مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ك‌م١٢ يوحنا ١:‏١-‏٢١:‏٢٥
  • يوحنا

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يوحنا
  • الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد
الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد
يوحنا

اَلْبِشَارَةُ عَلَى مَا رَوَى يُوحَنَّا

١ فِي ٱلْبَدْءِ+ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ،‏+ وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللّٰهِ،‏+ وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ إِلٰهًا.‏+ ٢ هٰذَا كَانَ فِي ٱلْبَدْءِ+ عِنْدَ ٱللّٰهِ.‏+ ٣ بِهِ وُجِدَ كُلُّ شَيْءٍ،‏+ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يُوجَدْ شَيْءٌ.‏

مَا وُجِدَ بِهِ ٤ كَانَ حَيَاةً،‏+ وَٱلْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ+ ٱلنَّاسِ.‏ ٥ وَٱلنُّورُ يُضِيءُ فِي ٱلظُّلْمَةِ،‏+ لٰكِنَّ ٱلظُّلْمَةَ لَمْ تَقْوَ عَلَيْهِ.‏

٦ ظَهَرَ إِنْسَانٌ ٱسْمُهُ يُوحَنَّا،‏+ أُرْسِلَ مُمَثِّلًا لِلّٰهِ.‏+ ٧ هٰذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ،‏+ لِيَشْهَدَ عَنِ ٱلنُّورِ،‏+ لِكَيْ يُؤْمِنَ شَتَّى ٱلنَّاسِ بِوَاسِطَتِهِ.‏+ ٨ لَمْ يَكُنْ هُوَ ذٰلِكَ ٱلنُّورَ،‏+ بَلْ لِيَشْهَدَ+ عَنْ ذٰلِكَ ٱلنُّورِ.‏

٩ كَانَ ٱلنُّورُ ٱلْحَقُّ+ ٱلَّذِي يُنِيرُ+ شَتَّى ٱلنَّاسِ+ آتِيًا إِلَى ٱلْعَالَمِ.‏ ١٠ كَانَ فِي ٱلْعَالَمِ،‏+ وَوُجِدَ ٱلْعَالَمُ بِهِ،‏+ وَلٰكِنَّ ٱلْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْهُ.‏ ١١ جَاءَ إِلَى مَوْطِنِهِ،‏ لٰكِنَّ قَوْمَهُ لَمْ يَقْبَلُوهُ.‏+ ١٢ أَمَّا ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ،‏+ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَةً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ ٱللّٰهِ،‏+ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱسْمِهِ.‏+ ١٣ وَهُمْ وُلِدُوا،‏ لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ،‏ بَلْ مِنَ ٱللّٰهِ.‏+

١٤ وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا+ وَأَقَامَ بَيْنَنَا،‏ وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ،‏ مَجْدًا كَمَا لِمَوْلُودٍ وَحِيدٍ+ مِنْ أَبٍ،‏ وَكَانَ مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.‏+ ١٥ ‏(‏يُوحَنَّا شَهِدَ عَنْهُ —‏ وَهُوَ ٱلَّذِي قَالَ —‏ بَلْ صَرَخَ قَائِلًا:‏ «إِنَّ ٱلْآتِيَ وَرَائِي قَدْ تَقَدَّمَنِي،‏ لِأَنَّهُ وُجِدَ قَبْلِي»)‏.‏+ ١٦ فَنَحْنُ جَمِيعًا مِنْ مِلْئِهِ+ نِلْنَا،‏ أَيْ نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ.‏+ ١٧ وَلِأَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ بِمُوسَى،‏+ صَارَتِ ٱلنِّعْمَةُ+ وَٱلْحَقُّ+ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ ١٨ اَللّٰهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.‏+ اَلْإِلٰهُ+ ٱلْمَوْلُودُ ٱلْوَحِيدُ،‏ ٱلَّذِي فِي حِضْنِ+ ٱلْآبِ،‏ هُوَ ٱلَّذِي شَرَحَ مَا يَخْتَصُّ بِهِ.‏+

١٩ وَهٰذِهِ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ ٱلْيَهُودُ كَهَنَةً وَلَاوِيِّينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ لِيَسْأَلُوهُ:‏ «مَنْ أَنْتَ؟‏».‏+ ٢٠ فَٱعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ،‏ بَلِ ٱعْتَرَفَ:‏ «أَنَا لَسْتُ ٱلْمَسِيحَ».‏+ ٢١ فَسَأَلُوهُ:‏ «إِذًا مَاذَا؟‏ أَأَنْتَ إِيلِيَّا؟‏».‏+ فَقَالَ:‏ «لَسْتُ أَنَا».‏ «أَأَنْتَ ٱلنَّبِيُّ؟‏».‏+ فَأَجَابَ:‏ «لَا!‏».‏ ٢٢ فَقَالُوا لَهُ:‏ «مَنْ أَنْتَ؟‏ لِنُعْطِيَ جَوَابًا لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا.‏ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟‏».‏+ ٢٣ قَالَ:‏ «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ:‏ ‹قَوِّمُوا طَرِيقَ يَهْوَهَ›،‏ كَمَا قَالَ إِشَعْيَا ٱلنَّبِيُّ».‏+ ٢٤ وَكَانَ ٱلْمُرْسَلُونَ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ.‏ ٢٥ فَسَأَلُوهُ وَقَالُوا لَهُ:‏ «لِمَ تُعَمِّدُ+ إِذًا،‏ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ لَسْتَ ٱلْمَسِيحَ وَلَا إِيلِيَّا وَلَا ٱلنَّبِيَّ؟‏».‏ ٢٦ أَجَابَهُمْ يُوحَنَّا قَائِلًا:‏ «أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ.‏ فِي وَسْطِكُمْ+ قَائِمٌ مَنْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ،‏+ ٢٧ هُوَ ٱلْآتِي وَرَائِي،‏ ٱلَّذِي لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ أَفُكَّ سَيْرَ نَعْلِهِ».‏+ ٢٨ هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ حَدَثَتْ فِي بَيْتَ عَنْيَا فِي عِبْرِ ٱلْأُرْدُنِّ،‏ حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ.‏+

٢٩ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي رَأَى يَسُوعَ آتِيًا نَحْوَهُ،‏ فَقَالَ:‏ «هُوَذَا حَمَلُ+ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ+ ٱلْعَالَمِ!‏+ ٣٠ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي قُلْتُ عَنْهُ:‏ يَأْتِي وَرَائِي رَجُلٌ قَدْ تَقَدَّمَنِي،‏ لِأَنَّهُ وُجِدَ قَبْلِي.‏+ ٣١ حَتَّى أَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ،‏ لٰكِنَّنِي جِئْتُ أُعَمِّدُ بِمَاءٍ لِكَيْ يُظْهَرَ لِإِسْرَائِيلَ».‏+ ٣٢ وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلًا:‏ «رَأَيْتُ ٱلرُّوحَ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ ٱلسَّمَاءِ،‏ وَٱسْتَقَرَّ عَلَيْهِ.‏+ ٣٣ حَتَّى أَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ،‏ لٰكِنَّ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي+ لِأُعَمِّدَ بِمَاءٍ هُوَ قَالَ لِي:‏ ‹مَنْ تَرَى ٱلرُّوحَ نَازِلًا وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ،‏ فَهٰذَا هُوَ ٱلَّذِي يُعَمِّدُ بِرُوحٍ قُدُسٍ›.‏+ ٣٤ وَأَنَا رَأَيْتُ ذٰلِكَ،‏ وَشَهِدْتُ أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ».‏+

٣٥ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا مَعَ ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ،‏ ٣٦ فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِيًا وَقَالَ:‏ «هُوَذَا حَمَلُ+ ٱللّٰهِ!‏».‏ ٣٧ فَسَمِعَهُ ٱلتِّلْمِيذَانِ يَتَكَلَّمُ،‏ فَتَبِعَا يَسُوعَ.‏ ٣٨ فَٱلْتَفَتَ يَسُوعُ وَرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ،‏ فَقَالَ لَهُمَا:‏ «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟‏».‏ فَقَالَا لَهُ:‏ «رَابِّي (‏ٱلَّذِي يَعْنِي عِنْدَ تَرْجَمَتِهِ:‏ يَا مُعَلِّمُ)‏،‏ أَيْنَ تَمْكُثُ؟‏».‏ ٣٩ فَقَالَ لَهُمَا:‏ «تَعَالَيَا فَتَرَيَا».‏+ فَأَتَيَا وَنَظَرَا أَيْنَ يَمْكُثُ،‏ وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ،‏ وَكَانَ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلْعَاشِرَةِ.‏ ٤٠ وَكَانَ أَنْدَرَاوُسُ+ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِدًا مِنَ ٱلِٱثْنَيْنِ ٱللَّذَيْنِ سَمِعَا مَا قَالَهُ يُوحَنَّا وَتَبِعَا يَسُوعَ.‏ ٤١ هٰذَا وَجَدَ أَوَّلًا أَخَاهُ سِمْعَانَ،‏ فَقَالَ لَهُ:‏ «وَجَدْنَا ٱلْمَسِيَّا»‏+ (‏ٱلَّذِي يَعْنِي عِنْدَ تَرْجَمَتِهِ:‏ اَلْمَسِيحَ)‏.‏+ ٤٢ وَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ.‏ فَنَظَرَ+ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «أَنْتَ سِمْعَانُ+ بْنُ يُوحَنَّا،‏+ وَسَتُدْعَى صَفَا» (‏ٱلَّذِي تَرْجَمَتُهُ:‏ بُطْرُسُ)‏.‏+

٤٣ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي رَغِبَ يَسُوعُ أَنْ يَمْضِيَ إِلَى ٱلْجَلِيلِ.‏ فَوَجَدَ فِيلِبُّسَ+ وَقَالَ لَهُ:‏ «اِتْبَعْنِي».‏+ ٤٤ وَكَانَ فِيلِبُّسُ مِنْ بَيْتَ صَيْدَا،‏+ مِنْ مَدِينَةِ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ.‏ ٤٥ وَوَجَدَ فِيلِبُّسُ نَثَنَائِيلَ+ وَقَالَ لَهُ:‏ «وَجَدْنَا ٱلَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي ٱلشَّرِيعَةِ،‏+ وَكَذٰلِكَ ٱلْأَنْبِيَاءُ،‏+ يَسُوعَ ٱبْنَ يُوسُفَ،‏+ مِنَ ٱلنَّاصِرَةِ».‏ ٤٦ فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ:‏ «أَيُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ ٱلنَّاصِرَةِ شَيْءٌ صَالِحٌ؟‏».‏+ فَقَالَ لَهُ فِيلِبُّسُ:‏ «تَعَالَ وَٱنْظُرْ».‏ ٤٧ وَرَأَى يَسُوعُ نَثَنَائِيلَ آتِيًا نَحْوَهُ فَقَالَ عَنْهُ:‏ «هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا،‏ لَا خِدَاعَ فِيهِ».‏+ ٤٨ فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ:‏ «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟‏».‏ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏ «قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلِبُّسُ،‏ رَأَيْتُكَ وَأَنْتَ تَحْتَ ٱلتِّينَةِ».‏ ٤٩ أَجَابَهُ نَثَنَائِيلُ:‏ «رَابِّي،‏ أَنْتَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ،‏+ أَنْتَ مَلِكُ+ إِسْرَائِيلَ».‏ ٥٠ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَلِهٰذَا تُؤْمِنُ،‏ لِأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَحْتَ ٱلتِّينَةِ؟‏ سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هٰذَا».‏ ٥١ وَقَالَ لَهُ أَيْضًا:‏ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ سَتَرَوْنَ ٱلسَّمَاءَ مَفْتُوحَةً وَمَلَائِكَةَ+ ٱللّٰهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ إِلَى ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ».‏+

٢ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ كَانَتْ وَلِيمَةُ عُرْسٍ فِي قَانَا+ ٱلْجَلِيلِ،‏ وَكَانَتْ أُمُّ+ يَسُوعَ هُنَاكَ.‏ ٢ وَكَانَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ مَدْعُوِّينَ أَيْضًا إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ.‏

٣ وَلَمَّا أَعْوَزَتْهُمُ ٱلْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ+ يَسُوعَ لَهُ:‏ «لَيْسَ عِنْدَهُمْ خَمْرٌ».‏ ٤ لٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهَا:‏ «مَا لِي وَلَكِ يَا ٱمْرَأَةُ؟‏+ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».‏+ ٥ فَقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَمِ:‏ «مَهْمَا يَقُلْ لَكُمْ فَٱفْعَلُوا».‏+ ٦ وَكَانَتْ سِتُّ جِرَارِ مَاءٍ حَجَرِيَّةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ كَمَا تَقْتَضِي قَوَاعِدُ ٱلتَّطْهِيرِ+ عِنْدَ ٱلْيَهُودِ،‏ تَسَعُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا كَيْلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً.‏ ٧ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «اِمْلَأُوا ٱلْجِرَارَ مَاءً».‏ فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ.‏ ٨ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «اِسْتَقُوا ٱلْآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى ٱلْمُشْرِفِ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ».‏ فَقَدَّمُوا.‏ ٩ فَلَمَّا ذَاقَ ٱلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ ٱلْمَاءَ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ تَحَوَّلَ خَمْرًا+ وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَصْدَرَهَا،‏ مَعَ أَنَّ ٱلْخَدَمَ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدِ ٱسْتَقَوُا ٱلْمَاءَ عَلِمُوا،‏ دَعَا ٱلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ ٱلْعَرِيسَ ١٠ وَقَالَ لَهُ:‏ «اَلْكُلُّ غَيْرَكَ يَضَعُ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ أَوَّلًا،‏+ وَمَتَى سَكِرَ ٱلنَّاسُ،‏ فَٱلدُّونَ.‏ وَأَنْتَ حَفِظْتَ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ إِلَى ٱلْآنَ».‏ ١١ صَنَعَ يَسُوعُ هٰذَا فِي قَانَا ٱلْجَلِيلِ بِدَايَةً لِآيَاتِهِ،‏ وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ،‏+ فَآ‌مَنَ بِهِ تَلَامِيذُهُ.‏

١٢ بَعْدَ هٰذَا نَزَلَ هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ+ وَتَلَامِيذُهُ إِلَى كَفَرْنَاحُومَ،‏+ وَمَكَثُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً.‏

١٣ وَكَانَ فِصْحُ+ ٱلْيَهُودِ قَرِيبًا،‏ فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏+ ١٤ وَوَجَدَ فِي ٱلْهَيْكَلِ بَاعَةَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْخِرَافِ وَٱلْحَمَامِ،‏+ وَٱلصَّرَّافِينَ فِي مَقَاعِدِهِمْ.‏ ١٥ فَصَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَالٍ،‏ وَطَرَدَ كُلَّ هٰؤُلَاءِ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ مَعَ ٱلْخِرَافِ وَٱلْبَقَرِ،‏ وَكَبَّ نُقُودَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَقَلَبَ مَوَائِدَهُمْ.‏+ ١٦ وَقَالَ لِبَاعَةِ ٱلْحَمَامِ:‏ «اِرْفَعُوا هٰذِهِ مِنْ هُنَا!‏ كُفُّوا عَنْ جَعْلِ بَيْتِ+ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ!‏».‏+ ١٧ فَتَذَكَّرَ تَلَامِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ «اَلْغَيْرَةُ عَلَى بَيْتِكَ سَتَأْكُلُنِي».‏+

١٨ فَأَجَابَ ٱلْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ:‏ «أَيَّةَ آيَةٍ+ تُرِينَا،‏ حَتَّى إِنَّكَ تَفْعَلُ هٰذَا؟‏».‏ ١٩ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «اِهْدِمُوا هٰذَا ٱلْهَيْكَلَ،‏+ وَفِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ».‏ ٢٠ فَقَالَ ٱلْيَهُودُ:‏ «بُنِيَ هٰذَا ٱلْهَيْكَلُ فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً،‏ أَفَتُقِيمُهُ أَنْتَ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ؟‏».‏ ٢١ وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْنِي بِٱلْهَيْكَلِ+ جَسَدَهُ.‏ ٢٢ فَلَمَّا أُقِيمَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ،‏ تَذَكَّرَ+ تَلَامِيذُهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ هٰذَا،‏ فَآ‌مَنُوا بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَبِٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.‏

٢٣ وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْفِصْحِ،‏ فِي ٱلْعِيدِ،‏+ آمَنَ كَثِيرُونَ بِٱسْمِهِ،‏+ إِذْ رَأَوْا آيَاتِهِ ٱلَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا.‏+ ٢٤ أَمَّا يَسُوعُ فَمَا كَانَ يَأْتَمِنُهُمْ+ عَلَى نَفْسِهِ لِأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُهُمْ جَمِيعًا ٢٥ وَلِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجًا أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ ٱلْإِنْسَانِ،‏ فَقَدْ كَانَ هُوَ نَفْسُهُ يَعْرِفُ مَا فِي ٱلْإِنْسَانِ.‏+

٣ وَكَانَ إِنْسَانٌ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ،‏+ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ.‏ ٢ هٰذَا جَاءَ إِلَيْهِ لَيْلًا+ وَقَالَ لَهُ:‏ «رَابِّي،‏+ نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّكَ مِنَ ٱللّٰهِ جِئْتَ مُعَلِّمًا،‏+ لِأَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هٰذِهِ ٱلْآيَاتِ+ ٱلَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُهَا مَا لَمْ يَكُنِ ٱللّٰهُ مَعَهُ».‏+ ٣ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏+ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ:‏ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُولَدُ ثَانِيَةً،‏+ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ».‏+ ٤ فَقَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ:‏ «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ عَجُوزٌ؟‏ أَوَيَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ رَحِمَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟‏».‏ ٥ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ:‏ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُولَدُ مِنْ مَاءٍ+ وَرُوحٍ،‏+ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ.‏ ٦ اَلْمَوْلُودُ مِنَ ٱلْجَسَدِ هُوَ جَسَدٌ،‏ وَٱلْمَوْلُودُ مِنَ ٱلرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.‏+ ٧ لَا تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ:‏ يَجِبُ أَنْ تُولَدُوا ثَانِيَةً.‏+ ٨ اَلرِّيحُ+ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ،‏ وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا،‏ لٰكِنَّكَ لَا تَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلَا إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ.‏ هٰكَذَا كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ ٱلرُّوحِ».‏+

٩ أَجَابَ نِيقُودِيمُوسُ وَقَالَ لَهُ:‏ «كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هٰذَا؟‏».‏ ١٠ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَنْتَ مُعَلِّمٌ لِإِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْرِفُ هٰذَا؟‏+ ١١ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ:‏ إِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْرِفُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا،‏+ وَلٰكِنَّكُمْ لَا تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا.‏+ ١٢ إِنْ كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمُ ٱلْأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ،‏ فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّاتِ؟‏+ ١٣ فَمَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ+ إِلَّا ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ،‏+ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ.‏+ ١٤ وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى ٱلْحَيَّةَ+ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ،‏ هٰكَذَا لَا بُدَّ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ،‏+ ١٥ لِتَكُونَ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.‏+

١٦ ‏«فَإِنَّ ٱللّٰهَ أَحَبَّ+ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ،‏ مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ،‏+ لِكَيْلَا يَهْلِكَ+ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ،‏+ بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.‏+ ١٧ فَٱللّٰهُ لَمْ يُرْسِلِ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيَدِينَ+ ٱلْعَالَمَ،‏ بَلْ لِيَخْلُصَ+ بِهِ ٱلْعَالَمُ.‏ ١٨ اَلَّذِي يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ لَا يُدَانُ.‏+ وَٱلَّذِي لَا يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ فَقَدْ دِينَ مُنْذُ ٱلْآنَ،‏ لِأَنَّهُ لَمْ يُمَارِسِ ٱلْإِيمَانَ بِٱسْمِ ٱلِٱبْنِ،‏ مَوْلُودِ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدِ.‏+ ١٩ وَهٰذَا هُوَ أَسَاسُ ٱلدَّيْنُونَةِ،‏ أَنَّ ٱلنُّورَ+ جَاءَ إِلَى ٱلْعَالَمِ+ لٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَحَبُّوا ٱلظُّلْمَةَ عَلَى ٱلنُّورِ،‏+ لِأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً.‏ ٢٠ فَإِنَّ ٱلَّذِي يُمَارِسُ ٱلرَّذَائِلَ+ يُبْغِضُ ٱلنُّورَ وَلَا يَأْتِي إِلَى ٱلنُّورِ،‏ لِئَلَّا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ.‏+ ٢١ وَأَمَّا ٱلَّذِي يَفْعَلُ ٱلْحَقَّ فَيَأْتِي إِلَى ٱلنُّورِ،‏+ لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا عُمِلَتْ بِحَسَبِ ٱللّٰهِ».‏

٢٢ وَبَعْدَ هٰذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ إِلَى بِلَادِ ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ وَقَضَى مَعَهُمْ هُنَاكَ مُدَّةً مِنَ ٱلْوَقْتِ وَكَانَ يُعَمِّدُ.‏+ ٢٣ وَكَانَ يُوحَنَّا+ أَيْضًا يُعَمِّدُ فِي عَيْنَ نُونَ بِقُرْبِ سَالِيمَ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ كَمِّيَّةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ ٱلْمَاءِ،‏+ وَظَلَّ ٱلنَّاسُ يَأْتُونَ وَيَعْتَمِدُونَ.‏+ ٢٤ فَإِنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُلْقِيَ فِي ٱلسِّجْنِ.‏+

٢٥ فَجَادَلَ تَلَامِيذُ يُوحَنَّا أَحَدَ ٱلْيَهُودِ فِي شَأْنِ ٱلتَّطْهِيرِ.‏+ ٢٦ فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ:‏ «رَابِّي،‏ ذَاكَ ٱلَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عِبْرِ ٱلْأُرْدُنِّ،‏ ٱلَّذِي شَهِدْتَ لَهُ،‏+ هَا إِنَّهُ يُعَمِّدُ وَٱلْجَمِيعُ يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ».‏+ ٢٧ أَجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ:‏ «لَا يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا مَا لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ لَهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.‏+ ٢٨ أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي بِأَنِّي قُلْتُ:‏ أَنَا لَسْتُ ٱلْمَسِيحَ،‏+ بَلْ أَنَا مُرْسَلٌ قُدَّامَهُ.‏+ ٢٩ مَنْ لَهُ ٱلْعَرُوسُ فَهُوَ ٱلْعَرِيسُ.‏+ أَمَّا صَدِيقُ ٱلْعَرِيسِ،‏ فَحِينَ يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ،‏ يَفْرَحُ فَرَحًا جَزِيلًا لِصَوْتِ ٱلْعَرِيسِ.‏ إِذًا فَرَحِي هٰذَا قَدِ ٱكْتَمَلَ.‏+ ٣٠ ذَاكَ لَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَزْدَادَ،‏ وَأَمَّا أَنَا فَلَا بُدَّ لِي أَنْ أَنْقُصَ».‏

٣١ اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ ٱلْآخَرِينَ جَمِيعًا.‏+ وَٱلَّذِي مِنَ ٱلْأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ وَيَتَكَلَّمُ بِٱلْأَرْضِيَّاتِ.‏+ اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ ٱلسَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ ٱلْآخَرِينَ جَمِيعًا.‏+ ٣٢ وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ فَبِهِ يَشْهَدُ،‏+ وَلٰكِنَّ شَهَادَتَهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا.‏+ ٣٣ مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ ٱللّٰهَ صَادِقٌ.‏+ ٣٤ لِأَنَّ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ ٱللّٰهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِ ٱللّٰهِ،‏+ فَإِنَّهُ لَا يُعْطِي ٱلرُّوحَ بِٱلْكَيْلِ.‏+ ٣٥ اَلْآبُ يُحِبُّ+ ٱلِٱبْنَ وَقَدْ جَعَلَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ.‏+ ٣٦ اَلَّذِي يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ+ بِٱلِٱبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ،‏+ وَٱلَّذِي يَعْصِي ٱلِٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً،‏+ بَلْ يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ سُخْطُ ٱللّٰهِ.‏+

٤ وَلَمَّا عَلِمَ ٱلرَّبُّ أَنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ سَمِعُوا أَنَّ يَسُوعَ يُصَيِّرُ وَيُعَمِّدُ+ تَلَامِيذَ أَكْثَرَ مِنْ يُوحَنَّا —‏  ٢ مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ،‏ بَلْ تَلَامِيذُهُ —‏ ٣ تَرَكَ ٱلْيَهُودِيَّةَ وَمَضَى ثَانِيَةً إِلَى ٱلْجَلِيلِ.‏ ٤ وَلٰكِنْ كَانَ لَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ بِٱلسَّامِرَةِ.‏+ ٥ فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ تُدْعَى سُوخَارَ بِقُرْبِ ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ٱبْنِهِ.‏+ ٦ وَكَانَ هُنَاكَ نَبْعُ يَعْقُوبَ.‏+ وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ أَعْيَا مِنَ ٱلسَّفَرِ جَلَسَ هٰكَذَا عَلَى ٱلنَّبْعِ.‏ وَكَانَ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ.‏

٧ فَجَاءَتِ ٱمْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ لِتَسْتَقِيَ مَاءً.‏ فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ:‏ «أَعْطِينِي لِأَشْرَبَ».‏ ٨ ‏(‏فَإِنَّ تَلَامِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لِيَشْتَرُوا طَعَامًا)‏.‏ ٩ فَقَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ ٱلسَّامِرِيَّةُ:‏ «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ،‏ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا ٱمْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟‏».‏ (‏فَإِنَّ ٱلْيَهُودَ لَا يَتَعَامَلُونَ مَعَ ٱلسَّامِرِيِّينَ)‏.‏+ ١٠ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا:‏ «لَوْ كُنْتِ تَعْرِفِينَ هِبَةَ+ ٱللّٰهِ وَمَنْ+ هُوَ ٱلَّذِي يَقُولُ لَكِ:‏ ‹أَعْطِينِي لِأَشْرَبَ›،‏ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا».‏+ ١١ قَالَتْ لَهُ:‏ «يَا سَيِّدُ،‏ لَيْسَ لَدَيْكَ حَتَّى دَلْوٌ تَسْتَقِي بِهَا،‏ وَٱلْبِئْرُ عَمِيقَةٌ.‏ فَمِنْ أَيْنَ لَكَ هٰذَا ٱلْمَاءُ ٱلْحَيُّ؟‏ ١٢ أَأَنْتَ أَعْظَمُ+ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ،‏ ٱلَّذِي أَعْطَانَا ٱلْبِئْرَ،‏ وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَاشِيَتُهُ؟‏».‏ ١٣ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا:‏ «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هٰذَا ٱلْمَاءِ يَعْطَشُ ثَانِيَةً.‏ ١٤ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا لَهُ فَلَنْ يَعْطَشَ أَبَدًا،‏+ بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ لَهُ يَصِيرُ فِيهِ نَبْعَ مَاءٍ+ يَنْبَعُ فَيَمْنَحُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً».‏+ ١٥ قَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ:‏ «يَا سَيِّدُ،‏ أَعْطِنِي هٰذَا ٱلْمَاءَ،‏ لِكَيْلَا أَعْطَشَ وَلَا أَظَلَّ آتِي إِلَى هُنَا لِأَسْتَقِيَ مَاءً».‏

١٦ قَالَ لَهَا:‏ «اِذْهَبِي وَٱدْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هُنَا».‏ ١٧ أَجَابَتِ ٱلْمَرْأَةُ وَقَالَتْ:‏ «لَا زَوْجَ لِي».‏ قَالَ لَهَا يَسُوعُ:‏ «حَسَنًا قُلْتِ:‏ ‹لَيْسَ لِي زَوْجٌ›.‏ ١٨ فَقَدْ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ،‏ وَٱلَّذِي لَكِ ٱلْآنَ لَيْسَ زَوْجَكِ.‏ هٰذَا قُلْتِهِ بِٱلصِّدْقِ».‏ ١٩ قَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ:‏ «يَا سَيِّدُ،‏ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ.‏+ ٢٠ آبَاؤُنَا عَبَدُوا فِي هٰذَا ٱلْجَبَلِ،‏+ وَلٰكِنْ أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ ٱلْمَكَانَ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ فِيهِ ٱلْعِبَادَةُ».‏+ ٢١ قَالَ لَهَا يَسُوعُ:‏ «صَدِّقِينِي يَا ٱمْرَأَةُ،‏ تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ حِينَ تَعْبُدُونَ+ ٱلْآبَ لَا فِي هٰذَا ٱلْجَبَلِ وَلَا فِي أُورُشَلِيمَ.‏+ ٢٢ أَنْتُمْ تَعْبُدُونَ مَا لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ،‏+ وَنَحْنُ نَعْبُدُ مَا نَعْرِفُ،‏ لِأَنَّ ٱلْخَلَاصَ يَأْتِي مِنَ ٱلْيَهُودِ.‏+ ٢٣ وَلٰكِنْ تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ،‏ وَهِيَ ٱلْآنَ،‏ حِينَ ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَعْبُدُونَ ٱلْآبَ بِٱلرُّوحِ+ وَٱلْحَقِّ،‏+ فَإِنَّ ٱلْآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هٰؤُلَاءِ لِيَعْبُدُوهُ.‏+ ٢٤ اَللّٰهُ رُوحٌ،‏+ وَٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَهُ لَا بُدَّ لَهُمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ».‏+ ٢٥ قَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ:‏ «أَنَا أَعْرِفُ أَنَّ مَسِيَّا،‏+ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْمَسِيحَ،‏ آتٍ.‏+ فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ،‏ يُعْلِنُ لَنَا كُلَّ شَيْءٍ جَهْرًا».‏ ٢٦ قَالَ لَهَا يَسُوعُ:‏ «إِنَّهُ أَنَا ٱلَّذِي أُكَلِّمُكِ».‏+

٢٧ وَعِنْدَ ذٰلِكَ وَصَلَ تَلَامِيذُهُ،‏ وَتَعَجَّبُوا مِنْ أَنَّهُ يُكَلِّمُ ٱمْرَأَةً.‏ لٰكِنَّ أَحَدًا لَمْ يَقُلْ:‏ «مَاذَا تَطْلُبُ؟‏» أَوْ:‏ «لِمَاذَا تُكَلِّمُهَا؟‏».‏ ٢٨ فَتَرَكَتِ ٱلْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ:‏ ٢٩ ‏«تَعَالَوُا ٱنْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ.‏ أَلَعَلَّ هٰذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ؟‏».‏+ ٣٠ فَخَرَجُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ.‏

٣١ فِي أَثْنَاءِ ذٰلِكَ كَانَ ٱلتَّلَامِيذُ يُلِحُّونَ عَلَيْهِ،‏ قَائِلِينَ:‏ «رَابِّي،‏+ كُلْ».‏ ٣٢ وَلٰكِنَّهُ قَالَ لَهُمْ:‏ «لِي طَعَامٌ آكُلُهُ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ».‏ ٣٣ فَقَالَ ٱلتَّلَامِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:‏ «هَلْ أَتَاهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ لِيَأْكُلَ؟‏».‏ ٣٤ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «طَعَامِي+ أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ+ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُنْهِيَ عَمَلَهُ.‏+ ٣٥ أَمَا تَقُولُونَ:‏ هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ بَعْدُ وَيَأْتِي ٱلْحَصَادُ؟‏ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمْ:‏ اِرْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَٱنْظُرُوا ٱلْحُقُولَ،‏ إِنَّهَا قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ.‏+ وَمُنْذُ ٱلْآنَ ٣٦ ٱلْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏+ لِكَيْ يَفْرَحَ ٱلزَّارِعُ+ وَٱلْحَاصِدُ مَعًا.‏+ ٣٧ فَإِنَّهُ فِي هٰذَا يَصْدُقُ ٱلْقَوْلُ:‏ وَاحِدٌ يَزْرَعُ وَآخَرُ يَحْصُدُ.‏ ٣٨ أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَكُدُّوا فِيهِ.‏ آخَرُونَ كَدُّوا،‏+ وَأَنْتُمْ جَنَيْتُمْ ثَمَرَةَ كَدِّهِمْ».‏

٣٩ وَآمَنَ+ بِهِ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ بِسَبَبِ كَلَامِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي شَهِدَتْ قَائِلَةً:‏ «قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ».‏+ ٤٠ فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ ٱلسَّامِرِيُّونَ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ،‏ فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ.‏+ ٤١ فَآ‌مَنَ أُنَاسٌ أَكْثَرُ جِدًّا بِسَبَبِ مَا قَالَهُ،‏+ ٤٢ وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ:‏ «لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كَلَامِكِ نُؤْمِنُ،‏ فَنَحْنُ بِأَنْفُسِنَا سَمِعْنَا+ وَنَعْرِفُ أَنَّ هٰذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ+ ٱلْعَالَمِ».‏

٤٣ وَبَعْدَ ٱلْيَوْمَيْنِ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلَى ٱلْجَلِيلِ.‏+ ٤٤ غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ شَهِدَ أَنْ لَيْسَ لِنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ.‏+ ٤٥ فَلَمَّا جَاءَ إِلَى ٱلْجَلِيلِ،‏ ٱسْتَقْبَلَهُ ٱلْجَلِيلِيُّونَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا كُلَّ مَا فَعَلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْعِيدِ،‏+ فَإِنَّهُمْ هُمْ أَيْضًا ذَهَبُوا إِلَى ٱلْعِيدِ.‏+

٤٦ فَجَاءَ ثَانِيَةً إِلَى قَانَا+ ٱلْجَلِيلِ،‏ حَيْثُ كَانَ قَدْ حَوَّلَ ٱلْمَاءَ خَمْرًا.‏+ وَكَانَ خَادِمٌ لِلْمَلِكِ لَهُ ٱبْنٌ مَرِيضٌ فِي كَفَرْنَاحُومَ.‏+ ٤٧ فَلَمَّا سَمِعَ هٰذَا أَنَّ يَسُوعَ جَاءَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ،‏ ذَهَبَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَنْزِلَ وَيَشْفِيَ ٱبْنَهُ،‏ فَإِنَّهُ كَانَ مُشْرِفًا عَلَى ٱلْمَوْتِ.‏ ٤٨ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ:‏ «إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ+ وَعَجَائِبَ+ لَا تُؤْمِنُونَ أَلْبَتَّةَ».‏ ٤٩ قَالَ لَهُ خَادِمُ ٱلْمَلِكِ:‏ «يَا رَبُّ،‏ ٱنْزِلْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ وَلَدِي ٱلصَّغِيرُ».‏ ٥٠ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «اِذْهَبْ.‏+ اِبْنُكَ حَيٌّ».‏+ فَآ‌مَنَ ٱلرَّجُلُ بِٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا يَسُوعُ لَهُ وَذَهَبَ.‏ ٥١ وَفِيمَا كَانَ نَازِلًا لَاقَاهُ عَبِيدُهُ لِيَقُولُوا لَهُ إِنَّ ٱلصَّبِيَّ حَيٌّ.‏+ ٥٢ فَٱسْتَعْلَمَهُمْ عَنِ ٱلسَّاعَةِ ٱلَّتِي فِيهَا تَعَافَى.‏ فَقَالُوا لَهُ:‏ «أَمْسِ فِي ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّابِعَةِ تَرَكَتْهُ ٱلْحُمَّى».‏+ ٥٣ فَعَرَفَ ٱلْأَبُ أَنَّهَا ٱلسَّاعَةُ عَيْنُهَا+ ٱلَّتِي قَالَ لَهُ فِيهَا يَسُوعُ:‏ «اِبْنُكَ حَيٌّ».‏ فَآ‌مَنَ هُوَ وَكُلُّ أَهْلِ بَيْتِهِ.‏+ ٥٤ هٰذِهِ أَيْضًا هِيَ ٱلْآيَةُ ٱلثَّانِيَةُ+ ٱلَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ حِينَ جَاءَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ.‏

٥ وَبَعْدَ هٰذَا كَانَ عِيدٌ+ لِلْيَهُودِ،‏ فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ ٢ وَفِي أُورُشَلِيمَ بِرْكَةٌ عِنْدَ بَابِ ٱلْخِرَافِ+ تُسَمَّى بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ بَيْتَ زَاثَا،‏ لَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَةٍ.‏ ٣ فِي هٰذِهِ كَانَ مُضْطَجِعًا جُمْهُورٌ مِنَ ٱلْمَرْضَى،‏ ٱلْعُمْيِ،‏ ٱلْعُرْجِ،‏ وَذَوِي ٱلْأَعْضَاءِ ٱلْيَابِسَةِ.‏ ٤ ــــــــ‍ ٥ وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً.‏ ٦ فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا،‏ وَكَانَ يَعْلَمُ أَنَّ لَهُ زَمَانًا طَوِيلًا+ وَهُوَ مَرِيضٌ،‏ قَالَ لَهُ:‏ «أَتُرِيدُ أَنْ تَتَعَافَى؟‏».‏+ ٧ أَجَابَهُ ٱلْمَرِيضُ:‏ «يَا سَيِّدُ،‏ لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُنْزِلُنِي فِي ٱلْبِرْكَةِ مَتَى ٱضْطَرَبَ ٱلْمَاءُ.‏ بَلْ بَيْنَمَا أَكُونُ آتِيًا،‏ يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ».‏ ٨ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ».‏+ ٩ فَتَعَافَى ٱلْإِنْسَانُ فِي ٱلْحَالِ،‏ وَحَمَلَ فِرَاشَهُ وَمَشَى.‏

وَكَانَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ سَبْتًا.‏+ ١٠ فَقَالَ ٱلْيَهُودُ لِلَّذِي شُفِيَ:‏ «إِنَّهُ سَبْتٌ،‏ فَلَا يَحِلُّ+ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ فِرَاشَكَ».‏ ١١ لٰكِنَّهُ أَجَابَهُمْ:‏ «إِنَّ ٱلَّذِي جَعَلَنِي أَتَعَافَى هُوَ قَالَ لِي:‏ ‹اِحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ›».‏ ١٢ فَسَأَلُوهُ:‏ «مَنْ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي قَالَ لَكَ:‏ ‹اِحْمِلْ وَٱمْشِ›؟‏».‏ ١٣ لٰكِنَّ ٱلَّذِي شُفِيَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ،‏ لِأَنَّ يَسُوعَ كَانَ قَدِ ٱبْتَعَدَ،‏ إِذْ كَانَ فِي ٱلْمَكَانِ جَمْعٌ.‏

١٤ بَعْدَ ذٰلِكَ وَجَدَهُ يَسُوعُ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ:‏ «هَا أَنْتَ قَدْ تَعَافَيْتَ.‏ فَلَا تُخْطِئْ بَعْدُ،‏ لِئَلَّا يُصِيبَكَ مَا هُوَ أَسْوَأُ».‏ ١٥ فَمَضَى ٱلْإِنْسَانُ وَأَخْبَرَ ٱلْيَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَهُ يَتَعَافَى.‏ ١٦ وَلِهٰذَا أَخَذَ ٱلْيَهُودُ يَضْطَهِدُونَ+ يَسُوعَ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ يَوْمَ سَبْتٍ.‏ ١٧ وَلٰكِنَّهُ أَجَابَهُمْ:‏ «أَبِي مَا زَالَ يَعْمَلُ حَتَّى ٱلْآنَ وَأَنَا لَا أَزَالُ أَعْمَلُ».‏+ ١٨ وَلِأَجْلِ هٰذَا أَخَذَ ٱلْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ،‏+ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَنْقُضُ ٱلسَّبْتَ فَقَطْ،‏ بَلْ أَيْضًا كَانَ يَدْعُو ٱللّٰهَ أَبَاهُ،‏+ جَاعِلًا نَفْسَهُ مُسَاوِيًا+ لِلّٰهِ.‏

١٩ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَا يَقْدِرُ ٱلِٱبْنُ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ،‏ إِلَّا مَا يَرَى ٱلْآبَ يَعْمَلُهُ.‏+ لِأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ،‏ فَهٰذَا يَعْمَلُهُ ٱلِٱبْنُ أَيْضًا عَلَى مِثَالِهِ.‏ ٢٠ لِأَنَّ ٱلْآبَ يُكِنُّ لِلِٱبْنِ مَوَدَّةً+ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ،‏ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالًا أَعْظَمَ مِنْ هٰذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.‏+ ٢١ فَكَمَا أَنَّ ٱلْآبَ يُقِيمُ ٱلْأَمْوَاتَ وَيُحْيِيهِمْ،‏+ كَذٰلِكَ ٱلِٱبْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.‏+ ٢٢ لِأَنَّ ٱلْآبَ لَا يَدِينُ أَحَدًا أَلْبَتَّةَ،‏ بَلْ فَوَّضَ كُلَّ ٱلدَّيْنُونَةِ إِلَى ٱلِٱبْنِ،‏+ ٢٣ لِكَيْ يُكْرِمَ ٱلْجَمِيعُ ٱلِٱبْنَ+ كَمَا يُكْرِمُونَ ٱلْآبَ.‏ مَنْ لَا يُكْرِمُ ٱلِٱبْنَ لَا يُكْرِمُ ٱلْآبَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ.‏+ ٢٤ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلَامِي وَيُؤْمِنُ بِٱلَّذِي أَرْسَلَنِي لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ،‏+ وَلَا يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ،‏ بَلْ قَدِ ٱنْتَقَلَ مِنَ ٱلْمَوْتِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏+

٢٥ ‏«اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ،‏ وَهِيَ ٱلْآنَ،‏ حِينَ يَسْمَعُ ٱلْأَمْوَاتُ+ صَوْتَ+ ٱبْنِ ٱللّٰهِ،‏ وَٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ لَهُ يَحْيَوْنَ.‏+ ٢٦ لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ،‏+ كَذٰلِكَ أَعْطَى ٱلِٱبْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ.‏+ ٢٧ وَأَعْطَاهُ سُلْطَةً أَنْ يَدِينَ،‏+ لِأَنَّهُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ.‏+ ٢٨ لَا تَتَعَجَّبُوا مِنْ هٰذَا،‏ لِأَنَّهَا تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ ٱلَّتِي يَسْمَعُ فِيهَا جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ+ صَوْتَهُ ٢٩ فَيَخْرُجُونَ:‏ اَلَّذِينَ فَعَلُوا ٱلصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةٍ لِلْحَيَاةِ،‏+ وَٱلَّذِينَ مَارَسُوا ٱلرَّذَائِلَ إِلَى قِيَامَةٍ لِلدَّيْنُونَةِ.‏+ ٣٠ أَنَا لَا أَقْدِرُ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي.‏ كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ،‏ وَدَيْنُونَتِي بَارَّةٌ،‏+ لِأَنِّي لَا أَطْلُبُ مَشِيئَتِي،‏ بَلْ مَشِيئَةَ+ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي.‏

٣١ ‏«إِنْ كُنْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْهَدُ+ لِنَفْسِي،‏ فَلَيْسَتْ شَهَادَتِي حَقَّةً.‏+ ٣٢ هُنَاكَ آخَرُ يَشْهَدُ لِي،‏ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ ٱلشَّهَادَةَ ٱلَّتِي يَشْهَدُهَا+ لِي حَقَّةٌ.‏ ٣٣ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ أُنَاسًا إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ.‏+ ٣٤ غَيْرَ أَنِّي لَا أَقْبَلُ ٱلشَّهَادَةَ مِنْ إِنْسَانٍ،‏ وَلٰكِنْ أَقُولُ هٰذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ.‏+ ٣٥ ذَاكَ كَانَ سِرَاجًا مُوقَدًا وَمُضِيئًا،‏ وَلِفَتْرَةٍ يَسِيرَةٍ شِئْتُمْ أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ.‏+ ٣٦ وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ شَهَادَةِ يُوحَنَّا،‏ لِأَنَّ ٱلْأَعْمَالَ ٱلَّتِي أَوْكَلَهَا إِلَيَّ أَبِي لِأُتَمِّمَهَا،‏ ٱلْأَعْمَالَ عَيْنَهَا ٱلَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا+ هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ ٱلْآبَ أَرْسَلَنِي.‏ ٣٧ وَٱلْآبُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ نَفْسُهُ شَهِدَ لِي.‏+ أَنْتُمْ لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُمْ هَيْئَتَهُ.‏+ ٣٨ وَلَيْسَتْ لَكُمْ كَلِمَتُهُ بَاقِيَةً فِيكُمْ،‏ لِأَنَّ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ هُوَ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ.‏

٣٩ ‏«أَنْتُمْ تَبْحَثُونَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏+ لِأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ بِوَاسِطَتِهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً،‏ وَهٰذِهِ هِيَ ٱلَّتِي تَشْهَدُ لِي.‏+ ٤٠ وَلٰكِنَّكُمْ لَا تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ.‏+ ٤١ أَنَا لَا أَقْبَلُ مَجْدًا مِنَ ٱلنَّاسِ،‏+ ٤٢ وَلٰكِنِّي أَعْرِفُ جَيِّدًا أَنْ لَيْسَتْ فِيكُمْ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ.‏+ ٤٣ أَنَا أَتَيْتُ بِٱسْمِ أَبِي،‏+ وَلٰكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي.‏ إِنْ أَتَى آخَرُ بِٱسْمِ نَفْسِهِ فَذٰلِكَ تَقْبَلُونَهُ.‏ ٤٤ كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا،‏ وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا+ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ وَلَسْتُمْ تَطْلُبُونَ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي مِنَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْوَحِيدِ؟‏+ ٤٥ لَا تَظُنُّوا أَنِّي سَأَتَّهِمُكُمْ لَدَى ٱلْآبِ.‏ هُنَاكَ مَنْ يَتَّهِمُكُمْ،‏ مُوسَى+ ٱلَّذِي جَعَلْتُمْ رَجَاءَكُمْ فِيهِ.‏ ٤٦ فَإِنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِمُوسَى لَكُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي،‏ لِأَنَّهُ كَتَبَ عَنِّي.‏+ ٤٧ وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِكِتَابَاتِهِ،‏+ فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ بِأَقْوَالِي؟‏».‏

٦ بَعْدَ ذٰلِكَ مَضَى يَسُوعُ عَبْرَ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ،‏ أَوْ طَبَرِيَّةَ.‏+ ٢ فَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ،‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَرَوْنَ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي يُجْرِيهَا عَلَى ٱلسُّقَمَاءِ.‏+ ٣ فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَلٍ،‏+ وَجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلَامِيذِهِ.‏ ٤ وَكَانَ ٱلْفِصْحُ،‏+ عِيدُ ٱلْيَهُودِ،‏ قَرِيبًا.‏ ٥ فَلَمَّا رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَرَأَى أَنَّ جَمْعًا كَثِيرًا آتٍ إِلَيْهِ،‏ قَالَ لِفِيلِبُّسَ:‏ «مِنْ أَيْنَ نَشْتَرِي خُبْزًا لِيَأْكُلَ هٰؤُلَاءِ؟‏».‏+ ٦ وَإِنَّمَا كَانَ يَقُولُ هٰذَا لِيَمْتَحِنَهُ،‏ لِأَنَّهُ هُوَ كَانَ يَعْلَمُ مَا سَيَفْعَلُ.‏ ٧ فَأَجَابَهُ فِيلِبُّسُ:‏ «لَا يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ،‏ لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا يَسِيرًا».‏+ ٨ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ،‏ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ:‏ ٩ ‏«هُنَا صَبِيٌّ صَغِيرٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ+ وَسَمَكَتَانِ صَغِيرَتَانِ.‏ وَلٰكِنْ مَا هٰذِهِ لِهٰذَا ٱلْعَدَدِ ٱلْكَبِيرِ؟‏».‏+

١٠ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اِجْعَلُوا ٱلنَّاسَ يَتَّكِئُونَ لِلطَّعَامِ».‏+ وَكَانَ فِي ٱلْمَوْضِعِ عُشْبٌ كَثِيرٌ.‏ فَٱتَّكَأَ ٱلرِّجَالُ،‏ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلَافٍ.‏+ ١١ فَأَخَذَ يَسُوعُ ٱلْأَرْغِفَةَ،‏ وَشَكَرَ،‏ ثُمَّ وَزَّعَ عَلَى ٱلْمُتَّكِئِينَ،‏ وَكَذٰلِكَ مِنَ ٱلسَّمَكَتَيْنِ ٱلصَّغِيرَتَيْنِ عَلَى قَدْرِ مَا أَرَادُوا.‏+ ١٢ فَلَمَّا شَبِعُوا+ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «اِجْمَعُوا ٱلْكِسَرَ ٱلْفَاضِلَةَ لِكَيْلَا يَضِيعَ شَيْءٌ».‏ ١٣ فَجَمَعُوهَا،‏ وَمَلَأُوا ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ ٱلْكِسَرِ ٱلَّتِي فَضَلَتْ عَنِ ٱلْآكِلِينَ مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ ٱلشَّعِيرِ.‏+

١٤ فَلَمَّا رَأَى ٱلنَّاسُ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا،‏ أَخَذُوا يَقُولُونَ:‏ «هٰذَا هُوَ بِٱلْحَقِيقَةِ ٱلنَّبِيُّ+ ٱلْآتِي إِلَى ٱلْعَالَمِ».‏ ١٥ وَإِذْ عَلِمَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَأْتُوا وَيَأْخُذُوهُ عَنْوَةً لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا،‏ ٱنْصَرَفَ+ وَعَادَ إِلَى ٱلْجَبَلِ وَحْدَهُ.‏

١٦ وَلَمَّا حَلَّ ٱلْمَسَاءُ،‏ نَزَلَ تَلَامِيذُهُ إِلَى ٱلْبَحْرِ،‏+ ١٧ وَصَعِدُوا إِلَى مَرْكَبٍ وَٱنْطَلَقُوا عَبْرَ ٱلْبَحْرِ إِلَى كَفَرْنَاحُومَ.‏ وَكَانَ ٱلظَّلَامُ قَدْ خَيَّمَ وَيَسُوعُ لَمْ يَأْتِ إِلَيْهِمْ بَعْدُ.‏ ١٨ وَبَدَأَ ٱلْبَحْرُ يَثُورُ بِسَبَبِ هُبُوبِ رِيحٍ قَوِيَّةٍ.‏+ ١٩ وَلٰكِنْ لَمَّا كَانُوا قَدْ جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَوْ ثَلَاثِينَ غَلْوَةً،‏ رَأَوْا يَسُوعَ مَاشِيًا عَلَى ٱلْبَحْرِ وَمُقْتَرِبًا مِنَ ٱلْمَرْكَبِ،‏ فَخَافُوا.‏+ ٢٠ وَلٰكِنَّهُ قَالَ لَهُمْ:‏ «هٰذَا أَنَا.‏ لَا تَخَافُوا!‏».‏+ ٢١ فَقَبِلُوا أَنْ يُصْعِدُوهُ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ،‏ وَمَا لَبِثَ أَنْ وَصَلَ ٱلْمَرْكَبُ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي كَانُوا ذَاهِبِينَ إِلَيْهَا.‏+

٢٢ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي رَأَى ٱلْجَمْعُ ٱلَّذِي كَانَ وَاقِفًا عَلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى مِنَ ٱلْبَحْرِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سِوَى مَرْكَبٍ صَغِيرٍ وَاحِدٍ،‏ وَأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَدْخُلِ ٱلْمَرْكَبَ مَعَ تَلَامِيذِهِ،‏ بَلْ مَضَى تَلَامِيذُهُ وَحْدَهُمْ؛‏ ٢٣ غَيْرَ أَنَّهُ وَصَلَتْ مَرَاكِبُ مِنْ طَبَرِيَّةَ إِلَى قُرْبِ ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي أَكَلُوا فِيهِ ٱلْخُبْزَ بَعْدَ أَنْ شَكَرَ ٱلرَّبُّ.‏ ٢٤ فَلَمَّا رَأَى ٱلْجَمْعُ أَنَّهُ لَا يَسُوعُ وَلَا تَلَامِيذُهُ هُنَاكَ،‏ صَعِدُوا إِلَى مَرَاكِبِهِمِ ٱلصَّغِيرَةِ وَجَاءُوا إِلَى كَفَرْنَاحُومَ يُفَتِّشُونَ+ عَنْ يَسُوعَ.‏

٢٥ وَلَمَّا وَجَدُوهُ فِي عِبْرِ ٱلْبَحْرِ قَالُوا لَهُ:‏ «رَابِّي،‏+ مَتَى وَصَلْتَ إِلَى هُنَا؟‏».‏ ٢٦ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ أَنْتُمْ تُفَتِّشُونَ عَنِّي،‏ لَيْسَ لِأَنَّكُمْ رَأَيْتُمْ آيَاتٍ،‏ بَلْ لِأَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ مِنَ ٱلْخُبْزِ وَشَبِعْتُمْ.‏+ ٢٧ اِعْمَلُوا لَا لِلطَّعَامِ ٱلَّذِي يَفْنَى،‏+ بَلْ لِلطَّعَامِ ٱلَّذِي يَبْقَى لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏+ ٱلَّذِي يُعْطِيكُمْ إِيَّاهُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ؛‏ فَهٰذَا هُوَ مَنْ خَتَمَهُ ٱلْآبُ،‏ ٱللّٰهُ نَفْسُهُ،‏ بِخَتْمِ رِضَاهُ».‏+

٢٨ فَقَالُوا لَهُ:‏ «مَاذَا نَفْعَلُ لِنَعْمَلَ أَعْمَالَ ٱللّٰهِ؟‏».‏ ٢٩ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «هٰذَا هُوَ عَمَلُ ٱللّٰهِ،‏ أَنْ تُمَارِسُوا ٱلْإِيمَانَ+ بِٱلَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ».‏+ ٣٠ فَقَالُوا لَهُ:‏ «فَأَيَّةَ آيَةٍ+ تَصْنَعُ لِنَرَى وَنُؤْمِنَ بِكَ؟‏ أَيَّ عَمَلٍ تَعْمَلُ؟‏ ٣١ آبَاؤُنَا أَكَلُوا ٱلْمَنَّ+ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ،‏ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:‏ ‹أَعْطَاهُمْ خُبْزًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ لِيَأْكُلُوا›».‏+ ٣٢ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ مُوسَى لَمْ يُعْطِكُمُ ٱلْخُبْزَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ،‏ لٰكِنَّ أَبِي هُوَ يُعْطِيكُمُ ٱلْخُبْزَ ٱلْحَقَّ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.‏+ ٣٣ فَخُبْزُ ٱللّٰهِ هُوَ مَنْ يَنْزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَيُعْطِي حَيَاةً لِلْعَالَمِ».‏ ٣٤ فَقَالُوا لَهُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ أَعْطِنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ هٰذَا ٱلْخُبْزَ».‏+

٣٥ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَنَا هُوَ خُبْزُ ٱلْحَيَاةِ.‏ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ فَلَنْ يَجُوعَ أَبَدًا،‏ وَمَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِي فَلَنْ يَعْطَشَ أَبَدًا.‏+ ٣٦ وَلٰكِنِّي قُلْتُ لَكُمْ:‏ إِنَّكُمْ قَدْ رَأَيْتُمُونِي وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ.‏+ ٣٧ كُلُّ مَا يُعْطِينِي ٱلْآبُ يَأْتِي إِلَيَّ،‏ وَمَنْ يَأْتِي إِلَيَّ فَلَنْ أُبْعِدَهُ أَبَدًا؛‏+ ٣٨ لِأَنِّي نَزَلْتُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ،‏+ لَا لِأَعْمَلَ مَشِيئَتِي،‏ بَلْ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي.‏+ ٣٩ وَهٰذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي،‏ أَلَّا أَخْسَرَ شَيْئًا مِنْ كُلِّ مَا أَعْطَانِي،‏ بَلْ أَنْ أُقِيمَهُ+ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ.‏ ٤٠ لِأَنَّ هٰذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ أَبِي،‏ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى ٱلِٱبْنَ وَيُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ،‏+ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ».‏+

٤١ فَتَذَمَّرَ ٱلْيَهُودُ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ قَالَ:‏ «أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ».‏+ ٤٢ وَقَالُوا:‏+ «أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ يَسُوعَ ٱبْنَ يُوسُفَ،‏+ ٱلَّذِي نَحْنُ نَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ؟‏ فَكَيْفَ يَقُولُ ٱلْآنَ:‏ ‹إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ›؟‏».‏ ٤٣ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «كُفُّوا عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ فِي مَا بَيْنَكُمْ.‏ ٤٤ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ+ ٱلْآبُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي،‏ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ.‏+ ٤٥ إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي ٱلْأَنْبِيَاءِ:‏ ‹وَيَكُونُونَ كُلُّهُمْ مُتَعَلِّمِينَ مِنْ يَهْوَهَ›.‏+ فَكُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ ٱلْآبِ وَتَعَلَّمَ يَأْتِي إِلَيَّ.‏+ ٤٦ لَيْسَ أَنَّ أَحَدًا رَأَى ٱلْآبَ+ إِلَّا ٱلَّذِي مِنَ ٱللّٰهِ،‏ فَهٰذَا قَدْ رَأَى ٱلْآبَ.‏+ ٤٧ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ مَنْ يُؤْمِنْ فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.‏+

٤٨ ‏«أَنَا هُوَ خُبْزُ+ ٱلْحَيَاةِ.‏ ٤٩ آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا ٱلْمَنَّ+ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَمَعَ ذٰلِكَ مَاتُوا.‏ ٥٠ هٰذَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلنَّازِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ،‏ لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ ٱلْإِنْسَانُ وَلَا يَمُوتَ.‏ ٥١ أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلْحَيُّ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.‏ إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هٰذَا ٱلْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي سَأُعْطِيهِ أَنَا إِنَّمَا هُوَ جَسَدِي+ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ ٱلْعَالَمِ».‏+

٥٢ فَخَاصَمَ ٱلْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا،‏ قَائِلِينَ:‏ «كَيْفَ يَقْدِرُ هٰذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَ؟‏».‏ ٥٣ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ+ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ،‏+ فَلَا حَيَاةَ+ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ.‏ ٥٤ مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ،‏ وَأَنَا أُقِيمُهُ+ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ.‏ ٥٥ فَإِنَّ جَسَدِي طَعَامٌ حَقٌّ،‏ وَدَمِي شَرَابٌ حَقٌّ.‏ ٥٦ مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي يَبْقَى فِي ٱتِّحَادٍ بِي،‏ وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِ.‏+ ٥٧ كَمَا أَرْسَلَنِي ٱلْآبُ ٱلْحَيُّ+ وَأَنَا أَحْيَا بِٱلْآبِ،‏ فَمَنْ يَأْكُلُنِي يَحْيَا هُوَ أَيْضًا بِي.‏+ ٥٨ هٰذَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.‏ لَيْسَ كَمَا كَانَ حِينَ أَكَلَ آبَاؤُكُمْ وَمَعَ ذٰلِكَ مَاتُوا.‏ مَنْ يَأْكُلُ هٰذَا ٱلْخُبْزَ يَحْيَا إِلَى ٱلْأَبَدِ».‏+ ٥٩ قَالَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي تَجَمُّعٍ عَامٍّ فِي كَفَرْنَاحُومَ.‏

٦٠ فَكَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِهِ،‏ إِذْ سَمِعُوا هٰذَا،‏ قَالُوا:‏ «هٰذَا ٱلْكَلَامُ فَظِيعٌ.‏ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟‏».‏+ ٦١ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ،‏ إِذْ عَلِمَ فِي نَفْسِهِ أَنَّ تَلَامِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ مِنْ ذٰلِكَ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «أَهٰذَا يُعْثِرُكُمْ؟‏+ ٦٢ فَكَيْفَ إِذَا رَأَيْتُمُ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ مِنْ قَبْلُ؟‏+ ٦٣ اَلرُّوحُ هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي؛‏+ اَلْجَسَدُ لَا يَنْفَعُ شَيْئًا أَلْبَتَّةَ.‏ اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ+ وَهُوَ حَيَاةٌ.‏+ ٦٤ وَلٰكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ».‏ فَإِنَّ يَسُوعَ كَانَ يَعْرِفُ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ مَنْ هُمُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ،‏ وَمَنْ هُوَ ٱلَّذِي سَيُسَلِّمُهُ.‏+ ٦٥ ثُمَّ قَالَ:‏ «لِهٰذَا قُلْتُ لَكُمْ:‏ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يُعْطَ لَهُ مِنَ ٱلْآبِ».‏+

٦٦ لِذٰلِكَ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِهِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ+ وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ.‏+ ٦٧ فَقَالَ يَسُوعُ لِلِٱثْنَيْ عَشَرَ:‏ «وَهَلْ تُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا؟‏».‏ ٦٨ أَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ:‏+ «يَا رَبُّ،‏ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟‏+ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏+ ٦٩ وَنَحْنُ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ قُدُّوسُ ٱللّٰهِ».‏+ ٧٠ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَمَا ٱخْتَرْتُكُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ؟‏+ وَمَعَ ذٰلِكَ فَوَاحِدٌ مِنْكُمْ هُوَ مُفْتَرٍ».‏+ ٧١ وَإِنَّمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنْ يَهُوذَا بْنِ سِمْعَانَ ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ،‏ فَهٰذَا كَانَ سَيُسَلِّمُهُ،‏+ مَعَ أَنَّهُ أَحَدُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏

٧ وَبَعْدَ ذٰلِكَ ٱسْتَمَرَّ يَسُوعُ يَجُولُ فِي ٱلْجَلِيلِ،‏ فَإِنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَجُولَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ لِأَنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.‏+ ٢ وَكَانَ عِيدُ ٱلْيَهُودِ،‏ عِيدُ ٱلْخِيَامِ،‏+ قَرِيبًا.‏ ٣ فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ:‏+ «اِنْتَقِلْ مِنْ هُنَا وَٱذْهَبْ إِلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ لِكَيْ يَرَى تَلَامِيذُكَ أَيْضًا ٱلْأَعْمَالَ ٱلَّتِي تَعْمَلُهَا.‏ ٤ فَلَا أَحَدَ يَعْمَلُ شَيْئًا فِي ٱلْخَفَاءِ وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَكُونَ مَعْرُوفًا عَلَانِيَةً.‏ فَبِمَا أَنَّكَ تَعْمَلُ هٰذِهِ ٱلْأَشْيَاءَ،‏ أَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ».‏ ٥ فَإِنَّ إِخْوَتَهُ+ لَمْ يَكُونُوا يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِهِ.‏+ ٦ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ،‏+ وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَحَاضِرٌ عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏ ٧ لَيْسَ لِلْعَالَمِ سَبَبٌ لِيُبْغِضَكُمْ،‏ وَلٰكِنَّهُ يُبْغِضُنِي،‏ لِأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ بِأَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ.‏+ ٨ اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى ٱلْعِيدِ.‏ أَنَا لَسْتُ بِصَاعِدٍ بَعْدُ إِلَى هٰذَا ٱلْعِيدِ،‏ لِأَنَّ وَقْتِي+ لَمْ يَتِمَّ بَعْدُ».‏+ ٩ قَالَ لَهُمْ هٰذَا،‏ وَبَقِيَ فِي ٱلْجَلِيلِ.‏

١٠ وَلٰكِنْ بَعْدَ أَنْ صَعِدَ إِخْوَتُهُ إِلَى ٱلْعِيدِ،‏ صَعِدَ عِنْدَئِذٍ هُوَ أَيْضًا،‏ لَيْسَ عَلَنًا،‏ بَلْ كَأَنَّهُ فِي ٱلْخَفَاءِ.‏+ ١١ فَأَخَذَ ٱلْيَهُودُ يُفَتِّشُونَ+ عَنْهُ فِي ٱلْعِيدِ وَيَقُولُونَ:‏ «أَيْنَ ذٰلِكَ ٱلرَّجُلُ؟‏».‏ ١٢ وَكَانَ فِي ٱلْجُمُوعِ+ تَهَامُسٌ كَثِيرٌ فِي شَأْنِهِ.‏ اَلْبَعْضُ يَقُولُونَ:‏ «إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ».‏ وَآخَرُونَ يَقُولُونَ:‏ «لَا،‏ بَلْ هُوَ يُضِلُّ ٱلْجَمْعَ».‏ ١٣ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ عَنْهُ عَلَانِيَةً خَوْفًا مِنَ ٱلْيَهُودِ.‏+

١٤ وَلَمَّا كَانَ ٱلْعِيدُ قَدِ ٱنْتَصَفَ،‏ صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ وَأَخَذَ يُعَلِّمُ.‏+ ١٥ فَتَعَجَّبَ ٱلْيَهُودُ،‏ قَائِلِينَ:‏ «كَيْفَ يَعْرِفُ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْكُتُبَ،‏+ وَهُوَ لَمْ يَتَعَلَّمْ فِي ٱلْمَدَارِسِ؟‏».‏+ ١٦ فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «مَا أُعَلِّمُهُ لَيْسَ لِي،‏ بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي.‏+ ١٧ إِنْ رَغِبَ أَحَدٌ أَنْ يَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ،‏ يَعْرِفُ ٱلتَّعْلِيمَ هَلْ هُوَ مِنَ ٱللّٰهِ+ أَمْ أَتَكَلَّمُ أَنَا مِنْ عِنْدِي.‏ ١٨ مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ عِنْدِهِ يَطْلُبُ مَجْدَهُ ٱلْخَاصَّ،‏ أَمَّا مَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ+ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ وَلَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ.‏ ١٩ أَمَا أَعْطَاكُمْ مُوسَى ٱلشَّرِيعَةَ؟‏+ وَلٰكِنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطِيعُ ٱلشَّرِيعَةَ.‏ لِمَاذَا تَطْلُبُونَ قَتْلِي؟‏».‏+ ٢٠ أَجَابَ ٱلْجَمْعُ:‏ «بِكَ شَيْطَانٌ.‏+ مَنْ يَطْلُبُ قَتْلَكَ؟‏».‏ ٢١ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «عَمَلًا وَاحِدًا عَمِلْتُ،‏+ وَتَتَعَجَّبُونَ جَمِيعًا.‏ ٢٢ لِذٰلِكَ فَكِّرُوا فِي هٰذَا:‏ أَعْطَاكُمْ مُوسَى ٱلْخِتَانَ+ —‏ لَيْسَ أَنَّهُ مِنْ مُوسَى،‏ بَلْ مِنَ ٱلْآبَاءِ+ —‏ وَأَنْتُمْ تَخْتِنُونَ ٱلْإِنْسَانَ حَتَّى يَوْمَ ٱلسَّبْتِ.‏ ٢٣ فَإِذَا كَانَ ٱلْإِنْسَانُ يَتَلَقَّى ٱلْخِتَانَ فِي ٱلسَّبْتِ لِئَلَّا تُنْقَضَ شَرِيعَةُ مُوسَى،‏ أَفَتَحْتَدُّونَ غَضَبًا عَلَيَّ لِأَنِّي جَعَلْتُ إِنْسَانًا يَتَعَافَى تَمَامًا فِي ٱلسَّبْتِ؟‏+ ٢٤ لَا تَدِينُوا بِحَسَبِ ٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ،‏ بَلْ دِينُوا دَيْنُونَةً بَارَّةً».‏+

٢٥ فَقَالَ بَعْضُ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ:‏ «أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي يَطْلُبُونَ قَتْلَهُ؟‏+ ٢٦ وَهَا هُوَ يَتَكَلَّمُ عَلَانِيَةً،‏+ وَلَا يَقُولُونَ لَهُ شَيْئًا.‏ أَلَعَلَّ ٱلرُّؤَسَاءَ عَرَفُوا يَقِينًا أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ؟‏+ ٢٧ وَلٰكِنْ هٰذَا نَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ هُوَ.‏+ أَمَّا ٱلْمَسِيحُ فَمَتَى جَاءَ،‏ فَلَنْ يَعْرِفَ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ هُوَ».‏+ ٢٨ فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَقَالَ:‏ «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا.‏+ وَأَنَا لَمْ آتِ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي،‏+ بَلِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقِيقِيٌّ،‏+ وَأَنْتُمْ لَا تَعْرِفُونَهُ.‏+ ٢٩ أَنَا أَعْرِفُهُ،‏+ لِأَنَّنِي مُمَثِّلٌ عَنْهُ،‏ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».‏+ ٣٠ فَٱبْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ،‏+ وَلٰكِنْ لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ يَدًا عَلَيْهِ،‏ لِأَنَّ سَاعَتَهُ+ لَمْ تَكُنْ قَدْ أَتَتْ بَعْدُ.‏ ٣١ وَلٰكِنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْجَمْعِ آمَنُوا بِهِ،‏+ وَقَالُوا:‏ «وَهَلْ يَعْمَلُ ٱلْمَسِيحُ،‏ مَتَى جَاءَ،‏ آيَاتٍ+ أَكْثَرَ مِمَّا عَمِلَ هٰذَا؟‏».‏

٣٢ سَمِعَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْجَمْعَ يَتَهَامَسُونَ بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ عَنْهُ،‏ فَأَرْسَلَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ شُرَطًا لِيُمْسِكُوهُ.‏+ ٣٣ فَقَالَ يَسُوعُ:‏ «أَنَا بَاقٍ مَعَكُمْ زَمَانًا يَسِيرًا بَعْدُ،‏ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي.‏+ ٣٤ سَتُفَتِّشُونَ عَنِّي+ وَلَا تَجِدُونَنِي،‏ وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».‏+ ٣٥ فَقَالَ ٱلْيَهُودُ فِي مَا بَيْنَهُمْ:‏ «إِلَى أَيْنَ يَنْوِي هٰذَا أَنْ يَذْهَبَ حَتَّى لَا نَجِدَهُ؟‏ أَلَعَلَّهُ يَنْوِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى ٱلْيَهُودِ ٱلْمُشَتَّتِينَ+ بَيْنَ ٱلْيُونَانِيِّينَ وَيُعَلِّمَ ٱلْيُونَانِيِّينَ؟‏ ٣٦ مَاذَا يَعْنِي هٰذَا ٱلْكَلَامُ ٱلَّذِي قَالَهُ:‏ ‹سَتُفَتِّشُونَ عَنِّي وَلَا تَجِدُونَنِي،‏ وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا›؟‏».‏

٣٧ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ،‏ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ مِنَ ٱلْعِيدِ،‏+ كَانَ يَسُوعُ وَاقِفًا فَنَادَى قَائِلًا:‏ «مَنْ هُوَ عَطْشَانٌ،‏+ فَلْيَأْتِ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ.‏ ٣٨ مَنْ آمَنَ بِي،‏+ فَكَمَا قَالَتِ ٱلْآيَةُ:‏ ‹تَجْرِي مِنْ أَعْمَاقِهِ جَدَاوِلُ مَاءٍ حَيٍّ›».‏+ ٣٩ وَإِنَّمَا قَالَ هٰذَا عَنِ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي كَانَ سَيَنَالُهُ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِهِ؛‏ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ مِنْ رُوحٍ،‏+ لِأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ مُجِّدَ.‏+ ٤٠ فَٱبْتَدَأَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْجَمْعِ،‏ وَقَدْ سَمِعُوا هٰذَا ٱلْكَلَامَ،‏ يَقُولُونَ:‏ «هٰذَا بِٱلْحَقِيقَةِ هُوَ ٱلنَّبِيُّ».‏+ ٤١ وَكَانَ آخَرُونَ يَقُولُونَ:‏ ‏«هٰذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ».‏+ وَلٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ كَانُوا يَقُولُونَ:‏ «وَهَلْ يَأْتِي ٱلْمَسِيحُ+ مِنَ ٱلْجَلِيلِ؟‏+ ٤٢ أَلَمْ تَقُلِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ يَأْتِي مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ،‏+ وَمِنْ بَيْتَ لَحْمَ+ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا؟‏».‏+ ٤٣ فَنَشَأَ بَيْنَ ٱلْجَمْعِ ٱنْقِسَامٌ فِي شَأْنِهِ.‏+ ٤٤ وَكَانَ قَوْمٌ مِنْهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ،‏ وَلٰكِنْ لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ عَلَيْهِ يَدًا.‏

٤٥ فَعَادَ ٱلشُّرَطُ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ،‏ فَقَالَ لَهُمْ هٰؤُلَاءِ:‏ «لِمَاذَا لَمْ تَأْتُوا بِهِ؟‏».‏ ٤٦ أَجَابَ ٱلشُّرَطُ:‏ «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ غَيْرُهُ هٰكَذَا».‏+ ٤٧ فَأَجَابَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ:‏ «وَهَلْ ضَلَلْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا؟‏ ٤٨ هَلْ أَحَدٌ مِنَ ٱلرُّؤَسَاءِ أَوْ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ آمَنَ بِهِ؟‏+ ٤٩ وَلٰكِنَّ هٰذَا ٱلْجَمْعَ ٱلَّذِي لَا يَعْرِفُ ٱلشَّرِيعَةَ مَلْعُونٌ».‏+ ٥٠ قَالَ لَهُمْ نِيقُودِيمُوسُ،‏ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ جَاءَ إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ،‏ وَهُوَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ:‏ ٥١ ‏«أَتَدِينُ شَرِيعَتُنَا إِنْسَانًا إِنْ لَمْ تَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلًا+ وَتَعْرِفْ مَاذَا يَفْعَلُ؟‏».‏ ٥٢ أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ:‏ «أَوَأَنْتَ أَيْضًا مِنَ ٱلْجَلِيلِ؟‏ اِبْحَثْ وَٱنْظُرْ أَنَّهُ لَا يَقُومُ نَبِيٌّ+ مِنَ ٱلْجَلِيلِ».‏*‏

‏* لا تورد مخطوطات المجلّد السينائي والمجلّد الڤاتيكاني والمجلّد السرياني السينائي الآيات من العدد ٥٣ إلى الأصحاح ٨،‏ العدد ١١،‏ التي جاء فيها (‏مع بعض التباينات في مختلف النصوص اليونانية والترجمات)‏ ما يلي:‏

٥٣ فَذَهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ.‏

٨ أَمَّا يَسُوعُ فَذَهَبَ إِلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ.‏ ٢ وَلٰكِنْ عِنْدَ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ حَضَرَ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْهَيْكَلِ،‏ وَأَتَى إِلَيْهِ كُلُّ ٱلشَّعْبِ،‏ فَجَلَسَ وَأَخَذَ يُعَلِّمُهُمْ.‏ ٣ وَأَحْضَرَ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱمْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًى،‏ وَبَعْدَمَا أَوْقَفُوهَا فِي ٱلْوَسَطِ،‏ ٤ قَالُوا لَهُ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي.‏ ٥ وَقَدْ قَضَى مُوسَى فِي ٱلشَّرِيعَةِ بِأَنْ نَرْجُمَ أَمْثَالَهَا.‏ فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟‏».‏ ٦ وَإِنَّمَا قَالَوا هٰذَا لِيَمْتَحِنُوهُ،‏ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَتَّهِمُونَهُ بِهِ.‏ أَمَّا يَسُوعُ فَٱنْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَبَدَأَ يَكْتُبُ بِإِصْبَعِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ ٧ وَلَمَّا لَجُّوا عَلَيْهِ فِي ٱلسُّؤَالِ،‏ ٱنْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلَا خَطِيَّةٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَنْ يَرْمِيهَا بِحَجَرٍ».‏ ٨ ثُمَّ ٱنْحَنَى ثَانِيَةً وَتَابَعَ ٱلْكِتَابَةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ ٩ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سَمِعُوا هٰذَا فَخَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا،‏ مُبْتَدِئِينَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ،‏ وَبَقِيَ هُوَ وَحْدَهُ،‏ وَٱلْمَرْأَةُ فِي ٱلْوَسَطِ.‏ ١٠ فَٱنْتَصَبَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا:‏ «يَا ٱمْرَأَةُ،‏ أَيْنَ هُمْ؟‏ أَمَا حَكَمَ عَلَيْكِ أَحَدٌ؟‏».‏ ١١ قَالَتْ:‏ «لَا أَحَدَ،‏ يَا سَيِّدُ».‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «وَلَا أَنَا أَحْكُمُ عَلَيْكِ.‏ اِذْهَبِي،‏ وَمِنَ ٱلْآنَ فَصَاعِدًا لَا تَعُودِي إِلَى مُمَارَسَةِ ٱلْخَطِيَّةِ».‏

١٢ وَكَلَّمَهُمْ يَسُوعُ ثَانِيَةً قَائِلًا:‏ «أَنَا نُورُ+ ٱلْعَالَمِ.‏ مَنْ يَتْبَعْنِي فَلَنْ يَمْشِيَ أَبَدًا فِي ٱلظُّلْمَةِ،‏+ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ ٱلْحَيَاةِ».‏ ١٣ فَقَالَ لَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ:‏ «أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ،‏ فَشَهَادَتُكَ لَيْسَتْ حَقَّةً».‏ ١٤ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «وَلَوْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي،‏ فَشَهَادَتِي+ حَقَّةٌ،‏ لِأَنِّي أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ جِئْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ.‏+ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَا تَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ جِئْتُ وَلَا إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ.‏ ١٥ أَنْتُمْ تَدِينُونَ بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ،‏+ وَأَنَا لَا أَدِينُ أَحَدًا أَلْبَتَّةَ.‏+ ١٦ وَإِنْ أَنَا دِنْتُ،‏ فَدَيْنُونَتِي حَقَّةٌ لِأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي،‏ بَلِ ٱلْآبُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي.‏+ ١٧ وَأَيْضًا،‏ فِي شَرِيعَتِكُمْ مَكْتُوبٌ:‏ ‹شَهَادَةُ ٱثْنَيْنِ حَقَّةٌ›.‏+ ١٨ أَنَا أَشْهَدُ لِنَفْسِي،‏ وَٱلْآبُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي».‏+ ١٩ فَقَالُوا لَهُ:‏ «أَيْنَ أَبُوكَ؟‏».‏ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «إِنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلَا أَبِي.‏+ لَوْ أَنَّكُمْ تَعْرِفُونَنِي،‏ لَكُنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَبِي أَيْضًا».‏+ ٢٠ هٰذَا ٱلْكَلَامُ قَالَهُ عِنْدَ ٱلْخِزَانَةِ،‏+ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي ٱلْهَيْكَلِ.‏ وَلٰكِنْ لَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ،‏+ لِأَنَّ سَاعَتَهُ+ لَمْ تَكُنْ قَدْ أَتَتْ بَعْدُ.‏

٢١ وَقَالَ لَهُمْ ثَانِيَةً:‏ «أَنَا ذَاهِبٌ،‏ وَسَتُفَتِّشُونَ+ عَنِّي،‏ وَمَعَ ذٰلِكَ تَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ.‏+ حَيْثُ أَنَا ذَاهِبٌ لَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».‏ ٢٢ فَقَالَ ٱلْيَهُودُ:‏ «أَوَيَقْتُلُ نَفْسَهُ؟‏ لِأَنَّهُ يَقُولُ:‏ ‹حَيْثُ أَنَا ذَاهِبٌ لَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا›».‏+ ٢٣ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ،‏ وَأَنَا مِنْ فَوْقُ.‏+ أَنْتُمْ مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ،‏+ وَأَنَا لَسْتُ مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ.‏+ ٢٤ لِذٰلِكَ قُلْتُ لَكُمْ:‏ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ.‏+ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِأَنِّي هُوَ،‏ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ».‏+ ٢٥ فَقَالُوا لَهُ:‏ «مَنْ أَنْتَ؟‏».‏ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «وَلِمَ أُكَلِّمُكُمْ أَسَاسًا؟‏ ٢٦ عِنْدِي أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ أَقُولُهَا فِي شَأْنِكُمْ وَأَحْكُمُ فِيهَا.‏ فَٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ صَادِقٌ،‏ وَمَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَبِهِ أَتَكَلَّمُ فِي ٱلْعَالَمِ».‏+ ٢٧ وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يُكَلِّمُهُمْ عَنِ ٱلْآبِ.‏ ٢٨ لِذٰلِكَ قَالَ يَسُوعُ:‏ «مَتَى رَفَعْتُمُ+ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ،‏+ فَحِينَئِذٍ تَعْرِفُونَ أَنِّي هُوَ،‏+ وَأَنِّي لَا أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي،‏+ بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي ٱلْآبُ بِهٰذَا أَتَكَلَّمُ.‏+ ٢٩ وَٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي.‏ لَمْ يَتْرُكْنِي وَحْدِي،‏ لِأَنِّي دَائِمًا أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».‏+ ٣٠ وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهٰذَا،‏ آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ.‏+

٣١ فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ آمَنُوا بِهِ:‏ «إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلِمَتِي،‏+ تَكُونُونَ حَقًّا تَلَامِيذِي،‏ ٣٢ وَتَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ،‏+ وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».‏+ ٣٣ أَجَابُوهُ:‏ «نَحْنُ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ+ وَلَمْ نَكُنْ قَطُّ عَبِيدًا لِأَحَدٍ.‏+ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ:‏ ‹إِنَّكُمْ تَصِيرُونَ أَحْرَارًا›؟‏».‏ ٣٤ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ:‏ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ كُلُّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ.‏+ ٣٥ وَٱلْعَبْدُ لَا يَبْقَى فِي ٱلْبَيْتِ إِلَى ٱلْأَبَدِ؛‏ اَلِٱبْنُ يَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏+ ٣٦ فَإِنْ حَرَّرَكُمُ ٱلِٱبْنُ،‏ تَكُونُونَ بِٱلْحَقِيقَةِ أَحْرَارًا.‏+ ٣٧ أَنَا أَعْرِفُ أَنَّكُمْ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ.‏ وَلٰكِنَّكُمْ تَطْلُبُونَ قَتْلِي،‏+ لِأَنَّ كَلِمَتِي لَا مَكَانَ لَهَا فِيكُمْ.‏+ ٣٨ أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي،‏+ فَأَنْتُمْ إِذًا تَعْمَلُونَ مَا سَمِعْتُمْ مِنْ أَبِيكُمْ».‏ ٣٩ أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ:‏ «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ».‏+ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «إِنْ كُنْتُمْ أَوْلَادَ إِبْرَاهِيمَ،‏+ فَٱعْمَلُوا أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ.‏ ٤٠ وَلٰكِنَّكُمُ ٱلْآنَ تَطْلُبُونَ قَتْلِي،‏ أَنَا ٱلْإِنْسَانَ ٱلَّذِي أَخْبَرْتُكُمْ بِٱلْحَقِّ ٱلَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ ٱللّٰهِ.‏+ إِبْرَاهِيمُ لَمْ يَفْعَلْ هٰذَا.‏+ ٤١ أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ».‏ قَالُوا لَهُ:‏ «نَحْنُ لَمْ نُولَدْ مِنْ عَهَارَةٍ.‏ لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ+ هُوَ ٱللّٰهُ».‏

٤٢ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «لَوْ كَانَ ٱللّٰهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي،‏+ لِأَنِّي مِنْ عِنْدِ ٱللّٰهِ خَرَجْتُ وَإِنَّنِي هُنَا.‏+ وَلَمْ آتِ قَطُّ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي،‏ بَلْ هُوَ أَرْسَلَنِي.‏+ ٤٣ لِمَاذَا لَا تَعْرِفُونَ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ؟‏ لِأَنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَسْمَعُوا لِكَلِمَتِي.‏+ ٤٤ أَنْتُمْ مِنْ أَبِيكُمْ إِبْلِيسَ،‏+ وَتُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا شَهَوَاتِ أَبِيكُمْ.‏+ ذَاكَ كَانَ قَاتِلًا لِلنَّاسِ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ،‏+ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْحَقِّ،‏ لِأَنَّهُ لَا حَقَّ فِيهِ.‏ مَتَى تَكَلَّمَ بِٱلْكَذِبِ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ وَفْقًا لِمُيُولِهِ،‏ لِأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو ٱلْكَذِبِ.‏+ ٤٥ أَمَّا أَنَا فَلِأَنِّي أَقُولُ ٱلْحَقَّ،‏ لَا تُؤْمِنُونَ بِي.‏+ ٤٦ مَنْ مِنْكُمْ يُدِينُنِي بِخَطِيَّةٍ؟‏+ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ ٱلْحَقَّ،‏ فَلِمَ لَا تُؤْمِنُونَ بِي؟‏ ٤٧ اَلَّذِي مِنَ ٱللّٰهِ يَسْمَعُ لِكَلَامِ ٱللّٰهِ.‏+ لِهٰذَا أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ،‏ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ ٱللّٰهِ».‏+

٤٨ أَجَابَ ٱلْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ:‏ «أَلَسْنَا بِصَوَابٍ نَقُولُ:‏ إِنَّكَ سَامِرِيٌّ+ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟‏».‏+ ٤٩ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ،‏ بَلْ أُكْرِمُ أَبِي،‏+ وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي.‏ ٥٠ وَلٰكِنِّي لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدًا لِنَفْسِي.‏+ يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ.‏+ ٥١ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلِمَتِي،‏ فَلَنْ يَرَى ٱلْمَوْتَ أَبَدًا».‏+ ٥٢ قَالَ لَهُ ٱلْيَهُودُ:‏ «اَلْآنَ عَرَفْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا.‏+ إِبْرَاهِيمُ مَاتَ،‏+ وَٱلْأَنْبِيَاءُ أَيْضًا؛‏+ وَأَنْتَ تَقُولُ:‏ ‹إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلِمَتِي،‏ فَلَنْ يَذُوقَ+ ٱلْمَوْتَ أَبَدًا›.‏ ٥٣ أَأَنْتَ أَعْظَمُ+ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي مَاتَ؟‏ وَٱلْأَنْبِيَاءُ أَيْضًا مَاتُوا.‏+ مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟‏».‏ ٥٤ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «إِنْ كُنْتُ أَنَا أُمَجِّدُ نَفْسِي،‏ فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا.‏ أَبِي هُوَ ٱلَّذِي يُمَجِّدُنِي،‏+ وَهُوَ ٱلَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلٰهُكُمْ،‏ ٥٥ وَأَنْتُمْ لَمْ تَعْرِفُوهُ.‏+ أَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ.‏+ وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي لَا أَعْرِفُهُ أَكُونُ مِثْلَكُمْ كَاذِبًا.‏ وَلٰكِنِّي أَعْرِفُهُ وَأَحْفَظُ كَلِمَتَهُ.‏+ ٥٦ إِبْرَاهِيمُ أَبُوكُمُ ٱبْتَهَجَ آمِلًا أَنْ يَرَى يَوْمِي،‏+ فَرَآهُ وَفَرِحَ».‏+ ٥٧ فَقَالَ لَهُ ٱلْيَهُودُ:‏ «لَيْسَ لَكَ بَعْدُ خَمْسُونَ سَنَةً،‏ وَقَدْ رَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟‏».‏ ٥٨ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ مِنْ قَبْلِ أَنْ وُجِدَ إِبْرَاهِيمُ كُنْتُ أَنَا».‏+ ٥٩ فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْمُوهُ بِهَا،‏+ لٰكِنَّ يَسُوعَ تَوَارَى وَخَرَجَ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ.‏

٩ وَبَيْنَمَا هُوَ مَارٌّ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلَادَتِهِ.‏ ٢ فَسَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ:‏ «رَابِّي،‏+ مَنْ أَخْطَأَ،‏+ هٰذَا أَمْ وَالِدَاهُ،‏+ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟‏».‏ ٣ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «لَا هٰذَا أَخْطَأَ وَلَا وَالِدَاهُ،‏ وَإِنَّمَا كَانَ ذٰلِكَ لِتُظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ فِيهِ.‏+ ٤ لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَعْمَلَ أَعْمَالَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ.‏+ فَٱللَّيْلُ+ آتٍ حِينَ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ.‏ ٥ مَا دُمْتُ فِي ٱلْعَالَمِ،‏ فَأَنَا نُورُ ٱلْعَالَمِ».‏+ ٦ قَالَ هٰذَا ثُمَّ تَفَلَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَصَنَعَ بِٱلتُّفْلِ طِينًا،‏ وَوَضَعَ ٱلطِّينَ عَلَى عَيْنَيِ ٱلرَّجُلِ+ ٧ وَقَالَ لَهُ:‏ «اِذْهَبِ ٱغْتَسِلْ+ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ»‏+ (‏ٱلَّذِي تَرْجَمَتُهُ:‏ ‹مُرْسَلٌ›)‏.‏ فَمَضَى وَٱغْتَسَلَ،‏+ وَرَجَعَ بَصِيرًا.‏+

٨ فَٱلْجِيرَانُ وَٱلَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلًا أَنَّهُ كَانَ مُتَسَوِّلًا قَالُوا:‏ «أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَتَسَوَّلُ؟‏».‏+ ٩ فَكَانَ ٱلْبَعْضُ يَقُولُونَ:‏ «هٰذَا هُوَ».‏ وَآخَرُونَ يَقُولُونَ:‏ «كَلَّا،‏ وَلٰكِنَّهُ يُشْبِهُهُ».‏ أَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ:‏ «إِنِّي هُوَ».‏ ١٠ فَقَالُوا لَهُ:‏ «فَكَيْفَ ٱنْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟‏».‏+ ١١ أَجَابَ:‏ «اَلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي يُدْعَى يَسُوعَ صَنَعَ طِينًا وَطَلَى بِهِ عَيْنَيَّ وَقَالَ لِي:‏ ‹اِذْهَبْ إِلَى سِلْوَامَ+ وَٱغْتَسِلْ›.‏ فَذَهَبْتُ وَٱغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ».‏ ١٢ عِنْدَئِذٍ قَالُوا لَهُ:‏ «أَيْنَ هُوَ ذٰلِكَ ٱلْإِنْسَانُ؟‏».‏ قَالَ:‏ «لَا أَعْرِفُ».‏

١٣ فَأَتَوْا بِٱلَّذِي كَانَ مِنْ قَبْلُ أَعْمَى إِلَى ٱلْفَرِّيسِيِّينَ.‏ ١٤ وَكَانَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي صَنَعَ فِيهِ يَسُوعُ ٱلطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ يَوْمَ سَبْتٍ.‏+ ١٥ فَسَأَلَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضًا كَيْفَ أَبْصَرَ.‏+ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «وَضَعَ طِينًا عَلَى عَيْنَيَّ،‏ وَٱغْتَسَلْتُ،‏ وَهَا أَنَا أُبْصِرُ».‏ ١٦ فَقَالَ بَعْضُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ:‏ «إِنَّ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ لَيْسَ مِنَ ٱللّٰهِ،‏ لِأَنَّهُ لَا يَحْفَظُ ٱلسَّبْتَ».‏+ وَآخَرُونَ قَالُوا:‏ «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هٰذِهِ ٱلْآيَاتِ؟‏».‏+ فَكَانَ بَيْنَهُمُ ٱنْقِسَامٌ.‏+ ١٧ فَقَالُوا ثَانِيَةً لِلْأَعْمَى:‏ «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ،‏ بِمَا أَنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟‏».‏ فَقَالَ:‏ «إِنَّهُ نَبِيٌّ».‏+

١٨ غَيْرَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ لَمْ يُصَدِّقُوا أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى فَأَبْصَرَ،‏ حَتَّى دَعَوْا وَالِدَيِ ٱلَّذِي أَبْصَرَ.‏ ١٩ وَسَأَلُوهُمَا:‏ «أَهٰذَا ٱبْنُكُمَا ٱلَّذِي تَقُولَانِ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟‏ فَكَيْفَ يُبْصِرُ ٱلْآنَ؟‏».‏ ٢٠ فَأَجَابَ وَالِدَاهُ وَقَالَا:‏ «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هٰذَا ٱبْنُنَا وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى.‏ ٢١ أَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ ٱلْآنَ فَلَا نَعْلَمُ،‏ أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلَا نَعْلَمُ.‏ اِسْأَلُوهُ.‏ إِنَّهُ رَاشِدٌ.‏ هُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ نَفْسِهِ».‏ ٢٢ قَالَ وَالِدَاهُ هٰذَا لِأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ+ مِنَ ٱلْيَهُودِ،‏ لِأَنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا قَدِ ٱتَّفَقُوا أَنَّهُ إِنِ ٱعْتَرَفَ أَحَدٌ بِهِ أَنَّهُ ٱلْمَسِيحُ،‏ يُطْرَدُ مِنَ ٱلْمَجْمَعِ.‏+ ٢٣ لِذٰلِكَ قَالَ وَالِدَاهُ:‏ «إِنَّهُ رَاشِدٌ.‏ اِسْأَلُوهُ».‏

٢٤ فَدَعَوْا مَرَّةً ثَانِيَةً ٱلْإِنْسَانَ ٱلَّذِي كَانَ أَعْمَى وَقَالُوا لَهُ:‏ «أَعْطِ مَجْدًا لِلّٰهِ.‏+ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ خَاطِئٌ».‏ ٢٥ فَأَجَابَ:‏ «أَخَاطِئٌ هُوَ،‏ لَسْتُ أَعْلَمُ.‏ إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا،‏ أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى،‏ وَٱلْآنَ أُبْصِرُ».‏ ٢٦ فَقَالُوا لَهُ:‏ «مَاذَا صَنَعَ بِكَ؟‏ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟‏».‏ ٢٧ أَجَابَهُمْ:‏ «لَقَدْ أَخْبَرْتُكُمْ وَلَمْ تَسْمَعُوا.‏ لِمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا ذٰلِكَ ثَانِيَةً؟‏ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَصِيرُوا أَنْتُمْ أَيْضًا تَلَامِيذَهُ؟‏».‏ ٢٨ عِنْدَئِذٍ شَتَمُوهُ وَقَالُوا:‏ «أَنْتَ تِلْمِيذُ ذٰلِكَ ٱلرَّجُلِ،‏ وَأَمَّا نَحْنُ فَتَلَامِيذُ مُوسَى.‏ ٢٩ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ٱللّٰهَ كَلَّمَ مُوسَى،‏+ أَمَّا هٰذَا فَلَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ».‏+ ٣٠ أَجَابَ ٱلرَّجُلُ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «عَجِيبٌ هُوَ هٰذَا ٱلْأَمْرُ،‏+ أَنَّكُمْ لَا تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ،‏ وَقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ.‏ ٣١ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ،‏+ وَلٰكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخَافُ ٱللّٰهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ،‏ فَلِهٰذَا يَسْمَعُ.‏+ ٣٢ وَمُنْذُ ٱلْقِدَمِ لَمْ يُسْمَعْ قَطُّ أَنَّ أَحَدًا فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى.‏ ٣٣ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ هٰذَا مِنَ ٱللّٰهِ،‏+ لَمَا ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا قَطُّ».‏ ٣٤ أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ:‏ «إِنَّكَ بِجُمْلَتِكَ وُلِدْتَ فِي ٱلْخَطَايَا،‏+ وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا؟‏».‏ وَطَرَدُوهُ خَارِجًا!‏+

٣٥ وَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ طَرَدُوهُ،‏ فَلَمَّا وَجَدَهُ قَالَ:‏ «أَتُؤْمِنُ بِٱبْنِ+ ٱلْإِنْسَانِ؟‏».‏ ٣٦ أَجَابَ:‏ «وَمَنْ هُوَ،‏ يَا سَيِّدُ،‏ لِأُومِنَ بِهِ؟‏».‏ ٣٧ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «قَدْ رَأَيْتَهُ،‏ وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ».‏+ ٣٨ فَقَالَ:‏ «إِنَّنِي أُومِنُ بِهِ،‏ يَا رَبُّ».‏ وَسَجَدَ+ لَهُ.‏ ٣٩ فَقَالَ يَسُوعُ:‏ «لِهٰذِهِ ٱلدَّيْنُونَةِ+ أَتَيْتُ إِلَى هٰذَا ٱلْعَالَمِ:‏ لِكَيْ يُبْصِرَ ٱلَّذِينَ لَا يُبْصِرُونَ+ وَيَعْمَى ٱلَّذِينَ يُبْصِرُونَ».‏+ ٤٠ فَسَمِعَ هٰذَا ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ،‏ وَقَالُوا لَهُ:‏ «أَوَنَكُونُ نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَانًا؟‏».‏+ ٤١ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَانًا،‏ لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ.‏ وَلٰكِنَّكُمُ ٱلْآنَ تَقُولُونَ:‏ ‹إِنَّنَا نُبْصِرُ›.‏+ فَخَطِيَّتُكُمْ+ بَاقِيَةٌ».‏

١٠ ‏«اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ ٱلَّذِي لَا يَدْخُلُ حَظِيرَةَ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْبَابِ،‏+ بَلْ يَصْعَدُ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ،‏ فَذَاكَ سَارِقٌ وَنَاهِبٌ.‏+ ٢ وَأَمَّا ٱلَّذِي يَدْخُلُ مِنَ ٱلْبَابِ+ فَهُوَ رَاعِي+ ٱلْخِرَافِ.‏+ ٣ لَهُ يَفْتَحُ ٱلْبَوَّابُ،‏+ وَٱلْخِرَافُ+ تَسْمَعُ صَوْتَهُ،‏ فَيَدْعُو خِرَافَهُ ٱلْخَاصَّةَ بِأَسْمَائِهَا وَيُخْرِجُهَا.‏ ٤ وَمَتَى أَخْرَجَ كُلَّ خِرَافِهِ،‏ يَذْهَبُ أَمَامَهَا،‏ فَتَتْبَعُهُ+ لِأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ.‏+ ٥ أَمَّا ٱلْغَرِيبُ فَلَا تَتْبَعُهُ أَبَدًا،‏ بَلْ تَهْرُبُ+ مِنْهُ،‏ لِأَنَّهَا لَا تَعْرِفُ صَوْتَ ٱلْغُرَبَاءِ».‏+ ٦ هٰذَا ٱلتَّشْبِيهُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ،‏ لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا مَعْنَى مَا كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.‏+

٧ فَقَالَ يَسُوعُ ثَانِيَةً:‏ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ أَنَا بَابُ+ ٱلْخِرَافِ.‏ ٨ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ أَتَوْا لِيَكُونُوا مَكَانِي هُمْ سَارِقُونَ وَنَاهِبُونَ،‏+ وَلٰكِنَّ ٱلْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.‏+ ٩ أَنَا هُوَ ٱلْبَابُ.‏+ مَنْ يَدْخُلُ مِنِّي يَخْلُصُ،‏ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى.‏+ ١٠ اَلسَّارِقُ+ لَا يَأْتِي إِلَّا لِيَسْرِقَ وَيَقْتُلَ وَيُهْلِكَ.‏+ وَأَنَا أَتَيْتُ لِتَكُونَ لِلْخِرَافِ حَيَاةٌ وَلِتَكُونَ لَهُمْ بِوَفْرَةٍ.‏ ١١ أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ،‏+ وَٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ يَبْذُلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ.‏+ ١٢ أَمَّا ٱلْأَجِيرُ،‏+ ٱلَّذِي لَيْسَ بِرَاعٍ وَلَيْسَتِ ٱلْخِرَافُ لَهُ،‏ فَيَرَى ٱلذِّئْبَ آتِيًا وَيَتْرُكُ ٱلْخِرَافَ وَيَهْرُبُ —‏ فَيَخْطَفُهَا ٱلذِّئْبُ وَيُبَدِّدُهَا+ —‏ ١٣ لِأَنَّهُ أَجِيرٌ+ وَلَا يُبَالِي بِٱلْخِرَافِ.‏+ ١٤ أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ،‏ وَأَعْرِفُ خِرَافِي+ وَخِرَافِي تَعْرِفُنِي،‏+ ١٥ كَمَا أَنَّ ٱلْآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ ٱلْآبَ.‏+ وَأَنَا أَبْذُلُ نَفْسِي عَنِ ٱلْخِرَافِ.‏+

١٦ ‏«وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ+ لَيْسَتْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَظِيرَةِ،‏+ لَا بُدَّ لِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا،‏ فَتَسْمَعُ صَوْتِي،‏+ فَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ،‏ وَرَاعٍ وَاحِدٌ.‏+ ١٧ لِهٰذَا يُحِبُّنِي ٱلْآبُ،‏+ لِأَنِّي أَبْذُلُ نَفْسِي+ لِكَيْ أَسْتَرِدَّهَا.‏ ١٨ لَمْ يَنْتَزِعْهَا أَحَدٌ مِنِّي،‏ وَلٰكِنِّي أَبْذُلُهَا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي.‏ لِي سُلْطَةٌ أَنْ أَبْذُلَهَا،‏ وَلِي سُلْطَةٌ أَنْ أَسْتَرِدَّهَا.‏+ إِنَّ ٱلْوَصِيَّةَ+ فِي هٰذَا ٱلشَّأْنِ أَخَذْتُهَا مِنْ أَبِي».‏

١٩ فَحَدَثَ ثَانِيَةً ٱنْقِسَامٌ+ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ بِسَبَبِ هٰذَا ٱلْكَلَامِ.‏ ٢٠ فَكَانَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ يَقُولُونَ:‏ «بِهِ شَيْطَانٌ+ وَهُوَ مَجْنُونٌ.‏ لِمَاذَا تَسْتَمِعُونَ لَهُ؟‏».‏ ٢١ وَآخَرُونَ يَقُولُونَ:‏ «لَيْسَ هٰذَا كَلَامَ مَنْ بِهِ شَيْطَانٌ.‏ أَيَسْتَطِيعُ شَيْطَانٌ أَنْ يَفْتَحَ أَعْيُنَ ٱلْعُمْيَانِ؟‏».‏

٢٢ وَكَانَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ عِيدُ ٱلتَّكْرِيسِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَكَانَ فَصْلُ ٱلشِّتَاءِ،‏ ٢٣ وَكَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا فِي ٱلْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ.‏+ ٢٤ فَأَحَاطَ بِهِ ٱلْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ:‏ «إِلَى مَتَى تُبْقِي نُفُوسَنَا فِي حَيْرَةٍ؟‏ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ ٱلْمَسِيحَ،‏+ فَقُلْ لَنَا صَرَاحَةً».‏+ ٢٥ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ:‏ «قُلْتُ لَكُمْ،‏ وَلٰكِنَّكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ.‏ اَلْأَعْمَالُ ٱلَّتِي أَعْمَلُهَا بِٱسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي.‏+ ٢٦ وَلٰكِنَّكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ،‏ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي.‏+ ٢٧ خِرَافِي+ تَسْمَعُ صَوْتِي،‏ وَأَنَا أَعْرِفُهَا وَهِيَ تَتْبَعُنِي.‏+ ٢٨ وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً،‏+ فَلَنْ تَهْلِكَ أَبَدًا،‏+ وَلَنْ يَخْطَفَهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي.‏+ ٢٩ مَا أَعْطَانِي أَبِي+ هُوَ أَعْظَمُ مِنْ سَائِرِ ٱلْأَشْيَاءِ،‏+ وَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَهَا مِنْ يَدِ ٱلْآبِ.‏+ ٣٠ أَنَا وَٱلْآبُ وَاحِدٌ».‏+

٣١ فَرَفَعَ ٱلْيَهُودُ حِجَارَةً مَرَّةً ثَانِيَةً لِيَرْجُمُوهُ.‏+ ٣٢ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَرَيْتُكُمْ أَعْمَالًا حَسَنَةً كَثِيرَةً مِنْ عِنْدِ ٱلْآبِ.‏ فَلِأَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟‏».‏ ٣٣ أَجَابَهُ ٱلْيَهُودُ:‏ «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لِأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ،‏ بَلْ لِأَجْلِ تَجْدِيفٍ،‏+ لِأَنَّكَ،‏ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ،‏ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلٰهًا».‏+ ٣٤ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي شَرِيعَتِكُمْ:‏+ ‹أَنَا قُلْتُ:‏ «إِنَّكُمْ آلِهَةٌ»›؟‏+ ٣٥ فَإِنْ دَعَا ‹آلِهَةً›‏+ أُولٰئِكَ ٱلَّذِينَ صَارَتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ،‏ وَلَا يُمْكِنُ أَنْ تُنْقَضَ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ،‏+ ٣٦ أَفَتَقُولُونَ لِي،‏ أَنَا ٱلَّذِي قَدَّسَنِي ٱلْآبُ وَأَرْسَلَنِي إِلَى ٱلْعَالَمِ:‏ ‹إِنَّكَ تُجَدِّفُ›،‏ لِأَنِّي قُلْتُ:‏ أَنَا ٱبْنُ ٱللّٰهِ؟‏+ ٣٧ إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ+ أَبِي،‏ فَلَا تُؤْمِنُوا بِي.‏ ٣٨ وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُهَا،‏ وَلَوْ كُنْتُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِي،‏ فَآ‌مِنُوا بِٱلْأَعْمَالِ،‏+ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتَظَلُّوا عَارِفِينَ أَنَّ ٱلْآبَ هُوَ فِي ٱتِّحَادٍ بِي وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْآبِ».‏+ ٣٩ فَحَاوَلُوا ثَانِيَةً أَنْ يَقْبِضُوا عَلَيْهِ،‏+ وَلٰكِنَّهُ أَفْلَتَ مِنْ يَدِهِمْ.‏+

٤٠ وَمَضَى ثَانِيَةً عَبْرَ ٱلْأُرْدُنِّ إِلَى حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ+ أَوَّلًا،‏ وَمَكَثَ هُنَاكَ.‏ ٤١ فَأَتَى إِلَيْهِ كَثِيرُونَ وَقَالُوا:‏ «إِنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَعْمَلْ آيَةً وَاحِدَةً،‏ وَلٰكِنْ مَا قَالَهُ يُوحَنَّا عَنْ هٰذَا ٱلرَّجُلِ كَانَ كُلُّهُ حَقًّا».‏+ ٤٢ فَآ‌مَنَ بِهِ كَثِيرُونَ هُنَاكَ.‏+

١١ وَكَانَ إِنْسَانٌ مَرِيضًا،‏ وَهُوَ لِعَازَرُ مِنْ بَيْتَ عَنْيَا،‏ مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وَمَرْثَا+ أُخْتِهَا.‏ ٢ وَكَانَتْ هٰذِهِ مَرْيَمَ ٱلَّتِي دَهَنَتِ ٱلرَّبَّ بِزَيْتٍ عَطِرٍ+ وَنَشَّفَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا،‏+ وَكَانَ أَخُوهَا لِعَازَرُ مَرِيضًا.‏ ٣ فَأَرْسَلَتْ أُخْتَاهُ إِلَيْهِ تَقُولَانِ:‏ «يَا رَبُّ،‏ هَا إِنَّ ٱلَّذِي تُكِنُّ لَهُ مَوَدَّةً+ مَرِيضٌ».‏ ٤ فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ بِذٰلِكَ قَالَ:‏ «هٰذَا ٱلْمَرَضُ لَا يَؤُولُ إِلَى ٱلْمَوْتِ،‏ بَلْ هُوَ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ،‏+ لِكَيْ يَتَمَجَّدَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ بِهِ».‏

٥ وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ.‏ ٦ وَمَعَ ذٰلِكَ،‏ لَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ،‏ بَقِيَ حِينَئِذٍ يَوْمَيْنِ فِي ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي كَانَ فِيهِ.‏ ٧ ثُمَّ قَالَ لِلتَّلَامِيذِ بَعْدَئِذٍ:‏ «لِنَذْهَبْ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ».‏ ٨ قَالَ لَهُ ٱلتَّلَامِيذُ:‏ «رَابِّي،‏+ قَبْلَ قَلِيلٍ كَانَ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ يَطْلُبُونَ أَنْ يَرْجُمُوكَ،‏+ أَفَتَذْهَبُ ثَانِيَةً إِلَى هُنَاكَ؟‏».‏ ٩ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «أَلَيْسَ ٱلنَّهَارُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً؟‏ إِنْ مَشَى أَحَدٌ فِي ٱلنَّهَارِ+ لَا يَصْطَدِمُ بِشَيْءٍ،‏ لِأَنَّهُ يَرَى نُورَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ.‏ ١٠ وَلٰكِنْ إِنْ مَشَى أَحَدٌ فِي ٱللَّيْلِ+ فَإِنَّهُ يَصْطَدِمُ،‏ لِأَنَّ ٱلنُّورَ لَيْسَ فِيهِ».‏

١١ تَكَلَّمَ بِهٰذَا،‏ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:‏ «لِعَازَرُ صَدِيقُنَا رَاقِدٌ،‏ لٰكِنِّي ذَاهِبٌ لِأُوقِظَهُ مِنَ ٱلنَّوْمِ».‏+ ١٢ فَقَالَ لَهُ ٱلتَّلَامِيذُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ إِنْ كَانَ رَاقِدًا فَسَيَتَعَافَى».‏ ١٣ غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ قَدْ تَكَلَّمَ عَنْ مَوْتِهِ.‏ وَأَمَّا هُمْ فَظَنُّوا أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ عَنْ رُقَادِ ٱلنَّوْمِ.‏ ١٤ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ حِينَئِذٍ صَرَاحَةً:‏ «لِعَازَرُ مَاتَ،‏+ ١٥ وَأَنَا أَفْرَحُ مِنْ أَجْلِكُمْ أَنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ،‏ وَذٰلِكَ لِكَيْ تُؤْمِنُوا.‏ وَلٰكِنْ لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ».‏ ١٦ فَقَالَ تُومَا،‏ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلتَّوْأَمَ،‏ لِلتَّلَامِيذِ رُفَقَائِهِ:‏ «لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا،‏ لِنَمُوتَ مَعَهُ».‏+

١٧ فَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ،‏ وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ صَارَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ فِي ٱلْقَبْرِ ٱلتَّذْكَارِيِّ.‏+ ١٨ وَكَانَتْ بَيْتَ عَنْيَا قَرِيبَةً مِنْ أُورُشَلِيمَ نَحْوَ خَمْسَ عَشْرَةَ غَلْوَةً.‏ ١٩ وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْيَهُودِ قَدْ جَاءُوا إِلَى مَرْثَا وَمَرْيَمَ لِيُعَزُّوهُمَا+ فِي أَخِيهِمَا.‏ ٢٠ فَلَمَّا سَمِعَتْ مَرْثَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ لَاقَتْهُ،‏ وَأَمَّا مَرْيَمُ+ فَبَقِيَتْ جَالِسَةً فِي ٱلْبَيْتِ.‏ ٢١ فَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ:‏ «يَا رَبُّ،‏ لَوْ كُنْتَ هُنَا،‏ لَمَا مَاتَ أَخِي.‏+ ٢٢ وَلٰكِنِّي أَعْلَمُ ٱلْآنَ أَيْضًا أَنَّكَ مَهْمَا تَطْلُبْ مِنَ ٱللّٰهِ،‏+ فَٱللّٰهُ يُعْطِيكَ».‏ ٢٣ قَالَ لَهَا يَسُوعُ:‏ «سَيَقُومُ أَخُوكِ».‏+ ٢٤ قَالَتْ لَهُ مَرْثَا:‏ «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ+ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ».‏ ٢٥ قَالَ لَهَا يَسُوعُ:‏ «أَنَا ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ.‏+ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِي،‏ وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا؛‏+ ٢٦ وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَمَارَسَ ٱلْإِيمَانَ بِي لَنْ يَمُوتَ أَبَدًا.‏+ أَتُؤْمِنِينَ بِهٰذَا؟‏».‏ ٢٧ قَالَتْ لَهُ:‏ «نَعَمْ،‏ يَا رَبُّ.‏ أَنَا آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ،‏ ٱلْآتِي إِلَى ٱلْعَالَمِ».‏+ ٢٨ وَلَمَّا قَالَتْ هٰذَا،‏ مَضَتْ وَدَعَتْ مَرْيَمَ أُخْتَهَا،‏ قَائِلَةً سِرًّا:‏ «اَلْمُعَلِّمُ+ حَاضِرٌ وَهُوَ يَدْعُوكِ».‏ ٢٩ أَمَّا تِلْكَ،‏ فَلَمَّا سَمِعَتْ هٰذَا،‏ قَامَتْ سَرِيعًا وَذَهَبَتْ إِلَيْهِ.‏

٣٠ وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ دَخَلَ ٱلْقَرْيَةَ بَعْدُ،‏ بَلْ كَانَ لَا يَزَالُ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي لَاقَتْهُ فِيهِ مَرْثَا.‏ ٣١ فَلَمَّا رَأَى ٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَ مَرْيَمَ فِي ٱلْبَيْتِ+ يُعَزُّونَهَا أَنَّهَا قَامَتْ سَرِيعًا وَخَرَجَتْ،‏ تَبِعُوهَا ظَانِّينَ أَنَّهَا ذَاهِبَةٌ إِلَى ٱلْقَبْرِ ٱلتَّذْكَارِيِّ+ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ.‏ ٣٢ وَلَمَّا وَصَلَتْ مَرْيَمُ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ،‏ سَقَطَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ قَائِلَةً لَهُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ لَوْ كُنْتَ هُنَا،‏ لَمَا مَاتَ أَخِي».‏+ ٣٣ فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ،‏ أَنَّ بِٱلرُّوحِ وَٱضْطَرَبَ،‏+ ٣٤ وَقَالَ:‏ «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟‏».‏ قَالُوا لَهُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ تَعَالَ وَٱنْظُرْ».‏ ٣٥ فَذَرَفَ يَسُوعُ ٱلدُّمُوعَ.‏+ ٣٦ فَقَالَ ٱلْيَهُودُ:‏ «اُنْظُرُوا أَيَّ مَوَدَّةٍ كَانَ يُكِنُّ لَهُ!‏».‏+ ٣٧ لٰكِنَّ بَعْضَهُمْ قَالُوا:‏ «أَمَا كَانَ بِإِمْكَانِ هٰذَا ٱلَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ+ ٱلْأَعْمَى أَنْ يَحُولَ دُونَ مَوْتِ هٰذَا أَيْضًا؟‏».‏

٣٨ فَأَنَّ يَسُوعُ ثَانِيَةً فِي نَفْسِهِ،‏ ثُمَّ جَاءَ إِلَى ٱلْقَبْرِ.‏+ وَكَانَ مَغَارَةً،‏ وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ.‏+ ٣٩ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اِرْفَعُوا ٱلْحَجَرَ».‏+ قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ ٱلْمَيْتِ:‏ «يَا رَبُّ،‏ لَقَدْ أَنْتَنَ،‏ فَإِنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ».‏ ٤٠ قَالَ لَهَا يَسُوعُ:‏ «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ إِنَّكِ إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ ٱللّٰهِ؟‏».‏+ ٤١ فَرَفَعُوا ٱلْحَجَرَ.‏ فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ+ وَقَالَ:‏ «أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ أَشْكُرُكَ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِي.‏+ ٤٢ لَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ دَائِمًا تَسْمَعُ لِي.‏ وَلٰكِنِّي تَكَلَّمْتُ لِأَجْلِ ٱلْجَمْعِ+ ٱلْوَاقِفِ حَوْلِي،‏ لِكَيْ يُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».‏+ ٤٣ وَلَمَّا قَالَ هٰذَا،‏ صَرَخَ بِصَوْتٍ عَالٍ:‏ «لِعَازَرُ،‏ هَلُمَّ خَارِجًا!‏».‏+ ٤٤ فَخَرَجَ ٱلْمَيْتُ وَرِجْلَاهُ وَيَدَاهُ مَرْبُوطَاتٌ بِلَفَائِفَ،‏+ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ.‏ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبُ».‏

٤٥ فَآ‌مَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مَرْيَمَ وَرَأَوْا مَا فَعَلَ،‏+ ٤٦ غَيْرَ أَنَّ بَعْضَهُمْ ذَهَبُوا إِلَى ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَأَخْبَرُوهُمْ بِمَا فَعَلَ يَسُوعُ.‏+ ٤٧ فَجَمَعَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلسَّنْهَدْرِيمَ+ وَقَالُوا:‏ «مَاذَا نَعْمَلُ،‏ فَإِنَّ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ يَصْنَعُ آيَاتٍ كَثِيرَةً؟‏+ ٤٨ إِنْ تَرَكْنَاهُ هٰكَذَا،‏ يُؤْمِنُ بِهِ ٱلْجَمِيعُ،‏+ فَيَأْتِي ٱلرُّومَانُ+ وَيَأْخُذُونَ مَوْضِعَنَا+ وَأُمَّتَنَا».‏ ٤٩ غَيْرَ أَنَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ،‏ وَهُوَ قَيَافَا،‏ ٱلَّذِي كَانَ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ،‏+ قَالَ لَهُمْ:‏ «أَنْتُمْ لَا تَعْرِفُونَ شَيْئًا أَلْبَتَّةَ،‏ ٥٠ وَلَا تَفْتَكِرُونَ أَنَّهُ لِمَنْفَعَتِكُمْ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ+ عَنِ ٱلشَّعْبِ وَلَا تَهْلِكَ ٱلْأُمَّةُ كُلُّهَا».‏+ ٥١ وَلٰكِنَّهُ لَمْ يَقُلْ هٰذَا مِنْ عِنْدِهِ،‏ بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ،‏ تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ سَيَمُوتُ حَتْمًا لِأَجْلِ ٱلْأُمَّةِ،‏ ٥٢ وَلَيْسَ لِأَجْلِ ٱلْأُمَّةِ فَقَطْ،‏ بَلْ لِيَجْمَعَ أَيْضًا أَوْلَادَ ٱللّٰهِ ٱلْمُبَدَّدِينَ+ فَيَجْعَلَهُمْ وَاحِدًا.‏+ ٥٣ فَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ.‏+

٥٤ فَلَمْ يَعُدْ يَسُوعُ يَتَجَوَّلُ عَلَانِيَةً+ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ،‏+ بَلْ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلَى ٱلْكُورَةِ ٱلْقَرِيبَةِ مِنَ ٱلْبَرِّيَّةِ،‏ إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى أَفْرَايِمَ،‏+ وَبَقِيَ هُنَاكَ مَعَ ٱلتَّلَامِيذِ.‏ ٥٥ وَكَانَ فِصْحُ+ ٱلْيَهُودِ قَرِيبًا،‏ فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْكُوَرِ إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبْلَ ٱلْفِصْحِ لِيُطَهِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِحَسَبِ ٱلطُّقُوسِ.‏+ ٥٦ فَفَتَّشُوا عَنْ يَسُوعَ وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَهُمْ وَاقِفُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ:‏ «مَا رَأْيُكُمْ؟‏ أَلَنْ يَأْتِيَ إِلَى ٱلْعِيدِ؟‏».‏ ٥٧ وَكَانَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ قَدْ أَصْدَرُوا أَوَامِرَ أَنَّهُ إِنْ عَلِمَ أَحَدٌ أَيْنَ هُوَ،‏ فَعَلَيْهِ أَنْ يُخْبِرَ عَنْهُ،‏ لِكَيْ يَقْبِضُوا عَلَيْهِ.‏

١٢ وَقَبْلَ ٱلْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ،‏ جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتَ عَنْيَا،‏+ حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ+ ٱلَّذِي أَقَامَهُ يَسُوعُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.‏ ٢ فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً،‏ وَكَانَتْ مَرْثَا+ تَخْدُمُ،‏+ وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ ٱلْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ.‏+ ٣ فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ زَيْتٍ عَطِرٍ،‏ نَارَدِينٍ+ خَالِصٍ كَثِيرِ ٱلثَّمَنِ،‏ وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَنَشَّفَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا.‏+ فَٱمْتَلَأَ ٱلْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ ٱلزَّيْتِ ٱلْعَطِرِ.‏ ٤ فَقَالَ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيُّ،‏+ أَحَدُ تَلَامِيذِهِ،‏ ٱلَّذِي كَانَ سَيُسَلِّمُهُ:‏ ٥ ‏«لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هٰذَا ٱلزَّيْتُ ٱلْعَطِرُ+ بِثَلَاثِ مِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟‏».‏+ ٦ وَإِنَّمَا قَالَ هٰذَا لَا ٱكْتِرَاثًا مِنْهُ بِٱلْفُقَرَاءِ،‏ بَلْ لِأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا+ وَكَانَ صُنْدُوقُ ٱلْمَالِ عِنْدَهُ،‏+ فَيَسْتَوْلِي عَلَى ٱلْأَمْوَالِ ٱلَّتِي تُوضَعُ فِيهِ.‏ ٧ فَقَالَ يَسُوعُ:‏ «دَعْهَا وَشَأْنَهَا،‏ لِكَيْ تَحْفَظَ هٰذِهِ ٱلْعَادَةَ إِعْدَادًا لِيَوْمِ دَفْنِي.‏+ ٨ لِأَنَّ ٱلْفُقَرَاءَ عِنْدَكُمْ+ كُلَّ حِينٍ،‏ وَأَمَّا أَنَا فَلَنْ أَكُونَ عِنْدَكُمْ كُلَّ حِينٍ».‏

٩ فَعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْيَهُودِ أَنَّهُ هُنَاكَ،‏ فَجَاءُوا لَيْسَ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ فَقَطْ،‏ بَلْ لِيَرَوْا أَيْضًا لِعَازَرَ ٱلَّذِي أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.‏+ ١٠ فَتَشَاوَرَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ لِيَقْتُلُوا لِعَازَرَ أَيْضًا،‏+ ١١ لِأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ إِلَى هُنَاكَ وَيُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ.‏+

١٢ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي،‏ لَمَّا سَمِعَ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَى ٱلْعِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ ١٣ أَخَذُوا سَعَفَ ٱلنَّخْلِ+ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ.‏ وَٱبْتَدَأُوا يَهْتِفُونَ:‏+ «خَلِّصْهُ!‏+ مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ يَهْوَهَ،‏+ مَلِكُ+ إِسْرَائِيلَ!‏».‏ ١٤ وَوَجَدَ يَسُوعُ حِمَارًا صَغِيرًا+ فَجَلَسَ عَلَيْهِ،‏ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:‏ ١٥ ‏«لَا تَخَافِي يَا ٱبْنَةَ صِهْيَوْنَ.‏ هُوَذَا مَلِكُكِ آتٍ،‏+ جَالِسًا عَلَى جَحْشِ أَتَانٍ».‏+ ١٦ هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ لَمْ يَنْتَبِهْ لَهَا تَلَامِيذُهُ أَوَّلًا،‏+ وَلٰكِنْ لَمَّا مُجِّدَ يَسُوعُ،‏+ حِينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أَنَّهَا كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَنْهُ،‏ وَأَنَّهُمْ فَعَلُوا هٰذِهِ لَهُ.‏+

١٧ فَٱلْجَمْعُ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ حِينَ دَعَا لِعَازَرَ+ مِنَ ٱلْقَبْرِ ٱلتَّذْكَارِيِّ وَأَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ ٱسْتَمَرُّوا يَشْهَدُونَ بِذٰلِكَ.‏+ ١٨ وَمِنْ أَجْلِ هٰذَا لَاقَاهُ ٱلْجَمْعُ أَيْضًا،‏ لِأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هٰذِهِ ٱلْآيَةَ.‏+ ١٩ فَقَالَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ+ فِي مَا بَيْنَهُمْ:‏ «تَرَوْنَ أَنَّكُمْ لَا تَصِلُونَ إِلَى أَيَّةِ نَتِيجَةٍ.‏ هُوَذَا ٱلْعَالَمُ قَدْ ذَهَبَ وَرَاءَهُ».‏+

٢٠ وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْيُونَانِيِّينَ+ بَيْنَ ٱلَّذِينَ صَعِدُوا لِلْعِبَادَةِ فِي ٱلْعِيدِ.‏ ٢١ فَٱقْتَرَبَ هٰؤُلَاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ+ ٱلَّذِي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا ٱلْجَلِيلِ،‏ وَطَلَبُوا مِنْهُ قَائِلِينَ:‏ «يَا سَيِّدُ،‏ نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ».‏+ ٢٢ فَأَتَى فِيلِبُّسُ وَأَخْبَرَ أَنْدَرَاوُسَ.‏ وَأَتَى أَنْدَرَاوُسُ وَفِيلِبُّسُ وَأَخْبَرَا يَسُوعَ.‏

٢٣ وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا قَائِلًا:‏ «قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ لِيُمَجَّدَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ.‏+ ٢٤ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ مَا لَمْ تَسْقُطْ حَبَّةُ ٱلْحِنْطَةِ فِي ٱلْأَرْضِ وَتَمُتْ،‏ فَهِيَ تَبْقَى حَبَّةً وَاحِدَةً.‏ وَلٰكِنْ إِنْ مَاتَتْ،‏+ فَإِنَّهَا تَحْمِلُ ثَمَرًا كَثِيرًا.‏ ٢٥ مَنْ أَعَزَّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا،‏ وَمَنْ أَبْغَضَ نَفْسَهُ+ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ يَصُونُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ.‏+ ٢٦ إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَخْدُمَنِي،‏ فَلْيَتْبَعْنِي.‏ وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا فَهُنَاكَ يَكُونُ خَادِمِي أَيْضًا.‏+ إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَخْدُمَنِي،‏ يُكْرِمْهُ ٱلْآبُ.‏+ ٢٧ اَلْآنَ نَفْسِي مُضْطَرِبَةٌ،‏+ فَمَاذَا أَقُولُ؟‏ أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ خَلِّصْنِي مِنْ هٰذِهِ ٱلسَّاعَةِ.‏+ وَلٰكِنْ لِأَجْلِ هٰذَا أَتَيْتُ إِلَى هٰذِهِ ٱلسَّاعَةِ.‏ ٢٨ أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ مَجِّدِ ٱسْمَكَ».‏ فَجَاءَ صَوْتٌ+ مِنَ ٱلسَّمَاءِ:‏ «مَجَّدْتُهُ وَسَأُمَجِّدُهُ أَيْضًا».‏+

٢٩ فَٱلْجَمْعُ ٱلَّذِي كَانَ وَاقِفًا هُنَاكَ وَسَمِعَ،‏ قَالَ إِنَّهَا قَدْ أَرْعَدَتْ.‏ وَقَالَ آخَرُونَ:‏ «قَدْ كَلَّمَهُ مَلَاكٌ».‏ ٣٠ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هٰذَا ٱلصَّوْتُ،‏ بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ.‏+ ٣١ اَلْآنَ دَيْنُونَةُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ.‏ اَلْآنَ يُطْرَحُ حَاكِمُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ+ خَارِجًا.‏+ ٣٢ وَأَنَا مَتَى رُفِعْتُ+ مِنَ ٱلْأَرْضِ،‏ أَجْتَذِبُ إِلَيَّ شَتَّى ٱلنَّاسِ».‏+ ٣٣ وَإِنَّمَا كَانَ يَقُولُ هٰذَا لِيُشِيرَ إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ سَوْفَ يَمُوتُهَا.‏+ ٣٤ فَأَجَابَهُ ٱلْجَمْعُ:‏ «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ،‏+ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ لَا بُدَّ أَنْ يُرْفَعَ؟‏+ مَنْ هُوَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ هٰذَا؟‏».‏+ ٣٥ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «سَيَكُونُ ٱلنُّورُ بَيْنَكُمْ زَمَانًا يَسِيرًا بَعْدُ.‏ فَٱمْشُوا مَا دَامَ لَكُمُ ٱلنُّورُ،‏ لِئَلَّا يَقْوَى عَلَيْكُمُ ٱلظَّلَامُ.‏+ فَٱلَّذِي يَمْشِي فِي ٱلظَّلَامِ لَا يَعْرِفُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ.‏+ ٣٦ مَا دَامَ لَكُمُ ٱلنُّورُ،‏ مَارِسُوا ٱلْإِيمَانَ بِٱلنُّورِ،‏ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ نُورٍ».‏+

تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهٰذَا ثُمَّ مَضَى وَتَوَارَى عَنْهُمْ.‏ ٣٧ وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ كَثِيرَةً جِدًّا،‏ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ،‏ ٣٨ فَتَمَّتْ كَلِمَةُ إِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلَّتِي قَالَهَا:‏ «يَا يَهْوَهُ،‏ مَنْ آمَنَ بِمَا سُمِعَ مِنَّا؟‏+ وَلِمَنْ كُشِفَتْ ذِرَاعُ يَهْوَهَ؟‏».‏+ ٣٩ لِهٰذَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُؤْمِنُوا لِأَنَّ إِشَعْيَا قَالَ أَيْضًا:‏ ٤٠ ‏«قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ وَقَسَّى قُلُوبَهُمْ،‏+ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيُدْرِكُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ».‏+ ٤١ قَالَ إِشَعْيَا هٰذَا لِأَنَّهُ رَأَى مَجْدَهُ،‏+ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ.‏ ٤٢ وَمَعَ ذٰلِكَ،‏ فَإِنَّ كَثِيرِينَ حَتَّى مِنَ ٱلرُّؤَسَاءِ آمَنُوا بِهِ،‏+ وَلٰكِنَّهُمْ بِسَبَبِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَعْتَرِفُوا بِهِ،‏ لِئَلَّا يُطْرَدُوا مِنَ ٱلْمَجْمَعِ.‏+ ٤٣ فَإِنَّهُمْ أَحَبُّوا مَجْدَ ٱلنَّاسِ أَكْثَرَ مِنْ مَجْدِ ٱللّٰهِ.‏+

٤٤ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ نَادَى وَقَالَ:‏ «اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِي،‏ لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي فَقَطْ،‏ بَلْ بِٱلَّذِي أَرْسَلَنِي أَيْضًا.‏+ ٤٥ وَٱلَّذِي يَرَانِي يَرَى ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي أَيْضًا.‏+ ٤٦ أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى ٱلْعَالَمِ،‏+ حَتَّى لَا يَبْقَى فِي ٱلظَّلَامِ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي.‏+ ٤٧ وَلٰكِنْ إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلَامِي وَلَمْ يَحْفَظْهُ،‏ فَأَنَا لَا أَدِينُهُ؛‏ لِأَنِّي لَمْ آتِ لِأَدِينَ ٱلْعَالَمَ،‏+ بَلْ لِأُخَلِّصَ ٱلْعَالَمَ.‏+ ٤٨ مَنْ يَتَجَاهَلُنِي وَلَا يَقْبَلُ كَلَامِي لَهُ مَنْ يَدِينُهُ.‏ اَلْكَلِمَةُ+ ٱلَّتِي تَكَلَّمْتُ بِهَا هِيَ تَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ،‏ ٤٩ لِأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي،‏ لٰكِنَّ ٱلْآبَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.‏+ ٥٠ وَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ تَعْنِي حَيَاةً أَبَدِيَّةً.‏+ فَمَا أَتَكَلَّمُ بِهِ،‏ فَكَمَا قَالَهُ لِي ٱلْآبُ،‏ هٰكَذَا أَتَكَلَّمُ بِهِ».‏+

١٣ وَقَبْلَ عِيدِ ٱلْفِصْحِ،‏ لَمَّا كَانَ يَسُوعُ يَعْرِفُ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ أَتَتْ+ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآبِ،‏+ وَكَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْعَالَمِ،‏+ بَلَغَتْ مَحَبَّتُهُ لَهُمْ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى.‏ ٢ فَفِي أَثْنَاءِ ٱلْعَشَاءِ،‏ إِذْ كَانَ إِبْلِيسُ قَدْ وَضَعَ فِي قَلْبِ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ+ ٱبْنِ سِمْعَانَ أَنْ يُسَلِّمَهُ،‏+ ٣ وَكَانَ هُوَ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْآبَ قَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى يَدَيْهِ+ وَأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ ٱللّٰهِ خَرَجَ وَإِلَى ٱللّٰهِ مَاضٍ،‏+ ٤ قَامَ عَنِ ٱلْعَشَاءِ وَوَضَعَ رِدَاءَهُ جَانِبًا.‏ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَتَمَنْطَقَ بِهَا.‏+ ٥ ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي طَسْتٍ وَٱبْتَدَأَ يَغْسِلُ أَقْدَامَ+ ٱلتَّلَامِيذِ وَيُنَشِّفُهَا بِٱلْمِنْشَفَةِ ٱلَّتِي كَانَ مُتَمَنْطِقًا بِهَا.‏ ٦ فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ.‏ فَقَالَ لَهُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ أَأَنْتَ تَغْسِلُ قَدَمَيَّ؟‏».‏+ ٧ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏ «مَا أَفْعَلُهُ أَنَا لَسْتَ تَفْهَمُهُ أَنْتَ ٱلْآنَ،‏ وَلٰكِنَّكَ سَتَفْهَمُ بَعْدَ هٰذَا».‏+ ٨ قَالَ لَهُ بُطْرُسُ:‏ «لَا،‏ لَنْ تَغْسِلَ قَدَمَيَّ أَبَدًا!‏».‏ أَجَابَهُ يَسُوعُ:‏ «مَا لَمْ أَغْسِلْكَ،‏+ فَلَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ مَعِي».‏ ٩ قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ لَيْسَ قَدَمَيَّ فَقَطْ،‏ بَلْ يَدَيَّ وَرَأْسِي أَيْضًا».‏ ١٠ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «اَلَّذِي قَدِ ٱسْتَحَمَّ+ لَا يَحْتَاجُ إِلَّا إِلَى غَسْلِ قَدَمَيْهِ،‏ بَلْ هُوَ كُلُّهُ طَاهِرٌ.‏ وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ».‏ ١١ فَقَدْ كَانَ يَعْرِفُ ٱلَّذِي سَيُسَلِّمُهُ.‏+ لِذٰلِكَ قَالَ:‏ «لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ».‏

١٢ فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَقْدَامَهُمْ وَلَبِسَ رِدَاءَهُ وَٱتَّكَأَ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْمَائِدَةِ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «أَتَعْرِفُونَ مَا فَعَلْتُ لَكُمْ؟‏ ١٣ أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي:‏ ‹يَا مُعَلِّمُ›،‏+ وَ ‹يَا رَبُّ›،‏+ وَبِٱلصَّوَابِ تَتَكَلَّمُونَ،‏ لِأَنِّي كَذٰلِكَ.‏+ ١٤ فَإِنْ كُنْتُ،‏ وَأَنَا ٱلرَّبُّ وَٱلْمُعَلِّمُ،‏ قَدْ غَسَلْتُ أَقْدَامَكُمْ،‏+ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَقْدَامَ بَعْضٍ.‏+ ١٥ فَإِنِّي وَضَعْتُ لَكُمْ نَمُوذَجًا،‏ حَتَّى كَمَا فَعَلْتُ لَكُمْ تَفْعَلُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا.‏+ ١٦ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ،‏ وَلَا مُرْسَلٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.‏+ ١٧ إِذَا عَرَفْتُمْ هٰذَا،‏ فَسُعَدَاءُ أَنْتُمْ إِنْ عَمِلْتُمْ بِهِ.‏+ ١٨ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ عَنْ جَمِيعِكُمْ.‏ أَنَا أَعْرِفُ ٱلَّذِينَ ٱخْتَرْتُهُمْ.‏+ وَلٰكِنْ لِتَتِمَّ ٱلْآيَةُ:‏+ ‹اَلَّذِي كَانَ يَأْكُلُ خُبْزِي رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ›.‏+ ١٩ مِنَ ٱلْآنَ أَقُولُ لَكُمْ قَبْلَ أَنْ يَحْدُثَ،‏+ حَتَّى مَتَى حَدَثَ تُؤْمِنُونَ بِأَنِّي هُوَ.‏ ٢٠ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ اَلَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي أَيْضًا.‏+ وَٱلَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي أَيْضًا».‏+

٢١ قَالَ يَسُوعُ هٰذَا ثُمَّ ٱضْطَرَبَتْ رُوحُهُ،‏ وَشَهِدَ وَقَالَ:‏ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ وَاحِدٌ مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي».‏+ ٢٢ فَنَظَرَ ٱلتَّلَامِيذُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ،‏ وَهُمْ مُتَحَيِّرُونَ عَمَّنْ يَقُولُ ذٰلِكَ.‏+ ٢٣ وَكَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ،‏ وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ.‏+ ٢٤ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ بِرَأْسِهِ وَقَالَ لَهُ:‏ «سَلْ عَمَّنْ يَقُولُ ذٰلِكَ».‏ ٢٥ فَٱتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ مَنْ هُوَ؟‏».‏+ ٢٦ فَأَجَابَ يَسُوعُ:‏ «هُوَ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ ٱللُّقْمَةَ ٱلَّتِي أَغْمِسُهَا».‏+ وَإِذْ غَمَسَ ٱللُّقْمَةَ،‏ رَفَعَهَا وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا بْنِ سِمْعَانَ ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ.‏ ٢٧ ثُمَّ بَعْدَ ٱللُّقْمَةِ دَخَلَهُ ٱلشَّيْطَانُ.‏+ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «مَا أَنْتَ فَاعِلٌ فَٱفْعَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ».‏ ٢٨ غَيْرَ أَنَّ أَحَدًا مِنَ ٱلْمُتَّكِئِينَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ لَمْ يَعْرِفْ لِمَاذَا قَالَ لَهُ ذٰلِكَ.‏ ٢٩ وَفِي ٱلْوَاقِعِ كَانَ ٱلْبَعْضُ يَظُنُّونَ،‏ إِذْ كَانَ صُنْدُوقُ ٱلْمَالِ مَعَ يَهُوذَا،‏+ أَنَّ يَسُوعَ يَقُولُ لَهُ:‏ «اِشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ»،‏ أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِ.‏+ ٣٠ فَبَعْدَ أَنْ أَخَذَ ٱللُّقْمَةَ،‏ خَرَجَ فِي ٱلْحَالِ.‏ وَكَانَ لَيْلٌ.‏+

٣١ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اَلْآنَ يَتَمَجَّدُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ،‏+ وَيَتَمَجَّدُ ٱللّٰهُ فِيهِ.‏ ٣٢ وَٱللّٰهُ نَفْسُهُ سَيُمَجِّدُهُ،‏+ وَسَيُمَجِّدُهُ حَالًا.‏ ٣٣ يَا أَوْلَادِي ٱلْأَعِزَّاءَ،‏+ أَنَا مَعَكُمْ مُدَّةً قَصِيرَةً بَعْدُ.‏ سَتُفَتِّشُونَ عَنِّي،‏ وَكَمَا قُلْتُ لِلْيَهُودِ:‏ ‹حَيْثُ أَذْهَبُ أَنَا لَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا›،‏+ أَقُولُ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا ٱلْآنَ.‏ ٣٤ إِنِّي أُعْطِيكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً:‏ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.‏ كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا،‏+ تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.‏+ ٣٥ بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي،‏ إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ».‏+

٣٦ قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ إِلَى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِبٌ؟‏».‏ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «حَيْثُ أَنَا ذَاهِبٌ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَتْبَعَنِي ٱلْآنَ،‏ وَلٰكِنَّكَ سَتَتْبَعُنِي فِي مَا بَعْدُ».‏+ ٣٧ قَالَ لَهُ بُطْرُسُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ لِمَاذَا لَا أَقْدِرُ أَنْ أَتْبَعَكَ ٱلْآنَ؟‏ إِنِّي أَبْذُلُ نَفْسِي عَنْكَ».‏+ ٣٨ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «أَتَبْذُلُ نَفْسَكَ عَنِّي؟‏ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ:‏ لَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ حَتَّى تَكُونَ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».‏+

١٤ ‏«لَا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ.‏+ مَارِسُوا ٱلْإِيمَانَ بِٱللّٰهِ،‏+ وَٱلْإِيمَانَ بِي أَيْضًا.‏+ ٢ فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ.‏+ وَإِلَّا لَكُنْتُ قُلْتُ لَكُمْ،‏ لِأَنِّي ذَاهِبٌ لِأُهَيِّئَ لَكُمْ مَكَانًا.‏+ ٣ وَإِذَا ذَهَبْتُ وَهَيَّأْتُ لَكُمْ مَكَانًا،‏ آتِي ثَانِيَةً+ وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ،‏+ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا.‏+ ٤ وَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ ٱلطَّرِيقَ إِلَى حَيْثُ أَنَا ذَاهِبٌ».‏

٥ قَالَ لَهُ تُومَا:‏+ «يَا رَبُّ،‏ لَسْنَا نَعْرِفُ إِلَى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِبٌ.‏+ فَكَيْفَ نَعْرِفُ ٱلطَّرِيقَ؟‏».‏

٦ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «أَنَا ٱلطَّرِيقُ+ وَٱلْحَقُّ+ وَٱلْحَيَاةُ.‏+ لَا يَأْتِي أَحَدٌ إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي.‏+ ٧ لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي،‏ لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا.‏ وَمِنَ ٱلْآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ».‏+

٨ قَالَ لَهُ فِيلِبُّسُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ أَرِنَا ٱلْآبَ وَكَفَانَا».‏

٩ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «أَنَا مَعَكُمْ هٰذَا ٱلزَّمَانَ ٱلطَّوِيلَ،‏ وَلَمْ تَعْرِفْنِي بَعْدُ يَا فِيلِبُّسُ؟‏ مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ+ أَيْضًا.‏ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ:‏ ‹أَرِنَا ٱلْآبَ›؟‏+ ١٠ أَلَا تُؤْمِنُ أَنِّي فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْآبِ وَأَنَّ ٱلْآبَ فِي ٱتِّحَادٍ بِي؟‏+ مَا أَقُولُهُ لَكُمْ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ عِنْدِي،‏ بَلِ ٱلْآبُ ٱلَّذِي يَبْقَى فِي ٱتِّحَادٍ بِي هُوَ يَعْمَلُ أَعْمَالَهُ.‏+ ١١ صَدِّقُونِي أَنِّي فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْآبِ وَأَنَّ ٱلْآبَ فِي ٱتِّحَادٍ بِي،‏ وَإِلَّا فَصَدِّقُوا بِسَبَبِ ٱلْأَعْمَالِ عَيْنِهَا.‏+ ١٢ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِي،‏ يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلْأَعْمَالَ ٱلَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا،‏ وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ+ مِنْهَا،‏ لِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى ٱلْآبِ.‏+ ١٣ وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِٱسْمِي،‏ فَذٰلِكَ أَفْعَلُهُ،‏ لِيَتَمَجَّدَ ٱلْآبُ فِي ٱلِٱبْنِ.‏+ ١٤ إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِٱسْمِي،‏ فَإِنِّي أَفْعَلُهُ.‏

١٥ ‏«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي تَحْفَظُونَ وَصَايَايَ.‏+ ١٦ وَأَنَا سَأَطْلُبُ مِنَ ٱلْآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعِينًا آخَرَ لِيَكُونَ مَعَكُمْ إِلَى ٱلْأَبَدِ،‏+ ١٧ رُوحَ ٱلْحَقِّ،‏+ ٱلَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ ٱلْعَالَمُ أَنْ يَنَالَهُ،‏+ لِأَنَّهُ لَا يَرَاهُ وَلَا يَعْرِفُهُ.‏ أَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ،‏ لِأَنَّهُ يَبْقَى مَعَكُمْ وَهُوَ فِيكُمْ.‏+ ١٨ لَنْ أَتْرُكَكُمْ مُعْدَمِينَ.‏+ إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ.‏ ١٩ بَعْدَ قَلِيلٍ لَنْ يَرَانِي ٱلْعَالَمُ بَعْدُ،‏+ أَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي،‏+ لِأَنِّي حَيٌّ وَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ.‏+ ٢٠ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ سَتَعْرِفُونَ أَنِّي فِي ٱتِّحَادٍ بِأَبِي،‏ وَأَنْتُمْ فِي ٱتِّحَادٍ بِي،‏ وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِكُمْ.‏+ ٢١ اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا،‏ فَذَاكَ هُوَ ٱلَّذِي يُحِبُّنِي.‏+ وَٱلَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي،‏ وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي».‏

٢٢ قَالَ لَهُ يَهُوذَا،‏+ غَيْرُ ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ:‏ «يَا رَبُّ،‏ مَاذَا حَدَثَ حَتَّى إِنَّكَ تَنْوِي أَنْ تُظْهِرَ لَنَا ذَاتَكَ وَلَيْسَ لِلْعَالَمِ؟‏».‏+

٢٣ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏ «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظُ+ كَلِمَتِي،‏ وَيُحِبُّهُ أَبِي،‏ وَإِلَيْهِ نَأْتِي وَنَصْنَعُ مَنْزِلَنَا عِنْدَهُ.‏+ ٢٤ مَنْ لَا يُحِبُّنِي لَا يَحْفَظُ كَلَامِي.‏ وَٱلْكَلِمَةُ ٱلَّتِي تَسْمَعُونَهَا لَيْسَتْ لِي،‏ بَلْ لِلْآبِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي.‏+

٢٥ ‏«كَلَّمْتُكُمْ بِهٰذَا،‏ وَأَنَا لَا أَزَالُ مَعَكُمْ.‏ ٢٦ وَأَمَّا ٱلْمُعِينُ،‏ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ،‏ ٱلَّذِي سَيُرْسِلُهُ ٱلْآبُ بِٱسْمِي،‏ فَذَاكَ سَيُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.‏+ ٢٧ سَلَامًا أَتْرُكُ لَكُمْ،‏ سَلَامِي أُعْطِيكُمْ.‏+ لَا أُعْطِيكُمْ إِيَّاهُ كَمَا يُعْطِيهِ ٱلْعَالَمُ.‏ لَا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلَا تَفْزَعْ.‏ ٢٨ سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ:‏ أَنَا مَاضٍ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ.‏ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي،‏ تَفْرَحُونَ بِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى ٱلْآبِ،‏ لِأَنَّ ٱلْآبَ أَعْظَمُ+ مِنِّي.‏ ٢٩ وَقُلْتُ لَكُمُ ٱلْآنَ قَبْلَ أَنْ يَحْدُثَ،‏+ حَتَّى مَتَى حَدَثَ تُؤْمِنُونَ.‏ ٣٠ لَا أُكَلِّمُكُمْ بَعْدُ كَثِيرًا،‏ فَإِنَّ حَاكِمَ+ ٱلْعَالَمِ آتٍ.‏ وَلَيْسَ لَهُ يَدٌ عَلَيَّ،‏+ ٣١ وَلٰكِنْ لِيَعْرِفَ ٱلْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ ٱلْآبَ،‏ وَكَمَا أَوْصَانِي ٱلْآبُ،‏+ هٰكَذَا أَفْعَلُ.‏ قُومُوا،‏ لِنَذْهَبْ مِنْ هُنَا.‏

١٥ ‏«أَنَا ٱلْكَرْمَةُ ٱلْحَقَّةُ،‏+ وَأَبِي هُوَ ٱلْفَلَّاحُ.‏+ ٢ كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لَا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَنْزِعُهُ،‏+ وَكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ+ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَرَ.‏+ ٣ أَنْتُمُ ٱلْآنَ أَنْقِيَاءُ بِسَبَبِ ٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي كَلَّمْتُكُمْ بِهَا.‏+ ٤ اِبْقَوْا فِي ٱتِّحَادٍ بِي،‏ وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِكُمْ.‏+ كَمَا أَنَّ ٱلْغُصْنَ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ ذَاتِهِ مَا لَمْ يَبْقَ فِي ٱلْكَرْمَةِ،‏ كَذٰلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَا لَمْ تَبْقَوْا فِي ٱتِّحَادٍ بِي.‏+ ٥ أَنَا ٱلْكَرْمَةُ،‏ وَأَنْتُمُ ٱلْأَغْصَانُ.‏ اَلَّذِي يَبْقَى فِي ٱتِّحَادٍ بِي،‏ وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِ،‏ فَهٰذَا يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثِيرًا؛‏+ لِأَنَّكُمْ بِمَعْزِلٍ عَنِّي لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْمَلُوا شَيْئًا أَلْبَتَّةَ.‏ ٦ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يَبْقَى فِي ٱتِّحَادٍ بِي،‏ يُطْرَحُ خَارِجًا كَٱلْغُصْنِ فَيَجِفُّ.‏ وَيَجْمَعُونَ تِلْكَ ٱلْأَغْصَانَ وَيَرْمُونَهَا فِي ٱلنَّارِ فَتَحْتَرِقُ.‏+ ٧ إِنْ بَقِيتُمْ فِي ٱتِّحَادٍ بِي وَبَقِيَ كَلَامِي فِيكُمْ،‏ فَٱطْلُبُوا مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونَ لَكُمْ.‏+ ٨ فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي،‏ أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُوا تَلَامِيذِي.‏+ ٩ كَمَا أَحَبَّنِي ٱلْآبُ+ وَأَنَا أَحْبَبْتُكُمُ،‏ ٱثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي.‏ ١٠ إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ،‏+ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي،‏ كَمَا أَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَا ٱلْآبِ+ وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ.‏

١١ ‏«كَلَّمْتُكُمْ بِهٰذَا لِيَكُونَ فِيكُمْ فَرَحِي،‏ وَيَكُونَ فَرَحُكُمْ تَامًّا.‏+ ١٢ هٰذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي:‏ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُمْ.‏+ ١٣ لَيْسَ لِأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هٰذِهِ:‏ أَنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَنْ أَصْدِقَائِهِ.‏+ ١٤ أَنْتُمْ أَصْدِقَائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ.‏+ ١٥ لَا أَدْعُوكُمْ عَبِيدًا بَعْدُ،‏ لِأَنَّ ٱلْعَبْدَ لَا يَعْرِفُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ.‏ وَلٰكِنِّي دَعَوْتُكُمْ أَصْدِقَاءَ،‏+ لِأَنِّي عَرَّفْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.‏+ ١٦ لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُمْ،‏ بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُمْ،‏ وَعَيَّنْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ+ وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ،‏ لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ ٱلْآبُ مَهْمَا سَأَلْتُمْ بِٱسْمِي.‏+

١٧ ‏«بِهٰذَا أُوصِيكُمْ:‏ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.‏+ ١٨ إِنْ كَانَ ٱلْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ،‏ فَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَ أَنْ يُبْغِضَكُمْ.‏+ ١٩ لَوْ كُنْتُمْ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏ لَكَانَ ٱلْعَالَمُ يُعِزُّ مَا هُوَ لَهُ.‏+ وَلٰكِنْ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏+ بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُمْ مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏ لِذٰلِكَ يُبْغِضُكُمُ ٱلْعَالَمُ.‏+ ٢٠ اُذْكُرُوا ٱلْكَلِمَةَ ٱلَّتِي قُلْتُهَا لَكُمْ:‏ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ.‏ إِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ أَيْضًا،‏+ وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلِمَتِي فَسَيَحْفَظُونَ كَلِمَتَكُمْ أَيْضًا.‏ ٢١ وَلٰكِنَّهُمْ سَيَفْعَلُونَ هٰذَا كُلَّهُ بِكُمْ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي،‏ لِأَنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي.‏+ ٢٢ لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ،‏ لَمَا كَانَتْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ؛‏+ وَأَمَّا ٱلْآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ عَلَى خَطِيَّتِهِمْ.‏+ ٢٣ اَلَّذِي يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضًا.‏+ ٢٤ لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلْتُ بَيْنَهُمْ أَعْمَالًا لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ غَيْرِي،‏+ لَمَا كَانَتْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ؛‏+ وَأَمَّا ٱلْآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي.‏+ ٢٥ لٰكِنَّ ذٰلِكَ هُوَ لِكَيْ تَتِمَّ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْمَكْتُوبَةُ فِي شَرِيعَتِهِمْ:‏ ‹أَبْغَضُونِي مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ›.‏+ ٢٦ وَمَتَى جَاءَ ٱلْمُعِينُ ٱلَّذِي سَأُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ مِنَ ٱلْآبِ،‏+ رُوحُ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِي يَنْبَثِقُ مِنَ ٱلْآبِ،‏ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.‏+ ٢٧ وَأَنْتُمْ أَيْضًا سَتَشْهَدُونَ،‏+ لِأَنَّكُمْ مَعِي مِنْ حِينَ بَدَأْتُ.‏

١٦ ‏«كَلَّمْتُكُمْ بِهٰذَا لِكَيْلَا تَعْثُرُوا.‏+ ٢ سَيَطْرُدُونَكُمْ مِنَ ٱلْمَجَامِعِ.‏+ بَلْ تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ حِينَ يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُؤَدِّي لِلّٰهِ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً.‏+ ٣ وَإِنَّمَا سَيَفْعَلُونَ هٰذَا لِأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا ٱلْآبَ،‏ وَلَا عَرَفُونِي.‏+ ٤ لٰكِنِّي كَلَّمْتُكُمْ بِهٰذَا حَتَّى مَتَى جَاءَتْ سَاعَتُهُ تَذْكُرُونَ أَنِّي قُلْتُهُ لَكُمْ.‏+

‏«إِلَّا أَنِّي لَمْ أُخْبِرْكُمْ بِهٰذَا فِي بَادِئِ ٱلْأَمْرِ،‏ لِأَنِّي كُنْتُ مَعَكُمْ.‏ ٥ وَأَمَّا ٱلْآنَ فَأَنَا ذَاهِبٌ إِلَى ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي،‏+ وَمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ يَسْأَلُنِي:‏ ‹إِلَى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِبٌ؟‏›.‏ ٦ وَلٰكِنْ لِأَنِّي كَلَّمْتُكُمْ بِهٰذَا مَلَأَ ٱلْحُزْنُ+ قُلُوبَكُمْ.‏ ٧ غَيْرَ أَنِّي أَقُولُ لَكُمُ ٱلْحَقَّ:‏ إِنَّهُ لِمَنْفَعَتِكُمْ أَنْ أَذْهَبَ.‏ فَإِنْ لَمْ أَذْهَبْ فَلَنْ يَأْتِيَكُمُ ٱلْمُعِينُ+ أَلْبَتَّةَ،‏ وَلٰكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ.‏ ٨ وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ،‏ يُقَدِّمُ لِلْعَالَمِ دَلِيلًا مُقْنِعًا عَلَى ٱلْخَطِيَّةِ وَعَلَى ٱلْبِرِّ وَعَلَى ٱلدَّيْنُونَةِ:‏+ ٩ أَوَّلًا،‏ عَلَى ٱلْخَطِيَّةِ،‏+ لِأَنَّهُمْ لَا يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِي؛‏+ ١٠ ثُمَّ عَلَى ٱلْبِرِّ،‏+ لِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى ٱلْآبِ وَلَنْ تَرَوْنِي بَعْدُ؛‏ ١١ ثُمَّ عَلَى ٱلدَّيْنُونَةِ،‏+ لِأَنَّ حَاكِمَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ قَدْ دِينَ.‏+

١٢ ‏«عِنْدِي بَعْدُ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ أَقُولُهَا لَكُمْ،‏ وَلٰكِنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَتَحَمَّلُوهَا ٱلْآنَ.‏+ ١٣ وَلٰكِنْ مَتَى جَاءَ ذَاكَ،‏ رُوحُ ٱلْحَقِّ،‏+ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى ٱلْحَقِّ كُلِّهِ،‏ لِأَنَّهُ لَنْ يَتَكَلَّمَ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ،‏ بَلْ يَتَكَلَّمُ بِمَا يَسْمَعُ،‏ وَيُعْلِنُ لَكُمُ ٱلْأُمُورَ ٱلْآتِيَةَ.‏+ ١٤ ذَاكَ سَيُمَجِّدُنِي،‏+ لِأَنَّهُ سَيَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُعْلِنُهُ لَكُمْ.‏+ ١٥ جَمِيعُ مَا لِلْآبِ هُوَ لِي.‏+ لِذٰلِكَ قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُعْلِنُهُ لَكُمْ.‏ ١٦ بَعْدَ قَلِيلٍ لَنْ تَرَوْنِي،‏+ ثُمَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضًا سَتَرَوْنَنِي».‏

١٧ فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:‏ «مَا مَعْنَى هٰذَا ٱلَّذِي يَقُولُهُ لَنَا:‏ ‹بَعْدَ قَلِيلٍ لَنْ تَرَوْنِي،‏ ثُمَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضًا سَتَرَوْنَنِي›،‏ وَأَيْضًا:‏ ‹لِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى ٱلْآبِ›؟‏».‏ ١٨ لِذٰلِكَ كَانُوا يَقُولُونَ:‏ «مَا مَعْنَى هٰذَا ٱلَّذِي يَقُولُهُ:‏ ‹بَعْدَ قَلِيلٍ›؟‏ لَا نَعْرِفُ عَمَّ يَتَكَلَّمُ».‏ ١٩ وَعَرَفَ+ يَسُوعُ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَسْأَلُوهُ،‏ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَتَتَسَاءَلُونَ فِي مَا بَيْنَكُمْ عَنْ هٰذَا،‏ لِأَنِّي قُلْتُ:‏ بَعْدَ قَلِيلٍ لَنْ تَرَوْنِي،‏ ثُمَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضًا سَتَرَوْنَنِي؟‏ ٢٠ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ سَتَبْكُونَ وَتَنْدُبُونَ،‏ أَمَّا ٱلْعَالَمُ فَسَيَفْرَحُ.‏ سَتَحْزَنُونَ،‏+ وَلٰكِنَّ حُزْنَكُمْ سَيَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ.‏+ ٢١ اَلْمَرْأَةُ،‏ وَهِيَ تَلِدُ،‏ يَكُونُ لَهَا حُزْنٌ لِأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ.‏+ وَلٰكِنْ مَتَى وَضَعَتْ صَغِيرَهَا،‏ لَا تَعُودُ تَذْكُرُ ٱلضِّيقَ لِسَبَبِ ٱلْفَرَحِ بِأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي ٱلْعَالَمِ.‏ ٢٢ فَأَنْتُمْ أَيْضًا عِنْدَكُمُ ٱلْآنَ حُزْنٌ.‏ وَلٰكِنِّي سَأَرَاكُمْ ثَانِيَةً فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ،‏+ وَفَرَحُكُمْ لَنْ يَأْخُذَهُ مِنْكُمْ أَحَدٌ.‏ ٢٣ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ+ لَنْ تَسْأَلُونِي عَنْ أَيِّ شَيْءٍ.‏ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنْ سَأَلْتُمُ ٱلْآبَ شَيْئًا،‏+ يُعْطِيكُمْ إِيَّاهُ بِٱسْمِي.‏+ ٢٤ حَتَّى ٱلْآنَ لَمْ تَسْأَلُوا شَيْئًا بِٱسْمِي.‏ اِسْأَلُوا تَنَالُوا،‏ لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ تَامًّا.‏+

٢٥ ‏«كَلَّمْتُكُمْ بِهٰذَا بِتَشَابِيهَ.‏+ تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ حِينَ لَا أُكَلِّمُكُمْ بَعْدُ هٰكَذَا،‏ بَلْ أُخْبِرُكُمْ عَنِ ٱلْآبِ بِصَرَاحَةٍ.‏ ٢٦ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ تَسْأَلُونَ بِٱسْمِي،‏ وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي سَأَطْلُبُ مِنَ ٱلْآبِ لِأَجْلِكُمْ.‏ ٢٧ فَٱلْآبُ نَفْسُهُ عِنْدَهُ مَوَدَّةٌ لَكُمْ،‏ لِأَنَّ عِنْدَكُمْ مَوَدَّةً لِي+ وَقَدْ آمَنْتُمْ أَنَّنِي خَرَجْتُ مُمَثِّلًا لِلْآبِ.‏+ ٢٨ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ ٱلْآبِ وَأَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ.‏ وَأَيْضًا إِنِّي أَتْرُكُ ٱلْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى ٱلْآبِ».‏+

٢٩ قَالَ تَلَامِيذُهُ:‏ «هَا إِنَّكَ ٱلْآنَ تَتَكَلَّمُ بِصَرَاحَةٍ،‏ وَلَا تَتَفَوَّهُ بِأَيِّ تَشْبِيهٍ.‏ ٣٠ اَلْآنَ نَعْلَمُ أَنَّكَ تَعْرِفُ كُلَّ شَيْءٍ+ وَلَا تَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يَسْأَلَكَ أَحَدٌ.‏+ لِهٰذَا نُؤْمِنُ أَنَّكَ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِ ٱللّٰهِ».‏+ ٣١ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَتُؤْمِنُونَ ٱلْآنَ؟‏ ٣٢ هُوَذَا تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ،‏ بَلْ قَدْ أَتَتْ،‏ حِينَ تَتَبَدَّدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ+ وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي.‏ وَلٰكِنِّي لَسْتُ وَحْدِي،‏ لِأَنَّ ٱلْآبَ مَعِي.‏+ ٣٣ قُلْتُ لَكُمْ هٰذَا لِيَكُونَ لَكُمْ بِي سَلَامٌ.‏+ فِي ٱلْعَالَمِ تُعَانُونَ ضِيقًا،‏ وَلٰكِنْ تَشَجَّعُوا!‏ أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ».‏+

١٧ تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهٰذَا،‏ ثُمَّ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ+ وَقَالَ:‏ «أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ.‏ مَجِّدِ ٱبْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ٱبْنُكَ،‏+ ٢ إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَةً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ،‏+ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً+ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَهُ إِيَّاهُمْ.‏+ ٣ وَهٰذَا يَعْنِي ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ:‏+ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ+ عَنْكَ،‏ أَنْتَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ،‏+ وَعَنِ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ،‏ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏+ ٤ أَنَا مَجَّدْتُكَ+ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ إِذْ أَنْهَيْتُ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِأَعْمَلَهُ.‏+ ٥ فَٱلْآنَ أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ مَجِّدْنِي أَنْتَ بِقُرْبِكَ بِٱلْمَجْدِ ٱلَّذِي كَانَ لِي بِقُرْبِكَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ٱلْعَالَمُ.‏+

٦ ‏«أَنَا أَظْهَرْتُ ٱسْمَكَ لِلنَّاسِ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ ٱلْعَالَمِ.‏+ كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي،‏ وَقَدْ حَفِظُوا كَلِمَتَكَ.‏ ٧ وَعَرَفُوا ٱلْآنَ أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْكَ،‏ ٨ لِأَنَّ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُ لَهُمْ،‏+ وَهُمْ قَبِلُوهُ وَعَرَفُوا يَقِينًا أَنِّي خَرَجْتُ مُمَثِّلًا لَكَ،‏+ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.‏+ ٩ أَنَا أَطْلُبُ مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ لَسْتُ أَطْلُبُ مِنْ أَجْلِ ٱلْعَالَمِ،‏+ بَلْ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي،‏ لِأَنَّهُمْ لَكَ،‏ ١٠ وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ وَمَا هُوَ لَكَ هُوَ لِي،‏+ وَأَنَا قَدْ مُجِّدْتُ بَيْنَهُمْ.‏

١١ ‏«وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي ٱلْعَالَمِ،‏ وَأَمَّا هُمْ فَإِنَّهُمْ فِي ٱلْعَالَمِ+ وَأَنَا آتٍ إِلَيْكَ.‏ أَيُّهَا ٱلْآبُ ٱلْقُدُّوسُ،‏ ٱحْرُسْهُمْ+ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي،‏ لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ.‏+ ١٢ حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ كُنْتُ أَحْرُسُهُمْ+ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي.‏ وَقَدْ حَفِظْتُهُمْ،‏ وَلَمْ يَهْلِكْ+ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا ٱبْنُ ٱلْهَلَاكِ+ لِكَيْ تَتِمَّ ٱلْآيَةُ.‏+ ١٣ أَمَّا ٱلْآنَ فَأَنَا آتٍ إِلَيْكَ،‏ وَأَنَا أَتَكَلَّمُ بِهٰذَا فِي ٱلْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي فِي أَنْفُسِهِمْ تَامًّا.‏+ ١٤ إِنِّي أَعْطَيْتُهُمْ كَلِمَتَكَ،‏ وَلٰكِنَّ ٱلْعَالَمَ أَبْغَضَهُمْ+ لِأَنَّهُمْ لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ.‏+

١٥ ‏«لَسْتُ أَطْلُبُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏ بَلْ أَنْ تَحْرُسَهُمْ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ.‏+ ١٦ لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏+ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ.‏+ ١٧ قَدِّسْهُمْ+ بِٱلْحَقِّ.‏ كَلِمَتُكَ+ هِيَ حَقٌّ.‏+ ١٨ كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى ٱلْعَالَمِ،‏ أَنَا أَيْضًا أَرْسَلْتُهُمْ إِلَى ٱلْعَالَمِ.‏+ ١٩ وَأَنَا أُقَدِّسُ ذَاتِي مِنْ أَجْلِهِمْ،‏ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ+ بِٱلْحَقِّ.‏

٢٠ ‏«لَسْتُ أَطْلُبُ مِنْ أَجْلِ هٰؤُلَاءِ فَقَطْ،‏ بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي مِنْ خِلَالِ كَلِمَةِ هٰؤُلَاءِ،‏+ ٢١ لِكَيْ يَكُونُوا جَمِيعُهُمْ وَاحِدًا،‏+ كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ،‏ أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ فِي ٱتِّحَادٍ بِي وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِكَ،‏+ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا فِي ٱتِّحَادٍ بِنَا،‏+ لِكَيْ يُؤْمِنَ ٱلْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.‏+ ٢٢ وَأَنَا أَعْطَيْتُهُمُ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي،‏ لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِدٌ.‏+ ٢٣ أَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِمْ وَأَنْتَ فِي ٱتِّحَادٍ بِي،‏ لِكَيْ يَكُونُوا مُكَمَّلِينَ فِي وَاحِدٍ،‏+ لِيَعْرِفَ ٱلْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَنَّكَ أَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.‏ ٢٤ أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ إِنَّ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي،‏ أُرِيدُ أَنْ يَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا،‏+ لِيَرَوْا مَجْدِي ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي،‏ لِأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ تَأْسِيسِ+ ٱلْعَالَمِ.‏+ ٢٥ أَيُّهَا ٱلْآبُ ٱلْبَارُّ،‏+ إِنَّ ٱلْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ؛‏+ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ،‏ وَهٰؤُلَاءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.‏+ ٢٦ وَقَدْ عَرَّفْتُهُمْ بِٱسْمِكَ+ وَسَأُعَرِّفُهُمْ بِهِ،‏ لِتَكُونَ فِيهِمِ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي أَحْبَبْتَنِي بِهَا وَأَكُونَ أَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِمْ».‏+

١٨ قَالَ يَسُوعُ هٰذَا،‏ ثُمَّ خَرَجَ مَعَ تَلَامِيذِهِ عَبْرَ وَادِي قِدْرُونَ+ إِلَى حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ،‏ فَدَخَلَهُ هُوَ وَتَلَامِيذُهُ.‏+ ٢ وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ أَيْضًا ٱلْمَكَانَ،‏ لِأَنَّ يَسُوعَ ٱجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيرًا مَعَ تَلَامِيذِهِ.‏+ ٣ فَأَخَذَ يَهُوذَا فِرْقَةَ ٱلْعَسْكَرِ وَشُرَطًا مِنْ عِنْدِ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَسُرُجٍ وَأَسْلِحَةٍ.‏+ ٤ فَخَرَجَ يَسُوعُ،‏ وَهُوَ عَارِفٌ بِكُلِّ مَا سَيَأْتِي عَلَيْهِ،‏+ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «عَمَّنْ تُفَتِّشُونَ؟‏».‏ ٥ أَجَابُوهُ:‏ «عَنْ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ».‏+ قَالَ لَهُمْ:‏ «إِنِّي هُوَ».‏ وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ+ وَاقِفًا أَيْضًا مَعَهُمْ.‏

٦ وَلٰكِنْ لَمَّا قَالَ لَهُمْ:‏ «إِنِّي هُوَ»،‏ رَجَعُوا إِلَى ٱلْوَرَاءِ+ وَسَقَطُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ ٧ فَسَأَلَهُمْ ثَانِيَةً:‏ «عَمَّنْ تُفَتِّشُونَ؟‏».‏ قَالُوا:‏ «عَنْ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ».‏ ٨ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «قُلْتُ لَكُمْ:‏ إِنِّي هُوَ.‏ فَإِنْ كُنْتُ أَنَا مَنْ تُفَتِّشُونَ عَنْهُ،‏ فَدَعُوا هٰؤُلَاءِ يَذْهَبُونَ»؛‏ ٩ لِتَتِمَّ ٱلْكَلِمَةُ ٱلَّتِي قَالَهَا:‏ «إِنَّ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أَخْسَرْ مِنْهُمْ أَحَدًا».‏+

١٠ وَكَانَ مَعَ سِمْعَانَ بُطْرُسَ سَيْفٌ،‏ فَٱسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَقَطَعَ أُذُنَهُ ٱلْيُمْنَى.‏+ وَكَانَ ٱسْمُ ٱلْعَبْدِ مَلْخُسَ.‏ ١١ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لِبُطْرُسَ:‏ «ضَعِ ٱلسَّيْفَ فِي غِمْدِهِ.‏+ اَلْكَأْسَ ٱلَّتِي أَعْطَانِي ٱلْآبُ،‏ أَمَا يَنْبَغِي أَنْ أَشْرَبَهَا؟‏».‏+

١٢ ثُمَّ إِنَّ فِرْقَةَ ٱلْعَسْكَرِ وَقَائِدَ ٱلْجُنْدِ وَشُرَطَ ٱلْيَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ وَقَيَّدُوهُ،‏ ١٣ وَسَاقُوهُ أَوَّلًا إِلَى حَنَّانَ،‏ وَهُوَ حَمُو قَيَافَا،‏ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ.‏+ ١٤ وَقَدْ كَانَ قَيَافَا هُوَ ٱلَّذِي أَشَارَ عَلَى ٱلْيَهُودِ أَنَّهُ لِمَنْفَعَتِهِمْ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ ٱلشَّعْبِ.‏+

١٥ وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُ يَسُوعَ مَعَ تِلْمِيذٍ آخَرَ.‏+ وَكَانَ ذٰلِكَ ٱلتِّلْمِيذُ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ،‏ فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى فِنَاءِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ،‏ ١٦ أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفًا فِي ٱلْخَارِجِ عِنْدَ ٱلْبَابِ.‏+ فَخَرَجَ ٱلتِّلْمِيذُ ٱلْآخَرُ،‏ ٱلَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ،‏ وَكَلَّمَ ٱلْبَوَّابَةَ وَأَدْخَلَ بُطْرُسَ.‏ ١٧ فَقَالَتِ ٱلْجَارِيَةُ ٱلْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ:‏ ‏«أَوَتَكُونُ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلَامِيذِ هٰذَا ٱلرَّجُلِ؟‏».‏ قَالَ:‏ «لَسْتُ مِنْهُمْ».‏+ ١٨ وَكَانَ ٱلْعَبِيدُ وَٱلشُّرَطُ وَاقِفِينَ هُنَاكَ،‏ وَقَدْ أَضْرَمُوا جَمْرًا،‏+ لِأَنَّهُ كَانَ بَرْدٌ،‏ وَكَانُوا يَسْتَدْفِئُونَ.‏ وَكَانَ بُطْرُسُ أَيْضًا وَاقِفًا مَعَهُمْ يَسْتَدْفِئُ.‏

١٩ فَسَأَلَ ٱلْكَاهِنُ ٱلْكَبِيرُ يَسُوعَ عَنْ تَلَامِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ.‏ ٢٠ أَجَابَهُ يَسُوعُ:‏ «أَنَا كَلَّمْتُ ٱلْعَالَمَ عَلَانِيَةً.‏ عَلَّمْتُ دَائِمًا فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي ٱلْهَيْكَلِ،‏+ حَيْثُ يَجْتَمِعُ كُلُّ ٱلْيَهُودِ.‏ وَلَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ فِي ٱلْخَفَاءِ.‏ ٢١ فَلِمَ تَسْأَلُنِي أَنَا؟‏ اِسْأَلِ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا مَا كَلَّمْتُهُمْ بِهِ.‏ هُوَذَا هٰؤُلَاءِ يَعْرِفُونَ مَا قُلْتُهُ».‏ ٢٢ فَلَمَّا قَالَ يَسُوعُ هٰذَا،‏ لَطَمَهُ+ عَلَى وَجْهِهِ وَاحِدٌ مِنَ ٱلشُّرَطِ كَانَ وَاقِفًا هُنَاكَ وَقَالَ:‏ «أَهٰكَذَا تُجِيبُ ٱلْكَاهِنَ ٱلْكَبِيرَ؟‏».‏ ٢٣ أَجَابَهُ يَسُوعُ:‏ «إِنْ كُنْتُ تَكَلَّمْتُ بِخَطَإٍ،‏ فَٱشْهَدْ عَلَى ٱلْخَطَإِ؛‏ وَإِنْ بِصَوَابٍ،‏ فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟‏».‏ ٢٤ عِنْدَئِذٍ أَرْسَلَهُ حَنَّانُ مُقَيَّدًا إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ.‏+

٢٥ وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَاقِفًا يَسْتَدْفِئُ.‏ فَقَالُوا لَهُ:‏ «أَوَتَكُونُ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلَامِيذِهِ؟‏».‏ فَأَنْكَرَ وَقَالَ:‏ «لَسْتُ مِنْهُمْ».‏+ ٢٦ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ،‏ وَهُوَ نَسِيبٌ لِلَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذُنَهُ:‏+ «أَمَا رَأَيْتُكَ فِي ٱلْبُسْتَانِ مَعَهُ؟‏».‏ ٢٧ وَلٰكِنَّ بُطْرُسَ أَنْكَرَ مَرَّةً أُخْرَى.‏ وَفِي ٱلْحَالِ صَاحَ ٱلدِّيكُ.‏+

٢٨ ثُمَّ سَاقُوا يَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى قَصْرِ ٱلْحَاكِمِ.‏+ وَكَانَ ٱلصُّبْحُ.‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى قَصْرِ ٱلْحَاكِمِ،‏ لِكَيْلَا يَتَدَنَّسُوا+ فَيَأْكُلُونَ ٱلْفِصْحَ.‏ ٢٩ فَخَرَجَ بِيلَاطُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ:‏ «أَيَّةَ تُهْمَةٍ تُورِدُونَ عَلَى هٰذَا ٱلْإِنْسَانِ؟‏».‏+ ٣٠ أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ:‏ «لَوْ لَمْ يَكُنْ هٰذَا فَاعِلَ سُوءٍ،‏ لَمَا كُنَّا سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ».‏ ٣١ فَقَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ:‏ «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَحَاكِمُوهُ بِحَسَبِ شَرِيعَتِكُمْ».‏+ فَقَالَ لَهُ ٱلْيَهُودُ:‏ «لَا يَحِلُّ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدًا».‏+ ٣٢ وَذٰلِكَ لِتَتِمَّ كَلِمَةُ يَسُوعَ ٱلَّتِي قَالَهَا لِيُشِيرَ إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مَحْتُومًا أَنْ يَمُوتَ.‏+

٣٣ فَعَادَ بِيلَاطُسُ وَدَخَلَ إِلَى قَصْرِ ٱلْحَاكِمِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَأَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟‏».‏+ ٣٤ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «أَمِنْ عِنْدِكَ تَقُولُ هٰذَا،‏ أَمْ آخَرُونَ أَخْبَرُوكَ عَنِّي؟‏».‏+ ٣٥ أَجَابَ بِيلَاطُسُ:‏ «أَأَنَا يَهُودِيٌّ؟‏ أُمَّتُكَ وَكِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ سَلَّمُوكَ إِلَيَّ.‏+ مَاذَا فَعَلْتَ؟‏».‏ ٣٦ أَجَابَ يَسُوعُ:‏+ «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ جُزْءًا مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ.‏+ لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي جُزْءًا مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ،‏ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ+ لِكَيْلَا أُسَلَّمَ إِلَى ٱلْيَهُودِ.‏ وَلٰكِنَّ مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا».‏ ٣٧ فَقَالَ لَهُ بِيلَاطُسُ:‏ «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟‏».‏ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «أَنْتَ نَفْسُكَ تَقُولُ إِنِّي مَلِكٌ.‏+ لِهٰذَا وُلِدْتُ،‏ وَلِهٰذَا أَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ،‏ لِأَشْهَدَ لِلْحَقِّ.‏+ كُلُّ مَنْ هُوَ إِلَى جَانِبِ ٱلْحَقِّ+ يَسْمَعُ صَوْتِي».‏+ ٣٨ قَالَ لَهُ بِيلَاطُسُ:‏ «وَمَا هُوَ ٱلْحَقُّ؟‏».‏

قَالَ هٰذَا،‏ ثُمَّ خَرَجَ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «إِنَّنِي لَا أَجِدُ فِيهِ ذَنْبًا.‏+ ٣٩ عَلَى أَنَّهُ لَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِدًا فِي ٱلْفِصْحِ.‏+ أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ ٱلْيَهُودِ؟‏».‏ ٤٠ فَصَاحُوا أَيْضًا قَائِلِينَ:‏ «لَيْسَ هٰذَا،‏ بَلْ بَارَابَاسَ!‏».‏ وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصًّا.‏+

١٩ فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلَاطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ.‏+ ٢ وَضَفَرَ ٱلْجُنُودُ تَاجًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَسَرْبَلُوهُ بِرِدَاءٍ مِنْ أُرْجُوَانٍ.‏+ ٣ وَأَخَذُوا يَدْنُونَ مِنْهُ وَيَقُولُونَ:‏ «سَلَامٌ لَكَ يَا مَلِكَ ٱلْيَهُودِ!‏».‏ وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ عَلَى وَجْهِهِ.‏+ ٤ وَخَرَجَ بِيلَاطُسُ أَيْضًا وَقَالَ لَهُمْ:‏ «هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَا أَجِدُ فِيهِ ذَنْبًا».‏+ ٥ فَخَرَجَ يَسُوعُ لَابِسًا تَاجَ ٱلشَّوْكِ وَٱلرِّدَاءَ ٱلْأُرْجُوَانِيَّ.‏ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «هُوَذَا ٱلرَّجُلُ!‏».‏ ٦ وَلٰكِنْ لَمَّا رَآهُ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّرَطُ،‏ صَاحُوا قَائِلِينَ:‏ «عَلِّقْهُ عَلَى خَشَبَةٍ!‏ عَلِّقْهُ عَلَى خَشَبَةٍ!‏».‏+ قَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ:‏ «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَعَلِّقُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ،‏ فَأَنَا لَا أَجِدُ فِيهِ ذَنْبًا».‏+ ٧ أَجَابَهُ ٱلْيَهُودُ:‏ «لَنَا شَرِيعَةٌ،‏+ وَبِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ،‏ لِأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ٱبْنَ ٱللّٰهِ».‏+

٨ فَلَمَّا سَمِعَ بِيلَاطُسُ هٰذَا ٱلْكَلَامَ،‏ ٱزْدَادَ خَوْفًا.‏ ٩ وَدَخَلَ أَيْضًا إِلَى قَصْرِ ٱلْحَاكِمِ وَقَالَ لِيَسُوعَ:‏ «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟‏».‏ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يُعْطِهِ جَوَابًا.‏+ ١٠ فَقَالَ لَهُ بِيلَاطُسُ:‏ «أَلَا تُكَلِّمُنِي؟‏+ أَلَسْتَ تَعْرِفُ أَنَّ لِي سُلْطَةً أَنْ أُطْلِقَكَ وَلِي سُلْطَةً أَنْ أُعَلِّقَكَ عَلَى خَشَبَةٍ؟‏».‏ ١١ أَجَابَهُ يَسُوعُ:‏ «لَمْ تَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَةٌ أَلْبَتَّةَ لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيَتْ لَكَ مِنْ فَوْقُ.‏+ لِذٰلِكَ فَمَنْ سَلَّمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ».‏

١٢ مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ ٱسْتَمَرَّ بِيلَاطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ.‏ وَلٰكِنَّ ٱلْيَهُودَ صَاحُوا قَائِلِينَ:‏ «إِنْ أَطْلَقْتَ هٰذَا ٱلرَّجُلَ،‏ فَلَسْتَ صَدِيقًا لِقَيْصَرَ.‏ كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُعَارِضُ قَيْصَرَ».‏+ ١٣ فَلَمَّا سَمِعَ بِيلَاطُسُ هٰذَا ٱلْكَلَامَ،‏ أَخْرَجَ يَسُوعَ،‏ وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْقَضَاءِ فِي مَوْضِعٍ يُدْعَى بَلَاطَ ٱلْحَجَرِ،‏ وَبِٱلْعِبْرَانِيَّةِ جَبَّاثَا.‏ ١٤ وَكَانَتْ تَهْيِئَةُ+ ٱلْفِصْحِ،‏ وَكَانَ نَحْوُ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ.‏ فَقَالَ لِلْيَهُودِ:‏ «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!‏».‏ ١٥ أَمَّا هُمْ فَصَاحُوا:‏ «اِقْضِ عَلَيْهِ!‏ اِقْضِ عَلَيْهِ!‏ عَلِّقْهُ عَلَى خَشَبَةٍ!‏».‏ قَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ:‏ «أَأُعَلِّقُ مَلِكَكُمْ عَلَى خَشَبَةٍ؟‏».‏ أَجَابَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ:‏ «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلَّا قَيْصَرُ».‏+ ١٦ فَحِينَئِذٍ سَلَّمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.‏+

فَتَوَلَّوْا أَمْرَ يَسُوعَ.‏ ١٧ فَخَرَجَ+ حَامِلًا خَشَبَةَ ٱلْآلَامِ هُوَ بِنَفْسِهِ+ إِلَى مَا يُدْعَى مَوْضِعَ ٱلْجُمْجُمَةِ،‏ ٱلَّذِي يُدْعَى بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ جُلْجُثَةَ.‏+ ١٨ وَهُنَاكَ عَلَّقُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ،‏+ وَٱثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ،‏ وَاحِدًا مِنْ هُنَا وَوَاحِدًا مِنْ هُنَا،‏ وَيَسُوعُ فِي ٱلْوَسْطِ.‏+ ١٩ وَكَتَبَ بِيلَاطُسُ أَيْضًا عُنْوَانًا وَوَضَعَهُ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ.‏ وَكَانَ مَكْتُوبًا:‏ «يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ».‏+ ٢٠ فَقَرَأَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْيَهُودِ هٰذَا ٱلْعُنْوَانَ،‏ لِأَنَّ ٱلْمَكَانَ ٱلَّذِي عُلِّقَ فِيهِ يَسُوعُ عَلَى خَشَبَةٍ كَانَ قَرِيبًا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ.‏+ وَكَانَ مَكْتُوبًا بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ وَٱللَّاتِينِيَّةِ وَٱلْيُونَانِيَّةِ.‏ ٢١ لٰكِنَّ كِبَارَ كَهَنَةِ ٱلْيَهُودِ قَالُوا لِبِيلَاطُسَ:‏ «لَا تَكْتُبْ:‏ ‹مَلِكُ ٱلْيَهُودِ›،‏ بَلْ إِنَّهُ هُوَ قَالَ:‏ ‹أَنَا مَلِكُ ٱلْيَهُودِ›».‏ ٢٢ أَجَابَ بِيلَاطُسُ:‏ «مَا كَتَبْتُ قَدْ كَتَبْتُ».‏

٢٣ وَلَمَّا عَلَّقَ ٱلْجُنُودُ يَسُوعَ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ،‏ أَخَذُوا ثِيَابَهُ ٱلْخَارِجِيَّةَ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ،‏ لِكُلِّ جُنْدِيٍّ قِسْمًا،‏ وَٱلْقَمِيصَ.‏ وَلٰكِنَّ ٱلْقَمِيصَ كَانَ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ،‏ مَنْسُوجًا مِنْ فَوْقُ عَلَى مَدَى طُولِهِ.‏+ ٢٤ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:‏ «لَا نَشُقَّهُ،‏ بَلْ لِنَقْتَرِعْ عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ».‏ وَذٰلِكَ لِتَتِمَّ ٱلْآيَةُ:‏ «تَقَاسَمُوا ثِيَابِي ٱلْخَارِجِيَّةَ بَيْنَهُمْ،‏ وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً».‏+ هٰذَا مَا فَعَلَهُ ٱلْجُنُودُ.‏

٢٥ وَعِنْدَ خَشَبَةِ آلَامِ يَسُوعَ،‏ كَانَتْ وَاقِفَةً أُمُّهُ+ وَأُخْتُ أُمِّهِ،‏ وَمَرْيَمُ+ زَوْجَةُ كِلُوبَا،‏ وَمَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ.‏+ ٢٦ فَرَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ وَٱلتِّلْمِيذَ ٱلَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ+ وَاقِفًا هُنَاكَ،‏ فَقَالَ لِأُمِّهِ:‏ «يَا ٱمْرَأَةُ،‏ هُوَذَا ٱبْنُكِ!‏».‏ ٢٧ ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ:‏ «هُوَذَا أُمُّكَ!‏».‏ وَمِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ أَخَذَهَا ٱلتِّلْمِيذُ إِلَى بَيْتِهِ.‏

٢٨ بَعْدَ هٰذَا،‏ لَمَّا عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ تَمَّ،‏ فَلِكَيْ تَتِمَّ ٱلْآيَةُ قَالَ:‏ «أَنَا عَطْشَانُ».‏+ ٢٩ وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعًا هُنَاكَ مَمْلُوءًا خَمْرًا حَامِضَةً.‏ فَوَضَعُوا إِسْفَنْجَةً مَمْلُوءَةً مِنْ هٰذِهِ ٱلْخَمْرِ عَلَى سَاقِ زُوفَى وَقَرَّبُوهَا إِلَى فَمِهِ.‏+ ٣٠ فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ ٱلْخَمْرَ ٱلْحَامِضَةَ قَالَ:‏ «قَدْ تَمَّ!‏».‏+ وَحَنَى رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ.‏+

٣١ ثُمَّ إِذْ كَانَتِ ٱلتَّهْيِئَةُ،‏+ فَلِكَيْلَا تَبْقَى ٱلْأَجْسَادُ+ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ فِي ٱلسَّبْتِ (‏لِأَنَّ يَوْمَ ذٰلِكَ ٱلسَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا)‏،‏+ طَلَبَ ٱلْيَهُودُ مِنْ بِيلَاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَتُرْفَعَ ٱلْأَجْسَادُ.‏ ٣٢ فَأَتَى ٱلْجُنُودُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ ٱلْأَوَّلِ وَٱلْآخَرِ ٱلَّذِي عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ مَعَهُ.‏ ٣٣ وَلٰكِنْ لَمَّا جَاءُوا إِلَى يَسُوعَ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ،‏ لِأَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ.‏ ٣٤ إِلَّا أَنَّ وَاحِدًا مِنَ ٱلْجُنُودِ شَكَّ جَنْبَهُ بِرُمْحٍ،‏+ فَخَرَجَ فِي ٱلْحَالِ دَمٌ وَمَاءٌ.‏ ٣٥ وَٱلَّذِي رَأَى شَهِدَ،‏ وَشَهَادَتُهُ حَقٌّ،‏ وَذَاكَ يَعْرِفُ أَنَّهُ يَقُولُ مَا هُوَ حَقٌّ،‏ لِكَيْ تُؤْمِنُوا أَنْتُمْ أَيْضًا.‏+ ٣٦ وَقَدْ حَدَثَ هٰذَا لِتَتِمَّ ٱلْآيَةُ:‏ «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْمٌ».‏+ ٣٧ وَأَيْضًا تَقُولُ آيَةٌ أُخْرَى:‏ «سَيَنْظُرُونَ إِلَى ٱلَّذِي طَعَنُوهُ».‏+

٣٨ وَبَعْدَ ذٰلِكَ فَإِنَّ يُوسُفَ ٱلَّذِي مِنَ ٱلرَّامَةِ،‏ وَكَانَ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ وَلٰكِنْ فِي ٱلسِّرِّ لِخَوْفِهِ مِنَ ٱلْيَهُودِ،‏+ طَلَبَ مِنْ بِيلَاطُسَ أَنْ يَرْفَعَ جَسَدَ يَسُوعَ،‏ فَسَمَحَ لَهُ بِيلَاطُسُ.‏+ فَجَاءَ وَرَفَعَ جَسَدَهُ.‏+ ٣٩ وَجَاءَ أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ،‏ ذَاكَ ٱلَّذِي أَتَى إِلَيْهِ لَيْلًا فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى،‏ وَأَحْضَرَ لَفِيفَةَ مُرٍّ وَأَلَاوِيَةٍ،‏ نَحْوَ مِئَةِ مَنًا.‏+ ٤٠ فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ وَلَفَّاهُ بِعَصَائِبَ مَعَ ٱلْأَطْيَابِ،‏+ كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ فِي ٱلتَّهْيِئَةِ لِلدَّفْنِ.‏ ٤١ وَكَانَ فِي ٱلْمَوْضِعِ حَيْثُ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ بُسْتَانٌ،‏ وَفِي ٱلْبُسْتَانِ قَبْرٌ تَذْكَارِيٌّ+ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ.‏ ٤٢ فَوَضَعَا يَسُوعَ هُنَاكَ،‏ بِسَبَبِ تَهْيِئَةِ+ ٱلْيَهُودِ،‏ لِأَنَّ ٱلْقَبْرَ كَانَ قَرِيبًا.‏

٢٠ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ+ مِنَ ٱلْأُسْبُوعِ،‏ أَتَتْ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى ٱلْقَبْرِ بَاكِرًا،‏ وَكَانَ ظَلَامٌ بَعْدُ،‏ فَرَأَتِ ٱلْحَجَرَ قَدْ رُفِعَ عَنِ ٱلْقَبْرِ.‏+ ٢ فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى ٱلتِّلْمِيذِ ٱلْآخَرِ،‏+ ٱلَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُكِنُّ لَهُ مَوَدَّةً،‏ وَقَالَتْ لَهُمَا:‏ «أَخَذُوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلْقَبْرِ،‏+ وَلَا نَعْرِفُ أَيْنَ وَضَعُوهُ».‏

٣ فَخَرَجَ بُطْرُسُ+ وَٱلتِّلْمِيذُ ٱلْآخَرُ وَٱنْطَلَقَا إِلَى ٱلْقَبْرِ.‏ ٤ وَأَخَذَ ٱلِٱثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعًا.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلتِّلْمِيذَ ٱلْآخَرَ تَقَدَّمَ بُطْرُسَ رَاكِضًا بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ وَبَلَغَ ٱلْقَبْرَ أَوَّلًا.‏ ٥ وَٱنْحَنَى فَرَأَى ٱلْعَصَائِبَ مَوْضُوعَةً،‏+ وَلٰكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ.‏ ٦ ثُمَّ جَاءَ أَيْضًا سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ،‏ وَدَخَلَ ٱلْقَبْرَ.‏ فَشَاهَدَ ٱلْعَصَائِبَ مَوْضُوعَةً،‏+ ٧ وَٱلْمِنْدِيلَ ٱلَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ غَيْرَ مَوْضُوعٍ مَعَ ٱلْعَصَائِبِ،‏ بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ.‏ ٨ فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا ٱلتِّلْمِيذُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي بَلَغَ ٱلْقَبْرَ أَوَّلًا،‏ فَرَأَى وَآمَنَ.‏ ٩ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ قَدْ فَهِمُوا ٱلْآيَةَ أَنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَقُومَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.‏+ ١٠ فَمَضَى ٱلتِّلْمِيذَانِ عَائِدَيْنِ إِلَى بَيْتِهِمَا.‏

١١ أَمَّا مَرْيَمُ فَظَلَّتْ وَاقِفَةً فِي ٱلْخَارِجِ قُرْبَ ٱلْقَبْرِ تَبْكِي.‏ وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي،‏ ٱنْحَنَتْ لِتَنْظُرَ إِلَى دَاخِلِ ٱلْقَبْرِ ١٢ فَشَاهَدَتْ مَلَاكَيْنِ+ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ ٱلرَّأْسِ وَوَاحِدًا عِنْدَ ٱلْقَدَمَيْنِ حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ قَدْ وُضِعَ.‏ ١٣ فَقَالَا لَهَا:‏ «يَا ٱمْرَأَةُ،‏ لِمَاذَا تَبْكِينَ؟‏».‏ قَالَتْ لَهُمَا:‏ «أَخَذُوا رَبِّي،‏ وَلَا أَعْرِفُ أَيْنَ وَضَعُوهُ».‏ ١٤ قَالَتْ هٰذَا،‏ ثُمَّ ٱلْتَفَتَتْ إِلَى ٱلْوَرَاءِ فَرَأَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا،‏ وَلٰكِنَّهَا لَمْ تُدْرِكْ أَنَّهُ يَسُوعُ.‏+ ١٥ قَالَ لَهَا يَسُوعُ:‏ «يَا ٱمْرَأَةُ،‏ لِمَاذَا تَبْكِينَ؟‏ عَمَّنْ تُفَتِّشِينَ؟‏».‏+ فَقَالَتْ لَهُ،‏ وَهِيَ تَظُنُّ أَنَّهُ ٱلْبُسْتَانِيُّ:‏ «يَا سَيِّدُ،‏ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ ذَهَبْتَ بِهِ،‏ فَأَخْبِرْنِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ،‏ وَأَنَا آخُذُهُ».‏ ١٦ قَالَ لَهَا يَسُوعُ:‏ «مَرْيَمُ!‏».‏+ فَٱلْتَفَتَتْ وَقَالَتْ لَهُ بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ:‏ ‏«رَابُّونِي!‏»‏+ (‏ٱلَّذِي يَعْنِي:‏ «يَا مُعَلِّمُ!‏»)‏.‏ ١٧ قَالَ لَهَا يَسُوعُ:‏ «كُفِّي عَنِ ٱلتَّمَسُّكِ بِي.‏ فَإِنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى ٱلْآبِ.‏ وَلٰكِنِ ٱذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي+ وَقُولِي لَهُمْ:‏ ‹إِنِّي صَاعِدٌ إِلَى أَبِي+ وَأَبِيكُمْ وَإِلَى إِلٰهِي+ وَإِلٰهِكُمْ›».‏+ ١٨ فَجَاءَتْ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ وَخَبَّرَتِ ٱلتَّلَامِيذَ:‏ «إِنِّي رَأَيْتُ ٱلرَّبَّ!‏» وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هٰذَا.‏+

١٩ فَلَمَّا كَانَ ٱلْوَقْتُ مُتَأَخِّرًا فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ،‏ وَهُوَ أَوَّلُ ٱلْأُسْبُوعِ،‏+ وَٱلْأَبْوَابُ مُقْفَلَةٌ حَيْثُ كَانَ ٱلتَّلَامِيذُ خَوْفًا+ مِنَ ٱلْيَهُودِ،‏ جَاءَ يَسُوعُ+ وَوَقَفَ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «سَلَامٌ لَكُمْ!‏».‏+ ٢٠ قَالَ هٰذَا وَأَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ.‏+ فَفَرِحَ+ ٱلتَّلَامِيذُ بِرُؤْيَتِهِمِ ٱلرَّبَّ.‏ ٢١ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ ثَانِيَةً:‏ «سَلَامٌ لَكُمْ!‏ كَمَا أَرْسَلَنِي ٱلْآبُ،‏+ أُرْسِلُكُمْ أَنَا أَيْضًا».‏+ ٢٢ قَالَ هٰذَا ثُمَّ نَفَخَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «خُذُوا رُوحًا قُدُسًا.‏+ ٢٣ مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُمْ+ غُفِرَتْ لَهُمْ،‏ وَمَنْ أَمْسَكْتُمُوهَا لَهُمْ أُمْسِكَتْ».‏+

٢٤ وَلٰكِنَّ تُومَا،‏+ أَحَدَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ،‏ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلتَّوْأَمَ،‏ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ.‏ ٢٥ فَقَالَ لَهُ ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْآخَرُونَ:‏ «لَقَدْ رَأَيْنَا ٱلرَّبَّ!‏».‏ أَمَّا هُوَ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «مَا لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ ٱلْمَسَامِيرِ،‏ وَأَضَعْ إِصْبَعِي فِي أَثَرِ ٱلْمَسَامِيرِ،‏ وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ،‏+ فَإِنِّي لَا أُومِنُ».‏+

٢٦ وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلَامِيذُهُ ثَانِيَةً فِي ٱلدَّاخِلِ،‏ وَتُومَا مَعَهُمْ.‏ فَجَاءَ يَسُوعُ،‏ وَٱلْأَبْوَابُ مُقْفَلَةٌ،‏ وَوَقَفَ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ:‏ «سَلَامٌ لَكُمْ!‏».‏+ ٢٧ ثُمَّ قَالَ لِتُومَا:‏ «ضَعْ إِصْبَعَكَ هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ،‏ وَهَاتِ يَدَكَ+ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي،‏ وَلَا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ،‏ بَلْ مُؤْمِنًا».‏ ٢٨ أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ:‏ «رَبِّي وَإِلٰهِي!‏».‏+ ٢٩ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «لِأَنَّكَ رَأَيْتَنِي آمَنْتَ؟‏ سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ لَا يَرَوْنَ وَمَعَ ذٰلِكَ يُؤْمِنُونَ».‏+

٣٠ لَقَدْ صَنَعَ يَسُوعُ أَيْضًا أَمَامَ ٱلتَّلَامِيذِ آيَاتٍ أُخْرَى كَثِيرَةً لَمْ تُكْتَبْ فِي هٰذَا ٱلدَّرْجِ.‏+ ٣١ وَأَمَّا هٰذِهِ فَكُتِبَتْ+ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ،‏ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ بِسَبَبِ إِيمَانِكُمْ+ حَيَاةٌ بِٱسْمِهِ.‏

٢١ بَعْدَ هٰذَا أَظْهَرَ يَسُوعُ نَفْسَهُ مَرَّةً أُخْرَى لِلتَّلَامِيذِ عِنْدَ بَحْرِ طَبَرِيَّةَ.‏ وَأَمَّا ظُهُورُهُ فَكَانَ هٰكَذَا:‏ ٢ كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَتُومَا ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلتَّوْأَمَ+ وَنَثَنَائِيلُ+ ٱلَّذِي مِنْ قَانَا ٱلْجَلِيلِ وَٱبْنَا زَبَدِي+ وَٱثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلَامِيذِهِ مَعًا.‏ ٣ قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ:‏ «أَنَا ذَاهِبٌ لِلصَّيْدِ».‏ قَالُوا لَهُ:‏ «نَحْنُ أَيْضًا آتُونَ مَعَكَ».‏ فَخَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى ٱلْمَرْكَبِ،‏ وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئًا فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ.‏+

٤ وَمَعَ طُلُوعِ ٱلصَّبَاحِ،‏ وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى ٱلشَّطِّ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلتَّلَامِيذَ لَمْ يُدْرِكُوا أَنَّهُ يَسُوعُ.‏+ ٥ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «يَا غِلْمَانُ،‏ أَعِنْدَكُمْ شَيْءٌ لِلْأَكْلِ؟‏».‏ أَجَابُوهُ:‏ «لَا!‏».‏ ٦ قَالَ لَهُمْ:‏ «أَلْقُوا ٱلشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ ٱلْمَرْكَبِ ٱلْأَيْمَنِ فَتَجِدُوا».‏+ فَأَلْقَوْهَا،‏ وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ ٱلسَّمَكِ.‏+ ٧ فَقَالَ ذٰلِكَ ٱلتِّلْمِيذُ ٱلَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ+ لِبُطْرُسَ:‏+ «إِنَّهُ ٱلرَّبُّ!‏».‏ فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ ٱلرَّبُّ،‏ شَدَّ ثَوْبَهُ ٱلْفَوْقَانِيَّ عَلَى نَفْسِهِ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا،‏ وَرَمَى بِنَفْسِهِ فِي ٱلْبَحْرِ.‏ ٨ وَأَمَّا ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْآخَرُونَ فَجَاءُوا فِي ٱلْمَرْكَبِ ٱلصَّغِيرِ،‏ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعِيدِينَ عَنِ ٱلْبَرِّ إِلَّا نَحْوَ مِئَتَيْ ذِرَاعٍ،‏ وَهُمْ يَجُرُّونَ شَبَكَةَ ٱلسَّمَكِ.‏

٩ فَلَمَّا نَزَلُوا إِلَى ٱلْبَرِّ،‏ رَأَوْا جَمْرًا+ مَوْضُوعًا هُنَاكَ،‏ وَسَمَكًا مَوْضُوعًا عَلَيْهِ،‏ وَخُبْزًا.‏ ١٠ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَحْضِرُوا مِنَ ٱلسَّمَكِ ٱلَّذِي أَمْسَكْتُمُ ٱلْآنَ».‏ ١١ فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ وَجَذَبَ ٱلشَّبَكَةَ إِلَى ٱلْبَرِّ مَمْلُوءَةً سَمَكًا كَبِيرًا،‏ مِئَةً وَثَلَاثًا وَخَمْسِينَ.‏ وَمَعَ هٰذِهِ ٱلْكَثْرَةِ لَمْ تَتَخَرَّقِ ٱلشَّبَكَةُ.‏ ١٢ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «تَعَالَوْا تَنَاوَلُوا فُطُورَكُمْ».‏+ وَلَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ:‏ «مَنْ أَنْتَ؟‏»،‏ لِأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ ٱلرَّبُّ.‏ ١٣ فَجَاءَ يَسُوعُ وَأَخَذَ ٱلْخُبْزَ وَأَعْطَاهُمْ،‏+ وَكَذٰلِكَ ٱلسَّمَكَ.‏ ١٤ وَكَانَتْ هٰذِهِ هِيَ ٱلْمَرَّةَ ٱلثَّالِثَةَ+ ٱلَّتِي تَرَاءَى فِيهَا يَسُوعُ لِلتَّلَامِيذِ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.‏

١٥ وَبَعْدَ أَنْ تَنَاوَلُوا ٱلْفُطُورَ،‏ قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ:‏ «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُوحَنَّا،‏ أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هٰؤُلَاءِ؟‏».‏+ قَالَ لَهُ:‏ «نَعَمْ،‏ يَا رَبُّ،‏ أَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ عِنْدِي لَكَ مَوَدَّةً».‏+ قَالَ لَهُ:‏ «أَطْعِمْ حُمْلَانِي».‏+ ١٦ عَادَ فَقَالَ لَهُ ثَانِيَةً:‏ «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُوحَنَّا،‏ أَتُحِبُّنِي؟‏».‏+ قَالَ لَهُ:‏ «نَعَمْ،‏ يَا رَبُّ،‏ أَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ عِنْدِي لَكَ مَوَدَّةً».‏ قَالَ لَهُ:‏ «اِرْعَ خِرَافِي ٱلصَّغِيرَةَ».‏+ ١٧ قَالَ لَهُ فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلثَّالِثَةِ:‏ «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُوحَنَّا،‏ أَعِنْدَكَ مَوَدَّةٌ لِي؟‏».‏ فَحَزِنَ بُطْرُسُ أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلثَّالِثَةِ:‏ «أَعِنْدَكَ مَوَدَّةٌ لِي؟‏».‏ فَقَالَ لَهُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ أَنْتَ تَعْرِفُ كُلَّ شَيْءٍ.‏+ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ عِنْدِي لَكَ مَوَدَّةً».‏ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «أَطْعِمْ خِرَافِي ٱلصَّغِيرَةَ.‏+ ١٨ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ:‏ لَمَّا كُنْتَ أَصْغَرَ سِنًّا،‏ كُنْتَ تُمَنْطِقُ ذَاتَكَ وَتَتَجَوَّلُ حَيْثُ تُرِيدُ.‏ وَلٰكِنَّكَ مَتَى شِخْتَ سَتَمُدُّ يَدَيْكَ وَآخَرُ يُمَنْطِقُكَ+ وَيَحْمِلُكَ حَيْثُ لَا تُرِيدُ».‏+ ١٩ وَإِنَّمَا قَالَ هٰذَا لِيُشِيرَ إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ+ كَانَ سَيُمَجِّدُ ٱللّٰهَ بِهَا.‏+ وَبَعْدَ أَنْ قَالَ هٰذَا،‏ قَالَ لَهُ:‏ «اِسْتَمِرَّ فِي ٱتِّبَاعِي».‏+

٢٠ فَٱلْتَفَتَ بُطْرُسُ وَرَأَى ٱلتِّلْمِيذَ ٱلَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ+ يَتْبَعُهُمَا،‏ ذَاكَ ٱلَّذِي كَانَ فِي ٱلْعَشَاءِ قَدِ ٱتَّكَأَ أَيْضًا عَلَى صَدْرِهِ وَقَالَ:‏ «يَا رَبُّ،‏ مَنْ هُوَ ٱلَّذِي سَيُسَلِّمُكَ؟‏».‏ ٢١ فَلَمَّا رَآهُ بُطْرُسُ،‏ قَالَ لِيَسُوعَ:‏ «يَا رَبُّ،‏ وَهٰذَا مَاذَا سَيَفْعَلُ؟‏».‏ ٢٢ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «إِنْ كَانَتْ مَشِيئَتِي أَنْ يَبْقَى إِلَى أَنْ أَجِيءَ،‏+ فَمَا لَكَ؟‏ اِسْتَمِرَّ أَنْتَ فِي ٱتِّبَاعِي».‏ ٢٣ فَخَرَجَ هٰذَا ٱلْقَوْلُ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ،‏ أَنَّ ذٰلِكَ ٱلتِّلْمِيذَ لَنْ يَمُوتَ.‏ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ لَهُ إِنَّهُ لَنْ يَمُوتَ،‏ بَلْ:‏ «إِنْ كَانَتْ مَشِيئَتِي أَنْ يَبْقَى+ إِلَى أَنْ أَجِيءَ،‏ فَمَا لَكَ؟‏».‏

٢٤ هٰذَا هُوَ ٱلتِّلْمِيذُ+ ٱلَّذِي يَشْهَدُ بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ وَٱلَّذِي كَتَبَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ،‏ وَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ.‏+

٢٥ وَإِنَّ هُنَالِكَ أَيْضًا أَشْيَاءَ أُخْرَى كَثِيرَةً صَنَعَهَا يَسُوعُ،‏ لَوْ أَنَّهَا تُكْتَبُ بِكَامِلِ تَفَاصِيلِهَا،‏ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ ٱلْعَالَمَ نَفْسَهُ لَا يَسَعُ ٱلْأَدْرَاجَ ٱلْمَكْتُوبَةَ.‏+

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة