًا،‏ مَعَ ٱضْطِهَادَاتٍ،‏+ وَفِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّةً.‏ ٣١ وَلٰكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِينَ،‏ وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ».‏+

٣٢ وَكَانُوا فِي ٱلطَّرِيقِ صَاعِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ وَيَسُوعُ يَتَقَدَّمُهُمْ،‏ وَهُمْ مَبْهُوتُونَ.‏ أَمَّا ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ فَكَانُوا خَائِفِينَ.‏ فَأَخَذَ أَيْضًا ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ،‏ وَقَالَ لَهُمْ مَا سَيَجْرِي لَهُ:‏+ ٣٣ ‏«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ وَٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ سَيُسَلَّمُ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَإِلَى ٱلْكَتَبَةِ،‏ فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ،‏+ ٣٤ فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ،‏ وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ».‏+

٣٥ وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا،‏ ٱبْنَا زَبَدِي،‏+ وَقَالَا لَهُ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ نُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كُلَّ مَا نَطْلُبُ مِنْكَ».‏+ ٣٦ فَقَالَ لَهُمَا:‏ «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟‏».‏ ٣٧ قَالَا لَهُ:‏ «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ،‏ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَٱلْآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ،‏ فِي مَجْدِكَ».‏+ ٣٨ فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:‏ «إِنَّكُمَا لَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ.‏ أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا ٱلْكَأْسَ ٱلَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا،‏ أَوْ تَعْتَمِدَا بِٱلْمَعْمُودِيَّةِ ٱلَّتِي أَعْتَمِدُ بِهَا أَنَا؟‏».‏+ ٣٩ فَقَالَا لَهُ:‏ «نَسْتَطِيعُ».‏ عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:‏ «اَلْكَأْسُ ٱلَّتِي أَشْرَبُهَا تَشْرَبَانِهَا،‏ وَبِٱلْمَعْمُودِيَّةِ ٱلَّتِي أَعْتَمِدُ بِهَا تَعْتَمِدَانِ.‏+ ٤٠ أَمَّا ٱلْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي،‏ فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ،‏+ إِنَّمَا هُوَ لِلَّذِينَ هُيِّئَ لَهُمْ».‏

٤١ وَلَمَّا سَمِعَ ٱلْعَشَرَةُ ٱلْآخَرُونَ بِذٰلِكَ،‏ ٱغْتَاظُوا مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.‏+ ٤٢ لٰكِنَّ يَسُوعَ دَعَاهُمْ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّ مَنْ يُعَدُّونَ حُكَّامَ ٱلْأُمَمِ يَسُودُونَ عَلَيْهِمْ وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.‏+ ٤٣ فَلَيْسَ ٱلْأَمْرُ كَذٰلِكَ فِي مَا بَيْنَكُمْ،‏ بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ عَظِيمًا بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا،‏+ ٤٤ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَوَّلَ بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيعِ.‏+ ٤٥ لِأَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ،‏+ بَلْ لِيَخْدُمَ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً+ عَنْ كَثِيرِينَ».‏+

٤٦ وَأَتَوْا إِلَى أَرِيحَا.‏ وَبَيْنَمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلَامِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ،‏ كَانَ بَرْتِيمَاوُسُ (‏ٱبْنُ تِيمَاوُسَ)‏،‏ وَهُوَ مُتَسَوِّلٌ أَعْمَى،‏ جَالِسًا بِجَانِبِ ٱلطَّرِيقِ.‏+ ٤٧ فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ،‏ صَاحَ وَقَالَ:‏ «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ،‏+ ٱرْحَمْنِي!‏».‏+ ٤٨ فَأَمَرَهُ كَثِيرُونَ بِلَهْجَةٍ شَدِيدَةٍ أَنْ يَسْكُتَ،‏ لٰكِنَّهُ صَاحَ أَكْثَرَ كَثِيرًا:‏ «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ،‏ ٱرْحَمْنِي!‏».‏+ ٤٩ فَتَوَقَّفَ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «اُدْعُوهُ».‏ فَدَعَوُا ٱلْأَعْمَى قَائِلِينَ لَهُ:‏ «تَشَجَّعْ،‏ قُمْ،‏ إِنَّهُ يَدْعُوكَ».‏+ ٥٠ فَأَلْقَى رِدَاءَهُ وَوَثَبَ وَاقِفًا وَذَهَبَ إِلَى يَسُوعَ.‏ ٥١ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏ «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ لَكَ؟‏».‏+ فَقَالَ لَهُ ٱلْأَعْمَى:‏ ‏«رَابُّونِي،‏ رُدَّ لِي بَصَرِي».‏+ ٥٢ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «اِذْهَبْ،‏ إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ».‏+ وَفِي ٱلْحَالِ ٱسْتَرَدَّ بَصَرَهُ،‏+ وَتَبِعَهُ فِي ٱلطَّرِيقِ.‏+

١١ وَلَمَّا ٱقْتَرَبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ،‏ مِنْ بَيْتَ فَاجِي وَبَيْتَ عَنْيَا+ عَلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ،‏ أَرْسَلَ ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ،‏+ ٢ وَقَالَ لَهُمَا:‏ «اِذْهَبَا إِلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي أَمَامَكُمَا،‏ وَحَالَمَا تَدْخُلَانِهَا تَجِدَانِ جَحْشًا مَرْبُوطًا لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ بَعْدُ.‏ فَحُلَّاهُ وَأْتِيَا بِهِ.‏+ ٣ وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ:‏ ‹لِمَ تَفْعَلَانِ هٰذَا؟‏›،‏ فَقُولَا:‏ ‹اَلرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ،‏ وَسَيُعِيدُهُ إِلَى هُنَا فِي ٱلْحَالِ›».‏+ ٤ فَذَهَبَا وَوَجَدَا جَحْشًا مَرْبُوطًا عِنْدَ ٱلْبَابِ خَارِجًا عَلَى ٱلطَّرِيقِ،‏ فَحَلَّاهُ.‏+ ٥ فَقَالَ لَهُمَا بَعْضُ ٱلْوَاقِفِينَ هُنَاكَ:‏ «مَا بَالُكُمَا تَحُلَّانِ ٱلْجَحْشَ؟‏».‏+ ٦ فَقَالَا لَهُمْ كَمَا قَالَ يَسُوعُ.‏ فَتَرَكُوهُمَا يَذْهَبَانِ.‏+

٧ وَأَتَيَا بِٱلْجَحْشِ+ إِلَى يَسُوعَ،‏ وَوَضَعَا عَلَيْهِ أَرْدِيَتَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ.‏+ ٨ وَأَيْضًا،‏ فَرَشَ كَثِيرُونَ أَرْدِيَتَهُمْ+ فِي ٱلطَّرِيقِ،‏ وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مُورِقَةً+ مِنَ ٱلْحُقُولِ.‏+ ٩ وَظَلَّ ٱلَّذِينَ أَمَامَهُ وَٱلَّذِينَ وَرَاءَهُ يَصْرُخُونَ:‏ «خَلِّصْهُ!‏+ مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ يَهْوَهَ!‏+ ١٠ مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ ٱلْآتِيَةُ!‏+ خَلِّصْهُ فِي ٱلْأَعَالِي!‏».‏ ١١ وَدَخَلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ.‏ وَنَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ،‏ وَإِذْ كَانَتِ ٱلسَّاعَةُ قَدْ تَأَخَّرَتْ،‏ خَرَجَ إِلَى بَيْتَ عَنْيَا مَعَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏+

١٢ وَفِي ٱلْغَدِ،‏ لَدَى خُرُوجِهِمْ مِنْ بَيْتَ عَنْيَا،‏ جَاعَ.‏+ ١٣ وَأَبْصَرَ مِنْ بَعِيدٍ شَجَرَةَ تِينٍ مُورِقَةً،‏ فَذَهَبَ لَعَلَّهُ يَجِدُ شَيْئًا عَلَيْهَا.‏ وَلٰكِنْ لَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا سِوَى ٱلْوَرَقِ،‏ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَوْسِمَ ٱلتِّينِ.‏+ ١٤ فَقَالَ لَهَا:‏ «لَا يَأْكُلْ أَحَدٌ ثَمَرًا مِنْكِ بَعْدُ إِلَى ٱلْأَبَدِ».‏+ وَكَانَ تَلَامِيذُهُ يَسْمَعُونَ.‏

١٥ وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ فَدَخَلَ ٱلْهَيْكَلَ وَٱبْتَدَأَ يَطْرُدُ ٱلَّذِينَ يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ وَقَلَبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَمَقَاعِدَ بَاعَةِ ٱلْحَمَامِ.‏+ ١٦ وَلَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَجْتَازُ ٱلْهَيْكَلَ وَهُوَ يَحْمِلُ مَتَاعًا،‏ ١٧ وَكَانَ يُعَلِّمُ وَيَقُولُ:‏ «أَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:‏ ‹سَيُدْعَى بَيْتِي بَيْتَ صَلَاةٍ+ لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ›؟‏+ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ».‏+ ١٨ وَسَمِعَ بِذٰلِكَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ،‏ فَرَاحُوا يَطْلُبُونَ كَيْفَ يُهْلِكُونَهُ.‏+ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَخَافُونَهُ،‏ لِأَنَّ ٱلْجَمْعَ كُلَّهُ كَانَ مَذْهُولًا مِنْ تَعْلِيمِهِ.‏+

١٩ وَلَمَّا صَارَ آخِرُ ٱلنَّهَارِ،‏ خَرَجُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ كَعَادَتِهِمْ.‏ ٢٠ وَفِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ،‏ بَيْنَمَا هُمْ مَارُّونَ،‏ رَأَوْا شَجَرَةَ ٱلتِّينِ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ ٱلْأُصُولِ.‏+ ٢١ فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ:‏ «رَابِّي،‏ ٱنْظُرْ!‏ إِنَّ شَجَرَةَ ٱلتِّينِ ٱلَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ».‏+ ٢٢ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «آمِنُوا بِٱللّٰهِ.‏ ٢٣ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ مَنْ قَالَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ:‏ ‹اِنْقَلِعْ وَٱنْطَرِحْ فِي ٱلْبَحْرِ›،‏ وَلَا يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ،‏ بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ سَيَحْدُثُ،‏ فَذٰلِكَ يَكُونُ لَهُ.‏+ ٢٤ لِهٰذَا أَقُولُ لَكُمْ:‏ كُلُّ مَا تُصَلُّونَ لِأَجْلِهِ وَتَطْلُبُونَهُ،‏ فَآ‌مِنُوا أَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمُوهُ،‏ فَيَكُونَ لَكُمْ.‏+ ٢٥ وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ،‏ فَٱغْفِرُوا+ مَهْمَا كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ؛‏ لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ زَلَّاتِكُمْ».‏+ ٢٦ ــــــــ‍

٢٧ وَجَاءُوا ثَانِيَةً إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ وَبَيْنَمَا كَانَ يَمْشِي فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ أَتَى إِلَيْهِ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ وَٱلشُّيُوخُ،‏+ ٢٨ وَقَالُوا لَهُ:‏ «بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ تَفْعَلُ هٰذَا؟‏ أَوْ مَنْ أَعْطَاكَ هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةَ لِتَفْعَلَ هٰذَا؟‏».‏+ ٢٩ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَسْأَلُكُمْ سُؤَالًا وَاحِدًا.‏ أَجِيبُونِي،‏ فَأَقُولَ لَكُمْ بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ أَفْعَلُ هٰذَا.‏+ ٣٠ أَمِنَ ٱلسَّمَاءِ كَانَتْ مَعْمُودِيَّةُ+ يُوحَنَّا أَمْ مِنَ ٱلنَّاسِ؟‏ أَجِيبُونِي».‏+ ٣١ فَٱفْتَكَرُوا فِي مَا بَيْنَهُمْ،‏ قَائِلِينَ:‏ «إِنْ قُلْنَا:‏ ‹مِنَ ٱلسَّمَاءِ›،‏ يَقُولُ:‏ ‹لِمَاذَا إِذًا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟‏›.‏+ ٣٢ وَهَلْ نَجْرُؤُ أَنْ نَقُولَ:‏ ‹مِنَ ٱلنَّاسِ›؟‏» —‏ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَخَافُونَ ٱلْجَمْعَ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ كُلُّهُ يَعْتَبِرُ أَنَّ يُوحَنَّا نَبِيٌّ حَقًّا+ —‏ ٣٣ فَأَجَابُوا يَسُوعَ قَائِلِينَ:‏ «لَا نَعْرِفُ».‏ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «وَلَا أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ أَفْعَلُ هٰذَا».‏+

١٢ وَٱبْتَدَأَ يُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ:‏ «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْمًا،‏+ وَأَقَامَ حَوْلَهُ سِيَاجًا،‏ وَحَفَرَ حَوْضًا لِمِعْصَرَةِ ٱلْخَمْرِ وَشَيَّدَ بُرْجًا،‏+ وَأَجَّرَهُ لِفَلَّاحِينَ،‏+ وَسَافَرَ.‏+ ٢ وَلَمَّا آنَ ٱلْأَوَانُ،‏ أَرْسَلَ إِلَى ٱلْفَلَّاحِينَ عَبْدًا،‏ لِيَأْخُذَ مِنَ ٱلْفَلَّاحِينَ شَيْئًا مِنْ ثِمَارِ ٱلْكَرْمِ.‏+ ٣ فَأَخَذُوهُ وَضَرَبُوهُ وَصَرَفُوهُ فَارِغًا.‏+ ٤ فَعَادَ وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدًا آخَرَ،‏ وَهٰذَا أَيْضًا ضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَأَهَانُوهُ.‏+ ٥ وَأَرْسَلَ آخَرَ،‏ وَهٰذَا أَيْضًا قَتَلُوهُ،‏ وَكَثِيرِينَ آخَرِينَ،‏ فَضَرَبُوا بَعْضَهُمْ وَقَتَلُوا بَعْضَهُمْ.‏ ٦ وَبَقِيَ لَهُ وَاحِدٌ،‏ ٱبْنٌ حَبِيبٌ.‏+ فَأَرْسَلَهُ إِلَيْهِمْ أَخِيرًا،‏ قَائِلًا:‏ ‹سَيَحْتَرِمُونَ ٱبْنِي›.‏+ ٧ وَلٰكِنَّ أُولٰئِكَ ٱلْفَلَّاحِينَ قَالُوا فِي مَا بَيْنَهُمْ:‏ ‹هٰذَا هُوَ ٱلْوَارِثُ.‏+ تَعَالَوْا نَقْتُلُهُ،‏ فَيَكُونَ ٱلْمِيرَاثُ لَنَا›.‏+ ٨ فَأَخَذُوهُ وَقَتَلُوهُ،‏+ وَأَلْقَوْهُ خَارِجَ ٱلْكَرْمِ.‏+ ٩ فَمَاذَا يَفْعَلُ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ؟‏ إِنَّهُ يَأْتِي وَيُهْلِكُ ٱلْفَلَّاحِينَ،‏ وَيُعْطِي ٱلْكَرْمَ+ لِآخَرِينَ.‏+ ١٠ أَمَا قَرَأْتُمْ هٰذِهِ ٱلْآيَةَ:‏ ‹اَلْحَجَرُ+ ٱلَّذِي رَفَضَهُ ٱلْبَنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ حَجَرَ ٱلزَّاوِيَةِ ٱلرَّئِيسِيَّ.‏+ ١١ مِنْ يَهْوَهَ كَانَ هٰذَا،‏ وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا›؟‏».‏+

١٢ عِنْدَئِذٍ ٱبْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ طَرِيقَةً لِلْقَبْضِ عَلَيْهِ لِأَنَّهُمُ ٱنْتَبَهُوا أَنَّهُ قَالَ ٱلْمَثَلَ عَلَيْهِمْ.‏ لٰكِنَّهُمْ خَافُوا مِنَ ٱلْجَمْعِ،‏ فَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.‏+

١٣ ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ بَعْضًا مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَمِنْ أَعْضَاءِ حِزْبِ هِيرُودُسَ+ لِيُمْسِكُوهُ بِكَلَامِهِ.‏+ ١٤ وَلَمَّا وَصَلُوا قَالُوا لَهُ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ نَعْرِفُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلَا تُبَالِي بِأَحَدٍ،‏ لِأَنَّكَ لَا تَنْظُرُ إِلَى مَظْهَرِ ٱلنَّاسِ ٱلْخَارِجِيِّ،‏ بَلْ تُعَلِّمُ طَرِيقَ ٱللّٰهِ ٱنْسِجَامًا مَعَ ٱلْحَقِّ:‏+ أَيَحِلُّ دَفْعُ ضَرِيبَةِ ٱلرَّأْسِ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟‏ ١٥ أَنَدْفَعُ أَمْ لَا نَدْفَعُ؟‏».‏+ فَعَلِمَ رِيَاءَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «لِمَ تَمْتَحِنُونَنِي؟‏ أَحْضِرُوا إِلَيَّ دِينَارًا لِأَنْظُرَهُ».‏+ ١٦ فَأَحْضَرُوهُ إِلَيْهِ.‏ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لِمَنْ هٰذِهِ ٱلصُّورَةُ وَٱلْكِتَابَةُ؟‏».‏ قَالُوا لَهُ:‏ «لِقَيْصَرَ».‏+ ١٧ حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ:‏ «أَوْفُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ،‏+ وَمَا لِلّٰهِ لِلّٰهِ».‏+ فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ.‏+

١٨ وَأَتَى إِلَيْهِ ٱلصَّدُّوقِيُّونَ،‏ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَيْسَ قِيَامَةٌ،‏ وَسَأَلُوهُ:‏+ ١٩ ‏«يَا مُعَلِّمُ،‏ كَتَبَ لَنَا مُوسَى أَنَّهُ إِنْ مَاتَ لِأَحَدٍ أَخٌ وَتَرَكَ زَوْجَةً وَلَمْ يَتْرُكْ وَلَدًا،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَأْخُذَ أَخُوهُ+ ٱلزَّوْجَةَ وَيُقِيمَ مِنْهَا نَسْلًا لِأَخِيهِ.‏+ ٢٠ وَكَانَ هُنَاكَ سَبْعَةُ إِخْوَةٍ.‏ فَأَخَذَ ٱلْأَوَّلُ زَوْجَةً،‏ لٰكِنَّهُ مَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ نَسْلًا.‏+ ٢١ فَأَخَذَهَا ٱلثَّانِي،‏ وَمَاتَ دُونَ أَنْ يَتْرُكَ نَسْلًا.‏ وَكَذٰلِكَ ٱلثَّالِثُ.‏ ٢٢ وَلَمْ يَتْرُكِ ٱلسَّبْعَةُ نَسْلًا.‏ وَآخِرَ ٱلْكُلِّ مَاتَتِ ٱلْمَرْأَةُ أَيْضًا.‏+ ٢٣ فَفِي ٱلْقِيَامَةِ لِأَيٍّ مِنْهُمْ تَكُونُ زَوْجَةً؟‏ لِأَنَّهَا كَانَتْ زَوْجَةً لِلسَّبْعَةِ».‏+ ٢٤ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَلَيْسَ لِهٰذَا تَضِلُّونَ،‏ إِذْ لَا تَعْرِفُونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَلَا قُدْرَةَ ٱللّٰهِ؟‏+ ٢٥ لِأَنَّهُمْ حِينَ يَقُومُونَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ،‏ لَا يَتَزَوَّجُ ٱلرِّجَالُ وَلَا تُزَوَّجُ ٱلنِّسَاءُ،‏ بَلْ يَكُونُونَ مِثْلَ ٱلْمَلَائِكَةِ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ.‏+ ٢٦ أَمَّا أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ يَقُومُونَ،‏ أَفَمَا قَرَأْتُمْ فِي كِتَابِ مُوسَى،‏ فِي ٱلرِّوَايَةِ عَنِ ٱلْعُلَّيْقَةِ،‏ كَيْفَ قَالَ ٱللّٰهُ لَهُ:‏ ‹أَنَا إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلٰهُ إِسْحَاقَ وَإِلٰهُ يَعْقُوبَ›؟‏+ ٢٧ فَهُوَ لَيْسَ إِلٰهَ أَمْوَاتٍ،‏ بَلْ أَحْيَاءٍ.‏ فَأَنْتُمْ تَضِلُّونَ كَثِيرًا».‏+

٢٨ وَكَانَ أَحَدُ ٱلْكَتَبَةِ قَدْ دَنَا وَسَمِعَهُمْ يَتَجَادَلُونَ،‏ وَعَرَفَ أَنَّهُ أَجَابَهُمْ بِطَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ،‏ فَسَأَلَهُ:‏ «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ ٱلْكُلِّ؟‏».‏+ ٢٩ فَأَجَابَ يَسُوعُ:‏ «اَلْأُولَى هِيَ:‏ ‹اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ،‏ يَهْوَهُ إِلٰهُنَا،‏ يَهْوَهُ وَاحِدٌ،‏+ ٣٠ وَتُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ وَبِكُلِّ قُوَّتِكَ›.‏+ ٣١ وَٱلثَّانِيَةُ هِيَ هٰذِهِ:‏ ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›.‏+ وَلَيْسَ مِنْ وَصِيَّةٍ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ».‏ ٣٢ فَقَالَ لَهُ ٱلْكَاتِبُ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ أَحْسَنْتَ إِذْ قُلْتَ بِٱلْحَقِّ:‏ ‹وَاحِدٌ هُوَ،‏ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ›.‏+ ٣٣ وَمَحَبَّتُهُ بِكُلِّ ٱلْقَلْبِ وَبِكُلِّ ٱلْفَهْمِ وَبِكُلِّ ٱلْقُوَّةِ وَمَحَبَّةُ ٱلْقَرِيبِ كَٱلنَّفْسِ،‏ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ جَمِيعِ ٱلْمُحْرَقَاتِ وَٱلذَّبَائِحِ».‏+ ٣٤ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِذَكَاءٍ،‏ قَالَ لَهُ:‏ «لَسْتَ بَعِيدًا عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».‏ وَلَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنْ بَعْدُ أَنْ يَسْأَلَهُ.‏+

٣٥ لٰكِنَّ يَسُوعَ أَجَابَ وَقَالَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي ٱلْهَيْكَلِ:‏ «كَيْفَ يَقُولُ ٱلْكَتَبَةُ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ هُوَ ٱبْنُ دَاوُدَ؟‏+ ٣٦ فَإِنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ:‏+ ‹قَالَ يَهْوَهُ لِرَبِّي:‏ «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي إِلَى أَنْ أَضَعَ أَعْدَاءَكَ تَحْتَ قَدَمَيْكَ»›.‏+ ٣٧ فَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ ‹رَبًّا›،‏ فَكَيْفَ يَكُونُ هُوَ ٱبْنَهُ؟‏».‏+

وَكَانَ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ.‏+ ٣٨ وَقَالَ لَهُمْ فِي تَعْلِيمِهِ:‏ «اِحْذَرُوا مِنَ ٱلْكَتَبَةِ+ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلتَّجَوُّلَ بِٱلْحُلَلِ،‏ وَٱلتَّحِيَّاتِ فِي سَاحَاتِ ٱلْأَسْوَاقِ،‏ ٣٩ وَٱلْمَقَاعِدَ ٱلْأَمَامِيَّةَ فِي ٱلْمَجَامِعِ،‏ وَٱلْأَمَاكِنَ ٱلْأَبْرَزَ فِي مَآ‌دِبِ ٱلْعَشَاءِ.‏+ ٤٠ هُمُ ٱلَّذِينَ يَلْتَهِمُونَ بُيُوتَ+ ٱلْأَرَامِلِ،‏ وَيُطِيلُونَ ٱلصَّلَوَاتِ تَظَاهُرًا.‏ فَهٰؤُلَاءِ سَيَنَالُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ».‏+

٤١ وَجَلَسَ مُقَابِلَ صَنَادِيقِ ٱلْخِزَانَةِ،‏+ وَأَخَذَ يَنْظُرُ كَيْفَ يُلْقِي ٱلْجَمْعُ ٱلْمَالَ فِي هٰذِهِ ٱلصَّنَادِيقِ.‏ وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلنُّقُودِ.‏+ ٤٢ وَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ،‏ قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ.‏*+ ٤٣ فَدَعَا تَلَامِيذَهُ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هٰذِهِ ٱلْأَرْمَلَةَ ٱلْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ ٱلَّذِينَ أَلْقَوْا فِي صَنَادِيقِ ٱلْخِزَانَةِ،‏+ ٤٤ لِأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ أَلْقَوْا مِنْ فَضْلَتِهِمْ.‏ أَمَّا هِيَ فَمِنْ عَوَزِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا تَمْلِكُ،‏ كُلَّ مَعِيشَتِهَا».‏+

١٣ وَبَيْنَمَا هُوَ خَارِجٌ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ،‏ قَالَ لَهُ أَحَدُ تَلَامِيذِهِ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ ٱنْظُرْ!‏ أَيُّ حِجَارَةٍ وَأَيُّ أَبْنِيَةٍ هٰذِهِ!‏».‏+ ٢ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «أَتَرَى هٰذِهِ ٱلْأَبْنِيَةَ ٱلْعَظِيمَةَ؟‏+ لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ+ إِلَّا وَيُنْقَضُ».‏+

٣ وَبَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ مُقَابِلَ ٱلْهَيْكَلِ،‏ سَأَلَهُ بُطْرُسُ+ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ عَلَى ٱنْفِرَادٍ:‏+ ٤ ‏«قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هٰذَا،‏ وَمَاذَا تَكُونُ ٱلْعَلَامَةُ عِنْدَمَا تُخْتَتَمُ هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ كُلُّهَا؟‏».‏+ ٥ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «اِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ.‏+ ٦ فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلِينَ:‏ ‹إِنِّي هُوَ›،‏ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ.‏+ ٧ وَعِنْدَمَا تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ لَا تَرْتَعِبُوا.‏ فَلَا بُدَّ أَنْ تَحْدُثَ هٰذِهِ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَتِ ٱلنِّهَايَةُ بَعْدُ.‏+

٨ ‏«لِأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ،‏ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ،‏+ وَتَكُونُ زَلَازِلُ+ فِي مَكَانٍ بَعْدَ آخَرَ،‏ وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ.‏+ وَهٰذِهِ بِدَايَةُ ٱلْمَخَاضِ.‏+

٩ ‏«أَمَّا أَنْتُمْ فَٱحْتَرِزُوا لِأَنْفُسِكُمْ.‏ فَسَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ،‏+ وَتُضْرَبُونَ فِي ٱلْمَجَامِعِ،‏+ وَتَمْثُلُونَ أَمَامَ حُكَّامٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي،‏ شَهَادَةً لَهُمْ.‏+ ١٠ وَيَجِبُ أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلًا بِٱلْبِشَارَةِ+ فِي كُلِّ ٱلْأُمَمِ.‏+ ١١ وَعِنْدَمَا يَسُوقُونَكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ،‏ لَا تَحْمِلُوا هَمًّا مِنْ قَبْلُ بِمَ تَتَكَلَّمُونَ،‏+ بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ فَبِذٰلِكَ تَكَلَّمُوا،‏ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ ٱلْمُتَكَلِّمِينَ،‏ بَلِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ.‏+ ١٢ وَسَيُسَلِّمُ ٱلْأَخُ أَخَاهُ إِلَى ٱلْمَوْتِ،‏ وَٱلْأَبُ وَلَدَهُ،‏+ وَيَقُومُ ٱلْأَوْلَادُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ.‏+ ١٣ وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ ٱلْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي.‏+ وَلٰكِنَّ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ+ هُوَ يَخْلُصُ.‏+

١٤ ‏«وَلٰكِنْ،‏ مَتَى رَأَيْتُمُ ٱلرِّجْسَةَ+ ٱلْمُخَرِّبَةَ+ قَائِمَةً حَيْثُ لَا يَنْبَغِي (‏لِيُمَيِّزِ ٱلْقَارِئُ)‏،‏+ فَحِينَئِذٍ لِيَبْدَإِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ بِٱلْهَرَبِ إِلَى ٱلْجِبَالِ.‏+ ١٥ وَمَنْ كَانَ عَلَى ٱلسَّطْحِ فَلَا يَنْزِلْ،‏ وَلَا يَدْخُلْ بَيْتَهُ لِيَأْخُذَ مِنْهُ شَيْئًا.‏+ ١٦ وَمَنْ كَانَ فِي ٱلْحَقْلِ فَلَا يَعُدْ إِلَى مَا هُوَ وَرَاءُ لِيَأْخُذَ رِدَاءَهُ.‏+ ١٧ اَلْوَيْلُ لِلْحَوَامِلِ وَٱلْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ!‏+ ١٨ صَلُّوا لِكَيْلَا يَكُونَ ذٰلِكَ فِي شِتَاءٍ؛‏+ ١٩ لِأَنَّ تِلْكَ ٱلْأَيَّامَ سَتَكُونُ أَيَّامَ ضِيقٍ+ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ مُنْذُ بَدْءِ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي خَلَقَهَا ٱللّٰهُ إِلَى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ وَلَنْ يَحْدُثَ ثَانِيَةً.‏+ ٢٠ وَلَوْ لَمْ يُقَصِّرْ يَهْوَهُ+ ٱلْأَيَّامَ،‏ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ.‏ وَلٰكِنْ لِأَجْلِ ٱلْمُخْتَارِينَ+ ٱلَّذِينَ ٱخْتَارَهُمْ،‏+ قَصَّرَ ٱلْأَيَّامَ.‏+

٢١ ‏«وَإِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ:‏ ‹هَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ هُنَا!‏›،‏ ‹هَا هُوَ هُنَاكَ!‏›،‏+ فَلَا تُصَدِّقُوا.‏+ ٢٢ لِأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ دَجَّالُونَ وَأَنْبِيَاءُ دَجَّالُونَ+ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ،‏+ لِيُضَلِّلُوا ٱلْمُخْتَارِينَ لَوْ أَمْكَنَ.‏+ ٢٣ فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذًا عَلَى حَذَرٍ.‏+ لَقَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ.‏+

٢٤ ‏«وَلٰكِنْ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ،‏ بَعْدَ ذٰلِكَ ٱلضِّيقِ،‏ تُظْلِمُ ٱلشَّمْسُ،‏ وَلَا يُعْطِي ٱلْقَمَرُ نُورَهُ،‏ ٢٥ وَتَسْقُطُ ٱلنُّجُومُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ،‏ وَتَتَزَعْزَعُ ٱلْقُوَّاتُ ٱلَّتِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ.‏+ ٢٦ ثُمَّ يَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ+ آتِيًا فِي ٱلسُّحُبِ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمَيْنِ.‏+ ٢٧ وَيُرْسِلُ بَعْدَ ذٰلِكَ ٱلْمَلَائِكَةَ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ+ مِنَ ٱلرِّيَاحِ ٱلْأَرْبَعِ،‏ مِنْ أَقْصَى ٱلْأَرْضِ إِلَى أَقْصَى ٱلسَّمَاءِ.‏+

٢٨ ‏«مِنْ شَجَرَةِ ٱلتِّينِ تَعَلَّمُوا ٱلْمَثَلَ:‏ حَالَمَا يَصِيرُ غُصْنُهَا ٱلصَّغِيرُ رَخْصًا وَيُخْرِجُ أَوْرَاقَهُ،‏ تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلصَّيْفَ قَرِيبٌ.‏+ ٢٩ كَذٰلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا،‏ مَتَى رَأَيْتُمْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ تَحْدُثُ،‏ فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ.‏+ ٣٠ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَنْ يَزُولَ هٰذَا ٱلْجِيلُ أَبَدًا حَتَّى تَحْدُثَ هٰذِهِ كُلُّهَا.‏+ ٣١ اَلسَّمَاءُ+ وَٱلْأَرْضُ تَزُولَانِ،‏ أَمَّا كَلَامِي+ فَلَا يَزُولُ.‏+

٣٢ ‏«أَمَّا ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ أَوِ ٱلسَّاعَةُ فَلَا يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ،‏ لَا ٱلْمَلَائِكَةُ فِي ٱلسَّمَاءِ وَلَا ٱلِٱبْنُ،‏ إِلَّا ٱلْآبُ.‏+ ٣٣ اِبْقَوْا مُنْتَبِهِينَ وَمُسْتَيْقِظِينَ،‏+ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَكُونُ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُعَيَّنُ.‏+ ٣٤ فَذٰلِكَ مِثْلُ رَجُلٍ مُسَافِرٍ+ تَرَكَ بَيْتَهُ وَأَعْطَى عَبِيدَهُ ٱلسُّلْطَةَ،‏ لِكُلِّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ،‏ وَأَوْصَى ٱلْبَوَّابَ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ.‏ ٣٥ فَدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ+ إِذًا،‏ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَأْتِي سَيِّدُ ٱلْبَيْتِ،‏ أَفِي آخِرِ ٱلنَّهَارِ،‏ أَمْ فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ،‏ أَمْ عِنْدَ صِيَاحِ ٱلدِّيكِ،‏ أَمْ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ؛‏+ ٣٦ لِئَلَّا يَصِلَ فَجْأَةً فَيَجِدَكُمْ نَائِمِينَ.‏+ ٣٧ وَلٰكِنْ مَا أَقُولُهُ لَكُمْ،‏ أَقُولُهُ لِلْجَمِيعِ:‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ».‏+

١٤ وَكَانَ ٱلْفِصْحُ+ وَعِيدُ+ ٱلْفَطِيرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ.‏+ وَكَانَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يَقْبِضُونَ عَلَيْهِ بِحِيلَةٍ وَيَقْتُلُونَهُ،‏+ ٢ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ:‏ «لَيْسَ فِي ٱلْعِيدِ،‏ لِئَلَّا يَكُونَ شَغَبٌ فِي ٱلشَّعْبِ».‏+

٣ وَبَيْنَمَا هُوَ فِي بَيْتَ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ ٱلْأَبْرَصِ،‏+ وَهُوَ مُتَّكِئٌ لِلطَّعَامِ،‏ جَاءَتِ ٱمْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةٌ مِنَ ٱلْمَرْمَرِ فِيهَا زَيْتٌ عَطِرٌ،‏ نَارَدِينٌ خَالِصٌ غَالٍ جِدًّا.‏ فَكَسَرَتْ قَارُورَةَ ٱلْمَرْمَرِ وَأَخَذَتْ تَسْكُبُهُ عَلَى رَأْسِهِ.‏+ ٤ فَٱغْتَاظَ ٱلْبَعْضُ وَقَالُوا فِي مَا بَيْنَهُمْ:‏ «لِمَاذَا هٰذَا ٱلتَّبْذِيرُ لِلزَّيْتِ ٱلْعَطِرِ؟‏+ ٥ فَقَدْ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هٰذَا ٱلزَّيْتُ ٱلْعَطِرُ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِ مِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ!‏».‏ وَكَانُوا مُسْتَائِينَ مِنْهَا جِدًّا.‏+ ٦ غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ قَالَ:‏ «دَعُوهَا وَشَأْنَهَا.‏ لِمَ تُزْعِجُونَهَا؟‏ فَقَدْ عَمِلَتْ لِي عَمَلًا حَسَنًا.‏+ ٧ لِأَنَّ ٱلْفُقَرَاءَ عِنْدَكُمْ كُلَّ حِينٍ،‏+ وَمَتَى أَرَدْتُمْ تَقْدِرُونَ كُلَّ حِينٍ أَنْ تَعْمَلُوا لَهُمْ عَمَلًا صَالِحًا،‏ وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ عِنْدَكُمْ كُلَّ حِينٍ.‏+ ٨ لَقَدْ فَعَلَتْ مَا فِي وُسْعِهَا.‏ قَدْ سَبَقَتْ فَعَطَّرَتْ جَسَدِي لِلدَّفْنِ.‏+ ٩ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِٱلْبِشَارَةِ فِي ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ،‏+ يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ،‏ تَذْكَارًا لَهَا».‏+

١٠ وَذَهَبَ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيُّ،‏ أَحَدُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ،‏ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ.‏+ ١١ فَلَمَّا سَمِعُوا بِذٰلِكَ،‏ فَرِحُوا وَوَعَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً.‏+ فَأَخَذَ يَطْلُبُ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ فِي ظَرْفٍ مُنَاسِبٍ.‏+

١٢ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلْفَطِيرِ،‏+ وَفِيهِ كَانُوا يَذْبَحُونَ ذَبِيحَةَ ٱلْفِصْحِ،‏ قَالَ لَهُ تَلَامِيذُهُ:‏+ «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنُهَيِّئَ لِتَأْكُلَ ٱلْفِصْحَ؟‏».‏+ ١٣ فَأَرْسَلَ ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا:‏ «اِذْهَبَا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ،‏ وَسَيُصَادِفُكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ.‏+ اِتْبَعَاهُ،‏ ١٤ وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولَا لِرَبِّ ٱلْبَيْتِ:‏ ‹يَقُولُ ٱلْمُعَلِّمُ:‏ «أَيْنَ غُرْفَةُ ٱلضُّيُوفِ حَيْثُ آكُلُ ٱلْفِصْحَ+ مَعَ تَلَامِيذِي؟‏»›.‏+ ١٥ فَيُرِيَكُمَا عُلِّيَّةً كَبِيرَةً،‏ مَفْرُوشَةً مُهَيَّأَةً.‏ هُنَاكَ هَيِّئَا لَنَا».‏+ ١٦ فَخَرَجَ ٱلتِّلْمِيذَانِ وَدَخَلَا ٱلْمَدِينَةَ وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا،‏ وَهَيَّأَا ٱلْفِصْحَ.‏+

١٧ وَحَلَّ ٱلْمَسَاءُ فَأَتَى مَعَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏+ ١٨ وَبَيْنَمَا كَانُوا مُتَّكِئِينَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ يَأْكُلُونَ،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ وَاحِدٌ مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي،‏+ وَهُوَ يَأْكُلُ مَعِي».‏+ ١٩ فَحَزِنُوا وَقَالُوا لَهُ ٱلْوَاحِدُ بَعْدَ ٱلْآخَرِ:‏ «أَلَعَلِّي هُوَ؟‏».‏+ ٢٠ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «إِنَّهُ وَاحِدٌ مِنَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ،‏ وَهُوَ ٱلَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي ٱلصَّحْفَةِ نَفْسِهَا.‏+ ٢١ صَحِيحٌ أَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ،‏ لٰكِنِ ٱلْوَيْلُ لِذٰلِكَ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ!‏ كَانَ خَيْرًا لِذٰلِكَ ٱلرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ».‏+

٢٢ وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ بَعْدُ،‏ أَخَذَ رَغِيفًا،‏ وَطَلَبَ بَرَكَةً،‏ وَكَسَرَهُ وَأَعْطَاهُمْ،‏ وَقَالَ:‏ «خُذُوا،‏ هٰذَا يُمَثِّلُ جَسَدِي».‏+ ٢٣ وَأَخَذَ كَأْسًا وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ،‏ فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ.‏+ ٢٤ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «هٰذِهِ تُمَثِّلُ ‹دَمِي+ ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ›،‏+ ٱلَّذِي يُسْكَبُ+ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ.‏+ ٢٥ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَا أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ ٱلْكَرْمَةِ حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ أَشْرَبُهُ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».‏+ ٢٦ وَأَخِيرًا،‏ رَنَّمُوا تَسَابِيحَ+ ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ.‏+

٢٧ وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «سَتَعْثُرُونَ جَمِيعًا،‏ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹أَضْرِبُ ٱلرَّاعِيَ+ فَتَتَبَدَّدُ ٱلْخِرَافُ›.‏+ ٢٨ وَلٰكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى ٱلْجَلِيلِ».‏+ ٢٩ فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ:‏ «وَلَوْ عَثَرَ ٱلْآخَرُونَ جَمِيعًا،‏ فَأَنَا لَنْ أَعْثُرَ».‏+ ٣٠ عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ:‏ إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ،‏ فِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةِ،‏ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ مَرَّتَيْنِ،‏ تُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».‏+ ٣١ لٰكِنَّهُ قَالَ بِأَكْثَرِ تَشْدِيدٍ:‏ «لَوِ ٱضْطُرِرْتُ إِلَى ٱلْمَوْتِ مَعَكَ،‏ لَا أُنْكِرُكَ أَبَدًا».‏ وَهٰكَذَا قَالَ ٱلْجَمِيعُ أَيْضًا.‏+

٣٢ وَجَاءُوا إِلَى مَوْضِعٍ يُدْعَى جَتْسِيمَانِيَ،‏ فَقَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «اِجْلِسُوا هُنَا رَيْثَمَا أُصَلِّي».‏+ ٣٣ وَأَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا،‏+ وَٱبْتَدَأَ يَأْخُذُهُ ٱلذُّهُولُ مِنْ شِدَّةِ ٱلْكَرْبِ وَٱلِٱنْزِعَاجُ ٱلشَّدِيدُ.‏+ ٣٤ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا+ حَتَّى ٱلْمَوْتِ.‏ اُمْكُثُوا هُنَا وَٱبْقَوْا سَاهِرِينَ».‏+ ٣٥ وَتَقَدَّمَ قَلِيلًا فَسَقَطَ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَأَخَذَ يُصَلِّي أَنْ تَعْبُرَ عَنْهُ ٱلسَّاعَةُ،‏ إِنْ كَانَ مُمْكِنًا.‏+ ٣٦ ثُمَّ قَالَ:‏ ‏«أَبَّا،‏ أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏+ كُلُّ شَيْءٍ مُمْكِنٌ عِنْدَكَ،‏ فَٱصْرِفْ عَنِّي هٰذِهِ ٱلْكَأْسَ.‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ مَا أُرِيدُ أَنَا،‏ بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ».‏+ ٣٧ ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نَائِمِينَ،‏ فَقَالَ لِبُطْرُسَ:‏ «يَا سِمْعَانُ،‏ هَلْ أَنْتَ نَائِمٌ؟‏ أَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَبْقَى سَاهِرًا سَاعَةً وَاحِدَةً؟‏+ ٣٨ اِبْقَوْا سَاهِرِينَ وَصَلُّوا+ لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ.‏ إِنَّ ٱلرُّوحَ مُنْدَفِعٌ،‏ أَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ».‏+ ٣٩ وَذَهَبَ ثَانِيَةً وَصَلَّى،‏ قَائِلًا ٱلْكَلَامَ نَفْسَهُ.‏+ ٤٠ ثُمَّ جَاءَ ثَانِيَةً وَوَجَدَهُمْ نَائِمِينَ لِأَنَّ أَعْيُنَهُمْ كَانَتْ ثَقِيلَةً،‏ فَلَمْ يَعْلَمُوا بِمَاذَا يُجِيبُونَهُ.‏+ ٤١ وَجَاءَ فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلثَّالِثَةِ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «فِي مِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ تَنَامُونَ وَتَسْتَرِيحُونَ!‏ يَكْفِي!‏ قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ!‏+ هَا إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي ٱلْخُطَاةِ.‏+ ٤٢ قُومُوا لِنَذْهَبَ.‏+ هَا إِنَّ ٱلَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ ٱقْتَرَبَ».‏+

٤٣ وَفِي ٱلْحَالِ،‏ إِذْ كَانَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ،‏ وَصَلَ يَهُوذَا،‏ أَحَدُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ،‏ وَمَعَهُ جَمْعٌ بِسُيُوفٍ وَهَرَاوَى مِنْ عِنْدِ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ وَٱلشُّيُوخِ.‏+ ٤٤ وَكَانَ مُسَلِّمُهُ قَدْ أَعْطَاهُمْ عَلَامَةً مُتَّفَقًا عَلَيْهَا،‏ قَائِلًا:‏ «اَلَّذِي أُقَبِّلُهُ يَكُونُ هُوَ.‏ اِعْتَقِلُوهُ وَٱمْضُوا بِهِ بِحِرْصٍ».‏+ ٤٥ وَجَاءَ مُبَاشَرَةً وَٱقْتَرَبَ مِنْهُ وَقَالَ:‏ «رَابِّي!‏»،‏ وَقَبَّلَهُ.‏+ ٤٦ فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ وَٱعْتَقَلُوهُ.‏+ ٤٧ وَلٰكِنَّ وَاحِدًا مِنَ ٱلْوَاقِفِينَ هُنَاكَ ٱسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَقَطَعَ أُذُنَهُ.‏+ ٤٨ فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ قَائِلًا:‏ «أَخَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَهَرَاوَى كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ لِتَقْبِضُوا عَلَيَّ؟‏+ ٤٩ كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ مَعَكُمْ فِي ٱلْهَيْكَلِ أُعَلِّمُ،‏+ وَلَمْ تَعْتَقِلُونِي.‏ وَلٰكِنَّ هٰذَا لِكَيْ تَتِمَّ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ».‏+

٥٠ وَتَرَكَهُ ٱلْجَمِيعُ+ وَهَرَبُوا.‏+ ٥١ غَيْرَ أَنَّ شَابًّا لَابِسًا ثَوْبَ كَتَّانٍ جَيِّدٍ عَلَى عُرْيِهِ أَخَذَ يَتْبَعُهُ عَلَى قُرْبٍ.‏ فَحَاوَلُوا ٱلْقَبْضَ عَلَيْهِ،‏+ ٥٢ لٰكِنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ ٱلْكَتَّانِيَّ وَفَرَّ عُرْيَانًا.‏

٥٣ وَمَضَوْا بِيَسُوعَ إِلَى رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ،‏ فَٱجْتَمَعَ كُلُّ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخِ وَٱلْكَتَبَةِ.‏+ ٥٤ أَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ+ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَاخِلِ فِنَاءِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ،‏ وَكَانَ جَالِسًا مَعَ خُدَّامِ ٱلْبَيْتِ يَسْتَدْفِئُ أَمَامَ ٱلنَّارِ ٱلْمُتَوَهِّجَةِ.‏ ٥٥ وَفِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ كَانَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَكُلُّ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ يُفَتِّشُونَ عَنْ شَهَادَةٍ عَلَى يَسُوعَ لِيُمِيتُوهُ،‏+ وَلَا يَجِدُونَ.‏+ ٥٦ فَإِنَّ كَثِيرِينَ كَانُوا يَشْهَدُونَ عَلَيْهِ زُورًا،‏+ إِلَّا أَنَّ شَهَادَاتِهِمْ لَمْ تَتَّفِقْ.‏+ ٥٧ ثُمَّ قَامَ بَعْضٌ يَشْهَدُونَ عَلَيْهِ زُورًا،‏ قَائِلِينَ:‏ ٥٨ ‏«سَمِعْنَاهُ يَقُولُ:‏ ‹سَأَنْقُضُ هٰذَا ٱلْهَيْكَلَ ٱلْمَصْنُوعَ بِأَيْدٍ،‏ وَفِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي آخَرَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِأَيْدٍ›».‏+ ٥٩ وَلَا عَلَى هٰذَا ٱتَّفَقَتْ شَهَادَتُهُمْ.‏

٦٠ فَقَامَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ فِي وَسْطِهِمْ وَسَأَلَ يَسُوعَ،‏ قَائِلًا:‏ «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟‏ مَا ٱلَّذِي يَشْهَدُ بِهِ هٰؤُلَاءِ عَلَيْكَ؟‏».‏+ ٦١ لٰكِنَّهُ ظَلَّ سَاكِتًا وَلَمْ يُجِبْ أَلْبَتَّةَ.‏+ فَسَأَلَهُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ أَيْضًا،‏ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَأَنْتَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱلْمُبَارَكِ؟‏».‏+ ٦٢ حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ:‏ «إِنِّي هُوَ.‏ وَسَتَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ+ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ+ ٱلْقُدْرَةِ وَآتِيًا مَعَ سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ».‏+ ٦٣ عِنْدَئِذٍ مَزَّقَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ قَمِيصَهُ+ وَقَالَ:‏ «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟‏+ ٦٤ قَدْ سَمِعْتُمُ ٱلتَّجْدِيفَ.‏+ فَمَاذَا تَرَوْنَ؟‏».‏ فَحَكَمُوا عَلَيْهِ جَمِيعًا بِأَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ ٱلْمَوْتِ.‏ ٦٥ وَأَخَذَ بَعْضُهُمْ يَبْصُقُونَ+ عَلَيْهِ وَيُغَطُّونَ كُلَّ وَجْهِهِ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ:‏ «تَنَبَّأْ!‏».‏ وَلَطَمَهُ مَأْمُورُو ٱلْمَحْكَمَةِ عَلَى وَجْهِهِ،‏ ثُمَّ أَخَذُوهُ.‏+

٦٦ وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ فِي ٱلْأَسْفَلِ فِي ٱلْفِنَاءِ،‏ أَتَتْ إِحْدَى جَوَارِي رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ،‏+ ٦٧ وَإِذْ رَأَتْ بُطْرُسَ يَسْتَدْفِئُ،‏ نَظَرَتْ إِلَيْهِ مُبَاشَرَةً وَقَالَتْ:‏ «أَنْتَ أَيْضًا كُنْتَ مَعَ ٱلنَّاصِرِيِّ،‏ مَعَ يَسُوعَ هٰذَا».‏+ ٦٨ لٰكِنَّهُ أَنْكَرَ قَائِلًا:‏ «لَا أَعْرِفُهُ وَلَا أَفْهَمُ مَا تَقُولِينَ»،‏ وَخَرَجَ إِلَى ٱلدِّهْلِيزِ.‏+ ٦٩ وَإِذْ رَأَتْهُ ٱلْجَارِيَةُ،‏ أَخَذَتْ تَقُولُ ثَانِيَةً لِلْوَاقِفِينَ هُنَاكَ:‏ «هٰذَا وَاحِدٌ مِنْهُمْ».‏+ ٧٠ فَأَنْكَرَ ثَانِيَةً.‏ وَبَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضًا قَالَ ٱلْوَاقِفُونَ هُنَاكَ لِبُطْرُسَ:‏ «بِٱلتَّأْكِيدِ أَنْتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ،‏ لِأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ».‏+ ٧١ فَٱبْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ:‏+ «لَا أَعْرِفُ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ ٱلَّذِي تَتَكَلَّمُونَ عَنْهُ».‏+ ٧٢ وَفِي ٱلْحَالِ صَاحَ ٱلدِّيكُ مَرَّةً ثَانِيَةً،‏+ وَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي قَالَهُ لَهُ يَسُوعُ:‏ «قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ مَرَّتَيْنِ،‏ تُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».‏+ فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ وَٱنْفَجَرَ بِٱلْبُكَاءِ.‏+

١٥ وَفِي ٱلْحَالِ عِنْدَ ٱلْفَجْرِ عَقَدَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ مَعَ ٱلشُّيُوخِ وَٱلْكَتَبَةِ،‏ أَيْ كُلُّ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ،‏ ٱجْتِمَاعًا لِلتَّشَاوُرِ،‏+ فَقَيَّدُوا يَسُوعَ وَسَاقُوهُ وَسَلَّمُوهُ إِلَى بِيلَاطُسَ.‏+ ٢ فَسَأَلَهُ بِيلَاطُسُ:‏ «أَأَنْتَ مَلِكُ+ ٱلْيَهُودِ؟‏».‏ أَجَابَ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَنْتَ نَفْسُكَ تَقُولُ».‏+ ٣ فَأَخَذَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ يَتَّهِمُونَهُ بِأُمُورٍ كَثِيرَةٍ.‏+ ٤ وَسَأَلَهُ بِيلَاطُسُ ثَانِيَةً قَائِلًا:‏ «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟‏+ اُنْظُرْ مَا أَكْثَرَ ٱلشَّكَاوَى ٱلَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَيْكَ».‏+ ٥ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ يُجِيبُ بِشَيْءٍ،‏ حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلَاطُسُ.‏+

٦ وَكَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يُطْلِقَ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ سَجِينًا،‏ مَنْ طَلَبُوا.‏+ ٧ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ كَانَ ٱلْمَدْعُوُّ بَارَابَاسَ مُقَيَّدًا مَعَ أَهْلِ ٱلْفِتْنَةِ،‏ ٱلَّذِينَ ٱرْتَكَبُوا ٱلْقَتْلَ فِي فِتْنَتِهِمْ.‏+ ٨ فَصَعِدَ ٱلْجَمْعُ وَأَخَذُوا يَطْلُبُونَ مَا كَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يَفْعَلَ لَهُمْ.‏ ٩ فَأَجَابَهُمْ بِيلَاطُسُ قَائِلًا:‏ «أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ ٱلْيَهُودِ؟‏».‏+ ١٠ لِأَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ كِبَارَ ٱلْكَهَنَةِ سَلَّمُوهُ حَسَدًا.‏+ ١١ لٰكِنَّ كِبَارَ ٱلْكَهَنَةِ أَثَارُوا ٱلْجَمْعَ لِكَيْ يُطْلِقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ عِوَضًا عَنْهُ.‏+ ١٢ فَأَجَابَهُمْ بِيلَاطُسُ ثَانِيَةً قَائِلًا:‏ «فَمَاذَا أَفْعَلُ إِذًا بِٱلَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ+ ٱلْيَهُودِ؟‏».‏+ ١٣ فَصَرَخُوا مَرَّةً أُخْرَى:‏ «عَلِّقْهُ عَلَى خَشَبَةٍ!‏».‏+ ١٤ فَقَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ:‏ «وَأَيَّ أَمْرٍ رَدِيءٍ فَعَلَ؟‏».‏ فَٱزْدَادَ صُرَاخُهُمْ:‏ «عَلِّقْهُ عَلَى خَشَبَةٍ!‏».‏+ ١٥ وَإِذْ كَانَ بِيلَاطُسُ يُرِيدُ تَلْبِيَةَ رَغْبَةِ ٱلْجَمْعِ،‏+ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ،‏ وَبَعْدَمَا جَلَدَ يَسُوعَ بِٱلسَّوْطِ،‏ سَلَّمَهُ لِيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.‏+

١٦ فَسَاقَهُ ٱلْجُنُودُ إِلَى فِنَاءِ قَصْرِ ٱلْحَاكِمِ،‏ وَجَمَعُوا كُلَّ ٱلْعَسْكَرِ،‏+ ١٧ وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُوَانًا وَضَفَرُوا تَاجًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ.‏+ ١٨ وَٱبْتَدَأُوا يُحَيُّونَهُ قَائِلِينَ:‏ «سَلَامٌ لَكَ+ يَا مَلِكَ ٱلْيَهُودِ!‏».‏ ١٩ وَكَانُوا أَيْضًا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ.‏+ ٢٠ وَأَخِيرًا بَعْدَمَا هَزَأُوا بِهِ،‏ عَرَّوْهُ مِنَ ٱلْأُرْجُوَانِ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ ٱلْخَارِجِيَّةَ.‏ وَخَرَجُوا بِهِ لِيُعَلِّقُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ.‏+ ٢١ وَأَيْضًا سَخَّرُوا أَحَدَ ٱلْمَارَّةِ لِيَرْفَعَ خَشَبَةَ آلَامِهِ،‏ وَهُوَ سِمْعَانُ مِنَ ٱلْقَيْرَوَانِ،‏ أَبُو ٱلْإِسْكَنْدَرِ وَرُوفُسَ،‏ وَكَانَ آتِيًا مِنَ ٱلرِّيفِ.‏+

٢٢ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى مَوْضِعِ جُلْجُثَةَ،‏ ٱلَّذِي يَعْنِي عِنْدَ تَرْجَمَتِهِ:‏ مَوْضِعَ ٱلْجُمْجُمَةِ.‏+ ٢٣ وَحَاوَلُوا أَنْ يُعْطُوهُ خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمُرٍّ مُخَدِّرٍ،‏+ لٰكِنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ.‏+ ٢٤ وَعَلَّقُوهُ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ وَٱقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ ٱلْخَارِجِيَّةَ،‏+ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا لِيَعْرِفُوا مَا يَأْخُذُ كُلٌّ مِنْهُمْ.‏+ ٢٥ وَكَانَتِ ٱلسَّاعَةُ ٱلثَّالِثَةُ،‏+ فَعَلَّقُوهُ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ.‏ ٢٦ وَكَانَتْ كِتَابَةُ تُهْمَتِهِ+ مُدَوَّنَةً فَوْقُ:‏ «مَلِكُ ٱلْيَهُودِ».‏+ ٢٧ وَعَلَّقُوا مَعَهُ عَلَى خَشَبَةٍ لِصَّيْنِ،‏ وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَوَاحِدًا عَنْ يَسَارِهِ.‏+ ٢٨ ــــــــ‍ ٢٩ وَكَانَ ٱلْمُجْتَازُونَ يُوَجِّهُونَ إِلَيْهِ كَلَامًا مُهِينًا+ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ:‏ «يَا نَاقِضَ ٱلْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ،‏+ ٣٠ خَلِّصْ نَفْسَكَ وَٱنْزِلْ عَنْ خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ».‏+ ٣١ وَكَذٰلِكَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ كَانُوا يَهْزَأُونَ فِي مَا بَيْنَهُمْ مَعَ ٱلْكَتَبَةِ وَيَقُولُونَ:‏ «خَلَّصَ آخَرِينَ،‏ وَنَفْسُهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا!‏+ ٣٢ لِيَنْزِلِ ٱلْآنَ ٱلْمَسِيحُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَنْ خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ،‏ لِنَرَى وَنُؤْمِنَ».‏+ وَٱللَّذَانِ عُلِّقَا مَعَهُ عَلَى خَشَبَةٍ كَانَا أَيْضًا يُعَيِّرَانِهِ.‏+

٣٣ وَلَمَّا صَارَتِ ٱلسَّاعَةُ ٱلسَّادِسَةُ،‏ حَلَّتْ ظُلْمَةٌ عَلَى تِلْكَ ٱلْأَرْضِ بِأَسْرِهَا حَتَّى ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ.‏+ ٣٤ وَفِي ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَالٍ:‏ ‏«إِيلِي،‏ إِيلِي،‏ لَمَا شَبَقْتَنِي؟‏»،‏ ٱلَّذِي يَعْنِي عِنْدَ تَرْجَمَتِهِ:‏ «إِلٰهِي،‏ إِلٰهِي،‏ لِمَاذَا تَخَلَّيْتَ عَنِّي؟‏».‏+ ٣٥ وَإِذْ سَمِعَ ذٰلِكَ بَعْضُ ٱلْوَاقِفِينَ هُنَاكَ،‏ قَالُوا:‏ «هَا إِنَّهُ يَدْعُو إِيلِيَّا!‏».‏+ ٣٦ فَرَكَضَ وَاحِدٌ،‏ وَأَشْبَعَ إِسْفَنْجَةً بِخَمْرٍ حَامِضَةٍ،‏ وَوَضَعَهَا عَلَى قَصَبَةٍ،‏ لِيَسْقِيَهُ+ قَائِلًا:‏ «دَعُوهُ!‏ لِنَرَ هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا لِيُنْزِلَهُ».‏+ ٣٧ لٰكِنَّ يَسُوعَ صَرَخَ صَرْخَةً عَالِيَةً وَلَفَظَ نَفَسَهُ ٱلْأَخِيرَ.‏+ ٣٨ وَٱنْشَقَّ حِجَابُ+ ٱلْمَقْدِسِ ٱثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ.‏+ ٣٩ وَلَمَّا رَأَى ٱلضَّابِطُ ٱلْوَاقِفُ هُنَاكَ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ لَفَظَ نَفَسَهُ ٱلْأَخِيرَ هٰكَذَا،‏ قَالَ:‏ «حَقًّا كَانَ هٰذَا ٱلْإِنْسَانُ ٱبْنَ ٱللّٰهِ».‏+

٤٠ وَكَانَتْ نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ،‏+ بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ،‏ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ ٱلصَّغِيرِ وَيُوسِي،‏ وَسَالُومَةُ،‏+ ٤١ ٱللَّوَاتِي كُنَّ يُرَافِقْنَهُ+ وَيَخْدُمْنَهُ حِينَ كَانَ فِي ٱلْجَلِيلِ،‏ وَنِسَاءٌ غَيْرُهُنَّ كَثِيرَاتٌ كُنَّ قَدْ صَعِدْنَ مَعَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏+

٤٢ وَلَمَّا كَانَ ٱلْوَقْتُ مُتَأَخِّرًا بَعْدَ ٱلظُّهْرِ،‏ وَإِذْ كَانَتِ ٱلتَّهْيِئَةُ،‏ أَيِ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي قَبْلَ ٱلسَّبْتِ،‏ ٤٣ جَاءَ يُوسُفُ ٱلَّذِي مِنَ ٱلرَّامَةِ،‏ وَهُوَ عُضْوٌ شَرِيفٌ فِي ٱلْمَجْلِسِ،‏ وَكَانَ هُوَ أَيْضًا يَنْتَظِرُ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ،‏+ فَتَشَجَّعَ وَدَخَلَ أَمَامَ بِيلَاطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ+ يَسُوعَ.‏ ٤٤ فَتَعَجَّبَ بِيلَاطُسُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ،‏ وَٱسْتَدْعَى ٱلضَّابِطَ وَسَأَلَهُ هَلْ مَاتَ.‏ ٤٥ فَتَحَقَّقَ مِنَ ٱلضَّابِطِ،‏ ثُمَّ أَعْطَى ٱلْجُثَّةَ لِيُوسُفَ.‏+ ٤٦ فَٱشْتَرَى كَتَّانًا جَيِّدًا وَأَنْزَلَهُ،‏ وَلَفَّهُ فِي ٱلْكَتَّانِ ٱلْجَيِّدِ وَوَضَعَهُ+ فِي قَبْرٍ+ كَانَ قَدْ نُقِرَ فِي ٱلصَّخْرِ.‏ وَدَحْرَجَ حَجَرًا عَلَى بَابِ ٱلْقَبْرِ ٱلتَّذْكَارِيِّ.‏+ ٤٧ وَكَانَتْ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يُوسِي تَنْظُرَانِ أَيْنَ وُضِعَ.‏+

١٦ وَلَمَّا مَضَى ٱلسَّبْتُ،‏+ ٱشْتَرَتْ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ،‏+ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ،‏ وَسَالُومَةُ،‏ أَطْيَابًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهُنَّهُ.‏+ ٢ وَبَاكِرًا جِدًّا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ+ مِنَ ٱلْأُسْبُوعِ،‏ أَتَيْنَ إِلَى ٱلْقَبْرِ وَقَدْ أَشْرَقَتِ ٱلشَّمْسُ.‏+ ٣ وَكُنَّ يَقُلْنَ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ:‏ «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا ٱلْحَجَرَ عَنْ بَابِ ٱلْقَبْرِ؟‏».‏ ٤ وَلٰكِنْ لَمَّا رَفَعْنَ نَظَرَهُنَّ،‏ رَأَيْنَ أَنَّ ٱلْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ،‏ مَعَ أَنَّهُ كَانَ كَبِيرًا جِدًّا.‏+ ٥ وَلَمَّا دَخَلْنَ ٱلْقَبْرَ،‏ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ ٱلْيَمِينِ لَابِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ،‏ فَٱنْذَهَلْنَ.‏+ ٦ فَقَالَ لَهُنَّ:‏ «لَا تَنْذَهِلْنَ.‏ أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيَّ ٱلَّذِي عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.‏+ لَقَدْ أُقِيمَ،‏+ وَهُوَ لَيْسَ هُنَا.‏ هَا هُوَ ٱلْمَكَانُ ٱلَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ.‏+ ٧ لٰكِنِ ٱذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلَامِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ:‏ ‹إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى ٱلْجَلِيلِ.‏+ هُنَاكَ تَرَوْنَهُ،‏ كَمَا قَالَ لَكُمْ›».‏+ ٨ فَخَرَجْنَ وَهَرَبْنَ مِنَ ٱلْقَبْرِ،‏ لِأَنَّ ٱلرِّعْدَةَ وَٱلدَّهَشَ ٱسْتَحْوَذَا عَلَيْهِنَّ.‏ وَلَمْ يَقُلْنَ لِأَحَدٍ شَيْئًا لِأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ.‏*+

الخاتمة القصيرة

تحتوي بعض المخطوطات والترجمات المتأخرة على خاتمة قصيرة بعد مرقس ١٦:‏٨‏،‏ كما يلي:‏

وَكُلُّ مَا أُوصِينَ بِهِ رَوَيْنَهُ بِإِيجَازٍ لِلَّذِينَ كَانُوا حَوْلَ بُطْرُسَ.‏ وَبَعْدَ هٰذَا،‏ جَعَلَهُمْ يَسُوعُ نَفْسُهُ يَحْمِلُونَ مِنَ ٱلشَّرْقِ إِلَى ٱلْغَرْبِ ٱلْمُنَادَاةَ بِٱلْخَلَاصِ ٱلْأَبَدِيِّ،‏ ٱلْمُقَدَّسِ وَغَيْرِ ٱلْقَابِلِ لِلْفَسَادِ.‏

الخاتمة الطويلة

تضيف بعض المخطوطات (‏المجلّد الاسكندري،‏ المجلّد الافرامي،‏ المجلّد البيزي)‏ والترجمات (‏الڤولڠات اللاتينية،‏ السريانية الكورتونية،‏ البشيطة السريانية)‏ القديمة الخاتمةَ الطويلة التالية،‏ التي لا ترد في المجلّد السينائي،‏ المجلّد الڤاتيكاني،‏ المجلّد السرياني السينائي،‏ والترجمة الارمنية:‏

٩ وَقَامَ بَاكِرًا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلْأُسْبُوعِ فَتَرَاءَى أَوَّلًا لِمَرْيَمَ ٱلْمَجْدَلِيَّةِ،‏ ٱلَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ.‏ ١٠ فَذَهَبَتْ وَأَخْبَرَتِ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ،‏ وَكَانُوا يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ.‏ ١١ فَلَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ عَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ وَأَنَّهَا شَاهَدَتْهُ لَمْ يُصَدِّقُوا.‏ ١٢ وَتَرَاءَى بَعْدَ ذٰلِكَ بِهَيْئَةٍ أُخْرَى لِٱثْنَيْنِ مِنْهُمْ وَهُمَا يَمْشِيَانِ،‏ ذَاهِبَيْنِ إِلَى ٱلرِّيفِ.‏ ١٣ فَرَجَعَا وَأَخْبَرَا ٱلْبَاقِينَ.‏ فَلَمْ يُصَدِّقُوهُمَا أَيْضًا.‏ ١٤ وَلَاحِقًا تَرَاءَى لِلْأَحَدَ عَشَرَ أَنْفُسِهِمْ فِيمَا كَانُوا مُتَّكِئِينَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ،‏ وَعَيَّرَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ،‏ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا ٱلَّذِينَ رَأَوْهُ قَدْ قَامَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.‏ ١٥ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «اِذْهَبُوا إِلَى ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ وَٱكْرِزُوا بِٱلْبِشَارَةِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا.‏ ١٦ مَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ خَلَصَ،‏ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُحْكَمْ عَلَيْهِ.‏ ١٧ وَهٰذِهِ ٱلْآيَاتُ تُرَافِقُ ٱلْمُؤْمِنِينَ:‏ يُخْرِجُونَ ٱلشَّيَاطِينَ بِٱسْمِي،‏ وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ،‏ ١٨ وَيَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ بِأَيْدِيهِمْ،‏ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا فَلَا يُؤْذِيهِمْ أَبَدًا.‏ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى ٱلْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ».‏

١٩ ثُمَّ إِنَّ ٱلرَّبَّ يَسُوعَ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمْ،‏ رُفِعَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ.‏ ٢٠ وَهٰكَذَا،‏ خَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ،‏ وَٱلرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيَدْعَمُ ٱلرِّسَالَةَ بِٱلْآيَاتِ ٱلْمُرَافِقَةِ.‏

 يمكن ان تشير صيغة الجمع اليونانية الى المثنى،‏ أي:‏ «أُخْتَاهُ».‏

 انظر الملحق ٢.‏

 أي:‏ «رُبْع قِرْشٍ».‏ انظر الملحق ٥.‏

 تضيف بعض المخطوطات والترجمات الخاتمتين أدناه،‏ الطويلة أو القصيرة،‏ لكنّ هاتين الخاتمتين ليستا جزءا موثوقا به من الاسفار المقدسة الموحى بها.‏ وعالِما القرن الرابع اوسابيوس وجيروم متفقان على ان السجل الصحيح يُختتَم بالكلمات:‏ «لِأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ».‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة