اَلْبِشَارَةُ عَلَى مَا رَوَى يُوحَنَّا
١ فِي ٱلْبَدْءِ+ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ،+ وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللّٰهِ،+ وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ إِلٰهًا.+ ٢ هٰذَا كَانَ فِي ٱلْبَدْءِ+ عِنْدَ ٱللّٰهِ.+ ٣ بِهِ وُجِدَ كُلُّ شَيْءٍ،+ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يُوجَدْ شَيْءٌ.
مَا وُجِدَ بِهِ ٤ كَانَ حَيَاةً،+ وَٱلْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ+ ٱلنَّاسِ. ٥ وَٱلنُّورُ يُضِيءُ فِي ٱلظُّلْمَةِ،+ لٰكِنَّ ٱلظُّلْمَةَ لَمْ تَقْوَ عَلَيْهِ.
٦ ظَهَرَ إِنْسَانٌ ٱسْمُهُ يُوحَنَّا،+ أُرْسِلَ مُمَثِّلًا لِلّٰهِ.+ ٧ هٰذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ،+ لِيَشْهَدَ عَنِ ٱلنُّورِ،+ لِكَيْ يُؤْمِنَ شَتَّى ٱلنَّاسِ بِوَاسِطَتِهِ.+ ٨ لَمْ يَكُنْ هُوَ ذٰلِكَ ٱلنُّورَ،+ بَلْ لِيَشْهَدَ+ عَنْ ذٰلِكَ ٱلنُّورِ.
٩ كَانَ ٱلنُّورُ ٱلْحَقُّ+ ٱلَّذِي يُنِيرُ+ شَتَّى ٱلنَّاسِ+ آتِيًا إِلَى ٱلْعَالَمِ. ١٠ كَانَ فِي ٱلْعَالَمِ،+ وَوُجِدَ ٱلْعَالَمُ بِهِ،+ وَلٰكِنَّ ٱلْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْهُ. ١١ جَاءَ إِلَى مَوْطِنِهِ، لٰكِنَّ قَوْمَهُ لَمْ يَقْبَلُوهُ.+ ١٢ أَمَّا ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ،+ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَةً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ ٱللّٰهِ،+ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱسْمِهِ.+ ١٣ وَهُمْ وُلِدُوا، لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ ٱللّٰهِ.+
١٤ وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا+ وَأَقَامَ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِمَوْلُودٍ وَحِيدٍ+ مِنْ أَبٍ، وَكَانَ مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.+ ١٥ (يُوحَنَّا شَهِدَ عَنْهُ — وَهُوَ ٱلَّذِي قَالَ — بَلْ صَرَخَ قَائِلًا: «إِنَّ ٱلْآتِيَ وَرَائِي قَدْ تَقَدَّمَنِي، لِأَنَّهُ وُجِدَ قَبْلِي»).+ ١٦ فَنَحْنُ جَمِيعًا مِنْ مِلْئِهِ+ نِلْنَا، أَيْ نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ.+ ١٧ وَلِأَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ أُعْطِيَتْ بِمُوسَى،+ صَارَتِ ٱلنِّعْمَةُ+ وَٱلْحَقُّ+ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. ١٨ اَللّٰهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.+ اَلْإِلٰهُ+ ٱلْمَوْلُودُ ٱلْوَحِيدُ، ٱلَّذِي فِي حِضْنِ+ ٱلْآبِ، هُوَ ٱلَّذِي شَرَحَ مَا يَخْتَصُّ بِهِ.+
١٩ وَهٰذِهِ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ ٱلْيَهُودُ كَهَنَةً وَلَاوِيِّينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟».+ ٢٠ فَٱعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، بَلِ ٱعْتَرَفَ: «أَنَا لَسْتُ ٱلْمَسِيحَ».+ ٢١ فَسَأَلُوهُ: «إِذًا مَاذَا؟ أَأَنْتَ إِيلِيَّا؟».+ فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَأَنْتَ ٱلنَّبِيُّ؟».+ فَأَجَابَ: «لَا!». ٢٢ فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟ لِنُعْطِيَ جَوَابًا لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا. مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟».+ ٢٣ قَالَ: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ: ‹قَوِّمُوا طَرِيقَ يَهْوَهَ›، كَمَا قَالَ إِشَعْيَا ٱلنَّبِيُّ».+ ٢٤ وَكَانَ ٱلْمُرْسَلُونَ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ. ٢٥ فَسَأَلُوهُ وَقَالُوا لَهُ: «لِمَ تُعَمِّدُ+ إِذًا، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ لَسْتَ ٱلْمَسِيحَ وَلَا إِيلِيَّا وَلَا ٱلنَّبِيَّ؟». ٢٦ أَجَابَهُمْ يُوحَنَّا قَائِلًا: «أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ. فِي وَسْطِكُمْ+ قَائِمٌ مَنْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ،+ ٢٧ هُوَ ٱلْآتِي وَرَائِي، ٱلَّذِي لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ أَفُكَّ سَيْرَ نَعْلِهِ».+ ٢٨ هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ حَدَثَتْ فِي بَيْتَ عَنْيَا فِي عِبْرِ ٱلْأُرْدُنِّ، حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ.+
٢٩ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي رَأَى يَسُوعَ آتِيًا نَحْوَهُ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ+ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ+ ٱلْعَالَمِ!+ ٣٠ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي وَرَائِي رَجُلٌ قَدْ تَقَدَّمَنِي، لِأَنَّهُ وُجِدَ قَبْلِي.+ ٣١ حَتَّى أَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لٰكِنَّنِي جِئْتُ أُعَمِّدُ بِمَاءٍ لِكَيْ يُظْهَرَ لِإِسْرَائِيلَ».+ ٣٢ وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلًا: «رَأَيْتُ ٱلرُّوحَ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، وَٱسْتَقَرَّ عَلَيْهِ.+ ٣٣ حَتَّى أَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لٰكِنَّ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي+ لِأُعَمِّدَ بِمَاءٍ هُوَ قَالَ لِي: ‹مَنْ تَرَى ٱلرُّوحَ نَازِلًا وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَهٰذَا هُوَ ٱلَّذِي يُعَمِّدُ بِرُوحٍ قُدُسٍ›.+ ٣٤ وَأَنَا رَأَيْتُ ذٰلِكَ، وَشَهِدْتُ أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ».+
٣٥ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا مَعَ ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ، ٣٦ فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِيًا وَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ+ ٱللّٰهِ!». ٣٧ فَسَمِعَهُ ٱلتِّلْمِيذَانِ يَتَكَلَّمُ، فَتَبِعَا يَسُوعَ. ٣٨ فَٱلْتَفَتَ يَسُوعُ وَرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟». فَقَالَا لَهُ: «رَابِّي (ٱلَّذِي يَعْنِي عِنْدَ تَرْجَمَتِهِ: يَا مُعَلِّمُ)، أَيْنَ تَمْكُثُ؟». ٣٩ فَقَالَ لَهُمَا: «تَعَالَيَا فَتَرَيَا».+ فَأَتَيَا وَنَظَرَا أَيْنَ يَمْكُثُ، وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ، وَكَانَ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلْعَاشِرَةِ. ٤٠ وَكَانَ أَنْدَرَاوُسُ+ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِدًا مِنَ ٱلِٱثْنَيْنِ ٱللَّذَيْنِ سَمِعَا مَا قَالَهُ يُوحَنَّا وَتَبِعَا يَسُوعَ. ٤١ هٰذَا وَجَدَ أَوَّلًا أَخَاهُ سِمْعَانَ، فَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا ٱلْمَسِيَّا»+ (ٱلَّذِي يَعْنِي عِنْدَ تَرْجَمَتِهِ: اَلْمَسِيحَ).+ ٤٢ وَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ+ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتَ سِمْعَانُ+ بْنُ يُوحَنَّا،+ وَسَتُدْعَى صَفَا» (ٱلَّذِي تَرْجَمَتُهُ: بُطْرُسُ).+
٤٣ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي رَغِبَ يَسُوعُ أَنْ يَمْضِيَ إِلَى ٱلْجَلِيلِ. فَوَجَدَ فِيلِبُّسَ+ وَقَالَ لَهُ: «اِتْبَعْنِي».+ ٤٤ وَكَانَ فِيلِبُّسُ مِنْ بَيْتَ صَيْدَا،+ مِنْ مَدِينَةِ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ. ٤٥ وَوَجَدَ فِيلِبُّسُ نَثَنَائِيلَ+ وَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا ٱلَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي ٱلشَّرِيعَةِ،+ وَكَذٰلِكَ ٱلْأَنْبِيَاءُ،+ يَسُوعَ ٱبْنَ يُوسُفَ،+ مِنَ ٱلنَّاصِرَةِ». ٤٦ فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «أَيُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ ٱلنَّاصِرَةِ شَيْءٌ صَالِحٌ؟».+ فَقَالَ لَهُ فِيلِبُّسُ: «تَعَالَ وَٱنْظُرْ». ٤٧ وَرَأَى يَسُوعُ نَثَنَائِيلَ آتِيًا نَحْوَهُ فَقَالَ عَنْهُ: «هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا، لَا خِدَاعَ فِيهِ».+ ٤٨ فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟». أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلِبُّسُ، رَأَيْتُكَ وَأَنْتَ تَحْتَ ٱلتِّينَةِ». ٤٩ أَجَابَهُ نَثَنَائِيلُ: «رَابِّي، أَنْتَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ،+ أَنْتَ مَلِكُ+ إِسْرَائِيلَ». ٥٠ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «أَلِهٰذَا تُؤْمِنُ، لِأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَحْتَ ٱلتِّينَةِ؟ سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هٰذَا». ٥١ وَقَالَ لَهُ أَيْضًا: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَرَوْنَ ٱلسَّمَاءَ مَفْتُوحَةً وَمَلَائِكَةَ+ ٱللّٰهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ إِلَى ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ».+
٢ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ كَانَتْ وَلِيمَةُ عُرْسٍ فِي قَانَا+ ٱلْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ+ يَسُوعَ هُنَاكَ. ٢ وَكَانَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ مَدْعُوِّينَ أَيْضًا إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ.
٣ وَلَمَّا أَعْوَزَتْهُمُ ٱلْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ+ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ عِنْدَهُمْ خَمْرٌ». ٤ لٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهَا: «مَا لِي وَلَكِ يَا ٱمْرَأَةُ؟+ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».+ ٥ فَقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَمِ: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُمْ فَٱفْعَلُوا».+ ٦ وَكَانَتْ سِتُّ جِرَارِ مَاءٍ حَجَرِيَّةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ كَمَا تَقْتَضِي قَوَاعِدُ ٱلتَّطْهِيرِ+ عِنْدَ ٱلْيَهُودِ، تَسَعُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا كَيْلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً. ٧ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «اِمْلَأُوا ٱلْجِرَارَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. ٨ فَقَالَ لَهُمْ: «اِسْتَقُوا ٱلْآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى ٱلْمُشْرِفِ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ». فَقَدَّمُوا. ٩ فَلَمَّا ذَاقَ ٱلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ ٱلْمَاءَ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ تَحَوَّلَ خَمْرًا+ وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَصْدَرَهَا، مَعَ أَنَّ ٱلْخَدَمَ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدِ ٱسْتَقَوُا ٱلْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا ٱلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ ٱلْعَرِيسَ ١٠ وَقَالَ لَهُ: «اَلْكُلُّ غَيْرَكَ يَضَعُ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ أَوَّلًا،+ وَمَتَى سَكِرَ ٱلنَّاسُ، فَٱلدُّونَ. وَأَنْتَ حَفِظْتَ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ إِلَى ٱلْآنَ». ١١ صَنَعَ يَسُوعُ هٰذَا فِي قَانَا ٱلْجَلِيلِ بِدَايَةً لِآيَاتِهِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ،+ فَآمَنَ بِهِ تَلَامِيذُهُ.
١٢ بَعْدَ هٰذَا نَزَلَ هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ+ وَتَلَامِيذُهُ إِلَى كَفَرْنَاحُومَ،+ وَمَكَثُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً.
١٣ وَكَانَ فِصْحُ+ ٱلْيَهُودِ قَرِيبًا، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ.+ ١٤ وَوَجَدَ فِي ٱلْهَيْكَلِ بَاعَةَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْخِرَافِ وَٱلْحَمَامِ،+ وَٱلصَّرَّافِينَ فِي مَقَاعِدِهِمْ. ١٥ فَصَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَالٍ، وَطَرَدَ كُلَّ هٰؤُلَاءِ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ مَعَ ٱلْخِرَافِ وَٱلْبَقَرِ، وَكَبَّ نُقُودَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَقَلَبَ مَوَائِدَهُمْ.+ ١٦ وَقَالَ لِبَاعَةِ ٱلْحَمَامِ: «اِرْفَعُوا هٰذِهِ مِنْ هُنَا! كُفُّوا عَنْ جَعْلِ بَيْتِ+ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ!».+ ١٧ فَتَذَكَّرَ تَلَامِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «اَلْغَيْرَةُ عَلَى بَيْتِكَ سَتَأْكُلُنِي».+
١٨ فَأَجَابَ ٱلْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «أَيَّةَ آيَةٍ+ تُرِينَا، حَتَّى إِنَّكَ تَفْعَلُ هٰذَا؟». ١٩ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «اِهْدِمُوا هٰذَا ٱلْهَيْكَلَ،+ وَفِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». ٢٠ فَقَالَ ٱلْيَهُودُ: «بُنِيَ هٰذَا ٱلْهَيْكَلُ فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، أَفَتُقِيمُهُ أَنْتَ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ؟». ٢١ وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْنِي بِٱلْهَيْكَلِ+ جَسَدَهُ. ٢٢ فَلَمَّا أُقِيمَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ+ تَلَامِيذُهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ هٰذَا، فَآمَنُوا بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَبِٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.
٢٣ وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْفِصْحِ، فِي ٱلْعِيدِ،+ آمَنَ كَثِيرُونَ بِٱسْمِهِ،+ إِذْ رَأَوْا آيَاتِهِ ٱلَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا.+ ٢٤ أَمَّا يَسُوعُ فَمَا كَانَ يَأْتَمِنُهُمْ+ عَلَى نَفْسِهِ لِأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُهُمْ جَمِيعًا ٢٥ وَلِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجًا أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ ٱلْإِنْسَانِ، فَقَدْ كَانَ هُوَ نَفْسُهُ يَعْرِفُ مَا فِي ٱلْإِنْسَانِ.+
٣ وَكَانَ إِنْسَانٌ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ،+ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. ٢ هٰذَا جَاءَ إِلَيْهِ لَيْلًا+ وَقَالَ لَهُ: «رَابِّي،+ نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّكَ مِنَ ٱللّٰهِ جِئْتَ مُعَلِّمًا،+ لِأَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هٰذِهِ ٱلْآيَاتِ+ ٱلَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُهَا مَا لَمْ يَكُنِ ٱللّٰهُ مَعَهُ».+ ٣ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:+ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُولَدُ ثَانِيَةً،+ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ».+ ٤ فَقَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ عَجُوزٌ؟ أَوَيَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ رَحِمَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟». ٥ أَجَابَ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُولَدُ مِنْ مَاءٍ+ وَرُوحٍ،+ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ. ٦ اَلْمَوْلُودُ مِنَ ٱلْجَسَدِ هُوَ جَسَدٌ، وَٱلْمَوْلُودُ مِنَ ٱلرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.+ ٧ لَا تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَجِبُ أَنْ تُولَدُوا ثَانِيَةً.+ ٨ اَلرِّيحُ+ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لٰكِنَّكَ لَا تَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلَا إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هٰكَذَا كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ ٱلرُّوحِ».+
٩ أَجَابَ نِيقُودِيمُوسُ وَقَالَ لَهُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هٰذَا؟». ١٠ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ مُعَلِّمٌ لِإِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْرِفُ هٰذَا؟+ ١١ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْرِفُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا،+ وَلٰكِنَّكُمْ لَا تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا.+ ١٢ إِنْ كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمُ ٱلْأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّاتِ؟+ ١٣ فَمَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ+ إِلَّا ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ،+ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ.+ ١٤ وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى ٱلْحَيَّةَ+ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، هٰكَذَا لَا بُدَّ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ،+ ١٥ لِتَكُونَ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.+
١٦ «فَإِنَّ ٱللّٰهَ أَحَبَّ+ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ،+ لِكَيْلَا يَهْلِكَ+ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ،+ بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.+ ١٧ فَٱللّٰهُ لَمْ يُرْسِلِ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيَدِينَ+ ٱلْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ+ بِهِ ٱلْعَالَمُ. ١٨ اَلَّذِي يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ لَا يُدَانُ.+ وَٱلَّذِي لَا يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ فَقَدْ دِينَ مُنْذُ ٱلْآنَ، لِأَنَّهُ لَمْ يُمَارِسِ ٱلْإِيمَانَ بِٱسْمِ ٱلِٱبْنِ، مَوْلُودِ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدِ.+ ١٩ وَهٰذَا هُوَ أَسَاسُ ٱلدَّيْنُونَةِ، أَنَّ ٱلنُّورَ+ جَاءَ إِلَى ٱلْعَالَمِ+ لٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَحَبُّوا ٱلظُّلْمَةَ عَلَى ٱلنُّورِ،+ لِأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. ٢٠ فَإِنَّ ٱلَّذِي يُمَارِسُ ٱلرَّذَائِلَ+ يُبْغِضُ ٱلنُّورَ وَلَا يَأْتِي إِلَى ٱلنُّورِ، لِئَلَّا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ.+ ٢١ وَأَمَّا ٱلَّذِي يَفْعَلُ ٱلْحَقَّ فَيَأْتِي إِلَى ٱلنُّورِ،+ لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا عُمِلَتْ بِحَسَبِ ٱللّٰهِ».
٢٢ وَبَعْدَ هٰذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ إِلَى بِلَادِ ٱلْيَهُودِيَّةِ، وَقَضَى مَعَهُمْ هُنَاكَ مُدَّةً مِنَ ٱلْوَقْتِ وَكَانَ يُعَمِّدُ.+ ٢٣ وَكَانَ يُوحَنَّا+ أَيْضًا يُعَمِّدُ فِي عَيْنَ نُونَ بِقُرْبِ سَالِيمَ، لِأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ كَمِّيَّةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ ٱلْمَاءِ،+ وَظَلَّ ٱلنَّاسُ يَأْتُونَ وَيَعْتَمِدُونَ.+ ٢٤ فَإِنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُلْقِيَ فِي ٱلسِّجْنِ.+
٢٥ فَجَادَلَ تَلَامِيذُ يُوحَنَّا أَحَدَ ٱلْيَهُودِ فِي شَأْنِ ٱلتَّطْهِيرِ.+ ٢٦ فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ: «رَابِّي، ذَاكَ ٱلَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عِبْرِ ٱلْأُرْدُنِّ، ٱلَّذِي شَهِدْتَ لَهُ،+ هَا إِنَّهُ يُعَمِّدُ وَٱلْجَمِيعُ يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ».+ ٢٧ أَجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ: «لَا يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا مَا لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ لَهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.+ ٢٨ أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي بِأَنِّي قُلْتُ: أَنَا لَسْتُ ٱلْمَسِيحَ،+ بَلْ أَنَا مُرْسَلٌ قُدَّامَهُ.+ ٢٩ مَنْ لَهُ ٱلْعَرُوسُ فَهُوَ ٱلْعَرِيسُ.+ أَمَّا صَدِيقُ ٱلْعَرِيسِ، فَحِينَ يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ، يَفْرَحُ فَرَحًا جَزِيلًا لِصَوْتِ ٱلْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هٰذَا قَدِ ٱكْتَمَلَ.+ ٣٠ ذَاكَ لَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَزْدَادَ، وَأَمَّا أَنَا فَلَا بُدَّ لِي أَنْ أَنْقُصَ».
٣١ اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ ٱلْآخَرِينَ جَمِيعًا.+ وَٱلَّذِي مِنَ ٱلْأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ وَيَتَكَلَّمُ بِٱلْأَرْضِيَّاتِ.+ اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ ٱلسَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ ٱلْآخَرِينَ جَمِيعًا.+ ٣٢ وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ فَبِهِ يَشْهَدُ،+ وَلٰكِنَّ شَهَادَتَهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا.+ ٣٣ مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ ٱللّٰهَ صَادِقٌ.+ ٣٤ لِأَنَّ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ ٱللّٰهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِ ٱللّٰهِ،+ فَإِنَّهُ لَا يُعْطِي ٱلرُّوحَ بِٱلْكَيْلِ.+ ٣٥ اَلْآبُ يُحِبُّ+ ٱلِٱبْنَ وَقَدْ جَعَلَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ.+ ٣٦ اَلَّذِي يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ+ بِٱلِٱبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ،+ وَٱلَّذِي يَعْصِي ٱلِٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً،+ بَلْ يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ سُخْطُ ٱللّٰهِ.+
٤ وَلَمَّا عَلِمَ ٱلرَّبُّ أَنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ سَمِعُوا أَنَّ يَسُوعَ يُصَيِّرُ وَيُعَمِّدُ+ تَلَامِيذَ أَكْثَرَ مِنْ يُوحَنَّا — ٢ مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ، بَلْ تَلَامِيذُهُ — ٣ تَرَكَ ٱلْيَهُودِيَّةَ وَمَضَى ثَانِيَةً إِلَى ٱلْجَلِيلِ. ٤ وَلٰكِنْ كَانَ لَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ بِٱلسَّامِرَةِ.+ ٥ فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ تُدْعَى سُوخَارَ بِقُرْبِ ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ٱبْنِهِ.+ ٦ وَكَانَ هُنَاكَ نَبْعُ يَعْقُوبَ.+ وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ أَعْيَا مِنَ ٱلسَّفَرِ جَلَسَ هٰكَذَا عَلَى ٱلنَّبْعِ. وَكَانَ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ.
٧ فَجَاءَتِ ٱمْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ لِتَسْتَقِيَ مَاءً. فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لِأَشْرَبَ». ٨ (فَإِنَّ تَلَامِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لِيَشْتَرُوا طَعَامًا). ٩ فَقَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ ٱلسَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا ٱمْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟». (فَإِنَّ ٱلْيَهُودَ لَا يَتَعَامَلُونَ مَعَ ٱلسَّامِرِيِّينَ).+ ١٠ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «لَوْ كُنْتِ تَعْرِفِينَ هِبَةَ+ ٱللّٰهِ وَمَنْ+ هُوَ ٱلَّذِي يَقُولُ لَكِ: ‹أَعْطِينِي لِأَشْرَبَ›، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا».+ ١١ قَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لَدَيْكَ حَتَّى دَلْوٌ تَسْتَقِي بِهَا، وَٱلْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ هٰذَا ٱلْمَاءُ ٱلْحَيُّ؟ ١٢ أَأَنْتَ أَعْظَمُ+ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ، ٱلَّذِي أَعْطَانَا ٱلْبِئْرَ، وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَاشِيَتُهُ؟». ١٣ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هٰذَا ٱلْمَاءِ يَعْطَشُ ثَانِيَةً. ١٤ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا لَهُ فَلَنْ يَعْطَشَ أَبَدًا،+ بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ لَهُ يَصِيرُ فِيهِ نَبْعَ مَاءٍ+ يَنْبَعُ فَيَمْنَحُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً».+ ١٥ قَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَعْطِنِي هٰذَا ٱلْمَاءَ، لِكَيْلَا أَعْطَشَ وَلَا أَظَلَّ آتِي إِلَى هُنَا لِأَسْتَقِيَ مَاءً».
١٦ قَالَ لَهَا: «اِذْهَبِي وَٱدْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هُنَا». ١٧ أَجَابَتِ ٱلْمَرْأَةُ وَقَالَتْ: «لَا زَوْجَ لِي». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَنًا قُلْتِ: ‹لَيْسَ لِي زَوْجٌ›. ١٨ فَقَدْ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَٱلَّذِي لَكِ ٱلْآنَ لَيْسَ زَوْجَكِ. هٰذَا قُلْتِهِ بِٱلصِّدْقِ». ١٩ قَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ.+ ٢٠ آبَاؤُنَا عَبَدُوا فِي هٰذَا ٱلْجَبَلِ،+ وَلٰكِنْ أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ ٱلْمَكَانَ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ فِيهِ ٱلْعِبَادَةُ».+ ٢١ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «صَدِّقِينِي يَا ٱمْرَأَةُ، تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ حِينَ تَعْبُدُونَ+ ٱلْآبَ لَا فِي هٰذَا ٱلْجَبَلِ وَلَا فِي أُورُشَلِيمَ.+ ٢٢ أَنْتُمْ تَعْبُدُونَ مَا لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ،+ وَنَحْنُ نَعْبُدُ مَا نَعْرِفُ، لِأَنَّ ٱلْخَلَاصَ يَأْتِي مِنَ ٱلْيَهُودِ.+ ٢٣ وَلٰكِنْ تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ، وَهِيَ ٱلْآنَ، حِينَ ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَعْبُدُونَ ٱلْآبَ بِٱلرُّوحِ+ وَٱلْحَقِّ،+ فَإِنَّ ٱلْآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هٰؤُلَاءِ لِيَعْبُدُوهُ.+ ٢٤ اَللّٰهُ رُوحٌ،+ وَٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَهُ لَا بُدَّ لَهُمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ».+ ٢٥ قَالَتْ لَهُ ٱلْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْرِفُ أَنَّ مَسِيَّا،+ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْمَسِيحَ، آتٍ.+ فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ، يُعْلِنُ لَنَا كُلَّ شَيْءٍ جَهْرًا». ٢٦ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «إِنَّهُ أَنَا ٱلَّذِي أُكَلِّمُكِ».+
٢٧ وَعِنْدَ ذٰلِكَ وَصَلَ تَلَامِيذُهُ، وَتَعَجَّبُوا مِنْ أَنَّهُ يُكَلِّمُ ٱمْرَأَةً. لٰكِنَّ أَحَدًا لَمْ يَقُلْ: «مَاذَا تَطْلُبُ؟» أَوْ: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهَا؟». ٢٨ فَتَرَكَتِ ٱلْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: ٢٩ «تَعَالَوُا ٱنْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هٰذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ؟».+ ٣٠ فَخَرَجُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ.
٣١ فِي أَثْنَاءِ ذٰلِكَ كَانَ ٱلتَّلَامِيذُ يُلِحُّونَ عَلَيْهِ، قَائِلِينَ: «رَابِّي،+ كُلْ». ٣٢ وَلٰكِنَّهُ قَالَ لَهُمْ: «لِي طَعَامٌ آكُلُهُ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ». ٣٣ فَقَالَ ٱلتَّلَامِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلْ أَتَاهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ لِيَأْكُلَ؟». ٣٤ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي+ أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ+ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُنْهِيَ عَمَلَهُ.+ ٣٥ أَمَا تَقُولُونَ: هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ بَعْدُ وَيَأْتِي ٱلْحَصَادُ؟ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمْ: اِرْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَٱنْظُرُوا ٱلْحُقُولَ، إِنَّهَا قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ.+ وَمُنْذُ ٱلْآنَ ٣٦ ٱلْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،+ لِكَيْ يَفْرَحَ ٱلزَّارِعُ+ وَٱلْحَاصِدُ مَعًا.+ ٣٧ فَإِنَّهُ فِي هٰذَا يَصْدُقُ ٱلْقَوْلُ: وَاحِدٌ يَزْرَعُ وَآخَرُ يَحْصُدُ. ٣٨ أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَكُدُّوا فِيهِ. آخَرُونَ كَدُّوا،+ وَأَنْتُمْ جَنَيْتُمْ ثَمَرَةَ كَدِّهِمْ».
٣٩ وَآمَنَ+ بِهِ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ بِسَبَبِ كَلَامِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي شَهِدَتْ قَائِلَةً: «قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ».+ ٤٠ فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ ٱلسَّامِرِيُّونَ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ، فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ.+ ٤١ فَآمَنَ أُنَاسٌ أَكْثَرُ جِدًّا بِسَبَبِ مَا قَالَهُ،+ ٤٢ وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ: «لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كَلَامِكِ نُؤْمِنُ، فَنَحْنُ بِأَنْفُسِنَا سَمِعْنَا+ وَنَعْرِفُ أَنَّ هٰذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ+ ٱلْعَالَمِ».
٤٣ وَبَعْدَ ٱلْيَوْمَيْنِ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلَى ٱلْجَلِيلِ.+ ٤٤ غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ شَهِدَ أَنْ لَيْسَ لِنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ.+ ٤٥ فَلَمَّا جَاءَ إِلَى ٱلْجَلِيلِ، ٱسْتَقْبَلَهُ ٱلْجَلِيلِيُّونَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا كُلَّ مَا فَعَلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْعِيدِ،+ فَإِنَّهُمْ هُمْ أَيْضًا ذَهَبُوا إِلَى ٱلْعِيدِ.+
٤٦ فَجَاءَ ثَانِيَةً إِلَى قَانَا+ ٱلْجَلِيلِ، حَيْثُ كَانَ قَدْ حَوَّلَ ٱلْمَاءَ خَمْرًا.+ وَكَانَ خَادِمٌ لِلْمَلِكِ لَهُ ٱبْنٌ مَرِيضٌ فِي كَفَرْنَاحُومَ.+ ٤٧ فَلَمَّا سَمِعَ هٰذَا أَنَّ يَسُوعَ جَاءَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ، ذَهَبَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَنْزِلَ وَيَشْفِيَ ٱبْنَهُ، فَإِنَّهُ كَانَ مُشْرِفًا عَلَى ٱلْمَوْتِ. ٤٨ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: «إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ+ وَعَجَائِبَ+ لَا تُؤْمِنُونَ أَلْبَتَّةَ». ٤٩ قَالَ لَهُ خَادِمُ ٱلْمَلِكِ: «يَا رَبُّ، ٱنْزِلْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ وَلَدِي ٱلصَّغِيرُ». ٥٠ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اِذْهَبْ.+ اِبْنُكَ حَيٌّ».+ فَآمَنَ ٱلرَّجُلُ بِٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا يَسُوعُ لَهُ وَذَهَبَ. ٥١ وَفِيمَا كَانَ نَازِلًا لَاقَاهُ عَبِيدُهُ لِيَقُولُوا لَهُ إِنَّ ٱلصَّبِيَّ حَيٌّ.+ ٥٢ فَٱسْتَعْلَمَهُمْ عَنِ ٱلسَّاعَةِ ٱلَّتِي فِيهَا تَعَافَى. فَقَالُوا لَهُ: «أَمْسِ فِي ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّابِعَةِ تَرَكَتْهُ ٱلْحُمَّى».+ ٥٣ فَعَرَفَ ٱلْأَبُ أَنَّهَا ٱلسَّاعَةُ عَيْنُهَا+ ٱلَّتِي قَالَ لَهُ فِيهَا يَسُوعُ: «اِبْنُكَ حَيٌّ». فَآمَنَ هُوَ وَكُلُّ أَهْلِ بَيْتِهِ.+ ٥٤ هٰذِهِ أَيْضًا هِيَ ٱلْآيَةُ ٱلثَّانِيَةُ+ ٱلَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ حِينَ جَاءَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ.
٥ وَبَعْدَ هٰذَا كَانَ عِيدٌ+ لِلْيَهُودِ، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ. ٢ وَفِي أُورُشَلِيمَ بِرْكَةٌ عِنْدَ بَابِ ٱلْخِرَافِ+ تُسَمَّى بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ بَيْتَ زَاثَا، لَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَةٍ. ٣ فِي هٰذِهِ كَانَ مُضْطَجِعًا جُمْهُورٌ مِنَ ٱلْمَرْضَى، ٱلْعُمْيِ، ٱلْعُرْجِ، وَذَوِي ٱلْأَعْضَاءِ ٱلْيَابِسَةِ. ٤ ــــــــ ٥ وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً. ٦ فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وَكَانَ يَعْلَمُ أَنَّ لَهُ زَمَانًا طَوِيلًا+ وَهُوَ مَرِيضٌ، قَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تَتَعَافَى؟».+ ٧ أَجَابَهُ ٱلْمَرِيضُ: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُنْزِلُنِي فِي ٱلْبِرْكَةِ مَتَى ٱضْطَرَبَ ٱلْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَكُونُ آتِيًا، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ». ٨ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ».+ ٩ فَتَعَافَى ٱلْإِنْسَانُ فِي ٱلْحَالِ، وَحَمَلَ فِرَاشَهُ وَمَشَى.
وَكَانَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ سَبْتًا.+ ١٠ فَقَالَ ٱلْيَهُودُ لِلَّذِي شُفِيَ: «إِنَّهُ سَبْتٌ، فَلَا يَحِلُّ+ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ فِرَاشَكَ». ١١ لٰكِنَّهُ أَجَابَهُمْ: «إِنَّ ٱلَّذِي جَعَلَنِي أَتَعَافَى هُوَ قَالَ لِي: ‹اِحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ›». ١٢ فَسَأَلُوهُ: «مَنْ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي قَالَ لَكَ: ‹اِحْمِلْ وَٱمْشِ›؟». ١٣ لٰكِنَّ ٱلَّذِي شُفِيَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ، لِأَنَّ يَسُوعَ كَانَ قَدِ ٱبْتَعَدَ، إِذْ كَانَ فِي ٱلْمَكَانِ جَمْعٌ.
١٤ بَعْدَ ذٰلِكَ وَجَدَهُ يَسُوعُ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ قَدْ تَعَافَيْتَ. فَلَا تُخْطِئْ بَعْدُ، لِئَلَّا يُصِيبَكَ مَا هُوَ أَسْوَأُ». ١٥ فَمَضَى ٱلْإِنْسَانُ وَأَخْبَرَ ٱلْيَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَهُ يَتَعَافَى. ١٦ وَلِهٰذَا أَخَذَ ٱلْيَهُودُ يَضْطَهِدُونَ+ يَسُوعَ، لِأَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ يَوْمَ سَبْتٍ. ١٧ وَلٰكِنَّهُ أَجَابَهُمْ: «أَبِي مَا زَالَ يَعْمَلُ حَتَّى ٱلْآنَ وَأَنَا لَا أَزَالُ أَعْمَلُ».+ ١٨ وَلِأَجْلِ هٰذَا أَخَذَ ٱلْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ،+ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَنْقُضُ ٱلسَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا كَانَ يَدْعُو ٱللّٰهَ أَبَاهُ،+ جَاعِلًا نَفْسَهُ مُسَاوِيًا+ لِلّٰهِ.
١٩ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَا يَقْدِرُ ٱلِٱبْنُ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِلَّا مَا يَرَى ٱلْآبَ يَعْمَلُهُ.+ لِأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ، فَهٰذَا يَعْمَلُهُ ٱلِٱبْنُ أَيْضًا عَلَى مِثَالِهِ. ٢٠ لِأَنَّ ٱلْآبَ يُكِنُّ لِلِٱبْنِ مَوَدَّةً+ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالًا أَعْظَمَ مِنْ هٰذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.+ ٢١ فَكَمَا أَنَّ ٱلْآبَ يُقِيمُ ٱلْأَمْوَاتَ وَيُحْيِيهِمْ،+ كَذٰلِكَ ٱلِٱبْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.+ ٢٢ لِأَنَّ ٱلْآبَ لَا يَدِينُ أَحَدًا أَلْبَتَّةَ، بَلْ فَوَّضَ كُلَّ ٱلدَّيْنُونَةِ إِلَى ٱلِٱبْنِ،+ ٢٣ لِكَيْ يُكْرِمَ ٱلْجَمِيعُ ٱلِٱبْنَ+ كَمَا يُكْرِمُونَ ٱلْآبَ. مَنْ لَا يُكْرِمُ ٱلِٱبْنَ لَا يُكْرِمُ ٱلْآبَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ.+ ٢٤ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلَامِي وَيُؤْمِنُ بِٱلَّذِي أَرْسَلَنِي لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ،+ وَلَا يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ ٱنْتَقَلَ مِنَ ٱلْمَوْتِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.+
٢٥ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ، وَهِيَ ٱلْآنَ، حِينَ يَسْمَعُ ٱلْأَمْوَاتُ+ صَوْتَ+ ٱبْنِ ٱللّٰهِ، وَٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ لَهُ يَحْيَوْنَ.+ ٢٦ لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ،+ كَذٰلِكَ أَعْطَى ٱلِٱبْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ.+ ٢٧ وَأَعْطَاهُ سُلْطَةً أَنْ يَدِينَ،+ لِأَنَّهُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ.+ ٢٨ لَا تَتَعَجَّبُوا مِنْ هٰذَا، لِأَنَّهَا تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ ٱلَّتِي يَسْمَعُ فِيهَا جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ+ صَوْتَهُ ٢٩ فَيَخْرُجُونَ: اَلَّذِينَ فَعَلُوا ٱلصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةٍ لِلْحَيَاةِ،+ وَٱلَّذِينَ مَارَسُوا ٱلرَّذَائِلَ إِلَى قِيَامَةٍ لِلدَّيْنُونَةِ.+ ٣٠ أَنَا لَا أَقْدِرُ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي بَارَّةٌ،+ لِأَنِّي لَا أَطْلُبُ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ+ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي.
٣١ «إِنْ كُنْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْهَدُ+ لِنَفْسِي، فَلَيْسَتْ شَهَادَتِي حَقَّةً.+ ٣٢ هُنَاكَ آخَرُ يَشْهَدُ لِي، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ ٱلشَّهَادَةَ ٱلَّتِي يَشْهَدُهَا+ لِي حَقَّةٌ. ٣٣ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ أُنَاسًا إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ.+ ٣٤ غَيْرَ أَنِّي لَا أَقْبَلُ ٱلشَّهَادَةَ مِنْ إِنْسَانٍ، وَلٰكِنْ أَقُولُ هٰذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ.+ ٣٥ ذَاكَ كَانَ سِرَاجًا مُوقَدًا وَمُضِيئًا، وَلِفَتْرَةٍ يَسِيرَةٍ شِئْتُمْ أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ.+ ٣٦ وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ شَهَادَةِ يُوحَنَّا، لِأَنَّ ٱلْأَعْمَالَ ٱلَّتِي أَوْكَلَهَا إِلَيَّ أَبِي لِأُتَمِّمَهَا، ٱلْأَعْمَالَ عَيْنَهَا ٱلَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا+ هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ ٱلْآبَ أَرْسَلَنِي. ٣٧ وَٱلْآبُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ نَفْسُهُ شَهِدَ لِي.+ أَنْتُمْ لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُمْ هَيْئَتَهُ.+ ٣٨ وَلَيْسَتْ لَكُمْ كَلِمَتُهُ بَاقِيَةً فِيكُمْ، لِأَنَّ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ هُوَ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ.
٣٩ «أَنْتُمْ تَبْحَثُونَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،+ لِأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ بِوَاسِطَتِهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهٰذِهِ هِيَ ٱلَّتِي تَشْهَدُ لِي.+ ٤٠ وَلٰكِنَّكُمْ لَا تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ.+ ٤١ أَنَا لَا أَقْبَلُ مَجْدًا مِنَ ٱلنَّاسِ،+ ٤٢ وَلٰكِنِّي أَعْرِفُ جَيِّدًا أَنْ لَيْسَتْ فِيكُمْ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ.+ ٤٣ أَنَا أَتَيْتُ بِٱسْمِ أَبِي،+ وَلٰكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِٱسْمِ نَفْسِهِ فَذٰلِكَ تَقْبَلُونَهُ. ٤٤ كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا، وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا+ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ وَلَسْتُمْ تَطْلُبُونَ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي مِنَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْوَحِيدِ؟+ ٤٥ لَا تَظُنُّوا أَنِّي سَأَتَّهِمُكُمْ لَدَى ٱلْآبِ. هُنَاكَ مَنْ يَتَّهِمُكُمْ، مُوسَى+ ٱلَّذِي جَعَلْتُمْ رَجَاءَكُمْ فِيهِ. ٤٦ فَإِنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِمُوسَى لَكُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي، لِأَنَّهُ كَتَبَ عَنِّي.+ ٤٧ وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِكِتَابَاتِهِ،+ فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ بِأَقْوَالِي؟».
٦ بَعْدَ ذٰلِكَ مَضَى يَسُوعُ عَبْرَ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ، أَوْ طَبَرِيَّةَ.+ ٢ فَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَرَوْنَ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي يُجْرِيهَا عَلَى ٱلسُّقَمَاءِ.+ ٣ فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَلٍ،+ وَجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلَامِيذِهِ. ٤ وَكَانَ ٱلْفِصْحُ،+ عِيدُ ٱلْيَهُودِ، قَرِيبًا. ٥ فَلَمَّا رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَرَأَى أَنَّ جَمْعًا كَثِيرًا آتٍ إِلَيْهِ، قَالَ لِفِيلِبُّسَ: «مِنْ أَيْنَ نَشْتَرِي خُبْزًا لِيَأْكُلَ هٰؤُلَاءِ؟».+ ٦ وَإِنَّمَا كَانَ يَقُولُ هٰذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لِأَنَّهُ هُوَ كَانَ يَعْلَمُ مَا سَيَفْعَلُ. ٧ فَأَجَابَهُ فِيلِبُّسُ: «لَا يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا يَسِيرًا».+ ٨ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ، أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ: ٩ «هُنَا صَبِيٌّ صَغِيرٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ+ وَسَمَكَتَانِ صَغِيرَتَانِ. وَلٰكِنْ مَا هٰذِهِ لِهٰذَا ٱلْعَدَدِ ٱلْكَبِيرِ؟».+
١٠ قَالَ يَسُوعُ: «اِجْعَلُوا ٱلنَّاسَ يَتَّكِئُونَ لِلطَّعَامِ».+ وَكَانَ فِي ٱلْمَوْضِعِ عُشْبٌ كَثِيرٌ. فَٱتَّكَأَ ٱلرِّجَالُ، وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلَافٍ.+ ١١ فَأَخَذَ يَسُوعُ ٱلْأَرْغِفَةَ، وَشَكَرَ، ثُمَّ وَزَّعَ عَلَى ٱلْمُتَّكِئِينَ، وَكَذٰلِكَ مِنَ ٱلسَّمَكَتَيْنِ ٱلصَّغِيرَتَيْنِ عَلَى قَدْرِ مَا أَرَادُوا.+ ١٢ فَلَمَّا شَبِعُوا+ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ: «اِجْمَعُوا ٱلْكِسَرَ ٱلْفَاضِلَةَ لِكَيْلَا يَضِيعَ شَيْءٌ». ١٣ فَجَمَعُوهَا، وَمَلَأُوا ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ ٱلْكِسَرِ ٱلَّتِي فَضَلَتْ عَنِ ٱلْآكِلِينَ مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ ٱلشَّعِيرِ.+
١٤ فَلَمَّا رَأَى ٱلنَّاسُ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا، أَخَذُوا يَقُولُونَ: «هٰذَا هُوَ بِٱلْحَقِيقَةِ ٱلنَّبِيُّ+ ٱلْآتِي إِلَى ٱلْعَالَمِ». ١٥ وَإِذْ عَلِمَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَأْتُوا وَيَأْخُذُوهُ عَنْوَةً لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، ٱنْصَرَفَ+ وَعَادَ إِلَى ٱلْجَبَلِ وَحْدَهُ.
١٦ وَلَمَّا حَلَّ ٱلْمَسَاءُ، نَزَلَ تَلَامِيذُهُ إِلَى ٱلْبَحْرِ،+ ١٧ وَصَعِدُوا إِلَى مَرْكَبٍ وَٱنْطَلَقُوا عَبْرَ ٱلْبَحْرِ إِلَى كَفَرْنَاحُومَ. وَكَانَ ٱلظَّلَامُ قَدْ خَيَّمَ وَيَسُوعُ لَمْ يَأْتِ إِلَيْهِمْ بَعْدُ. ١٨ وَبَدَأَ ٱلْبَحْرُ يَثُورُ بِسَبَبِ هُبُوبِ رِيحٍ قَوِيَّةٍ.+ ١٩ وَلٰكِنْ لَمَّا كَانُوا قَدْ جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَوْ ثَلَاثِينَ غَلْوَةً، رَأَوْا يَسُوعَ مَاشِيًا عَلَى ٱلْبَحْرِ وَمُقْتَرِبًا مِنَ ٱلْمَرْكَبِ، فَخَافُوا.+ ٢٠ وَلٰكِنَّهُ قَالَ لَهُمْ: «هٰذَا أَنَا. لَا تَخَافُوا!».+ ٢١ فَقَبِلُوا أَنْ يُصْعِدُوهُ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ، وَمَا لَبِثَ أَنْ وَصَلَ ٱلْمَرْكَبُ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي كَانُوا ذَاهِبِينَ إِلَيْهَا.+
٢٢ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي رَأَى ٱلْجَمْعُ ٱلَّذِي كَانَ وَاقِفًا عَلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى مِنَ ٱلْبَحْرِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سِوَى مَرْكَبٍ صَغِيرٍ وَاحِدٍ، وَأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَدْخُلِ ٱلْمَرْكَبَ مَعَ تَلَامِيذِهِ، بَلْ مَضَى تَلَامِيذُهُ وَحْدَهُمْ؛ ٢٣ غَيْرَ أَنَّهُ وَصَلَتْ مَرَاكِبُ مِنْ طَبَرِيَّةَ إِلَى قُرْبِ ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي أَكَلُوا فِيهِ ٱلْخُبْزَ بَعْدَ أَنْ شَكَرَ ٱلرَّبُّ. ٢٤ فَلَمَّا رَأَى ٱلْجَمْعُ أَنَّهُ لَا يَسُوعُ وَلَا تَلَامِيذُهُ هُنَاكَ، صَعِدُوا إِلَى مَرَاكِبِهِمِ ٱلصَّغِيرَةِ وَجَاءُوا إِلَى كَفَرْنَاحُومَ يُفَتِّشُونَ+ عَنْ يَسُوعَ.
٢٥ وَلَمَّا وَجَدُوهُ فِي عِبْرِ ٱلْبَحْرِ قَالُوا لَهُ: «رَابِّي،+ مَتَى وَصَلْتَ إِلَى هُنَا؟». ٢٦ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: أَنْتُمْ تُفَتِّشُونَ عَنِّي، لَيْسَ لِأَنَّكُمْ رَأَيْتُمْ آيَاتٍ، بَلْ لِأَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ مِنَ ٱلْخُبْزِ وَشَبِعْتُمْ.+ ٢٧ اِعْمَلُوا لَا لِلطَّعَامِ ٱلَّذِي يَفْنَى،+ بَلْ لِلطَّعَامِ ٱلَّذِي يَبْقَى لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،+ ٱلَّذِي يُعْطِيكُمْ إِيَّاهُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ؛ فَهٰذَا هُوَ مَنْ خَتَمَهُ ٱلْآبُ، ٱللّٰهُ نَفْسُهُ، بِخَتْمِ رِضَاهُ».+
٢٨ فَقَالُوا لَهُ: «مَاذَا نَفْعَلُ لِنَعْمَلَ أَعْمَالَ ٱللّٰهِ؟». ٢٩ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «هٰذَا هُوَ عَمَلُ ٱللّٰهِ، أَنْ تُمَارِسُوا ٱلْإِيمَانَ+ بِٱلَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ».+ ٣٠ فَقَالُوا لَهُ: «فَأَيَّةَ آيَةٍ+ تَصْنَعُ لِنَرَى وَنُؤْمِنَ بِكَ؟ أَيَّ عَمَلٍ تَعْمَلُ؟ ٣١ آبَاؤُنَا أَكَلُوا ٱلْمَنَّ+ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: ‹أَعْطَاهُمْ خُبْزًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ لِيَأْكُلُوا›».+ ٣٢ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مُوسَى لَمْ يُعْطِكُمُ ٱلْخُبْزَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، لٰكِنَّ أَبِي هُوَ يُعْطِيكُمُ ٱلْخُبْزَ ٱلْحَقَّ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.+ ٣٣ فَخُبْزُ ٱللّٰهِ هُوَ مَنْ يَنْزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَيُعْطِي حَيَاةً لِلْعَالَمِ». ٣٤ فَقَالُوا لَهُ: «يَا رَبُّ، أَعْطِنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ هٰذَا ٱلْخُبْزَ».+
٣٥ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ ٱلْحَيَاةِ. مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ فَلَنْ يَجُوعَ أَبَدًا، وَمَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِي فَلَنْ يَعْطَشَ أَبَدًا.+ ٣٦ وَلٰكِنِّي قُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ قَدْ رَأَيْتُمُونِي وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ.+ ٣٧ كُلُّ مَا يُعْطِينِي ٱلْآبُ يَأْتِي إِلَيَّ، وَمَنْ يَأْتِي إِلَيَّ فَلَنْ أُبْعِدَهُ أَبَدًا؛+ ٣٨ لِأَنِّي نَزَلْتُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ،+ لَا لِأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي.+ ٣٩ وَهٰذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي، أَلَّا أَخْسَرَ شَيْئًا مِنْ كُلِّ مَا أَعْطَانِي، بَلْ أَنْ أُقِيمَهُ+ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ. ٤٠ لِأَنَّ هٰذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ أَبِي، أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى ٱلِٱبْنَ وَيُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ،+ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ».+
٤١ فَتَذَمَّرَ ٱلْيَهُودُ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ قَالَ: «أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ».+ ٤٢ وَقَالُوا:+ «أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ يَسُوعَ ٱبْنَ يُوسُفَ،+ ٱلَّذِي نَحْنُ نَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ؟ فَكَيْفَ يَقُولُ ٱلْآنَ: ‹إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ›؟». ٤٣ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «كُفُّوا عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ فِي مَا بَيْنَكُمْ. ٤٤ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ+ ٱلْآبُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ.+ ٤٥ إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي ٱلْأَنْبِيَاءِ: ‹وَيَكُونُونَ كُلُّهُمْ مُتَعَلِّمِينَ مِنْ يَهْوَهَ›.+ فَكُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ ٱلْآبِ وَتَعَلَّمَ يَأْتِي إِلَيَّ.+ ٤٦ لَيْسَ أَنَّ أَحَدًا رَأَى ٱلْآبَ+ إِلَّا ٱلَّذِي مِنَ ٱللّٰهِ، فَهٰذَا قَدْ رَأَى ٱلْآبَ.+ ٤٧ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنْ فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.+
٤٨ «أَنَا هُوَ خُبْزُ+ ٱلْحَيَاةِ. ٤٩ آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا ٱلْمَنَّ+ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَمَعَ ذٰلِكَ مَاتُوا. ٥٠ هٰذَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلنَّازِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ ٱلْإِنْسَانُ وَلَا يَمُوتَ. ٥١ أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلْحَيُّ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هٰذَا ٱلْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي سَأُعْطِيهِ أَنَا إِنَّمَا هُوَ جَسَدِي+ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ ٱلْعَالَمِ».+
٥٢ فَخَاصَمَ ٱلْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَقْدِرُ هٰذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَ؟». ٥٣ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ+ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ،+ فَلَا حَيَاةَ+ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ. ٥٤ مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ+ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ. ٥٥ فَإِنَّ جَسَدِي طَعَامٌ حَقٌّ، وَدَمِي شَرَابٌ حَقٌّ. ٥٦ مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي يَبْقَى فِي ٱتِّحَادٍ بِي، وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِ.+ ٥٧ كَمَا أَرْسَلَنِي ٱلْآبُ ٱلْحَيُّ+ وَأَنَا أَحْيَا بِٱلْآبِ، فَمَنْ يَأْكُلُنِي يَحْيَا هُوَ أَيْضًا بِي.+ ٥٨ هٰذَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا كَانَ حِينَ أَكَلَ آبَاؤُكُمْ وَمَعَ ذٰلِكَ مَاتُوا. مَنْ يَأْكُلُ هٰذَا ٱلْخُبْزَ يَحْيَا إِلَى ٱلْأَبَدِ».+ ٥٩ قَالَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي تَجَمُّعٍ عَامٍّ فِي كَفَرْنَاحُومَ.
٦٠ فَكَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِهِ، إِذْ سَمِعُوا هٰذَا، قَالُوا: «هٰذَا ٱلْكَلَامُ فَظِيعٌ. مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟».+ ٦١ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ، إِذْ عَلِمَ فِي نَفْسِهِ أَنَّ تَلَامِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ مِنْ ذٰلِكَ، قَالَ لَهُمْ: «أَهٰذَا يُعْثِرُكُمْ؟+ ٦٢ فَكَيْفَ إِذَا رَأَيْتُمُ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ مِنْ قَبْلُ؟+ ٦٣ اَلرُّوحُ هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي؛+ اَلْجَسَدُ لَا يَنْفَعُ شَيْئًا أَلْبَتَّةَ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ+ وَهُوَ حَيَاةٌ.+ ٦٤ وَلٰكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ». فَإِنَّ يَسُوعَ كَانَ يَعْرِفُ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ مَنْ هُمُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ، وَمَنْ هُوَ ٱلَّذِي سَيُسَلِّمُهُ.+ ٦٥ ثُمَّ قَالَ: «لِهٰذَا قُلْتُ لَكُمْ: لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يُعْطَ لَهُ مِنَ ٱلْآبِ».+
٦٦ لِذٰلِكَ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِهِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ+ وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ.+ ٦٧ فَقَالَ يَسُوعُ لِلِٱثْنَيْ عَشَرَ: «وَهَلْ تُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا؟». ٦٨ أَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ:+ «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟+ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،+ ٦٩ وَنَحْنُ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ قُدُّوسُ ٱللّٰهِ».+ ٧٠ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا ٱخْتَرْتُكُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ؟+ وَمَعَ ذٰلِكَ فَوَاحِدٌ مِنْكُمْ هُوَ مُفْتَرٍ».+ ٧١ وَإِنَّمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنْ يَهُوذَا بْنِ سِمْعَانَ ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ، فَهٰذَا كَانَ سَيُسَلِّمُهُ،+ مَعَ أَنَّهُ أَحَدُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.
٧ وَبَعْدَ ذٰلِكَ ٱسْتَمَرَّ يَسُوعُ يَجُولُ فِي ٱلْجَلِيلِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَجُولَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ، لِأَنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.+ ٢ وَكَانَ عِيدُ ٱلْيَهُودِ، عِيدُ ٱلْخِيَامِ،+ قَرِيبًا. ٣ فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ:+ «اِنْتَقِلْ مِنْ هُنَا وَٱذْهَبْ إِلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ، لِكَيْ يَرَى تَلَامِيذُكَ أَيْضًا ٱلْأَعْمَالَ ٱلَّتِي تَعْمَلُهَا. ٤ فَلَا أَحَدَ يَعْمَلُ شَيْئًا فِي ٱلْخَفَاءِ وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَكُونَ مَعْرُوفًا عَلَانِيَةً. فَبِمَا أَنَّكَ تَعْمَلُ هٰذِهِ ٱلْأَشْيَاءَ، أَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ». ٥ فَإِنَّ إِخْوَتَهُ+ لَمْ يَكُونُوا يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِهِ.+ ٦ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ،+ وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَحَاضِرٌ عَلَى ٱلدَّوَامِ. ٧ لَيْسَ لِلْعَالَمِ سَبَبٌ لِيُبْغِضَكُمْ، وَلٰكِنَّهُ يُبْغِضُنِي، لِأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ بِأَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ.+ ٨ اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى ٱلْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ بِصَاعِدٍ بَعْدُ إِلَى هٰذَا ٱلْعِيدِ، لِأَنَّ وَقْتِي+ لَمْ يَتِمَّ بَعْدُ».+ ٩ قَالَ لَهُمْ هٰذَا، وَبَقِيَ فِي ٱلْجَلِيلِ.
١٠ وَلٰكِنْ بَعْدَ أَنْ صَعِدَ إِخْوَتُهُ إِلَى ٱلْعِيدِ، صَعِدَ عِنْدَئِذٍ هُوَ أَيْضًا، لَيْسَ عَلَنًا، بَلْ كَأَنَّهُ فِي ٱلْخَفَاءِ.+ ١١ فَأَخَذَ ٱلْيَهُودُ يُفَتِّشُونَ+ عَنْهُ فِي ٱلْعِيدِ وَيَقُولُونَ: «أَيْنَ ذٰلِكَ ٱلرَّجُلُ؟». ١٢ وَكَانَ فِي ٱلْجُمُوعِ+ تَهَامُسٌ كَثِيرٌ فِي شَأْنِهِ. اَلْبَعْضُ يَقُولُونَ: «إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ». وَآخَرُونَ يَقُولُونَ: «لَا، بَلْ هُوَ يُضِلُّ ٱلْجَمْعَ». ١٣ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ عَنْهُ عَلَانِيَةً خَوْفًا مِنَ ٱلْيَهُودِ.+
١٤ وَلَمَّا كَانَ ٱلْعِيدُ قَدِ ٱنْتَصَفَ، صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ وَأَخَذَ يُعَلِّمُ.+ ١٥ فَتَعَجَّبَ ٱلْيَهُودُ، قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَعْرِفُ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْكُتُبَ،+ وَهُوَ لَمْ يَتَعَلَّمْ فِي ٱلْمَدَارِسِ؟».+ ١٦ فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «مَا أُعَلِّمُهُ لَيْسَ لِي، بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي.+ ١٧ إِنْ رَغِبَ أَحَدٌ أَنْ يَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ، يَعْرِفُ ٱلتَّعْلِيمَ هَلْ هُوَ مِنَ ٱللّٰهِ+ أَمْ أَتَكَلَّمُ أَنَا مِنْ عِنْدِي. ١٨ مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ عِنْدِهِ يَطْلُبُ مَجْدَهُ ٱلْخَاصَّ، أَمَّا مَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ+ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ وَلَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ. ١٩ أَمَا أَعْطَاكُمْ مُوسَى ٱلشَّرِيعَةَ؟+ وَلٰكِنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطِيعُ ٱلشَّرِيعَةَ. لِمَاذَا تَطْلُبُونَ قَتْلِي؟».+ ٢٠ أَجَابَ ٱلْجَمْعُ: «بِكَ شَيْطَانٌ.+ مَنْ يَطْلُبُ قَتْلَكَ؟». ٢١ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «عَمَلًا وَاحِدًا عَمِلْتُ،+ وَتَتَعَجَّبُونَ جَمِيعًا. ٢٢ لِذٰلِكَ فَكِّرُوا فِي هٰذَا: أَعْطَاكُمْ مُوسَى ٱلْخِتَانَ+ — لَيْسَ أَنَّهُ مِنْ مُوسَى، بَلْ مِنَ ٱلْآبَاءِ+ — وَأَنْتُمْ تَخْتِنُونَ ٱلْإِنْسَانَ حَتَّى يَوْمَ ٱلسَّبْتِ. ٢٣ فَإِذَا كَانَ ٱلْإِنْسَانُ يَتَلَقَّى ٱلْخِتَانَ فِي ٱلسَّبْتِ لِئَلَّا تُنْقَضَ شَرِيعَةُ مُوسَى، أَفَتَحْتَدُّونَ غَضَبًا عَلَيَّ لِأَنِّي جَعَلْتُ إِنْسَانًا يَتَعَافَى تَمَامًا فِي ٱلسَّبْتِ؟+ ٢٤ لَا تَدِينُوا بِحَسَبِ ٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ، بَلْ دِينُوا دَيْنُونَةً بَارَّةً».+
٢٥ فَقَالَ بَعْضُ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ: «أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي يَطْلُبُونَ قَتْلَهُ؟+ ٢٦ وَهَا هُوَ يَتَكَلَّمُ عَلَانِيَةً،+ وَلَا يَقُولُونَ لَهُ شَيْئًا. أَلَعَلَّ ٱلرُّؤَسَاءَ عَرَفُوا يَقِينًا أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ؟+ ٢٧ وَلٰكِنْ هٰذَا نَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ هُوَ.+ أَمَّا ٱلْمَسِيحُ فَمَتَى جَاءَ، فَلَنْ يَعْرِفَ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ هُوَ».+ ٢٨ فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا.+ وَأَنَا لَمْ آتِ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي،+ بَلِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقِيقِيٌّ،+ وَأَنْتُمْ لَا تَعْرِفُونَهُ.+ ٢٩ أَنَا أَعْرِفُهُ،+ لِأَنَّنِي مُمَثِّلٌ عَنْهُ، وَهُوَ أَرْسَلَنِي».+ ٣٠ فَٱبْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ،+ وَلٰكِنْ لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ يَدًا عَلَيْهِ، لِأَنَّ سَاعَتَهُ+ لَمْ تَكُنْ قَدْ أَتَتْ بَعْدُ. ٣١ وَلٰكِنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْجَمْعِ آمَنُوا بِهِ،+ وَقَالُوا: «وَهَلْ يَعْمَلُ ٱلْمَسِيحُ، مَتَى جَاءَ، آيَاتٍ+ أَكْثَرَ مِمَّا عَمِلَ هٰذَا؟».
٣٢ سَمِعَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْجَمْعَ يَتَهَامَسُونَ بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ عَنْهُ، فَأَرْسَلَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ شُرَطًا لِيُمْسِكُوهُ.+ ٣٣ فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا بَاقٍ مَعَكُمْ زَمَانًا يَسِيرًا بَعْدُ، ثُمَّ أَمْضِي إِلَى ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي.+ ٣٤ سَتُفَتِّشُونَ عَنِّي+ وَلَا تَجِدُونَنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».+ ٣٥ فَقَالَ ٱلْيَهُودُ فِي مَا بَيْنَهُمْ: «إِلَى أَيْنَ يَنْوِي هٰذَا أَنْ يَذْهَبَ حَتَّى لَا نَجِدَهُ؟ أَلَعَلَّهُ يَنْوِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى ٱلْيَهُودِ ٱلْمُشَتَّتِينَ+ بَيْنَ ٱلْيُونَانِيِّينَ وَيُعَلِّمَ ٱلْيُونَانِيِّينَ؟ ٣٦ مَاذَا يَعْنِي هٰذَا ٱلْكَلَامُ ٱلَّذِي قَالَهُ: ‹سَتُفَتِّشُونَ عَنِّي وَلَا تَجِدُونَنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا›؟».
٣٧ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ، ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ مِنَ ٱلْعِيدِ،+ كَانَ يَسُوعُ وَاقِفًا فَنَادَى قَائِلًا: «مَنْ هُوَ عَطْشَانٌ،+ فَلْيَأْتِ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. ٣٨ مَنْ آمَنَ بِي،+ فَكَمَا قَالَتِ ٱلْآيَةُ: ‹تَجْرِي مِنْ أَعْمَاقِهِ جَدَاوِلُ مَاءٍ حَيٍّ›».+ ٣٩ وَإِنَّمَا قَالَ هٰذَا عَنِ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي كَانَ سَيَنَالُهُ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِهِ؛ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ مِنْ رُوحٍ،+ لِأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ مُجِّدَ.+ ٤٠ فَٱبْتَدَأَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْجَمْعِ، وَقَدْ سَمِعُوا هٰذَا ٱلْكَلَامَ، يَقُولُونَ: «هٰذَا بِٱلْحَقِيقَةِ هُوَ ٱلنَّبِيُّ».+ ٤١ وَكَانَ آخَرُونَ يَقُولُونَ: «هٰذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ».+ وَلٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ كَانُوا يَقُولُونَ: «وَهَلْ يَأْتِي ٱلْمَسِيحُ+ مِنَ ٱلْجَلِيلِ؟+ ٤٢ أَلَمْ تَقُلِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ يَأْتِي مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ،+ وَمِنْ بَيْتَ لَحْمَ+ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا؟».+ ٤٣ فَنَشَأَ بَيْنَ ٱلْجَمْعِ ٱنْقِسَامٌ فِي شَأْنِهِ.+ ٤٤ وَكَانَ قَوْمٌ مِنْهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ، وَلٰكِنْ لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ عَلَيْهِ يَدًا.
٤٥ فَعَادَ ٱلشُّرَطُ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ، فَقَالَ لَهُمْ هٰؤُلَاءِ: «لِمَاذَا لَمْ تَأْتُوا بِهِ؟». ٤٦ أَجَابَ ٱلشُّرَطُ: «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ غَيْرُهُ هٰكَذَا».+ ٤٧ فَأَجَابَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ: «وَهَلْ ضَلَلْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا؟ ٤٨ هَلْ أَحَدٌ مِنَ ٱلرُّؤَسَاءِ أَوْ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ آمَنَ بِهِ؟+ ٤٩ وَلٰكِنَّ هٰذَا ٱلْجَمْعَ ٱلَّذِي لَا يَعْرِفُ ٱلشَّرِيعَةَ مَلْعُونٌ».+ ٥٠ قَالَ لَهُمْ نِيقُودِيمُوسُ، ٱلَّذِي كَانَ قَدْ جَاءَ إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ، وَهُوَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ: ٥١ «أَتَدِينُ شَرِيعَتُنَا إِنْسَانًا إِنْ لَمْ تَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلًا+ وَتَعْرِفْ مَاذَا يَفْعَلُ؟». ٥٢ أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «أَوَأَنْتَ أَيْضًا مِنَ ٱلْجَلِيلِ؟ اِبْحَثْ وَٱنْظُرْ أَنَّهُ لَا يَقُومُ نَبِيٌّ+ مِنَ ٱلْجَلِيلِ».*
* لا تورد مخطوطات المجلّد السينائي والمجلّد الڤاتيكاني والمجلّد السرياني السينائي الآيات من العدد ٥٣ إلى الأصحاح ٨، العدد ١١، التي جاء فيها (مع بعض التباينات في مختلف النصوص اليونانية والترجمات) ما يلي:
٥٣ فَذَهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ.
٨ أَمَّا يَسُوعُ فَذَهَبَ إِلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ. ٢ وَلٰكِنْ عِنْدَ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ حَضَرَ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْهَيْكَلِ، وَأَتَى إِلَيْهِ كُلُّ ٱلشَّعْبِ، فَجَلَسَ وَأَخَذَ يُعَلِّمُهُمْ. ٣ وَأَحْضَرَ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱمْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًى، وَبَعْدَمَا أَوْقَفُوهَا فِي ٱلْوَسَطِ، ٤ قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي. ٥ وَقَدْ قَضَى مُوسَى فِي ٱلشَّرِيعَةِ بِأَنْ نَرْجُمَ أَمْثَالَهَا. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟». ٦ وَإِنَّمَا قَالَوا هٰذَا لِيَمْتَحِنُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَتَّهِمُونَهُ بِهِ. أَمَّا يَسُوعُ فَٱنْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَبَدَأَ يَكْتُبُ بِإِصْبَعِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. ٧ وَلَمَّا لَجُّوا عَلَيْهِ فِي ٱلسُّؤَالِ، ٱنْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلَا خَطِيَّةٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَنْ يَرْمِيهَا بِحَجَرٍ». ٨ ثُمَّ ٱنْحَنَى ثَانِيَةً وَتَابَعَ ٱلْكِتَابَةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. ٩ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سَمِعُوا هٰذَا فَخَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، مُبْتَدِئِينَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ، وَبَقِيَ هُوَ وَحْدَهُ، وَٱلْمَرْأَةُ فِي ٱلْوَسَطِ. ١٠ فَٱنْتَصَبَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا ٱمْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ؟ أَمَا حَكَمَ عَلَيْكِ أَحَدٌ؟». ١١ قَالَتْ: «لَا أَحَدَ، يَا سَيِّدُ». قَالَ يَسُوعُ: «وَلَا أَنَا أَحْكُمُ عَلَيْكِ. اِذْهَبِي، وَمِنَ ٱلْآنَ فَصَاعِدًا لَا تَعُودِي إِلَى مُمَارَسَةِ ٱلْخَطِيَّةِ».
١٢ وَكَلَّمَهُمْ يَسُوعُ ثَانِيَةً قَائِلًا: «أَنَا نُورُ+ ٱلْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلَنْ يَمْشِيَ أَبَدًا فِي ٱلظُّلْمَةِ،+ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ ٱلْحَيَاةِ». ١٣ فَقَالَ لَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ: «أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ، فَشَهَادَتُكَ لَيْسَتْ حَقَّةً». ١٤ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «وَلَوْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي، فَشَهَادَتِي+ حَقَّةٌ، لِأَنِّي أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ جِئْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ.+ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَا تَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ جِئْتُ وَلَا إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. ١٥ أَنْتُمْ تَدِينُونَ بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ،+ وَأَنَا لَا أَدِينُ أَحَدًا أَلْبَتَّةَ.+ ١٦ وَإِنْ أَنَا دِنْتُ، فَدَيْنُونَتِي حَقَّةٌ لِأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي، بَلِ ٱلْآبُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي.+ ١٧ وَأَيْضًا، فِي شَرِيعَتِكُمْ مَكْتُوبٌ: ‹شَهَادَةُ ٱثْنَيْنِ حَقَّةٌ›.+ ١٨ أَنَا أَشْهَدُ لِنَفْسِي، وَٱلْآبُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي».+ ١٩ فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ أَبُوكَ؟». أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلَا أَبِي.+ لَوْ أَنَّكُمْ تَعْرِفُونَنِي، لَكُنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَبِي أَيْضًا».+ ٢٠ هٰذَا ٱلْكَلَامُ قَالَهُ عِنْدَ ٱلْخِزَانَةِ،+ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي ٱلْهَيْكَلِ. وَلٰكِنْ لَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ،+ لِأَنَّ سَاعَتَهُ+ لَمْ تَكُنْ قَدْ أَتَتْ بَعْدُ.
٢١ وَقَالَ لَهُمْ ثَانِيَةً: «أَنَا ذَاهِبٌ، وَسَتُفَتِّشُونَ+ عَنِّي، وَمَعَ ذٰلِكَ تَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ.+ حَيْثُ أَنَا ذَاهِبٌ لَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا». ٢٢ فَقَالَ ٱلْيَهُودُ: «أَوَيَقْتُلُ نَفْسَهُ؟ لِأَنَّهُ يَقُولُ: ‹حَيْثُ أَنَا ذَاهِبٌ لَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا›».+ ٢٣ فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ، وَأَنَا مِنْ فَوْقُ.+ أَنْتُمْ مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ،+ وَأَنَا لَسْتُ مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ.+ ٢٤ لِذٰلِكَ قُلْتُ لَكُمْ: تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ.+ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِأَنِّي هُوَ، تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ».+ ٢٥ فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «وَلِمَ أُكَلِّمُكُمْ أَسَاسًا؟ ٢٦ عِنْدِي أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ أَقُولُهَا فِي شَأْنِكُمْ وَأَحْكُمُ فِيهَا. فَٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ صَادِقٌ، وَمَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَبِهِ أَتَكَلَّمُ فِي ٱلْعَالَمِ».+ ٢٧ وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يُكَلِّمُهُمْ عَنِ ٱلْآبِ. ٢٨ لِذٰلِكَ قَالَ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ+ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ،+ فَحِينَئِذٍ تَعْرِفُونَ أَنِّي هُوَ،+ وَأَنِّي لَا أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي،+ بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي ٱلْآبُ بِهٰذَا أَتَكَلَّمُ.+ ٢٩ وَٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي. لَمْ يَتْرُكْنِي وَحْدِي، لِأَنِّي دَائِمًا أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».+ ٣٠ وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهٰذَا، آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ.+
٣١ فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلِمَتِي،+ تَكُونُونَ حَقًّا تَلَامِيذِي، ٣٢ وَتَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ،+ وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».+ ٣٣ أَجَابُوهُ: «نَحْنُ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ+ وَلَمْ نَكُنْ قَطُّ عَبِيدًا لِأَحَدٍ.+ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: ‹إِنَّكُمْ تَصِيرُونَ أَحْرَارًا›؟». ٣٤ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ.+ ٣٥ وَٱلْعَبْدُ لَا يَبْقَى فِي ٱلْبَيْتِ إِلَى ٱلْأَبَدِ؛ اَلِٱبْنُ يَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ.+ ٣٦ فَإِنْ حَرَّرَكُمُ ٱلِٱبْنُ، تَكُونُونَ بِٱلْحَقِيقَةِ أَحْرَارًا.+ ٣٧ أَنَا أَعْرِفُ أَنَّكُمْ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ. وَلٰكِنَّكُمْ تَطْلُبُونَ قَتْلِي،+ لِأَنَّ كَلِمَتِي لَا مَكَانَ لَهَا فِيكُمْ.+ ٣٨ أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي،+ فَأَنْتُمْ إِذًا تَعْمَلُونَ مَا سَمِعْتُمْ مِنْ أَبِيكُمْ». ٣٩ أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ».+ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُمْ أَوْلَادَ إِبْرَاهِيمَ،+ فَٱعْمَلُوا أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ. ٤٠ وَلٰكِنَّكُمُ ٱلْآنَ تَطْلُبُونَ قَتْلِي، أَنَا ٱلْإِنْسَانَ ٱلَّذِي أَخْبَرْتُكُمْ بِٱلْحَقِّ ٱلَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ ٱللّٰهِ.+ إِبْرَاهِيمُ لَمْ يَفْعَلْ هٰذَا.+ ٤١ أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ». قَالُوا لَهُ: «نَحْنُ لَمْ نُولَدْ مِنْ عَهَارَةٍ. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ+ هُوَ ٱللّٰهُ».
٤٢ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ ٱللّٰهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي،+ لِأَنِّي مِنْ عِنْدِ ٱللّٰهِ خَرَجْتُ وَإِنَّنِي هُنَا.+ وَلَمْ آتِ قَطُّ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي، بَلْ هُوَ أَرْسَلَنِي.+ ٤٣ لِمَاذَا لَا تَعْرِفُونَ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ؟ لِأَنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَسْمَعُوا لِكَلِمَتِي.+ ٤٤ أَنْتُمْ مِنْ أَبِيكُمْ إِبْلِيسَ،+ وَتُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا شَهَوَاتِ أَبِيكُمْ.+ ذَاكَ كَانَ قَاتِلًا لِلنَّاسِ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ،+ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا حَقَّ فِيهِ. مَتَى تَكَلَّمَ بِٱلْكَذِبِ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ وَفْقًا لِمُيُولِهِ، لِأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو ٱلْكَذِبِ.+ ٤٥ أَمَّا أَنَا فَلِأَنِّي أَقُولُ ٱلْحَقَّ، لَا تُؤْمِنُونَ بِي.+ ٤٦ مَنْ مِنْكُمْ يُدِينُنِي بِخَطِيَّةٍ؟+ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ ٱلْحَقَّ، فَلِمَ لَا تُؤْمِنُونَ بِي؟ ٤٧ اَلَّذِي مِنَ ٱللّٰهِ يَسْمَعُ لِكَلَامِ ٱللّٰهِ.+ لِهٰذَا أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ، لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ ٱللّٰهِ».+
٤٨ أَجَابَ ٱلْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «أَلَسْنَا بِصَوَابٍ نَقُولُ: إِنَّكَ سَامِرِيٌّ+ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟».+ ٤٩ أَجَابَ يَسُوعُ: «لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ، بَلْ أُكْرِمُ أَبِي،+ وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي. ٥٠ وَلٰكِنِّي لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدًا لِنَفْسِي.+ يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ.+ ٥١ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلِمَتِي، فَلَنْ يَرَى ٱلْمَوْتَ أَبَدًا».+ ٥٢ قَالَ لَهُ ٱلْيَهُودُ: «اَلْآنَ عَرَفْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا.+ إِبْرَاهِيمُ مَاتَ،+ وَٱلْأَنْبِيَاءُ أَيْضًا؛+ وَأَنْتَ تَقُولُ: ‹إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلِمَتِي، فَلَنْ يَذُوقَ+ ٱلْمَوْتَ أَبَدًا›. ٥٣ أَأَنْتَ أَعْظَمُ+ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي مَاتَ؟ وَٱلْأَنْبِيَاءُ أَيْضًا مَاتُوا.+ مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟». ٥٤ أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أَنَا أُمَجِّدُ نَفْسِي، فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا. أَبِي هُوَ ٱلَّذِي يُمَجِّدُنِي،+ وَهُوَ ٱلَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلٰهُكُمْ، ٥٥ وَأَنْتُمْ لَمْ تَعْرِفُوهُ.+ أَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ.+ وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي لَا أَعْرِفُهُ أَكُونُ مِثْلَكُمْ كَاذِبًا. وَلٰكِنِّي أَعْرِفُهُ وَأَحْفَظُ كَلِمَتَهُ.+ ٥٦ إِبْرَاهِيمُ أَبُوكُمُ ٱبْتَهَجَ آمِلًا أَنْ يَرَى يَوْمِي،+ فَرَآهُ وَفَرِحَ».+ ٥٧ فَقَالَ لَهُ ٱلْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ بَعْدُ خَمْسُونَ سَنَةً، وَقَدْ رَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟». ٥٨ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ قَبْلِ أَنْ وُجِدَ إِبْرَاهِيمُ كُنْتُ أَنَا».+ ٥٩ فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْمُوهُ بِهَا،+ لٰكِنَّ يَسُوعَ تَوَارَى وَخَرَجَ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ.
٩ وَبَيْنَمَا هُوَ مَارٌّ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلَادَتِهِ. ٢ فَسَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ: «رَابِّي،+ مَنْ أَخْطَأَ،+ هٰذَا أَمْ وَالِدَاهُ،+ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟». ٣ أَجَابَ يَسُوعُ: «لَا هٰذَا أَخْطَأَ وَلَا وَالِدَاهُ، وَإِنَّمَا كَانَ ذٰلِكَ لِتُظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ فِيهِ.+ ٤ لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَعْمَلَ أَعْمَالَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ.+ فَٱللَّيْلُ+ آتٍ حِينَ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ. ٥ مَا دُمْتُ فِي ٱلْعَالَمِ، فَأَنَا نُورُ ٱلْعَالَمِ».+ ٦ قَالَ هٰذَا ثُمَّ تَفَلَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَصَنَعَ بِٱلتُّفْلِ طِينًا، وَوَضَعَ ٱلطِّينَ عَلَى عَيْنَيِ ٱلرَّجُلِ+ ٧ وَقَالَ لَهُ: «اِذْهَبِ ٱغْتَسِلْ+ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ»+ (ٱلَّذِي تَرْجَمَتُهُ: ‹مُرْسَلٌ›). فَمَضَى وَٱغْتَسَلَ،+ وَرَجَعَ بَصِيرًا.+
٨ فَٱلْجِيرَانُ وَٱلَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلًا أَنَّهُ كَانَ مُتَسَوِّلًا قَالُوا: «أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَتَسَوَّلُ؟».+ ٩ فَكَانَ ٱلْبَعْضُ يَقُولُونَ: «هٰذَا هُوَ». وَآخَرُونَ يَقُولُونَ: «كَلَّا، وَلٰكِنَّهُ يُشْبِهُهُ». أَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ: «إِنِّي هُوَ». ١٠ فَقَالُوا لَهُ: «فَكَيْفَ ٱنْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟».+ ١١ أَجَابَ: «اَلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي يُدْعَى يَسُوعَ صَنَعَ طِينًا وَطَلَى بِهِ عَيْنَيَّ وَقَالَ لِي: ‹اِذْهَبْ إِلَى سِلْوَامَ+ وَٱغْتَسِلْ›. فَذَهَبْتُ وَٱغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ». ١٢ عِنْدَئِذٍ قَالُوا لَهُ: «أَيْنَ هُوَ ذٰلِكَ ٱلْإِنْسَانُ؟». قَالَ: «لَا أَعْرِفُ».
١٣ فَأَتَوْا بِٱلَّذِي كَانَ مِنْ قَبْلُ أَعْمَى إِلَى ٱلْفَرِّيسِيِّينَ. ١٤ وَكَانَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي صَنَعَ فِيهِ يَسُوعُ ٱلطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ يَوْمَ سَبْتٍ.+ ١٥ فَسَأَلَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضًا كَيْفَ أَبْصَرَ.+ فَقَالَ لَهُمْ: «وَضَعَ طِينًا عَلَى عَيْنَيَّ، وَٱغْتَسَلْتُ، وَهَا أَنَا أُبْصِرُ». ١٦ فَقَالَ بَعْضُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ: «إِنَّ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ لَيْسَ مِنَ ٱللّٰهِ، لِأَنَّهُ لَا يَحْفَظُ ٱلسَّبْتَ».+ وَآخَرُونَ قَالُوا: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هٰذِهِ ٱلْآيَاتِ؟».+ فَكَانَ بَيْنَهُمُ ٱنْقِسَامٌ.+ ١٧ فَقَالُوا ثَانِيَةً لِلْأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ، بِمَا أَنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟». فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».+
١٨ غَيْرَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ لَمْ يُصَدِّقُوا أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى فَأَبْصَرَ، حَتَّى دَعَوْا وَالِدَيِ ٱلَّذِي أَبْصَرَ. ١٩ وَسَأَلُوهُمَا: «أَهٰذَا ٱبْنُكُمَا ٱلَّذِي تَقُولَانِ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ ٱلْآنَ؟». ٢٠ فَأَجَابَ وَالِدَاهُ وَقَالَا: «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هٰذَا ٱبْنُنَا وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى. ٢١ أَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ ٱلْآنَ فَلَا نَعْلَمُ، أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلَا نَعْلَمُ. اِسْأَلُوهُ. إِنَّهُ رَاشِدٌ. هُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ نَفْسِهِ». ٢٢ قَالَ وَالِدَاهُ هٰذَا لِأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ+ مِنَ ٱلْيَهُودِ، لِأَنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا قَدِ ٱتَّفَقُوا أَنَّهُ إِنِ ٱعْتَرَفَ أَحَدٌ بِهِ أَنَّهُ ٱلْمَسِيحُ، يُطْرَدُ مِنَ ٱلْمَجْمَعِ.+ ٢٣ لِذٰلِكَ قَالَ وَالِدَاهُ: «إِنَّهُ رَاشِدٌ. اِسْأَلُوهُ».
٢٤ فَدَعَوْا مَرَّةً ثَانِيَةً ٱلْإِنْسَانَ ٱلَّذِي كَانَ أَعْمَى وَقَالُوا لَهُ: «أَعْطِ مَجْدًا لِلّٰهِ.+ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ خَاطِئٌ». ٢٥ فَأَجَابَ: «أَخَاطِئٌ هُوَ، لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا، أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى، وَٱلْآنَ أُبْصِرُ». ٢٦ فَقَالُوا لَهُ: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟». ٢٧ أَجَابَهُمْ: «لَقَدْ أَخْبَرْتُكُمْ وَلَمْ تَسْمَعُوا. لِمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا ذٰلِكَ ثَانِيَةً؟ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَصِيرُوا أَنْتُمْ أَيْضًا تَلَامِيذَهُ؟». ٢٨ عِنْدَئِذٍ شَتَمُوهُ وَقَالُوا: «أَنْتَ تِلْمِيذُ ذٰلِكَ ٱلرَّجُلِ، وَأَمَّا نَحْنُ فَتَلَامِيذُ مُوسَى. ٢٩ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ٱللّٰهَ كَلَّمَ مُوسَى،+ أَمَّا هٰذَا فَلَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ».+ ٣٠ أَجَابَ ٱلرَّجُلُ وَقَالَ لَهُمْ: «عَجِيبٌ هُوَ هٰذَا ٱلْأَمْرُ،+ أَنَّكُمْ لَا تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ. ٣١ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ،+ وَلٰكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخَافُ ٱللّٰهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ، فَلِهٰذَا يَسْمَعُ.+ ٣٢ وَمُنْذُ ٱلْقِدَمِ لَمْ يُسْمَعْ قَطُّ أَنَّ أَحَدًا فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى. ٣٣ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ هٰذَا مِنَ ٱللّٰهِ،+ لَمَا ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا قَطُّ». ٣٤ أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «إِنَّكَ بِجُمْلَتِكَ وُلِدْتَ فِي ٱلْخَطَايَا،+ وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا؟». وَطَرَدُوهُ خَارِجًا!+
٣٥ وَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ طَرَدُوهُ، فَلَمَّا وَجَدَهُ قَالَ: «أَتُؤْمِنُ بِٱبْنِ+ ٱلْإِنْسَانِ؟». ٣٦ أَجَابَ: «وَمَنْ هُوَ، يَا سَيِّدُ، لِأُومِنَ بِهِ؟». ٣٧ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قَدْ رَأَيْتَهُ، وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ».+ ٣٨ فَقَالَ: «إِنَّنِي أُومِنُ بِهِ، يَا رَبُّ». وَسَجَدَ+ لَهُ. ٣٩ فَقَالَ يَسُوعُ: «لِهٰذِهِ ٱلدَّيْنُونَةِ+ أَتَيْتُ إِلَى هٰذَا ٱلْعَالَمِ: لِكَيْ يُبْصِرَ ٱلَّذِينَ لَا يُبْصِرُونَ+ وَيَعْمَى ٱلَّذِينَ يُبْصِرُونَ».+ ٤٠ فَسَمِعَ هٰذَا ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا لَهُ: «أَوَنَكُونُ نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَانًا؟».+ ٤١ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَانًا، لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلٰكِنَّكُمُ ٱلْآنَ تَقُولُونَ: ‹إِنَّنَا نُبْصِرُ›.+ فَخَطِيَّتُكُمْ+ بَاقِيَةٌ».
١٠ «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ٱلَّذِي لَا يَدْخُلُ حَظِيرَةَ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْبَابِ،+ بَلْ يَصْعَدُ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ، فَذَاكَ سَارِقٌ وَنَاهِبٌ.+ ٢ وَأَمَّا ٱلَّذِي يَدْخُلُ مِنَ ٱلْبَابِ+ فَهُوَ رَاعِي+ ٱلْخِرَافِ.+ ٣ لَهُ يَفْتَحُ ٱلْبَوَّابُ،+ وَٱلْخِرَافُ+ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ ٱلْخَاصَّةَ بِأَسْمَائِهَا وَيُخْرِجُهَا. ٤ وَمَتَى أَخْرَجَ كُلَّ خِرَافِهِ، يَذْهَبُ أَمَامَهَا، فَتَتْبَعُهُ+ لِأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ.+ ٥ أَمَّا ٱلْغَرِيبُ فَلَا تَتْبَعُهُ أَبَدًا، بَلْ تَهْرُبُ+ مِنْهُ، لِأَنَّهَا لَا تَعْرِفُ صَوْتَ ٱلْغُرَبَاءِ».+ ٦ هٰذَا ٱلتَّشْبِيهُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ، لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا مَعْنَى مَا كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.+
٧ فَقَالَ يَسُوعُ ثَانِيَةً: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: أَنَا بَابُ+ ٱلْخِرَافِ. ٨ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ أَتَوْا لِيَكُونُوا مَكَانِي هُمْ سَارِقُونَ وَنَاهِبُونَ،+ وَلٰكِنَّ ٱلْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.+ ٩ أَنَا هُوَ ٱلْبَابُ.+ مَنْ يَدْخُلُ مِنِّي يَخْلُصُ، وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى.+ ١٠ اَلسَّارِقُ+ لَا يَأْتِي إِلَّا لِيَسْرِقَ وَيَقْتُلَ وَيُهْلِكَ.+ وَأَنَا أَتَيْتُ لِتَكُونَ لِلْخِرَافِ حَيَاةٌ وَلِتَكُونَ لَهُمْ بِوَفْرَةٍ. ١١ أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ،+ وَٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ يَبْذُلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ.+ ١٢ أَمَّا ٱلْأَجِيرُ،+ ٱلَّذِي لَيْسَ بِرَاعٍ وَلَيْسَتِ ٱلْخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى ٱلذِّئْبَ آتِيًا وَيَتْرُكُ ٱلْخِرَافَ وَيَهْرُبُ — فَيَخْطَفُهَا ٱلذِّئْبُ وَيُبَدِّدُهَا+ — ١٣ لِأَنَّهُ أَجِيرٌ+ وَلَا يُبَالِي بِٱلْخِرَافِ.+ ١٤ أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ، وَأَعْرِفُ خِرَافِي+ وَخِرَافِي تَعْرِفُنِي،+ ١٥ كَمَا أَنَّ ٱلْآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ ٱلْآبَ.+ وَأَنَا أَبْذُلُ نَفْسِي عَنِ ٱلْخِرَافِ.+
١٦ «وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ+ لَيْسَتْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَظِيرَةِ،+ لَا بُدَّ لِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا، فَتَسْمَعُ صَوْتِي،+ فَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَرَاعٍ وَاحِدٌ.+ ١٧ لِهٰذَا يُحِبُّنِي ٱلْآبُ،+ لِأَنِّي أَبْذُلُ نَفْسِي+ لِكَيْ أَسْتَرِدَّهَا. ١٨ لَمْ يَنْتَزِعْهَا أَحَدٌ مِنِّي، وَلٰكِنِّي أَبْذُلُهَا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي. لِي سُلْطَةٌ أَنْ أَبْذُلَهَا، وَلِي سُلْطَةٌ أَنْ أَسْتَرِدَّهَا.+ إِنَّ ٱلْوَصِيَّةَ+ فِي هٰذَا ٱلشَّأْنِ أَخَذْتُهَا مِنْ أَبِي».
١٩ فَحَدَثَ ثَانِيَةً ٱنْقِسَامٌ+ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ بِسَبَبِ هٰذَا ٱلْكَلَامِ. ٢٠ فَكَانَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ يَقُولُونَ: «بِهِ شَيْطَانٌ+ وَهُوَ مَجْنُونٌ. لِمَاذَا تَسْتَمِعُونَ لَهُ؟». ٢١ وَآخَرُونَ يَقُولُونَ: «لَيْسَ هٰذَا كَلَامَ مَنْ بِهِ شَيْطَانٌ. أَيَسْتَطِيعُ شَيْطَانٌ أَنْ يَفْتَحَ أَعْيُنَ ٱلْعُمْيَانِ؟».
٢٢ وَكَانَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ عِيدُ ٱلتَّكْرِيسِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَكَانَ فَصْلُ ٱلشِّتَاءِ، ٢٣ وَكَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا فِي ٱلْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ.+ ٢٤ فَأَحَاطَ بِهِ ٱلْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى مَتَى تُبْقِي نُفُوسَنَا فِي حَيْرَةٍ؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ ٱلْمَسِيحَ،+ فَقُلْ لَنَا صَرَاحَةً».+ ٢٥ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «قُلْتُ لَكُمْ، وَلٰكِنَّكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ. اَلْأَعْمَالُ ٱلَّتِي أَعْمَلُهَا بِٱسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي.+ ٢٦ وَلٰكِنَّكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ، لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي.+ ٢٧ خِرَافِي+ تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا وَهِيَ تَتْبَعُنِي.+ ٢٨ وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً،+ فَلَنْ تَهْلِكَ أَبَدًا،+ وَلَنْ يَخْطَفَهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي.+ ٢٩ مَا أَعْطَانِي أَبِي+ هُوَ أَعْظَمُ مِنْ سَائِرِ ٱلْأَشْيَاءِ،+ وَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَهَا مِنْ يَدِ ٱلْآبِ.+ ٣٠ أَنَا وَٱلْآبُ وَاحِدٌ».+
٣١ فَرَفَعَ ٱلْيَهُودُ حِجَارَةً مَرَّةً ثَانِيَةً لِيَرْجُمُوهُ.+ ٣٢ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَرَيْتُكُمْ أَعْمَالًا حَسَنَةً كَثِيرَةً مِنْ عِنْدِ ٱلْآبِ. فَلِأَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟». ٣٣ أَجَابَهُ ٱلْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لِأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ، بَلْ لِأَجْلِ تَجْدِيفٍ،+ لِأَنَّكَ، وَأَنْتَ إِنْسَانٌ، تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلٰهًا».+ ٣٤ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي شَرِيعَتِكُمْ:+ ‹أَنَا قُلْتُ: «إِنَّكُمْ آلِهَةٌ»›؟+ ٣٥ فَإِنْ دَعَا ‹آلِهَةً›+ أُولٰئِكَ ٱلَّذِينَ صَارَتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ تُنْقَضَ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ،+ ٣٦ أَفَتَقُولُونَ لِي، أَنَا ٱلَّذِي قَدَّسَنِي ٱلْآبُ وَأَرْسَلَنِي إِلَى ٱلْعَالَمِ: ‹إِنَّكَ تُجَدِّفُ›، لِأَنِّي قُلْتُ: أَنَا ٱبْنُ ٱللّٰهِ؟+ ٣٧ إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ+ أَبِي، فَلَا تُؤْمِنُوا بِي. ٣٨ وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُهَا، وَلَوْ كُنْتُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِي، فَآمِنُوا بِٱلْأَعْمَالِ،+ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتَظَلُّوا عَارِفِينَ أَنَّ ٱلْآبَ هُوَ فِي ٱتِّحَادٍ بِي وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْآبِ».+ ٣٩ فَحَاوَلُوا ثَانِيَةً أَنْ يَقْبِضُوا عَلَيْهِ،+ وَلٰكِنَّهُ أَفْلَتَ مِنْ يَدِهِمْ.+
٤٠ وَمَضَى ثَانِيَةً عَبْرَ ٱلْأُرْدُنِّ إِلَى حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ+ أَوَّلًا، وَمَكَثَ هُنَاكَ. ٤١ فَأَتَى إِلَيْهِ كَثِيرُونَ وَقَالُوا: «إِنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَعْمَلْ آيَةً وَاحِدَةً، وَلٰكِنْ مَا قَالَهُ يُوحَنَّا عَنْ هٰذَا ٱلرَّجُلِ كَانَ كُلُّهُ حَقًّا».+ ٤٢ فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ هُنَاكَ.+
١١ وَكَانَ إِنْسَانٌ مَرِيضًا، وَهُوَ لِعَازَرُ مِنْ بَيْتَ عَنْيَا، مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وَمَرْثَا+ أُخْتِهَا. ٢ وَكَانَتْ هٰذِهِ مَرْيَمَ ٱلَّتِي دَهَنَتِ ٱلرَّبَّ بِزَيْتٍ عَطِرٍ+ وَنَشَّفَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا،+ وَكَانَ أَخُوهَا لِعَازَرُ مَرِيضًا. ٣ فَأَرْسَلَتْ أُخْتَاهُ إِلَيْهِ تَقُولَانِ: «يَا رَبُّ، هَا إِنَّ ٱلَّذِي تُكِنُّ لَهُ مَوَدَّةً+ مَرِيضٌ». ٤ فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ بِذٰلِكَ قَالَ: «هٰذَا ٱلْمَرَضُ لَا يَؤُولُ إِلَى ٱلْمَوْتِ، بَلْ هُوَ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ،+ لِكَيْ يَتَمَجَّدَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ بِهِ».
٥ وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ. ٦ وَمَعَ ذٰلِكَ، لَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ، بَقِيَ حِينَئِذٍ يَوْمَيْنِ فِي ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي كَانَ فِيهِ. ٧ ثُمَّ قَالَ لِلتَّلَامِيذِ بَعْدَئِذٍ: «لِنَذْهَبْ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ». ٨ قَالَ لَهُ ٱلتَّلَامِيذُ: «رَابِّي،+ قَبْلَ قَلِيلٍ كَانَ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ يَطْلُبُونَ أَنْ يَرْجُمُوكَ،+ أَفَتَذْهَبُ ثَانِيَةً إِلَى هُنَاكَ؟». ٩ أَجَابَ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ ٱلنَّهَارُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً؟ إِنْ مَشَى أَحَدٌ فِي ٱلنَّهَارِ+ لَا يَصْطَدِمُ بِشَيْءٍ، لِأَنَّهُ يَرَى نُورَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ. ١٠ وَلٰكِنْ إِنْ مَشَى أَحَدٌ فِي ٱللَّيْلِ+ فَإِنَّهُ يَصْطَدِمُ، لِأَنَّ ٱلنُّورَ لَيْسَ فِيهِ».
١١ تَكَلَّمَ بِهٰذَا، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «لِعَازَرُ صَدِيقُنَا رَاقِدٌ، لٰكِنِّي ذَاهِبٌ لِأُوقِظَهُ مِنَ ٱلنَّوْمِ».+ ١٢ فَقَالَ لَهُ ٱلتَّلَامِيذُ: «يَا رَبُّ، إِنْ كَانَ رَاقِدًا فَسَيَتَعَافَى». ١٣ غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ قَدْ تَكَلَّمَ عَنْ مَوْتِهِ. وَأَمَّا هُمْ فَظَنُّوا أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ عَنْ رُقَادِ ٱلنَّوْمِ. ١٤ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ حِينَئِذٍ صَرَاحَةً: «لِعَازَرُ مَاتَ،+ ١٥ وَأَنَا أَفْرَحُ مِنْ أَجْلِكُمْ أَنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ، وَذٰلِكَ لِكَيْ تُؤْمِنُوا. وَلٰكِنْ لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ». ١٦ فَقَالَ تُومَا، ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلتَّوْأَمَ، لِلتَّلَامِيذِ رُفَقَائِهِ: «لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا، لِنَمُوتَ مَعَهُ».+
١٧ فَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ، وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ صَارَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ فِي ٱلْقَبْرِ ٱلتَّذْكَارِيِّ.+ ١٨ وَكَانَتْ بَيْتَ عَنْيَا قَرِيبَةً مِنْ أُورُشَلِيمَ نَحْوَ خَمْسَ عَشْرَةَ غَلْوَةً. ١٩ وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْيَهُودِ قَدْ جَاءُوا إِلَى مَرْثَا وَمَرْيَمَ لِيُعَزُّوهُمَا+ فِي أَخِيهِمَا. ٢٠ فَلَمَّا سَمِعَتْ مَرْثَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ لَاقَتْهُ، وَأَمَّا مَرْيَمُ+ فَبَقِيَتْ جَالِسَةً فِي ٱلْبَيْتِ. ٢١ فَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، لَوْ كُنْتَ هُنَا، لَمَا مَاتَ أَخِي.+ ٢٢ وَلٰكِنِّي أَعْلَمُ ٱلْآنَ أَيْضًا أَنَّكَ مَهْمَا تَطْلُبْ مِنَ ٱللّٰهِ،+ فَٱللّٰهُ يُعْطِيكَ». ٢٣ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «سَيَقُومُ أَخُوكِ».+ ٢٤ قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ+ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ». ٢٥ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ.+ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِي، وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا؛+ ٢٦ وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَمَارَسَ ٱلْإِيمَانَ بِي لَنْ يَمُوتَ أَبَدًا.+ أَتُؤْمِنِينَ بِهٰذَا؟». ٢٧ قَالَتْ لَهُ: «نَعَمْ، يَا رَبُّ. أَنَا آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ، ٱلْآتِي إِلَى ٱلْعَالَمِ».+ ٢٨ وَلَمَّا قَالَتْ هٰذَا، مَضَتْ وَدَعَتْ مَرْيَمَ أُخْتَهَا، قَائِلَةً سِرًّا: «اَلْمُعَلِّمُ+ حَاضِرٌ وَهُوَ يَدْعُوكِ». ٢٩ أَمَّا تِلْكَ، فَلَمَّا سَمِعَتْ هٰذَا، قَامَتْ سَرِيعًا وَذَهَبَتْ إِلَيْهِ.
٣٠ وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ دَخَلَ ٱلْقَرْيَةَ بَعْدُ، بَلْ كَانَ لَا يَزَالُ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي لَاقَتْهُ فِيهِ مَرْثَا. ٣١ فَلَمَّا رَأَى ٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَ مَرْيَمَ فِي ٱلْبَيْتِ+ يُعَزُّونَهَا أَنَّهَا قَامَتْ سَرِيعًا وَخَرَجَتْ، تَبِعُوهَا ظَانِّينَ أَنَّهَا ذَاهِبَةٌ إِلَى ٱلْقَبْرِ ٱلتَّذْكَارِيِّ+ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ. ٣٢ وَلَمَّا وَصَلَتْ مَرْيَمُ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ، سَقَطَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ قَائِلَةً لَهُ: «يَا رَبُّ، لَوْ كُنْتَ هُنَا، لَمَا مَاتَ أَخِي».+ ٣٣ فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، أَنَّ بِٱلرُّوحِ وَٱضْطَرَبَ،+ ٣٤ وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟». قَالُوا لَهُ: «يَا رَبُّ، تَعَالَ وَٱنْظُرْ». ٣٥ فَذَرَفَ يَسُوعُ ٱلدُّمُوعَ.+ ٣٦ فَقَالَ ٱلْيَهُودُ: «اُنْظُرُوا أَيَّ مَوَدَّةٍ كَانَ يُكِنُّ لَهُ!».+ ٣٧ لٰكِنَّ بَعْضَهُمْ قَالُوا: «أَمَا كَانَ بِإِمْكَانِ هٰذَا ٱلَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ+ ٱلْأَعْمَى أَنْ يَحُولَ دُونَ مَوْتِ هٰذَا أَيْضًا؟».
٣٨ فَأَنَّ يَسُوعُ ثَانِيَةً فِي نَفْسِهِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى ٱلْقَبْرِ.+ وَكَانَ مَغَارَةً، وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ.+ ٣٩ قَالَ يَسُوعُ: «اِرْفَعُوا ٱلْحَجَرَ».+ قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ ٱلْمَيْتِ: «يَا رَبُّ، لَقَدْ أَنْتَنَ، فَإِنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». ٤٠ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ إِنَّكِ إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ ٱللّٰهِ؟».+ ٤١ فَرَفَعُوا ٱلْحَجَرَ. فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ+ وَقَالَ: «أَيُّهَا ٱلْآبُ، أَشْكُرُكَ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِي.+ ٤٢ لَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ دَائِمًا تَسْمَعُ لِي. وَلٰكِنِّي تَكَلَّمْتُ لِأَجْلِ ٱلْجَمْعِ+ ٱلْوَاقِفِ حَوْلِي، لِكَيْ يُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».+ ٤٣ وَلَمَّا قَالَ هٰذَا، صَرَخَ بِصَوْتٍ عَالٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!».+ ٤٤ فَخَرَجَ ٱلْمَيْتُ وَرِجْلَاهُ وَيَدَاهُ مَرْبُوطَاتٌ بِلَفَائِفَ،+ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبُ».
٤٥ فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مَرْيَمَ وَرَأَوْا مَا فَعَلَ،+ ٤٦ غَيْرَ أَنَّ بَعْضَهُمْ ذَهَبُوا إِلَى ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَأَخْبَرُوهُمْ بِمَا فَعَلَ يَسُوعُ.+ ٤٧ فَجَمَعَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلسَّنْهَدْرِيمَ+ وَقَالُوا: «مَاذَا نَعْمَلُ، فَإِنَّ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ يَصْنَعُ آيَاتٍ كَثِيرَةً؟+ ٤٨ إِنْ تَرَكْنَاهُ هٰكَذَا، يُؤْمِنُ بِهِ ٱلْجَمِيعُ،+ فَيَأْتِي ٱلرُّومَانُ+ وَيَأْخُذُونَ مَوْضِعَنَا+ وَأُمَّتَنَا». ٤٩ غَيْرَ أَنَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ، وَهُوَ قَيَافَا، ٱلَّذِي كَانَ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ،+ قَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ لَا تَعْرِفُونَ شَيْئًا أَلْبَتَّةَ، ٥٠ وَلَا تَفْتَكِرُونَ أَنَّهُ لِمَنْفَعَتِكُمْ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ+ عَنِ ٱلشَّعْبِ وَلَا تَهْلِكَ ٱلْأُمَّةُ كُلُّهَا».+ ٥١ وَلٰكِنَّهُ لَمْ يَقُلْ هٰذَا مِنْ عِنْدِهِ، بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ سَيَمُوتُ حَتْمًا لِأَجْلِ ٱلْأُمَّةِ، ٥٢ وَلَيْسَ لِأَجْلِ ٱلْأُمَّةِ فَقَطْ، بَلْ لِيَجْمَعَ أَيْضًا أَوْلَادَ ٱللّٰهِ ٱلْمُبَدَّدِينَ+ فَيَجْعَلَهُمْ وَاحِدًا.+ ٥٣ فَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ.+
٥٤ فَلَمْ يَعُدْ يَسُوعُ يَتَجَوَّلُ عَلَانِيَةً+ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ،+ بَلْ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلَى ٱلْكُورَةِ ٱلْقَرِيبَةِ مِنَ ٱلْبَرِّيَّةِ، إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى أَفْرَايِمَ،+ وَبَقِيَ هُنَاكَ مَعَ ٱلتَّلَامِيذِ. ٥٥ وَكَانَ فِصْحُ+ ٱلْيَهُودِ قَرِيبًا، فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْكُوَرِ إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبْلَ ٱلْفِصْحِ لِيُطَهِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِحَسَبِ ٱلطُّقُوسِ.+ ٥٦ فَفَتَّشُوا عَنْ يَسُوعَ وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَهُمْ وَاقِفُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ: «مَا رَأْيُكُمْ؟ أَلَنْ يَأْتِيَ إِلَى ٱلْعِيدِ؟». ٥٧ وَكَانَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ قَدْ أَصْدَرُوا أَوَامِرَ أَنَّهُ إِنْ عَلِمَ أَحَدٌ أَيْنَ هُوَ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُخْبِرَ عَنْهُ، لِكَيْ يَقْبِضُوا عَلَيْهِ.
١٢ وَقَبْلَ ٱلْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ، جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتَ عَنْيَا،+ حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ+ ٱلَّذِي أَقَامَهُ يَسُوعُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ. ٢ فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً، وَكَانَتْ مَرْثَا+ تَخْدُمُ،+ وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ ٱلْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ.+ ٣ فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ زَيْتٍ عَطِرٍ، نَارَدِينٍ+ خَالِصٍ كَثِيرِ ٱلثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَنَشَّفَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا.+ فَٱمْتَلَأَ ٱلْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ ٱلزَّيْتِ ٱلْعَطِرِ. ٤ فَقَالَ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيُّ،+ أَحَدُ تَلَامِيذِهِ، ٱلَّذِي كَانَ سَيُسَلِّمُهُ: ٥ «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هٰذَا ٱلزَّيْتُ ٱلْعَطِرُ+ بِثَلَاثِ مِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟».+ ٦ وَإِنَّمَا قَالَ هٰذَا لَا ٱكْتِرَاثًا مِنْهُ بِٱلْفُقَرَاءِ، بَلْ لِأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا+ وَكَانَ صُنْدُوقُ ٱلْمَالِ عِنْدَهُ،+ فَيَسْتَوْلِي عَلَى ٱلْأَمْوَالِ ٱلَّتِي تُوضَعُ فِيهِ. ٧ فَقَالَ يَسُوعُ: «دَعْهَا وَشَأْنَهَا، لِكَيْ تَحْفَظَ هٰذِهِ ٱلْعَادَةَ إِعْدَادًا لِيَوْمِ دَفْنِي.+ ٨ لِأَنَّ ٱلْفُقَرَاءَ عِنْدَكُمْ+ كُلَّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَنْ أَكُونَ عِنْدَكُمْ كُلَّ حِينٍ».
٩ فَعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْيَهُودِ أَنَّهُ هُنَاكَ، فَجَاءُوا لَيْسَ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ فَقَطْ، بَلْ لِيَرَوْا أَيْضًا لِعَازَرَ ٱلَّذِي أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.+ ١٠ فَتَشَاوَرَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ لِيَقْتُلُوا لِعَازَرَ أَيْضًا،+ ١١ لِأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ إِلَى هُنَاكَ وَيُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ.+
١٢ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، لَمَّا سَمِعَ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَى ٱلْعِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، ١٣ أَخَذُوا سَعَفَ ٱلنَّخْلِ+ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ. وَٱبْتَدَأُوا يَهْتِفُونَ:+ «خَلِّصْهُ!+ مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ يَهْوَهَ،+ مَلِكُ+ إِسْرَائِيلَ!». ١٤ وَوَجَدَ يَسُوعُ حِمَارًا صَغِيرًا+ فَجَلَسَ عَلَيْهِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: ١٥ «لَا تَخَافِي يَا ٱبْنَةَ صِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ آتٍ،+ جَالِسًا عَلَى جَحْشِ أَتَانٍ».+ ١٦ هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ لَمْ يَنْتَبِهْ لَهَا تَلَامِيذُهُ أَوَّلًا،+ وَلٰكِنْ لَمَّا مُجِّدَ يَسُوعُ،+ حِينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أَنَّهَا كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَنْهُ، وَأَنَّهُمْ فَعَلُوا هٰذِهِ لَهُ.+
١٧ فَٱلْجَمْعُ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ حِينَ دَعَا لِعَازَرَ+ مِنَ ٱلْقَبْرِ ٱلتَّذْكَارِيِّ وَأَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ ٱسْتَمَرُّوا يَشْهَدُونَ بِذٰلِكَ.+ ١٨ وَمِنْ أَجْلِ هٰذَا لَاقَاهُ ٱلْجَمْعُ أَيْضًا، لِأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هٰذِهِ ٱلْآيَةَ.+ ١٩ فَقَالَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ+ فِي مَا بَيْنَهُمْ: «تَرَوْنَ أَنَّكُمْ لَا تَصِلُونَ إِلَى أَيَّةِ نَتِيجَةٍ. هُوَذَا ٱلْعَالَمُ قَدْ ذَهَبَ وَرَاءَهُ».+
٢٠ وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْيُونَانِيِّينَ+ بَيْنَ ٱلَّذِينَ صَعِدُوا لِلْعِبَادَةِ فِي ٱلْعِيدِ. ٢١ فَٱقْتَرَبَ هٰؤُلَاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ+ ٱلَّذِي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا ٱلْجَلِيلِ، وَطَلَبُوا مِنْهُ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ».+ ٢٢ فَأَتَى فِيلِبُّسُ وَأَخْبَرَ أَنْدَرَاوُسَ. وَأَتَى أَنْدَرَاوُسُ وَفِيلِبُّسُ وَأَخْبَرَا يَسُوعَ.
٢٣ وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا قَائِلًا: «قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ لِيُمَجَّدَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ.+ ٢٤ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَا لَمْ تَسْقُطْ حَبَّةُ ٱلْحِنْطَةِ فِي ٱلْأَرْضِ وَتَمُتْ، فَهِيَ تَبْقَى حَبَّةً وَاحِدَةً. وَلٰكِنْ إِنْ مَاتَتْ،+ فَإِنَّهَا تَحْمِلُ ثَمَرًا كَثِيرًا. ٢٥ مَنْ أَعَزَّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ أَبْغَضَ نَفْسَهُ+ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ يَصُونُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ.+ ٢٦ إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَخْدُمَنِي، فَلْيَتْبَعْنِي. وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا فَهُنَاكَ يَكُونُ خَادِمِي أَيْضًا.+ إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَخْدُمَنِي، يُكْرِمْهُ ٱلْآبُ.+ ٢٧ اَلْآنَ نَفْسِي مُضْطَرِبَةٌ،+ فَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا ٱلْآبُ، خَلِّصْنِي مِنْ هٰذِهِ ٱلسَّاعَةِ.+ وَلٰكِنْ لِأَجْلِ هٰذَا أَتَيْتُ إِلَى هٰذِهِ ٱلسَّاعَةِ. ٢٨ أَيُّهَا ٱلْآبُ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ+ مِنَ ٱلسَّمَاءِ: «مَجَّدْتُهُ وَسَأُمَجِّدُهُ أَيْضًا».+
٢٩ فَٱلْجَمْعُ ٱلَّذِي كَانَ وَاقِفًا هُنَاكَ وَسَمِعَ، قَالَ إِنَّهَا قَدْ أَرْعَدَتْ. وَقَالَ آخَرُونَ: «قَدْ كَلَّمَهُ مَلَاكٌ». ٣٠ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هٰذَا ٱلصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ.+ ٣١ اَلْآنَ دَيْنُونَةُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ. اَلْآنَ يُطْرَحُ حَاكِمُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ+ خَارِجًا.+ ٣٢ وَأَنَا مَتَى رُفِعْتُ+ مِنَ ٱلْأَرْضِ، أَجْتَذِبُ إِلَيَّ شَتَّى ٱلنَّاسِ».+ ٣٣ وَإِنَّمَا كَانَ يَقُولُ هٰذَا لِيُشِيرَ إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ سَوْفَ يَمُوتُهَا.+ ٣٤ فَأَجَابَهُ ٱلْجَمْعُ: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ،+ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ لَا بُدَّ أَنْ يُرْفَعَ؟+ مَنْ هُوَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ هٰذَا؟».+ ٣٥ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «سَيَكُونُ ٱلنُّورُ بَيْنَكُمْ زَمَانًا يَسِيرًا بَعْدُ. فَٱمْشُوا مَا دَامَ لَكُمُ ٱلنُّورُ، لِئَلَّا يَقْوَى عَلَيْكُمُ ٱلظَّلَامُ.+ فَٱلَّذِي يَمْشِي فِي ٱلظَّلَامِ لَا يَعْرِفُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ.+ ٣٦ مَا دَامَ لَكُمُ ٱلنُّورُ، مَارِسُوا ٱلْإِيمَانَ بِٱلنُّورِ، لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ نُورٍ».+
تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهٰذَا ثُمَّ مَضَى وَتَوَارَى عَنْهُمْ. ٣٧ وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ كَثِيرَةً جِدًّا، لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ، ٣٨ فَتَمَّتْ كَلِمَةُ إِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلَّتِي قَالَهَا: «يَا يَهْوَهُ، مَنْ آمَنَ بِمَا سُمِعَ مِنَّا؟+ وَلِمَنْ كُشِفَتْ ذِرَاعُ يَهْوَهَ؟».+ ٣٩ لِهٰذَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُؤْمِنُوا لِأَنَّ إِشَعْيَا قَالَ أَيْضًا: ٤٠ «قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ وَقَسَّى قُلُوبَهُمْ،+ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيُدْرِكُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ».+ ٤١ قَالَ إِشَعْيَا هٰذَا لِأَنَّهُ رَأَى مَجْدَهُ،+ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ. ٤٢ وَمَعَ ذٰلِكَ، فَإِنَّ كَثِيرِينَ حَتَّى مِنَ ٱلرُّؤَسَاءِ آمَنُوا بِهِ،+ وَلٰكِنَّهُمْ بِسَبَبِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَعْتَرِفُوا بِهِ، لِئَلَّا يُطْرَدُوا مِنَ ٱلْمَجْمَعِ.+ ٤٣ فَإِنَّهُمْ أَحَبُّوا مَجْدَ ٱلنَّاسِ أَكْثَرَ مِنْ مَجْدِ ٱللّٰهِ.+
٤٤ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ نَادَى وَقَالَ: «اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِي، لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي فَقَطْ، بَلْ بِٱلَّذِي أَرْسَلَنِي أَيْضًا.+ ٤٥ وَٱلَّذِي يَرَانِي يَرَى ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي أَيْضًا.+ ٤٦ أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى ٱلْعَالَمِ،+ حَتَّى لَا يَبْقَى فِي ٱلظَّلَامِ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي.+ ٤٧ وَلٰكِنْ إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلَامِي وَلَمْ يَحْفَظْهُ، فَأَنَا لَا أَدِينُهُ؛ لِأَنِّي لَمْ آتِ لِأَدِينَ ٱلْعَالَمَ،+ بَلْ لِأُخَلِّصَ ٱلْعَالَمَ.+ ٤٨ مَنْ يَتَجَاهَلُنِي وَلَا يَقْبَلُ كَلَامِي لَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلِمَةُ+ ٱلَّتِي تَكَلَّمْتُ بِهَا هِيَ تَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ، ٤٩ لِأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي، لٰكِنَّ ٱلْآبَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.+ ٥٠ وَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ تَعْنِي حَيَاةً أَبَدِيَّةً.+ فَمَا أَتَكَلَّمُ بِهِ، فَكَمَا قَالَهُ لِي ٱلْآبُ، هٰكَذَا أَتَكَلَّمُ بِهِ».+
١٣ وَقَبْلَ عِيدِ ٱلْفِصْحِ، لَمَّا كَانَ يَسُوعُ يَعْرِفُ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ أَتَتْ+ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآبِ،+ وَكَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْعَالَمِ،+ بَلَغَتْ مَحَبَّتُهُ لَهُمْ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى. ٢ فَفِي أَثْنَاءِ ٱلْعَشَاءِ، إِذْ كَانَ إِبْلِيسُ قَدْ وَضَعَ فِي قَلْبِ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ+ ٱبْنِ سِمْعَانَ أَنْ يُسَلِّمَهُ،+ ٣ وَكَانَ هُوَ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْآبَ قَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى يَدَيْهِ+ وَأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ ٱللّٰهِ خَرَجَ وَإِلَى ٱللّٰهِ مَاضٍ،+ ٤ قَامَ عَنِ ٱلْعَشَاءِ وَوَضَعَ رِدَاءَهُ جَانِبًا. وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَتَمَنْطَقَ بِهَا.+ ٥ ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي طَسْتٍ وَٱبْتَدَأَ يَغْسِلُ أَقْدَامَ+ ٱلتَّلَامِيذِ وَيُنَشِّفُهَا بِٱلْمِنْشَفَةِ ٱلَّتِي كَانَ مُتَمَنْطِقًا بِهَا. ٦ فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ. فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، أَأَنْتَ تَغْسِلُ قَدَمَيَّ؟».+ ٧ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «مَا أَفْعَلُهُ أَنَا لَسْتَ تَفْهَمُهُ أَنْتَ ٱلْآنَ، وَلٰكِنَّكَ سَتَفْهَمُ بَعْدَ هٰذَا».+ ٨ قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «لَا، لَنْ تَغْسِلَ قَدَمَيَّ أَبَدًا!». أَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَا لَمْ أَغْسِلْكَ،+ فَلَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ مَعِي». ٩ قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ، لَيْسَ قَدَمَيَّ فَقَطْ، بَلْ يَدَيَّ وَرَأْسِي أَيْضًا». ١٠ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اَلَّذِي قَدِ ٱسْتَحَمَّ+ لَا يَحْتَاجُ إِلَّا إِلَى غَسْلِ قَدَمَيْهِ، بَلْ هُوَ كُلُّهُ طَاهِرٌ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ، وَلٰكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ». ١١ فَقَدْ كَانَ يَعْرِفُ ٱلَّذِي سَيُسَلِّمُهُ.+ لِذٰلِكَ قَالَ: «لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ».
١٢ فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَقْدَامَهُمْ وَلَبِسَ رِدَاءَهُ وَٱتَّكَأَ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْمَائِدَةِ، قَالَ لَهُمْ: «أَتَعْرِفُونَ مَا فَعَلْتُ لَكُمْ؟ ١٣ أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي: ‹يَا مُعَلِّمُ›،+ وَ ‹يَا رَبُّ›،+ وَبِٱلصَّوَابِ تَتَكَلَّمُونَ، لِأَنِّي كَذٰلِكَ.+ ١٤ فَإِنْ كُنْتُ، وَأَنَا ٱلرَّبُّ وَٱلْمُعَلِّمُ، قَدْ غَسَلْتُ أَقْدَامَكُمْ،+ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَقْدَامَ بَعْضٍ.+ ١٥ فَإِنِّي وَضَعْتُ لَكُمْ نَمُوذَجًا، حَتَّى كَمَا فَعَلْتُ لَكُمْ تَفْعَلُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا.+ ١٦ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلَا مُرْسَلٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.+ ١٧ إِذَا عَرَفْتُمْ هٰذَا، فَسُعَدَاءُ أَنْتُمْ إِنْ عَمِلْتُمْ بِهِ.+ ١٨ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ عَنْ جَمِيعِكُمْ. أَنَا أَعْرِفُ ٱلَّذِينَ ٱخْتَرْتُهُمْ.+ وَلٰكِنْ لِتَتِمَّ ٱلْآيَةُ:+ ‹اَلَّذِي كَانَ يَأْكُلُ خُبْزِي رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ›.+ ١٩ مِنَ ٱلْآنَ أَقُولُ لَكُمْ قَبْلَ أَنْ يَحْدُثَ،+ حَتَّى مَتَى حَدَثَ تُؤْمِنُونَ بِأَنِّي هُوَ. ٢٠ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: اَلَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي أَيْضًا.+ وَٱلَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي أَيْضًا».+
٢١ قَالَ يَسُوعُ هٰذَا ثُمَّ ٱضْطَرَبَتْ رُوحُهُ، وَشَهِدَ وَقَالَ: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: وَاحِدٌ مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي».+ ٢٢ فَنَظَرَ ٱلتَّلَامِيذُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَهُمْ مُتَحَيِّرُونَ عَمَّنْ يَقُولُ ذٰلِكَ.+ ٢٣ وَكَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ، وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ.+ ٢٤ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ بِرَأْسِهِ وَقَالَ لَهُ: «سَلْ عَمَّنْ يَقُولُ ذٰلِكَ». ٢٥ فَٱتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، مَنْ هُوَ؟».+ ٢٦ فَأَجَابَ يَسُوعُ: «هُوَ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ ٱللُّقْمَةَ ٱلَّتِي أَغْمِسُهَا».+ وَإِذْ غَمَسَ ٱللُّقْمَةَ، رَفَعَهَا وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا بْنِ سِمْعَانَ ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ. ٢٧ ثُمَّ بَعْدَ ٱللُّقْمَةِ دَخَلَهُ ٱلشَّيْطَانُ.+ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ فَاعِلٌ فَٱفْعَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». ٢٨ غَيْرَ أَنَّ أَحَدًا مِنَ ٱلْمُتَّكِئِينَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ لَمْ يَعْرِفْ لِمَاذَا قَالَ لَهُ ذٰلِكَ. ٢٩ وَفِي ٱلْوَاقِعِ كَانَ ٱلْبَعْضُ يَظُنُّونَ، إِذْ كَانَ صُنْدُوقُ ٱلْمَالِ مَعَ يَهُوذَا،+ أَنَّ يَسُوعَ يَقُولُ لَهُ: «اِشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ»، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِ.+ ٣٠ فَبَعْدَ أَنْ أَخَذَ ٱللُّقْمَةَ، خَرَجَ فِي ٱلْحَالِ. وَكَانَ لَيْلٌ.+
٣١ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ يَسُوعُ: «اَلْآنَ يَتَمَجَّدُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ،+ وَيَتَمَجَّدُ ٱللّٰهُ فِيهِ. ٣٢ وَٱللّٰهُ نَفْسُهُ سَيُمَجِّدُهُ،+ وَسَيُمَجِّدُهُ حَالًا. ٣٣ يَا أَوْلَادِي ٱلْأَعِزَّاءَ،+ أَنَا مَعَكُمْ مُدَّةً قَصِيرَةً بَعْدُ. سَتُفَتِّشُونَ عَنِّي، وَكَمَا قُلْتُ لِلْيَهُودِ: ‹حَيْثُ أَذْهَبُ أَنَا لَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا›،+ أَقُولُ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا ٱلْآنَ. ٣٤ إِنِّي أُعْطِيكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا،+ تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.+ ٣٥ بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي، إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ».+
٣٦ قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ، إِلَى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِبٌ؟». أَجَابَ يَسُوعُ: «حَيْثُ أَنَا ذَاهِبٌ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَتْبَعَنِي ٱلْآنَ، وَلٰكِنَّكَ سَتَتْبَعُنِي فِي مَا بَعْدُ».+ ٣٧ قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ، لِمَاذَا لَا أَقْدِرُ أَنْ أَتْبَعَكَ ٱلْآنَ؟ إِنِّي أَبْذُلُ نَفْسِي عَنْكَ».+ ٣٨ أَجَابَ يَسُوعُ: «أَتَبْذُلُ نَفْسَكَ عَنِّي؟ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ حَتَّى تَكُونَ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».+
١٤ «لَا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ.+ مَارِسُوا ٱلْإِيمَانَ بِٱللّٰهِ،+ وَٱلْإِيمَانَ بِي أَيْضًا.+ ٢ فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ.+ وَإِلَّا لَكُنْتُ قُلْتُ لَكُمْ، لِأَنِّي ذَاهِبٌ لِأُهَيِّئَ لَكُمْ مَكَانًا.+ ٣ وَإِذَا ذَهَبْتُ وَهَيَّأْتُ لَكُمْ مَكَانًا، آتِي ثَانِيَةً+ وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ،+ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا.+ ٤ وَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ ٱلطَّرِيقَ إِلَى حَيْثُ أَنَا ذَاهِبٌ».
٥ قَالَ لَهُ تُومَا:+ «يَا رَبُّ، لَسْنَا نَعْرِفُ إِلَى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِبٌ.+ فَكَيْفَ نَعْرِفُ ٱلطَّرِيقَ؟».
٦ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا ٱلطَّرِيقُ+ وَٱلْحَقُّ+ وَٱلْحَيَاةُ.+ لَا يَأْتِي أَحَدٌ إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي.+ ٧ لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي، لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ ٱلْآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ».+
٨ قَالَ لَهُ فِيلِبُّسُ: «يَا رَبُّ، أَرِنَا ٱلْآبَ وَكَفَانَا».
٩ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ هٰذَا ٱلزَّمَانَ ٱلطَّوِيلَ، وَلَمْ تَعْرِفْنِي بَعْدُ يَا فِيلِبُّسُ؟ مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ+ أَيْضًا. فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: ‹أَرِنَا ٱلْآبَ›؟+ ١٠ أَلَا تُؤْمِنُ أَنِّي فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْآبِ وَأَنَّ ٱلْآبَ فِي ٱتِّحَادٍ بِي؟+ مَا أَقُولُهُ لَكُمْ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ عِنْدِي، بَلِ ٱلْآبُ ٱلَّذِي يَبْقَى فِي ٱتِّحَادٍ بِي هُوَ يَعْمَلُ أَعْمَالَهُ.+ ١١ صَدِّقُونِي أَنِّي فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْآبِ وَأَنَّ ٱلْآبَ فِي ٱتِّحَادٍ بِي، وَإِلَّا فَصَدِّقُوا بِسَبَبِ ٱلْأَعْمَالِ عَيْنِهَا.+ ١٢ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِي، يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلْأَعْمَالَ ٱلَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ+ مِنْهَا، لِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى ٱلْآبِ.+ ١٣ وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِٱسْمِي، فَذٰلِكَ أَفْعَلُهُ، لِيَتَمَجَّدَ ٱلْآبُ فِي ٱلِٱبْنِ.+ ١٤ إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِٱسْمِي، فَإِنِّي أَفْعَلُهُ.
١٥ «إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي تَحْفَظُونَ وَصَايَايَ.+ ١٦ وَأَنَا سَأَطْلُبُ مِنَ ٱلْآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعِينًا آخَرَ لِيَكُونَ مَعَكُمْ إِلَى ٱلْأَبَدِ،+ ١٧ رُوحَ ٱلْحَقِّ،+ ٱلَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ ٱلْعَالَمُ أَنْ يَنَالَهُ،+ لِأَنَّهُ لَا يَرَاهُ وَلَا يَعْرِفُهُ. أَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ، لِأَنَّهُ يَبْقَى مَعَكُمْ وَهُوَ فِيكُمْ.+ ١٨ لَنْ أَتْرُكَكُمْ مُعْدَمِينَ.+ إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ. ١٩ بَعْدَ قَلِيلٍ لَنْ يَرَانِي ٱلْعَالَمُ بَعْدُ،+ أَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي،+ لِأَنِّي حَيٌّ وَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ.+ ٢٠ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ سَتَعْرِفُونَ أَنِّي فِي ٱتِّحَادٍ بِأَبِي، وَأَنْتُمْ فِي ٱتِّحَادٍ بِي، وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِكُمْ.+ ٢١ اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا، فَذَاكَ هُوَ ٱلَّذِي يُحِبُّنِي.+ وَٱلَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي».
٢٢ قَالَ لَهُ يَهُوذَا،+ غَيْرُ ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ: «يَا رَبُّ، مَاذَا حَدَثَ حَتَّى إِنَّكَ تَنْوِي أَنْ تُظْهِرَ لَنَا ذَاتَكَ وَلَيْسَ لِلْعَالَمِ؟».+
٢٣ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظُ+ كَلِمَتِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي وَنَصْنَعُ مَنْزِلَنَا عِنْدَهُ.+ ٢٤ مَنْ لَا يُحِبُّنِي لَا يَحْفَظُ كَلَامِي. وَٱلْكَلِمَةُ ٱلَّتِي تَسْمَعُونَهَا لَيْسَتْ لِي، بَلْ لِلْآبِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي.+
٢٥ «كَلَّمْتُكُمْ بِهٰذَا، وَأَنَا لَا أَزَالُ مَعَكُمْ. ٢٦ وَأَمَّا ٱلْمُعِينُ، ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، ٱلَّذِي سَيُرْسِلُهُ ٱلْآبُ بِٱسْمِي، فَذَاكَ سَيُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.+ ٢٧ سَلَامًا أَتْرُكُ لَكُمْ، سَلَامِي أُعْطِيكُمْ.+ لَا أُعْطِيكُمْ إِيَّاهُ كَمَا يُعْطِيهِ ٱلْعَالَمُ. لَا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلَا تَفْزَعْ. ٢٨ سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ: أَنَا مَاضٍ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، تَفْرَحُونَ بِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى ٱلْآبِ، لِأَنَّ ٱلْآبَ أَعْظَمُ+ مِنِّي. ٢٩ وَقُلْتُ لَكُمُ ٱلْآنَ قَبْلَ أَنْ يَحْدُثَ،+ حَتَّى مَتَى حَدَثَ تُؤْمِنُونَ. ٣٠ لَا أُكَلِّمُكُمْ بَعْدُ كَثِيرًا، فَإِنَّ حَاكِمَ+ ٱلْعَالَمِ آتٍ. وَلَيْسَ لَهُ يَدٌ عَلَيَّ،+ ٣١ وَلٰكِنْ لِيَعْرِفَ ٱلْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ ٱلْآبَ، وَكَمَا أَوْصَانِي ٱلْآبُ،+ هٰكَذَا أَفْعَلُ. قُومُوا، لِنَذْهَبْ مِنْ هُنَا.
١٥ «أَنَا ٱلْكَرْمَةُ ٱلْحَقَّةُ،+ وَأَبِي هُوَ ٱلْفَلَّاحُ.+ ٢ كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لَا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَنْزِعُهُ،+ وَكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ+ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَرَ.+ ٣ أَنْتُمُ ٱلْآنَ أَنْقِيَاءُ بِسَبَبِ ٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي كَلَّمْتُكُمْ بِهَا.+ ٤ اِبْقَوْا فِي ٱتِّحَادٍ بِي، وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِكُمْ.+ كَمَا أَنَّ ٱلْغُصْنَ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ ذَاتِهِ مَا لَمْ يَبْقَ فِي ٱلْكَرْمَةِ، كَذٰلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَا لَمْ تَبْقَوْا فِي ٱتِّحَادٍ بِي.+ ٥ أَنَا ٱلْكَرْمَةُ، وَأَنْتُمُ ٱلْأَغْصَانُ. اَلَّذِي يَبْقَى فِي ٱتِّحَادٍ بِي، وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِ، فَهٰذَا يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثِيرًا؛+ لِأَنَّكُمْ بِمَعْزِلٍ عَنِّي لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْمَلُوا شَيْئًا أَلْبَتَّةَ. ٦ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يَبْقَى فِي ٱتِّحَادٍ بِي، يُطْرَحُ خَارِجًا كَٱلْغُصْنِ فَيَجِفُّ. وَيَجْمَعُونَ تِلْكَ ٱلْأَغْصَانَ وَيَرْمُونَهَا فِي ٱلنَّارِ فَتَحْتَرِقُ.+ ٧ إِنْ بَقِيتُمْ فِي ٱتِّحَادٍ بِي وَبَقِيَ كَلَامِي فِيكُمْ، فَٱطْلُبُوا مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونَ لَكُمْ.+ ٨ فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي، أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُوا تَلَامِيذِي.+ ٩ كَمَا أَحَبَّنِي ٱلْآبُ+ وَأَنَا أَحْبَبْتُكُمُ، ٱثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. ١٠ إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ،+ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَا ٱلْآبِ+ وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ.
١١ «كَلَّمْتُكُمْ بِهٰذَا لِيَكُونَ فِيكُمْ فَرَحِي، وَيَكُونَ فَرَحُكُمْ تَامًّا.+ ١٢ هٰذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُمْ.+ ١٣ لَيْسَ لِأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هٰذِهِ: أَنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَنْ أَصْدِقَائِهِ.+ ١٤ أَنْتُمْ أَصْدِقَائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ.+ ١٥ لَا أَدْعُوكُمْ عَبِيدًا بَعْدُ، لِأَنَّ ٱلْعَبْدَ لَا يَعْرِفُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ. وَلٰكِنِّي دَعَوْتُكُمْ أَصْدِقَاءَ،+ لِأَنِّي عَرَّفْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.+ ١٦ لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُمْ، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُمْ، وَعَيَّنْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ+ وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ ٱلْآبُ مَهْمَا سَأَلْتُمْ بِٱسْمِي.+
١٧ «بِهٰذَا أُوصِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.+ ١٨ إِنْ كَانَ ٱلْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ، فَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَ أَنْ يُبْغِضَكُمْ.+ ١٩ لَوْ كُنْتُمْ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ، لَكَانَ ٱلْعَالَمُ يُعِزُّ مَا هُوَ لَهُ.+ وَلٰكِنْ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ،+ بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُمْ مِنَ ٱلْعَالَمِ، لِذٰلِكَ يُبْغِضُكُمُ ٱلْعَالَمُ.+ ٢٠ اُذْكُرُوا ٱلْكَلِمَةَ ٱلَّتِي قُلْتُهَا لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ أَيْضًا،+ وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلِمَتِي فَسَيَحْفَظُونَ كَلِمَتَكُمْ أَيْضًا. ٢١ وَلٰكِنَّهُمْ سَيَفْعَلُونَ هٰذَا كُلَّهُ بِكُمْ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، لِأَنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي.+ ٢٢ لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ، لَمَا كَانَتْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ؛+ وَأَمَّا ٱلْآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ عَلَى خَطِيَّتِهِمْ.+ ٢٣ اَلَّذِي يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضًا.+ ٢٤ لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلْتُ بَيْنَهُمْ أَعْمَالًا لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ غَيْرِي،+ لَمَا كَانَتْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ؛+ وَأَمَّا ٱلْآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي.+ ٢٥ لٰكِنَّ ذٰلِكَ هُوَ لِكَيْ تَتِمَّ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْمَكْتُوبَةُ فِي شَرِيعَتِهِمْ: ‹أَبْغَضُونِي مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ›.+ ٢٦ وَمَتَى جَاءَ ٱلْمُعِينُ ٱلَّذِي سَأُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ مِنَ ٱلْآبِ،+ رُوحُ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِي يَنْبَثِقُ مِنَ ٱلْآبِ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.+ ٢٧ وَأَنْتُمْ أَيْضًا سَتَشْهَدُونَ،+ لِأَنَّكُمْ مَعِي مِنْ حِينَ بَدَأْتُ.
١٦ «كَلَّمْتُكُمْ بِهٰذَا لِكَيْلَا تَعْثُرُوا.+ ٢ سَيَطْرُدُونَكُمْ مِنَ ٱلْمَجَامِعِ.+ بَلْ تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ حِينَ يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُؤَدِّي لِلّٰهِ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً.+ ٣ وَإِنَّمَا سَيَفْعَلُونَ هٰذَا لِأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا ٱلْآبَ، وَلَا عَرَفُونِي.+ ٤ لٰكِنِّي كَلَّمْتُكُمْ بِهٰذَا حَتَّى مَتَى جَاءَتْ سَاعَتُهُ تَذْكُرُونَ أَنِّي قُلْتُهُ لَكُمْ.+
«إِلَّا أَنِّي لَمْ أُخْبِرْكُمْ بِهٰذَا فِي بَادِئِ ٱلْأَمْرِ، لِأَنِّي كُنْتُ مَعَكُمْ. ٥ وَأَمَّا ٱلْآنَ فَأَنَا ذَاهِبٌ إِلَى ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي،+ وَمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ يَسْأَلُنِي: ‹إِلَى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِبٌ؟›. ٦ وَلٰكِنْ لِأَنِّي كَلَّمْتُكُمْ بِهٰذَا مَلَأَ ٱلْحُزْنُ+ قُلُوبَكُمْ. ٧ غَيْرَ أَنِّي أَقُولُ لَكُمُ ٱلْحَقَّ: إِنَّهُ لِمَنْفَعَتِكُمْ أَنْ أَذْهَبَ. فَإِنْ لَمْ أَذْهَبْ فَلَنْ يَأْتِيَكُمُ ٱلْمُعِينُ+ أَلْبَتَّةَ، وَلٰكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. ٨ وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ، يُقَدِّمُ لِلْعَالَمِ دَلِيلًا مُقْنِعًا عَلَى ٱلْخَطِيَّةِ وَعَلَى ٱلْبِرِّ وَعَلَى ٱلدَّيْنُونَةِ:+ ٩ أَوَّلًا، عَلَى ٱلْخَطِيَّةِ،+ لِأَنَّهُمْ لَا يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِي؛+ ١٠ ثُمَّ عَلَى ٱلْبِرِّ،+ لِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى ٱلْآبِ وَلَنْ تَرَوْنِي بَعْدُ؛ ١١ ثُمَّ عَلَى ٱلدَّيْنُونَةِ،+ لِأَنَّ حَاكِمَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ قَدْ دِينَ.+
١٢ «عِنْدِي بَعْدُ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ أَقُولُهَا لَكُمْ، وَلٰكِنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَتَحَمَّلُوهَا ٱلْآنَ.+ ١٣ وَلٰكِنْ مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ،+ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى ٱلْحَقِّ كُلِّهِ، لِأَنَّهُ لَنْ يَتَكَلَّمَ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، بَلْ يَتَكَلَّمُ بِمَا يَسْمَعُ، وَيُعْلِنُ لَكُمُ ٱلْأُمُورَ ٱلْآتِيَةَ.+ ١٤ ذَاكَ سَيُمَجِّدُنِي،+ لِأَنَّهُ سَيَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُعْلِنُهُ لَكُمْ.+ ١٥ جَمِيعُ مَا لِلْآبِ هُوَ لِي.+ لِذٰلِكَ قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُعْلِنُهُ لَكُمْ. ١٦ بَعْدَ قَلِيلٍ لَنْ تَرَوْنِي،+ ثُمَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضًا سَتَرَوْنَنِي».
١٧ فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَا مَعْنَى هٰذَا ٱلَّذِي يَقُولُهُ لَنَا: ‹بَعْدَ قَلِيلٍ لَنْ تَرَوْنِي، ثُمَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضًا سَتَرَوْنَنِي›، وَأَيْضًا: ‹لِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى ٱلْآبِ›؟». ١٨ لِذٰلِكَ كَانُوا يَقُولُونَ: «مَا مَعْنَى هٰذَا ٱلَّذِي يَقُولُهُ: ‹بَعْدَ قَلِيلٍ›؟ لَا نَعْرِفُ عَمَّ يَتَكَلَّمُ». ١٩ وَعَرَفَ+ يَسُوعُ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَسْأَلُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ: «أَتَتَسَاءَلُونَ فِي مَا بَيْنَكُمْ عَنْ هٰذَا، لِأَنِّي قُلْتُ: بَعْدَ قَلِيلٍ لَنْ تَرَوْنِي، ثُمَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضًا سَتَرَوْنَنِي؟ ٢٠ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَبْكُونَ وَتَنْدُبُونَ، أَمَّا ٱلْعَالَمُ فَسَيَفْرَحُ. سَتَحْزَنُونَ،+ وَلٰكِنَّ حُزْنَكُمْ سَيَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ.+ ٢١ اَلْمَرْأَةُ، وَهِيَ تَلِدُ، يَكُونُ لَهَا حُزْنٌ لِأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ.+ وَلٰكِنْ مَتَى وَضَعَتْ صَغِيرَهَا، لَا تَعُودُ تَذْكُرُ ٱلضِّيقَ لِسَبَبِ ٱلْفَرَحِ بِأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي ٱلْعَالَمِ. ٢٢ فَأَنْتُمْ أَيْضًا عِنْدَكُمُ ٱلْآنَ حُزْنٌ. وَلٰكِنِّي سَأَرَاكُمْ ثَانِيَةً فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ،+ وَفَرَحُكُمْ لَنْ يَأْخُذَهُ مِنْكُمْ أَحَدٌ. ٢٣ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ+ لَنْ تَسْأَلُونِي عَنْ أَيِّ شَيْءٍ. اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ سَأَلْتُمُ ٱلْآبَ شَيْئًا،+ يُعْطِيكُمْ إِيَّاهُ بِٱسْمِي.+ ٢٤ حَتَّى ٱلْآنَ لَمْ تَسْأَلُوا شَيْئًا بِٱسْمِي. اِسْأَلُوا تَنَالُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ تَامًّا.+
٢٥ «كَلَّمْتُكُمْ بِهٰذَا بِتَشَابِيهَ.+ تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ حِينَ لَا أُكَلِّمُكُمْ بَعْدُ هٰكَذَا، بَلْ أُخْبِرُكُمْ عَنِ ٱلْآبِ بِصَرَاحَةٍ. ٢٦ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ تَسْأَلُونَ بِٱسْمِي، وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي سَأَطْلُبُ مِنَ ٱلْآبِ لِأَجْلِكُمْ. ٢٧ فَٱلْآبُ نَفْسُهُ عِنْدَهُ مَوَدَّةٌ لَكُمْ، لِأَنَّ عِنْدَكُمْ مَوَدَّةً لِي+ وَقَدْ آمَنْتُمْ أَنَّنِي خَرَجْتُ مُمَثِّلًا لِلْآبِ.+ ٢٨ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ ٱلْآبِ وَأَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ. وَأَيْضًا إِنِّي أَتْرُكُ ٱلْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى ٱلْآبِ».+
٢٩ قَالَ تَلَامِيذُهُ: «هَا إِنَّكَ ٱلْآنَ تَتَكَلَّمُ بِصَرَاحَةٍ، وَلَا تَتَفَوَّهُ بِأَيِّ تَشْبِيهٍ. ٣٠ اَلْآنَ نَعْلَمُ أَنَّكَ تَعْرِفُ كُلَّ شَيْءٍ+ وَلَا تَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يَسْأَلَكَ أَحَدٌ.+ لِهٰذَا نُؤْمِنُ أَنَّكَ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِ ٱللّٰهِ».+ ٣١ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَتُؤْمِنُونَ ٱلْآنَ؟ ٣٢ هُوَذَا تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ، بَلْ قَدْ أَتَتْ، حِينَ تَتَبَدَّدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ+ وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَلٰكِنِّي لَسْتُ وَحْدِي، لِأَنَّ ٱلْآبَ مَعِي.+ ٣٣ قُلْتُ لَكُمْ هٰذَا لِيَكُونَ لَكُمْ بِي سَلَامٌ.+ فِي ٱلْعَالَمِ تُعَانُونَ ضِيقًا، وَلٰكِنْ تَشَجَّعُوا! أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ».+
١٧ تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهٰذَا، ثُمَّ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ+ وَقَالَ: «أَيُّهَا ٱلْآبُ، قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ. مَجِّدِ ٱبْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ٱبْنُكَ،+ ٢ إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَةً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ،+ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً+ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَهُ إِيَّاهُمْ.+ ٣ وَهٰذَا يَعْنِي ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ:+ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ+ عَنْكَ، أَنْتَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ،+ وَعَنِ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.+ ٤ أَنَا مَجَّدْتُكَ+ عَلَى ٱلْأَرْضِ، إِذْ أَنْهَيْتُ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِأَعْمَلَهُ.+ ٥ فَٱلْآنَ أَيُّهَا ٱلْآبُ، مَجِّدْنِي أَنْتَ بِقُرْبِكَ بِٱلْمَجْدِ ٱلَّذِي كَانَ لِي بِقُرْبِكَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ٱلْعَالَمُ.+
٦ «أَنَا أَظْهَرْتُ ٱسْمَكَ لِلنَّاسِ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ ٱلْعَالَمِ.+ كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كَلِمَتَكَ. ٧ وَعَرَفُوا ٱلْآنَ أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْكَ، ٨ لِأَنَّ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُ لَهُمْ،+ وَهُمْ قَبِلُوهُ وَعَرَفُوا يَقِينًا أَنِّي خَرَجْتُ مُمَثِّلًا لَكَ،+ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.+ ٩ أَنَا أَطْلُبُ مِنْ أَجْلِهِمْ. لَسْتُ أَطْلُبُ مِنْ أَجْلِ ٱلْعَالَمِ،+ بَلْ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِأَنَّهُمْ لَكَ، ١٠ وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ وَمَا هُوَ لَكَ هُوَ لِي،+ وَأَنَا قَدْ مُجِّدْتُ بَيْنَهُمْ.
١١ «وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي ٱلْعَالَمِ، وَأَمَّا هُمْ فَإِنَّهُمْ فِي ٱلْعَالَمِ+ وَأَنَا آتٍ إِلَيْكَ. أَيُّهَا ٱلْآبُ ٱلْقُدُّوسُ، ٱحْرُسْهُمْ+ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ.+ ١٢ حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ كُنْتُ أَحْرُسُهُمْ+ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي. وَقَدْ حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ+ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا ٱبْنُ ٱلْهَلَاكِ+ لِكَيْ تَتِمَّ ٱلْآيَةُ.+ ١٣ أَمَّا ٱلْآنَ فَأَنَا آتٍ إِلَيْكَ، وَأَنَا أَتَكَلَّمُ بِهٰذَا فِي ٱلْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي فِي أَنْفُسِهِمْ تَامًّا.+ ١٤ إِنِّي أَعْطَيْتُهُمْ كَلِمَتَكَ، وَلٰكِنَّ ٱلْعَالَمَ أَبْغَضَهُمْ+ لِأَنَّهُمْ لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ.+
١٥ «لَسْتُ أَطْلُبُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ ٱلْعَالَمِ، بَلْ أَنْ تَحْرُسَهُمْ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ.+ ١٦ لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ،+ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ.+ ١٧ قَدِّسْهُمْ+ بِٱلْحَقِّ. كَلِمَتُكَ+ هِيَ حَقٌّ.+ ١٨ كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى ٱلْعَالَمِ، أَنَا أَيْضًا أَرْسَلْتُهُمْ إِلَى ٱلْعَالَمِ.+ ١٩ وَأَنَا أُقَدِّسُ ذَاتِي مِنْ أَجْلِهِمْ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ+ بِٱلْحَقِّ.
٢٠ «لَسْتُ أَطْلُبُ مِنْ أَجْلِ هٰؤُلَاءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي مِنْ خِلَالِ كَلِمَةِ هٰؤُلَاءِ،+ ٢١ لِكَيْ يَكُونُوا جَمِيعُهُمْ وَاحِدًا،+ كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ، أَيُّهَا ٱلْآبُ، فِي ٱتِّحَادٍ بِي وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِكَ،+ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا فِي ٱتِّحَادٍ بِنَا،+ لِكَيْ يُؤْمِنَ ٱلْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.+ ٢٢ وَأَنَا أَعْطَيْتُهُمُ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِدٌ.+ ٢٣ أَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِمْ وَأَنْتَ فِي ٱتِّحَادٍ بِي، لِكَيْ يَكُونُوا مُكَمَّلِينَ فِي وَاحِدٍ،+ لِيَعْرِفَ ٱلْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَنَّكَ أَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. ٢٤ أَيُّهَا ٱلْآبُ، إِنَّ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، أُرِيدُ أَنْ يَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا،+ لِيَرَوْا مَجْدِي ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ تَأْسِيسِ+ ٱلْعَالَمِ.+ ٢٥ أَيُّهَا ٱلْآبُ ٱلْبَارُّ،+ إِنَّ ٱلْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ؛+ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وَهٰؤُلَاءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.+ ٢٦ وَقَدْ عَرَّفْتُهُمْ بِٱسْمِكَ+ وَسَأُعَرِّفُهُمْ بِهِ، لِتَكُونَ فِيهِمِ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي أَحْبَبْتَنِي بِهَا وَأَكُونَ أَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِمْ».+
١٨ قَالَ يَسُوعُ هٰذَا، ثُمَّ خَرَجَ مَعَ تَلَامِيذِهِ عَبْرَ وَادِي قِدْرُونَ+ إِلَى حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ، فَدَخَلَهُ هُوَ وَتَلَامِيذُهُ.+ ٢ وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ أَيْضًا ٱلْمَكَانَ، لِأَنَّ يَسُوعَ ٱجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيرًا مَعَ تَلَامِيذِهِ.+ ٣ فَأَخَذَ يَهُوذَا فِرْقَةَ ٱلْعَسْكَرِ وَشُرَطًا مِنْ عِنْدِ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَسُرُجٍ وَأَسْلِحَةٍ.+ ٤ فَخَرَجَ يَسُوعُ، وَهُوَ عَارِفٌ بِكُلِّ مَا سَيَأْتِي عَلَيْهِ،+ وَقَالَ لَهُمْ: «عَمَّنْ تُفَتِّشُونَ؟». ٥ أَجَابُوهُ: «عَنْ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ».+ قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي هُوَ». وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ+ وَاقِفًا أَيْضًا مَعَهُمْ.
٦ وَلٰكِنْ لَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي هُوَ»، رَجَعُوا إِلَى ٱلْوَرَاءِ+ وَسَقَطُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ. ٧ فَسَأَلَهُمْ ثَانِيَةً: «عَمَّنْ تُفَتِّشُونَ؟». قَالُوا: «عَنْ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ». ٨ أَجَابَ يَسُوعُ: «قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي هُوَ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا مَنْ تُفَتِّشُونَ عَنْهُ، فَدَعُوا هٰؤُلَاءِ يَذْهَبُونَ»؛ ٩ لِتَتِمَّ ٱلْكَلِمَةُ ٱلَّتِي قَالَهَا: «إِنَّ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أَخْسَرْ مِنْهُمْ أَحَدًا».+
١٠ وَكَانَ مَعَ سِمْعَانَ بُطْرُسَ سَيْفٌ، فَٱسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَقَطَعَ أُذُنَهُ ٱلْيُمْنَى.+ وَكَانَ ٱسْمُ ٱلْعَبْدِ مَلْخُسَ. ١١ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لِبُطْرُسَ: «ضَعِ ٱلسَّيْفَ فِي غِمْدِهِ.+ اَلْكَأْسَ ٱلَّتِي أَعْطَانِي ٱلْآبُ، أَمَا يَنْبَغِي أَنْ أَشْرَبَهَا؟».+
١٢ ثُمَّ إِنَّ فِرْقَةَ ٱلْعَسْكَرِ وَقَائِدَ ٱلْجُنْدِ وَشُرَطَ ٱلْيَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ وَقَيَّدُوهُ، ١٣ وَسَاقُوهُ أَوَّلًا إِلَى حَنَّانَ، وَهُوَ حَمُو قَيَافَا، رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ.+ ١٤ وَقَدْ كَانَ قَيَافَا هُوَ ٱلَّذِي أَشَارَ عَلَى ٱلْيَهُودِ أَنَّهُ لِمَنْفَعَتِهِمْ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ ٱلشَّعْبِ.+
١٥ وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُ يَسُوعَ مَعَ تِلْمِيذٍ آخَرَ.+ وَكَانَ ذٰلِكَ ٱلتِّلْمِيذُ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى فِنَاءِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ، ١٦ أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفًا فِي ٱلْخَارِجِ عِنْدَ ٱلْبَابِ.+ فَخَرَجَ ٱلتِّلْمِيذُ ٱلْآخَرُ، ٱلَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ، وَكَلَّمَ ٱلْبَوَّابَةَ وَأَدْخَلَ بُطْرُسَ. ١٧ فَقَالَتِ ٱلْجَارِيَةُ ٱلْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ: «أَوَتَكُونُ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلَامِيذِ هٰذَا ٱلرَّجُلِ؟». قَالَ: «لَسْتُ مِنْهُمْ».+ ١٨ وَكَانَ ٱلْعَبِيدُ وَٱلشُّرَطُ وَاقِفِينَ هُنَاكَ، وَقَدْ أَضْرَمُوا جَمْرًا،+ لِأَنَّهُ كَانَ بَرْدٌ، وَكَانُوا يَسْتَدْفِئُونَ. وَكَانَ بُطْرُسُ أَيْضًا وَاقِفًا مَعَهُمْ يَسْتَدْفِئُ.
١٩ فَسَأَلَ ٱلْكَاهِنُ ٱلْكَبِيرُ يَسُوعَ عَنْ تَلَامِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. ٢٠ أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ ٱلْعَالَمَ عَلَانِيَةً. عَلَّمْتُ دَائِمًا فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي ٱلْهَيْكَلِ،+ حَيْثُ يَجْتَمِعُ كُلُّ ٱلْيَهُودِ. وَلَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ فِي ٱلْخَفَاءِ. ٢١ فَلِمَ تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا مَا كَلَّمْتُهُمْ بِهِ. هُوَذَا هٰؤُلَاءِ يَعْرِفُونَ مَا قُلْتُهُ». ٢٢ فَلَمَّا قَالَ يَسُوعُ هٰذَا، لَطَمَهُ+ عَلَى وَجْهِهِ وَاحِدٌ مِنَ ٱلشُّرَطِ كَانَ وَاقِفًا هُنَاكَ وَقَالَ: «أَهٰكَذَا تُجِيبُ ٱلْكَاهِنَ ٱلْكَبِيرَ؟». ٢٣ أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ تَكَلَّمْتُ بِخَطَإٍ، فَٱشْهَدْ عَلَى ٱلْخَطَإِ؛ وَإِنْ بِصَوَابٍ، فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟». ٢٤ عِنْدَئِذٍ أَرْسَلَهُ حَنَّانُ مُقَيَّدًا إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ.+
٢٥ وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَاقِفًا يَسْتَدْفِئُ. فَقَالُوا لَهُ: «أَوَتَكُونُ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلَامِيذِهِ؟». فَأَنْكَرَ وَقَالَ: «لَسْتُ مِنْهُمْ».+ ٢٦ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ، وَهُوَ نَسِيبٌ لِلَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذُنَهُ:+ «أَمَا رَأَيْتُكَ فِي ٱلْبُسْتَانِ مَعَهُ؟». ٢٧ وَلٰكِنَّ بُطْرُسَ أَنْكَرَ مَرَّةً أُخْرَى. وَفِي ٱلْحَالِ صَاحَ ٱلدِّيكُ.+
٢٨ ثُمَّ سَاقُوا يَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى قَصْرِ ٱلْحَاكِمِ.+ وَكَانَ ٱلصُّبْحُ. غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى قَصْرِ ٱلْحَاكِمِ، لِكَيْلَا يَتَدَنَّسُوا+ فَيَأْكُلُونَ ٱلْفِصْحَ. ٢٩ فَخَرَجَ بِيلَاطُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «أَيَّةَ تُهْمَةٍ تُورِدُونَ عَلَى هٰذَا ٱلْإِنْسَانِ؟».+ ٣٠ أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «لَوْ لَمْ يَكُنْ هٰذَا فَاعِلَ سُوءٍ، لَمَا كُنَّا سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ». ٣١ فَقَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَحَاكِمُوهُ بِحَسَبِ شَرِيعَتِكُمْ».+ فَقَالَ لَهُ ٱلْيَهُودُ: «لَا يَحِلُّ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدًا».+ ٣٢ وَذٰلِكَ لِتَتِمَّ كَلِمَةُ يَسُوعَ ٱلَّتِي قَالَهَا لِيُشِيرَ إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مَحْتُومًا أَنْ يَمُوتَ.+
٣٣ فَعَادَ بِيلَاطُسُ وَدَخَلَ إِلَى قَصْرِ ٱلْحَاكِمِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟».+ ٣٤ أَجَابَ يَسُوعُ: «أَمِنْ عِنْدِكَ تَقُولُ هٰذَا، أَمْ آخَرُونَ أَخْبَرُوكَ عَنِّي؟».+ ٣٥ أَجَابَ بِيلَاطُسُ: «أَأَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَكِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ سَلَّمُوكَ إِلَيَّ.+ مَاذَا فَعَلْتَ؟». ٣٦ أَجَابَ يَسُوعُ:+ «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ جُزْءًا مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ.+ لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي جُزْءًا مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ+ لِكَيْلَا أُسَلَّمَ إِلَى ٱلْيَهُودِ. وَلٰكِنَّ مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا». ٣٧ فَقَالَ لَهُ بِيلَاطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟». أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ نَفْسُكَ تَقُولُ إِنِّي مَلِكٌ.+ لِهٰذَا وُلِدْتُ، وَلِهٰذَا أَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ، لِأَشْهَدَ لِلْحَقِّ.+ كُلُّ مَنْ هُوَ إِلَى جَانِبِ ٱلْحَقِّ+ يَسْمَعُ صَوْتِي».+ ٣٨ قَالَ لَهُ بِيلَاطُسُ: «وَمَا هُوَ ٱلْحَقُّ؟».
قَالَ هٰذَا، ثُمَّ خَرَجَ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّنِي لَا أَجِدُ فِيهِ ذَنْبًا.+ ٣٩ عَلَى أَنَّهُ لَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِدًا فِي ٱلْفِصْحِ.+ أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ ٱلْيَهُودِ؟». ٤٠ فَصَاحُوا أَيْضًا قَائِلِينَ: «لَيْسَ هٰذَا، بَلْ بَارَابَاسَ!». وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصًّا.+
١٩ فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلَاطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ.+ ٢ وَضَفَرَ ٱلْجُنُودُ تَاجًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَسَرْبَلُوهُ بِرِدَاءٍ مِنْ أُرْجُوَانٍ.+ ٣ وَأَخَذُوا يَدْنُونَ مِنْهُ وَيَقُولُونَ: «سَلَامٌ لَكَ يَا مَلِكَ ٱلْيَهُودِ!». وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ عَلَى وَجْهِهِ.+ ٤ وَخَرَجَ بِيلَاطُسُ أَيْضًا وَقَالَ لَهُمْ: «هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَا أَجِدُ فِيهِ ذَنْبًا».+ ٥ فَخَرَجَ يَسُوعُ لَابِسًا تَاجَ ٱلشَّوْكِ وَٱلرِّدَاءَ ٱلْأُرْجُوَانِيَّ. فَقَالَ لَهُمْ: «هُوَذَا ٱلرَّجُلُ!». ٦ وَلٰكِنْ لَمَّا رَآهُ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّرَطُ، صَاحُوا قَائِلِينَ: «عَلِّقْهُ عَلَى خَشَبَةٍ! عَلِّقْهُ عَلَى خَشَبَةٍ!».+ قَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَعَلِّقُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ، فَأَنَا لَا أَجِدُ فِيهِ ذَنْبًا».+ ٧ أَجَابَهُ ٱلْيَهُودُ: «لَنَا شَرِيعَةٌ،+ وَبِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لِأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ٱبْنَ ٱللّٰهِ».+
٨ فَلَمَّا سَمِعَ بِيلَاطُسُ هٰذَا ٱلْكَلَامَ، ٱزْدَادَ خَوْفًا. ٩ وَدَخَلَ أَيْضًا إِلَى قَصْرِ ٱلْحَاكِمِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟». وَلٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يُعْطِهِ جَوَابًا.+ ١٠ فَقَالَ لَهُ بِيلَاطُسُ: «أَلَا تُكَلِّمُنِي؟+ أَلَسْتَ تَعْرِفُ أَنَّ لِي سُلْطَةً أَنْ أُطْلِقَكَ وَلِي سُلْطَةً أَنْ أُعَلِّقَكَ عَلَى خَشَبَةٍ؟». ١١ أَجَابَهُ يَسُوعُ: «لَمْ تَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَةٌ أَلْبَتَّةَ لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيَتْ لَكَ مِنْ فَوْقُ.+ لِذٰلِكَ فَمَنْ سَلَّمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ».
١٢ مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ ٱسْتَمَرَّ بِيلَاطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ. وَلٰكِنَّ ٱلْيَهُودَ صَاحُوا قَائِلِينَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هٰذَا ٱلرَّجُلَ، فَلَسْتَ صَدِيقًا لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُعَارِضُ قَيْصَرَ».+ ١٣ فَلَمَّا سَمِعَ بِيلَاطُسُ هٰذَا ٱلْكَلَامَ، أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْقَضَاءِ فِي مَوْضِعٍ يُدْعَى بَلَاطَ ٱلْحَجَرِ، وَبِٱلْعِبْرَانِيَّةِ جَبَّاثَا. ١٤ وَكَانَتْ تَهْيِئَةُ+ ٱلْفِصْحِ، وَكَانَ نَحْوُ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!». ١٥ أَمَّا هُمْ فَصَاحُوا: «اِقْضِ عَلَيْهِ! اِقْضِ عَلَيْهِ! عَلِّقْهُ عَلَى خَشَبَةٍ!». قَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ: «أَأُعَلِّقُ مَلِكَكُمْ عَلَى خَشَبَةٍ؟». أَجَابَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلَّا قَيْصَرُ».+ ١٦ فَحِينَئِذٍ سَلَّمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.+
فَتَوَلَّوْا أَمْرَ يَسُوعَ. ١٧ فَخَرَجَ+ حَامِلًا خَشَبَةَ ٱلْآلَامِ هُوَ بِنَفْسِهِ+ إِلَى مَا يُدْعَى مَوْضِعَ ٱلْجُمْجُمَةِ، ٱلَّذِي يُدْعَى بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ جُلْجُثَةَ.+ ١٨ وَهُنَاكَ عَلَّقُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ،+ وَٱثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ، وَاحِدًا مِنْ هُنَا وَوَاحِدًا مِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي ٱلْوَسْطِ.+ ١٩ وَكَتَبَ بِيلَاطُسُ أَيْضًا عُنْوَانًا وَوَضَعَهُ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ. وَكَانَ مَكْتُوبًا: «يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ».+ ٢٠ فَقَرَأَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْيَهُودِ هٰذَا ٱلْعُنْوَانَ، لِأَنَّ ٱلْمَكَانَ ٱلَّذِي عُلِّقَ فِيهِ يَسُوعُ عَلَى خَشَبَةٍ كَانَ قَرِيبًا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ.+ وَكَانَ مَكْتُوبًا بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ وَٱللَّاتِينِيَّةِ وَٱلْيُونَانِيَّةِ. ٢١ لٰكِنَّ كِبَارَ كَهَنَةِ ٱلْيَهُودِ قَالُوا لِبِيلَاطُسَ: «لَا تَكْتُبْ: ‹مَلِكُ ٱلْيَهُودِ›، بَلْ إِنَّهُ هُوَ قَالَ: ‹أَنَا مَلِكُ ٱلْيَهُودِ›». ٢٢ أَجَابَ بِيلَاطُسُ: «مَا كَتَبْتُ قَدْ كَتَبْتُ».
٢٣ وَلَمَّا عَلَّقَ ٱلْجُنُودُ يَسُوعَ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ، أَخَذُوا ثِيَابَهُ ٱلْخَارِجِيَّةَ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ، لِكُلِّ جُنْدِيٍّ قِسْمًا، وَٱلْقَمِيصَ. وَلٰكِنَّ ٱلْقَمِيصَ كَانَ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ، مَنْسُوجًا مِنْ فَوْقُ عَلَى مَدَى طُولِهِ.+ ٢٤ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لَا نَشُقَّهُ، بَلْ لِنَقْتَرِعْ عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ». وَذٰلِكَ لِتَتِمَّ ٱلْآيَةُ: «تَقَاسَمُوا ثِيَابِي ٱلْخَارِجِيَّةَ بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً».+ هٰذَا مَا فَعَلَهُ ٱلْجُنُودُ.
٢٥ وَعِنْدَ خَشَبَةِ آلَامِ يَسُوعَ، كَانَتْ وَاقِفَةً أُمُّهُ+ وَأُخْتُ أُمِّهِ، وَمَرْيَمُ+ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ.+ ٢٦ فَرَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ وَٱلتِّلْمِيذَ ٱلَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ+ وَاقِفًا هُنَاكَ، فَقَالَ لِأُمِّهِ: «يَا ٱمْرَأَةُ، هُوَذَا ٱبْنُكِ!». ٢٧ ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ!». وَمِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ أَخَذَهَا ٱلتِّلْمِيذُ إِلَى بَيْتِهِ.
٢٨ بَعْدَ هٰذَا، لَمَّا عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ تَمَّ، فَلِكَيْ تَتِمَّ ٱلْآيَةُ قَالَ: «أَنَا عَطْشَانُ».+ ٢٩ وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعًا هُنَاكَ مَمْلُوءًا خَمْرًا حَامِضَةً. فَوَضَعُوا إِسْفَنْجَةً مَمْلُوءَةً مِنْ هٰذِهِ ٱلْخَمْرِ عَلَى سَاقِ زُوفَى وَقَرَّبُوهَا إِلَى فَمِهِ.+ ٣٠ فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ ٱلْخَمْرَ ٱلْحَامِضَةَ قَالَ: «قَدْ تَمَّ!».+ وَحَنَى رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ.+
٣١ ثُمَّ إِذْ كَانَتِ ٱلتَّهْيِئَةُ،+ فَلِكَيْلَا تَبْقَى ٱلْأَجْسَادُ+ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ فِي ٱلسَّبْتِ (لِأَنَّ يَوْمَ ذٰلِكَ ٱلسَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا)،+ طَلَبَ ٱلْيَهُودُ مِنْ بِيلَاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَتُرْفَعَ ٱلْأَجْسَادُ. ٣٢ فَأَتَى ٱلْجُنُودُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ ٱلْأَوَّلِ وَٱلْآخَرِ ٱلَّذِي عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ مَعَهُ. ٣٣ وَلٰكِنْ لَمَّا جَاءُوا إِلَى يَسُوعَ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لِأَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ. ٣٤ إِلَّا أَنَّ وَاحِدًا مِنَ ٱلْجُنُودِ شَكَّ جَنْبَهُ بِرُمْحٍ،+ فَخَرَجَ فِي ٱلْحَالِ دَمٌ وَمَاءٌ. ٣٥ وَٱلَّذِي رَأَى شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَقٌّ، وَذَاكَ يَعْرِفُ أَنَّهُ يَقُولُ مَا هُوَ حَقٌّ، لِكَيْ تُؤْمِنُوا أَنْتُمْ أَيْضًا.+ ٣٦ وَقَدْ حَدَثَ هٰذَا لِتَتِمَّ ٱلْآيَةُ: «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْمٌ».+ ٣٧ وَأَيْضًا تَقُولُ آيَةٌ أُخْرَى: «سَيَنْظُرُونَ إِلَى ٱلَّذِي طَعَنُوهُ».+
٣٨ وَبَعْدَ ذٰلِكَ فَإِنَّ يُوسُفَ ٱلَّذِي مِنَ ٱلرَّامَةِ، وَكَانَ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ وَلٰكِنْ فِي ٱلسِّرِّ لِخَوْفِهِ مِنَ ٱلْيَهُودِ،+ طَلَبَ مِنْ بِيلَاطُسَ أَنْ يَرْفَعَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَسَمَحَ لَهُ بِيلَاطُسُ.+ فَجَاءَ وَرَفَعَ جَسَدَهُ.+ ٣٩ وَجَاءَ أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ، ذَاكَ ٱلَّذِي أَتَى إِلَيْهِ لَيْلًا فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى، وَأَحْضَرَ لَفِيفَةَ مُرٍّ وَأَلَاوِيَةٍ، نَحْوَ مِئَةِ مَنًا.+ ٤٠ فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ وَلَفَّاهُ بِعَصَائِبَ مَعَ ٱلْأَطْيَابِ،+ كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ فِي ٱلتَّهْيِئَةِ لِلدَّفْنِ. ٤١ وَكَانَ فِي ٱلْمَوْضِعِ حَيْثُ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ بُسْتَانٌ، وَفِي ٱلْبُسْتَانِ قَبْرٌ تَذْكَارِيٌّ+ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ. ٤٢ فَوَضَعَا يَسُوعَ هُنَاكَ، بِسَبَبِ تَهْيِئَةِ+ ٱلْيَهُودِ، لِأَنَّ ٱلْقَبْرَ كَانَ قَرِيبًا.
٢٠ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ+ مِنَ ٱلْأُسْبُوعِ، أَتَتْ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى ٱلْقَبْرِ بَاكِرًا، وَكَانَ ظَلَامٌ بَعْدُ، فَرَأَتِ ٱلْحَجَرَ قَدْ رُفِعَ عَنِ ٱلْقَبْرِ.+ ٢ فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى ٱلتِّلْمِيذِ ٱلْآخَرِ،+ ٱلَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُكِنُّ لَهُ مَوَدَّةً، وَقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلْقَبْرِ،+ وَلَا نَعْرِفُ أَيْنَ وَضَعُوهُ».
٣ فَخَرَجَ بُطْرُسُ+ وَٱلتِّلْمِيذُ ٱلْآخَرُ وَٱنْطَلَقَا إِلَى ٱلْقَبْرِ. ٤ وَأَخَذَ ٱلِٱثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعًا. إِلَّا أَنَّ ٱلتِّلْمِيذَ ٱلْآخَرَ تَقَدَّمَ بُطْرُسَ رَاكِضًا بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ وَبَلَغَ ٱلْقَبْرَ أَوَّلًا. ٥ وَٱنْحَنَى فَرَأَى ٱلْعَصَائِبَ مَوْضُوعَةً،+ وَلٰكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. ٦ ثُمَّ جَاءَ أَيْضًا سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ ٱلْقَبْرَ. فَشَاهَدَ ٱلْعَصَائِبَ مَوْضُوعَةً،+ ٧ وَٱلْمِنْدِيلَ ٱلَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ غَيْرَ مَوْضُوعٍ مَعَ ٱلْعَصَائِبِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. ٨ فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا ٱلتِّلْمِيذُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي بَلَغَ ٱلْقَبْرَ أَوَّلًا، فَرَأَى وَآمَنَ. ٩ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ قَدْ فَهِمُوا ٱلْآيَةَ أَنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَقُومَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.+ ١٠ فَمَضَى ٱلتِّلْمِيذَانِ عَائِدَيْنِ إِلَى بَيْتِهِمَا.
١١ أَمَّا مَرْيَمُ فَظَلَّتْ وَاقِفَةً فِي ٱلْخَارِجِ قُرْبَ ٱلْقَبْرِ تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي، ٱنْحَنَتْ لِتَنْظُرَ إِلَى دَاخِلِ ٱلْقَبْرِ ١٢ فَشَاهَدَتْ مَلَاكَيْنِ+ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ ٱلرَّأْسِ وَوَاحِدًا عِنْدَ ٱلْقَدَمَيْنِ حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ قَدْ وُضِعَ. ١٣ فَقَالَا لَهَا: «يَا ٱمْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟». قَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا رَبِّي، وَلَا أَعْرِفُ أَيْنَ وَضَعُوهُ». ١٤ قَالَتْ هٰذَا، ثُمَّ ٱلْتَفَتَتْ إِلَى ٱلْوَرَاءِ فَرَأَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلٰكِنَّهَا لَمْ تُدْرِكْ أَنَّهُ يَسُوعُ.+ ١٥ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا ٱمْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ عَمَّنْ تُفَتِّشِينَ؟».+ فَقَالَتْ لَهُ، وَهِيَ تَظُنُّ أَنَّهُ ٱلْبُسْتَانِيُّ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ ذَهَبْتَ بِهِ، فَأَخْبِرْنِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ». ١٦ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَرْيَمُ!».+ فَٱلْتَفَتَتْ وَقَالَتْ لَهُ بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ: «رَابُّونِي!»+ (ٱلَّذِي يَعْنِي: «يَا مُعَلِّمُ!»). ١٧ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «كُفِّي عَنِ ٱلتَّمَسُّكِ بِي. فَإِنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى ٱلْآبِ. وَلٰكِنِ ٱذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي+ وَقُولِي لَهُمْ: ‹إِنِّي صَاعِدٌ إِلَى أَبِي+ وَأَبِيكُمْ وَإِلَى إِلٰهِي+ وَإِلٰهِكُمْ›».+ ١٨ فَجَاءَتْ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ وَخَبَّرَتِ ٱلتَّلَامِيذَ: «إِنِّي رَأَيْتُ ٱلرَّبَّ!» وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هٰذَا.+
١٩ فَلَمَّا كَانَ ٱلْوَقْتُ مُتَأَخِّرًا فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ ٱلْأُسْبُوعِ،+ وَٱلْأَبْوَابُ مُقْفَلَةٌ حَيْثُ كَانَ ٱلتَّلَامِيذُ خَوْفًا+ مِنَ ٱلْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ+ وَوَقَفَ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «سَلَامٌ لَكُمْ!».+ ٢٠ قَالَ هٰذَا وَأَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ.+ فَفَرِحَ+ ٱلتَّلَامِيذُ بِرُؤْيَتِهِمِ ٱلرَّبَّ. ٢١ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ ثَانِيَةً: «سَلَامٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي ٱلْآبُ،+ أُرْسِلُكُمْ أَنَا أَيْضًا».+ ٢٢ قَالَ هٰذَا ثُمَّ نَفَخَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «خُذُوا رُوحًا قُدُسًا.+ ٢٣ مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُمْ+ غُفِرَتْ لَهُمْ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمُوهَا لَهُمْ أُمْسِكَتْ».+
٢٤ وَلٰكِنَّ تُومَا،+ أَحَدَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ، ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلتَّوْأَمَ، لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. ٢٥ فَقَالَ لَهُ ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْآخَرُونَ: «لَقَدْ رَأَيْنَا ٱلرَّبَّ!». أَمَّا هُوَ فَقَالَ لَهُمْ: «مَا لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ ٱلْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبَعِي فِي أَثَرِ ٱلْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ،+ فَإِنِّي لَا أُومِنُ».+
٢٦ وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلَامِيذُهُ ثَانِيَةً فِي ٱلدَّاخِلِ، وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ، وَٱلْأَبْوَابُ مُقْفَلَةٌ، وَوَقَفَ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ: «سَلَامٌ لَكُمْ!».+ ٢٧ ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «ضَعْ إِصْبَعَكَ هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ+ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلَا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ، بَلْ مُؤْمِنًا». ٢٨ أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: «رَبِّي وَإِلٰهِي!».+ ٢٩ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِأَنَّكَ رَأَيْتَنِي آمَنْتَ؟ سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ لَا يَرَوْنَ وَمَعَ ذٰلِكَ يُؤْمِنُونَ».+
٣٠ لَقَدْ صَنَعَ يَسُوعُ أَيْضًا أَمَامَ ٱلتَّلَامِيذِ آيَاتٍ أُخْرَى كَثِيرَةً لَمْ تُكْتَبْ فِي هٰذَا ٱلدَّرْجِ.+ ٣١ وَأَمَّا هٰذِهِ فَكُتِبَتْ+ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ بِسَبَبِ إِيمَانِكُمْ+ حَيَاةٌ بِٱسْمِهِ.
٢١ بَعْدَ هٰذَا أَظْهَرَ يَسُوعُ نَفْسَهُ مَرَّةً أُخْرَى لِلتَّلَامِيذِ عِنْدَ بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. وَأَمَّا ظُهُورُهُ فَكَانَ هٰكَذَا: ٢ كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَتُومَا ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلتَّوْأَمَ+ وَنَثَنَائِيلُ+ ٱلَّذِي مِنْ قَانَا ٱلْجَلِيلِ وَٱبْنَا زَبَدِي+ وَٱثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلَامِيذِهِ مَعًا. ٣ قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنَا ذَاهِبٌ لِلصَّيْدِ». قَالُوا لَهُ: «نَحْنُ أَيْضًا آتُونَ مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى ٱلْمَرْكَبِ، وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئًا فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ.+
٤ وَمَعَ طُلُوعِ ٱلصَّبَاحِ، وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى ٱلشَّطِّ، إِلَّا أَنَّ ٱلتَّلَامِيذَ لَمْ يُدْرِكُوا أَنَّهُ يَسُوعُ.+ ٥ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «يَا غِلْمَانُ، أَعِنْدَكُمْ شَيْءٌ لِلْأَكْلِ؟». أَجَابُوهُ: «لَا!». ٦ قَالَ لَهُمْ: «أَلْقُوا ٱلشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ ٱلْمَرْكَبِ ٱلْأَيْمَنِ فَتَجِدُوا».+ فَأَلْقَوْهَا، وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ ٱلسَّمَكِ.+ ٧ فَقَالَ ذٰلِكَ ٱلتِّلْمِيذُ ٱلَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ+ لِبُطْرُسَ:+ «إِنَّهُ ٱلرَّبُّ!». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ ٱلرَّبُّ، شَدَّ ثَوْبَهُ ٱلْفَوْقَانِيَّ عَلَى نَفْسِهِ، لِأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وَرَمَى بِنَفْسِهِ فِي ٱلْبَحْرِ. ٨ وَأَمَّا ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْآخَرُونَ فَجَاءُوا فِي ٱلْمَرْكَبِ ٱلصَّغِيرِ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعِيدِينَ عَنِ ٱلْبَرِّ إِلَّا نَحْوَ مِئَتَيْ ذِرَاعٍ، وَهُمْ يَجُرُّونَ شَبَكَةَ ٱلسَّمَكِ.
٩ فَلَمَّا نَزَلُوا إِلَى ٱلْبَرِّ، رَأَوْا جَمْرًا+ مَوْضُوعًا هُنَاكَ، وَسَمَكًا مَوْضُوعًا عَلَيْهِ، وَخُبْزًا. ١٠ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَحْضِرُوا مِنَ ٱلسَّمَكِ ٱلَّذِي أَمْسَكْتُمُ ٱلْآنَ». ١١ فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ وَجَذَبَ ٱلشَّبَكَةَ إِلَى ٱلْبَرِّ مَمْلُوءَةً سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وَثَلَاثًا وَخَمْسِينَ. وَمَعَ هٰذِهِ ٱلْكَثْرَةِ لَمْ تَتَخَرَّقِ ٱلشَّبَكَةُ. ١٢ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَعَالَوْا تَنَاوَلُوا فُطُورَكُمْ».+ وَلَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟»، لِأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ ٱلرَّبُّ. ١٣ فَجَاءَ يَسُوعُ وَأَخَذَ ٱلْخُبْزَ وَأَعْطَاهُمْ،+ وَكَذٰلِكَ ٱلسَّمَكَ. ١٤ وَكَانَتْ هٰذِهِ هِيَ ٱلْمَرَّةَ ٱلثَّالِثَةَ+ ٱلَّتِي تَرَاءَى فِيهَا يَسُوعُ لِلتَّلَامِيذِ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.
١٥ وَبَعْدَ أَنْ تَنَاوَلُوا ٱلْفُطُورَ، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُوحَنَّا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هٰؤُلَاءِ؟».+ قَالَ لَهُ: «نَعَمْ، يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ عِنْدِي لَكَ مَوَدَّةً».+ قَالَ لَهُ: «أَطْعِمْ حُمْلَانِي».+ ١٦ عَادَ فَقَالَ لَهُ ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُوحَنَّا، أَتُحِبُّنِي؟».+ قَالَ لَهُ: «نَعَمْ، يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ عِنْدِي لَكَ مَوَدَّةً». قَالَ لَهُ: «اِرْعَ خِرَافِي ٱلصَّغِيرَةَ».+ ١٧ قَالَ لَهُ فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلثَّالِثَةِ: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُوحَنَّا، أَعِنْدَكَ مَوَدَّةٌ لِي؟». فَحَزِنَ بُطْرُسُ أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلثَّالِثَةِ: «أَعِنْدَكَ مَوَدَّةٌ لِي؟». فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْرِفُ كُلَّ شَيْءٍ.+ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ عِنْدِي لَكَ مَوَدَّةً». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَطْعِمْ خِرَافِي ٱلصَّغِيرَةَ.+ ١٨ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَمَّا كُنْتَ أَصْغَرَ سِنًّا، كُنْتَ تُمَنْطِقُ ذَاتَكَ وَتَتَجَوَّلُ حَيْثُ تُرِيدُ. وَلٰكِنَّكَ مَتَى شِخْتَ سَتَمُدُّ يَدَيْكَ وَآخَرُ يُمَنْطِقُكَ+ وَيَحْمِلُكَ حَيْثُ لَا تُرِيدُ».+ ١٩ وَإِنَّمَا قَالَ هٰذَا لِيُشِيرَ إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ+ كَانَ سَيُمَجِّدُ ٱللّٰهَ بِهَا.+ وَبَعْدَ أَنْ قَالَ هٰذَا، قَالَ لَهُ: «اِسْتَمِرَّ فِي ٱتِّبَاعِي».+
٢٠ فَٱلْتَفَتَ بُطْرُسُ وَرَأَى ٱلتِّلْمِيذَ ٱلَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ+ يَتْبَعُهُمَا، ذَاكَ ٱلَّذِي كَانَ فِي ٱلْعَشَاءِ قَدِ ٱتَّكَأَ أَيْضًا عَلَى صَدْرِهِ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، مَنْ هُوَ ٱلَّذِي سَيُسَلِّمُكَ؟». ٢١ فَلَمَّا رَآهُ بُطْرُسُ، قَالَ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، وَهٰذَا مَاذَا سَيَفْعَلُ؟». ٢٢ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كَانَتْ مَشِيئَتِي أَنْ يَبْقَى إِلَى أَنْ أَجِيءَ،+ فَمَا لَكَ؟ اِسْتَمِرَّ أَنْتَ فِي ٱتِّبَاعِي». ٢٣ فَخَرَجَ هٰذَا ٱلْقَوْلُ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ، أَنَّ ذٰلِكَ ٱلتِّلْمِيذَ لَنْ يَمُوتَ. وَلٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ لَهُ إِنَّهُ لَنْ يَمُوتَ، بَلْ: «إِنْ كَانَتْ مَشِيئَتِي أَنْ يَبْقَى+ إِلَى أَنْ أَجِيءَ، فَمَا لَكَ؟».
٢٤ هٰذَا هُوَ ٱلتِّلْمِيذُ+ ٱلَّذِي يَشْهَدُ بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ وَٱلَّذِي كَتَبَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ، وَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ.+
٢٥ وَإِنَّ هُنَالِكَ أَيْضًا أَشْيَاءَ أُخْرَى كَثِيرَةً صَنَعَهَا يَسُوعُ، لَوْ أَنَّهَا تُكْتَبُ بِكَامِلِ تَفَاصِيلِهَا، فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ ٱلْعَالَمَ نَفْسَهُ لَا يَسَعُ ٱلْأَدْرَاجَ ٱلْمَكْتُوبَةَ.+