مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ك‌م١٢ متى ١:‏١-‏٢٨:‏٢٠
  • متى

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • متى
  • الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد
الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد
متى

اَلْبِشَارَةُ عَلَى مَا رَوَى مَتَّى

١ كِتَابُ تَارِيخِ+ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ ٱبْنِ دَاوُدَ،‏+ ٱبْنِ إِبْرَاهِيمَ:‏+

 ٢ إِبْرَاهِيمُ وَلَدَ إِسْحَاقَ،‏+

وَإِسْحَاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ،‏+

وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا+ وَإِخْوَتَهُ،‏

٣  وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ+ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ،‏

وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ،‏+

وَحَصْرُونُ وَلَدَ رَامًا،‏+

٤  وَرَامٌ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ،‏

وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ،‏+

وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ،‏+

٥  وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ،‏+

وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ،‏+

وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى،‏+

٦  وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ+ ٱلْمَلِكَ.‏+

 دَاوُدُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ+ مِنْ زَوْجَةِ أُورِيَّا،‏

٧  وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحُبْعَامَ،‏+

وَرَحُبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا،‏

وَأَبِيَّا+ وَلَدَ آسَا،‏+

٨  وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ،‏+

وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يَهُورَامَ،‏+

وَيَهُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا،‏

٩  وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ،‏

وَيُوثَامُ+ وَلَدَ آحَازَ،‏+

وَآحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا،‏+

١٠ وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى،‏+

وَمَنَسَّى+ وَلَدَ آمُونَ،‏+

وَآمُونُ+ وَلَدَ يُوشِيَّا،‏

١١ وَيُوشِيَّا+ وَلَدَ يَكُنْيَا+ وَإِخْوَتَهُ ٱلَّذِينَ عَاشُوا فِي زَمَنِ ٱلسَّبْيِ إِلَى بَابِلَ.‏+

١٢ وَبَعْدَ ٱلسَّبْيِ إِلَى بَابِلَ،‏ يَكُنْيَا وَلَدَ شَأَلْتِيئِيلَ،‏+

وَشَأَلْتِيئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ،‏+

١٣ وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيُودَ،‏

وَأَبِيُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ،‏

وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ،‏

١٤ وَعَازُورُ وَلَدَ صَادُوقَ،‏

وَصَادُوقُ وَلَدَ أَخِيمَ،‏

وَأَخِيمُ وَلَدَ أَلِيُودَ،‏

١٥ وَأَلِيُودُ وَلَدَ أَلِعَازَارَ،‏

وَأَلِعَازَارُ وَلَدَ مَتَّانَ،‏

وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ،‏

١٦ وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ زَوْجَ مَرْيَمَ ٱلَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ+ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْمَسِيحَ.‏+

١٧ فَجَمِيعُ ٱلْأَجْيَالِ إِذًا،‏ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلًا،‏ وَمِنْ دَاوُدَ حَتَّى ٱلسَّبْيِ إِلَى بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلًا،‏ وَمِنَ ٱلسَّبْيِ إِلَى بَابِلَ حَتَّى ٱلْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلًا.‏

١٨ أَمَّا وِلَادَةُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فَكَانَتْ هٰكَذَا:‏ لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً+ لِيُوسُفَ،‏ وُجِدَتْ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا حَامِلًا مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ.‏+ ١٩ وَإِذْ كَانَ يُوسُفُ زَوْجُهَا بَارًّا وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَشْهَرَهَا،‏+ نَوَى أَنْ يُطَلِّقَهَا+ سِرًّا.‏ ٢٠ وَلٰكِنْ فِيمَا كَانَ يُفَكِّرُ مَلِيًّا فِي هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ،‏ إِذَا مَلَاكُ يَهْوَهَ قَدْ تَرَاءَى لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا:‏ «يَا يُوسُفُ ٱبْنَ دَاوُدَ،‏ لَا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ زَوْجَتَكَ إِلَى بَيْتِكَ،‏ لِأَنَّ ٱلَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ.‏+ ٢١ وَسَتَلِدُ ٱبْنًا،‏ فَٱدْعُ ٱسْمَهُ يَسُوعَ،‏+ لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ+ شَعْبَهُ+ مِنْ خَطَايَاهُمْ».‏+ ٢٢ وَهٰذَا كُلُّهُ حَدَثَ لِيَتِمَّ مَا قِيلَ مِنْ يَهْوَهَ+ بِنَبِيِّهِ+ ٱلْقَائِلِ:‏ ٢٣ ‏«هَا إِنَّ ٱلْعَذْرَاءَ+ تَحْمِلُ وَتَلِدُ ٱبْنًا،‏ وَيَدْعُونَ ٱسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ»،‏+ ٱلَّذِي يَعْنِي عِنْدَ تَرْجَمَتِهِ:‏ «اَللّٰهُ مَعَنَا».‏+

٢٤ فَٱسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنْ نَوْمِهِ وَفَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلَاكُ يَهْوَهَ،‏ وَأَخَذَ زَوْجَتَهُ إِلَى بَيْتِهِ.‏ ٢٥ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ عَلَاقَةٌ زَوْجِيَّةٌ+ بِهَا إِلَى أَنْ وَلَدَتِ ٱبْنًا،‏+ وَدَعَا ٱسْمَهُ يَسُوعَ.‏+

٢ وَبَعْدَمَا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتَ لَحْمَ+ بِٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ+ ٱلْمَلِكِ،‏ إِذَا مُنَجِّمُونَ+ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ قَدْ أَتَوْا إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ ٢ قَائِلِينَ:‏ «أَيْنَ ٱلْمَوْلُودُ مَلِكُ+ ٱلْيَهُودِ؟‏ رَأَيْنَا نَجْمَهُ+ وَنَحْنُ فِي ٱلْمَشْرِقِ،‏ فَجِئْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».‏ ٣ فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْمَلِكُ هِيرُودُسُ ٱضْطَرَبَ هُوَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ،‏ ٤ فَجَمَعَ كُلَّ كِبَارِ كَهَنَةِ ٱلشَّعْبِ وَكَتَبَتِهِمْ وَٱسْتَعْلَمَهُمْ أَيْنَ يُولَدُ ٱلْمَسِيحُ.‏ ٥ فَقَالُوا لَهُ:‏ «فِي بَيْتَ لَحْمَ+ بِٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ لِأَنَّهُ هٰكَذَا مَكْتُوبٌ بِٱلنَّبِيِّ:‏ ٦ ‏‹وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمُ+ ٱلَّتِي فِي أَرْضِ يَهُوذَا،‏ لَسْتِ ٱلْمَدِينَةَ ٱلْأَقَلَّ شَأْنًا عِنْدَ حُكَّامِ يَهُوذَا؛‏ لِأَنَّهُ مِنْكِ يَخْرُجُ حَاكِمٌ+ يَرْعَى+ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ›».‏

٧ حِينَئِذٍ ٱسْتَدْعَى هِيرُودُسُ ٱلْمُنَجِّمِينَ سِرًّا،‏ وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ ظُهُورِ ٱلنَّجْمِ.‏ ٨ ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ وَقَالَ:‏ «اِذْهَبُوا وَٱبْحَثُوا عَنِ ٱلصَّغِيرِ بَحْثًا دَقِيقًا،‏ وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي،‏ لِأَذْهَبَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ».‏+ ٩ فَلَمَّا سَمِعُوا هٰذَا مِنَ ٱلْمَلِكِ ذَهَبُوا،‏ وَإِذَا ٱلنَّجْمُ ٱلَّذِي كَانُوا قَدْ رَأَوْهُ وَهُمْ فِي ٱلْمَشْرِقِ+ يَتَقَدَّمُهُمْ،‏ حَتَّى جَاءَ وَتَوَقَّفَ فَوْقُ،‏ حَيْثُ كَانَ ٱلصَّغِيرُ.‏ ١٠ فَلَمَّا رَأَوُا ٱلنَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا.‏ ١١ وَدَخَلُوا ٱلْبَيْتَ فَرَأَوُا ٱلصَّغِيرَ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ،‏ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ.‏ وَفَتَحُوا أَيْضًا كُنُوزَهُمْ وَقَرَّبُوا لَهُ هَدَايَا:‏ ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا.‏ ١٢ وَإِذْ أُعْطُوا تَحْذِيرًا إِلٰهِيًّا+ فِي حُلْمٍ لِئَلَّا يَعُودُوا إِلَى هِيرُودُسَ،‏ ٱنْصَرَفُوا إِلَى بِلَادِهِمْ فِي طَرِيقٍ أُخْرَى.‏

١٣ وَلَمَّا ٱنْصَرَفُوا،‏ إِذَا بِمَلَاكِ يَهْوَهَ+ قَدْ تَرَاءَى لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلًا:‏ «قُمْ وَخُذِ ٱلصَّغِيرَ وَأُمَّهُ وَٱهْرُبْ إِلَى مِصْرَ،‏ وَٱبْقَ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ،‏ لِأَنَّ هِيرُودُسَ سَيَبْحَثُ عَنِ ٱلصَّغِيرِ لِيُهْلِكَهُ».‏ ١٤ فَقَامَ وَأَخَذَ ٱلصَّغِيرَ وَأُمَّهُ لَيْلًا وَٱنْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ،‏ ١٥ وَبَقِيَ هُنَاكَ إِلَى مَوْتِ هِيرُودُسَ،‏ لِيَتِمَّ+ مَا قِيلَ مِنْ يَهْوَهَ بِنَبِيِّهِ ٱلْقَائِلِ:‏ «مِنْ مِصْرَ+ دَعَوْتُ ٱبْنِي».‏

١٦ حِينَئِذٍ،‏ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ ٱلْمُنَجِّمِينَ قَدْ ضَحِكُوا عَلَيْهِ،‏ ٱسْتَشَاطَ غَضَبًا،‏ وَأَرْسَلَ فَقَضَى عَلَى جَمِيعِ ٱلصِّبْيَانِ فِي بَيْتَ لَحْمَ وَفِي جَمِيعِ نَوَاحِيهَا،‏ مِنِ ٱبْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ،‏ بِحَسَبِ ٱلزَّمَانِ ٱلَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ ٱلْمُنَجِّمِينَ.‏+ ١٧ حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ:‏ ١٨ ‏«صَوْتٌ سُمِعَ فِي ٱلرَّامَةِ،‏+ بُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ؛‏ رَاحِيلُ+ تَبْكِي عَلَى أَوْلَادِهَا،‏ وَلَا تَشَاءُ أَنْ تَتَعَزَّى،‏ لِأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».‏

١٩ وَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ،‏ إِذَا بِمَلَاكِ يَهْوَهَ قَدْ تَرَاءَى لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ+ فِي مِصْرَ ٢٠ وَقَالَ:‏ «قُمْ وَخُذِ ٱلصَّغِيرَ وَأُمَّهُ وَٱذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ،‏ لِأَنَّهُ قَدْ مَاتَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ ٱلصَّغِيرِ».‏ ٢١ فَقَامَ وَأَخَذَ ٱلصَّغِيرَ وَأُمَّهُ وَدَخَلَ أَرْضَ إِسْرَائِيلَ.‏ ٢٢ لٰكِنَّهُ سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلَاوُسَ يَمْلِكُ عَلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ هِيرُودُسَ،‏ فَخَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ.‏ وَإِذْ أُعْطِيَ تَحْذِيرًا إِلٰهِيًّا فِي حُلْمٍ،‏+ ٱنْصَرَفَ إِلَى مُقَاطَعَةِ ٱلْجَلِيلِ،‏+ ٢٣ وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ ٱسْمُهَا ٱلنَّاصِرَةُ،‏+ لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِٱلْأَنْبِيَاءِ:‏ «إِنَّهُ يُدْعَى نَاصِرِيًّا».‏+

٣ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ أَتَى يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ+ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ+ ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ ٢ قَائِلًا:‏ «تُوبُوا،‏+ فَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏+ ٣ فَإِنَّ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ إِشَعْيَا ٱلنَّبِيُّ،‏+ قَائِلًا:‏ «اِسْمَعُوا!‏ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ صَارِخٌ:‏ ‹هَيِّئُوا+ طَرِيقَ يَهْوَهَ!‏ اِجْعَلُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً›».‏ ٤ وَيُوحَنَّا هٰذَا كَانَ لِبَاسُهُ مِنْ وَبَرِ+ ٱلْجَمَلِ وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةٌ مِنْ جِلْدٍ.‏+ وَكَانَ طَعَامُهُ جَرَادًا+ وَعَسَلًا بَرِّيًّا.‏+ ٥ حِينَئِذٍ خَرَجَتْ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَكُلُّ ٱلْكُورَةِ ٱلْمُحِيطَةِ بِٱلْأُرْدُنِّ،‏ ٦ وَٱعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ،‏+ مُعْتَرِفِينَ جَهْرًا بِخَطَايَاهُمْ.‏

٧ وَلَمَّا أَبْصَرَ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ+ آتِينَ إِلَى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «يَا سُلَالَةَ ٱلْأَفَاعِي،‏+ مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ ٱلسُّخْطِ ٱلْآتِي؟‏+ ٨ فَأَنْتِجُوا ثَمَرًا يَلِيقُ بِٱلتَّوْبَةِ،‏+ ٩ وَلَا تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا لِأَنْفُسِكُمْ:‏ ‹لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبًا›.‏+ لِأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ ٱللّٰهَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحِجَارَةِ أَوْلَادًا لِإِبْرَاهِيمَ.‏+ ١٠ إِنَّ ٱلْفَأْسَ+ قَدْ وُضِعَتْ عَلَى أَصْلِ ٱلشَّجَرِ،‏ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لَا تُنْتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ+ وَتُلْقَى فِي ٱلنَّارِ.‏+ ١١ أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ+ بِسَبَبِ تَوْبَتِكُمْ،‏+ وَلٰكِنَّ ٱلْآتِيَ+ بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي،‏ ٱلَّذِي لَسْتُ جَدِيرًا بِأَنْ أَخْلَعَ نَعْلَيْهِ.‏+ ذَاكَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِرُوحٍ قُدُسٍ+ وَبِنَارٍ.‏+ ١٢ فِي يَدِهِ رَفْشُ ٱلتَّذْرِيَةِ،‏ وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ،‏ وَيَجْمَعُ حِنْطَتَهُ إِلَى ٱلْمَخْزَنِ،‏+ أَمَّا ٱلْعُصَافَةُ فَيُحْرِقُهَا+ بِنَارٍ لَا تُطْفَأُ».‏

١٣ ثُمَّ أَتَى يَسُوعُ مِنَ ٱلْجَلِيلِ+ إِلَى ٱلْأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ+ مِنْهُ.‏ ١٤ لٰكِنَّ يُوحَنَّا حَاوَلَ أَنْ يَمْنَعَهُ قَائِلًا:‏ «أَنَا ٱلْمُحْتَاجُ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ،‏ أَفَتَأْتِي أَنْتَ إِلَيَّ؟‏».‏ ١٥ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ قَائِلًا:‏ «لِيَكُنْ هٰذَا ٱلْآنَ،‏ لِأَنَّهُ هٰكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُتِمَّ كُلَّ بِرٍّ».‏+ حِينَئِذٍ كَفَّ عَنْ مَنْعِهِ.‏ ١٦ فَلَمَّا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ فِي ٱلْحَالِ مِنَ ٱلْمَاءِ،‏ وَإِذَا ٱلسَّمٰوَاتُ قَدِ ٱنْفَتَحَتْ،‏+ فَرَأَى يُوحَنَّا رُوحَ ٱللّٰهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ+ وَآتِيًا عَلَى يَسُوعَ.‏+ ١٧ وَإِذَا صَوْتٌ+ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ يَقُولُ:‏ «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي+ ٱلْحَبِيبُ+ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ».‏+

٤ حِينَئِذٍ أَصْعَدَ ٱلرُّوحُ يَسُوعَ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ+ لِيُجَرِّبَهُ+ إِبْلِيسُ.‏ ٢ فَبَعْدَمَا صَامَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً،‏+ شَعَرَ بِٱلْجُوعِ.‏ ٣ فَأَتَى ٱلْمُجَرِّبُ+ وَقَالَ لَهُ:‏ «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ،‏+ فَقُلْ لِهٰذِهِ ٱلْحِجَارَةِ أَنْ تَصِيرَ أَرْغِفَةَ خُبْزٍ».‏ ٤ فَأَجَابَهُ قَائِلًا:‏ «مَكْتُوبٌ:‏ ‹لَا يَحْيَ ٱلْإِنْسَانُ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ،‏ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ يَهْوَهَ›».‏+

٥ ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏+ وَأَقَامَهُ عَلَى شَرَفَاتِ ٱلْهَيْكَلِ ٦ وَقَالَ لَهُ:‏ «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ،‏ فَٱطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ،‏+ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹يُوَصِّي مَلَائِكَتَهُ بِكَ،‏ فَيَحْمِلُونَكَ عَلَى أَيْدِيهِمْ،‏ لِئَلَّا تَصْدِمَ قَدَمَكَ بِحَجَرٍ›».‏+ ٧ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «مَكْتُوبٌ أَيْضًا:‏ ‹لَا تَمْتَحِنْ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ›».‏+

٨ فَأَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدًّا،‏ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ+ وَمَجْدَهَا،‏ ٩ وَقَالَ لَهُ:‏ «أُعْطِيكَ هٰذِهِ جَمِيعَهَا+ إِنْ خَرَرْتَ وَقُمْتَ بِعَمَلِ عِبَادَةٍ لِي».‏+ ١٠ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «اِذْهَبْ يَا شَيْطَانُ!‏ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَعْبُدُ،‏+ وَلَهُ وَحْدَهُ+ تُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً›».‏+ ١١ ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ،‏+ وَإِذَا مَلَائِكَةٌ قَدْ جَاءُوا وَصَارُوا يَخْدُمُونَهُ.‏+

١٢ وَلَمَّا سَمِعَ أَنَّ يُوحَنَّا قَدْ قُبِضَ عَلَيْهِ،‏+ ٱنْصَرَفَ إِلَى ٱلْجَلِيلِ.‏+ ١٣ وَتَرَكَ ٱلنَّاصِرَةَ ثُمَّ جَاءَ وَأَقَامَ فِي كَفَرْنَاحُومَ+ بِجَانِبِ ٱلْبَحْرِ فِي نَوَاحِي زَبُولُونَ وَنَفْتَالِي،‏+ ١٤ لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ:‏ ١٥ ‏«يَا أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي،‏ عَلَى طَرِيقِ ٱلْبَحْرِ،‏ عَلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى لِلْأُرْدُنِّ،‏ جَلِيلَ+ ٱلْأُمَمِ!‏ ١٦ اَلشَّعْبُ ٱلْجَالِسُ فِي ٱلظُّلْمَةِ+ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا،‏+ وَٱلْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلِّ ٱلْمَوْتِ أَشْرَقَ+ عَلَيْهِمْ نُورٌ».‏+ ١٧ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ:‏ «تُوبُوا،‏+ فَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ+ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏

١٨ وَإِذْ كَانَ يَمْشِي عِنْدَ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ رَأَى أَخَوَيْنِ،‏ سِمْعَانَ+ ٱلَّذِي يُدْعَى بُطْرُسَ+ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ،‏ يُلْقِيَانِ شَبَكَةَ صَيْدٍ فِي ٱلْبَحْرِ،‏ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ.‏ ١٩ فَقَالَ لَهُمَا:‏ «هَلُمَّ وَرَائِي،‏ فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيْ نَاسٍ».‏+ ٢٠ فَتَرَكَا شِبَاكَهُمَا+ حَالًا وَتَبِعَاهُ.‏ ٢١ وَتَابَعَ سَيْرَهُ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ،‏+ يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدِي+ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ،‏ فِي ٱلْمَرْكَبِ مَعَ زَبَدِي أَبِيهِمَا،‏ يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا،‏ فَدَعَاهُمَا.‏ ٢٢ فَتَرَكَا ٱلْمَرْكَبَ وَأَبَاهُمَا حَالًا وَتَبِعَاهُ.‏

٢٣ ثُمَّ طَافَ+ فِي كُلِّ ٱلْجَلِيلِ،‏+ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ+ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَيُبْرِئُ شَتَّى ٱلْعِلَلِ+ وَٱلْعَاهَاتِ فِي ٱلشَّعْبِ.‏ ٢٤ فَذَاعَ خَبَرُهُ فِي كُلِّ سُورِيَّةَ.‏+ وَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ كُلَّ مَنْ بِهِمْ سُوءٌ،‏+ ٱلَّذِينَ يُعَانُونَ مُخْتَلِفَ أَنْوَاعِ ٱلْعِلَلِ وَٱلْعَذَابِ،‏ وَٱلَّذِينَ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِمِ ٱلشَّيَاطِينُ وَٱلْمُصَابِينَ بِٱلصَّرْعِ+ وَٱلْمَشْلُولِينَ،‏ فَشَفَاهُمْ.‏ ٢٥ وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ مِنَ ٱلْجَلِيلِ+ وَدِكَابُولِيسَ وَأُورُشَلِيمَ+ وَٱلْيَهُودِيَّةِ وَمِنْ عَبْرِ ٱلْأُرْدُنِّ.‏

٥ فَلَمَّا رَأَى ٱلْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ،‏ وَلَمَّا جَلَسَ أَتَى إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ.‏ ٢ فَفَتَحَ فَاهُ وَأَخَذَ يُعَلِّمُهُمْ قَائِلًا:‏

٣ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ،‏+ فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ.‏+

٤ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلنَّائِحُونَ،‏ فَإِنَّهُمْ يُعَزَّوْنَ.‏+

٥ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْوُدَعَاءُ،‏+ فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ.‏+

٦ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْجِيَاعُ وَٱلْعِطَاشُ+ إِلَى ٱلْبِرِّ،‏ فَإِنَّهُمْ يُشْبَعُونَ.‏+

٧ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ،‏+ فَإِنَّهُمْ يُرْحَمُونَ.‏

٨ ‏«سُعَدَاءُ هُمْ أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ،‏+ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ ٱللّٰهَ.‏+

٩ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمُسَالِمُونَ،‏+ فَإِنَّهُمْ ‹أَبْنَاءَ+ ٱللّٰهِ› يُدْعَوْنَ.‏

١٠ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمُضْطَهَدُونَ+ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ،‏ فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ.‏

١١ ‏«سُعَدَاءُ أَنْتُمْ مَتَى عَيَّرُوكُمْ+ وَٱضْطَهَدُوكُمْ+ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ شَتَّى ٱلشُّرُورِ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ.‏ ١٢ اِفْرَحُوا وَٱطْفِرُوا مِنَ ٱلْفَرَحِ،‏+ لِأَنَّ مُكَافَأَتَكُمْ+ عَظِيمَةٌ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ فَإِنَّهُمْ هٰكَذَا ٱضْطَهَدُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ+ مِنْ قَبْلِكُمْ.‏

١٣ ‏«أَنْتُمْ مِلْحُ+ ٱلْأَرْضِ،‏ وَلٰكِنْ إِنْ تَفِهَ ٱلْمِلْحُ،‏ فَكَيْفَ تُرَدُّ مُلُوحَتُهُ؟‏ إِنَّهُ لَا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيْءٍ إِلَّا لِأَنْ يُلْقَى خَارِجًا+ لِتَدُوسَهُ ٱلنَّاسُ.‏

١٤ ‏«أَنْتُمْ نُورُ ٱلْعَالَمِ.‏+ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ تَقَعُ عَلَى جَبَلٍ.‏ ١٥ وَلَا يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ ٱلْمِكْيَالِ،‏+ بَلْ عَلَى ٱلْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ مَنْ فِي ٱلْبَيْتِ.‏ ١٦ فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ+ هٰكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ،‏ لِيَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ+ وَيُمَجِّدُوا+ أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ.‏

١٧ ‏«لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ ٱلشَّرِيعَةَ+ أَوِ ٱلْأَنْبِيَاءَ.‏ مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ،‏ بَلْ لِأُتَمِّمَ؛‏+ ١٨ فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ زَوَالَ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ+ أَقْرَبُ مِنْ أَنْ يَزُولَ أَصْغَرُ حَرْفٍ أَوْ جُزْءٌ مِنْ حَرْفٍ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَلَا يَكُونَ ٱلْكُلُّ.‏+ ١٩ فَمَنْ نَقَضَ+ وَاحِدَةً مِنْ هٰذِهِ ٱلْوَصَايَا ٱلصُّغْرَى،‏ وَعَلَّمَ ٱلنَّاسَ هٰكَذَا،‏ يُدْعَى ‹ٱلْأَقَلَّ أَهْلِيَّةً› لِمَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ.‏+ أَمَّا مَنْ عَمِلَ بِهَا وَعَلَّمَهَا،‏+ فَهٰذَا يُدْعَى ‹عَظِيمَ+ ٱلْأَهْلِيَّةِ› لِمَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ.‏ ٢٠ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى ٱلَّذِي لِلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ،‏+ فَلَنْ تَدْخُلُوا+ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ أَبَدًا.‏

٢١ ‏«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:‏ ‹لَا تَقْتُلْ،‏+ وَمَنْ قَتَلَ+ يُحَاسَبُ أَمَامَ مَحْكَمَةِ ٱلْعَدْلِ›.‏+ ٢٢ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَنْ بَقِيَ سَاخِطًا+ عَلَى أَخِيهِ يُحَاسَبُ+ أَمَامَ مَحْكَمَةِ ٱلْعَدْلِ،‏ وَلٰكِنْ مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ كَلِمَةَ ٱزْدِرَاءٍ لَا تَلِيقُ يُحَاسَبُ أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا،‏ فِي حِينِ أَنَّ مَنْ قَالَ:‏ ‹أَيُّهَا ٱلْوَغْدُ!‏› يَسْتَوْجِبُ نَارَ وَادِي هِنُّومَ.‏*+

٢٣ ‏«فَإِذَا كُنْتَ تُحْضِرُ قُرْبَانَكَ إِلَى ٱلْمَذْبَحِ+ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لِأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ،‏+ ٢٤ فَٱتْرُكْ قُرْبَانَكَ هُنَاكَ أَمَامَ ٱلْمَذْبَحِ وَٱذْهَبْ صَالِحْ أَخَاكَ أَوَّلًا،‏+ وَحِينَئِذٍ ٱرْجِعْ وَقَرِّبْ قُرْبَانَكَ.‏+

٢٥ ‏«سَارِعْ إِلَى تَسْوِيَةِ ٱلْأُمُورِ مَعَ ٱلْمُشْتَكِي عَلَيْكَ مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي ٱلطَّرِيقِ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ،‏ لِئَلَّا يُسَلِّمَكَ ٱلْمُشْتَكِي+ إِلَى ٱلْقَاضِي،‏ وَٱلْقَاضِي إِلَى مَأْمُورِ ٱلْمَحْكَمَةِ،‏ وَتُلْقَى فِي ٱلسِّجْنِ.‏ ٢٦ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ:‏ إِنَّكَ لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُسَدِّدَ آخِرَ رُبْعٍ.‏*+

٢٧ ‏«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ:‏ ‹لَا تَزْنِ›.‏+ ٢٨ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱمْرَأَةٍ+ لِيَشْتَهِيَهَا،‏ فَقَدْ زَنَى+ بِهَا فِي قَلْبِهِ.‏+ ٢٩ فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ،‏ فَٱقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ.‏+ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ لَكَ أَنْ تَخْسَرَ أَحَدَ أَعْضَائِكَ مِنْ أَنْ يُرْمَى+ جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي وَادِي هِنُّومَ.‏ ٣٠ وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ،‏ فَٱقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ.‏+ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ لَكَ أَنْ تَخْسَرَ أَحَدَ أَعْضَائِكَ مِنْ أَنْ يَذْهَبَ جَسَدُكَ كُلُّهُ إِلَى وَادِي هِنُّومَ.‏

٣١ ‏«وَقِيلَ أَيْضًا:‏ ‹مَنْ طَلَّقَ+ زَوْجَتَهُ،‏ فَلْيُعْطِهَا شَهَادَةَ طَلَاقٍ›.‏+ ٣٢ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ إِلَّا بِسَبَبِ ٱلْعَهَارَةِ،‏+ فَقَدْ عَرَّضَهَا لِلزِّنَى.‏+ وَمَنْ تَزَوَّجَ مُطَلَّقَةً،‏ فَقَدْ زَنَى.‏+

٣٣ ‏«سَمِعْتُمْ أَيْضًا أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:‏ ‹لَا تَحْنَثْ فِي حَلْفِكَ،‏+ بَلْ أَوْفِ لِيَهْوَهَ نُذُورَكَ›.‏+ ٣٤ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ:‏ لَا تَحْلِفُوا+ أَلْبَتَّةَ،‏ لَا بِٱلسَّمَاءِ لِأَنَّهَا عَرْشُ ٱللّٰهِ،‏+ ٣٥ وَلَا بِٱلْأَرْضِ لِأَنَّهَا مَوْطِئُ+ قَدَمَيْهِ،‏ وَلَا بِأُورُشَلِيمَ لِأَنَّهَا مَدِينَةُ+ ٱلْمَلِكِ ٱلْعَظِيمِ.‏ ٣٦ وَلَا تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ،‏ لِأَنَّكَ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً مِنْهُ بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ.‏ ٣٧ وَكَلِمَتُكُمْ نَعَمْ فَلْتَعْنِ نَعَمْ،‏ وَكَلِمَتُكُمْ لَا فَلْتَعْنِ لَا.‏+ وَمَا زَادَ عَلَى ذٰلِكَ فَهُوَ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ.‏+

٣٨ ‏«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ:‏ ‹عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ›.‏+ ٣٩ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ:‏ لَا تُقَاوِمُوا ٱلشِّرِّيرَ،‏ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ ٱلْأَيْمَنِ،‏+ فَأَدِرْ لَهُ ٱلْآخَرَ أَيْضًا.‏ ٤٠ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَاكِمَكَ وَيَأْخُذَ قَمِيصَكَ،‏ فَٱتْرُكْ لَهُ رِدَاءَكَ أَيْضًا.‏+ ٤١ وَمَنْ سَخَّرَكَ أَنْ تَسِيرَ مِيلًا،‏ فَٱذْهَبْ مَعَهُ مِيلَيْنِ.‏+ ٤٢ أَعْطِ مَنْ يَسْأَلُكَ،‏ وَلَا تُعْرِضْ عَمَّنْ يُرِيدُ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ بِدُونِ فَائِدَةٍ.‏+

٤٣ ‏«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ:‏ ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ+ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ›.‏+ ٤٤ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ:‏ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ+ وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ،‏+ ٤٥ لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏+ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ،‏ وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ.‏+ ٤٦ لِأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ،‏ فَأَيَّةُ مُكَافَأَةٍ لَكُمْ؟‏+ أَلَيْسَ جُبَاةُ ٱلضَّرَائِبِ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ؟‏ ٤٧ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ،‏ فَأَيَّ شَيْءٍ يَفُوقُ ٱلْعَادَةَ تَفْعَلُونَ؟‏ أَلَيْسَ ٱلْأُمَمِيُّونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ؟‏ ٤٨ فَكُونُوا كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِلٌ.‏+

٦ ‏«اِحْتَرِزُوا جَيِّدًا مِنْ أَنْ تَعْمَلُوا بِرَّكُمْ+ أَمَامَ ٱلنَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوا إِلَيْكُمْ،‏ وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ مُكَافَأَةٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ.‏ ٢ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً+ فَلَا تَنْفُخْ أَمَامَكَ فِي بُوقٍ،‏+ كَمَا يَفْعَلُ ٱلْمُرَاؤُونَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي ٱلشَّوَارِعِ،‏ لِكَيْ يُمَجِّدَهُمُ ٱلنَّاسُ.‏ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ.‏ ٣ أَمَّا أَنْتَ،‏ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تَدَعْ يَدَكَ ٱلْيُسْرَى تَعْرِفُ مَا تَفْعَلُهُ ٱلْيُمْنَى،‏ ٤ لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي ٱلْخَفَاءِ.‏ وَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ.‏+

٥ ‏«وَمَتَى صَلَّيْتُمْ فَلَا تَكُونُوا كَٱلْمُرَائِينَ،‏ لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا وَاقِفِينَ+ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ لِيَرَاهُمُ ٱلنَّاسُ.‏+ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ.‏ ٦ أَمَّا أَنْتَ،‏ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَٱدْخُلْ مَخْدَعَكَ+ وَأَغْلِقْ بَابَكَ،‏ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ ٱلَّذِي فِي ٱلْخَفَاءِ.‏+ وَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ.‏ ٧ وَعِنْدَمَا تُصَلُّونَ لَا تُكَرِّرُوا ٱلْأُمُورَ نَفْسَهَا+ كَمَا يَفْعَلُ ٱلْأُمَمِيُّونَ،‏ فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِٱلْإِكْثَارِ مِنَ ٱلْكَلَامِ يُسْمَعُ لَهُمْ.‏ ٨ فَلَا تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ،‏ لِأَنَّ ٱللّٰهَ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ+ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.‏

٩ ‏«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هٰكَذَا:‏+

‏«‹أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ لِيَتَقَدَّسِ+ ٱسْمُكَ.‏+ ١٠ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.‏+ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ+ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏+ ١١ أَعْطِنَا ٱلْيَوْمَ خُبْزَ يَوْمِنَا.‏+ ١٢ وَٱغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمَدْيُونِينَ لَنَا.‏+ ١٣ وَلَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ،‏+ لٰكِنْ نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ›.‏+

١٤ ‏«فَإِنَّكُمْ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ،‏ يَغْفِرُ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ؛‏+ ١٥ وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ،‏ فَلَنْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَبُوكُمْ زَلَّاتِكُمْ.‏+

١٦ ‏«مَتَى صُمْتُمْ+ فَلَا تَبْقَوْا عَابِسِينَ كَٱلْمُرَائِينَ،‏ فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ.‏+ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ.‏ ١٧ أَمَّا أَنْتَ،‏ فَمَتَى صُمْتَ فَٱدْهُنْ رَأْسَكَ وَٱغْسِلْ وَجْهَكَ،‏+ ١٨ لِكَيْلَا تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا،‏ بَلْ لِأَبِيكَ ٱلَّذِي فِي ٱلْخَفَاءِ.‏+ وَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ.‏

١٩ ‏«لَا تَدَّخِرُوا بَعْدُ لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا+ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ حَيْثُ يُفْسِدُ عُثٌّ وَصَدَأٌ،‏ وَحَيْثُ يَقْتَحِمُ سَارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ.‏ ٢٠ بَلِ ٱدَّخِرُوا لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ،‏+ حَيْثُ لَا يُفْسِدُ عُثٌّ وَلَا صَدَأٌ،‏+ وَحَيْثُ لَا يَقْتَحِمُ سَارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ.‏ ٢١ فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا.‏

٢٢ ‏«سِرَاجُ ٱلْجَسَدِ هُوَ ٱلْعَيْنُ.‏+ فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً،‏ يَكُونُ جَسَدُكَ كُلُّهُ نَيِّرًا؛‏ ٢٣ وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً،‏+ يَكُونُ جَسَدُكَ كُلُّهُ مُظْلِمًا.‏ وَإِذَا كَانَ ٱلنُّورُ ٱلَّذِي فِيكَ ظُلْمَةً،‏ فَمَا أَشَدَّ تِلْكَ ٱلظُّلْمَةَ!‏+

٢٤ ‏«مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ،‏ لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ،‏+ أَوْ يَلْتَصِقَ بِٱلْوَاحِدِ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ.‏ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا لِلّٰهِ وَٱلْمَالِ.‏+

٢٥ ‏«مِنْ أَجْلِ هٰذَا أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَا تَحْمِلُوا بَعْدُ هَمَّ+ نُفُوسِكُمْ بِشَأْنِ مَا تَأْكُلُونَ أَوْ مَا تَشْرَبُونَ،‏ وَلَا أَجْسَادِكُمْ بِشَأْنِ مَا تَلْبَسُونَ.‏+ أَلَيْسَتِ ٱلنَّفْسُ أَهَمَّ مِنَ ٱلطَّعَامِ وَٱلْجَسَدُ أَهَمَّ مِنَ ٱللِّبَاسِ؟‏+ ٢٦ تَأَمَّلُوا طُيُورَ+ ٱلسَّمَاءِ،‏ لِأَنَّهَا لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ وَلَا تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ،‏ وَأَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا.‏ أَفَلَسْتُمْ أَنْتُمْ أَثْمَنَ مِنْهَا؟‏+ ٢٧ مَنْ مِنْكُمْ إِذَا حَمَلَ هَمًّا يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى عُمْرِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟‏+ ٢٨ وَلِمَاذَا تَحْمِلُونَ هَمَّ ٱللِّبَاسِ؟‏ تَعَلَّمُوا دَرْسًا مِنْ زَنَابِقِ+ ٱلْحَقْلِ،‏ كَيْفَ تَنْمُو.‏ إِنَّهَا لَا تَتْعَبُ وَلَا تَغْزِلُ،‏ ٢٩ وَلٰكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلَا سُلَيْمَانُ+ فِي كُلِّ مَجْدِهِ تَسَرْبَلَ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.‏ ٣٠ فَإِنْ كَانَ ٱللّٰهُ هٰكَذَا يَكْسُو نَبْتَ ٱلْحَقْلِ،‏ ٱلَّذِي يُوجَدُ ٱلْيَوْمَ وَيُلْقَى غَدًا فِي ٱلتَّنُّورِ،‏ أَفَلَا يَكْسُوكُمْ بِٱلْأَحْرَى أَنْتُمْ،‏ يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟‏+ ٣١ فَلَا تَحْمِلُوا هَمًّا+ وَتَقُولُوا:‏ ‹مَاذَا نَأْكُلُ؟‏›،‏ أَوْ:‏ ‹مَاذَا نَشْرَبُ؟‏›،‏ أَوْ:‏ ‹مَاذَا نَلْبَسُ؟‏›.‏ ٣٢ فَهٰذِهِ كُلُّهَا تَسْعَى ٱلْأُمَمُ إِلَيْهَا.‏ فَإِنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هٰذِهِ كُلِّهَا.‏+

٣٣ ‏«فَدَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ وَبِرِّهِ،‏+ وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.‏+ ٣٤ فَلَا تَحْمِلُوا هَمَّ ٱلْغَدِ،‏+ فَٱلْغَدُ لَهُ هُمُومُهُ.‏ يَكْفِي كُلَّ يَوْمٍ مَا فِيهِ مِنْ سُوءٍ.‏

٧ ‏«لَا تَدِينُوا+ لِكَيْلَا تُدَانُوا.‏ ٢ فَإِنَّكُمْ بِٱلدَّيْنُونَةِ ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ،‏+ وَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ.‏+ ٣ فَلِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَشَّةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ،‏ وَأَمَّا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ فَلَا تَأْبَهُ لَهَا؟‏+ ٤ أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لِأَخِيكَ:‏ ‹دَعْنِي أُخْرِجِ ٱلْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِكَ›،‏ وَهَا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ؟‏+ ٥ يَا مُرَائِي،‏ أَخْرِجْ أَوَّلًا ٱلْعَارِضَةَ مِنْ عَيْنِكَ أَنْتَ،‏ وَحِينَئِذٍ تَرَى جَيِّدًا كَيْفَ تُخْرِجُ ٱلْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ.‏

٦ ‏«لَا تُعْطُوا ٱلْكِلَابَ مَا هُوَ مُقَدَّسٌ،‏+ وَلَا تُلْقُوا أَمَامَ ٱلْخَنَازِيرِ لَآلِئَكُمْ،‏ لِئَلَّا تَدُوسَهَا+ تَحْتَ أَرْجُلِهَا وَتَرْجِعَ فَتُمَزِّقَكُمْ.‏

٧ ‏«دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ+ تُعْطَوْا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ+ يُفْتَحْ لَكُمْ.‏ ٨ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَنَالُ،‏+ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ،‏ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ.‏ ٩ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ+ خُبْزًا فَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟‏ ١٠ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ سَمَكَةً،‏ أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً؟‏ ١١ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ+ تَعْرِفُونَ كَيْفَ تُعْطُونَ أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا صَالِحَةً،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ يُعْطِي ٱلصَّالِحَاتِ+ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!‏

١٢ ‏«فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ،‏+ ٱفْعَلُوا هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ.‏ هٰذَا هُوَ ٱلْمَقْصُودُ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْأَنْبِيَاءِ.‏+

١٣ ‏«اُدْخُلُوا مِنَ ٱلْبَوَّابَةِ ٱلضَّيِّقَةِ،‏+ لِأَنَّهُ وَاسِعٌ وَرَحْبٌ ٱلطَّرِيقُ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْهَلَاكِ،‏ وَكَثِيرُونَ هُمُ ٱلدَّاخِلُونَ مِنْهُ؛‏ ١٤ إِنَّمَا ضَيِّقَةٌ ٱلْبَوَّابَةُ وَحَرِجٌ ٱلطَّرِيقُ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ،‏ وَقَلِيلُونَ هُمُ ٱلَّذِينَ يَجِدُونَهُ.‏+

١٥ ‏«اِحْذَرُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ ٱلدَّجَّالِينَ+ ٱلَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ فِي لِبَاسِ ٱلْخِرَافِ،‏+ لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلدَّاخِلِ ذِئَابٌ ضَارِيَةٌ.‏+ ١٦ مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.‏+ أَيَجْنُونَ مِنَ ٱلشَّوْكِ عِنَبًا أَوْ مِنَ ٱلْحَسَكِ تِينًا؟‏+ ١٧ كَذٰلِكَ كُلُّ شَجَرَةٍ صَالِحَةٍ تُنْتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا،‏ وَكُلُّ شَجَرَةٍ فَاسِدَةٍ تُنْتِجُ ثَمَرًا رَدِيئًا.‏+ ١٨ لَا تَسْتَطِيعُ شَجَرَةٌ صَالِحَةٌ أَنْ تَحْمِلَ ثَمَرًا رَدِيئًا،‏ وَلَا شَجَرَةٌ فَاسِدَةٌ أَنْ تُنْتِجَ ثَمَرًا جَيِّدًا.‏ ١٩ كُلُّ شَجَرَةٍ لَا تُنْتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي ٱلنَّارِ.‏+ ٢٠ فَمِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.‏+

٢١ ‏«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي:‏ ‹يَا رَبُّ،‏ يَا رَبُّ›،‏ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ بَلِ ٱلَّذِي يَعْمَلُ+ مَشِيئَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ.‏+ ٢٢ كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ:‏ ‹يَا رَبُّ،‏ يَا رَبُّ،‏+ أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا،‏ وَبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ،‏ وَبِٱسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟‏›.‏+ ٢٣ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ:‏ إِنِّي مَا عَرَفْتُكُمْ قَطُّ!‏+ اِبْتَعِدُوا عَنِّي أَيُّهَا ٱلْمُتَعَدُّونَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ.‏+

٢٤ ‏«فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هٰذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا،‏ يُشْبِهُ رَجُلًا فَطِينًا بَنَى بَيْتَهُ عَلَى ٱلصَّخْرِ.‏+ ٢٥ فَهَطَلَ ٱلْمَطَرُ وَأَتَتِ ٱلْفَيَضَانَاتُ وَهَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ وَصَدَمَتْ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتَ،‏ فَلَمْ يَتَقَوَّضْ لِأَنَّهُ مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلصَّخْرِ.‏ ٢٦ وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هٰذِهِ وَلَا يَعْمَلُ+ بِهَا،‏ يُشْبِهُ رَجُلًا أَحْمَقَ+ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى ٱلرَّمْلِ.‏ ٢٧ فَهَطَلَ ٱلْمَطَرُ وَأَتَتِ ٱلْفَيَضَانَاتُ وَهَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ وَضَرَبَتْ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتَ+ فَتَقَوَّضَ،‏ وَكَانَ ٱنْهِيَارُهُ عَظِيمًا».‏+

٢٨ وَلَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْأَقْوَالَ،‏ ذَهِلَتِ+ ٱلْجُمُوعُ مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ،‏ ٢٩ لِأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَةٌ،‏+ لَا كَكَتَبَتِهِمْ.‏

٨ وَلَمَّا نَزَلَ مِنَ ٱلْجَبَلِ تَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ.‏ ٢ وَإِذَا أَبْرَصُ+ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلًا:‏ «يَا رَبُّ،‏ إِنْ أَرَدْتَ،‏ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي».‏ ٣ فَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلًا:‏ «أُرِيدُ،‏ فَٱطْهُرْ».‏+ وَفِي ٱلْحَالِ طَهُرَ بَرَصُهُ مِنْهُ.‏+ ٤ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «اُنْظُرْ أَلَّا تَقُولَ لِأَحَدٍ،‏+ بَلِ ٱذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ+ وَقَرِّبِ ٱلْقُرْبَانَ+ ٱلَّذِي أَمَرَ بِهِ مُوسَى،‏ شَهَادَةً لَهُمْ».‏

٥ وَلَمَّا دَخَلَ كَفَرْنَاحُومَ،‏+ جَاءَ إِلَيْهِ ضَابِطٌ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ ٦ وَيَقُولُ:‏ «يَا سَيِّدُ،‏ إِنَّ غُلَامِي طَرِيحُ ٱلْفِرَاشِ فِي ٱلْبَيْتِ،‏ مَشْلُولٌ وَمُعَذَّبٌ جِدًّا».‏ ٧ فَقَالَ لَهُ:‏ «أَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَأَشْفِيهِ».‏ ٨ فَأَجَابَ ٱلضَّابِطُ قَائِلًا:‏ «يَا سَيِّدُ،‏ لَسْتُ جَدِيرًا بِأَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي،‏ وَلٰكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيُشْفَى غُلَامِي.‏ ٩ فَأَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَةٍ،‏ وَلِي جُنُودٌ تَحْتَ يَدِي،‏ أَقُولُ لِهٰذَا:‏ ‹اِذْهَبْ!‏›‏+ فَيَذْهَبُ،‏ وَلِآخَرَ:‏ ‹تَعَالَ!‏› فَيَأْتِي،‏ وَلِعَبْدِي:‏ ‹اِفْعَلْ هٰذَا!‏› فَيَفْعَلُ».‏ ١٠ فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذٰلِكَ،‏ بُهِتَ وَقَالَ لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَهُ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَمْ أَجِدْ عِنْدَ أَحَدٍ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا عَظِيمًا كَهٰذَا.‏+ ١١ وَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَٱلْمَغَارِبِ+ وَيَتَّكِئُونَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ+ ٱلسَّمٰوَاتِ،‏+ ١٢ أَمَّا بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ+ فَيُلْقَوْنَ فِي ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ.‏ هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ».‏+ ١٣ ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِلضَّابِطِ:‏ «اِذْهَبْ.‏ لِيَكُنْ لَكَ كَمَا آمَنْتَ».‏+ فَشُفِيَ ٱلْغُلَامُ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ.‏

١٤ وَأَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ بُطْرُسَ،‏ فَرَأَى حَمَاتَهُ+ مُضْطَجِعَةً وَمَحْمُومَةً.‏+ ١٥ فَلَمَسَ يَدَهَا،‏+ فَتَرَكَتْهَا ٱلْحُمَّى،‏ وَقَامَتْ وَأَخَذَتْ تَخْدُمُهُ.‏+ ١٦ وَلَمَّا صَارَ ٱلْمَسَاءُ،‏ أَحْضَرُوا إِلَيْهِ كَثِيرِينَ مِمَّنْ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِمِ ٱلشَّيَاطِينُ،‏ فَأَخْرَجَ ٱلْأَرْوَاحَ بِكَلِمَةٍ،‏ وَأَبْرَأَ كُلَّ مَنْ كَانَ بِهِ سُوءٌ،‏ ١٧ لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ:‏ «هُوَ أَخَذَ أَمْرَاضَنَا وَحَمَلَ عِلَلَنَا».‏+

١٨ وَرَأَى يَسُوعُ جَمْعًا حَوْلَهُ،‏ فَأَمَرَ بِٱلْعُبُورِ إِلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى.‏+ ١٩ فَدَنَا إِلَيْهِ كَاتِبٌ وَقَالَ لَهُ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ أَتْبَعُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ».‏+ ٢٠ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ،‏ أَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ».‏+ ٢١ وَقَالَ لَهُ آخَرُ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ:‏ «يَا رَبُّ،‏ ٱسْمَحْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلًا وَأَدْفِنَ أَبِي».‏ ٢٢ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «اِتْبَعْنِي وَدَعِ ٱلْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ».‏+

٢٣ وَصَعِدَ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ،‏+ فَتَبِعَهُ تَلَامِيذُهُ.‏ ٢٤ وَإِذَا هَيَجَانٌ عَظِيمٌ حَدَثَ فِي ٱلْبَحْرِ،‏ حَتَّى غَطَّتِ ٱلْأَمْوَاجُ ٱلْمَرْكَبَ.‏ أَمَّا هُوَ فَكَانَ نَائِمًا.‏+ ٢٥ فَجَاءُوا وَأَيْقَظُوهُ+ قَائِلِينَ:‏ «يَا رَبُّ،‏ خَلِّصْنَا،‏ نَكَادُ نَهْلِكُ!‏».‏ ٢٦ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لِمَاذَا أَنْتُمْ ضُعَفَاءُ ٱلْقَلْبِ،‏ يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟‏».‏+ ثُمَّ قَامَ وَٱنْتَهَرَ ٱلرِّيَاحَ وَٱلْبَحْرَ،‏ فَسَادَ سُكُونٌ عَظِيمٌ.‏+ ٢٧ فَبُهِتَ أُولٰئِكَ ٱلرِّجَالُ وَقَالُوا:‏ «أَيُّ إِنْسَانٍ هٰذَا+ حَتَّى إِنَّ ٱلرِّيَاحَ وَٱلْبَحْرَ تُطِيعُهُ؟‏».‏

٢٨ وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى،‏ إِلَى كُورَةِ ٱلْجَدَارِيِّينَ،‏+ لَاقَاهُ رَجُلَانِ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِمَا ٱلشَّيَاطِينُ،‏+ كَانَا خَارِجَيْنِ مِنْ بَيْنِ ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ،‏ وَهُمَا شَرِسَانِ جِدًّا حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَجْرُؤُ عَلَى ٱلْمُرُورِ مِنْ تِلْكَ ٱلطَّرِيقِ.‏ ٢٩ فَصَاحَا قَائِلَيْنِ:‏ «مَا لَنَا وَلَكَ يَا ٱبْنَ ٱللّٰهِ؟‏+ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا لِتُعَذِّبَنَا+ قَبْلَ ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ؟‏».‏+ ٣٠ وَكَانَ بَعِيدًا مِنْهُمْ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى.‏ ٣١ فَتَوَسَّلَ ٱلشَّيَاطِينُ إِلَيْهِ،‏ قَائِلِينَ:‏ «إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا،‏ فَأَرْسِلْنَا إِلَى قَطِيعِ ٱلْخَنَازِيرِ».‏+ ٣٢ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «اِذْهَبُوا!‏».‏ فَخَرَجُوا وَمَضَوْا إِلَى ٱلْخَنَازِيرِ،‏ فَإِذَا بِٱلْقَطِيعِ كُلِّهِ قَدِ ٱنْدَفَعَ مِنْ عَلَى ٱلْجُرُفِ إِلَى ٱلْبَحْرِ وَمَاتَ فِي ٱلْمِيَاهِ.‏+ ٣٣ أَمَّا ٱلرُّعْيَانُ فَهَرَبُوا وَذَهَبُوا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ،‏ وَأَخْبَرُوا بِكُلِّ شَيْءٍ،‏ وَبِأَمْرِ ٱلرَّجُلَيْنِ ٱللَّذَيْنِ كَانَتْ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِمَا ٱلشَّيَاطِينُ.‏ ٣٤ وَإِذَا ٱلْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَدْ خَرَجَتْ لِلِقَاءِ يَسُوعَ،‏ وَلَمَّا رَأَوْهُ أَلَحُّوا عَلَيْهِ أَنْ يُغَادِرَ نَوَاحِيَهُمْ.‏+

٩ فَصَعِدَ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ وَٱجْتَازَ وَجَاءَ إِلَى مَدِينَتِهِ.‏+ ٢ فَإِذَا بِهِمْ يُحْضِرُونَ إِلَيْهِ مَشْلُولًا مُضْطَجِعًا عَلَى سَرِيرٍ.‏+ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَشْلُولِ:‏ «تَشَجَّعْ يَا وَلَدِي،‏ مَغْفُورَةٌ خَطَايَاكَ».‏+ ٣ وَإِذَا قَوْمٌ مِنَ ٱلْكَتَبَةِ قَدْ قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ:‏ «هٰذَا يُجَدِّفُ».‏+ ٤ فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ،‏+ فَقَالَ:‏ «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِٱلشَّرِّ فِي قُلُوبِكُمْ؟‏+ ٥ أَيُّمَا أَسْهَلُ،‏ أَنْ يُقَالَ:‏ مَغْفُورَةٌ خَطَايَاكَ،‏ أَمْ أَنْ يُقَالَ:‏ قُمْ وَٱمْشِ؟‏+ ٦ وَلٰكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لِٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ سُلْطَةً عَلَى ٱلْأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ ٱلْخَطَايَا+ .‏ .‏ .‏».‏ حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَشْلُولِ:‏ «قُمْ وَٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ».‏+ ٧ فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ.‏ ٨ فَلَمَّا رَأَتِ ٱلْجُمُوعُ ذٰلِكَ،‏ ٱعْتَرَاهُمُ ٱلْخَوْفُ وَمَجَّدُوا ٱللّٰهَ+ ٱلَّذِي أَعْطَى ٱلنَّاسَ مِثْلَ هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةِ.‏+

٩ وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ مَارًّا مِنْ هُنَاكَ،‏ أَبْصَرَ إِنْسَانًا ٱسْمُهُ مَتَّى جَالِسًا عِنْدَ مَكْتَبِ جِبَايَةِ ٱلضَّرَائِبِ،‏ فَقَالَ لَهُ:‏ «اِتْبَعْنِي».‏+ فَقَامَ وَتَبِعَهُ.‏+ ١٠ ثُمَّ فِيمَا كَانَ مُتَّكِئًا إِلَى ٱلْمَائِدَةِ فِي ٱلْبَيْتِ،‏+ إِذَا كَثِيرُونَ مِنْ جُبَاةِ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْخُطَاةِ قَدْ جَاءُوا وَٱتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وَتَلَامِيذِهِ.‏ ١١ فَلَمَّا رَأَى ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ذٰلِكَ قَالُوا لِتَلَامِيذِهِ:‏ «لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ جُبَاةِ ضَرَائِبَ وَخُطَاةٍ؟‏».‏+ ١٢ وَلَمَّا سَمِعَهُمْ قَالَ:‏ «لَا يَحْتَاجُ ٱلْأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ،‏+ بَلِ ٱلسُّقَمَاءُ.‏ ١٣ فَٱذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى:‏ ‹أُرِيدُ رَحْمَةً لَا ذَبِيحَةً›.‏+ لِأَنِّي مَا جِئْتُ لِأَدْعُوَ أَبْرَارًا،‏ بَلْ خُطَاةً».‏

١٤ حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلَامِيذُ يُوحَنَّا وَسَأَلُوهُ:‏ «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ،‏ وَأَمَّا تَلَامِيذُكَ فَلَا يَصُومُونَ؟‏».‏+ ١٥ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «تُرَى هَلْ مِنْ سَبَبٍ لِيَنُوحَ أَصْدِقَاءُ ٱلْعَرِيسِ مَا دَامَ ٱلْعَرِيسُ+ مَعَهُمْ؟‏ وَلٰكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ+ ٱلْعَرِيسُ عَنْهُمْ،‏ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ.‏+ ١٦ لَا أَحَدَ يَخِيطُ رُقْعَةَ قُمَاشٍ جَدِيدٍ عَلَى رِدَاءٍ عَتِيقٍ،‏ لِأَنَّ ٱلْقُمَاشَ ٱلْجَدِيدَ يَنْكَمِشُ وَيَنْمَزِعُ عَنِ ٱلرِّدَاءِ،‏ فَيَصِيرُ ٱلْخَرْقُ أَسْوَأَ.‏+ ١٧ وَلَا يَضَعُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ،‏ وَإِلَّا فَإِنَّ ٱلزِّقَاقَ تَنْشَقُّ،‏ فَتُرَاقُ ٱلْخَمْرُ وَتَتْلَفُ ٱلزِّقَاقُ.‏+ بَلْ يَضَعُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ،‏ فَتُحْفَظَانِ كِلْتَاهُمَا».‏+

١٨ وَفِيمَا كَانَ يَقُولُ لَهُمْ هٰذَا،‏ إِذَا رَئِيسٌ+ قَدِ ٱقْتَرَبَ فَسَجَدَ لَهُ+ قَائِلًا:‏ «لَا بُدَّ أَنَّ ٱبْنَتِي قَدْ مَاتَتِ ٱلْآنَ،‏+ لٰكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَعُودَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ».‏+

١٩ فَقَامَ يَسُوعُ وَتَبِعَهُ هُوَ وَتَلَامِيذُهُ.‏ ٢٠ وَإِذَا بِٱمْرَأَةٍ تُعَانِي سَيْلَ دَمٍ+ مُنْذُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً قَدْ دَنَتْ مِنْ وَرَاءٍ وَلَمَسَتْ هُدْبَ رِدَائِهِ،‏+ ٢١ لِأَنَّهَا قَالَتْ فِي نَفْسِهَا:‏ «إِنْ لَمَسْتُ رِدَاءَهُ فَقَطْ شُفِيتُ».‏+ ٢٢ فَٱلْتَفَتَ يَسُوعُ وَرَآهَا فَقَالَ:‏ «تَشَجَّعِي يَا ٱبْنَةُ،‏ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ».‏+ فَشُفِيَتِ ٱلْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ.‏+

٢٣ وَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَ ٱلرَّئِيسِ+ وَرَأَى ٱلنَّادِبِينَ بِٱلْمِزْمَارِ وَٱلْجَمْعَ فِي جَلَبَةٍ،‏+ ٢٤ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اُخْرُجُوا،‏ فَٱلْبُنَيَّةُ لَمْ تَمُتْ،‏ لٰكِنَّهَا نَائِمَةٌ».‏+ فَضَحِكُوا عَلَيْهِ بِٱزْدِرَاءٍ.‏+ ٢٥ وَلَمَّا أُخْرِجَ ٱلْجَمْعُ،‏ دَخَلَ وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا،‏+ فَقَامَتِ ٱلْبُنَيَّةُ.‏+ ٢٦ فَذَاعَ خَبَرُ ذٰلِكَ فِي تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ كُلِّهَا.‏

٢٧ وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ مَارًّا مِنْ هُنَاكَ،‏ تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ+ يَصْرُخَانِ وَيَقُولَانِ:‏ «اِرْحَمْنَا+ يَا ٱبْنَ دَاوُدَ!‏».‏ ٢٨ وَلَمَّا دَخَلَ إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ أَتَى إِلَيْهِ ٱلْأَعْمَيَانِ،‏ فَسَأَلَهُمَا يَسُوعُ:‏ «أَتُؤْمِنَانِ+ بِأَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هٰذَا؟‏».‏ أَجَابَاهُ:‏ «نَعَمْ،‏ يَا رَبُّ».‏ ٢٩ حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا+ قَائِلًا:‏ «لِيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيمَانِكُمَا».‏ ٣٠ فَأَبْصَرَتْ أَعْيُنُهُمَا.‏ وَأَوْصَاهُمَا يَسُوعُ بِشِدَّةٍ قَائِلًا:‏ «اُنْظُرَا أَلَّا يَعْلَمَ أَحَدٌ!‏».‏+ ٣١ لٰكِنَّهُمَا خَرَجَا وَشَهَرَاهُ فِي تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ كُلِّهَا.‏+

٣٢ وَفِيمَا هُمَا مَاضِيَانِ،‏ إِذَا بِٱلنَّاسِ يُحْضِرُونَ إِلَيْهِ أَخْرَسَ يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ.‏+ ٣٣ فَلَمَّا أُخْرِجَ ٱلشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ ٱلْأَخْرَسُ.‏+ فَبُهِتَتِ ٱلْجُمُوعُ+ وَقَالُوا:‏ «لَمْ يُرَ مِثْلُ هٰذَا قَطُّ فِي إِسْرَائِيلَ!‏».‏ ٣٤ أَمَّا ٱلْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا:‏ «إِنَّهُ بِرَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ».‏+

٣٥ وَكَانَ يَسُوعُ يَجُولُ فِي جَمِيعِ ٱلْمُدُنِ وَٱلْقُرَى،‏ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَيُبْرِئُ شَتَّى ٱلْعِلَلِ وَٱلْعَاهَاتِ.‏+ ٣٦ وَلَمَّا رَأَى ٱلْجُمُوعَ أَشْفَقَ+ عَلَيْهِمْ،‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا.‏+ ٣٧ حِينَئِذٍ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «إِنَّ ٱلْحَصَادَ كَثِيرٌ،‏ وَلٰكِنَّ ٱلْعُمَّالَ قَلِيلُونَ.‏+ ٣٨ فَتَوَسَّلُوا إِلَى سَيِّدِ ٱلْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ عُمَّالًا إِلَى حَصَادِهِ».‏+

١٠ وَٱسْتَدْعَى تَلَامِيذَهُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَةً عَلَى ٱلْأَرْوَاحِ ٱلنَّجِسَةِ+ لِكَيْ يُخْرِجُوهَا وَيُبْرِئُوا شَتَّى ٱلْعِلَلِ وَٱلْعَاهَاتِ.‏

٢ وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ ٱلرُّسُلِ+ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ:‏+ اَلْأَوَّلُ سِمْعَانُ ٱلَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ،‏+ وَأَنْدَرَاوُسُ+ أَخُوهُ؛‏ وَيَعْقُوبُ بْنُ زَبَدِي+ وَيُوحَنَّا أَخُوهُ؛‏ ٣ فِيلِبُّسُ وَبَرْثُولَمَاوُسُ؛‏+ تُومَا+ وَمَتَّى+ جَابِي ٱلضَّرَائِبِ؛‏ يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى،‏+ وَتَدَّاوُسُ؛‏ ٤ سِمْعَانُ ٱلْغَيُورُ،‏+ وَيَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيُّ،‏ ٱلَّذِي سَلَّمَهُ+ فِي مَا بَعْدُ.‏

٥ هٰؤُلَاءِ ٱلِٱثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا:‏+ «إِلَى طَرِيقِ ٱلْأُمَمِ لَا تَمْضُوا،‏ وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لَا تَدْخُلُوا،‏+ ٦ بَلِ ٱذْهَبُوا بِٱلْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ ٱلضَّائِعَةِ.‏+ ٧ وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ،‏ ٱكْرِزُوا قَائِلِينَ:‏ ‹قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ›.‏+ ٨ اِشْفُوا ٱلْمَرْضَى،‏+ أَقِيمُوا ٱلْأَمْوَاتَ،‏ طَهِّرُوا ٱلْبُرْصَ،‏ أَخْرِجُوا ٱلشَّيَاطِينَ.‏ مَجَّانًا أَخَذْتُمْ فَمَجَّانًا أَعْطُوا.‏+ ٩ لَا تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً وَلَا نُحَاسًا فِي جُيُوبِ مَنَاطِقِكُمْ،‏+ ١٠ وَلَا مِزْوَدًا لِلطَّرِيقِ،‏ وَلَا قَمِيصَيْنِ وَلَا نَعْلَيْنِ وَلَا عُكَّازًا،‏ لِأَنَّ ٱلْعَامِلَ يَسْتَحِقُّ طَعَامَهُ.‏+

١١ ‏«وَأَيَّ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمْ،‏ فَٱبْحَثُوا فِيهَا عَمَّنْ هُوَ مُسْتَحِقٌّ،‏ وَٱمْكُثُوا هُنَاكَ حَتَّى تَمْضُوا.‏+ ١٢ وَحِينَ تَدْخُلُونَ ٱلْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهِ.‏ ١٣ فَإِنْ كَانَ ٱلْبَيْتُ مُسْتَحِقًّا،‏ فَلْيَأْتِ سَلَامُكُمْ عَلَيْهِ،‏+ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقًّا،‏ فَلْيَعُدْ سَلَامُكُمْ إِلَيْكُمْ.‏ ١٤ وَحَيْثُ لَا يَقْبَلُكُمْ أَحَدٌ وَلَا يَسْمَعُ كَلَامَكُمْ،‏ فَلَدَى خُرُوجِكُمْ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ أَوْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ ٱنْفُضُوا ٱلْغُبَارَ عَنْ أَقْدَامِكُمْ.‏+ ١٥ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ ٱلْأَمْرَ يَكُونُ أَخَفَّ وَطْأَةً عَلَى أَرْضِ سَدُومَ+ وَعَمُورَةَ فِي يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ مِنْهُ عَلَى تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ.‏+

١٦ ‏«هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَخِرَافٍ وَسْطَ ذِئَابٍ،‏+ فَكُونُوا حَذِرِينَ كَٱلْحَيَّاتِ،‏+ وَأَبْرِيَاءَ كَٱلْحَمَامِ.‏+ ١٧ اِحْتَرِسُوا مِنَ ٱلنَّاسِ،‏+ لِأَنَّهُمْ سَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ،‏+ وَيَجْلِدُونَكُمْ+ فِي مَجَامِعِهِمْ.‏+ ١٨ وَتُسَاقُونَ أَمَامَ حُكَّامٍ وَمُلُوكٍ+ مِنْ أَجْلِي،‏ شَهَادَةً+ لَهُمْ وَلِلْأُمَمِ.‏ ١٩ وَلٰكِنْ مَتَى أَسْلَمُوكُمْ،‏ فَلَا تَحْمِلُوا هَمًّا كَيْفَ أَوْ بِمَ تَتَكَلَّمُونَ،‏ فَإِنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ.‏+ ٢٠ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ ٱلْمُتَكَلِّمِينَ،‏ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمْ هُوَ ٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ بِكُمْ.‏+ ٢١ وَسَيُسَلِّمُ ٱلْأَخُ+ أَخَاهُ إِلَى ٱلْمَوْتِ،‏ وَٱلْأَبُ وَلَدَهُ،‏ وَيَقُومُ ٱلْأَوْلَادُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ.‏+ ٢٢ وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ ٱلْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي.‏+ وَلٰكِنَّ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ.‏+ ٢٣ وَمَتَى ٱضْطَهَدُوكُمْ فِي مَدِينَةٍ فَٱهْرُبُوا إِلَى أُخْرَى.‏+ فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَنْ تُتِمُّوا تَجْوَالَكُمْ+ فِي مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَجِيءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ.‏+

٢٤ ‏«لَيْسَ تِلْمِيذٌ أَسْمَى مِنْ مُعَلِّمِهِ،‏ وَلَا عَبْدٌ أَسْمَى مِنْ رَبِّهِ.‏+ ٢٥ يَكْفِي ٱلتِّلْمِيذَ أَنْ يَصِيرَ كَمُعَلِّمِهِ،‏ وَٱلْعَبْدَ كَرَبِّهِ.‏+ إِنْ كَانُوا قَدْ دَعَوْا رَبَّ ٱلْبَيْتِ بِيلَزَبُوبَ،‏+ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَدْعُونَ أَهْلَ بَيْتِهِ؟‏ ٢٦ فَلَا تَخَافُوهُمْ!‏ مَا مِنْ مَسْتُورٍ لَنْ يُكْشَفَ،‏ وَمَا مِنْ خَفِيٍّ لَنْ يُعْرَفَ.‏+ ٢٧ مَا أَقُولُهُ لَكُمْ فِي ٱلظَّلَامِ قُولُوهُ فِي ٱلنُّورِ،‏ وَمَا تَسْمَعُونَهُ هَمْسًا ٱكْرِزُوا بِهِ عَنِ ٱلسُّطُوحِ.‏+ ٢٨ وَلَا تَخَافُوا+ مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ وَلٰكِنَّ ٱلنَّفْسَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا،‏ بَلْ خَافُوا بِٱلْحَرِيِّ مِنَ ٱلَّذِي+ يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ ٱلنَّفْسَ وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي وَادِي هِنُّومَ.‏*+ ٢٩ أَمَا يُبَاعُ عُصْفُورَانِ دُورِيَّانِ بِقِرْشٍ؟‏+ وَمَعَ ذٰلِكَ لَا يَسْقُطُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَلَى ٱلْأَرْضِ بِدُونِ عِلْمِ أَبِيكُمْ.‏+ ٣٠ أَمَّا أَنْتُمْ فَشَعْرُ رَأْسِكُمْ نَفْسُهُ مَعْدُودٌ كُلُّهُ.‏+ ٣١ فَلَا تَخَافُوا،‏ أَنْتُمْ أَثْمَنُ مِنْ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ كَثِيرَةٍ.‏+

٣٢ ‏«فَكُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِٱتِّحَادِهِ بِي أَمَامَ ٱلنَّاسِ،‏ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِٱتِّحَادِي+ بِهِ أَمَامَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ.‏ ٣٣ وَمَنْ أَنْكَرَنِي أَمَامَ ٱلنَّاسِ،‏ أُنْكِرُهُ+ أَنَا أَيْضًا أَمَامَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ.‏ ٣٤ لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَضَعَ سَلَامًا فِي ٱلْأَرْضِ.‏ مَا جِئْتُ لِأَضَعَ سَلَامًا،‏+ بَلْ سَيْفًا.‏ ٣٥ فَإِنِّي جِئْتُ لِأُحْدِثَ ٱنْقِسَامًا:‏ اَلْإِنْسَانُ عَلَى أَبِيهِ،‏ وَٱلِٱبْنَةُ عَلَى أُمِّهَا،‏ وَٱلْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا.‏+ ٣٦ فَيَكُونُ أَعْدَاءُ ٱلْإِنْسَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ.‏ ٣٧ اَلَّذِي عِنْدَهُ مَوَدَّةٌ لِأَبٍ أَوْ أُمٍّ أَكْثَرَ مِنِّي فَلَا يَسْتَحِقُّنِي،‏ وَٱلَّذِي عِنْدَهُ مَوَدَّةٌ لِٱبْنٍ أَوِ ٱبْنَةٍ أَكْثَرَ مِنِّي فَلَا يَسْتَحِقُّنِي.‏+ ٣٨ وَمَنْ لَا يَقْبَلْ خَشَبَةَ آلَامِهِ وَيَتْبَعْنِي فَلَا يَسْتَحِقُّنِي.‏+ ٣٩ اَلَّذِي يَجِدُ نَفْسَهُ يَخْسَرُهَا،‏ وَٱلَّذِي يَخْسَرُ نَفْسَهُ فِي سَبِيلِي يَجِدُهَا.‏+

٤٠ ‏«اَلَّذِي يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي،‏ وَٱلَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي أَيْضًا.‏+ ٤١ اَلَّذِي يَقْبَلُ نَبِيًّا لِأَنَّهُ نَبِيٌّ يَنَالُ مُكَافَأَةَ نَبِيٍّ،‏+ وَٱلَّذِي يَقْبَلُ بَارًّا لِأَنَّهُ بَارٌّ يَنَالُ مُكَافَأَةَ بَارٍّ.‏+ ٤٢ وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ وَلَوْ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ لِأَنَّهُ تِلْمِيذٌ،‏ فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَنْ يَخْسَرَ مُكَافَأَتَهُ أَبَدًا».‏+

١١ وَلَمَّا ٱنْتَهَى يَسُوعُ مِنْ إِعْطَاءِ تَوْجِيهَاتِهِ لِتَلَامِيذِهِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ،‏ ٱنْطَلَقَ مِنْ هُنَاكَ لِيُعَلِّمَ وَيَكْرِزَ فِي مُدُنِهِمْ.‏+

٢ وَسَمِعَ يُوحَنَّا فِي ٱلْحَبْسِ+ بِأَعْمَالِ ٱلْمَسِيحِ،‏ فَأَرْسَلَ ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ ٣ يَسْأَلُهُ:‏ «أَأَنْتَ ٱلْآتِي أَمْ نَتَرَقَّبُ آخَرَ؟‏».‏+ ٤ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمَا:‏ «اِذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ:‏ ٥ اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ،‏+ وَٱلْعُرْجُ+ يَمْشُونَ،‏ وَٱلْبُرْصُ+ يُطَهَّرُونَ،‏ وَٱلصُّمُّ+ يَسْمَعُونَ،‏ وَٱلْأَمْوَاتُ+ يَقُومُونَ،‏ وَٱلْفُقَرَاءُ يُبَشَّرُونَ.‏+ ٦ وَسَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي لَا يَجِدُ مَعْثَرَةً فِيَّ».‏+

٧ وَلَمَّا مَضَى هٰذَانِ فِي سَبِيلِهِمَا،‏ ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا:‏ «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟‏+ أَقَصَبَةً تَتَلَاعَبُ بِهَا ٱلرِّيحُ؟‏+ ٨ بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَرَوْا؟‏ أَإِنْسَانًا لَابِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً؟‏ هَا إِنَّ ٱلَّذِينَ يَلْبَسُونَ ٱلثِّيَابَ ٱلنَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ ٱلْمُلُوكِ.‏+ ٩ لِمَاذَا إِذًا خَرَجْتُمْ؟‏ أَلِتَرَوْا نَبِيًّا؟‏ أَقُولُ لَكُمْ:‏ نَعَمْ،‏ وَأَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِنْ نَبِيٍّ.‏+ ١٠ إِنَّ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي كُتِبَ عَنْهُ:‏ ‹هَا أَنَا مُرْسِلٌ أَمَامَ وَجْهِكَ رَسُولِي ٱلَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ!‏›.‏+ ١١ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَمْ يَقُمْ بَيْنَ ٱلْمَوْلُودِينَ مِنَ ٱلنِّسَاءِ+ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ،‏ وَلٰكِنْ مَنْ هُوَ أَصْغَرُ فِي مَلَكُوتِ+ ٱلسَّمٰوَاتِ هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ.‏ ١٢ وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ إِلَى ٱلْآنَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ هُوَ ٱلْهَدَفُ ٱلَّذِي يَسْعَى نَحْوَهُ ٱلنَّاسُ،‏ وَٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ بِعَزْمٍ يَأْخُذُونَهُ عَنْوَةً.‏+ ١٣ فَإِنَّ ٱلْجَمِيعَ،‏ ٱلْأَنْبِيَاءَ وَٱلشَّرِيعَةَ،‏ تَنَبَّأُوا إِلَى يُوحَنَّا.‏+ ١٤ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا،‏ فَهٰذَا هُوَ ‹إِيلِيَّا ٱلْمُعَيَّنُ أَنْ يَأْتِيَ›.‏+ ١٥ مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ.‏+

١٦ ‏«بِمَنْ أُشَبِّهُ هٰذَا ٱلْجِيلَ؟‏+ يُشْبِهُ أَوْلَادًا صِغَارًا جَالِسِينَ فِي سَاحَاتِ ٱلْأَسْوَاقِ يَصْرُخُونَ إِلَى رُفَقَائِهِمْ فِي ٱللَّعِبِ،‏+ ١٧ قَائِلِينَ:‏ ‹زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا،‏ نَدَبْنَا فَلَمْ تَلْطِمُوا صُدُورَكُمْ حُزْنًا›.‏+ ١٨ وَهٰكَذَا،‏ جَاءَ يُوحَنَّا لَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ،‏+ فَيَقُولُونَ:‏ ‹بِهِ شَيْطَانٌ›.‏ ١٩ وَجَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ،‏+ فَيَقُولُونَ:‏ ‹هُوَذَا إِنْسَانٌ شَرِهٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ،‏ صَدِيقٌ لِجُبَاةِ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْخُطَاةِ›.‏+ وَلٰكِنَّ ٱلْحِكْمَةَ تَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِهَا».‏+

٢٠ حِينَئِذٍ ٱبْتَدَأَ يُعَيِّرُ ٱلْمُدُنَ ٱلَّتِي جَرَتْ فِيهَا مُعْظَمُ قُوَّاتِهِ،‏ لِأَنَّهَا لَمْ تَتُبْ:‏+ ٢١ ‏«وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ!‏ وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا!‏+ لِأَنَّهُ لَوْ حَدَثَتْ فِي صُورَ وَصَيْدُونَ ٱلْقُوَّاتُ ٱلَّتِي حَدَثَتْ فِيكُمَا،‏ لَتَابَتَا مِنْ زَمَنٍ بَعِيدٍ فِي ٱلْمِسْحِ وَٱلرَّمَادِ.‏+ ٢٢ وَلِذٰلِكَ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ ٱلْأَمْرَ يَكُونُ أَخَفَّ وَطْأَةً عَلَى صُورَ وَصَيْدُونَ فِي يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ+ مِنْهُ عَلَيْكُمَا.‏+ ٢٣ وَأَنْتِ يَا كَفَرْنَاحُومُ،‏+ أَتُرَاكِ تُرْفَعِينَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟‏ إِلَى هَادِسَ+ سَتَنْزِلِينَ،‏+ لِأَنَّهُ لَوْ حَدَثَتْ فِي سَدُومَ ٱلْقُوَّاتُ ٱلَّتِي حَدَثَتْ فِيكِ،‏ لَبَقِيَتْ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ.‏ ٢٤ وَلِذٰلِكَ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ ٱلْأَمْرَ يَكُونُ أَخَفَّ وَطْأَةً عَلَى أَرْضِ سَدُومَ فِي يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ مِنْهُ عَلَيْكِ».‏+

٢٥ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «أُسَبِّحُكَ عَلَانِيَةً،‏ أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ رَبُّ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ،‏ لِأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هٰذِهِ عَنِ ٱلْحُكَمَاءِ وَٱلْمُفَكِّرِينَ وَكَشَفْتَهَا لِلْأَطْفَالِ.‏+ ٢٦ نَعَمْ،‏ أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ لِأَنَّ مِثْلَ هٰذَا صَارَ مَرْضِيًّا عِنْدَكَ.‏ ٢٧ كُلُّ شَيْءٍ قَدْ سُلِّمَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي،‏+ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ ٱلِٱبْنَ تَمَامًا إِلَّا ٱلْآبُ،‏+ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ ٱلْآبَ تَمَامًا إِلَّا ٱلِٱبْنُ،‏ وَمَنْ أَرَادَ ٱلِٱبْنُ أَنْ يَكْشِفَهُ لَهُ.‏+ ٢٨ تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ،‏+ وَأَنَا أُنْعِشُكُمْ.‏ ٢٩ اِحْمِلُوا نِيرِي+ عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي،‏+ لِأَنِّي وَدِيعٌ+ وَمُتَّضِعُ ٱلْقَلْبِ،‏ فَتَجِدُوا ٱنْتِعَاشًا+ لِنُفُوسِكُمْ.‏ ٣٠ لِأَنَّ نِيرِي لَطِيفٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».‏+

١٢ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ مَرَّ يَسُوعُ فِي ٱلسَّبْتِ فِي حُقُولِ ٱلزَّرْعِ.‏+ وَجَاعَ تَلَامِيذُهُ فَٱبْتَدَأُوا يَقْطِفُونَ ٱلسَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ.‏+ ٢ فَلَمَّا رَأَى ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ذٰلِكَ قَالُوا لَهُ:‏+ «هَا إِنَّ تَلَامِيذَكَ يَفْعَلُونَ مَا لَا يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي ٱلسَّبْتِ».‏+ ٣ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ؟‏+ ٤ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ ٱللّٰهِ وَأَكَلُوا أَرْغِفَةَ ٱلتَّقْدِمَةِ،‏+ ٱلَّتِي لَا يَحِلُّ+ لَهُ أَكْلُهَا،‏ وَلَا لِلَّذِينَ مَعَهُ،‏ إِلَّا لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟‏+ ٥ أَوَمَا قَرَأْتُمْ فِي ٱلشَّرِيعَةِ+ أَنَّ ٱلْكَهَنَةَ فِي ٱلسُّبُوتِ فِي ٱلْهَيْكَلِ يَعْتَبِرُونَ ٱلسَّبْتَ غَيْرَ مُقَدَّسٍ وَيَبْقَوْنَ بِلَا ذَنْبٍ؟‏+ ٦ وَلٰكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هٰهُنَا أَعْظَمَ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ.‏+ ٧ فَلَوْ فَهِمْتُمْ مَا مَعْنَى:‏ ‹أُرِيدُ رَحْمَةً+ لَا ذَبِيحَةً›،‏+ لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى غَيْرِ ٱلْمُذْنِبِينَ.‏ ٨ فَإِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ ٱلسَّبْتِ».‏+

٩ ثُمَّ ٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ،‏ ١٠ وَإِذَا رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ!‏+ فَسَأَلُوهُ:‏ «أَيَحِلُّ ٱلْإِبْرَاءُ فِي ٱلسَّبْتِ؟‏»،‏ لِكَيْ يَتَّهِمُوهُ.‏+ ١١ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ،‏ إِنْ سَقَطَ فِي حُفْرَةٍ+ فِي ٱلسَّبْتِ،‏ لَا يُمْسِكُهُ وَيَنْتَشِلُهُ؟‏+ ١٢ وَكَمِ ٱلْإِنْسَانُ أَثْمَنُ مِنَ ٱلْخَرُوفِ!‏+ إِذًا يَحِلُّ فِعْلُ ٱلْخَيْرِ فِي ٱلسَّبْتِ».‏ ١٣ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ:‏ «مُدَّ يَدَكَ».‏ فَمَدَّهَا،‏ فَعَادَتْ سَلِيمَةً كَٱلْأُخْرَى.‏+ ١٤ وَلٰكِنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ خَرَجُوا وَتَشَاوَرُوا عَلَيْهِ لِكَيْ يُهْلِكُوهُ.‏+ ١٥ وَعَلِمَ يَسُوعُ بِذٰلِكَ فَٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ.‏ وَتَبِعَهُ كَثِيرُونَ فَشَفَاهُمْ جَمِيعًا،‏+ ١٦ لٰكِنَّهُ أَوْصَاهُمْ بِشِدَّةٍ أَلَّا يُظْهِرُوهُ،‏+ ١٧ لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ،‏ ٱلَّذِي قَالَ:‏

١٨ ‏«هُوَذَا خَادِمِي+ ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ،‏ حَبِيبِي+ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيَتْ نَفْسِي!‏ أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ،‏+ فَيُظْهِرُ ٱلْعَدْلَ لِلْأُمَمِ.‏ ١٩ لَا يُخَاصِمُ+ وَلَا يَصْرُخُ،‏ وَلَا يَسْمَعُ أَحَدٌ صَوْتَهُ فِي ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ.‏ ٢٠ قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَسْحَقُ،‏ وَفَتِيلَةً كَتَّانِيَّةً خَامِدَةً لَا يُطْفِئُ،‏+ حَتَّى يُخْرِجَ ٱلْعَدْلَ+ إِلَى ٱلنَّصْرِ.‏ ٢١ وَفِي ٱسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ ٱلْأُمَمِ».‏+

٢٢ حِينَئِذٍ أَحْضَرُوا إِلَيْهِ رَجُلًا أَعْمَى وَأَخْرَسَ،‏ يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ.‏ فَشَفَاهُ،‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْأَخْرَسَ تَكَلَّمَ وَأَبْصَرَ.‏ ٢٣ فَبُهِتَتِ ٱلْجُمُوعُ كُلُّهَا وَقَالَتْ:‏+ «أَتُرَاهُ يَكُونُ ٱبْنَ دَاوُدَ؟‏».‏+ ٢٤ فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ذٰلِكَ،‏ قَالُوا:‏ «هٰذَا ٱلرَّجُلُ لَا يُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ إِلَّا بِبِيلَزَبُوبَ،‏ رَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ».‏+ ٢٥ وَعَرَفَ أَفْكَارَهُمْ،‏+ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ،‏+ وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لَا يَثْبُتُ.‏ ٢٦ وَإِنْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ يُخْرِجُ ٱلشَّيْطَانَ،‏ فَقَدِ ٱنْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ،‏ فَكَيْفَ إِذًا تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟‏ ٢٧ وَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبِيلَزَبُوبَ أُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ،‏+ فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَهُمْ؟‏ لِذٰلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ.‏ ٢٨ وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ ٱللّٰهِ أُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ،‏ فَقَدْ أَدْرَكَكُمْ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ.‏+ ٢٩ أَمْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَقْتَحِمَ بَيْتَ رَجُلٍ قَوِيٍّ وَيَأْخُذَ أَمْتِعَتَهُ عَنْوَةً،‏ إِنْ لَمْ يُقَيِّدِ ٱلرَّجُلَ ٱلْقَوِيَّ أَوَّلًا؟‏ وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ.‏+ ٣٠ مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ،‏ وَمَنْ لَا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّدُ.‏+

٣١ ‏«مِنْ أَجْلِ هٰذَا أَقُولُ لَكُمْ:‏ كُلُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلتَّجْدِيفِ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ،‏ أَمَّا ٱلتَّجْدِيفُ عَلَى ٱلرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ.‏+ ٣٢ فَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ،‏+ أَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ،‏ لَا فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا،‏ وَلَا فِي ٱلْآتِي.‏+

٣٣ ‏«إِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا ٱلشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وَثَمَرَهَا جَيِّدًا،‏ وَإِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا ٱلشَّجَرَةَ فَاسِدَةً وَثَمَرَهَا فَاسِدًا.‏ فَٱلشَّجَرَةُ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا.‏+ ٣٤ يَا سُلَالَةَ ٱلْأَفَاعِي،‏+ كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِٱلصَّالِحَاتِ،‏ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟‏+ لِأَنَّهُ مِنْ فَيْضِ ٱلْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ ٱلْفَمُ.‏+ ٣٥ اَلْإِنْسَانُ ٱلصَّالِحُ مِنْ كَنْزِهِ ٱلصَّالِحِ يُخْرِجُ ٱلصَّالِحَاتِ،‏+ وَٱلْإِنْسَانُ ٱلشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِهِ ٱلشِّرِّيرِ يُخْرِجُ ٱلشُّرُورَ.‏+ ٣٦ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَاطِلَةٍ يَقُولُهَا ٱلنَّاسُ،‏ سَوْفَ يُؤَدُّونَ عَنْهَا حِسَابًا+ فِي يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ،‏ ٣٧ لِأَنَّكَ بِكَلَامِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلَامِكَ يُحْكَمُ عَلَيْكَ».‏+

٣٨ حِينَئِذٍ أَجَابَهُ بَعْضُ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَقَالُوا:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً».‏+ ٣٩ فَأَجَابَهُمْ قَائِلًا:‏ «جِيلٌ شِرِّيرٌ زَانٍ+ يَطْلُبُ آيَةً،‏ وَلٰكِنْ لَنْ يُعْطَى آيَةً إِلَّا آيَةَ يُونَانَ ٱلنَّبِيِّ.‏+ ٤٠ لِأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ+ فِي بَطْنِ ٱلسَّمَكَةِ ٱلضَّخْمَةِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلَاثَ لَيَالٍ،‏ هٰكَذَا يَكُونُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ+ فِي قَلْبِ ٱلْأَرْضِ+ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلَاثَ لَيَالٍ.‏+ ٤١ رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ مَعَ هٰذَا ٱلْجِيلِ+ وَيَحْكُمُونَ+ عَلَيْهِ،‏ لِأَنَّهُمْ تَابُوا بِمَا كَرَزَ بِهِ يُونَانُ،‏+ وَهٰهُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ.‏ ٤٢ مَلِكَةُ ٱلْجَنُوبِ+ سَتَقُومُ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ مَعَ هٰذَا ٱلْجِيلِ وَتَحْكُمُ عَلَيْهِ،‏ لِأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ،‏ وَهٰهُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ.‏+

٤٣ ‏«مَتَى خَرَجَ رُوحٌ نَجِسٌ مِنْ إِنْسَانٍ،‏ يَمُرُّ فِي أَمَاكِنَ قَاحِلَةٍ بَحْثًا عَنْ مَكَانِ رَاحَةٍ،‏ فَلَا يَجِدُ.‏+ ٤٤ فَيَقُولُ:‏ ‹أَعُودُ إِلَى بَيْتِي ٱلَّذِي تَرَكْتُهُ›.‏ وَمَتَى جَاءَ يَجِدُهُ خَالِيًا،‏ مَكْنُوسًا وَمُزَيَّنًا.‏ ٤٥ ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ،‏+ فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ.‏ فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذٰلِكَ ٱلْإِنْسَانِ أَسْوَأَ مِنْ أَوَائِلِهِ.‏+ هٰكَذَا يَكُونُ أَيْضًا لِهٰذَا ٱلْجِيلِ ٱلشِّرِّيرِ».‏+

٤٦ وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ ٱلْجُمُوعَ،‏ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ+ قَدْ وَقَفُوا خَارِجًا يَطْلُبُونَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ.‏ ٤٧ فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ:‏ «هَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا،‏ يَطْلُبُونَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ».‏ ٤٨ فَأَجَابَ وَقَالَ لِلَّذِي أَخْبَرَهُ:‏ «مَنْ أُمِّي،‏ وَمَنْ إِخْوَتِي؟‏».‏+ ٤٩ وَبَسَطَ يَدَهُ نَحْوَ تَلَامِيذِهِ وَقَالَ:‏ «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي!‏+ ٥٠ لِأَنَّ مَنْ يَفْعَلُ مَشِيئَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».‏

١٣ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مَضَى يَسُوعُ مِنَ ٱلْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ،‏ ٢ فَٱجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ،‏ حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلَى مَرْكَبٍ وَجَلَسَ،‏+ وَكَانَ ٱلْجَمْعُ كُلُّهُ وَاقِفًا عَلَى ٱلشَّطِّ.‏ ٣ فَأَخْبَرَهُمْ بِأَمْثَالٍ عَنْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ،‏ قَائِلًا:‏ «هُوَذَا زَارِعٌ خَرَجَ لِيَزْرَعَ.‏+ ٤ وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ،‏ سَقَطَ بَعْضُ ٱلْبِذَارِ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ،‏ فَجَاءَتِ ٱلطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ.‏+ ٥ وَسَقَطَتْ حَبَّاتٌ أُخْرَى عَلَى أَمَاكِنَ صَخْرِيَّةٍ حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهَا تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ،‏ فَنَبَتَتْ حَالًا إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهَا عُمْقُ تُرْبَةٍ.‏+ ٦ وَلٰكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ ٱلشَّمْسُ لُفِحَتْ،‏ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهَا أَصْلٌ يَبِسَتْ.‏+ ٧ وَسَقَطَتْ حَبَّاتٌ أُخْرَى بَيْنَ ٱلشَّوْكِ،‏ فَطَلَعَ ٱلشَّوْكُ وَخَنَقَهَا.‏+ ٨ وَسَقَطَتْ حَبَّاتٌ أُخْرَى أَيْضًا عَلَى ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ فَأَعْطَتْ ثَمَرًا،‏+ هٰذِهِ مِئَةَ ضِعْفٍ،‏ وَتِلْكَ سِتِّينَ،‏ وَٱلْأُخْرَى ثَلَاثِينَ.‏+ ٩ مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ».‏+

١٠ فَدَنَا إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ وَقَالُوا لَهُ:‏ «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟‏».‏+ ١١ فَأَجَابَ وَقَالَ:‏ «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَفْهَمُوا ٱلْأَسْرَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ+ لِمَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ وَأَمَّا لِأُولٰئِكَ فَلَمْ يُعْطَ.‏+ ١٢ فَإِنَّ مَنْ عِنْدَهُ يُعْطَى أَكْثَرَ وَيُزَادُ،‏+ وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ فَحَتَّى ٱلَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ.‏+ ١٣ لِهٰذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ،‏ لِأَنَّهُمْ وَهُمْ نَاظِرُونَ،‏ يَنْظُرُونَ عَبَثًا،‏ وَهُمْ سَامِعُونَ،‏ يَسْمَعُونَ عَبَثًا،‏ وَلَا يَفْهَمُونَ.‏+ ١٤ فَفِيهِمْ تَتِمُّ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا،‏ ٱلَّتِي تَقُولُ:‏ ‹تَسْمَعُونَ سَمْعًا وَلَا تَفْهَمُونَ،‏ وَتَنْظُرُونَ نَظَرًا وَلَا تُبْصِرُونَ.‏+ ١٥ لِأَنَّهُ قَدْ غَلُظَ قَلْبُ هٰذَا ٱلشَّعْبِ وَثَقُلَتْ آذَانُهُمْ عَنِ ٱلسَّمَاعِ وَأَغْمَضُوا عُيُونَهُمْ،‏ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَسْمَعُوا بِآ‌ذَانِهِمْ وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ›.‏+

١٦ ‏«أَمَّا أَنْتُمْ فَسَعِيدَةٌ هِيَ عُيُونُكُمْ+ لِأَنَّهَا تُبْصِرُ،‏ وَآذَانُكُمْ لِأَنَّهَا تَسْمَعُ.‏ ١٧ فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ أَنْبِيَاءُ+ وَأَبْرَارٌ كَثِيرُونَ ٱشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ وَلَمْ يَرَوْا،‏+ وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا.‏+

١٨ ‏«فَٱسْمَعُوا أَنْتُمْ مَثَلَ ٱلزَّارِعِ.‏+ ١٩ إِنَّ كُلَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ ٱلْمَلَكُوتِ وَلَا يَفْهَمُهَا،‏ يَأْتِي ٱلشِّرِّيرُ+ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ.‏ هٰذَا هُوَ ٱلْمَزْرُوعُ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ.‏ ٢٠ أَمَّا ٱلْمَزْرُوعُ عَلَى ٱلْأَمَاكِنِ ٱلصَّخْرِيَّةِ،‏ فَهُوَ مَنْ يَسْمَعُ ٱلْكَلِمَةَ وَحَالًا يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ.‏+ ٢١ وَلٰكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ،‏ بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ،‏ فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ بِسَبَبِ ٱلْكَلِمَةِ يَعْثُرُ حَالًا.‏+ ٢٢ أَمَّا ٱلْمَزْرُوعُ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ،‏ فَهُوَ مَنْ يَسْمَعُ ٱلْكَلِمَةَ،‏ إِلَّا أَنَّ هَمَّ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا+ وَقُوَّةَ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةَ يَخْنُقَانِ ٱلْكَلِمَةَ،‏ فَيَصِيرُ بِلَا ثَمَرٍ.‏+ ٢٣ وَأَمَّا ٱلْمَزْرُوعُ فِي ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ،‏ فَهُوَ مَنْ يَسْمَعُ ٱلْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُهَا،‏ وَهُوَ ٱلَّذِي يُثْمِرُ وَيُنْتِجُ،‏ هٰذَا مِئَةَ ضِعْفٍ،‏ وَذَاكَ سِتِّينَ،‏ وَٱلْآخَرُ ثَلَاثِينَ».‏+

٢٤ وَقَدَّمَ لَهُمْ مَثَلًا آخَرَ قَائِلًا:‏ «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ إِنْسَانًا زَرَعَ بِذَارًا جَيِّدًا فِي حَقْلِهِ.‏+ ٢٥ وَفِيمَا ٱلنَّاسُ نَائِمُونَ،‏ جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ أَيْضًا زِوَانًا بَيْنَ ٱلْحِنْطَةِ،‏ وَمَضَى.‏ ٢٦ فَلَمَّا أَفْرَخَ وَرَقُ ٱلزَّرْعِ وَأَنْتَجَ ثَمَرًا،‏ حِينَئِذٍ ظَهَرَ ٱلزِّوَانُ أَيْضًا.‏ ٢٧ فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ ٱلْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ:‏ ‹يَا سَيِّدُ،‏ أَلَمْ تَزْرَعْ بِذَارًا جَيِّدًا فِي حَقْلِكَ؟‏+ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ ٱلزِّوَانُ؟‏›.‏+ ٢٨ فَقَالَ لَهُمْ:‏ ‹إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هٰذَا›.‏+ فَقَالُوا لَهُ:‏ ‹أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟‏›.‏ ٢٩ فَقَالَ:‏ ‹لَا،‏ لِئَلَّا تَسْتَأْصِلُوا ٱلْحِنْطَةَ مَعَ ٱلزِّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ.‏ ٣٠ دَعُوهُمَا يَنْمُوَانِ كِلَاهُمَا مَعًا حَتَّى ٱلْحَصَادِ.‏ وَفِي مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ:‏ اِجْمَعُوا أَوَّلًا ٱلزِّوَانَ وَٱرْبِطُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ،‏+ ثُمَّ ٱجْمَعُوا ٱلْحِنْطَةَ إِلَى مَخْزَنِي›».‏+

٣١ وَقَدَّمَ لَهُمْ مَثَلًا آخَرَ+ قَائِلًا:‏ «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ،‏+ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ.‏ ٣٢ إِنَّهَا أَصْغَرُ جَمِيعِ ٱلْبُزُورِ،‏ وَلٰكِنْ مَتَى نَمَتْ تَكُونُ أَكْبَرَ ٱلْبُقُولِ وَتَغْدُو شَجَرَةً،‏ حَتَّى إِنَّ طُيُورَ ٱلسَّمَاءِ+ تَأْتِي وَتَجِدُ مَأْوًى بَيْنَ أَغْصَانِهَا».‏+

٣٣ وَقَالَ لَهُمْ مَثَلًا آخَرَ:‏ «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ خَمِيرَةً،‏+ أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَأَخْفَتْهَا فِي ثَلَاثَةِ أَكْيَالٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلطَّحِينِ،‏ حَتَّى ٱخْتَمَرَ ٱلْجَمِيعُ».‏

٣٤ هٰذَا كُلُّهُ قَالَهُ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ بِأَمْثَالٍ.‏ فَإِنَّهُ بِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ،‏+ ٣٥ لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ:‏ «أَفْتَحُ فَمِي بِأَمْثَالٍ،‏ أَنْشُرُ مَا كَانَ مَخْفِيًّا مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ».‏+

٣٦ حِينَئِذٍ صَرَفَ ٱلْجُمُوعَ وَدَخَلَ ٱلْبَيْتَ.‏ فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ وَقَالُوا:‏ «اِشْرَحْ لَنَا مَثَلَ زِوَانِ ٱلْحَقْلِ».‏ ٣٧ فَأَجَابَ وَقَالَ:‏ «اَلزَّارِعُ ٱلْبِذَارَ ٱلْجَيِّدَ هُوَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ.‏ ٣٨ وَٱلْحَقْلُ هُوَ ٱلْعَالَمُ.‏+ أَمَّا ٱلْبِذَارُ ٱلْجَيِّدُ فَهُوَ بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَٱلزِّوَانُ هُوَ بَنُو ٱلشِّرِّيرِ.‏+ ٣٩ وَٱلْعَدُوُّ ٱلَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ.‏+ وَٱلْحَصَادُ+ هُوَ ٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ.‏+ وَٱلْحَصَّادُونَ هُمُ ٱلْمَلَائِكَةُ.‏ ٤٠ فَكَمَا يُجْمَعُ ٱلزِّوَانُ وَيُحْرَقُ بِٱلنَّارِ،‏ هٰكَذَا يَكُونُ فِي ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ.‏+ ٤١ يُرْسِلُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ مَلَائِكَتَهُ،‏ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ ٱلْمَعَاثِرِ+ وَٱلْمُتَعَدِّينَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ،‏ ٤٢ وَيَرْمُونَهُمْ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ.‏+ هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ.‏+ ٤٣ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ يَسْطَعُ ٱلْأَبْرَارُ+ كَٱلشَّمْسِ+ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ.‏ مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ.‏+

٤٤ ‏«وَيُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ كَنْزًا مُخْفًى فِي ٱلْحَقْلِ،‏ وَجَدَهُ إِنْسَانٌ وَأَخْفَاهُ،‏ وَمِنْ فَرَحِهِ ذَهَبَ وَبَاعَ+ مَا لَهُ وَٱشْتَرَى ذٰلِكَ ٱلْحَقْلَ.‏+

٤٥ ‏«وَأَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ تَاجِرًا جَائِلًا يَطْلُبُ لَآلِئَ حَسَنَةً.‏ ٤٦ فَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً عَظِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ،‏+ ذَهَبَ وَفِي ٱلْحَالِ بَاعَ كُلَّ مَا لَهُ وَٱشْتَرَاهَا.‏+

٤٧ ‏«وَأَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ شَبَكَةً جَارِفَةً أُلْقِيَتْ فِي ٱلْبَحْرِ فَجَمَعَتْ سَمَكًا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ.‏+ ٤٨ وَلَمَّا ٱمْتَلَأَتْ سَحَبُوهَا إِلَى ٱلشَّطِّ،‏ وَجَلَسُوا وَجَمَعُوا ٱلْجَيِّدَ+ فِي آنِيَةٍ،‏ أَمَّا ٱلرَّدِيءُ+ فَأَلْقَوْهُ بَعِيدًا.‏ ٤٩ هٰكَذَا يَكُونُ فِي ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ:‏ يَخْرُجُ ٱلْمَلَائِكَةُ وَيَفْرِزُونَ ٱلْأَشْرَارَ+ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَبْرَارِ+ ٥٠ وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ.‏ هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ.‏+

٥١ ‏«أَفَهِمْتُمْ هٰذَا كُلَّهُ؟‏».‏ قَالُوا لَهُ:‏ «نَعَمْ».‏ ٥٢ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لِهٰذَا كُلُّ مُرْشِدٍ تَعَلَّمَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ+ يُشْبِهُ رَجُلًا رَبَّ بَيْتٍ يُخْرِجُ مِنْ مَكْنِزِهِ أَشْيَاءَ جَدِيدَةً وَقَدِيمَةً».‏+

٥٣ وَلَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْأَمْثَالَ ذَهَبَ مِنْ هُنَاكَ.‏ ٥٤ وَلَمَّا جَاءَ إِلَى مَوْطِنِهِ+ ٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ+ حَتَّى ذَهِلُوا وَقَالُوا:‏ «مِنْ أَيْنَ لَهُ هٰذِهِ ٱلْحِكْمَةُ وَهٰذِهِ ٱلْقُوَّاتُ؟‏ ٥٥ أَلَيْسَ هٰذَا ٱبْنَ ٱلنَّجَّارِ؟‏+ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ،‏ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟‏ ٥٦ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ* جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟‏+ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ هٰذِهِ كُلُّهَا؟‏».‏+ ٥٧ فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ.‏+ أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلَا كَرَامَةٍ إِلَّا فِي مَوْطِنِهِ وَفِي بَيْتِهِ».‏+ ٥٨ وَلَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً بِسَبَبِ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ.‏+

١٤ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ سَمِعَ هِيرُودُسُ حَاكِمُ ٱلْإِقْلِيمِ خَبَرَ يَسُوعَ،‏+ ٢ فَقَالَ لِخَدَمِهِ:‏ «هٰذَا يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ.‏ لَقَدْ قَامَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ،‏ وَلِذٰلِكَ تُعْمَلُ بِهِ ٱلْقُوَّاتُ».‏+ ٣ فَإِنَّ هِيرُودُسَ كَانَ قَدْ قَبَضَ عَلَى يُوحَنَّا وَقَيَّدَهُ وَطَرَحَهُ فِي ٱلسِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا زَوْجَةِ فِيلِبُّسَ أَخِيهِ.‏+ ٤ لِأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لَهُ:‏ «لَا يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ».‏+ ٥ وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَهُ،‏ خَافَ مِنَ ٱلْجَمْعِ،‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْتَبِرُونَهُ نَبِيًّا.‏+ ٦ وَفِي أَثْنَاءِ ٱلِٱحْتِفَالِ بِيَوْمِ مِيلَادِ+ هِيرُودُسَ،‏ رَقَصَتِ ٱبْنَةُ هِيرُودِيَّا،‏ فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ كَثِيرًا جِدًّا ٧ حَتَّى إِنَّهُ وَعَدَ بِقَسَمٍ أَنْ يُعْطِيَهَا مَهْمَا طَلَبَتْ.‏+ ٨ فَقَالَتْ بِتَوْجِيهٍ مِنْ أُمِّهَا:‏ «أَعْطِنِي هُنَا رَأْسَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ عَلَى طَبَقٍ كَبِيرٍ».‏+ ٩ فَحَزِنَ ٱلْمَلِكُ،‏ وَلٰكِنْ مِنْ أَجْلِ ٱلْأَقْسَامِ وَٱلْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ أَمَرَ أَنْ يُعْطَى.‏+ ١٠ فَأَرْسَلَ وَقَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا فِي ٱلسِّجْنِ.‏ ١١ وَأُتِيَ بِرَأْسِهِ عَلَى طَبَقٍ كَبِيرٍ فَأُعْطِيَ لِلصَّبِيَّةِ،‏ فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهَا.‏+ ١٢ وَتَقَدَّمَ تَلَامِيذُهُ فَرَفَعُوا ٱلْجُثَّةَ وَدَفَنُوهُ،‏+ وَأَتَوْا وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ.‏ ١٣ فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ بِذٰلِكَ ٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ فِي مَرْكَبٍ إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ يَعْتَزِلُ فِيهِ.‏+ وَلٰكِنَّ ٱلْجُمُوعَ سَمِعَتْ بِذٰلِكَ،‏ وَتَبِعَتْهُ مِنَ ٱلْمُدُنِ سَيْرًا عَلَى ٱلْأَقْدَامِ.‏

١٤ وَلَمَّا خَرَجَ رَأَى جَمْعًا كَثِيرًا،‏ فَأَشْفَقَ+ عَلَيْهِمْ،‏ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ.‏+ ١٥ وَلَمَّا حَلَّ ٱلْمَسَاءُ جَاءَ إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ وَقَالُوا:‏ «اَلْمَكَانُ خَلَاءٌ،‏ وَقَدْ فَاتَتِ ٱلسَّاعَةُ.‏ اِصْرِفِ ٱلْجُمُوعَ لِكَيْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلْقُرَى وَيَشْتَرُوا لِأَنْفُسِهِمْ طَعَامًا».‏+ ١٦ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُمْ:‏ «لَا حَاجَةَ بِهِمْ إِلَى ٱلذَّهَابِ.‏ أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ مَا يَأْكُلُونَ».‏+ ١٧ فَقَالُوا لَهُ:‏ «لَيْسَ عِنْدَنَا هُنَا سِوَى خَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ».‏+ ١٨ فَقَالَ:‏ «أَحْضِرُوهَا إِلَيَّ إِلَى هُنَا».‏ ١٩ ثُمَّ أَمَرَ ٱلْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى ٱلْعُشْبِ وَأَخَذَ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلْخَمْسَةَ وَٱلسَّمَكَتَيْنِ،‏ وَرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَبَارَكَ+ وَكَسَرَ ٱلْأَرْغِفَةَ ثُمَّ وَزَّعَهَا عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ،‏ وَٱلتَّلَامِيذُ عَلَى ٱلْجُمُوعِ.‏+ ٢٠ فَأَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا،‏ وَرَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ ٱلْكِسَرِ،‏ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَلْآنَةً.‏+ ٢١ وَكَانَ ٱلْآكِلُونَ نَحْوَ خَمْسَةِ آلَافِ رَجُلٍ،‏ مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ.‏+ ٢٢ وَعَلَى ٱلْفَوْرِ أَلْزَمَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَصْعَدُوا إِلَى ٱلْمَرْكَبِ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى،‏ فِي حِينَ صَرَفَ ٱلْجُمُوعَ.‏+

٢٣ وَبَعْدَمَا صَرَفَ ٱلْجُمُوعَ،‏ صَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّيَ.‏+ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْوَقْتَ صَارَ مُتَأَخِّرًا،‏ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ.‏ ٢٤ وَكَانَ ٱلْمَرْكَبُ بَعِيدًا عَنِ ٱلْبَرِّ عِدَّةَ غَلَوَاتٍ،‏ وَٱلْأَمْوَاجُ تَضْرِبُهُ،‏+ لِأَنَّ ٱلرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ.‏ ٢٥ وَفِي فَتْرَةِ ٱلْهَزِيعِ ٱلرَّابِعِ مِنَ ٱللَّيْلِ،‏ جَاءَ إِلَيْهِمْ مَاشِيًا عَلَى ٱلْبَحْرِ.‏+ ٢٦ فَلَمَّا أَبْصَرَهُ ٱلتَّلَامِيذُ مَاشِيًا عَلَى ٱلْبَحْرِ،‏ ٱضْطَرَبُوا قَائِلِينَ:‏ «إِنَّهُ خَيَالٌ!‏»،‏+ وَمِنْ خَوْفِهِمْ صَرَخُوا.‏ ٢٧ فَكَلَّمَهُمْ يَسُوعُ فِي ٱلْحَالِ قَائِلًا:‏ «تَشَجَّعُوا،‏ هٰذَا أَنَا.‏+ لَا تَخَافُوا».‏ ٢٨ فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ قَائِلًا:‏ «يَا رَبُّ،‏ إِنْ تَكُنْ أَنْتَ،‏ فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى ٱلْمِيَاهِ».‏ ٢٩ فَقَالَ:‏ «تَعَالَ!‏».‏ فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ ٱلْمَرْكَبِ،‏+ وَمَشَى عَلَى ٱلْمِيَاهِ ذَاهِبًا إِلَى يَسُوعَ.‏ ٣٠ وَلٰكِنَّهُ لَمَّا رَأَى عَاصِفَةَ ٱلرِّيحِ خَافَ،‏ وَإِذِ ٱبْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ:‏ «يَا رَبُّ،‏ خَلِّصْنِي!‏».‏ ٣١ فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ فِي ٱلْحَالِ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ:‏ «يَا قَلِيلَ ٱلْإِيمَانِ،‏ لِمَاذَا ٱسْتَسْلَمْتَ لِلشَّكِّ؟‏».‏+ ٣٢ وَصَعِدَا إِلَى ٱلْمَرْكَبِ،‏ فَهَدَأَتْ عَاصِفَةُ ٱلرِّيحِ.‏ ٣٣ وَسَجَدَ لَهُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَرْكَبِ،‏ قَائِلِينَ:‏ «أَنْتَ حَقًّا ٱبْنُ ٱللّٰهِ!‏».‏+ ٣٤ وَعَبَرُوا وَجَاءُوا إِلَى ٱلْبَرِّ فِي جِنِّيسَارِتَ.‏+

٣٥ وَإِذْ عَرَفَهُ رِجَالُ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ،‏ أَرْسَلُوا بِٱلْخَبَرِ إِلَى كُلِّ تِلْكَ ٱلْكُورَةِ ٱلْمُحِيطَةِ،‏ فَأَحْضَرَ ٱلنَّاسُ إِلَيْهِ جَمِيعَ ٱلسُّقَمَاءِ.‏+ ٣٦ فَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسُوا وَلَوْ هُدْبَ رِدَائِهِ،‏+ وَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُوا شِفَاءً تَامًّا.‏

١٥ حِينَئِذٍ جَاءَ إِلَى يَسُوعَ فَرِّيسِيُّونَ وَكَتَبَةٌ مِنْ أُورُشَلِيمَ،‏+ قَائِلِينَ:‏ ٢ ‏«لِمَاذَا يَتَخَطَّى تَلَامِيذُكَ تَقْلِيدَ ٱلْأَقْدَمِينَ؟‏ فَهُمْ مَثَلًا لَا يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ عِنْدَمَا يَتَنَاوَلُونَ ٱلطَّعَامَ».‏+

٣ أَجَابَهُمْ قَائِلًا:‏ «وَأَنْتُمْ لِمَاذَا تَتَخَطَّوْنَ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ؟‏+ ٤ مَثَلًا،‏ قَالَ ٱللّٰهُ:‏ ‹أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ›؛‏+ وَأَيْضًا:‏ ‹مَنْ شَتَمَ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا›.‏+ ٥ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ:‏ ‹مَنْ قَالَ لِأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ:‏ «كُلُّ مَا قَدْ تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي هُوَ عَطِيَّةٌ مُكَرَّسَةٌ لِلّٰهِ»،‏ ٦ فَلَا يُكْرِمْ أَبَاهُ أَلْبَتَّةَ›.‏+ وَهٰكَذَا أَبْطَلْتُمْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ.‏+ ٧ يَا مُرَاؤُونَ،‏+ حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَا+ عَنْكُمْ قَائِلًا:‏ ٨ ‏‹هٰذَا ٱلشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ،‏ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا.‏+ ٩ عَبَثًا يَعْبُدُونَنِي،‏ لِأَنَّهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا ٱلنَّاسِ›».‏+ ١٠ عِنْدَئِذٍ دَعَا ٱلْجَمْعَ إِلَى ٱلِٱقْتِرَابِ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «اِسْمَعُوا وَٱفْهَمُوا:‏+ ١١ لَيْسَ مَا يَدْخُلُ ٱلْفَمَ يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ،‏ بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ ٱلْفَمِ هُوَ ٱلَّذِي يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ».‏+

١٢ حِينَئِذٍ دَنَا ٱلتَّلَامِيذُ وَقَالُوا لَهُ:‏ «أَتَعْلَمُ أَنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ عَثَرُوا لَمَّا سَمِعُوا مَا قُلْتَ؟‏».‏+ ١٣ أَجَابَ وَقَالَ:‏ «كُلُّ غَرْسٍ لَمْ يَغْرِسْهُ أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ يُسْتَأْصَلُ.‏+ ١٤ دَعُوهُمْ وَشَأْنَهُمْ.‏ إِنَّهُمْ قَادَةٌ عُمْيَانٌ.‏ وَإِذَا كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى،‏ فَكِلَاهُمَا يَسْقُطَانِ فِي حُفْرَةٍ».‏+ ١٥ أَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ:‏ «وَضِّحْ لَنَا ٱلْمَثَلَ».‏+ ١٦ فَقَالَ:‏ «أَوَأَنْتُمْ أَيْضًا حَتَّى ٱلْآنَ لَا تَفْهَمُونَ؟‏+ ١٧ أَلَا تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ ٱلْفَمَ يَمُرُّ فِي ٱلْأَمْعَاءِ،‏ ثُمَّ يُدْفَعُ إِلَى ٱلْخَلَاءِ؟‏ ١٨ أَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ ٱلْفَمِ فَمِنَ ٱلْقَلْبِ يَخْرُجُ،‏ وَهُوَ مَا يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ.‏+ ١٩ فَمِنَ ٱلْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ،‏+ وَقَتْلٌ،‏ وَزِنًى،‏ وَعَهَارَةٌ،‏ وَسَرِقَةٌ،‏ وَشَهَادَاتُ زُورٍ،‏ وَتَجَادِيفُ.‏+ ٢٠ هٰذَا مَا يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ.‏ أَمَّا تَنَاوُلُ ٱلطَّعَامِ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلَا يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ».‏+

٢١ ثُمَّ مَضَى يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ،‏ وَٱنْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدُونَ.‏+ ٢٢ وَإِذَا ٱمْرَأَةٌ فِينِيقِيَّةٌ+ مِنْ تِلْكَ ٱلنَّوَاحِي خَرَجَتْ وَصَرَخَتْ،‏ قَائِلَةً:‏ ‏«اِرْحَمْنِي+ يَا رَبُّ،‏ يَا ٱبْنَ دَاوُدَ.‏ اِبْنَتِي فِي سُوءٍ مِنْ شَيْطَانٍ بِهَا».‏ ٢٣ لٰكِنَّهُ لَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ.‏ فَدَنَا تَلَامِيذُهُ وَطَلَبُوا مِنْهُ قَائِلِينَ:‏ «اِصْرِفْهَا،‏ لِأَنَّهَا تَصْرُخُ وَرَاءَنَا».‏ ٢٤ أَجَابَ وَقَالَ:‏ «مَا أُرْسِلْتُ إِلَّا إِلَى ٱلْخِرَافِ ٱلضَّائِعَةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ».‏+ ٢٥ فَجَاءَتِ ٱلْمَرْأَةُ وَسَجَدَتْ لَهُ،‏ قَائِلَةً:‏ «يَا رَبُّ،‏ أَعِنِّي!‏».‏+ ٢٦ أَجَابَ وَقَالَ:‏ «لَيْسَ مِنَ ٱلصَّوَابِ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ ٱلْأَوْلَادِ وَيُلْقَى إِلَى صِغَارِ ٱلْكِلَابِ».‏ ٢٧ قَالَتْ:‏ «نَعَمْ،‏ يَا رَبُّ،‏ لٰكِنَّ صِغَارَ ٱلْكِلَابِ تَأْكُلُ مِنَ ٱلْفُتَاتِ ٱلَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ سَادَتِهَا».‏+ ٢٨ حِينَئِذٍ أَجَابَهَا يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «يَا ٱمْرَأَةُ،‏ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ.‏ لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ».‏ فَشُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ.‏+

٢٩ ثُمَّ ٱنْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى جَانِبِ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ+ وَصَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ+ وَجَلَسَ هُنَاكَ.‏ ٣٠ فَٱقْتَرَبَتْ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ،‏ مَعَهُمْ عُرْجٌ وَذَوُو عَاهَاتٍ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ،‏ وَأَلْقَوْا بِهِمْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ فَشَفَاهُمْ،‏+ ٣١ حَتَّى بُهِتَ ٱلْجَمْعُ إِذْ رَأَوُا ٱلْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ وَٱلْعُرْجَ يَمْشُونَ وَٱلْعُمْيَ يُبْصِرُونَ،‏ فَمَجَّدُوا إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ.‏+

٣٢ غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ دَعَا تَلَامِيذَهُ إِلَيْهِ وَقَالَ:‏+ «إِنِّي أُشْفِقُ+ عَلَى ٱلْجَمْعِ لِأَنَّ ٱلْآنَ لَهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ،‏ وَلَا أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ.‏ فَقَدْ يَخُورُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ».‏ ٣٣ فَقَالَ لَهُ ٱلتَّلَامِيذُ:‏ «مِنْ أَيْنَ لَنَا فِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ ٱلْخَلَاءِ خُبْزٌ يَكْفِي لِيُشْبِعَ جَمْعًا بِهٰذَا ٱلْمِقْدَارِ؟‏».‏+ ٣٤ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «كَمْ رَغِيفًا عِنْدَكُمْ؟‏».‏ قَالُوا:‏ «سَبْعَةٌ،‏ وَقَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ ٱلسَّمَكِ».‏ ٣٥ فَأَمَرَ ٱلْجَمْعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ ٣٦ ثُمَّ أَخَذَ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلسَّبْعَةَ وَٱلسَّمَكَ،‏ وَبَعْدَ أَنْ شَكَرَ،‏ كَسَرَ وَوَزَّعَ عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ،‏ وَٱلتَّلَامِيذُ عَلَى ٱلْجُمُوعِ.‏+ ٣٧ فَأَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا،‏ وَرَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ ٱلْكِسَرِ،‏ سَبْعَةَ سِلَالٍ مَلْآنَةٍ.‏+ ٣٨ وَكَانَ ٱلْآكِلُونَ أَرْبَعَةَ آلَافِ رَجُلٍ،‏ مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ.‏ ٣٩ ثُمَّ صَرَفَ ٱلْجُمُوعَ،‏ وَدَخَلَ ٱلْمَرْكَبَ وَجَاءَ إِلَى نَوَاحِي مَجَدَانَ.‏+

١٦ وَٱقْتَرَبَ مِنْهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ+ وَٱلصَّدُّوقِيُّونَ،‏ وَلِكَيْ يُجَرِّبُوهُ،‏ سَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ.‏+ ٢ فَأَجَابَهُمْ قَائِلًا:‏ «[[فِي ٱلْمَسَاءِ تَقُولُونَ عَادَةً:‏ ‹سَيَكُونُ صَحْوٌ،‏ لِأَنَّ ٱلسَّمَاءَ حَمْرَاءُ كَٱلنَّارِ›؛‏ ٣ وَفِي ٱلصَّبَاحِ:‏ ‹سَيَكُونُ طَقْسٌ شَتَوِيٌّ مُمْطِرٌ ٱلْيَوْمَ،‏ لِأَنَّ ٱلسَّمَاءَ حَمْرَاءُ كَٱلنَّارِ وَمُكْفَهِرَّةٌ›.‏ تَعْرِفُونَ أَنْ تُفَسِّرُوا مَظْهَرَ ٱلسَّمَاءِ،‏ وَأَمَّا عَلَامَاتُ ٱلْأَزْمِنَةِ فَلَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تُفَسِّرُوهَا]].‏+ ٤ جِيلٌ شِرِّيرٌ زَانٍ يَطْلُبُ آيَةً،‏ وَلٰكِنْ لَنْ يُعْطَى آيَةً+ إِلَّا آيَةَ يُونَانَ».‏+ عِنْدَئِذٍ تَرَكَهُمْ وَمَضَى.‏+

٥ وَعَبَرَ ٱلتَّلَامِيذُ إِلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى،‏ وَنَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا مَعَهُمْ خُبْزًا.‏+ ٦ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَبْقُوا عُيُونَكُمْ مَفْتُوحَةً وَٱحْذَرُوا خَمِيرَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ».‏+ ٧ فَٱبْتَدَأُوا يَفْتَكِرُونَ فِي مَا بَيْنَهُمْ،‏ قَائِلِينَ:‏ «لَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا خُبْزًا».‏ ٨ وَعَلِمَ يَسُوعُ بِذٰلِكَ فَقَالَ:‏ «لِمَاذَا تَفْتَكِرُونَ هٰكَذَا فِي مَا بَيْنَكُمْ،‏ لِأَنْ لَا خُبْزَ عِنْدَكُمْ،‏ يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟‏+ ٩ أَلَا تَفْهَمُونَ ٱلْمَقْصُودَ بَعْدُ،‏ أَوَلَا تَذْكُرُونَ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلْخَمْسَةَ لِلْخَمْسَةِ ٱلْآلَافِ،‏ وَكَمْ قُفَّةً رَفَعْتُمْ؟‏+ ١٠ أَوِ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلسَّبْعَةَ لِلْأَرْبَعَةِ ٱلْآلَافِ،‏ وَكَمْ سَلًّا رَفَعْتُمْ؟‏+ ١١ كَيْفَ لَا تُدْرِكُونَ أَنِّي لَمْ أُكَلِّمْكُمْ عَنِ ٱلْخُبْزِ؟‏ فَٱحْذَرُوا خَمِيرَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ».‏+ ١٢ حِينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَنْ يَحْذَرُوا خَمِيرَ ٱلْخُبْزِ،‏ بَلْ تَعْلِيمَ+ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ.‏

١٣ وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلِبِّي،‏ سَأَلَ تَلَامِيذَهُ:‏ «مَنْ يَقُولُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ؟‏».‏+ ١٤ قَالُوا:‏ «يَقُولُ ٱلْبَعْضُ:‏ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ.‏+ وَآخَرُونَ:‏ إِيلِيَّا.‏+ وَآخَرُونَ أَيْضًا:‏ إِرْمِيَا أَوْ أَحَدُ ٱلْأَنْبِيَاءِ».‏ ١٥ قَالَ لَهُمْ:‏ «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟‏».‏+ ١٦ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ:‏ «أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ+ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ».‏+ ١٧ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏ «يَا لَسَعَادَتِكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَانَ،‏ لِأَنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يَكْشِفَا لَكَ ذٰلِكَ،‏ بَلْ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ!‏+ ١٨ وَأَنَا أَقُولُ لَكَ:‏ أَنْتَ بُطْرُسُ،‏+ وَعَلَى هٰذَا ٱلصَّخْرِ+ سَأَبْنِي جَمَاعَتِي،‏ وَأَبْوَابُ هَادِسَ+ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.‏+ ١٩ سَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ فَإِنَّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَرْبُوطَ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ وَمَا تَحُلُّهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَحْلُولَ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ».‏+ ٢٠ ثُمَّ أَوْصَى تَلَامِيذَهُ بِشِدَّةٍ أَلَّا يَقُولُوا لِأَحَدٍ إِنَّهُ ٱلْمَسِيحُ.‏+

٢١ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ يُرِي تَلَامِيذَهُ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ وَيُعَانِيَ كَثِيرًا مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَكِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ،‏ وَيُقْتَلَ،‏ وَيُقَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ.‏+ ٢٢ فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ جَانِبًا وَٱبْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ،‏ قَائِلًا:‏ «اُلْطُفْ بِنَفْسِكَ يَا رَبُّ؛‏ لَنْ تَلْقَى هٰذَا ٱلْمَصِيرَ أَبَدًا».‏+ ٢٣ أَمَّا هُوَ فَأَدَارَ ظَهْرَهُ وَقَالَ لِبُطْرُسَ:‏ «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ!‏+ أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي،‏ لِأَنَّكَ لَا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللّٰهِ،‏+ بَلْ تَفْكِيرَ ٱلنَّاسِ».‏

٢٤ حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي،‏ فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ كُلِّيًّا وَيَحْمِلْ خَشَبَةَ آلَامِهِ وَيَتْبَعْنِي عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏+ ٢٥ فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَخْسَرُهَا،‏ أَمَّا مَنْ خَسِرَ نَفْسَهُ فِي سَبِيلِي فَيَجِدُهَا.‏+ ٢٦ لِأَنَّهُ مَاذَا يَنْفَعُ ٱلْإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟‏+ أَوْ مَاذَا يُعْطِي ٱلْإِنْسَانُ بَدَلَ+ نَفْسِهِ؟‏ ٢٧ لِأَنَّهُ مَحْتُومٌ أَنْ يَأْتِيَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلَائِكَتِهِ،‏ وَبَعْدَئِذٍ سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ تَصَرُّفِهِ.‏+ ٢٨ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ بَعْضًا مِنَ ٱلْقَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا ٱلْمَوْتَ أَبَدًا حَتَّى يَرَوْا أَوَّلًا ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ».‏+

١٧ بَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ،‏ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ شَامِخٍ مُنْفَرِدِينَ.‏+ ٢ وَتَجَلَّى أَمَامَهُمْ،‏ فَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَٱلشَّمْسِ،‏+ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ ٱلْخَارِجِيَّةُ لَامِعَةً كَٱلنُّورِ.‏+ ٣ وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ تَرَاءَيَا لَهُمْ يَتَحَدَّثَانِ إِلَيْهِ.‏+ ٤ فَقَالَ بُطْرُسُ لِيَسُوعَ:‏ «يَا رَبُّ،‏ جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هٰهُنَا.‏ فَإِنْ شِئْتَ،‏ أَنْصِبُ هُنَا ثَلَاثَ خِيَامٍ:‏ وَاحِدَةً لَكَ،‏ وَوَاحِدَةً لِمُوسَى،‏ وَوَاحِدَةً لِإِيلِيَّا».‏+ ٥ وَإِذْ كَانَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ،‏ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ،‏ وَصَوْتٌ مِنَ ٱلسَّحَابَةِ قَائِلًا:‏ «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ.‏+ لَهُ ٱسْمَعُوا».‏+ ٦ فَلَمَّا سَمِعَ ٱلتَّلَامِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا كَثِيرًا.‏+ ٧ فَٱقْتَرَبَ يَسُوعُ مِنْهُمْ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ:‏ «قُومُوا وَلَا تَخَافُوا».‏+ ٨ فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ،‏ فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا إِلَّا يَسُوعَ فَقَطْ.‏+ ٩ وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ ٱلْجَبَلِ،‏ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلًا:‏ «لَا تُخْبِرُوا أَحَدًا بِٱلرُّؤْيَا حَتَّى يُقَامَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ».‏+

١٠ وَسَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ:‏ «لِمَاذَا إِذًا يَقُولُ ٱلْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا لَا بُدَّ أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلًا؟‏».‏+ ١١ أَجَابَ وَقَالَ:‏ «أَجَلْ،‏ سَيَأْتِي إِيلِيَّا وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ.‏+ ١٢ بَلْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ أَتَى وَلَمْ يَعْرِفُوهُ،‏ بَلْ فَعَلُوا بِهِ مَا أَرَادُوا.‏ هٰكَذَا أَيْضًا مَحْتُومٌ أَنْ يَتَأَلَّمَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ عَلَى أَيْدِيهِمْ».‏+ ١٣ حِينَئِذٍ أَدْرَكَ ٱلتَّلَامِيذُ أَنَّهُ كَانَ يُكَلِّمُهُمْ عَنْ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ.‏+

١٤ وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى ٱلْجَمْعِ،‏+ ٱقْتَرَبَ مِنْهُ إِنْسَانٌ،‏ فَجَثَا لَهُ وَقَالَ:‏ ١٥ ‏«يَا رَبُّ،‏ ٱرْحَمِ ٱبْنِي،‏ لِأَنَّهُ مُصَابٌ بِٱلصَّرْعِ وَسَقِيمٌ،‏ فَكَثِيرًا مَا يَقَعُ فِي ٱلنَّارِ وَكَثِيرًا مَا يَقَعُ فِي ٱلْمَاءِ.‏+ ١٦ وَقَدْ أَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلَامِيذِكَ،‏ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَشْفُوهُ».‏+ ١٧ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «أَيُّهَا ٱلْجِيلُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ وَٱلْمُعَوَّجُ،‏+ إِلَى مَتَى أَبْقَى مَعَكُمْ؟‏ إِلَى مَتَى أَتَحَمَّلُكُمْ؟‏ أَحْضِرُوهُ إِلَيَّ إِلَى هُنَا».‏ ١٨ فَٱنْتَهَرَ يَسُوعُ ٱلشَّيْطَانَ،‏ فَخَرَجَ مِنْهُ.‏+ وَشُفِيَ ٱلصَّبِيُّ مِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ.‏+ ١٩ عِنْدَئِذٍ دَنَا ٱلتَّلَامِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ وَقَالُوا:‏ «لِمَاذَا لَمْ نَسْتَطِعْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟‏».‏+ ٢٠ قَالَ لَهُمْ:‏ «لِقِلَّةِ إِيمَانِكُمْ.‏ فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ قَدْرُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ،‏ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ:‏ ‹اِنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ›،‏ فَيَنْتَقِلُ،‏ وَلَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ».‏+ ٢١ ــــــــ‍

٢٢ وَبَيْنَمَا كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِي ٱلْجَلِيلِ،‏ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «مَحْتُومٌ أَنْ يُسَلَّمَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ إِلَى أَيْدِي ٱلنَّاسِ،‏+ ٢٣ فَيَقْتُلُونَهُ،‏ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يُقَامُ».‏+ فَحَزِنُوا كَثِيرًا.‏+

٢٤ وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى كَفَرْنَاحُومَ،‏ ٱقْتَرَبَ جُبَاةُ ضَرِيبَةِ ٱلدِّرْهَمَيْنِ مِنْ بُطْرُسَ وَقَالُوا:‏ «أَلَا يَدْفَعُ مُعَلِّمُكُمْ ضَرِيبَةَ ٱلدِّرْهَمَيْنِ؟‏».‏+ ٢٥ قَالَ:‏ «بَلَى».‏ وَلَمَّا دَخَلَ ٱلْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلًا:‏ «مَاذَا تَظُنُّ،‏ يَا سِمْعَانُ؟‏ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ ٱلْأَرْضِ ٱلرُّسُومَ أَوْ ضَرِيبَةَ ٱلرَّأْسِ؟‏ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ؟‏».‏ ٢٦ وَلَمَّا قَالَ:‏ «مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ»،‏ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «فَٱلْبَنُونَ مُعْفَوْنَ مِنَ ٱلضَّرِيبَةِ.‏ ٢٧ وَلٰكِنْ لِكَيْلَا نُعْثِرَهُمُ،‏+ ٱذْهَبْ إِلَى ٱلْبَحْرِ،‏ وَأَلْقِ صِنَّارَةً،‏ وَخُذْ أَوَّلَ سَمَكَةٍ تَطْلُعُ،‏ وَحِينَ تَفْتَحُ فَاهَا تَجِدُ إِسْتَارًا.‏ خُذْهُ وَأَعْطِهِ لَهُمْ عَنِّي وَعَنْكَ».‏+

١٨ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ ٱقْتَرَبَ ٱلتَّلَامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وَقَالُوا:‏ «مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ؟‏».‏+ ٢ فَدَعَا إِلَيْهِ وَلَدًا صَغِيرًا وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ+ ٣ وَقَالَ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ ٱلْأَوْلَادِ ٱلصِّغَارِ،‏+ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ أَبَدًا.‏+ ٤ فَمَنْ يَضَعْ+ نَفْسَهُ مِثْلَ هٰذَا ٱلْوَلَدِ ٱلصَّغِيرِ،‏ فَذَاكَ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ؛‏+ ٥ وَمَنْ يَقْبَلْ وَلَدًا صَغِيرًا مِثْلَ هٰذَا بِٱسْمِي يَقْبَلْنِي أَيْضًا.‏+ ٦ لٰكِنْ مَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِي،‏ فَأَنْفَعُ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ رَحًى+ كَبِيرٌ وَيُغْرَقَ فِي عُرْضِ ٱلْبَحْرِ.‏+

٧ ‏«اَلْوَيْلُ لِلْعَالَمِ مِنَ ٱلْمَعَاثِرِ!‏ فَلَا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ ٱلْمَعَاثِرُ،‏+ وَلٰكِنِ ٱلْوَيْلُ لِلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي عَلَى يَدِهِ تَأْتِي ٱلْمَعْثَرَةُ!‏+ ٨ فَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ تُعْثِرُكَ،‏ فَٱقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ؛‏+ خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ وَبِكَ عَاهَةٌ أَوْ أَعْرَجَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي ٱلنَّارِ ٱلْأَبَدِيَّةِ+ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلَانِ.‏ ٩ وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ تُعْثِرُكَ،‏ فَٱقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ؛‏ خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي نَارِ وَادِي هِنُّومَ*+ وَلَكَ عَيْنَانِ.‏ ١٠ اُنْظُرُوا أَلَّا تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ؛‏ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَلَائِكَتَهُمْ+ فِي ٱلسَّمَاءِ يَرَوْنَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ.‏+ ١١ ــــــــ‍

١٢ ‏«مَاذَا تَظُنُّونَ؟‏ إِنْ كَانَ لِإِنْسَانٍ مِئَةُ خَرُوفٍ وَشَرَدَ وَاحِدٌ مِنْهَا،‏+ أَفَلَا يَتْرُكُ ٱلتِّسْعَةَ وَٱلتِّسْعِينَ عَلَى ٱلْجِبَالِ وَيَنْطَلِقُ يَبْحَثُ عَنِ ٱلشَّارِدِ؟‏+ ١٣ وَإِذَا حَدَثَ أَنْ وَجَدَهُ،‏ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنَ ٱلتِّسْعَةِ وَٱلتِّسْعِينَ ٱلَّتِي لَمْ تَشْرُدْ.‏+ ١٤ وَهٰكَذَا لَا يَشَاءُ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ.‏+

١٥ ‏«وَإِنِ ٱرْتَكَبَ أَخُوكَ خَطِيَّةً،‏ فَٱذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا.‏+ إِنْ سَمِعَ لَكَ،‏ رَبِحْتَ أَخَاكَ.‏+ ١٦ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ،‏ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ ٱثْنَيْنِ،‏ حَتَّى يَثْبُتَ كُلُّ أَمْرٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ.‏+ ١٧ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا،‏ فَقُلْ لِلْجَمَاعَةِ.‏ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لِلْجَمَاعَةِ أَيْضًا،‏ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَٱلْأُمَمِيِّ+ وَجَابِي ٱلضَّرَائِبِ.‏+

١٨ ‏«اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَرْبُوطَ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ وَمَا تَحُلُّونَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَحْلُولَ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏+ ١٩ وَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِذَا ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ مُهِمٍّ يَطْلُبَانِهِ،‏ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ.‏+ ٢٠ لِأَنَّهُ حَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ بِٱسْمِي،‏+ فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ».‏+

٢١ حِينَئِذٍ دَنَا بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟‏+ أَإِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟‏».‏+ ٢٢ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «لَا أَقُولُ لَكَ:‏ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ،‏ بَلْ:‏ إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً.‏+

٢٣ ‏«لِذٰلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ إِنْسَانًا،‏ مَلِكًا،‏+ أَرَادَ أَنْ يُسَوِّيَ حِسَابَهُ+ مَعَ عَبِيدِهِ.‏ ٢٤ فَلَمَّا ٱبْتَدَأَ بِتَسْوِيَتِهِ،‏ أُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ عَلَيْهِ عَشَرَةُ آلَافِ وَزْنَةٍ [تُسَاوِي ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٦٠ دِينَارٍ].‏ ٢٥ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَوْرِدٌ لِيُوفِيَ،‏ أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ وَأَوْلَادُهُ وَكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِكَيْ يُدْفَعَ مَا عَلَيْهِ.‏+ ٢٦ فَخَرَّ ٱلْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ،‏ قَائِلًا:‏ ‹اِصْبِرْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ كُلَّ مَا لَكَ›.‏ ٢٧ فَأَشْفَقَ سَيِّدُ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدِ عَلَيْهِ وَعَفَا عَنْهُ+ وَتَرَكَ لَهُ دَيْنَهُ.‏+ ٢٨ لٰكِنَّ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدَ خَرَجَ وَوَجَدَ وَاحِدًا مِنَ ٱلْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ لَهُ عَلَيْهِ مِئَةُ دِينَارٍ،‏+ فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلًا:‏ ‹أَوْفِ مَا عَلَيْكَ›.‏ ٢٩ فَخَرَّ ٱلْعَبْدُ رَفِيقُهُ وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ،‏ قَائِلًا:‏ ‹اِصْبِرْ+ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ›.‏ ٣٠ فَلَمْ يُرِدْ،‏ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي ٱلسِّجْنِ حَتَّى يُوفِيَ مَا عَلَيْهِ.‏ ٣١ فَلَمَّا رَأَى ٱلْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا جَرَى،‏ حَزِنُوا كَثِيرًا،‏ وَذَهَبُوا وَأَوْضَحُوا لِسَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى.‏+ ٣٢ حِينَئِذٍ ٱسْتَدْعَاهُ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ:‏ ‹أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ،‏ كُلُّ ذٰلِكَ ٱلدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ،‏ حِينَ تَوَسَّلْتَ إِلَيَّ.‏ ٣٣ أَفَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ+ ٱلْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟‏›.‏+ ٣٤ عِنْدَئِذٍ سَخِطَ+ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى ٱلسَّجَّانِينَ،‏ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْهِ.‏ ٣٥ فَهٰكَذَا+ يُعَامِلُكُمْ أَيْضًا أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لِأَخِيهِ».‏+

١٩ وَلَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هٰذَا ٱلْكَلَامَ،‏ غَادَرَ ٱلْجَلِيلَ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ ٱلْيَهُودِيَّةِ عَبْرَ ٱلْأُرْدُنِّ.‏+ ٢ وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ،‏ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.‏+

٣ وَدَنَا إِلَيْهِ فَرِّيسِيُّونَ يُجَرِّبُونَهُ قَائِلِينَ:‏ «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ زَوْجَتَهُ لِأَيِّ سَبَبٍ؟‏».‏+ ٤ فَأَجَابَ وَقَالَ:‏ «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ ٱلَّذِي خَلَقَهُمَا،‏ مِنَ ٱلْبَدْءِ صَنَعَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى+ ٥ وَقَالَ:‏ ‹مِنْ أَجْلِ هٰذَا يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ+ وَيَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ،‏ وَيَكُونُ ٱلِٱثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا›؟‏+ ٦ فَلَيْسَا بَعْدُ ٱثْنَيْنِ،‏ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ.‏ فَمَا جَمَعَهُ ٱللّٰهُ فِي نِيرٍ وَاحِدٍ فَلَا يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ».‏+ ٧ قَالُوا لَهُ:‏ «لِمَاذَا إِذًا قَضَى مُوسَى بِأَنْ تُعْطَى شَهَادَةُ طَلَاقٍ وَتُطَلَّقَ؟‏».‏+ ٨ قَالَ لَهُمْ:‏ «لِأَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ+ تَسَاهَلَ مُوسَى مَعَكُمْ فِي طَلَاقِ زَوْجَاتِكُمْ،‏ لٰكِنْ مِنَ ٱلْبَدْءِ لَمْ يَكُنِ ٱلْأَمْرُ هٰكَذَا.‏+ ٩ وَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ،‏ إِلَّا بِسَبَبِ ٱلْعَهَارَةِ،‏ وَتَزَوَّجَ أُخْرَى يَزْنِي».‏+

١٠ قَالَ لَهُ ٱلتَّلَامِيذُ:‏ «إِنْ كَانَتْ هٰكَذَا حَالُ ٱلرَّجُلِ مَعَ زَوْجَتِهِ،‏ فَعَدَمُ ٱلزَّوَاجِ أَفْضَلُ».‏+ ١١ قَالَ لَهُمْ:‏ «لَيْسَ ٱلْجَمِيعُ يُفْسِحُونَ مَجَالًا لِهٰذَا ٱلْكَلَامِ،‏ بَلِ ٱلَّذِينَ وُهِبَ لَهُمْ فَقَطْ.‏+ ١٢ لِأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هٰكَذَا مِنْ رَحِمِ أُمِّهِمْ،‏+ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ ٱلنَّاسُ،‏ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ.‏ مَنِ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُفْسِحَ مَجَالًا لِذٰلِكَ فَلْيَفْعَلْ».‏+

١٣ حِينَئِذٍ أُحْضِرَ إِلَيْهِ أَوْلَادٌ صِغَارٌ لِيَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَيُصَلِّيَ،‏ فَأَنَّبَهُمُ ٱلتَّلَامِيذُ.‏+ ١٤ أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ:‏ «دَعُوا ٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ وَشَأْنَهُمْ،‏ وَلَا تُعِيقُوهُمْ بَعْدُ عَنِ ٱلْإِتْيَانِ إِلَيَّ،‏ لِأَنَّ لِأَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏+ ١٥ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَذَهَبَ مِنْ هُنَاكَ.‏+

١٦ وَإِذَا وَاحِدٌ دَنَا إِلَيْهِ وَقَالَ:‏ «أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ،‏ أَيَّ صَلَاحٍ عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَ لِأَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ؟‏».‏+ ١٧ قَالَ لَهُ:‏ «لِمَ تَسْأَلُنِي عَمَّا هُوَ صَالِحٌ؟‏ وَاحِدٌ هُوَ ٱلصَّالِحُ.‏+ وَلٰكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ،‏ فَدَاوِمْ عَلَى حِفْظِ ٱلْوَصَايَا».‏+ ١٨ قَالَ لَهُ:‏ «أَيِّ وَصَايَا؟‏».‏+ قَالَ يَسُوعُ:‏ «لَا تَقْتُلْ،‏+ لَا تَزْنِ،‏+ لَا تَسْرِقْ،‏+ لَا تَشْهَدْ بِٱلزُّورِ،‏+ ١٩ أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ،‏+ وَتُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».‏+ ٢٠ قَالَ لَهُ ٱلشَّابُّ:‏ «قَدْ حَفِظْتُ هٰذِهِ كُلَّهَا،‏ فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟‏».‏ ٢١ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا،‏ فَٱذْهَبْ وَبِعْ مُمْتَلَكَاتِكَ وَأَعْطِ ٱلْفُقَرَاءَ،‏ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏+ وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي».‏+ ٢٢ فَلَمَّا سَمِعَ ٱلشَّابُّ هٰذَا ٱلْكَلَامَ،‏ مَضَى حَزِينًا،‏ لِأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْلَاكٍ كَثِيرَةٍ.‏+ ٢٣ فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَصْعُبُ عَلَى غَنِيٍّ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ.‏+ ٢٤ وَأَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ فِي ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَسْهَلُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ».‏+

٢٥ لَمَّا سَمِعَ ٱلتَّلَامِيذُ ذٰلِكَ،‏ دُهِشُوا دَهَشًا شَدِيدًا،‏ قَائِلِينَ:‏ «وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟‏».‏+ ٢٦ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مُوَاجَهَةً وَقَالَ لَهُمْ:‏ «ذٰلِكَ مُسْتَحِيلٌ عِنْدَ ٱلنَّاسِ،‏ وَلٰكِنْ عِنْدَ ٱللّٰهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ».‏+

٢٧ حِينَئِذٍ أَجَابَهُ بُطْرُسُ قَائِلًا:‏ «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ،‏ فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟‏».‏+ ٢٨ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ عِنْدَمَا يَجْلِسُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ عَلَى عَرْشِهِ ٱلْمَجِيدِ فِي ٱلتَّجْدِيدِ،‏ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا،‏ يَا مَنْ تَبِعْتُمُونِي،‏ عَلَى ٱثْنَيْ عَشَرَ عَرْشًا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏+ ٢٩ وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوْ أَوْلَادًا أَوْ أَرَاضِيَ لِأَجْلِ ٱسْمِي،‏ يَنَالُ أَضْعَافًا وَيَرِثُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً.‏+

٣٠ ‏«وَلٰكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِينَ،‏ وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ.‏+

٢٠ ‏«فَإِنَّ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ يُشْبِهُ إِنْسَانًا صَاحِبَ أَرْضٍ خَرَجَ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ لِيَسْتَأْجِرَ عُمَّالًا لِكَرْمِهِ.‏+ ٢ فَٱتَّفَقَ مَعَ ٱلْعُمَّالِ عَلَى دِينَارٍ فِي ٱلْيَوْمِ،‏+ وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى كَرْمِهِ.‏ ٣ ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلثَّالِثَةِ،‏+ فَرَأَى آخَرِينَ وَاقِفِينَ فِي سَاحَةِ ٱلسُّوقِ+ عَاطِلِينَ عَنِ ٱلْعَمَلِ،‏ ٤ فَقَالَ لَهُمْ:‏ ‹اِذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا إِلَى ٱلْكَرْمِ،‏ وَسَأُعْطِيكُمْ مَا هُوَ عَدْلٌ›.‏ ٥ فَمَضَوْا.‏ وَخَرَجَ أَيْضًا نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ،‏+ ثُمَّ نَحْوَ ٱلتَّاسِعَةِ+ وَفَعَلَ كَذٰلِكَ.‏ ٦ وَأَخِيرًا،‏ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشْرَةَ خَرَجَ وَوَجَدَ آخَرِينَ وَاقِفِينَ،‏ فَقَالَ لَهُمْ:‏ ‹مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ هُنَا كُلَّ ٱلنَّهَارِ عَاطِلِينَ عَنِ ٱلْعَمَلِ؟‏›.‏ ٧ قَالُوا لَهُ:‏ ‹لِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَدٌ›.‏ قَالَ لَهُمْ:‏ ‹اِذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا إِلَى ٱلْكَرْمِ›.‏+

٨ ‏«وَلَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ،‏+ قَالَ سَيِّدُ ٱلْكَرْمِ لِلْقَيِّمِ عَلَى شُؤُونِهِ:‏ ‹اُدْعُ ٱلْعُمَّالَ وَٱدْفَعْ لَهُمْ أُجْرَتَهُمْ،‏+ مُبْتَدِئًا مِنَ ٱلْآخِرِينَ إِلَى ٱلْأَوَّلِينَ›.‏ ٩ فَلَمَّا جَاءَ أَصْحَابُ ٱلسَّاعَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشْرَةَ،‏ أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ دِينَارًا.‏ ١٠ لِذٰلِكَ لَمَّا جَاءَ ٱلْأَوَّلُونَ،‏ ٱسْتَنْتَجُوا أَنَّهُمْ سَيَأْخُذُونَ أَكْثَرَ،‏ لٰكِنَّهُمْ أَخَذُوا هُمْ أَيْضًا كُلُّ وَاحِدٍ دِينَارًا.‏ ١١ وَلَمَّا أَخَذُوهُ،‏ رَاحُوا يَتَذَمَّرُونَ عَلَى رَبِّ ٱلْبَيْتِ،‏+ ١٢ قَائِلِينَ:‏ ‹هٰؤُلَاءِ ٱلْآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً،‏ وَأَنْتَ جَعَلْتَهُمْ مُسَاوِينَ لَنَا نَحْنُ ٱلَّذِينَ تَحَمَّلْنَا عِبْءَ ٱلنَّهَارِ وَٱلْحَرَّ ٱللَّاذِعَ!‏›.‏ ١٣ فَأَجَابَ وَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ:‏ ‹يَا صَاحِبُ،‏ مَا أَسَأْتُ إِلَيْكَ.‏ أَلَمْ تَتَّفِقْ مَعِي عَلَى دِينَارٍ؟‏+ ١٤ خُذْ مَا هُوَ لَكَ وَٱذْهَبْ.‏ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَ هٰذَا ٱلْأَخِيرَ مِثْلَكَ.‏+ ١٥ أَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ بِمَا هُوَ لِي؟‏ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ+ لِأَنِّي أَنَا صَالِحٌ؟‏›.‏+ ١٦ هٰكَذَا يَكُونُ ٱلْآخِرُونَ أَوَّلِينَ،‏ وَٱلْأَوَّلُونَ آخِرِينَ».‏+

١٧ وَأَوْشَكَ يَسُوعُ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ فَأَخَذَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذًا+ عَلَى ٱنْفِرَادٍ وَقَالَ لَهُمْ فِي ٱلطَّرِيقِ:‏ ١٨ ‏«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ وَٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ سَيُسَلَّمُ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَإِلَى ٱلْكَتَبَةِ،‏ فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ،‏+ ١٩ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيُعَلِّقُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ،‏+ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يُقَامُ».‏+

٢٠ حِينَئِذٍ ٱقْتَرَبَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ٱبْنَيْ زَبَدِي+ مَعَ ٱبْنَيْهَا،‏ سَاجِدَةً لَهُ تَسْأَلُهُ شَيْئًا.‏+ ٢١ قَالَ لَهَا:‏ «مَاذَا تُرِيدِينَ؟‏».‏ قَالَتْ لَهُ:‏ «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ٱبْنَايَ هٰذَانِ،‏ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَٱلْآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ،‏ فِي مَلَكُوتِكَ».‏+ ٢٢ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «إِنَّكُمَا لَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ.‏ أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا ٱلْكَأْسَ+ ٱلَّتِي سَأَشْرَبُهَا؟‏».‏ فَقَالَا لَهُ:‏ «نَسْتَطِيعُ».‏ ٢٣ قَالَ لَهُمَا:‏ «كَأْسِي سَتَشْرَبَانِهَا،‏+ أَمَّا ٱلْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي،‏ فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ،‏ إِنَّمَا هُوَ لِلَّذِينَ هُيِّئَ لَهُمْ مِنْ أَبِي».‏+

٢٤ وَلَمَّا سَمِعَ ٱلْعَشَرَةُ ٱلْآخَرُونَ بِذٰلِكَ،‏ ٱغْتَاظُوا مِنَ ٱلْأَخَوَيْنِ.‏+ ٢٥ لٰكِنَّ يَسُوعَ دَعَاهُمْ إِلَيْهِ وَقَالَ:‏ «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّ حُكَّامَ ٱلْأُمَمِ يَسُودُونَ عَلَيْهِمْ وَأَنَّ ٱلْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.‏+ ٢٦ فَلَيْسَ ٱلْأَمْرُ كَذٰلِكَ فِي مَا بَيْنَكُمْ،‏+ بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ عَظِيمًا بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا،‏+ ٢٧ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَوَّلَ بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا.‏+ ٢٨ كَمَا أَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ،‏ بَلْ لِيَخْدُمَ+ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».‏+

٢٩ وَبَيْنَمَا هُمْ خَارِجُونَ مِنْ أَرِيحَا+ تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ.‏ ٣٠ وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ بِجَانِبِ ٱلطَّرِيقِ،‏ فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مَارٌّ،‏ صَرَخَا قَائِلَيْنِ:‏ «اِرْحَمْنَا يَا رَبُّ،‏ يَا ٱبْنَ دَاوُدَ!‏».‏+ ٣١ فَأَمَرَهُمَا ٱلْجَمْعُ بِلَهْجَةٍ شَدِيدَةٍ أَنْ يَسْكُتَا،‏ إِلَّا أَنَّهُمَا أَخَذَا يَزِيدَانِ ٱلصُّرَاخَ،‏ قَائِلَيْنِ:‏ «اِرْحَمْنَا يَا رَبُّ،‏ يَا ٱبْنَ دَاوُدَ!‏».‏+ ٣٢ فَتَوَقَّفَ يَسُوعُ وَدَعَاهُمَا وَقَالَ:‏ «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟‏».‏ ٣٣ قَالَا لَهُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا».‏+ ٣٤ فَأَشْفَقَ يَسُوعُ عَلَيْهِمَا وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا،‏+ فَأَبْصَرَا فِي ٱلْحَالِ وَتَبِعَاهُ.‏+

٢١ وَلَمَّا ٱقْتَرَبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتَ فَاجِي عَلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ،‏ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ،‏+ ٢ قَائِلًا لَهُمَا:‏ «اِذْهَبَا إِلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي أَمَامَكُمَا،‏ تَجِدَا حَالًا أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا.‏ فُكَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا.‏+ ٣ وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا،‏ تَقُولَانِ:‏ ‹اَلرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا›.‏ عِنْدَئِذٍ يُرْسِلُهُمَا فِي ٱلْحَالِ».‏

٤ وَكَانَ هٰذَا لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ:‏ ٥ ‏«قُولُوا لِٱبْنَةِ صِهْيَوْنَ:‏ ‹هُوَذَا مَلِكُكِ آتٍ إِلَيْكِ+ وَدِيعًا+ وَرَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ،‏ عَلَى جَحْشٍ ٱبْنِ دَابَّةٍ›».‏+

٦ فَذَهَبَ ٱلتِّلْمِيذَانِ وَفَعَلَا كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ.‏ ٧ وَأَتَيَا بِٱلْأَتَانِ وَجَحْشِهَا،‏ وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا أَرْدِيَتَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهَا.‏+ ٨ وَفَرَشَ مُعْظَمُ ٱلْجَمْعِ أَرْدِيَتَهُمْ+ فِي ٱلطَّرِيقِ،‏ وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ ٱلْأَشْجَارِ وَفَرَشُوهَا فِي ٱلطَّرِيقِ.‏+ ٩ وَكَانَتِ ٱلْجُمُوعُ ٱلَّتِي تَتَقَدَّمُهُ وَٱلَّتِي تَتْبَعُهُ تَصْرُخُ:‏ «خَلِّصِ+ ٱبْنَ دَاوُدَ!‏+ مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ يَهْوَهَ!‏+ خَلِّصْهُ فِي ٱلْأَعَالِي!‏».‏+

١٠ وَلَمَّا دَخَلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏+ ٱرْتَجَّتِ ٱلْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً:‏ «مَنْ هٰذَا؟‏».‏ ١١ فَقَالَتِ ٱلْجُمُوعُ:‏ «هٰذَا هُوَ ٱلنَّبِيُّ+ يَسُوعُ،‏ مِنْ نَاصِرَةِ ٱلْجَلِيلِ!‏».‏

١٢ ثُمَّ دَخَلَ يَسُوعُ ٱلْهَيْكَلَ وَطَرَدَ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ وَقَلَبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَمَقَاعِدَ بَاعَةِ ٱلْحَمَامِ.‏+ ١٣ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «مَكْتُوبٌ:‏ ‹سَيُدْعَى بَيْتِي بَيْتَ صَلَاةٍ›،‏+ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَجْعَلُونَهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ».‏+ ١٤ وَدَنَا إِلَيْهِ عُمْيٌ وَعُرْجٌ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ فَشَفَاهُمْ.‏

١٥ وَلَمَّا رَأَى كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ ٱلْأُمُورَ ٱلْعَجِيبَةَ ٱلَّتِي صَنَعَ،‏+ وَٱلصِّبْيَانَ ٱلَّذِينَ يَصْرُخُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَيَقُولُونَ:‏ «خَلِّصِ+ ٱبْنَ دَاوُدَ!‏»،‏+ ٱغْتَاظُوا ١٦ وَقَالُوا لَهُ:‏ «أَتَسْمَعُ مَا يَقُولُ هٰؤُلَاءِ؟‏».‏ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «نَعَمْ.‏ أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ:‏+ ‹مِنْ فَمِ ٱلْأَطْفَالِ وَٱلرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحًا›؟‏».‏+ ١٧ ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَخَرَجَ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ إِلَى بَيْتَ عَنْيَا وَقَضَى ٱللَّيْلَ هُنَاكَ.‏+

١٨ وَفِيمَا كَانَ عَائِدًا فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ،‏ جَاعَ.‏+ ١٩ وَأَبْصَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى ٱلطَّرِيقِ،‏ فَذَهَبَ إِلَيْهَا،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَجِدْ عَلَيْهَا شَيْئًا+ سِوَى ٱلْوَرَقِ فَقَطْ،‏ فَقَالَ لَهَا:‏ «لَا يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى ٱلْأَبَدِ».‏+ فَيَبِسَتِ ٱلتِّينَةُ فِي ٱلْحَالِ.‏ ٢٠ فَلَمَّا رَأَى ٱلتَّلَامِيذُ ذٰلِكَ،‏ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ:‏ «كَيْفَ يَبِسَتِ ٱلتِّينَةُ فِي ٱلْحَالِ؟‏».‏+ ٢١ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلَا تَشُكُّونَ،‏+ لَا تَفْعَلُونَ مَا فَعَلْتُ بِٱلتِّينَةِ فَقَطْ،‏ بَلْ أَيْضًا إِنْ قُلْتُمْ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ:‏ ‹اِنْقَلِعْ وَٱنْطَرِحْ فِي ٱلْبَحْرِ›،‏ يَحْدُثُ ذٰلِكَ.‏+ ٢٢ وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي ٱلصَّلَاةِ بِإِيمَانٍ،‏ تَنَالُونَهُ».‏+

٢٣ وَبَعْدَمَا دَخَلَ ٱلْهَيْكَلَ،‏ دَنَا إِلَيْهِ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ ٱلشَّعْبِ وَهُوَ يُعَلِّمُ وَقَالُوا:‏+ «بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ تَفْعَلُ هٰذَا؟‏ وَمَنْ أَعْطَاكَ هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةَ؟‏».‏+ ٢٤ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ أَمْرًا وَاحِدًا.‏ فَإِنْ قُلْتُمْ لِي عَنْهُ،‏ أَقُولُ لَكُمْ أَنَا أَيْضًا بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ أَفْعَلُ هٰذَا:‏+ ٢٥ مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا،‏ مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟‏ مِنَ ٱلسَّمَاءِ أَمْ مِنَ ٱلنَّاسِ؟‏».‏+ فَٱفْتَكَرُوا فِي مَا بَيْنَهُمْ،‏ قَائِلِينَ:‏ «إِنْ قُلْنَا:‏ ‹مِنَ ٱلسَّمَاءِ›،‏ يَقُولُ لَنَا:‏ ‹لِمَاذَا إِذًا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟‏›.‏+ ٢٦ وَإِنْ قُلْنَا:‏ ‹مِنَ ٱلنَّاسِ›،‏ نَخَافُ ٱلْجَمْعَ،‏+ لِأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ يُوحَنَّا نَبِيًّا».‏+ ٢٧ فَأَجَابُوا يَسُوعَ قَائِلِينَ:‏ «لَا نَعْرِفُ».‏ فَقَالَ لَهُمْ هُوَ أَيْضًا:‏ «وَلَا أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ أَفْعَلُ هٰذَا.‏+

٢٨ ‏«مَاذَا تَظُنُّونَ؟‏ كَانَ لِإِنْسَانٍ وَلَدَانِ.‏+ فَدَنَا مِنَ ٱلْأَوَّلِ وَقَالَ:‏ ‹يَا وَلَدِي،‏ ٱذْهَبِ ٱلْيَوْمَ وَٱعْمَلْ فِي ٱلْكَرْمِ›.‏ ٢٩ فَأَجَابَ هٰذَا وَقَالَ:‏ ‹سَأَذْهَبُ يَا سَيِّدِي›،‏+ وَلٰكِنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ.‏ ٣٠ وَٱقْتَرَبَ مِنَ ٱلثَّانِي وَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذٰلِكَ.‏ فَأَجَابَ هٰذَا وَقَالَ:‏ ‹لَا أُرِيدُ›.‏ وَبَعْدَ ذٰلِكَ شَعَرَ بِأَسَفٍ+ وَذَهَبَ.‏ ٣١ فَأَيُّ ٱلِٱثْنَيْنِ فَعَلَ مَشِيئَةَ أَبِيهِ؟‏».‏+ قَالُوا:‏ «اَلْأَخِيرُ».‏ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ جُبَاةَ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْعَاهِرَاتِ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏ ٣٢ لِأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ بِطَرِيقِ ٱلْبِرِّ،‏+ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ.‏+ أَمَّا جُبَاةُ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْعَاهِرَاتُ فَآ‌مَنُوا بِهِ،‏+ وَأَنْتُمْ رَأَيْتُمْ هٰذَا،‏ وَلَمْ تَشْعُرُوا بَعْدَ ذٰلِكَ بِأَسَفٍ لِتُؤْمِنُوا بِهِ.‏

٣٣ ‏«اِسْمَعُوا مَثَلًا آخَرَ:‏ كَانَ إِنْسَانٌ،‏ رَبُّ بَيْتٍ،‏+ غَرَسَ كَرْمًا،‏ وَأَقَامَ حَوْلَهُ سِيَاجًا،‏ وَحَفَرَ فِيهِ مِعْصَرَةَ خَمْرٍ،‏ وَشَيَّدَ بُرْجًا،‏+ وَأَجَّرَهُ لِفَلَّاحِينَ،‏ وَسَافَرَ.‏+ ٣٤ وَلَمَّا جَاءَ مَوْسِمُ ٱلثِّمَارِ،‏ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى ٱلْفَلَّاحِينَ لِيَأْخُذَ ثِمَارَهُ.‏ ٣٥ وَلٰكِنَّ ٱلْفَلَّاحِينَ أَخَذُوا عَبِيدَهُ،‏ وَضَرَبُوا وَاحِدًا،‏ وَقَتَلُوا آخَرَ،‏ وَرَجَمُوا آخَرَ.‏+ ٣٦ فَأَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ،‏ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْأَوَّلِينَ،‏ فَفَعَلُوا بِهِمْ مِثْلَ ذٰلِكَ.‏+ ٣٧ وَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمِ ٱبْنَهُ،‏ قَائِلًا:‏ ‹سَيَحْتَرِمُونَ ٱبْنِي›.‏ ٣٨ فَلَمَّا رَأَى ٱلْفَلَّاحُونَ ٱلِٱبْنَ،‏ قَالُوا فِي مَا بَيْنَهُمْ:‏ ‹هٰذَا هُوَ ٱلْوَارِثُ.‏+ تَعَالَوْا نَقْتُلُهُ وَنَنَالُ مِيرَاثَهُ!‏›.‏+ ٣٩ فَأَخَذُوهُ وَأَلْقَوْهُ خَارِجَ ٱلْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ.‏+ ٤٠ فَعِنْدَمَا يَأْتِي صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ،‏ مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولٰئِكَ ٱلْفَلَّاحِينَ؟‏».‏ ٤١ قَالُوا لَهُ:‏ «لِأَنَّهُمْ أَرْدِيَاءُ سَيُهْلِكُهُمْ هَلَاكًا رَدِيًّا+ وَيُؤَجِّرُ ٱلْكَرْمَ لِفَلَّاحِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ ٱلثِّمَارَ فِي أَوَانِهَا».‏+

٤٢ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَمَا قَرَأْتُمْ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ:‏ ‹اَلْحَجَرُ ٱلَّذِي رَفَضَهُ ٱلْبَنَّاؤُونَ+ هُوَ ٱلَّذِي صَارَ حَجَرَ ٱلزَّاوِيَةِ ٱلرَّئِيسِيَّ.‏+ مِنْ يَهْوَهَ كَانَ هٰذَا،‏ وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا›؟‏ ٤٣ لِهٰذَا أَقُولُ لَكُمْ:‏ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تُنْتِجُ ثِمَارَهُ.‏+ ٤٤ وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هٰذَا ٱلْحَجَرِ يَتَهَشَّمُ.‏ أَمَّا مَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ،‏ فَإِنَّهُ يَسْحَقُهُ».‏+

٤٥ فَلَمَّا سَمِعَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ هٰذَيْنِ ٱلْمَثَلَيْنِ،‏ ٱنْتَبَهُوا أَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنْهُمْ.‏+ ٤٦ وَمَعَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْبِضُوا عَلَيْهِ،‏ خَافُوا مِنَ ٱلْجُمُوعِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْتَبِرُونَهُ نَبِيًّا.‏+

٢٢ ثُمَّ أَجَابَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ أَيْضًا بِأَمْثَالٍ،‏ قَائِلًا:‏+ ٢ ‏«يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا صَنَعَ وَلِيمَةَ عُرْسٍ+ لِٱبْنِهِ.‏ ٣ وَأَرْسَلَ عَبِيدَهُ لِيَدْعُوا ٱلْمَدْعُوِّينَ إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ،‏+ فَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَأْتُوا.‏+ ٤ وَأَرْسَلَ ثَانِيَةً عَبِيدًا آخَرِينَ،‏+ قَائِلًا:‏ ‹قُولُوا لِلْمَدْعُوِّينَ:‏ «هَا إِنِّي قَدْ هَيَّأْتُ غَدَائِي.‏+ ثِيرَانِي وَحَيَوَانَاتِي ٱلْمُسَمَّنَةُ قَدْ ذُبِحَتْ،‏ وَكُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ.‏ تَعَالَوْا إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ»›.‏+ ٥ وَلٰكِنَّهُمْ مَضَوْا غَيْرَ مُكْتَرِثِينَ،‏ وَاحِدٌ إِلَى حَقْلِهِ،‏ وَآخَرُ إِلَى تِجَارَتِهِ،‏+ ٦ وَٱلْبَاقُونَ أَمْسَكُوا عَبِيدَهُ وَأَهَانُوهُمْ وَأَسَاءُوا إِلَيْهِمْ وَقَتَلُوهُمْ.‏+

٧ ‏«فَسَخِطَ ٱلْمَلِكُ وَأَرْسَلَ جَيْشَهُ وَأَهْلَكَ أُولٰئِكَ ٱلْقَتَلَةَ وَأَحْرَقَ مَدِينَتَهُمْ.‏+ ٨ ثُمَّ قَالَ لِعَبِيدِهِ:‏ ‹وَلِيمَةُ ٱلْعُرْسِ مُعَدَّةٌ،‏ وَلٰكِنَّ ٱلْمَدْعُوِّينَ مَا كَانُوا مُسْتَحِقِّينَ.‏+ ٩ فَٱذْهَبُوا إِلَى ٱلطُّرُقِ ٱلْمُؤَدِّيَةِ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَدِينَةِ،‏ وَٱدْعُوا إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ كُلَّ مَنْ تَجِدُونَهُ›.‏+ ١٠ فَخَرَجَ أُولٰئِكَ ٱلْعَبِيدُ إِلَى ٱلطُّرُقِ،‏ وَجَمَعُوا كُلَّ مَنْ وَجَدُوا،‏ أَشْرَارًا وَصَالِحِينَ.‏+ فَٱمْتَلَأَتْ قَاعَةُ ٱلْعُرْسِ بِٱلْمُتَّكِئِينَ+ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ.‏

١١ ‏«وَلَمَّا دَخَلَ ٱلْمَلِكُ لِيَتَفَقَّدَ ٱلضُّيُوفَ،‏ أَبْصَرَ إِنْسَانًا لَا يَلْبَسُ ثَوْبَ عُرْسٍ.‏+ ١٢ فَقَالَ لَهُ:‏ ‹يَا صَاحِبُ،‏ كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ ثَوْبُ عُرْسٍ؟‏›.‏+ فَسَكَتَ.‏ ١٣ حِينَئِذٍ قَالَ ٱلْمَلِكُ لِخَدَمِهِ:‏ ‹قَيِّدُوا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَأَلْقُوهُ فِي ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ.‏ هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ›.‏+

١٤ ‏«فَإِنَّ ٱلْمَدْعُوِّينَ كَثِيرُونَ،‏ أَمَّا ٱلْمُخْتَارُونَ فَقَلِيلُونَ».‏+

١٥ حِينَئِذٍ ذَهَبَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا مَعًا لِكَيْ يُوقِعُوهُ بِكَلَامِهِ.‏+ ١٦ فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلَامِيذَهُمْ مَعَ أَعْضَاءِ حِزْبِ هِيرُودُسَ،‏+ قَائِلِينَ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ نَعْرِفُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ ٱللّٰهِ بِٱلْحَقِّ،‏ وَلَا تُبَالِي بِأَحَدٍ،‏ لِأَنَّكَ لَا تَنْظُرُ إِلَى مَظْهَرِ ٱلنَّاسِ ٱلْخَارِجِيِّ.‏+ ١٧ فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟‏ أَيَحِلُّ دَفْعُ ضَرِيبَةِ ٱلرَّأْسِ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟‏».‏+ ١٨ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ عَرَفَ شَرَّهُمْ،‏ فَقَالَ:‏ «لِمَ تَمْتَحِنُونَنِي،‏ يَا مُرَاؤُونَ؟‏+ ١٩ أَرُونِي نَقْدَ ضَرِيبَةِ ٱلرَّأْسِ».‏ فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ دِينَارًا.‏ ٢٠ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لِمَنْ هٰذِهِ ٱلصُّورَةُ وَٱلْكِتَابَةُ؟‏».‏+ ٢١ قَالُوا:‏ «لِقَيْصَرَ».‏ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ:‏ «أَوْفُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ،‏ وَمَا لِلّٰهِ لِلّٰهِ».‏+ ٢٢ فَلَمَّا سَمِعُوا ذٰلِكَ،‏ تَعَجَّبُوا وَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.‏+

٢٣ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ،‏ جَاءَ إِلَيْهِ ٱلصَّدُّوقِيُّونَ،‏ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَيْسَ قِيَامَةٌ،‏ وَسَأَلُوهُ:‏+ ٢٤ ‏«يَا مُعَلِّمُ،‏ قَالَ مُوسَى:‏ ‹إِنْ مَاتَ أَحَدٌ وَلَيْسَ لَهُ أَوْلَادٌ،‏ يَقْتَرِنُ أَخُوهُ بِزَوْجَتِهِ وَيُقِيمُ نَسْلًا لِأَخِيهِ›.‏+ ٢٥ فَكَانَ عِنْدَنَا سَبْعَةُ إِخْوَةٍ.‏ وَتَزَوَّجَ ٱلْأَوَّلُ وَمَاتَ وَلَيْسَ لَهُ نَسْلٌ،‏ فَتَرَكَ زَوْجَتَهُ لِأَخِيهِ.‏+ ٢٦ وَحَدَثَ كَذٰلِكَ أَيْضًا مَعَ ٱلثَّانِي وَٱلثَّالِثِ،‏ إِلَى ٱلسَّبْعَةِ جَمِيعًا.‏+ ٢٧ وَآخِرَ ٱلْكُلِّ مَاتَتِ ٱلْمَرْأَةُ.‏ ٢٨ فَفِي ٱلْقِيَامَةِ،‏ لِمَنْ مِنَ ٱلسَّبْعَةِ تَكُونُ زَوْجَةً؟‏ لِأَنَّهَا كَانَتْ لِلْجَمِيعِ».‏+

٢٩ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَنْتُمْ تَضِلُّونَ،‏ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَلَا قُدْرَةَ ٱللّٰهِ؛‏+ ٣٠ لِأَنَّهُ فِي ٱلْقِيَامَةِ،‏ لَا يَتَزَوَّجُ ٱلرِّجَالُ وَلَا تُزَوَّجُ ٱلنِّسَاءُ،‏+ بَلْ يَكُونُونَ مِثْلَ ٱلْمَلَائِكَةِ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ ٣١ أَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ،‏ أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلْقَائِلِ:‏+ ٣٢ ‏‹أَنَا إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلٰهُ إِسْحَاقَ وَإِلٰهُ يَعْقُوبَ›؟‏+ فَهُوَ لَيْسَ إِلٰهَ أَمْوَاتٍ،‏ بَلْ أَحْيَاءٍ».‏+ ٣٣ فَلَمَّا سَمِعَتِ ٱلْجُمُوعُ ذٰلِكَ،‏ ذَهِلَتْ مِنْ تَعْلِيمِهِ.‏+

٣٤ وَسَمِعَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَنَّهُ أَسْكَتَ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ،‏ فَأَتَوْا مَعًا مُتَضَافِرِينَ.‏ ٣٥ وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ،‏ وَهُوَ مُتَضَلِّعٌ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ،‏+ لِيَمْتَحِنَهُ:‏ ٣٦ ‏«يَا مُعَلِّمُ،‏ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ ٱلْعُظْمَى فِي ٱلشَّرِيعَةِ؟‏».‏+ ٣٧ قَالَ لَهُ:‏ «‹تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ›.‏+ ٣٨ هٰذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْعُظْمَى وَٱلْأُولَى.‏ ٣٩ وَٱلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا،‏ وَهِيَ هٰذِهِ:‏ ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›.‏+ ٤٠ بِهَاتَيْنِ ٱلْوَصِيَّتَيْنِ تَتَعَلَّقُ ٱلشَّرِيعَةُ كُلُّهَا وَٱلْأَنْبِيَاءُ».‏+

٤١ وَفِيمَا كَانَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ،‏ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ:‏+ ٤٢ ‏«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي ٱلْمَسِيحِ؟‏ اِبْنُ مَنْ هُوَ؟‏».‏ قَالُوا لَهُ:‏ «اِبْنُ دَاوُدَ».‏+ ٤٣ قَالَ لَهُمْ:‏ «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِٱلْوَحْيِ+ ‹رَبًّا›،‏ قَائِلًا:‏ ٤٤ ‏‹قَالَ يَهْوَهُ لِرَبِّي:‏ «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي إِلَى أَنْ أَضَعَ أَعْدَاءَكَ تَحْتَ قَدَمَيْكَ»›؟‏+ ٤٥ فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ ‹رَبًّا›،‏ فَكَيْفَ يَكُونُ هُوَ ٱبْنَهُ؟‏».‏+ ٤٦ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ،‏ وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ مُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ.‏+

٢٣ ثُمَّ كَلَّمَ يَسُوعُ ٱلْجُمُوعَ وَتَلَامِيذَهُ،‏+ قَائِلًا:‏ ٢ ‏«لَقَدْ جَلَسَ ٱلْكَتَبَةُ+ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى.‏+ ٣ فَٱفْعَلُوا كُلَّ مَا يَقُولُونَهُ+ لَكُمْ وَٱحْفَظُوهُ،‏ وَلٰكِنْ لَا تَفْعَلُوا حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ،‏+ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلَا يَفْعَلُونَ.‏ ٤ فَهُمْ يَرْبِطُونَ أَحْمَالًا ثَقِيلَةً وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ ٱلنَّاسِ،‏+ وَلَا يُرِيدُونَ هُمْ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبَعِهِمْ.‏+ ٥ كُلُّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ ٱلنَّاسُ،‏+ فَهُمْ يُعَرِّضُونَ ٱلْعُلَبَ+ ٱلْمُحْتَوِيَةَ عَلَى آيَاتٍ ٱلَّتِي يَلْبَسُونَهَا كَتَعَاوِيذَ،‏ وَيُطِيلُونَ أَهْدَابَ+ ثِيَابِهِمْ.‏ ٦ وَيُحِبُّونَ ٱلْمَكَانَ ٱلْأَبْرَزَ+ فِي مَآ‌دِبِ ٱلْعَشَاءِ وَٱلْمَقَاعِدَ ٱلْأَمَامِيَّةَ فِي ٱلْمَجَامِعِ،‏+ ٧ وَٱلتَّحِيَّاتِ+ فِي سَاحَاتِ ٱلْأَسْوَاقِ وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ ٱلنَّاسُ رَابِّي.‏+ ٨ أَمَّا أَنْتُمْ فَلَا تُدْعَوْا رَابِّي،‏ لِأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ،‏+ وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ.‏ ٩ وَلَا تَدْعُوا أَحَدًا أَبًا لَكُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ لِأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ،‏+ وَهُوَ ٱلسَّمَاوِيُّ.‏ ١٠ وَلَا تُدْعَوْا ‹قَادَةً›،‏+ لِأَنَّ قَائِدَكُمْ وَاحِدٌ،‏ وَهُوَ ٱلْمَسِيحُ.‏ ١١ وَٱلْأَعْظَمُ بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا.‏+ ١٢ مَنْ رَفَعَ نَفْسَهُ وُضِعَ+ وَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِعَ.‏+

١٣ ‏«وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،‏ لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ+ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ،‏ فَلَا أَنْتُمْ+ تَدْخُلُونَ،‏ وَلَا تَسْمَحُونَ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلدُّخُولَ أَنْ يَدْخُلُوا!‏ ١٤ ــــــــ‍

١٥ ‏«وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،‏+ لِأَنَّكُمْ تَجُوبُونَ ٱلْبَحْرَ وَٱلْيَابِسَةَ لِتَصْنَعُوا مُتَهَوِّدًا وَاحِدًا،‏ وَمَتَى صَارَ تَجْعَلُونَهُ يَسْتَحِقُّ ٱلْهَلَاكَ فِي وَادِي هِنُّومَ* ضِعْفَ مَا أَنْتُمْ تَسْتَحِقُّونَ!‏

١٦ ‏«وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْقَادَةُ ٱلْعُمْيَانُ،‏+ ٱلْقَائِلُونَ:‏ ‹مَنْ حَلَفَ بِٱلْهَيْكَلِ فَلَيْسَ ذٰلِكَ بِشَيْءٍ،‏ أَمَّا مَنْ حَلَفَ بِذَهَبِ ٱلْهَيْكَلِ فَهُوَ مُلْزَمٌ›!‏+ ١٧ أَيُّهَا ٱلْحَمْقَى وَٱلْعُمْيَانُ!‏ أَيُّمَا أَعْظَمُ:‏ اَلذَّهَبُ أَمِ ٱلْهَيْكَلُ ٱلَّذِي قَدَّسَ ٱلذَّهَبَ؟‏+ ١٨ وَأَيْضًا:‏ ‹مَنْ حَلَفَ بِٱلْمَذْبَحِ فَلَيْسَ ذٰلِكَ بِشَيْءٍ،‏ أَمَّا مَنْ حَلَفَ بِٱلْقُرْبَانِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ فَهُوَ مُلْزَمٌ›.‏ ١٩ أَيُّهَا ٱلْعُمْيَانُ!‏ أَيُّمَا أَعْظَمُ:‏ اَلْقُرْبَانُ أَمِ ٱلْمَذْبَحُ+ ٱلَّذِي يُقَدِّسُ ٱلْقُرْبَانَ؟‏ ٢٠ فَمَنْ حَلَفَ بِٱلْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ،‏ ٢١ وَمَنْ حَلَفَ بِٱلْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِٱلسَّاكِنِ فِيهِ،‏+ ٢٢ وَمَنْ حَلَفَ بِٱلسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ ٱللّٰهِ+ وَبِٱلْجَالِسِ عَلَيْهِ.‏

٢٣ ‏«وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،‏ لِأَنَّكُمْ تُقَدِّمُونَ عُشْرَ+ ٱلنَّعْنَعِ وَٱلشِّبِثِّ وَٱلْكَمُّونِ،‏ وَتَجَاهَلْتُمْ أَثْقَلَ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ،‏ أَيِ ٱلْعَدْلَ+ وَٱلرَّحْمَةَ+ وَٱلْأَمَانَةَ!‏+ كَانَ يَجِبُ أَنْ تَعْمَلُوا هٰذِهِ،‏ وَلَا تَتَجَاهَلُوا تِلْكَ.‏ ٢٤ أَيُّهَا ٱلْقَادَةُ ٱلْعُمْيَانُ،‏+ ٱلَّذِينَ يُصَفُّونَ مِنَ ٱلْبَعُوضَةِ+ وَيَبْلَعُونَ ٱلْجَمَلَ!‏+

٢٥ ‏«وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،‏ لِأَنَّكُمْ تُطَهِّرُونَ خَارِجَ ٱلْكَأْسِ+ وَٱلصَّحْنِ،‏ وَهُمَا فِي ٱلدَّاخِلِ مَمْلُوآنِ نَهْبًا+ وَتَطَرُّفًا!‏ ٢٦ أَيُّهَا ٱلْفَرِّيسِيُّ ٱلْأَعْمَى،‏+ طَهِّرْ أَوَّلًا دَاخِلَ ٱلْكَأْسِ+ وَٱلصَّحْنِ حَتَّى يَصِيرَ خَارِجُهُمَا طَاهِرًا أَيْضًا.‏

٢٧ ‏«وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،‏+ لِأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ ٱلْمَدَافِنَ ٱلْمُكَلَّسَةَ،‏+ ٱلَّتِي تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَلٰكِنَّهَا فِي ٱلدَّاخِلِ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلنَّجَاسَةِ!‏ ٢٨ هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا،‏ مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا،‏+ وَلٰكِنَّكُمْ فِي ٱلدَّاخِلِ مَمْلُوؤُونَ رِيَاءً وَتَعَدِّيًا عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ.‏

٢٩ ‏«وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،‏+ لِأَنَّكُمْ تَبْنُونَ مَدَافِنَ ٱلْأَنْبِيَاءِ وَتُزَخْرِفُونَ قُبُورَ ٱلْأَبْرَارِ ٱلتَّذْكَارِيَّةَ،‏+ ٣٠ وَتَقُولُونَ:‏ ‹لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا،‏ لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ ٱلْأَنْبِيَاءِ›!‏+ ٣١ فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ ٱلَّذِينَ قَتَلُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ.‏+ ٣٢ فَٱمْلَأُوا كَيْلَ+ آبَائِكُمْ.‏

٣٣ ‏«أَيُّهَا ٱلْحَيَّاتُ سُلَالَةُ ٱلْأَفَاعِي،‏+ كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ ٱلْهَلَاكِ فِي وَادِي هِنُّومَ؟‏+ ٣٤ لِذٰلِكَ هَا أَنَا مُرْسِلٌ+ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَمُرْشِدِينَ.‏+ فَبَعْضَهُمْ تَقْتُلُونَ+ وَتُعَلِّقُونَ عَلَى خَشَبَةٍ،‏ وَبَعْضَهُمْ تَجْلِدُونَ+ فِي مَجَامِعِكُمْ وَتَضْطَهِدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ،‏ ٣٥ لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ بَارٍّ أُرِيقَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏+ مِنْ دَمِ هَابِيلَ+ ٱلْبَارِّ+ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا،‏ ٱلَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ ٱلْمَقْدِسِ وَٱلْمَذْبَحِ.‏+ ٣٦ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ هٰذَا كُلَّهُ سَيَأْتِي عَلَى هٰذَا ٱلْجِيلِ.‏+

٣٧ ‏«يَا أُورُشَلِيمُ،‏ يَا أُورُشَلِيمُ،‏ يَا قَاتِلَةَ ٱلْأَنْبِيَاءِ+ وَرَاجِمَةَ+ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا!‏+ كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلَادَكِ كَمَا تَجْمَعُ ٱلدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا!‏+ وَلَمْ تُرِيدُوا.‏+ ٣٨ هَا هُوَ بَيْتُكُمْ+ يُتْرَكُ لَكُمْ.‏+ ٣٩ لِأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَنْ تَرَوْنِي أَبَدًا مِنَ ٱلْآنَ حَتَّى تَقُولُوا:‏ ‹مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ يَهْوَهَ!‏›».‏+

٢٤ ثُمَّ غَادَرَ يَسُوعُ وَمَضَى مِنَ ٱلْهَيْكَلِ،‏ فَٱقْتَرَبَ تَلَامِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ ٱلْهَيْكَلِ.‏+ ٢ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَلَا تَرَوْنَ هٰذِهِ كُلَّهَا؟‏ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ إِلَّا وَيُنْقَضُ».‏+

٣ وَبَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ،‏ ٱقْتَرَبَ مِنْهُ ٱلتَّلَامِيذُ عَلَى ٱنْفِرَادٍ،‏ قَائِلِينَ:‏ «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هٰذَا،‏ وَمَاذَا تَكُونُ عَلَامَةُ حُضُورِكَ+ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ؟‏».‏+

٤ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «اِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ.‏+ ٥ لِأَنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلِينَ:‏ ‹أَنَا ٱلْمَسِيحُ›،‏ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ.‏+ ٦ سَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ.‏ اُنْظُرُوا أَلَّا تَرْتَعِبُوا.‏ فَلَا بُدَّ أَنْ تَحْدُثَ هٰذِهِ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَتِ ٱلنِّهَايَةُ بَعْدُ.‏+

٧ ‏«لِأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ+ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ،‏+ وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ+ وَزَلَازِلُ+ فِي مَكَانٍ بَعْدَ آخَرَ.‏ ٨ وَهٰذِهِ كُلُّهَا بِدَايَةُ ٱلْمَخَاضِ.‏

٩ ‏«حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيقٍ+ وَيَقْتُلُونَكُمْ،‏+ وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ+ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي.‏+ ١٠ وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ+ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.‏+ ١١ وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ دَجَّالُونَ+ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ.‏+ ١٢ وَبِسَبَبِ ٱزْدِيَادِ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ+ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ ٱلْأَكْثَرِيَّةِ.‏+ ١٣ وَلٰكِنَّ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ+ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ.‏+ ١٤ وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ+ ٱلْمَلَكُوتِ+ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،‏+ ثُمَّ تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ.‏+

١٥ ‏«فَمَتَى رَأَيْتُمُ ٱلرِّجْسَةَ+ ٱلْمُخَرِّبَةَ،‏ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا دَانِيَالُ ٱلنَّبِيُّ،‏ قَائِمَةً فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْمُقَدَّسِ+ (‏لِيُمَيِّزِ ٱلْقَارِئُ)‏،‏ ١٦ فَحِينَئِذٍ لِيَبْدَإِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ بِٱلْهَرَبِ+ إِلَى ٱلْجِبَالِ.‏ ١٧ وَمَنْ كَانَ عَلَى ٱلسَّطْحِ فَلَا يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ ٱلْأَمْتِعَةَ.‏ ١٨ وَمَنْ كَانَ فِي ٱلْحَقْلِ فَلَا يَعُدْ إِلَى ٱلْبَيْتِ لِيَأْخُذَ رِدَاءَهُ.‏ ١٩ اَلْوَيْلُ لِلْحَوَامِلِ وَٱلْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ!‏+ ٢٠ صَلُّوا لِكَيْلَا يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ أَوْ فِي يَوْمِ سَبْتٍ،‏ ٢١ لِأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ+ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ مُنْذُ بَدْءِ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآنَ،‏+ وَلَنْ يَحْدُثَ ثَانِيَةً.‏ ٢٢ وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ ٱلْأَيَّامُ،‏ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ.‏ وَلٰكِنْ لِأَجْلِ ٱلْمُخْتَارِينَ+ تُقَصَّرُ تِلْكَ ٱلْأَيَّامُ.‏+

٢٣ ‏«وَإِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ:‏ ‹هَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ هُنَا!‏›،‏+ أَوْ:‏ ‹هُنَاكَ!‏›،‏ فَلَا تُصَدِّقُوا.‏+ ٢٤ لِأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ دَجَّالُونَ+ وَأَنْبِيَاءُ دَجَّالُونَ+ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً+ وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا ٱلْمُخْتَارِينَ أَيْضًا،‏ لَوْ أَمْكَنَ.‏+ ٢٥ هَا إِنِّي قَدْ سَبَقْتُ فَحَذَّرْتُكُمْ.‏+ ٢٦ فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ:‏ ‹هَا هُوَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ›،‏ فَلَا تَخْرُجُوا؛‏ أَوْ:‏ ‹هَا هُوَ فِي ٱلْمَخَادِعِ›،‏ فَلَا تُصَدِّقُوا.‏+ ٢٧ لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ+ يَخْرُجُ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَيُضِيءُ إِلَى ٱلْمَغَارِبِ،‏ هٰكَذَا يَكُونُ حُضُورُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ.‏+ ٢٨ حَيْثُ تَكُونُ ٱلْجِيفَةُ،‏ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ ٱلْعِقْبَانُ.‏+

٢٩ ‏«وَفِي ٱلْحَالِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ،‏ تُظْلِمُ ٱلشَّمْسُ،‏+ وَلَا يُعْطِي ٱلْقَمَرُ+ نُورَهُ،‏ وَتَسْقُطُ ٱلنُّجُومُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ،‏ وَتَتَزَعْزَعُ قُوَّاتُ ٱلسَّمٰوَاتِ.‏+ ٣٠ بَعْدَ ذٰلِكَ تَظْهَرُ آيَةُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ+ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ ثُمَّ يَلْطِمُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ صُدُورَهُمْ نَائِحِينَ،‏+ وَيَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ.‏+ ٣١ وَيُرْسِلُ مَلَائِكَتَهُ بِصَوْتِ بُوقٍ عَظِيمٍ،‏+ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ+ مِنَ ٱلرِّيَاحِ ٱلْأَرْبَعِ،‏+ مِنْ أَقْصَى ٱلسَّمٰوَاتِ إِلَى أَقْصَاهَا.‏

٣٢ ‏«وَمِنْ مَثَلِ شَجَرَةِ ٱلتِّينِ تَعَلَّمُوا هٰذَا:‏ حَالَمَا يَصِيرُ غُصْنُهَا ٱلصَّغِيرُ رَخْصًا وَيُخْرِجُ أَوْرَاقًا،‏ تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلصَّيْفَ قَرِيبٌ.‏+ ٣٣ كَذٰلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا،‏ مَتَى رَأَيْتُمْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ كُلَّهَا،‏ فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ.‏+ ٣٤ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَنْ يَزُولَ هٰذَا ٱلْجِيلُ+ أَبَدًا حَتَّى تَكُونَ هٰذِهِ كُلُّهَا.‏ ٣٥ اَلسَّمَاءُ وَٱلْأَرْضُ تَزُولَانِ،‏+ أَمَّا كَلَامِي فَلَا يَزُولُ أَبَدًا.‏+

٣٦ ‏«أَمَّا ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ وَتِلْكَ ٱلسَّاعَةُ+ فَلَا يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ،‏ لَا مَلَائِكَةُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَلَا ٱلِٱبْنُ،‏ إِلَّا ٱلْآبُ وَحْدَهُ.‏+ ٣٧ وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ،‏+ كَذٰلِكَ يَكُونُ حُضُورُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ.‏+ ٣٨ لِأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ،‏ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ،‏ وَٱلرِّجَالُ يَتَزَوَّجُونَ وَٱلنِّسَاءُ يُزَوَّجْنَ،‏ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ+ ٱلْفُلْكَ،‏+ ٣٩ وَلَمْ يَكْتَرِثُوا حَتَّى جَاءَ ٱلطُّوفَانُ وَجَرَفَهُمْ جَمِيعًا،‏+ كَذٰلِكَ يَكُونُ حُضُورُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ ٤٠ حِينَئِذٍ يَكُونُ ٱثْنَانِ فِي ٱلْحَقْلِ:‏ يُؤْخَذُ وَاحِدٌ وَيُتْرَكُ ٱلْآخَرُ.‏ ٤١ تَكُونُ ٱثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى ٱلرَّحَى:‏+ تُؤْخَذُ وَاحِدَةٌ وَتُتْرَكُ ٱلْأُخْرَى.‏+ ٤٢ فَدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ،‏ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ فِي أَيِّ يَوْمٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ.‏+

٤٣ ‏«وَلٰكِنِ ٱعْلَمُوا أَمْرًا وَاحِدًا،‏ أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ ٱلْبَيْتِ فِي أَيِّ هَزِيعٍ يَأْتِي ٱلسَّارِقُ،‏+ لَبَقِيَ مُسْتَيْقِظًا وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُقْتَحَمُ.‏ ٤٤ مِنْ أَجْلِ هٰذَا كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ،‏+ لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ.‏

٤٥ ‏«مَنْ هُوَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ+ ٱلَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِ بَيْتِهِ لِيُعْطِيَهُمْ طَعَامَهُمْ فِي حِينِهِ؟‏+ ٤٦ يَا لَسَعَادَةِ+ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدِ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ وَوَجَدَهُ يَفْعَلُ هٰكَذَا!‏ ٤٧ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ.‏+

٤٨ ‏«وَلٰكِنْ،‏ إِنْ قَالَ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدُ ٱلسَّيِّئُ فِي قَلْبِهِ:‏+ ‹سَيِّدِي يَتَأَخَّرُ›،‏+ ٤٩ وَٱبْتَدَأَ يَضْرِبُ ٱلْعَبِيدَ رُفَقَاءَهُ،‏ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ ٱلسَّكَارَى ٱلْمُدْمِنِينَ،‏ ٥٠ يَأْتِي سَيِّدُ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لَا يَتَرَقَّبُهُ وَفِي سَاعَةٍ+ لَا يَعْرِفُهَا،‏ ٥١ وَيُعَاقِبُهُ عِقَابًا شَدِيدًا+ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ ٱلْمُرَائِينَ.‏ هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ.‏+

٢٥ ‏«حِينَئِذٍ يُشَبَّهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ بِعَشْرِ عَذَارَى أَخَذْنَ سُرُجَهُنَّ+ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ ٱلْعَرِيسِ.‏+ ٢ وَكَانَتْ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَمْقَاوَاتٍ،‏+ وَخَمْسٌ فَطِنَاتٍ.‏+ ٣ فَٱلْحَمْقَاوَاتُ أَخَذْنَ سُرُجَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا،‏ ٤ وَأَمَّا ٱلْفَطِنَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا فِي أَوْعِيَتِهِنَّ مَعَ سُرُجِهِنَّ.‏ ٥ وَإِذْ تَأَخَّرَ ٱلْعَرِيسُ،‏ نَعَسْنَ جَمِيعًا وَنِمْنَ.‏+ ٦ وَعِنْدَ نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ:‏+ ‹هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ!‏ اُخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ›.‏ ٧ حِينَئِذٍ قَامَتْ أُولٰئِكَ ٱلْعَذَارَى جَمِيعًا وَهَيَّأْنَ سُرُجَهُنَّ.‏+ ٨ فَقَالَتِ ٱلْحَمْقَاوَاتُ لِلْفَطِنَاتِ:‏ ‹أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ،‏+ لِأَنَّ سُرُجَنَا عَلَى وَشْكِ أَنْ تَنْطَفِئَ›.‏ ٩ فَأَجَابَتِ ٱلْفَطِنَاتُ+ قَائِلَاتٍ:‏ ‹لَعَلَّهُ لَا يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ.‏ اِذْهَبْنَ بِٱلْأَحْرَى إِلَى ٱلْبَاعَةِ وَٱشْتَرِينَ لِأَنْفُسِكُنَّ›.‏ ١٠ وَبَيْنَمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَشْتَرِينَ،‏ وَصَلَ ٱلْعَرِيسُ،‏ فَدَخَلَتْ مَعَهُ ٱلْعَذَارَى ٱلْمُسْتَعِدَّاتُ إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ،‏+ وَأُغْلِقَ ٱلْبَابُ.‏ ١١ وَفِي مَا بَعْدُ أَتَتْ بَاقِي ٱلْعَذَارَى أَيْضًا،‏ قَائِلَاتٍ:‏ ‹يَا سَيِّدُ،‏ يَا سَيِّدُ،‏ ٱفْتَحْ لَنَا!‏›.‏+ ١٢ فَأَجَابَ وَقَالَ:‏ ‹اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ:‏ إِنِّي لَا أَعْرِفُكُنَّ›.‏+

١٣ ‏«فَدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ،‏+ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ ٱلْيَوْمَ وَلَا ٱلسَّاعَةَ.‏+

١٤ ‏«فَذٰلِكَ كَأَنَّمَا إِنْسَانٌ+ مُسَافِرٌ+ ٱسْتَدْعَى عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ مُمْتَلَكَاتِهِ.‏+ ١٥ فَأَعْطَى وَاحِدًا خَمْسَ وَزَنَاتٍ،‏ وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ،‏ وَآخَرَ وَزْنَةً،‏ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ قُدْرَتِهِ،‏+ وَسَافَرَ.‏ ١٦ وَفِي ٱلْحَالِ ذَهَبَ ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْخَمْسَ ٱلْوَزَنَاتِ وَتَاجَرَ بِهَا وَرَبِحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ.‏+ ١٧ وَكَذٰلِكَ ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْوَزْنَتَيْنِ رَبِحَ وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ.‏ ١٨ أَمَّا ٱلَّذِي أَخَذَ وَاحِدَةً فَقَطْ،‏ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي ٱلْأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ.‏

١٩ ‏«وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ+ جَاءَ سَيِّدُ أُولٰئِكَ ٱلْعَبِيدِ وَسَوَّى حِسَابَهُ مَعَهُمْ.‏+ ٢٠ فَتَقَدَّمَ ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْخَمْسَ ٱلْوَزَنَاتِ وَأَحْضَرَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ،‏ قَائِلًا:‏ ‹يَا سَيِّدُ،‏ أَنْتَ سَلَّمْتَنِي خَمْسَ وَزَنَاتٍ،‏ وَهَا أَنَا قَدْ رَبِحْتُ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ›.‏+ ٢١ فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ:‏ ‹أَحْسَنْتَ أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ وَٱلْأَمِينُ!‏+ كُنْتَ أَمِينًا+ عَلَى قَلِيلٍ،‏ فَسَأُقِيمُكَ عَلَى كَثِيرٍ.‏+ اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ+ سَيِّدِكَ›.‏ ٢٢ ثُمَّ تَقَدَّمَ ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ:‏ ‹يَا سَيِّدُ،‏ أَنْتَ سَلَّمْتَنِي وَزْنَتَيْنِ،‏ وَهَا أَنَا قَدْ رَبِحْتُ وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ›.‏+ ٢٣ فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ:‏ ‹أَحْسَنْتَ أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ وَٱلْأَمِينُ!‏ كُنْتَ أَمِينًا عَلَى قَلِيلٍ،‏ فَسَأُقِيمُكَ عَلَى كَثِيرٍ.‏+ اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ+ سَيِّدِكَ›.‏

٢٤ ‏«وَأَخِيرًا تَقَدَّمَ ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْوَزْنَةَ ٱلْوَاحِدَةَ+ وَقَالَ:‏ ‹يَا سَيِّدُ،‏ عَرَفْتُكَ إِنْسَانًا صَارِمًا،‏ تَحْصُدُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ،‏ وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تُذَرِّ.‏ ٢٥ فَخِفْتُ+ وَمَضَيْتُ وَأَخْفَيْتُ وَزْنَتَكَ فِي ٱلْأَرْضِ.‏ فَإِلَيْكَ مَا هُوَ لَكَ›.‏ ٢٦ فَأَجَابَ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ:‏ ‹أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ وَٱلْكَسْلَانُ،‏ عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ،‏ وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أُذَرِّ؟‏ ٢٧ إِذًا كَانَ يَجِبُ أَنْ تُودِعَ فِضَّتِي عِنْدَ ٱلْمَصْرِفِيِّينَ،‏ وَكُنْتُ مَتَى جِئْتُ آخُذُ مَا هُوَ لِي مَعَ فَائِدَةٍ.‏+

٢٨ ‏«‹لِذٰلِكَ خُذُوا ٱلْوَزْنَةَ مِنْهُ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ ٱلْعَشْرُ ٱلْوَزَنَاتِ.‏+ ٢٩ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ،‏ يُعْطَى أَكْثَرَ فَيَزْدَادُ؛‏ وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ،‏ فَحَتَّى مَا هُوَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ.‏+ ٣٠ وَٱلْعَبْدُ ٱلَّذِي لَا يَصْلُحُ لِشَيْءٍ أَلْقُوهُ فِي ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ.‏ هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ›.‏+

٣١ ‏«وَمَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ+ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ ٱلْمَلَائِكَةِ مَعَهُ،‏+ فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى عَرْشِهِ ٱلْمَجِيدِ.‏+ ٣٢ وَتَجْتَمِعُ أَمَامَهُ كُلُّ ٱلْأُمَمِ،‏+ فَيَفْرِزُ+ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ،‏+ كَمَا يَفْرِزُ ٱلرَّاعِي ٱلْخِرَافَ مِنَ ٱلْجِدَاءِ.‏ ٣٣ فَيَضَعُ ٱلْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ+ وَٱلْجِدَاءَ عَنْ يَسَارِهِ.‏+

٣٤ ‏«وَبَعْدَ ذٰلِكَ يَقُولُ ٱلْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ:‏ ‹تَعَالَوْا،‏ يَا مُبَارَكِي أَبِي،‏+ رِثُوا+ ٱلْمَلَكُوتَ+ ٱلْمُهَيَّأَ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ.‏+ ٣٥ لِأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي،‏+ عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي.‏ كُنْتُ غَرِيبًا فَأَضَفْتُمُونِي،‏+ ٣٦ عُرْيَانًا+ فَكَسَوْتُمُونِي.‏ مَرِضْتُ فَٱعْتَنَيْتُمْ بِي.‏ كُنْتُ فِي ٱلسِّجْنِ+ فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ›.‏ ٣٧ حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ ٱلْأَبْرَارُ قَائِلِينَ:‏ ‹يَا رَبُّ،‏ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ،‏ أَوْ عَطْشَانًا+ فَسَقَيْنَاكَ؟‏+ ٣٨ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَأَضَفْنَاكَ،‏ أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟‏ ٣٩ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ فِي ٱلسِّجْنِ فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟‏›.‏ ٤٠ فَيُجِيبُ ٱلْمَلِكُ+ وَيَقُولُ لَهُمْ:‏ ‹اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ كُلَّمَا فَعَلْتُمْ ذٰلِكَ بِأَحَدِ ٱلْأَصَاغِرِ+ مِنْ إِخْوَتِي+ هٰؤُلَاءِ،‏ فَبِي فَعَلْتُمُوهُ›.‏+

٤١ ‏«بَعْدَ ذٰلِكَ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنْ يَسَارِهِ:‏ ‹اِذْهَبُوا عَنِّي،‏+ يَا مَلَاعِينُ،‏ إِلَى ٱلنَّارِ ٱلْأَبَدِيَّةِ+ ٱلْمُهَيَّأَةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلَائِكَتِهِ.‏+ ٤٢ لِأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي،‏+ وَعَطِشْتُ+ فَلَمْ تَسْقُونِي.‏ ٤٣ كُنْتُ غَرِيبًا فَلَمْ تُضِيفُونِي،‏ عُرْيَانًا فَلَمْ تَكْسُونِي،‏+ مَرِيضًا وَفِي ٱلسِّجْنِ+ فَلَمْ تَعْتَنُوا بِي›.‏ ٤٤ حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضًا قَائِلِينَ:‏ ‹يَا رَبُّ،‏ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا أَوْ عَطْشَانًا أَوْ غَرِيبًا أَوْ عُرْيَانًا أَوْ مَرِيضًا أَوْ فِي ٱلسِّجْنِ وَلَمْ نَخْدُمْكَ؟‏›.‏ ٤٥ حِينَئِذٍ يُجِيبُ وَيَقُولُ لَهُمْ:‏ ‹اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ كُلَّمَا لَمْ تَفْعَلُوا ذٰلِكَ بِأَحَدِ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَصَاغِرِ،‏+ فَبِي+ لَمْ تَفْعَلُوهُ›.‏+ ٤٦ فَيَذْهَبُ هٰؤُلَاءِ إِلَى قَطْعٍ أَبَدِيٍّ،‏+ وَٱلْأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».‏+

٢٦ وَلَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْأَقْوَالَ كُلَّهَا،‏ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ ٢ ‏«تَعْرِفُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ ٱلْفِصْحُ،‏+ وَٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ سَيُسَلَّمُ لِيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».‏+

٣ حِينَئِذٍ ٱجْتَمَعَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ ٱلشَّعْبِ فِي فِنَاءِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ ٱلَّذِي يُدْعَى قَيَافَا،‏+ ٤ وَتَشَاوَرُوا+ مَعًا لِيَقْبِضُوا عَلَى يَسُوعَ بِحِيلَةٍ وَيَقْتُلُوهُ.‏ ٥ وَلٰكِنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ:‏ «لَيْسَ فِي ٱلْعِيدِ،‏ لِئَلَّا يَحْدُثَ شَغَبٌ بَيْنَ ٱلشَّعْبِ».‏+

٦ وَبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتَ عَنْيَا+ فِي بَيْتِ سِمْعَانَ ٱلْأَبْرَصِ،‏+ ٧ ٱقْتَرَبَتْ مِنْهُ ٱمْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةٌ مِنَ ٱلْمَرْمَرِ فِيهَا زَيْتٌ عَطِرٌ+ ثَمِينٌ،‏ وَأَخَذَتْ تَسْكُبُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ.‏ ٨ فَلَمَّا رَأَى ٱلتَّلَامِيذُ ذٰلِكَ،‏ ٱغْتَاظُوا وَقَالُوا:‏ ‏«لِمَاذَا هٰذَا ٱلتَّبْذِيرُ؟‏+ ٩ فَقَدْ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ».‏+ ١٠ فَعَلِمَ يَسُوعُ بِذٰلِكَ+ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «لِمَ تُزْعِجُونَ ٱلْمَرْأَةَ؟‏ فَإِنَّهَا قَدْ عَمِلَتْ لِي عَمَلًا حَسَنًا.‏+ ١١ لِأَنَّ ٱلْفُقَرَاءَ عِنْدَكُمْ كُلَّ حِينٍ،‏+ وَأَمَّا أَنَا فَلَنْ أَكُونَ عِنْدَكُمْ كُلَّ حِينٍ.‏+ ١٢ فَإِنَّهَا إِذْ وَضَعَتْ هٰذَا ٱلزَّيْتَ ٱلْعَطِرَ عَلَى جَسَدِي،‏ إِنَّمَا فَعَلَتْ ذٰلِكَ تَهْيِئَةً لِدَفْنِي.‏+ ١٣ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِٱلْبِشَارَةِ فِي ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ،‏ يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ،‏ تَذْكَارًا لَهَا».‏+

١٤ حِينَئِذٍ ذَهَبَ أَحَدُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ،‏ ٱلَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيَّ،‏+ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ ١٥ وَقَالَ:‏ «مَاذَا تُعْطُونَنِي لِأُسَلِّمَهُ إِلَيْكُمْ؟‏».‏+ فَٱتَّفَقُوا مَعَهُ عَلَى ثَلَاثِينَ قِطْعَةً مِنَ ٱلْفِضَّةِ.‏+ ١٦ وَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً مُلَائِمَةً لِيُسَلِّمَهُ.‏+

١٧ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلْفَطِيرِ+ دَنَا ٱلتَّلَامِيذُ إِلَى يَسُوعَ،‏ قَائِلِينَ:‏ «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُهَيِّئَ لِتَأْكُلَ ٱلْفِصْحَ؟‏».‏+ ١٨ قَالَ:‏ «اِذْهَبُوا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ إِلَى فُلَانٍ+ وَقُولُوا لَهُ:‏ يَقُولُ ٱلْمُعَلِّمُ:‏ ‹وَقْتِي ٱلْمُعَيَّنُ قَرِيبٌ.‏ سَأَحْتَفِلُ بِٱلْفِصْحِ مَعَ تَلَامِيذِي فِي بَيْتِكَ›».‏+ ١٩ فَفَعَلَ ٱلتَّلَامِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ،‏ وَأَعَدُّوا ٱلْفِصْحَ.‏+

٢٠ وَلَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ،‏+ ٱتَّكَأَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ مَعَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏+ ٢١ وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ،‏ قَالَ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ وَاحِدٌ مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي».‏+ ٢٢ فَحَزِنُوا كَثِيرًا،‏ وَٱبْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ أَلَعَلِّي هُوَ؟‏».‏+ ٢٣ فَأَجَابَ قَائِلًا:‏ «اَلَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي ٱلصَّحْفَةِ هُوَ ٱلَّذِي يُسَلِّمُنِي.‏+ ٢٤ صَحِيحٌ أَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ+ عَنْهُ،‏ لٰكِنِ ٱلْوَيْلُ+ لِذٰلِكَ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ!‏+ فَلَوْ لَمْ يُولَدْ ذٰلِكَ ٱلرَّجُلُ لَكَانَ خَيْرًا لَهُ».‏ ٢٥ فَأَجَابَ يَهُوذَا ٱلَّذِي كَانَ سَيُسَلِّمُهُ،‏ وَقَالَ:‏ «أَلَعَلِّي هُوَ،‏ رَابِّي؟‏».‏ قَالَ لَهُ:‏ «أَنْتَ نَفْسُكَ قُلْتَ».‏

٢٦ وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ بَعْدُ،‏ أَخَذَ يَسُوعُ رَغِيفًا،‏+ وَطَلَبَ بَرَكَةً ثُمَّ كَسَرَهُ+ وَأَعْطَى ٱلتَّلَامِيذَ،‏ وَقَالَ:‏ «خُذُوا كُلُوا.‏ هٰذَا يُمَثِّلُ جَسَدِي».‏+ ٢٧ وَأَيْضًا،‏ أَخَذَ كَأْسًا+ وَشَكَرَ ثُمَّ أَعْطَاهُمْ،‏ قَائِلًا:‏ «اِشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ؛‏+ ٢٨ فَإِنَّ هٰذِهِ تُمَثِّلُ+ ‹دَمِي+ ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ›،‏+ ٱلَّذِي يُسْكَبُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ+ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا.‏+ ٢٩ وَلٰكِنْ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَنْ أَشْرَبَ بَعْدَ ٱلْآنَ مِنْ نِتَاجِ ٱلْكَرْمَةِ هٰذَا حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ أَشْرَبُهُ جَدِيدًا مَعَكُمْ فِي مَلَكُوتِ أَبِي».‏+ ٣٠ وَأَخِيرًا،‏ رَنَّمُوا تَسَابِيحَ+ ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ.‏+

٣١ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «كُلُّكُمْ سَتَعْثُرُونَ بِمَا يُصِيبُنِي فِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةِ،‏ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹أَضْرِبُ ٱلرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ ٱلرَّعِيَّةِ›.‏+ ٣٢ وَلٰكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى ٱلْجَلِيلِ».‏+ ٣٣ فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ:‏ «وَإِنْ عَثَرَ ٱلْآخَرُونَ جَمِيعًا،‏ فَلَنْ أَعْثُرَ أَنَا أَبَدًا!‏».‏+ ٣٤ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ:‏ فِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةِ،‏ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ،‏ تُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».‏+ ٣٥ قَالَ لَهُ بُطْرُسُ:‏ «وَلَوِ ٱضْطُرِرْتُ إِلَى ٱلْمَوْتِ مَعَكَ،‏ لَا أُنْكِرُكَ أَبَدًا».‏ وَهٰكَذَا قَالَ أَيْضًا جَمِيعُ ٱلتَّلَامِيذِ.‏+

٣٦ حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مَعَهُمْ إِلَى ٱلْمَوْضِعِ+ ٱلَّذِي يُدْعَى جَتْسِيمَانِيَ،‏ فَقَالَ لِلتَّلَامِيذِ:‏ «اِجْلِسُوا هُنَا رَيْثَمَا أَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَأُصَلِّي».‏+ ٣٧ وَأَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَٱبْنَيْ+ زَبَدِي،‏ وَٱبْتَدَأَ يَشْعُرُ بِٱلْحُزْنِ وَٱلِٱنْزِعَاجِ ٱلشَّدِيدِ.‏+ ٣٨ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ:‏ «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى ٱلْمَوْتِ.‏+ اُمْكُثُوا هُنَا وَٱبْقَوْا سَاهِرِينَ مَعِي».‏+ ٣٩ وَتَقَدَّمَ قَلِيلًا ثُمَّ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ يُصَلِّي+ وَيَقُولُ:‏ «يَا أَبَتَاهُ،‏ إِنْ كَانَ مُمْكِنًا،‏ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هٰذِهِ ٱلْكَأْسُ.‏+ وَلٰكِنْ،‏ لَيْسَ كَمَا أَشَاءُ أَنَا،‏+ بَلْ كَمَا تَشَاءُ أَنْتَ».‏+

٤٠ ثُمَّ جَاءَ إِلَى ٱلتَّلَامِيذِ وَوَجَدَهُمْ نَائِمِينَ،‏ فَقَالَ لِبُطْرُسَ:‏ «أَهٰكَذَا لَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟‏+ ٤١ اِبْقَوْا سَاهِرِينَ+ وَصَلُّوا+ بِٱسْتِمْرَارٍ لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ.‏+ إِنَّ ٱلرُّوحَ مُنْدَفِعٌ،‏ أَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ».‏+ ٤٢ ثُمَّ مَضَى ثَانِيَةً+ وَصَلَّى قَائِلًا:‏ «يَا أَبَتَاهُ،‏ إِنْ كَانَ لَا يُمْكِنُ أَنْ تَعْبُرَ هٰذِهِ إِلَّا أَنْ أَشْرَبَهَا،‏ فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ».‏+ ٤٣ ثُمَّ جَاءَ ثَانِيَةً وَوَجَدَهُمْ نَائِمِينَ لِأَنَّ أَعْيُنَهُمْ كَانَتْ ثَقِيلَةً.‏+ ٤٤ فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضًا وَصَلَّى لِلْمَرَّةِ ٱلثَّالِثَةِ،‏+ قَائِلًا أَيْضًا ٱلْكَلَامَ نَفْسَهُ.‏ ٤٥ حِينَئِذٍ جَاءَ إِلَى ٱلتَّلَامِيذِ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «فِي مِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ تَنَامُونَ وَتَسْتَرِيحُونَ!‏ هَا قَدِ ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ لِيُسَلَّمَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ إِلَى أَيْدِي ٱلْخُطَاةِ.‏+ ٤٦ قُومُوا لِنَذْهَبَ.‏ هَا إِنَّ ٱلَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ ٱقْتَرَبَ».‏+ ٤٧ وَإِذْ كَانَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ،‏ إِذَا يَهُوذَا،‏+ أَحَدُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ،‏ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ+ وَهَرَاوَى مِنْ عِنْدِ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ ٱلشَّعْبِ.‏+

٤٨ وَكَانَ مُسَلِّمُهُ قَدْ أَعْطَاهُمْ عَلَامَةً،‏ قَائِلًا:‏ «اَلَّذِي أُقَبِّلُهُ يَكُونُ هُوَ.‏ اِعْتَقِلُوهُ».‏+ ٤٩ فَتَقَدَّمَ مُبَاشَرَةً إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ:‏ «سَلَامٌ لَكَ،‏ رَابِّي!‏»،‏+ وَقَبَّلَهُ.‏+ ٥٠ لٰكِنَّ يَسُوعَ+ قَالَ لَهُ:‏ «يَا صَاحِبُ،‏ لِمَاذَا حَضَرْتَ؟‏».‏ حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوُا ٱلْأَيْدِيَ عَلَى يَسُوعَ وَٱعْتَقَلُوهُ.‏+ ٥١ وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ ٱلَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَٱسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَقَطَعَ أُذُنَهُ.‏+ ٥٢ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ،‏+ لِأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلسَّيْفَ بِٱلسَّيْفِ يَهْلِكُونَ.‏+ ٥٣ أَمْ تَظُنُّ أَنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَلْتَمِسَ مِنْ أَبِي أَنْ يَمُدَّنِي فِي هٰذِهِ ٱللَّحْظَةِ بِأَكْثَرَ مِنِ ٱثْنَيْ عَشَرَ فَيْلَقًا مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ؟‏+ ٥٤ وَلٰكِنْ كَيْفَ تَتِمُّ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ،‏ أَنَّهُ هٰكَذَا لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ؟‏».‏ ٥٥ وَفِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ قَالَ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ:‏ «أَخَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَهَرَاوَى كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ لِتَقْبِضُوا عَلَيَّ؟‏+ كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ أَجْلِسُ فِي ٱلْهَيْكَلِ+ أُعَلِّمُ،‏ وَلَمْ تَعْتَقِلُونِي.‏ ٥٦ وَإِنَّمَا كَانَ هٰذَا كُلُّهُ لِتَتِمَّ أَسْفَارُ ٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلْمُقَدَّسَةُ».‏+ حِينَئِذٍ تَرَكَهُ ٱلتَّلَامِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.‏+

٥٧ وَٱلَّذِينَ ٱعْتَقَلُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا+ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ،‏ حَيْثُ ٱجْتَمَعَ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلشُّيُوخُ.‏+ ٥٨ أَمَّا بُطْرُسُ فَٱسْتَمَرَّ يَتْبَعُهُ عَنْ بُعْدٍ حَتَّى فِنَاءِ+ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ،‏ ثُمَّ دَخَلَ وَجَلَسَ مَعَ خُدَّامِ ٱلْبَيْتِ لِيَرَى ٱلْعَاقِبَةَ.‏+

٥٩ وَفِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ كَانَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَكُلُّ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ يُفَتِّشُونَ عَنْ شَهَادَةِ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِيُمِيتُوهُ،‏+ ٦٠ فَلَمْ يَجِدُوا،‏ مَعَ أَنَّ شُهُودَ زُورٍ كَثِيرِينَ تَقَدَّمُوا.‏+ وَلَاحِقًا تَقَدَّمَ ٱثْنَانِ ٦١ وَقَالَا:‏ «هٰذَا ٱلرَّجُلُ قَالَ:‏ ‹إِنِّي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ ٱللّٰهِ وَأَبْنِيَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ›».‏+ ٦٢ عِنْدَئِذٍ وَقَفَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَلَيْسَ لَدَيْكَ جَوَابٌ؟‏ مَا ٱلَّذِي يَشْهَدُ بِهِ هٰذَانِ عَلَيْكَ؟‏».‏+ ٦٣ لٰكِنَّ يَسُوعَ ظَلَّ سَاكِتًا.‏+ فَقَالَ لَهُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ:‏ «أَسْتَحْلِفُكَ+ بِٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا هَلْ أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ+ ٱبْنُ ٱللّٰهِ!‏».‏ ٦٤ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏+ «أَنْتَ نَفْسُكَ قُلْتَ.‏+ وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ:‏ مِنَ ٱلْآنَ+ سَتَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ+ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ+ ٱلْقُدْرَةِ وَآتِيًا عَلَى سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ».‏+ ٦٥ حِينَئِذٍ مَزَّقَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ رِدَاءَهُ،‏ قَائِلًا:‏ «لَقَدْ جَدَّفَ!‏+ مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟‏+ هَا قَدْ سَمِعْتُمُ ٱلْآنَ ٱلتَّجْدِيفَ.‏+ ٦٦ فَمَا رَأْيُكُمْ؟‏».‏ أَجَابُوا:‏ «إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ ٱلْمَوْتِ».‏+ ٦٧ حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ+ وَلَكَمُوهُ.‏+ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ عَلَى وَجْهِهِ،‏+ ٦٨ قَائِلِينَ:‏ «تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا ٱلْمَسِيحُ.‏+ مَنِ ٱلَّذِي ضَرَبَكَ؟‏».‏+

٦٩ وَكَانَ بُطْرُسُ جَالِسًا خَارِجًا فِي ٱلْفِنَاءِ،‏ فَدَنَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً:‏ «أَنْتَ أَيْضًا كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ ٱلْجَلِيلِيِّ!‏».‏+ ٧٠ لٰكِنَّهُ أَنْكَرَ قُدَّامَ ٱلْجَمِيعِ قَائِلًا:‏ «لَا أَعْرِفُ عَمَّ تَتَكَلَّمِينَ».‏ ٧١ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى ٱلرَّدْهَةِ ٱلَّتِي عِنْدَ ٱلْبَوَّابَةِ،‏ فَرَأَتْهُ أُخْرَى وَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ:‏ «هٰذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ».‏+ ٧٢ فَأَنْكَرَ ثَانِيَةً بِقَسَمٍ:‏ «لَا أَعْرِفُ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ!‏».‏+ ٧٣ وَبَعْدَ قَلِيلٍ دَنَا ٱلْوَاقِفُونَ هُنَاكَ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ:‏ «بِٱلتَّأْكِيدِ أَنْتَ أَيْضًا وَاحِدٌ مِنْهُمْ،‏ لِأَنَّ لَهْجَتَكَ تَفْضَحُكَ».‏+ ٧٤ حِينَئِذٍ ٱبْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ:‏ «لَا أَعْرِفُ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ!‏».‏ وَفِي ٱلْحَالِ صَاحَ ٱلدِّيكُ.‏+ ٧٥ فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ:‏ «قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ،‏ تُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».‏+ فَخَرَجَ وَبَكَى بِمَرَارَةٍ.‏+

٢٧ وَلَمَّا كَانَ ٱلصَّبَاحُ،‏ ٱجْتَمَعَ كُلُّ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ ٱلشَّعْبِ لِلتَّشَاوُرِ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يُمِيتُوهُ.‏+ ٢ فَقَيَّدُوهُ ثُمَّ سَاقُوهُ وَسَلَّمُوهُ إِلَى بِيلَاطُسَ ٱلْحَاكِمِ.‏+

٣ حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا،‏ ٱلَّذِي سَلَّمَهُ،‏ أَنَّهُ قَدْ حُكِمَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ،‏ نَدِمَ وَرَدَّ ٱلثَّلَاثِينَ+ قِطْعَةً مِنَ ٱلْفِضَّةِ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخِ،‏ ٤ قَائِلًا:‏ «أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَارًّا».‏+ فَقَالُوا:‏ «وَمَا هَمُّنَا نَحْنُ؟‏ هٰذَا شَأْنُكَ أَنْتَ!‏».‏+ ٥ فَأَلْقَى قِطَعَ ٱلْفِضَّةِ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَٱنْصَرَفَ،‏ ثُمَّ ذَهَبَ وَشَنَقَ نَفْسَهُ.‏+ ٦ فَأَخَذَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ قِطَعَ ٱلْفِضَّةِ وَقَالُوا:‏ «لَا يَحِلُّ إِلْقَاؤُهَا فِي ٱلْخِزَانَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ لِأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ».‏ ٧ وَبَعْدَ ٱلتَّشَاوُرِ مَعًا ٱشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ ٱلْخَزَّافِ لِدَفْنِ ٱلْغُرَبَاءِ.‏ ٨ لِهٰذَا دُعِيَ ذٰلِكَ ٱلْحَقْلُ «حَقْلَ ٱلدَّمِ»‏+ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ.‏ ٩ حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ:‏ «وَأَخَذُوا ٱلثَّلَاثِينَ قِطْعَةً مِنَ ٱلْفِضَّةِ،‏+ ثَمَنَ ٱلرَّجُلِ ٱلْمُثَمَّنِ ٱلَّذِي ثَمَّنَهُ بَعْضُ بَنِي إِسْرَائِيلَ،‏ ١٠ وَدَفَعُوهَا عَنْ حَقْلِ ٱلْخَزَّافِ،‏+ كَمَا أَمَرَنِي يَهْوَهُ».‏

١١ وَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ ٱلْحَاكِمِ،‏ فَسَأَلَهُ ٱلْحَاكِمُ:‏ «أَأَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟‏».‏+ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «أَنْتَ نَفْسُكَ تَقُولُ».‏+ ١٢ وَفِيمَا كَانَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخُ يَتَّهِمُونَهُ،‏+ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ.‏+ ١٣ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ بِيلَاطُسُ:‏ «أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟‏».‏+ ١٤ فَلَمْ يُجِبْهُ وَلَا بِكَلِمَةٍ،‏ حَتَّى تَعَجَّبَ ٱلْحَاكِمُ كَثِيرًا.‏+

١٥ وَكَانَ مِنْ عَادَةِ ٱلْحَاكِمِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ فِي كُلِّ عِيدٍ سَجِينًا،‏ مَنْ أَرَادُوا.‏+ ١٦ وَكَانَ عِنْدَهُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ سَجِينٌ رَدِيءُ ٱلصِّيتِ يُدْعَى بَارَابَاسَ.‏+ ١٧ فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ،‏ قَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ:‏ «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ:‏ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْمَسِيحَ؟‏».‏+ ١٨ لِأَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ سَلَّمُوهُ حَسَدًا.‏+ ١٩ وَبَيْنَمَا كَانَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْقَضَاءِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ زَوْجَتُهُ قَائِلَةً:‏ «إِيَّاكَ وَهٰذَا ٱلْبَارَّ،‏+ لِأَنِّي تَأَلَّمْتُ ٱلْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ+ بِسَبَبِهِ».‏ ٢٠ وَلٰكِنَّ كِبَارَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخَ أَقْنَعُوا ٱلْجُمُوعَ بِطَلَبِ بَارَابَاسَ+ وَإِهْلَاكِ يَسُوعَ.‏ ٢١ فَقَالَ لَهُمُ ٱلْحَاكِمُ:‏ «أَيَّ ٱلِٱثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟‏».‏ قَالُوا:‏ «بَارَابَاسَ».‏+ ٢٢ قَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ:‏ «فَمَاذَا أَفْعَلُ إِذًا بِيَسُوعَ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْمَسِيحَ؟‏».‏ قَالُوا جَمِيعًا:‏ «لِيُعَلَّقْ عَلَى خَشَبَةٍ!‏».‏+ ٢٣ قَالَ:‏ «وَأَيَّ أَمْرٍ رَدِيءٍ فَعَلَ؟‏».‏ فَٱزْدَادَ صُرَاخُهُمْ:‏ «لِيُعَلَّقْ عَلَى خَشَبَةٍ!‏».‏+

٢٤ فَلَمَّا رَأَى بِيلَاطُسُ أَنَّ ذٰلِكَ لَا يَنْفَعُ،‏ بَلْ بِٱلْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ،‏ أَخَذَ مَاءً+ وَغَسَلَ يَدَيْهِ أَمَامَ ٱلْجَمْعِ،‏ قَائِلًا:‏ «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هٰذَا ٱلرَّجُلِ.‏ فَٱنْظُرُوا أَنْتُمْ فِي ٱلْأَمْرِ».‏ ٢٥ فَأَجَابَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ وَقَالُوا:‏ «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلَادِنَا».‏+ ٢٦ حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ،‏ أَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ+ وَسَلَّمَهُ لِيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.‏+

٢٧ فَأَخَذَ جُنُودُ ٱلْحَاكِمِ يَسُوعَ إِلَى قَصْرِ ٱلْحَاكِمِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ ٱلْعَسْكَرِ.‏+ ٢٨ فَعَرَّوْهُ وَوَشَّحُوهُ مِعْطَفًا قِرْمِزِيًّا،‏+ ٢٩ وَضَفَرُوا تَاجًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَدِهِ ٱلْيُمْنَى.‏ ثُمَّ جَثَوْا قُدَّامَهُ وَهَزَأُوا+ بِهِ قَائِلِينَ:‏ «سَلَامٌ لَكَ يَا مَلِكَ ٱلْيَهُودِ!‏».‏+ ٣٠ وَبَصَقُوا+ عَلَيْهِ وَأَخَذُوا ٱلْقَصَبَةَ وَرَاحُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ.‏ ٣١ وَبَعْدَمَا هَزَأُوا+ بِهِ،‏ خَلَعُوا ٱلْمِعْطَفَ عَنْهُ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ ٱلْخَارِجِيَّةَ وَسَاقُوهُ لِيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.‏+

٣٢ وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا رَجُلًا قَيْرَوَانِيَّ ٱلْأَصْلِ ٱسْمُهُ سِمْعَانُ.‏+ فَسَخَّرُوهُ لِيَرْفَعَ خَشَبَةَ آلَامِهِ.‏ ٣٣ وَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مَوْضِعٍ يُدْعَى جُلْجُثَةَ،‏+ أَيْ مَوْضِعَ ٱلْجُمْجُمَةِ،‏ ٣٤ أَعْطَوْهُ خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمَرَارَةٍ+ لِيَشْرَبَ.‏ فَذَاقَهَا وَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ.‏+ ٣٥ وَلَمَّا عَلَّقُوهُ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ،‏+ ٱقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ ٱلْخَارِجِيَّةَ+ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا،‏+ ٣٦ وَجَلَسُوا هُنَاكَ يَحْرُسُونَهُ.‏ ٣٧ وَوَضَعُوا فَوْقَ رَأْسِهِ تُهْمَتَهُ مَكْتُوبَةً:‏ «هٰذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ».‏+

٣٨ حِينَئِذٍ عُلِّقَ مَعَهُ عَلَى خَشَبَةٍ لِصَّانِ،‏ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِهِ وَوَاحِدٌ عَنْ يَسَارِهِ.‏+ ٣٩ وَٱبْتَدَأَ ٱلْمَارَّةُ يُوَجِّهُونَ إِلَيْهِ كَلَامًا مُهِينًا+ وَهُمْ يَهُزُّونَ+ رُؤُوسَهُمْ ٤٠ وَيَقُولُونَ:‏ «يَا نَاقِضَ ٱلْهَيْكَلِ+ وَبَانِيَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ،‏ خَلِّصْ نَفْسَكَ!‏ إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ فَٱنْزِلْ عَنْ خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ!‏».‏+ ٤١ وَكَذٰلِكَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ مَعَ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلشُّيُوخِ رَاحُوا يَهْزَأُونَ بِهِ وَيَقُولُونَ:‏+ ٤٢ ‏«خَلَّصَ آخَرِينَ،‏ وَنَفْسُهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا!‏ إِنَّهُ مَلِكُ+ إِسْرَائِيلَ.‏ لِيَنْزِلِ ٱلْآنَ عَنْ خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ فَنُؤْمِنَ بِهِ.‏+ ٤٣ قَدِ ٱتَّكَلَ عَلَى ٱللّٰهِ،‏ فَلْيُنَجِّهِ+ ٱلْآنَ إِنْ كَانَ رَاضِيًا عَنْهُ،‏ لِأَنَّهُ قَالَ:‏ ‹أَنَا ٱبْنُ ٱللّٰهِ›».‏+ ٤٤ وَكَذٰلِكَ ٱللِّصَّانِ ٱللَّذَانِ عُلِّقَا مَعَهُ عَلَى خَشَبَةٍ أَخَذَا يُعَيِّرَانِهِ.‏+

٤٥ وَمِنَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ حَلَّتْ ظُلْمَةٌ+ عَلَى تِلْكَ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا حَتَّى ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ.‏+ ٤٦ وَنَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَالٍ،‏ قَائِلًا:‏ ‏«إِيلِي،‏ إِيلِي،‏ لَمَا شَبَقْتَنِي؟‏»،‏ أَيْ:‏ «إِلٰهِي،‏ إِلٰهِي،‏ لِمَاذَا تَخَلَّيْتَ عَنِّي؟‏».‏+ ٤٧ فَلَمَّا سَمِعَ ذٰلِكَ بَعْضُ ٱلْوَاقِفِينَ هُنَاكَ،‏ قَالُوا:‏ «إِنَّهُ يَدْعُو إِيلِيَّا».‏+ ٤٨ وَفِي ٱلْحَالِ رَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفَنْجَةً وَأَشْبَعَهَا بِخَمْرٍ حَامِضَةٍ،‏+ وَوَضَعَهَا عَلَى قَصَبَةٍ لِيَسْقِيَهُ.‏+ ٤٩ وَلٰكِنَّ ٱلْبَاقِينَ قَالُوا:‏ «دَعْهُ!‏ لِنَرَ هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا لِيُخَلِّصَهُ».‏+ [[وَأَخَذَ آخَرُ رُمْحًا وَطَعَنَ جَنْبَهُ،‏ فَخَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ]].‏+ ٥٠ فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَالٍ،‏ وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ.‏+

٥١ وَإِذَا حِجَابُ+ ٱلْمَقْدِسِ قَدِ ٱنْشَقَّ ٱثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ،‏+ وَٱلْأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ،‏ وَٱلصُّخُورُ ٱنْشَقَّتْ.‏+ ٥٢ وَٱنْفَتَحَتِ ٱلْقُبُورُ ٱلتَّذْكَارِيَّةُ وَقَامَتْ أَجْسَادٌ كَثِيرَةٌ لِلْقِدِّيسِينَ ٱلرَّاقِدِينَ ٥٣ ‏(‏وَخَرَجَ أَشْخَاصٌ مِنْ بَيْنِ ٱلْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا ٱلْمَدِينَةَ ٱلْمُقَدَّسَةَ)‏،‏+ فَصَارَتْ مَنْظُورَةً لِكَثِيرِينَ.‏ ٥٤ وَأَمَّا ٱلضَّابِطُ وَٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ،‏ فَلَمَّا رَأَوُا ٱلزِّلْزَالَ وَمَا يَحْدُثُ خَافُوا كَثِيرًا وَقَالُوا:‏ «حَقًّا كَانَ هٰذَا ٱبْنَ ٱللّٰهِ».‏+

٥٥ وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ،‏+ وَهُنَّ ٱللَّوَاتِي رَافَقْنَ يَسُوعَ مِنَ ٱلْجَلِيلِ لِيَخْدُمْنَهُ،‏+ ٥٦ وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ،‏ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي،‏ وَأُمُّ ٱبْنَيْ زَبَدِي.‏+

٥٧ وَلَمَّا كَانَ ٱلْوَقْتُ مُتَأَخِّرًا بَعْدَ ٱلظُّهْرِ،‏ جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ ٱلرَّامَةِ،‏ ٱسْمُهُ يُوسُفُ،‏ وَكَانَ هُوَ أَيْضًا قَدْ صَارَ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ.‏+ ٥٨ هٰذَا دَنَا إِلَى بِيلَاطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ.‏+ فَأَمَرَ بِيلَاطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُسَلَّمَ إِلَيْهِ.‏+ ٥٩ فَأَخَذَ يُوسُفُ ٱلْجَسَدَ وَلَفَّهُ فِي كَتَّانٍ جَيِّدٍ نَقِيٍّ،‏+ ٦٠ وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ ٱلتَّذْكَارِيِّ+ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ نَقَرَهُ فِي ٱلصَّخْرِ.‏ وَدَحْرَجَ حَجَرًا كَبِيرًا عَلَى بَابِ ٱلْقَبْرِ،‏ ثُمَّ مَضَى.‏+ ٦١ وَبَقِيَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ ٱلْأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ أَمَامَ ٱلْمَدْفِنِ.‏+

٦٢ وَفِي ٱلْغَدِ ٱلَّذِي بَعْدَ ٱلتَّهْيِئَةِ+ ٱجْتَمَعَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَمَامَ بِيلَاطُسَ،‏ ٦٣ قَائِلِينَ:‏ «يَا سَيِّدُ،‏ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذٰلِكَ ٱلدَّجَّالَ قَالَ وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ:‏ ‹إِنِّي أُقَامُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ›.‏+ ٦٤ فَمُرْ بِضَبْطِ ٱلْمَدْفِنِ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ،‏ لِئَلَّا يَأْتِيَ تَلَامِيذُهُ وَيَسْرِقُوهُ+ وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ:‏ ‹لَقَدْ أُقِيمَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ!‏›،‏ فَيَكُونَ هٰذَا ٱلتَّدْجِيلُ ٱلْأَخِيرُ أَسْوَأَ مِنَ ٱلْأَوَّلِ».‏ ٦٥ فَقَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ:‏ «عِنْدَكُمْ حَرَسٌ.‏+ اِذْهَبُوا وَٱضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ».‏ ٦٦ فَذَهَبُوا وَضَبَطُوا ٱلْمَدْفِنَ بِخَتْمِ ٱلْحَجَرِ+ وَإِقَامَةِ ٱلْحَرَسِ.‏

٢٨ وَبَعْدَ ٱلسَّبْتِ،‏ عِنْدَ بُزُوغِ نُورِ ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلْأُسْبُوعِ،‏ أَتَتْ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ ٱلْأُخْرَى لِتَنْظُرَا ٱلْمَدْفِنَ.‏+

٢ وَإِذَا زِلْزَالٌ عَظِيمٌ قَدْ حَدَثَ،‏ لِأَنَّ مَلَاكَ يَهْوَهَ كَانَ قَدْ نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَٱقْتَرَبَ وَدَحْرَجَ ٱلْحَجَرَ وَجَلَسَ عَلَيْهِ.‏+ ٣ وَكَانَ مَظْهَرُهُ كَٱلْبَرْقِ،‏+ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَٱلثَّلْجِ.‏+ ٤ فَٱرْتَعَدَ ٱلْحُرَّاسُ خَوْفًا مِنْهُ،‏ وَصَارُوا كَٱلْأَمْوَاتِ.‏

٥ فَأَجَابَ ٱلْمَلَاكُ+ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ:‏ «لَا تَخَافَا،‏ فَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ+ ٱلَّذِي عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.‏ ٦ لَيْسَ هُوَ هُنَا،‏ لِأَنَّهُ أُقِيمَ+ كَمَا قَالَ.‏ تَعَالَيَا وَٱنْظُرَا ٱلْمَكَانَ ٱلَّذِي كَانَ مُضْجَعًا فِيهِ.‏ ٧ وَٱذْهَبَا سَرِيعًا وَقُولَا لِتَلَامِيذِهِ إِنَّهُ أُقِيمَ+ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ،‏ وَهَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى ٱلْجَلِيلِ.‏+ هُنَاكَ تَرَوْنَهُ.‏ هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمْ».‏+

٨ فَتَرَكَتَا ٱلْقَبْرَ ٱلتَّذْكَارِيَّ سَرِيعًا،‏ وَهُمَا فِي خَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ،‏ وَرَكَضَتَا لِتُخْبِرَا تَلَامِيذَهُ.‏+ ٩ فَإِذَا يَسُوعُ قَدْ لَاقَاهُمَا وَقَالَ:‏ «سَلَامٌ لَكُمَا!‏».‏ فَٱقْتَرَبَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ.‏ ١٠ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:‏ «لَا تَخَافَا!‏ اِذْهَبَا وَأَخْبِرَا إِخْوَتِي+ لِكَيْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلْجَلِيلِ،‏ وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي».‏

١١ وَفِيمَا هُمَا ذَاهِبَتَانِ،‏ إِذَا بَعْضُ ٱلْحَرَسِ+ قَدْ أَتَوْا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا كِبَارَ ٱلْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا حَدَثَ.‏ ١٢ فَٱجْتَمَعَ هٰؤُلَاءِ مَعَ ٱلشُّيُوخِ وَتَشَاوَرُوا،‏ ثُمَّ أَعْطَوُا ٱلْجُنُودَ فِضَّةً كَثِيرَةً+ ١٣ وَقَالُوا:‏ «قُولُوا:‏ ‹أَتَى تَلَامِيذُهُ+ لَيْلًا وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نَائِمُونَ›.‏ ١٤ وَإِذَا بَلَغَ ذٰلِكَ مَسَامِعَ ٱلْحَاكِمِ،‏ فَنَحْنُ نُقْنِعُهُ وَلَا نَجْعَلُكُمْ تَقْلَقُونَ».‏ ١٥ فَأَخَذُوا ٱلْفِضَّةَ وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ،‏ فَذَاعَ هٰذَا ٱلْقَوْلُ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ.‏

١٦ وَأَمَّا ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْأَحَدَ عَشَرَ فَذَهَبُوا إِلَى ٱلْجَلِيلِ+ إِلَى ٱلْجَبَلِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ لَهُمْ يَسُوعُ،‏ ١٧ وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا،‏ لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ شَكُّوا.‏+ ١٨ فَٱقْتَرَبَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ،‏ قَائِلًا:‏ «دُفِعَتْ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَةٍ+ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ ١٩ فَٱذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا+ أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،‏+ وَعَمِّدُوهُمْ+ بِٱسْمِ ٱلْآبِ+ وَٱلِٱبْنِ+ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏+ ٢٠ وَعَلِّمُوهُمْ+ أَنْ يَحْفَظُوا+ جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ.‏+ وَهَا أَنَا مَعَكُمْ+ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏+

 انظر الملحق ٢.‏

 أي:‏ «رُبْع قِرْشٍ».‏ انظر الملحق ٥.‏

 انظر الملحق ٢.‏

 يمكن ان تشير صيغة الجمع اليونانية الى المثنى،‏ أي:‏ «أُخْتَاهُ».‏

 انظر الملحق ٢.‏

 انظر الملحق ٢.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة