اَلْبِشَارَةُ عَلَى مَا رَوَى مَتَّى
١ كِتَابُ تَارِيخِ+ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱبْنِ دَاوُدَ،+ ٱبْنِ إِبْرَاهِيمَ:+
٢ إِبْرَاهِيمُ وَلَدَ إِسْحَاقَ،+
وَإِسْحَاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ،+
وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا+ وَإِخْوَتَهُ،
٣ وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ+ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ،
وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ،+
وَحَصْرُونُ وَلَدَ رَامًا،+
٤ وَرَامٌ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ،
وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ،+
وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ،+
٥ وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ،+
وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ،+
وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى،+
دَاوُدُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ+ مِنْ زَوْجَةِ أُورِيَّا،
٧ وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحُبْعَامَ،+
وَرَحُبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا،
٨ وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ،+
وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يَهُورَامَ،+
وَيَهُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا،
٩ وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ،
وَآحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا،+
١٠ وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى،+
وَآمُونُ+ وَلَدَ يُوشِيَّا،
١١ وَيُوشِيَّا+ وَلَدَ يَكُنْيَا+ وَإِخْوَتَهُ ٱلَّذِينَ عَاشُوا فِي زَمَنِ ٱلسَّبْيِ إِلَى بَابِلَ.+
١٢ وَبَعْدَ ٱلسَّبْيِ إِلَى بَابِلَ، يَكُنْيَا وَلَدَ شَأَلْتِيئِيلَ،+
وَشَأَلْتِيئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ،+
١٣ وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيُودَ،
وَأَبِيُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ،
وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ،
١٤ وَعَازُورُ وَلَدَ صَادُوقَ،
وَصَادُوقُ وَلَدَ أَخِيمَ،
وَأَخِيمُ وَلَدَ أَلِيُودَ،
١٥ وَأَلِيُودُ وَلَدَ أَلِعَازَارَ،
وَأَلِعَازَارُ وَلَدَ مَتَّانَ،
وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ،
١٦ وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ زَوْجَ مَرْيَمَ ٱلَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ+ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْمَسِيحَ.+
١٧ فَجَمِيعُ ٱلْأَجْيَالِ إِذًا، مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلًا، وَمِنْ دَاوُدَ حَتَّى ٱلسَّبْيِ إِلَى بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلًا، وَمِنَ ٱلسَّبْيِ إِلَى بَابِلَ حَتَّى ٱلْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلًا.
١٨ أَمَّا وِلَادَةُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فَكَانَتْ هٰكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً+ لِيُوسُفَ، وُجِدَتْ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا حَامِلًا مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ.+ ١٩ وَإِذْ كَانَ يُوسُفُ زَوْجُهَا بَارًّا وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَشْهَرَهَا،+ نَوَى أَنْ يُطَلِّقَهَا+ سِرًّا. ٢٠ وَلٰكِنْ فِيمَا كَانَ يُفَكِّرُ مَلِيًّا فِي هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ، إِذَا مَلَاكُ يَهْوَهَ قَدْ تَرَاءَى لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ٱبْنَ دَاوُدَ، لَا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ زَوْجَتَكَ إِلَى بَيْتِكَ، لِأَنَّ ٱلَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ.+ ٢١ وَسَتَلِدُ ٱبْنًا، فَٱدْعُ ٱسْمَهُ يَسُوعَ،+ لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ+ شَعْبَهُ+ مِنْ خَطَايَاهُمْ».+ ٢٢ وَهٰذَا كُلُّهُ حَدَثَ لِيَتِمَّ مَا قِيلَ مِنْ يَهْوَهَ+ بِنَبِيِّهِ+ ٱلْقَائِلِ: ٢٣ «هَا إِنَّ ٱلْعَذْرَاءَ+ تَحْمِلُ وَتَلِدُ ٱبْنًا، وَيَدْعُونَ ٱسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ»،+ ٱلَّذِي يَعْنِي عِنْدَ تَرْجَمَتِهِ: «اَللّٰهُ مَعَنَا».+
٢٤ فَٱسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنْ نَوْمِهِ وَفَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلَاكُ يَهْوَهَ، وَأَخَذَ زَوْجَتَهُ إِلَى بَيْتِهِ. ٢٥ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ عَلَاقَةٌ زَوْجِيَّةٌ+ بِهَا إِلَى أَنْ وَلَدَتِ ٱبْنًا،+ وَدَعَا ٱسْمَهُ يَسُوعَ.+
٢ وَبَعْدَمَا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتَ لَحْمَ+ بِٱلْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ+ ٱلْمَلِكِ، إِذَا مُنَجِّمُونَ+ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ قَدْ أَتَوْا إِلَى أُورُشَلِيمَ، ٢ قَائِلِينَ: «أَيْنَ ٱلْمَوْلُودُ مَلِكُ+ ٱلْيَهُودِ؟ رَأَيْنَا نَجْمَهُ+ وَنَحْنُ فِي ٱلْمَشْرِقِ، فَجِئْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». ٣ فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْمَلِكُ هِيرُودُسُ ٱضْطَرَبَ هُوَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ، ٤ فَجَمَعَ كُلَّ كِبَارِ كَهَنَةِ ٱلشَّعْبِ وَكَتَبَتِهِمْ وَٱسْتَعْلَمَهُمْ أَيْنَ يُولَدُ ٱلْمَسِيحُ. ٥ فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتَ لَحْمَ+ بِٱلْيَهُودِيَّةِ، لِأَنَّهُ هٰكَذَا مَكْتُوبٌ بِٱلنَّبِيِّ: ٦ ‹وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمُ+ ٱلَّتِي فِي أَرْضِ يَهُوذَا، لَسْتِ ٱلْمَدِينَةَ ٱلْأَقَلَّ شَأْنًا عِنْدَ حُكَّامِ يَهُوذَا؛ لِأَنَّهُ مِنْكِ يَخْرُجُ حَاكِمٌ+ يَرْعَى+ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ›».
٧ حِينَئِذٍ ٱسْتَدْعَى هِيرُودُسُ ٱلْمُنَجِّمِينَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ ظُهُورِ ٱلنَّجْمِ. ٨ ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ وَقَالَ: «اِذْهَبُوا وَٱبْحَثُوا عَنِ ٱلصَّغِيرِ بَحْثًا دَقِيقًا، وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِأَذْهَبَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ».+ ٩ فَلَمَّا سَمِعُوا هٰذَا مِنَ ٱلْمَلِكِ ذَهَبُوا، وَإِذَا ٱلنَّجْمُ ٱلَّذِي كَانُوا قَدْ رَأَوْهُ وَهُمْ فِي ٱلْمَشْرِقِ+ يَتَقَدَّمُهُمْ، حَتَّى جَاءَ وَتَوَقَّفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ ٱلصَّغِيرُ. ١٠ فَلَمَّا رَأَوُا ٱلنَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. ١١ وَدَخَلُوا ٱلْبَيْتَ فَرَأَوُا ٱلصَّغِيرَ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ، فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. وَفَتَحُوا أَيْضًا كُنُوزَهُمْ وَقَرَّبُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا. ١٢ وَإِذْ أُعْطُوا تَحْذِيرًا إِلٰهِيًّا+ فِي حُلْمٍ لِئَلَّا يَعُودُوا إِلَى هِيرُودُسَ، ٱنْصَرَفُوا إِلَى بِلَادِهِمْ فِي طَرِيقٍ أُخْرَى.
١٣ وَلَمَّا ٱنْصَرَفُوا، إِذَا بِمَلَاكِ يَهْوَهَ+ قَدْ تَرَاءَى لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «قُمْ وَخُذِ ٱلصَّغِيرَ وَأُمَّهُ وَٱهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَٱبْقَ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ، لِأَنَّ هِيرُودُسَ سَيَبْحَثُ عَنِ ٱلصَّغِيرِ لِيُهْلِكَهُ». ١٤ فَقَامَ وَأَخَذَ ٱلصَّغِيرَ وَأُمَّهُ لَيْلًا وَٱنْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ، ١٥ وَبَقِيَ هُنَاكَ إِلَى مَوْتِ هِيرُودُسَ، لِيَتِمَّ+ مَا قِيلَ مِنْ يَهْوَهَ بِنَبِيِّهِ ٱلْقَائِلِ: «مِنْ مِصْرَ+ دَعَوْتُ ٱبْنِي».
١٦ حِينَئِذٍ، لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ ٱلْمُنَجِّمِينَ قَدْ ضَحِكُوا عَلَيْهِ، ٱسْتَشَاطَ غَضَبًا، وَأَرْسَلَ فَقَضَى عَلَى جَمِيعِ ٱلصِّبْيَانِ فِي بَيْتَ لَحْمَ وَفِي جَمِيعِ نَوَاحِيهَا، مِنِ ٱبْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَبِ ٱلزَّمَانِ ٱلَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ ٱلْمُنَجِّمِينَ.+ ١٧ حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ: ١٨ «صَوْتٌ سُمِعَ فِي ٱلرَّامَةِ،+ بُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ؛ رَاحِيلُ+ تَبْكِي عَلَى أَوْلَادِهَا، وَلَا تَشَاءُ أَنْ تَتَعَزَّى، لِأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».
١٩ وَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا بِمَلَاكِ يَهْوَهَ قَدْ تَرَاءَى لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ+ فِي مِصْرَ ٢٠ وَقَالَ: «قُمْ وَخُذِ ٱلصَّغِيرَ وَأُمَّهُ وَٱذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لِأَنَّهُ قَدْ مَاتَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ ٱلصَّغِيرِ». ٢١ فَقَامَ وَأَخَذَ ٱلصَّغِيرَ وَأُمَّهُ وَدَخَلَ أَرْضَ إِسْرَائِيلَ. ٢٢ لٰكِنَّهُ سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلَاوُسَ يَمْلِكُ عَلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ هِيرُودُسَ، فَخَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُعْطِيَ تَحْذِيرًا إِلٰهِيًّا فِي حُلْمٍ،+ ٱنْصَرَفَ إِلَى مُقَاطَعَةِ ٱلْجَلِيلِ،+ ٢٣ وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ ٱسْمُهَا ٱلنَّاصِرَةُ،+ لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِٱلْأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ يُدْعَى نَاصِرِيًّا».+
٣ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ أَتَى يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ+ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ+ ٱلْيَهُودِيَّةِ، ٢ قَائِلًا: «تُوبُوا،+ فَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ».+ ٣ فَإِنَّ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ إِشَعْيَا ٱلنَّبِيُّ،+ قَائِلًا: «اِسْمَعُوا! فِي ٱلْبَرِّيَّةِ صَارِخٌ: ‹هَيِّئُوا+ طَرِيقَ يَهْوَهَ! اِجْعَلُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً›». ٤ وَيُوحَنَّا هٰذَا كَانَ لِبَاسُهُ مِنْ وَبَرِ+ ٱلْجَمَلِ وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةٌ مِنْ جِلْدٍ.+ وَكَانَ طَعَامُهُ جَرَادًا+ وَعَسَلًا بَرِّيًّا.+ ٥ حِينَئِذٍ خَرَجَتْ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَكُلُّ ٱلْكُورَةِ ٱلْمُحِيطَةِ بِٱلْأُرْدُنِّ، ٦ وَٱعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ،+ مُعْتَرِفِينَ جَهْرًا بِخَطَايَاهُمْ.
٧ وَلَمَّا أَبْصَرَ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ+ آتِينَ إِلَى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ، قَالَ لَهُمْ: «يَا سُلَالَةَ ٱلْأَفَاعِي،+ مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ ٱلسُّخْطِ ٱلْآتِي؟+ ٨ فَأَنْتِجُوا ثَمَرًا يَلِيقُ بِٱلتَّوْبَةِ،+ ٩ وَلَا تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا لِأَنْفُسِكُمْ: ‹لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبًا›.+ لِأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ ٱللّٰهَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحِجَارَةِ أَوْلَادًا لِإِبْرَاهِيمَ.+ ١٠ إِنَّ ٱلْفَأْسَ+ قَدْ وُضِعَتْ عَلَى أَصْلِ ٱلشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لَا تُنْتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ+ وَتُلْقَى فِي ٱلنَّارِ.+ ١١ أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ+ بِسَبَبِ تَوْبَتِكُمْ،+ وَلٰكِنَّ ٱلْآتِيَ+ بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، ٱلَّذِي لَسْتُ جَدِيرًا بِأَنْ أَخْلَعَ نَعْلَيْهِ.+ ذَاكَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِرُوحٍ قُدُسٍ+ وَبِنَارٍ.+ ١٢ فِي يَدِهِ رَفْشُ ٱلتَّذْرِيَةِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ حِنْطَتَهُ إِلَى ٱلْمَخْزَنِ،+ أَمَّا ٱلْعُصَافَةُ فَيُحْرِقُهَا+ بِنَارٍ لَا تُطْفَأُ».
١٣ ثُمَّ أَتَى يَسُوعُ مِنَ ٱلْجَلِيلِ+ إِلَى ٱلْأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ+ مِنْهُ. ١٤ لٰكِنَّ يُوحَنَّا حَاوَلَ أَنْ يَمْنَعَهُ قَائِلًا: «أَنَا ٱلْمُحْتَاجُ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، أَفَتَأْتِي أَنْتَ إِلَيَّ؟». ١٥ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ قَائِلًا: «لِيَكُنْ هٰذَا ٱلْآنَ، لِأَنَّهُ هٰكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُتِمَّ كُلَّ بِرٍّ».+ حِينَئِذٍ كَفَّ عَنْ مَنْعِهِ. ١٦ فَلَمَّا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ فِي ٱلْحَالِ مِنَ ٱلْمَاءِ، وَإِذَا ٱلسَّمٰوَاتُ قَدِ ٱنْفَتَحَتْ،+ فَرَأَى يُوحَنَّا رُوحَ ٱللّٰهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ+ وَآتِيًا عَلَى يَسُوعَ.+ ١٧ وَإِذَا صَوْتٌ+ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ يَقُولُ: «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي+ ٱلْحَبِيبُ+ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ».+
٤ حِينَئِذٍ أَصْعَدَ ٱلرُّوحُ يَسُوعَ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ+ لِيُجَرِّبَهُ+ إِبْلِيسُ. ٢ فَبَعْدَمَا صَامَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً،+ شَعَرَ بِٱلْجُوعِ. ٣ فَأَتَى ٱلْمُجَرِّبُ+ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ،+ فَقُلْ لِهٰذِهِ ٱلْحِجَارَةِ أَنْ تَصِيرَ أَرْغِفَةَ خُبْزٍ». ٤ فَأَجَابَهُ قَائِلًا: «مَكْتُوبٌ: ‹لَا يَحْيَ ٱلْإِنْسَانُ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ يَهْوَهَ›».+
٥ ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،+ وَأَقَامَهُ عَلَى شَرَفَاتِ ٱلْهَيْكَلِ ٦ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ، فَٱطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ،+ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: ‹يُوَصِّي مَلَائِكَتَهُ بِكَ، فَيَحْمِلُونَكَ عَلَى أَيْدِيهِمْ، لِئَلَّا تَصْدِمَ قَدَمَكَ بِحَجَرٍ›».+ ٧ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: ‹لَا تَمْتَحِنْ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ›».+
٨ فَأَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ+ وَمَجْدَهَا، ٩ وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هٰذِهِ جَمِيعَهَا+ إِنْ خَرَرْتَ وَقُمْتَ بِعَمَلِ عِبَادَةٍ لِي».+ ١٠ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اِذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: ‹يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَعْبُدُ،+ وَلَهُ وَحْدَهُ+ تُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً›».+ ١١ ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ،+ وَإِذَا مَلَائِكَةٌ قَدْ جَاءُوا وَصَارُوا يَخْدُمُونَهُ.+
١٢ وَلَمَّا سَمِعَ أَنَّ يُوحَنَّا قَدْ قُبِضَ عَلَيْهِ،+ ٱنْصَرَفَ إِلَى ٱلْجَلِيلِ.+ ١٣ وَتَرَكَ ٱلنَّاصِرَةَ ثُمَّ جَاءَ وَأَقَامَ فِي كَفَرْنَاحُومَ+ بِجَانِبِ ٱلْبَحْرِ فِي نَوَاحِي زَبُولُونَ وَنَفْتَالِي،+ ١٤ لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ: ١٥ «يَا أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي، عَلَى طَرِيقِ ٱلْبَحْرِ، عَلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى لِلْأُرْدُنِّ، جَلِيلَ+ ٱلْأُمَمِ! ١٦ اَلشَّعْبُ ٱلْجَالِسُ فِي ٱلظُّلْمَةِ+ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا،+ وَٱلْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلِّ ٱلْمَوْتِ أَشْرَقَ+ عَلَيْهِمْ نُورٌ».+ ١٧ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ: «تُوبُوا،+ فَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ+ ٱلسَّمٰوَاتِ».
١٨ وَإِذْ كَانَ يَمْشِي عِنْدَ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ رَأَى أَخَوَيْنِ، سِمْعَانَ+ ٱلَّذِي يُدْعَى بُطْرُسَ+ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ، يُلْقِيَانِ شَبَكَةَ صَيْدٍ فِي ٱلْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. ١٩ فَقَالَ لَهُمَا: «هَلُمَّ وَرَائِي، فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيْ نَاسٍ».+ ٢٠ فَتَرَكَا شِبَاكَهُمَا+ حَالًا وَتَبِعَاهُ. ٢١ وَتَابَعَ سَيْرَهُ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ،+ يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدِي+ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، فِي ٱلْمَرْكَبِ مَعَ زَبَدِي أَبِيهِمَا، يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا. ٢٢ فَتَرَكَا ٱلْمَرْكَبَ وَأَبَاهُمَا حَالًا وَتَبِعَاهُ.
٢٣ ثُمَّ طَافَ+ فِي كُلِّ ٱلْجَلِيلِ،+ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ+ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَيُبْرِئُ شَتَّى ٱلْعِلَلِ+ وَٱلْعَاهَاتِ فِي ٱلشَّعْبِ. ٢٤ فَذَاعَ خَبَرُهُ فِي كُلِّ سُورِيَّةَ.+ وَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ كُلَّ مَنْ بِهِمْ سُوءٌ،+ ٱلَّذِينَ يُعَانُونَ مُخْتَلِفَ أَنْوَاعِ ٱلْعِلَلِ وَٱلْعَذَابِ، وَٱلَّذِينَ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِمِ ٱلشَّيَاطِينُ وَٱلْمُصَابِينَ بِٱلصَّرْعِ+ وَٱلْمَشْلُولِينَ، فَشَفَاهُمْ. ٢٥ وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ مِنَ ٱلْجَلِيلِ+ وَدِكَابُولِيسَ وَأُورُشَلِيمَ+ وَٱلْيَهُودِيَّةِ وَمِنْ عَبْرِ ٱلْأُرْدُنِّ.
٥ فَلَمَّا رَأَى ٱلْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ، وَلَمَّا جَلَسَ أَتَى إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ. ٢ فَفَتَحَ فَاهُ وَأَخَذَ يُعَلِّمُهُمْ قَائِلًا:
٣ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ،+ فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ.+
٤ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلنَّائِحُونَ، فَإِنَّهُمْ يُعَزَّوْنَ.+
٥ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْوُدَعَاءُ،+ فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ.+
٦ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْجِيَاعُ وَٱلْعِطَاشُ+ إِلَى ٱلْبِرِّ، فَإِنَّهُمْ يُشْبَعُونَ.+
٧ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ،+ فَإِنَّهُمْ يُرْحَمُونَ.
٨ «سُعَدَاءُ هُمْ أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ،+ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ ٱللّٰهَ.+
٩ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمُسَالِمُونَ،+ فَإِنَّهُمْ ‹أَبْنَاءَ+ ٱللّٰهِ› يُدْعَوْنَ.
١٠ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمُضْطَهَدُونَ+ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ، فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ.
١١ «سُعَدَاءُ أَنْتُمْ مَتَى عَيَّرُوكُمْ+ وَٱضْطَهَدُوكُمْ+ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ شَتَّى ٱلشُّرُورِ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ. ١٢ اِفْرَحُوا وَٱطْفِرُوا مِنَ ٱلْفَرَحِ،+ لِأَنَّ مُكَافَأَتَكُمْ+ عَظِيمَةٌ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هٰكَذَا ٱضْطَهَدُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ+ مِنْ قَبْلِكُمْ.
١٣ «أَنْتُمْ مِلْحُ+ ٱلْأَرْضِ، وَلٰكِنْ إِنْ تَفِهَ ٱلْمِلْحُ، فَكَيْفَ تُرَدُّ مُلُوحَتُهُ؟ إِنَّهُ لَا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيْءٍ إِلَّا لِأَنْ يُلْقَى خَارِجًا+ لِتَدُوسَهُ ٱلنَّاسُ.
١٤ «أَنْتُمْ نُورُ ٱلْعَالَمِ.+ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ تَقَعُ عَلَى جَبَلٍ. ١٥ وَلَا يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ ٱلْمِكْيَالِ،+ بَلْ عَلَى ٱلْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ مَنْ فِي ٱلْبَيْتِ. ١٦ فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ+ هٰكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، لِيَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ+ وَيُمَجِّدُوا+ أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ.
١٧ «لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ ٱلشَّرِيعَةَ+ أَوِ ٱلْأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ، بَلْ لِأُتَمِّمَ؛+ ١٨ فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ زَوَالَ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ+ أَقْرَبُ مِنْ أَنْ يَزُولَ أَصْغَرُ حَرْفٍ أَوْ جُزْءٌ مِنْ حَرْفٍ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَلَا يَكُونَ ٱلْكُلُّ.+ ١٩ فَمَنْ نَقَضَ+ وَاحِدَةً مِنْ هٰذِهِ ٱلْوَصَايَا ٱلصُّغْرَى، وَعَلَّمَ ٱلنَّاسَ هٰكَذَا، يُدْعَى ‹ٱلْأَقَلَّ أَهْلِيَّةً› لِمَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ.+ أَمَّا مَنْ عَمِلَ بِهَا وَعَلَّمَهَا،+ فَهٰذَا يُدْعَى ‹عَظِيمَ+ ٱلْأَهْلِيَّةِ› لِمَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ. ٢٠ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى ٱلَّذِي لِلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ،+ فَلَنْ تَدْخُلُوا+ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ أَبَدًا.
٢١ «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: ‹لَا تَقْتُلْ،+ وَمَنْ قَتَلَ+ يُحَاسَبُ أَمَامَ مَحْكَمَةِ ٱلْعَدْلِ›.+ ٢٢ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَنْ بَقِيَ سَاخِطًا+ عَلَى أَخِيهِ يُحَاسَبُ+ أَمَامَ مَحْكَمَةِ ٱلْعَدْلِ، وَلٰكِنْ مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ كَلِمَةَ ٱزْدِرَاءٍ لَا تَلِيقُ يُحَاسَبُ أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا، فِي حِينِ أَنَّ مَنْ قَالَ: ‹أَيُّهَا ٱلْوَغْدُ!› يَسْتَوْجِبُ نَارَ وَادِي هِنُّومَ.*+
٢٣ «فَإِذَا كُنْتَ تُحْضِرُ قُرْبَانَكَ إِلَى ٱلْمَذْبَحِ+ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لِأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ،+ ٢٤ فَٱتْرُكْ قُرْبَانَكَ هُنَاكَ أَمَامَ ٱلْمَذْبَحِ وَٱذْهَبْ صَالِحْ أَخَاكَ أَوَّلًا،+ وَحِينَئِذٍ ٱرْجِعْ وَقَرِّبْ قُرْبَانَكَ.+
٢٥ «سَارِعْ إِلَى تَسْوِيَةِ ٱلْأُمُورِ مَعَ ٱلْمُشْتَكِي عَلَيْكَ مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي ٱلطَّرِيقِ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ، لِئَلَّا يُسَلِّمَكَ ٱلْمُشْتَكِي+ إِلَى ٱلْقَاضِي، وَٱلْقَاضِي إِلَى مَأْمُورِ ٱلْمَحْكَمَةِ، وَتُلْقَى فِي ٱلسِّجْنِ. ٢٦ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُسَدِّدَ آخِرَ رُبْعٍ.*+
٢٧ «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: ‹لَا تَزْنِ›.+ ٢٨ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱمْرَأَةٍ+ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى+ بِهَا فِي قَلْبِهِ.+ ٢٩ فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ، فَٱقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ.+ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ لَكَ أَنْ تَخْسَرَ أَحَدَ أَعْضَائِكَ مِنْ أَنْ يُرْمَى+ جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي وَادِي هِنُّومَ. ٣٠ وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ، فَٱقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ.+ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ لَكَ أَنْ تَخْسَرَ أَحَدَ أَعْضَائِكَ مِنْ أَنْ يَذْهَبَ جَسَدُكَ كُلُّهُ إِلَى وَادِي هِنُّومَ.
٣١ «وَقِيلَ أَيْضًا: ‹مَنْ طَلَّقَ+ زَوْجَتَهُ، فَلْيُعْطِهَا شَهَادَةَ طَلَاقٍ›.+ ٣٢ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ إِلَّا بِسَبَبِ ٱلْعَهَارَةِ،+ فَقَدْ عَرَّضَهَا لِلزِّنَى.+ وَمَنْ تَزَوَّجَ مُطَلَّقَةً، فَقَدْ زَنَى.+
٣٣ «سَمِعْتُمْ أَيْضًا أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: ‹لَا تَحْنَثْ فِي حَلْفِكَ،+ بَلْ أَوْفِ لِيَهْوَهَ نُذُورَكَ›.+ ٣٤ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لَا تَحْلِفُوا+ أَلْبَتَّةَ، لَا بِٱلسَّمَاءِ لِأَنَّهَا عَرْشُ ٱللّٰهِ،+ ٣٥ وَلَا بِٱلْأَرْضِ لِأَنَّهَا مَوْطِئُ+ قَدَمَيْهِ، وَلَا بِأُورُشَلِيمَ لِأَنَّهَا مَدِينَةُ+ ٱلْمَلِكِ ٱلْعَظِيمِ. ٣٦ وَلَا تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لِأَنَّكَ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً مِنْهُ بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. ٣٧ وَكَلِمَتُكُمْ نَعَمْ فَلْتَعْنِ نَعَمْ، وَكَلِمَتُكُمْ لَا فَلْتَعْنِ لَا.+ وَمَا زَادَ عَلَى ذٰلِكَ فَهُوَ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ.+
٣٨ «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: ‹عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ›.+ ٣٩ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لَا تُقَاوِمُوا ٱلشِّرِّيرَ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ ٱلْأَيْمَنِ،+ فَأَدِرْ لَهُ ٱلْآخَرَ أَيْضًا. ٤٠ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَاكِمَكَ وَيَأْخُذَ قَمِيصَكَ، فَٱتْرُكْ لَهُ رِدَاءَكَ أَيْضًا.+ ٤١ وَمَنْ سَخَّرَكَ أَنْ تَسِيرَ مِيلًا، فَٱذْهَبْ مَعَهُ مِيلَيْنِ.+ ٤٢ أَعْطِ مَنْ يَسْأَلُكَ، وَلَا تُعْرِضْ عَمَّنْ يُرِيدُ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ بِدُونِ فَائِدَةٍ.+
٤٣ «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ+ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ›.+ ٤٤ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ+ وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ،+ ٤٥ لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،+ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ.+ ٤٦ لِأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيَّةُ مُكَافَأَةٍ لَكُمْ؟+ أَلَيْسَ جُبَاةُ ٱلضَّرَائِبِ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ؟ ٤٧ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ شَيْءٍ يَفُوقُ ٱلْعَادَةَ تَفْعَلُونَ؟ أَلَيْسَ ٱلْأُمَمِيُّونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ؟ ٤٨ فَكُونُوا كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِلٌ.+
٦ «اِحْتَرِزُوا جَيِّدًا مِنْ أَنْ تَعْمَلُوا بِرَّكُمْ+ أَمَامَ ٱلنَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوا إِلَيْكُمْ، وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ مُكَافَأَةٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ. ٢ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً+ فَلَا تَنْفُخْ أَمَامَكَ فِي بُوقٍ،+ كَمَا يَفْعَلُ ٱلْمُرَاؤُونَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي ٱلشَّوَارِعِ، لِكَيْ يُمَجِّدَهُمُ ٱلنَّاسُ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ. ٣ أَمَّا أَنْتَ، فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تَدَعْ يَدَكَ ٱلْيُسْرَى تَعْرِفُ مَا تَفْعَلُهُ ٱلْيُمْنَى، ٤ لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي ٱلْخَفَاءِ. وَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ.+
٥ «وَمَتَى صَلَّيْتُمْ فَلَا تَكُونُوا كَٱلْمُرَائِينَ، لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا وَاقِفِينَ+ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ لِيَرَاهُمُ ٱلنَّاسُ.+ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ. ٦ أَمَّا أَنْتَ، فَمَتَى صَلَّيْتَ فَٱدْخُلْ مَخْدَعَكَ+ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ ٱلَّذِي فِي ٱلْخَفَاءِ.+ وَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ. ٧ وَعِنْدَمَا تُصَلُّونَ لَا تُكَرِّرُوا ٱلْأُمُورَ نَفْسَهَا+ كَمَا يَفْعَلُ ٱلْأُمَمِيُّونَ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِٱلْإِكْثَارِ مِنَ ٱلْكَلَامِ يُسْمَعُ لَهُمْ. ٨ فَلَا تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ، لِأَنَّ ٱللّٰهَ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ+ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.
٩ «فَصَلُّوا أَنْتُمْ هٰكَذَا:+
«‹أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ+ ٱسْمُكَ.+ ١٠ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.+ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ+ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.+ ١١ أَعْطِنَا ٱلْيَوْمَ خُبْزَ يَوْمِنَا.+ ١٢ وَٱغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمَدْيُونِينَ لَنَا.+ ١٣ وَلَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ،+ لٰكِنْ نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ›.+
١٤ «فَإِنَّكُمْ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ، يَغْفِرُ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ؛+ ١٥ وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ، فَلَنْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَبُوكُمْ زَلَّاتِكُمْ.+
١٦ «مَتَى صُمْتُمْ+ فَلَا تَبْقَوْا عَابِسِينَ كَٱلْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ.+ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ. ١٧ أَمَّا أَنْتَ، فَمَتَى صُمْتَ فَٱدْهُنْ رَأْسَكَ وَٱغْسِلْ وَجْهَكَ،+ ١٨ لِكَيْلَا تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لِأَبِيكَ ٱلَّذِي فِي ٱلْخَفَاءِ.+ وَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ.
١٩ «لَا تَدَّخِرُوا بَعْدُ لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا+ عَلَى ٱلْأَرْضِ، حَيْثُ يُفْسِدُ عُثٌّ وَصَدَأٌ، وَحَيْثُ يَقْتَحِمُ سَارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. ٢٠ بَلِ ٱدَّخِرُوا لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ،+ حَيْثُ لَا يُفْسِدُ عُثٌّ وَلَا صَدَأٌ،+ وَحَيْثُ لَا يَقْتَحِمُ سَارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. ٢١ فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا.
٢٢ «سِرَاجُ ٱلْجَسَدِ هُوَ ٱلْعَيْنُ.+ فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً، يَكُونُ جَسَدُكَ كُلُّهُ نَيِّرًا؛ ٢٣ وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً،+ يَكُونُ جَسَدُكَ كُلُّهُ مُظْلِمًا. وَإِذَا كَانَ ٱلنُّورُ ٱلَّذِي فِيكَ ظُلْمَةً، فَمَا أَشَدَّ تِلْكَ ٱلظُّلْمَةَ!+
٢٤ «مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ،+ أَوْ يَلْتَصِقَ بِٱلْوَاحِدِ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ. لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا لِلّٰهِ وَٱلْمَالِ.+
٢٥ «مِنْ أَجْلِ هٰذَا أَقُولُ لَكُمْ: لَا تَحْمِلُوا بَعْدُ هَمَّ+ نُفُوسِكُمْ بِشَأْنِ مَا تَأْكُلُونَ أَوْ مَا تَشْرَبُونَ، وَلَا أَجْسَادِكُمْ بِشَأْنِ مَا تَلْبَسُونَ.+ أَلَيْسَتِ ٱلنَّفْسُ أَهَمَّ مِنَ ٱلطَّعَامِ وَٱلْجَسَدُ أَهَمَّ مِنَ ٱللِّبَاسِ؟+ ٢٦ تَأَمَّلُوا طُيُورَ+ ٱلسَّمَاءِ، لِأَنَّهَا لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ وَلَا تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَفَلَسْتُمْ أَنْتُمْ أَثْمَنَ مِنْهَا؟+ ٢٧ مَنْ مِنْكُمْ إِذَا حَمَلَ هَمًّا يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى عُمْرِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟+ ٢٨ وَلِمَاذَا تَحْمِلُونَ هَمَّ ٱللِّبَاسِ؟ تَعَلَّمُوا دَرْسًا مِنْ زَنَابِقِ+ ٱلْحَقْلِ، كَيْفَ تَنْمُو. إِنَّهَا لَا تَتْعَبُ وَلَا تَغْزِلُ، ٢٩ وَلٰكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلَا سُلَيْمَانُ+ فِي كُلِّ مَجْدِهِ تَسَرْبَلَ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. ٣٠ فَإِنْ كَانَ ٱللّٰهُ هٰكَذَا يَكْسُو نَبْتَ ٱلْحَقْلِ، ٱلَّذِي يُوجَدُ ٱلْيَوْمَ وَيُلْقَى غَدًا فِي ٱلتَّنُّورِ، أَفَلَا يَكْسُوكُمْ بِٱلْأَحْرَى أَنْتُمْ، يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟+ ٣١ فَلَا تَحْمِلُوا هَمًّا+ وَتَقُولُوا: ‹مَاذَا نَأْكُلُ؟›، أَوْ: ‹مَاذَا نَشْرَبُ؟›، أَوْ: ‹مَاذَا نَلْبَسُ؟›. ٣٢ فَهٰذِهِ كُلُّهَا تَسْعَى ٱلْأُمَمُ إِلَيْهَا. فَإِنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هٰذِهِ كُلِّهَا.+
٣٣ «فَدَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ وَبِرِّهِ،+ وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.+ ٣٤ فَلَا تَحْمِلُوا هَمَّ ٱلْغَدِ،+ فَٱلْغَدُ لَهُ هُمُومُهُ. يَكْفِي كُلَّ يَوْمٍ مَا فِيهِ مِنْ سُوءٍ.
٧ «لَا تَدِينُوا+ لِكَيْلَا تُدَانُوا. ٢ فَإِنَّكُمْ بِٱلدَّيْنُونَةِ ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ،+ وَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ.+ ٣ فَلِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَشَّةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ فَلَا تَأْبَهُ لَهَا؟+ ٤ أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لِأَخِيكَ: ‹دَعْنِي أُخْرِجِ ٱلْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِكَ›، وَهَا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ؟+ ٥ يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلًا ٱلْعَارِضَةَ مِنْ عَيْنِكَ أَنْتَ، وَحِينَئِذٍ تَرَى جَيِّدًا كَيْفَ تُخْرِجُ ٱلْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ.
٦ «لَا تُعْطُوا ٱلْكِلَابَ مَا هُوَ مُقَدَّسٌ،+ وَلَا تُلْقُوا أَمَامَ ٱلْخَنَازِيرِ لَآلِئَكُمْ، لِئَلَّا تَدُوسَهَا+ تَحْتَ أَرْجُلِهَا وَتَرْجِعَ فَتُمَزِّقَكُمْ.
٧ «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ+ تُعْطَوْا، دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا، دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ+ يُفْتَحْ لَكُمْ. ٨ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَنَالُ،+ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. ٩ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ+ خُبْزًا فَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟ ١٠ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ سَمَكَةً، أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً؟ ١١ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ+ تَعْرِفُونَ كَيْفَ تُعْطُونَ أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا صَالِحَةً، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ يُعْطِي ٱلصَّالِحَاتِ+ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!
١٢ «فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ،+ ٱفْعَلُوا هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ. هٰذَا هُوَ ٱلْمَقْصُودُ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْأَنْبِيَاءِ.+
١٣ «اُدْخُلُوا مِنَ ٱلْبَوَّابَةِ ٱلضَّيِّقَةِ،+ لِأَنَّهُ وَاسِعٌ وَرَحْبٌ ٱلطَّرِيقُ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْهَلَاكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ ٱلدَّاخِلُونَ مِنْهُ؛ ١٤ إِنَّمَا ضَيِّقَةٌ ٱلْبَوَّابَةُ وَحَرِجٌ ٱلطَّرِيقُ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ ٱلَّذِينَ يَجِدُونَهُ.+
١٥ «اِحْذَرُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ ٱلدَّجَّالِينَ+ ٱلَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ فِي لِبَاسِ ٱلْخِرَافِ،+ لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلدَّاخِلِ ذِئَابٌ ضَارِيَةٌ.+ ١٦ مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.+ أَيَجْنُونَ مِنَ ٱلشَّوْكِ عِنَبًا أَوْ مِنَ ٱلْحَسَكِ تِينًا؟+ ١٧ كَذٰلِكَ كُلُّ شَجَرَةٍ صَالِحَةٍ تُنْتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا، وَكُلُّ شَجَرَةٍ فَاسِدَةٍ تُنْتِجُ ثَمَرًا رَدِيئًا.+ ١٨ لَا تَسْتَطِيعُ شَجَرَةٌ صَالِحَةٌ أَنْ تَحْمِلَ ثَمَرًا رَدِيئًا، وَلَا شَجَرَةٌ فَاسِدَةٌ أَنْ تُنْتِجَ ثَمَرًا جَيِّدًا. ١٩ كُلُّ شَجَرَةٍ لَا تُنْتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي ٱلنَّارِ.+ ٢٠ فَمِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.+
٢١ «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: ‹يَا رَبُّ، يَا رَبُّ›، يَدْخُلُ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ، بَلِ ٱلَّذِي يَعْمَلُ+ مَشِيئَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ.+ ٢٢ كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ: ‹يَا رَبُّ، يَا رَبُّ،+ أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِٱسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟›.+ ٢٣ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي مَا عَرَفْتُكُمْ قَطُّ!+ اِبْتَعِدُوا عَنِّي أَيُّهَا ٱلْمُتَعَدُّونَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ.+
٢٤ «فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هٰذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلًا فَطِينًا بَنَى بَيْتَهُ عَلَى ٱلصَّخْرِ.+ ٢٥ فَهَطَلَ ٱلْمَطَرُ وَأَتَتِ ٱلْفَيَضَانَاتُ وَهَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ وَصَدَمَتْ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتَ، فَلَمْ يَتَقَوَّضْ لِأَنَّهُ مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلصَّخْرِ. ٢٦ وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هٰذِهِ وَلَا يَعْمَلُ+ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلًا أَحْمَقَ+ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى ٱلرَّمْلِ. ٢٧ فَهَطَلَ ٱلْمَطَرُ وَأَتَتِ ٱلْفَيَضَانَاتُ وَهَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ وَضَرَبَتْ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتَ+ فَتَقَوَّضَ، وَكَانَ ٱنْهِيَارُهُ عَظِيمًا».+
٢٨ وَلَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْأَقْوَالَ، ذَهِلَتِ+ ٱلْجُمُوعُ مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ، ٢٩ لِأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَةٌ،+ لَا كَكَتَبَتِهِمْ.
٨ وَلَمَّا نَزَلَ مِنَ ٱلْجَبَلِ تَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ. ٢ وَإِذَا أَبْرَصُ+ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلًا: «يَا رَبُّ، إِنْ أَرَدْتَ، فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي». ٣ فَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلًا: «أُرِيدُ، فَٱطْهُرْ».+ وَفِي ٱلْحَالِ طَهُرَ بَرَصُهُ مِنْهُ.+ ٤ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اُنْظُرْ أَلَّا تَقُولَ لِأَحَدٍ،+ بَلِ ٱذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ+ وَقَرِّبِ ٱلْقُرْبَانَ+ ٱلَّذِي أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُمْ».
٥ وَلَمَّا دَخَلَ كَفَرْنَاحُومَ،+ جَاءَ إِلَيْهِ ضَابِطٌ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ ٦ وَيَقُولُ: «يَا سَيِّدُ، إِنَّ غُلَامِي طَرِيحُ ٱلْفِرَاشِ فِي ٱلْبَيْتِ، مَشْلُولٌ وَمُعَذَّبٌ جِدًّا». ٧ فَقَالَ لَهُ: «أَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَأَشْفِيهِ». ٨ فَأَجَابَ ٱلضَّابِطُ قَائِلًا: «يَا سَيِّدُ، لَسْتُ جَدِيرًا بِأَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، وَلٰكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيُشْفَى غُلَامِي. ٩ فَأَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَةٍ، وَلِي جُنُودٌ تَحْتَ يَدِي، أَقُولُ لِهٰذَا: ‹اِذْهَبْ!›+ فَيَذْهَبُ، وَلِآخَرَ: ‹تَعَالَ!› فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِي: ‹اِفْعَلْ هٰذَا!› فَيَفْعَلُ». ١٠ فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذٰلِكَ، بُهِتَ وَقَالَ لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَهُ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ عِنْدَ أَحَدٍ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا عَظِيمًا كَهٰذَا.+ ١١ وَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَٱلْمَغَارِبِ+ وَيَتَّكِئُونَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ+ ٱلسَّمٰوَاتِ،+ ١٢ أَمَّا بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ+ فَيُلْقَوْنَ فِي ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ».+ ١٣ ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِلضَّابِطِ: «اِذْهَبْ. لِيَكُنْ لَكَ كَمَا آمَنْتَ».+ فَشُفِيَ ٱلْغُلَامُ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ.
١٤ وَأَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ بُطْرُسَ، فَرَأَى حَمَاتَهُ+ مُضْطَجِعَةً وَمَحْمُومَةً.+ ١٥ فَلَمَسَ يَدَهَا،+ فَتَرَكَتْهَا ٱلْحُمَّى، وَقَامَتْ وَأَخَذَتْ تَخْدُمُهُ.+ ١٦ وَلَمَّا صَارَ ٱلْمَسَاءُ، أَحْضَرُوا إِلَيْهِ كَثِيرِينَ مِمَّنْ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِمِ ٱلشَّيَاطِينُ، فَأَخْرَجَ ٱلْأَرْوَاحَ بِكَلِمَةٍ، وَأَبْرَأَ كُلَّ مَنْ كَانَ بِهِ سُوءٌ، ١٧ لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ: «هُوَ أَخَذَ أَمْرَاضَنَا وَحَمَلَ عِلَلَنَا».+
١٨ وَرَأَى يَسُوعُ جَمْعًا حَوْلَهُ، فَأَمَرَ بِٱلْعُبُورِ إِلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى.+ ١٩ فَدَنَا إِلَيْهِ كَاتِبٌ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، أَتْبَعُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ».+ ٢٠ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ، أَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ».+ ٢١ وَقَالَ لَهُ آخَرُ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ: «يَا رَبُّ، ٱسْمَحْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلًا وَأَدْفِنَ أَبِي». ٢٢ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اِتْبَعْنِي وَدَعِ ٱلْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ».+
٢٣ وَصَعِدَ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ،+ فَتَبِعَهُ تَلَامِيذُهُ. ٢٤ وَإِذَا هَيَجَانٌ عَظِيمٌ حَدَثَ فِي ٱلْبَحْرِ، حَتَّى غَطَّتِ ٱلْأَمْوَاجُ ٱلْمَرْكَبَ. أَمَّا هُوَ فَكَانَ نَائِمًا.+ ٢٥ فَجَاءُوا وَأَيْقَظُوهُ+ قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ، خَلِّصْنَا، نَكَادُ نَهْلِكُ!». ٢٦ فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا أَنْتُمْ ضُعَفَاءُ ٱلْقَلْبِ، يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟».+ ثُمَّ قَامَ وَٱنْتَهَرَ ٱلرِّيَاحَ وَٱلْبَحْرَ، فَسَادَ سُكُونٌ عَظِيمٌ.+ ٢٧ فَبُهِتَ أُولٰئِكَ ٱلرِّجَالُ وَقَالُوا: «أَيُّ إِنْسَانٍ هٰذَا+ حَتَّى إِنَّ ٱلرِّيَاحَ وَٱلْبَحْرَ تُطِيعُهُ؟».
٢٨ وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى، إِلَى كُورَةِ ٱلْجَدَارِيِّينَ،+ لَاقَاهُ رَجُلَانِ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِمَا ٱلشَّيَاطِينُ،+ كَانَا خَارِجَيْنِ مِنْ بَيْنِ ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ، وَهُمَا شَرِسَانِ جِدًّا حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَجْرُؤُ عَلَى ٱلْمُرُورِ مِنْ تِلْكَ ٱلطَّرِيقِ. ٢٩ فَصَاحَا قَائِلَيْنِ: «مَا لَنَا وَلَكَ يَا ٱبْنَ ٱللّٰهِ؟+ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا لِتُعَذِّبَنَا+ قَبْلَ ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ؟».+ ٣٠ وَكَانَ بَعِيدًا مِنْهُمْ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى. ٣١ فَتَوَسَّلَ ٱلشَّيَاطِينُ إِلَيْهِ، قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا، فَأَرْسِلْنَا إِلَى قَطِيعِ ٱلْخَنَازِيرِ».+ ٣٢ فَقَالَ لَهُمْ: «اِذْهَبُوا!». فَخَرَجُوا وَمَضَوْا إِلَى ٱلْخَنَازِيرِ، فَإِذَا بِٱلْقَطِيعِ كُلِّهِ قَدِ ٱنْدَفَعَ مِنْ عَلَى ٱلْجُرُفِ إِلَى ٱلْبَحْرِ وَمَاتَ فِي ٱلْمِيَاهِ.+ ٣٣ أَمَّا ٱلرُّعْيَانُ فَهَرَبُوا وَذَهَبُوا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ، وَأَخْبَرُوا بِكُلِّ شَيْءٍ، وَبِأَمْرِ ٱلرَّجُلَيْنِ ٱللَّذَيْنِ كَانَتْ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِمَا ٱلشَّيَاطِينُ. ٣٤ وَإِذَا ٱلْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَدْ خَرَجَتْ لِلِقَاءِ يَسُوعَ، وَلَمَّا رَأَوْهُ أَلَحُّوا عَلَيْهِ أَنْ يُغَادِرَ نَوَاحِيَهُمْ.+
٩ فَصَعِدَ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ وَٱجْتَازَ وَجَاءَ إِلَى مَدِينَتِهِ.+ ٢ فَإِذَا بِهِمْ يُحْضِرُونَ إِلَيْهِ مَشْلُولًا مُضْطَجِعًا عَلَى سَرِيرٍ.+ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَشْلُولِ: «تَشَجَّعْ يَا وَلَدِي، مَغْفُورَةٌ خَطَايَاكَ».+ ٣ وَإِذَا قَوْمٌ مِنَ ٱلْكَتَبَةِ قَدْ قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: «هٰذَا يُجَدِّفُ».+ ٤ فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ،+ فَقَالَ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِٱلشَّرِّ فِي قُلُوبِكُمْ؟+ ٥ أَيُّمَا أَسْهَلُ، أَنْ يُقَالَ: مَغْفُورَةٌ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَٱمْشِ؟+ ٦ وَلٰكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لِٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ سُلْطَةً عَلَى ٱلْأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ ٱلْخَطَايَا+ . . .». حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَشْلُولِ: «قُمْ وَٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ».+ ٧ فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ. ٨ فَلَمَّا رَأَتِ ٱلْجُمُوعُ ذٰلِكَ، ٱعْتَرَاهُمُ ٱلْخَوْفُ وَمَجَّدُوا ٱللّٰهَ+ ٱلَّذِي أَعْطَى ٱلنَّاسَ مِثْلَ هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةِ.+
٩ وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ مَارًّا مِنْ هُنَاكَ، أَبْصَرَ إِنْسَانًا ٱسْمُهُ مَتَّى جَالِسًا عِنْدَ مَكْتَبِ جِبَايَةِ ٱلضَّرَائِبِ، فَقَالَ لَهُ: «اِتْبَعْنِي».+ فَقَامَ وَتَبِعَهُ.+ ١٠ ثُمَّ فِيمَا كَانَ مُتَّكِئًا إِلَى ٱلْمَائِدَةِ فِي ٱلْبَيْتِ،+ إِذَا كَثِيرُونَ مِنْ جُبَاةِ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْخُطَاةِ قَدْ جَاءُوا وَٱتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وَتَلَامِيذِهِ. ١١ فَلَمَّا رَأَى ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ذٰلِكَ قَالُوا لِتَلَامِيذِهِ: «لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ جُبَاةِ ضَرَائِبَ وَخُطَاةٍ؟».+ ١٢ وَلَمَّا سَمِعَهُمْ قَالَ: «لَا يَحْتَاجُ ٱلْأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ،+ بَلِ ٱلسُّقَمَاءُ. ١٣ فَٱذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: ‹أُرِيدُ رَحْمَةً لَا ذَبِيحَةً›.+ لِأَنِّي مَا جِئْتُ لِأَدْعُوَ أَبْرَارًا، بَلْ خُطَاةً».
١٤ حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلَامِيذُ يُوحَنَّا وَسَأَلُوهُ: «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ، وَأَمَّا تَلَامِيذُكَ فَلَا يَصُومُونَ؟».+ ١٥ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تُرَى هَلْ مِنْ سَبَبٍ لِيَنُوحَ أَصْدِقَاءُ ٱلْعَرِيسِ مَا دَامَ ٱلْعَرِيسُ+ مَعَهُمْ؟ وَلٰكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ+ ٱلْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ.+ ١٦ لَا أَحَدَ يَخِيطُ رُقْعَةَ قُمَاشٍ جَدِيدٍ عَلَى رِدَاءٍ عَتِيقٍ، لِأَنَّ ٱلْقُمَاشَ ٱلْجَدِيدَ يَنْكَمِشُ وَيَنْمَزِعُ عَنِ ٱلرِّدَاءِ، فَيَصِيرُ ٱلْخَرْقُ أَسْوَأَ.+ ١٧ وَلَا يَضَعُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ، وَإِلَّا فَإِنَّ ٱلزِّقَاقَ تَنْشَقُّ، فَتُرَاقُ ٱلْخَمْرُ وَتَتْلَفُ ٱلزِّقَاقُ.+ بَلْ يَضَعُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ، فَتُحْفَظَانِ كِلْتَاهُمَا».+
١٨ وَفِيمَا كَانَ يَقُولُ لَهُمْ هٰذَا، إِذَا رَئِيسٌ+ قَدِ ٱقْتَرَبَ فَسَجَدَ لَهُ+ قَائِلًا: «لَا بُدَّ أَنَّ ٱبْنَتِي قَدْ مَاتَتِ ٱلْآنَ،+ لٰكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَعُودَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ».+
١٩ فَقَامَ يَسُوعُ وَتَبِعَهُ هُوَ وَتَلَامِيذُهُ. ٢٠ وَإِذَا بِٱمْرَأَةٍ تُعَانِي سَيْلَ دَمٍ+ مُنْذُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً قَدْ دَنَتْ مِنْ وَرَاءٍ وَلَمَسَتْ هُدْبَ رِدَائِهِ،+ ٢١ لِأَنَّهَا قَالَتْ فِي نَفْسِهَا: «إِنْ لَمَسْتُ رِدَاءَهُ فَقَطْ شُفِيتُ».+ ٢٢ فَٱلْتَفَتَ يَسُوعُ وَرَآهَا فَقَالَ: «تَشَجَّعِي يَا ٱبْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ».+ فَشُفِيَتِ ٱلْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ.+
٢٣ وَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَ ٱلرَّئِيسِ+ وَرَأَى ٱلنَّادِبِينَ بِٱلْمِزْمَارِ وَٱلْجَمْعَ فِي جَلَبَةٍ،+ ٢٤ قَالَ يَسُوعُ: «اُخْرُجُوا، فَٱلْبُنَيَّةُ لَمْ تَمُتْ، لٰكِنَّهَا نَائِمَةٌ».+ فَضَحِكُوا عَلَيْهِ بِٱزْدِرَاءٍ.+ ٢٥ وَلَمَّا أُخْرِجَ ٱلْجَمْعُ، دَخَلَ وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا،+ فَقَامَتِ ٱلْبُنَيَّةُ.+ ٢٦ فَذَاعَ خَبَرُ ذٰلِكَ فِي تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ كُلِّهَا.
٢٧ وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ مَارًّا مِنْ هُنَاكَ، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ+ يَصْرُخَانِ وَيَقُولَانِ: «اِرْحَمْنَا+ يَا ٱبْنَ دَاوُدَ!». ٢٨ وَلَمَّا دَخَلَ إِلَى ٱلْبَيْتِ، أَتَى إِلَيْهِ ٱلْأَعْمَيَانِ، فَسَأَلَهُمَا يَسُوعُ: «أَتُؤْمِنَانِ+ بِأَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هٰذَا؟». أَجَابَاهُ: «نَعَمْ، يَا رَبُّ». ٢٩ حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا+ قَائِلًا: «لِيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيمَانِكُمَا». ٣٠ فَأَبْصَرَتْ أَعْيُنُهُمَا. وَأَوْصَاهُمَا يَسُوعُ بِشِدَّةٍ قَائِلًا: «اُنْظُرَا أَلَّا يَعْلَمَ أَحَدٌ!».+ ٣١ لٰكِنَّهُمَا خَرَجَا وَشَهَرَاهُ فِي تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ كُلِّهَا.+
٣٢ وَفِيمَا هُمَا مَاضِيَانِ، إِذَا بِٱلنَّاسِ يُحْضِرُونَ إِلَيْهِ أَخْرَسَ يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ.+ ٣٣ فَلَمَّا أُخْرِجَ ٱلشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ ٱلْأَخْرَسُ.+ فَبُهِتَتِ ٱلْجُمُوعُ+ وَقَالُوا: «لَمْ يُرَ مِثْلُ هٰذَا قَطُّ فِي إِسْرَائِيلَ!». ٣٤ أَمَّا ٱلْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «إِنَّهُ بِرَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ».+
٣٥ وَكَانَ يَسُوعُ يَجُولُ فِي جَمِيعِ ٱلْمُدُنِ وَٱلْقُرَى، يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَيُبْرِئُ شَتَّى ٱلْعِلَلِ وَٱلْعَاهَاتِ.+ ٣٦ وَلَمَّا رَأَى ٱلْجُمُوعَ أَشْفَقَ+ عَلَيْهِمْ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا.+ ٣٧ حِينَئِذٍ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ: «إِنَّ ٱلْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلٰكِنَّ ٱلْعُمَّالَ قَلِيلُونَ.+ ٣٨ فَتَوَسَّلُوا إِلَى سَيِّدِ ٱلْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ عُمَّالًا إِلَى حَصَادِهِ».+
١٠ وَٱسْتَدْعَى تَلَامِيذَهُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَةً عَلَى ٱلْأَرْوَاحِ ٱلنَّجِسَةِ+ لِكَيْ يُخْرِجُوهَا وَيُبْرِئُوا شَتَّى ٱلْعِلَلِ وَٱلْعَاهَاتِ.
٢ وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ ٱلرُّسُلِ+ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ:+ اَلْأَوَّلُ سِمْعَانُ ٱلَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ،+ وَأَنْدَرَاوُسُ+ أَخُوهُ؛ وَيَعْقُوبُ بْنُ زَبَدِي+ وَيُوحَنَّا أَخُوهُ؛ ٣ فِيلِبُّسُ وَبَرْثُولَمَاوُسُ؛+ تُومَا+ وَمَتَّى+ جَابِي ٱلضَّرَائِبِ؛ يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى،+ وَتَدَّاوُسُ؛ ٤ سِمْعَانُ ٱلْغَيُورُ،+ وَيَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيُّ، ٱلَّذِي سَلَّمَهُ+ فِي مَا بَعْدُ.
٥ هٰؤُلَاءِ ٱلِٱثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا:+ «إِلَى طَرِيقِ ٱلْأُمَمِ لَا تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لَا تَدْخُلُوا،+ ٦ بَلِ ٱذْهَبُوا بِٱلْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ ٱلضَّائِعَةِ.+ ٧ وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ، ٱكْرِزُوا قَائِلِينَ: ‹قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ›.+ ٨ اِشْفُوا ٱلْمَرْضَى،+ أَقِيمُوا ٱلْأَمْوَاتَ، طَهِّرُوا ٱلْبُرْصَ، أَخْرِجُوا ٱلشَّيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ فَمَجَّانًا أَعْطُوا.+ ٩ لَا تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً وَلَا نُحَاسًا فِي جُيُوبِ مَنَاطِقِكُمْ،+ ١٠ وَلَا مِزْوَدًا لِلطَّرِيقِ، وَلَا قَمِيصَيْنِ وَلَا نَعْلَيْنِ وَلَا عُكَّازًا، لِأَنَّ ٱلْعَامِلَ يَسْتَحِقُّ طَعَامَهُ.+
١١ «وَأَيَّ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمْ، فَٱبْحَثُوا فِيهَا عَمَّنْ هُوَ مُسْتَحِقٌّ، وَٱمْكُثُوا هُنَاكَ حَتَّى تَمْضُوا.+ ١٢ وَحِينَ تَدْخُلُونَ ٱلْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهِ. ١٣ فَإِنْ كَانَ ٱلْبَيْتُ مُسْتَحِقًّا، فَلْيَأْتِ سَلَامُكُمْ عَلَيْهِ،+ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقًّا، فَلْيَعُدْ سَلَامُكُمْ إِلَيْكُمْ. ١٤ وَحَيْثُ لَا يَقْبَلُكُمْ أَحَدٌ وَلَا يَسْمَعُ كَلَامَكُمْ، فَلَدَى خُرُوجِكُمْ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ أَوْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ ٱنْفُضُوا ٱلْغُبَارَ عَنْ أَقْدَامِكُمْ.+ ١٥ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ٱلْأَمْرَ يَكُونُ أَخَفَّ وَطْأَةً عَلَى أَرْضِ سَدُومَ+ وَعَمُورَةَ فِي يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ مِنْهُ عَلَى تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ.+
١٦ «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَخِرَافٍ وَسْطَ ذِئَابٍ،+ فَكُونُوا حَذِرِينَ كَٱلْحَيَّاتِ،+ وَأَبْرِيَاءَ كَٱلْحَمَامِ.+ ١٧ اِحْتَرِسُوا مِنَ ٱلنَّاسِ،+ لِأَنَّهُمْ سَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ،+ وَيَجْلِدُونَكُمْ+ فِي مَجَامِعِهِمْ.+ ١٨ وَتُسَاقُونَ أَمَامَ حُكَّامٍ وَمُلُوكٍ+ مِنْ أَجْلِي، شَهَادَةً+ لَهُمْ وَلِلْأُمَمِ. ١٩ وَلٰكِنْ مَتَى أَسْلَمُوكُمْ، فَلَا تَحْمِلُوا هَمًّا كَيْفَ أَوْ بِمَ تَتَكَلَّمُونَ، فَإِنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ.+ ٢٠ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ ٱلْمُتَكَلِّمِينَ، بَلْ رُوحُ أَبِيكُمْ هُوَ ٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ بِكُمْ.+ ٢١ وَسَيُسَلِّمُ ٱلْأَخُ+ أَخَاهُ إِلَى ٱلْمَوْتِ، وَٱلْأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ ٱلْأَوْلَادُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ.+ ٢٢ وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ ٱلْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي.+ وَلٰكِنَّ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ.+ ٢٣ وَمَتَى ٱضْطَهَدُوكُمْ فِي مَدِينَةٍ فَٱهْرُبُوا إِلَى أُخْرَى.+ فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ تُتِمُّوا تَجْوَالَكُمْ+ فِي مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَجِيءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ.+
٢٤ «لَيْسَ تِلْمِيذٌ أَسْمَى مِنْ مُعَلِّمِهِ، وَلَا عَبْدٌ أَسْمَى مِنْ رَبِّهِ.+ ٢٥ يَكْفِي ٱلتِّلْمِيذَ أَنْ يَصِيرَ كَمُعَلِّمِهِ، وَٱلْعَبْدَ كَرَبِّهِ.+ إِنْ كَانُوا قَدْ دَعَوْا رَبَّ ٱلْبَيْتِ بِيلَزَبُوبَ،+ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَدْعُونَ أَهْلَ بَيْتِهِ؟ ٢٦ فَلَا تَخَافُوهُمْ! مَا مِنْ مَسْتُورٍ لَنْ يُكْشَفَ، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ لَنْ يُعْرَفَ.+ ٢٧ مَا أَقُولُهُ لَكُمْ فِي ٱلظَّلَامِ قُولُوهُ فِي ٱلنُّورِ، وَمَا تَسْمَعُونَهُ هَمْسًا ٱكْرِزُوا بِهِ عَنِ ٱلسُّطُوحِ.+ ٢٨ وَلَا تَخَافُوا+ مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ وَلٰكِنَّ ٱلنَّفْسَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِٱلْحَرِيِّ مِنَ ٱلَّذِي+ يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ ٱلنَّفْسَ وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي وَادِي هِنُّومَ.*+ ٢٩ أَمَا يُبَاعُ عُصْفُورَانِ دُورِيَّانِ بِقِرْشٍ؟+ وَمَعَ ذٰلِكَ لَا يَسْقُطُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَلَى ٱلْأَرْضِ بِدُونِ عِلْمِ أَبِيكُمْ.+ ٣٠ أَمَّا أَنْتُمْ فَشَعْرُ رَأْسِكُمْ نَفْسُهُ مَعْدُودٌ كُلُّهُ.+ ٣١ فَلَا تَخَافُوا، أَنْتُمْ أَثْمَنُ مِنْ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ كَثِيرَةٍ.+
٣٢ «فَكُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِٱتِّحَادِهِ بِي أَمَامَ ٱلنَّاسِ، أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِٱتِّحَادِي+ بِهِ أَمَامَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ. ٣٣ وَمَنْ أَنْكَرَنِي أَمَامَ ٱلنَّاسِ، أُنْكِرُهُ+ أَنَا أَيْضًا أَمَامَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ. ٣٤ لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَضَعَ سَلَامًا فِي ٱلْأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأَضَعَ سَلَامًا،+ بَلْ سَيْفًا. ٣٥ فَإِنِّي جِئْتُ لِأُحْدِثَ ٱنْقِسَامًا: اَلْإِنْسَانُ عَلَى أَبِيهِ، وَٱلِٱبْنَةُ عَلَى أُمِّهَا، وَٱلْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا.+ ٣٦ فَيَكُونُ أَعْدَاءُ ٱلْإِنْسَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ. ٣٧ اَلَّذِي عِنْدَهُ مَوَدَّةٌ لِأَبٍ أَوْ أُمٍّ أَكْثَرَ مِنِّي فَلَا يَسْتَحِقُّنِي، وَٱلَّذِي عِنْدَهُ مَوَدَّةٌ لِٱبْنٍ أَوِ ٱبْنَةٍ أَكْثَرَ مِنِّي فَلَا يَسْتَحِقُّنِي.+ ٣٨ وَمَنْ لَا يَقْبَلْ خَشَبَةَ آلَامِهِ وَيَتْبَعْنِي فَلَا يَسْتَحِقُّنِي.+ ٣٩ اَلَّذِي يَجِدُ نَفْسَهُ يَخْسَرُهَا، وَٱلَّذِي يَخْسَرُ نَفْسَهُ فِي سَبِيلِي يَجِدُهَا.+
٤٠ «اَلَّذِي يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي، وَٱلَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي أَيْضًا.+ ٤١ اَلَّذِي يَقْبَلُ نَبِيًّا لِأَنَّهُ نَبِيٌّ يَنَالُ مُكَافَأَةَ نَبِيٍّ،+ وَٱلَّذِي يَقْبَلُ بَارًّا لِأَنَّهُ بَارٌّ يَنَالُ مُكَافَأَةَ بَارٍّ.+ ٤٢ وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ وَلَوْ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ لِأَنَّهُ تِلْمِيذٌ، فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يَخْسَرَ مُكَافَأَتَهُ أَبَدًا».+
١١ وَلَمَّا ٱنْتَهَى يَسُوعُ مِنْ إِعْطَاءِ تَوْجِيهَاتِهِ لِتَلَامِيذِهِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ، ٱنْطَلَقَ مِنْ هُنَاكَ لِيُعَلِّمَ وَيَكْرِزَ فِي مُدُنِهِمْ.+
٢ وَسَمِعَ يُوحَنَّا فِي ٱلْحَبْسِ+ بِأَعْمَالِ ٱلْمَسِيحِ، فَأَرْسَلَ ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ ٣ يَسْأَلُهُ: «أَأَنْتَ ٱلْآتِي أَمْ نَتَرَقَّبُ آخَرَ؟».+ ٤ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمَا: «اِذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: ٥ اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ،+ وَٱلْعُرْجُ+ يَمْشُونَ، وَٱلْبُرْصُ+ يُطَهَّرُونَ، وَٱلصُّمُّ+ يَسْمَعُونَ، وَٱلْأَمْوَاتُ+ يَقُومُونَ، وَٱلْفُقَرَاءُ يُبَشَّرُونَ.+ ٦ وَسَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي لَا يَجِدُ مَعْثَرَةً فِيَّ».+
٧ وَلَمَّا مَضَى هٰذَانِ فِي سَبِيلِهِمَا، ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟+ أَقَصَبَةً تَتَلَاعَبُ بِهَا ٱلرِّيحُ؟+ ٨ بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَرَوْا؟ أَإِنْسَانًا لَابِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً؟ هَا إِنَّ ٱلَّذِينَ يَلْبَسُونَ ٱلثِّيَابَ ٱلنَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ ٱلْمُلُوكِ.+ ٩ لِمَاذَا إِذًا خَرَجْتُمْ؟ أَلِتَرَوْا نَبِيًّا؟ أَقُولُ لَكُمْ: نَعَمْ، وَأَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِنْ نَبِيٍّ.+ ١٠ إِنَّ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: ‹هَا أَنَا مُرْسِلٌ أَمَامَ وَجْهِكَ رَسُولِي ٱلَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ!›.+ ١١ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ ٱلْمَوْلُودِينَ مِنَ ٱلنِّسَاءِ+ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ، وَلٰكِنْ مَنْ هُوَ أَصْغَرُ فِي مَلَكُوتِ+ ٱلسَّمٰوَاتِ هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ. ١٢ وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ إِلَى ٱلْآنَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ هُوَ ٱلْهَدَفُ ٱلَّذِي يَسْعَى نَحْوَهُ ٱلنَّاسُ، وَٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ بِعَزْمٍ يَأْخُذُونَهُ عَنْوَةً.+ ١٣ فَإِنَّ ٱلْجَمِيعَ، ٱلْأَنْبِيَاءَ وَٱلشَّرِيعَةَ، تَنَبَّأُوا إِلَى يُوحَنَّا.+ ١٤ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهٰذَا هُوَ ‹إِيلِيَّا ٱلْمُعَيَّنُ أَنْ يَأْتِيَ›.+ ١٥ مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ.+
١٦ «بِمَنْ أُشَبِّهُ هٰذَا ٱلْجِيلَ؟+ يُشْبِهُ أَوْلَادًا صِغَارًا جَالِسِينَ فِي سَاحَاتِ ٱلْأَسْوَاقِ يَصْرُخُونَ إِلَى رُفَقَائِهِمْ فِي ٱللَّعِبِ،+ ١٧ قَائِلِينَ: ‹زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا، نَدَبْنَا فَلَمْ تَلْطِمُوا صُدُورَكُمْ حُزْنًا›.+ ١٨ وَهٰكَذَا، جَاءَ يُوحَنَّا لَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ،+ فَيَقُولُونَ: ‹بِهِ شَيْطَانٌ›. ١٩ وَجَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ،+ فَيَقُولُونَ: ‹هُوَذَا إِنْسَانٌ شَرِهٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، صَدِيقٌ لِجُبَاةِ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْخُطَاةِ›.+ وَلٰكِنَّ ٱلْحِكْمَةَ تَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِهَا».+
٢٠ حِينَئِذٍ ٱبْتَدَأَ يُعَيِّرُ ٱلْمُدُنَ ٱلَّتِي جَرَتْ فِيهَا مُعْظَمُ قُوَّاتِهِ، لِأَنَّهَا لَمْ تَتُبْ:+ ٢١ «وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ! وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا!+ لِأَنَّهُ لَوْ حَدَثَتْ فِي صُورَ وَصَيْدُونَ ٱلْقُوَّاتُ ٱلَّتِي حَدَثَتْ فِيكُمَا، لَتَابَتَا مِنْ زَمَنٍ بَعِيدٍ فِي ٱلْمِسْحِ وَٱلرَّمَادِ.+ ٢٢ وَلِذٰلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ٱلْأَمْرَ يَكُونُ أَخَفَّ وَطْأَةً عَلَى صُورَ وَصَيْدُونَ فِي يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ+ مِنْهُ عَلَيْكُمَا.+ ٢٣ وَأَنْتِ يَا كَفَرْنَاحُومُ،+ أَتُرَاكِ تُرْفَعِينَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟ إِلَى هَادِسَ+ سَتَنْزِلِينَ،+ لِأَنَّهُ لَوْ حَدَثَتْ فِي سَدُومَ ٱلْقُوَّاتُ ٱلَّتِي حَدَثَتْ فِيكِ، لَبَقِيَتْ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. ٢٤ وَلِذٰلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ٱلْأَمْرَ يَكُونُ أَخَفَّ وَطْأَةً عَلَى أَرْضِ سَدُومَ فِي يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ مِنْهُ عَلَيْكِ».+
٢٥ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أُسَبِّحُكَ عَلَانِيَةً، أَيُّهَا ٱلْآبُ، رَبُّ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ، لِأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هٰذِهِ عَنِ ٱلْحُكَمَاءِ وَٱلْمُفَكِّرِينَ وَكَشَفْتَهَا لِلْأَطْفَالِ.+ ٢٦ نَعَمْ، أَيُّهَا ٱلْآبُ، لِأَنَّ مِثْلَ هٰذَا صَارَ مَرْضِيًّا عِنْدَكَ. ٢٧ كُلُّ شَيْءٍ قَدْ سُلِّمَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي،+ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ ٱلِٱبْنَ تَمَامًا إِلَّا ٱلْآبُ،+ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ ٱلْآبَ تَمَامًا إِلَّا ٱلِٱبْنُ، وَمَنْ أَرَادَ ٱلِٱبْنُ أَنْ يَكْشِفَهُ لَهُ.+ ٢٨ تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ،+ وَأَنَا أُنْعِشُكُمْ. ٢٩ اِحْمِلُوا نِيرِي+ عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي،+ لِأَنِّي وَدِيعٌ+ وَمُتَّضِعُ ٱلْقَلْبِ، فَتَجِدُوا ٱنْتِعَاشًا+ لِنُفُوسِكُمْ. ٣٠ لِأَنَّ نِيرِي لَطِيفٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».+
١٢ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ مَرَّ يَسُوعُ فِي ٱلسَّبْتِ فِي حُقُولِ ٱلزَّرْعِ.+ وَجَاعَ تَلَامِيذُهُ فَٱبْتَدَأُوا يَقْطِفُونَ ٱلسَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ.+ ٢ فَلَمَّا رَأَى ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ذٰلِكَ قَالُوا لَهُ:+ «هَا إِنَّ تَلَامِيذَكَ يَفْعَلُونَ مَا لَا يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي ٱلسَّبْتِ».+ ٣ فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ؟+ ٤ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ ٱللّٰهِ وَأَكَلُوا أَرْغِفَةَ ٱلتَّقْدِمَةِ،+ ٱلَّتِي لَا يَحِلُّ+ لَهُ أَكْلُهَا، وَلَا لِلَّذِينَ مَعَهُ، إِلَّا لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟+ ٥ أَوَمَا قَرَأْتُمْ فِي ٱلشَّرِيعَةِ+ أَنَّ ٱلْكَهَنَةَ فِي ٱلسُّبُوتِ فِي ٱلْهَيْكَلِ يَعْتَبِرُونَ ٱلسَّبْتَ غَيْرَ مُقَدَّسٍ وَيَبْقَوْنَ بِلَا ذَنْبٍ؟+ ٦ وَلٰكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هٰهُنَا أَعْظَمَ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ.+ ٧ فَلَوْ فَهِمْتُمْ مَا مَعْنَى: ‹أُرِيدُ رَحْمَةً+ لَا ذَبِيحَةً›،+ لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى غَيْرِ ٱلْمُذْنِبِينَ. ٨ فَإِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ ٱلسَّبْتِ».+
٩ ثُمَّ ٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ، ١٠ وَإِذَا رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ!+ فَسَأَلُوهُ: «أَيَحِلُّ ٱلْإِبْرَاءُ فِي ٱلسَّبْتِ؟»، لِكَيْ يَتَّهِمُوهُ.+ ١١ فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ، إِنْ سَقَطَ فِي حُفْرَةٍ+ فِي ٱلسَّبْتِ، لَا يُمْسِكُهُ وَيَنْتَشِلُهُ؟+ ١٢ وَكَمِ ٱلْإِنْسَانُ أَثْمَنُ مِنَ ٱلْخَرُوفِ!+ إِذًا يَحِلُّ فِعْلُ ٱلْخَيْرِ فِي ٱلسَّبْتِ». ١٣ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا، فَعَادَتْ سَلِيمَةً كَٱلْأُخْرَى.+ ١٤ وَلٰكِنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ خَرَجُوا وَتَشَاوَرُوا عَلَيْهِ لِكَيْ يُهْلِكُوهُ.+ ١٥ وَعَلِمَ يَسُوعُ بِذٰلِكَ فَٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ. وَتَبِعَهُ كَثِيرُونَ فَشَفَاهُمْ جَمِيعًا،+ ١٦ لٰكِنَّهُ أَوْصَاهُمْ بِشِدَّةٍ أَلَّا يُظْهِرُوهُ،+ ١٧ لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ، ٱلَّذِي قَالَ:
١٨ «هُوَذَا خَادِمِي+ ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي+ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيَتْ نَفْسِي! أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ،+ فَيُظْهِرُ ٱلْعَدْلَ لِلْأُمَمِ. ١٩ لَا يُخَاصِمُ+ وَلَا يَصْرُخُ، وَلَا يَسْمَعُ أَحَدٌ صَوْتَهُ فِي ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ. ٢٠ قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَسْحَقُ، وَفَتِيلَةً كَتَّانِيَّةً خَامِدَةً لَا يُطْفِئُ،+ حَتَّى يُخْرِجَ ٱلْعَدْلَ+ إِلَى ٱلنَّصْرِ. ٢١ وَفِي ٱسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ ٱلْأُمَمِ».+
٢٢ حِينَئِذٍ أَحْضَرُوا إِلَيْهِ رَجُلًا أَعْمَى وَأَخْرَسَ، يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ. فَشَفَاهُ، حَتَّى إِنَّ ٱلْأَخْرَسَ تَكَلَّمَ وَأَبْصَرَ. ٢٣ فَبُهِتَتِ ٱلْجُمُوعُ كُلُّهَا وَقَالَتْ:+ «أَتُرَاهُ يَكُونُ ٱبْنَ دَاوُدَ؟».+ ٢٤ فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ذٰلِكَ، قَالُوا: «هٰذَا ٱلرَّجُلُ لَا يُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ إِلَّا بِبِيلَزَبُوبَ، رَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ».+ ٢٥ وَعَرَفَ أَفْكَارَهُمْ،+ فَقَالَ لَهُمْ: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ،+ وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لَا يَثْبُتُ. ٢٦ وَإِنْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ يُخْرِجُ ٱلشَّيْطَانَ، فَقَدِ ٱنْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ، فَكَيْفَ إِذًا تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ ٢٧ وَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبِيلَزَبُوبَ أُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ،+ فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَهُمْ؟ لِذٰلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ. ٢٨ وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ ٱللّٰهِ أُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَدْرَكَكُمْ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ.+ ٢٩ أَمْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَقْتَحِمَ بَيْتَ رَجُلٍ قَوِيٍّ وَيَأْخُذَ أَمْتِعَتَهُ عَنْوَةً، إِنْ لَمْ يُقَيِّدِ ٱلرَّجُلَ ٱلْقَوِيَّ أَوَّلًا؟ وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ.+ ٣٠ مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لَا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّدُ.+
٣١ «مِنْ أَجْلِ هٰذَا أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلتَّجْدِيفِ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ، أَمَّا ٱلتَّجْدِيفُ عَلَى ٱلرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ.+ ٣٢ فَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ،+ أَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لَا فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا، وَلَا فِي ٱلْآتِي.+
٣٣ «إِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا ٱلشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وَثَمَرَهَا جَيِّدًا، وَإِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا ٱلشَّجَرَةَ فَاسِدَةً وَثَمَرَهَا فَاسِدًا. فَٱلشَّجَرَةُ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا.+ ٣٤ يَا سُلَالَةَ ٱلْأَفَاعِي،+ كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِٱلصَّالِحَاتِ، وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟+ لِأَنَّهُ مِنْ فَيْضِ ٱلْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ ٱلْفَمُ.+ ٣٥ اَلْإِنْسَانُ ٱلصَّالِحُ مِنْ كَنْزِهِ ٱلصَّالِحِ يُخْرِجُ ٱلصَّالِحَاتِ،+ وَٱلْإِنْسَانُ ٱلشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِهِ ٱلشِّرِّيرِ يُخْرِجُ ٱلشُّرُورَ.+ ٣٦ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَاطِلَةٍ يَقُولُهَا ٱلنَّاسُ، سَوْفَ يُؤَدُّونَ عَنْهَا حِسَابًا+ فِي يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ، ٣٧ لِأَنَّكَ بِكَلَامِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلَامِكَ يُحْكَمُ عَلَيْكَ».+
٣٨ حِينَئِذٍ أَجَابَهُ بَعْضُ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَقَالُوا: «يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً».+ ٣٩ فَأَجَابَهُمْ قَائِلًا: «جِيلٌ شِرِّيرٌ زَانٍ+ يَطْلُبُ آيَةً، وَلٰكِنْ لَنْ يُعْطَى آيَةً إِلَّا آيَةَ يُونَانَ ٱلنَّبِيِّ.+ ٤٠ لِأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ+ فِي بَطْنِ ٱلسَّمَكَةِ ٱلضَّخْمَةِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلَاثَ لَيَالٍ، هٰكَذَا يَكُونُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ+ فِي قَلْبِ ٱلْأَرْضِ+ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلَاثَ لَيَالٍ.+ ٤١ رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ مَعَ هٰذَا ٱلْجِيلِ+ وَيَحْكُمُونَ+ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُمْ تَابُوا بِمَا كَرَزَ بِهِ يُونَانُ،+ وَهٰهُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ. ٤٢ مَلِكَةُ ٱلْجَنُوبِ+ سَتَقُومُ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ مَعَ هٰذَا ٱلْجِيلِ وَتَحْكُمُ عَلَيْهِ، لِأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، وَهٰهُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ.+
٤٣ «مَتَى خَرَجَ رُوحٌ نَجِسٌ مِنْ إِنْسَانٍ، يَمُرُّ فِي أَمَاكِنَ قَاحِلَةٍ بَحْثًا عَنْ مَكَانِ رَاحَةٍ، فَلَا يَجِدُ.+ ٤٤ فَيَقُولُ: ‹أَعُودُ إِلَى بَيْتِي ٱلَّذِي تَرَكْتُهُ›. وَمَتَى جَاءَ يَجِدُهُ خَالِيًا، مَكْنُوسًا وَمُزَيَّنًا. ٤٥ ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ،+ فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ. فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذٰلِكَ ٱلْإِنْسَانِ أَسْوَأَ مِنْ أَوَائِلِهِ.+ هٰكَذَا يَكُونُ أَيْضًا لِهٰذَا ٱلْجِيلِ ٱلشِّرِّيرِ».+
٤٦ وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ ٱلْجُمُوعَ، إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ+ قَدْ وَقَفُوا خَارِجًا يَطْلُبُونَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. ٤٧ فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا، يَطْلُبُونَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». ٤٨ فَأَجَابَ وَقَالَ لِلَّذِي أَخْبَرَهُ: «مَنْ أُمِّي، وَمَنْ إِخْوَتِي؟».+ ٤٩ وَبَسَطَ يَدَهُ نَحْوَ تَلَامِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي!+ ٥٠ لِأَنَّ مَنْ يَفْعَلُ مَشِيئَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».
١٣ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مَضَى يَسُوعُ مِنَ ٱلْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ، ٢ فَٱجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلَى مَرْكَبٍ وَجَلَسَ،+ وَكَانَ ٱلْجَمْعُ كُلُّهُ وَاقِفًا عَلَى ٱلشَّطِّ. ٣ فَأَخْبَرَهُمْ بِأَمْثَالٍ عَنْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ، قَائِلًا: «هُوَذَا زَارِعٌ خَرَجَ لِيَزْرَعَ.+ ٤ وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ، سَقَطَ بَعْضُ ٱلْبِذَارِ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ ٱلطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ.+ ٥ وَسَقَطَتْ حَبَّاتٌ أُخْرَى عَلَى أَمَاكِنَ صَخْرِيَّةٍ حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهَا تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَتْ حَالًا إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهَا عُمْقُ تُرْبَةٍ.+ ٦ وَلٰكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ ٱلشَّمْسُ لُفِحَتْ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهَا أَصْلٌ يَبِسَتْ.+ ٧ وَسَقَطَتْ حَبَّاتٌ أُخْرَى بَيْنَ ٱلشَّوْكِ، فَطَلَعَ ٱلشَّوْكُ وَخَنَقَهَا.+ ٨ وَسَقَطَتْ حَبَّاتٌ أُخْرَى أَيْضًا عَلَى ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ فَأَعْطَتْ ثَمَرًا،+ هٰذِهِ مِئَةَ ضِعْفٍ، وَتِلْكَ سِتِّينَ، وَٱلْأُخْرَى ثَلَاثِينَ.+ ٩ مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ».+
١٠ فَدَنَا إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟».+ ١١ فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَفْهَمُوا ٱلْأَسْرَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ+ لِمَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ، وَأَمَّا لِأُولٰئِكَ فَلَمْ يُعْطَ.+ ١٢ فَإِنَّ مَنْ عِنْدَهُ يُعْطَى أَكْثَرَ وَيُزَادُ،+ وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ فَحَتَّى ٱلَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ.+ ١٣ لِهٰذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ، لِأَنَّهُمْ وَهُمْ نَاظِرُونَ، يَنْظُرُونَ عَبَثًا، وَهُمْ سَامِعُونَ، يَسْمَعُونَ عَبَثًا، وَلَا يَفْهَمُونَ.+ ١٤ فَفِيهِمْ تَتِمُّ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا، ٱلَّتِي تَقُولُ: ‹تَسْمَعُونَ سَمْعًا وَلَا تَفْهَمُونَ، وَتَنْظُرُونَ نَظَرًا وَلَا تُبْصِرُونَ.+ ١٥ لِأَنَّهُ قَدْ غَلُظَ قَلْبُ هٰذَا ٱلشَّعْبِ وَثَقُلَتْ آذَانُهُمْ عَنِ ٱلسَّمَاعِ وَأَغْمَضُوا عُيُونَهُمْ، لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ›.+
١٦ «أَمَّا أَنْتُمْ فَسَعِيدَةٌ هِيَ عُيُونُكُمْ+ لِأَنَّهَا تُبْصِرُ، وَآذَانُكُمْ لِأَنَّهَا تَسْمَعُ. ١٧ فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: أَنْبِيَاءُ+ وَأَبْرَارٌ كَثِيرُونَ ٱشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ وَلَمْ يَرَوْا،+ وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا.+
١٨ «فَٱسْمَعُوا أَنْتُمْ مَثَلَ ٱلزَّارِعِ.+ ١٩ إِنَّ كُلَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ ٱلْمَلَكُوتِ وَلَا يَفْهَمُهَا، يَأْتِي ٱلشِّرِّيرُ+ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ. هٰذَا هُوَ ٱلْمَزْرُوعُ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ. ٢٠ أَمَّا ٱلْمَزْرُوعُ عَلَى ٱلْأَمَاكِنِ ٱلصَّخْرِيَّةِ، فَهُوَ مَنْ يَسْمَعُ ٱلْكَلِمَةَ وَحَالًا يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ.+ ٢١ وَلٰكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ، بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ، فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ بِسَبَبِ ٱلْكَلِمَةِ يَعْثُرُ حَالًا.+ ٢٢ أَمَّا ٱلْمَزْرُوعُ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ، فَهُوَ مَنْ يَسْمَعُ ٱلْكَلِمَةَ، إِلَّا أَنَّ هَمَّ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا+ وَقُوَّةَ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةَ يَخْنُقَانِ ٱلْكَلِمَةَ، فَيَصِيرُ بِلَا ثَمَرٍ.+ ٢٣ وَأَمَّا ٱلْمَزْرُوعُ فِي ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ، فَهُوَ مَنْ يَسْمَعُ ٱلْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُهَا، وَهُوَ ٱلَّذِي يُثْمِرُ وَيُنْتِجُ، هٰذَا مِئَةَ ضِعْفٍ، وَذَاكَ سِتِّينَ، وَٱلْآخَرُ ثَلَاثِينَ».+
٢٤ وَقَدَّمَ لَهُمْ مَثَلًا آخَرَ قَائِلًا: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ إِنْسَانًا زَرَعَ بِذَارًا جَيِّدًا فِي حَقْلِهِ.+ ٢٥ وَفِيمَا ٱلنَّاسُ نَائِمُونَ، جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ أَيْضًا زِوَانًا بَيْنَ ٱلْحِنْطَةِ، وَمَضَى. ٢٦ فَلَمَّا أَفْرَخَ وَرَقُ ٱلزَّرْعِ وَأَنْتَجَ ثَمَرًا، حِينَئِذٍ ظَهَرَ ٱلزِّوَانُ أَيْضًا. ٢٧ فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ ٱلْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ: ‹يَا سَيِّدُ، أَلَمْ تَزْرَعْ بِذَارًا جَيِّدًا فِي حَقْلِكَ؟+ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ ٱلزِّوَانُ؟›.+ ٢٨ فَقَالَ لَهُمْ: ‹إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هٰذَا›.+ فَقَالُوا لَهُ: ‹أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟›. ٢٩ فَقَالَ: ‹لَا، لِئَلَّا تَسْتَأْصِلُوا ٱلْحِنْطَةَ مَعَ ٱلزِّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. ٣٠ دَعُوهُمَا يَنْمُوَانِ كِلَاهُمَا مَعًا حَتَّى ٱلْحَصَادِ. وَفِي مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اِجْمَعُوا أَوَّلًا ٱلزِّوَانَ وَٱرْبِطُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ،+ ثُمَّ ٱجْمَعُوا ٱلْحِنْطَةَ إِلَى مَخْزَنِي›».+
٣١ وَقَدَّمَ لَهُمْ مَثَلًا آخَرَ+ قَائِلًا: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ،+ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ. ٣٢ إِنَّهَا أَصْغَرُ جَمِيعِ ٱلْبُزُورِ، وَلٰكِنْ مَتَى نَمَتْ تَكُونُ أَكْبَرَ ٱلْبُقُولِ وَتَغْدُو شَجَرَةً، حَتَّى إِنَّ طُيُورَ ٱلسَّمَاءِ+ تَأْتِي وَتَجِدُ مَأْوًى بَيْنَ أَغْصَانِهَا».+
٣٣ وَقَالَ لَهُمْ مَثَلًا آخَرَ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ خَمِيرَةً،+ أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَأَخْفَتْهَا فِي ثَلَاثَةِ أَكْيَالٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلطَّحِينِ، حَتَّى ٱخْتَمَرَ ٱلْجَمِيعُ».
٣٤ هٰذَا كُلُّهُ قَالَهُ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ بِأَمْثَالٍ. فَإِنَّهُ بِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ،+ ٣٥ لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ: «أَفْتَحُ فَمِي بِأَمْثَالٍ، أَنْشُرُ مَا كَانَ مَخْفِيًّا مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ».+
٣٦ حِينَئِذٍ صَرَفَ ٱلْجُمُوعَ وَدَخَلَ ٱلْبَيْتَ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ وَقَالُوا: «اِشْرَحْ لَنَا مَثَلَ زِوَانِ ٱلْحَقْلِ». ٣٧ فَأَجَابَ وَقَالَ: «اَلزَّارِعُ ٱلْبِذَارَ ٱلْجَيِّدَ هُوَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ. ٣٨ وَٱلْحَقْلُ هُوَ ٱلْعَالَمُ.+ أَمَّا ٱلْبِذَارُ ٱلْجَيِّدُ فَهُوَ بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ. وَٱلزِّوَانُ هُوَ بَنُو ٱلشِّرِّيرِ.+ ٣٩ وَٱلْعَدُوُّ ٱلَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ.+ وَٱلْحَصَادُ+ هُوَ ٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ.+ وَٱلْحَصَّادُونَ هُمُ ٱلْمَلَائِكَةُ. ٤٠ فَكَمَا يُجْمَعُ ٱلزِّوَانُ وَيُحْرَقُ بِٱلنَّارِ، هٰكَذَا يَكُونُ فِي ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ.+ ٤١ يُرْسِلُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ مَلَائِكَتَهُ، فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ ٱلْمَعَاثِرِ+ وَٱلْمُتَعَدِّينَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ، ٤٢ وَيَرْمُونَهُمْ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ.+ هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ.+ ٤٣ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ يَسْطَعُ ٱلْأَبْرَارُ+ كَٱلشَّمْسِ+ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ.+
٤٤ «وَيُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ كَنْزًا مُخْفًى فِي ٱلْحَقْلِ، وَجَدَهُ إِنْسَانٌ وَأَخْفَاهُ، وَمِنْ فَرَحِهِ ذَهَبَ وَبَاعَ+ مَا لَهُ وَٱشْتَرَى ذٰلِكَ ٱلْحَقْلَ.+
٤٥ «وَأَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ تَاجِرًا جَائِلًا يَطْلُبُ لَآلِئَ حَسَنَةً. ٤٦ فَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً عَظِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ،+ ذَهَبَ وَفِي ٱلْحَالِ بَاعَ كُلَّ مَا لَهُ وَٱشْتَرَاهَا.+
٤٧ «وَأَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ شَبَكَةً جَارِفَةً أُلْقِيَتْ فِي ٱلْبَحْرِ فَجَمَعَتْ سَمَكًا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ.+ ٤٨ وَلَمَّا ٱمْتَلَأَتْ سَحَبُوهَا إِلَى ٱلشَّطِّ، وَجَلَسُوا وَجَمَعُوا ٱلْجَيِّدَ+ فِي آنِيَةٍ، أَمَّا ٱلرَّدِيءُ+ فَأَلْقَوْهُ بَعِيدًا. ٤٩ هٰكَذَا يَكُونُ فِي ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ: يَخْرُجُ ٱلْمَلَائِكَةُ وَيَفْرِزُونَ ٱلْأَشْرَارَ+ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَبْرَارِ+ ٥٠ وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ.+
٥١ «أَفَهِمْتُمْ هٰذَا كُلَّهُ؟». قَالُوا لَهُ: «نَعَمْ». ٥٢ فَقَالَ لَهُمْ: «لِهٰذَا كُلُّ مُرْشِدٍ تَعَلَّمَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ+ يُشْبِهُ رَجُلًا رَبَّ بَيْتٍ يُخْرِجُ مِنْ مَكْنِزِهِ أَشْيَاءَ جَدِيدَةً وَقَدِيمَةً».+
٥٣ وَلَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْأَمْثَالَ ذَهَبَ مِنْ هُنَاكَ. ٥٤ وَلَمَّا جَاءَ إِلَى مَوْطِنِهِ+ ٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ+ حَتَّى ذَهِلُوا وَقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لَهُ هٰذِهِ ٱلْحِكْمَةُ وَهٰذِهِ ٱلْقُوَّاتُ؟ ٥٥ أَلَيْسَ هٰذَا ٱبْنَ ٱلنَّجَّارِ؟+ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ، وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ ٥٦ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ* جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟+ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ هٰذِهِ كُلُّهَا؟».+ ٥٧ فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ.+ أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلَا كَرَامَةٍ إِلَّا فِي مَوْطِنِهِ وَفِي بَيْتِهِ».+ ٥٨ وَلَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً بِسَبَبِ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ.+
١٤ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ سَمِعَ هِيرُودُسُ حَاكِمُ ٱلْإِقْلِيمِ خَبَرَ يَسُوعَ،+ ٢ فَقَالَ لِخَدَمِهِ: «هٰذَا يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ. لَقَدْ قَامَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، وَلِذٰلِكَ تُعْمَلُ بِهِ ٱلْقُوَّاتُ».+ ٣ فَإِنَّ هِيرُودُسَ كَانَ قَدْ قَبَضَ عَلَى يُوحَنَّا وَقَيَّدَهُ وَطَرَحَهُ فِي ٱلسِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا زَوْجَةِ فِيلِبُّسَ أَخِيهِ.+ ٤ لِأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لَهُ: «لَا يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ».+ ٥ وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَهُ، خَافَ مِنَ ٱلْجَمْعِ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْتَبِرُونَهُ نَبِيًّا.+ ٦ وَفِي أَثْنَاءِ ٱلِٱحْتِفَالِ بِيَوْمِ مِيلَادِ+ هِيرُودُسَ، رَقَصَتِ ٱبْنَةُ هِيرُودِيَّا، فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ كَثِيرًا جِدًّا ٧ حَتَّى إِنَّهُ وَعَدَ بِقَسَمٍ أَنْ يُعْطِيَهَا مَهْمَا طَلَبَتْ.+ ٨ فَقَالَتْ بِتَوْجِيهٍ مِنْ أُمِّهَا: «أَعْطِنِي هُنَا رَأْسَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ عَلَى طَبَقٍ كَبِيرٍ».+ ٩ فَحَزِنَ ٱلْمَلِكُ، وَلٰكِنْ مِنْ أَجْلِ ٱلْأَقْسَامِ وَٱلْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ أَمَرَ أَنْ يُعْطَى.+ ١٠ فَأَرْسَلَ وَقَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا فِي ٱلسِّجْنِ. ١١ وَأُتِيَ بِرَأْسِهِ عَلَى طَبَقٍ كَبِيرٍ فَأُعْطِيَ لِلصَّبِيَّةِ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهَا.+ ١٢ وَتَقَدَّمَ تَلَامِيذُهُ فَرَفَعُوا ٱلْجُثَّةَ وَدَفَنُوهُ،+ وَأَتَوْا وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ. ١٣ فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ بِذٰلِكَ ٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ فِي مَرْكَبٍ إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ يَعْتَزِلُ فِيهِ.+ وَلٰكِنَّ ٱلْجُمُوعَ سَمِعَتْ بِذٰلِكَ، وَتَبِعَتْهُ مِنَ ٱلْمُدُنِ سَيْرًا عَلَى ٱلْأَقْدَامِ.
١٤ وَلَمَّا خَرَجَ رَأَى جَمْعًا كَثِيرًا، فَأَشْفَقَ+ عَلَيْهِمْ، وَشَفَى مَرْضَاهُمْ.+ ١٥ وَلَمَّا حَلَّ ٱلْمَسَاءُ جَاءَ إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ وَقَالُوا: «اَلْمَكَانُ خَلَاءٌ، وَقَدْ فَاتَتِ ٱلسَّاعَةُ. اِصْرِفِ ٱلْجُمُوعَ لِكَيْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلْقُرَى وَيَشْتَرُوا لِأَنْفُسِهِمْ طَعَامًا».+ ١٦ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُمْ: «لَا حَاجَةَ بِهِمْ إِلَى ٱلذَّهَابِ. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ مَا يَأْكُلُونَ».+ ١٧ فَقَالُوا لَهُ: «لَيْسَ عِنْدَنَا هُنَا سِوَى خَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ».+ ١٨ فَقَالَ: «أَحْضِرُوهَا إِلَيَّ إِلَى هُنَا». ١٩ ثُمَّ أَمَرَ ٱلْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى ٱلْعُشْبِ وَأَخَذَ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلْخَمْسَةَ وَٱلسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَبَارَكَ+ وَكَسَرَ ٱلْأَرْغِفَةَ ثُمَّ وَزَّعَهَا عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ، وَٱلتَّلَامِيذُ عَلَى ٱلْجُمُوعِ.+ ٢٠ فَأَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا، وَرَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ ٱلْكِسَرِ، ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَلْآنَةً.+ ٢١ وَكَانَ ٱلْآكِلُونَ نَحْوَ خَمْسَةِ آلَافِ رَجُلٍ، مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ.+ ٢٢ وَعَلَى ٱلْفَوْرِ أَلْزَمَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَصْعَدُوا إِلَى ٱلْمَرْكَبِ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى، فِي حِينَ صَرَفَ ٱلْجُمُوعَ.+
٢٣ وَبَعْدَمَا صَرَفَ ٱلْجُمُوعَ، صَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّيَ.+ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْوَقْتَ صَارَ مُتَأَخِّرًا، كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ. ٢٤ وَكَانَ ٱلْمَرْكَبُ بَعِيدًا عَنِ ٱلْبَرِّ عِدَّةَ غَلَوَاتٍ، وَٱلْأَمْوَاجُ تَضْرِبُهُ،+ لِأَنَّ ٱلرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ. ٢٥ وَفِي فَتْرَةِ ٱلْهَزِيعِ ٱلرَّابِعِ مِنَ ٱللَّيْلِ، جَاءَ إِلَيْهِمْ مَاشِيًا عَلَى ٱلْبَحْرِ.+ ٢٦ فَلَمَّا أَبْصَرَهُ ٱلتَّلَامِيذُ مَاشِيًا عَلَى ٱلْبَحْرِ، ٱضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ!»،+ وَمِنْ خَوْفِهِمْ صَرَخُوا. ٢٧ فَكَلَّمَهُمْ يَسُوعُ فِي ٱلْحَالِ قَائِلًا: «تَشَجَّعُوا، هٰذَا أَنَا.+ لَا تَخَافُوا». ٢٨ فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ قَائِلًا: «يَا رَبُّ، إِنْ تَكُنْ أَنْتَ، فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى ٱلْمِيَاهِ». ٢٩ فَقَالَ: «تَعَالَ!». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ ٱلْمَرْكَبِ،+ وَمَشَى عَلَى ٱلْمِيَاهِ ذَاهِبًا إِلَى يَسُوعَ. ٣٠ وَلٰكِنَّهُ لَمَّا رَأَى عَاصِفَةَ ٱلرِّيحِ خَافَ، وَإِذِ ٱبْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ، خَلِّصْنِي!». ٣١ فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ فِي ٱلْحَالِ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ ٱلْإِيمَانِ، لِمَاذَا ٱسْتَسْلَمْتَ لِلشَّكِّ؟».+ ٣٢ وَصَعِدَا إِلَى ٱلْمَرْكَبِ، فَهَدَأَتْ عَاصِفَةُ ٱلرِّيحِ. ٣٣ وَسَجَدَ لَهُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَرْكَبِ، قَائِلِينَ: «أَنْتَ حَقًّا ٱبْنُ ٱللّٰهِ!».+ ٣٤ وَعَبَرُوا وَجَاءُوا إِلَى ٱلْبَرِّ فِي جِنِّيسَارِتَ.+
٣٥ وَإِذْ عَرَفَهُ رِجَالُ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ، أَرْسَلُوا بِٱلْخَبَرِ إِلَى كُلِّ تِلْكَ ٱلْكُورَةِ ٱلْمُحِيطَةِ، فَأَحْضَرَ ٱلنَّاسُ إِلَيْهِ جَمِيعَ ٱلسُّقَمَاءِ.+ ٣٦ فَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسُوا وَلَوْ هُدْبَ رِدَائِهِ،+ وَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُوا شِفَاءً تَامًّا.
١٥ حِينَئِذٍ جَاءَ إِلَى يَسُوعَ فَرِّيسِيُّونَ وَكَتَبَةٌ مِنْ أُورُشَلِيمَ،+ قَائِلِينَ: ٢ «لِمَاذَا يَتَخَطَّى تَلَامِيذُكَ تَقْلِيدَ ٱلْأَقْدَمِينَ؟ فَهُمْ مَثَلًا لَا يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ عِنْدَمَا يَتَنَاوَلُونَ ٱلطَّعَامَ».+
٣ أَجَابَهُمْ قَائِلًا: «وَأَنْتُمْ لِمَاذَا تَتَخَطَّوْنَ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ؟+ ٤ مَثَلًا، قَالَ ٱللّٰهُ: ‹أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ›؛+ وَأَيْضًا: ‹مَنْ شَتَمَ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا›.+ ٥ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: ‹مَنْ قَالَ لِأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: «كُلُّ مَا قَدْ تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي هُوَ عَطِيَّةٌ مُكَرَّسَةٌ لِلّٰهِ»، ٦ فَلَا يُكْرِمْ أَبَاهُ أَلْبَتَّةَ›.+ وَهٰكَذَا أَبْطَلْتُمْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ.+ ٧ يَا مُرَاؤُونَ،+ حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَا+ عَنْكُمْ قَائِلًا: ٨ ‹هٰذَا ٱلشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا.+ ٩ عَبَثًا يَعْبُدُونَنِي، لِأَنَّهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا ٱلنَّاسِ›».+ ١٠ عِنْدَئِذٍ دَعَا ٱلْجَمْعَ إِلَى ٱلِٱقْتِرَابِ وَقَالَ لَهُمْ: «اِسْمَعُوا وَٱفْهَمُوا:+ ١١ لَيْسَ مَا يَدْخُلُ ٱلْفَمَ يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ ٱلْفَمِ هُوَ ٱلَّذِي يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ».+
١٢ حِينَئِذٍ دَنَا ٱلتَّلَامِيذُ وَقَالُوا لَهُ: «أَتَعْلَمُ أَنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ عَثَرُوا لَمَّا سَمِعُوا مَا قُلْتَ؟».+ ١٣ أَجَابَ وَقَالَ: «كُلُّ غَرْسٍ لَمْ يَغْرِسْهُ أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ يُسْتَأْصَلُ.+ ١٤ دَعُوهُمْ وَشَأْنَهُمْ. إِنَّهُمْ قَادَةٌ عُمْيَانٌ. وَإِذَا كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلَاهُمَا يَسْقُطَانِ فِي حُفْرَةٍ».+ ١٥ أَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «وَضِّحْ لَنَا ٱلْمَثَلَ».+ ١٦ فَقَالَ: «أَوَأَنْتُمْ أَيْضًا حَتَّى ٱلْآنَ لَا تَفْهَمُونَ؟+ ١٧ أَلَا تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ ٱلْفَمَ يَمُرُّ فِي ٱلْأَمْعَاءِ، ثُمَّ يُدْفَعُ إِلَى ٱلْخَلَاءِ؟ ١٨ أَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ ٱلْفَمِ فَمِنَ ٱلْقَلْبِ يَخْرُجُ، وَهُوَ مَا يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ.+ ١٩ فَمِنَ ٱلْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ،+ وَقَتْلٌ، وَزِنًى، وَعَهَارَةٌ، وَسَرِقَةٌ، وَشَهَادَاتُ زُورٍ، وَتَجَادِيفُ.+ ٢٠ هٰذَا مَا يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ. أَمَّا تَنَاوُلُ ٱلطَّعَامِ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلَا يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ».+
٢١ ثُمَّ مَضَى يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ، وَٱنْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدُونَ.+ ٢٢ وَإِذَا ٱمْرَأَةٌ فِينِيقِيَّةٌ+ مِنْ تِلْكَ ٱلنَّوَاحِي خَرَجَتْ وَصَرَخَتْ، قَائِلَةً: «اِرْحَمْنِي+ يَا رَبُّ، يَا ٱبْنَ دَاوُدَ. اِبْنَتِي فِي سُوءٍ مِنْ شَيْطَانٍ بِهَا». ٢٣ لٰكِنَّهُ لَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَدَنَا تَلَامِيذُهُ وَطَلَبُوا مِنْهُ قَائِلِينَ: «اِصْرِفْهَا، لِأَنَّهَا تَصْرُخُ وَرَاءَنَا». ٢٤ أَجَابَ وَقَالَ: «مَا أُرْسِلْتُ إِلَّا إِلَى ٱلْخِرَافِ ٱلضَّائِعَةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ».+ ٢٥ فَجَاءَتِ ٱلْمَرْأَةُ وَسَجَدَتْ لَهُ، قَائِلَةً: «يَا رَبُّ، أَعِنِّي!».+ ٢٦ أَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ مِنَ ٱلصَّوَابِ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ ٱلْأَوْلَادِ وَيُلْقَى إِلَى صِغَارِ ٱلْكِلَابِ». ٢٧ قَالَتْ: «نَعَمْ، يَا رَبُّ، لٰكِنَّ صِغَارَ ٱلْكِلَابِ تَأْكُلُ مِنَ ٱلْفُتَاتِ ٱلَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ سَادَتِهَا».+ ٢٨ حِينَئِذٍ أَجَابَهَا يَسُوعُ وَقَالَ: «يَا ٱمْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ. لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ.+
٢٩ ثُمَّ ٱنْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى جَانِبِ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ+ وَصَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ+ وَجَلَسَ هُنَاكَ. ٣٠ فَٱقْتَرَبَتْ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، مَعَهُمْ عُرْجٌ وَذَوُو عَاهَاتٍ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ، وَأَلْقَوْا بِهِمْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ فَشَفَاهُمْ،+ ٣١ حَتَّى بُهِتَ ٱلْجَمْعُ إِذْ رَأَوُا ٱلْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ وَٱلْعُرْجَ يَمْشُونَ وَٱلْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، فَمَجَّدُوا إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ.+
٣٢ غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ دَعَا تَلَامِيذَهُ إِلَيْهِ وَقَالَ:+ «إِنِّي أُشْفِقُ+ عَلَى ٱلْجَمْعِ لِأَنَّ ٱلْآنَ لَهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ، وَلَا أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ. فَقَدْ يَخُورُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ». ٣٣ فَقَالَ لَهُ ٱلتَّلَامِيذُ: «مِنْ أَيْنَ لَنَا فِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ ٱلْخَلَاءِ خُبْزٌ يَكْفِي لِيُشْبِعَ جَمْعًا بِهٰذَا ٱلْمِقْدَارِ؟».+ ٣٤ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كَمْ رَغِيفًا عِنْدَكُمْ؟». قَالُوا: «سَبْعَةٌ، وَقَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ ٱلسَّمَكِ». ٣٥ فَأَمَرَ ٱلْجَمْعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ، ٣٦ ثُمَّ أَخَذَ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلسَّبْعَةَ وَٱلسَّمَكَ، وَبَعْدَ أَنْ شَكَرَ، كَسَرَ وَوَزَّعَ عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ، وَٱلتَّلَامِيذُ عَلَى ٱلْجُمُوعِ.+ ٣٧ فَأَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا، وَرَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ ٱلْكِسَرِ، سَبْعَةَ سِلَالٍ مَلْآنَةٍ.+ ٣٨ وَكَانَ ٱلْآكِلُونَ أَرْبَعَةَ آلَافِ رَجُلٍ، مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ. ٣٩ ثُمَّ صَرَفَ ٱلْجُمُوعَ، وَدَخَلَ ٱلْمَرْكَبَ وَجَاءَ إِلَى نَوَاحِي مَجَدَانَ.+
١٦ وَٱقْتَرَبَ مِنْهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ+ وَٱلصَّدُّوقِيُّونَ، وَلِكَيْ يُجَرِّبُوهُ، سَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ.+ ٢ فَأَجَابَهُمْ قَائِلًا: «[[فِي ٱلْمَسَاءِ تَقُولُونَ عَادَةً: ‹سَيَكُونُ صَحْوٌ، لِأَنَّ ٱلسَّمَاءَ حَمْرَاءُ كَٱلنَّارِ›؛ ٣ وَفِي ٱلصَّبَاحِ: ‹سَيَكُونُ طَقْسٌ شَتَوِيٌّ مُمْطِرٌ ٱلْيَوْمَ، لِأَنَّ ٱلسَّمَاءَ حَمْرَاءُ كَٱلنَّارِ وَمُكْفَهِرَّةٌ›. تَعْرِفُونَ أَنْ تُفَسِّرُوا مَظْهَرَ ٱلسَّمَاءِ، وَأَمَّا عَلَامَاتُ ٱلْأَزْمِنَةِ فَلَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تُفَسِّرُوهَا]].+ ٤ جِيلٌ شِرِّيرٌ زَانٍ يَطْلُبُ آيَةً، وَلٰكِنْ لَنْ يُعْطَى آيَةً+ إِلَّا آيَةَ يُونَانَ».+ عِنْدَئِذٍ تَرَكَهُمْ وَمَضَى.+
٥ وَعَبَرَ ٱلتَّلَامِيذُ إِلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى، وَنَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا مَعَهُمْ خُبْزًا.+ ٦ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَبْقُوا عُيُونَكُمْ مَفْتُوحَةً وَٱحْذَرُوا خَمِيرَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ».+ ٧ فَٱبْتَدَأُوا يَفْتَكِرُونَ فِي مَا بَيْنَهُمْ، قَائِلِينَ: «لَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا خُبْزًا». ٨ وَعَلِمَ يَسُوعُ بِذٰلِكَ فَقَالَ: «لِمَاذَا تَفْتَكِرُونَ هٰكَذَا فِي مَا بَيْنَكُمْ، لِأَنْ لَا خُبْزَ عِنْدَكُمْ، يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟+ ٩ أَلَا تَفْهَمُونَ ٱلْمَقْصُودَ بَعْدُ، أَوَلَا تَذْكُرُونَ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلْخَمْسَةَ لِلْخَمْسَةِ ٱلْآلَافِ، وَكَمْ قُفَّةً رَفَعْتُمْ؟+ ١٠ أَوِ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلسَّبْعَةَ لِلْأَرْبَعَةِ ٱلْآلَافِ، وَكَمْ سَلًّا رَفَعْتُمْ؟+ ١١ كَيْفَ لَا تُدْرِكُونَ أَنِّي لَمْ أُكَلِّمْكُمْ عَنِ ٱلْخُبْزِ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيرَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ».+ ١٢ حِينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَنْ يَحْذَرُوا خَمِيرَ ٱلْخُبْزِ، بَلْ تَعْلِيمَ+ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ.
١٣ وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلِبِّي، سَأَلَ تَلَامِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ؟».+ ١٤ قَالُوا: «يَقُولُ ٱلْبَعْضُ: يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ.+ وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا.+ وَآخَرُونَ أَيْضًا: إِرْمِيَا أَوْ أَحَدُ ٱلْأَنْبِيَاءِ». ١٥ قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».+ ١٦ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ+ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ».+ ١٧ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «يَا لَسَعَادَتِكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَانَ، لِأَنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يَكْشِفَا لَكَ ذٰلِكَ، بَلْ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ!+ ١٨ وَأَنَا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ بُطْرُسُ،+ وَعَلَى هٰذَا ٱلصَّخْرِ+ سَأَبْنِي جَمَاعَتِي، وَأَبْوَابُ هَادِسَ+ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.+ ١٩ سَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ، فَإِنَّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَرْبُوطَ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، وَمَا تَحُلُّهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَحْلُولَ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ».+ ٢٠ ثُمَّ أَوْصَى تَلَامِيذَهُ بِشِدَّةٍ أَلَّا يَقُولُوا لِأَحَدٍ إِنَّهُ ٱلْمَسِيحُ.+
٢١ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ يُرِي تَلَامِيذَهُ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَيُعَانِيَ كَثِيرًا مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَكِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَيُقَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ.+ ٢٢ فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ جَانِبًا وَٱبْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ، قَائِلًا: «اُلْطُفْ بِنَفْسِكَ يَا رَبُّ؛ لَنْ تَلْقَى هٰذَا ٱلْمَصِيرَ أَبَدًا».+ ٢٣ أَمَّا هُوَ فَأَدَارَ ظَهْرَهُ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ!+ أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لِأَنَّكَ لَا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللّٰهِ،+ بَلْ تَفْكِيرَ ٱلنَّاسِ».
٢٤ حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ كُلِّيًّا وَيَحْمِلْ خَشَبَةَ آلَامِهِ وَيَتْبَعْنِي عَلَى ٱلدَّوَامِ.+ ٢٥ فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَخْسَرُهَا، أَمَّا مَنْ خَسِرَ نَفْسَهُ فِي سَبِيلِي فَيَجِدُهَا.+ ٢٦ لِأَنَّهُ مَاذَا يَنْفَعُ ٱلْإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟+ أَوْ مَاذَا يُعْطِي ٱلْإِنْسَانُ بَدَلَ+ نَفْسِهِ؟ ٢٧ لِأَنَّهُ مَحْتُومٌ أَنْ يَأْتِيَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلَائِكَتِهِ، وَبَعْدَئِذٍ سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ تَصَرُّفِهِ.+ ٢٨ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ بَعْضًا مِنَ ٱلْقَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا ٱلْمَوْتَ أَبَدًا حَتَّى يَرَوْا أَوَّلًا ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ».+
١٧ بَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ شَامِخٍ مُنْفَرِدِينَ.+ ٢ وَتَجَلَّى أَمَامَهُمْ، فَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَٱلشَّمْسِ،+ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ ٱلْخَارِجِيَّةُ لَامِعَةً كَٱلنُّورِ.+ ٣ وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ تَرَاءَيَا لَهُمْ يَتَحَدَّثَانِ إِلَيْهِ.+ ٤ فَقَالَ بُطْرُسُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هٰهُنَا. فَإِنْ شِئْتَ، أَنْصِبُ هُنَا ثَلَاثَ خِيَامٍ: وَاحِدَةً لَكَ، وَوَاحِدَةً لِمُوسَى، وَوَاحِدَةً لِإِيلِيَّا».+ ٥ وَإِذْ كَانَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ، إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ ٱلسَّحَابَةِ قَائِلًا: «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ.+ لَهُ ٱسْمَعُوا».+ ٦ فَلَمَّا سَمِعَ ٱلتَّلَامِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا كَثِيرًا.+ ٧ فَٱقْتَرَبَ يَسُوعُ مِنْهُمْ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا وَلَا تَخَافُوا».+ ٨ فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ، فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا إِلَّا يَسُوعَ فَقَطْ.+ ٩ وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ ٱلْجَبَلِ، أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلًا: «لَا تُخْبِرُوا أَحَدًا بِٱلرُّؤْيَا حَتَّى يُقَامَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ».+
١٠ وَسَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ: «لِمَاذَا إِذًا يَقُولُ ٱلْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا لَا بُدَّ أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلًا؟».+ ١١ أَجَابَ وَقَالَ: «أَجَلْ، سَيَأْتِي إِيلِيَّا وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ.+ ١٢ بَلْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ أَتَى وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ فَعَلُوا بِهِ مَا أَرَادُوا. هٰكَذَا أَيْضًا مَحْتُومٌ أَنْ يَتَأَلَّمَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ عَلَى أَيْدِيهِمْ».+ ١٣ حِينَئِذٍ أَدْرَكَ ٱلتَّلَامِيذُ أَنَّهُ كَانَ يُكَلِّمُهُمْ عَنْ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ.+
١٤ وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى ٱلْجَمْعِ،+ ٱقْتَرَبَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، فَجَثَا لَهُ وَقَالَ: ١٥ «يَا رَبُّ، ٱرْحَمِ ٱبْنِي، لِأَنَّهُ مُصَابٌ بِٱلصَّرْعِ وَسَقِيمٌ، فَكَثِيرًا مَا يَقَعُ فِي ٱلنَّارِ وَكَثِيرًا مَا يَقَعُ فِي ٱلْمَاءِ.+ ١٦ وَقَدْ أَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلَامِيذِكَ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَشْفُوهُ».+ ١٧ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَيُّهَا ٱلْجِيلُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ وَٱلْمُعَوَّجُ،+ إِلَى مَتَى أَبْقَى مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَتَحَمَّلُكُمْ؟ أَحْضِرُوهُ إِلَيَّ إِلَى هُنَا». ١٨ فَٱنْتَهَرَ يَسُوعُ ٱلشَّيْطَانَ، فَخَرَجَ مِنْهُ.+ وَشُفِيَ ٱلصَّبِيُّ مِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ.+ ١٩ عِنْدَئِذٍ دَنَا ٱلتَّلَامِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَسْتَطِعْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟».+ ٢٠ قَالَ لَهُمْ: «لِقِلَّةِ إِيمَانِكُمْ. فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ قَدْرُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ: ‹اِنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ›، فَيَنْتَقِلُ، وَلَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ».+ ٢١ ــــــــ
٢٢ وَبَيْنَمَا كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِي ٱلْجَلِيلِ، قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَحْتُومٌ أَنْ يُسَلَّمَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ إِلَى أَيْدِي ٱلنَّاسِ،+ ٢٣ فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يُقَامُ».+ فَحَزِنُوا كَثِيرًا.+
٢٤ وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى كَفَرْنَاحُومَ، ٱقْتَرَبَ جُبَاةُ ضَرِيبَةِ ٱلدِّرْهَمَيْنِ مِنْ بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَلَا يَدْفَعُ مُعَلِّمُكُمْ ضَرِيبَةَ ٱلدِّرْهَمَيْنِ؟».+ ٢٥ قَالَ: «بَلَى». وَلَمَّا دَخَلَ ٱلْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلًا: «مَاذَا تَظُنُّ، يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ ٱلْأَرْضِ ٱلرُّسُومَ أَوْ ضَرِيبَةَ ٱلرَّأْسِ؟ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ؟». ٢٦ وَلَمَّا قَالَ: «مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ»، قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَٱلْبَنُونَ مُعْفَوْنَ مِنَ ٱلضَّرِيبَةِ. ٢٧ وَلٰكِنْ لِكَيْلَا نُعْثِرَهُمُ،+ ٱذْهَبْ إِلَى ٱلْبَحْرِ، وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَخُذْ أَوَّلَ سَمَكَةٍ تَطْلُعُ، وَحِينَ تَفْتَحُ فَاهَا تَجِدُ إِسْتَارًا. خُذْهُ وَأَعْطِهِ لَهُمْ عَنِّي وَعَنْكَ».+
١٨ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ ٱقْتَرَبَ ٱلتَّلَامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وَقَالُوا: «مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ؟».+ ٢ فَدَعَا إِلَيْهِ وَلَدًا صَغِيرًا وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ+ ٣ وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ ٱلْأَوْلَادِ ٱلصِّغَارِ،+ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ أَبَدًا.+ ٤ فَمَنْ يَضَعْ+ نَفْسَهُ مِثْلَ هٰذَا ٱلْوَلَدِ ٱلصَّغِيرِ، فَذَاكَ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ؛+ ٥ وَمَنْ يَقْبَلْ وَلَدًا صَغِيرًا مِثْلَ هٰذَا بِٱسْمِي يَقْبَلْنِي أَيْضًا.+ ٦ لٰكِنْ مَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِي، فَأَنْفَعُ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ رَحًى+ كَبِيرٌ وَيُغْرَقَ فِي عُرْضِ ٱلْبَحْرِ.+
٧ «اَلْوَيْلُ لِلْعَالَمِ مِنَ ٱلْمَعَاثِرِ! فَلَا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ ٱلْمَعَاثِرُ،+ وَلٰكِنِ ٱلْوَيْلُ لِلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي عَلَى يَدِهِ تَأْتِي ٱلْمَعْثَرَةُ!+ ٨ فَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ تُعْثِرُكَ، فَٱقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ؛+ خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ وَبِكَ عَاهَةٌ أَوْ أَعْرَجَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي ٱلنَّارِ ٱلْأَبَدِيَّةِ+ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلَانِ. ٩ وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ تُعْثِرُكَ، فَٱقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ؛ خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي نَارِ وَادِي هِنُّومَ*+ وَلَكَ عَيْنَانِ. ١٠ اُنْظُرُوا أَلَّا تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ؛ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَلَائِكَتَهُمْ+ فِي ٱلسَّمَاءِ يَرَوْنَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ.+ ١١ ــــــــ
١٢ «مَاذَا تَظُنُّونَ؟ إِنْ كَانَ لِإِنْسَانٍ مِئَةُ خَرُوفٍ وَشَرَدَ وَاحِدٌ مِنْهَا،+ أَفَلَا يَتْرُكُ ٱلتِّسْعَةَ وَٱلتِّسْعِينَ عَلَى ٱلْجِبَالِ وَيَنْطَلِقُ يَبْحَثُ عَنِ ٱلشَّارِدِ؟+ ١٣ وَإِذَا حَدَثَ أَنْ وَجَدَهُ، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنَ ٱلتِّسْعَةِ وَٱلتِّسْعِينَ ٱلَّتِي لَمْ تَشْرُدْ.+ ١٤ وَهٰكَذَا لَا يَشَاءُ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ.+
١٥ «وَإِنِ ٱرْتَكَبَ أَخُوكَ خَطِيَّةً، فَٱذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا.+ إِنْ سَمِعَ لَكَ، رَبِحْتَ أَخَاكَ.+ ١٦ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ ٱثْنَيْنِ، حَتَّى يَثْبُتَ كُلُّ أَمْرٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ.+ ١٧ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، فَقُلْ لِلْجَمَاعَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لِلْجَمَاعَةِ أَيْضًا، فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَٱلْأُمَمِيِّ+ وَجَابِي ٱلضَّرَائِبِ.+
١٨ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَرْبُوطَ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَمَا تَحُلُّونَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَحْلُولَ فِي ٱلسَّمَاءِ.+ ١٩ وَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِذَا ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ مُهِمٍّ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ.+ ٢٠ لِأَنَّهُ حَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ بِٱسْمِي،+ فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ».+
٢١ حِينَئِذٍ دَنَا بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟+ أَإِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟».+ ٢٢ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لَا أَقُولُ لَكَ: إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ: إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً.+
٢٣ «لِذٰلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ إِنْسَانًا، مَلِكًا،+ أَرَادَ أَنْ يُسَوِّيَ حِسَابَهُ+ مَعَ عَبِيدِهِ. ٢٤ فَلَمَّا ٱبْتَدَأَ بِتَسْوِيَتِهِ، أُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ عَلَيْهِ عَشَرَةُ آلَافِ وَزْنَةٍ [تُسَاوِي ٠٠٠,٠٠٠,٦٠ دِينَارٍ]. ٢٥ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَوْرِدٌ لِيُوفِيَ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ وَأَوْلَادُهُ وَكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِكَيْ يُدْفَعَ مَا عَلَيْهِ.+ ٢٦ فَخَرَّ ٱلْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ، قَائِلًا: ‹اِصْبِرْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ كُلَّ مَا لَكَ›. ٢٧ فَأَشْفَقَ سَيِّدُ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدِ عَلَيْهِ وَعَفَا عَنْهُ+ وَتَرَكَ لَهُ دَيْنَهُ.+ ٢٨ لٰكِنَّ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدَ خَرَجَ وَوَجَدَ وَاحِدًا مِنَ ٱلْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ لَهُ عَلَيْهِ مِئَةُ دِينَارٍ،+ فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلًا: ‹أَوْفِ مَا عَلَيْكَ›. ٢٩ فَخَرَّ ٱلْعَبْدُ رَفِيقُهُ وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ، قَائِلًا: ‹اِصْبِرْ+ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ›. ٣٠ فَلَمْ يُرِدْ، بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي ٱلسِّجْنِ حَتَّى يُوفِيَ مَا عَلَيْهِ. ٣١ فَلَمَّا رَأَى ٱلْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا جَرَى، حَزِنُوا كَثِيرًا، وَذَهَبُوا وَأَوْضَحُوا لِسَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى.+ ٣٢ حِينَئِذٍ ٱسْتَدْعَاهُ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: ‹أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ، كُلُّ ذٰلِكَ ٱلدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ، حِينَ تَوَسَّلْتَ إِلَيَّ. ٣٣ أَفَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ+ ٱلْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟›.+ ٣٤ عِنْدَئِذٍ سَخِطَ+ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى ٱلسَّجَّانِينَ، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْهِ. ٣٥ فَهٰكَذَا+ يُعَامِلُكُمْ أَيْضًا أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لِأَخِيهِ».+
١٩ وَلَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هٰذَا ٱلْكَلَامَ، غَادَرَ ٱلْجَلِيلَ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ ٱلْيَهُودِيَّةِ عَبْرَ ٱلْأُرْدُنِّ.+ ٢ وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.+
٣ وَدَنَا إِلَيْهِ فَرِّيسِيُّونَ يُجَرِّبُونَهُ قَائِلِينَ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ زَوْجَتَهُ لِأَيِّ سَبَبٍ؟».+ ٤ فَأَجَابَ وَقَالَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ ٱلَّذِي خَلَقَهُمَا، مِنَ ٱلْبَدْءِ صَنَعَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى+ ٥ وَقَالَ: ‹مِنْ أَجْلِ هٰذَا يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ+ وَيَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ، وَيَكُونُ ٱلِٱثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا›؟+ ٦ فَلَيْسَا بَعْدُ ٱثْنَيْنِ، بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَمَا جَمَعَهُ ٱللّٰهُ فِي نِيرٍ وَاحِدٍ فَلَا يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ».+ ٧ قَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا إِذًا قَضَى مُوسَى بِأَنْ تُعْطَى شَهَادَةُ طَلَاقٍ وَتُطَلَّقَ؟».+ ٨ قَالَ لَهُمْ: «لِأَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ+ تَسَاهَلَ مُوسَى مَعَكُمْ فِي طَلَاقِ زَوْجَاتِكُمْ، لٰكِنْ مِنَ ٱلْبَدْءِ لَمْ يَكُنِ ٱلْأَمْرُ هٰكَذَا.+ ٩ وَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ، إِلَّا بِسَبَبِ ٱلْعَهَارَةِ، وَتَزَوَّجَ أُخْرَى يَزْنِي».+
١٠ قَالَ لَهُ ٱلتَّلَامِيذُ: «إِنْ كَانَتْ هٰكَذَا حَالُ ٱلرَّجُلِ مَعَ زَوْجَتِهِ، فَعَدَمُ ٱلزَّوَاجِ أَفْضَلُ».+ ١١ قَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ ٱلْجَمِيعُ يُفْسِحُونَ مَجَالًا لِهٰذَا ٱلْكَلَامِ، بَلِ ٱلَّذِينَ وُهِبَ لَهُمْ فَقَطْ.+ ١٢ لِأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هٰكَذَا مِنْ رَحِمِ أُمِّهِمْ،+ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ ٱلنَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ. مَنِ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُفْسِحَ مَجَالًا لِذٰلِكَ فَلْيَفْعَلْ».+
١٣ حِينَئِذٍ أُحْضِرَ إِلَيْهِ أَوْلَادٌ صِغَارٌ لِيَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَيُصَلِّيَ، فَأَنَّبَهُمُ ٱلتَّلَامِيذُ.+ ١٤ أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «دَعُوا ٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ وَشَأْنَهُمْ، وَلَا تُعِيقُوهُمْ بَعْدُ عَنِ ٱلْإِتْيَانِ إِلَيَّ، لِأَنَّ لِأَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ».+ ١٥ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَذَهَبَ مِنْ هُنَاكَ.+
١٦ وَإِذَا وَاحِدٌ دَنَا إِلَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ، أَيَّ صَلَاحٍ عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَ لِأَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ؟».+ ١٧ قَالَ لَهُ: «لِمَ تَسْأَلُنِي عَمَّا هُوَ صَالِحٌ؟ وَاحِدٌ هُوَ ٱلصَّالِحُ.+ وَلٰكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ، فَدَاوِمْ عَلَى حِفْظِ ٱلْوَصَايَا».+ ١٨ قَالَ لَهُ: «أَيِّ وَصَايَا؟».+ قَالَ يَسُوعُ: «لَا تَقْتُلْ،+ لَا تَزْنِ،+ لَا تَسْرِقْ،+ لَا تَشْهَدْ بِٱلزُّورِ،+ ١٩ أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ،+ وَتُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».+ ٢٠ قَالَ لَهُ ٱلشَّابُّ: «قَدْ حَفِظْتُ هٰذِهِ كُلَّهَا، فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟». ٢١ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا، فَٱذْهَبْ وَبِعْ مُمْتَلَكَاتِكَ وَأَعْطِ ٱلْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي ٱلسَّمَاءِ،+ وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي».+ ٢٢ فَلَمَّا سَمِعَ ٱلشَّابُّ هٰذَا ٱلْكَلَامَ، مَضَى حَزِينًا، لِأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْلَاكٍ كَثِيرَةٍ.+ ٢٣ فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَصْعُبُ عَلَى غَنِيٍّ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ.+ ٢٤ وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ فِي ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَسْهَلُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ».+
٢٥ لَمَّا سَمِعَ ٱلتَّلَامِيذُ ذٰلِكَ، دُهِشُوا دَهَشًا شَدِيدًا، قَائِلِينَ: «وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟».+ ٢٦ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مُوَاجَهَةً وَقَالَ لَهُمْ: «ذٰلِكَ مُسْتَحِيلٌ عِنْدَ ٱلنَّاسِ، وَلٰكِنْ عِنْدَ ٱللّٰهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ».+
٢٧ حِينَئِذٍ أَجَابَهُ بُطْرُسُ قَائِلًا: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ، فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟».+ ٢٨ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: عِنْدَمَا يَجْلِسُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ عَلَى عَرْشِهِ ٱلْمَجِيدِ فِي ٱلتَّجْدِيدِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا، يَا مَنْ تَبِعْتُمُونِي، عَلَى ٱثْنَيْ عَشَرَ عَرْشًا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.+ ٢٩ وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوْ أَوْلَادًا أَوْ أَرَاضِيَ لِأَجْلِ ٱسْمِي، يَنَالُ أَضْعَافًا وَيَرِثُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً.+
٣٠ «وَلٰكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِينَ، وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ.+
٢٠ «فَإِنَّ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ يُشْبِهُ إِنْسَانًا صَاحِبَ أَرْضٍ خَرَجَ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ لِيَسْتَأْجِرَ عُمَّالًا لِكَرْمِهِ.+ ٢ فَٱتَّفَقَ مَعَ ٱلْعُمَّالِ عَلَى دِينَارٍ فِي ٱلْيَوْمِ،+ وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى كَرْمِهِ. ٣ ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلثَّالِثَةِ،+ فَرَأَى آخَرِينَ وَاقِفِينَ فِي سَاحَةِ ٱلسُّوقِ+ عَاطِلِينَ عَنِ ٱلْعَمَلِ، ٤ فَقَالَ لَهُمْ: ‹اِذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا إِلَى ٱلْكَرْمِ، وَسَأُعْطِيكُمْ مَا هُوَ عَدْلٌ›. ٥ فَمَضَوْا. وَخَرَجَ أَيْضًا نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ،+ ثُمَّ نَحْوَ ٱلتَّاسِعَةِ+ وَفَعَلَ كَذٰلِكَ. ٦ وَأَخِيرًا، نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشْرَةَ خَرَجَ وَوَجَدَ آخَرِينَ وَاقِفِينَ، فَقَالَ لَهُمْ: ‹مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ هُنَا كُلَّ ٱلنَّهَارِ عَاطِلِينَ عَنِ ٱلْعَمَلِ؟›. ٧ قَالُوا لَهُ: ‹لِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَدٌ›. قَالَ لَهُمْ: ‹اِذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا إِلَى ٱلْكَرْمِ›.+
٨ «وَلَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ،+ قَالَ سَيِّدُ ٱلْكَرْمِ لِلْقَيِّمِ عَلَى شُؤُونِهِ: ‹اُدْعُ ٱلْعُمَّالَ وَٱدْفَعْ لَهُمْ أُجْرَتَهُمْ،+ مُبْتَدِئًا مِنَ ٱلْآخِرِينَ إِلَى ٱلْأَوَّلِينَ›. ٩ فَلَمَّا جَاءَ أَصْحَابُ ٱلسَّاعَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشْرَةَ، أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ دِينَارًا. ١٠ لِذٰلِكَ لَمَّا جَاءَ ٱلْأَوَّلُونَ، ٱسْتَنْتَجُوا أَنَّهُمْ سَيَأْخُذُونَ أَكْثَرَ، لٰكِنَّهُمْ أَخَذُوا هُمْ أَيْضًا كُلُّ وَاحِدٍ دِينَارًا. ١١ وَلَمَّا أَخَذُوهُ، رَاحُوا يَتَذَمَّرُونَ عَلَى رَبِّ ٱلْبَيْتِ،+ ١٢ قَائِلِينَ: ‹هٰؤُلَاءِ ٱلْآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً، وَأَنْتَ جَعَلْتَهُمْ مُسَاوِينَ لَنَا نَحْنُ ٱلَّذِينَ تَحَمَّلْنَا عِبْءَ ٱلنَّهَارِ وَٱلْحَرَّ ٱللَّاذِعَ!›. ١٣ فَأَجَابَ وَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ: ‹يَا صَاحِبُ، مَا أَسَأْتُ إِلَيْكَ. أَلَمْ تَتَّفِقْ مَعِي عَلَى دِينَارٍ؟+ ١٤ خُذْ مَا هُوَ لَكَ وَٱذْهَبْ. إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَ هٰذَا ٱلْأَخِيرَ مِثْلَكَ.+ ١٥ أَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ بِمَا هُوَ لِي؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ+ لِأَنِّي أَنَا صَالِحٌ؟›.+ ١٦ هٰكَذَا يَكُونُ ٱلْآخِرُونَ أَوَّلِينَ، وَٱلْأَوَّلُونَ آخِرِينَ».+
١٧ وَأَوْشَكَ يَسُوعُ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَأَخَذَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذًا+ عَلَى ٱنْفِرَادٍ وَقَالَ لَهُمْ فِي ٱلطَّرِيقِ: ١٨ «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ سَيُسَلَّمُ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَإِلَى ٱلْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ،+ ١٩ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيُعَلِّقُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ،+ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يُقَامُ».+
٢٠ حِينَئِذٍ ٱقْتَرَبَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ٱبْنَيْ زَبَدِي+ مَعَ ٱبْنَيْهَا، سَاجِدَةً لَهُ تَسْأَلُهُ شَيْئًا.+ ٢١ قَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِينَ؟». قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ٱبْنَايَ هٰذَانِ، وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَٱلْآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ، فِي مَلَكُوتِكَ».+ ٢٢ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «إِنَّكُمَا لَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا ٱلْكَأْسَ+ ٱلَّتِي سَأَشْرَبُهَا؟». فَقَالَا لَهُ: «نَسْتَطِيعُ». ٢٣ قَالَ لَهُمَا: «كَأْسِي سَتَشْرَبَانِهَا،+ أَمَّا ٱلْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي، فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ، إِنَّمَا هُوَ لِلَّذِينَ هُيِّئَ لَهُمْ مِنْ أَبِي».+
٢٤ وَلَمَّا سَمِعَ ٱلْعَشَرَةُ ٱلْآخَرُونَ بِذٰلِكَ، ٱغْتَاظُوا مِنَ ٱلْأَخَوَيْنِ.+ ٢٥ لٰكِنَّ يَسُوعَ دَعَاهُمْ إِلَيْهِ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّ حُكَّامَ ٱلْأُمَمِ يَسُودُونَ عَلَيْهِمْ وَأَنَّ ٱلْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.+ ٢٦ فَلَيْسَ ٱلْأَمْرُ كَذٰلِكَ فِي مَا بَيْنَكُمْ،+ بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ عَظِيمًا بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا،+ ٢٧ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَوَّلَ بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا.+ ٢٨ كَمَا أَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ، بَلْ لِيَخْدُمَ+ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».+
٢٩ وَبَيْنَمَا هُمْ خَارِجُونَ مِنْ أَرِيحَا+ تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ. ٣٠ وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ بِجَانِبِ ٱلطَّرِيقِ، فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مَارٌّ، صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «اِرْحَمْنَا يَا رَبُّ، يَا ٱبْنَ دَاوُدَ!».+ ٣١ فَأَمَرَهُمَا ٱلْجَمْعُ بِلَهْجَةٍ شَدِيدَةٍ أَنْ يَسْكُتَا، إِلَّا أَنَّهُمَا أَخَذَا يَزِيدَانِ ٱلصُّرَاخَ، قَائِلَيْنِ: «اِرْحَمْنَا يَا رَبُّ، يَا ٱبْنَ دَاوُدَ!».+ ٣٢ فَتَوَقَّفَ يَسُوعُ وَدَعَاهُمَا وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟». ٣٣ قَالَا لَهُ: «يَا رَبُّ، أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا».+ ٣٤ فَأَشْفَقَ يَسُوعُ عَلَيْهِمَا وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا،+ فَأَبْصَرَا فِي ٱلْحَالِ وَتَبِعَاهُ.+
٢١ وَلَمَّا ٱقْتَرَبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتَ فَاجِي عَلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ، أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ،+ ٢ قَائِلًا لَهُمَا: «اِذْهَبَا إِلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي أَمَامَكُمَا، تَجِدَا حَالًا أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا. فُكَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا.+ ٣ وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، تَقُولَانِ: ‹اَلرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا›. عِنْدَئِذٍ يُرْسِلُهُمَا فِي ٱلْحَالِ».
٤ وَكَانَ هٰذَا لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ: ٥ «قُولُوا لِٱبْنَةِ صِهْيَوْنَ: ‹هُوَذَا مَلِكُكِ آتٍ إِلَيْكِ+ وَدِيعًا+ وَرَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ، عَلَى جَحْشٍ ٱبْنِ دَابَّةٍ›».+
٦ فَذَهَبَ ٱلتِّلْمِيذَانِ وَفَعَلَا كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ. ٧ وَأَتَيَا بِٱلْأَتَانِ وَجَحْشِهَا، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا أَرْدِيَتَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهَا.+ ٨ وَفَرَشَ مُعْظَمُ ٱلْجَمْعِ أَرْدِيَتَهُمْ+ فِي ٱلطَّرِيقِ، وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ ٱلْأَشْجَارِ وَفَرَشُوهَا فِي ٱلطَّرِيقِ.+ ٩ وَكَانَتِ ٱلْجُمُوعُ ٱلَّتِي تَتَقَدَّمُهُ وَٱلَّتِي تَتْبَعُهُ تَصْرُخُ: «خَلِّصِ+ ٱبْنَ دَاوُدَ!+ مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ يَهْوَهَ!+ خَلِّصْهُ فِي ٱلْأَعَالِي!».+
١٠ وَلَمَّا دَخَلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،+ ٱرْتَجَّتِ ٱلْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هٰذَا؟». ١١ فَقَالَتِ ٱلْجُمُوعُ: «هٰذَا هُوَ ٱلنَّبِيُّ+ يَسُوعُ، مِنْ نَاصِرَةِ ٱلْجَلِيلِ!».
١٢ ثُمَّ دَخَلَ يَسُوعُ ٱلْهَيْكَلَ وَطَرَدَ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَمَقَاعِدَ بَاعَةِ ٱلْحَمَامِ.+ ١٣ وَقَالَ لَهُمْ: «مَكْتُوبٌ: ‹سَيُدْعَى بَيْتِي بَيْتَ صَلَاةٍ›،+ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَجْعَلُونَهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ».+ ١٤ وَدَنَا إِلَيْهِ عُمْيٌ وَعُرْجٌ فِي ٱلْهَيْكَلِ، فَشَفَاهُمْ.
١٥ وَلَمَّا رَأَى كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ ٱلْأُمُورَ ٱلْعَجِيبَةَ ٱلَّتِي صَنَعَ،+ وَٱلصِّبْيَانَ ٱلَّذِينَ يَصْرُخُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَيَقُولُونَ: «خَلِّصِ+ ٱبْنَ دَاوُدَ!»،+ ٱغْتَاظُوا ١٦ وَقَالُوا لَهُ: «أَتَسْمَعُ مَا يَقُولُ هٰؤُلَاءِ؟». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «نَعَمْ. أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ:+ ‹مِنْ فَمِ ٱلْأَطْفَالِ وَٱلرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحًا›؟».+ ١٧ ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَخَرَجَ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ إِلَى بَيْتَ عَنْيَا وَقَضَى ٱللَّيْلَ هُنَاكَ.+
١٨ وَفِيمَا كَانَ عَائِدًا فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ، جَاعَ.+ ١٩ وَأَبْصَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى ٱلطَّرِيقِ، فَذَهَبَ إِلَيْهَا، لٰكِنَّهُ لَمْ يَجِدْ عَلَيْهَا شَيْئًا+ سِوَى ٱلْوَرَقِ فَقَطْ، فَقَالَ لَهَا: «لَا يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى ٱلْأَبَدِ».+ فَيَبِسَتِ ٱلتِّينَةُ فِي ٱلْحَالِ. ٢٠ فَلَمَّا رَأَى ٱلتَّلَامِيذُ ذٰلِكَ، تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَبِسَتِ ٱلتِّينَةُ فِي ٱلْحَالِ؟».+ ٢١ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلَا تَشُكُّونَ،+ لَا تَفْعَلُونَ مَا فَعَلْتُ بِٱلتِّينَةِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا إِنْ قُلْتُمْ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ: ‹اِنْقَلِعْ وَٱنْطَرِحْ فِي ٱلْبَحْرِ›، يَحْدُثُ ذٰلِكَ.+ ٢٢ وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي ٱلصَّلَاةِ بِإِيمَانٍ، تَنَالُونَهُ».+
٢٣ وَبَعْدَمَا دَخَلَ ٱلْهَيْكَلَ، دَنَا إِلَيْهِ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ ٱلشَّعْبِ وَهُوَ يُعَلِّمُ وَقَالُوا:+ «بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ تَفْعَلُ هٰذَا؟ وَمَنْ أَعْطَاكَ هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةَ؟».+ ٢٤ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ أَمْرًا وَاحِدًا. فَإِنْ قُلْتُمْ لِي عَنْهُ، أَقُولُ لَكُمْ أَنَا أَيْضًا بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ أَفْعَلُ هٰذَا:+ ٢٥ مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا، مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ ٱلسَّمَاءِ أَمْ مِنَ ٱلنَّاسِ؟».+ فَٱفْتَكَرُوا فِي مَا بَيْنَهُمْ، قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا: ‹مِنَ ٱلسَّمَاءِ›، يَقُولُ لَنَا: ‹لِمَاذَا إِذًا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟›.+ ٢٦ وَإِنْ قُلْنَا: ‹مِنَ ٱلنَّاسِ›، نَخَافُ ٱلْجَمْعَ،+ لِأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ يُوحَنَّا نَبِيًّا».+ ٢٧ فَأَجَابُوا يَسُوعَ قَائِلِينَ: «لَا نَعْرِفُ». فَقَالَ لَهُمْ هُوَ أَيْضًا: «وَلَا أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ أَفْعَلُ هٰذَا.+
٢٨ «مَاذَا تَظُنُّونَ؟ كَانَ لِإِنْسَانٍ وَلَدَانِ.+ فَدَنَا مِنَ ٱلْأَوَّلِ وَقَالَ: ‹يَا وَلَدِي، ٱذْهَبِ ٱلْيَوْمَ وَٱعْمَلْ فِي ٱلْكَرْمِ›. ٢٩ فَأَجَابَ هٰذَا وَقَالَ: ‹سَأَذْهَبُ يَا سَيِّدِي›،+ وَلٰكِنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ. ٣٠ وَٱقْتَرَبَ مِنَ ٱلثَّانِي وَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذٰلِكَ. فَأَجَابَ هٰذَا وَقَالَ: ‹لَا أُرِيدُ›. وَبَعْدَ ذٰلِكَ شَعَرَ بِأَسَفٍ+ وَذَهَبَ. ٣١ فَأَيُّ ٱلِٱثْنَيْنِ فَعَلَ مَشِيئَةَ أَبِيهِ؟».+ قَالُوا: «اَلْأَخِيرُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ جُبَاةَ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْعَاهِرَاتِ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. ٣٢ لِأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ بِطَرِيقِ ٱلْبِرِّ،+ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ.+ أَمَّا جُبَاةُ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْعَاهِرَاتُ فَآمَنُوا بِهِ،+ وَأَنْتُمْ رَأَيْتُمْ هٰذَا، وَلَمْ تَشْعُرُوا بَعْدَ ذٰلِكَ بِأَسَفٍ لِتُؤْمِنُوا بِهِ.
٣٣ «اِسْمَعُوا مَثَلًا آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ، رَبُّ بَيْتٍ،+ غَرَسَ كَرْمًا، وَأَقَامَ حَوْلَهُ سِيَاجًا، وَحَفَرَ فِيهِ مِعْصَرَةَ خَمْرٍ، وَشَيَّدَ بُرْجًا،+ وَأَجَّرَهُ لِفَلَّاحِينَ، وَسَافَرَ.+ ٣٤ وَلَمَّا جَاءَ مَوْسِمُ ٱلثِّمَارِ، أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى ٱلْفَلَّاحِينَ لِيَأْخُذَ ثِمَارَهُ. ٣٥ وَلٰكِنَّ ٱلْفَلَّاحِينَ أَخَذُوا عَبِيدَهُ، وَضَرَبُوا وَاحِدًا، وَقَتَلُوا آخَرَ، وَرَجَمُوا آخَرَ.+ ٣٦ فَأَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ، أَكْثَرَ مِنَ ٱلْأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ مِثْلَ ذٰلِكَ.+ ٣٧ وَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمِ ٱبْنَهُ، قَائِلًا: ‹سَيَحْتَرِمُونَ ٱبْنِي›. ٣٨ فَلَمَّا رَأَى ٱلْفَلَّاحُونَ ٱلِٱبْنَ، قَالُوا فِي مَا بَيْنَهُمْ: ‹هٰذَا هُوَ ٱلْوَارِثُ.+ تَعَالَوْا نَقْتُلُهُ وَنَنَالُ مِيرَاثَهُ!›.+ ٣٩ فَأَخَذُوهُ وَأَلْقَوْهُ خَارِجَ ٱلْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ.+ ٤٠ فَعِنْدَمَا يَأْتِي صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولٰئِكَ ٱلْفَلَّاحِينَ؟». ٤١ قَالُوا لَهُ: «لِأَنَّهُمْ أَرْدِيَاءُ سَيُهْلِكُهُمْ هَلَاكًا رَدِيًّا+ وَيُؤَجِّرُ ٱلْكَرْمَ لِفَلَّاحِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ ٱلثِّمَارَ فِي أَوَانِهَا».+
٤٢ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ: ‹اَلْحَجَرُ ٱلَّذِي رَفَضَهُ ٱلْبَنَّاؤُونَ+ هُوَ ٱلَّذِي صَارَ حَجَرَ ٱلزَّاوِيَةِ ٱلرَّئِيسِيَّ.+ مِنْ يَهْوَهَ كَانَ هٰذَا، وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا›؟ ٤٣ لِهٰذَا أَقُولُ لَكُمْ: مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تُنْتِجُ ثِمَارَهُ.+ ٤٤ وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هٰذَا ٱلْحَجَرِ يَتَهَشَّمُ. أَمَّا مَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَسْحَقُهُ».+
٤٥ فَلَمَّا سَمِعَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ هٰذَيْنِ ٱلْمَثَلَيْنِ، ٱنْتَبَهُوا أَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنْهُمْ.+ ٤٦ وَمَعَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْبِضُوا عَلَيْهِ، خَافُوا مِنَ ٱلْجُمُوعِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْتَبِرُونَهُ نَبِيًّا.+
٢٢ ثُمَّ أَجَابَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ أَيْضًا بِأَمْثَالٍ، قَائِلًا:+ ٢ «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا صَنَعَ وَلِيمَةَ عُرْسٍ+ لِٱبْنِهِ. ٣ وَأَرْسَلَ عَبِيدَهُ لِيَدْعُوا ٱلْمَدْعُوِّينَ إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ،+ فَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَأْتُوا.+ ٤ وَأَرْسَلَ ثَانِيَةً عَبِيدًا آخَرِينَ،+ قَائِلًا: ‹قُولُوا لِلْمَدْعُوِّينَ: «هَا إِنِّي قَدْ هَيَّأْتُ غَدَائِي.+ ثِيرَانِي وَحَيَوَانَاتِي ٱلْمُسَمَّنَةُ قَدْ ذُبِحَتْ، وَكُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ. تَعَالَوْا إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ»›.+ ٥ وَلٰكِنَّهُمْ مَضَوْا غَيْرَ مُكْتَرِثِينَ، وَاحِدٌ إِلَى حَقْلِهِ، وَآخَرُ إِلَى تِجَارَتِهِ،+ ٦ وَٱلْبَاقُونَ أَمْسَكُوا عَبِيدَهُ وَأَهَانُوهُمْ وَأَسَاءُوا إِلَيْهِمْ وَقَتَلُوهُمْ.+
٧ «فَسَخِطَ ٱلْمَلِكُ وَأَرْسَلَ جَيْشَهُ وَأَهْلَكَ أُولٰئِكَ ٱلْقَتَلَةَ وَأَحْرَقَ مَدِينَتَهُمْ.+ ٨ ثُمَّ قَالَ لِعَبِيدِهِ: ‹وَلِيمَةُ ٱلْعُرْسِ مُعَدَّةٌ، وَلٰكِنَّ ٱلْمَدْعُوِّينَ مَا كَانُوا مُسْتَحِقِّينَ.+ ٩ فَٱذْهَبُوا إِلَى ٱلطُّرُقِ ٱلْمُؤَدِّيَةِ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَدِينَةِ، وَٱدْعُوا إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ كُلَّ مَنْ تَجِدُونَهُ›.+ ١٠ فَخَرَجَ أُولٰئِكَ ٱلْعَبِيدُ إِلَى ٱلطُّرُقِ، وَجَمَعُوا كُلَّ مَنْ وَجَدُوا، أَشْرَارًا وَصَالِحِينَ.+ فَٱمْتَلَأَتْ قَاعَةُ ٱلْعُرْسِ بِٱلْمُتَّكِئِينَ+ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ.
١١ «وَلَمَّا دَخَلَ ٱلْمَلِكُ لِيَتَفَقَّدَ ٱلضُّيُوفَ، أَبْصَرَ إِنْسَانًا لَا يَلْبَسُ ثَوْبَ عُرْسٍ.+ ١٢ فَقَالَ لَهُ: ‹يَا صَاحِبُ، كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ ثَوْبُ عُرْسٍ؟›.+ فَسَكَتَ. ١٣ حِينَئِذٍ قَالَ ٱلْمَلِكُ لِخَدَمِهِ: ‹قَيِّدُوا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَأَلْقُوهُ فِي ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ›.+
١٤ «فَإِنَّ ٱلْمَدْعُوِّينَ كَثِيرُونَ، أَمَّا ٱلْمُخْتَارُونَ فَقَلِيلُونَ».+
١٥ حِينَئِذٍ ذَهَبَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا مَعًا لِكَيْ يُوقِعُوهُ بِكَلَامِهِ.+ ١٦ فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلَامِيذَهُمْ مَعَ أَعْضَاءِ حِزْبِ هِيرُودُسَ،+ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْرِفُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ ٱللّٰهِ بِٱلْحَقِّ، وَلَا تُبَالِي بِأَحَدٍ، لِأَنَّكَ لَا تَنْظُرُ إِلَى مَظْهَرِ ٱلنَّاسِ ٱلْخَارِجِيِّ.+ ١٧ فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَحِلُّ دَفْعُ ضَرِيبَةِ ٱلرَّأْسِ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟».+ ١٨ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ عَرَفَ شَرَّهُمْ، فَقَالَ: «لِمَ تَمْتَحِنُونَنِي، يَا مُرَاؤُونَ؟+ ١٩ أَرُونِي نَقْدَ ضَرِيبَةِ ٱلرَّأْسِ». فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ دِينَارًا. ٢٠ فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هٰذِهِ ٱلصُّورَةُ وَٱلْكِتَابَةُ؟».+ ٢١ قَالُوا: «لِقَيْصَرَ». حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ: «أَوْفُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ، وَمَا لِلّٰهِ لِلّٰهِ».+ ٢٢ فَلَمَّا سَمِعُوا ذٰلِكَ، تَعَجَّبُوا وَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.+
٢٣ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، جَاءَ إِلَيْهِ ٱلصَّدُّوقِيُّونَ، ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَيْسَ قِيَامَةٌ، وَسَأَلُوهُ:+ ٢٤ «يَا مُعَلِّمُ، قَالَ مُوسَى: ‹إِنْ مَاتَ أَحَدٌ وَلَيْسَ لَهُ أَوْلَادٌ، يَقْتَرِنُ أَخُوهُ بِزَوْجَتِهِ وَيُقِيمُ نَسْلًا لِأَخِيهِ›.+ ٢٥ فَكَانَ عِنْدَنَا سَبْعَةُ إِخْوَةٍ. وَتَزَوَّجَ ٱلْأَوَّلُ وَمَاتَ وَلَيْسَ لَهُ نَسْلٌ، فَتَرَكَ زَوْجَتَهُ لِأَخِيهِ.+ ٢٦ وَحَدَثَ كَذٰلِكَ أَيْضًا مَعَ ٱلثَّانِي وَٱلثَّالِثِ، إِلَى ٱلسَّبْعَةِ جَمِيعًا.+ ٢٧ وَآخِرَ ٱلْكُلِّ مَاتَتِ ٱلْمَرْأَةُ. ٢٨ فَفِي ٱلْقِيَامَةِ، لِمَنْ مِنَ ٱلسَّبْعَةِ تَكُونُ زَوْجَةً؟ لِأَنَّهَا كَانَتْ لِلْجَمِيعِ».+
٢٩ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَضِلُّونَ، لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَلَا قُدْرَةَ ٱللّٰهِ؛+ ٣٠ لِأَنَّهُ فِي ٱلْقِيَامَةِ، لَا يَتَزَوَّجُ ٱلرِّجَالُ وَلَا تُزَوَّجُ ٱلنِّسَاءُ،+ بَلْ يَكُونُونَ مِثْلَ ٱلْمَلَائِكَةِ فِي ٱلسَّمَاءِ. ٣١ أَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ، أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلْقَائِلِ:+ ٣٢ ‹أَنَا إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلٰهُ إِسْحَاقَ وَإِلٰهُ يَعْقُوبَ›؟+ فَهُوَ لَيْسَ إِلٰهَ أَمْوَاتٍ، بَلْ أَحْيَاءٍ».+ ٣٣ فَلَمَّا سَمِعَتِ ٱلْجُمُوعُ ذٰلِكَ، ذَهِلَتْ مِنْ تَعْلِيمِهِ.+
٣٤ وَسَمِعَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَنَّهُ أَسْكَتَ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ، فَأَتَوْا مَعًا مُتَضَافِرِينَ. ٣٥ وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ مُتَضَلِّعٌ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ،+ لِيَمْتَحِنَهُ: ٣٦ «يَا مُعَلِّمُ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ ٱلْعُظْمَى فِي ٱلشَّرِيعَةِ؟».+ ٣٧ قَالَ لَهُ: «‹تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ›.+ ٣٨ هٰذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْعُظْمَى وَٱلْأُولَى. ٣٩ وَٱلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا، وَهِيَ هٰذِهِ: ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›.+ ٤٠ بِهَاتَيْنِ ٱلْوَصِيَّتَيْنِ تَتَعَلَّقُ ٱلشَّرِيعَةُ كُلُّهَا وَٱلْأَنْبِيَاءُ».+
٤١ وَفِيمَا كَانَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ، سَأَلَهُمْ يَسُوعُ:+ ٤٢ «مَاذَا تَظُنُّونَ فِي ٱلْمَسِيحِ؟ اِبْنُ مَنْ هُوَ؟». قَالُوا لَهُ: «اِبْنُ دَاوُدَ».+ ٤٣ قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِٱلْوَحْيِ+ ‹رَبًّا›، قَائِلًا: ٤٤ ‹قَالَ يَهْوَهُ لِرَبِّي: «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي إِلَى أَنْ أَضَعَ أَعْدَاءَكَ تَحْتَ قَدَمَيْكَ»›؟+ ٤٥ فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ ‹رَبًّا›، فَكَيْفَ يَكُونُ هُوَ ٱبْنَهُ؟».+ ٤٦ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ، وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ مُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ.+
٢٣ ثُمَّ كَلَّمَ يَسُوعُ ٱلْجُمُوعَ وَتَلَامِيذَهُ،+ قَائِلًا: ٢ «لَقَدْ جَلَسَ ٱلْكَتَبَةُ+ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى.+ ٣ فَٱفْعَلُوا كُلَّ مَا يَقُولُونَهُ+ لَكُمْ وَٱحْفَظُوهُ، وَلٰكِنْ لَا تَفْعَلُوا حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ،+ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلَا يَفْعَلُونَ. ٤ فَهُمْ يَرْبِطُونَ أَحْمَالًا ثَقِيلَةً وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ ٱلنَّاسِ،+ وَلَا يُرِيدُونَ هُمْ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبَعِهِمْ.+ ٥ كُلُّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ ٱلنَّاسُ،+ فَهُمْ يُعَرِّضُونَ ٱلْعُلَبَ+ ٱلْمُحْتَوِيَةَ عَلَى آيَاتٍ ٱلَّتِي يَلْبَسُونَهَا كَتَعَاوِيذَ، وَيُطِيلُونَ أَهْدَابَ+ ثِيَابِهِمْ. ٦ وَيُحِبُّونَ ٱلْمَكَانَ ٱلْأَبْرَزَ+ فِي مَآدِبِ ٱلْعَشَاءِ وَٱلْمَقَاعِدَ ٱلْأَمَامِيَّةَ فِي ٱلْمَجَامِعِ،+ ٧ وَٱلتَّحِيَّاتِ+ فِي سَاحَاتِ ٱلْأَسْوَاقِ وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ ٱلنَّاسُ رَابِّي.+ ٨ أَمَّا أَنْتُمْ فَلَا تُدْعَوْا رَابِّي، لِأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ،+ وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ. ٩ وَلَا تَدْعُوا أَحَدًا أَبًا لَكُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ، لِأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ،+ وَهُوَ ٱلسَّمَاوِيُّ. ١٠ وَلَا تُدْعَوْا ‹قَادَةً›،+ لِأَنَّ قَائِدَكُمْ وَاحِدٌ، وَهُوَ ٱلْمَسِيحُ. ١١ وَٱلْأَعْظَمُ بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا.+ ١٢ مَنْ رَفَعَ نَفْسَهُ وُضِعَ+ وَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِعَ.+
١٣ «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ، لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ+ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، فَلَا أَنْتُمْ+ تَدْخُلُونَ، وَلَا تَسْمَحُونَ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلدُّخُولَ أَنْ يَدْخُلُوا! ١٤ ــــــــ
١٥ «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،+ لِأَنَّكُمْ تَجُوبُونَ ٱلْبَحْرَ وَٱلْيَابِسَةَ لِتَصْنَعُوا مُتَهَوِّدًا وَاحِدًا، وَمَتَى صَارَ تَجْعَلُونَهُ يَسْتَحِقُّ ٱلْهَلَاكَ فِي وَادِي هِنُّومَ* ضِعْفَ مَا أَنْتُمْ تَسْتَحِقُّونَ!
١٦ «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْقَادَةُ ٱلْعُمْيَانُ،+ ٱلْقَائِلُونَ: ‹مَنْ حَلَفَ بِٱلْهَيْكَلِ فَلَيْسَ ذٰلِكَ بِشَيْءٍ، أَمَّا مَنْ حَلَفَ بِذَهَبِ ٱلْهَيْكَلِ فَهُوَ مُلْزَمٌ›!+ ١٧ أَيُّهَا ٱلْحَمْقَى وَٱلْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: اَلذَّهَبُ أَمِ ٱلْهَيْكَلُ ٱلَّذِي قَدَّسَ ٱلذَّهَبَ؟+ ١٨ وَأَيْضًا: ‹مَنْ حَلَفَ بِٱلْمَذْبَحِ فَلَيْسَ ذٰلِكَ بِشَيْءٍ، أَمَّا مَنْ حَلَفَ بِٱلْقُرْبَانِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ فَهُوَ مُلْزَمٌ›. ١٩ أَيُّهَا ٱلْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: اَلْقُرْبَانُ أَمِ ٱلْمَذْبَحُ+ ٱلَّذِي يُقَدِّسُ ٱلْقُرْبَانَ؟ ٢٠ فَمَنْ حَلَفَ بِٱلْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ، ٢١ وَمَنْ حَلَفَ بِٱلْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِٱلسَّاكِنِ فِيهِ،+ ٢٢ وَمَنْ حَلَفَ بِٱلسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ ٱللّٰهِ+ وَبِٱلْجَالِسِ عَلَيْهِ.
٢٣ «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ، لِأَنَّكُمْ تُقَدِّمُونَ عُشْرَ+ ٱلنَّعْنَعِ وَٱلشِّبِثِّ وَٱلْكَمُّونِ، وَتَجَاهَلْتُمْ أَثْقَلَ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ، أَيِ ٱلْعَدْلَ+ وَٱلرَّحْمَةَ+ وَٱلْأَمَانَةَ!+ كَانَ يَجِبُ أَنْ تَعْمَلُوا هٰذِهِ، وَلَا تَتَجَاهَلُوا تِلْكَ. ٢٤ أَيُّهَا ٱلْقَادَةُ ٱلْعُمْيَانُ،+ ٱلَّذِينَ يُصَفُّونَ مِنَ ٱلْبَعُوضَةِ+ وَيَبْلَعُونَ ٱلْجَمَلَ!+
٢٥ «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ، لِأَنَّكُمْ تُطَهِّرُونَ خَارِجَ ٱلْكَأْسِ+ وَٱلصَّحْنِ، وَهُمَا فِي ٱلدَّاخِلِ مَمْلُوآنِ نَهْبًا+ وَتَطَرُّفًا! ٢٦ أَيُّهَا ٱلْفَرِّيسِيُّ ٱلْأَعْمَى،+ طَهِّرْ أَوَّلًا دَاخِلَ ٱلْكَأْسِ+ وَٱلصَّحْنِ حَتَّى يَصِيرَ خَارِجُهُمَا طَاهِرًا أَيْضًا.
٢٧ «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،+ لِأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ ٱلْمَدَافِنَ ٱلْمُكَلَّسَةَ،+ ٱلَّتِي تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَلٰكِنَّهَا فِي ٱلدَّاخِلِ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلنَّجَاسَةِ! ٢٨ هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا،+ وَلٰكِنَّكُمْ فِي ٱلدَّاخِلِ مَمْلُوؤُونَ رِيَاءً وَتَعَدِّيًا عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ.
٢٩ «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،+ لِأَنَّكُمْ تَبْنُونَ مَدَافِنَ ٱلْأَنْبِيَاءِ وَتُزَخْرِفُونَ قُبُورَ ٱلْأَبْرَارِ ٱلتَّذْكَارِيَّةَ،+ ٣٠ وَتَقُولُونَ: ‹لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا، لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ ٱلْأَنْبِيَاءِ›!+ ٣١ فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ ٱلَّذِينَ قَتَلُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ.+ ٣٢ فَٱمْلَأُوا كَيْلَ+ آبَائِكُمْ.
٣٣ «أَيُّهَا ٱلْحَيَّاتُ سُلَالَةُ ٱلْأَفَاعِي،+ كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ ٱلْهَلَاكِ فِي وَادِي هِنُّومَ؟+ ٣٤ لِذٰلِكَ هَا أَنَا مُرْسِلٌ+ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَمُرْشِدِينَ.+ فَبَعْضَهُمْ تَقْتُلُونَ+ وَتُعَلِّقُونَ عَلَى خَشَبَةٍ، وَبَعْضَهُمْ تَجْلِدُونَ+ فِي مَجَامِعِكُمْ وَتَضْطَهِدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ، ٣٥ لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ بَارٍّ أُرِيقَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،+ مِنْ دَمِ هَابِيلَ+ ٱلْبَارِّ+ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا، ٱلَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ ٱلْمَقْدِسِ وَٱلْمَذْبَحِ.+ ٣٦ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هٰذَا كُلَّهُ سَيَأْتِي عَلَى هٰذَا ٱلْجِيلِ.+
٣٧ «يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ، يَا قَاتِلَةَ ٱلْأَنْبِيَاءِ+ وَرَاجِمَةَ+ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا!+ كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلَادَكِ كَمَا تَجْمَعُ ٱلدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا!+ وَلَمْ تُرِيدُوا.+ ٣٨ هَا هُوَ بَيْتُكُمْ+ يُتْرَكُ لَكُمْ.+ ٣٩ لِأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ تَرَوْنِي أَبَدًا مِنَ ٱلْآنَ حَتَّى تَقُولُوا: ‹مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ يَهْوَهَ!›».+
٢٤ ثُمَّ غَادَرَ يَسُوعُ وَمَضَى مِنَ ٱلْهَيْكَلِ، فَٱقْتَرَبَ تَلَامِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ ٱلْهَيْكَلِ.+ ٢ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَلَا تَرَوْنَ هٰذِهِ كُلَّهَا؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ إِلَّا وَيُنْقَضُ».+
٣ وَبَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ، ٱقْتَرَبَ مِنْهُ ٱلتَّلَامِيذُ عَلَى ٱنْفِرَادٍ، قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هٰذَا، وَمَاذَا تَكُونُ عَلَامَةُ حُضُورِكَ+ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ؟».+
٤ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «اِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ.+ ٥ لِأَنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلِينَ: ‹أَنَا ٱلْمَسِيحُ›، وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ.+ ٦ سَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا أَلَّا تَرْتَعِبُوا. فَلَا بُدَّ أَنْ تَحْدُثَ هٰذِهِ، وَلٰكِنْ لَيْسَتِ ٱلنِّهَايَةُ بَعْدُ.+
٧ «لِأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ+ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ،+ وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ+ وَزَلَازِلُ+ فِي مَكَانٍ بَعْدَ آخَرَ. ٨ وَهٰذِهِ كُلُّهَا بِدَايَةُ ٱلْمَخَاضِ.
٩ «حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيقٍ+ وَيَقْتُلُونَكُمْ،+ وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ+ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي.+ ١٠ وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ+ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.+ ١١ وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ دَجَّالُونَ+ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ.+ ١٢ وَبِسَبَبِ ٱزْدِيَادِ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ+ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ ٱلْأَكْثَرِيَّةِ.+ ١٣ وَلٰكِنَّ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ+ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ.+ ١٤ وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ+ ٱلْمَلَكُوتِ+ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،+ ثُمَّ تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ.+
١٥ «فَمَتَى رَأَيْتُمُ ٱلرِّجْسَةَ+ ٱلْمُخَرِّبَةَ، ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا دَانِيَالُ ٱلنَّبِيُّ، قَائِمَةً فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْمُقَدَّسِ+ (لِيُمَيِّزِ ٱلْقَارِئُ)، ١٦ فَحِينَئِذٍ لِيَبْدَإِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ بِٱلْهَرَبِ+ إِلَى ٱلْجِبَالِ. ١٧ وَمَنْ كَانَ عَلَى ٱلسَّطْحِ فَلَا يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ ٱلْأَمْتِعَةَ. ١٨ وَمَنْ كَانَ فِي ٱلْحَقْلِ فَلَا يَعُدْ إِلَى ٱلْبَيْتِ لِيَأْخُذَ رِدَاءَهُ. ١٩ اَلْوَيْلُ لِلْحَوَامِلِ وَٱلْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ!+ ٢٠ صَلُّوا لِكَيْلَا يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ أَوْ فِي يَوْمِ سَبْتٍ، ٢١ لِأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ+ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ مُنْذُ بَدْءِ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآنَ،+ وَلَنْ يَحْدُثَ ثَانِيَةً. ٢٢ وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ ٱلْأَيَّامُ، لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلٰكِنْ لِأَجْلِ ٱلْمُخْتَارِينَ+ تُقَصَّرُ تِلْكَ ٱلْأَيَّامُ.+
٢٣ «وَإِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: ‹هَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ هُنَا!›،+ أَوْ: ‹هُنَاكَ!›، فَلَا تُصَدِّقُوا.+ ٢٤ لِأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ دَجَّالُونَ+ وَأَنْبِيَاءُ دَجَّالُونَ+ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً+ وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا ٱلْمُخْتَارِينَ أَيْضًا، لَوْ أَمْكَنَ.+ ٢٥ هَا إِنِّي قَدْ سَبَقْتُ فَحَذَّرْتُكُمْ.+ ٢٦ فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: ‹هَا هُوَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ›، فَلَا تَخْرُجُوا؛ أَوْ: ‹هَا هُوَ فِي ٱلْمَخَادِعِ›، فَلَا تُصَدِّقُوا.+ ٢٧ لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ+ يَخْرُجُ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَيُضِيءُ إِلَى ٱلْمَغَارِبِ، هٰكَذَا يَكُونُ حُضُورُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ.+ ٢٨ حَيْثُ تَكُونُ ٱلْجِيفَةُ، هُنَاكَ تَجْتَمِعُ ٱلْعِقْبَانُ.+
٢٩ «وَفِي ٱلْحَالِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ، تُظْلِمُ ٱلشَّمْسُ،+ وَلَا يُعْطِي ٱلْقَمَرُ+ نُورَهُ، وَتَسْقُطُ ٱلنُّجُومُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، وَتَتَزَعْزَعُ قُوَّاتُ ٱلسَّمٰوَاتِ.+ ٣٠ بَعْدَ ذٰلِكَ تَظْهَرُ آيَةُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ+ فِي ٱلسَّمَاءِ، ثُمَّ يَلْطِمُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ صُدُورَهُمْ نَائِحِينَ،+ وَيَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ.+ ٣١ وَيُرْسِلُ مَلَائِكَتَهُ بِصَوْتِ بُوقٍ عَظِيمٍ،+ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ+ مِنَ ٱلرِّيَاحِ ٱلْأَرْبَعِ،+ مِنْ أَقْصَى ٱلسَّمٰوَاتِ إِلَى أَقْصَاهَا.
٣٢ «وَمِنْ مَثَلِ شَجَرَةِ ٱلتِّينِ تَعَلَّمُوا هٰذَا: حَالَمَا يَصِيرُ غُصْنُهَا ٱلصَّغِيرُ رَخْصًا وَيُخْرِجُ أَوْرَاقًا، تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلصَّيْفَ قَرِيبٌ.+ ٣٣ كَذٰلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ كُلَّهَا، فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ.+ ٣٤ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَنْ يَزُولَ هٰذَا ٱلْجِيلُ+ أَبَدًا حَتَّى تَكُونَ هٰذِهِ كُلُّهَا. ٣٥ اَلسَّمَاءُ وَٱلْأَرْضُ تَزُولَانِ،+ أَمَّا كَلَامِي فَلَا يَزُولُ أَبَدًا.+
٣٦ «أَمَّا ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ وَتِلْكَ ٱلسَّاعَةُ+ فَلَا يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، لَا مَلَائِكَةُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَلَا ٱلِٱبْنُ، إِلَّا ٱلْآبُ وَحْدَهُ.+ ٣٧ وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ،+ كَذٰلِكَ يَكُونُ حُضُورُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ.+ ٣٨ لِأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ، يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَٱلرِّجَالُ يَتَزَوَّجُونَ وَٱلنِّسَاءُ يُزَوَّجْنَ، إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ+ ٱلْفُلْكَ،+ ٣٩ وَلَمْ يَكْتَرِثُوا حَتَّى جَاءَ ٱلطُّوفَانُ وَجَرَفَهُمْ جَمِيعًا،+ كَذٰلِكَ يَكُونُ حُضُورُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ. ٤٠ حِينَئِذٍ يَكُونُ ٱثْنَانِ فِي ٱلْحَقْلِ: يُؤْخَذُ وَاحِدٌ وَيُتْرَكُ ٱلْآخَرُ. ٤١ تَكُونُ ٱثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى ٱلرَّحَى:+ تُؤْخَذُ وَاحِدَةٌ وَتُتْرَكُ ٱلْأُخْرَى.+ ٤٢ فَدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ، لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ فِي أَيِّ يَوْمٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ.+
٤٣ «وَلٰكِنِ ٱعْلَمُوا أَمْرًا وَاحِدًا، أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ ٱلْبَيْتِ فِي أَيِّ هَزِيعٍ يَأْتِي ٱلسَّارِقُ،+ لَبَقِيَ مُسْتَيْقِظًا وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُقْتَحَمُ. ٤٤ مِنْ أَجْلِ هٰذَا كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ،+ لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ.
٤٥ «مَنْ هُوَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ+ ٱلَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِ بَيْتِهِ لِيُعْطِيَهُمْ طَعَامَهُمْ فِي حِينِهِ؟+ ٤٦ يَا لَسَعَادَةِ+ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدِ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ وَوَجَدَهُ يَفْعَلُ هٰكَذَا! ٤٧ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ.+
٤٨ «وَلٰكِنْ، إِنْ قَالَ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدُ ٱلسَّيِّئُ فِي قَلْبِهِ:+ ‹سَيِّدِي يَتَأَخَّرُ›،+ ٤٩ وَٱبْتَدَأَ يَضْرِبُ ٱلْعَبِيدَ رُفَقَاءَهُ، وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ ٱلسَّكَارَى ٱلْمُدْمِنِينَ، ٥٠ يَأْتِي سَيِّدُ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لَا يَتَرَقَّبُهُ وَفِي سَاعَةٍ+ لَا يَعْرِفُهَا، ٥١ وَيُعَاقِبُهُ عِقَابًا شَدِيدًا+ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ ٱلْمُرَائِينَ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ.+
٢٥ «حِينَئِذٍ يُشَبَّهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ بِعَشْرِ عَذَارَى أَخَذْنَ سُرُجَهُنَّ+ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ ٱلْعَرِيسِ.+ ٢ وَكَانَتْ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَمْقَاوَاتٍ،+ وَخَمْسٌ فَطِنَاتٍ.+ ٣ فَٱلْحَمْقَاوَاتُ أَخَذْنَ سُرُجَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا، ٤ وَأَمَّا ٱلْفَطِنَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا فِي أَوْعِيَتِهِنَّ مَعَ سُرُجِهِنَّ. ٥ وَإِذْ تَأَخَّرَ ٱلْعَرِيسُ، نَعَسْنَ جَمِيعًا وَنِمْنَ.+ ٦ وَعِنْدَ نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ:+ ‹هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ! اُخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ›. ٧ حِينَئِذٍ قَامَتْ أُولٰئِكَ ٱلْعَذَارَى جَمِيعًا وَهَيَّأْنَ سُرُجَهُنَّ.+ ٨ فَقَالَتِ ٱلْحَمْقَاوَاتُ لِلْفَطِنَاتِ: ‹أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ،+ لِأَنَّ سُرُجَنَا عَلَى وَشْكِ أَنْ تَنْطَفِئَ›. ٩ فَأَجَابَتِ ٱلْفَطِنَاتُ+ قَائِلَاتٍ: ‹لَعَلَّهُ لَا يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ. اِذْهَبْنَ بِٱلْأَحْرَى إِلَى ٱلْبَاعَةِ وَٱشْتَرِينَ لِأَنْفُسِكُنَّ›. ١٠ وَبَيْنَمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَشْتَرِينَ، وَصَلَ ٱلْعَرِيسُ، فَدَخَلَتْ مَعَهُ ٱلْعَذَارَى ٱلْمُسْتَعِدَّاتُ إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ،+ وَأُغْلِقَ ٱلْبَابُ. ١١ وَفِي مَا بَعْدُ أَتَتْ بَاقِي ٱلْعَذَارَى أَيْضًا، قَائِلَاتٍ: ‹يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، ٱفْتَحْ لَنَا!›.+ ١٢ فَأَجَابَ وَقَالَ: ‹اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي لَا أَعْرِفُكُنَّ›.+
١٣ «فَدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ،+ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ ٱلْيَوْمَ وَلَا ٱلسَّاعَةَ.+
١٤ «فَذٰلِكَ كَأَنَّمَا إِنْسَانٌ+ مُسَافِرٌ+ ٱسْتَدْعَى عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ مُمْتَلَكَاتِهِ.+ ١٥ فَأَعْطَى وَاحِدًا خَمْسَ وَزَنَاتٍ، وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ، وَآخَرَ وَزْنَةً، كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ قُدْرَتِهِ،+ وَسَافَرَ. ١٦ وَفِي ٱلْحَالِ ذَهَبَ ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْخَمْسَ ٱلْوَزَنَاتِ وَتَاجَرَ بِهَا وَرَبِحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ.+ ١٧ وَكَذٰلِكَ ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْوَزْنَتَيْنِ رَبِحَ وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ. ١٨ أَمَّا ٱلَّذِي أَخَذَ وَاحِدَةً فَقَطْ، فَمَضَى وَحَفَرَ فِي ٱلْأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ.
١٩ «وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ+ جَاءَ سَيِّدُ أُولٰئِكَ ٱلْعَبِيدِ وَسَوَّى حِسَابَهُ مَعَهُمْ.+ ٢٠ فَتَقَدَّمَ ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْخَمْسَ ٱلْوَزَنَاتِ وَأَحْضَرَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ، قَائِلًا: ‹يَا سَيِّدُ، أَنْتَ سَلَّمْتَنِي خَمْسَ وَزَنَاتٍ، وَهَا أَنَا قَدْ رَبِحْتُ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ›.+ ٢١ فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: ‹أَحْسَنْتَ أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ وَٱلْأَمِينُ!+ كُنْتَ أَمِينًا+ عَلَى قَلِيلٍ، فَسَأُقِيمُكَ عَلَى كَثِيرٍ.+ اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ+ سَيِّدِكَ›. ٢٢ ثُمَّ تَقَدَّمَ ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: ‹يَا سَيِّدُ، أَنْتَ سَلَّمْتَنِي وَزْنَتَيْنِ، وَهَا أَنَا قَدْ رَبِحْتُ وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ›.+ ٢٣ فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: ‹أَحْسَنْتَ أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ وَٱلْأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا عَلَى قَلِيلٍ، فَسَأُقِيمُكَ عَلَى كَثِيرٍ.+ اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ+ سَيِّدِكَ›.
٢٤ «وَأَخِيرًا تَقَدَّمَ ٱلَّذِي أَخَذَ ٱلْوَزْنَةَ ٱلْوَاحِدَةَ+ وَقَالَ: ‹يَا سَيِّدُ، عَرَفْتُكَ إِنْسَانًا صَارِمًا، تَحْصُدُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ، وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تُذَرِّ. ٢٥ فَخِفْتُ+ وَمَضَيْتُ وَأَخْفَيْتُ وَزْنَتَكَ فِي ٱلْأَرْضِ. فَإِلَيْكَ مَا هُوَ لَكَ›. ٢٦ فَأَجَابَ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: ‹أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ وَٱلْكَسْلَانُ، عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ، وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أُذَرِّ؟ ٢٧ إِذًا كَانَ يَجِبُ أَنْ تُودِعَ فِضَّتِي عِنْدَ ٱلْمَصْرِفِيِّينَ، وَكُنْتُ مَتَى جِئْتُ آخُذُ مَا هُوَ لِي مَعَ فَائِدَةٍ.+
٢٨ «‹لِذٰلِكَ خُذُوا ٱلْوَزْنَةَ مِنْهُ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ ٱلْعَشْرُ ٱلْوَزَنَاتِ.+ ٢٩ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ، يُعْطَى أَكْثَرَ فَيَزْدَادُ؛ وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ، فَحَتَّى مَا هُوَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ.+ ٣٠ وَٱلْعَبْدُ ٱلَّذِي لَا يَصْلُحُ لِشَيْءٍ أَلْقُوهُ فِي ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ›.+
٣١ «وَمَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ+ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ ٱلْمَلَائِكَةِ مَعَهُ،+ فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى عَرْشِهِ ٱلْمَجِيدِ.+ ٣٢ وَتَجْتَمِعُ أَمَامَهُ كُلُّ ٱلْأُمَمِ،+ فَيَفْرِزُ+ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ،+ كَمَا يَفْرِزُ ٱلرَّاعِي ٱلْخِرَافَ مِنَ ٱلْجِدَاءِ. ٣٣ فَيَضَعُ ٱلْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ+ وَٱلْجِدَاءَ عَنْ يَسَارِهِ.+
٣٤ «وَبَعْدَ ذٰلِكَ يَقُولُ ٱلْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: ‹تَعَالَوْا، يَا مُبَارَكِي أَبِي،+ رِثُوا+ ٱلْمَلَكُوتَ+ ٱلْمُهَيَّأَ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ.+ ٣٥ لِأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي،+ عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَأَضَفْتُمُونِي،+ ٣٦ عُرْيَانًا+ فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِضْتُ فَٱعْتَنَيْتُمْ بِي. كُنْتُ فِي ٱلسِّجْنِ+ فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ›. ٣٧ حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ ٱلْأَبْرَارُ قَائِلِينَ: ‹يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا+ فَسَقَيْنَاكَ؟+ ٣٨ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَأَضَفْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟ ٣٩ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ فِي ٱلسِّجْنِ فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟›. ٤٠ فَيُجِيبُ ٱلْمَلِكُ+ وَيَقُولُ لَهُمْ: ‹اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلَّمَا فَعَلْتُمْ ذٰلِكَ بِأَحَدِ ٱلْأَصَاغِرِ+ مِنْ إِخْوَتِي+ هٰؤُلَاءِ، فَبِي فَعَلْتُمُوهُ›.+
٤١ «بَعْدَ ذٰلِكَ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنْ يَسَارِهِ: ‹اِذْهَبُوا عَنِّي،+ يَا مَلَاعِينُ، إِلَى ٱلنَّارِ ٱلْأَبَدِيَّةِ+ ٱلْمُهَيَّأَةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلَائِكَتِهِ.+ ٤٢ لِأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي،+ وَعَطِشْتُ+ فَلَمْ تَسْقُونِي. ٤٣ كُنْتُ غَرِيبًا فَلَمْ تُضِيفُونِي، عُرْيَانًا فَلَمْ تَكْسُونِي،+ مَرِيضًا وَفِي ٱلسِّجْنِ+ فَلَمْ تَعْتَنُوا بِي›. ٤٤ حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضًا قَائِلِينَ: ‹يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا أَوْ عَطْشَانًا أَوْ غَرِيبًا أَوْ عُرْيَانًا أَوْ مَرِيضًا أَوْ فِي ٱلسِّجْنِ وَلَمْ نَخْدُمْكَ؟›. ٤٥ حِينَئِذٍ يُجِيبُ وَيَقُولُ لَهُمْ: ‹اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلَّمَا لَمْ تَفْعَلُوا ذٰلِكَ بِأَحَدِ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَصَاغِرِ،+ فَبِي+ لَمْ تَفْعَلُوهُ›.+ ٤٦ فَيَذْهَبُ هٰؤُلَاءِ إِلَى قَطْعٍ أَبَدِيٍّ،+ وَٱلْأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».+
٢٦ وَلَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْأَقْوَالَ كُلَّهَا، قَالَ لِتَلَامِيذِهِ: ٢ «تَعْرِفُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ ٱلْفِصْحُ،+ وَٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ سَيُسَلَّمُ لِيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».+
٣ حِينَئِذٍ ٱجْتَمَعَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ ٱلشَّعْبِ فِي فِنَاءِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ ٱلَّذِي يُدْعَى قَيَافَا،+ ٤ وَتَشَاوَرُوا+ مَعًا لِيَقْبِضُوا عَلَى يَسُوعَ بِحِيلَةٍ وَيَقْتُلُوهُ. ٥ وَلٰكِنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: «لَيْسَ فِي ٱلْعِيدِ، لِئَلَّا يَحْدُثَ شَغَبٌ بَيْنَ ٱلشَّعْبِ».+
٦ وَبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتَ عَنْيَا+ فِي بَيْتِ سِمْعَانَ ٱلْأَبْرَصِ،+ ٧ ٱقْتَرَبَتْ مِنْهُ ٱمْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةٌ مِنَ ٱلْمَرْمَرِ فِيهَا زَيْتٌ عَطِرٌ+ ثَمِينٌ، وَأَخَذَتْ تَسْكُبُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ. ٨ فَلَمَّا رَأَى ٱلتَّلَامِيذُ ذٰلِكَ، ٱغْتَاظُوا وَقَالُوا: «لِمَاذَا هٰذَا ٱلتَّبْذِيرُ؟+ ٩ فَقَدْ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ».+ ١٠ فَعَلِمَ يَسُوعُ بِذٰلِكَ+ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَ تُزْعِجُونَ ٱلْمَرْأَةَ؟ فَإِنَّهَا قَدْ عَمِلَتْ لِي عَمَلًا حَسَنًا.+ ١١ لِأَنَّ ٱلْفُقَرَاءَ عِنْدَكُمْ كُلَّ حِينٍ،+ وَأَمَّا أَنَا فَلَنْ أَكُونَ عِنْدَكُمْ كُلَّ حِينٍ.+ ١٢ فَإِنَّهَا إِذْ وَضَعَتْ هٰذَا ٱلزَّيْتَ ٱلْعَطِرَ عَلَى جَسَدِي، إِنَّمَا فَعَلَتْ ذٰلِكَ تَهْيِئَةً لِدَفْنِي.+ ١٣ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِٱلْبِشَارَةِ فِي ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ، تَذْكَارًا لَهَا».+
١٤ حِينَئِذٍ ذَهَبَ أَحَدُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ، ٱلَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيَّ،+ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ ١٥ وَقَالَ: «مَاذَا تُعْطُونَنِي لِأُسَلِّمَهُ إِلَيْكُمْ؟».+ فَٱتَّفَقُوا مَعَهُ عَلَى ثَلَاثِينَ قِطْعَةً مِنَ ٱلْفِضَّةِ.+ ١٦ وَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً مُلَائِمَةً لِيُسَلِّمَهُ.+
١٧ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلْفَطِيرِ+ دَنَا ٱلتَّلَامِيذُ إِلَى يَسُوعَ، قَائِلِينَ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُهَيِّئَ لِتَأْكُلَ ٱلْفِصْحَ؟».+ ١٨ قَالَ: «اِذْهَبُوا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ إِلَى فُلَانٍ+ وَقُولُوا لَهُ: يَقُولُ ٱلْمُعَلِّمُ: ‹وَقْتِي ٱلْمُعَيَّنُ قَرِيبٌ. سَأَحْتَفِلُ بِٱلْفِصْحِ مَعَ تَلَامِيذِي فِي بَيْتِكَ›».+ ١٩ فَفَعَلَ ٱلتَّلَامِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ، وَأَعَدُّوا ٱلْفِصْحَ.+
٢٠ وَلَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ،+ ٱتَّكَأَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ مَعَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.+ ٢١ وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ، قَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: وَاحِدٌ مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي».+ ٢٢ فَحَزِنُوا كَثِيرًا، وَٱبْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: «يَا رَبُّ، أَلَعَلِّي هُوَ؟».+ ٢٣ فَأَجَابَ قَائِلًا: «اَلَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي ٱلصَّحْفَةِ هُوَ ٱلَّذِي يُسَلِّمُنِي.+ ٢٤ صَحِيحٌ أَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ+ عَنْهُ، لٰكِنِ ٱلْوَيْلُ+ لِذٰلِكَ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ!+ فَلَوْ لَمْ يُولَدْ ذٰلِكَ ٱلرَّجُلُ لَكَانَ خَيْرًا لَهُ». ٢٥ فَأَجَابَ يَهُوذَا ٱلَّذِي كَانَ سَيُسَلِّمُهُ، وَقَالَ: «أَلَعَلِّي هُوَ، رَابِّي؟». قَالَ لَهُ: «أَنْتَ نَفْسُكَ قُلْتَ».
٢٦ وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ بَعْدُ، أَخَذَ يَسُوعُ رَغِيفًا،+ وَطَلَبَ بَرَكَةً ثُمَّ كَسَرَهُ+ وَأَعْطَى ٱلتَّلَامِيذَ، وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هٰذَا يُمَثِّلُ جَسَدِي».+ ٢٧ وَأَيْضًا، أَخَذَ كَأْسًا+ وَشَكَرَ ثُمَّ أَعْطَاهُمْ، قَائِلًا: «اِشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ؛+ ٢٨ فَإِنَّ هٰذِهِ تُمَثِّلُ+ ‹دَمِي+ ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ›،+ ٱلَّذِي يُسْكَبُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ+ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا.+ ٢٩ وَلٰكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ أَشْرَبَ بَعْدَ ٱلْآنَ مِنْ نِتَاجِ ٱلْكَرْمَةِ هٰذَا حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ أَشْرَبُهُ جَدِيدًا مَعَكُمْ فِي مَلَكُوتِ أَبِي».+ ٣٠ وَأَخِيرًا، رَنَّمُوا تَسَابِيحَ+ ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ.+
٣١ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ سَتَعْثُرُونَ بِمَا يُصِيبُنِي فِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةِ، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: ‹أَضْرِبُ ٱلرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ ٱلرَّعِيَّةِ›.+ ٣٢ وَلٰكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى ٱلْجَلِيلِ».+ ٣٣ فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «وَإِنْ عَثَرَ ٱلْآخَرُونَ جَمِيعًا، فَلَنْ أَعْثُرَ أَنَا أَبَدًا!».+ ٣٤ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: فِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ، تُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».+ ٣٥ قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ ٱضْطُرِرْتُ إِلَى ٱلْمَوْتِ مَعَكَ، لَا أُنْكِرُكَ أَبَدًا». وَهٰكَذَا قَالَ أَيْضًا جَمِيعُ ٱلتَّلَامِيذِ.+
٣٦ حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مَعَهُمْ إِلَى ٱلْمَوْضِعِ+ ٱلَّذِي يُدْعَى جَتْسِيمَانِيَ، فَقَالَ لِلتَّلَامِيذِ: «اِجْلِسُوا هُنَا رَيْثَمَا أَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَأُصَلِّي».+ ٣٧ وَأَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَٱبْنَيْ+ زَبَدِي، وَٱبْتَدَأَ يَشْعُرُ بِٱلْحُزْنِ وَٱلِٱنْزِعَاجِ ٱلشَّدِيدِ.+ ٣٨ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى ٱلْمَوْتِ.+ اُمْكُثُوا هُنَا وَٱبْقَوْا سَاهِرِينَ مَعِي».+ ٣٩ وَتَقَدَّمَ قَلِيلًا ثُمَّ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ يُصَلِّي+ وَيَقُولُ: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ كَانَ مُمْكِنًا، فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هٰذِهِ ٱلْكَأْسُ.+ وَلٰكِنْ، لَيْسَ كَمَا أَشَاءُ أَنَا،+ بَلْ كَمَا تَشَاءُ أَنْتَ».+
٤٠ ثُمَّ جَاءَ إِلَى ٱلتَّلَامِيذِ وَوَجَدَهُمْ نَائِمِينَ، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهٰكَذَا لَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟+ ٤١ اِبْقَوْا سَاهِرِينَ+ وَصَلُّوا+ بِٱسْتِمْرَارٍ لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ.+ إِنَّ ٱلرُّوحَ مُنْدَفِعٌ، أَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ».+ ٤٢ ثُمَّ مَضَى ثَانِيَةً+ وَصَلَّى قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ كَانَ لَا يُمْكِنُ أَنْ تَعْبُرَ هٰذِهِ إِلَّا أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ».+ ٤٣ ثُمَّ جَاءَ ثَانِيَةً وَوَجَدَهُمْ نَائِمِينَ لِأَنَّ أَعْيُنَهُمْ كَانَتْ ثَقِيلَةً.+ ٤٤ فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضًا وَصَلَّى لِلْمَرَّةِ ٱلثَّالِثَةِ،+ قَائِلًا أَيْضًا ٱلْكَلَامَ نَفْسَهُ. ٤٥ حِينَئِذٍ جَاءَ إِلَى ٱلتَّلَامِيذِ وَقَالَ لَهُمْ: «فِي مِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ تَنَامُونَ وَتَسْتَرِيحُونَ! هَا قَدِ ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ لِيُسَلَّمَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ إِلَى أَيْدِي ٱلْخُطَاةِ.+ ٤٦ قُومُوا لِنَذْهَبَ. هَا إِنَّ ٱلَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ ٱقْتَرَبَ».+ ٤٧ وَإِذْ كَانَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ، إِذَا يَهُوذَا،+ أَحَدُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ، قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ+ وَهَرَاوَى مِنْ عِنْدِ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ ٱلشَّعْبِ.+
٤٨ وَكَانَ مُسَلِّمُهُ قَدْ أَعْطَاهُمْ عَلَامَةً، قَائِلًا: «اَلَّذِي أُقَبِّلُهُ يَكُونُ هُوَ. اِعْتَقِلُوهُ».+ ٤٩ فَتَقَدَّمَ مُبَاشَرَةً إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: «سَلَامٌ لَكَ، رَابِّي!»،+ وَقَبَّلَهُ.+ ٥٠ لٰكِنَّ يَسُوعَ+ قَالَ لَهُ: «يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا حَضَرْتَ؟». حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوُا ٱلْأَيْدِيَ عَلَى يَسُوعَ وَٱعْتَقَلُوهُ.+ ٥١ وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ ٱلَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَٱسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَقَطَعَ أُذُنَهُ.+ ٥٢ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ،+ لِأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلسَّيْفَ بِٱلسَّيْفِ يَهْلِكُونَ.+ ٥٣ أَمْ تَظُنُّ أَنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَلْتَمِسَ مِنْ أَبِي أَنْ يَمُدَّنِي فِي هٰذِهِ ٱللَّحْظَةِ بِأَكْثَرَ مِنِ ٱثْنَيْ عَشَرَ فَيْلَقًا مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ؟+ ٥٤ وَلٰكِنْ كَيْفَ تَتِمُّ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ، أَنَّهُ هٰكَذَا لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ؟». ٥٥ وَفِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ قَالَ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ: «أَخَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَهَرَاوَى كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ لِتَقْبِضُوا عَلَيَّ؟+ كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ أَجْلِسُ فِي ٱلْهَيْكَلِ+ أُعَلِّمُ، وَلَمْ تَعْتَقِلُونِي. ٥٦ وَإِنَّمَا كَانَ هٰذَا كُلُّهُ لِتَتِمَّ أَسْفَارُ ٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلْمُقَدَّسَةُ».+ حِينَئِذٍ تَرَكَهُ ٱلتَّلَامِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.+
٥٧ وَٱلَّذِينَ ٱعْتَقَلُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا+ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ، حَيْثُ ٱجْتَمَعَ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلشُّيُوخُ.+ ٥٨ أَمَّا بُطْرُسُ فَٱسْتَمَرَّ يَتْبَعُهُ عَنْ بُعْدٍ حَتَّى فِنَاءِ+ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ، ثُمَّ دَخَلَ وَجَلَسَ مَعَ خُدَّامِ ٱلْبَيْتِ لِيَرَى ٱلْعَاقِبَةَ.+
٥٩ وَفِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ، كَانَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَكُلُّ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ يُفَتِّشُونَ عَنْ شَهَادَةِ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِيُمِيتُوهُ،+ ٦٠ فَلَمْ يَجِدُوا، مَعَ أَنَّ شُهُودَ زُورٍ كَثِيرِينَ تَقَدَّمُوا.+ وَلَاحِقًا تَقَدَّمَ ٱثْنَانِ ٦١ وَقَالَا: «هٰذَا ٱلرَّجُلُ قَالَ: ‹إِنِّي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ ٱللّٰهِ وَأَبْنِيَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ›».+ ٦٢ عِنْدَئِذٍ وَقَفَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَلَيْسَ لَدَيْكَ جَوَابٌ؟ مَا ٱلَّذِي يَشْهَدُ بِهِ هٰذَانِ عَلَيْكَ؟».+ ٦٣ لٰكِنَّ يَسُوعَ ظَلَّ سَاكِتًا.+ فَقَالَ لَهُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ+ بِٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا هَلْ أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ+ ٱبْنُ ٱللّٰهِ!». ٦٤ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:+ «أَنْتَ نَفْسُكَ قُلْتَ.+ وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ ٱلْآنَ+ سَتَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ+ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ+ ٱلْقُدْرَةِ وَآتِيًا عَلَى سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ».+ ٦٥ حِينَئِذٍ مَزَّقَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ رِدَاءَهُ، قَائِلًا: «لَقَدْ جَدَّفَ!+ مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟+ هَا قَدْ سَمِعْتُمُ ٱلْآنَ ٱلتَّجْدِيفَ.+ ٦٦ فَمَا رَأْيُكُمْ؟». أَجَابُوا: «إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ ٱلْمَوْتِ».+ ٦٧ حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ+ وَلَكَمُوهُ.+ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ عَلَى وَجْهِهِ،+ ٦٨ قَائِلِينَ: «تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا ٱلْمَسِيحُ.+ مَنِ ٱلَّذِي ضَرَبَكَ؟».+
٦٩ وَكَانَ بُطْرُسُ جَالِسًا خَارِجًا فِي ٱلْفِنَاءِ، فَدَنَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «أَنْتَ أَيْضًا كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ ٱلْجَلِيلِيِّ!».+ ٧٠ لٰكِنَّهُ أَنْكَرَ قُدَّامَ ٱلْجَمِيعِ قَائِلًا: «لَا أَعْرِفُ عَمَّ تَتَكَلَّمِينَ». ٧١ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى ٱلرَّدْهَةِ ٱلَّتِي عِنْدَ ٱلْبَوَّابَةِ، فَرَأَتْهُ أُخْرَى وَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «هٰذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ».+ ٧٢ فَأَنْكَرَ ثَانِيَةً بِقَسَمٍ: «لَا أَعْرِفُ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ!».+ ٧٣ وَبَعْدَ قَلِيلٍ دَنَا ٱلْوَاقِفُونَ هُنَاكَ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «بِٱلتَّأْكِيدِ أَنْتَ أَيْضًا وَاحِدٌ مِنْهُمْ، لِأَنَّ لَهْجَتَكَ تَفْضَحُكَ».+ ٧٤ حِينَئِذٍ ٱبْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «لَا أَعْرِفُ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ!». وَفِي ٱلْحَالِ صَاحَ ٱلدِّيكُ.+ ٧٥ فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ: «قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ، تُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».+ فَخَرَجَ وَبَكَى بِمَرَارَةٍ.+
٢٧ وَلَمَّا كَانَ ٱلصَّبَاحُ، ٱجْتَمَعَ كُلُّ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ ٱلشَّعْبِ لِلتَّشَاوُرِ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يُمِيتُوهُ.+ ٢ فَقَيَّدُوهُ ثُمَّ سَاقُوهُ وَسَلَّمُوهُ إِلَى بِيلَاطُسَ ٱلْحَاكِمِ.+
٣ حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا، ٱلَّذِي سَلَّمَهُ، أَنَّهُ قَدْ حُكِمَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ، نَدِمَ وَرَدَّ ٱلثَّلَاثِينَ+ قِطْعَةً مِنَ ٱلْفِضَّةِ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخِ، ٤ قَائِلًا: «أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَارًّا».+ فَقَالُوا: «وَمَا هَمُّنَا نَحْنُ؟ هٰذَا شَأْنُكَ أَنْتَ!».+ ٥ فَأَلْقَى قِطَعَ ٱلْفِضَّةِ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَٱنْصَرَفَ، ثُمَّ ذَهَبَ وَشَنَقَ نَفْسَهُ.+ ٦ فَأَخَذَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ قِطَعَ ٱلْفِضَّةِ وَقَالُوا: «لَا يَحِلُّ إِلْقَاؤُهَا فِي ٱلْخِزَانَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، لِأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». ٧ وَبَعْدَ ٱلتَّشَاوُرِ مَعًا ٱشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ ٱلْخَزَّافِ لِدَفْنِ ٱلْغُرَبَاءِ. ٨ لِهٰذَا دُعِيَ ذٰلِكَ ٱلْحَقْلُ «حَقْلَ ٱلدَّمِ»+ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. ٩ حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ: «وَأَخَذُوا ٱلثَّلَاثِينَ قِطْعَةً مِنَ ٱلْفِضَّةِ،+ ثَمَنَ ٱلرَّجُلِ ٱلْمُثَمَّنِ ٱلَّذِي ثَمَّنَهُ بَعْضُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ١٠ وَدَفَعُوهَا عَنْ حَقْلِ ٱلْخَزَّافِ،+ كَمَا أَمَرَنِي يَهْوَهُ».
١١ وَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ ٱلْحَاكِمِ، فَسَأَلَهُ ٱلْحَاكِمُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟».+ أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ نَفْسُكَ تَقُولُ».+ ١٢ وَفِيمَا كَانَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخُ يَتَّهِمُونَهُ،+ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ.+ ١٣ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ بِيلَاطُسُ: «أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟».+ ١٤ فَلَمْ يُجِبْهُ وَلَا بِكَلِمَةٍ، حَتَّى تَعَجَّبَ ٱلْحَاكِمُ كَثِيرًا.+
١٥ وَكَانَ مِنْ عَادَةِ ٱلْحَاكِمِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ فِي كُلِّ عِيدٍ سَجِينًا، مَنْ أَرَادُوا.+ ١٦ وَكَانَ عِنْدَهُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ سَجِينٌ رَدِيءُ ٱلصِّيتِ يُدْعَى بَارَابَاسَ.+ ١٧ فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ، قَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ: بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْمَسِيحَ؟».+ ١٨ لِأَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ سَلَّمُوهُ حَسَدًا.+ ١٩ وَبَيْنَمَا كَانَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْقَضَاءِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ زَوْجَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَهٰذَا ٱلْبَارَّ،+ لِأَنِّي تَأَلَّمْتُ ٱلْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ+ بِسَبَبِهِ». ٢٠ وَلٰكِنَّ كِبَارَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخَ أَقْنَعُوا ٱلْجُمُوعَ بِطَلَبِ بَارَابَاسَ+ وَإِهْلَاكِ يَسُوعَ. ٢١ فَقَالَ لَهُمُ ٱلْحَاكِمُ: «أَيَّ ٱلِٱثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟». قَالُوا: «بَارَابَاسَ».+ ٢٢ قَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ إِذًا بِيَسُوعَ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْمَسِيحَ؟». قَالُوا جَمِيعًا: «لِيُعَلَّقْ عَلَى خَشَبَةٍ!».+ ٢٣ قَالَ: «وَأَيَّ أَمْرٍ رَدِيءٍ فَعَلَ؟». فَٱزْدَادَ صُرَاخُهُمْ: «لِيُعَلَّقْ عَلَى خَشَبَةٍ!».+
٢٤ فَلَمَّا رَأَى بِيلَاطُسُ أَنَّ ذٰلِكَ لَا يَنْفَعُ، بَلْ بِٱلْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ، أَخَذَ مَاءً+ وَغَسَلَ يَدَيْهِ أَمَامَ ٱلْجَمْعِ، قَائِلًا: «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هٰذَا ٱلرَّجُلِ. فَٱنْظُرُوا أَنْتُمْ فِي ٱلْأَمْرِ». ٢٥ فَأَجَابَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ وَقَالُوا: «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلَادِنَا».+ ٢٦ حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، أَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ+ وَسَلَّمَهُ لِيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.+
٢٧ فَأَخَذَ جُنُودُ ٱلْحَاكِمِ يَسُوعَ إِلَى قَصْرِ ٱلْحَاكِمِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ ٱلْعَسْكَرِ.+ ٢٨ فَعَرَّوْهُ وَوَشَّحُوهُ مِعْطَفًا قِرْمِزِيًّا،+ ٢٩ وَضَفَرُوا تَاجًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَدِهِ ٱلْيُمْنَى. ثُمَّ جَثَوْا قُدَّامَهُ وَهَزَأُوا+ بِهِ قَائِلِينَ: «سَلَامٌ لَكَ يَا مَلِكَ ٱلْيَهُودِ!».+ ٣٠ وَبَصَقُوا+ عَلَيْهِ وَأَخَذُوا ٱلْقَصَبَةَ وَرَاحُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ. ٣١ وَبَعْدَمَا هَزَأُوا+ بِهِ، خَلَعُوا ٱلْمِعْطَفَ عَنْهُ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ ٱلْخَارِجِيَّةَ وَسَاقُوهُ لِيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.+
٣٢ وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا رَجُلًا قَيْرَوَانِيَّ ٱلْأَصْلِ ٱسْمُهُ سِمْعَانُ.+ فَسَخَّرُوهُ لِيَرْفَعَ خَشَبَةَ آلَامِهِ. ٣٣ وَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مَوْضِعٍ يُدْعَى جُلْجُثَةَ،+ أَيْ مَوْضِعَ ٱلْجُمْجُمَةِ، ٣٤ أَعْطَوْهُ خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمَرَارَةٍ+ لِيَشْرَبَ. فَذَاقَهَا وَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ.+ ٣٥ وَلَمَّا عَلَّقُوهُ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ،+ ٱقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ ٱلْخَارِجِيَّةَ+ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا،+ ٣٦ وَجَلَسُوا هُنَاكَ يَحْرُسُونَهُ. ٣٧ وَوَضَعُوا فَوْقَ رَأْسِهِ تُهْمَتَهُ مَكْتُوبَةً: «هٰذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ».+
٣٨ حِينَئِذٍ عُلِّقَ مَعَهُ عَلَى خَشَبَةٍ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِهِ وَوَاحِدٌ عَنْ يَسَارِهِ.+ ٣٩ وَٱبْتَدَأَ ٱلْمَارَّةُ يُوَجِّهُونَ إِلَيْهِ كَلَامًا مُهِينًا+ وَهُمْ يَهُزُّونَ+ رُؤُوسَهُمْ ٤٠ وَيَقُولُونَ: «يَا نَاقِضَ ٱلْهَيْكَلِ+ وَبَانِيَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ فَٱنْزِلْ عَنْ خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ!».+ ٤١ وَكَذٰلِكَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ مَعَ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلشُّيُوخِ رَاحُوا يَهْزَأُونَ بِهِ وَيَقُولُونَ:+ ٤٢ «خَلَّصَ آخَرِينَ، وَنَفْسُهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا! إِنَّهُ مَلِكُ+ إِسْرَائِيلَ. لِيَنْزِلِ ٱلْآنَ عَنْ خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ فَنُؤْمِنَ بِهِ.+ ٤٣ قَدِ ٱتَّكَلَ عَلَى ٱللّٰهِ، فَلْيُنَجِّهِ+ ٱلْآنَ إِنْ كَانَ رَاضِيًا عَنْهُ، لِأَنَّهُ قَالَ: ‹أَنَا ٱبْنُ ٱللّٰهِ›».+ ٤٤ وَكَذٰلِكَ ٱللِّصَّانِ ٱللَّذَانِ عُلِّقَا مَعَهُ عَلَى خَشَبَةٍ أَخَذَا يُعَيِّرَانِهِ.+
٤٥ وَمِنَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ حَلَّتْ ظُلْمَةٌ+ عَلَى تِلْكَ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا حَتَّى ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ.+ ٤٦ وَنَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَالٍ، قَائِلًا: «إِيلِي، إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟»، أَيْ: «إِلٰهِي، إِلٰهِي، لِمَاذَا تَخَلَّيْتَ عَنِّي؟».+ ٤٧ فَلَمَّا سَمِعَ ذٰلِكَ بَعْضُ ٱلْوَاقِفِينَ هُنَاكَ، قَالُوا: «إِنَّهُ يَدْعُو إِيلِيَّا».+ ٤٨ وَفِي ٱلْحَالِ رَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفَنْجَةً وَأَشْبَعَهَا بِخَمْرٍ حَامِضَةٍ،+ وَوَضَعَهَا عَلَى قَصَبَةٍ لِيَسْقِيَهُ.+ ٤٩ وَلٰكِنَّ ٱلْبَاقِينَ قَالُوا: «دَعْهُ! لِنَرَ هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا لِيُخَلِّصَهُ».+ [[وَأَخَذَ آخَرُ رُمْحًا وَطَعَنَ جَنْبَهُ، فَخَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ]].+ ٥٠ فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَالٍ، وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ.+
٥١ وَإِذَا حِجَابُ+ ٱلْمَقْدِسِ قَدِ ٱنْشَقَّ ٱثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ،+ وَٱلْأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَٱلصُّخُورُ ٱنْشَقَّتْ.+ ٥٢ وَٱنْفَتَحَتِ ٱلْقُبُورُ ٱلتَّذْكَارِيَّةُ وَقَامَتْ أَجْسَادٌ كَثِيرَةٌ لِلْقِدِّيسِينَ ٱلرَّاقِدِينَ ٥٣ (وَخَرَجَ أَشْخَاصٌ مِنْ بَيْنِ ٱلْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا ٱلْمَدِينَةَ ٱلْمُقَدَّسَةَ)،+ فَصَارَتْ مَنْظُورَةً لِكَثِيرِينَ. ٥٤ وَأَمَّا ٱلضَّابِطُ وَٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ، فَلَمَّا رَأَوُا ٱلزِّلْزَالَ وَمَا يَحْدُثُ خَافُوا كَثِيرًا وَقَالُوا: «حَقًّا كَانَ هٰذَا ٱبْنَ ٱللّٰهِ».+
٥٥ وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ،+ وَهُنَّ ٱللَّوَاتِي رَافَقْنَ يَسُوعَ مِنَ ٱلْجَلِيلِ لِيَخْدُمْنَهُ،+ ٥٦ وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي، وَأُمُّ ٱبْنَيْ زَبَدِي.+
٥٧ وَلَمَّا كَانَ ٱلْوَقْتُ مُتَأَخِّرًا بَعْدَ ٱلظُّهْرِ، جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ ٱلرَّامَةِ، ٱسْمُهُ يُوسُفُ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا قَدْ صَارَ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ.+ ٥٨ هٰذَا دَنَا إِلَى بِيلَاطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ.+ فَأَمَرَ بِيلَاطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُسَلَّمَ إِلَيْهِ.+ ٥٩ فَأَخَذَ يُوسُفُ ٱلْجَسَدَ وَلَفَّهُ فِي كَتَّانٍ جَيِّدٍ نَقِيٍّ،+ ٦٠ وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ ٱلتَّذْكَارِيِّ+ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ نَقَرَهُ فِي ٱلصَّخْرِ. وَدَحْرَجَ حَجَرًا كَبِيرًا عَلَى بَابِ ٱلْقَبْرِ، ثُمَّ مَضَى.+ ٦١ وَبَقِيَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ ٱلْأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ أَمَامَ ٱلْمَدْفِنِ.+
٦٢ وَفِي ٱلْغَدِ ٱلَّذِي بَعْدَ ٱلتَّهْيِئَةِ+ ٱجْتَمَعَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَمَامَ بِيلَاطُسَ، ٦٣ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ، تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذٰلِكَ ٱلدَّجَّالَ قَالَ وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ: ‹إِنِّي أُقَامُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ›.+ ٦٤ فَمُرْ بِضَبْطِ ٱلْمَدْفِنِ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ، لِئَلَّا يَأْتِيَ تَلَامِيذُهُ وَيَسْرِقُوهُ+ وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ: ‹لَقَدْ أُقِيمَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ!›، فَيَكُونَ هٰذَا ٱلتَّدْجِيلُ ٱلْأَخِيرُ أَسْوَأَ مِنَ ٱلْأَوَّلِ». ٦٥ فَقَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ: «عِنْدَكُمْ حَرَسٌ.+ اِذْهَبُوا وَٱضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ». ٦٦ فَذَهَبُوا وَضَبَطُوا ٱلْمَدْفِنَ بِخَتْمِ ٱلْحَجَرِ+ وَإِقَامَةِ ٱلْحَرَسِ.
٢٨ وَبَعْدَ ٱلسَّبْتِ، عِنْدَ بُزُوغِ نُورِ ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلْأُسْبُوعِ، أَتَتْ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ ٱلْأُخْرَى لِتَنْظُرَا ٱلْمَدْفِنَ.+
٢ وَإِذَا زِلْزَالٌ عَظِيمٌ قَدْ حَدَثَ، لِأَنَّ مَلَاكَ يَهْوَهَ كَانَ قَدْ نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَٱقْتَرَبَ وَدَحْرَجَ ٱلْحَجَرَ وَجَلَسَ عَلَيْهِ.+ ٣ وَكَانَ مَظْهَرُهُ كَٱلْبَرْقِ،+ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَٱلثَّلْجِ.+ ٤ فَٱرْتَعَدَ ٱلْحُرَّاسُ خَوْفًا مِنْهُ، وَصَارُوا كَٱلْأَمْوَاتِ.
٥ فَأَجَابَ ٱلْمَلَاكُ+ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ: «لَا تَخَافَا، فَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ+ ٱلَّذِي عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ. ٦ لَيْسَ هُوَ هُنَا، لِأَنَّهُ أُقِيمَ+ كَمَا قَالَ. تَعَالَيَا وَٱنْظُرَا ٱلْمَكَانَ ٱلَّذِي كَانَ مُضْجَعًا فِيهِ. ٧ وَٱذْهَبَا سَرِيعًا وَقُولَا لِتَلَامِيذِهِ إِنَّهُ أُقِيمَ+ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، وَهَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى ٱلْجَلِيلِ.+ هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمْ».+
٨ فَتَرَكَتَا ٱلْقَبْرَ ٱلتَّذْكَارِيَّ سَرِيعًا، وَهُمَا فِي خَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ، وَرَكَضَتَا لِتُخْبِرَا تَلَامِيذَهُ.+ ٩ فَإِذَا يَسُوعُ قَدْ لَاقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلَامٌ لَكُمَا!». فَٱقْتَرَبَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. ١٠ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لَا تَخَافَا! اِذْهَبَا وَأَخْبِرَا إِخْوَتِي+ لِكَيْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي».
١١ وَفِيمَا هُمَا ذَاهِبَتَانِ، إِذَا بَعْضُ ٱلْحَرَسِ+ قَدْ أَتَوْا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا كِبَارَ ٱلْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا حَدَثَ. ١٢ فَٱجْتَمَعَ هٰؤُلَاءِ مَعَ ٱلشُّيُوخِ وَتَشَاوَرُوا، ثُمَّ أَعْطَوُا ٱلْجُنُودَ فِضَّةً كَثِيرَةً+ ١٣ وَقَالُوا: «قُولُوا: ‹أَتَى تَلَامِيذُهُ+ لَيْلًا وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نَائِمُونَ›. ١٤ وَإِذَا بَلَغَ ذٰلِكَ مَسَامِعَ ٱلْحَاكِمِ، فَنَحْنُ نُقْنِعُهُ وَلَا نَجْعَلُكُمْ تَقْلَقُونَ». ١٥ فَأَخَذُوا ٱلْفِضَّةَ وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ، فَذَاعَ هٰذَا ٱلْقَوْلُ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ.
١٦ وَأَمَّا ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْأَحَدَ عَشَرَ فَذَهَبُوا إِلَى ٱلْجَلِيلِ+ إِلَى ٱلْجَبَلِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ لَهُمْ يَسُوعُ، ١٧ وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا، لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ شَكُّوا.+ ١٨ فَٱقْتَرَبَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ، قَائِلًا: «دُفِعَتْ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَةٍ+ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ. ١٩ فَٱذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا+ أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،+ وَعَمِّدُوهُمْ+ بِٱسْمِ ٱلْآبِ+ وَٱلِٱبْنِ+ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،+ ٢٠ وَعَلِّمُوهُمْ+ أَنْ يَحْفَظُوا+ جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ.+ وَهَا أَنَا مَعَكُمْ+ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».+
انظر الملحق ٢.
أي: «رُبْع قِرْشٍ». انظر الملحق ٥.
انظر الملحق ٢.
يمكن ان تشير صيغة الجمع اليونانية الى المثنى، أي: «أُخْتَاهُ».
انظر الملحق ٢.
انظر الملحق ٢.