مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ك‌م١٢ لوقا ١:‏١-‏٢٤:‏٥٣
  • لوقا

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • لوقا
  • الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد
الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد
لوقا

اَلْبِشَارَةُ عَلَى مَا رَوَى لُوقَا

١ إِذْ سَعَى كَثِيرُونَ إِلَى تَأْلِيفِ رِوَايَةٍ عَنِ ٱلْوَقَائِعِ+ ٱلْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا،‏ ٢ كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا ٱلَّذِينَ صَارُوا مُنْذُ ٱلْبِدَايَةِ+ شُهُودَ عِيَانٍ+ وَخُدَّامًا لِلرِّسَالَةِ،‏+ ٣ عَزَمْتُ أَنَا أَيْضًا،‏ إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ مِنَ ٱلْأَوَّلِ بِدِقَّةٍ،‏ أَنْ أَكْتُبَهَا إِلَيْكَ بِٱلتَّرْتِيبِ،‏+ يَا صَاحِبَ ٱلسُّمُوِّ+ ثَاوُفِيلُسُ،‏+ ٤ لِتَعْرِفَ تَمَامًا يَقِينَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلَّتِي تَلَقَّنْتَهَا.‏+

٥ كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ،‏+ مَلِكِ ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ كَاهِنٌ ٱسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا،‏+ وَزَوْجَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ،‏+ وَٱسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.‏ ٦ وَكَانَا كِلَاهُمَا بَارَّيْنِ+ أَمَامَ ٱللّٰهِ،‏ يَسِيرَانِ بِلَا لَوْمٍ+ فِي جَمِيعِ وَصَايَا+ يَهْوَهَ وَشَرَائِعِهِ.‏+ ٧ وَلٰكِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ،‏ لِأَنَّ أَلِيصَابَاتَ كَانَتْ عَاقِرًا،‏+ وَكَانَا كِلَاهُمَا مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا.‏

٨ وَبَيْنَمَا كَانَ يَقُومُ بِٱلْخِدْمَةِ ٱلْكَهَنُوتِيَّةِ فِي دَوْرِ فِرْقَتِهِ+ أَمَامَ ٱللّٰهِ،‏ ٩ جَاءَ دَوْرُهُ،‏ حَسَبَ عُرْفِ ٱلْكَهَنُوتِ،‏ لِيُقَرِّبَ بَخُورًا+ عِنْدَ دُخُولِهِ مَقْدِسَ يَهْوَهَ.‏+ ١٠ وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ ٱلشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجًا فِي سَاعَةِ تَقْرِيبِ ٱلْبَخُورِ.‏+ ١١ فَتَرَاءَى لَهُ مَلَاكُ يَهْوَهَ،‏ وَاقِفًا عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ ٱلْبَخُورِ.‏+ ١٢ فَٱضْطَرَبَ زَكَرِيَّا حِينَ رَآهُ وَٱسْتَوْلَى عَلَيْهِ ٱلْخَوْفُ.‏+ ١٣ فَقَالَ لَهُ ٱلْمَلَاكُ:‏ «لَا تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا،‏ لِأَنَّهُ قَدِ ٱسْتُجِيبَ تَضَرُّعُكَ،‏+ وَسَتَلِدُ لَكَ زَوْجَتُكَ أَلِيصَابَاتُ ٱبْنًا،‏ فَتَدْعُو ٱسْمَهُ يُوحَنَّا.‏+ ١٤ وَسَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَٱبْتِهَاجٌ،‏ وَيَفْرَحُ+ كَثِيرُونَ بِوِلَادَتِهِ،‏ ١٥ لِأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ يَهْوَهَ.‏+ وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لَا يَشْرَبْ أَبَدًا،‏+ وَيَمْتَلِئُ رُوحًا قُدُسًا وَهُوَ فِي رَحِمِ أُمِّهِ.‏+ ١٦ وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى يَهْوَهَ+ إِلٰهِهِمْ.‏ ١٧ وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا+ وَقُدْرَتِهِ،‏ لِيَرُدَّ قُلُوبَ+ ٱلْآبَاءِ إِلَى ٱلْأَوْلَادِ،‏ وَٱلْعُصَاةَ إِلَى حِكْمَةِ ٱلْأَبْرَارِ،‏ لِيُعِدَّ لِيَهْوَهَ+ شَعْبًا مُهَيَّأً».‏+

١٨ فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلَاكِ:‏ «كَيْفَ أَتَيَقَّنُ مِنْ هٰذَا؟‏ فَأَنَا مُسِنٌّ+ وَزَوْجَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا».‏ ١٩ فَأَجَابَ ٱلْمَلَاكُ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَنَا جِبْرَائِيلُ،‏+ ٱلْوَاقِفُ أَمَامَ ٱللّٰهِ،‏ وَقَدْ أُرْسِلْتُ لِأُكَلِّمَكَ+ وَأُبَشِّرَكَ بِهٰذَا.‏ ٢٠ وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا+ وَلَا تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي يَحْدُثُ فِيهِ هٰذَا،‏ لِأَنَّكَ لَمْ تُؤْمِنْ بِكَلَامِي ٱلَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ».‏ ٢١ فِي أَثْنَاءِ ذٰلِكَ،‏ بَقِيَ ٱلشَّعْبُ يَنْتَظِرُونَ زَكَرِيَّا،‏+ وَتَعَجَّبُوا مِنْ تَأَخُّرِهِ فِي ٱلْمَقْدِسِ.‏ ٢٢ وَلٰكِنَّهُ لَمَّا خَرَجَ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ،‏ فَأَدْرَكُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى مَنْظَرًا فَوْقَ ٱلطَّبِيعَةِ+ فِي ٱلْمَقْدِسِ.‏ فَكَانَ يُومِئُ إِلَيْهِمْ،‏ وَبَقِيَ أَخْرَسَ.‏ ٢٣ وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ+ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ.‏

٢٤ وَبَعْدَ تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ حَمَلَتْ+ أَلِيصَابَاتُ زَوْجَتُهُ،‏ وَعَزَلَتْ نَفْسَهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ،‏ قَائِلَةً:‏ ٢٥ ‏«هٰكَذَا صَنَعَ إِلَيَّ يَهْوَهُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي فِيهَا ٱلْتَفَتَ إِلَيَّ لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ ٱلنَّاسِ».‏+

٢٦ وَفِي شَهْرِهَا ٱلسَّادِسِ أُرْسِلَ ٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ+ مِنَ ٱللّٰهِ إِلَى مَدِينَةٍ فِي ٱلْجَلِيلِ ٱسْمُهَا ٱلنَّاصِرَةُ،‏ ٢٧ إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ ٱسْمُهُ يُوسُفُ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ،‏ وَٱسْمُ ٱلْعَذْرَاءِ+ مَرْيَمُ.‏+ ٢٨ فَلَمَّا دَخَلَ إِلَيْهَا قَالَ:‏ «طَابَ يَوْمُكِ،‏+ أَيَّتُهَا ٱلْمُنْعَمُ عَلَيْهَا،‏ يَهْوَهُ+ مَعَكِ».‏+ ٢٩ فَٱضْطَرَبَتْ بِشِدَّةٍ مِنْ هٰذَا ٱلْكَلَامِ وَأَخَذَتْ تَفْتَكِرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هٰذَا ٱلسَّلَامُ.‏ ٣٠ فَقَالَ لَهَا ٱلْمَلَاكُ:‏ «لَا تَخَافِي يَا مَرْيَمُ،‏ فَإِنَّكِ قَدْ نِلْتِ حُظْوَةً+ عِنْدَ ٱللّٰهِ.‏ ٣١ وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ٱبْنًا،‏+ فَتَدْعِينَ ٱسْمَهُ يَسُوعَ.‏+ ٣٢ هٰذَا يَكُونُ عَظِيمًا+ وَيُدْعَى ٱبْنَ ٱلْعَلِيِّ،‏+ وَيُعْطِيهِ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ عَرْشَ+ دَاوُدَ أَبِيهِ،‏+ ٣٣ وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى ٱلْأَبَدِ،‏ وَلَا يَكُونُ لِمَمْلَكَتِهِ نِهَايَةٌ».‏+

٣٤ فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلَاكِ:‏ «كَيْفَ يَكُونُ هٰذَا،‏ وَأَنَا لَيْسَ لِي عَلَاقَةٌ زَوْجِيَّةٌ+ بِرَجُلٍ؟‏».‏ ٣٥ فَأَجَابَ ٱلْمَلَاكُ وَقَالَ لَهَا:‏ «رُوحٌ قُدُسٌ+ يَأْتِي عَلَيْكِ،‏ وَقُدْرَةُ ٱلْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ.‏ لِذٰلِكَ أَيْضًا يُدْعَى ٱلْمَوْلُودُ قُدُّوسًا،‏+ ٱبْنَ ٱللّٰهِ.‏+ ٣٦ وَهَا إِنَّ أَلِيصَابَاتَ نَسِيبَتَكِ قَدْ حَبِلَتْ هِيَ أَيْضًا بِٱبْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا،‏ وَهٰذَا هُوَ ٱلشَّهْرُ ٱلسَّادِسُ لِتِلْكَ ٱلْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا،‏+ ٣٧ لِأَنَّهُ مَا مِنْ إِعْلَانٍ يَسْتَحِيلُ عَلَى ٱللّٰهِ».‏+ ٣٨ فَقَالَتْ مَرْيَمُ:‏ «هُوَذَا أَمَةُ يَهْوَهَ!‏+ لِيَكُنْ لِي كَمَا أَعْلَنْتَ».‏ فَٱنْصَرَفَ عَنْهَا ٱلْمَلَاكُ.‏

٣٩ فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ وَجَاءَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى ٱلْكُورَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ،‏ إِلَى مَدِينَةٍ فِي يَهُوذَا،‏ ٤٠ وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ.‏ ٤١ فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلَامَ مَرْيَمَ،‏ ٱرْتَكَضَ ٱلْجَنِينُ فِي رَحِمِهَا.‏ وَٱمْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ رُوحًا قُدُسًا،‏ ٤٢ فَهَتَفَتْ بِصَوْتٍ عَالٍ وَقَالَتْ:‏ «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ بَيْنَ ٱلنِّسَاءِ،‏ وَمُبَارَكَةٌ+ ثَمَرَةُ رَحِمِكِ!‏ ٤٣ فَمِنْ أَيْنَ لِي هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازُ أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي+ إِلَيَّ؟‏ ٤٤ فَهُوَذَا حِينَ وَقَعَ صَوْتُ سَلَامِكِ فِي أُذُنَيَّ ٱرْتَكَضَ ٱلْجَنِينُ بِٱبْتِهَاجٍ+ فِي رَحِمِي.‏ ٤٥ فَسَعِيدَةٌ هِيَ ٱلَّتِي آمَنَتْ،‏ لِأَنَّهُ سَيَتِمُّ+ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ يَهْوَهَ».‏+

٤٦ فَقَالَتْ مَرْيَمُ:‏ «تُعَظِّمُ نَفْسِي يَهْوَهَ،‏+ ٤٧ وَبِٱللّٰهِ مُخَلِّصِي+ تَتَهَلَّلُ+ رُوحِي،‏ ٤٨ لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى ضِعَةِ أَمَتِهِ.‏+ فَهَا إِنَّ جَمِيعَ ٱلْأَجْيَالِ مُنْذُ ٱلْآنَ تَغْبِطُنِي،‏+ ٤٩ لِأَنَّ ٱلْقَدِيرَ صَنَعَ لِي عَظَائِمَ،‏ مُقَدَّسٌ ٱسْمُهُ،‏+ ٥٠ وَرَحْمَتُهُ إِلَى أَجْيَالٍ فَأَجْيَالٍ عَلَى ٱلَّذِينَ يَخَافُونَهُ.‏+ ٥١ صَنَعَ عِزًّا بِذِرَاعِهِ،‏+ بَدَّدَ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ بِنِيَّةِ قُلُوبِهِمْ.‏+ ٥٢ أَنْزَلَ ذَوِي ٱلنُّفُوذِ+ عَنِ ٱلْعُرُوشِ وَرَفَعَ ٱلْمَسَاكِينَ،‏+ ٥٣ أَشْبَعَ ٱلْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ+ وَصَرَفَ ٱلْأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ.‏+ ٥٤ سَاعَدَ إِسْرَائِيلَ خَادِمَهُ،‏+ لِيَتَذَكَّرَ ٱلرَّحْمَةَ،‏+ ٥٥ كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا،‏ إِبْرَاهِيمَ وَنَسْلَهُ،‏ إِلَى ٱلْأَبَدِ».‏+ ٥٦ وَبَقِيَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ،‏ ثُمَّ عَادَتْ إِلَى بَيْتِهَا.‏

٥٧ وَحَانَ وَقْتُ أَلِيصَابَاتَ لِتَلِدَ،‏ فَوَلَدَتِ ٱبْنًا.‏ ٥٨ وَسَمِعَ ٱلْجِيرَانُ وَأَنْسِبَاؤُهَا أَنَّ يَهْوَهَ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ+ لَهَا،‏ فَفَرِحُوا+ مَعَهَا.‏ ٥٩ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا ٱلصَّغِيرَ،‏+ وَكَانُوا سَيَدْعُونَهُ بِٱسْمِ أَبِيهِ،‏ زَكَرِيَّا.‏ ٦٠ فَأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقَالَتْ:‏ «كَلَّا!‏ بَلْ يُدْعَى يُوحَنَّا».‏ ٦١ عِنْدَئِذٍ قَالُوا لَهَا:‏ «لَا أَحَدَ مِنْ أَنْسِبَائِكِ يُدْعَى بِهٰذَا ٱلِٱسْمِ».‏ ٦٢ ثُمَّ رَاحُوا يُومِئُونَ إِلَى أَبِيهِ،‏ مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُدْعَى.‏ ٦٣ فَطَلَبَ لَوْحًا وَكَتَبَ:‏ «يُوحَنَّا+ ٱسْمُهُ».‏ فَتَعَجَّبُوا كُلُّهُمْ.‏ ٦٤ وَفِي ٱلْحَالِ ٱنْفَتَحَ فَمُهُ+ وَٱنْطَلَقَ لِسَانُهُ وَصَارَ يَتَكَلَّمُ،‏ مُبَارِكًا ٱللّٰهَ.‏ ٦٥ فَحَلَّ خَوْفٌ عَلَى جَمِيعِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي جِوَارِهِمْ.‏ وَسَرَى ٱلْحَدِيثُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ ٱلْكُورَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ لِلْيَهُودِيَّةِ،‏ ٦٦ فَحَفِظَهَا جَمِيعُ ٱلسَّامِعِينَ فِي قُلُوبِهِمْ+ قَائِلِينَ:‏ «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هٰذَا ٱلصَّغِيرُ؟‏».‏ فَقَدْ كَانَتْ يَدُ+ يَهْوَهَ مَعَهُ.‏

٦٧ وَٱمْتَلَأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ رُوحًا قُدُسًا،‏+ وَتَنَبَّأَ+ قَائِلًا:‏ ٦٨ ‏«تَبَارَكَ يَهْوَهُ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ،‏+ لِأَنَّهُ ٱفْتَقَدَ شَعْبَهُ+ وَصَنَعَ لَهُ إِنْقَاذًا!‏+ ٦٩ وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ+ خَلَاصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ خَادِمِهِ،‏ ٧٠ كَمَا تَكَلَّمَ،‏ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ ٱلْقُدُّوسِينَ ٱلَّذِينَ هُمْ مُنْذُ ٱلْقِدَمِ،‏+ ٧١ عَنْ خَلَاصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ يَدِ جَمِيعِ مُبْغِضِينَا؛‏+ ٧٢ لِيُتِمَّ ٱلرَّحْمَةَ تِجَاهَ آبَائِنَا وَيَتَذَكَّرَ عَهْدَهُ ٱلْمُقَدَّسَ،‏+ ٧٣ ٱلْقَسَمَ ٱلَّذِي حَلَفَ لِإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا،‏+ ٧٤ أَنْ يُعْطِيَنَا،‏ بَعْدَ نَجَاتِنَا مِنْ أَيْدِي ٱلْأَعْدَاءِ،‏+ ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ نُؤَدِّيَ لَهُ دُونَ خَوْفٍ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً+ ٧٥ بِوَلَاءٍ وَبِرٍّ أَمَامَهُ كُلَّ أَيَّامِنَا.‏+ ٧٦ أَمَّا أَنْتَ،‏ أَيُّهَا ٱلصَّغِيرُ،‏ فَسَتُدْعَى نَبِيًّا لِلْعَلِيِّ،‏ لِأَنَّكَ سَتَتَقَدَّمُ أَمَامَ يَهْوَهَ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ،‏+ ٧٧ لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ ٱلْخَلَاصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ،‏+ ٧٨ بِفَضْلِ حَنَانِ إِلٰهِنَا.‏ فَبِهٰذَا ٱلْحَنَانِ يَزُورُنَا فَجْرٌ+ مِنَ ٱلْعَلَاءِ،‏+ ٧٩ لِيُنِيرَ لِلْجَالِسِينَ فِي ٱلظُّلْمَةِ وَظِلِّ ٱلْمَوْتِ،‏+ لِيَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ ٱلسَّلَامِ».‏

٨٠ وَكَانَ ٱلصَّغِيرُ يَنْمُو+ وَيَتَقَوَّى فِي ٱلرُّوحِ،‏ وَبَقِيَ فِي ٱلْقِفَارِ إِلَى يَوْمِ إِظْهَارِ نَفْسِهِ عَلَنًا لِإِسْرَائِيلَ.‏

٢ وَفِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ صَدَرَ مَرْسُومٌ+ مِنَ ٱلْقَيْصَرِ أُوغُسْطُسَ بِأَنْ يَكْتَتِبَ كُلُّ ٱلْمَسْكُونَةِ ٢ ‏(‏جَرَى هٰذَا ٱلِٱكْتِتَابُ ٱلْأَوَّلُ عِنْدَمَا كَانَ كِيرِينِيُوسُ حَاكِمَ سُورِيَّةَ)‏.‏ ٣ فَسَافَرَ ٱلْجَمِيعُ لِيَكْتَتِبُوا،‏+ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ.‏ ٤ فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ ٱلْجَلِيلِ،‏ مِنْ مَدِينَةِ ٱلنَّاصِرَةِ،‏ إِلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ ٱلَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمَ،‏+ لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَائِلَتِهِ،‏+ ٥ لِيَكْتَتِبَ مَعَ مَرْيَمَ+ خَطِيبَتِهِ ٱلَّتِي تَزَوَّجَهَا،‏+ وَقَدْ ثَقُلَ حَمْلُهَا.‏+ ٦ وَبَيْنَمَا كَانَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ.‏ ٧ فَوَلَدَتِ ٱبْنَهَا ٱلْبِكْرَ+ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي مِذْوَدٍ،‏+ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي ٱلنُّزُلِ.‏

٨ وَكَانَ فِي تِلْكَ ٱلْكُورَةِ عَيْنِهَا رُعَاةٌ يَعِيشُونَ فِي ٱلْعَرَاءِ وَيَسْهَرُونَ فِي هُزُعِ ٱللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ.‏ ٩ وَإِذَا مَلَاكُ+ يَهْوَهَ وَقَفَ بِهِمْ،‏ وَمَجْدُ+ يَهْوَهَ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ،‏ فَخَافُوا جِدًّا.‏ ١٠ فَقَالَ لَهُمُ ٱلْمَلَاكُ:‏ «لَا تَخَافُوا،‏ فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ،‏+ ١١ لِأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مُخَلِّصٌ،‏+ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱلرَّبُّ،‏+ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ.‏+ ١٢ وَهٰذِهِ عَلَامَةٌ لَكُمْ:‏ تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا وَمُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ».‏ ١٣ وَٱنْضَمَّ فَجْأَةً إِلَى ٱلْمَلَاكِ جُمْهُورٌ مِنَ ٱلْجُنْدِ ٱلسَّمَاوِيِّ،‏+ يُسَبِّحُونَ ٱللّٰهَ+ وَيَقُولُونَ:‏ ١٤ ‏«اَلْمَجْدُ لِلّٰهِ فِي ٱلْأَعَالِي،‏+ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلسَّلَامُ+ بَيْنَ أُنَاسِ ٱلرِّضَى».‏+

١٥ فَلَمَّا ٱنْصَرَفَتْ عَنْهُمُ ٱلْمَلَائِكَةُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ،‏ قَالَ ٱلرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:‏ «لِنَذْهَبِ ٱلْآنَ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ وَنَنْظُرْ هٰذَا ٱلْأَمْرَ ٱلَّذِي حَدَثَ،‏ وَقَدْ أَعْلَمَنَا بِهِ يَهْوَهُ».‏+ ١٦ فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ،‏ وَٱلطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي ٱلْمِذْوَدِ.‏ ١٧ وَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هٰذَا ٱلصَّغِيرِ.‏ ١٨ وَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قَالَهُ لَهُمُ ٱلرُّعَاةُ،‏ ١٩ وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ كُلَّ هٰذَا ٱلْكَلَامِ،‏ مُتَفَكِّرَةً فِيهِ فِي قَلْبِهَا.‏+ ٢٠ ثُمَّ عَادَ ٱلرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ،‏ كَمَا قِيلَ لَهُمْ.‏

٢١ وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ+ لِيُخْتَنَ،‏+ دُعِيَ ٱسْمُهُ يَسُوعَ،‏+ كَمَا دَعَاهُ ٱلْمَلَاكُ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي ٱلرَّحِمِ.‏+

٢٢ وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهِمَا+ حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى،‏ صَعِدَا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَرِّبَاهُ إِلَى يَهْوَهَ،‏ ٢٣ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ يَهْوَهَ:‏ «كُلُّ ذَكَرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوسًا لِيَهْوَهَ»،‏+ ٢٤ وَلِيُقَرِّبَا ذَبِيحَةً عَلَى حَسَبِ مَا قِيلَ فِي شَرِيعَةِ يَهْوَهَ:‏ «زَوْجَ تِرْغَلٍّ أَوْ فَرْخَيْ يَمَامٍ».‏+

٢٥ وَإِذَا رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ ٱسْمُهُ سِمْعَانُ،‏ وَكَانَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ بَارًّا وَيَخْشَى ٱللّٰهَ،‏ يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ،‏+ وَرُوحٌ قُدُسٌ عَلَيْهِ.‏ ٢٦ وَكَانَ قَدْ كُشِفَ لَهُ إِلٰهِيًّا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنَّهُ لَا يَرَى ٱلْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ+ يَهْوَهَ.‏ ٢٧ فَأَتَى إِلَى ٱلْهَيْكَلِ تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلرُّوحِ.‏+ وَلَمَّا دَخَلَ ٱلْوَالِدَانِ بِٱلصَّغِيرِ يَسُوعَ لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ ٱلْعَادَةِ ٱلَّتِي تَقْتَضِيهَا ٱلشَّرِيعَةُ،‏+ ٢٨ أَخَذَهُ هُوَ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ ٱللّٰهَ وَقَالَ:‏ ٢٩ ‏«اَلْآنَ،‏ أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ،‏ تُطْلِقُ عَبْدَكَ بِسَلَامٍ+ كَمَا أَعْلَنْتَ؛‏ ٣٠ لِأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلَاصَكَ+ ٣١ ٱلَّذِي أَعْدَدْتَهُ أَمَامَ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ،‏+ ٣٢ نُورًا+ لِكَشْفِ ٱلْبُرْقُعِ+ عَنِ ٱلْأُمَمِ+ وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ».‏ ٣٣ وَكَانَ أَبُوهُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا يُقَالُ فِيهِ.‏ ٣٤ وَبَارَكَهُمَا سِمْعَانُ،‏ وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ:‏ «هَا إِنَّ هٰذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ+ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ+ وَلِعَلَامَةٍ يُتَكَلَّمُ عَلَيْهَا+ ٣٥ ‏(‏وَأَنْتِ سَيَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ طَوِيلٌ)‏،‏+ لِتُكْشَفَ أَفْكَارُ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ».‏+

٣٦ وَكَانَتْ هُنَاكَ نَبِيَّةٌ،‏ هِيَ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ،‏ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ (‏هٰذِهِ كَانَتْ مُتَقَدِّمَةً فِي أَيَّامِهَا،‏ وَقَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ عَذْرَاوِيَّتِهَا،‏ ٣٧ وَهِيَ أَرْمَلَةٌ+ تَبْلُغُ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً)‏،‏ لَا تَغِيبُ أَبَدًا عَنِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ مُؤَدِّيَةً خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لَيْلًا وَنَهَارًا+ بِٱلْأَصْوَامِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ.‏ ٣٨ فَفِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ عَيْنِهَا ٱقْتَرَبَتْ وَأَخَذَتْ تَشْكُرُ ٱللّٰهَ وَتَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلصَّغِيرِ إِلَى جَمِيعِ ٱلْمُنْتَظِرِينَ إِنْقَاذَ أُورُشَلِيمَ.‏+

٣٩ وَلَمَّا أَتَمَّا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ شَرِيعَةِ+ يَهْوَهَ،‏ عَادُوا إِلَى ٱلْجَلِيلِ إِلَى مَدِينَتِهِمِ ٱلنَّاصِرَةِ.‏+ ٤٠ وَكَانَ ٱلصَّغِيرُ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى،‏+ مُمْتَلِئًا حِكْمَةً،‏ وَلَهُ حُظْوَةٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ.‏+

٤١ وَكَانَ وَالِدَاهُ مُعْتَادَيْنِ أَنْ يَذْهَبَا كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ+ لِأَجْلِ عِيدِ ٱلْفِصْحِ.‏ ٤٢ فَلَمَّا بَلَغَ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً،‏ صَعِدُوا إِلَيْهَا كَعَادَةِ+ ٱلْعِيدِ ٤٣ وَأَكْمَلُوا ٱلْأَيَّامَ.‏ وَلٰكِنْ عِنْدَ عَوْدَتِهِمَا بَقِيَ ٱلصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ وَلَمْ يُلَاحِظْ وَالِدَاهُ ذٰلِكَ.‏ ٤٤ وَإِذْ حَسِبَا أَنَّهُ مَعَ جَمَاعَةِ ٱلْمُسَافِرِينَ،‏ سَارَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ+ ثُمَّ أَخَذَا يَتَفَقَّدَانِهِ بَيْنَ ٱلْأَهْلِ وَٱلْمَعَارِفِ.‏ ٤٥ وَإِذْ لَمْ يَجِدَاهُ،‏ عَادَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَبْحَثَانِ عَنْهُ.‏ ٤٦ وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏+ جَالِسًا وَسْطَ ٱلْمُعَلِّمِينَ،‏ يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ.‏ ٤٧ وَكَانَ كُلُّ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَهُ مَبْهُوتِينَ مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ.‏+ ٤٨ فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ ذَهِلَا،‏ وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ:‏ «يَا وَلَدِي،‏ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هٰكَذَا؟‏ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا فِي كَرْبٍ نُفَتِّشُ عَنْكَ».‏ ٤٩ فَقَالَ لَهُمَا:‏ «لِمَاذَا تُفَتِّشَانِ عَنِّي؟‏ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّنِي لَا بُدَّ أَنْ أَكُونَ فِي بَيْتِ أَبِي؟‏».‏+ ٥٠ لٰكِنَّهُمَا لَمْ يَفْهَمَا ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي قَالَهُ لَهُمَا.‏+

٥١ وَنَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى ٱلنَّاصِرَةِ،‏ وَبَقِيَ خَاضِعًا+ لَهُمَا.‏ وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ بِٱعْتِنَاءٍ كُلَّ هٰذَا ٱلْكَلَامِ فِي قَلْبِهَا.‏+ ٥٢ وَكَانَ يَسُوعُ يَتَقَدَّمُ فِي ٱلْحِكْمَةِ+ وَٱلْقَامَةِ وَٱلْحُظْوَةِ عِنْدَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ.‏+

٣ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْخَامِسَةَ عَشْرَةَ مِنْ مُلْكِ ٱلْقَيْصَرِ طِيبَارِيُوسَ،‏ حِينَ كَانَ بُنْطِيُوسُ بِيلَاطُسُ حَاكِمًا عَلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ وَهِيرُودُسُ+ حَاكِمَ إِقْلِيمٍ عَلَى ٱلْجَلِيلِ،‏ وَفِيلِبُّسُ أَخُوهُ حَاكِمَ إِقْلِيمٍ عَلَى بِلَادِ إِيطُورِيَةَ وَتَرَاخُونِيتِسَ،‏ وَلِيسَانِيُوسُ حَاكِمَ إِقْلِيمٍ عَلَى أَبِيلِينَةَ،‏ ٢ فِي أَيَّامِ ٱلْكَاهِنِ ٱلْكَبِيرِ حَنَّانَ وَقَيَافَا،‏+ كَانَ إِعْلَانُ ٱللّٰهِ إِلَى يُوحَنَّا+ بْنِ زَكَرِيَّا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏+

٣ فَجَاءَ إِلَى كُلِّ ٱلْكُورَةِ ٱلْمُحِيطَةِ بِٱلْأُرْدُنِّ،‏ يَكْرِزُ بِٱلْمَعْمُودِيَّةِ رَمْزًا إِلَى ٱلتَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا،‏+ ٤ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ أَقْوَالِ إِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ:‏ «اِسْمَعُوا!‏ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ صَارِخٌ:‏ ‹هَيِّئُوا طَرِيقَ يَهْوَهَ،‏ ٱجْعَلُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً.‏+ ٥ كُلُّ وَهْدٍ فَلْيَمْتَلِئْ،‏ وَكُلُّ جَبَلٍ وَأَكَمَةٍ فَلْيُسَوَّ،‏ وَٱلْمُنْعَطَفَاتُ فَلْتَصِرْ طُرُقًا مُسْتَقِيمَةً وَٱلْأَمَاكِنُ ٱلْوَعْرَةُ طُرُقًا سَهْلَةً،‏+ ٦ وَكُلُّ جَسَدٍ سَيَرَى وَسِيلَةَ خَلَاصِ ٱللّٰهِ›».‏+

٧ فَقَالَ لِلْجُمُوعِ ٱلَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ:‏ «يَا سُلَالَةَ ٱلْأَفَاعِي،‏+ مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ ٱلسُّخْطِ ٱلْآتِي؟‏+ ٨ فَأَنْتِجُوا ثِمَارًا تَلِيقُ بِٱلتَّوْبَةِ.‏+ وَلَا تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ:‏ ‹لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبًا›.‏ لِأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ ٱللّٰهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحِجَارَةِ أَوْلَادًا لِإِبْرَاهِيمَ.‏ ٩ وَٱلْآنَ قَدْ وُضِعَتِ ٱلْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ ٱلشَّجَرِ،‏ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لَا تُنْتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي ٱلنَّارِ».‏+

١٠ وَكَانَ ٱلْجُمُوعُ يَسْأَلُونَهُ:‏ «مَاذَا نَفْعَلُ إِذًا؟‏».‏+ ١١ فَيُجِيبُهُمْ قَائِلًا:‏ «مَنْ لَهُ قَمِيصَانِ فَلْيُشَارِكْ مَنْ لَيْسَ لَهُ،‏ وَمَنْ لَهُ طَعَامٌ فَلْيَفْعَلْ هٰكَذَا».‏+ ١٢ وَجَاءَ جُبَاةُ ضَرَائِبَ أَيْضًا لِيَعْتَمِدُوا،‏ وَقَالُوا لَهُ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ مَاذَا نَفْعَلُ؟‏».‏+ ١٣ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لَا تَطْلُبُوا أَكْثَرَ مِنَ ٱلضَّرِيبَةِ ٱلْمَفْرُوضَةِ».‏+ ١٤ وَسَأَلَهُ جُنُودٌ:‏ «مَاذَا نَفْعَلُ نَحْنُ أَيْضًا؟‏».‏ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لَا تُضَايِقُوا أَحَدًا،‏ وَلَا تَتَّهِمُوا+ أَحَدًا زُورًا،‏ بَلِ ٱكْتَفُوا بِأُجُورِكُمْ».‏+

١٥ وَإِذْ كَانَ ٱلشَّعْبُ فِي تَرَقُّبٍ،‏ وَٱلْجَمِيعُ يَفْتَكِرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ عَنْ يُوحَنَّا:‏ «لَعَلَّهُ هُوَ ٱلْمَسِيحُ؟‏»،‏+ ١٦ أَجَابَ يُوحَنَّا ٱلْجَمِيعَ قَائِلًا:‏ «أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ،‏ وَلٰكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي،‏ ٱلَّذِي لَسْتُ جَدِيرًا بِأَنْ أَفُكَّ سَيْرَ نَعْلَيْهِ.‏+ هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِرُوحٍ قُدُسٍ وَنَارٍ.‏+ ١٧ فِي يَدِهِ رَفْشُ ٱلتَّذْرِيَةِ لِيُنَقِّيَ بَيْدَرَهُ وَيَجْمَعَ+ ٱلْحِنْطَةَ إِلَى مَخْزَنِهِ،‏ أَمَّا ٱلْعُصَافَةُ+ فَيُحْرِقُهَا بِنَارٍ+ لَا تُطْفَأُ».‏

١٨ وَبِأَشْيَاءَ أُخْرَى كَثِيرَةٍ كَانَ يَعِظُ ٱلشَّعْبَ وَيُبَشِّرُهُمْ.‏ ١٩ أَمَّا هِيرُودُسُ حَاكِمُ ٱلْإِقْلِيمِ،‏ فَإِذْ كَانَ يُوَبَّخُ مِنْهُ لِسَبَبِ هِيرُودِيَّا زَوْجَةِ أَخِيهِ وَلِسَبَبِ جَمِيعِ ٱلشُّرُورِ ٱلَّتِي كَانَ هِيرُودُسُ يَفْعَلُهَا،‏+ ٢٠ زَادَ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ هٰذَا أَيْضًا:‏ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي ٱلسِّجْنِ.‏+

٢١ وَلَمَّا ٱعْتَمَدَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ،‏ ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ+ أَيْضًا.‏ وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي،‏ ٱنْفَتَحَتِ ٱلسَّمَاءُ+ ٢٢ وَنَزَلَ عَلَيْهِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلَ حَمَامَةٍ،‏ وَأَتَى صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ:‏ «أَنْتَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ،‏ عَنْكَ رَضِيتُ».‏+

٢٣ وَلَمَّا ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ عَمَلَهُ+ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلَاثِينَ+ سَنَةً،‏ وَهُوَ،‏ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ،‏

ٱبْنُ+ يُوسُفَ،‏+

ٱبْنِ هَالِي،‏

٢٤ ٱبْنِ مَتْثَاتَ،‏

ٱبْنِ لَاوِي،‏

ٱبْنِ مَلْكِي،‏

ٱبْنِ يَنَّا،‏

ٱبْنِ يُوسُفَ،‏

٢٥ ٱبْنِ مَتَّاثِيَا،‏

ٱبْنِ عَامُوسَ،‏

ٱبْنِ نَاحُومَ،‏

ٱبْنِ حَسْلِي،‏

ٱبْنِ نَجَّايَ،‏

٢٦ ٱبْنِ مَآ‌ثَ،‏

ٱبْنِ مَتَّاثِيَا،‏

ٱبْنِ شِمْعِينَ،‏

ٱبْنِ يُوسِخَ،‏

ٱبْنِ يُوذَا،‏

٢٧ ٱبْنِ يُوحَنَانَ،‏

ٱبْنِ رِيسَا،‏

ٱبْنِ زَرُبَّابِلَ،‏+

ٱبْنِ شَأَلْتِيئِيلَ،‏+

ٱبْنِ نِيرِي،‏

٢٨ ٱبْنِ مَلْكِي،‏

ٱبْنِ أَدِّي،‏

ٱبْنِ قُصَمِ،‏

ٱبْنِ أَلْمُودَامَ،‏

ٱبْنِ عِيرِ،‏

٢٩ ٱبْنِ يَسُوعَ،‏

ٱبْنِ أَلِيعَازَرَ،‏

ٱبْنِ يُورِيمَ،‏

ٱبْنِ مَتْثَاتَ،‏

ٱبْنِ لَاوِي،‏

٣٠ ٱبْنِ شِمْعُونَ،‏

ٱبْنِ يَهُوذَا،‏

ٱبْنِ يُوسُفَ،‏

ٱبْنِ يُونَامَ،‏

ٱبْنِ أَلِيَاقِيمَ،‏

٣١ ٱبْنِ مَلَيَا،‏

ٱبْنِ مَيْنَانَ،‏

ٱبْنِ مَتَّاثَا،‏

ٱبْنِ نَاثَانَ،‏+

ٱبْنِ دَاوُدَ،‏+

٣٢ ٱبْنِ يَسَّى،‏+

ٱبْنِ عُوبِيدَ،‏+

ٱبْنِ بُوعَزَ،‏+

ٱبْنِ سَلْمُونَ،‏+

ٱبْنِ نَحْشُونَ،‏+

٣٣ ٱبْنِ عَمِّينَادَابَ،‏+

ٱبْنِ أَرْنِي،‏+

ٱبْنِ حَصْرُونَ،‏+

ٱبْنِ فَارِصَ،‏+

ٱبْنِ يَهُوذَا،‏+

٣٤ ٱبْنِ يَعْقُوبَ،‏+

ٱبْنِ إِسْحَاقَ،‏+

ٱبْنِ إِبْرَاهِيمَ،‏+

ٱبْنِ تَارَحَ،‏+

ٱبْنِ نَاحُورَ،‏+

٣٥ ٱبْنِ سَرُوجَ،‏+

ٱبْنِ رَعُو،‏+

ٱبْنِ فَالَجَ،‏+

ٱبْنِ عَابِرَ،‏+

ٱبْنِ شَالَحَ،‏+

٣٦ ٱبْنِ قَيْنَانَ،‏

ٱبْنِ أَرْفَكْشَادَ،‏+

ٱبْنِ سَامِ،‏+

ٱبْنِ نُوحِ،‏+

ٱبْنِ لَامِكَ،‏+

٣٧ ٱبْنِ مَتُوشَالَحَ،‏+

ٱبْنِ أَخْنُوخَ،‏+

ٱبْنِ يَارِدَ،‏+

ٱبْنِ مَهْلَلْئِيلَ،‏+

ٱبْنِ قَيْنَانَ،‏+

٣٨ ٱبْنِ أَنُوشَ،‏+

ٱبْنِ شِيثِ،‏+

ٱبْنِ آدَمَ،‏+

ٱبْنِ ٱللّٰهِ.‏

٤ وَٱنْصَرَفَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْأُرْدُنِّ مَلْآنًا رُوحًا قُدُسًا،‏ فَٱقْتَادَهُ ٱلرُّوحُ فِي أَرْجَاءِ ٱلْبَرِّيَّةِ+ ٢ أَرْبَعِينَ يَوْمًا،‏+ وَهُوَ يُجَرَّبُ+ مِنْ إِبْلِيسَ.‏ وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ،‏ فَلَمَّا تَمَّتْ شَعَرَ بِٱلْجُوعِ.‏ ٣ فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ:‏ «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ،‏ فَقُلْ لِهٰذَا ٱلْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ رَغِيفَ خُبْزٍ».‏ ٤ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ:‏ «مَكْتُوبٌ:‏ ‹لَا يَحْيَ ٱلْإِنْسَانُ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ›».‏+

٥ فَصَعِدَ بِهِ إِبْلِيسُ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ ٱلزَّمَانِ.‏ ٦ وَقَالَ لَهُ:‏ «أُعْطِيكَ هٰذَا ٱلسُّلْطَانَ+ كُلَّهُ وَمَجْدَ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ،‏ لِأَنَّهُ قَدْ سُلِّمَ إِلَيَّ،‏ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ.‏+ ٧ فَإِنْ أَنْتَ قُمْتَ بِعَمَلِ+ عِبَادَةٍ أَمَامِي،‏ يَكُونُ لَكَ كُلُّهُ».‏ ٨ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏ «مَكْتُوبٌ:‏ ‹يَهْوَهَ إِلٰهَكَ+ تَعْبُدُ،‏ وَلَهُ وَحْدَهُ تُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً›».‏+

٩ وَٱقْتَادَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى شَرَفَاتِ+ ٱلْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ:‏ «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ،‏ فَٱطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلُ،‏+ ١٠ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹يُوَصِّي مَلَائِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ›،‏+ ١١ وَأَيْضًا:‏ ‹يَحْمِلُونَكَ عَلَى أَيْدِيهِمْ،‏ لِئَلَّا تَصْدِمَ قَدَمَكَ بِحَجَرٍ›».‏+ ١٢ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏ «قَدْ قِيلَ:‏ ‹لَا تَمْتَحِنْ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ›».‏+ ١٣ فَلَمَّا أَتَمَّ إِبْلِيسُ ٱلتَّجْرِبَةَ كُلَّهَا،‏ تَنَحَّى عَنْهُ إِلَى فُرْصَةٍ أُخْرَى.‏+

١٤ وَعَادَ يَسُوعُ بِقُدْرَةِ ٱلرُّوحِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ.‏+ وَذَاعَتْ أَخْبَارُهُ ٱلْحَسَنَةُ فِي كُلِّ ٱلْكُورَةِ ٱلْمُحِيطَةِ.‏+ ١٥ وَٱبْتَدَأَ أَيْضًا يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ،‏ وَٱلْجَمِيعُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ نَظْرَةَ إِكْرَامٍ.‏+

١٦ وَأَتَى إِلَى ٱلنَّاصِرَةِ،‏+ حَيْثُ كَانَ قَدْ نَشَأَ.‏ وَدَخَلَ ٱلْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ،‏+ وَوَقَفَ لِيَقْرَأَ.‏ ١٧ فَأُعْطِيَ دَرْجَ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا،‏ فَفَتَحَ ٱلدَّرْجَ وَوَجَدَ ٱلْمَكَانَ ٱلْمَكْتُوبَ فِيهِ:‏ ١٨ ‏«رُوحُ يَهْوَهَ+ عَلَيَّ،‏ لِأَنَّهُ مَسَحَنِي لِأُبَشِّرَ ٱلْفُقَرَاءَ،‏ أَرْسَلَنِي لِأَكْرِزَ لِلْمَأْسُورِينَ بِٱلْعِتْقِ وَلِلْعُمْيَانِ بِرَدِّ ٱلْبَصَرِ،‏ لِأَصْرِفَ ٱلْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا،‏+ ١٩ لِأَكْرِزَ بِسَنَةِ يَهْوَهَ ٱلْمَقْبُولَةِ».‏+ ٢٠ عِنْدَئِذٍ طَوَى ٱلدَّرْجَ،‏ وَأَعَادَهُ إِلَى ٱلْخَادِمِ وَجَلَسَ.‏ وَكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْهِ.‏ ٢١ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «اَلْيَوْمَ تَمَّتْ هٰذِهِ ٱلْآيَةُ ٱلَّتِي قَدْ سَمِعْتُمُوهَا».‏+

٢٢ وَكَانُوا كُلُّهُمْ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُسِرَّةِ+ ٱلصَّادِرَةِ مِنْ فَمِهِ،‏ وَيَقُولُونَ:‏ «أَلَيْسَ هٰذَا ٱبْنَ يُوسُفَ؟‏».‏+ ٢٣ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لَا شَكَّ أَنَّكُمْ سَتُطَبِّقُونَ عَلَيَّ هٰذَا ٱلْمَثَلَ:‏ ‹أَيُّهَا ٱلطَّبِيبُ،‏+ ٱشْفِ نَفْسَكَ؛‏ فَمَا+ سَمِعْنَا أَنَّهُ جَرَى فِي كَفَرْنَاحُومَ،‏+ ٱصْنَعْهُ هُنَا أَيْضًا فِي مَوْطِنِكَ›».‏+ ٢٤ ثُمَّ قَالَ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولًا فِي مَوْطِنِهِ.‏ ٢٥ وَبِٱلْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ أَرَامِلُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا،‏ حِينَ أُغْلِقَتِ ٱلسَّمَاءُ ثَلَاثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ،‏ فَحَلَّتْ مَجَاعَةٌ عَظِيمَةٌ فِي تِلْكَ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا،‏+ ٢٦ وَلٰكِنَّ إِيلِيَّا لَمْ يُرْسَلْ إِلَى أَيِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ،‏ إِنَّمَا فَقَطْ إِلَى صَرْفَةَ+ فِي أَرْضِ صَيْدُونَ إِلَى ٱمْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ.‏ ٢٧ وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي زَمَانِ أَلِيشَعَ ٱلنَّبِيِّ،‏ وَلٰكِنْ لَمْ يُطَهَّرْ أَيُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَّا نَعْمَانُ ٱلْأَرَامِيُّ».‏+ ٢٨ فَٱمْتَلَأَ غَضَبًا كُلُّ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا هٰذَا فِي ٱلْمَجْمَعِ،‏+ ٢٩ فَقَامُوا وَأَسْرَعُوا بِهِ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَدِينَةِ،‏ وَٱقْتَادُوهُ إِلَى حَرْفِ ٱلْجَبَلِ ٱلَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ،‏ لِكَيْ يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ.‏+ ٣٠ أَمَّا هُوَ فَٱجْتَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَتَابَعَ طَرِيقَهُ.‏+

٣١ وَنَزَلَ إِلَى كَفَرْنَاحُومَ،‏+ مَدِينَةٍ فِي ٱلْجَلِيلِ.‏ وَكَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي ٱلسَّبْتِ،‏ ٣٢ فَذَهِلُوا مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ،‏+ لِأَنَّ كَلَامَهُ كَانَ بِسُلْطَةٍ.‏+ ٣٣ وَكَانَ فِي ٱلْمَجْمَعِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ،‏+ شَيْطَانٌ نَجِسٌ،‏ فَصَاحَ بِصَوْتٍ عَالٍ:‏ ٣٤ ‏«آهِ!‏ مَا لَنَا وَلَكَ+ يَا يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ؟‏+ أَجِئْتَ لِتُهْلِكَنَا؟‏ أَنَا أَعْرِفُكَ+ مَنْ أَنْتَ،‏ قُدُّوسُ ٱللّٰهِ».‏+ ٣٥ فَٱنْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلًا:‏ «اُسْكُتْ،‏ وَٱخْرُجْ مِنْهُ».‏ فَطَرَحَ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِنْسَانَ أَرْضًا فِي وَسْطِهِمْ،‏ وَخَرَجَ مِنْهُ دُونَ أَنْ يُؤْذِيَهُ.‏+ ٣٦ عِنْدَئِذٍ وَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى ٱلْجَمِيعِ،‏ وَأَخَذُوا يَتَحَدَّثُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ،‏ قَائِلِينَ:‏ «مَا هٰذَا ٱلْكَلَامُ،‏ لِأَنَّهُ بِسُلْطَةٍ وَقُدْرَةٍ يَأْمُرُ ٱلْأَرْوَاحَ ٱلنَّجِسَةَ فَتَخْرُجُ؟‏».‏+ ٣٧ فَخَرَجَتْ أَخْبَارُهُ إِلَى كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنَ ٱلْكُورَةِ ٱلْمُحِيطَةِ.‏+

٣٨ وَقَامَ مِنَ ٱلْمَجْمَعِ ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَ سِمْعَانَ.‏ وَكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ تُعَانِي حُمَّى شَدِيدَةً،‏ فَسَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا.‏+ ٣٩ فَوَقَفَ فَوْقَهَا وَٱنْتَهَرَ ٱلْحُمَّى+ فَتَرَكَتْهَا.‏ وَفِي ٱلْحَالِ قَامَتْ وَأَخَذَتْ تَخْدُمُهُمْ.‏+

٤٠ وَعِنْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ،‏ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ كَانَ عِنْدَهُمْ مَرْضَى بِعِلَلٍ مُخْتَلِفَةٍ أَتَوْا بِهِمْ إِلَيْهِ.‏ وَبِوَضْعِ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ كَانَ يَشْفِيهِمْ.‏+ ٤١ وَكَانَ ٱلشَّيَاطِينُ أَيْضًا يَخْرُجُونَ مِنْ كَثِيرِينَ،‏+ وَهُمْ يَصْرُخُونَ وَيَقُولُونَ:‏ «أَنْتَ ٱبْنُ+ ٱللّٰهِ».‏ أَمَّا هُوَ فَكَانَ يَنْتَهِرُهُمْ وَلَا يَسْمَحُ لَهُمْ بِأَنْ يَتَكَلَّمُوا،‏+ لِأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ+ أَنَّهُ ٱلْمَسِيحُ.‏+

٤٢ وَلَمَّا صَارَ ٱلنَّهَارُ،‏ خَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ.‏+ غَيْرَ أَنَّ ٱلْجُمُوعَ أَخَذُوا يَبْحَثُونَ عَنْهُ فَوَصَلُوا إِلَيْهِ،‏ وَحَاوَلُوا أَنْ يُعِيقُوهُ لِئَلَّا يَنْصَرِفَ عَنْهُمْ.‏ ٤٣ وَلٰكِنَّهُ قَالَ لَهُمْ:‏ «لَا بُدَّ لِي أَنْ أُبَشِّرَ ٱلْمُدُنَ ٱلْأُخْرَى أَيْضًا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ لِأَنِّي لِهٰذَا أُرْسِلْتُ».‏+ ٤٤ فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏+

٥ وَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ فِيمَا كَانَ ٱلْجَمْعُ مُزْدَحِمًا عَلَيْهِ يَسْمَعُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ،‏ كَانَ وَاقِفًا إِلَى جَانِبِ بُحَيْرَةِ جِنِّيسَارِتَ.‏+ ٢ فَرَأَى مَرْكَبَيْنِ رَاسِيَيْنِ عِنْدَ شَاطِئِ ٱلْبُحَيْرَةِ،‏ وَقَدْ خَرَجَ مِنْهُمَا ٱلصَّيَّادُونَ يَغْسِلُونَ شِبَاكَهُمْ.‏+ ٣ فَصَعِدَ إِلَى أَحَدِ ٱلْمَرْكَبَيْنِ،‏ ٱلَّذِي كَانَ لِسِمْعَانَ،‏ وَسَأَلَهُ أَنْ يَبْتَعِدَ قَلِيلًا عَنِ ٱلْبَرِّ.‏ ثُمَّ جَلَسَ وَشَرَعَ يُعَلِّمُ ٱلْجُمُوعَ مِنَ ٱلْمَرْكَبِ.‏+ ٤ وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ ٱلْكَلَامِ،‏ قَالَ لِسِمْعَانَ:‏ «تَقَدَّمْ إِلَى ٱلْعُمْقِ،‏ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ+ لِلصَّيْدِ».‏ ٥ فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ تَعِبْنَا ٱللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئًا،‏+ وَلٰكِنْ بِنَاءً عَلَى طَلَبِكَ أُنْزِلُ ٱلشِّبَاكَ».‏ ٦ وَلَمَّا فَعَلُوا ذٰلِكَ،‏ حَصَرُوا سَمَكًا كَثِيرًا جِدًّا.‏ وَٱبْتَدَأَتْ شِبَاكُهُمْ تَتَمَزَّقُ.‏ ٧ فَأَشَارُوا إِلَى شُرَكَائِهِمْ فِي ٱلْمَرْكَبِ ٱلْآخَرِ أَنْ يَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ.‏+ فَأَتَوْا وَمَلَأُوا ٱلْمَرْكَبَيْنِ كِلَيْهِمَا حَتَّى أَخَذَا فِي ٱلْغَرَقِ.‏ ٨ فَلَمَّا رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ+ ذٰلِكَ،‏ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ قَائِلًا:‏ «اِبْتَعِدْ عَنِّي يَا رَبُّ،‏ لِأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ».‏+ ٩ لِأَنَّ ٱلدَّهْشَةَ غَمَرَتْهُ هُوَ وَكُلَّ مَنْ مَعَهُ عَلَى صَيْدِ ٱلسَّمَكِ ٱلَّذِي أَصَابُوهُ،‏ ١٠ وَكَذٰلِكَ أَيْضًا يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ٱبْنَا زَبَدِي،‏+ ٱللَّذَانِ كَانَا شَرِيكَيْ سِمْعَانَ.‏ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لِسِمْعَانَ:‏ «كَفَاكَ خَوْفٌ.‏ مِنَ ٱلْآنَ تَصْطَادُ ٱلنَّاسَ أَحْيَاءً».‏+ ١١ فَأَعَادُوا ٱلْمَرْكَبَيْنِ إِلَى ٱلْبَرِّ،‏ وَتَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعُوهُ.‏+

١٢ وَفِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى،‏ فِيمَا كَانَ فِي إِحْدَى ٱلْمُدُنِ،‏ إِذَا إِنْسَانٌ مَمْلُوءٌ بَرَصًا.‏ فَلَمَّا أَبْصَرَ يَسُوعَ،‏ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ قَائِلًا:‏ «يَا رَبُّ،‏ إِنْ أَرَدْتَ،‏ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي».‏+ ١٣ فَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلًا:‏ «أُرِيدُ،‏ فَٱطْهُرْ».‏ وَفِي ٱلْحَالِ زَالَ عَنْهُ ٱلْبَرَصُ.‏+ ١٤ فَأَوْصَاهُ أَلَّا يَقُولَ لِأَحَدٍ:‏+ «بَلِ ٱذْهَبْ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ،‏+ وَقَدِّمْ قُرْبَانًا+ عَنْ تَطْهِيرِكَ كَمَا أَمَرَ مُوسَى،‏ شَهَادَةً لَهُمْ».‏+ ١٥ وَلٰكِنْ كَانَ ٱلْكَلَامُ عَنْهُ يَنْتَشِرُ أَكْثَرَ،‏ فَتَتَوَافَدُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ لِيَسْمَعُوا وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ.‏+ ١٦ أَمَّا هُوَ فَبَقِيَ مُعْتَزِلًا فِي ٱلْقِفَارِ يُصَلِّي.‏+

١٧ وَخِلَالَ أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ كَانَ يُعَلِّمُ،‏ وَكَانَ فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ لِلشَّرِيعَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ،‏ وَقَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ ٱلْجَلِيلِ وَٱلْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ.‏ وَكَانَتْ قُدْرَةُ يَهْوَهَ هُنَاكَ لِكَيْ يُجْرِيَ ٱلشِّفَاءَ.‏+ ١٨ وَإِذَا رِجَالٌ يَحْمِلُونَ عَلَى سَرِيرٍ إِنْسَانًا مَشْلُولًا،‏ وَكَانُوا يَطْلُبُونَ طَرِيقَةً لِيَدْخُلُوا بِهِ وَيَضَعُوهُ أَمَامَهُ.‏+ ١٩ وَإِذْ لَمْ يَجِدُوا سَبِيلًا لِيَدْخُلُوا بِهِ بِسَبَبِ ٱلْجَمْعِ،‏ صَعِدُوا إِلَى ٱلسَّطْحِ،‏ وَمِنْ بَيْنِ ٱلْآجُرِّ دَلَّوْهُ مَعَ ٱلسَّرِيرِ ٱلصَّغِيرِ إِلَى وَسْطِ هٰؤُلَاءِ أَمَامَ يَسُوعَ.‏+ ٢٠ فَلَمَّا رَأَى إِيمَانَهُمْ قَالَ:‏ «أَيُّهَا ٱلْإِنْسَانُ،‏ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».‏+ ٢١ فَٱبْتَدَأَ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ يَفْتَكِرُونَ،‏ قَائِلِينَ:‏ «مَنْ هٰذَا ٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ بِتَجَادِيفَ؟‏+ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ ٱلْخَطَايَا إِلَّا ٱللّٰهُ وَحْدَهُ؟‏».‏+ ٢٢ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ أَدْرَكَ أَفْكَارَهُمْ،‏ فَأَجَابَهُمْ قَائِلًا:‏ «بِمَاذَا تَفْتَكِرُونَ فِي قُلُوبِكُمْ؟‏+ ٢٣ أَيُّمَا أَسْهَلُ،‏ أَنْ يُقَالَ:‏ ‹مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ›،‏ أَمْ أَنْ يُقَالَ:‏ ‹قُمْ وَٱمْشِ›؟‏+ ٢٤ وَلٰكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لِٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ سُلْطَةً عَلَى ٱلْأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ ٱلْخَطَايَا .‏ .‏ .‏».‏ وَقَالَ لِلْمَشْلُولِ:‏ «أَقُولُ لَكَ:‏ قُمْ وَٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱمْضِ إِلَى بَيْتِكَ».‏+ ٢٥ وَفِي ٱلْحَالِ قَامَ أَمَامَهُمْ وَحَمَلَ مَا كَانَ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ وَذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ،‏ وَهُوَ يُمَجِّدُ ٱللّٰهَ.‏+ ٢٦ حِينَئِذٍ أَخَذَ ٱلذُّهُولُ+ ٱلْجَمِيعَ،‏ وَٱبْتَدَأُوا يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ،‏ وَٱمْتَلَأُوا خَوْفًا قَائِلِينَ:‏ «قَدْ رَأَيْنَا ٱلْيَوْمَ أُمُورًا غَرِيبَةً!‏».‏+

٢٧ وَبَعْدَ هٰذَا خَرَجَ فَرَأَى جَابِيًا لِلضَّرَائِبِ ٱسْمُهُ لَاوِي جَالِسًا عِنْدَ مَكْتَبِ جِبَايَةِ ٱلضَّرَائِبِ،‏ فَقَالَ لَهُ:‏ «اِتْبَعْنِي».‏+ ٢٨ فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ+ وَتَبِعَهُ.‏ ٢٩ وَصَنَعَ لَهُ لَاوِي وَلِيمَةَ ٱسْتِقْبَالٍ كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ،‏ وَكَانَ هُنَالِكَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنْ جُبَاةِ ٱلضَّرَائِبِ وَغَيْرِهِمْ مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ لِلطَّعَامِ.‏+ ٣٠ فَتَذَمَّرَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَكَتَبَتُهُمْ قَائِلِينَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ جُبَاةِ ضَرَائِبَ وَخُطَاةٍ؟‏».‏+ ٣١ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «لَا يَحْتَاجُ ٱلْأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ،‏+ بَلِ ٱلسُّقَمَاءُ.‏+ ٣٢ مَا جِئْتُ لِأَدْعُوَ أَبْرَارًا،‏ بَلْ خُطَاةً إِلَى ٱلتَّوْبَةِ».‏+

٣٣ وَقَالُوا لَهُ:‏ «تَلَامِيذُ يُوحَنَّا يَصُومُونَ مِرَارًا وَيُقَدِّمُونَ تَضَرُّعَاتٍ،‏ وَكَذٰلِكَ تَلَامِيذُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ،‏ وَأَمَّا تَلَامِيذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ».‏+ ٣٤ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَتَقْدِرُونَ أَنْ تَجْعَلُوا أَصْدِقَاءَ ٱلْعَرِيسِ يَصُومُونَ وَٱلْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟‏+ ٣٥ وَلٰكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ ٱلْعَرِيسُ+ عَنْهُمْ،‏+ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ».‏+

٣٦ ثُمَّ قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلًا:‏ «لَا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ رِدَاءٍ جَدِيدٍ وَيَخِيطُهَا عَلَى رِدَاءٍ عَتِيقٍ،‏ وَإِلَّا فَٱلرُّقْعَةُ ٱلْجَدِيدَةُ تَنْمَزِعُ وَأَيْضًا ٱلرُّقْعَةُ ٱلَّتِي مِنَ ٱلثَّوْبِ ٱلْجَدِيدِ لَا تُوَافِقُ ٱلْعَتِيقَ.‏+ ٣٧ وَلَا أَحَدَ يَضَعُ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ،‏ وَإِلَّا فَٱلْخَمْرُ ٱلْجَدِيدَةُ تَشُقُّ ٱلزِّقَاقَ،‏+ فَتُرَاقُ هِيَ وَتَتْلَفُ ٱلزِّقَاقُ.‏+ ٣٨ بَلْ يَجِبُ أَنْ تُوضَعَ ٱلْخَمْرُ ٱلْجَدِيدَةُ فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ.‏ ٣٩ مَا مِنْ أَحَدٍ وَقَدْ شَرِبَ خَمْرًا عَتِيقَةً يُرِيدُ ٱلْجَدِيدَةَ؛‏ لِأَنَّهُ يَقُولُ:‏ ‹اَلْعَتِيقَةُ+ طَيِّبَةٌ›».‏

٦ وَحَدَثَ ذَاتَ سَبْتٍ أَنَّهُ كَانَ مُجْتَازًا فِي حُقُولِ ٱلزَّرْعِ،‏ وَكَانَ تَلَامِيذُهُ يَقْطِفُونَ+ ٱلسَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَهَا،‏ وَهُمْ يَفْرُكُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ.‏+ ٢ فَقَالَ بَعْضُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ:‏ «لِمَاذَا تَفْعَلُونَ مَا لَا يَحِلُّ+ فِي ٱلسَّبْتِ؟‏».‏+ ٣ فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ+ حِينَ جَاعَ هُوَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ؟‏+ ٤ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ ٱللّٰهِ وَحَصَلَ عَلَى أَرْغِفَةِ ٱلتَّقْدِمَةِ+ وَأَكَلَ وَأَعْطَى مِنْهَا لِلَّذِينَ مَعَهُ،‏ وَهِيَ لَا يَحِلُّ أَكْلُهَا إِلَّا لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟‏».‏+ ٥ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ ٱلسَّبْتِ».‏+

٦ وَفِي سَبْتٍ آخَرَ،‏+ دَخَلَ إِلَى ٱلْمَجْمَعِ وَأَخَذَ يُعَلِّمُ.‏ وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ ٱلْيُمْنَى يَابِسَةٌ.‏+ ٧ وَكَانَ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ يُرَاقِبُونَهُ+ عَنْ كَثَبٍ لِيَرَوْا هَلْ يَشْفِي فِي ٱلسَّبْتِ،‏ لِكَيْ يَجِدُوا سَبِيلًا لِٱتِّهَامِهِ.‏+ ٨ وَلٰكِنَّهُ عَرَفَ أَفْكَارَهُمْ،‏+ فَقَالَ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَدُهُ يَابِسَةٌ:‏ «قُمْ وَقِفْ فِي ٱلْوَسَطِ».‏ فَقَامَ وَوَقَفَ.‏+ ٩ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَسْأَلُكُمْ:‏ أَيَحِلُّ فِي ٱلسَّبْتِ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ+ أَمْ فِعْلُ ٱلْأَذَى،‏ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَمْ إِهْلَاكُهَا؟‏».‏+ ١٠ وَنَظَرَ حَوْلَهُ إِلَيْهِمْ جَمِيعًا،‏ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ:‏ «مُدَّ يَدَكَ».‏ فَفَعَلَ هٰكَذَا،‏ فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً.‏+ ١١ فَٱمْتَلَأُوا حَنَقًا،‏ وَرَاحُوا يَتَدَاوَلُونَ فِي مَا بَيْنَهُمْ مَا عَسَاهُمْ يَفْعَلُونَ بِيَسُوعَ.‏+

١٢ وَفِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى ٱلْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ،‏+ وَبَقِيَ كُلَّ ٱللَّيْلِ يُصَلِّي إِلَى ٱللّٰهِ.‏+ ١٣ وَلَمَّا كَانَ ٱلنَّهَارُ دَعَا إِلَيْهِ تَلَامِيذَهُ وَٱخْتَارَ مِنْهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ سَمَّاهُمْ «رُسُلًا»:‏+ ١٤ سِمْعَانَ،‏ ٱلَّذِي سَمَّاهُ أَيْضًا بُطْرُسَ،‏+ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ،‏ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا،‏+ وَفِيلِبُّسَ+ وَبَرْثُولَمَاوُسَ،‏ ١٥ وَمَتَّى وَتُومَا،‏+ وَيَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى،‏ وَسِمْعَانَ ٱلَّذِي يُدْعَى «ٱلْغَيُورَ»،‏+ ١٦ وَيَهُوذَا بْنَ يَعْقُوبَ،‏ وَيَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيَّ،‏ ٱلَّذِي تَحَوَّلَ إِلَى خَائِنٍ.‏+

١٧ وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَكَانٍ مُسْتَوٍ،‏ وَكَانَ هُنَالِكَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ،‏ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلشَّعْبِ+ مِنْ كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدُونَ،‏ قَدْ أَتَوْا لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ.‏+ ١٨ حَتَّى ٱلَّذِينَ تُزْعِجُهُمُ ٱلْأَرْوَاحُ ٱلنَّجِسَةُ كَانُوا يُشْفَوْنَ.‏ ١٩ وَكَانَ كُلُّ ٱلْجَمْعِ يَطْلُبُونَ أَنْ يَلْمُسُوهُ،‏+ لِأَنَّ قُدْرَةً+ كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِيهِمْ جَمِيعًا.‏

٢٠ وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى تَلَامِيذِهِ وَقَالَ:‏+

‏«سُعَدَاءُ أَنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْفُقَرَاءُ،‏+ لِأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ.‏

٢١ ‏«سُعَدَاءُ أَنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْجِيَاعُ+ ٱلْآنَ،‏ لِأَنَّكُمْ سَتَشْبَعُونَ.‏+

‏«سُعَدَاءُ أَنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْبَاكُونَ ٱلْآنَ،‏ لِأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ.‏+

٢٢ ‏«سُعَدَاءُ أَنْتُمْ مَتَى أَبْغَضَكُمُ+ ٱلنَّاسُ،‏ وَمَتَى عَزَلُوكُمْ وَعَيَّرُوكُمْ وَنَبَذُوا+ ٱسْمَكُمْ كَشِرِّيرٍ مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ ٢٣ اِفْرَحُوا فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ وَٱطْفِرُوا،‏ فَهَا إِنَّ مُكَافَأَتَكُمْ عَظِيمَةٌ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ فَهٰكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بِٱلْأَنْبِيَاءِ.‏+

٢٤ ‏«وَلٰكِنْ،‏ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْأَغْنِيَاءُ،‏+ لِأَنَّكُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَيْتُمْ عَزَاءَكُمْ.‏+

٢٥ ‏«وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلشَّبَاعَى ٱلْآنَ،‏ لِأَنَّكُمْ سَتَجُوعُونَ.‏+

‏«وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلضَّاحِكُونَ ٱلْآنَ،‏ لِأَنَّكُمْ سَتَنُوحُونَ وَتَبْكُونَ.‏+

٢٦ ‏«وَيْلٌ لَكُمْ مَتَى قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ ٱلنَّاسِ حَسَنًا،‏ فَهٰكَذَا فَعَلَ آبَاؤُهُمْ بِٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلدَّجَّالِينَ.‏+

٢٧ ‏«لٰكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلسَّامِعُونَ:‏ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ،‏+ وَٱفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ+ لِمُبْغِضِيكُمْ،‏ ٢٨ وَبَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ،‏ وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُهِينُونَكُمْ.‏+ ٢٩ مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ،‏+ فَقَدِّمْ لَهُ ٱلْآخَرَ أَيْضًا؛‏ وَمَنْ أَخَذَ+ رِدَاءَكَ،‏ فَلَا تَمْنَعْ عَنْهُ قَمِيصَكَ أَيْضًا.‏ ٣٠ كُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ،‏+ وَمَنْ أَخَذَ ٱلَّذِي لَكَ فَلَا تُطَالِبْهُ بِهِ.‏

٣١ ‏«وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمْ،‏ كَذٰلِكَ ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ بِهِمْ.‏+

٣٢ ‏«فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ،‏ فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟‏ فَإِنَّ ٱلْخُطَاةَ أَيْضًا يُحِبُّونَ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ.‏+ ٣٣ وَإِنْ فَعَلْتُمُ ٱلصَّلَاحَ لِلَّذِينَ يَفْعَلُونَ ٱلصَّلَاحَ لَكُمْ،‏ فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟‏ فَإِنَّ ٱلْخُطَاةَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هٰكَذَا.‏+ ٣٤ وَإِنْ أَقْرَضْتُمْ بِدُونِ فَائِدَةٍ+ ٱلَّذِينَ تَرْجُونَ أَنْ تَسْتَرِدُّوا مِنْهُمْ،‏ فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟‏ فَإِنَّ ٱلْخُطَاةَ أَيْضًا يُقْرِضُونَ ٱلْخُطَاةَ بِدُونِ فَائِدَةٍ لِكَيْ يَسْتَرِدُّوا ٱلْمِثْلَ.‏+ ٣٥ بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ،‏ وَٱفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ،‏ وَأَقْرِضُوا+ بِدُونِ فَائِدَةٍ،‏ غَيْرَ رَاجِينَ أَنْ يُرَدَّ لَكُمْ شَيْءٌ،‏ فَتَكُونَ مُكَافَأَتُكُمْ عَظِيمَةً وَتَكُونُوا أَبْنَاءَ ٱلْعَلِيِّ،‏+ لِأَنَّهُ لَطِيفٌ+ نَحْوَ غَيْرِ ٱلشَّاكِرِينَ وَٱلْأَشْرَارِ.‏ ٣٦ فَكُونُوا دَوْمًا رُحَمَاءَ،‏ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ رَحِيمٌ.‏+

٣٧ ‏«لَا تَدِينُوا فَلَا تُدَانُوا.‏+ لَا تَحْكُمُوا عَلَى أَحَدٍ،‏ فَلَا يُحْكَمَ عَلَيْكُمْ.‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلصَّفْحِ،‏ يُصْفَحْ عَنْكُمْ.‏+ ٣٨ مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا.‏+ فَإِنَّهُمْ سَيُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا.‏ فَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ فِي ٱلْمُقَابِلِ».‏+

٣٩ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلًا:‏ «أَيَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟‏ أَلَا يَهْوِي كِلَاهُمَا فِي حُفْرَةٍ؟‏+ ٤٠ لَيْسَ تِلْمِيذٌ أَسْمَى مِنْ مُعَلِّمِهِ،‏ بَلْ كُلُّ مَنْ يَتَلَقَّى تَعْلِيمًا كَامِلًا يَصِيرُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ.‏+ ٤١ فَلِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَشَّةَ ٱلَّتِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ،‏ وَأَمَّا ٱلْعَارِضَةُ ٱلَّتِي فِي عَيْنِكَ أَنْتَ فَلَا تَأْبَهُ لَهَا؟‏+ ٤٢ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لِأَخِيكَ:‏ ‹يَا أَخِي،‏ دَعْنِي أُخْرِجِ ٱلْقَشَّةَ ٱلَّتِي فِي عَيْنِكَ›،‏ فِي حِينِ أَنَّكَ أَنْتَ لَا تَنْظُرُ ٱلْعَارِضَةَ ٱلَّتِي فِي عَيْنِكَ؟‏+ يَا مُرَائِي،‏ أَخْرِجْ أَوَّلًا ٱلْعَارِضَةَ مِنْ عَيْنِكَ أَنْتَ،‏+ وَحِينَئِذٍ تَرَى جَيِّدًا كَيْفَ تُخْرِجُ ٱلْقَشَّةَ ٱلَّتِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ.‏+

٤٣ ‏«لِأَنَّهُ مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُنْتِجُ ثَمَرًا فَاسِدًا،‏ وَمَا مِنْ شَجَرَةٍ فَاسِدَةٍ تُنْتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا.‏+ ٤٤ لِأَنَّ كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا.‏+ فَإِنَّهُمْ لَا يَجْنُونَ مِنَ ٱلشَّوْكِ تِينًا،‏ وَلَا يَقْطِفُونَ مِنَ ٱلْعُلَّيْقَةِ عِنَبًا.‏+ ٤٥ اَلْإِنْسَانُ ٱلصَّالِحُ يُخْرِجُ ٱلصَّلَاحَ مِنَ ٱلْكَنْزِ ٱلصَّالِحِ+ فِي قَلْبِهِ،‏ أَمَّا ٱلْإِنْسَانُ ٱلشِّرِّيرُ فَيُخْرِجُ ٱلشَّرَّ مِنْ كَنْزِهِ ٱلشِّرِّيرِ؛‏ لِأَنَّهُ مِنْ فَيْضِ ٱلْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ.‏+

٤٦ ‏«فَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي:‏ ‹يَا رَبُّ!‏ يَا رَبُّ!‏›،‏ وَلَا تَعْمَلُونَ بِمَا أَقُولُ؟‏+ ٤٧ كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كَلَامِي وَيَعْمَلُ بِهِ،‏ أُرِيكُمْ مَنْ يُشْبِهُ:‏+ ٤٨ يُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتًا،‏ فَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ أَسَاسًا عَلَى ٱلصَّخْرِ.‏ فَلَمَّا حَدَثَ فَيَضَانٌ،‏+ لَطَمَ ٱلنَّهْرُ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتَ،‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقْوَ عَلَى زَعْزَعَتِهِ لِجُودَةِ بِنَائِهِ.‏+ ٤٩ وَأَمَّا ٱلَّذِي يَسْمَعُ وَلَا يَعْمَلُ،‏+ فَيُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتًا عَلَى ٱلْأَرْضِ دُونَ أَسَاسٍ.‏ وَلَطَمَهُ ٱلنَّهْرُ فَٱنْهَارَ حَالًا،‏ وَكَانَ خَرَابُ+ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ عَظِيمًا».‏+

٧ وَلَمَّا أَتَمَّ أَقْوَالَهُ كُلَّهَا بِمَسْمَعٍ مِنَ ٱلشَّعْبِ،‏ دَخَلَ كَفَرْنَاحُومَ.‏+ ٢ وَكَانَ لِأَحَدِ ٱلضُّبَّاطِ عَبْدٌ سَقِيمٌ مُشْرِفٌ عَلَى ٱلْمَوْتِ،‏ وَكَانَ عَزِيزًا عَلَيْهِ.‏+ ٣ فَلَمَّا سَمِعَ عَنْ يَسُوعَ،‏ أَرْسَلَ إِلَيْهِ شُيُوخًا مِنَ ٱلْيَهُودِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيُنَجِّيَ عَبْدَهُ.‏ ٤ وَٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَى يَسُوعَ تَوَسَّلُوا إِلَيْهِ بِشِدَّةٍ،‏ قَائِلِينَ:‏ «إِنَّهُ يَسْتَحِقُّ أَنْ تَمْنَحَهُ ذٰلِكَ،‏ ٥ لِأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنَا+ وَهُوَ بَنَى لَنَا ٱلْمَجْمَعَ».‏ ٦ فَٱنْطَلَقَ يَسُوعُ مَعَهُمْ.‏ وَلٰكِنْ لَمَّا صَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ عَنِ ٱلْبَيْتِ،‏ كَانَ ٱلضَّابِطُ قَدْ أَرْسَلَ أَصْدِقَاءَ لِيَقُولَ لَهُ:‏ «يَا سَيِّدُ،‏ لَا تُزْعِجْ نَفْسَكَ،‏ فَأَنَا لَسْتُ جَدِيرًا بِأَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي.‏+ ٧ مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ لَمْ أَعْتَبِرْ نَفْسِي مُسْتَحِقًّا أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ.‏ إِنَّمَا قُلْ كَلِمَةً فَيُشْفَى خَادِمِي.‏ ٨ فَأَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَةٍ،‏ وَلِي جُنُودٌ تَحْتَ يَدِي،‏ أَقُولُ لِهٰذَا:‏ ‹اِذْهَبْ!‏› فَيَذْهَبُ،‏ وَلِآخَرَ:‏ ‹تَعَالَ!‏› فَيَأْتِي،‏ وَلِعَبْدِي:‏ ‹اِفْعَلْ هٰذَا!‏› فَيَفْعَلُ».‏+ ٩ فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذٰلِكَ،‏ تَعَجَّبَ مِنْهُ،‏ وَٱلْتَفَتَ إِلَى ٱلْجَمْعِ ٱلَّذِي يَتْبَعُهُ وَقَالَ:‏ «أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَمْ أَجِدْ وَلَا فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا عَظِيمًا كَهٰذَا».‏+ ١٠ وَرَجَعَ ٱلْمُرْسَلُونَ إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ فَوَجَدُوا ٱلْعَبْدَ فِي صِحَّةٍ جَيِّدَةٍ.‏+

١١ وَبُعَيْدَ ذٰلِكَ سَافَرَ إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى نَايِينَ،‏ وَكَانَ تَلَامِيذُهُ وَجَمْعٌ كَثِيرٌ مُسَافِرِينَ مَعَهُ.‏ ١٢ فَلَمَّا ٱقْتَرَبَ مِنْ بَابِ ٱلْمَدِينَةِ،‏ إِذَا مَيِّتٌ+ مَحْمُولٌ خَارِجًا،‏ ٱبْنٌ هُوَ ٱلْوَلَدُ ٱلْوَحِيدُ+ لِأُمِّهِ.‏ وَكَانَتْ أَرْمَلَةً.‏ وَكَانَ مَعَهَا جَمْعٌ غَفِيرٌ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ.‏ ١٣ فَلَمَّا رَآهَا ٱلرَّبُّ،‏ أَشْفَقَ+ عَلَيْهَا،‏ وَقَالَ لَهَا:‏ «كُفِّي عَنِ ٱلْبُكَاءِ».‏+ ١٤ ثُمَّ ٱقْتَرَبَ وَلَمَسَ ٱلنَّعْشَ،‏ فَوَقَفَ ٱلْحَامِلُونَ،‏ فَقَالَ:‏ «أَيُّهَا ٱلشَّابُّ،‏ لَكَ أَقُولُ:‏ قُمْ!‏».‏+ ١٥ فَجَلَسَ ٱلْمَيِّتُ وَٱبْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ،‏ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ.‏+ ١٦ فَأَخَذَ ٱلْجَمِيعَ خَوْفٌ،‏+ وَشَرَعُوا يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ قَائِلِينَ:‏ «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ»،‏+ وَأَيْضًا:‏ «قَدِ ٱفْتَقَدَ ٱللّٰهُ شَعْبَهُ».‏+ ١٧ وَذَاعَ هٰذَا ٱلْخَبَرُ عَنْهُ فِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَكُلِّ ٱلْكُورَةِ ٱلْمُحِيطَةِ.‏

١٨ وَنَقَلَ تَلَامِيذُ يُوحَنَّا إِلَيْهِ خَبَرَ هٰذَا كُلِّهِ.‏+ ١٩ فَٱسْتَدْعَى يُوحَنَّا ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ وَأَرْسَلَهُمَا إِلَى ٱلرَّبِّ،‏ قَائِلًا:‏ «أَأَنْتَ ٱلْآتِي أَمْ نَتَرَقَّبُ آخَرَ؟‏».‏+ ٢٠ فَلَمَّا جَاءَ ٱلرَّجُلَانِ إِلَيْهِ،‏ قَالَا:‏ «أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ،‏ قَائِلًا:‏ ‹أَأَنْتَ ٱلْآتِي أَمْ نَتَرَقَّبُ آخَرَ؟‏›».‏ ٢١ وَفِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ+ وَعِلَلٍ مُضْنِيَةٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ،‏ وَوَهَبَ ٱلْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ.‏ ٢٢ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمَا:‏ «اِذْهَبَا+ وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا:‏ اَلْعُمْيُ+ يُبْصِرُونَ،‏ وَٱلْعُرْجُ يَمْشُونَ،‏ وَٱلْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ،‏ وَٱلصُّمُّ يَسْمَعُونَ،‏ وَٱلْأَمْوَاتُ يَقُومُونَ،‏ وَٱلْفُقَرَاءُ يُبَشَّرُونَ.‏+ ٢٣ وَسَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي لَمْ يَعْثُرْ فِيَّ».‏+

٢٤ فَلَمَّا مَضَى رَسُولَا يُوحَنَّا،‏ ٱبْتَدَأَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا:‏ «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟‏ أَقَصَبَةً تَتَلَاعَبُ بِهَا ٱلرِّيحُ؟‏+ ٢٥ بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَرَوْا؟‏ أَإِنْسَانًا لَابِسًا أَرْدِيَةً نَاعِمَةً؟‏+ هَا إِنَّ ٱلَّذِينَ فِي ٱللِّبَاسِ ٱلْبَهِيِّ وَٱلتَّرَفِ هُمْ فِي بُيُوتٍ مَلَكِيَّةٍ.‏+ ٢٦ فَمَاذَا إِذًا خَرَجْتُمْ لِتَرَوْا؟‏ أَنَبِيًّا؟‏+ أَقُولُ لَكُمْ:‏ نَعَمْ،‏ وَأَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِنْ نَبِيٍّ.‏+ ٢٧ إِنَّ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي كُتِبَ عَنْهُ:‏ ‹هَا أَنَا مُرْسِلٌ أَمَامَ وَجْهِكَ رَسُولِي+ ٱلَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ›.‏+ ٢٨ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَيْسَ بَيْنَ ٱلْمَوْلُودِينَ مِنَ ٱلنِّسَاءِ أَعْظَمُ+ مِنْ يُوحَنَّا،‏ وَلٰكِنْ مَنْ هُوَ أَصْغَرُ فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ».‏+ ٢٩ ‏(‏فَلَمَّا سَمِعَ ذٰلِكَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ وَجُبَاةُ ٱلضَّرَائِبِ،‏ ٱعْتَرَفُوا أَنَّ ٱللّٰهَ بَارٌّ،‏+ إِذْ كَانُوا قَدِ ٱعْتَمَدُوا بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا.‏+ ٣٠ وَأَمَّا ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَٱلْمُتَضَلِّعُونَ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ فَتَجَاهَلُوا مَشُورَةَ+ ٱللّٰهِ لَهُمْ،‏ إِذْ لَمْ يَكُونُوا قَدِ ٱعْتَمَدُوا مِنْهُ)‏.‏

٣١ ‏«فَبِمَنْ أُشَبِّهُ أُنَاسَ هٰذَا ٱلْجِيلِ،‏ وَمَنْ يُشْبِهُونَ؟‏+ ٣٢ يُشْبِهُونَ أَوْلَادًا صِغَارًا جَالِسِينَ فِي سَاحَةِ ٱلسُّوقِ يَصْرُخُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَيَقُولُونَ:‏ ‹زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا،‏ نَدَبْنَا فَلَمْ تَبْكُوا›.‏+ ٣٣ فَقَدْ جَاءَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ لَا يَأْكُلُ خُبْزًا وَلَا يَشْرَبُ خَمْرًا،‏ فَتَقُولُونَ:‏ ‹بِهِ شَيْطَانٌ›.‏+ ٣٤ وَجَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ،‏ فَتَقُولُونَ:‏ ‹هُوَذَا إِنْسَانٌ شَرِهٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ،‏ صَدِيقٌ لِجُبَاةِ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْخُطَاةِ!‏›.‏+ ٣٥ وَلٰكِنَّ ٱلْحِكْمَةَ+ تَتَبَرَّرُ بِجَمِيعِ أَوْلَادِهَا».‏+

٣٦ وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَتَغَدَّى مَعَهُ.‏ فَدَخَلَ بَيْتَ+ ٱلْفَرِّيسِيِّ وَٱتَّكَأَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ.‏ ٣٧ وَإِذَا ٱمْرَأَةٌ مَعْرُوفٌ فِي ٱلْمَدِينَةِ أَنَّهَا خَاطِئَةٌ،‏ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ لِلطَّعَامِ فِي بَيْتِ ٱلْفَرِّيسِيِّ،‏ فَجَاءَتْ بِقَارُورَةٍ مِنَ ٱلْمَرْمَرِ+ فِيهَا زَيْتٌ عَطِرٌ،‏ ٣٨ وَإِذْ وَقَفَتْ مِنَ ٱلْوَرَاءِ عِنْدَ قَدَمَيْهِ،‏ بَكَتْ وَٱبْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِدُمُوعِهَا،‏ وَكَانَتْ تُمَسِّحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا.‏ وَأَيْضًا قَبَّلَتْ قَدَمَيْهِ وَدَهَنَتْهُمَا بِٱلزَّيْتِ ٱلْعَطِرِ.‏ ٣٩ فَلَمَّا رَأَى ٱلْفَرِّيسِيُّ ٱلَّذِي دَعَاهُ ذٰلِكَ،‏ قَالَ فِي نَفْسِهِ:‏ «لَوْ كَانَ هٰذَا ٱلْإِنْسَانُ نَبِيًّا،‏+ لَعَرَفَ مَنْ هِيَ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي تَلْمُسُهُ وَمَا هِيَ،‏ أَنَّهَا خَاطِئَةٌ».‏+ ٤٠ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏ «يَا سِمْعَانُ،‏ عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ لَكَ».‏ فَقَالَ:‏ «قُلْ،‏ يَا مُعَلِّمُ!‏».‏

٤١ ‏«كَانَ لِمُقْرِضٍ مَدْيُونَانِ،‏ أَحَدُهُمَا مَدْيُونٌ بِخَمْسِ مِئَةِ دِينَارٍ،‏+ وَٱلْآخَرُ بِخَمْسِينَ.‏ ٤٢ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ،‏ سَامَحَهُمَا+ كِلَيْهِمَا.‏ فَأَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبًّا لَهُ؟‏».‏ ٤٣ فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ:‏ «أَظُنُّ ٱلَّذِي سَامَحَهُ بِٱلْأَكْثَرِ».‏ فَقَالَ لَهُ:‏ «بِٱلصَّوَابِ حَكَمْتَ».‏ ٤٤ عِنْدَئِذٍ ٱلْتَفَتَ إِلَى ٱلْمَرْأَةِ وَقَالَ لِسِمْعَانَ:‏ «أَتَرَى هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةَ؟‏ أَنَا دَخَلْتُ بَيْتَكَ،‏ فَمَا أَعْطَيْتَنِي مَاءً+ لِأَجْلِ قَدَمَيَّ.‏ أَمَّا هٰذِهِ فَبَلَّتْ قَدَمَيَّ بِدُمُوعِهَا وَمَسَّحَتْهُمَا بِشَعْرِهَا.‏ ٤٥ أَنْتَ لَمْ تُقَبِّلْنِي قُبْلَةً،‏+ أَمَّا هٰذِهِ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ قَدَمَيَّ.‏ ٤٦ أَنْتَ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي بِزَيْتٍ،‏+ أَمَّا هٰذِهِ فَدَهَنَتْ قَدَمَيَّ بِزَيْتٍ عَطِرٍ.‏ ٤٧ لِهٰذَا أَقُولُ لَكَ:‏ مَغْفُورَةٌ خَطَايَاهَا ٱلْكَثِيرَةُ،‏+ لِأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيرًا؛‏ وَأَمَّا ٱلَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ،‏ فَيُحِبُّ قَلِيلًا».‏ ٤٨ ثُمَّ قَالَ لَهَا:‏ «مَغْفُورَةٌ خَطَايَاكِ».‏+ ٤٩ عِنْدَئِذٍ ٱبْتَدَأَ ٱلْمُتَّكِئُونَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ مَعَهُ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ:‏ «مَنْ هُوَ هٰذَا ٱلَّذِي يَغْفِرُ ٱلْخَطَايَا أَيْضًا؟‏».‏+ ٥٠ أَمَّا هُوَ فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ:‏ «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ.‏+ اِذْهَبِي بِسَلَامٍ».‏+

٨ وَبُعَيْدَ ذٰلِكَ أَخَذَ يُسَافِرُ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ وَمِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ،‏ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏+ وَكَانَ مَعَهُ ٱلِٱثْنَا عَشَرَ،‏ ٢ وَنِسَاءٌ+ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ:‏ مَرْيَمُ ٱلَّتِي تُدْعَى ٱلْمَجْدَلِيَّةَ ٱلَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ،‏+ ٣ وَيُوَنَّا+ زَوْجَةُ خُوزِي ٱلْقَيِّمِ عَلَى شُؤُونِ هِيرُودُسَ،‏ وَسُوسَنَّةُ،‏ وَنِسَاءٌ أُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدُمْنَهُمْ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِنَّ.‏

٤ فَلَمَّا ٱجْتَمَعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مَعَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ مَدِينَةٍ بَعْدَ أُخْرَى،‏ قَالَ بِمَثَلٍ:‏+ ٥ ‏«خَرَجَ زَارِعٌ لِيَزْرَعَ بِذَارَهُ.‏ وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ،‏ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ،‏ فَٱنْدَاسَ وَأَكَلَتْهُ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ.‏+ ٦ وَوَقَعَ آخَرُ عَلَى ٱلصَّخْرِ،‏ فَأَفْرَخَ ثُمَّ جَفَّ لِأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ رُطُوبَةٌ.‏+ ٧ وَسَقَطَ آخَرُ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ،‏ فَٱلشَّوْكُ ٱلَّذِي نَمَا مَعَهُ خَنَقَهُ.‏+ ٨ وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى ٱلتُّرْبَةِ ٱلصَّالِحَةِ،‏ فَأَفْرَخَ ثُمَّ أَنْتَجَ ثَمَرًا مِئَةَ ضِعْفٍ».‏+ قَالَ هٰذَا وَنَادَى:‏ «مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ».‏+

٩ أَمَّا تَلَامِيذُهُ فَسَأَلُوهُ مَا عَسَى أَنْ يَعْنِيَ هٰذَا ٱلْمَثَلُ.‏+ ١٠ فَقَالَ:‏ «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَفْهَمُوا ٱلْأَسْرَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ أَمَّا ٱلْبَاقُونَ فَأُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ،‏+ لِكَيْ يَكُونُوا وَهُمْ نَاظِرُونَ،‏ يَنْظُرُونَ عَبَثًا،‏ وَهُمْ سَامِعُونَ،‏ لَا يَفْهَمُونَ ٱلْمَعْنَى.‏+ ١١ وَهٰذَا مَا يَعْنِيهِ ٱلْمَثَلُ:‏+ اَلْبِذَارُ هُوَ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ.‏+ ١٢ وَمَا سَقَطَ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ هُمُ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا،‏+ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ+ وَيَنْزِعُ ٱلْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلَّا يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا.‏+ ١٣ وَمَا وَقَعَ عَلَى ٱلصَّخْرِ هُمُ ٱلَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ ٱلْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ لِهٰؤُلَاءِ أَصْلٌ.‏ فَهُمْ يُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ،‏ وَفِي وَقْتِ ٱلِٱمْتِحَانِ يَزِلُّونَ بَعِيدًا.‏+ ١٤ وَمَا سَقَطَ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ هُمُ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا،‏ وَلٰكِنْ إِذْ تَجْرُفُهُمْ هُمُومُ وَغِنَى وَلَذَّاتُ+ ٱلْحَيَاةِ،‏ يَخْتَنِقُونَ كُلِّيًّا وَلَا يَأْتُونَ بِشَيْءٍ تَامِّ ٱلنُّمُوِّ.‏+ ١٥ وَمَا سَقَطَ فِي ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ بِقَلْبٍ جَيِّدٍ وَصَالِحٍ،‏+ فَيَحْفَظُونَهَا وَيُثْمِرُونَ بِٱلِٱحْتِمَالِ.‏+

١٦ ‏«لَا أَحَدَ يُوقِدُ سِرَاجًا ثُمَّ يُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ،‏ بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ،‏ لِيَرَى ٱلدَّاخِلُونَ ٱلنُّورَ.‏+ ١٧ فَمَا مِنْ خَفِيٍّ+ لَنْ يُظْهَرَ،‏ وَمَا مِنْ مَكْتُومٍ لَنْ يُعْرَفَ وَيُعْلَنَ.‏+ ١٨ فَٱنْتَبِهُوا إِذًا كَيْفَ تَسْمَعُونَ،‏ لِأَنَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى ٱلْمَزِيدَ،‏+ وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَحَتَّى ٱلَّذِي يَظُنُّهُ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ».‏+

١٩ وَجَاءَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ،‏+ إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ بِسَبَبِ ٱلْجَمْعِ.‏+ ٢٠ فَأُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ:‏ «أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ».‏+ ٢١ فَأَجَابَهُمْ قَائِلًا:‏ «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا».‏+

٢٢ وَفِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ دَخَلَ مَرْكَبًا هُوَ وَتَلَامِيذُهُ،‏ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «لِنَعْبُرْ إِلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى مِنَ ٱلْبُحَيْرَةِ».‏ فَأَقْلَعُوا.‏+ ٢٣ وَفِيمَا هُمْ مُبْحِرُونَ نَامَ.‏ وَنَزَلَتْ عَلَى ٱلْبُحَيْرَةِ عَاصِفَةُ رِيحٍ عَنِيفَةٌ،‏ فَأَخَذُوا يَمْتَلِئُونَ مَاءً وَٱلْخَطَرُ يُحِيطُ بِهِمْ.‏+ ٢٤ وَأَخِيرًا تَقَدَّمُوا إِلَيْهِ وَأَيْقَظُوهُ،‏ قَائِلِينَ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ يَا مُعَلِّمُ،‏ نَكَادُ نَهْلِكُ!‏».‏+ فَنَهَضَ وَٱنْتَهَرَ+ ٱلرِّيحَ وَهَيَجَانَ ٱلْمَاءِ،‏ فَهَمَدَا وَسَادَ سُكُونٌ.‏ ٢٥ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «أَيْنَ إِيمَانُكُمْ؟‏».‏ فَٱعْتَرَاهُمُ ٱلْخَوْفُ وَتَعَجَّبُوا،‏ قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:‏ «مَنْ هُوَ هٰذَا حَقًّا،‏ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ حَتَّى ٱلرِّيَاحَ وَٱلْمَاءَ فَتُطِيعُهُ؟‏».‏+

٢٦ وَأَرْسَوْا عِنْدَ كُورَةِ ٱلْجِرَاسِيِّينَ،‏ مُقَابِلَ ٱلْجَلِيلِ.‏+ ٢٧ وَإِذْ خَرَجَ إِلَى ٱلْبَرِّ،‏ لَاقَاهُ رَجُلٌ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ بِهِ شَيَاطِينُ.‏ وَلَمْ يَكُنْ يَلْبَسُ لِبَاسًا مِنْ زَمَنٍ طَوِيلٍ،‏ وَلَا يَمْكُثُ فِي ٱلْبَيْتِ،‏ بَلْ بَيْنَ ٱلْقُبُورِ.‏+ ٢٨ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ،‏ صَرَخَ وَخَرَّ أَمَامَهُ،‏ وَقَالَ بِصَوْتٍ عَالٍ:‏ «مَا لِي وَلَكَ+ يَا يَسُوعُ ٱبْنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ؟‏ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ أَلَّا تُعَذِّبَنِي».‏+ ٢٩ ‏(‏فَإِنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ ٱلرُّوحَ ٱلنَّجِسَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ ٱلرَّجُلِ.‏ لِأَنَّهُ كَانَ قَدِ ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ مِنْ زَمَنٍ طَوِيلٍ،‏+ وَكَانَ يُقَيَّدُ بِسَلَاسِلَ وَأَكْبَالٍ تَحْتَ حِرَاسَةٍ،‏ فَيَقْطَعُ ٱلْقُيُودَ وَيُسَاقُ مِنْ هٰذَا ٱلشَّيْطَانِ إِلَى أَمَاكِنَ خَلَاءٍ)‏.‏ ٣٠ فَسَأَلَهُ يَسُوعُ:‏ «مَا ٱسْمُكَ؟‏».‏ فَقَالَ:‏ «فَيْلَقٌ»،‏ لِأَنَّ شَيَاطِينَ كَثِيرِينَ كَانُوا قَدْ دَخَلُوا فِيهِ.‏+ ٣١ وَتَوَسَّلُوا+ إِلَيْهِ أَلَّا يَأْمُرَهُمْ بِٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلْمَهْوَاةِ.‏+ ٣٢ وَكَانَ قَطِيعُ خَنَازِيرَ+ كَثِيرَةٍ يَرْعَى هُنَاكَ فِي ٱلْجَبَلِ،‏ فَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَسْمَحَ لَهُمْ بِٱلدُّخُولِ فِيهَا.‏+ فَسَمَحَ لَهُمْ.‏ ٣٣ عِنْدَئِذٍ خَرَجَتِ ٱلشَّيَاطِينُ مِنَ ٱلرَّجُلِ وَدَخَلَتْ فِي ٱلْخَنَازِيرِ،‏ فَٱنْدَفَعَ ٱلْقَطِيعُ مِنْ عَلَى ٱلْجُرُفِ إِلَى ٱلْبُحَيْرَةِ وَغَرِقَ.‏+ ٣٤ فَلَمَّا رَأَى ٱلرُّعْيَانُ مَا حَدَثَ،‏ هَرَبُوا وَنَقَلُوا ٱلْخَبَرَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَإِلَى ٱلْأَرْيَافِ.‏+

٣٥ عِنْدَئِذٍ خَرَجَ ٱلنَّاسُ لِيَرَوْا مَا حَدَثَ،‏ وَجَاءُوا إِلَى يَسُوعَ فَوَجَدُوا ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ ٱلشَّيَاطِينُ جَالِسًا عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ،‏ لَابِسًا وَسَلِيمَ ٱلْعَقْلِ،‏ فَخَافُوا.‏+ ٣٦ فَأَخْبَرَهُمُ ٱلنَّاظِرُونَ كَيْفَ شُفِيَ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي كَانَتِ ٱلشَّيَاطِينُ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِ.‏+ ٣٧ فَسَأَلَهُ كُلُّ جُمْهُورِ كُورَةِ ٱلْجِرَاسِيِّينَ ٱلْمُحِيطَةِ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنْهُمْ،‏ لِأَنَّهُ ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ خَوْفٌ عَظِيمٌ.‏+ فَصَعِدَ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ وَٱنْصَرَفَ.‏ ٣٨ أَمَّا ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ ٱلشَّيَاطِينُ فَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ أَنْ يَبْقَى هُوَ مَعَهُ،‏ وَلٰكِنَّهُ صَرَفَ ٱلرَّجُلَ قَائِلًا:‏+ ٣٩ ‏«عُدْ إِلَى بَيْتِكَ،‏ وَحَدِّثْ دَوْمًا بِمَا صَنَعَ ٱللّٰهُ إِلَيْكَ».‏+ فَمَضَى وَهُوَ يُنَادِي فِي ٱلْمَدِينَةِ كُلِّهَا بِمَا صَنَعَ يَسُوعُ إِلَيْهِ.‏+

٤٠ وَلَمَّا رَجَعَ يَسُوعُ،‏ ٱسْتَقْبَلَهُ ٱلْجَمْعُ بِٱلتَّرْحَابِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعًا يَتَرَقَّبُونَهُ.‏+ ٤١ وَإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ يَايِرُسُ قَدْ جَاءَ،‏ وَهٰذَا كَانَ رَئِيسًا لِلْمَجْمَعِ.‏ فَسَقَطَ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ،‏+ ٤٢ لِأَنَّ لَهُ ٱبْنَةً وَحِيدَةً لَهَا نَحْوُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً،‏ وَقَدْ أَشْرَفَتْ عَلَى ٱلْمَوْتِ.‏+

وَفِيمَا هُوَ ذَاهِبٌ،‏ زَحَمَتْهُ ٱلْجُمُوعُ.‏+ ٤٣ وَإِنَّ ٱمْرَأَةً بِهَا سَيْلُ دَمٍ+ مُنْذُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً،‏ وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَشْفِيَهَا،‏+ ٤٤ ٱقْتَرَبَتْ مِنْ وَرَاءٍ وَلَمَسَتْ هُدْبَ+ رِدَائِهِ،‏+ وَفِي ٱلْحَالِ تَوَقَّفَ سَيْلُ دَمِهَا.‏+ ٤٥ فَقَالَ يَسُوعُ:‏ «مَنِ ٱلَّذِي لَمَسَنِي؟‏».‏+ وَإِذْ كَانَ ٱلْجَمِيعُ يُنْكِرُونَ،‏ قَالَ بُطْرُسُ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ ٱلْجُمُوعُ تَحْصُرُكَ وَتَزْحَمُكَ».‏+ ٤٦ فَقَالَ يَسُوعُ:‏ «أَحَدُهُمْ لَمَسَنِي،‏ لِأَنِّي شَعَرْتُ بِأَنَّ قُوَّةً+ خَرَجَتْ مِنِّي».‏+ ٤٧ فَلَمَّا رَأَتِ ٱلْمَرْأَةُ أَنَّ أَمْرَهَا لَمْ يُخْفَ،‏ جَاءَتْ مُرْتَعِدَةً وَخَرَّتْ أَمَامَهُ وَأَعْلَنَتْ أَمَامَ كُلِّ ٱلشَّعْبِ لِأَيِّ سَبَبٍ لَمَسَتْهُ وَكَيْفَ شُفِيَتْ فِي ٱلْحَالِ.‏+ ٤٨ فَقَالَ لَهَا:‏ «يَا ٱبْنَةُ،‏ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ،‏+ فَٱذْهَبِي بِسَلَامٍ».‏+

٤٩ وَإِذْ كَانَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ،‏ جَاءَ مُمَثِّلٌ لِرَئِيسِ ٱلْمَجْمَعِ،‏ قَائِلًا:‏ «قَدْ مَاتَتِ ٱبْنَتُكَ.‏ لَا تُزْعِجِ ٱلْمُعَلِّمَ بَعْدُ».‏+ ٥٠ فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذٰلِكَ،‏ أَجَابَهُ:‏ «لَا تَخَفْ،‏ آمِنْ فَقَطْ،‏+ فَهِيَ تَخْلُصُ».‏ ٥١ وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ لَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَدْخُلُ مَعَهُ إِلَّا بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَأَبَا ٱلْفَتَاةِ وَأُمَّهَا.‏+ ٥٢ وَكَانَ ٱلْجَمِيعُ يَبْكُونَ وَيَلْطِمُونَ صُدُورَهُمْ حُزْنًا عَلَيْهَا.‏ فَقَالَ:‏ «كُفُّوا عَنِ ٱلْبُكَاءِ،‏+ فَهِيَ لَمْ تَمُتْ لٰكِنَّهَا نَائِمَةٌ».‏+ ٥٣ فَضَحِكُوا عَلَيْهِ بِٱزْدِرَاءٍ،‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْرِفُونَ أَنَّهَا مَاتَتْ.‏+ ٥٤ أَمَّا هُوَ فَأَمْسَكَ بِيَدِهَا وَنَادَى،‏ قَائِلًا:‏ «يَا فَتَاةُ،‏ قُومِي!‏».‏+ ٥٥ فَعَادَتْ رُوحُهَا+ وَقَامَتْ+ فِي ٱلْحَالِ،‏ فَأَمَرَ أَنْ تُعْطَى لِتَأْكُلَ.‏+ ٥٦ فَلَمْ يَمْلِكْ وَالِدَاهَا أَنْفُسَهُمَا مِنَ ٱلْفَرَحِ،‏ وَلٰكِنَّهُ أَمَرَهُمَا أَلَّا يُخْبِرَا أَحَدًا بِمَا حَدَثَ.‏+

٩ ثُمَّ جَمَعَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ قُدْرَةً وَسُلْطَةً عَلَى جَمِيعِ ٱلشَّيَاطِينِ وَشِفَاءِ ٱلْأَمْرَاضِ.‏+ ٢ وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَيَشْفُوا،‏ ٣ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «لَا تَحْمِلُوا شَيْئًا لِلطَّرِيقِ،‏ لَا عُكَّازًا وَلَا مِزْوَدًا،‏ وَلَا خُبْزًا وَلَا فِضَّةً،‏ وَلَا يَكُنْ لَكُمْ قَمِيصَانِ.‏+ ٤ إِنَّمَا حَيْثُمَا دَخَلْتُمْ بَيْتًا،‏ فَهُنَاكَ ٱمْكُثُوا وَمِنْ هُنَاكَ ٱمْضُوا.‏+ ٥ وَحَيْثُ لَا يَقْبَلُكُمُ ٱلنَّاسُ،‏ فَلَدَى خُرُوجِكُمْ مِنْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ+ ٱنْفُضُوا ٱلْغُبَارَ عَنْ أَقْدَامِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ».‏+ ٦ فَٱنْطَلَقُوا وَٱجْتَازُوا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ،‏ يُبَشِّرُونَ وَيَشْفُونَ فِي كُلِّ مَكَانٍ.‏+

٧ وَسَمِعَ هِيرُودُسُ حَاكِمُ ٱلْإِقْلِيمِ بِكُلِّ مَا كَانَ يَجْرِي،‏ وَوَقَعَ فِي حَيْرَةٍ كَبِيرَةٍ لِأَنَّ بَعْضًا كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ،‏+ ٨ وَآخَرِينَ إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَ،‏ وَآخَرِينَ أَيْضًا إِنَّ وَاحِدًا مِنَ ٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلْقُدَمَاءِ قَدْ قَامَ.‏ ٩ فَقَالَ هِيرُودُسُ:‏ «يُوحَنَّا،‏ أَنَا قَطَعْتُ رَأْسَهُ.‏+ فَمَنْ هُوَ هٰذَا ٱلَّذِي أَسْمَعُ عَنْهُ أُمُورًا كَهٰذِهِ؟‏».‏ وَكَانَ يَطْلُبُ+ أَنْ يَرَاهُ.‏

١٠ وَلَمَّا عَادَ ٱلرُّسُلُ،‏ قَصُّوا عَلَيْهِ مَا فَعَلُوا.‏+ فَأَخَذَهُمْ وَٱنْصَرَفَ يَخْلُو بِهِمْ+ إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى بَيْتَ صَيْدَا.‏ ١١ لٰكِنَّ ٱلْجُمُوعَ عَلِمُوا بِذٰلِكَ فَتَبِعُوهُ.‏ فَٱسْتَقْبَلَهُمْ وَٱبْتَدَأَ يُكَلِّمُهُمْ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏+ وَشَفَى ٱلَّذِينَ يَحْتَاجُونَ إِلَى شِفَاءٍ.‏+ ١٢ ثُمَّ أَخَذَ ٱلنَّهَارُ يَمِيلُ.‏ فَدَنَا ٱلِٱثْنَا عَشَرَ وَقَالُوا لَهُ:‏ «اِصْرِفِ ٱلْجَمْعَ لِكَيْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلْقُرَى وَٱلْأَرْيَافِ ٱلْمُحِيطَةِ فَيَبِيتُوا وَيَجِدُوا قُوتًا،‏ لِأَنَّنَا هُنَا فِي مَكَانٍ خَلَاءٍ».‏+ ١٣ وَلٰكِنَّهُ قَالَ لَهُمْ:‏ «أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ مَا يَأْكُلُونَ».‏+ فَقَالُوا:‏ «لَيْسَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ،‏+ إِلَّا إِذَا ذَهَبْنَا نَحْنُ وَٱشْتَرَيْنَا طَعَامًا لِهٰذَا ٱلشَّعْبِ كُلِّهِ».‏+ ١٤ لَقَدْ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلَافِ رَجُلٍ.‏+ فَقَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «أَتْكِئُوهُمْ لِلطَّعَامِ فِرَقًا،‏ فِي كُلٍّ مِنْهَا نَحْوُ ٱلْخَمْسِينَ».‏+ ١٥ فَفَعَلُوا هٰكَذَا وَأَتْكَأُوا ٱلْجَمِيعَ.‏ ١٦ ثُمَّ أَخَذَ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلْخَمْسَةَ وَٱلسَّمَكَتَيْنِ،‏ وَرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ،‏ وَبَارَكَهَا وَكَسَرَهَا وَأَعْطَاهَا لِلتَّلَامِيذِ لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ.‏+ ١٧ فَأَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا،‏ وَرُفِعَ مَا فَضَلَ عَنْهُمُ،‏ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ ٱلْكِسَرِ.‏+

١٨ وَلَاحِقًا،‏ فِيمَا كَانَ يُصَلِّي وَحْدَهُ،‏ ٱجْتَمَعَ إِلَيْهِ ٱلتَّلَامِيذُ،‏ فَسَأَلَهُمْ قَائِلًا:‏ «مَنْ تَقُولُ ٱلْجُمُوعُ إِنِّي أَنَا؟‏».‏+ ١٩ فَأَجَابُوا وَقَالُوا:‏ «يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ.‏ وَآخَرُونَ:‏ إِيلِيَّا.‏ وَآخَرُونَ أَيْضًا:‏ إِنَّ وَاحِدًا مِنَ ٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلْقُدَمَاءِ قَدْ قَامَ».‏+ ٢٠ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟‏».‏ فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ:‏+ «مَسِيحُ+ ٱللّٰهِ».‏ ٢١ فَأَمَرَهُمْ بِكَلَامٍ شَدِيدِ ٱللَّهْجَةِ أَلَّا يُخْبِرُوا أَحَدًا بِذٰلِكَ،‏+ ٢٢ بَلْ قَالَ:‏ «لَا بُدَّ لِٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ أَنْ يُقَاسِيَ آلَامًا كَثِيرَةً وَيَرْفُضَهُ ٱلشُّيُوخُ وَكِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ،‏ وَيُقْتَلَ،‏+ وَيُقَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ».‏+

٢٣ ثُمَّ قَالَ لِلْجَمِيعِ:‏ «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي،‏ فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ كُلِّيًّا+ وَيَحْمِلْ خَشَبَةَ آلَامِهِ كُلَّ يَوْمٍ وَيَتْبَعْنِي عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏+ ٢٤ فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَخْسَرُهَا،‏ أَمَّا مَنْ خَسِرَ نَفْسَهُ فِي سَبِيلِي فَهُوَ ٱلَّذِي يُخَلِّصُهَا.‏+ ٢٥ فَإِنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ ٱلْإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ أَوْ كَابَدَ ضَرَرًا؟‏+ ٢٦ فَمَنْ يَخْجَلْ بِي وَبِكَلَامِي،‏ يَخْجَلْ بِهِ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ حِينَ يَجِيءُ فِي مَجْدِهِ وَمَجْدِ ٱلْآبِ وَٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْقُدُّوسِينَ.‏+ ٢٧ وَلٰكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ بِحَقٍّ:‏ إِنَّ بَعْضًا مِنَ ٱلْقَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا ٱلْمَوْتَ أَبَدًا حَتَّى يَرَوْا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ».‏+

٢٨ وَبَعْدَ هٰذَا ٱلْكَلَامِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ،‏ أَخَذَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ.‏+ ٢٩ وَبَيْنَمَا هُوَ يُصَلِّي،‏ صَارَ مَظْهَرُ+ وَجْهِهِ مُخْتَلِفًا وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ بَرَّاقًا.‏+ ٣٠ وَإِذَا رَجُلَانِ يَتَحَدَّثَانِ إِلَيْهِ،‏ وَهُمَا مُوسَى وَإِيلِيَّا.‏+ ٣١ تَرَاءَى هٰذَانِ بِمَجْدٍ وَأَخَذَا يَتَكَلَّمَانِ عَنْ رَحِيلِهِ ٱلَّذِي كَانَ مَحْتُومًا أَنْ يُتَمِّمَهُ فِي أُورُشَلِيمَ.‏+ ٣٢ وَكَانَ بُطْرُسُ وَٱللَّذَانِ مَعَهُ قَدْ أَثْقَلَهُمُ ٱلنَّوْمُ،‏ لٰكِنَّهُمْ حِينَ ٱسْتَيْقَظُوا تَمَامًا،‏ رَأَوْا مَجْدَهُ+ وَٱلرَّجُلَيْنِ ٱلْوَاقِفَيْنِ مَعَهُ.‏ ٣٣ وَفِيمَا هُمَا يُفَارِقَانِهِ،‏ قَالَ بُطْرُسُ لِيَسُوعَ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هٰهُنَا،‏ فَلْنَنْصِبْ ثَلَاثَ خِيَامٍ:‏ وَاحِدَةً لَكَ،‏ وَوَاحِدَةً لِمُوسَى،‏ وَوَاحِدَةً لِإِيلِيَّا»،‏ وَهُوَ لَا يُدْرِكُ مَا يَقُولُ.‏+ ٣٤ وَفِيمَا هُوَ يَقُولُ ذٰلِكَ،‏ تَشَكَّلَتْ سَحَابَةٌ وَظَلَّلَتْهُمْ.‏ فَلَمَّا دَخَلُوا فِي ٱلسَّحَابَةِ خَافُوا.‏+ ٣٥ وَأَتَى صَوْتٌ+ مِنَ ٱلسَّحَابَةِ قَائِلًا:‏ «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ.‏+ لَهُ ٱسْمَعُوا».‏+ ٣٦ وَلَمَّا كَانَ ٱلصَّوْتُ،‏ وُجِدَ يَسُوعُ وَحْدَهُ.‏+ وَأَمَّا هُمْ فَلَزِمُوا ٱلصَّمْتَ وَلَمْ يُخْبِرُوا أَحَدًا فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ بِشَيْءٍ مِمَّا رَأَوْا.‏+

٣٧ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي،‏ لَمَّا نَزَلُوا مِنَ ٱلْجَبَلِ،‏ لَاقَاهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ.‏+ ٣٨ وَإِذَا رَجُلٌ مِنَ ٱلْجَمْعِ صَرَخَ قَائِلًا:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ أَنْ تُلْقِيَ نَظْرَةً عَلَى ٱبْنِي،‏ لِأَنَّهُ وَلَدِي ٱلْوَحِيدُ،‏+ ٣٩ وَهَا إِنَّ رُوحًا+ يَأْخُذُهُ فَيَصْرُخُ فَجْأَةً،‏ وَيَجْعَلُهُ يَنْتَفِضُ فَيُزْبِدُ،‏ وَبِٱلْجَهْدِ يُفَارِقُهُ بَعْدَ أَنْ يَرُضَّهُ.‏ ٤٠ فَتَوَسَّلْتُ إِلَى تَلَامِيذِكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ،‏ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا».‏+ ٤١ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «أَيُّهَا ٱلْجِيلُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ وَٱلْمُعَوَّجُ،‏+ إِلَى مَتَى أَبْقَى مَعَكُمْ وَأَتَحَمَّلُكُمْ؟‏ قَدِّمِ ٱبْنَكَ إِلَى هُنَا».‏+ ٤٢ وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ،‏ صَرَعَهُ ٱلشَّيْطَانُ أَرْضًا وَجَعَلَهُ يَنْتَفِضُ بِعُنْفٍ.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ ٱنْتَهَرَ ٱلرُّوحَ ٱلنَّجِسَ وَشَفَى ٱلصَّبِيَّ وَسَلَّمَهُ إِلَى أَبِيهِ.‏+ ٤٣ فَذَهِلَ ٱلْجَمِيعُ مِنْ عَظَمَةِ قُدْرَةِ+ ٱللّٰهِ.‏

وَإِذْ كَانُوا جَمِيعًا يَتَعَجَّبُونَ مِنْ كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ،‏ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ ٤٤ ‏«أَوْدِعُوا هٰذَا ٱلْكَلَامَ فِي آذَانِكُمْ،‏ لِأَنَّهُ مَحْتُومٌ أَنْ يُسَلَّمَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ إِلَى أَيْدِي ٱلنَّاسِ».‏+ ٤٥ إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا هٰذَا ٱلْقَوْلَ.‏ فَقَدْ كَانَ مُخْفًى عَنْهُمْ كَيْ لَا يُدْرِكُوهُ،‏ وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ هٰذَا ٱلْقَوْلِ.‏+

٤٦ ثُمَّ دَاخَلَهُمْ فِكْرٌ فِي مَنْ يَكُونُ أَعْظَمَهُمْ.‏+ ٤٧ وَعَرَفَ يَسُوعُ فِكْرَ قُلُوبِهِمْ،‏ فَأَخَذَ وَلَدًا صَغِيرًا وَأَقَامَهُ بِجَانِبِهِ،‏+ ٤٨ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «مَنْ يَقْبَلْ هٰذَا ٱلْوَلَدَ ٱلصَّغِيرَ بِٱسْمِي يَقْبَلْنِي؛‏ وَمَنْ يَقْبَلْنِي يَقْبَلِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي.‏+ لِأَنَّ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ+ بَيْنَكُمْ جَمِيعًا هُوَ ٱلْعَظِيمُ».‏+

٤٩ فَأَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلًا:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ رَأَيْنَا رَجُلًا يُخْرِجُ شَيَاطِينَ+ بِٱسْمِكَ،‏ فَحَاوَلْنَا أَنْ نَمْنَعَهُ+ لِأَنَّهُ لَا يَتْبَعُكَ مَعَنَا».‏+ ٥٠ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ:‏ «لَا تُحَاوِلُوا أَنْ تَمْنَعُوهُ،‏ لِأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ فَهُوَ مَعَكُمْ».‏+

٥١ وَإِذْ كَانَتِ ٱلْأَيَّامُ تَتِمُّ لِيُرْفَعَ،‏+ عَزَمَ عَلَى أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ ٥٢ وَأَرْسَلَ قُدَّامَهُ رُسُلًا.‏ فَذَهَبُوا وَدَخَلُوا قَرْيَةً لِلسَّامِرِيِّينَ+ حَتَّى يُهَيِّئُوا لَهُ.‏ ٥٣ وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوهُ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ مُتَّجِهًا نَحْوَ أُورُشَلِيمَ.‏+ ٥٤ فَلَمَّا رَأَى ذٰلِكَ ٱلتِّلْمِيذَانِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا،‏+ قَالَا:‏ «يَا رَبُّ،‏ أَتُرِيدُ أَنْ نَأْمُرَ أَنْ تَنْزِلَ نَارٌ+ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَتُفْنِيَهُمْ؟‏».‏ ٥٥ فَٱلْتَفَتَ وَٱنْتَهَرَهُمَا.‏ ٥٦ فَذَهَبُوا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى.‏

٥٧ وَفِيمَا هُمْ ذَاهِبُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ،‏ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ:‏ «أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي».‏+ ٥٨ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ،‏ أَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ».‏+ ٥٩ ثُمَّ قَالَ لِآخَرَ:‏ ‏«اِتْبَعْنِي».‏ فَقَالَ:‏ «اِسْمَحْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلًا وَأَدْفِنَ أَبِي».‏+ ٦٠ فَقَالَ لَهُ:‏ «دَعِ ٱلْمَوْتَى+ يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ،‏ وَأَمَّا أَنْتَ فَٱذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».‏+ ٦١ وَقَالَ آخَرُ أَيْضًا:‏ «أَتْبَعُكَ يَا رَبُّ،‏ وَلٰكِنِ ٱسْمَحْ لِي أَوَّلًا أَنْ أُوَدِّعَ+ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِي».‏ ٦٢ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى ٱلْمِحْرَاثِ+ وَيَنْظُرُ إِلَى مَا هُوَ وَرَاءُ+ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».‏

١٠ وَبَعْدَ ذٰلِكَ،‏ ٱخْتَارَ ٱلرَّبُّ سَبْعِينَ+ آخَرِينَ وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ+ قُدَّامَهُ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ عَازِمًا أَنْ يَأْتِيَ.‏ ٢ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «إِنَّ ٱلْحَصَادَ+ كَثِيرٌ،‏ وَلٰكِنَّ ٱلْعُمَّالَ+ قَلِيلُونَ.‏ فَتَوَسَّلُوا+ إِلَى سَيِّدِ ٱلْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ عُمَّالًا+ إِلَى حَصَادِهِ.‏ ٣ اِنْطَلِقُوا.‏ هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلَانٍ+ بَيْنَ ذِئَابٍ.‏ ٤ لَا تَحْمِلُوا مَحْفَظَةً وَلَا مِزْوَدًا+ وَلَا نَعْلَيْنِ،‏ وَلَا تُسَلِّمُوا+ عَلَى أَحَدٍ وَتُعَانِقُوهُ فِي ٱلطَّرِيقِ.‏ ٥ وَحَيْثُمَا دَخَلْتُمْ بَيْتًا فَقُولُوا أَوَّلًا:‏ ‹سَلَامٌ لِهٰذَا ٱلْبَيْتِ!‏›.‏+ ٦ فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلَامٍ،‏ يَحِلُّ سَلَامُكُمْ عَلَيْهِ.‏+ وَإِلَّا فَيَعُودُ إِلَيْكُمْ.‏+ ٧ وَٱمْكُثُوا فِي ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ،‏+ آكِلِينَ وَشَارِبِينَ مَا يُزَوِّدُونَ،‏+ لِأَنَّ ٱلْعَامِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ.‏+ لَا تَنْتَقِلُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏+

٨ ‏«وَحَيْثُمَا دَخَلْتُمْ مَدِينَةً وَقَبِلُوكُمْ،‏ فَكُلُوا مَا يُقَدَّمُ لَكُمْ،‏ ٩ وَٱشْفُوا+ ٱلْمَرْضَى ٱلَّذِينَ فِيهَا،‏ وَدَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَوْلِ لَهُمْ:‏ ‹قَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ+ ٱللّٰهِ›.‏ ١٠ وَحَيْثُمَا دَخَلْتُمْ مَدِينَةً وَلَمْ يَقْبَلُوكُمْ،‏+ فَٱخْرُجُوا إِلَى شَوَارِعِهَا ٱلرَّئِيسِيَّةِ وَقُولُوا:‏ ١١ ‏‹حَتَّى ٱلْغُبَارُ ٱلَّذِي لَصِقَ بِأَقْدَامِنَا مِنْ مَدِينَتِكُمْ نَنْفُضُهُ عَنَّا لَكُمْ.‏+ وَلٰكِنِ ٱذْكُرُوا هٰذَا،‏ أَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ›.‏ ١٢ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ ٱلْأَمْرَ يَكُونُ أَخَفَّ وَطْأَةً عَلَى سَدُومَ+ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مِنْهُ عَلَى تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ.‏

١٣ ‏«وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ!‏+ وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا!‏+ لِأَنَّهُ لَوْ حَدَثَتْ فِي صُورَ وَصَيْدُونَ ٱلْقُوَّاتُ ٱلَّتِي حَدَثَتْ فِيكُمَا،‏ لَتَابَتَا مِنْ زَمَنٍ بَعِيدٍ جَالِسَتَيْنِ فِي ٱلْمِسْحِ وَٱلرَّمَادِ.‏+ ١٤ وَلِذٰلِكَ،‏ يَكُونُ ٱلْأَمْرُ أَخَفَّ وَطْأَةً عَلَى صُورَ وَصَيْدُونَ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ مِنْهُ عَلَيْكُمَا.‏+ ١٥ وَأَنْتِ يَا كَفَرْنَاحُومُ،‏ أَتُرَاكِ تُرْفَعِينَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟‏+ إِلَى هَادِسَ+ سَتَنْزِلِينَ!‏

١٦ ‏«مَنْ يَسْمَعْ+ لَكُمْ يَسْمَعْ لِي.‏ وَمَنْ يَتَجَاهَلْكُمْ يَتَجَاهَلْنِي.‏ وَمَنْ يَتَجَاهَلْنِي يَتَجَاهَلِ+ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي».‏

١٧ ثُمَّ عَادَ ٱلسَّبْعُونَ بِفَرَحٍ،‏ قَائِلِينَ:‏ «يَا رَبُّ،‏ حَتَّى ٱلشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ+ لَنَا بِٱسْمِكَ».‏ ١٨ عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُمْ:‏ «اِبْتَدَأْتُ أَرَى ٱلشَّيْطَانَ وَقَدْ سَقَطَ+ مِثْلَ ٱلْبَرْقِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.‏ ١٩ هَا أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُكُمُ ٱلسُّلْطَةَ لِتَدُوسُوا ٱلْحَيَّاتِ+ وَٱلْعَقَارِبَ+ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ،‏ وَعَلَى كُلِّ قُوَّةِ ٱلْعَدُوِّ،‏+ وَلَنْ يُؤْذِيَكُمْ شَيْءٌ أَبَدًا.‏ ٢٠ وَلٰكِنْ لَا تَفْرَحُوا بِهٰذَا،‏ أَنَّ ٱلْأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ،‏ بَلِ ٱفْرَحُوا لِأَنَّ أَسْمَاءَكُمْ+ قَدْ كُتِبَتْ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ ٢١ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ عَيْنِهَا تَهَلَّلَ+ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَقَالَ:‏ «أُسَبِّحُكَ عَلَانِيَةً أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ رَبُّ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ،‏ لِأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هٰذِهِ عَنِ ٱلْحُكَمَاءِ+ وَٱلْمُفَكِّرِينَ،‏ وَكَشَفْتَهَا لِلْأَطْفَالِ.‏ نَعَمْ أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ لِأَنَّ مِثْلَ هٰذَا صَارَ مَرْضِيًّا عِنْدَكَ.‏ ٢٢ كُلُّ شَيْءٍ قَدْ سُلِّمَ+ إِلَيَّ مِنْ أَبِي،‏ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ ٱلِٱبْنُ إِلَّا ٱلْآبُ،‏+ وَلَا مَنْ هُوَ ٱلْآبُ إِلَّا ٱلِٱبْنُ،‏+ وَمَنْ يُرِيدُ ٱلِٱبْنُ أَنْ يَكْشِفَهُ لَهُ».‏

٢٣ عِنْدَئِذٍ ٱلْتَفَتَ إِلَى ٱلتَّلَامِيذِ وَحْدَهُمْ وَقَالَ:‏ «سَعِيدَةٌ هِيَ ٱلْعُيُونُ ٱلَّتِي تُبْصِرُ مَا تُبْصِرُونَ.‏+ ٢٤ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ:‏ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْأَنْبِيَاءِ وَٱلْمُلُوكِ رَغِبُوا أَنْ يَرَوْا+ مَا تُبْصِرُونَ وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَرَوْا،‏ وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُونَ وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا».‏

٢٥ وَإِذَا مُتَضَلِّعٌ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ+ قَامَ لِيَمْتَحِنَهُ،‏ فَقَالَ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ مَاذَا أَفْعَلُ لِأَرِثَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ؟‏».‏+ ٢٦ فَقَالَ لَهُ:‏ «مَا ٱلْمَكْتُوبُ فِي ٱلشَّرِيعَةِ؟‏+ كَيْفَ تَقْرَأُ؟‏».‏ ٢٧ فَأَجَابَ وَقَالَ:‏ «‹تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ قُوَّتِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ›،‏+ وَ ‹قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›».‏+ ٢٨ فَقَالَ لَهُ:‏ «أَجَبْتَ بِٱلصَّوَابِ.‏ ‹اِسْتَمِرَّ فِي فِعْلِ ذٰلِكَ فَتَحْيَا›».‏+

٢٩ أَمَّا ٱلرَّجُلُ،‏ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ،‏ قَالَ لِيَسُوعَ:‏ «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟‏».‏+ ٣٠ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «كَانَ إِنْسَانٌ نَازِلًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا،‏ فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ،‏ فَعَرَّوْهُ وَٱنْهَالُوا عَلَيْهِ ضَرْبًا،‏ ثُمَّ مَضَوْا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيِّتٍ.‏ ٣١ وَٱتَّفَقَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلًا فِي تِلْكَ ٱلطَّرِيقِ،‏ وَلٰكِنَّهُ حِينَ رَآهُ،‏ ٱجْتَازَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلْمُقَابِلِ.‏+ ٣٢ وَكَذٰلِكَ لَاوِيٌّ أَيْضًا،‏ حِينَ وَصَلَ إِلَى ٱلْمَكَانِ وَرَآهُ،‏ ٱجْتَازَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلْمُقَابِلِ.‏+ ٣٣ إِلَّا أَنَّ سَامِرِيًّا+ مَارًّا فِي ٱلطَّرِيقِ أَتَى إِلَيْهِ،‏ وَلَمَّا رَآهُ،‏ أَشْفَقَ عَلَيْهِ.‏ ٣٤ فَٱقْتَرَبَ مِنْهُ وَضَمَدَ جُرُوحَهُ،‏ سَاكِبًا عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا.‏+ ثُمَّ أَرْكَبَهُ عَلَى بَهِيمَتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَٱعْتَنَى بِهِ.‏ ٣٥ وَفِي ٱلْغَدِ،‏ أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ ٱلْفُنْدُقِ وَقَالَ:‏ ‹اِعْتَنِ بِهِ،‏ وَمَهْمَا تُنْفِقْ فَوْقَ هٰذَا،‏ فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ رُجُوعِي›.‏ ٣٦ فَأَيُّ هٰؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةِ يَبْدُو لَكَ أَنَّهُ كَانَ قَرِيبًا+ لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ ٱللُّصُوصِ؟‏».‏ ٣٧ فَقَالَ:‏ «اَلَّذِي عَامَلَهُ بِرَحْمَةٍ».‏+ عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «اِذْهَبْ وَٱفْعَلْ+ أَنْتَ هٰكَذَا».‏

٣٨ وَفِيمَا هُمْ ذَاهِبُونَ،‏ دَخَلَ قَرْيَةً.‏ فَأَضَافَتْهُ ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُهَا مَرْثَا+ فِي بَيْتِهَا.‏ ٣٩ وَكَانَتْ لِهٰذِهِ أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَمَ،‏ ٱلَّتِي جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيِ+ ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلَامَهُ.‏ ٤٠ أَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُلْتَهِيَةً+ بِٱلِٱعْتِنَاءِ بِوَاجِبَاتٍ كَثِيرَةٍ.‏ فَٱقْتَرَبَتْ وَقَالَتْ:‏ «يَا رَبُّ،‏ أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟‏+ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي».‏ ٤١ فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا:‏ «مَرْثَا،‏ مَرْثَا،‏ أَنْتِ تَحْمِلِينَ هَمًّا+ وَتَضْطَرِبِينَ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ.‏+ ٤٢ وَإِنَّمَا ٱلْحَاجَةُ إِلَى قَلِيلٍ،‏+ أَوْ إِلَى وَاحِدٍ.‏ فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلصَّالِحَ،‏+ وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».‏

١١ وَكَانَ يُصَلِّي فِي أَحَدِ ٱلْأَمَاكِنِ،‏ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ:‏ «يَا رَبُّ،‏ عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ+ كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضًا تَلَامِيذَهُ».‏+

٢ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «مَتَى صَلَّيْتُمْ+ فَقُولُوا:‏ ‹أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ.‏+ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.‏+ ٣ أَعْطِنَا خُبْزَنَا+ ٱلْيَوْمِيَّ كَفَافَ يَوْمِنَا.‏ ٤ وَٱغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا+ لِأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ هُوَ مَدْيُونٌ+ لَنَا.‏ وَلَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ›».‏+

٥ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ فَيَذْهَبُ إِلَيْهِ فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ وَيَقُولُ لَهُ:‏ ‹يَا صَدِيقُ،‏ أَقْرِضْنِي ثَلَاثَةَ أَرْغِفَةٍ،‏ ٦ لِأَنَّ صَدِيقًا لِي أَتَى إِلَيَّ مِنْ سَفَرٍ وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُقَدِّمُ لَهُ›،‏ ٧ فَيُجِيبُ ذَاكَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ قَائِلًا:‏ ‹كُفَّ عَنْ إِزْعَاجِي!‏+ فَٱلْبَابُ مُقْفَلٌ ٱلْآنَ،‏ وَصِغَارِي مَعِي فِي ٱلْفِرَاشِ،‏ فَلَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ›؟‏ ٨ أَقُولُ لَكُمْ:‏ وَإِنْ كَانَ لَا يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لِكَوْنِهِ صَدِيقَهُ،‏ فَإِنَّهُ لِلَجَاجَتِهِ+ ٱلْجَرِيئَةِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ.‏ ٩ لِذٰلِكَ أَقُولُ لَكُمْ:‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ+ تُعْطَوْا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ+ تَجِدُوا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ يُفْتَحْ لَكُمْ.‏ ١٠ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَنَالُ،‏+ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ،‏ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ.‏ ١١ فَأَيُّ أَبٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ٱبْنُهُ+ سَمَكَةً،‏ أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ ٱلسَّمَكَةِ؟‏ ١٢ أَوْ إِذَا سَأَلَ أَيْضًا بَيْضَةً،‏ يُعْطِيهِ عَقْرَبًا؟‏ ١٣ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ كَيْفَ تُعْطُونَ أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا صَالِحَةً،‏+ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى ٱلْآبُ فِي ٱلسَّمَاءِ يُعْطِي رُوحًا قُدُسًا+ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!‏».‏

١٤ وَلَاحِقًا،‏ كَانَ يُخْرِجُ شَيْطَانًا أَخْرَسَ.‏+ فَلَمَّا خَرَجَ ٱلشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ ٱلْأَخْرَسُ،‏ فَتَعَجَّبَتِ ٱلْجُمُوعُ.‏ ١٥ وَلٰكِنَّ قَوْمًا مِنْهُمْ قَالُوا:‏ «إِنَّهُ يُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ بِبِيلَزَبُوبَ رَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ».‏+ ١٦ وَآخَرُونَ طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً+ مِنَ ٱلسَّمَاءِ لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ.‏ ١٧ فَعَرَفَ تَصَوُّرَاتِهِمْ+ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ،‏ وَٱلْبَيْتُ ٱلْمُنْقَسِمُ عَلَى نَفْسِهِ يَسْقُطُ.‏+ ١٨ فَإِنْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا مُنْقَسِمًا عَلَى نَفْسِهِ،‏ فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟‏+ لِأَنَّكُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ بِبِيلَزَبُوبَ.‏ ١٩ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِبِيلَزَبُوبَ أُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ،‏ فَأَبْنَاؤُكُمْ+ بِمَنْ يُخْرِجُونَهُمْ؟‏ مِنْ أَجْلِ هٰذَا،‏ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ.‏ ٢٠ وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبَعِ ٱللّٰهِ+ أُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ،‏ فَقَدْ أَدْرَكَكُمْ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ.‏+ ٢١ حِينَمَا يَحْرُسُ ٱلْقَوِيُّ+ قَصْرَهُ وَهُوَ مُتَسَلِّحٌ جَيِّدًا،‏ تَبْقَى مُمْتَلَكَاتُهُ فِي سَلَامٍ.‏ ٢٢ وَلٰكِنْ مَتَى جَاءَ عَلَيْهِ مَنْ هُوَ أَقْوَى+ مِنْهُ وَغَلَبَهُ،‏+ فَإِنَّهُ يَنْزِعُ سِلَاحَهُ ٱلْكَامِلَ ٱلَّذِي كَانَ يَتَّكِلُ عَلَيْهِ وَيُقَسِّمُ مَا سَلَبَهُ مِنْهُ.‏ ٢٣ مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ،‏ وَمَنْ لَا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّدُ.‏+

٢٤ ‏«مَتَى خَرَجَ رُوحٌ نَجِسٌ مِنْ إِنْسَانٍ،‏ يَمُرُّ فِي أَمَاكِنَ قَاحِلَةٍ بَحْثًا عَنْ مَكَانِ رَاحَةٍ،‏ وَإِذْ لَا يَجِدُ يَقُولُ:‏ ‹أَعُودُ إِلَى بَيْتِي ٱلَّذِي تَرَكْتُهُ›.‏+ ٢٥ وَمَتَى جَاءَ يَجِدُهُ مَكْنُوسًا وَمُزَيَّنًا.‏ ٢٦ ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ مَعَهُ سَبْعَةَ+ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ،‏ فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ.‏ فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذٰلِكَ ٱلْإِنْسَانِ أَسْوَأَ مِنْ أَوَائِلِهِ».‏+

٢٧ وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهٰذَا،‏ رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ ٱلْجَمْعِ صَوْتَهَا وَقَالَتْ لَهُ:‏ «يَا لَسَعَادَةِ ٱلرَّحِمِ+ ٱلَّذِي حَمَلَكَ وَٱلثَّدْيَيْنِ ٱللَّذَيْنِ رَضِعْتَهُمَا!‏».‏ ٢٨ أَمَّا هُوَ فَقَالَ:‏ «بَلْ يَا لَسَعَادَةِ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَيَحْفَظُونَهَا!‏».‏+

٢٩ وَإِذْ كَانَتِ ٱلْجُمُوعُ تَحْتَشِدُ،‏ أَخَذَ يَقُولُ:‏ «هٰذَا ٱلْجِيلُ جِيلٌ شِرِّيرٌ.‏ إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَةً.‏+ وَلٰكِنْ لَنْ يُعْطَى آيَةً إِلَّا آيَةَ يُونَانَ.‏+ ٣٠ فَإِنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ+ آيَةً لِأَهْلِ نِينَوَى،‏ كَذٰلِكَ يَكُونُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ أَيْضًا لِهٰذَا ٱلْجِيلِ.‏ ٣١ مَلِكَةُ+ ٱلْجَنُوبِ سَتَقُومُ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هٰذَا ٱلْجِيلِ وَتَحْكُمُ عَلَيْهِمْ،‏ لِأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ،‏ وَهٰهُنَا أَعْظَمُ+ مِنْ سُلَيْمَانَ.‏ ٣٢ رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ مَعَ هٰذَا ٱلْجِيلِ وَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ،‏ لِأَنَّهُمْ تَابُوا بِمَا كَرَزَ بِهِ يُونَانُ،‏+ وَهٰهُنَا أَعْظَمُ+ مِنْ يُونَانَ.‏ ٣٣ لَا يُوقِدُ أَحَدٌ سِرَاجًا وَيَضَعُهُ فِي قَبْوٍ أَوْ تَحْتَ مِكْيَالٍ،‏ بَلْ عَلَى ٱلْمَنَارَةِ،‏+ لِكَيْ يَرَى ٱلدَّاخِلُونَ ٱلنُّورَ.‏ ٣٤ سِرَاجُ ٱلْجَسَدِ هُوَ عَيْنُكَ.‏ مَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً،‏ فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ أَيْضًا نَيِّرًا؛‏+ وَلٰكِنْ مَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً،‏ فَجَسَدُكَ يَكُونُ أَيْضًا مُظْلِمًا.‏ ٣٥ فَتَنَبَّهْ إِذًا،‏ لِئَلَّا يَكُونَ ٱلنُّورُ ٱلَّذِي فِيكَ ظُلْمَةً.‏+ ٣٦ فَإِنْ كَانَ جَسَدُكَ بِكَامِلِهِ نَيِّرًا لَيْسَ فِيهِ جُزْءٌ مُظْلِمٌ،‏ فَإِنَّهُ يَكُونُ كُلُّهُ نَيِّرًا+ كَمَا حِينَمَا يُنِيرُ لَكَ ٱلسِّرَاجُ بِأَشِعَّتِهِ».‏

٣٧ وَبَعْدَمَا قَالَ هٰذَا،‏ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى+ عِنْدَهُ.‏ فَدَخَلَ وَٱتَّكَأَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ.‏ ٣٨ وَأَمَّا ٱلْفَرِّيسِيُّ فَدُهِشَ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ+ أَوَّلًا قَبْلَ ٱلْغَدَاءِ.‏ ٣٩ فَقَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ:‏ «أَنْتُمُ ٱلْآنَ،‏ أَيُّهَا ٱلْفَرِّيسِيُّونَ،‏ تُطَهِّرُونَ خَارِجَ ٱلْكَأْسِ وَٱلصَّحْنِ،‏ وَأَمَّا دَاخِلُكُمْ+ فَمَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا.‏+ ٤٠ يَا عَدِيمِي ٱلتَّعَقُّلِ!‏ أَلَيْسَ ٱلَّذِي صَنَعَ ٱلْخَارِجَ+ صَنَعَ ٱلدَّاخِلَ أَيْضًا؟‏ ٤١ وَمَعَ ذٰلِكَ،‏ أَعْطُوا مَا فِي ٱلدَّاخِلِ صَدَقَةً،‏+ وَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ آخَرَ يَكُونُ طَاهِرًا لَكُمْ.‏ ٤٢ وَلٰكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْفَرِّيسِيُّونَ،‏ لِأَنَّكُمْ تُقَدِّمُونَ عُشْرَ+ ٱلنَّعْنَعِ وَٱلسَّذَابِ وَسَائِرِ ٱلْبُقُولِ،‏ وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ ٱلْعَدْلِ وَمَحَبَّةِ ٱللّٰهِ!‏ كَانَ يَلْزَمُ أَنْ تَعْمَلُوا هٰذِهِ،‏ وَلَا تُهْمِلُوا تِلْكَ.‏+ ٤٣ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْفَرِّيسِيُّونَ،‏ لِأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ ٱلْمَقَاعِدَ ٱلْأَمَامِيَّةَ فِي ٱلْمَجَامِعِ،‏ وَٱلتَّحِيَّاتِ فِي سَاحَاتِ ٱلْأَسْوَاقِ!‏+ ٤٤ وَيْلٌ لَكُمْ،‏ لِأَنَّكُمْ مِثْلُ ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ غَيْرِ ٱلظَّاهِرَةِ،‏ يَمْشِي ٱلنَّاسُ عَلَيْهَا وَلَا يَعْلَمُونَ!‏».‏+

٤٥ فَأَجَابَ أَحَدُ ٱلْمُتَضَلِّعِينَ+ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَقَالَ لَهُ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ إِنَّكَ بِقَوْلِكَ هٰذَا تُهِينُنَا نَحْنُ أَيْضًا».‏ ٤٦ فَقَالَ:‏ «وَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا أَيُّهَا ٱلْمُتَضَلِّعُونَ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ لِأَنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ ٱلنَّاسَ أَحْمَالًا يَصْعُبُ حَمْلُهَا،‏ وَأَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ لَا تَمَسُّونَ ٱلْأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُمْ!‏+

٤٧ ‏«وَيْلٌ لَكُمْ،‏ لِأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ ٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلتَّذْكَارِيَّةَ،‏ وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ!‏+ ٤٨ فَشُهُودٌ أَنْتُمْ عَلَى أَعْمَالِ آبَائِكُمْ وَمَعَ ذٰلِكَ تُوَافِقُونَ+ عَلَيْهَا،‏ لِأَنَّهُمْ هُمْ قَتَلُوا+ ٱلْأَنْبِيَاءَ،‏ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَبْنُونَ قُبُورَهُمْ.‏ ٤٩ لِهٰذَا قَالَتْ حِكْمَةُ+ ٱللّٰهِ أَيْضًا:‏ ‹أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلًا،‏ فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَضْطَهِدُونَ،‏ ٥٠ لِكَيْ يُطْلَبَ مِنْ هٰذَا ٱلْجِيلِ+ دَمُ جَمِيعِ ٱلْأَنْبِيَاءِ+ ٱلَّذِي أُرِيقَ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ،‏ ٥١ مِنْ دَمِ هَابِيلَ+ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا،‏+ ٱلَّذِي قُتِلَ بَيْنَ ٱلْمَذْبَحِ وَٱلْبَيْتِ›.‏+ أَقُولُ لَكُمْ:‏ نَعَمْ،‏ إِنَّهُ يُطْلَبُ مِنْ هٰذَا ٱلْجِيلِ.‏

٥٢ ‏«وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُتَضَلِّعُونَ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ لِأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ ٱلْمَعْرِفَةِ،‏+ فَلَمْ تَدْخُلُوا أَنْتُمْ،‏ وَٱلدَّاخِلُونَ أَعَقْتُمُوهُمْ!‏».‏+

٥٣ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ،‏ شَرَعَ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ يُضَيِّقُونَ عَلَيْهِ جِدًّا وَيُمْطِرُونَهُ بِٱلْأَسْئِلَةِ عَنْ أُمُورٍ أُخْرَى،‏ ٥٤ وَهُمْ يَتَرَصَّدُونَ+ لَهُ لِكَيْ يَصْطَادُوا+ شَيْئًا مِنْ فَمِهِ.‏

١٢ وَفِي أَثْنَاءِ ذٰلِكَ،‏ حِينَ ٱجْتَمَعَ ٱلْجَمْعُ أُلُوفًا كَثِيرَةً جِدًّا حَتَّى كَانَ بَعْضُهُمْ يَدُوسُ بَعْضًا،‏ شَرَعَ يَقُولُ لِتَلَامِيذِهِ أَوَّلًا:‏ «اِحْذَرُوا خَمِيرَ+ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ،‏ ٱلَّذِي هُوَ ٱلرِّيَاءُ.‏+ ٢ وَلٰكِنْ،‏ مَا مِنْ مَكْتُومٍ لَنْ يُكْشَفَ،‏ وَمَا مِنْ خَفِيٍّ لَنْ يُعْرَفَ.‏+ ٣ فَإِنَّ مَا تَقُولُونَهُ فِي ٱلظَّلَامِ سَيُسْمَعُ فِي ٱلنُّورِ،‏ وَمَا تَهْمِسُونَ بِهِ فِي ٱلْمَخَادِعِ سَيُكْرَزُ بِهِ عَنِ ٱلسُّطُوحِ.‏+ ٤ وَأَقُولُ لَكُمْ يَا أَصْدِقَائِي:‏+ لَا تَخَافُوا مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ،‏ وَبَعْدَ ذٰلِكَ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَفْعَلُوا أَكْثَرَ.‏+ ٥ بَلْ أُبَيِّنُ لَكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ:‏ خَافُوا+ مِنَ ٱلَّذِي لَهُ سُلْطَةٌ بَعْدَ ٱلْقَتْلِ أَنْ يُلْقِيَ فِي وَادِي هِنُّومَ.‏*+ أَقُولُ لَكُمْ:‏ نَعَمْ،‏ مِنْ هٰذَا خَافُوا.‏+ ٦ أَلَا تُبَاعُ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ بِقِرْشَيْنِ؟‏ وَمَعَ هٰذَا،‏ فَلَا يُنْسَى وَاحِدٌ مِنْهَا أَمَامَ ٱللّٰهِ.‏+ ٧ بَلْ حَتَّى شُعُورُ+ رُؤُوسِكُمْ كُلُّهَا مَعْدُودَةٌ.‏ فَلَا تَخَافُوا،‏ أَنْتُمْ أَثْمَنُ مِنْ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ كَثِيرَةٍ.‏+

٨ ‏«وَأَقُولُ لَكُمْ:‏ كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ+ بِٱتِّحَادِهِ بِي أَمَامَ ٱلنَّاسِ،‏ يَعْتَرِفُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ أَيْضًا بِٱتِّحَادِهِ بِهِ أَمَامَ مَلَائِكَةِ ٱللّٰهِ.‏+ ٩ وَمَنْ أَنْكَرَنِي+ أَمَامَ ٱلنَّاسِ،‏ يُنْكَرُ أَمَامَ مَلَائِكَةِ ٱللّٰهِ.‏+ ١٠ وَكُلُّ مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ،‏ يُغْفَرُ لَهُ؛‏ وَأَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ فَلَا يُغْفَرُ لَهُ.‏+ ١١ وَعِنْدَمَا يُؤْتَى بِكُمْ أَمَامَ ٱلْمَحَافِلِ ٱلْعَامَّةِ وَٱلرَّسْمِيِّينَ ٱلْحُكُومِيِّينَ وَٱلسُّلُطَاتِ،‏ فَلَا تَحْمِلُوا هَمًّا كَيْفَ أَوْ بِمَاذَا تُجِيبُونَ فِي دِفَاعِكُمْ أَوْ مَاذَا تَقُولُونَ،‏+ ١٢ فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ+ يُعَلِّمُكُمْ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ عَيْنِهَا مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوا».‏+

١٣ ثُمَّ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْجَمْعِ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ قُلْ لِأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي ٱلْمِيرَاثَ».‏ ١٤ فَقَالَ لَهُ:‏ «يَا إِنْسَانُ،‏ مَنْ عَيَّنَنِي عَلَيْكُمْ قَاضِيًا+ أَوْ مُقَسِّمًا؟‏».‏ ١٥ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «أَبْقُوا عُيُونَكُمْ مَفْتُوحَةً وَٱحْتَرِسُوا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ،‏+ لِأَنَّهُ مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ».‏+ ١٦ عِنْدَئِذٍ كَلَّمَهُمْ بِمَثَلٍ،‏ قَائِلًا:‏ «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَنْتَجَتْ أَرْضُهُ بِوَفْرَةٍ.‏ ١٧ فَرَاحَ يَفْتَكِرُ فِي نَفْسِهِ،‏ قَائِلًا:‏ ‹مَاذَا أَفْعَلُ،‏ إِذْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ مَحَاصِيلِي؟‏›.‏ ١٨ وَقَالَ:‏ ‹أَفْعَلُ هٰذَا:‏+ أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْهَا،‏ وَهُنَاكَ أَجْمَعُ كُلَّ ٱلْحُبُوبِ وَٱلْخَيْرَاتِ ٱلَّتِي لَدَيَّ،‏+ ١٩ وَأَقُولُ+ لِنَفْسِي:‏ «يَا نَفْسُ،‏ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُذَّخَرَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ.‏ فَٱسْتَرِيحِي وَكُلِي وَٱشْرَبِي وَتَمَتَّعِي»›.‏+ ٢٠ وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ قَالَ لَهُ:‏ ‹يَا عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ،‏ هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ مِنْكَ.‏+ فَلِمَنْ تَكُونُ هٰذِهِ ٱلَّتِي ٱدَّخَرْتَهَا؟‏›.‏+ ٢١ هٰذَا شَأْنُ مَنْ يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا لِلّٰهِ».‏+

٢٢ ثُمَّ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «لِهٰذَا أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَا تَحْمِلُوا هَمًّا بَعْدُ مِنْ جِهَةِ نُفُوسِكُمْ مَاذَا تَأْكُلُونَ،‏ أَوْ مِنْ جِهَةِ أَجْسَادِكُمْ مَاذَا تَلْبَسُونَ.‏+ ٢٣ فَٱلنَّفْسُ أَعْظَمُ قِيمَةً مِنَ ٱلطَّعَامِ،‏ وَٱلْجَسَدُ أَعْظَمُ قِيمَةً مِنَ ٱللِّبَاسِ.‏ ٢٤ لَاحِظُوا جَيِّدًا أَنَّ ٱلْغِرْبَانَ+ لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ،‏ وَلَيْسَ لَهَا عَنْبَرٌ وَلَا مَخْزَنٌ،‏ وَٱللّٰهُ يَقُوتُهَا.‏ فَكَمْ أَنْتُمْ بِٱلْحَرِيِّ أَثْمَنُ مِنَ ٱلطُّيُورِ؟‏+ ٢٥ مَنْ مِنْكُمْ إِذَا حَمَلَ هَمًّا يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى عُمْرِهِ ذِرَاعًا؟‏+ ٢٦ فَإِنْ كُنْتُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ٱلْأَصْغَرِ،‏ فَلِمَاذَا تَحْمِلُونَ هَمًّا+ مِنْ جِهَةِ ٱلْبَاقِي؟‏ ٢٧ لَاحِظُوا جَيِّدًا كَيْفَ تَنْمُو ٱلزَّنَابِقُ.‏+ إِنَّهَا لَا تَتْعَبُ وَلَا تَغْزِلُ،‏ وَلٰكِنْ أَقُولُ لَكُمْ:‏ وَلَا سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ تَسَرْبَلَ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.‏+ ٢٨ فَإِنْ كَانَ ٱلنَّبْتُ فِي ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي يُوجَدُ ٱلْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي ٱلتَّنُّورِ يَكْسُوهُ ٱللّٰهُ هٰكَذَا،‏ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَكْسُوكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ!‏+ ٢٩ فَلَا تَطْلُبُوا بَعْدُ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ،‏ وَلَا تَكُونُوا فِي حَيْرَةٍ وَهَمٍّ.‏+ ٣٠ فَهٰذِهِ كُلُّهَا هِيَ مَا تَسْعَى أُمَمُ ٱلْعَالَمِ إِلَيْهَا،‏ وَلٰكِنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هٰذِهِ.‏+ ٣١ إِنَّمَا دَاوِمُوا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ،‏ وَهٰذِهِ تُزَادُ لَكُمْ.‏+

٣٢ ‏«لَا تَخَفْ+ أَيُّهَا ٱلْقَطِيعُ ٱلصَّغِيرُ،‏+ لِأَنَّ أَبَاكُمْ رَضِيَ أَنْ يُعْطِيَكُمُ ٱلْمَلَكُوتَ.‏+ ٣٣ بِيعُوا+ مَا تَمْلِكُونَ وَأَعْطُوا صَدَقَةً.‏+ اِصْنَعُوا لَكُمْ مَحَافِظَ لَا تَبْلَى،‏ كَنْزًا لَا يَنْفَدُ أَبَدًا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏+ حَيْثُ لَا يَقْتَرِبُ سَارِقٌ وَلَا يُفْسِدُ عُثٌّ.‏ ٣٤ فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ،‏ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضًا.‏+

٣٥ ‏«لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ+ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ+ مُوقَدَةً،‏ ٣٦ وَكُونُوا أَنْتُمْ مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ+ مَتَى يَعُودُ مِنَ ٱلْعُرْسِ،‏+ حَتَّى إِذَا وَصَلَ وَقَرَعَ+ يَفْتَحُونَ لَهُ حَالًا.‏ ٣٧ يَا لَسَعَادَةِ أُولٰئِكَ ٱلْعَبِيدِ ٱلَّذِينَ مَتَى جَاءَ ٱلسَّيِّدُ وَجَدَهُمْ سَاهِرِينَ!‏+ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ+ وَيُتْكِئُهُمْ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدُمُهُمْ.‏+ ٣٨ وَإِنْ جَاءَ فِي ٱلْهَزِيعِ ٱلثَّانِي،‏ أَوْ حَتَّى فِي ٱلثَّالِثِ،‏ وَوَجَدَهُمْ هٰكَذَا،‏ فَيَا لَسَعَادَتِهِمْ!‏+ ٣٩ وَلٰكِنِ ٱعْلَمُوا هٰذَا،‏ أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ ٱلْبَيْتِ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي ٱلسَّارِقُ،‏ لَظَلَّ سَاهِرًا وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُقْتَحَمُ.‏+ ٤٠ فَٱبْقَوْا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ،‏ لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ».‏+

٤١ ثُمَّ قَالَ بُطْرُسُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ أَتَقُولُ هٰذَا ٱلْمَثَلَ لَنَا أَمْ لِلْجَمِيعِ أَيْضًا؟‏».‏ ٤٢ فَقَالَ ٱلرَّبُّ:‏ «مَنْ هُوَ ٱلْوَكِيلُ ٱلْأَمِينُ+ ٱلْفَطِينُ،‏+ ٱلَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى هَيْئَةِ خَدَمِهِ لِيُدَاوِمَ عَلَى إِعْطَائِهِمْ حِصَّتَهُمْ مِنَ ٱلطَّعَامِ فِي حِينِهَا؟‏+ ٤٣ يَا لَسَعَادَةِ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدِ،‏ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ وَوَجَدَهُ يَفْعَلُ هٰكَذَا!‏+ ٤٤ بِٱلْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ.‏+ ٤٥ وَلٰكِنْ،‏ إِنْ قَالَ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدُ فِي قَلْبِهِ:‏ ‹سَيِّدِي يَتَأَخَّرُ فِي مَجِيئِهِ›،‏+ وَٱبْتَدَأَ يَضْرِبُ ٱلْغِلْمَانَ وَٱلْجَوَارِيَ،‏ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَرُ،‏+ ٤٦ يَأْتِي سَيِّدُ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لَا يَتَرَقَّبُهُ وَفِي سَاعَةٍ لَا يَعْرِفُهَا،‏+ وَيُعَاقِبُهُ عِقَابًا شَدِيدًا وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ غَيْرِ ٱلْأُمَنَاءِ.‏+ ٤٧ فَذٰلِكَ ٱلْعَبْدُ ٱلَّذِي فَهِمَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ وَلَمْ يَسْتَعِدَّ وَلَمْ يَفْعَلْ بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ،‏ يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا.‏+ ٤٨ وَأَمَّا ٱلَّذِي لَمْ يَفْهَمْ+ وَفَعَلَ مَا يَسْتَحِقُّ ٱلضَّرْبَ،‏ فَيُضْرَبُ قَلِيلًا.‏+ فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطَالَبُ بِكَثِيرٍ،‏+ وَمَنْ عَهِدُوا إِلَيْهِ بِكَثِيرٍ يُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ مِنَ ٱلْمُعْتَادِ.‏+

٤٩ ‏«جِئْتُ لِأُوقِدَ نَارًا+ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ فَمَاذَا أُرِيدُ بَعْدُ مَا دَامَتْ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ؟‏ ٥٠ وَلِي مَعْمُودِيَّةٌ أَعْتَمِدُ بِهَا،‏ وَمَا أَعْظَمَ شِدَّتِي حَتَّى تَنْتَهِيَ!‏+ ٥١ أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لِأُعْطِيَ سَلَامًا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏ أَقُولُ لَكُمْ:‏ كَلَّا،‏ بَلْ بِٱلْأَحْرَى ٱنْقِسَامًا.‏+ ٥٢ فَمُنْذُ ٱلْآنَ سَيَكُونُ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ،‏ ثَلَاثَةٌ عَلَى ٱثْنَيْنِ وَٱثْنَانِ عَلَى ثَلَاثَةٍ.‏+ ٥٣ يَنْقَسِمُ ٱلْأَبُ عَلَى ٱلِٱبْنِ وَٱلِٱبْنُ عَلَى ٱلْأَبِ،‏ وَٱلْأُمُّ عَلَى ٱلِٱبْنَةِ وَٱلِٱبْنَةُ عَلَى أُمِّهَا،‏ وَٱلْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَٱلْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».‏+

٥٤ ثُمَّ قَالَ أَيْضًا لِلْجُمُوعِ:‏ «مَتَى رَأَيْتُمْ سَحَابَةً تَطْلُعُ فِي ٱلْمَغَارِبِ،‏ قُلْتُمْ عَلَى ٱلْفَوْرِ:‏ ‹عَاصِفَةُ مَطَرٍ آتِيَةٌ›،‏ فَيَكُونُ هٰكَذَا.‏+ ٥٥ وَمَتَى رَأَيْتُمْ رِيحًا جَنُوبِيَّةً تَهُبُّ،‏ قُلْتُمْ:‏ ‹سَتَكُونُ مَوْجَةُ حَرٍّ›،‏ فَتَكُونُ.‏ ٥٦ يَا مُرَاؤُونَ،‏ تَعْرِفُونَ أَنْ تَفْحَصُوا مَظْهَرَ ٱلْأَرْضِ وَٱلسَّمَاءِ،‏ وَأَمَّا هٰذَا ٱلْوَقْتُ ٱلْخُصُوصِيُّ،‏ فَكَيْفَ لَا تَعْرِفُونَ أَنْ تَفْحَصُوهُ؟‏+ ٥٧ وَلِمَ لَا تَحْكُمُونَ بِٱلْبِرِّ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُمْ؟‏+ ٥٨ فَحِينَمَا تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلَى ٱلْحَاكِمِ،‏ ٱعْمَلْ وَأَنْتَ فِي ٱلطَّرِيقِ عَلَى أَنْ تَتَخَلَّصَ مِنَ ٱلْمُنَازَعَةِ مَعَهُ،‏ لِئَلَّا يَسُوقَكَ أَمَامَ ٱلْقَاضِي،‏ وَيُسَلِّمَكَ ٱلْقَاضِي إِلَى مُنَفِّذِ ٱلْأَحْكَامِ،‏ وَيُلْقِيَكَ مُنَفِّذُ ٱلْأَحْكَامِ فِي ٱلسِّجْنِ.‏+ ٥٩ أَقُولُ لَكَ:‏ إِنَّكَ لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُسَدِّدَ آخِرَ فَلْسٍ».‏+

١٣ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ،‏ كَانَ حَاضِرًا قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ ٱلْجَلِيلِيِّينَ+ ٱلَّذِينَ مَزَجَ بِيلَاطُسُ دَمَهُمْ بِدَمِ ذَبَائِحِهِمْ.‏ ٢ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَتَظُنُّونَ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً+ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ ٱلْجَلِيلِيِّينَ لِأَنَّهُمْ عَانَوْا ذٰلِكَ؟‏ ٣ أَقُولُ لَكُمْ:‏ كَلَّا،‏ بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا،‏ فَكُلُّكُمْ كَذٰلِكَ سَتَهْلِكُونَ.‏+ ٤ أَوْ أُولٰئِكَ ٱلثَّمَانِيَةَ عَشَرَ ٱلَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمِ ٱلْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ فَقَتَلَهُمْ،‏ أَتَظُنُّونَ أَنَّهُمْ كَانُوا مَدْيُونِينَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ ٱلنَّاسِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟‏ ٥ أَقُولُ لَكُمْ:‏ كَلَّا،‏ بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا،‏ فَسَتَهْلِكُونَ كُلُّكُمْ مِثْلَهُمْ».‏+

٦ ثُمَّ قَالَ هٰذَا ٱلْمَثَلَ:‏ «كَانَ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ،‏+ فَجَاءَ يَطْلُبُ ثَمَرًا عَلَيْهَا+ فَلَمْ يَجِدْ.‏+ ٧ فَقَالَ لِلْكَرَّامِ:‏ ‹هَا إِنَّ لِي ثَلَاثَ سِنِينَ+ آتِي وَأَطْلُبُ ثَمَرًا عَلَى شَجَرَةِ ٱلتِّينِ هٰذِهِ فَلَا أَجِدُ.‏ اِقْطَعْهَا!‏+ لِمَاذَا تُعَطِّلُ ٱلْأَرْضَ؟‏›.‏ ٨ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ:‏ ‹يَا سَيِّدُ،‏ ٱتْرُكْهَا+ هٰذِهِ ٱلسَّنَةَ أَيْضًا،‏ حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلًا.‏ ٩ فَإِنْ أَنْتَجَتْ ثَمَرًا فِي مَا بَعْدُ،‏ فَذٰلِكَ حَسَنٌ،‏ وَإِلَّا فَتَقْطَعُهَا›».‏+

١٠ وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي أَحَدِ ٱلْمَجَامِعِ فِي ٱلسَّبْتِ.‏ ١١ وَإِذَا ٱمْرَأَةٌ بِهَا رُوحٌ+ أَمْرَضَهَا مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً،‏ وَكَانَتْ مُنْحَنِيَةً لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْتَصِبَ أَلْبَتَّةَ.‏ ١٢ فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ،‏ خَاطَبَهَا وَقَالَ لَهَا:‏ «يَا ٱمْرَأَةُ،‏ أَنْتِ فِي حِلٍّ+ مِنْ مَرَضِكِ».‏ ١٣ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهَا،‏ فَٱسْتَقَامَتْ فِي ٱلْحَالِ،‏+ وَٱبْتَدَأَتْ تُمَجِّدُ ٱللّٰهَ.‏ ١٤ فَٱغْتَاظَ رَئِيسُ ٱلْمَجْمَعِ لِأَنَّ يَسُوعَ أَبْرَأَ فِي ٱلسَّبْتِ،‏ وَقَالَ لِلْجَمْعِ:‏ «هُنَاكَ سِتَّةُ أَيَّامٍ يَنْبَغِي ٱلْعَمَلُ فِيهَا،‏+ فَفِي هٰذِهِ تَعَالَوْا وَٱبْرَأُوا،‏ لَا فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ».‏+ ١٥ وَلٰكِنَّ ٱلرَّبَّ أَجَابَهُ وَقَالَ:‏ «يَا مُرَاؤُونَ،‏+ أَلَا يَفُكُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ ٱلْمَرْبِطِ وَيَمْضِي بِهِ لِيَسْقِيَهُ؟‏+ ١٦ فَهٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي هِيَ ٱبْنَةٌ لِإِبْرَاهِيمَ+ وَقَدْ قَيَّدَهَا ٱلشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً،‏ أَمَا كَانَ يَجِبُ أَنْ تُحَلَّ مِنْ هٰذَا ٱلْقَيْدِ فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ؟‏».‏ ١٧ وَلَمَّا قَالَ هٰذَا شَعَرَ كُلُّ مُعَارِضِيهِ بِٱلْخِزْيِ،‏+ أَمَّا ٱلْجَمْعُ كُلُّهُ فَفَرِحَ بِجَمِيعِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَجِيدَةِ ٱلَّتِي كَانَ يَفْعَلُهَا.‏+

١٨ ثُمَّ قَالَ:‏ «مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ،‏ وَبِمَاذَا أُشَبِّهُهُ؟‏+ ١٩ يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَجَعَلَهَا فِي بُسْتَانِهِ،‏ فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَةً،‏ وَٱتَّخَذَتْ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ+ مَأْوًى فِي أَغْصَانِهَا».‏+

٢٠ وَقَالَ أَيْضًا:‏ «بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ؟‏ ٢١ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَأَخْفَتْهَا فِي ثَلَاثَةِ أَكْيَالٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلطَّحِينِ حَتَّى ٱخْتَمَرَ ٱلْجَمِيعُ».‏+

٢٢ وَكَانَ يَجْتَازُ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ وَمِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ،‏ فَيُعَلِّمُ فِيهَا وَهُوَ مُسَافِرٌ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏+ ٢٣ فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ:‏ «يَا رَبُّ،‏ هَلِ ٱلَّذِينَ يَخْلُصُونَ قَلِيلُونَ؟‏».‏+ فَقَالَ لَهُمْ:‏ ٢٤ ‏«اِجْتَهِدُوا+ بِقُوَّةٍ أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ،‏+ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ،‏+ ٢٥ حِينَ يَكُونُ رَبُّ ٱلْبَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَقْفَلَ ٱلْبَابَ،‏ وَتَبْتَدِئُونَ تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ ٱلْبَابَ،‏ قَائِلِينَ:‏ ‹يَا سَيِّدُ،‏ ٱفْتَحْ لَنَا›.‏+ وَلٰكِنَّهُ يُجِيبُكُمْ وَيَقُولُ:‏ ‹لَا أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ›.‏+ ٢٦ فَتَبْتَدِئُونَ تَقُولُونَ:‏ ‹أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا أَمَامَكَ،‏ وَعَلَّمْتَ فِي شَوَارِعِنَا ٱلرَّئِيسِيَّةِ›.‏+ ٢٧ فَيَتَكَلَّمُ وَيَقُولُ لَكُمْ:‏ ‹لَا أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ.‏ اِبْتَعِدُوا عَنِّي يَا جَمِيعَ عَامِلِي ٱلْإِثْمِ!‏›.‏+ ٢٨ هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ،‏+ عِنْدَمَا تَرَوْنَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلَّ ٱلْأَنْبِيَاءِ فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏+ وَأَنْتُمْ مَطْرُوحُونَ خَارِجًا.‏ ٢٩ وَيَأْتُونَ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَٱلْمَغَارِبِ،‏ وَمِنَ ٱلشَّمَالِ وَٱلْجَنُوبِ،‏+ وَيَتَّكِئُونَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏+ ٣٠ وَهُوَذَا آخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِينَ،‏ وَأَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِينَ».‏+

٣١ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ عَيْنِهَا،‏ دَنَا قَوْمٌ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ،‏ قَائِلِينَ لَهُ:‏ «اُخْرُجْ وَٱذْهَبْ مِنْ هُنَا،‏ لِأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ».‏ ٣٢ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «اِذْهَبُوا وَقُولُوا لِهٰذَا ٱلثَّعْلَبِ:‏+ ‹هَا أَنَا أُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ وَأُجْرِي ٱلشِّفَاءَ ٱلْيَوْمَ وَغَدًا،‏ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ أَنْتَهِي›.‏+ ٣٣ إِنَّمَا لَا بُدَّ أَنْ أُوَاصِلَ ٱلسَّيْرَ ٱلْيَوْمَ وَغَدًا وَٱلَّذِي بَعْدَهُ،‏ لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجَ أُورُشَلِيمَ.‏+ ٣٤ يَا أُورُشَلِيمُ،‏ يَا أُورُشَلِيمُ،‏ يَا قَاتِلَةَ+ ٱلْأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ+ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا،‏ كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلَادَكِ كَمَا تَجْمَعُ ٱلدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا،‏+ وَلَمْ تُرِيدُوا!‏+ ٣٥ هَا هُوَ بَيْتُكُمْ+ يُتْرَكُ لَكُمْ.‏ وَأَقُولُ لَكُمْ:‏ لَنْ تَرَوْنِي أَلْبَتَّةَ حَتَّى تَقُولُوا:‏ ‹مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ يَهْوَهَ!‏›».‏+

١٤ وَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ إِذْ دَخَلَ إِلَى بَيْتِ أَحَدِ رُؤَسَاءِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ فِي ٱلسَّبْتِ لِتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ،‏+ كَانُوا يُرَاقِبُونَهُ عَنْ كَثَبٍ.‏+ ٢ وَإِذَا أَمَامَهُ إِنْسَانٌ بِهِ ٱسْتِسْقَاءٌ.‏ ٣ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَكَلَّمَ ٱلْمُتَضَلِّعِينَ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ،‏ قَائِلًا:‏ «أَيَحِلُّ ٱلْإِبْرَاءُ فِي ٱلسَّبْتِ أَمْ لَا؟‏».‏+ ٤ وَلٰكِنَّهُمْ ظَلُّوا سَاكِتِينَ.‏ فَأَمْسَكَ بِهِ وَشَفَاهُ وَصَرَفَهُ.‏ ٥ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «مَنْ مِنْكُمْ يَسْقُطُ ٱبْنُهُ أَوْ ثَوْرُهُ فِي بِئْرٍ+ وَلَا يُخْرِجُهُ حَالًا فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ؟‏».‏+ ٦ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُجَاوِبُوا عَنْ هٰذَا.‏+

٧ ثُمَّ كَلَّمَ ٱلْمَدْعُوِّينَ بِمَثَلٍ،‏ إِذْ لَاحَظَ كَيْفَ كَانُوا يَخْتَارُونَ لِأَنْفُسِهِمِ ٱلْأَمَاكِنَ ٱلْأَبْرَزَ،‏ قَائِلًا لَهُمْ:‏+ ٨ ‏«مَتَى دَعَاكَ أَحَدٌ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ،‏ فَلَا تَتَّكِئْ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْأَبْرَزِ.‏+ فَلَعَلَّهُ كَانَ قَدْ دَعَى آنَذَاكَ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ قَدْرًا،‏ ٩ فَيَأْتِي ٱلَّذِي دَعَاكَ وَدَعَاهُ وَيَقُولُ لَكَ:‏ ‹أَعْطِ ٱلْمَكَانَ لِهٰذَا ٱلرَّجُلِ›.‏ فَحِينَئِذٍ تَنْهَضُ بِخِزْيٍ لِتَشْغَلَ ٱلْمَكَانَ ٱلْأَوْضَعَ.‏+ ١٠ بَلْ مَتَى دُعِيتَ،‏ فَٱذْهَبْ وَٱتَّكِئْ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْأَوْضَعِ،‏+ حَتَّى إِذَا جَاءَ ٱلَّذِي دَعَاكَ،‏ يَقُولُ لَكَ:‏ ‹يَا صَدِيقُ،‏ ٱرْتَفِعْ إِلَى أَعْلَى›.‏ فَحِينَئِذٍ تَنَالُ كَرَامَةً أَمَامَ كُلِّ ٱلضُّيُوفِ مَعَكَ.‏+ ١١ فَكُلُّ مَنْ رَفَعَ نَفْسَهُ وُضِعَ وَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِعَ».‏+

١٢ ثُمَّ قَالَ أَيْضًا لِلَّذِي دَعَاهُ:‏ «مَتَى صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً،‏ فَلَا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ وَلَا إِخْوَتَكَ وَلَا أَنْسِبَاءَكَ وَلَا ٱلْجِيرَانَ ٱلْأَغْنِيَاءَ.‏ فَلَعَلَّهُمْ يَدْعُونَكَ هُمْ أَيْضًا فِي ٱلْمُقَابِلِ،‏ فَتَكُونَ لَكَ مُجَازَاةٌ.‏ ١٣ بَلْ مَتَى صَنَعْتَ وَلِيمَةً،‏ فَٱدْعُ ٱلْفُقَرَاءَ وَٱلْكُسْحَ وَٱلْعُرْجَ وَٱلْعُمْيَ،‏+ ١٤ فَتَكُونَ سَعِيدًا،‏ لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ مَا يُجَازُونَكَ بِهِ.‏ فَإِنَّكَ تُجَازَى فِي قِيَامَةِ+ ٱلْأَبْرَارِ».‏

١٥ وَإِذْ سَمِعَ هٰذَا وَاحِدٌ مِنَ ٱلضُّيُوفِ مَعَهُ،‏ قَالَ لَهُ:‏ «سَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي يَأْكُلُ خُبْزًا فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».‏+

١٦ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «إِنْسَانٌ صَنَعَ عَشَاءً عَظِيمًا،‏ وَدَعَا كَثِيرِينَ.‏+ ١٧ وَأَرْسَلَ عَبْدَهُ سَاعَةَ ٱلْعَشَاءِ لِيَقُولَ لِلْمَدْعُوِّينَ:‏ ‹تَعَالَوْا،‏+ لِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ ٱلْآنَ مُعَدٌّ›.‏ ١٨ فَٱبْتَدَأُوا كُلُّهُمْ يَسْتَعْفُونَ+ عَلَى نَمَطٍ وَاحِدٍ.‏ قَالَ لَهُ ٱلْأَوَّلُ:‏ ‹اِشْتَرَيْتُ حَقْلًا وَعَلَيَّ أَنْ أَخْرُجَ وَأَنْظُرَهُ،‏ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْذِرَنِي›.‏+ ١٩ وَقَالَ آخَرُ:‏ ‹اِشْتَرَيْتُ خَمْسَةَ فَدَادِينِ بَقَرٍ،‏ وَأَنَا ذَاهِبٌ لِأَفْحَصَهَا،‏ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْذِرَنِي›.‏+ ٢٠ وَقَالَ آخَرُ أَيْضًا:‏ ‹قَدْ تَزَوَّجْتُ+ ٱمْرَأَةً،‏ فَلِذٰلِكَ لَا أَقْدِرُ أَنْ أَجِيءَ›.‏ ٢١ فَجَاءَ ٱلْعَبْدُ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ بِهٰذَا.‏ حِينَئِذٍ سَخِطَ رَبُّ ٱلْبَيْتِ وَقَالَ لِعَبْدِهِ:‏ ‹اُخْرُجْ سَرِيعًا إِلَى شَوَارِعِ ٱلْمَدِينَةِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ وَأَزِقَّتِهَا،‏ وَأَدْخِلْ إِلَى هُنَا ٱلْفُقَرَاءَ وَٱلْكُسْحَ وَٱلْعُمْيَ وَٱلْعُرْجَ›.‏+ ٢٢ وَبَعْدَ وَقْتٍ،‏ قَالَ ٱلْعَبْدُ:‏ ‹يَا سَيِّدُ،‏ قَدْ أُجْرِيَ مَا أَمَرْتَ بِهِ،‏ وَلَا يَزَالُ هُنَاكَ مَكَانٌ›.‏ ٢٣ فَقَالَ ٱلسَّيِّدُ لِلْعَبْدِ:‏ ‹اُخْرُجْ إِلَى ٱلطُّرُقِ+ وَٱلْأَمَاكِنِ ٱلْمُسَيَّجَةِ،‏ وَأَلْزِمْهُمْ بِٱلدُّخُولِ حَتَّى يَمْتَلِئَ بَيْتِي.‏+ ٢٤ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَنْ يَذُوقَ عَشَائِي أَحَدٌ مِنْ أُولٰئِكَ ٱلرِّجَالِ ٱلْمَدْعُوِّينَ›».‏+

٢٥ وَكَانَتْ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ مُسَافِرَةً مَعَهُ،‏ فَٱلْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ:‏ ٢٦ ‏«إِنْ أَتَى أَحَدٌ إِلَيَّ وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلَادَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ،‏ بَلْ نَفْسَهُ أَيْضًا،‏+ فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.‏+ ٢٧ مَنْ لَا يَحْمِلْ خَشَبَةَ آلَامِهِ وَيَأْتِ وَرَائِي فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.‏+ ٢٨ فَمَنْ مِنْكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بُرْجًا وَلَا يَجْلِسُ أَوَّلًا وَيَحْسُبُ ٱلنَّفَقَةَ،‏+ لِيَرَى هَلْ عِنْدَهُ مَا يَكْفِي لِإِتْمَامِهِ؟‏ ٢٩ وَإِلَّا فَقَدْ يَضَعُ أَسَاسَهُ وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يُنْهِيَهُ،‏ وَيَبْتَدِئُ جَمِيعُ ٱلنَّاظِرِينَ يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ،‏ ٣٠ قَائِلِينَ:‏ ‹هٰذَا ٱلْإِنْسَانُ ٱبْتَدَأَ يَبْنِي وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُنْهِيَ›.‏ ٣١ أَمْ أَيُّ مَلِكٍ سَائِرٍ لِلِقَاءِ مَلِكٍ آخَرَ فِي حَرْبٍ،‏ لَا يَجْلِسُ أَوَّلًا وَيَتَشَاوَرُ هَلْ يَقْدِرُ بِعَشَرَةِ آلَافٍ مِنَ ٱلْعَسْكَرِ أَنْ يُوَاجِهَ مَنْ يَأْتِي عَلَيْهِ بِعِشْرِينَ أَلْفًا؟‏+ ٣٢ وَإِلَّا فَمَا دَامَ ذَاكَ بَعِيدًا،‏ يُرْسِلُ وَفْدًا مِنَ ٱلسُّفَرَاءِ وَيَلْتَمِسُ ٱلسَّلَامَ.‏+ ٣٣ وَهٰكَذَا فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَا يَتْرُكُ كُلَّ مُمْتَلَكَاتِهِ،‏+ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.‏

٣٤ ‏«إِنَّ ٱلْمِلْحَ جَيِّدٌ.‏ وَلٰكِنْ إِذَا تَفِهَ ٱلْمِلْحُ،‏ فَبِمَاذَا يُطَيَّبُ؟‏+ ٣٥ لَا يَصْلُحُ لِتُرْبَةٍ وَلَا لِزِبْلٍ.‏ فَيُلْقُونَهُ خَارِجًا.‏ مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ».‏+

١٥ وَكَانَ جَمِيعُ جُبَاةِ ٱلضَّرَائِبِ+ وَٱلْخُطَاةِ+ يَقْتَرِبُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ.‏ ٢ فَصَارَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَٱلْكَتَبَةُ يُدَمْدِمُونَ،‏ قَائِلِينَ:‏ «هٰذَا يُرَحِّبُ بِٱلْخُطَاةِ وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ».‏+ ٣ فَكَلَّمَهُمْ بِهٰذَا ٱلْمَثَلِ،‏ قَائِلًا:‏ ٤ ‏«أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ وَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا،‏ لَا يَتْرُكُ ٱلتِّسْعَةَ وَٱلتِّسْعِينَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ لِأَجْلِ ٱلضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ؟‏+ ٥ وَعِنْدَمَا يَجِدُهُ يَضَعُهُ عَلَى كَتِفَيْهِ فَرِحًا.‏+ ٦ وَإِذْ يَصِلُ إِلَى بَيْتِهِ يَجْمَعُ أَصْدِقَاءَهُ وَجِيرَانَهُ،‏ قَائِلًا لَهُمْ:‏ ‹اِفْرَحُوا مَعِي،‏ لِأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي ٱلضَّائِعَ›.‏+ ٧ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هٰكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي ٱلسَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ+ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ.‏+

٨ ‏«أَمْ أَيُّ ٱمْرَأَةٍ لَهَا عَشَرَةُ دَرَاهِمَ،‏ إِذَا أَضَاعَتْ دِرْهَمًا وَاحِدًا،‏ لَا تُوقِدُ سِرَاجًا وَتَكْنُسُ بَيْتَهَا وَتَبْحَثُ بِٱعْتِنَاءٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟‏ ٩ وَعِنْدَمَا تَجِدُهُ تَجْمَعُ صَدِيقَاتِهَا وَجَارَاتِهَا،‏ قَائِلَةً:‏ ‹اِفْرَحْنَ مَعِي،‏ لِأَنِّي وَجَدْتُ ٱلدِّرْهَمَ ٱلَّذِي أَضَعْتُهُ›.‏ ١٠ أَقُولُ لَكُمْ:‏ هٰكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ بَيْنَ مَلَائِكَةِ ٱللّٰهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ».‏+

١١ ثُمَّ قَالَ:‏ «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ٱبْنَانِ.‏+ ١٢ فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لِأَبِيهِ:‏ ‹يَا أَبِي،‏ أَعْطِنِي نَصِيبِي مِنَ ٱلْأَمْلَاكِ›.‏+ فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ.‏+ ١٣ وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ كَثِيرَةً،‏ جَمَعَ ٱلِٱبْنُ ٱلْأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى بَلَدٍ بَعِيدٍ،‏ وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَا يَمْلِكُ عَائِشًا حَيَاةً خَلِيعَةً.‏+ ١٤ وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ،‏ حَدَثَتْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ فِي ذٰلِكَ ٱلْبَلَدِ،‏ فَٱبْتَدَأَ يَحْتَاجُ.‏ ١٥ حَتَّى إِنَّهُ ذَهَبَ وَٱلْتَحَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ مُوَاطِنِي ذٰلِكَ ٱلْبَلَدِ،‏ فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ.‏+ ١٦ وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنْ قُرُونِ ٱلْخَرُّوبِ ٱلَّتِي كَانَتِ ٱلْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهَا،‏ فَلَا يُعْطِيهِ أَحَدٌ شَيْئًا.‏+

١٧ ‏«وَلَمَّا عَادَ إِلَى رُشْدِهِ قَالَ:‏ ‹كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لِأَبِي يَكْثُرُ عِنْدَهُ ٱلْخُبْزُ،‏ وَأَنَا أَهْلِكُ هُنَا مِنَ ٱلْجُوعِ!‏ ١٨ أَقُومُ وَأُسَافِرُ+ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ:‏ «يَا أَبِي،‏ قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَإِلَيْكَ.‏+ ١٩ وَلَا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى ٱبْنَكَ.‏ اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ»›.‏ ٢٠ فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ.‏ وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا،‏ أَبْصَرَهُ أَبُوهُ فَأَشْفَقَ عَلَيْهِ،‏ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ.‏ ٢١ عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُ ٱلِٱبْنُ:‏ ‹يَا أَبِي،‏ قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَإِلَيْكَ.‏+ وَلَا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى ٱبْنَكَ.‏ اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ›.‏+ ٢٢ أَمَّا ٱلْأَبُ فَقَالَ لِعَبِيدِهِ:‏ ‹أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا أَفْضَلَ حُلَّةٍ وَأَلْبِسُوهُ،‏+ وَٱجْعَلُوا خَاتَمًا+ فِي يَدِهِ وَنَعْلَيْنِ فِي قَدَمَيْهِ.‏ ٢٣ وَأْتُوا بِٱلْعِجْلِ ٱلْمُسَمَّنِ+ وَٱذْبَحُوهُ،‏ وَلْنَأْكُلْ وَنَسْتَمْتِعْ،‏ ٢٤ لِأَنَّ ٱبْنِي هٰذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ،‏+ كَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ›.‏ فَٱبْتَدَأُوا يَسْتَمْتِعُونَ.‏

٢٥ ‏«وَكَانَ ٱبْنُهُ ٱلْأَكْبَرُ+ فِي ٱلْحَقْلِ.‏ فَلَمَّا جَاءَ وَٱقْتَرَبَ مِنَ ٱلْبَيْتِ،‏ سَمِعَ عَزْفَ آلَاتٍ وَرَقْصًا.‏ ٢٦ فَدَعَا أَحَدَ ٱلْخَدَمِ وَٱسْتَعْلَمَهُ عَمَّا يَكُونُ هٰذَا.‏ ٢٧ فَقَالَ لَهُ:‏ ‹قَدْ أَتَى أَخُوكَ،‏+ فَذَبَحَ أَبُوكَ+ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ،‏ لِأَنَّهُ ٱسْتَعَادَهُ فِي صِحَّةٍ جَيِّدَةٍ›.‏ ٢٨ وَلٰكِنَّهُ سَخِطَ وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَدْخُلَ.‏ فَخَرَجَ أَبُوهُ وَأَخَذَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ.‏+ ٢٩ فَأَجَابَ وَقَالَ لِأَبِيهِ:‏ ‹هَا أَنَا أَخْدُمُكَ كَعَبْدٍ سِنِينَ كَثِيرَةً جِدًّا وَلَمْ أَتَعَدَّ وَصِيَّتَكَ قَطُّ،‏ وَمَعَ ذٰلِكَ لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ جَدْيًا لِأَسْتَمْتِعَ مَعَ أَصْدِقَائِي.‏+ ٣٠ وَلٰكِنْ مَا إِنْ جَاءَ ٱبْنُكَ هٰذَا+ ٱلَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ ٱلْعَاهِرَاتِ،‏+ حَتَّى ذَبَحْتَ لَهُ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ›.‏+ ٣١ فَقَالَ لَهُ:‏ ‹يَا وَلَدِي،‏ أَنْتَ مَعِي كُلَّ حِينٍ،‏ وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ.‏+ ٣٢ وَلٰكِنْ كَانَ يَجِبُ أَنْ نَسْتَمْتِعَ وَنَفْرَحَ،‏ لِأَنَّ أَخَاكَ هٰذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ،‏ وَكَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ›».‏+

١٦ ثُمَّ قَالَ أَيْضًا لِلتَّلَامِيذِ:‏ «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيًّا وَلَهُ وَكِيلٌ،‏+ فَٱتُّهِمَ هٰذَا لَدَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ.‏+ ٢ فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ:‏ ‹مَا هٰذَا ٱلَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟‏ أَعْطِ حِسَابَ+ وِكَالَتِكَ،‏ لِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُدَبِّرَ ٱلْبَيْتَ بَعْدُ›.‏ ٣ فَقَالَ ٱلْوَكِيلُ فِي نَفْسِهِ:‏ ‹مَاذَا أَفْعَلُ،‏ وَسَيِّدِي+ يَنْزِعُ عَنِّي ٱلْوِكَالَةَ؟‏ فَأَنَا لَسْتُ قَوِيًّا كِفَايَةً لِأَنْقُبَ،‏ وَأَخْجَلُ أَنْ أَتَسَوَّلَ.‏ ٤ قَدْ عَرَفْتُ مَاذَا أَفْعَلُ،‏ حَتَّى مَتَى خُلِعْتُ عَنِ ٱلْوِكَالَةِ يَقْبَلُونَنِي فِي بُيُوتِهِمْ›.‏+ ٥ فَدَعَا إِلَيْهِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي سَيِّدِهِ،‏ وَقَالَ لِلْأَوَّلِ:‏ ‹كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي؟‏›.‏ ٦ فَقَالَ:‏ ‹مِئَةُ بَثٍّ مِنْ زَيْتِ ٱلزَّيْتُونِ›.‏ فَقَالَ لَهُ:‏ ‹خُذْ صَكَّكَ وَٱجْلِسْ وَٱكْتُبْ سَرِيعًا خَمْسِينَ›.‏ ٧ ثُمَّ قَالَ لِآخَرَ:‏ ‹وَأَنْتَ،‏ كَمْ عَلَيْكَ؟‏›.‏ فَقَالَ:‏ ‹مِئَةُ كُرٍّ مِنَ ٱلْحِنْطَةِ›.‏ فَقَالَ لَهُ:‏ ‹خُذْ صَكَّكَ وَٱكْتُبْ ثَمَانِينَ›.‏ ٨ فَأَثْنَى ٱلسَّيِّدُ عَلَى ٱلْوَكِيلِ ٱلْأَثِيمِ لِأَنَّهُ عَمِلَ بِحِكْمَةٍ.‏+ فَأَبْنَاءُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا هُمْ مِنْ جِهَةِ جِيلِهِمْ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ ٱلنُّورِ.‏+

٩ ‏«وَأَنَا أَقُولُ لَكُمْ:‏ اِصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ+ بِٱلْمَالِ ٱلْأَثِيمِ،‏+ حَتَّى مَتَى نَفِدَ هٰذَا يَقْبَلُونَكُمْ فِي ٱلْمَسَاكِنِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏+ ١٠ اَلْأَمِينُ فِي ٱلْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي ٱلْكَثِيرِ،‏ وَٱلْأَثِيمُ فِي ٱلْقَلِيلِ أَثِيمٌ أَيْضًا فِي ٱلْكَثِيرِ.‏+ ١١ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي ٱلْمَالِ ٱلْأَثِيمِ،‏ فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى ٱلْمَالِ ٱلْحَقِّ؟‏+ ١٢ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ،‏+ فَمَنْ يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ؟‏ ١٣ لَا يَسْتَطِيعُ خَادِمُ بَيْتٍ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ،‏ لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ،‏ أَوْ يَلْتَصِقَ بِٱلْوَاحِدِ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ.‏ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا لِلّٰهِ وَلِلْمَالِ».‏+

١٤ وَكَانَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ،‏ وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَالِ،‏ يَسْمَعُونَ هٰذَا كُلَّهُ وَيَضْحَكُونَ مُسْتَهْزِئِينَ بِهِ.‏+ ١٥ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ تُبَرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ أَمَامَ ٱلنَّاسِ،‏+ وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُمْ،‏+ لِأَنَّ مَا هُوَ شَامِخٌ بَيْنَ ٱلنَّاسِ هُوَ رِجْسٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ.‏+

١٦ ‏«كَانَتِ ٱلشَّرِيعَةُ وَٱلْأَنْبِيَاءُ إِلَى يُوحَنَّا.‏+ وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ وَشَتَّى ٱلنَّاسِ يَسْعَوْنَ بِعَزْمٍ نَحْوَهُ.‏+ ١٧ وَإِنَّهُ لَأَسْهَلُ أَنْ تَزُولَ ٱلسَّمَاءُ وَٱلْأَرْضُ+ مِنْ أَنْ يَمْضِيَ جُزْءٌ+ مِنْ حَرْفٍ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ دُونَ إِتْمَامٍ.‏+

١٨ ‏«كُلُّ مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ وَتَزَوَّجَ أُخْرَى زَنَى،‏ وَمَنْ تَزَوَّجَ مُطَلَّقَةً مِنْ زَوْجِهَا زَنَى.‏+

١٩ ‏«كَانَ إِنْسَانٌ+ غَنِيٌّ يَلْبَسُ ٱلْأُرْجُوَانَ وَٱلْكَتَّانَ،‏ وَهُوَ يَسْتَمْتِعُ بِبَذْخٍ كُلَّ يَوْمٍ.‏+ ٢٠ وَكَانَ مُتَسَوِّلٌ ٱسْمُهُ لِعَازَرُ يُوضَعُ عِنْدَ بَابِهِ،‏ وَهُوَ مَلْآنٌ قُرُوحًا ٢١ وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِمَّا يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ ٱلْغَنِيِّ.‏ بَلْ كَانَتِ ٱلْكِلَابُ أَيْضًا تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ.‏ ٢٢ ثُمَّ مَاتَ ٱلْمُتَسَوِّلُ+ فَحَمَلَتْهُ ٱلْمَلَائِكَةُ إِلَى حِضْنِ+ إِبْرَاهِيمَ.‏+

‏«وَمَاتَ ٱلْغَنِيُّ+ أَيْضًا فَدُفِنَ.‏ ٢٣ وَفِي هَادِسَ رَفَعَ عَيْنَيْهِ،‏ وَهُوَ فِي ٱلْعَذَابِ،‏+ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ.‏ ٢٤ فَنَادَى وَقَالَ:‏ ‹يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ،‏+ ٱرْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَغْمِسَ طَرَفَ إِصْبَعِهِ فِي ٱلْمَاءِ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي،‏+ لِأَنِّي فِي كَرْبٍ فِي هٰذِهِ ٱلنَّارِ ٱلْمُتَّقِدَةِ›.‏+ ٢٥ وَلٰكِنَّ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:‏ ‹يَا وَلَدِي،‏ ٱذْكُرْ أَنَّكَ نِلْتَ خَيْرَاتِكَ كَامِلًا فِي حَيَاتِكَ،‏ وَلِعَازَرُ نَالَ ٱلْأَذَى.‏ وَلٰكِنَّهُ ٱلْآنَ يَتَعَزَّى هُنَا،‏ أَمَّا أَنْتَ فَفِي كَرْبٍ.‏+ ٢٦ وَفَوْقَ هٰذَا كُلِّهِ،‏ فَقَدْ أُثْبِتَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ+ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ،‏+ حَتَّى إِنَّ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْتَازُوا مِنْ هُنَا إِلَيْكُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ،‏ وَلَا ٱلَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يُمْكِنُ أَنْ يَعْبُرُوا إِلَيْنَا›.‏+ ٢٧ فَقَالَ:‏ ‹أَسْأَلُكَ إِذًا،‏ يَا أَبِي،‏ أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي،‏ ٢٨ لِأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ،‏ حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ كَامِلًا لِكَيْلَا يَصِيرُوا هُمْ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِ ٱلْعَذَابِ هٰذَا›.‏ ٢٩ وَلٰكِنَّ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:‏ ‹عِنْدَهُمْ مُوسَى+ وَٱلْأَنْبِيَاءُ،‏+ فَلْيَسْمَعُوا لَهُمْ›.‏+ ٣٠ فَقَالَ:‏ ‹كَلَّا،‏ يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ،‏ بَلْ إِذَا ذَهَبَ إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ›.‏ ٣١ فَقَالَ لَهُ:‏ ‹إِنْ كَانُوا لَا يَسْمَعُونَ لِمُوسَى+ وَٱلْأَنْبِيَاءِ،‏ فَإِنَّهُمْ وَلَا إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ يَقْتَنِعُونَ›».‏

١٧ ثُمَّ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «لَا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ ٱلْمَعَاثِرُ.‏+ وَلٰكِنْ،‏ وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ!‏+ ٢ خَيْرٌ لَهُ لَوْ عُلِّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ رَحًى وَأُلْقِيَ فِي ٱلْبَحْرِ،‏+ مِنْ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ.‏+ ٣ اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ.‏ إِذَا ٱرْتَكَبَ أَخُوكَ خَطِيَّةً فَٱنْتَهِرْهُ،‏+ وَإِذَا تَابَ فَٱغْفِرْ لَهُ.‏+ ٤ وَإِذَا أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي ٱلْيَوْمِ وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ،‏ قَائِلًا:‏ ‹أَنَا تَائِبٌ›،‏ يَجِبُ أَنْ تَغْفِرَ لَهُ».‏+

٥ وَقَالَ ٱلرُّسُلُ لِلرَّبِّ:‏ «زِدْنَا إِيمَانًا».‏+ ٦ فَقَالَ ٱلرَّبُّ:‏ «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ بِمِقْدَارِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ،‏ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِشَجَرَةِ ٱلتُّوتِ هٰذِهِ:‏ ‹اِنْقَلِعِي مِنْ أَصْلِكِ وَٱنْغَرِسِي فِي ٱلْبَحْرِ!‏›،‏ فَتُطِيعُكُمْ.‏+

٧ ‏«مَنْ مِنْكُمْ لَهُ عَبْدٌ يَحْرُثُ أَوْ يَرْعَى،‏ يَقُولُ لَهُ مَتَى دَخَلَ مِنَ ٱلْحَقْلِ:‏ ‹تَعَالَ فِي ٱلْحَالِ وَٱتَّكِئْ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ›؟‏ ٨ أَلَا يَقُولُ لَهُ بِٱلْأَحْرَى:‏ ‹أَعِدَّ لِي مَا أَتَعَشَّى،‏ وَٱتَّزِرْ وَٱخْدُمْنِي حَتَّى إِذَا مَا فَرَغْتُ مِنْ أَكْلٍ وَشُرْبٍ تَأْكُلُ أَنْتَ وَتَشْرَبُ›؟‏ ٩ أَيَشْعُرُ بِأَنَّ لِلْعَبْدِ فَضْلًا عَلَيْهِ لِأَنَّهُ فَعَلَ مَا أُوكِلَ إِلَيْهِ؟‏ ١٠ هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا،‏ مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُوكِلَ إِلَيْكُمْ،‏ فَقُولُوا:‏ ‹نَحْنُ عَبِيدٌ لَا نَصْلُحُ لِشَيْءٍ.‏+ قَدْ فَعَلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ›».‏

١١ وَفِي ذَهَابِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ مَرَّ فِي وَسَطِ ٱلسَّامِرَةِ وَٱلْجَلِيلِ.‏+ ١٢ وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى إِحْدَى ٱلْقُرَى،‏ لَاقَاهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ بُرْصٍ،‏+ إِلَّا أَنَّهُمْ وَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ.‏ ١٣ وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ قَائِلِينَ:‏ «يَا يَسُوعُ،‏ يَا مُعَلِّمُ،‏ ٱرْحَمْنَا!‏».‏+ ١٤ فَلَمَّا أَبْصَرَهُمْ قَالَ لَهُمْ:‏ «اِذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ لِلْكَهَنَةِ».‏+ وَفِيمَا هُمْ ذَاهِبُونَ طَهُرُوا.‏+ ١٥ وَإِنَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ،‏ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ،‏ عَادَ وَهُوَ يُمَجِّدُ+ ٱللّٰهَ بِصَوْتٍ عَالٍ.‏ ١٦ وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ قَدَمَيْ+ يَسُوعَ يَشْكُرُهُ،‏ وَكَانَ سَامِرِيًّا.‏+ ١٧ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «أَمَا طَهُرَ ٱلْعَشَرَةُ؟‏ فَأَيْنَ ٱلتِّسْعَةُ ٱلْآخَرُونَ؟‏ ١٨ أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَعُودُ لِيُعْطِيَ مَجْدًا لِلّٰهِ سِوَى هٰذَا ٱلَّذِي مِنْ أُمَّةٍ أُخْرَى؟‏».‏ ١٩ وَقَالَ لَهُ:‏ «قُمْ وَٱمْضِ فِي سَبِيلِكَ،‏ إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ».‏+

٢٠ وَإِذْ سَأَلَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ،‏+ أَجَابَهُمْ وَقَالَ:‏ «لَا يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ عَلَى وَجْهٍ لَافِتٍ،‏ ٢١ وَلَا يَقُولُونَ:‏ ‹هُوَذَا هُنَا!‏›،‏ أَوْ:‏ ‹هُنَاكَ!‏›.‏+ فَهَا إِنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ فِي وَسْطِكُمْ».‏+

٢٢ ثُمَّ قَالَ لِلتَّلَامِيذِ:‏ «سَتَأْتِي أَيَّامٌ تَشْتَهُونَ فِيهَا أَنْ تَرَوْا أَحَدَ أَيَّامِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ،‏ فَلَا تَرَوْنَ.‏+ ٢٣ وَيَقُولُونَ لَكُمْ:‏ ‹هُوَذَا هُنَاكَ!‏›،‏ أَوْ:‏ ‹هُوَذَا هُنَا!‏›.‏+ فَلَا تَذْهَبُوا وَلَا تَجْرُوا وَرَاءَهُمْ.‏+ ٢٤ فَكَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ+ يُضِيءُ بِبَرِيقِهِ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى نَاحِيَةٍ أُخْرَى تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ،‏ كَذٰلِكَ يَكُونُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ.‏+ ٢٥ وَلٰكِنْ لَا بُدَّ لَهُ أَوَّلًا أَنْ يُقَاسِيَ آلَامًا كَثِيرَةً وَيُرْفَضَ مِنْ هٰذَا ٱلْجِيلِ.‏+ ٢٦ وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ،‏+ كَذٰلِكَ يَكُونُ أَيْضًا فِي أَيَّامِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ:‏+ ٢٧ كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ،‏ وَٱلرِّجَالُ يَتَزَوَّجُونَ وَٱلنِّسَاءُ يُزَوَّجْنَ،‏ إِلَى ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ ٱلْفُلْكَ،‏ فَجَاءَ ٱلطُّوفَانُ وَأَهْلَكَهُمْ جَمِيعًا.‏+ ٢٨ وَكَذٰلِكَ،‏ كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ:‏+ كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ،‏ وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ،‏ وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ.‏ ٢٩ وَلٰكِنْ يَوْمَ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُومَ،‏ أَمْطَرَتِ ٱلسَّمَاءُ نَارًا وَكِبْرِيتًا وَأَهْلَكَتْهُمْ جَمِيعًا.‏+ ٣٠ هٰكَذَا يَكُونُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ يُكْشَفُ عَنِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ.‏+

٣١ ‏«فَمَنْ كَانَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَلَى ٱلسَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ فِي ٱلْبَيْتِ،‏ فَلَا يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا.‏ وَمَنْ كَانَ خَارِجًا فِي ٱلْحَقْلِ،‏ فَلَا يَعُدْ كَذٰلِكَ إِلَى مَا هُوَ وَرَاءُ.‏ ٣٢ اُذْكُرُوا زَوْجَةَ لُوطٍ.‏+ ٣٣ مَنْ طَلَبَ أَنْ يَحْفَظَ نَفْسَهُ يَخْسَرُهَا،‏ وَمَنْ خَسِرَهَا يَسْتَحْيِيهَا.‏+ ٣٤ أَقُولُ لَكُمْ:‏ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ يَكُونُ ٱثْنَانِ عَلَى سَرِيرٍ وَاحِدٍ،‏ فَيُؤْخَذُ ٱلْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ ٱلْآخَرُ.‏+ ٣٥ تَكُونُ ٱثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى ٱلرَّحَى نَفْسِهَا،‏ فَتُؤْخَذُ ٱلْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ ٱلْأُخْرَى».‏+ ٣٦ ــــــــ‍ ٣٧ فَأَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ:‏ «أَيْنَ،‏ يَا رَبُّ؟‏».‏ فَقَالَ لَهُمْ:‏ ‏«حَيْثُ يَكُونُ ٱلْجَسَدُ،‏+ هُنَاكَ أَيْضًا تَجْتَمِعُ ٱلْعِقْبَانُ».‏+

١٨ ثُمَّ كَلَّمَهُمْ بِمَثَلٍ فِي أَنَّهُ يَلْزَمُ أَنْ يُصَلُّوا كُلَّ حِينٍ وَلَا يَفْتُرَ عَزْمُهُمْ،‏+ ٢ قَائِلًا:‏ «كَانَ فِي مَدِينَةٍ قَاضٍ لَا يَخَافُ ٱللّٰهَ وَلَا يَحْتَرِمُ إِنْسَانًا.‏ ٣ وَكَانَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ لَا تَكُفُّ عَنِ ٱلْمَجِيءِ+ إِلَيْهِ،‏ قَائِلَةً:‏ ‹اِعْدِلْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَصْمِي›.‏ ٤ فَبَقِيَ زَمَنًا لَا يَشَاءُ،‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ ذٰلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ:‏ ‹وَإِنْ كُنْتُ لَا أَخَافُ ٱللّٰهَ وَلَا أَحْتَرِمُ إِنْسَانًا،‏ ٥ فَمَهْمَا يَكُنْ،‏ فَلِأَنَّ هٰذِهِ ٱلْأَرْمَلَةَ لَا تَكُفُّ عَنْ إِزْعَاجِي،‏+ سَأَقْضِي لَهَا بِٱلْعَدْلِ لِئَلَّا تَأْتِيَ دَائِمًا وَتَقْمَعَنِي+ لِلْغَايَةِ›».‏ ٦ ثُمَّ قَالَ ٱلرَّبُّ:‏ «اِسْمَعُوا مَا قَالَ ٱلْقَاضِي،‏ مَعَ أَنَّهُ أَثِيمٌ!‏ ٧ أَفَلَا يُجْرِي ٱللّٰهُ ٱلْعَدْلَ+ لِمُخْتَارِيهِ ٱلصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلًا،‏ رَغْمَ أَنَّهُ طَوِيلُ ٱلْأَنَاةِ+ فِي أَمْرِ أُولٰئِكَ؟‏ ٨ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّهُ يُجْرِي لَهُمُ ٱلْعَدْلَ سَرِيعًا.‏+ وَلٰكِنْ مَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ،‏ فَهَلْ يَجِدُ ٱلْإِيمَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏».‏

٩ وَقَالَ أَيْضًا هٰذَا ٱلْمَثَلَ لِبَعْضِ ٱلَّذِينَ يَثِقُونَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ+ وَيَعْتَبِرُونَ ٱلْبَاقِينَ كَلَا شَيْءٍ:‏+ ١٠ ‏«إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا،‏ وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَٱلْآخَرُ جَابِي ضَرَائِبَ.‏ ١١ فَوَقَفَ ٱلْفَرِّيسِيُّ+ وَٱبْتَدَأَ يُصَلِّي+ فِي نَفْسِهِ هٰكَذَا:‏ ‹اَللّٰهُمَّ،‏ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي ٱلنَّاسِ ٱلْمُبْتَزِّينَ ٱلْأَثَمَةِ ٱلزُّنَاةِ،‏ أَوْ حَتَّى مِثْلَ جَابِي ٱلضَّرَائِبِ هٰذَا.‏+ ١٢ أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي ٱلْأُسْبُوعِ،‏ وَأُقَدِّمُ عُشْرَ كُلِّ مَا أَقْتَنِيهِ›.‏+ ١٣ وَأَمَّا جَابِي ٱلضَّرَائِبِ ٱلْوَاقِفُ مِنْ بَعِيدٍ،‏ فَلَمْ يَشَأْ حَتَّى رَفْعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ،‏ بَلْ بَقِيَ يَقْرَعُ عَلَى صَدْرِهِ،‏+ قَائِلًا:‏ ‹اَللّٰهُمَّ،‏ تَحَنَّنْ عَلَيَّ أَنَا ٱلْخَاطِئَ›.‏+ ١٤ أَقُولُ لَكُمْ:‏ نَزَلَ هٰذَا إِلَى بَيْتِهِ بَارًّا+ أَكْثَرَ مِنْ ذَاكَ،‏ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ رَفَعَ نَفْسَهُ أُذِلَّ،‏ وَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِعَ».‏+

١٥ وَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ أَطْفَالَهُمْ أَيْضًا لِيَلْمُسَهُمْ.‏ فَلَمَّا رَأَى ٱلتَّلَامِيذُ ذٰلِكَ أَنَّبُوهُمْ.‏+ ١٦ أَمَّا يَسُوعُ فَدَعَا ٱلْأَطْفَالَ إِلَيْهِ،‏ قَائِلًا:‏ «دَعُوا ٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلَا تُحَاوِلُوا مَنْعَهُمْ،‏ لِأَنَّ لِأَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ.‏+ ١٧ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ مَنْ لَا يَقْبَلْ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ مِثْلَ وَلَدٍ صَغِيرٍ،‏ فَلَنْ يَدْخُلَهُ أَبَدًا».‏+

١٨ وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قَائِلًا:‏ «أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلصَّالِحُ،‏ مَاذَا أَعْمَلُ لِأَرِثَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ؟‏».‏+ ١٩ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «لِمَ تَدْعُونِي صَالِحًا؟‏ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلَّا وَاحِدٌ،‏ وَهُوَ ٱللّٰهُ.‏+ ٢٠ أَنْتَ تَعْرِفُ ٱلْوَصَايَا:‏+ ‹لَا تَزْنِ،‏+ لَا تَقْتُلْ،‏+ لَا تَسْرِقْ،‏+ لَا تَشْهَدْ بِٱلزُّورِ،‏+ أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ›».‏+ ٢١ فَقَالَ:‏ «كُلُّ هٰذِهِ قَدْ حَفِظْتُهَا مُنْذُ ٱلْحَدَاثَةِ».‏+ ٢٢ فَبَعْدَ أَنْ سَمِعَ يَسُوعُ ذٰلِكَ،‏ قَالَ لَهُ:‏ «يَنْقُصُكَ أَمْرٌ وَاحِدٌ بَعْدُ:‏ بِعْ كُلَّ مَا عِنْدَكَ وَوَزِّعْ عَلَى ٱلْفُقَرَاءِ،‏ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي».‏+ ٢٣ فَلَمَّا سَمِعَ ذٰلِكَ،‏ حَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا،‏ لِأَنَّهُ كَانَ غَنِيًّا جِدًّا.‏+

٢٤ فَنَظَرَ يَسُوعُ إِلَيْهِ وَقَالَ:‏ «مَا أَصْعَبَ دُخُولَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ عَلَى ذَوِي ٱلْمَالِ!‏+ ٢٥ فَإِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ فِي ثَقْبِ إِبْرَةِ ٱلْخِيَاطَةِ أَسْهَلُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ».‏+ ٢٦ فَقَالَ ٱلسَّامِعُونَ:‏ «وَمَنْ عَسَاهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟‏».‏ ٢٧ فَقَالَ:‏ «إِنَّ ٱلْمُسْتَحِيلَ عِنْدَ ٱلنَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ».‏+ ٢٨ أَمَّا بُطْرُسُ فَقَالَ:‏ «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا مَا لَنَا وَتَبِعْنَاكَ».‏+ ٢٩ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ زَوْجَةً أَوْ إِخْوَةً أَوْ وَالِدَيْنِ أَوْ أَوْلَادًا لِأَجْلِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ+ ٣٠ إِلَّا وَيَنَالُ أَضْعَافًا فِي هٰذَا ٱلزَّمَانِ،‏ وَفِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّةً».‏+

٣١ ثُمَّ أَخَذَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ بِٱلْأَنْبِيَاءِ+ عَنِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ.‏+ ٣٢ فَسَيُسَلَّمُ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ وَيُهْزَأُ+ بِهِ وَيُهَانُ وَيُسَاءُ+ إِلَيْهِ وَيُبْصَقُ+ عَلَيْهِ،‏ ٣٣ وَبَعْدَ أَنْ يَجْلِدُوهُ+ يَقْتُلُونَهُ،‏+ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومُ».‏+ ٣٤ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا مَعْنَى شَيْءٍ مِنْ هٰذَا،‏ بَلْ كَانَ هٰذَا ٱلْقَوْلُ مُخْفًى عَنْهُمْ،‏ وَلَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ مَا يُقَالُ.‏+

٣٥ وَلَمَّا ٱقْتَرَبَ مِنْ أَرِيحَا،‏ كَانَ أَعْمَى جَالِسًا بِجَانِبِ ٱلطَّرِيقِ يَتَسَوَّلُ.‏+ ٣٦ فَإِذْ سَمِعَ جَمْعًا مُجْتَازًا،‏ أَخَذَ يَسْتَعْلِمُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هٰذَا.‏ ٣٧ فَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ:‏ «يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ مَارٌّ!‏».‏+ ٣٨ عِنْدَئِذٍ صَرَخَ قَائِلًا:‏ «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ،‏ ٱرْحَمْنِي!‏».‏+ ٣٩ فَأَمَرَهُ ٱلْمُتَقَدِّمُونَ بِلَهْجَةٍ شَدِيدَةٍ أَنْ يَلْزَمَ ٱلصَّمْتَ،‏ لٰكِنَّهُ ٱسْتَمَرَّ يَصِيحُ أَكْثَرَ كَثِيرًا:‏ «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ،‏ ٱرْحَمْنِي!‏».‏+ ٤٠ فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِهِ إِلَيْهِ.‏+ وَلَمَّا ٱقْتَرَبَ سَأَلَهُ يَسُوعُ:‏ ٤١ ‏«مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ لَكَ؟‏».‏+ فَقَالَ:‏ «يَا رَبُّ،‏ رُدَّ لِي بَصَرِي».‏+ ٤٢ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «اِسْتَرِدَّ بَصَرَكَ،‏ إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ».‏+ ٤٣ وَفِي ٱلْحَالِ ٱسْتَرَدَّ بَصَرَهُ+ وَتَبِعَهُ،‏ وَهُوَ يُمَجِّدُ ٱللّٰهَ.‏+ وَلَمَّا رَأَى كُلُّ ٱلشَّعْبِ ذٰلِكَ،‏ سَبَّحُوا ٱللّٰهَ.‏

١٩ وَدَخَلَ أَرِيحَا+ وَٱجْتَازَ فِيهَا.‏ ٢ وَإِذَا رَجُلٌ يُدْعَى ٱسْمُهُ زَكَّا،‏ كَانَ مِنْ كِبَارِ جُبَاةِ ٱلضَّرَائِبِ وَغَنِيًّا.‏ ٣ وَكَانَ يَطْلُبُ أَنْ يَرَى+ مَنْ هُوَ يَسُوعُ هٰذَا،‏ وَلٰكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ بِسَبَبِ ٱلْجَمْعِ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ ٱلْقَامَةِ.‏ ٤ فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَتَسَلَّقَ شَجَرَةَ جُمَّيْزٍ لِكَيْ يَرَاهُ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ مُوشِكًا أَنْ يَجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ.‏ ٥ وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْمَكَانِ،‏ رَفَعَ نَظَرَهُ وَقَالَ لَهُ:‏ «يَا زَكَّا،‏ أَسْرِعْ وَٱنْزِلْ،‏ لِأَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ أَمْكُثَ ٱلْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ».‏ ٦ عِنْدَئِذٍ أَسْرَعَ وَنَزَلَ وَأَضَافَهُ بِفَرَحٍ.‏ ٧ فَلَمَّا رَأَى ٱلْجَمِيعُ ذٰلِكَ،‏ أَخَذُوا يُدَمْدِمُونَ+ قَائِلِينَ:‏ «دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئٍ».‏ ٨ أَمَّا زَكَّا فَوَقَفَ وَقَالَ لِلرَّبِّ:‏ «هَا أَنَا،‏ يَا رَبُّ،‏ أُعْطِي نِصْفَ مُمْتَلَكَاتِي لِلْفُقَرَاءِ،‏ وَمَهْمَا ٱبْتَزَزْتُ مِنْ أَحَدٍ بِتُهْمَةِ زُورٍ،‏+ أَرُدَّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ».‏+ ٩ عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «اَلْيَوْمَ صَارَ خَلَاصٌ لِهٰذَا ٱلْبَيْتِ،‏ لِأَنَّهُ هُوَ أَيْضًا ٱبْنٌ لِإِبْرَاهِيمَ.‏+ ١٠ فَٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ جَاءَ لِيَطْلُبَ ٱلضَّائِعَ وَيُخَلِّصَهُ».‏+

١١ وَبَيْنَمَا هُمْ يَسْمَعُونَ هٰذَا،‏ قَالَ أَيْضًا مَثَلًا،‏ لِأَنَّهُ كَانَ قَرِيبًا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَمْلَكَةَ ٱللّٰهِ سَتَظْهَرُ فِي ٱلْحَالِ.‏+ ١٢ فَقَالَ:‏ «إِنْسَانٌ شَرِيفُ ٱلنَّسَبِ سَافَرَ إِلَى أَرْضٍ بَعِيدَةٍ لِيُحْرِزَ سُلْطَةً مَلَكِيَّةً لِنَفْسِهِ وَيَعُودَ.‏+ ١٣ فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ،‏ وَقَالَ لَهُمْ:‏ ‹تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ›.‏+ ١٤ وَلٰكِنَّ مُوَاطِنِيهِ كَانُوا يُبْغِضُونَهُ،‏+ فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ وَفْدًا مِنَ ٱلسُّفَرَاءِ يَقُولُونَ:‏ ‹لَا نُرِيدُ أَنْ يَمْلِكَ هٰذَا عَلَيْنَا›.‏+

١٥ ‏«وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَحْرَزَ ٱلسُّلْطَةَ ٱلْمَلَكِيَّةَ،‏ أَمَرَ أَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ هٰؤُلَاءِ ٱلْعَبِيدُ ٱلَّذِينَ أَعْطَاهُمُ ٱلْفِضَّةَ،‏ لِيَتَحَقَّقَ مِمَّا رَبِحُوا بِٱلتِّجَارَةِ.‏+ ١٦ فَحَضَرَ ٱلْأَوَّلُ قَائِلًا:‏ ‹يَا رَبُّ،‏ مَنَاكَ رَبِحَ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ›.‏+ ١٧ فَقَالَ لَهُ:‏ ‹أَحْسَنْتَ أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ!‏ لِأَنَّكَ كُنْتَ أَمِينًا فِي أَمْرٍ صَغِيرٍ جِدًّا،‏ فَلْيَكُنْ لَكَ سُلْطَةٌ عَلَى عَشْرِ مُدُنٍ›.‏+ ١٨ وَجَاءَ ٱلثَّانِي قَائِلًا:‏ ‹مَنَاكَ،‏ يَا رَبُّ،‏ عَمِلَ خَمْسَةَ أَمْنَاءٍ›.‏+ ١٩ فَقَالَ لِهٰذَا أَيْضًا:‏ ‹وَأَنْتَ كُنْ عَلَى خَمْسِ مُدُنٍ›.‏+ ٢٠ وَلٰكِنْ جَاءَ آخَرُ قَائِلًا:‏ ‹يَا رَبُّ،‏ هُوَذَا مَنَاكَ ٱلَّذِي أَبْقَيْتُهُ مَوْضُوعًا جَانِبًا فِي مِنْدِيلٍ.‏ ٢١ فَإِنِّي خِفْتُ مِنْكَ،‏ لِأَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ،‏ تَأْخُذُ مَا لَمْ تُودِعْ وَتَحْصُدُ مَا لَمْ تَزْرَعْ›.‏+ ٢٢ فَقَالَ لَهُ:‏ ‹مِنْ فَمِكَ+ أَدِينُكَ أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ.‏ عَرَفْتَ أَنِّي إِنْسَانٌ قَاسٍ،‏ آخُذُ مَا لَمْ أُودِعْ وَأَحْصُدُ مَا لَمْ أَزْرَعْ؟‏+ ٢٣ إِذًا لِمَاذَا لَمْ تَضَعْ فِضَّتِي فِي مَصْرِفٍ؟‏ فَكُنْتُ مَتَى جِئْتُ أَسْتَرِدُّهَا مَعَ فَائِدَةٍ›.‏+

٢٤ ‏«عِنْدَئِذٍ قَالَ لِلْوَاقِفِينَ هُنَاكَ:‏ ‹خُذُوا ٱلْمَنَا مِنْهُ وَأَعْطُوهُ لِلَّذِي عِنْدَهُ ٱلْعَشَرَةُ ٱلْأَمْنَاءُ›.‏+ ٢٥ أَمَّا هُمْ فَقَالُوا:‏ ‹يَا رَبُّ،‏ عِنْدَهُ عَشَرَةُ أَمْنَاءٍ!‏›.‏ فَأَجَابَ:‏ ٢٦ ‏‹أَقُولُ لَكُمْ:‏ كُلُّ مَنْ عِنْدَهُ يُعْطَى ٱلْمَزِيدَ.‏ وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ،‏ فَحَتَّى مَا هُوَ عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ.‏+ ٢٧ وَأَعْدَائِي هٰؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ،‏ أَحْضِرُوهُمْ إِلَى هُنَا وَٱذْبَحُوهُمْ أَمَامِي›».‏+

٢٨ وَبَعْدَ أَنْ قَالَ هٰذَا،‏ تَقَدَّمَ صَاعِدًا إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏+ ٢٩ وَلَمَّا ٱقْتَرَبَ مِنْ بَيْتَ فَاجِي وَبَيْتَ عَنْيَا عَلَى ٱلْجَبَلِ ٱلَّذِي يُدْعَى جَبَلَ ٱلزَّيْتُونِ،‏+ أَرْسَلَ ٱثْنَيْنِ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ،‏+ ٣٠ قَائِلًا:‏ «اِذْهَبَا إِلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي أَمَامَكُمَا،‏ وَبَعْدَ أَنْ تَدْخُلَاهَا تَجِدَانِ فِيهَا جَحْشًا مَرْبُوطًا لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ قَطُّ.‏ فَحُلَّاهُ وَأْتِيَا بِهِ.‏+ ٣١ وَإِنْ سَأَلَكُمَا أَحَدٌ:‏ ‹لِمَاذَا تَحُلَّانِهِ؟‏›،‏ تَقُولَانِ هٰكَذَا:‏ ‹اَلرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ›».‏+ ٣٢ فَذَهَبَ ٱللَّذَانِ أَرْسَلَهُمَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا.‏+ ٣٣ وَفِيمَا هُمَا يَحُلَّانِ ٱلْجَحْشَ،‏ قَالَ لَهُمَا أَصْحَابُهُ:‏ ‹لِمَاذَا تَحُلَّانِ ٱلْجَحْشَ؟‏›.‏+ ٣٤ فَقَالَا:‏ «اَلرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ».‏+ ٣٥ ثُمَّ أَتَيَا بِهِ إِلَى يَسُوعَ،‏ وَأَلْقَيَا أَرْدِيَتَهُمَا عَلَى ٱلْجَحْشِ وَأَرْكَبَا يَسُوعَ.‏+

٣٦ وَفِيمَا هُوَ يَسِيرُ،‏+ فَرَشُوا أَرْدِيَتَهُمْ فِي ٱلطَّرِيقِ.‏+ ٣٧ وَحَالَمَا ٱقْتَرَبَ مِنَ ٱلطَّرِيقِ ٱلْمُنْحَدِرَةِ مِنْ جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ،‏ ٱبْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ ٱلتَّلَامِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ ٱللّٰهَ بِصَوْتٍ عَالٍ عَلَى كُلِّ مَا رَأَوْا مِنْ قُوَّاتٍ،‏+ ٣٨ قَائِلِينَ:‏ «مُبَارَكٌ ٱلْآتِي مَلِكًا بِٱسْمِ يَهْوَهَ!‏+ سَلَامٌ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ وَمَجْدٌ فِي ٱلْأَعَالِي!‏».‏+ ٣٩ وَلٰكِنَّ بَعْضَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ مِنَ ٱلْجَمْعِ قَالُوا لَهُ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ ٱنْتَهِرْ تَلَامِيذَكَ».‏+ ٤٠ فَأَجَابَ وَقَالَ:‏ «أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنْ سَكَتَ هٰؤُلَاءِ،‏ فَٱلْحِجَارَةُ+ تَصْرُخُ».‏

٤١ وَلَمَّا ٱقْتَرَبَ،‏ شَاهَدَ ٱلْمَدِينَةَ وَبَكَى عَلَيْهَا،‏+ ٤٢ قَائِلًا:‏ «لَوْ أَدْرَكْتِ+ أَنْتِ أَيْضًا فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ سَبِيلَ ٱلسَّلَامِ .‏ .‏ .‏ لٰكِنَّهُ ٱلْآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ.‏+ ٤٣ لِأَنَّهُ سَتَأْتِي عَلَيْكِ أَيَّامٌ يَبْنِي حَوْلَكِ أَعْدَاؤُكِ مِتْرَسَةً+ مِنَ ٱلْأَخْشَابِ،‏+ وَيُحْدِقُونَ+ بِكِ،‏ وَيُضَيِّقُونَ+ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ،‏ ٤٤ وَيَدُكُّونَكِ وَأَوْلَادَكِ فِيكِ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏+ وَلَا يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ،‏+ لِأَنَّكِ لَمْ تُدْرِكِي وَقْتَ تَفَقُّدِكِ».‏+

٤٥ ثُمَّ دَخَلَ ٱلْهَيْكَلَ وَٱبْتَدَأَ يَطْرُدُ ٱلْبَاعَةَ،‏+ ٤٦ قَائِلًا لَهُمْ:‏ «مَكْتُوبٌ:‏ ‹وَسَيَكُونُ بَيْتِي بَيْتَ صَلَاةٍ›،‏+ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ».‏+

٤٧ وَأَخَذَ يُعَلِّمُ يَوْمِيًّا فِي ٱلْهَيْكَلِ.‏ وَأَمَّا كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ وَأَعْيَانُ ٱلشَّعْبِ،‏ فَكَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُهْلِكُوهُ،‏+ ٤٨ وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا مَا يَفْعَلُونَ،‏ لِأَنَّ ٱلشَّعْبَ كُلَّهُ كَانَ مُتَعَلِّقًا بِهِ لِيَسْمَعَ لَهُ.‏+

٢٠ وَإِذْ كَانَ فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ يُعَلِّمُ ٱلشَّعْبَ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَيُبَشِّرُ،‏ ٱقْتَرَبَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ مَعَ ٱلشُّيُوخِ،‏+ ٢ وَكَلَّمُوهُ قَائِلِينَ:‏ «قُلْ لَنَا بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ تَفْعَلُ هٰذَا،‏ أَوْ مَنِ ٱلَّذِي أَعْطَاكَ هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةَ».‏+ ٣ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ سُؤَالًا،‏ فَقُولُوا لِي:‏+ ٤ أَمِنَ ٱلسَّمَاءِ كَانَتْ مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا أَمْ مِنَ ٱلنَّاسِ؟‏».‏+ ٥ فَتَوَصَّلُوا فِي مَا بَيْنَهُمْ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ،‏ قَائِلِينَ:‏ «إِنْ قُلْنَا:‏ ‹مِنَ ٱلسَّمَاءِ›،‏ يَقُولُ:‏ ‹فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟‏›.‏+ ٦ وَإِنْ قُلْنَا:‏ ‹مِنَ ٱلنَّاسِ›،‏ يَرْجُمُنَا ٱلشَّعْبُ كُلُّهُ،‏+ لِأَنَّهُمْ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ يُوحَنَّا+ كَانَ نَبِيًّا».‏+ ٧ فَأَجَابُوا أَنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ هِيَ.‏ ٨ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «وَلَا أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ أَفْعَلُ هٰذَا».‏+

٩ ثُمَّ ٱبْتَدَأَ يَقُولُ لِلشَّعْبِ هٰذَا ٱلْمَثَلَ:‏ «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْمًا+ وَأَجَّرَهُ لِفَلَّاحِينَ،‏ وَسَافَرَ زَمَانًا طَوِيلًا.‏+ ١٠ وَلَمَّا آنَ ٱلْأَوَانُ،‏ أَرْسَلَ إِلَى ٱلْفَلَّاحِينَ عَبْدًا،‏+ لِكَيْ يُعْطُوهُ شَيْئًا مِنْ ثَمَرِ ٱلْكَرْمِ.‏+ وَلٰكِنَّ ٱلْفَلَّاحِينَ صَرَفُوهُ فَارِغًا،‏+ بَعْدَ أَنْ ضَرَبُوهُ.‏ ١١ فَعَادَ وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدًا آخَرَ.‏ وَهٰذَا أَيْضًا ضَرَبُوهُ وَأَهَانُوهُ وَصَرَفُوهُ فَارِغًا.‏+ ١٢ ثُمَّ عَادَ وَأَرْسَلَ ثَالِثًا.‏+ وَهٰذَا أَيْضًا جَرَحُوهُ وَأَلْقَوْهُ خَارِجًا.‏ ١٣ عِنْدَئِذٍ قَالَ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ:‏ ‹مَاذَا أَفْعَلُ؟‏ أُرْسِلُ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبَ،‏+ فَلَعَلَّهُمْ يَحْتَرِمُونَهُ›.‏ ١٤ فَلَمَّا أَبْصَرَهُ ٱلْفَلَّاحُونَ،‏ ٱفْتَكَرُوا فِي مَا بَيْنَهُمْ،‏ قَائِلِينَ:‏ ‹هٰذَا هُوَ ٱلْوَارِثُ.‏ فَلْنَقْتُلْهُ لِيَصِيرَ ٱلْمِيرَاثُ لَنَا›.‏+ ١٥ عِنْدَئِذٍ أَلْقَوْهُ خَارِجَ+ ٱلْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ.‏+ فَمَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ؟‏+ ١٦ إِنَّهُ يَأْتِي وَيُهْلِكُ هٰؤُلَاءِ ٱلْفَلَّاحِينَ،‏ وَيُعْطِي ٱلْكَرْمَ لِآخَرِينَ».‏+

فَلَمَّا سَمِعُوا ذٰلِكَ قَالُوا:‏ «حَاشَا أَنْ يَكُونَ هٰذَا!‏».‏ ١٧ وَلٰكِنَّهُ نَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ:‏ «إِذًا مَا مَعْنَى هٰذَا ٱلْمَكْتُوبِ:‏ ‹اَلْحَجَرُ ٱلَّذِي رَفَضَهُ ٱلْبَنَّاؤُونَ+ هُوَ صَارَ حَجَرَ ٱلزَّاوِيَةِ ٱلرَّئِيسِيَّ›؟‏+ ١٨ كُلُّ مَنْ سَقَطَ عَلَى هٰذَا ٱلْحَجَرِ يَتَهَشَّمُ.‏+ أَمَّا مَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ،‏+ فَإِنَّهُ يَسْحَقُهُ».‏+

١٩ فَطَلَبَ ٱلْكَتَبَةُ وَكِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ أَنْ يُلْقُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ عَيْنِهَا لِأَنَّهُمْ أَدْرَكُوا أَنَّهُ قَالَ هٰذَا ٱلْمَثَلَ عَلَيْهِمْ،‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ خَافُوا مِنَ ٱلشَّعْبِ.‏+ ٢٠ وَبَعْدَ مُرَاقَبَتِهِ عَنْ كَثَبٍ،‏ أَرْسَلُوا رِجَالًا مَأْجُورِينَ سِرًّا يَتَظَاهَرُونَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ،‏ لِيُمْسِكُوهُ+ بِٱلْكَلَامِ حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى ٱلْحُكُومَةِ وَإِلَى سُلْطَةِ ٱلْحَاكِمِ.‏+ ٢١ فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ نَعْرِفُ أَنَّكَ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ بِٱلصَّوَابِ وَلَا تُحَابِي،‏ بَلْ تُعَلِّمُ طَرِيقَ ٱللّٰهِ ٱنْسِجَامًا مَعَ ٱلْحَقِّ:‏+ ٢٢ أَيَحِلُّ لَنَا أَنْ نَدْفَعَ ٱلضَّرِيبَةَ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟‏».‏+ ٢٣ وَلٰكِنَّهُ عَلِمَ مَكْرَهُمْ،‏ فَقَالَ لَهُمْ:‏+ ٢٤ ‏«أَرُونِي دِينَارًا.‏ لِمَنِ ٱلصُّورَةُ وَٱلْكِتَابَةُ عَلَيْهِ؟‏».‏ قَالُوا:‏ «لِقَيْصَرَ».‏+ ٢٥ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَوْفُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ،‏+ وَمَا لِلّٰهِ لِلّٰهِ».‏+ ٢٦ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ بِهٰذَا ٱلْكَلَامِ أَمَامَ ٱلشَّعْبِ،‏ وَبُهِتُوا مِنْ جَوَابِهِ،‏ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا.‏+

٢٧ وَلٰكِنَّ بَعْضَ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ،‏ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَيْسَ قِيَامَةٌ،‏ جَاءُوا+ وَسَأَلُوهُ ٢٨ قَائِلِينَ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ كَتَبَ لَنَا مُوسَى:‏+ ‹إِنْ كَانَ لِرَجُلٍ أَخٌ لَهُ زَوْجَةٌ،‏ وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَأْخُذَ أَخُوهُ+ ٱلزَّوْجَةَ وَيُقِيمَ مِنْهَا نَسْلًا لِأَخِيهِ›.‏+ ٢٩ فَقَدْ كَانَ هُنَاكَ سَبْعَةُ إِخْوَةٍ.‏ وَأَخَذَ ٱلْأَوَّلُ زَوْجَةً وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ.‏+ ٣٠ فَأَخَذَهَا ٱلثَّانِي،‏ ٣١ ثُمَّ ٱلثَّالِثُ.‏ وَهٰكَذَا ٱلسَّبْعَةُ:‏ لَمْ يَتْرُكُوا أَوْلَادًا،‏ بَلْ مَاتُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا.‏+ ٣٢ وَأَخِيرًا،‏ مَاتَتِ ٱلْمَرْأَةُ أَيْضًا.‏+ ٣٣ فَفِي ٱلْقِيَامَةِ،‏ لِأَيٍّ مِنْهُمْ تَصِيرُ زَوْجَةً؟‏ لِأَنَّهَا كَانَتْ زَوْجَةً لِلسَّبْعَةِ».‏+

٣٤ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَبْنَاءُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا يَتَزَوَّجُونَ+ وَيُزَوَّجْنَ،‏ ٣٥ أَمَّا ٱلَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلًا+ لِلْفَوْزِ بِنِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ذَاكَ+ وَٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ،‏+ فَلَا يَتَزَوَّجُونَ وَلَا يُزَوَّجْنَ.‏ ٣٦ وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَمُوتُوا+ بَعْدُ،‏ لِأَنَّهُمْ مِثْلُ ٱلْمَلَائِكَةِ،‏ وَهُمْ أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ لِكَوْنِهِمْ أَبْنَاءَ ٱلْقِيَامَةِ.‏+ ٣٧ وَأَمَّا أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ يَقُومُونَ،‏ فَحَتَّى مُوسَى أَخْبَرَ بِذٰلِكَ،‏ فِي ٱلرِّوَايَةِ عَنِ ٱلْعُلَّيْقَةِ،‏+ إِذْ يَدْعُو يَهْوَهَ ‹إِلٰهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِلٰهَ إِسْحَاقَ وَإِلٰهَ يَعْقُوبَ›.‏+ ٣٨ فَهُوَ لَيْسَ إِلٰهَ أَمْوَاتٍ،‏ بَلْ أَحْيَاءٍ،‏ لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا أَحْيَاءٌ فِي نَظَرِهِ».‏+ ٣٩ فَأَجَابَ بَعْضُ ٱلْكَتَبَةِ وَقَالُوا:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ حَسَنًا قُلْتَ».‏ ٤٠ وَلَمْ يَجْرُؤُوا مِنْ بَعْدُ أَنْ يَسْأَلُوهُ شَيْئًا.‏

٤١ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «كَيْفَ يَقُولُونَ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ هُوَ ٱبْنُ دَاوُدَ؟‏+ ٤٢ فَإِنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ يَقُولُ فِي كِتَابِ ٱلْمَزَامِيرِ:‏ ‹قَالَ يَهْوَهُ لِرَبِّي:‏ «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي ٤٣ إِلَى أَنْ أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»›.‏+ ٤٤ فَإِذًا دَاوُدُ يَدْعُوهُ ‹رَبًّا›،‏ فَكَيْفَ يَكُونُ هُوَ ٱبْنَهُ؟‏».‏

٤٥ ثُمَّ قَالَ لِلتَّلَامِيذِ،‏ وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ يَسْمَعُونَ:‏+ ٤٦ ‏«اِحْذَرُوا مِنَ ٱلْكَتَبَةِ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي ٱلتَّجَوُّلِ بِٱلْحُلَلِ،‏ وَيُحِبُّونَ ٱلتَّحِيَّاتِ فِي سَاحَاتِ ٱلْأَسْوَاقِ،‏ وَٱلْمَقَاعِدَ ٱلْأَمَامِيَّةَ فِي ٱلْمَجَامِعِ،‏ وَٱلْأَمَاكِنَ ٱلْأَبْرَزَ فِي مَآ‌دِبِ ٱلْعَشَاءِ،‏+ ٤٧ وَٱلَّذِينَ يَلْتَهِمُونَ بُيُوتَ ٱلْأَرَامِلِ،‏+ وَيُطِيلُونَ ٱلصَّلَوَاتِ تَظَاهُرًا.‏ فَهٰؤُلَاءِ سَيَنَالُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ».‏+

٢١ وَرَفَعَ نَظَرَهُ فَرَأَى ٱلْأَغْنِيَاءَ يُلْقُونَ قَرَابِينَهُمْ فِي صَنَادِيقِ ٱلْخِزَانَةِ.‏+ ٢ ثُمَّ رَأَى أَرْمَلَةً مُحْتَاجَةً تُلْقِي هُنَاكَ فَلْسَيْنِ،‏+ ٣ فَقَالَ:‏ «حَقًّا أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ هٰذِهِ ٱلْأَرْمَلَةَ،‏ رَغْمَ أَنَّهَا فَقِيرَةٌ،‏ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْكُلِّ.‏+ ٤ لِأَنَّ كُلَّ هٰؤُلَاءِ أَلْقَوْا قَرَابِينَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ،‏ أَمَّا هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ فَمِنْ عَوَزِهَا أَلْقَتْ كُلَّ ٱلْمَعِيشَةِ ٱلَّتِي لَهَا».‏+

٥ وَإِذْ كَانَ قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ عَنِ ٱلْهَيْكَلِ بِأَنَّهُ مُزَيَّنٌ بِحِجَارَةٍ حَسَنَةٍ وَهِبَاتِ نُذُورٍ،‏+ ٦ قَالَ:‏ «هٰذِهِ ٱلَّتِي تَرَوْنَهَا،‏ سَتَأْتِي أَيَّامٌ لَا يُتْرَكُ فِيهَا هُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ إِلَّا وَيُنْقَضُ».‏+ ٧ فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ مَتَى يَكُونُ هٰذَا حَقًّا،‏ وَمَاذَا تَكُونُ ٱلْعَلَامَةُ عِنْدَمَا يَحْدُثُ هٰذَا؟‏».‏+ ٨ فَقَالَ:‏ «اِحْذَرُوا أَنْ تَضِلُّوا،‏+ لِأَنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلِينَ:‏ ‹إِنِّي هُوَ›،‏ وَأَيْضًا:‏ ‹اَلْوَقْتُ قَدِ ٱقْتَرَبَ›.‏+ فَلَا تَذْهَبُوا وَرَاءَهُمْ.‏ ٩ وَعِنْدَمَا تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَٱضْطِرَابَاتٍ لَا تَرْتَعِبُوا.‏+ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ هٰذَا أَوَّلًا،‏ وَلٰكِنْ لَا تَكُونُ ٱلنِّهَايَةُ حَالًا».‏

١٠ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ،‏+ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ.‏+ ١١ وَتَكُونُ زَلَازِلُ عَظِيمَةٌ،‏ وَفِي مَكَانٍ بَعْدَ آخَرَ أَوْبِئَةٌ وَمَجَاعَاتٌ.‏+ وَتَكُونُ مَنَاظِرُ مُخِيفَةٌ وَمِنَ ٱلسَّمَاءِ آيَاتٌ عَظِيمَةٌ.‏+

١٢ ‏«وَلٰكِنْ قَبْلَ هٰذَا كُلِّهِ يُلْقُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْكُمْ وَيَضْطَهِدُونَكُمْ،‏+ فَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ٱلْمَجَامِعِ وَٱلسُّجُونِ،‏ وَتُسَاقُونَ أَمَامَ مُلُوكٍ وَحُكَّامٍ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي.‏+ ١٣ فَيَؤُولُ بِكُمْ ذٰلِكَ إِلَى تَأْدِيَةِ شَهَادَةٍ.‏+ ١٤ لِذٰلِكَ ضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَلَّا تَسْتَعِدُّوا مُسْبَقًا كَيْفَ تُدَافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِكُمْ،‏+ ١٥ لِأَنِّي أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لَا يَقْدِرُ كُلُّ مُعَارِضِيكُمْ مَعًا أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا.‏+ ١٦ وَتُسَلَّمُونَ حَتَّى مِنَ ٱلْوَالِدِينَ+ وَٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَنْسِبَاءِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ،‏ وَيَقْتُلُونَ بَعْضًا مِنْكُمْ.‏+ ١٧ وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ ٱلْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي.‏+ ١٨ غَيْرَ أَنَّ شَعْرَةً+ مِنْ رُؤُوسِكُمْ لَا تَهْلِكُ أَلْبَتَّةَ.‏ ١٩ بِٱحْتِمَالِكُمْ تَقْتَنُونَ نُفُوسَكُمْ.‏+

٢٠ ‏«وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً+ بِجُيُوشٍ مُعَسْكِرَةٍ،‏ فَحِينَئِذٍ ٱعْرِفُوا أَنَّ خَرَابَهَا قَدِ ٱقْتَرَبَ.‏+ ٢١ حِينَئِذٍ لِيَبْدَإِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ بِٱلْهَرَبِ إِلَى ٱلْجِبَالِ،‏ وَٱلَّذِينَ فِي وَسَطِهَا فَلْيُغَادِرُوا،‏ وَٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَنَاطِقِ ٱلرِّيفِيَّةِ فَلَا يَدْخُلُوهَا؛‏+ ٢٢ لِأَنَّ هٰذِهِ أَيَّامُ إِجْرَاءِ ٱلْعَدْلِ،‏ لِكَيْ يَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ.‏+ ٢٣ اَلْوَيْلُ لِلْحَوَامِلِ وَٱلْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ!‏+ لِأَنَّهُ تَكُونُ شِدَّةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى تِلْكَ ٱلْأَرْضِ وَسُخْطٌ عَلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ.‏ ٢٤ وَيَسْقُطُونَ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ وَيُسَاقُونَ أَسْرَى إِلَى جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ.‏+ وَتَدُوسُ ٱلْأُمَمُ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تَتِمَّ ٱلْأَزْمِنَةُ+ ٱلْمُعَيَّنَةُ لِلْأُمَمِ.‏

٢٥ ‏«وَتَكُونُ آيَاتٌ فِي ٱلشَّمْسِ+ وَٱلْقَمَرِ وَٱلنُّجُومِ،‏ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ لَا تَدْرِي أَيْنَ ٱلْمَنْفَذُ بِسَبَبِ عَجِيجِ ٱلْبَحْرِ+ وَهَيَجَانِهِ،‏+ ٢٦ فِي حِينِ أَنَّ ٱلنَّاسَ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ ٱلْخَوْفِ+ وَتَرَقُّبِ مَا يَأْتِي عَلَى ٱلْمَسْكُونَةِ،‏+ لِأَنَّ قُوَّاتِ ٱلسَّمٰوَاتِ تَتَزَعْزَعُ.‏+ ٢٧ ثُمَّ يَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ+ آتِيًا فِي سَحَابَةٍ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ.‏+ ٢٨ وَلٰكِنْ مَتَى ٱبْتَدَأَتْ هٰذِهِ تَكُونُ،‏ فَٱنْتَصِبُوا وَٱرْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لِأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ».‏

٢٩ عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُمْ مَثَلًا:‏ «لَاحِظُوا شَجَرَةَ ٱلتِّينِ وَسَائِرَ ٱلْأَشْجَارِ:‏+ ٣٠ مَتَى أَخْرَجَتْ بَرَاعِمَهَا،‏ تَعْلَمُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ،‏ إِذْ تَنْظُرُونَ ذٰلِكَ،‏ أَنَّ ٱلصَّيْفَ قَرِيبٌ.‏+ ٣١ هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا،‏ مَتَى رَأَيْتُمْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ صَائِرَةً،‏ فَٱعْلَمُوا أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ قَرِيبٌ.‏+ ٣٢ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَنْ يَزُولَ هٰذَا ٱلْجِيلُ أَبَدًا حَتَّى يَكُونَ ٱلْكُلُّ.‏+ ٣٣ اَلسَّمَاءُ وَٱلْأَرْضُ تَزُولَانِ،‏+ أَمَّا كَلَامِي فَلَا يَزُولُ أَبَدًا.‏+

٣٤ ‏«وَلٰكِنِ ٱنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ لِئَلَّا تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ بِٱلْإِفْرَاطِ فِي ٱلْأَكْلِ وَٱلْإِسْرَافِ+ فِي ٱلشُّرْبِ وَهُمُومِ+ ٱلْحَيَاةِ،‏ فَيَدْهَمَكُمْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ فَجْأَةً+ ٣٥ مِثْلَ شَرَكٍ.‏+ لِأَنَّهُ يَأْتِي عَلَى جَمِيعِ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا.‏+ ٣٦ فَٱبْقَوْا مُسْتَيْقِظِينَ،‏+ مُتَضَرِّعِينَ فِي كُلِّ وَقْتٍ،‏+ لِكَيْ تَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلْإِفْلَاتِ مِنْ كُلِّ هٰذَا ٱلْمَحْتُومِ أَنْ يَكُونَ،‏ وَمِنَ ٱلْوُقُوفِ أَمَامَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ».‏+

٣٧ وَكَانَ فِي ٱلنَّهَارِ يُعَلِّمُ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏+ وَفِي ٱللَّيْلِ يَخْرُجُ وَيَبِيتُ فِي ٱلْجَبَلِ ٱلَّذِي يُدْعَى جَبَلَ ٱلزَّيْتُونِ.‏+ ٣٨ وَكَانَ كُلُّ ٱلشَّعْبِ+ يُبَكِّرُونَ إِلَيْهِ فِي ٱلْهَيْكَلِ لِيَسْمَعُوهُ.‏

٢٢ وَٱقْتَرَبَ عِيدُ ٱلْفَطِيرِ،‏ ٱلْمَدْعُوُّ ٱلْفِصْحَ.‏+ ٢ وَكَانَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ وَسِيلَةً لِيَتَخَلَّصُوا مِنْهُ،‏+ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَخَافُونَ ٱلشَّعْبَ.‏+ ٣ وَلٰكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ دَخَلَ فِي يَهُوذَا ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْإِسْخَرْيُوطِيَّ،‏ ٱلَّذِي كَانَ فِي عِدَادِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏+ ٤ فَذَهَبَ وَتَكَلَّمَ مَعَ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ حَرَسِ ٱلْهَيْكَلِ بِشَأْنِ ٱلْوَسِيلَةِ ٱلَّتِي بِهَا يُسَلِّمُهُ إِلَيْهِمْ.‏+ ٥ فَفَرِحُوا وَٱتَّفَقُوا أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً.‏+ ٦ فَوَافَقَ وَأَخَذَ يَطْلُبُ فُرْصَةً مُلَائِمَةً لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ بِمَعْزِلٍ عَنِ ٱلْجَمْعِ.‏+

٧ وَجَاءَ يَوْمُ ٱلْفَطِيرِ،‏ ٱلَّذِي لَا بُدَّ أَنْ تُذْبَحَ فِيهِ ذَبِيحَةُ ٱلْفِصْحِ.‏+ ٨ فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلًا:‏ «اِذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا ٱلْفِصْحَ+ لِنَأْكُلَ».‏ ٩ فَقَالَا لَهُ:‏ «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّهُ؟‏».‏ ١٠ فَقَالَ لَهُمَا:‏+ «اُنْظُرَا!‏ مَتَى دَخَلْتُمَا ٱلْمَدِينَةَ يُلَاقِيكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ.‏ فَٱتْبَعَاهُ إِلَى ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي يَدْخُلُهُ.‏+ ١١ وَقُولَا لِصَاحِبِ ٱلْبَيْتِ:‏ ‹يَقُولُ لَكَ ٱلْمُعَلِّمُ:‏ «أَيْنَ غُرْفَةُ ٱلضُّيُوفِ حَيْثُ آكُلُ ٱلْفِصْحَ مَعَ تَلَامِيذِي؟‏»›.‏+ ١٢ فَذَاكَ يُرِيكُمَا عُلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً.‏ فَأَعِدَّاهُ هُنَاكَ».‏+ ١٣ فَذَهَبَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا،‏ وَأَعَدَّا ٱلْفِصْحَ.‏+

١٤ وَلَمَّا أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ،‏ ٱتَّكَأَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ وَٱلرُّسُلُ مَعَهُ.‏+ ١٥ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «اِشْتَهَيْتُ شَهْوَةً أَنْ آكُلَ هٰذَا ٱلْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ.‏ ١٦ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَنْ آكُلَهُ بَعْدُ حَتَّى يَتِمَّ فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».‏+ ١٧ وَأَخَذَ كَأْسًا+ وَشَكَرَ وَقَالَ:‏ «خُذُوا هٰذِهِ وَمَرِّرُوهَا مِنَ ٱلْوَاحِدِ إِلَى ٱلْآخَرِ فِي مَا بَيْنَكُمْ.‏ ١٨ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَنْ أَشْرَبَ بَعْدَ ٱلْآنَ مِنْ نِتَاجِ ٱلْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ».‏+

١٩ وَأَخَذَ رَغِيفًا+ وَشَكَرَ،‏ وَكَسَرَهُ وَأَعْطَاهُمْ،‏ قَائِلًا:‏ «هٰذَا يُمَثِّلُ جَسَدِي+ ٱلَّذِي يُبْذَلُ مِنْ أَجْلِكُمْ.‏+ دَاوِمُوا عَلَى صُنْعِ هٰذَا لِذِكْرِي».‏+ ٢٠ وَكَذٰلِكَ ٱلْكَأْسَ+ بَعْدَ أَنْ تَعَشَّوْا،‏ قَائِلًا:‏ «هٰذِهِ ٱلْكَأْسُ تُمَثِّلُ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ+ بِدَمِي+ ٱلَّذِي يُسْكَبُ مِنْ أَجْلِكُمْ.‏+

٢١ ‏«وَمَعَ ذٰلِكَ،‏ فَهَا إِنَّ يَدَ ٱلَّذِي يُسَلِّمُنِي+ مَعِي عَلَى ٱلْمَائِدَةِ.‏+ ٢٢ لِأَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ ذَاهِبٌ كَمَا هُوَ مُحَدَّدٌ،‏+ إِنَّمَا ٱلْوَيْلُ لِذٰلِكَ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ!‏».‏+ ٢٣ فَطَفِقُوا يَتَنَاقَشُونَ فِي مَا بَيْنَهُمْ مَنْ مِنْهُمْ هُوَ ٱلَّذِي يُوشِكُ أَنْ يَفْعَلَ هٰذَا.‏+

٢٤ إِلَّا أَنَّهُ حَدَثَ أَيْضًا بَيْنَهُمْ جِدَالٌ حَامٍ فِي أَيُّهُمْ يَبْدُو أَنَّهُ ٱلْأَعْظَمُ.‏+ ٢٥ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «مُلُوكُ ٱلْأُمَمِ يَسُودُونَ عَلَيْهِمْ،‏ وَٱلْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ.‏+ ٢٦ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَا تَكُونُوا هٰكَذَا.‏+ بَلْ لِيَكُنِ ٱلْأَعْظَمُ بَيْنَكُمْ كَٱلْأَصْغَرِ،‏+ وَٱلْمُتَرَئِّسُ كَٱلْخَادِمِ.‏+ ٢٧ لِأَنَّهُ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ:‏ اَلَّذِي يَتَّكِئُ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ أَمِ ٱلَّذِي يَخْدُمُ؟‏ أَلَيْسَ ٱلَّذِي يَتَّكِئُ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ؟‏ وَمَعَ ذٰلِكَ فَأَنَا فِي وَسْطِكُمُ ٱلَّذِي يَخْدُمُ.‏+

٢٨ ‏«إِنَّمَا أَنْتُمْ مَنِ ٱلْتَصَقَ+ بِي فِي مِحَنِي،‏+ ٢٩ وَأَنَا أَصْنَعُ مَعَكُمْ عَهْدًا لِمَلَكُوتٍ،‏+ كَمَا صَنَعَ أَبِي عَهْدًا+ مَعِي،‏ ٣٠ لِكَيْ تَأْكُلُوا+ وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي،‏+ وَتَجْلِسُوا عَلَى عُرُوشٍ+ لِتَدِينُوا أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏

٣١ ‏«سِمْعَانُ،‏ سِمْعَانُ!‏ هَا إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ+ قَدْ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَٱلْحِنْطَةِ.‏+ ٣٢ غَيْرَ أَنَّنِي تَضَرَّعْتُ+ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْلَا يَتَلَاشَى إِيمَانُكَ.‏ وَأَنْتَ مَتَى عُدْتَ،‏ قَوِّ+ إِخْوَتَكَ».‏ ٣٣ فَقَالَ لَهُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ أَنَا مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَذْهَبَ مَعَكَ إِلَى ٱلسِّجْنِ وَإِلَى ٱلْمَوْتِ».‏+ ٣٤ فَقَالَ:‏ «أَقُولُ لَكَ يَا بُطْرُسُ:‏ لَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ ٱلْيَوْمَ حَتَّى تَكُونَ قَدْ أَنْكَرْتَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي».‏+

٣٥ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ+ بِلَا مَحْفَظَةٍ وَلَا مِزْوَدٍ وَلَا نَعْلَيْنِ،‏ أَلَعَلَّهُ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟‏».‏ قَالُوا:‏ «لَا!‏».‏ ٣٦ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَمَّا ٱلْآنَ،‏ فَمَنْ لَهُ مَحْفَظَةٌ فَلْيَأْخُذْهَا،‏ وَمِزْوَدٌ كَذٰلِكَ؛‏ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ سَيْفٌ فَلْيَبِعْ رِدَاءَهُ وَيَشْتَرِ.‏ ٣٧ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَتِمَّ فِيَّ هٰذَا ٱلْمَكْتُوبُ،‏ أَيْ:‏ ‹وَأُحْصِيَ مَعَ ٱلْمُتَعَدِّينَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ›.‏+ لِأَنَّ مَا يَخْتَصُّ بِي آخِذٌ فِي ٱلتَّمَامِ».‏+ ٣٨ فَقَالُوا:‏ «يَا رَبُّ،‏ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ».‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «يَكْفِي».‏

٣٩ وَخَرَجَ وَذَهَبَ كَٱلْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ،‏ وَتَبِعَهُ أَيْضًا ٱلتَّلَامِيذُ.‏+ ٤٠ وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى ٱلْمَكَانِ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «وَاظِبُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».‏+ ٤١ وَٱبْتَعَدَ هُوَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ،‏ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى،‏ ٤٢ قَائِلًا:‏ «يَا أَبَتَاهُ،‏ إِنْ شِئْتَ،‏ فَٱصْرِفْ عَنِّي هٰذِهِ ٱلْكَأْسَ.‏ وَلٰكِنْ لِتَكُنْ لَا مَشِيئَتِي،‏+ بَلْ مَشِيئَتُكَ».‏+ ٤٣ ثُمَّ تَرَاءَى لَهُ مَلَاكٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَقَوَّاهُ.‏+ ٤٤ وَإِذْ أَخَذَهُ ٱلْجَهْدُ،‏ ٱسْتَمَرَّ يُصَلِّي بِأَشَدِّ حَرَارَةٍ،‏+ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏+ ٤٥ ثُمَّ قَامَ مِنَ ٱلصَّلَاةِ وَجَاءَ إِلَى ٱلتَّلَامِيذِ،‏ فَوَجَدَهُمْ غَافِينَ مِنَ ٱلْحُزْنِ.‏+ ٤٦ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لِمَاذَا أَنْتُمْ نَائِمُونَ؟‏ قُومُوا وَوَاظِبُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».‏+

٤٧ وَإِذْ كَانَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ إِذَا جَمْعٌ،‏ وَٱلَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا،‏ أَحَدُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ،‏ يَتَقَدَّمُهُمْ.‏+ فَٱقْتَرَبَ مِنْ يَسُوعَ لِيُقَبِّلَهُ.‏+ ٤٨ لٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ:‏ «يَا يَهُوذَا،‏ أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ؟‏».‏+ ٤٩ فَلَمَّا رَأَى ٱلَّذِينَ حَوْلَهُ مَا سَيَحْدُثُ،‏ قَالُوا:‏ «يَا رَبُّ،‏ أَنَضْرِبُ بِٱلسَّيْفِ؟‏».‏+ ٥٠ وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَقَطَعَ أُذُنَهُ ٱلْيُمْنَى.‏+ ٥١ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «يَكْفِي إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ!‏».‏ وَلَمَسَ أُذُنَهُ وَشَفَاهُ.‏+ ٥٢ ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِكِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ حَرَسِ ٱلْهَيْكَلِ وَٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ جَاءُوا عَلَيْهِ:‏ «أَخَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَهَرَاوَى كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ؟‏+ ٥٣ حِينَ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ+ لَمْ تَمُدُّوا أَيْدِيَكُمْ عَلَيَّ.‏+ إِنَّمَا هٰذِهِ هِيَ سَاعَتُكُمْ+ وَسُلْطَةُ+ ٱلظُّلْمَةِ».‏+

٥٤ فَقَبَضُوا عَلَيْهِ وَسَاقُوهُ+ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ.‏+ وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ يَتْبَعُ مِنْ بَعِيدٍ.‏+ ٥٥ وَلَمَّا أَشْعَلُوا نَارًا فِي وَسَطِ ٱلْفِنَاءِ وَجَلَسُوا مَعًا،‏ كَانَ بُطْرُسُ جَالِسًا بَيْنَهُمْ.‏+ ٥٦ فَرَأَتْهُ جَارِيَةٌ جَالِسًا قُرْبَ ٱلنَّارِ ٱلْمُتَوَهِّجَةِ،‏ فَتَفَرَّسَتْ فِيهِ وَقَالَتْ:‏ «هٰذَا أَيْضًا كَانَ مَعَهُ».‏+ ٥٧ لٰكِنَّهُ أَنْكَرَ+ قَائِلًا:‏ «لَا أَعْرِفُهُ،‏ يَا ٱمْرَأَةُ».‏+ ٥٨ وَبَعْدَ قَلِيلٍ رَآهُ آخَرُ فَقَالَ:‏ «أَنْتَ أَيْضًا وَاحِدٌ مِنْهُمْ».‏ وَلٰكِنَّ بُطْرُسَ قَالَ:‏ ‏«يَا إِنْسَانُ،‏ لَسْتُ مِنْهُمْ».‏+ ٥٩ وَبَعْدَ مُضِيِّ سَاعَةٍ تَقْرِيبًا،‏ أَخَذَ آخَرُ يُصِرُّ بِقُوَّةٍ قَائِلًا:‏ «مِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ هٰذَا أَيْضًا كَانَ مَعَهُ،‏ لِأَنَّهُ جَلِيلِيٌّ!‏».‏+ ٦٠ وَلٰكِنَّ بُطْرُسَ قَالَ:‏ «يَا إِنْسَانُ،‏ لَا أَعْرِفُ مَا تَقُولُ».‏ وَفِي ٱلْحَالِ،‏ إِذْ كَانَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ،‏ صَاحَ ٱلدِّيكُ.‏+ ٦١ فَٱلْتَفَتَ ٱلرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ،‏ فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ قَوْلَ ٱلرَّبِّ إِذْ قَالَ لَهُ:‏ «قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ ٱلْيَوْمَ تُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».‏+ ٦٢ فَخَرَجَ وَبَكَى بِمَرَارَةٍ.‏+

٦٣ وَكَانَ ٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَقَلُوهُ يَهْزَأُونَ+ بِهِ،‏ وَهُمْ يَضْرِبُونَهُ.‏+ ٦٤ وَبَعْدَ أَنْ غَطَّوْهُ،‏ أَخَذُوا يَسْأَلُونَهُ قَائِلِينَ:‏ «تَنَبَّأْ!‏ مَنْ هُوَ ٱلَّذِي ضَرَبَكَ؟‏».‏+ ٦٥ وَظَلُّوا يَقُولُونَ أَشْيَاءَ أُخْرَى كَثِيرَةً مُجَدِّفِينَ+ عَلَيْهِ.‏

٦٦ وَلَمَّا كَانَ ٱلنَّهَارُ،‏ ٱجْتَمَعَ مَجْلِسُ شُيُوخِ ٱلشَّعْبِ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ،‏+ وَسَاقُوهُ إِلَى قَاعَةِ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ،‏ قَائِلِينَ:‏+ ٦٧ ‏«إِنْ كُنْتَ ٱلْمَسِيحَ،‏+ فَقُلْ لَنَا».‏ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «إِنْ قُلْتُ لَكُمْ،‏ لَا تُصَدِّقُونَ أَبَدًا.‏+ ٦٨ وَإِنْ سَأَلْتُكُمْ،‏ لَا تُجِيبُونَ أَبَدًا.‏+ ٦٩ وَلٰكِنْ،‏ مُنْذُ ٱلْآنَ يَكُونُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ+ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ+ ٱللّٰهِ ٱلْقَدِيرَةِ».‏+ ٧٠ عِنْدَئِذٍ قَالُوا جَمِيعًا:‏ «أَأَنْتَ إِذًا ٱبْنُ ٱللّٰهِ؟‏».‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَقُولُونَ+ إِنِّي هُوَ».‏ ٧١ فَقَالُوا:‏ «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟‏+ فَإِنَّنَا بِأَنْفُسِنَا قَدْ سَمِعْنَا مِنْ فَمِهِ هُوَ».‏+

٢٣ فَقَامَ جُمْهُورُهُمْ كُلُّهُ وَسَاقُوهُ إِلَى بِيلَاطُسَ.‏+ ٢ ثُمَّ أَخَذُوا يَتَّهِمُونَهُ+ قَائِلِينَ:‏ «وَجَدْنَا هٰذَا يُفْسِدُ+ أُمَّتَنَا،‏ وَيَنْهَى عَنْ دَفْعِ ٱلضَّرَائِبِ+ لِقَيْصَرَ،‏ وَيَقُولُ إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ».‏+ ٣ فَسَأَلَهُ بِيلَاطُسُ:‏ «أَأَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟‏».‏ أَجَابَ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَنْتَ نَفْسُكَ تَقُولُ».‏+ ٤ فَقَالَ بِيلَاطُسُ لِكِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْجُمُوعِ:‏ «لَا أَجِدُ جُرْمًا عَلَى هٰذَا ٱلْإِنْسَانِ».‏+ ٥ وَلٰكِنَّهُمْ أَصَرُّوا قَائِلِينَ:‏ «إِنَّهُ يُثِيرُ ٱلشَّعْبَ إِذْ يُعَلِّمُ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ كُلِّهَا،‏ مُبْتَدِئًا مِنَ ٱلْجَلِيلِ إِلَى هُنَا».‏ ٦ فَلَمَّا سَمِعَ بِيلَاطُسُ ذٰلِكَ،‏ سَأَلَ هَلِ ٱلرَّجُلُ جَلِيلِيٌّ،‏ ٧ وَبَعْدَ أَنْ تَحَقَّقَ أَنَّهُ تَابِعٌ لِسُلْطَةِ هِيرُودُسَ،‏+ أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ،‏ ٱلَّذِي كَانَ هُوَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ.‏

٨ وَلَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا،‏ لِأَنَّهُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيلٍ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَرَاهُ+ لِسَمَاعِهِ+ عَنْهُ،‏ وَيَرْجُو أَنْ يَرَى آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ.‏ ٩ وَسَأَلَهُ بِكَلَامٍ كَثِيرٍ،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ.‏+ ١٠ أَمَّا كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ،‏ فَوَقَفُوا يَتَّهِمُونَهُ بِٱحْتِدَادٍ.‏+ ١١ فَٱزْدَرَاهُ+ هِيرُودُسُ مَعَ جُنُودِهِ ٱلْحَرَسِ،‏ وَهَزَأَ+ بِهِ إِذْ كَسَاهُ ثَوْبًا مُتَأَلِّقًا،‏ وَأَرْجَعَهُ إِلَى بِيلَاطُسَ.‏ ١٢ فَصَارَ هِيرُودُسُ وَبِيلَاطُسُ+ صَدِيقَيْنِ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ،‏ فَقَدْ كَانَتِ ٱلْعَدَاوَةُ مِنْ قَبْلُ مُسْتَمِرَّةً بَيْنَهُمَا.‏

١٣ فَجَمَعَ بِيلَاطُسُ كِبَارَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلرُّؤَسَاءَ وَٱلشَّعْبَ،‏ ١٤ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَحْضَرْتُمْ إِلَيَّ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ كَمَنْ يُحَرِّضُ ٱلشَّعْبَ عَلَى ٱلثَّوْرَةِ،‏ وَهَا أَنَا قَدِ ٱسْتَجْوَبْتُهُ أَمَامَكُمْ،‏ فَلَمْ أَجِدْ فِي هٰذَا ٱلْإِنْسَانِ أَسَاسًا+ لِلشَّكَاوَى ٱلَّتِي تُقَدِّمُونَهَا عَلَيْهِ.‏ ١٥ وَلَا هِيرُودُسُ وَجَدَ،‏ لِأَنَّهُ أَرْجَعَهُ إِلَيْنَا.‏ وَهَا إِنَّهُ لَمْ يَرْتَكِبْ شَيْئًا يَسْتَوْجِبُ ٱلْمَوْتَ.‏+ ١٦ فَسَأُؤَدِّبُهُ+ وَأُطْلِقُهُ».‏ ١٧ ــــــــ‍ ١٨ وَلٰكِنَّهُمْ صَرَخُوا بِجُمْلَتِهِمْ،‏ قَائِلِينَ:‏ «اِقْضِ عَلَى هٰذَا،‏+ وَأَطْلِقْ لَنَا بَارَابَاسَ!‏».‏+ ١٩ ‏(‏ذَاكَ كَانَ قَدْ أُلْقِيَ فِي ٱلسِّجْنِ لِأَجْلِ فِتْنَةٍ حَدَثَتْ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَلِأَجْلِ جَرِيمَةِ قَتْلٍ)‏.‏ ٢٠ فَنَادَاهُمْ بِيلَاطُسُ ثَانِيَةً،‏ لِأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ إِطْلَاقَ يَسُوعَ.‏+ ٢١ فَأَخَذُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ:‏ «عَلِّقْهُ عَلَى خَشَبَةٍ!‏ عَلِّقْهُ عَلَى خَشَبَةٍ!‏».‏+ ٢٢ فَقَالَ لَهُمْ ثَالِثَةً:‏ «وَأَيَّ أَمْرٍ رَدِيءٍ فَعَلَ هٰذَا؟‏ لَمْ أَجِدْ فِيهِ مَا يَسْتَوْجِبُ ٱلْمَوْتَ.‏ فَسَأُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ».‏+ ٢٣ فَأَلَحُّوا بِأَصْوَاتٍ عَالِيَةٍ،‏ طَالِبِينَ أَنْ يُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ،‏ وَٱزْدَادَتْ أَصْوَاتُهُمْ قُوَّةً.‏+ ٢٤ فَحَكَمَ بِيلَاطُسُ أَنْ يُلَبَّى طَلَبُهُمْ:‏+ ٢٥ أَطْلَقَ+ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ أُلْقِيَ فِي ٱلسِّجْنِ لِأَجْلِ فِتْنَةٍ وَجَرِيمَةِ قَتْلٍ،‏ ذَاكَ ٱلَّذِي طَلَبُوهُ،‏ وَأَسْلَمَ يَسُوعَ لِمَشِيئَتِهِمْ.‏+

٢٦ وَفِيمَا هُمْ يَمْضُونَ بِهِ أَمْسَكُوا سِمْعَانَ،‏ رَجُلًا قَيْرَوَانِيَّ ٱلْأَصْلِ كَانَ آتِيًا مِنَ ٱلرِّيفِ،‏ وَوَضَعُوا عَلَيْهِ خَشَبَةَ ٱلْآلَامِ لِيَحْمِلَهَا وَرَاءَ يَسُوعَ.‏+ ٢٧ وَكَانَ يَتْبَعُهُ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلشَّعْبِ وَمِنَ ٱلنِّسَاءِ ٱللَّوَاتِي كُنَّ يَلْطِمْنَ صُدُورَهُنَّ حُزْنًا وَيَنْدُبْنَهُ.‏ ٢٨ فَٱلْتَفَتَ يَسُوعُ إِلَيْهِنَّ وَقَالَ:‏ «يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ،‏ لَا تَبْكِينَ عَلَيَّ،‏ بَلِ ٱبْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلَادِكُنَّ؛‏+ ٢٩ لِأَنَّهُ هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُونَ فِيهَا:‏ ‹مَا أَسْعَدَ ٱلْعَوَاقِرَ،‏ وَٱلْأَرْحَامَ ٱلَّتِي لَمْ تَلِدْ،‏ وَٱلثُّدِيَّ ٱلَّتِي لَمْ تُرْضِعْ!‏›.‏+ ٣٠ حِينَئِذٍ يَبْتَدِئُونَ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ:‏ ‹اُسْقُطِي عَلَيْنَا!‏›،‏ وَلِلْآكَامِ:‏ ‹غَطِّينَا!‏›.‏+ ٣١ لِأَنَّهُمْ إِنْ كَانُوا يَفْعَلُونَ هٰذَا بِٱلشَّجَرَةِ ٱلرَّطْبَةِ،‏ فَمَاذَا يَكُونُ بِٱلْيَابِسَةِ؟‏».‏+

٣٢ وَسِيقَ أَيْضًا ٱثْنَانِ آخَرَانِ فَاعِلَا سُوءٍ لِيُعْدَمَا مَعَهُ.‏+ ٣٣ وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي يُدْعَى جُمْجُمَةَ،‏+ عَلَّقُوهُ هُنَاكَ عَلَى خَشَبَةٍ مَعَ فَاعِلَيِ ٱلسُّوءِ،‏ وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَوَاحِدًا عَنْ يَسَارِهِ.‏+ ٣٤ ‏[[أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ:‏ «يَا أَبَتَاهُ،‏ ٱغْفِرْ+ لَهُمْ،‏ لِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»]].‏ وَلِكَيْ يَقْتَسِمُوا ثِيَابَهُ،‏ أَلْقَوْا قُرْعَةً.‏+ ٣٥ وَوَقَفَ ٱلشَّعْبُ يَنْظُرُ.‏+ إِلَّا أَنَّ ٱلرُّؤَسَاءَ كَانُوا يَضْحَكُونَ بِٱسْتِهْزَاءٍ،‏ قَائِلِينَ:‏ «خَلَّصَ آخَرِينَ،‏ فَلْيُخَلِّصْ+ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ مَسِيحَ ٱللّٰهِ ٱلْمُخْتَارَ».‏+ ٣٦ وَٱلْجُنُودُ أَيْضًا هَزَأُوا+ بِهِ،‏ وَهُمْ يَدْنُونَ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ خَمْرًا حَامِضَةً+ ٣٧ وَيَقُولُونَ:‏ «إِنْ كُنْتَ مَلِكَ ٱلْيَهُودِ،‏ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ».‏ ٣٨ وَكَانَتْ كِتَابَةٌ فَوْقَهُ:‏ «هٰذَا هُوَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ».‏+

٣٩ وَأَخَذَ وَاحِدٌ مِنْ فَاعِلَيِ ٱلسُّوءِ ٱلْمُعَلَّقَيْنِ يُوَجِّهُ إِلَيْهِ كَلَامًا مُهِينًا+ فَيَقُولُ:‏ «أَلَسْتَ أَنْتَ ٱلْمَسِيحَ؟‏ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَخَلِّصْنَا».‏ ٤٠ فَأَجَابَ ٱلْآخَرُ وَٱنْتَهَرَهُ قَائِلًا:‏ «أَلَا تَخَافُ ٱللّٰهَ أَبَدًا،‏ وَأَنْتَ تَحْتَ ٱلْحُكْمِ نَفْسِهِ؟‏+ ٤١ أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ،‏ لِأَنَّنَا نَنَالُ ٱسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا.‏ وَأَمَّا هٰذَا فَلَمْ يَفْعَلْ سُوءًا».‏+ ٤٢ ثُمَّ قَالَ:‏ «يَا يَسُوعُ،‏ ٱذْكُرْنِي مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ».‏+ ٤٣ فَقَالَ لَهُ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ ٱلْيَوْمَ:‏ سَتَكُونُ مَعِي+ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ».‏+

٤٤ وَكَانَ نَحْوُ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ،‏ وَمَعَ هٰذَا حَلَّتْ ظُلْمَةٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا حَتَّى ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ،‏+ ٤٥ لِأَنَّ ٱلشَّمْسَ ذَهَبَ نُورُهَا.‏ ثُمَّ ٱنْشَقَّ حِجَابُ+ ٱلْمَقْدِسِ مِنَ ٱلْوَسَطِ.‏+ ٤٦ وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَالٍ وَقَالَ:‏ «يَا أَبَتَاهُ،‏ فِي يَدَيْكَ أُودِعُ رُوحِي».‏+ وَلَمَّا قَالَ هٰذَا،‏ لَفَظَ نَفَسَهُ ٱلْأَخِيرَ.‏+ ٤٧ فَإِذْ رَأَى ٱلضَّابِطُ مَا حَدَثَ،‏ مَجَّدَ ٱللّٰهَ قَائِلًا:‏ «بِٱلْحَقِيقَةِ كَانَ هٰذَا ٱلْإِنْسَانُ بَارًّا».‏+ ٤٨ وَكُلُّ ٱلْجُمُوعِ ٱلَّذِينَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ هُنَاكَ لِهٰذَا ٱلْمَشْهَدِ،‏ لَمَّا رَأَوْا مَا حَدَثَ،‏ عَادُوا وَهُمْ يَقْرَعُونَ صُدُورَهُمْ.‏ ٤٩ وَكَانَ كُلُّ مَعَارِفِهِ وَاقِفِينَ مِنْ بَعِيدٍ.‏+ وَٱلنِّسَاءُ ٱللَّوَاتِي تَبِعْنَهُ مَعًا مِنَ ٱلْجَلِيلِ،‏ كُنَّ أَيْضًا وَاقِفَاتٍ يَنْظُرْنَ ذٰلِكَ.‏+

٥٠ وَإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ يُوسُفُ،‏ وَهُوَ عُضْوٌ فِي ٱلْمَجْلِسِ،‏ رَجُلٌ صَالِحٌ وَبَارٌّ+ —‏  ٥١ هٰذَا لَمْ يَكُنْ مُؤَيِّدًا لِمُخَطَّطِهِمْ وَفِعْلِهِمْ+ —‏ كَانَ مِنَ ٱلرَّامَةِ،‏ إِحْدَى مُدُنِ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ وَكَانَ يَنْتَظِرُ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ.‏+ ٥٢ تَقَدَّمَ هٰذَا إِلَى بِيلَاطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ.‏+ ٥٣ ثُمَّ أَنْزَلَهُ+ وَلَفَّهُ فِي كَتَّانٍ جَيِّدٍ،‏ وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ+ مَحْفُورٍ فِي ٱلصَّخْرِ،‏ لَمْ يَكُنْ قَدْ وُضِعَ فِيهِ أَحَدٌ بَعْدُ.‏+ ٥٤ وَكَانَ يَوْمُ ٱلتَّهْيِئَةِ،‏+ وَشَفَقُ ٱلسَّبْتِ يَقْتَرِبُ.‏+ ٥٥ وَذَهَبَتْ أَيْضًا ٱلنِّسَاءُ ٱللَّوَاتِي أَتَيْنَ مَعَهُ مِنَ ٱلْجَلِيلِ،‏ فَأَلْقَيْنَ نَظْرَةً عَلَى ٱلْقَبْرِ ٱلتَّذْكَارِيِّ+ وَكَيْفَ وُضِعَ جَسَدُهُ.‏+ ٥٦ ثُمَّ عُدْنَ لِيُهَيِّئْنَ أَطْيَابًا وَزُيُوتًا عَطِرَةً.‏+ غَيْرَ أَنَّهُنَّ ٱسْتَرَحْنَ فِي ٱلسَّبْتِ+ حَسَبَ ٱلْوَصِيَّةِ.‏

٢٤ وَلٰكِنْ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلْأُسْبُوعِ أَتَيْنَ بَاكِرًا جِدًّا إِلَى ٱلْقَبْرِ،‏ وَهُنَّ يَحْمِلْنَ ٱلْأَطْيَابَ ٱلَّتِي هَيَّأْنَهَا.‏+ ٢ فَوَجَدْنَ ٱلْحَجَرَ مُدَحْرَجًا عَنِ ٱلْقَبْرِ،‏+ ٣ وَلَمَّا دَخَلْنَ لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ.‏+ ٤ وَفِيمَا هُنَّ فِي حَيْرَةٍ مِنْ ذٰلِكَ،‏ إِذَا رَجُلَانِ بِلِبَاسٍ بَرَّاقٍ قَدْ وَقَفَا بِجَانِبِهِنَّ.‏+ ٥ وَإِذِ ٱرْتَعْنَ وَنَكَّسْنَ وُجُوهَهُنَّ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ قَالَا لَهُنَّ:‏ «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ ٱلْحَيَّ بَيْنَ ٱلْأَمْوَاتِ؟‏ ٦ ‏[[إِنَّهُ لَيْسَ هُنَا،‏ لٰكِنَّهُ أُقِيمَ]].‏+ تَذَكَّرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي ٱلْجَلِيلِ،‏+ ٧ قَائِلًا إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ لَا بُدَّ أَنْ يُسَلَّمَ إِلَى أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ وَيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ وَيَقُومَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ».‏+ ٨ فَتَذَكَّرْنَ كَلَامَهُ،‏+ ٩ وَعُدْنَ مِنَ ٱلْقَبْرِ وَأَخْبَرْنَ ٱلْأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ ٱلْبَاقِينَ بِهٰذَا كُلِّهِ.‏+ ١٠ وَكُنَّ مَرْيَمَ ٱلْمَجْدَلِيَّةَ وَيُوَنَّا+ وَمَرْيَمَ أُمَّ يَعْقُوبَ.‏ وَكَذٰلِكَ بَاقِي ٱلنِّسَاءِ+ ٱللَّوَاتِي مَعَهُنَّ أَخْبَرْنَ ٱلرُّسُلَ بِهٰذَا.‏ ١١ فَتَرَاءَى لَهُمْ هٰذَا ٱلْكَلَامُ كَٱلْهَذَيَانِ وَلَمْ يُصَدِّقُوهُنَّ.‏+

١٢ ‏[[إِلَّا أَنَّ بُطْرُسَ قَامَ وَرَكَضَ إِلَى ٱلْقَبْرِ،‏ وَلَمَّا ٱنْحَنَى رَأَى ٱلْعَصَائِبَ وَحْدَهَا.‏ فَمَضَى مُتَعَجِّبًا فِي نَفْسِهِ مِمَّا حَدَثَ]].‏

١٣ وَإِذَا ٱثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُسَافِرَيْنِ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ إِلَى قَرْيَةٍ تَبْعُدُ نَحْوَ سِتِّينَ غَلْوَةً عَنْ أُورُشَلِيمَ،‏ وَٱسْمُهَا عِمْوَاسُ،‏ ١٤ وَكَانَا يَتَحَدَّثَانِ وَاحِدُهُمَا إِلَى ٱلْآخَرِ عَنْ كُلِّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ+ ٱلَّتِي جَرَتْ.‏

١٥ وَفِيمَا هُمَا يَتَحَدَّثَانِ وَيَتَنَاقَشَانِ،‏ ٱقْتَرَبَ+ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَرَاحَ يَمْشِي مَعَهُمَا.‏ ١٦ إِلَّا أَنَّ أَعْيُنَهُمَا أُمْسِكَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ.‏+ ١٧ فَقَالَ لَهُمَا:‏ «مَا هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ ٱلَّتِي تَتَبَاحَثَانِ فِيهَا وَأَنْتُمَا تَمْشِيَانِ؟‏».‏ فَوَقَفَا وَٱلْغَمُّ بَادٍ عَلَى وَجْهَيْهِمَا.‏ ١٨ وَأَجَابَ ٱلَّذِي ٱسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ،‏ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَمُتَغَرِّبٌ أَنْتَ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ فَلَا تَعْرِفَ مَا حَدَثَ فِيهَا فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ؟‏».‏ ١٩ فَقَالَ لَهُمَا:‏ «وَمَا هُوَ؟‏».‏ قَالَا لَهُ:‏ «مَا يَتَعَلَّقُ بِيَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ+ ٱلَّذِي كَانَ نَبِيًّا+ مُقْتَدِرًا فِي ٱلْعَمَلِ وَٱلْقَوْلِ أَمَامَ ٱللّٰهِ وَٱلشَّعْبِ كُلِّهِ،‏ ٢٠ وَكَيْفَ سَلَّمَهُ كِبَارُ كَهَنَتِنَا وَرُؤَسَاؤُنَا لِحُكْمِ ٱلْمَوْتِ وَعَلَّقُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ.‏+ ٢١ وَلٰكِنَّنَا كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي سَيُنْقِذُ إِسْرَائِيلَ+ حَتْمًا.‏ وَمَعَ ذٰلِكَ كُلِّهِ،‏ فَهٰذَا هُوَ ٱلْيَوْمُ ٱلثَّالِثُ مُنْذُ حَدَثَ ذٰلِكَ.‏ ٢٢ إِلَّا أَنَّ نِسَاءً+ مِنَّا أَدْهَشْنَنَا أَيْضًا،‏ لِأَنَّهُنَّ بَكَّرْنَ إِلَى ٱلْقَبْرِ ٱلتَّذْكَارِيِّ ٢٣ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ،‏ فَأَتَيْنَ قَائِلَاتٍ إِنَّهُنَّ رَأَيْنَ أَيْضًا مَنْظَرًا فَوْقَ ٱلطَّبِيعَةِ لِمَلَائِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ.‏ ٢٤ وَمَضَى بَعْضُ ٱلَّذِينَ مَعَنَا إِلَى ٱلْقَبْرِ،‏+ فَوَجَدُوهُ هٰكَذَا كَمَا قَالَتِ ٱلنِّسَاءُ،‏ وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ».‏

٢٥ فَقَالَ لَهُمَا:‏ «أَيُّهَا ٱلْغَبِيَّانِ وَٱلْبَطِيئَا ٱلْقُلُوبِ فِي ٱلْإِيمَانِ بِكُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ ٱلْأَنْبِيَاءُ!‏+ ٢٦ أَمَا كَانَ عَلَى ٱلْمَسِيحِ أَنْ يُعَانِيَ+ هٰذَا وَيَدْخُلَ إِلَى مَجْدِهِ؟‏».‏+ ٢٧ وَفَسَّرَ لَهُمَا،‏ مُبْتَدِئًا مِنْ مُوسَى+ وَكُلِّ ٱلْأَنْبِيَاءِ،‏+ مَا يَخْتَصُّ بِهِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ كُلِّهَا.‏

٢٨ وَٱقْتَرَبُوا مِنَ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَا مُسَافِرَيْنِ إِلَيْهَا،‏ فَتَظَاهَرَ أَنَّهُ مُسَافِرٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ.‏ ٢٩ فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ:‏ «اُمْكُثْ مَعَنَا،‏ لِأَنَّهُ نَحْوُ ٱلْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ ٱلنَّهَارُ».‏ فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا.‏ ٣٠ وَفِيمَا هُوَ مُتَّكِئٌ مَعَهُمَا لِلطَّعَامِ،‏ أَخَذَ ٱلْخُبْزَ وَبَارَكَ،‏ وَكَسَرَ وَأَعْطَاهُمَا.‏+ ٣١ عِنْدَئِذٍ ٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ.‏ ثُمَّ ٱخْتَفَى عَنْهُمَا.‏+ ٣٢ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ:‏ «أَلَمْ تَكُنْ قُلُوبُنَا مُتَّقِدَةً إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي ٱلطَّرِيقِ وَيَشْرَحُ لَنَا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ؟‏».‏ ٣٣ فَقَامَا فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ عَيْنِهَا وَعَادَا إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ وَوَجَدَا ٱلْأَحَدَ عَشَرَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُمْ مُجْتَمِعِينَ،‏ ٣٤ وَهُمْ يَقُولُونَ:‏ «بِٱلْحَقِيقَةِ أُقِيمَ ٱلرَّبُّ وَتَرَاءَى لِسِمْعَانَ!‏».‏+ ٣٥ فَرَوَيَا هُمَا مَا حَدَثَ فِي ٱلطَّرِيقِ وَكَيْفَ عَرَفَاهُ مِنْ كَسْرِ ٱلْخُبْزِ.‏+

٣٦ وَبَيْنَمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهٰذَا،‏ وَقَفَ هُوَ نَفْسُهُ فِي وَسْطِهِمْ [[وَقَالَ لَهُمْ:‏ «سَلَامٌ لَكُمْ!‏»]].‏ ٣٧ وَلٰكِنَّهُمْ،‏ إِذِ ٱرْتَعَبُوا وَٱرْتَاعُوا،‏+ ظَنُّوا أَنَّهُمْ رَأَوْا رُوحًا.‏ ٣٨ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لِمَ أَنْتُمْ مُضْطَرِبُونَ،‏ وَلِمَ تُسَاوِرُ ٱلشُّكُوكُ قُلُوبَكُمْ؟‏ ٣٩ اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَقَدَمَيَّ،‏ هٰذَا أَنَا بِنَفْسِي.‏ جُسُّونِي+ وَٱنْظُرُوا،‏ لِأَنَّ ٱلرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ+ كَمَا تَرَوْنَ لِي».‏ ٤٠ ‏[[وَلَمَّا قَالَ هٰذَا،‏ أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَقَدَمَيْهِ]].‏ ٤١ وَإِذْ كَانُوا بَعْدُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ+ مِنَ ٱلْفَرَحِ ٱلشَّدِيدِ وَمُتَعَجِّبِينَ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «هَلْ عِنْدَكُمْ هُنَا مَا يُؤْكَلُ؟‏».‏+ ٤٢ فَأَعْطَوْهُ قِطْعَةً مِنَ ٱلسَّمَكِ ٱلْمَشْوِيِّ.‏+ ٤٣ فَأَخَذَ وَأَكَلَ+ أَمَامَ عُيُونِهِمْ.‏

٤٤ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «هٰذَا هُوَ كَلَامِي ٱلَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ إِذْ كُنْتُ بَعْدُ مَعَكُمْ،‏+ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي شَرِيعَةِ مُوسَى وَفِي ٱلْأَنْبِيَاءِ+ وَٱلْمَزَامِيرِ».‏+ ٤٥ ثُمَّ فَتَّحَ أَذْهَانَهُمْ لِيَفْهَمُوا مَعْنَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏+ ٤٦ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «هٰكَذَا مَكْتُوبٌ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ،‏+ ٤٧ وَبِٱسْمِهِ يُكْرَزُ بِٱلتَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا+ فِي جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ.‏+ اِبْتِدَاءً مِنْ أُورُشَلِيمَ،‏+ ٤٨ سَتَكُونُونَ شُهُودًا+ لِذٰلِكَ.‏ ٤٩ وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَا وَعَدَ بِهِ أَبِي.‏ وَلٰكِنِ ٱلْبَثُوا أَنْتُمْ بِٱلْمَدِينَةِ إِلَى أَنْ تَلْبَسُوا قُدْرَةً مِنَ ٱلْعَلَاءِ».‏+

٥٠ وَخَرَجَ بِهِمْ حَتَّى بَيْتَ عَنْيَا،‏ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ.‏+ ٥١ وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ،‏ ٱنْفَصَلَ عَنْهُمْ وَرُفِعَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏+ ٥٢ فَسَجَدُوا لَهُ وَعَادُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ.‏+ ٥٣ وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ يُبَارِكُونَ ٱللّٰهَ.‏+

 انظر الملحق ٢.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة