مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع‌ج أيوب ١:‏١-‏٤٢:‏١٧
  • أيوب

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • أيوب
  • ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس
ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس
أيوب

سِفرُ أَيُّوب

١ كانَ في أرضِ عُوص رَجُلٌ اسْمُهُ أَيُّوب.‏ *+ وكانَ هذا الرَّجُلُ مُستَقيمًا *+ يَفعَلُ الصَّواب،‏ يَخافُ اللّٰهَ ويَبتَعِدُ عنِ الشَّرّ.‏ + ٢ ووَلَدَ سَبعَةَ أبناءٍ وثَلاثَ بَنات.‏ ٣ وبَلَغَت مَواشيهِ ٠٠٠‏,٧ مِنَ الغَنَم،‏ و ٠٠٠‏,٣ مِنَ الجِمال،‏ و ٥٠٠ زَوجٍ * مِنَ البَقَر،‏ و ٥٠٠ حِمارَة،‏ وكانَ عِندَهُ خَدَمٌ كَثيرونَ جِدًّا.‏ فصارَ أعظَمَ رَجُلٍ بَينَ كُلِّ سُكَّانِ الشَّرق.‏

٤ وكانَ كُلُّ واحِدٍ مِنَ الأبناءِ يَعمَلُ وَليمَةً في بَيتِهِ في اليَومِ المُحَدَّدِ له.‏ * وكانوا يَدْعونَ أخَواتِهِمِ الثَّلاثَ لِيَأكُلْنَ ويَشرَبْنَ معهُم.‏ ٥ وبَعدَ انتِهاءِ كُلِّ سِلسِلَةٍ مِنَ الوَلائِم،‏ كانَ أَيُّوب يَستَدْعيهِم لِيَجعَلَهُم مُقَدَّسينَ أمامَ اللّٰه.‏ ثُمَّ يَقومُ في الصَّباحِ الباكِرِ ويُقَدِّمُ ذَبائِحَ مُحرَقَةٍ + عن كُلِّ واحِد،‏ لِأنَّهُ كانَ يَقول:‏ «رُبَّما أخطَأَ أوْلادي ولَعَنوا اللّٰهَ في قُلوبِهِم».‏ هذا ما كانَ أَيُّوب يَعمَلُهُ دائِمًا.‏ +

٦ وجاءَ اليَومُ المُحَدَّدُ لِيَدخُلَ أبناءُ اللّٰهِ *+ ويَقِفوا أمامَ يَهْوَه،‏ + ودَخَلَ الشَّيْطَان + أيضًا بَينَهُم.‏ +

٧ فقالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَان:‏ «مِن أينَ جِئت؟‏».‏ أجابَ الشَّيْطَان يَهْوَه:‏ «كُنتُ أتَجَوَّلُ في الأرضِ وأمْشي فيها».‏ + ٨ فقالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَان:‏ «هل وَجَّهتَ انتِباهَكَ * إلى خادِمي أَيُّوب؟‏ هل رَأيتَ أنْ لا أحَدَ مِثلُهُ في الأرض؟‏ إنَّهُ رَجُلٌ مُستَقيمٌ *+ يَفعَلُ الصَّواب،‏ يَخافُ اللّٰهَ ويَبتَعِدُ عنِ الشَّرّ».‏ ٩ عِندَئِذٍ أجابَ الشَّيْطَان يَهْوَه:‏ «هل مَجَّانًا يَخافُ أَيُّوب اللّٰه؟‏ + ١٠ ألَمْ تَضَعْ سورًا حَولَهُ لِحِمايَتِهِ هو + وبَيتِهِ وكُلِّ ما يَملِكُه؟‏ بارَكتَ كُلَّ أعمالِه،‏ + فانتَشَرَت مَواشيهِ في الأرض.‏ ١١ ولكنْ مُدَّ يَدَكَ وخُذْ كُلَّ ما عِندَه،‏ وسَتَرى أنَّهُ سيَلعَنُكَ في وَجهِك».‏ ١٢ فقالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَان:‏ «أنا أضَعُ في يَدِكَ * كُلَّ ما عِندَه.‏ ولكنْ لا تَلمُسْهُ هو!‏».‏ فخَرَجَ الشَّيْطَان مِن حَضرَةِ * يَهْوَه.‏ +

١٣ وفي اليَومِ الَّذي كانَ فيهِ أبناءُ أَيُّوب وبَناتُهُ يَأكُلونَ ويَشرَبونَ نَبيذًا في بَيتِ أخيهِمِ الكَبير،‏ + ١٤ أتى رَسولٌ إلى أَيُّوب وقال:‏ «كانَتِ البَقَرُ تَفلَحُ والحَميرُ تَرْعى بِجانِبِها،‏ ١٥ فهَجَمَ علَينا السَّبَئِيُّونَ وأخَذوها،‏ وقَتَلوا الخَدَمَ بِالسَّيف.‏ وأنا وَحْدي نَجَوتُ لِأُخبِرَك».‏

١٦ وبَينَما هو يَتَكَلَّم،‏ أتى رَسولٌ آخَرُ وقال:‏ «نَزَلَت نارٌ مِن عِندِ اللّٰهِ * مِنَ السَّماء،‏ واشتَعَلَت بَينَ الغَنَمِ والخَدَمِ وأكَلَتهُم.‏ وأنا وَحْدي نَجَوتُ لِأُخبِرَك».‏

١٧ وبَينَما هو يَتَكَلَّم،‏ أتى رَسولٌ آخَرُ وقال:‏ «شَكَّلَ الكَلْدَانِيُّونَ + ثَلاثَ فِرَقٍ وهَجَموا على الجِمالِ وأخَذوها،‏ وقَتَلوا الخَدَمَ بِالسَّيف.‏ وأنا وَحْدي نَجَوتُ لِأُخبِرَك».‏

١٨ وبَينَما هو يَتَكَلَّم،‏ أتى غَيرُهُ وقال:‏ «كانَ أبناؤُكَ وبَناتُكَ يَأكُلونَ ويَشرَبونَ نَبيذًا في بَيتِ أخيهِمِ الكَبير.‏ ١٩ وفَجْأةً،‏ هَبَّت ريحٌ قَوِيَّة مِنَ الصَّحراءِ * وضَرَبَت زَوايا البَيتِ الأربَع،‏ فوَقَعَ على أوْلادِكَ الشَّبابِ وماتوا.‏ وأنا وَحْدي نَجَوتُ لِأُخبِرَك».‏

٢٠ عِندَئِذٍ قامَ أَيُّوب ومَزَّقَ ثَوبَهُ وحَلَقَ شَعرَ رَأسِهِ ووَقَعَ على الأرضِ وسَجَد،‏ ٢١ وقال:‏

‏«عارِيًا خَرَجتُ مِن بَطنِ أُمِّي،‏

وعارِيًا سأعودُ إلى هُناك.‏ +

يَهْوَه أعْطى،‏ + ويَهْوَه أخَذ.‏

فلْيَتَمَجَّدِ اسْمُ يَهْوَه!‏».‏

٢٢ رَغمَ كُلِّ شَيء،‏ لم يُخطِئْ أَيُّوب ولم يَتَّهِمِ اللّٰهَ بِفِعلِ أيِّ خَطَإٍ.‏ *

٢ ثُمَّ جاءَ اليَومُ المُحَدَّدُ لِيَدخُلَ أبناءُ اللّٰهِ *+ ويَقِفوا أمامَ يَهْوَه،‏ + ودَخَلَ الشَّيْطَان أيضًا بَينَهُم لِيَقِفَ أمامَ يَهْوَه.‏ +

٢ فقالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَان:‏ «مِن أينَ جِئت؟‏».‏ أجابَ الشَّيْطَان يَهْوَه:‏ «كُنتُ أتَجَوَّلُ في الأرضِ وأمْشي فيها».‏ + ٣ فقالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَان:‏ «هل وَجَّهتَ انتِباهَكَ * إلى خادِمي أَيُّوب؟‏ هل رَأيتَ أنْ لا أحَدَ مِثلُهُ في الأرض؟‏ إنَّهُ رَجُلٌ مُستَقيمٌ *+ يَفعَلُ الصَّواب،‏ يَخافُ اللّٰهَ ويَبتَعِدُ عنِ الشَّرّ.‏ هو ما زالَ مُتَمَسِّكًا بِاستِقامَتِه،‏ *+ مع أنَّكَ تُحاوِلُ أن تُحَرِّضَني + لِأُدَمِّرَهُ * بِلا سَبَب».‏ ٤ فأجابَ الشَّيْطَان يَهْوَه وقال:‏ «جِلدٌ بِجِلد!‏ الإنسانُ مُستَعِدٌّ أن يُعْطِيَ كُلَّ ما لَدَيهِ مُقابِلَ حَياتِه.‏ * ٥ لِذلِك مُدَّ يَدَكَ على * عَظمِهِ ولَحمِه،‏ وسَتَرى أنَّهُ سيَلعَنُكَ في وَجهِك».‏ +

٦ فقالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَان:‏ «أنا أضَعُهُ في يَدِك،‏ * ولكنْ لا تَأخُذْ حَياتَه!‏».‏ * ٧ فخَرَجَ الشَّيْطَان مِن حَضرَةِ * يَهْوَه وضَرَبَ أَيُّوب بِحُبوبٍ + مُلتَهِبَة * موجِعَة مِن أسفَلِ قَدَمِهِ إلى أعْلى رَأسِه.‏ ٨ فجَلَسَ أَيُّوب في الرَّمادِ + وأخَذَ قِطعَةَ فَخَّارٍ لِيَحُكَّ بها جِلدَه.‏

٩ أخيرًا قالَت لهُ زَوجَتُه:‏ «هل أنتَ مُتَمَسِّكٌ بِاستِقامَتِكَ * حتَّى الآن؟‏ إلعَنِ اللّٰهَ ومُت!‏».‏ ١٠ فقالَ لها:‏ «تَتَكَلَّمينَ مِثلَ امرَأةٍ جاهِلَة.‏ هل نَقبَلُ الخَيرَ فَقَط مِنَ اللّٰهِ ولا نَقبَلُ الشَّرَّ أيضًا؟‏».‏ + رَغمَ كُلِّ شَيء،‏ لم يُخطِئْ أَيُّوب بِكَلامِه.‏ *+

١١ وسَمِعَ ثَلاثَةُ أصحابٍ * لِأَيُّوب بِكُلِّ المَصائِبِ الَّتي أتَت علَيه،‏ وجاءَ كُلُّ واحِدٍ مِن مِنطَقَتِه.‏ وهُم أَلِيفَاز + التِّيمَانِيُّ وبِلْدَد + الشُّوحِيُّ + وصُوفَر + النِّعْمَاتِيّ.‏ قَرَّروا أن يَلتَقوا ويَأتوا لِيُعَزُّوا أَيُّوب ويُعَبِّروا لهُ عن تَعاطُفِهِم.‏ ١٢ وعِندَما رَأَوْهُ مِن بَعيد،‏ لم يَعرِفوه.‏ فبَكَوْا بِصَوتٍ عالٍ،‏ ومَزَّقوا ثِيابَهُم،‏ ورَمَوْا تُرابًا في الهَواءِ فَوقَ رُؤوسِهِم.‏ + ١٣ ثُمَّ جَلَسوا معهُ على الأرضِ سَبعَةَ أيَّام،‏ نَهارًا ولَيلًا.‏ لم يَقُلْ لهُ أحَدٌ أيَّ كَلِمَة،‏ لِأنَّهُم رَأَوْا أنَّ وَجَعَهُ عَظيمٌ جِدًّا.‏ +

٣ بَعدَ ذلِك،‏ بَدَأ أَيُّوب يَتَكَلَّمُ ويَلعَنُ يَومَ وِلادَتِه.‏ *+ ٢ قال:‏

 ٣ ‏«يا لَيتَ اليَومَ الَّذي وُلِدتُ فيهِ لم يَأتِ،‏ +

ولا اللَّيلَةَ الَّتي قالوا فيها:‏ ‹لقد وُلِدَ صَبِيّ›!‏

 ٤ لِيَكُنْ ذلِكَ اليَومُ مُظلِمًا!‏

يا لَيتَ اللّٰهَ نَسِيَ ذلِكَ اليَوم!‏

ويا لَيتَ النُّورَ لم يُشرِقْ علَيه!‏

 ٥ يا لَيتَ العَتمَةَ الشَّديدَة * استَوْلَت علَيه!‏

ويا لَيتَ غَيمَةً مُمطِرَة خَيَّمَت فَوقَهُ

وظَلامًا مُرعِبًا غَطَّى نورَه!‏

 ٦ يا لَيتَ تِلكَ اللَّيلَةَ كانَت مُظلِمَةً جِدًّا،‏ +

يا لَيتَها لم تَفرَحْ مع أيَّامِ السَّنَةِ

ولم تُحسَبْ بَينَ أيَّامِ الشُّهور!‏

 ٧ يا لَيتَ تِلكَ اللَّيلَةَ لم يولَدْ فيها أحَد،‏

ولم يُسمَعْ فيها هُتافُ الفَرَح!‏

 ٨ ولْيَلعَنْها الَّذينَ يَلعَنونَ الأيَّام،‏

الَّذينَ يَقدِرونَ أن يوقِظوا لَوِيَاثَان!‏ *+

 ٩ يا لَيتَ نُجومَ الفَجرِ لم تَظهَرْ تِلكَ اللَّيلَة!‏

يا لَيتَها انتَظَرَت نورَ الصَّباحِ بِلا فائِدَة،‏

ولم تَرَ أشِعَّةَ الفَجر!‏

١٠ فتِلكَ اللَّيلَةُ لم تُغلِقْ رَحِمَ أُمِّي +

وتُوَفِّرْ علَيَّ المَشاكِل.‏

١١ لِماذا لم أمُتْ عِندَما وُلِدت؟‏

لِماذا لم أهلَكْ عِندَما خَرَجتُ مِنَ البَطن؟‏ +

١٢ لِماذا استَقبَلَني حِضنُ أُمِّي؟‏

ولِماذا رَضِعتُ مِن ثَدْيَيْها؟‏

١٣ فلَو مُتُّ،‏ لَكُنتُ الآنَ راقِدًا بِهُدوء؛‏ +

لَكُنتُ نائِمًا ومُرتاحًا +

١٤ مع مُلوكِ الأرضِ ومُستَشاريهِمِ

الَّذينَ بَنَوْا لِأنفُسِهِم أماكِنَ صارَت خَرابًا،‏ *

١٥ أو مع رُؤَساءَ امتَلكوا ذَهَبًا،‏

ومَلَأوا بُيوتَهُم بِالفِضَّة.‏

١٦ لِماذا لم أمُتْ وأنا جَنينٌ لا يَعرِفُ أحَدٌ بِوُجودِه،‏

مِثلَ الأطفالِ الَّذينَ لم يَرَوُا النُّورَ أبَدًا؟‏

١٧ ففي القَبر،‏ حتَّى الأشرارُ يَتَوَقَّفونَ عنِ الغَضَب،‏

وهُناك يَرتاحُ المُتعَبون.‏ +

١٨ هُناك كُلُّ السُّجَناءِ مُرتاحونَ

ولا يَسمَعونَ صَوتَ الَّذي يُسَخِّرُهُم.‏

١٩ هُناك يَتَساوى العُظَماءُ وعامَّةُ النَّاس،‏ +

ويَتَحَرَّرُ العَبدُ مِن سَيِّدِه.‏

٢٠ لِماذا يُعْطي اللّٰهُ نورًا لِلَّذينَ يُعانون،‏

وحَياةً لِلَّذينَ هُم في ضيقٍ شَديد؟‏ *+

٢١ لِماذا يَتَمَنَّوْنَ المَوتَ ولا يَأتي؟‏ +

هُم يُفَتِّشونَ عنهُ أكثَرَ مِنَ الكُنوزِ المُخَبَّأَة،‏

٢٢ يَفرَحونَ كَثيرًا

ويَبتَهِجونَ عِندَما يَجِدونَ قَبرًا.‏

٢٣ لِماذا يُعْطي اللّٰهُ نورًا لِرَجُلٍ ضَيَّعَ طَريقَه،‏

لِرَجُلٍ حاصَرَهُ بِسِياج؟‏ +

٢٤ فالتَّنَهُّدُ صارَ طَعامًا لي،‏ +

وصُراخي + مِثلَ مِياهٍ تَتَدَفَّقُ بِقُوَّة.‏

٢٥ فما خِفتُ مِنهُ أصابَني،‏

وما فَزِعتُ مِنهُ أتى علَيَّ.‏

٢٦ لم أعرِفْ طَعمَ السَّلامِ والهُدوءِ والرَّاحَة،‏

وما زالَتِ المَشاكِلُ تَأتي علَيَّ».‏

٤ فأجابَ أَلِيفَاز + التِّيمَانِيّ:‏

 ٢ ‏«إذا تَجَرَّأَ أحَدٌ أن يَتَكَلَّمَ معك،‏ فهل ستَتَحَمَّل؟‏

ولكنْ كَيفَ أبْقى ساكِتًا؟‏

 ٣ أنتَ عَلَّمتَ * كَثيرين،‏

وكُنتَ تُقَوِّي الأيْدي الضَّعيفَة.‏

 ٤ كانَ كَلامُكَ يُقيمُ الَّذي يَتَعَثَّر،‏

وكُنتَ تُقَوِّي الَّذينَ ارتَخَت رُكَبُهُم.‏

 ٥ ولكنْ لمَّا أتَت علَيكَ المُصيبَةُ الآن،‏ لم تَتَحَمَّل.‏

أصابَتكَ فانهَرت.‏

 ٦ ألَا يُعْطيكَ خَوفُ اللّٰهِ الثِّقَة؟‏

ألَا تُعْطيكَ استِقامَتُكَ *+ الأمَل؟‏

 ٧ تَذَكَّرْ مِن فَضلِك:‏ مَن ماتَ وهو بَريء؟‏

ومتى هَلَكَ المُستَقيمون؟‏

 ٨ مِثلَما رَأيتُ،‏ الَّذينَ يَغرِسونَ * الأذِيَّةَ

والَّذينَ يَزرَعونَ المَشاكِلَ يَحصُدونَها.‏

 ٩ بِنَفخَةٍ مِنَ اللّٰهِ يَهلَكون،‏

وبِرِياحِ غَضَبِهِ الشَّديدَة يَبيدون.‏

١٠ الأسَدُ يَزأَرُ وشِبلُهُ يُزَمجِر،‏

ولكنْ حتَّى الأُسودُ القَوِيَّة تَتَكَسَّرُ أنيابُها.‏

١١ مِن دونِ فَريسَة،‏ يَموتُ الأسَدُ

وتَتَفَرَّقُ صِغارُه.‏

١٢ لقد قيلَت لي كَلِمَةٌ في السِّرّ؛‏

وَصَلَت هَمسَةٌ إلى أُذُني.‏

١٣ في اللَّيلِ وأنا نائِمٌ نَومًا عَميقًا،‏

رَأيتُ رُؤًى أزعَجَتني.‏

١٤ فصِرتُ أرجُفُ بِقُوَّة،‏

ودَخَلَ الرُّعبُ في كُلِّ عِظامي.‏

١٥ مَرَّ روحٌ فَوقَ وَجهي،‏

فوَقَفَ شَعرُ جِسمي.‏

١٦ ثُمَّ وَقَفَ الرُّوحُ في مَكانِه،‏

لكنِّي لم أُمَيِّزْ شَكلَه.‏

رَأيتُ خَيالًا أمامَ عَيْنَيَّ،‏

وكانَ هُناك هُدوء.‏ ثُمَّ سَمِعتُ صَوتًا يَقول:‏

١٧ ‏‹هل يُمكِنُ أن يَكونَ الإنسانُ الفاني عادِلًا * أكثَرَ مِنَ اللّٰه؟‏

هل يُمكِنُ أن يَكونَ أطهَرَ مِن صانِعِه؟‏›.‏

١٨ إنَّ اللّٰهَ لا يَثِقُ حتَّى بِخُدَّامِه،‏

وفي مَلائِكَتِهِ * يَجِدُ عُيوبًا.‏

١٩ فكَيفَ يَثِقُ بِالسَّاكِنينَ في بُيوتٍ مِن طين،‏

الَّذينَ في التُّرابِ + أساسُهُم،‏

الَّذينَ يُسحَقونَ بِسُهولَةٍ كالعُثّ؟‏!‏

٢٠ يَكونونَ أحياءً في الصَّباحِ ويُسحَقونَ كامِلًا قَبلَ المَساء؛‏

يَهلَكونَ إلى الأبَدِ ولا أحَدَ يَنتَبِه.‏

٢١ إنَّهُم يُشبِهونَ خَيمَةً اقتُلِعَ حَبلُها فسَقَطَت.‏

هُم يَموتونَ بِلا حِكمَة.‏

٥ ‏«أُطلُبِ المُساعَدَة!‏ فهل يُجيبُكَ أحَد؟‏

إلى أيِّ واحِدٍ مِنَ القُدُّوسينَ ستَصرُخ؟‏

 ٢ فالحِقدُ يَقتُلُ الأحمَق،‏

والحَسَدُ يَقْضي على الجاهِل.‏

 ٣ لقد رَأيتُ الأحمَقَ يَزدَهِر،‏

ولكنْ فَجْأةً يَصيرُ مَكانُ سَكَنِهِ مَلعونًا.‏

 ٤ يَكونُ أبناؤُهُ في خَطَر،‏

يُظلَمونَ عِندَ بَوَّابَةِ المَدينَة،‏ + ولا أحَدَ يُنقِذُهُم.‏

 ٥ الجائِعونَ يَأكُلونَ ما يَحصُدُه،‏

ويَأخُذونَ حتَّى ما يَنْمو بَينَ الشَّوك.‏

وتُؤْخَذُ مُمتَلَكاتُهُ ومُمتَلَكاتُ أبنائِه.‏

 ٦ فالأُمورُ المُؤْذِيَة لا تَنبُتُ مِنَ التُّراب،‏

والمَشاكِلُ لا تَخرُجُ مِنَ الأرض.‏

 ٧ مِثلَما أنَّ اللَّهَبَ يَتَّجِهُ دائِمًا إلى أعْلى،‏

كذلِكَ الإنسانُ يولَدُ لِكَي يُعاني.‏

 ٨ ولكنْ لَو كُنتُ مَكانَك،‏ كُنتُ الْتَفَتُّ إلى اللّٰهِ

ورَفَعتُ إلَيهِ قَضِيَّتي،‏

 ٩ هوَ الَّذي يَعمَلُ أُمورًا عَظيمَة تَفوقُ فَهمَنا،‏

أُمورًا رائِعَة لا تُعَدّ.‏

١٠ يُعْطي مَطَرًا لِلأرضِ

ويُرسِلُ مِياهًا لِلحُقول.‏

١١ يَرفَعُ المِسكينَ عالِيًا،‏

ويُخَلِّصُ الحَزين.‏

١٢ يُفَشِّلُ خُطَطَ المُخادِعينَ

كَي لا يَنجَحَ عَمَلُ أيْديهِم.‏

١٣ يوقِعُ الحُكَماءَ في فَخِّهِمِ الخَبيثِ +

كَي تَفشَلَ خُطَطُهُم.‏

١٤ تُحيطُ بهِمِ العَتمَةُ خِلالَ النَّهار،‏

ويُفَتِّشونَ عن طَريقِهِم في عِزِّ النَّهارِ وكَأنَّهُم في اللَّيل.‏

١٥ هو يُخَلِّصُ الفَقيرَ مِنَ السَّيفِ الخارِجِ مِن فَمِهِم،‏

يُخَلِّصُهُ مِن يَدِ القَوِيّ،‏

١٦ كَي يَكونَ هُناك أمَلٌ لِلمِسكين،‏

وكَي يَسُدَّ الشِّرِّيرُ فَمَه.‏

١٧ ما أسعَدَ الإنسانَ الَّذي يُوَبِّخُهُ اللّٰه!‏

فلا تَرفُضْ تَأديبَ القادِرِ على كُلِّ شَيء.‏

١٨ فهو يَجرَحُ ويَشْفي،‏

يَكسِرُ ويَجبُر.‏

١٩ سيُخَلِّصُكَ مِن سِتِّ مَصائِب،‏

وحتَّى السَّابِعَة لن تُؤْذِيَك.‏

٢٠ في المَجاعَةِ سيُخَلِّصُكَ * مِنَ المَوت،‏

وفي الحَربِ سيُنقِذُكَ مِن حَدِّ السَّيف.‏

٢١ سيَحْميكَ مِنَ اللِّسانِ الَّذي يَضرِبُ كالكِرباج،‏ +

ولن تَخافَ مِنَ الدَّمارِ عِندَما يَأتي.‏

٢٢ ستَضحَكُ على الدَّمارِ والجوع،‏

ولن تَخافَ مِنَ الحَيَواناتِ المُتَوَحِّشَة.‏

٢٣ فحِجارَةُ الحَقلِ لن تُؤْذِيَك،‏ *

والحَيَواناتُ المُتَوَحِّشَة ستَكونُ في سَلامٍ معك.‏

٢٤ ستَرى أنَّ خَيمَتَكَ آمِنَة.‏ *

وحينَ تَذهَبُ إلى المَرْعى،‏ ستَجِدُ أنَّكَ لم تَفقِدْ شَيئًا.‏

٢٥ وسَيَكونُ لَدَيكَ أوْلادٌ كَثيرون،‏

ويَكونُ نَسلُكَ كَثيرًا مِثلَ عُشبِ الأرض.‏

٢٦ ستَبْقى قَوِيًّا إلى أن تَموت،‏

كرَبطاتِ السَّنابِلِ الَّتي جُمِعَت في مَوْسِمِها.‏

٢٧ لقد تَحَقَّقنا مِنَ المَوْضوع،‏ ووَجَدنا أنَّهُ هكَذا.‏

فاسمَعْ هذا الكَلامَ واقبَلْه».‏

٦ فأجابَ أَيُّوب:‏

 ٢ ‏«يا لَيتَ حُزني + يوزَنُ كُلُّه،‏

ويا لَيتَهُ يوضَعُ مع مُصيبَتي على الميزان!‏

 ٣ فهوَ الآنَ أثقَلُ مِن رَملِ البَحر.‏

لِذلِك تَكَلَّمتُ بِلا تَفكير.‏ *+

 ٤ فسِهامُ القادِرِ على كُلِّ شَيءٍ انغَرَزَت فِيَّ،‏

وروحي تَشرَبُ سَمَّها.‏ +

إمتَلَأتُ رُعبًا لِأنَّ اللّٰهَ يُهاجِمُني.‏

 ٥ هل يَنهَقُ الحِمارُ الوَحشِيُّ + إذا كانَ عِندَهُ عُشب؟‏!‏

وهل يَصرُخُ الثَّورُ إذا كانَ عِندَهُ عَلَف؟‏!‏

 ٦ هل يُؤْكَلُ الطَّعامُ الَّذي بِلا نَكهَةٍ مِن دونِ مِلح؟‏!‏

وهل هُناك طَعمٌ في عَصيرِ نَباتِ الخُبَّيزَة؟‏!‏

 ٧ أرفُضُ * أن ألمُسَ أشياءَ كهذِه.‏

إنَّها مِثلُ طَعامٍ مُلَوَّث.‏

 ٨ يا لَيتَ طَلَبي يَتَحَقَّقُ

ويُعْطيني اللّٰهُ ما أرغَبُ فيه:‏

 ٩ أن يَقبَلَ بِأن يَسحَقَني،‏

أن يَمُدَّ يَدَهُ ويَقْضِيَ علَيَّ!‏ +

١٠ فحتَّى هذا سيُريحُني؛‏

سأقفِزُ مِنَ الفَرَحِ رَغمَ وَجَعي المُستَمِرّ،‏

لِأنِّي لم أرفُضْ كَلامَ القُدُّوس.‏ +

١١ هل لَدَيَّ القُوَّةُ لِأتَحَمَّلَ بَعد؟‏ +

وهل لَدَيَّ أمَلٌ لِأعيشَ * مِن أجْلِه؟‏

١٢ هل أنا قَوِيٌّ كالصَّخر؟‏

هل لَحمي مِن نُحاس؟‏

١٣ كَيفَ أُساعِدُ نَفْسي

وأنا قد خَسِرتُ كُلَّ دَعمٍ لي؟‏

١٤ كُلُّ مَن لا يُظهِرُ الوَلاءَ * لِصاحِبِهِ +

سيَخسَرُ أيضًا احتِرامَهُ * لِلقادِرِ على كُلِّ شَيء.‏ +

١٥ إخوَتي غَدَّارونَ + كأنهارِ الشِّتاء،‏

الأنهارِ الَّتي تَجْري في الشِّتاءِ وتَجِفُّ في النِّهايَة.‏

١٦ فهي مُظلِمَة بِسَبَبِ الجَليد،‏

وفيها يَختَفي الثَّلجُ الذَّائِب.‏

١٧ في مَوْسِمِ الجَفافِ يَنقَطِعُ مِنها الماءُ وتَنشَف؛‏

تَجِفُّ عِندَما يُصبِحُ الطَّقسُ حارًّا.‏

١٨ يَتَحَوَّلُ مَجْراها؛‏

تَجْري إلى الصَّحراءِ وتَختَفي.‏

١٩ تُفَتِّشُ عنها المَواكِبُ الآتِيَة مِن تَيْمَا،‏ +

وتَنتَظِرُها مَجموعاتُ المُسافِرينَ مِن سَبَأ.‏ +

٢٠ يُذَلُّونَ لِأنَّ ثِقَتَهُم كانَت في غَيرِ مَحَلِّها.‏

يَذهَبونَ إلى هُناك لكنَّ أمَلَهُم يَخيب.‏

٢١ هكَذا صِرتُم بِالنِّسبَةِ إلَيَّ.‏ +

رَأيتُم مُصيبَتي المُرعِبَة فخِفتُم.‏ +

٢٢ هل طَلَبتُ مِنكُم أن تُعْطوني شَيئًا

أو أن تُقَدِّموا مِن ثَروَتِكُم هَدِيَّةً مِن أجْلي؟‏

٢٣ هل طَلَبتُ مِنكُم أن تُنقِذوني مِن يَدِ العَدُوِّ

أو أن تُخَلِّصوني * مِنَ الظَّالِمين؟‏

٢٤ عَلِّموني وأنا سأسكُت؛‏ +

ساعِدوني أن أفهَمَ غَلطَتي.‏

٢٥ الكَلِماتُ الصَّادِقَة لا توجِع.‏ +

ولكنْ ما الفائِدَةُ الَّتي تَأتي مِن تَوبيخِكُم؟‏ +

٢٦ هل تُخَطِّطونَ لِتُوَبِّخوني على كَلِماتي،‏

كَلِماتِ رَجُلٍ يائِسٍ + تُطَيِّرُها الرِّيح؟‏

٢٧ لَيسَ مُستَبعَدًا أيضًا أن تُلْقوا قُرعَةً على اليَتيمِ +

وتَبيعوا صاحِبَكُم.‏ *+

٢٨ والآنَ الْتَفِتوا وانظُروا إلَيَّ،‏

لِأنَّي لن أكذِبَ علَيكُم.‏

٢٩ مِن فَضلِكُم أعيدوا النَّظَرَ ولا تَظلِموني،‏

أعيدوا النَّظَر،‏ فأنا لم أفعَلْ أيَّ خَطَإٍ.‏ *

٣٠ هل تَظُنُّونَ أنِّي أخطَأتُ في كَلامي؟‏

ألَا أقدِرُ أن أُمَيِّزَ مُصيبَتي؟‏

٧ ‏«ألَيسَت حَياةُ الإنسانِ الفاني على الأرضِ مِثلَ العَمَلِ بِالسُّخرَة؟‏

ألَيسَت أيَّامُهُ مِثلَ أيَّامِ العامِل؟‏ +

 ٢ هو مِثلُ عَبدٍ يَتَشَوَّقُ إلى الظِّلِّ

ومِثلُ عامِلٍ يَنتَظِرُ أُجرَتَه.‏ +

 ٣ أنا وَرِثتُ أشهُرًا بِلا نَفع،‏

وأُعْطِيَت لي لَيالٍ كُلُّها بُؤْس.‏ +

 ٤ عِندَما أستَلْقي أقول:‏ ‹متى سأقوم؟‏›.‏ +

وفيما يَطولُ اللَّيل،‏ أظَلُّ أتَقَلَّبُ حتَّى الفَجر.‏

 ٥ لَحمي غَطَّاهُ الدُّودُ وكُتَلُ التُّراب،‏ +

وجِلدِي كُلُّهُ قُشورٌ مُتَشَقِّقَة يَسيلُ مِنها القَيح.‏ +

 ٦ أيَّامي تَمُرُّ بِسُرعَة،‏ أسرَعَ مِمَّا يُحَرِّكُ النَّسَّاجُ أداتَه،‏ *+

وتَنتَهي مِن دونِ أمَل.‏ +

 ٧ تَذَكَّرْ يا اللّٰهُ أنَّ حَياتي مُجَرَّدُ نَفخَة،‏ *+

تَذَكَّرْ أنَّ عَيْني لن تَرى الفَرَحَ * مِن جَديد.‏

 ٨ العَيْنُ الَّتي تَراني الآنَ لن تَراني مُجَدَّدًا؛‏

عَيْناكَ ستُفَتِّشانِ عنِّي،‏ لكنِّي لن أكونَ مَوْجودًا.‏ +

 ٩ مِثلَما تَختَفي الغَيمَةُ وتَزول،‏

هكَذا الَّذي يَنزِلُ إلى القَبرِ * لا يَصعَدُ مِنه.‏ +

١٠ هو لن يَرجِعَ مُجَدَّدًا إلى بَيتِه،‏

ولن يَتَذَكَّرَهُ أحَدٌ حَيثُ كانَ مِن قَبل.‏ +

١١ لِذلِك لن أسكُت.‏

سأتَكَلَّمُ لِأنَّ قَلبي * مَوْجوع؛‏

سأشْكو هَمِّي لِأنِّي في ضيقٍ شَديد.‏ *+

١٢ هل أنا البَحرُ أو وَحشٌ بَحرِيٌّ *

لِتُعَيِّنَ لي حارِسًا؟‏

١٣ عِندَما أقول:‏ ‹سأستَلْقي على فِراشي لِأرتاح،‏

سيُخَفِّفُ سَريري مِن بُؤْسي›،‏

١٤ تُخيفُني بِالأحلام،‏

وتُرعِبُني بِالرُّؤى.‏

١٥ لِذلِك أُفَضِّلُ * أن أختَنِقَ

وأموتَ على أن أعيشَ هكَذا.‏ *+

١٦ أكرَهُ حَياتي؛‏ + لا أُريدُ أن أعيش.‏

أُترُكْني،‏ لِأنَّ أيَّامي مُجَرَّدُ نَفخَة.‏ +

١٧ مَن هوَ الإنسانُ الفاني حتَّى تَشغَلَ نَفْسَكَ به،‏

وحتَّى تُرَكِّزَ انتِباهَكَ * علَيه؟‏ +

١٨ لِماذا تَفحَصُهُ كُلَّ صَباحٍ

وتَمتَحِنُهُ في كُلِّ لَحظَة؟‏ +

١٩ لِماذا لا تُبعِدُ نَظَرَكَ عنِّي

وتَترُكُني قَليلًا حتَّى أبلَعَ ريقي؟‏ +

٢٠ إذا كُنتُ قد أخطَأت،‏ فكَيفَ يُؤْذيكَ ذلِك يا مَن تُراقِبُ البَشَر؟‏ +

لِماذا جَعَلتَني هَدَفًا لك؟‏

هل صِرتُ حِملًا ثَقيلًا علَيك؟‏

٢١ لِماذا لا تَغفِرُ خَطَئي

وتُسامِحُني على ذَنْبي؟‏

فأنا قَريبًا سأرقُدُ في التُّراب؛‏ +

ستُفَتِّشُ عنِّي،‏ لكنِّي لن أكونَ مَوْجودًا».‏

٨ فأجابَ بِلْدَد + الشُّوحِيّ:‏ +

 ٢ ‏«إلى متى ستَظَلُّ تَتَكَلَّمُ هكَذا؟‏ +

كَلِماتُكَ هي مُجَرَّدُ ريحٍ قَوِيَّة.‏

 ٣ هل يُمكِنُ أن يَظلِمَ اللّٰهُ أحَدًا،‏

أو أن لا يَتَصَرَّفَ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ بِعَدل؟‏!‏

 ٤ إذا كانَ أبناؤُكَ قد أخطَأوا إلَيه،‏

فهو عاقَبَهُم على تَمَرُّدِهِم.‏ *

 ٥ ولكنْ إذا الْتَفَتَّ إلى اللّٰهِ +

وتَرَجَّيتَ القادِرَ على كُلِّ شَيءٍ أن يَرْضى عنك،‏

 ٦ وإذا كُنتَ فِعلًا طاهِرًا ومُستَقيمًا،‏ +

فهو سيُوَجِّهُ انتِباهَهُ إلَيكَ *

ويَرُدُّكَ إلى المَكانِ الَّذي تَستَحِقُّه.‏

 ٧ ومع أنَّ بِدايَتَكَ كانَت صَغيرَة،‏

سيَكونُ مُستَقبَلُكَ عَظيمًا.‏ +

 ٨ إسألْ مِن فَضلِكَ الجيلَ السَّابِق،‏

وانتَبِهْ إلى ما اكتَشَفَهُ آباؤُهُم.‏ +

 ٩ فنَحنُ وُلِدنا البارِحَةَ ولا نَعرِفُ شَيئًا،‏

لِأنَّ أيَّامَنا على الأرضِ تَزولُ بِسُرعَةٍ كالظِّلّ.‏

١٠ أمَّا هُم،‏ أفَلَنْ يُعَلِّموكَ

ويُخَبِّروكَ عن ما يَعرِفونَه؟‏ *

١١ هل يَنْمو نَباتُ البَرْدِيِّ بَعيدًا عنِ المُستَنقَع،‏

أم يَنْمو القَصَبُ بِلا ماء؟‏

١٢ حتَّى لَو كانَ مُزهِرًا ولم يُقطَعْ بَعد،‏

فإنَّهُ سيَيبَسُ قَبلَ باقي النَّباتات.‏

١٣ هذا هو مَصيرُ * كُلِّ الَّذينَ يَنْسَوْنَ اللّٰه.‏

فالَّذي لا يَخافُ اللّٰهَ * لن يَتَحَقَّقَ أمَلُه،‏

١٤ هوَ الَّذي يَضَعُ ثِقَتَهُ في ما يَزول،‏

ويَتَّكِلُ على ما هو ضَعيفٌ مِثلُ بَيتِ العَنكَبوت.‏

١٥ سيَسنُدُ نَفْسَهُ على بَيتِهِ لكنَّهُ سيَنهار؛‏

سيَتَمَسَّكُ بهِ لكنَّهُ لن يَبْقى ثابِتًا.‏

١٦ هو كنَبتَةٍ رَطِبَة تَنْمو تَحتَ أشِعَّةِ الشَّمس،‏

وأغصانُهُ الجَديدَة تَمتَدُّ في الحَديقَة.‏ +

١٧ جُذورُهُ تَصيرُ مُتَشابِكَةً في كَومَةِ حِجارَة؛‏

يُفَتِّشُ عن بَيتٍ بَينَ الحِجارَة.‏ *

١٨ ولكنْ عِندَما يُقلَعُ * مِن مَكانِه،‏

سيُنكِرُهُ مَكانُهُ ويَقول:‏ ‹لا أعرِفُك›.‏ +

١٩ بِهذِهِ الطَّريقَةِ سيَختَفي؛‏ *+

ثُمَّ سيَنبُتُ آخَرونَ مِنَ التُّراب.‏

٢٠ إنَّ اللّٰهَ لن يَرفُضَ مَن يُحافِظُ على استِقامَتِه،‏ *

ولن يَدعَمَ * الأشرار،‏

٢١ لِأنَّهُ سيَجعَلُكَ تَضحَكُ

وتَهتِفُ مِنَ الفَرَحِ مُجَدَّدًا.‏

٢٢ الَّذينَ يَكرَهونَكَ سيَلبَسونَ الذُّلّ،‏

وخَيمَةُ الأشرارِ لن تَعودَ مَوْجودَة».‏

٩ فأجابَ أَيُّوب:‏

 ٢ ‏«أنا مُتَأكِّدٌ أنَّ هذا صَحيح.‏

ولكنْ كَيفَ يَكونُ الإنسانُ الفاني مُحِقًّا في دَعْوى ضِدَّ اللّٰه؟‏ +

 ٣ إذا أرادَ أحَدٌ أن يَتَجادَلَ معَ اللّٰه،‏ *+

لا يَقدِرُ أن يُجاوِبَهُ على سُؤالٍ واحِدٍ مِن ألف.‏

 ٤ هو حَكيمٌ * وقَوِيٌّ جِدًّا.‏ +

مَن يَقدِرُ أن يُقاوِمَهُ دونَ أن يَتَأذَّى؟‏ +

 ٥ يُحَرِّكُ * الجِبالَ دونَ أن يَعرِفَ أحَدٌ بِذلِك؛‏

ويَقلِبُها عِندَما يَغضَب.‏

 ٦ يُزَلزِلُ الأرض،‏

فتَهتَزُّ أعمِدَتُها.‏ +

 ٧ يَأمُرُ الشَّمسَ أن لا تُشرِق،‏

ويَضَعُ خَتمًا على النُّجومِ فلا تُرى؛‏ +

 ٨ يَمُدُّ السَّمواتِ وَحْدَهُ +

ويَدوسُ على أمواجِ البَحرِ العالِيَة.‏ +

 ٩ صَنَعَ نُجومَ عَايِيش * وكَسِيل * وكِيمَة *+

ونُجومَ الجَنوب؛‏ *

١٠ يَعمَلُ أُمورًا عَظيمَة تَفوقُ فَهمَنا،‏ +

أُمورًا رائِعَة لا تُعَدّ.‏ +

١١ يَمُرُّ قُربي لكنِّي لا أراه؛‏

يَتَجاوَزُني لكنِّي لا أُمَيِّزُ مَن هو.‏

١٢ إذا خَطَفَ شَيئًا،‏ فمَن يَقدِرُ أن يُقاوِمَه؟‏!‏

مَن يَقولُ له:‏ ‹ماذا تَفعَل›؟‏!‏ +

١٣ اللّٰهُ لن يَضبُطَ غَضَبَه.‏ +

حتَّى الَّذينَ يُساعِدونَ رَهَب *+ سيَنحَنونَ أمامَه.‏

١٤ فكم يَجِبُ أن أختارَ كَلِماتي جَيِّدًا

عِندَما أُجاوِبُه!‏

١٥ حتَّى لَو كُنتُ مُحِقًّا،‏ فلن أُجيبَه.‏ +

لا يُمكِنُني إلَّا أن أتَرَجَّى قاضِيَّ * أن يَرحَمَني.‏

١٦ إذا صَرَختُ إلَيه،‏ فهل سيَستَجيبُ لي؟‏

لا أعتَقِدُ أنَّهُ سيَسمَعُ صَوتي؛‏

١٧ فهو يَسحَقُني بِمَصائِبَ كالعاصِفَةِ

ويَزيدُ جُروحي بِلا سَبَب.‏ +

١٨ لا يَدَعُني آخُذُ نَفَسًا؛‏

فهو يَجلُبُ علَيَّ مُصيبَةً وَراءَ مُصيبَة.‏

١٩ مِن جِهَةِ القُوَّة،‏ هوَ القَوِيّ.‏ +

ومِن جِهَةِ العَدل،‏ مَن يَقدِرُ أن يُحاسِبَه؟‏!‏ *

٢٠ حتَّى لَو كُنتُ مُحِقًّا،‏ ففَمي سيَدينُني؛‏

حتَّى لَو حافَظتُ على استِقامَتي،‏ * فاللّٰهُ سيَعتَبِرُني مُذنِبًا.‏ *

٢١ حتَّى لَو حافَظتُ على استِقامَتي،‏ * فلا أعرِفُ ماذا سيَحصُلُ لي؛‏ *

أنا أكرَهُ حَياتي هذِه.‏ *

٢٢ النَّتيجَةُ واحِدَة في كُلِّ الأحوال.‏ لِذلِك أقول:‏

‏‹هو يُهلِكُ البَريءَ * والشِّرِّيرَ كِلَيْهِما›.‏

٢٣ إذا جاءَ فَيَضانٌ فَجْأةً وسَبَّبَ المَوت،‏

فهو يَسخَرُ مِن يَأسِ الأبرِياء.‏

٢٤ سَلَّمَ الأرضَ إلى الشِّرِّير؛‏ +

هو يُغَطِّي عُيونَ * قُضاتِها.‏

إذا لم يَكُنْ هو،‏ فمَن إذًا؟‏

٢٥ أيَّامي أسرَعُ مِن رَسولٍ يَركُض؛‏ +

هي تَهرُبُ مِن دونِ أن أرى خَيرًا أبَدًا.‏

٢٦ تَمُرُّ بِسُرعَةٍ مِثلَ مَركَبٍ مِن قَصَب،‏

مِثلَ نِسرٍ * يَهجُمُ على فَريسَتِه.‏

٢٧ إذا قُلتُ:‏ ‹سأنْسى عَذابي،‏

سأُغَيِّرُ تَعبيرَ وَجهي وأكونُ فَرِحًا›،‏

٢٨ فإنِّي أظَلُّ خائِفًا بِسَبَبِ كُلِّ أوْجاعي،‏ +

وأعرِفُ أنَّكَ لن تَعتَبِرَني بَريئًا.‏

٢٩ وبِما أنِّي سأُعتَبَرُ مُذنِبًا،‏ *

فلِماذا أتعَبُ بِلا فائِدَة؟‏ +

٣٠ لَوِ اغتَسَلتُ بِالثَّلجِ الذَّائِب،‏

ونَظَّفتُ يَدَيَّ بِالصَّابون،‏ *+

٣١ فأنتَ ستَغمِسُني في حُفرَةٍ موحِلَة،‏

حتَّى إنَّ ثِيابي ستَكرَهُني.‏

٣٢ فهو لَيسَ إنسانًا مِثلي حتَّى أُجاوِبَهُ

ونَقِفَ نَحنُ الاثنَيْنِ أمامَ القَضاء.‏ +

٣٣ لَيسَ هُناك مَن يَحكُمُ * بَينَنا،‏

لَيسَ هُناك مَن يَكونُ قاضِيًا لنا.‏ *

٣٤ إذا تَوَقَّفَ عن ضَربي *

ولم يَعُدْ يُرعِبُني،‏ +

٣٥ فعِندَئِذٍ سأتَكَلَّمُ معهُ بِلا خَوف،‏

فلَيسَ مِن عادَتي أن أتَكَلَّمَ بِخَوف.‏

١٠ ‏«لقد كَرِهتُ * حَياتي.‏ +

سأُعَبِّرُ عن كُلِّ هُمومي،‏

سأتَكَلَّمُ لِأنِّي في ضيقٍ شَديد!‏ *

 ٢ سأقولُ لِلّٰه:‏ ‹لا تَحكُمْ بِأنِّي مُذنِب.‏

قُلْ لي لِماذا تَعتَبِرُني خَصمَك.‏

 ٣ هل يُفيدُكَ أن تَظلِم،‏

أن تَحتَقِرَ عَمَلَ يَدَيْك،‏ +

بَينَما تَفرَحُ بِنَصيحَةِ الأشرار؟‏

 ٤ هل عِندَكَ عَيْنَا إنسان،‏

وهل تَرى مِثلَما يَرى الإنسانُ الفاني؟‏

 ٥ هل أيَّامُكَ قَصيرَة كأيَّامِ البَشَرِ الفانينَ

وسَنَواتُكَ كسَنَواتِ إنسان،‏ +

 ٦ حتَّى تَبحَثَ عن ذَنْبي

وتُفَتِّشَ دائِمًا عن خَطِيَّتي؟‏ +

 ٧ أنتَ تَعرِفُ أنِّي لَستُ مُذنِبًا.‏ +

ولا أحَدَ يَقدِرُ أن يُنقِذَني مِن يَدِك.‏ +

 ٨ أنتَ كَوَّنتَني وصَنَعتَني بِيَدَيْك،‏ +

لكنَّكَ الآنَ تُدَمِّرُني كامِلًا!‏

 ٩ تَذَكَّرْ مِن فَضلِكَ أنَّكَ صَنَعتَني مِنَ الطِّين،‏ +

لكنَّكَ الآنَ تُريدُ أن تُعيدَني إلى التُّراب.‏ +

١٠ ألَمْ تَسكُبْني كالحَليبِ

وتَجعَلْني جامِدًا كالجُبن؟‏

١١ لَبَّستَني جِلدًا ولَحمًا

ونَسَجتَ جِسمي بِعِظامٍ وأوْتار.‏ +

١٢ أعْطَيتَني الحَياةَ وأظهَرتَ لي الوَلاء؛‏

حَمَيتَ روحي * واعتَنَيتَ بي.‏ +

١٣ لكنَّكَ نَوَيتَ في السِّرِّ أن تَفعَلَ هذِهِ الأُمور،‏ *

وأنا أعرِفُ أنَّها مِنك.‏

١٤ لَو أخطَأتُ،‏ فأنتَ كُنتَ ستُراقِبُني +

وما كُنتَ لِتُسامِحَني على ذَنْبي.‏

١٥ لَو أنا مُذنِب،‏ فيا وَيْلي!‏

وحتَّى لَو أنا بَريء،‏ فلا أقدِرُ أن أرفَعَ رَأسي،‏ +

لِأنَّ حَياتي مَليئَةٌ بِالذُّلِّ والمَصائِب.‏ +

١٦ حينَ أرفَعُ رَأسي،‏ تُطارِدُني كأسَدٍ +

وتَستَعمِلُ قُوَّتَكَ مُجَدَّدًا ضِدِّي.‏

١٧ تَجلُبُ شُهودًا آخَرينَ ضِدِّي

وتَزيدُ غَضَبَكَ علَيَّ،‏

فيما تَأتي علَيَّ مُصيبَةٌ وَراءَ مُصيبَة.‏

١٨ فلِماذا أخرَجتَني مِنَ الرَّحِم؟‏ +

يا لَيتَني مُتُّ قَبلَ أن يَراني أحَد!‏

١٩ فكُنتُ أُخِذتُ مِنَ الرَّحِمِ إلى القَبر،‏

وكَأنِّي لم أكُنْ مَوْجودًا أبَدًا›.‏

٢٠ ألَيسَت أيَّامي قَليلَة؟‏ + فلْيَترُكْني

ولْيُبعِدْ نَظَرَهُ عنِّي كَي أرتاحَ *+ قَليلًا

٢١ قَبلَ أن أذهَبَ بِلا رَجعَة،‏ +

إلى أرضِ العَتمَةِ الشَّديدَة،‏ *+

٢٢ أرضِ العَتمَةِ الكَثيفَة،‏

أرضِ الظَّلامِ الشَّديدِ والفَوْضى،‏

الأرضِ الَّتي حتَّى النُّورُ فيها كالظَّلام».‏

١١ فأجابَ صُوفَر + النِّعْمَاتِيّ:‏

 ٢ ‏«هل تَظُنُّ أنَّ كُلَّ هذا الكَلامِ سيَمُرُّ مِن دونِ رَدّ؟‏

هل كَثرَةُ الكَلامِ تَجعَلُ الشَّخصَ مُحِقًّا؟‏ *

 ٣ هل سيُسكِتُ كَلامُكَ الفارِغُ النَّاس؟‏

ألَنْ يُوَبِّخَكَ أحَدٌ على كَلامِكَ السَّاخِر؟‏ +

 ٤ فأنتَ تَقول:‏ ‹تَعليمي نَقِيّ،‏ +

وأنا طاهِرٌ في عَيْنَيِ اللّٰه›.‏ +

 ٥ ولكنْ يا لَيتَ اللّٰهَ يَتَكَلَّمُ

ويَرُدُّ علَيك!‏ +

 ٦ فهو عِندَئِذٍ سيَكشِفُ لكَ أسرارَ الحِكمَة،‏

لِأنَّ الحِكمَةَ لها أوْجُهٌ كَثيرَة.‏

وعِندَئِذٍ ستَعرِفُ أنَّ اللّٰهَ يَنْسى بَعضَ ذُنوبِك.‏

 ٧ هل تَقدِرُ أن تَكتَشِفَ أعماقَ اللّٰهِ

أو تَكتَشِفَ كُلَّ ما يَتَعَلَّقُ بِالقادِرِ على كُلِّ شَيء؟‏!‏ *

 ٨ إنَّ الحِكمَةَ أعْلى مِنَ السَّموات،‏ فماذا تَقدِرُ أن تَفعَل؟‏!‏

هي أعمَقُ مِنَ القَبر،‏ * فماذا تَقدِرُ أن تَعرِفَ عنها؟‏!‏

 ٩ إنَّها أكبَرُ مِنَ الأرض،‏

وأوْسَعُ مِنَ البَحر.‏

١٠ إذا مَرَّ اللّٰهُ وأمسَكَ أحَدًا وأخَذَهُ إلى المَحكَمَة،‏

فمَن يَقدِرُ أن يُقاوِمَه؟‏!‏

١١ فهو يَعرِفُ متى يَكونُ النَّاسُ مُخادِعين،‏

ويُلاحِظُ الشَّرَّ عِندَما يَراه.‏

١٢ لكنَّ الغَبِيَّ لن يَصيرَ حَكيمًا

إلَّا حينَ يَلِدُ الحِمارُ الوَحشِيُّ إنسانًا.‏ *

١٣ يا لَيتَكَ تُهَيِّئُ قَلبَكَ

وتَرفَعُ يَدَيْكَ وتُصَلِّي إلَيه!‏

١٤ إذا كُنتَ تَفعَلُ شَيئًا خاطِئًا،‏ فتَوَقَّفْ عن ذلِك

ولا تَدَعِ الشَّرَّ يَسكُنُ في خِيامِك.‏

١٥ فعِندَئِذٍ ستَرفَعُ وَجهَكَ بِلا خَجَلٍ

وتَقِفُ ثابِتًا بِلا خَوف.‏

١٦ وعِندَئِذٍ ستَنْسى مَشاكِلَك؛‏

ستَنْساها مِثلَما تَنْسى مِياهًا مَرَّت بِجانِبِك.‏

١٧ وتَصيرُ حَياتُكَ مُشرِقَةً أكثَرَ مِنَ الشَّمسِ عِندَ الظُّهر؛‏

حتَّى الظَّلامُ في حياتِكَ سيَكونُ مِثلَ نورِ الصَّباح.‏

١٨ وسَتَكونُ مُطمَئِنًّا لِأنَّ لَدَيكَ أمَلًا؛‏

ستَنظُرُ حَولَكَ وتَنامُ بِأمان.‏

١٩ ستَستَلْقي ولن يُخيفَكَ أحَد،‏

وسَيَطلُبُ كَثيرونَ رِضاك.‏

٢٠ أمَّا الأشرارُ فسَتَضعُفُ عُيونُهُم،‏

ولن يَجِدوا مَكانًا يَهرُبونَ إلَيه،‏

والمَوتُ * سيَكونُ أمَلَهُمُ الوَحيد».‏ +

١٢ فأجابَ أَيُّوب:‏

 ٢ ‏«فِعلًا،‏ أنتُمُ الَّذينَ عِندَكُمُ المَعرِفَة،‏ *

والحِكمَةُ ستَموتُ معكُم!‏

 ٣ ولكنْ أنا أيضًا عِندي فَهم،‏ *

ولَستُ أقَلَّ مِنكُم.‏

مَنِ الَّذي لا يَعرِفُ هذِهِ الأشياء؟‏!‏

 ٤ صِرتُ مَسخَرَةً لِأصحابي،‏ +

لِأنِّي أصرُخُ إلى اللّٰهِ وأتَوَقَّعُ أن يُجيبَني.‏ +

الَّذي بِلا لَومٍ ويَفعَلُ الصَّوابَ هو مَسخَرَةٌ عِندَ النَّاس.‏

 ٥ أمَّا الَّذي بِلا هُمومٍ فيَستَخِفُّ بِالمَصائِبِ

ويَعتَبِرُ أنَّها لا تُصيبُ إلَّا الَّذينَ قَدَمُهُم لَيسَت ثابِتَة.‏ *

 ٦ السَّارِقونَ يَعيشونَ بِسَلامٍ في خِيامِهِم،‏ +

والَّذينَ يُغضِبونَ اللّٰهَ يَشعُرونَ بِالأمان،‏ +

هؤُلاء هُمُ الَّذينَ يَحمِلونَ إلهَهُم في يَدِهِم.‏

 ٧ ولكنْ مِن فَضلِكَ اسألِ الحَيَواناتِ وسَتُعَلِّمُك؛‏

إسألْ أيضًا طُيورَ السَّماءِ وسَتُخبِرُك.‏

 ٨ أو تَأمَّلْ في * الأرضِ وسَتُعَلِّمُك؛‏

تَأمَّلْ أيضًا في سَمَكِ البَحرِ وسَيُخبِرُك.‏

 ٩ مَن مِنها كُلِّها لا يَعرِفُ

أنَّ يَدَ يَهْوَه صَنَعَت هذا؟‏!‏

١٠ في يَدِهِ حَياةُ * كُلِّ كائِنٍ حَيٍّ

وروحُ * كُلِّ إنسان.‏ +

١١ ألَا تَفحَصُ الأُذُنُ الكَلامَ

مِثلَما أنَّ اللِّسانَ * يَذوقُ الطَّعام؟‏ +

١٢ ألَيسَ المُسِنُّونَ حُكَماء؟‏ +

ألَا يَأتي الفَهمُ معَ العُمر؟‏

١٣ عِندَهُ الحِكمَةُ والقُدرَة؛‏ +

عِندَهُ الفَهم،‏ + وهو سيُحَقِّقُ قَصدَه.‏ *

١٤ عِندَما يَهدِمُ شَيئًا،‏ لا يُمكِنُ أن يُبْنى مُجَدَّدًا.‏ +

وما يُغلِقُهُ لا يَقدِرُ أيُّ إنسانٍ أن يَفتَحَه.‏

١٥ عِندَما يَمنَعُ المَطَر،‏ يَجِفُّ كُلُّ شَيء.‏ +

وعِندَما يُفلِتُه،‏ تَغمُرُ المِياهُ الأرض.‏ +

١٦ عِندَهُ القُوَّةُ والحِكمَة؛‏ +

في يَدِهِ الَّذي يُخطِئُ والَّذي يَقودُ غَيرَهُ إلى الخَطَإ.‏

١٧ يَجعَلُ المُستَشارينَ يَمْشونَ حافين،‏ *

ويَجعَلُ القُضاةَ حَمْقى.‏ +

١٨ يَفُكُّ القُيودَ الَّتي يَفرِضُها المُلوك،‏ +

ويَربُطُ حَبلًا حَولَ خَصرِهِم.‏

١٩ يَجعَلُ الكَهَنَةَ يَمْشونَ حافين،‏ +

ويُسقِطُ الثَّابِتينَ في مَراكِزِهِم.‏ +

٢٠ يُسكِتُ المُستَشارينَ الَّذينَ يُتَّكَلُ علَيهِم،‏

ويَأخُذُ مِنَ المُسِنِّينَ * الحُكمَ السَّليم.‏

٢١ يَسكُبُ الذُّلَّ على النُّبَلاء،‏ +

ويُضعِفُ الأقوِياء.‏ *

٢٢ يَكشِفُ الأُمورَ المَخْفِيَّة في الظَّلام،‏ +

ويُضيءُ العَتمَةَ الشَّديدَة.‏

٢٣ يَجعَلُ الأُمَمَ عَظيمَةً ثُمَّ يُدَمِّرُها؛‏

يُوَسِّعُ حُدودَها ثُمَّ يَأخُذُها إلى الأسْر.‏

٢٤ يَأخُذُ الفَهمَ * مِن قادَةِ الشُّعوب،‏

ويَجعَلُهُم يَتَنَقَّلونَ في أراضٍ مَهجورَة لا طَريقَ فيها.‏ +

٢٥ فيُفَتِّشونَ عن طَريقِهِم في الظَّلام،‏ + في أماكِنَ لا نورَ فيها؛‏

يَجعَلُهُم يَمْشونَ بِلا هَدَفٍ مِثلَ السَّكرانين.‏ +

١٣ ‏«لقد رَأت عَيْني كُلَّ هذا،‏

وسَمِعَتهُ أُذُني وفَهِمَته.‏

 ٢ ما تَعرِفونَهُ أنا أيضًا أعرِفُه؛‏

لَستُ أقَلَّ مِنكُم.‏

 ٣ لكنِّي أُفَضِّلُ أن أتَكَلَّمَ معَ اللّٰهِ القادِرِ على كُلِّ شَيء،‏

وأُريدُ أن أُدافِعَ عن قَضِيَّتي أمامَه.‏ +

 ٤ أمَّا أنتُم فتُشَوِّهونَ سُمعَتي بِالأكاذيب؛‏

كُلُّكُم أطِبَّاءُ بِلا نَفع.‏ +

 ٥ يا لَيتَكُم تَسكُتونَ ولا تَتَكَلَّمونَ أبَدًا،‏

فهذا يَكونُ حِكمَةً مِن جِهَتِكُم.‏ +

 ٦ إسمَعوا حُجَجي مِن فَضلِكُم،‏

وانتَبِهوا فيما أُدافِعُ عن نَفْسي.‏

 ٧ هل تُوَجِّهونَ اتِّهاماتٍ ظالِمَة بِاسْمِ اللّٰه؟‏

هل تَتَكَلَّمونَ بِالخِداعِ بِاسْمِه؟‏

 ٨ هل تَقِفونَ إلى جانِبِه؟‏ *

هل تُحاوِلونَ أن تُدافِعوا عن قَضِيَّتِه؟‏

 ٩ لَو فَحَصَكُمُ اللّٰه،‏ فهل سيَرْضى عنكُم؟‏ +

هل ستَخدَعونَهُ وكَأنَّهُ إنسانٌ فانٍ؟‏

١٠ إذا كُنتُم مُتَحَيِّزينَ في السِّرّ،‏

فسَيُوَبِّخُكُم بِالتَّأكيد.‏ +

١١ ألَنْ تُرعِبَكُم عَظَمَتُهُ

ويُسَيطِرَ علَيكُمُ الخَوفُ مِنه؟‏

١٢ أقوالُكُمُ الحَكيمَة * لَيسَت إلَّا أمثالًا مِن رَماد؛‏

حُجَجُكُم ضَعيفَة مِثلُ حُصونٍ * مِن طين.‏

١٣ أُسكُتوا لِأتَكَلَّمَ أنا،‏

ولا يَهُمُّني ماذا يُصيبُني بَعدَ ذلِك.‏

١٤ لِماذا أُعَرِّضُ نَفْسي لِلخَطَر،‏ *

وأضَعُ حَياتي * في كَفِّي؟‏

١٥ فهو قد يَقتُلُني،‏ لكنَّ أمَلي يَبْقى فيه؛‏ +

سأعرِضُ قَضِيَّتي * أمامَه.‏

١٦ عِندَئِذٍ سيَصيرُ هو خَلاصي،‏ +

لِأنَّ الَّذي لا يَخافُ اللّٰهَ * لا يَأتي أمامَه.‏ +

١٧ إسمَعوا كَلِمَتي جَيِّدًا؛‏

إنتَبِهوا إلى ما سأقولُه.‏

١٨ أنا جاهِزٌ الآنَ لِأعرِضَ قَضِيَّتي؛‏

أنا أعرِفُ أنِّي مُحِقّ.‏

١٩ فمَن سيُثبِتُ أنِّي مُخطِئ؟‏

لَو سَكَتُّ الآن،‏ فسَأموت!‏ *

٢٠ أمرَانِ فَقَط أطلُبُهُما مِنكَ يا اللّٰه،‏ *

كَي لا أختَبِئَ مِنكَ بَعد:‏

٢١ أَبعِدْ يَدَكَ عنِّي

ولا تَظَلَّ تُرعِبُني.‏ +

٢٢ تَكَلَّمْ وأنا سأُجيبُك،‏

أو دَعْني أتَكَلَّمُ أوَّلًا ورُدَّ علَيَّ أنت.‏

٢٣ ما هي ذُنوبي وخَطاياي؟‏

إكشِفْ لي تَمَرُّدي وخَطِيَّتي.‏

٢٤ لِماذا تُخْفي وَجهَكَ +

وتَعتَبِرُني عَدُوَّك؟‏ +

٢٥ هل تُخيفُ وَرَقَةً تُطَيِّرُها الرِّيح،‏

أو هل تُطارِدُ قَشًّا يابِسًا؟‏

٢٦ فأنتَ تُسَجِّلُ اتِّهاماتٍ خَطيرَة * ضِدِّي،‏

وتُحاسِبُني على خَطايا شَبابي.‏

٢٧ قَيَّدتَ قَدَمَيَّ،‏ *

وتُراقِبُ كُلَّ طُرُقي

وكُلَّ خُطوَةٍ أمْشيها.‏

٢٨ لِذلِك يَهتَري الإنسانُ * كشَيءٍ مُتَعَفِّن،‏

كثَوبٍ يَأكُلُهُ العُثّ.‏

١٤ ‏«الإنسان،‏ المَوْلودُ مِنَ المَرأة،‏

حَياتُهُ قَصيرَة + ومَلآنَة بِالمَشاكِل.‏ *+

 ٢ يَطلَعُ كالزَّهرِ ثُمَّ يَذبُل؛‏ *+

يَهرُبُ كالظِّلِّ ويَختَفي.‏ +

 ٣ مع ذلِك،‏ رَكَّزتَ نَظَرَكَ علَيه،‏

وأحضَرتَهُ * إلى المُحاكَمَة.‏ +

 ٤ هل يَأتي شَخصٌ طاهِرٌ مِن شَخصٍ نَجِس؟‏ +

كَلَّا.‏

 ٥ إذا كانَت أيَّامُ الإنسانِ مَحدودَة،‏

فعَدَدُ شُهورِهِ هو في يَدِك.‏

وَضَعتَ حَدًّا لِحَياتِهِ لا يَقدِرُ أن يَتَجاوَزَه.‏ +

 ٦ أَبعِدْ نَظَرَكَ عنهُ لِيَرتاح،‏

إلى أن يُنْهِيَ يَومَهُ كالعامِل.‏ +

 ٧ فحتَّى الشَّجَرَةُ لَدَيها أمَل.‏

إذا قُطِعَت فهي تُفرِخُ مِن جَديد،‏

وأغصانُها الجَديدَة تَستَمِرُّ في النُّمُوّ.‏

 ٨ إذا صارَت جُذورُها قَديمَةً في الأرضِ

وجَفَّ جِذعُها في التُّراب،‏

 ٩ فمِن رائِحَةِ الماءِ فَقَط ستُفرِخُ

وتُنبِتُ أغصانًا مِثلَ نَبتَةٍ جَديدَة.‏

١٠ أمَّا الإنسانُ فيَموتُ وتَزولُ كُلُّ قُوَّتِه؛‏

وعِندَما يَتَنَفَّسُ نَفَسَهُ الأخير،‏ أينَ يَذهَب؟‏ +

١١ المِياهُ تَختَفي مِنَ البَحر،‏

والنَّهرُ يَنشَفُ ويَجِفّ.‏

١٢ الإنسانُ أيضًا يَرقُدُ ولا يَقوم.‏ +

ما دامَتِ السَّمواتُ مَوْجودَة،‏ فلن يَستَيقِظَ

ولن يَنهَضَ مِن نَومِه.‏ +

١٣ يا لَيتَكَ تُخَبِّئُني في القَبر،‏ *+

وتُخْفيني إلى أن يَمُرَّ غَضَبُك،‏

وتُحَدِّدُ لي وَقتًا وتَتَذَكَّرُني!‏ +

١٤ إذا ماتَ إنسان،‏ فهل يَعيشُ مُجَدَّدًا؟‏ +

سأنتَظِرُ كُلَّ أيَّامِ عُبودِيَّتي

إلى أن يَأتِيَ الفَرَج.‏ +

١٥ ستُناديني وأنا سأُجيبُك؛‏ +

تَشتاقُ إلى الَّذي صَنَعَتهُ يَداك.‏

١٦ أمَّا الآنَ فتُراقِبُ كُلَّ خُطُواتي،‏

ولا تَرى إلَّا خَطِيَّتي.‏

١٧ خَطِيَّتي هي في كيسٍ مُغلَق؛‏ *

أنتَ تُغلِقُ على ذَنْبي بِالغِراء.‏

١٨ مِثلَما يَسقُطُ الجَبَلُ ويَتَفَتَّت،‏

وتَتَحَرَّكُ الصَّخرَةُ مِن مَكانِها،‏

١٩ ومِثلَما يَبْري الماءُ الحِجارَةَ

وتَجرُفُ الأنهارُ تُرابَ الأرض،‏

هكَذا أنتَ تَقْضي على أمَلِ الإنسانِ الفاني.‏

٢٠ تَظَلُّ تَسحَقُهُ حتَّى يَهلَك؛‏ +

تُغَيِّرُ شَكلَهُ وتُرسِلُهُ إلى القَبر.‏

٢١ إذا أُكرِمَ أوْلادُه،‏ لا يَعرِف؛‏

وإذا انذَلُّوا،‏ لا يَعلَم.‏ +

٢٢ لا يَتَوَجَّعُ إلَّا وهو في جَسَدِه،‏

ولا يَحزَنُ * إلَّا وهو حَيّ».‏

١٥ فأجابَ أَلِيفَاز + التِّيمَانِيّ:‏

 ٢ ‏«هل يُجاوِبُ الحَكيمُ بِحُجَجٍ فارِغَة،‏ *

أو يَملَأُ قَلبَهُ بِأفكارٍ مُؤْذِيَة؟‏ *

 ٣ التَّوبيخُ بِالكَلامِ فَقَط لا يَنفَع،‏

والأقوالُ وَحْدَها لا تُفيد.‏

 ٤ فبِسَبَبِكَ يَضعُفُ خَوفُ اللّٰهِ عِندَ النَّاس،‏

وبِسَبَبِكَ لا يُفَكِّرونَ في اللّٰه.‏

 ٥ فأنتَ مُذنِب،‏ لِذلِك تَتَكَلَّمُ بِهذِهِ الطَّريقَةِ *

وتَختارُ كَلِماتٍ خَبيثَة.‏

 ٦ فَمُكَ يَدينُكَ لا أنا؛‏

شَفَتاكَ تَشهَدانِ ضِدَّك.‏ +

 ٧ هل أنتَ أوَّلُ شَخصٍ وُلِدَ بَينَ النَّاس،‏

أو هل وُلِدتَ قَبلَ التِّلال؟‏

 ٨ هل تَسمَعُ ما يَقولُهُ اللّٰهُ في السِّرّ،‏

أو هل أنتَ وَحْدَكَ حَكيم؟‏

 ٩ ما الَّذي تَعرِفُهُ ونَحنُ لا نَعرِفُه؟‏ +

وما الَّذي تَفهَمُهُ ونَحنُ لا نَفهَمُه؟‏

١٠ الشَّيبَةُ والعُمرُ هُما عِندَنا،‏ +

رِجالٌ أكبَرُ بِكَثيرٍ مِن أبيك.‏

١١ ألَا تَكْفيكَ التَّعزِيَةُ مِنَ اللّٰهِ

أوِ الكَلِماتُ الَّتي تُقالُ لكَ بِرِقَّة؟‏

١٢ لِماذا تَسمَحُ لِقَلبِكَ أن يُسَيطِرَ علَيك؟‏

ولِماذا الغَضَبُ في عَيْنَيْك؟‏

١٣ فأنتَ تَغضَبُ مِنَ اللّٰه،‏ *

وتَسمَحُ لِفَمِكَ أن يَقولَ كَلامًا كهذا.‏

١٤ كَيفَ يُمكِنُ أن يَكونَ الإنسانُ الفاني طاهِرًا؟‏!‏

أو كَيفَ يُمكِنُ أن يَكونَ المَوْلودُ مِنَ المَرأةِ بِلا لَوم؟‏!‏ *+

١٥ إنَّ اللّٰهَ لا يَثِقُ بِقُدُّوسيه،‏

وحتَّى السَّمواتُ لَيسَت طاهِرَةً في عَيْنَيْه.‏ +

١٦ فكَيفَ يَثِقُ بِشَخصٍ مَكروهٍ جِدًّا وفاسِد،‏ +

شَخصٍ يَشرَبُ الشَّرَّ كالماء؟‏!‏

١٧ إسمَعْ لي وسَأُخبِرُك؛‏

سأقولُ لكَ ما رَأيتُه،‏

١٨ ما قالَهُ الحُكَماءُ ولم يُخْفوه،‏

الكَلامَ الَّذي أخَذوهُ عن آبائِهِم.‏ +

١٩ لهُم وَحْدَهُم أُعْطِيَتِ الأرض،‏

ولم يَمُرَّ بَينَهُم غَريب.‏

٢٠ الشِّرِّيرُ الظَّالِمُ يَتَعَذَّبُ كُلَّ أيَّامِه،‏

يَرى المَشاكِلَ كُلَّ سَنَواتِ حَياتِه.‏

٢١ أصواتٌ مُرعِبَة في أُذُنَيْه،‏ +

والسَّارِقونَ يَهجُمونَ علَيهِ في وَقتِ السَّلام.‏

٢٢ يَعرِفُ أنَّهُ لن يَهرُبَ مِنَ الظَّلام؛‏ +

مَصيرُهُ أن يَموتَ بِالسَّيف.‏

٢٣ يَتَنَقَّلُ مِن مَكانٍ إلى آخَرَ مُفَتِّشًا عنِ الخُبزِ ويَقول:‏ ‹أينَ هو؟‏›،‏

ويَعرِفُ جَيِّدًا أنَّ يَومَ الظَّلامِ قَريب.‏

٢٤ يُرعِبُهُ الحُزنُ والضِّيق؛‏

يَنتَصِرانِ علَيهِ مِثلَ مَلِكٍ مُستَعِدٍّ لِلهُجوم.‏

٢٥ فهو يَرفَعُ يَدَهُ في وَجهِ اللّٰه،‏

ويُحاوِلُ أن يَتَحَدَّى * القادِرَ على كُلِّ شَيء؛‏

٢٦ يَهجُمُ علَيهِ بِعِنادٍ

حامِلًا تُرسَهُ السَّميكَ القَوِيّ؛‏ *

٢٧ وَجهُهُ مُغَطًّى بِالشَّحم،‏

وخاصِرَتاهُ مَليئَتانِ بِالدِّهن؛‏

٢٨ هو يَسكُنُ في مُدُنٍ ستُدَمَّر،‏

في بُيوتٍ لن يَسكُنَ فيها أحَد،‏

بُيوتٍ ستَصيرُ كَومَةَ حِجارَة.‏

٢٩ لن يَصيرَ غَنِيًّا ولن تَزدادَ ثَروَتُه،‏

ولن تَنتَشِرَ مُمتَلَكاتُهُ في الأرض.‏

٣٠ لن يَهرُبَ مِنَ الظَّلام؛‏

اللَّهَبُ سيُحرِقُ أغصانَهُ الجَديدَة،‏ *

وسَيَزولُ بِنَفخَةٍ مِن فَمِ اللّٰه.‏ *+

٣١ لا يَجِبُ أن يَخدَعَ نَفْسَهُ ويَتَّكِلَ على أُمورٍ بِلا قيمَة،‏

لِأنَّ ما سيَنالُهُ سيَكونُ بِلا قيمَة.‏

٣٢ سيَحصُلُ ذلِك خِلالَ حَياتِه،‏

وأغصانُهُ لن تَزدَهِرَ أبَدًا.‏ +

٣٣ سيَكونُ مِثلَ كَرمَةٍ تَرْمي عِنَبَها قَبلَ أن يَنضَج،‏

ومِثلَ زَيتونَةٍ توقِعُ أزهارَها؛‏

٣٤ فجَماعَةُ المُرتَدِّينَ * لا تُثمِر،‏ +

والنَّارُ ستَلتَهِمُ خِيامَ الَّذينَ يَأخُذونَ رَشوَة.‏

٣٥ يَحبَلونَ بِما هو سَيِّئٌ ويَلِدونَ شَرًّا،‏

وبَطنُهُم يَلِدُ خِداعًا».‏

١٦ فأجابَ أَيُّوب:‏

 ٢ ‏«لقد سَمِعتُ أُمورًا كَثيرَة كهذِه مِن قَبل.‏

أنتُم تَزيدونَ عَذابي بَدَلَ أن تُعَزُّوني.‏ +

 ٣ هل هُناك نِهايَةٌ لِلكَلامِ الفارِغ؟‏ *

ما الَّذي يَستَفِزُّكَ * حتَّى تُجاوِبَ هكَذا؟‏

 ٤ لَو كُنتُم مَكاني،‏

كُنتُ أقدِرُ أنا أيضًا أن أتَكَلَّمَ مِثلَكُم؛‏

كُنتُ أقدِرُ أن أستَعمِلَ ضِدَّكُم حُجَجًا قَوِيَّة

وأهُزَّ رَأسي بِسُخرِيَة.‏ +

 ٥ لكنِّي ما كُنتُ لِأفعَلَ ذلِك،‏ بل كُنتُ قَوَّيتُكُم بِكَلِماتِ فَمي

وأرَحتُكُم بِكَلِماتي المُعَزِّيَة.‏ +

 ٦ أمَّا الآن،‏ فإذا تَكَلَّمتُ فلن يَخِفَّ وَجَعي،‏ +

وإذا سَكَتُّ أيضًا فلن يَزول.‏

 ٧ لقد أتعَبَني اللّٰهُ كَثيرًا،‏ +

ودَمَّرَ كُلَّ أهلِ بَيتي.‏ *

 ٨ أنتَ * أيضًا تُمسِكُ بي والنَّاسُ يَرَوْنَ ذلِك،‏

حتَّى إنَّ جِسمي الهَزيلَ صارَ شاهِدًا ضِدِّي.‏

 ٩ غَضَبُهُ يُمَزِّقُني إلى قِطَع،‏ وهو يَحقِدُ علَيَّ.‏ +

يَشُدُّ على أسنانِهِ عِندَما يَراني.‏

يَطعَنُني بِنَظَراتِهِ وكَأنَّهُ عَدُوِّي.‏ +

١٠ النَّاسُ يُكَشِّرونَ عن أنيابِهِم،‏ +

ويَضرِبونَني على خَدَّيَّ لِيُهينوني؛‏

يَجتَمِعونَ علَيَّ بِأعدادٍ كَبيرَة.‏ +

١١ اللّٰهُ يُسَلِّمُني إلى صِبيانٍ صِغار،‏

ويَرْميني في يَدِ الأشرار.‏ +

١٢ كُنتُ مُرتاحًا،‏ لكنَّهُ دَمَّرَ حَياتي.‏ +

أمسَكَني بِرَقَبَتي وحَطَّمَني؛‏

ثُمَّ جَعَلَني هَدَفًا له.‏

١٣ الَّذينَ يَرْمونَ السِّهامَ يُحيطونَ بي؛‏

سِهامُهُ + تَطعَنُني في كُليَتَيَّ + وهو لا يُشفِق؛‏

يَسكُبُ مَرارَتي على الأرض.‏

١٤ أنا مِثلُ سورٍ يَختَرِقُهُ ويَعمَلُ فيهِ فَتحَةً بَعدَ فَتحَة،‏

ويَهجُمُ علَيَّ كمُحارِب.‏

١٥ خَيَّطتُ ثَوبَ حُزنٍ لِأُغَطِّيَ بهِ جِلدي،‏ +

ودَفَنتُ في التُّرابِ كَرامَتي.‏ *+

١٦ وَجهي احمَرَّ مِنَ البُكاء،‏ +

وعَيْنايَ أحاطَ بهِما السَّواد،‏ *

١٧ مع أنِّي لم أُؤْذِ أحَدًا

وصَلاتي نَقِيَّة.‏

١٨ يا أرض،‏ لا تُغَطِّي دَمي!‏ +

ولا تُسكِتي صُراخي!‏

١٩ ولكنِ الآنَ أيضًا،‏ هُناك في السَّمواتِ مَن يَشهَدُ لي؛‏

الَّذي يَقدِرُ أن يَشهَدَ لي هو في الأعالي.‏

٢٠ أصحابي يَسخَرونَ مِنِّي +

فيما تَبْكي عَيْني أمامَ اللّٰه.‏ *+

٢١ لِيَحكُمْ أحَدٌ بَيني وبَينَ اللّٰهِ

مِثلَما يَحكُمُ بَينَ إنسانٍ وصاحِبِه.‏ +

٢٢ عِندي سَنَواتٌ قَليلَة بَعد،‏

وسَأذهَبُ في طَريقٍ لا رَجعَةَ مِنه.‏ +

١٧ ‏«روحي مُنكَسِرَة وأيَّامي مَعدودَة،‏

والمَقبَرَةُ تَنتَظِرُني.‏ +

 ٢ المُستَهزِئونَ يُحيطونَ بي،‏ +

ولا مَهرَبَ مِن أن تَرى عَيْني تَمَرُّدَهُم.‏

 ٣ أرْجوكَ اقبَلْ ضَمانَتي وأبْقِها عِندَك.‏

مَن غَيرُكَ سيَضَعُ يَدَهُ في يَدي * ويَكفَلُني؟‏ +

 ٤ فأنتَ أخْفَيتَ الفَهمَ عنهُم،‏ +

ولِهذا السَّبَبِ لا تُكرِمُهُم.‏

 ٥ هُم يُوَزِّعونَ ما يَملِكونَهُ على أصحابِهِم،‏

فيما عُيونُ أوْلادِهِم تَضعُفُ مِنَ الحِرمان.‏

 ٦ لقد جَعَلَني اللّٰهُ مَسخَرَةً * بَينَ الشُّعوب؛‏ +

هُم يَبصُقونَ في وَجهي.‏ +

 ٧ ضَعُفَت عَيْنايَ مِنَ الحُزن،‏ +

وكُلُّ جِسمي * صارَ ضَعيفًا كالظِّلّ.‏

 ٨ المُستَقيمونَ يَرَوْنَ ذلِك بِاندِهاش،‏

والبَريءُ يَنزَعِجُ مِنَ الَّذي لا يَخافُ اللّٰه.‏ *

 ٩ الَّذي يَفعَلُ الصَّوابَ يَتَمَسَّكُ بِطَريقِه،‏ +

والَّذي يَداهُ طاهِرَتانِ تَزدادُ قُوَّتُه.‏ +

١٠ ولكنْ هَيَّا تابِعوا حُجَجَكُم،‏

لِأنِّي لم أجِدْ بَينَكُم شَخصًا حَكيمًا.‏ +

١١ أيَّامي انتَهَت؛‏ +

خُطَطي،‏ رَغَباتُ قَلبي،‏ ضاعَت.‏ +

١٢ إنَّهُم يُحَوِّلونَ اللَّيلَ إلى نَهار،‏

ويَقولون:‏ ‹بِما أنَّهُ ظَلام،‏ فلا شَكَّ أنَّ النُّورَ قَريب›.‏

١٣ إذا انتَظَرتُ،‏ فسَيَصيرُ القَبرُ * بَيتي؛‏ +

سأُجَهِّزُ فِراشي في الظَّلام.‏ +

١٤ سأُنادي القَبرَ *+ وأقولُ له:‏ ‹أنتَ أبي!‏›،‏

وأقولُ لِلدُّودَة:‏ ‹أنتِ أُمِّي وأُختي!‏›.‏

١٥ هل بَقِيَ لي أمَلٌ إذًا؟‏ +

هل يَظُنُّ أحَدٌ أنَّ هُناك أمَلًا لي؟‏

١٦ سيَنزِلُ * إلى بَوَّاباتِ القَبرِ * المُقفَلَة،‏

عِندَما نَنزِلُ معًا إلى التُّراب».‏ +

١٨ فأجابَ بِلْدَد + الشُّوحِيّ:‏

 ٢ ‏«متى ستوقِفُ هذِهِ الخِطابات؟‏

أَظهِرْ بَعضَ الفَهم،‏ وبَعدَ ذلِك نَتَكَلَّم.‏

 ٣ لِماذا تَعتَبِرُنا حَيَوانات،‏ +

ولِماذا تَرانا أغبِياء؟‏ *

 ٤ حتَّى لَو مَزَّقتَ نَفْسَكَ مِنَ الغَضَب،‏

فهل تَظُنُّ أنَّ الأرضَ ستَصيرُ مَهجورَةً مِن أجْلِك،‏

أو أنَّ الصَّخرَ سيَتَحَرَّكُ مِن مَكانِه؟‏

 ٥ نَعَم،‏ نورُ الشِّرِّيرِ سيَنطَفي

ولَهَبُ نارِهِ لن يُضيء.‏ +

 ٦ النُّورُ في خَيمَتِهِ سيُظلِم،‏

والسِّراجُ المُعَلَّقُ فيها سيَنطَفي.‏

 ٧ خُطُواتُهُ القَوِيَّة ستَضعُف،‏

وخُطَطُهُ * هيَ الَّتي ستوقِعُه.‏ +

 ٨ فقَدَماهُ ستَأخُذانِهِ إلى شَبَكَة،‏

وهُما ستَعلَقانِ بها.‏

 ٩ الفَخُّ سيُمسِكُ بِكَعْبِ رِجلِه،‏

والمَصيَدَةُ ستَقبِضُ علَيه.‏ +

١٠ هُناك على الأرضِ حَبلٌ مُخَبَّأٌ له،‏

ويوجَدُ فَخٌّ في طَريقِه.‏

١١ أُمورٌ مُرعِبَة تُحيطُ بهِ مِن كُلِّ جِهَةٍ +

وتُلاحِقُهُ في كُلِّ خُطوَة.‏

١٢ قُوَّتُهُ تَخونُه،‏

والكارِثَةُ + ستَجعَلُهُ يَمْشي مُتَمايِلًا.‏ *

١٣ جِلدُهُ يَتَآ‌كَل؛‏

أطرافُهُ يَأكُلُها أخطَرُ مَرَضٍ مُميت.‏ *

١٤ يُؤْخَذُ مِن خَيمَتِهِ الآمِنَة،‏ +

ويُجبَرُ أن يَمْشِيَ إلى مَلِكِ الرُّعب.‏ *

١٥ سيَسكُنُ غُرَباءُ * في خَيمَتِه،‏

ويُرَشُّ كِبريتٌ على بَيتِه.‏ +

١٦ جُذورُهُ ستَجِفُّ تَحتَه،‏

وأغصانُهُ ستَذبُلُ فَوقَه.‏

١٧ لن يَتَذَكَّرَهُ أحدٌ في الأرض،‏

ولن يَعرِفَ أحَدٌ اسْمَهُ * في الشَّارِع.‏

١٨ سيُطرَدُ مِنَ النُّورِ إلى العَتمَةِ

ويُنْفى مِنَ الأرض.‏ *

١٩ لن يَكونَ لهُ نَسلٌ ولا أوْلادٌ بَينَ شَعبِه،‏

ولن يَبْقى لهُ أيُّ ناجينَ في مَكانِ سَكَنِه.‏ *

٢٠ عِندَما يَأتي يَومُه،‏ سيُصدَمُ سُكَّانُ الغَرب،‏

وسَيَرتَعِبُ سُكَّانُ الشَّرق.‏

٢١ هذا ما يَحصُلُ لِخِيامِ الخاطِئ؛‏

هذا ما يَحصُلُ لِلَّذي لم يَعرِفِ اللّٰه».‏

١٩ فأجابَ أَيُّوب:‏

 ٢ ‏«إلى متى تُضايِقونَني *+

وتَسحَقونَني بِكَلامِكُم؟‏ +

 ٣ لقد وَبَّختُموني * عَشْرَ مَرَّات؛‏

ألَا تَخجَلونَ أن تُعامِلوني بِقَسوَة؟‏!‏ +

 ٤ لِنَفرِضْ أنِّي أخطَأت،‏

هذا الأمرُ يَخُصُّني أنا وَحْدي.‏

 ٥ إذا كُنتُم مُصِرِّينَ أن تَتَكَبَّروا علَيَّ،‏

وإذا كُنتُم تَدَّعونَ أنِّي أستَحِقُّ العارَ الَّذي أصابَني،‏

 ٦ فاعرِفوا إذًا أنَّ اللّٰهَ هوَ الَّذي ضَلَّلَني،‏

وأمسَكَ بي في شَبَكَةِ صَيدِه.‏

 ٧ أظَلُّ أصرُخُ مِنَ العُنف،‏ ولكنْ لا أحَدَ يُجيبُني؛‏ +

أظَلُّ أطلُبُ المُساعَدَة،‏ ولكنْ لا أحَدَ يُحَقِّقُ لي العَدل.‏ +

 ٨ لقد سَدَّ طَريقي بِحائِطٍ مِن حَجَر،‏ فلا أقدِرُ أن أمُرّ؛‏

غَطَّى طُرُقي بِالظَّلام.‏ +

 ٩ أزالَ مَجدي عنِّي،‏

وأخَذَ التَّاجَ عن رَأسي.‏

١٠ هو يُحَطِّمُني مِن كُلِّ الجِهاتِ إلى أن أهلَك؛‏

يَقتَلِعُ أمَلي مِثلَ شَجَرَة.‏

١١ غَضَبُهُ يَشتَعِلُ ضِدِّي،‏

ويَعتَبِرُني عَدُوًّا له.‏ +

١٢ جُنودُهُ يَأتونَ معًا ويُحاصِرونَني،‏

ويُقيمونَ مُعَسكَرَهُم حَولَ خَيمَتي.‏

١٣ أبعَدَ إخوَتي عنِّي،‏

والَّذينَ يَعرِفونَني تَخَلَّوْا عنِّي.‏ +

١٤ أعَزُّ أصحابي * تَرَكوني،‏

والَّذينَ عَرَفتُهُم جَيِّدًا نَسوني.‏ +

١٥ خادِماتي والضُّيوفُ في بَيتي + يَعتَبِرونَني غَريبًا؛‏

أنا أجنَبِيٌّ في نَظَرِهِم.‏

١٦ أُنادي خادِمي،‏ لكنَّهُ لا يُجيب.‏

أتَرَجَّاهُ أن يُشفِقَ علَيَّ.‏

١٧ زَوجَتي + تَكرَهُ رائِحَةَ نَفَسي،‏

وإخوَتي * لا يَقتَرِبونَ مِنِّي لِأنَّ رائِحَتي كَريهَة.‏

١٨ حتَّى الأوْلادُ الصِّغارُ يَحتَقِرونَني؛‏

عِندَما أقومُ يَضحَكونَ علَيَّ.‏

١٩ كُلُّ أصدِقائي اللَّصيقينَ يَكرَهونَني،‏ +

والَّذينَ أحبَبتُهُمُ انقَلَبوا ضِدِّي.‏ +

٢٠ ضَعُفَ جِسمي وصِرتُ جِلدًا على عَظم،‏ +

وبِالكادِ نَجَوتُ مِنَ المَوت.‏ *

٢١ إرحَموني يا أصحابي،‏ ارحَموني،‏

لِأنَّ يَدَ اللّٰهِ هيَ الَّتي ضَرَبَتني.‏ *+

٢٢ لِماذا تَستَمِرُّونَ في اضطِهادي مِثلَ اللّٰه،‏ +

وتُهاجِمونَني دونَ تَوَقُّف؟‏ *+

٢٣ يا لَيتَ كَلِماتي مَكتوبَة!‏

يا لَيتَها كُتِبَت في كِتاب!‏

٢٤ يا لَيتَها نُقِشَت إلى الأبَدِ في الصَّخر،‏

حُفِرَت بِقَلَمٍ مِن حَديدٍ ومُلِئَت بِالرَّصاص!‏

٢٥ فأنا أعرِفُ جَيِّدًا أنَّ مُخَلِّصي *+ حَيّ،‏

سيَأتي لاحِقًا ويَقِفُ على الأرض.‏ *

٢٦ وبَعدَ أن يَهتَرِيَ جِلدي مِثلَما يَهتَري الآن،‏

وبَينَما لا أزالُ حَيًّا،‏ سأرى اللّٰه؛‏

٢٧ سأراهُ أنا بِنَفْسي،‏

سأراهُ بِعَيْنَيَّ ولَيسَ بِعَيْنَيْ شَخصٍ آخَر.‏ +

مع ذلِك،‏ أشعُرُ أنِّي مُحَطَّمٌ تَمامًا.‏ *

٢٨ فأنتُم تَتَساءَلون:‏ ‹كَيفَ نَضطَهِدُه؟‏›،‏ +

وكَأنِّي أنا أصلُ المُشكِلَة.‏

٢٩ خافوا مِنَ السَّيف،‏ +

لِأنَّ السَّيفَ يَجلُبُ العِقابَ على الخَطايا؛‏

إعرِفوا أنَّ هُناك قاضِيًا».‏ +

٢٠ فأجابَ صُوفَر + النِّعْمَاتِيّ:‏

 ٢ ‏«أنا مُنزَعِجٌ وأفكاري تُضايِقُني

لِذلِك يَجِبُ أن أرُدّ.‏

 ٣ التَّوبيخُ الَّذي سَمِعتُهُ يُهينُني؛‏

وأنا سأُجيبُ لِأنَّ عِندي فَهمًا.‏

 ٤ لا شَكَّ أنَّكَ تَعرِفُ هذِهِ الأُمورَ مُنذُ وَقتٍ طَويل،‏

لِأنَّ هذا ما يَحصُلُ مُنذُ وُضِعَ الإنسانُ * على الأرض:‏ +

 ٥ إنَّ فَرَحَ الأشرارِ قَصيرٌ

وابتِهاجَ الَّذي لا يَخافُ اللّٰهَ * يَدومُ لِلَحظَة.‏ +

 ٦ حتَّى لَو بَلَغَت عَظَمَتُهُ السَّماءَ

ووَصَلَ رَأسُهُ إلى الغُيوم،‏

 ٧ فسَيَزولُ إلى الأبَدِ مِثلَ فَضَلاتِه.‏

الَّذينَ كانوا يَرَوْنَهُ سيَسألون:‏ ‹أينَ هو؟‏›.‏

 ٨ سيَطيرُ كالحُلْمِ ولن يَجِدوه،‏

سيَختَفي مِثلَ رُؤى اللَّيل.‏

 ٩ العَينُ الَّتي رَأتهُ لن تَراهُ مُجَدَّدًا،‏

ولن يَراهُ مَكانُهُ مِن جَديد.‏ +

١٠ أوْلادُهُ سيَطلُبونَ رِضى الفُقَراء،‏

ويَداهُ ستَرُدَّانِ الثَّروَةَ الَّتي أخَذَها.‏ +

١١ حَيَوِيَّةُ الشَّبابِ الَّتي مَلَأَت عِظامَهُ

ستَرقُدُ معهُ في التُّراب.‏

١٢ إذا كانَ طَعمُ الشَّرِّ حُلْوًا في فَمِه،‏

إذا كانَ يُخْفيهِ تَحتَ لِسانِه،‏

١٣ إذا تَلَذَّذَ بهِ ولم يَترُكْه،‏

بل أبْقاهُ في فَمِه،‏

١٤ فما أكَلَهُ سيَصيرُ حامِضًا في داخِلِه؛‏

سيُصبِحُ مِثلَ سَمِّ * الأفْعى * في جِسمِه.‏

١٥ لقد بَلَعَ ثَروَة،‏ لكنَّهُ سيَتَقَيَّأُها؛‏

مِن بَطنِهِ سيُخرِجُها اللّٰه.‏

١٦ سيَمتَصُّ سَمَّ الحَيَّات؛‏ *

ستَقتُلُهُ أنيابُ * الأفاعي.‏

١٧ لن يَرى أبَدًا مَجاري المِياه،‏

أنهارَ العَسَلِ والزُّبدَة.‏

١٨ سيَرُدُّ مُمتَلَكاتِهِ دونَ أن يَستَفيدَ مِنها،‏ *

لن يَتَمَتَّعَ بِالثَّروَةِ الَّتي جَمَعَها مِن تِجارَتِه.‏ +

١٩ فهو سَحَقَ الفُقَراءَ وتَخَلَّى عنهُم؛‏

إستَوْلى على بَيتٍ لم يَبْنِه.‏

٢٠ مع ذلِك،‏ لن يَشعُرَ بِالسَّلامِ في داخِلِه؛‏

ثَروَتُهُ لن تُنَجِّيَه.‏

٢١ لن يَبْقى لهُ شَيءٌ لِيَلتَهِمَه؛‏

لِذلِك لن يَدومَ ازدِهارُه.‏

٢٢ في عِزِّ غِناه،‏ سيُسَيطِرُ علَيهِ القَلَق؛‏

كُلُّ الأُمورِ السَّيِّئَة ستَأتي علَيه.‏

٢٣ وبَينَما يَملَأُ بَطنَه،‏

سيُرسِلُ اللّٰهُ * علَيهِ غَضَبَهُ المُشتَعِلَ

وسَيَسكُبُهُ في داخِلِهِ كالمَطَر.‏

٢٤ عِندَما يَهرُبُ مِن أسلِحَةٍ حَديدِيَّة،‏

ستَنغَرِزُ فيهِ سِهامٌ مِن قَوْسٍ نُحاسِيّ.‏

٢٥ يَسحَبُ سَهمًا دَخَلَ في ظَهرِه،‏

سَهمًا لامِعًا انغَرَزَ في مَرارَتِه.‏

والرُّعبُ سيَستَوْلي علَيه.‏ +

٢٦ ستَضيعُ كُنوزُهُ في الظَّلامِ التَّامّ؛‏

ستَلتَهِمُهُ نارٌ لم يَنفُخْ فيها أحَد؛‏

وسَتَأتي المُصيبَةُ على كُلِّ النَّاجينَ في خَيمَتِه.‏

٢٧ ستَكشِفُ السَّماءُ ذَنْبَه؛‏

ستَقومُ الأرضُ ضِدَّه.‏

٢٨ سيَجرُفُ فَيَضانٌ بَيتَه؛‏

سُيولٌ عَظيمَة ستَجرُفُهُ في يَومِ غَضَبِ اللّٰه.‏ *

٢٩ هذِه هيَ الحِصَّةُ الَّتي يَنالُها الشِّرِّيرُ مِنَ اللّٰه،‏

الميراثُ الَّذي يُعَيِّنُهُ لهُ اللّٰه».‏

٢١ فأجابَ أَيُّوب:‏

 ٢ ‏«إسمَعوا لي بِانتِباه؛‏

فأنتُم بِهذِهِ الطَّريقَةِ ستُعَزُّونَني.‏

 ٣ تَحَمَّلوني بَينَما أتَكَلَّم،‏

وبَعدَ ذلِكَ اسخَروا مِنِّي.‏ +

 ٤ هل أنا أشْكو هَمِّي لِإنسان؟‏

أمَا كُنتُ * فَقَدتُ صَبري في هذِهِ الحالَة؟‏

 ٥ أُنظُروا إلَيَّ وسَتَندَهِشون؛‏

ضَعوا يَدَكُم على فَمِكُم.‏

 ٦ عِندَما أُفَكِّرُ في الأمر،‏ أتَضايَقُ

ويَرجُفُ جِسمي كُلُّه.‏

 ٧ لِماذا يَعيشُ الأشرارُ +

ويَكبَرونَ في العُمرِ ويَصيرونَ أغنِياء؟‏ *+

 ٨ أوْلادُهُم أمامَهُم دائِمًا،‏

ويَعيشونَ لِيَرَوْا أوْلادَ أوْلادِهِم.‏

 ٩ بُيوتُهُم آمِنَة لَيسَ فيها خَوف،‏ +

واللّٰهُ لا يُعاقِبُهُم بِعَصاه.‏

١٠ ثيرانُهُم لَدَيها الكَثيرُ مِنَ الصِّغار؛‏

بَقَراتُهُم تَلِدُ ولا تُجهِض.‏

١١ صِبيانُهُم يَركُضونَ في الخارِجِ مِثلَ قَطيعٍ مِنَ الغَنَم،‏

وأوْلادُهُم يَلعَبونَ ويَقفِزون.‏

١٢ يُغَنُّونَ على موسيقى الدَّفِّ والقيثارَة،‏

ويَفرَحونَ عِندَما يَسمَعونَ صَوتَ المِزمار.‏ *+

١٣ يَقْضونَ أيَّامَهُم فَرِحين،‏

ويَنزِلونَ إلى القَبرِ * بِسَلام.‏ *

١٤ هذا مع أنَّهُم يَقولونَ لِلّٰه:‏ ‹إبتَعِدْ عنَّا!‏

نَحنُ لا نُريدُ أن نَعرِفَ طُرُقَك.‏ +

١٥ مَن هوَ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ حتَّى نَعبُدَه؟‏ *+

وكَيفَ يُفيدُنا التَّعَرُّفُ علَيه؟‏›.‏ +

١٦ مِن جِهَتي،‏ أنا أعرِفُ أنَّهُم لا يَقدِرونَ أن يَتَحَكَّموا في ازدِهارِهِم.‏ +

تَفكيرُ * الأشرارِ بَعيدٌ عنِّي.‏ +

١٧ ولكنْ كم مَرَّةً يَنطَفي سِراجُ الأشرار؟‏ +

كم مَرَّةً تَأتي علَيهِمِ المُصيبَة؟‏

كم مَرَّةً يَغضَبُ اللّٰهُ ويُهلِكُهُم؟‏

١٨ هل يَصيرونَ كالتِّبْنِ الَّذي تُطَيِّرُهُ الرِّيح،‏

وكَالقَشِّ الَّذي تَحمِلُهُ العاصِفَة؟‏

١٩ اللّٰهُ يُخَبِّئُ عِقابَ الشِّرِّيرِ لِأبنائِه.‏

ولكنْ يا لَيتَ اللّٰهَ يُجازيهِ هو كَي يَعرِفَ خَطَأَه!‏ +

٢٠ يا لَيتَ الشِّرِّيرَ يَرى هَلاكَهُ بِعَيْنَيْه!‏

ويا لَيتَهُ هو يَشرَبُ مِن غَضَبِ القادِرِ على كُلِّ شَيء!‏ +

٢١ فهو لن يَهُمَّهُ ماذا سيَحصُلُ لِأوْلادِهِ مِن بَعدِه،‏

إذا قُصِّرَت حَياتُه.‏ *+

٢٢ هل يَقدِرُ أحَدٌ أن يُعَلِّمَ اللّٰه،‏ *+

وهو مَن يُحاسِبُ حتَّى الَّذينَ مَركَزُهُم عالٍ؟‏ +

٢٣ واحِدٌ يَموتُ في عِزِّ نَشاطِه،‏ +

وهو بِلا هَمٍّ ومُرتاحٌ تَمامًا،‏ +

٢٤ وفَخْذاهُ مَليئانِ بِالشَّحم،‏

وعِظامُهُ قَوِيَّة.‏ *

٢٥ وواحِدٌ يَموتُ وهو مُتَضايِقٌ جِدًّا،‏ *

دونَ أن يَتَمَتَّعَ بِالخَيرات.‏

٢٦ مع ذلِك،‏ سيَرقُدانِ معًا في التُّرابِ +

والدُّودُ سيُغَطِّيهِما هُما الاثنَيْن.‏ +

٢٧ أنا أعرِفُ جَيِّدًا بِماذا تُفَكِّرونَ

والخُطَطَ الَّتي تَضَعونَها لِتَظلِموني.‏ *+

٢٨ فأنتُم تَقولون:‏ ‹أينَ بَيتُ الرَّجُلِ البارِز،‏

وأينَ الخَيمَةُ الَّتي كانَ يَسكُنُ فيها الشِّرِّير؟‏›.‏ +

٢٩ ألَمْ تَسألوا المُسافِرين؟‏

ألَمْ تُفَكِّروا جَيِّدًا في ما رَأَوْه:‏ *

٣٠ أنَّ الشِّرِّيرَ لا يُعاني في يَومِ المُصيبَة،‏

وهو يَنْجو في يَومِ الغَضَبِ الشَّديد؟‏

٣١ مَن سيُواجِهُهُ ويَقولُ لهُ إنَّ طَريقَهُ شِرِّير،‏

ومَن سيُجازيهِ على ما فَعَلَه؟‏!‏

٣٢ عِندَما يَأخُذونَهُ إلى المَقبَرَة،‏

سيَسهَرونَ على قَبرِه.‏

٣٣ يَنامُ مُرتاحًا في تُرابِ الوادي.‏ *+

وكُلُّ البَشَرِ يَلحَقونَ به،‏ *+

مِثلَما حَصَلَ لِأعدادٍ لا تُحْصى قَبلَه.‏

٣٤ فلِماذا تُقَدِّمونَ لي تَعزِيَةً لا قيمَةَ لها؟‏ +

لا أجِدُ إلَّا الخِداعَ في أجوِبَتِكُم!‏».‏

٢٢ فأجابَ أَلِيفَاز + التِّيمَانِيّ:‏

 ٢ ‏«هل يَقدِرُ إنسانٌ أن يَنفَعَ اللّٰه؟‏

هل يَقدِرُ مَن عِندَهُ بُعدُ نَظَرٍ أن يَكونَ نافِعًا له؟‏ +

 ٣ هل يَهتَمُّ * القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ بِأنَّكَ تَفعَلُ الصَّواب؟‏

هل يَربَحُ شَيئًا لِأنَّكَ تَمْشي في طَريقِ الاستِقامَة؟‏ *+

 ٤ هل يُعاقِبُكَ ويَأخُذُكَ إلى المَحكَمَةِ

بِسَبَبِ احتِرامِكَ له؟‏

 ٥ ألَمْ يَحصُلْ ذلِك لِأنَّ شَرَّكَ عَظيمٌ جِدًّا

وذُنوبَكَ لا نِهايَةَ لها؟‏ +

 ٦ فأنتَ تَأخُذُ رَهنًا مِن إخوَتِكَ ظُلمًا،‏

وتَسلُبُ ثِيابَ النَّاسِ وتَترُكُهُم عُريانين.‏ *+

 ٧ لا تَسْقي المُتعَبَ ماءً،‏

وتَمنَعُ الخُبزَ عنِ الجائِع.‏ +

 ٨ الرِّجالُ الأقوِياءُ مِثلُكَ يُسَيطِرونَ على أراضٍ كَثيرَة،‏ +

والَّذينَ يُكرِمُهُمُ النَّاسُ هُم يَسكُنونَ فيها.‏

 ٩ مع ذلِك،‏ طَرَدتَ الأرامِلَ بَدَلَ أن تُساعِدَهُنَّ،‏

وحَطَّمتَ ذِراعَ اليَتيم.‏

١٠ لِذلِك تُحيطُ بكَ الفِخاخ،‏ *+

وتُخيفُكَ أُمورٌ مُرعِبَة فَجْأةً؛‏

١١ ولِذلِك يُحيطُ بكَ الظَّلامُ ولا تَقدِرُ أن تَرى،‏

ويَغمُرُكَ فَيَضانُ ماء.‏

١٢ ألَيسَ اللّٰهُ في أعالي السَّموات؟‏

أُنظُرْ إلى النُّجوم،‏ ألَيسَت كُلُّها عالِيَةً جِدًّا؟‏

١٣ مع ذلِك تَقول:‏ ‹ماذا يَعرِفُ اللّٰه؟‏

هل يَقدِرُ أن يُحاسِبَ مِن وَراءِ الظَّلامِ الكَثيف؟‏

١٤ الغُيومُ سِتارَةٌ تَمنَعُهُ أن يَرى

فيما يَمْشي على قُبَّةِ * السَّماء›.‏

١٥ هل ستَتبَعُ الطَّريقَ القَديمَ

الَّذي مَشى علَيهِ الأشرار،‏

١٦ الَّذينَ أخَذَهُمُ المَوتُ قَبلَ وَقتِهِم *

وجَرَفَ فَيَضانٌ * أساسَهُم؟‏ +

١٧ كانوا يَقولونَ لِلّٰه:‏ ‹إبتَعِدْ عنَّا!‏›،‏

ويَسألون:‏ ‹ماذا يَستَطيعُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ أن يَفعَلَ لنا؟‏›.‏

١٨ مع ذلِك،‏ هوَ الَّذي مَلَأ بُيوتَهُم بِالخَيرات.‏

‏(‏هذا التَّفكيرُ الشِّرِّيرُ بَعيدٌ عنِّي.‏)‏

١٩ سيَرى المُستَقيمونَ هَلاكَهُم ويَفرَحون،‏

والأبرِياءُ سيَسخَرونَ مِنهُم ويَقولون:‏

٢٠ ‏‹لقد هَلَكَ أعداؤُنا،‏

والنَّارُ ستَلتَهِمُ ما بَقِيَ مِنهُم›.‏

٢١ تَعَرَّفْ إلى اللّٰهِ لِتَكونَ في سَلام؛‏

وعِندَئِذٍ ستَنالُ البَرَكات.‏

٢٢ إقبَلِ التَّعليمَ مِن فَمِه،‏

وضَعْ كَلامَهُ في قَلبِك.‏ +

٢٣ إذا رَجَعتَ إلى القادِرِ على كُلِّ شَيء،‏ فسَتَزدَهِرُ مُجَدَّدًا.‏ +

إذا أزَلتَ الشَّرَّ مِن خَيمَتِك،‏

٢٤ إذا رَمَيتَ ذَهَبَكَ على التُّرابِ

وألْقَيتَ ذَهَبَ أُوفِير المُمتازَ + في الأوْدِيَةِ الصَّخرِيَّة،‏

٢٥ فعِندَئِذٍ سيَكونُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ ذَهَبَكَ

وأفضَلَ فِضَّةٍ بِالنِّسبَةِ إلَيك.‏

٢٦ وعِندَئِذٍ ستَفرَحُ بِالقادِرِ على كُلِّ شَيء،‏

وتَرفَعُ وَجهَكَ إلى اللّٰهِ بِثِقَة.‏

٢٧ ستَتَوَسَّلُ إلَيهِ وهو سيَسمَعُك،‏

وسَتوفي نُذورَك.‏

٢٨ كُلُّ ما تُقَرِّرُ أن تَفعَلَهُ سيَنجَح،‏

والنُّورُ سيُضيءُ طَريقَك.‏

٢٩ فأنتَ ستُذَلُّ إذا تَكَلَّمتَ بِتَكَبُّر،‏

أمَّا المُتَواضِعُ * فسَيُخَلِّصُه.‏

٣٠ هو سيُنَجِّي الأبرِياء؛‏

فإذا كانَت يَداكَ طاهِرَتَيْن،‏ يُنَجِّيكَ بِالتَّأكيد».‏

٢٣ فأجابَ أَيُّوب:‏

 ٢ ‏«اليَومَ أيضًا،‏ أنا مُصِرٌّ بِشِدَّةٍ أن أُقَدِّمَ شَكْواي.‏ *+

لم يَعُدْ عِندي قُوَّةٌ بِسَبَبِ تَنَهُّدي.‏

 ٣ يا لَيتَني أعرِفُ أينَ أجِدُ اللّٰه!‏ +

فكُنتُ ذَهَبتُ إلى مَكانِ سَكَنِه.‏ +

 ٤ كُنتُ قَدَّمتُ دَعْوايَ أمامَهُ

وعَرَضتُ كُلَّ الحُجَجِ لِأُدافِعَ عن نَفْسي.‏

 ٥ كُنتُ عَرَفتُ جَوابَهُ

وانتَبَهتُ لِما سيَقولُهُ لي.‏

 ٦ وهل كانَ سيَستَعمِلُ قُوَّتَهُ العَظيمَة في دَعْواهُ ضِدِّي؟‏

كَلَّا،‏ أنا مُتَأكِّدٌ أنَّهُ كانَ سيَسمَعُ لي.‏ +

 ٧ هُناك،‏ أمامَه،‏ يَقدِرُ المُستَقيمُ أن يُصَحِّحَ الأُمورَ معه،‏

وعِندَئِذٍ يُبَرِّئُني قاضِيَّ مَرَّةً وإلى الأبَد.‏

 ٨ ولكنْ إذا ذَهَبتُ شَرقًا،‏ لا يَكونُ هُناك؛‏

وإذا ذَهَبتُ غَربًا،‏ لا أجِدُه.‏

 ٩ عِندَما يَعمَلُ في الشَّمال،‏ لا أقدِرُ أن أراه.‏

ثُمَّ يَتَّجِهُ إلى الجَنوب،‏ ومع ذلِك لا أراهُ أيضًا.‏

١٠ لكنَّهُ يَعرِفُ الطَّريقَ الَّذي أمْشي فيه.‏ +

وبَعدَما يَمتَحِنُني،‏ سأخرُجُ كالذَّهَبِ النَّقِيّ.‏ +

١١ قَدَمايَ تَتبَعانِ خُطُواتِهِ بِدِقَّة؛‏

أنا أتبَعُ طَريقَهُ دونَ أن أحيدَ عنها.‏ +

١٢ لم أبتَعِدْ عنِ الوَصايا الَّتي قالَها.‏

أُبْقي أقوالَهُ عِندي مِثلَ كَنز،‏ + حتَّى أكثَرَ مِنَ المَطلوبِ مِنِّي.‏ *

١٣ عِندَما يُصَمِّمُ على أمر،‏ مَن يَستَطيعُ أن يُقاوِمَه؟‏!‏ +

وعِندَما يُريدُ * أن يَفعَلَ شَيئًا،‏ فهو يَفعَلُه.‏ +

١٤ فهو سيُتَمِّمُ كامِلًا ما هو مُحَدَّدٌ لي،‏ *

وفي بالِهِ أن يَفعَلَ أكثَرَ بِكَثير.‏

١٥ لِذلِك أخافُ مِنه؛‏

عِندَما أُفَكِّرُ فيه،‏ يَزدادُ خَوفي.‏

١٦ اللّٰهُ جَعَلَ قَلبي ضَعيفًا،‏

والقادِرُ على كُلِّ شَيءٍ خَوَّفَني.‏

١٧ مع ذلِك،‏ لم يُسكِتْني الظَّلامُ

ولا العَتمَةُ الشَّديدَة الَّتي غَطَّت وَجهي.‏

٢٤ ‏«لِماذا لا يُحَدِّدُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ وَقتًا؟‏ +

لِماذا الَّذينَ يَعرِفونَهُ لا يَرَوْنَ يَومَه؟‏ *

 ٢ النَّاسُ يَنقُلونَ حُدودَ الأراضي؛‏ +

يَسرِقونَ القُطعانَ ويَأخُذونَها إلى مَراعيهِم.‏

 ٣ يَستَوْلونَ على حِمارِ اليَتيم،‏

ويَأخُذونَ ثَورَ الأرمَلَةِ كضَمانَةٍ * مُقابِلَ دَين.‏ +

 ٤ يُجبِرونَ الفُقَراءَ أن يَبتَعِدوا عنِ الطَّريق؛‏

مَساكينُ الأرضِ يَختَبِئونَ مِنهُم.‏ +

 ٥ الفُقَراءُ يُفَتِّشونَ عنِ الطَّعامِ مِثلَ الحَميرِ الوَحشِيَّة + في البَرِّيَّة؛‏

يُفَتِّشونَ عنِ الطَّعامِ لِأوْلادِهِم في الصَّحراء.‏

 ٦ هُم مُضطَرُّونَ أن يَحصُدوا حَقلَ غَيرِهِم *

ويَجمَعوا ما يَبْقى في كَرمِ الشِّرِّير.‏

 ٧ يَقْضونَ اللَّيلَ عُريانينَ بِلا ثِياب؛‏ +

لَيسَ لَدَيهِم ما يَتَغَطَّوْنَ بهِ في البَرد.‏

 ٨ يَتَبَلَّلونَ مِنَ الأمطارِ في الجِبال؛‏

يَلتَصِقونَ بِالصُّخورِ لِأنَّهُم بِلا مَلجَإٍ.‏

 ٩ اليَتيمُ يُخطَفُ عن ثَدْيِ أُمِّه؛‏ +

وثِيابُ الفُقَراءِ تُؤْخَذُ كضَمانَةٍ مُقابِلَ دَين.‏ +

١٠ فيُضطَرُّونَ أن يَتَجَوَّلوا عُريانينَ بِلا ثِيابٍ

وجائِعينَ فيما يَحمِلونَ السَّنابِلَ المَحصودَة.‏

١١ في حَرِّ النَّهار،‏ يَكدَحونَ بَينَ حيطانِ الجِلال.‏ *

يَدوسونَ على العِنَبِ في المَعاصِر،‏ ومع ذلِك يَعطَشون.‏ +

١٢ الَّذينَ على وَشْكِ أن يَموتوا يَصرُخونَ في المَدينَة،‏

والمُصابونَ بِجُروحٍ مُميتَة * يَطلُبونَ المُساعَدَة،‏ +

لكنَّ اللّٰهَ لا يَهُمُّهُ ذلِك.‏ *

١٣ هُناك مَن يَتَمَرَّدونَ على النُّور؛‏ +

لا يَعرِفونَ طُرُقَهُ

ولا يَتبَعونَ دُروبَه.‏

١٤ يَقومُ القاتِلُ عِندَ الفَجر؛‏

يَقتُلُ المِسكينَ والفَقيرَ +

ويَصيرُ سارِقًا في اللَّيل.‏

١٥ عَيْنُ الزَّاني تَنتَظِرُ المَساء؛‏ +

يَقول:‏ ‹لن يَراني أحَد!‏›،‏ +

ويَضَعُ غِطاءً على وَجهِه.‏

١٦ يَقتَحِمونَ * البُيوتَ في الظَّلام؛‏

وفي النَّهارِ يُقفِلونَ على أنفُسِهِم.‏

لا يَعرِفونَ ضَوءَ النَّهار.‏ +

١٧ فهُم يَخافونَ مِنَ الصَّباحِ مِثلَما يَخافُ النَّاسُ مِنَ العَتمَةِ الشَّديدَة؛‏

إنَّهُم مُتَعَوِّدونَ على الأُمورِ المُرعِبَة في هذِهِ العَتمَة.‏

١٨ لكنَّ المِياهَ تَجرُفُهُم بِسُرعَة.‏ *

قِطعَةُ أرضِهِم ستَصيرُ مَلعونَة،‏ +

ولن يَعودوا إلى كُرومِهِم.‏

١٩ مِثلَما أنَّ الجَفافَ والحَرَّ يُنَشِّفانِ مِياهَ الثَّلج،‏

كذلِكَ القَبرُ * يَأخُذُ الَّذينَ أخطَأوا!‏ +

٢٠ أُمُّهُم * ستَنْساهُم؛‏ سيَكونُونَ وَليمَةً لِلدُّود.‏

لن يَتَذَكَّرَهُم أحَدٌ بَعدَ الآن.‏ +

وسَيُقطَعُ الشَّرُّ مِثلَ شَجَرَة.‏

٢١ يُؤْذونَ المَرأةَ الَّتي لا تُنجِب،‏

ويُعامِلُونَ الأرمَلَةَ مُعامَلَةً سَيِّئَة.‏

٢٢ اللّٰهُ * سيَستَعمِلُ قُوَّتَهُ لِيَقْضِيَ على الأقوِياء؛‏

فهؤُلاء قد يَزدَهِرون،‏ لكنَّهُم لا يَضمَنونَ حَياتَهُم.‏

٢٣ اللّٰهُ * يَسمَحُ لهُم أن يَشعُروا بِالثِّقَةِ والأمان،‏ +

لكنَّهُ يُراقِبُ كُلَّ ما يَفعَلونَه.‏ *+

٢٤ يَرتَفِعونَ فَترَةً قَصيرَة،‏ ثُمَّ يَزولون.‏ +

يَنذَلُّونَ + ويُجمَعونَ كباقي النَّاس؛‏

يُقطَعونَ كالسَّنابِل.‏

٢٥ والآنَ مَن يَقدِرُ أن يُكَذِّبَني

أو يُثبِتَ أنَّ كَلامي خَطَأ؟‏».‏

٢٥ فأجابَ بِلْدَد + الشُّوحِيّ:‏

 ٢ ‏«لهُ الحُكمُ وقُوَّتُهُ مُخيفَة.‏

هو صانِعُ السَّلامِ في السَّماء.‏ *

 ٣ هل يَقدِرُ أحَدٌ أن يَعُدَّ جُنودَه؟‏

على مَن لا يُشرِقُ نورُه؟‏

 ٤ فكَيفَ يُمكِنُ أن يَكونَ الإنسانُ الفاني بِلا لَومٍ * أمامَ اللّٰه؟‏!‏ +

أو كَيفَ يُمكِنُ أن يَكونَ المَوْلودُ مِنَ المَرأةِ بَريئًا؟‏!‏ *+

 ٥ حتَّى القَمَرُ لَيسَ مُضيئًا في نَظَرِه،‏

والنُّجومُ لَيسَت طاهِرَةً في عَيْنَيْه،‏

 ٦ فكم بِالأكثَرِ الإنسانُ الفاني الَّذي هو حَشَرَة،‏

وابْنُ الإنسانِ الَّذي هو دودَة!‏».‏

٢٦ فأجابَ أَيُّوب:‏

 ٢ ‏«يا لها مِن طَريقَةٍ لِتُساعِدَ الضَّعيفَ

وتُخَلِّصَ الَّذي لا قُوَّةَ له!‏ +

 ٣ يا لِلنَّصائِحِ العَظيمَة الَّتي تُعْطيها لِمَن تَنقُصُهُ الحِكمَة!‏ +

أنتَ تُوَزِّعُ الحِكمَةَ * بِكَرَم!‏ *

 ٤ لِمَن تُوَجِّهُ كَلامَك؟‏

ومَن أوْحى لكَ بِهذِهِ الأفكار؟‏ *

 ٥ الأمواتُ العاجِزونَ يَرجُفونَ أمامَ اللّٰه؛‏

هُم تَحتَ المِياهِ وسُكَّانِها.‏

 ٦ القَبرُ * مَكشوفٌ قُدَّامَ اللّٰه،‏ *+

ومَكانُ الهَلاكِ * لَيسَ لهُ غِطاء.‏

 ٧ يَمُدُّ السَّماءَ * على الفَراغ،‏ +

ويُعَلِّقُ الأرضَ على لا شَيء.‏

 ٨ يَجمَعُ المِياهَ ويَلُفُّها بِالغُيوم،‏ +

مِن دونِ أن تَتَمَزَّقَ الغُيومُ مِن ثِقلِ المِياه.‏

 ٩ يَنشُرُ غُيومَهُ على عَرشِهِ +

كَي يُخْفِيَهُ عنِ النَّظَر.‏

١٠ يَرسُمُ الأُفُقَ * لِيَفصِلَ بَينَ المِياهِ والسَّماء؛‏ +

يَضَعُ حَدًّا بَينَ النُّورِ والظَّلام.‏

١١ أعمِدَةُ السَّمواتِ تَهتَزّ؛‏

هي تَرتَعِبُ مِن تَوبيخِه.‏

١٢ بِقُدرَتِهِ يُحَرِّكُ البَحر،‏ +

وبِفَهمِهِ يُحَطِّمُ وَحشَ البَحر.‏ *+

١٣ بِنَفخَةٍ مِنهُ * يَجعَلُ السَّماءَ صافِيَة؛‏

هو يَطعَنُ الحَيَّةَ الَّتي يَصعُبُ إمساكُها.‏ *

١٤ هذا جُزْءٌ صَغيرٌ فَقَط مِن أعمالِه؛‏ +

مُجَرَّدُ هَمسَةٍ خَفيفَة نَسمَعُها مِنه.‏

فمَن يَقدِرُ أن يَفهَم رَعدَهُ القَوِيّ؟‏».‏ +

٢٧ وتابَعَ أَيُّوب كَلِمَتَهُ * وقال:‏

 ٢ ‏«أحلِفُ بِاللّٰهِ الحَيِّ الَّذي حَرَمَني مِنَ العَدل،‏ +

وبِالقادِرِ على كُلِّ شَيءٍ الَّذي جَعَلَ حَياتي * مُرَّة،‏ +

 ٣ أنَّهُ ما دُمتُ أتَنَفَّس،‏

وما دامَ هُناك روحٌ مِنَ اللّٰهِ في أنفي،‏ +

 ٤ فلن تَقولَ شَفَتايَ كَلامًا شِرِّيرًا،‏

ولن يَتَكَلَّمَ لِساني بِالخِداع!‏

 ٥ مُستَحيلٌ أن أقولَ إنَّكُم على حَقّ!‏

حتَّى أموتَ لن أتَخَلَّى عنِ * استِقامَتي!‏ *+

 ٦ أنا مُتَمَسِّكٌ بِبَراءَتي * ولن أتَخَلَّى عنها.‏ +

لن يَلومَني قَلبي * ما دُمتُ حَيًّا.‏ *

 ٧ يا لَيتَ عَدُوِّي يُعاقَبُ كالشِّرِّير،‏

ولْتَكُنْ آخِرَةُ الَّذينَ يَتَهَجَّمونَ علَيَّ كآ‌خِرَةِ الأشرار!‏

 ٨ فأيُّ أمَلٍ هُناك لِلَّذي لا يَخافُ اللّٰهَ * عِندَما يَأتي وَقتُ هَلاكِه،‏ +

عِندَما يَأخُذُ اللّٰهُ حَياتَه؟‏ *

 ٩ هل سيَسمَعُ اللّٰهُ صُراخَهُ

حينَ يُصيبُهُ ضيق؟‏ +

١٠ هل سيَفرَحُ هذا الشَّخصُ بِالقادِرِ على كُلِّ شَيء؟‏

هل سيُصَلِّي إلى اللّٰهِ في كُلِّ وَقت؟‏

١١ سأُعَلِّمُكُم عن قُدرَةِ * اللّٰه؛‏

لن أُخْفِيَ أيَّ شَيءٍ بِخُصوصِ القادِرِ على كُلِّ شَيء.‏

١٢ إذا كُنتُم كُلُّكُم قد رَأيتُم رُؤًى،‏

فلِماذا كَلامُكُم فارِغٌ تَمامًا؟‏

١٣ هذِه هيَ الحِصَّةُ الَّتي يَنالُها الشِّرِّيرُ مِنَ اللّٰه،‏ +

والميراثُ الَّذي يَأخُذُهُ المُستَبِدُّونَ مِنَ القادِرِ على كُلِّ شَيء:‏

١٤ حتَّى لَو كَثُرَ أبناؤُهُ فسَيَموتونَ بِالسَّيف،‏ +

ونَسلُهُ لن يَكونَ لَدَيهِم طَعامٌ كافٍ.‏

١٥ أبناؤُهُ مِن بَعدِهِ سيُدفَنونَ بِسَبَبِ الوَبَإ،‏

ولن تَبْكِيَ أرامِلُهُم علَيهِم.‏

١٦ حتَّى لَو كَوَّمَ الشِّرِّيرُ الفِضَّةَ كالتُّرابِ

والثِّيابَ الفاخِرَة كالطِّين،‏

١٧ فالمُستَقيمُ سيَلبَسُ ما جَمَعَهُ الشِّرِّير،‏ +

والأبرِياءُ سيَتَقاسَمونَ فِضَّتَه.‏

١٨ البَيتُ الَّذي يَبْنيهِ يَكونُ ضَعيفًا مِثلَ بَيتِ العُثّ،‏

ومِثلَ كوخٍ + صَنَعَهُ الحارِس.‏

١٩ يَنامُ غَنِيًّا،‏ لكنَّهُ لا يَحصُدُ شَيئًا؛‏

يَفتَحُ عَيْنَيْه،‏ فلا يَجِدُ شَيئًا.‏

٢٠ الرُّعبُ يَغمُرُهُ كالفَيَضان؛‏

والعاصِفَةُ تَخطِفُهُ لَيلًا.‏ +

٢١ تُطَيِّرُهُ ريحٌ شَرقِيَّة،‏ فلا يَعودُ مَوْجودًا؛‏

تَجرُفُهُ مِن مَكانِه.‏ +

٢٢ تَضرِبُهُ بِلا شَفَقَةٍ +

بَينَما يُحاوِلُ يائِسًا أن يَهرُبَ مِن قُوَّتِها.‏ +

٢٣ تُصَفِّقُ * بِيَدَيْها ساخِرَةً مِنه،‏

وتُصَفِّرُ + مِن مَكانِها مُستَهزِئَةً به.‏

٢٨ ‏«هُناك مَكانٌ لِاستِخراجِ الفِضَّةِ

ومَكانٌ لِتَنقِيَةِ الذَّهَب.‏ +

 ٢ الحَديدُ يُستَخرَجُ مِنَ الأرض،‏

والنُّحاسُ يُذَوَّبُ * مِنَ الصُّخور.‏ +

 ٣ الإنسانُ يَهزِمُ الظَّلام؛‏

يَستَكشِفُ أبعَدَ الأماكِنِ في العَتمَةِ والظَّلامِ

بَحثًا عنِ المَعادِنِ الثَّمينَة.‏ *

 ٤ يَحفِرُ مَنجَمًا بَعيدًا عنِ المَنازِل،‏

في أماكِنَ مَنْسِيَّة لا يَمْشي فيها النَّاس.‏

يَنزِلُ أشخاصٌ بِالحِبال،‏ يَعمَلونَ وهُم مُعَلَّقونَ بها.‏

 ٥ الطَّعامُ يَنْمو على سَطحِ الأرض؛‏

أمَّا في الأعماق،‏ فتَرتَجُّ الأرضُ كما لَو بِنار.‏ *

 ٦ هُناك،‏ يوجَدُ ياقوتٌ أزرَقُ في الحِجارَةِ

وذَهَبٌ في التُّراب.‏

 ٧ الطُّيورُ المُفتَرِسَة لا تَعرِفُ الطَّريقَ إلَيه،‏

ولم يَرَهُ طائِرُ الحِدَأةِ السَّوداءِ بِعَيْنِه.‏

 ٨ لم تَدُسْ علَيهِ الوُحوشُ المُفتَرِسَة،‏

ولم يَمْشِ الأسَدُ القَوِيُّ هُناك.‏

 ٩ يَضرِبُ الإنسانُ حَجَرَ الصَّوَّان؛‏

يَقلِبُ الجِبالَ مِن أساسِها.‏

١٠ يَحفِرُ قَنَواتِ ماءٍ + في الصُّخور؛‏

عَيْناهُ تَرَيانِ كُلَّ شَيءٍ ثَمين.‏

١١ يَسُدُّ مَنابِعَ الأنهار،‏

ويُخرِجُ إلى النُّورِ ما هو مَخْفِيّ.‏

١٢ ولكنْ أينَ يُمكِنُ إيجادُ الحِكمَة،‏ +

وأينَ مَصدَرُ الفَهم؟‏ +

١٣ لا يَعرِفُ أيُّ إنسانٍ قيمَتَها،‏ +

ولا يُمكِنُ إيجادُها في أرضِ الأحياء.‏

١٤ المِياهُ العَميقَة تَقول:‏ ‹لَيسَت هُنا!‏›.‏

والبَحرُ يَقول:‏ ‹لَيسَت عِندي!‏›.‏ +

١٥ لا يُمكِنُ شِراؤُها بِالذَّهَبِ النَّقِيّ؛‏

ولا تَكْفي أيُّ كَمِّيَّةٍ مِنَ الفِضَّةِ كثَمَنٍ لها.‏ +

١٦ لا يُمكِنُ شِراؤُها بِذَهَبٍ مُمتازٍ مِن أُوفِير،‏ +

ولا بِحَجَرِ الجَزْعِ النَّادِرِ والياقوتِ الأزرَق.‏

١٧ الذَّهَبُ والزُّجاجُ لا يُساوِيانِها،‏

ولا يُمكِنُ لِإناءٍ مِن ذَهَبٍ نَقِيٍّ أن يُدفَعَ ثَمَنًا لها.‏ +

١٨ المَرجانُ والبَلُّورُ لا شَيءَ بِالمُقارَنَةِ معها،‏ +

لِأنَّ الحِكمَةَ أغْلى مِن كيسٍ مَلآنٍ بِاللُّؤْلُؤ.‏

١٩ الياقوتُ الأصفَرُ + مِن كُوش لا يُساويها،‏

ولا يُمكِنُ شِراؤُها بِالذَّهَبِ النَّقِيّ.‏

٢٠ ولكنْ مِن أينَ تَأتي الحِكمَة،‏

وأينَ مَصدَرُ الفَهم؟‏ +

٢١ لقد خُبِّئَت عن عَيْنَيْ كُلِّ كائِنٍ حَيّ،‏ +

وأُخْفِيَت عن طُيورِ السَّماء.‏

٢٢ المَوتُ ومَكانُ الهَلاكِ يَقولان:‏

‏‹لم تَسمَعْ آذانُنا إلَّا إشاعاتٍ عنها›.‏

٢٣ اللّٰهُ وَحْدَهُ يَعرِفُ الطَّريقَ إلَيها؛‏

هوَ الَّذي يَعرِفُ أينَ تَسكُن،‏ +

٢٤ لِأنَّهُ يَرى حتَّى آخِرِ الأرض،‏

يَرى كُلَّ شَيءٍ تَحتَ السَّموات.‏ +

٢٥ عِندَما أعْطى الرِّيحَ قُوَّتَها *+

وقاسَ المِياهَ وقَسَّمَها،‏ +

٢٦ عِندَما وَضَعَ قانونًا لِلمَطَرِ +

وشَقَّ طَريقًا لِلغُيومِ المُمطِرَة والرَّعد،‏ +

٢٧ رَأى الحِكمَةَ في أعمالِهِ ووَضَّحَها.‏

ثَبَّتَها وفَحَصَ قيمَتَها.‏

٢٨ ثُمَّ قالَ لِلإنسان:‏

‏‹خَوفُ يَهْوَه هوَ الحِكمَة،‏ +

والابتِعادُ عنِ الشَّرِّ هوَ الفَهم›».‏ +

٢٩ وتابَعَ أَيُّوب كَلِمَتَهُ * وقال:‏

 ٢ ‏«يا لَيتَ الأشهُرَ الماضِيَة تَعود،‏

الأيَّامَ الَّتي كانَ اللّٰهُ يَحرُسُني فيها،‏

 ٣ كانَ يُنيرُ بِسِراجِهِ فَوقَ رَأسي،‏

ويُضيءُ طَريقي كَي أقدِرَ أن أمْشِيَ في العَتمَة،‏ +

 ٤ كُنتُ في عِزِّ شَبابي

وأتَمَتَّعُ بِصَداقَةِ اللّٰهِ في خَيمَتي،‏ +

 ٥ كانَ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ لا يَزالُ معي،‏

وأوْلادي * حَولي،‏

 ٦ كُنتُ أغسِلُ قَدَمَيَّ بِالزُّبدَة،‏

وكانَتِ الصُّخورُ تَسكُبُ لي أنهارًا مِنَ الزَّيت.‏ +

 ٧ كُلَّما خَرَجتُ إلى بَوَّابَةِ المَدينَةِ +

وأخَذتُ مَكاني في السَّاحَة،‏ +

 ٨ كانَ الشُّبَّانُ يَرَوْنَني ويَقِفونَ جانِبًا *

والكِبارُ في العُمرِ يَقومونَ ويَبْقَوْنَ واقِفين.‏ +

 ٩ كانَ الرُّؤَساءُ يَمتَنِعونَ عنِ الكَلامِ

ويَضَعونَ يَدَهُم على فَمِهِم.‏

١٠ كانَت أصواتُ الرِّجالِ البارِزينَ تَختَفي

ولِسانُهُم يَلتَصِقُ بِسَقفِ حَلقِهِم.‏

١١ كانَ كُلُّ مَن يَسمَعُني يَمدَحُني،‏

والَّذينَ يرَوْنَني يَشهَدونَ لي.‏

١٢ فأنا كُنتُ أُخَلِّصُ الفَقيرَ الَّذي يَصرُخُ طَلَبًا لِلمُساعَدَة،‏ +

واليَتيمَ ومَن لَيسَ لَدَيهِ أحَدٌ إلى جانِبِه.‏ +

١٣ الَّذي على حافَّةِ الهَلاكِ كانَ يَدْعو لي بِالبَرَكَة،‏ +

ومُساعَدَتي فَرَّحَت قَلبَ الأرمَلَة.‏ +

١٤ لَبِستُ الاستِقامَةَ كثَوبٍ لي.‏

وكانَ عَدلي كعَباءَةٍ وعِمامَةٍ على رَأسي.‏

١٥ كُنتُ عَيْنَيْنِ لِلأعْمى،‏

وقَدَمَيْنِ لِلأعرَج.‏

١٦ كُنتُ أبًا لِلفُقَراء.‏ +

وحَقَّقتُ في قَضِيَّةِ مَن لا أعرِفُهُم لِأُساعِدَهُم.‏ +

١٧ كُنتُ أكسِرُ فَكَّ الشِّرِّيرِ +

وأنتَزِعُ الفَريسَةَ مِن بَينِ أسنانِه.‏

١٨ كُنتُ أقول:‏ ‹سأموتُ في بَيتي.‏ *+

وسَتَكونُ أيَّامي كَثيرَةً كالرَّمل.‏

١٩ سأكونُ كشَجَرَةٍ تَمتَدُّ جُذورُها وتَصِلُ إلى المِياه،‏

والنَّدى يَبْقى كُلَّ اللَّيلِ على أغصانِها.‏

٢٠ مَجدي يَتَجَدَّدُ دائِمًا،‏

والقَوْسُ في يَدي يَرْمي سَهمًا وَراءَ سَهم›.‏

٢١ كانَ النَّاسُ يَسمَعونَني بِشَوقٍ

ويَنتَظِرونَ نَصيحَتي بِسُكوت.‏ +

٢٢ بَعدَ أن أتَكَلَّم،‏ لم يَكُنْ أحَدٌ يُضيفُ شَيئًا؛‏

كَلِماتي كانَت تَنزِلُ بِرِقَّةٍ * على آذانِهِم.‏

٢٣ كانوا يَنتَظِرونَني مِثلَما يَنتَظِرونَ المَطَرَ

ويَتَشَوَّقونَ لِيَسمَعوا كَلامي مِثلَما يَتَشَوَّقونَ لِمَطَرِ الرَّبيع.‏ +

٢٤ لم يُصَدِّقوا عُيونَهُم عِندَما كُنتُ أبتَسِمُ لهُم،‏

ووَجهي المُشرِقُ كانَ يُريحُهُم.‏ *

٢٥ كُنتُ أُوَجِّهُهُم كقائِدٍ لهُم،‏

وعِشتُ مِثلَ مَلِكٍ بَينَ جُنودِه،‏ +

وكُنتُ أُعَزِّي الحَزانى.‏ +

٣٠ ‏«أمَّا الآنَ فيَضحَكُ علَيَّ +

رِجالٌ أصغَرُ مِنِّي،‏

رِجالٌ ما كُنتُ لِأقبَلَ أن أُرسِلَ آباءَهُم

معَ الكِلابِ الَّتي تَحرُسُ قَطيعي.‏

 ٢ بِماذا نَفَعَتني قُوَّةُ أيْديهِم؟‏

لقد زالَت قُوَّتُهُم.‏

 ٣ هُم مُرهَقونَ بِسَبَبِ الفَقرِ والجوع؛‏

يَمضَغونَ ما يَجِدونَهُ في الأرضِ القاحِلَة،‏

الأرضِ الَّتي مَرَّ وَقتٌ مُنذُ صارَت مَهجورَةً وخَرِبَة.‏

 ٤ يَجمَعونَ نَباتَ المِلحِ مِن بَينِ الأشجارِ الصَّغيرَة،‏

وطَعامُهُم هو جُذورُ أشجارِ الرَّتَم.‏

 ٥ يُطرَدونَ مِنَ المُجتَمَع،‏ +

ويَصرُخُ علَيهِمِ النَّاسُ وكَأنَّهُم لُصوص.‏

 ٦ فيَعيشونَ في مُنحَدَراتِ الأوْدِيَة،‏

في حُفَرٍ في الأرضِ والصَّخر.‏

 ٧ يَصرُخونَ مِن بَينِ الأشجارِ الصَّغيرَة،‏

ويَتَجَمَّعونَ معًا بَينَ نَباتِ القُرَّيْص.‏

 ٨ لقد طُرِدوا * مِنَ الأرضِ

مِثلَ أبناءِ الأغبِياءِ والحَقيرين.‏

 ٩ لكنَّهُمُ الآنَ يَسخَرونَ مِنِّي حتَّى في أغانيهِم؛‏ +

صِرتُ مَسخَرَةً * عِندَهُم.‏ +

١٠ يَكرَهونَني ويَبْقَوْنَ بَعيدينَ عنِّي؛‏ +

يَبصُقونَ في وَجهي بِلا تَرَدُّد.‏ +

١١ ولِأنَّ اللّٰهَ أضعَفَني * وأذَلَّني،‏

يُهاجِمونَني دونَ ضَوابِط.‏ *

١٢ مِنَ اليَمين،‏ يَقومونَ ويَهجُمونَ علَيَّ كعِصابَة.‏

يُجبِرونَني على الهَرَب،‏

ويَضَعونَ في طَريقي حَواجِزَ مُدَمِّرَة.‏

١٣ يُخَرِّبونَ طَريقي

ويَجعَلونَ مُصيبَتي أسوَأ،‏ +

مِن دونِ أن يوقِفَهُم * أحَد.‏

١٤ يَأتونَ علَيَّ وكَأنَّهُم يَمُرُّونَ مِن فَتحَةٍ واسِعَة في السُّور؛‏

يَتَدَفَّقونَ نَحوي وَسَطَ الخَراب.‏

١٥ الرُّعبُ يُسَيطِرُ علَيَّ؛‏

كَرامَتي وخَلاصي يَزولانِ

مِثلَ غَيمَةٍ تُطَيِّرُها الرِّيح.‏

١٦ والآنَ حَياتي * على وَشْكِ أن تَختَفي؛‏ +

أيَّامُ المُعاناةِ + تَتَحَكَّمُ بي.‏

١٧ الألَمُ يَختَرِقُ عِظامي * في اللَّيل،‏ +

وتَنهَشُني أوْجاعٌ لا تَهدَأُ أبَدًا.‏ +

١٨ قَميصي يُسحَبُ بِعُنف،‏ *

ويَخنُقُني مِثلَ طَوقٍ ضَيِّق.‏

١٩ اللّٰهُ رَماني في الوَحل؛‏

صِرتُ مُجَرَّدَ تُرابٍ ورَماد.‏

٢٠ أصرُخُ إلَيكَ لكنَّكَ لا تَستَجيبُ لي؛‏ +

أقِفُ أمامَكَ لكنَّكَ تَكتَفي بِالنَّظَرِ إلَيَّ.‏

٢١ لقدِ انقَلَبتَ بِقَسوَةٍ ضِدِّي؛‏ +

تَمُدُّ يَدَكَ علَيَّ بِكُلِّ قُوَّتِك.‏

٢٢ تَرفَعُني وتَرْميني لِلرِّيح؛‏

ثُمَّ تَجعَلُني أتَخَبَّطُ في العاصِفَة.‏ *

٢٣ فأنا أعرِفُ أنَّكَ ستُسَلِّمُني إلى المَوت،‏

إلى البَيتِ الَّذي سيَلتَقي فيهِ كُلُّ الأحياء.‏

٢٤ ولكنْ لا أحَدَ يَمُدُّ يَدَهُ على رَجُلٍ مُحَطَّم،‏ *+

رَجُلٍ يَطلُبُ المُساعَدَةَ وَقتَ مُصيبَتِه.‏

٢٥ ألَمْ أبْكِ على مَن يَمُرُّونَ بِأوْقاتٍ صَعبَة؟‏ *

ألَمْ أحزَنْ على الفُقَراء؟‏ +

٢٦ إنتَظَرتُ الخَيرَ فجاءَ الشَّرّ؛‏

إنتَظَرتُ النُّورَ فجاءَتِ العَتمَة.‏

٢٧ كانَ قَلبي يَغْلي ولا يَهدَأ.‏

واجَهَتني أيَّامٌ مِنَ المُعاناة.‏

٢٨ أمْشي حَزينًا،‏ + ولا أرى نورَ الشَّمس.‏

أقومُ في وَسَطِ الجَماعَةِ وأطلُبُ المُساعَدَة.‏

٢٩ صِرتُ أخًا لِبَناتِ آوى *

ورَفيقًا لِلنَّعامَة.‏ +

٣٠ جِلدي يَسوَدُّ ويَنقَشِر،‏ +

وعِظامي تَحتَرِقُ مِنَ الحَرارَة.‏ *

٣١ قيثارَتي صارَت لِلنَّدْبِ فَقَط،‏

ومِزماري * يَعزِفُ لِلَّذينَ يَبْكون.‏

٣١ ‏«لقد عَمِلتُ اتِّفاقًا * مع عَيْنَيَّ +

أن لا أتَطَلَّعَ * أبَدًا إلى صَبِيَّة.‏ *+

 ٢ فإذا فَعَلتُ شَيئًا كهذا،‏ فماذا يُعْطيني اللّٰهُ الَّذي في السَّماء،‏

وماذا يَكونُ ميراثي مِنَ القادِرِ على كُلِّ شَيء؟‏

 ٣ ألَا تَأتي الكارِثَةُ على مَن يَفعَلُ الخَطَأَ

والمُصيبَةُ على مَن يُسَبِّبُ الأذى؟‏ +

 ٤ ألَا يَرى اللّٰهُ طُرُقي +

ويُراقِبُ كُلَّ خُطُواتي؟‏

 ٥ هل مَشَيتُ يَومًا في طَريقِ الكَذِب؟‏ *

هل خَدَعتُ أحَدًا مِن قَبل؟‏ +

 ٦ يا لَيتَ اللّٰهَ يَزِنُني بِميزانٍ دَقيق؛‏ +

عِندَئِذٍ سيَعرِفُ أنِّي مُستَقيم.‏ *+

 ٧ إذا ابتَعَدَت خُطُواتي عنِ الطَّريق،‏ +

وسارَ قَلبي وَراءَ ما تَراهُ عَيْناي،‏ +

أو تَنَجَّسَت يَداي،‏

 ٨ فلْيَأكُلْ غَيري ما أزرَعُه،‏ +

ولْيَقلَعوا ما أغرِسُه.‏ *

 ٩ وإذا كانَ قَلبي قد أُغْرِيَ وانجَذَبَ إلى امرَأة،‏ +

أوِ انتَظَرتُ + قُربَ بَيتِ قَريبي لِأُخطِئَ مع زَوجَتِه،‏

١٠ فلْتَطحَنْ زَوجَتي الحُبوبَ لِرَجُلٍ آخَر،‏

ولْيَنَمْ معها * آخَرون.‏ +

١١ فهذا سُلوكٌ مُخجِلٌ

وذَنْبٌ يَستَحِقُّ عِقابَ القُضاة؛‏ +

١٢ سيَكونُ مِثلَ نارٍ تَلتَهِمُ وتُدَمِّر،‏ *+

نارٍ تَأكُلُ كُلَّ مَحاصيلي حتَّى الجُذور.‏ *

١٣ إذا كُنتُ قد حَرَمتُ خُدَّامي وخادِماتي مِنَ العَدلِ

عِندَما تَشَكَّوْا علَيَّ،‏ *

١٤ فماذا أقدِرُ أن أفعَلَ حينَ يُواجِهُني * اللّٰه؟‏

بِماذا أُجيبُهُ عِندَما يُحاسِبُني؟‏ +

١٥ ألَيسَ الَّذي صَنَعَني في بَطنِ أُمِّي صَنَعَهُم هُم أيضًا؟‏ +

ألَيسَ هوَ الَّذي كَوَّنَنا كُلَّنا في الرَّحِم؟‏ +

١٦ إذا كُنتُ حَرَمتُ الفُقَراءَ مِمَّا يَرغَبونَ فيهِ +

وأبْكَيتُ عُيونَ الأرامِل،‏ *+

١٧ أو أكَلتُ لُقمَتي وَحْدي،‏

ولم أتَشارَكْ فيها معَ الأيتام،‏ +

١٨ ‏(‏فمُنذُ كُنتُ شابًّا كَبِرَ اليَتيمُ * عِندي وكَأنِّي أبوه،‏

ومُنذُ الصِّغَرِ * كُنتُ أُرشِدُ الأرمَلَة.‏ *‏)‏

١٩ أو رَأيتُ شَخصًا يَموتُ مِنَ البَردِ لِأنَّهُ لا يَملِكُ ثِيابًا،‏

أو فَقيرًا لَيسَ لَدَيهِ ما يَتَغَطَّى به،‏ +

٢٠ ولم أُعْطِهِ صوفًا مِن عِندي

لِكَي يَتَدَفَّأَ ويَدْعُوَ لي بِالبَرَكَة،‏ *+

٢١ أو هَزَّيتُ يَدي لِأُهَدِّدَ اليَتيمَ +

عِندَما احتاجَ إلى مُساعَدَتي عِندَ بَوَّابَةِ المَدينَة،‏ *+

٢٢ فلْتَسقُطْ ذِراعي مِن كِتفي،‏

ولْتَنكَسِرْ ذِراعي عِندَ كوعي.‏ *

٢٣ فأنا كُنتُ دائِمًا أخافُ أن يَجلُبَ اللّٰهُ علَيَّ مُصيبَة،‏

وأنا لا أقدِرُ أن أقِفَ أمامَ عَظَمَتِه.‏

٢٤ هلِ اتَّكَلتُ على الذَّهَب،‏

أو قُلتُ لِلذَّهَبِ النَّقِيّ:‏ ‹أنتَ ضَمانَتي›؟‏ +

٢٥ هلِ اعتَبَرتُ ثَروَتي الكَبيرَة مَصدَرَ فَرَحي،‏ +

لِأنِّي حَصَلتُ على مُمتَلَكاتٍ كَثيرَة؟‏ +

٢٦ هل نَظَرتُ إلى الشَّمسِ * المُشرِقَة،‏

أو رَأيتُ القَمَرَ وهو يَتَحَرَّكُ بِمَجد،‏ +

٢٧ فأُغْرِيَ قَلبي سِرًّا

وأرسَلَت يَدي إلَيهِما قُبلَةً لِأعبُدَهُما؟‏ +

٢٨ إذا كُنتُ فَعَلتُ ذلِك،‏ فإنِّي عَمِلتُ ذَنْبًا يَستَحِقُّ عِقابَ القُضاة،‏

لِأنِّي أكونُ قد أنكَرتُ اللّٰهَ الَّذي في السَّماء.‏

٢٩ هل فَرِحتُ مَرَّةً بِهَلاكِ عَدُوِّي،‏ +

أو شَمِتُّ حينَ أصابَهُ شَرّ؟‏

٣٠ لم أسمَحْ أبَدًا لِفَمي أن يُخطِئَ

ويَدْعُوَ علَيهِ بِالمَوت.‏ *+

٣١ ألَمْ يَقُلْ أهلُ بَيتي:‏

‏‹مَن لم يَشبَعْ مِن طَعامِ أَيُّوب›؟‏!‏ *+

٣٢ لم يُمْضِ أيُّ غَريبٍ * اللَّيلَ في الخارِج،‏ +

بل فَتَحتُ أبوابي لِلمُسافِرين.‏

٣٣ هل حاوَلتُ يَومًا أن أُغَطِّيَ خَطايايَ مِثلَ الباقينَ +

وأخْفَيتُ ذَنْبي في جَيبِ ثَوبي؟‏

٣٤ هل خِفتُ مِن رَدَّةِ فِعلِ النَّاسِ

أو مِنِ احتِقارِ العَشائِر؟‏

هل جَعَلَني الخَوفُ أسكُتُ وأبْقى في بَيتي؟‏

٣٥ يا لَيتَ هُناك أحَدًا يَسمَعُني!‏ +

فكُنتُ وَضَعتُ تَوقيعي على ما قُلتُه.‏ *

فلْيُجِبْني القادِرُ على كُلِّ شَيء!‏ +

يا لَيتَ مَن يَتَّهِمُني يَكتُبُ التُّهَمَ في وَثيقَة!‏

٣٦ فكُنتُ حَمَلتُها على كِتفي

ووَضَعتُها على رَأسي مِثلَ تاج.‏

٣٧ كُنتُ أعْطَيتُهُ تَقريرًا عن كُلِّ خُطُواتي؛‏

كُنتُ اقتَرَبتُ مِنهُ بِثِقَةٍ وكَأنِّي أمير.‏

٣٨ إذا كانَت أرضي صَرَخَت وتَشَكَّت مِنِّي

وبَكَت معًا خُطوطُها المَفلوحَة،‏

٣٩ إذا كُنتُ أكَلتُ ثَمَرَها مَجَّانًا،‏ +

وسَبَّبتُ الحُزنَ الشَّديدَ لِأصحابِها،‏ +

٤٠ فلْيَطلَعْ في أرضي شَوكٌ بَدَلَ القَمح،‏

ولْيَنبُتْ عُشبٌ رائِحَتُهُ كَريهَة بَدَلَ الشَّعير».‏

إنتَهَت كَلِماتُ أَيُّوب.‏

٣٢ فسَكَتَ هؤُلاءِ الرِّجالُ الثَّلاثَة وما عادوا يُجاوِبونَ أَيُّوب،‏ لِأنَّهُ كانَ مُقتَنِعًا أنَّهُ بِلا لَوم.‏ *+ ٢ لكنَّ أَلِيهُو بْنَ بَرَخْئِيل البُوزِيِّ + مِن عَشيرَةِ رَام كانَ غاضِبًا كَثيرًا.‏ فقدِ اشتَعَلَ غَضَبُهُ على أَيُّوب،‏ لِأنَّهُ حاوَلَ أن يُبَرِّئَ نَفْسَهُ * لا اللّٰه.‏ + ٣ واشتَعَلَ غَضَبُهُ أيضًا على أصحابِ أَيُّوب الثَّلاثَة،‏ لِأنَّهُم لم يَجِدوا جَوابًا مُناسِبًا بل قالوا إنَّ اللّٰهَ شِرِّير.‏ + ٤ وكانَ أَلِيهُو قدِ انتَظَرَ كَي يُجاوِبَ أَيُّوب،‏ لِأنَّهُم كُلَّهُم أكبَرُ مِنه.‏ + ٥ وعِندَما رَأى أَلِيهُو أنَّ الرِّجالَ الثَّلاثَة لم يَعُدْ لَدَيهِم ما يَقولونَه،‏ اشتَدَّ غَضَبُهُ أكثَر.‏ ٦ فبَدَأ أَلِيهُو بْنُ بَرَخْئِيل البُوزِيِّ كَلامَهُ قائِلًا:‏

‏«أنا شابٌّ *

وأنتُم كِبارٌ في العُمر.‏ +

لِذلِك بَقيتُ ساكِتًا احتِرامًا لكُم،‏ +

ولم أتَجَرَّأْ أن أُخبِرَكُم بِما أعرِفُه.‏

 ٧ قُلتُ لِنَفْسي:‏ ‹دَعِ العُمرَ * يَتَكَلَّمُ

والسِّنينَ الطَّويلَة تُعَلِّمُ الحِكمَة›.‏

 ٨ لكنَّ روحَ اللّٰهِ الَّذي في البَشَر،‏

نَسَمَةَ القادِرِ على كُلِّ شَيء،‏ هوَ الَّذي يُعْطيهِمِ الفَهم.‏ +

 ٩ العُمرُ * وَحْدَهُ لا يَجعَلُ الشَّخصَ حَكيمًا،‏

ولا الكِبارُ في العُمرِ فَقَط يَفهَمونَ ما هو صَواب.‏ +

١٠ لِذلِك أقول:‏ ‹إسمَعوا * لي،‏

وسَأُخبِرُكُم أنا أيضًا بِما أعرِفُه›.‏

١١ لقدِ انتَظَرتُ لِتَقولوا ما عِندَكُم،‏

وبَقيتُ أسمَعُ حُجَجَكُم،‏ +

فيما كُنتُم تُفَتِّشونَ عن كَلِماتٍ تَقولونَها.‏ +

١٢ إنتَبَهتُ إلَيكُم جَيِّدًا،‏

ولكنْ لا أحَدَ مِنكُمُ استَطاعَ أن يُبَرهِنَ أنَّ أَيُّوب مُخطِئٌ *

أو أن يَرُدَّ على حُجَجِه.‏

١٣ لِذلِك لا تَقولوا:‏ ‹نَحنُ الحُكَماء.‏

واللّٰهُ هوَ الَّذي يُبَرهِنُ أنَّهُ مُخطِئ،‏ لا الإنسان›.‏

١٤ إنَّ أَيُّوب لم يُوَجِّهْ كَلِماتِهِ ضِدِّي،‏

وأنا لن أرُدَّ علَيهِ بِحُجَجِكُم.‏

١٥ هؤُلاءِ الرِّجالُ * مُحتارون،‏ ولَيسَ لَدَيهِمِ المَزيدُ مِنَ الأجوِبَة؛‏

لم يَعُدْ لَدَيهِم ما يَقولونَه.‏

١٦ إنتَظَرتُ لكنَّهُم تَوَقَّفوا عنِ الكَلام؛‏

إنَّهُم يَقِفونَ هُناك ولم يَعُدْ عِندَهُم أيُّ جَواب.‏

١٧ لِذلِك أنا أيضًا سأُعْطي جَوابًا؛‏

أنا أيضًا سأقولُ ما أعرِفُه،‏

١٨ لِأنَّ عِندي كَلامًا كَثيرًا أقولُه؛‏

الرُّوحُ في داخِلي يَدفَعُني أن أتَكَلَّم.‏

١٩ أشعُرُ بِالضَّغطِ في داخِلي،‏ *

كأنِّي كيسٌ * جَديدٌ لِلنَّبيذِ على وَشْكِ أن يَنفَجِر.‏ +

٢٠ أُترُكوني أتَكَلَّمُ كَي أرتاح.‏

سأفتَحُ فَمي لِأُجيب.‏

٢١ لن أتَحَيَّزَ لِأحَد،‏ +

ولن أمدَحَ أيَّ إنسانٍ مَدحًا كاذِبًا،‏ *

٢٢ لِأنِّي لا أعرِفُ أن أمدَحَ مَدحًا كاذِبًا؛‏

ولَو فَعَلتُ ذلِك،‏ كانَ صانِعي أهلَكَني بِسُرعَة.‏

٣٣ ‏«أمَّا الآن،‏ فاسمَعْ مِن فَضلِكَ يا أَيُّوب

وأصْغِ إلى كُلِّ ما أقولُه.‏

 ٢ سأفتَحُ فَمي؛‏

سيَتَكَلَّمُ لِساني.‏ *

 ٣ كَلِماتي تُظهِرُ أنَّ قَلبي مُستَقيم،‏ +

وشَفَتايَ تَقولانِ بِصِدقٍ ما أعرِفُه.‏

 ٤ روحُ اللّٰهِ صَنَعَني،‏ +

ونَسَمَةُ القادِرِ على كُلِّ شَيءٍ أعْطَتني الحَياة.‏ +

 ٥ جاوِبْني إذا استَطَعت؛‏

قَدِّمْ حُجَجَكَ أمامي؛‏ إستَعِدَّ لِتُدافِعَ عن قَضِيَّتِك.‏

 ٦ أنا مِثلُكَ تَمامًا في نَظَرِ اللّٰه.‏

أنا أيضًا كُوِّنتُ مِنَ الطِّين.‏ +

 ٧ لِذلِك لا يَجِبُ أن تَخافَ مِنِّي؛‏

كَلِماتي لن تَكونَ ثَقيلَةً علَيك.‏

 ٨ لكنِّي سَمِعتُكَ تَقول،‏

سَمِعتُكَ تُكَرِّرُ هذا الكَلام:‏

 ٩ ‏‹أنا نَقِيٌّ وبِلا خَطِيَّة.‏ +

أنا طاهِرٌ وبِلا ذَنْب.‏ +

١٠ لكنَّ اللّٰهَ يُفَتِّشُ عن أسبابٍ لِيُقاوِمَني؛‏

يَعتَبِرُني عَدُوًّا له.‏ +

١١ يُقَيِّدُ قَدَمَيَّ،‏ *

ويُراقِبُ كُلَّ طُرُقي›.‏ +

١٢ لكنَّكَ مُخطِئٌ في ما تَقولُه،‏ لِذلِك أنا سأُجيبُك:‏

اللّٰهُ أعظَمُ بِكَثيرٍ مِنَ الإنسانِ الفاني.‏ +

١٣ لِماذا تُقَدِّمُ شَكْوى ضِدَّه؟‏ +

هل لِأنَّهُ لم يُجِبْ عن كُلِّ كَلامِك؟‏ +

١٤ فاللّٰهُ يَتَكَلَّمُ مَرَّةً ومَرَّتَيْنِ

ولكنْ لا أحَدَ يَنتَبِه،‏

١٥ هو يَتَكَلَّمُ في حُلْم،‏ في رُؤيا في اللَّيل،‏ +

حينَ يَنامُ النَّاسُ نَومًا عَميقًا،‏

بَينَما هُم غافونَ على سَريرِهِم.‏

١٦ ثُمَّ يَكشِفُ عن آذانِهِم لِيَسمَعوا،‏ +

ويَطبَعُ * تَعليمَهُ في أذهانِهِم،‏

١٧ لِيُبعِدَ الإنسانَ عنِ الخَطَإ +

ويَحْمِيَهُ مِنَ الكِبرِياء.‏ +

١٨ اللّٰهُ يُخَلِّصُهُ * مِنَ النُّزولِ إلى الحُفرَةِ *+

ويُنقِذُ حَياتَهُ مِن أن تَهلَكَ بِالسَّيف.‏ *

١٩ الشَّخصُ يَتَوَبَّخُ أيضًا حينَ يَتَوَجَّعُ على سَريرِه،‏

وحينَ تُؤْلِمُهُ عِظامُهُ طولَ الوَقت،‏

٢٠ فتَكرَهُ نَفْسُهُ * الخُبزَ

وتَرفُضُ حتَّى الطَّعامَ الفاخِر.‏ +

٢١ يَذوبُ لَحمُهُ حتَّى يَختَفي،‏

وتَبرُزُ * عِظامُهُ الَّتي كانَت لا تُرى.‏

٢٢ تَقتَرِبُ نَفْسُهُ * مِنَ الحُفرَة؛‏ *

تَقتَرِبُ حَياتُهُ مِنَ الَّذينَ يُسَبِّبونَ المَوت.‏

٢٣ ولكنْ إذا أتى إلَيهِ رَسول،‏ *

شَخصٌ يُدافِعُ عن قَضِيَّتِه،‏ مُدافِعٌ واحِدٌ مِن ألف،‏

لِيُخبِرَهُ كَيفَ يَكونُ مُستَقيمًا،‏

٢٤ فاللّٰهُ عِندَئِذٍ يَتَحَنَّنُ علَيهِ ويَقول:‏

‏‹أعْفِهِ مِنَ النُّزولِ إلى الحُفرَة!‏ *+

لقد وَجَدتُ فِديَة!‏ +

٢٥ لِيَصِرْ لَحمُهُ أطْرى * مِن لَحمِ الطِّفل،‏ +

ولْتَرجِعْ إلَيهِ قُوَّةُ الشَّباب›.‏ +

٢٦ سيَتَوَسَّلُ إلى اللّٰه،‏ + وهو سيَرْضى عنه.‏

وحينَ يَرى وَجهَ اللّٰهِ سيَهتِفُ مِنَ الفَرَح،‏

واللّٰهُ سيَعتَبِرُ الإنسانَ الفاني بِلا لَومٍ * مِن جَديد.‏

٢٧ فيُعلِنُ * ذلِكَ الشَّخصُ لِلنَّاس:‏

‏‹لقد أخطَأت،‏ + وعَوَّجتُ ما هو مُستَقيم،‏

ومع ذلِك،‏ لم أنَلْ ما أستَحِقُّه.‏ *

٢٨ لقد خَلَّصَني * مِنَ النُّزولِ إلى الحُفرَة،‏ *+

وسَتَرى حَياتي النُّور›.‏

٢٩ اللّٰهُ يَفعَلُ كُلَّ هذِه

مَرَّتَيْنِ وثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن أجْلِ الشَّخص،‏

٣٠ لِيَرُدَّهُ * مِنَ الحُفرَة،‏ *

كَي يَتَمَتَّعَ بِنورِ الحَياة.‏ +

٣١ إنتَبِهْ يا أَيُّوب،‏ واسمَعْ لي!‏

إبْقَ ساكِتًا،‏ وأنا سأُتابِعُ الكَلام.‏

٣٢ إذا كانَ عِندَكَ ما تَقولُه،‏ فرُدَّ علَيَّ.‏

تَكَلَّم،‏ فأنا أُريدُ أن أُثبِتَ أنَّكَ مُحِقّ.‏

٣٣ وإلَّا فاسمَعْ أنتَ لي؛‏

إبْقَ ساكِتًا،‏ وسَأُعَلِّمُكَ الحِكمَة».‏

٣٤ وتابَعَ أَلِيهُو جَوابَهُ وقال:‏

 ٢ ‏«إسمَعوا كَلامي أيُّها الحُكَماء؛‏

أَصْغوا إلَيَّ يا مَن تَعرِفونَ الكَثير.‏

 ٣ فالأُذُنُ تَفحَصُ الكَلامَ

مِثلَما أنَّ اللِّسانَ * يَذوقُ الطَّعام.‏

 ٤ لِذلِك دَعونا نُحَدِّدُ ما هو صائِب،‏

ونُقَرِّرُ معًا ما هو صالِح.‏

 ٥ فأَيُّوب قال:‏ ‹أنا بَريء.‏ *+

مع ذلِك،‏ حَرَمَني اللّٰهُ مِنَ العَدل.‏ +

 ٦ هل أكذِبُ وأقولُ إنِّي لا أستَحِقُّ حُكمًا لِصالِحي؟‏

جُرحي لا يُشْفى،‏ مع أنِّي لم أُخطِئ›.‏ +

 ٧ مَن مِثلُ أَيُّوب

الَّذي يَشرَبُ السُّخرِيَةَ كالماء؟‏

 ٨ هو في طَريقِهِ لِيَنضَمَّ إلى الخُطاةِ

ويُرافِقَ الأشرار.‏ +

 ٩ فقد قال:‏ ‹لا يَستَفيدُ الإنسانُ

إذا حاوَلَ أن يُرْضِيَ اللّٰه›.‏ +

١٠ لِذلِكَ اسمَعوا لي يا مَن عِندَكُم فَهم:‏ *

مُستَحيلٌ أن يَفعَلَ اللّٰهُ الشَّرّ،‏ +

والقادِرُ على كُلِّ شَيءٍ مُستَحيلٌ أن يَظلِم!‏ +

١١ فهو يُكافِئُ كُلَّ إنسانٍ على عَمَلِه،‏ +

ويُعْطيهِ ما يَنتِجُ عن تَصَرُّفاتِه.‏

١٢ حَقًّا،‏ إنَّ اللّٰهَ لا يَفعَلُ الشَّرّ،‏ +

والقادِرَ على كُلِّ شَيءٍ لا يَظلِمُ في القَضاء.‏ +

١٣ مَن جَعَلَهُ مَسؤولًا عنِ الأرض،‏

ومَن عَيَّنَهُ على كُلِّ العالَم؟‏ *

١٤ إذا رَكَّزَ انتِباهَهُ * على البَشَر،‏

وإذا جَمَعَ عِندَهُ روحَهُم ونَفَسَهُم،‏ *+

١٥ فسَيَهلَكُونَ كُلُّهُم معًا

ويَعودونَ إلى التُّراب.‏ +

١٦ فإذا كانَ عِندَكَ فَهم،‏ فاسمَعْني جَيِّدًا

وانتَبِهْ لِما أقولُه.‏

١٧ هل تَظُنُّ أنَّ مَن يَكرَهُ العَدلَ هوَ الَّذي يَحكُم؟‏!‏

وهل مَعقولٌ أن تَدينَ حاكِمًا عادِلًا؟‏!‏

١٨ هل تَقولُ لِلمَلِك:‏ ‹أنتَ بِلا نَفع›،‏

أو تَقولُ لِلنُّبَلاء:‏ ‹أنتُم أشرار›؟‏!‏ +

١٩ اللّٰهُ لا يَتَحَيَّزُ لِلرُّؤَساءِ

ولا يُفَضِّلُ الغَنِيَّ على الفَقير،‏ *+

لِأنَّهُم كُلَّهُم عَمَلُ يَدَيْه.‏ +

٢٠ قد يَموتونَ فَجْأةً،‏ + في نِصفِ اللَّيل.‏ +

يَرجُفونَ بِقُوَّةٍ ويَهلَكون؛‏

حتَّى الحُكَّامُ يَزولون،‏ ولكنْ لَيسَ بِيَدٍ بَشَرِيَّة.‏ +

٢١ فعَيْنَا اللّٰهِ على طُرُقِ الإنسان،‏ +

وهو يَرى كُلَّ خُطُواتِه.‏

٢٢ ما مِن عَتمَةٍ ولا ظَلامٍ شَديدٍ

يُمكِنُ أن يَختَبِئَ فيهِما الخُطاة.‏ +

٢٣ فاللّٰهُ لا يُحَدِّدُ وَقتًا لِأيِّ إنسانٍ

كَي يَقِفَ أمامَهُ لِيُحاكِمَه.‏

٢٤ هو يُحَطِّمُ الحُكَّامَ دونَ أن يَحتاجَ أن يُجْرِيَ تَحقيقًا،‏

ويُعَيِّنُ آخَرينَ مَكانَهُم.‏ +

٢٥ فهو يَعرِفُ ما يَفعَلونَه؛‏ +

يَهزِمُهُم في اللَّيل،‏ فيَنسَحِقون.‏ +

٢٦ يَضرِبُهُم بِسَبَبِ شَرِّهِم

أمامَ الجَميع،‏ +

٢٧ لِأنَّهُم تَوَقَّفوا عنِ اتِّباعِهِ +

ولا يَهتَمُّونَ بِأيِّ شَيءٍ يَفعَلُه؛‏ +

٢٨ بِسَبَبِهِم يَصرُخُ الفُقَراءُ إلَيه،‏

وهو يَسمَعُ صُراخَ الضُّعَفاء.‏ +

٢٩ أمَّا إذا بَقِيَ اللّٰهُ ساكِتًا،‏ فمَن يَقدِرُ أن يَدينَه؟‏

وإذا أخْفى وَجهَه،‏ فمَن يَقدِرُ أن يَراه؟‏

سَواءٌ أخْفى وَجهَهُ عن أُمَّةٍ أو إنسان،‏ فالنَّتيجَةُ واحِدَة:‏

٣٠ لن يَسمَحَ اللّٰهُ لِلَّذي لا يَخافُهُ * أن يَحكُمَ +

ولا أن يَضَعَ فِخاخًا لِلشَّعب.‏

٣١ هل يَجوزُ أن يَقولَ أحَدٌ لِلّٰه:‏

‏‹نِلتُ عِقابًا،‏ مع أنِّي لم أفعَلْ أيَّ خَطَإٍ؛‏ +

٣٢ أرِني ما لم أقدِرْ أن أراه؛‏

وإذا كُنتُ قد أخطَأت،‏ فلن أفعَلَ ذلِك مُجَدَّدًا›؟‏

٣٣ هل يَجِبُ أن يُكافِئَكَ مِثلَما تُحِبُّ فيما تَرفُضُ حُكمَه؟‏

علَيكَ أنتَ أن تُقَرِّر،‏ لا أنا.‏

والآن،‏ أَخبِرْني ما تَعرِفُهُ جَيِّدًا.‏

٣٤ الَّذينَ عِندَهُم فَهمٌ *

والحُكَماءُ الَّذينَ يَسمَعونَني سيَقولونَ لي:‏

٣٥ ‏‹أَيُّوب يَتَكَلَّمُ بِلا مَعرِفَة،‏ +

وكَلامُهُ لَيسَ فيهِ بُعدُ نَظَر›.‏

٣٦ يا لَيتَ أَيُّوب يُمتَحَنُ * إلى أقْصى حَدٍّ

لِأنَّ أجوِبَتَهُ هي مِثلُ أجوِبَةِ الأشرار!‏

٣٧ هو يُضيفُ التَّمَرُّدَ على خَطِيَّتِه.‏ +

يُصَفِّقُ بِيَدَيْهِ بِسُخرِيَةٍ أمامَنا

ويَقولُ كَلامًا كَثيرًا ضِدَّ اللّٰه!‏».‏ +

٣٥ وتابَعَ أَلِيهُو جَوابَه:‏

 ٢ ‏«هل أنتَ مُقتَنِعٌ كَثيرًا أنَّكَ مُحِقٌّ لِدَرَجَةِ أنَّكَ تَقول:‏

‏‹أنا عادِلٌ * أكثَرَ مِنَ اللّٰه›؟‏ +

 ٣ فأنتَ تَقول:‏ ‹هل يَهُمُّكَ * إذا فَعَلتُ الصَّواب؟‏

هل وَضعي أحسَنُ لِأنِّي لم أُخطِئ؟‏›.‏ +

 ٤ سأُجاوِبُكَ

أنتَ وأصحابَكَ + الَّذينَ معك.‏

 ٥ إرفَعْ عَيْنَيْكَ إلى السَّماءِ وانظُر،‏

انظُرْ إلى الغُيومِ + الَّتي هي أعْلى مِنكَ بِكَثير.‏

 ٦ فإذا أخطَأتَ،‏ فهل تُؤْذيه؟‏ +

وإذا كَثُرَت ذُنوبُك،‏ فكَيفَ يُؤَثِّرُ ذلِك علَيه؟‏ +

 ٧ إذا كُنتَ تَفعَلُ الصَّواب،‏ فهل تَظُنُّ أنَّكَ تَعمَلُ مَعروفًا معه؟‏

وهل يَنالُ شَيئًا مِنك؟‏ +

 ٨ شَرُّكَ لا يُؤَثِّرُ إلَّا على إنسانٍ مِثلِك،‏

وفِعلُكَ الصَّوابَ لا يُؤَثِّرُ إلَّا على البَشَر.‏

 ٩ النَّاسُ يَصرُخُونَ مِن كَثرَةِ الظُّلمِ

ويَطلُبونَ أن يَرتاحوا مِن سَيطَرَةِ * الأقوِياء.‏ +

١٠ ولكنْ لا أحَدَ يَقول:‏ ‹أينَ اللّٰهُ صانِعي العَظيم،‏ +

الَّذي بِفَضلِهِ تُغَنَّى التَّرانيمُ في اللَّيل؟‏›.‏ +

١١ هو يُعْطينا مَعرِفَةً + أكثَرَ مِن حَيَواناتِ الأرض،‏ +

ويَجعَلُنا أحكَمَ مِن طُيورِ السَّماء.‏

١٢ يَصرُخُ النَّاس،‏ لكنَّهُ لا يُجيبُهُم +

لِأنَّهُ يَرى كِبرِياءَ الأشرار.‏ +

١٣ حَقًّا،‏ إنَّ اللّٰهَ لا يَسمَعُ الصُّراخَ الفارِغ؛‏ *+

القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ لا يُوَجِّهُ انتِباهَهُ إلَيه.‏

١٤ فهل مَعقولٌ أن يَسمَعَكَ حينَ تَتَشَكَّى أنَّكَ لا تَراه؟‏!‏ +

قَضِيَّتُكَ أمامَه،‏ فانتَظِرْهُ بِلَهفَة.‏ +

١٥ فهو لم يَغضَبْ مِنكَ ويُحاسِبْك،‏

بل تَغاضى عن كَلامِكَ المُتَهَوِّر.‏ +

١٦ لِذلِك يَفتَحُ أَيُّوب فَمَهُ ويَقولُ كَلامًا فارِغًا؛‏

ويُكثِرُ الكَلامَ بِلا مَعرِفَة».‏ +

٣٦ وتابَعَ أَلِيهُو قائِلًا:‏

 ٢ ‏«إصبِرْ علَيَّ قَليلًا بَينَما أشرَحُ لك،‏

فعِندي بَعد ما أقولُهُ بِالنِّيابَةِ عنِ اللّٰه.‏

 ٣ سأتَكَلَّمُ بِالتَّفصيلِ عن ما أعرِفُه،‏

وسَأُظهِرُ أنَّ صانِعي عادِل.‏ +

 ٤ حَقًّا،‏ إنَّ كَلامي لَيسَ كَذِبًا؛‏

هو مِنَ الَّذي عِندَهُ المَعرِفَةُ الكامِلَة.‏ +

 ٥ نَعَم،‏ إنَّ اللّٰهَ قَوِيٌّ + ولا يَرفُضُ أحَدًا؛‏

فَهمُهُ عَظيم.‏ *

 ٦ لن يَحْمِيَ حَياةَ الأشرار،‏ +

بل سيُحَقِّقُ العَدلَ لِلمَساكين.‏ +

 ٧ لا يُبعِدُ عَيْنَيْهِ عنِ المُستَقيمين؛‏ +

يُجلِسُهُم على عُروشٍ معَ المُلوك،‏ *+ ويُكرِمُهُم إلى الأبَد.‏

 ٨ ولكنْ إذا قُيِّدوا بِسَلاسِلَ

ورُبِطوا بِحِبالٍ توجِعُهُم،‏

 ٩ يَكشِفُ لهُم ما فَعَلوه،‏

الخَطايا الَّتي عَمِلوها بِسَبَبِ كِبرِيائِهِم.‏

١٠ يَفتَحُ آذانَهُم لِيَسمَعوا التَّأديب،‏

ويَقولُ لهُم أن يَتَوَقَّفوا عن فِعلِ الخَطَإ.‏ +

١١ فإذا أطاعوهُ وخَدَموه،‏

فسَيَعيشونَ باقي أيَّامِهِم في ازدِهارٍ

وتَكونُ حَياتُهُم سَعيدَة.‏ +

١٢ ولكنْ إذا لم يُطيعوه،‏ فسَيَهلَكونَ بِالسَّيفِ *+

ويَموتونَ دونَ أن يَكتَسِبوا المَعرِفَة.‏

١٣ أمَّا الَّذينَ لا يَخافونَ اللّٰهَ * في قَلبِهِم،‏ فيَمتَلِئونَ حِقدًا

ولا يَصرُخونَ مِن أجْلِ المُساعَدَةِ حتَّى عِندَما يُعاقِبُهُم.‏

١٤ يَقْضونَ حَياتَهُم بَينَ العاهِرين،‏ *+

ويَموتونَ * وهُم في شَبابِهِم.‏ +

١٥ لكنَّ اللّٰهَ * يُخَلِّصُ المَساكينَ مِن مُعاناتِهِم،‏

ويَفتَحُ آذانَهُم لِيَسمَعوا لهُ حينَ يَتَعَرَّضونَ لِلظُّلم.‏

١٦ يَسحَبُكَ بَعيدًا عنِ الضِّيقاتِ +

إلى مَكانٍ واسِعٍ لا شَيءَ فيهِ يُضَيِّقُ علَيك،‏ +

ويَكونُ على مائِدَتِكَ طَعامٌ فاخِرٌ لِتَعزِيَتِك.‏ +

١٧ حينَ يَصدُرُ الحُكمُ ويَتَحَقَّقُ العَدل،‏

ستَكونُ راضِيًا لِأنَّ الأشرارَ نالوا عِقابَهُم بِالكامِل.‏ +

١٨ ولكنِ انتَبِهْ كَي لا يَقودَكَ الغَضَبُ إلى الحِقد،‏ *+

ولا تَدَعِ الرَّشوَةَ الكَبيرَة تُضَلِّلُك.‏

١٩ فهل يَنفَعُ في هذِهِ الحالَةِ أن تَطلُبَ المُساعَدَة؟‏

كَلَّا،‏ ولا حتَّى جُهودُكَ الجَبَّارَة تَقدِرُ أن تَحْمِيَكَ مِنَ الضِّيق.‏ +

٢٠ لا تَتَشَوَّقْ إلى اللَّيلِ

حينَ يَختَفي النَّاسُ مِن مَكانِهِم.‏

٢١ إحذَرْ مِن أن تَلجَأَ إلى فِعلِ الخَطَإ،‏

فأنتَ تَختارُهُ بَدَلَ المُعاناة.‏ +

٢٢ اللّٰهُ يَتَمَجَّدُ بِسَبَبِ قُدرَتِه.‏

أيُّ مُعَلِّمٍ هو مِثلُه؟‏!‏

٢٣ مَن وَجَّهَ * تَصَرُّفاتِهِ +

أو قالَ له:‏ ‹ما فَعَلتَهُ خَطَأ›؟‏ +

٢٤ تَذَكَّرْ أن تُعَظِّمَ أعمالَهُ +

الَّتي رَنَّمَ عنها النَّاس.‏ +

٢٥ كُلُّ البَشَرِ يَرَوْنَها؛‏

الإنسانُ الفاني يَنظُرُ إلَيها مِن بَعيد.‏

٢٦ لا نَقدِرُ أن نَستَوعِبَ كمِ اللّٰهُ عَظيم؛‏ +

وعَدَدُ سَنَواتِهِ يَفوقُ فَهمَنا.‏ +

٢٧ هو يَرفَعُ قَطَراتِ الماء؛‏ +

فيَتَكَثَّفُ الضَّبابُ ويُشَكِّلُ مَطَرًا؛‏

٢٨ ثُمَّ تَسكُبُ الغُيومُ الماء،‏ +

وتَنزِلُ الأمطارُ بِغَزارَةٍ على البَشَر.‏

٢٩ مَن يَقدِرُ أن يَفهَمَ كَيفَ تَتَشَكَّلُ طَبَقاتُ الغُيوم،‏

أو يَفهَمَ الرَّعدَ الَّذي يَأتي مِن خَيمَتِه؟‏ *+

٣٠ أُنظُرْ كَيفَ يَنشُرُ بَرقَهُ *+ فَوقَها،‏

وكَيفَ يُغَطِّي أعماقَ * البَحر.‏

٣١ فهو بِذلِك يَدعَمُ حَياةَ * الشُّعوبِ

ويُعْطيهِمِ الطَّعامَ بِكَثرَة.‏ +

٣٢ يُمسِكُ البَرقَ بِيَدَيْه،‏

ويُوَجِّهُهُ نَحوَ الهَدَف.‏ +

٣٣ الرَّعدُ يُعلِنُ عن مَجيئِه،‏

حتَّى المَواشي تُخبِرُ مَن * هوَ الآتي.‏

٣٧ ‏«والآنَ يَخفِقُ قَلبي،‏

ويقفِزُ مِن مَكانِه.‏

 ٢ إسمَعوا بِانتِباهٍ هَديرَ صَوتِهِ

والرَّعدَ الَّذي يَخرُجُ مِن فَمِه.‏

 ٣ يُرسِلُ الرَّعدَ تَحتَ كُلِّ السَّمواتِ

ويَجعَلُ بَرقَهُ + يَلمَعُ إلى أطرافِ الأرض.‏

 ٤ بَعدَ ذلِك يُسمَعُ زَئير؛‏

صَوتُهُ العَظيمُ يَهدُرُ مِثلَ الرَّعد،‏ +

ويَتَواصَلُ البَرقُ فيما يَتَكَلَّم.‏

 ٥ صَوتُ اللّٰهِ يَهدُرُ + بِطَريقَةٍ مُذهِلَة؛‏

هو يَعمَلُ أُمورًا عَظيمَة تَفوقُ فَهمَنا.‏ +

 ٦ فهو يَقولُ لِلثَّلج:‏ ‹أُسقُطْ على الأرض›،‏ +

ويَقولُ لِلأمطار:‏ ‹إنزِلي بِقُوَّة›.‏ +

 ٧ اللّٰهُ يوقِفُ كُلَّ نَشاطاتِ البَشَرِ *

لِيَعرِفَ كُلُّ البَشَرِ الفانينَ أعمالَه.‏

 ٨ الحَيَواناتُ المُتَوَحِّشَة تَدخُلُ إلى مَكانِ سَكَنِها،‏

وتَبْقى في مَخابِئِها.‏

 ٩ الرِّيحُ القَوِيَّة تَهُبُّ مِن مَخزَنِها،‏ +

والرِّيحُ الشَّمالِيَّة تَجلُبُ البَرْد.‏ +

١٠ بِنَفخَةٍ مِنَ اللّٰهِ يَتَكَوَّنُ الجَليدُ +

وتَتَجَمَّدُ مِساحاتٌ واسِعَة مِنَ المِياه.‏ +

١١ يُثَقِّلُ الغُيومَ بِالرُّطوبَةِ

ويَنشُرُ بَرقَهُ + بَينَها؛‏

١٢ تَدورُ حَيثُ يُوَجِّهُها؛‏

تُنَفِّذُ كُلَّ ما يَأمُرُها بهِ + على وَجهِ الأرض.‏ *

١٣ هو يَستَعمِلُ الغُيومَ لِيُعاقِب،‏ *+ أو لِيَسْقِيَ الأرض،‏

أو لِيُظهِرَ الوَلاء.‏ +

١٤ أصْغِ إلى هذا يا أَيُّوب،‏

تَوَقَّفْ وفَكِّرْ جَيِّدًا في أعمالِ اللّٰهِ الرَّائِعَة.‏ +

١٥ هل تَعرِفُ كَيفَ يَتَحَكَّمُ اللّٰهُ في * الغُيوم،‏

وكَيفَ يَجعَلُ البَرقَ يَلمَعُ مِنها؟‏

١٦ هل تَعرِفُ كَيفَ تَعومُ الغُيومُ في السَّماء؟‏ +

إنَّها أعمالٌ رائِعَة مِن صُنْعِ الَّذي عِندَهُ المَعرِفَةُ الكامِلَة.‏ +

١٧ لِماذا ثِيابُكَ تَسخُنُ

حينَ تَهُبُّ الرِّيحُ الجَنوبِيَّة + وتُهَدِّئُ الأرض؟‏

١٨ هل تَقدِرُ مِثلَهُ أن تَمُدَّ * السَّماءَ +

الَّتي هي مِثلُ مِرآةٍ مَعدِنِيَّة صُلبَة؟‏

١٩ خَبِّرْنا ماذا يَجِبُ أن نَقولَ له؛‏

فنَحنُ لا نَقدِرُ أن نُعْطِيَ جَوابًا لِأنَّنا في ظَلام.‏

٢٠ هل يَجوزُ أن أقولَ لهُ إنِّي أُريدُ أن أُكَلِّمَه؟‏!‏

أو هل قالَ أحَدٌ كَلامًا يَجِبُ أن يَصِلَ إلَيه؟‏!‏ +

٢١ النَّاسُ لا يَقدِرونَ حتَّى أن يَرَوُا النُّورَ *

مع أنَّهُ ساطِعٌ في السَّماء،‏

إلى أن تَهُبَّ الرِّيحُ وتُزيحَ الغُيوم.‏

٢٢ مِنَ الشَّمالِ يَأتي مَجدٌ يَلمَعُ كالذَّهَب؛‏

عَظَمَةُ اللّٰهِ + لها رَهبَة.‏

٢٣ لا نَقدِرُ أن نَستَوعِبَ عَظَمَةَ القادِرِ على كُلِّ شَيء.‏ +

قُدرَتُهُ كَبيرَة جِدًّا،‏ +

وهو لا يُخالِفُ أبَدًا عَدلَهُ + واستِقامَتَهُ العَظيمَة.‏ +

٢٤ لِذلِك يَجِبُ أن يَخافَهُ النَّاس.‏ +

فهو لا يَرْضى عنِ الَّذينَ يَظُنُّونَ أنَّهُم حُكَماء».‏ *+

٣٨ فأجابَ يَهْوَه أَيُّوب مِنَ العاصِفَةِ + وقال:‏

 ٢ ‏«مَن هذا الَّذي يُشَكِّكُ في قَراراتي *

ويَتَكَلَّمُ مِن دونِ مَعرِفَة؟‏ +

 ٣ إستَعِدَّ مِن فَضلِكَ وكُنْ رَجُلًا؛‏

سأسألُك،‏ وأنتَ تُجيبُني.‏

 ٤ أينَ كُنتَ حينَ أسَّستُ الأرض؟‏ +

قُلْ لي إذا كُنتَ تَفهَمُ كَيفَ حَصَلَ ذلِك.‏

 ٥ مَن حَدَّدَ قِياساتِها؟‏ أَخبِرْني إذا كُنتَ تَعرِف.‏

مَن مَدَّ علَيها خَيطَ القِياس؟‏

 ٦ على أيِّ شَيءٍ غُرِزَت أساساتُها،‏

أو مَن وَضَعَ حَجَرَ زاوِيَتِها،‏ +

 ٧ عِندَما هَتَفَت نُجومُ الصَّباحِ + بِفَرَحٍ معًا،‏

وصَرَخَ كُلُّ أبناءِ اللّٰهِ *+ بِابتِهاج؟‏

 ٨ مَن حَجَزَ البَحرَ وَراءَ أبواب،‏ +

حينَ بَدَأ يَتَدَفَّقُ وكَأنَّهُ خارِجٌ مِنَ الرَّحِم،‏

 ٩ حينَ جَعَلتُ الغُيومَ ثَوبًا لهُ

ولَفَّيتُهُ * بِالعَتمَةِ الشَّديدَة،‏

١٠ حينَ رَسَمتُ لهُ حُدودًا

ووَضَعتُ أقفالَهُ وأبوابَهُ في مكانِها،‏ +

١١ وقُلت:‏ ‹تَصِلُ إلى هذا الحَدِّ ولا تَتَجاوَزُه،‏

وهُنا تَتَوَقَّفُ أمواجُكَ العالِيَة›؟‏ +

١٢ هل أمَرتَ الصَّباحَ مَرَّةً في حَياتِك،‏

أو قُلتَ لِلفَجرِ أينَ يَجِبُ أن يَظهَر،‏ +

١٣ كَي يُمسِكَ بِأطرافِ الأرضِ

ويَنفُضَ الأشرارَ مِنها؟‏ +

١٤ يَتَغَيَّرُ شَكلُ الأرضِ مِثلَ الطِّينِ تَحتَ الخَتم،‏

وتَبرُزُ مَعالِمُها مِثلَ الزِّينَةِ على الثَّوب.‏

١٥ أمَّا الأشرارُ فنورُهُم يُؤْخَذُ مِنهُم،‏

وذِراعُهُمُ المُرتَفِعَة تَنكَسِر.‏

١٦ هل نَزَلتَ إلى مَنابِعِ البَحر،‏

أوِ استَكشَفتَ المِياهَ العَميقَة؟‏ +

١٧ هلِ انكَشَفَت لكَ بَوَّاباتُ المَوت،‏ +

أو رَأيتَ بَوَّاباتِ العَتمَةِ الشَّديدَة؟‏ *+

١٨ هل تَستَوعِبُ كمِ الأرضُ واسِعَة؟‏ +

أَخبِرْني إذا كُنتَ تَعرِفُ هذا كُلَّه.‏

١٩ في أيِّ جِهَةٍ بَيتُ النُّور؟‏ +

وأينَ بِالضَّبطِ يَسكُنُ الظَّلام؟‏

٢٠ هل تَقدِرُ أن تَأخُذَهُما إلى مَكانِهِما،‏

وهل تَعرِفُ الطُّرُقَ إلى بَيتِهِما؟‏

٢١ هل كُنتَ مَوْلودًا آنَذاكَ حتَّى تَعرِف،‏

وهل عَدَدُ سَنَواتِكَ * كَثيرٌ إلى هذِهِ الدَّرَجَة؟‏!‏

٢٢ هل دَخَلتَ إلى مَخازِنِ الثَّلج،‏ +

أو رَأيتَ مَخازِنَ البَرَد،‏ +

٢٣ الَّتي أبْقَيتُها لِوَقتِ الضِّيق،‏

لِيَومِ القِتالِ والحَرب؟‏ +

٢٤ مِن أيِّ جِهَةٍ يَنتَشِرُ النُّور،‏ *

وما هو مَصدَرُ الرِّيحِ الشَّرقِيَّة الَّتي تَهُبُّ على الأرض؟‏ +

٢٥ مَن شَقَّ قَناةً لِلمَطَرِ الغَزيرِ

وطَريقًا لِلغُيومِ المُمطِرَة والرَّعد،‏ +

٢٦ لِكَي يَجعَلَ المَطَرَ يَنزِلُ على أرضٍ لا يَسكُنُ فيها إنسان،‏

على أرضٍ قاحِلَة لا بَشَرَ فيها،‏ +

٢٧ لِكَي يَسْقِيَ الأراضي الجافَّة والخَرِبَة

ويَجعَلَ العُشبَ يَنْمو؟‏ +

٢٨ هل لَدى المَطَرِ أب،‏ +

ومَن وَلَدَ قَطَراتِ النَّدى؟‏ +

٢٩ مَن وَلَدَ الجَليد،‏

ومَن أنجَبَ صَقيعَ * السَّماءِ +

٣٠ حينَ تَتَغَطَّى المِياهُ بِغِطاءٍ مِثلِ الحَجَر،‏

ويَتَجَمَّدُ سَطحُ المِياهِ العَميقَة؟‏ +

٣١ هل تَقدِرُ أن تَربُطَ حِبالَ نُجومِ كِيمَة *

أو تَفُكَّ حِبالَ نُجومِ كَسِيل؟‏ *+

٣٢ هل تَقدِرُ أن تُخرِجَ إحْدى مَجموعاتِ النُّجومِ * في وَقتِها،‏

وتُرشِدَ مَجموعَةَ عَايِيش * مع أبنائِها؟‏

٣٣ هل تَعرِفُ القَوانينَ الَّتي تَضبُطُ السَّموات،‏ +

أو يُمكِنُكَ أن تَفرِضَ سُلطَتَها * على الأرض؟‏

٣٤ هل تَقدِرُ أن تَرفَعَ صَوتَكَ إلى الغُيومِ

لِكَي يُغَطِّيَكَ فَيَضانٌ مِنَ الماء؟‏ +

٣٥ هل تَقدِرُ أن تُرسِلَ بُروقًا؟‏

هل تَرجِعُ البُروقُ وتَقولُ لك:‏ ‹نَحنُ هُنا!‏›؟‏

٣٦ مَن وَضَعَ حِكمَةً داخِلَ الغُيوم،‏ *+

أو مَن أعْطى فَهمًا لِلأُمورِ المُدهِشَة في السَّماء؟‏ *+

٣٧ مَن هو حَكيمٌ كِفايَةً لِيَعُدَّ الغُيومَ

أو لِيَسكُبَ الماءَ مِن جَرَّاتِ السَّماء،‏ +

٣٨ حينَ يَصيرُ التُّرابُ وَحلًا ويَنسَكِب،‏

وتَلتَصِقُ معًا كُتَلُ التُّراب؟‏

٣٩ هل تَقدِرُ أن تَصطادَ فَريسَةً لِلأسَدِ

وتُشبِعَ شَهِيَّةَ صِغارِ الأُسود،‏ +

٤٠ حينَ تَجلِسُ في مَخبَإها

أو تَنتَظِرُ مُستَعِدَةً لِلهُجوم؟‏

٤١ مَن يُجَهِّزُ طَعامًا لِلغُرابِ +

حينَ تَصرُخُ صِغارُهُ لِلّٰهِ

وتُفَتِّشُ عنِ الطَّعامِ في كُلِّ مَكان؟‏

٣٩ ‏«هل تَعرِفُ الوَقتَ الَّذي تَلِدُ فيهِ مِعزاةُ الجَبَل؟‏ +

هل رَأيتَ الغَزالَةَ * تُنجِبُ صِغارَها؟‏ +

 ٢ هل تَعُدُّ شُهورَ حَبَلِها؟‏

هل تَعرِفُ الوَقتَ الَّذي تَلِدُ فيه؟‏

 ٣ تَنحَني حينَ تَلِدُ أوْلادَها،‏

وتَنتَهي أوْجاعُ وِلادَتِها.‏

 ٤ صِغارُها تَصيرُ قَوِيَّةً وتَكبَرُ في البَرِّيَّة؛‏

تَخرُجُ ولا تَرجِعُ إلى أُمِّها.‏

 ٥ مَن أطلَقَ سَراحَ الحِمارِ الوَحشِيّ،‏ *+

ومَن فَكَّ حِبالَ الحِمارِ البَرِّيّ؟‏

 ٦ جَعَلتُ السُّهولَ الصَّحراوِيَّة بَيتَهُ

والأرضَ المالِحَة مَكانَ سَكَنِه.‏

 ٧ يَسخَرُ مِن ضَجَّةِ المَدينَة،‏

ولا يَسمَعُ صُراخَ الَّذي يَقودُ الحَيَوانات.‏

 ٨ يَتَجَوَّلُ في التِّلالِ لِيُفَتِّشَ عن مَرْعًى

ويَجِدَ أيَّ نَباتٍ أخضَر.‏

 ٩ هل يَقبَلُ الثَّورُ الوَحشِيُّ أن يَخدُمَك؟‏ +

هل يَنامُ عِندَكَ في الإسطَبْل؟‏ *

١٠ هل تَربُطُ الثَّورَ الوَحشِيَّ بِحَبلٍ لِيَفلَحَ لك،‏

أو هل يَأتي معكَ إلى الوادي لِيَفلَح؟‏ *

١١ هل تَتَّكِلُ على قُوَّتِهِ الكَبيرَة

وتَترُكُهُ يَقومُ بِعَمَلِكَ المُتعِب؟‏

١٢ هل تَعتَمِدُ علَيهِ كَي يُحضِرَ إلَيكَ زَرعَك،‏

وهل يَجمَعُهُ ويُحضِرُهُ إلى بَيدَرِك؟‏ *

١٣ جَناحَا النَّعامَةِ يُرَفرِفانِ بِفَرَح؛‏

ولكنْ هل يُقارَنُ ريشُها وجَناحاها بِريشِ اللَّقْلَقِ وجَناحَيْه؟‏!‏ +

١٤ هي تَترُكُ بَيضَها على الأرضِ

وتُبْقيهِ دافِئًا في التُّراب.‏

١٥ وتَنْسى أنَّهُ قد يُسحَقُ تَحتَ الأقدامِ

أو أنَّ حَيَوانًا بَرِّيًّا قد يَدوسُ علَيه.‏

١٦ تُعامِلُ صِغارَها بِقَسوَةٍ وكَأنَّها لَيسَت لها؛‏ +

لا تَخافُ أن يَذهَبَ تَعَبُها دونَ فائِدَة.‏

١٧ فاللّٰهُ حَرَمَها مِنَ * الحِكمَة،‏

ولم يُعْطِها حِصَّةً مِنَ الفَهم.‏

١٨ ولكنْ عِندَما تَقومُ وتَفتَحُ جَناحَيْها لِتَركُض،‏

تَضحَكُ على الحِصانِ وراكِبِه.‏

١٩ هل أنتَ مَن يُعْطي الحِصانَ قُوَّتَه؟‏ +

هل تُلبِسُ رَقَبَتَهُ شَعرًا يَتَطايَرُ في الهَواء؟‏

٢٠ هل تَقدِرُ أن تَجعَلَهُ يَقفِزُ كالجَرادَة؟‏

إنَّ نَفخَةَ أنفِهِ قَوِيَّةٌ ومُرعِبَة.‏ +

٢١ يَضرِبُ أرضَ الوادي بِرِجلِهِ وهو فَرحانٌ بِقُوَّتِه،‏ +

ويَندَفِعُ إلى المَعرَكَة.‏ *+

٢٢ يَسخَرُ مِنَ الخَوفِ ولا يَفزَعُ مِن شَيء.‏ +

ولا يَتَراجَعُ أمامَ السَّيف.‏

٢٣ جَعبَةُ السِّهامِ تُخَشخِشُ فيما تَضرِبُ جَنبَه،‏

والرُّمحُ والحَربَةُ * يَلمَعانِ بِقُوَّة.‏

٢٤ مِن شِدَّةِ حَماسَتِهِ يَندَفِعُ بِسُرعَةٍ إلى الأمام،‏ *

ولا يَقدِرُ أن يَقِفَ في مَكانِهِ * عِندَما يَسمَعُ صَوتَ البوق.‏ *

٢٥ عِندَما يُنفَخُ في البوق،‏ يَقول:‏ ‹هَيَّا!‏›.‏

يَشُمُّ رائِحَةَ المَعرَكَةِ مِن بَعيدٍ

ويَسمَعُ صُراخَ القادَةِ وهُتافَ الحَرب.‏ +

٢٦ هل بِفَهمِكَ عَلَّمتَ الصَّقرَ كَيفَ يُحَلِّقُ عالِيًا

ويَفتَحُ جَناحَيْهِ بِاتِّجاهِ الجَنوب؟‏

٢٧ هل بِأمرٍ مِنكَ يَطيرُ النِّسرُ * عالِيًا +

ويَبْني عُشَّهُ في الأعالي؟‏ +

٢٨ هو يَقْضي اللَّيلَ في المُنحَدَراتِ العالِيَة،‏

ويَسكُنُ في حِصنِهِ على الصَّخر.‏ *

٢٩ مِن هُناك يُفَتِّشُ عنِ الطَّعام؛‏ +

عَيْناهُ تَنظُرانِ إلى البَعيد.‏

٣٠ فِراخُهُ تَشرَبُ الدَّم،‏

وأينَما يوجَدِ القَتْلى،‏ فهُناك يَكون».‏ +

٤٠ وتابَعَ يَهْوَه جَوابَهُ لِأَيُّوب:‏

 ٢ ‏«هل يَجوزُ أن يَنتَقِدَ إنسانٌ القادِرَ على كُلِّ شَيءٍ ويَشتَكِيَ علَيه؟‏ +

فلْيَتَكَلَّمِ الَّذي يُريدُ أن يُوَبِّخَ اللّٰه».‏ +

 ٣ فأجابَ أَيُّوب يَهْوَه:‏

 ٤ ‏«أنا لَستُ شَيئًا،‏ +

فبِماذا أُجيبُك؟‏

سأضَعُ يَدي على فَمي وأسكُت.‏ +

 ٥ تَكَلَّمتُ مَرَّةً ومَرَّتَيْن،‏

لكنِّي لن أُجاوِبَ أو أتَكَلَّمَ بَعدَ الآن».‏

 ٦ فأجابَ يَهْوَه أَيُّوب مِنَ العاصِفَةِ وقال:‏ +

 ٧ ‏«إستعِدَّ مِن فَضلِكَ وكُنْ رَجُلًا؛‏

سأسألُك،‏ وأنتَ تُجيبُني.‏ +

 ٨ هل تُشَكِّكُ في * عَدلي؟‏

هل تَدينُني كَي تَكونَ أنتَ مُحِقًّا؟‏ +

 ٩ هل ذِراعُكَ قَوِيَّة كذِراعِ اللّٰه،‏ +

أو صَوتُكَ مِثلُ صَوتِهِ قَوِيٌّ كالرَّعد؟‏ +

١٠ مِن فَضلِك،‏ تَزَيَّنْ بِالمَجدِ والعَظَمَة،‏

والْبَسِ الكَرامَةَ والجَمال.‏

١١ أَطلِقْ كُلَّ الغَضَبِ الَّذي فيك؛‏

أُنظُرْ إلى كُلِّ مُتَكَبِّرٍ وأَذِلَّه.‏

١٢ أُنظُرْ إلى كُلِّ مُتَكَبِّرٍ وأَذِلَّه،‏

واسحَقْ فَوْرًا الأشرارَ بِقَدَمَيْك.‏

١٣ إطمِرْهُم كُلَّهُم في التُّراب؛‏

قَيِّدْهُم * في المَكانِ المَخْفِيّ،‏

١٤ وعِندَئِذٍ أنا نَفْسي سأعتَرِفُ لكَ *

أنَّ يَدَكَ اليُمْنى تَقدِرُ أن تُخَلِّصَك.‏

١٥ فَكِّرْ في بَهِيمُوث * الَّذي يَأكُلُ العُشبَ مِثلَ الثَّور.‏

أنا صَنَعتُهُ مِثلَما صَنَعتُك.‏

١٦ أُنظُرْ إلى القُوَّةِ في خاصِرَتَيْهِ

والقُدرَةِ في عَضَلاتِ بَطنِه.‏

١٧ ذَنَبُهُ قاسٍ كشَجَرَةِ أَرْز؛‏

أوْتارُ فَخْذَيْهِ مَنسوجَة معًا.‏

١٨ عِظامُهُ مِثلُ أنابيبَ مِن نُحاس؛‏

أطرافُهُ مِثلُ قُضبانٍ مِن حَديد.‏

١٩ هوَ الأوَّلُ في صِنفِهِ بَينَ * أعمالِ اللّٰه؛‏

لا يَقدِرُ إلَّا صانِعُهُ أن يَقتَرِبَ مِنهُ ومعهُ سَيف.‏

٢٠ طَعامُهُ تُنتِجُهُ لهُ الجِبالُ

الَّتي تَلعَبُ فيها الحَيَواناتُ البَرِّيَّة.‏

٢١ يَنامُ تَحتَ أشجارِ السِّدْر،‏

يَختَبِئُ بَينَ القَصَبِ في المُستَنقَع.‏

٢٢ تُغَطِّيهِ أشجارُ السِّدْرِ بِظِلِّها،‏

وتُحيطُ بهِ أشجارُ الحَوْرِ في الوادي.‏

٢٣ إذا اضطَرَبَت مِياهُ النَّهر،‏ لا يَفزَع.‏

يَبْقى هادِئًا حتَّى لَو تَدَفَّقَ نَهرُ الأُرْدُنّ + في وَجهِه.‏

٢٤ هل يَقدِرُ أحَدٌ أن يَصطادَهُ وهو واقِفٌ أمامَه،‏

أو يَقدِرُ أن يَثقُبَ أنفَهُ بِحَديدَة؟‏ *

٤١ ‏«هل تَقدِرُ أن تَصطادَ لَوِيَاثَان *+ بِصِنَّارَةٍ

أو تُمسِكَ لِسانَهُ بِحَبل؟‏

 ٢ هل تَقدِرُ أن تُمَرِّرَ حَبلًا * في أنفِهِ

أو تَثقُبَ فَكَّهُ بِحَديدَة؟‏ *

 ٣ هل يَتَرَجَّاكَ أن تَرحَمَهُ

أو يَتَكَلَّمُ معكَ بِرِقَّة؟‏

 ٤ هل يَعمَلُ معكَ اتِّفاقًا

كَي يَصيرَ عَبدًا لكَ مَدى الحَياة؟‏

 ٥ هل تَلعَبُ معهُ وكَأنَّهُ عُصفورٌ

أو تَربُطُهُ لِيُسَلِّيَ بَناتِكَ الصَّغيرات؟‏

 ٦ هل يَبيعُهُ الصَّيَّادونَ *

أو يُقَسِّمونَهُ على التُّجَّار؟‏

 ٧ هل تَطعَنُ جِلدَهُ بِحِرابٍ كَثيرَة +

ورَأسَهُ بِرِماحِ صَيدِ السَّمَك؟‏

 ٨ ضَعْ يَدَكَ علَيه.‏

وعِندَئِذٍ لن تَنْسى المَعرَكَة،‏ ولن تُكَرِّرَ ذلِك أبَدًا.‏

 ٩ لا أمَلَ في أن تَهزِمَه،‏

ومُجَرَّدُ النَّظَرِ إلَيهِ يُرعِبُك.‏ *

١٠ لا أحَدَ يَتَجَرَّأُ أن يَستَفِزَّه.‏

فمَنِ الَّذي يَقدِرُ أن يَقِفَ في وَجهي؟‏!‏ +

١١ مَن أخَذَ المُبادَرَةَ وأعْطاني شَيئًا لِأرُدَّ لهُ مَعروفَه؟‏ +

كُلُّ ما تَحتَ السَّماءِ هو لي.‏ +

١٢ سأتَكَلَّمُ أيضًا عن أطرافِهِ

وقُوَّتِهِ وجِسمِهِ المُتَناسِق.‏

١٣ مَن يُزيلُ عنهُ دِرعَه؟‏

ومَن يَقتَرِبُ مِن فَكَّيْهِ المَفتوحَيْن؟‏

١٤ مَن يُجبِرُهُ أن يَفتَحَ فَمَه؟‏ *

أسنانُهُ * مُرعِبَة.‏

١٥ ظَهرُهُ مُغَطًّى بِصُفوفٍ مِنَ الحَراشِفِ *

المَرصوصَة معًا بِإحكام.‏

١٦ كُلُّ واحِدَةٍ قَريبَة جِدًّا مِنَ الأُخْرى

حتَّى إنَّ الهَواءَ لا يَدخُلُ بَينَها.‏

١٧ تَلتَصِقُ الواحِدَةُ بِالأُخْرى؛‏

يَتَعَلَّقُ بَعضُها بِبَعضٍ ولا يُمكِنُ فَصلُها.‏

١٨ عِندَما يَعطُسُ يَلمَعُ نور،‏

وعَيْناهُ مِثلُ أشِعَّةِ الفَجر.‏

١٩ مِن فَمِهِ تَخرُجُ بُروق،‏

وشَراراتُ نارٍ تَتَطايَرُ مِنه.‏

٢٠ مِن أنفِهِ يَخرُجُ دُخان،‏

وكَأنَّهُ يَخرُجُ مِن فُرنٍ تَشتَعِلُ فيهِ أغصانُ الأسَل.‏

٢١ نَفَسُهُ يُشعِلُ الجَمر،‏

ومِن فَمِهِ يَخرُجُ لَهَب.‏

٢٢ في رَقَبَتِهِ قُوَّةٌ كَبيرَة،‏

وكُلُّ الَّذينَ يَرَوْنَهُ يَرتَعِبون.‏

٢٣ طَبَقاتُ جِلدِهِ * مُتَلاصِقَة،‏

هي مَشدودَة وثابِتَة مِثلُ لَوحٍ مَعدِنِيّ.‏

٢٤ قَلبُهُ قاسٍ كالحَجَر،‏

كحَجَرِ الطَّحنِ السُّفلِيّ.‏

٢٥ عِندَما يَقوم،‏ حتَّى الأقوِياءُ يَفزَعون؛‏

وعِندَما يَخبِطُ ذَنَبَهُ يَرتَعِبون.‏

٢٦ لا السَّيفُ يُؤْذيهِ

ولا الرُّمحُ ولا السَّهمُ ولا أيُّ سِلاحٍ آخَر.‏ +

٢٧ الحَديدُ في نَظَرِهِ كالتِّبن،‏

والنُّحاسُ كالخَشَبِ المُهتَري.‏

٢٨ لا يَهرُبُ مِنَ السِّهام،‏

والحِجارَةُ الَّتي تُقذَفُ علَيهِ * هي مُجَرَّدُ قَشّ.‏

٢٩ العَصا في نَظَرِهِ قَشَّة،‏

ويَضحَكُ على صَوتِ الرُّمح.‏ *

٣٠ بَطنُهُ مِثلُ قِطَعِ فَخَّارٍ حادَّة؛‏

يَترُكُ عَلاماتٍ في الوَحلِ كأنَّهُ نَورَج.‏ +

٣١ يَجعَلُ الأعماقَ تَغْلي كمِياهٍ في طَنجَرَة؛‏ *

يُحَرِّكُ البَحرَ بِقُوَّةٍ مِثلَ طَنجَرَةٍ يَغْلي فيها الزَّيتُ العَطِر.‏

٣٢ يَسبَحُ فيَترُكُ وَراءَهُ خَطًّا لامِعًا.‏

فيَظُنُّ الشَّخصُ أنَّ المِياهَ العَميقَة عِندَها شَعرٌ أبيَض.‏

٣٣ لَيسَ هُناك على الأرضِ مِثلُه؛‏

عِندَما خَلَقَهُ اللّٰه،‏ جَعَلَهُ لا يَخافُ شَيئًا.‏

٣٤ يَنظُرُ بِدونِ خَوفٍ إلى كُلِّ مُتَكَبِّر.‏

هو مَلِكٌ على كُلِّ الحَيَواناتِ المُتَوَحِّشَة العَظيمَة».‏

٤٢ فأجابَ أَيُّوب يَهْوَه:‏

 ٢ ‏«الآنَ عَرَفتُ أنَّكَ قادِرٌ أن تَفعَلَ كُلَّ شَيء،‏

ولا شَيءَ تُفَكِّرُ فيهِ مُستَحيلٌ علَيك.‏ +

 ٣ سَألتَني:‏ ‹مَن هذا الَّذي يُشَكِّكُ في قَراراتي * مِن دونِ مَعرِفَة؟‏›.‏ +

حَقًّا،‏ تَكَلَّمتُ مِن دونِ فَهمٍ

عن أُمورٍ مُذهِلَة جِدًّا تَفوقُ مَعرِفَتي.‏ +

 ٤ قُلتَ لي:‏ ‹إسمَعْ مِن فَضلِك،‏ وأنا سأتَكَلَّم.‏

سأسألُك،‏ وأنتَ تُجيبُني›.‏ +

 ٥ لقد سَمِعتُ عنكَ بِأُذُنَيَّ فَقَط،‏

أمَّا الآنَ فأراكَ بِعَيْنَيَّ.‏

 ٦ لِذلِك أسحَبُ ما قُلتُه،‏ *+

وسَأجلِسُ في التُّرابِ والرَّمادِ لِأُعَبِّرَ عن تَوبَتي».‏ +

٧ وبَعدَما تَكَلَّمَ يَهْوَه مع أَيُّوب،‏ قالَ يَهْوَه لِأَلِيفَاز التِّيمَانِيّ:‏

‏«أنا غاضِبٌ كَثيرًا مِنكَ ومِن صاحِبَيْك،‏ + لِأنَّكُم لم تَقولوا الحَقيقَةَ عنِّي + مِثلَ خادِمي أَيُّوب.‏ ٨ والآنَ خُذوا سَبعَةَ ثيرانٍ وسَبعَةَ خِرافٍ واذهَبوا إلى خادِمي أَيُّوب،‏ وقَدِّموا ذَبيحَةَ مُحرَقَةٍ عنكُم.‏ وخادِمي أَيُّوب سيُصَلِّي مِن أجْلِكُم.‏ + وأنا سأقبَلُ طَلَبَهُ * أن لا أُعاقِبَكُم على حَماقَتِكُم؛‏ فأنتُم لم تَقولوا الحَقيقَةَ عنِّي مِثلَ خادِمي أَيُّوب».‏

٩ فذَهَبَ أَلِيفَاز التِّيمَانِيُّ وبِلْدَد الشُّوحِيُّ وصُوفَر النِّعْمَاتِيُّ وفَعَلوا مِثلَما قالَ لهُم يَهْوَه.‏ وقَبِلَ يَهْوَه صَلاةَ أَيُّوب.‏

١٠ وبَعدَما صَلَّى أَيُّوب مِن أجْلِ أصحابِه،‏ + أوْقَفَ يَهْوَه مُعاناتَهُ + وأعادَ لهُ ازدِهارَه.‏ * وأعْطاهُ يَهْوَه ضِعفَ ما كانَ عِندَهُ مِن قَبل.‏ + ١١ وزارَهُ كُلُّ إخوَتِهِ وأخَواتِهِ وكُلُّ أصدِقائِهِ القَديمينَ + وأكَلوا معهُ في بَيتِه.‏ وتَعاطَفوا معهُ وعَزَّوْهُ على كُلِّ المَصائِبِ الَّتي سَمَحَ يَهْوَه أن تَأتِيَ علَيه.‏ وأعْطاهُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم قِطعَةً مِنَ المالِ وحَلقَةً مِن ذَهَب.‏

١٢ وبارَكَ يَهْوَه أَيُّوب في آخِرِ حَياتِهِ أكثَرَ مِن بِدايَتِها،‏ + فصارَ عِندَهُ ٠٠٠‏,١٤ مِنَ الغَنَم،‏ و ٠٠٠‏,٦ مِنَ الجِمال،‏ و ٠٠٠‏,١ زَوجٍ مِنَ البَقَر،‏ و ٠٠٠‏,١ حِمارَة.‏ + ١٣ ووَلَدَ أيضًا سَبعَةَ أبناءٍ وثَلاثَ بَناتٍ آخَرين.‏ + ١٤ وسَمَّى بِنتَهُ الأُولى يَمِيمَة،‏ والثَّانِيَة قَصِيعَة،‏ والثَّالِثَة قَرْن هَفُّوك.‏ ١٥ ولم توجَدْ في كُلِّ تِلكَ الأرضِ نِساءٌ جَميلاتٌ مِثلُ بَناتِ أَيُّوب،‏ وأعْطاهُنَّ أبوهُنَّ ميراثًا مع إخوَتِهِنَّ.‏

١٦ وعاشَ أَيُّوب بَعدَ ذلِك ١٤٠ سَنَة،‏ ورَأى أوْلادَهُ وأحفادَهُ إلى الجيلِ الرَّابِع.‏ ١٧ وفي النِّهايَة،‏ ماتَ أَيُّوب بَعدَ أن عاشَ حَياةً طَويلَة وسَعيدَة.‏ *

ربما معناه:‏ «هدف عداوة».‏

أو:‏ «بلا لوم».‏ حرفيًّا:‏ «تامًّا؛‏ كاملًا».‏

حرفيًّا:‏ «فدَّان».‏

أو:‏ «في دوره».‏

هذا التعبير في اللغة العبرانية يشير إلى الملائكة.‏

حرفيًّا:‏ «قلبك».‏

أو:‏ «بلا لوم».‏ حرفيًّا:‏ «تام؛‏ كامل».‏

أو:‏ «تحت تصرُّفك».‏

حرفيًّا:‏ «وجه».‏

أو ربما:‏ «صاعقة».‏

أو:‏ «البرية».‏

أو:‏ «ولم ينسب إلى اللّٰه أي شيء سيئ».‏

هذا التعبير في اللغة العبرانية يشير إلى الملائكة.‏

حرفيًّا:‏ «قلبك».‏

أو:‏ «بلا لوم».‏ حرفيًّا:‏ «تام؛‏ كامل».‏

حرفيًّا:‏ «تمامه؛‏ كماله».‏

حرفيًّا:‏ «لأبلعه».‏

حرفيًّا:‏ «نفسه».‏

حرفيًّا:‏ «مدَّ يدك ومسَّ».‏

أو:‏ «تحت تصرُّفك».‏

حرفيًّا:‏ «نفسه».‏

حرفيًّا:‏ «وجه».‏

أو:‏ «بقروح؛‏ بدمامل».‏

حرفيًّا:‏ «تمامك؛‏ كمالك».‏

حرفيًّا:‏ «بشفتيه».‏

أو:‏ «معارف».‏

حرفيًّا:‏ «يومه».‏

أو:‏ «العتمة وظل الموت».‏

يُعتقد أن هذه الكلمة تشير إلى التمساح أو حيوان آخر ضخم وقوي يعيش في المياه.‏

أو ربما:‏ «أماكن لا يسكن فيها أحد».‏

أو:‏ «للذين في تعاسة شديدة».‏ حرفيًّا:‏ «للذين نفسهم مُرَّة».‏

أو:‏ «صحَّحت طريق».‏

حرفيًّا:‏ «تمام طرقك؛‏ كمال طرقك».‏

أو:‏ «يخطِّطون ل‍».‏

حرفيًّا:‏ «بارًّا».‏

أو:‏ «رسله».‏

حرفيًّا:‏ «سيفديك».‏

أو:‏ «ستعمل اتفاقًا (‏معاهدة)‏ معك».‏

حرفيًّا:‏ «أن السلام هو خيمتك».‏

أو:‏ «تكلَّمتُ بتسرُّع وتهوُّر».‏

حرفيًّا:‏ «نفسي ترفض».‏

أو:‏ «لأطوِّل عمري».‏

أو:‏ «المحبة الثابتة».‏

حرفيًّا:‏ «سيتخلَّى عن خوفه».‏

حرفيًّا:‏ «تفدوني».‏

أو:‏ «تبيعوا صاحبكم بالمقايضة».‏

أو:‏ «ما زلتُ بارًّا».‏

أو:‏ «المكُّوك».‏

أو:‏ «ريح».‏

حرفيًّا:‏ «الخير».‏

بالعبرانية شِئول،‏ المكان المجازي حيث يرقد الأموات.‏

حرفيًّا:‏ «روحي».‏

أو:‏ «لأني في تعاسة شديدة».‏ حرفيًّا:‏ «لأن نفسي مُرَّة».‏

حرفيًّا:‏ «تنِّين».‏

حرفيًّا:‏ «نفسي تفضِّل».‏

حرفيًّا:‏ «على عظامي هذه».‏

حرفيًّا:‏ «قلبك».‏

حرفيًّا:‏ «سلَّمهم إلى يد تمرُّدهم».‏

أو:‏ «سيقوم من أجلك».‏

حرفيًّا:‏ «يُخرِجوا كلامًا من قلوبهم».‏

حرفيًّا:‏ «هكذا هي طرق».‏

أو:‏ «فالمرتد».‏

أو:‏ «ينظر إلى بيت من حجارة».‏

أو:‏ «يُبلَع».‏

أو:‏ «هكذا سينتهي طريقه».‏

أو:‏ «الذي بلا لوم».‏ حرفيًّا:‏ «التام؛‏ الكامل».‏

حرفيًّا:‏ «لن يأخذ بيد».‏

أو:‏ «أن يرفع دعوى ضد اللّٰه».‏

حرفيًّا:‏ «حكيم القلب».‏

أو:‏ «يزيل».‏

ربما كوكبة الدب الأكبر.‏

ربما كوكبة الجبَّار.‏

ربما تشير إلى نجوم الثريَّا في كوكبة الثور.‏

حرفيًّا:‏ «غرف الجنوب الداخلية».‏

ربما وحش بحري عظيم.‏

أو ربما:‏ «خصمي في الدعوى».‏

أو:‏ «يستدعيه».‏

أو:‏ «كنتُ بريئًا».‏ حرفيًّا:‏ «كنتُ تامًّا؛‏ كنتُ كاملًا».‏

حرفيًّا:‏ «أعوج».‏

أو:‏ «كنتُ بريئًا».‏ حرفيًّا:‏ «كنتُ تامًّا؛‏ كنتُ كاملًا».‏

حرفيًّا:‏ «لا أعرف نفسي».‏

أو:‏ «أرفض أن أعيش هكذا».‏

أو:‏ «الذي يحافظ على استقامته».‏ حرفيًّا:‏ «التام؛‏ الكامل».‏

حرفيًّا:‏ «وجوه».‏

حرفيًّا:‏ «عُقاب».‏

حرفيًّا:‏ «شريرًا».‏

أو:‏ «بالبوتاس»،‏ نوع من الصابون مصنوع من الرماد.‏

أو:‏ «وسيط».‏

حرفيًّا:‏ «يضع يده علينا نحن الاثنين».‏

حرفيًّا:‏ «أزال عصاه عني».‏

حرفيًّا:‏ «نفسي كرهت».‏

أو:‏ «لأني في تعاسة شديدة».‏ حرفيًّا:‏ «لأن نفسي مُرَّة».‏

أو:‏ «نَفَسي؛‏ حياتي».‏

حرفيًّا:‏ «وخبَّأتَ هذه الأمور في قلبك».‏

أو:‏ «أفرح».‏

أو:‏ «العتمة وظل الموت».‏

أو:‏ «هل يكون المفتخر مُحقًّا؟‏».‏

أو:‏ «تكتشف حدود القادر على كل شيء».‏

بالعبرانية شِئول،‏ المكان المجازي حيث يرقد الأموات.‏

أو:‏ «حين يولَد الحمار الوحشي إنسانًا».‏

حرفيًّا:‏ «تسليم النفس».‏

حرفيًّا:‏ «أنتم الناس».‏

حرفيًّا:‏ «قلب».‏

أو:‏ «الذين تزلُّ قدمهم».‏

أو ربما:‏ «تكلَّم مع».‏

حرفيًّا:‏ «نَفْس».‏

أو:‏ «نَفَس».‏

حرفيًّا:‏ «الحنك».‏

حرفيًّا:‏ «عنده المشورة والفهم».‏

أو:‏ «يأخذ من المستشارين كل شيء».‏

أو:‏ «الشيوخ».‏

حرفيًّا:‏ «يُرخي حزام الأقوياء».‏

حرفيًّا:‏ «القلب».‏

أو:‏ «هل تتحيَّزون له؟‏».‏

أو:‏ «العميقة».‏

أو:‏ «تُروس».‏

حرفيًّا:‏ «أحمل لحمي بأسناني».‏

حرفيًّا:‏ «نفسي».‏

أو:‏ «سأدافع عن طرقي».‏

أو:‏ «لأن المرتد».‏

أو ربما:‏ «إذا استطاع أحد أن يجادلني،‏ فسأسكت وأموت».‏

حرفيًّا:‏ «أمران فقط لا تفعلهما بي».‏

أو:‏ «مُرَّة».‏

حرفيًّا:‏ «وضعتَ قدميَّ في المقطرة».‏

حرفيًّا:‏ «هو»،‏ ربما إشارة إلى أيوب.‏

أو:‏ «وهو شبعان اضطرابًا».‏

أو ربما:‏ «يُقطَع».‏

حرفيًّا:‏ «أحضرتني».‏

بالعبرانية شِئول،‏ المكان المجازي حيث يرقد الأموات.‏

حرفيًّا:‏ «مختوم».‏

حرفيًّا:‏ «لا تحزن نفسه».‏

أو:‏ «بمعرفة كالريح».‏

حرفيًّا:‏ «يملأ بطنه بالريح الشرقية».‏

أو:‏ «فذَنْبك يدرِّب فمك».‏

حرفيًّا:‏ «تحوِّل روحك ضد اللّٰه».‏

حرفيًّا:‏ «بارًّا».‏

أو:‏ «يحاول أن يَغلِب».‏

حرفيًّا:‏ «ترسه الذي عليه عُقَد نافرة».‏

أي:‏ لا أمل في أن يستردَّ ما خسره.‏

حرفيًّا:‏ «فمه».‏

أو:‏ «الذين لا يخافون اللّٰه».‏

أو:‏ «للكلام الذي مثل الريح».‏

أي:‏ أليفاز.‏

أو:‏ «كل جماعتي».‏

أي:‏ اللّٰه.‏

أو:‏ «قوَّتي».‏ حرفيًّا:‏ «قرني».‏

أو:‏ «ظل الموت».‏

أو ربما:‏ «تنظر عيني إلى اللّٰه دون أن تنام».‏

حرفيًّا:‏ «يَصفِق يدي».‏

أو:‏ «مَضرَب مَثَل».‏

أو:‏ «أطرافي».‏

أو:‏ «من المرتد».‏

بالعبرانية شِئول،‏ المكان المجازي حيث يرقد الأموات.‏

أو:‏ «الحفرة».‏

أي:‏ الأمل.‏

بالعبرانية شِئول،‏ المكان المجازي حيث يرقد الأموات.‏

أو ربما:‏ «نجسين».‏

حرفيًّا:‏ «مشورته».‏

أو:‏ «يعرج».‏

حرفيًّا:‏ «بكر الموت».‏

أو:‏ «موت فظيع».‏

حرفيًّا:‏ «ما ليس له».‏

حرفيًّا:‏ «لن يكون له اسم».‏

أو:‏ «الأرض المُنتِجة».‏

أو:‏ «مكان إقامته الوقتية».‏

حرفيًّا:‏ «تضايقون نفسي».‏

أو:‏ «أهنتُموني».‏

أو:‏ «أقربائي».‏

حرفيًّا:‏ «أبناء بطني»،‏ أي أبناء البطن الذي حملني (‏بطن أمي)‏.‏

حرفيًّا:‏ «أنجو بجِلد أسناني».‏

حرفيًّا:‏ «مسَّتني».‏

حرفيًّا:‏ «لا تشبعون من لحمي».‏

أو:‏ «الذي يفديني؛‏ الذي له حق استرجاعي».‏

حرفيًّا:‏ «على التراب».‏

أو:‏ «فشلت كُليتاي في داخلي».‏

أو:‏ «البشر؛‏ آدم».‏

أو:‏ «المرتد».‏

أو:‏ «مُرّ».‏

حرفيًّا:‏ «الصِّل [أي الكوبرا]».‏

حرفيًّا:‏ «الأصلال [أي الكوبرا]».‏

حرفيًّا:‏ «لسان».‏

حرفيًّا:‏ «ولن يبلعها».‏

حرفيًّا:‏ «سيُرسِل».‏

حرفيًّا:‏ «غضبه».‏

حرفيًّا:‏ «كانت روحي».‏

أو:‏ «أقوياء».‏

أو:‏ «الناي».‏

بالعبرانية شِئول،‏ المكان المجازي حيث يرقد الأموات.‏

أو:‏ «في لحظة»،‏ أي أنهم يموتون موتًا سريعًا بلا ألم.‏

حرفيًّا:‏ «نخدمه».‏

أو:‏ «نصيحة؛‏ مخطَّطات».‏

أو:‏ «قُطِع عدد شهوره إلى نصفين».‏

حرفيًّا:‏ «أن يعلِّم اللّٰه معرفة».‏

حرفيًّا:‏ «مخ عظامه [أي النخاع] طري».‏

حرفيًّا:‏ «نفسه مُرَّة».‏

أو ربما:‏ «لتعاملوني بعنف».‏

حرفيًّا:‏ «في إشاراتهم».‏

حرفيًّا:‏ «كُتَل تراب الوادي حلوة له».‏

حرفيًّا:‏ «يجرُّ كل البشر وراءه».‏

أو:‏ «يفرح».‏

حرفيًّا:‏ «التمام؛‏ الكمال».‏

حرفيًّا:‏ «تسلب ثياب العريانين».‏

حرفيًّا:‏ «فخاخ الطيور».‏

أو:‏ «دائرة».‏

أو:‏ «قُصِّرت حياتهم».‏

حرفيًّا:‏ «نهر».‏

أو:‏ «الذي يُنزِل نظره إلى الأرض».‏

أو:‏ «اليوم أيضًا شكواي هي تمرُّد».‏

أو:‏ «المفروض عليَّ».‏

حرفيًّا:‏ «تشتهي نفسه».‏

أو:‏ «مفروض عليَّ».‏

أي:‏ يوم حسابه.‏

أو:‏ «رَهنًا».‏

أو ربما:‏ «أن يحصدوا العَلَف في الحقل».‏

أو ربما:‏ «يعصرون الزيت بين حيطان الجِلال [أي المدرَّجات الزراعية]».‏

حرفيًّا:‏ «نفوس المصابين».‏

أو ربما:‏ «اللّٰه لا يتَّهم أحدًا بفعل الشر».‏

حرفيًّا:‏ «يحفرون إلى».‏

حرفيًّا:‏ «هو سريع على وجه المياه».‏

بالعبرانية شِئول،‏ المكان المجازي حيث يرقد الأموات.‏

حرفيًّا:‏ «الرحم».‏

حرفيًّا:‏ «هو».‏

حرفيًّا:‏ «هو».‏

حرفيًّا:‏ «عيناه على طرقهم».‏

حرفيًّا:‏ «في أعاليه».‏

حرفيًّا:‏ «بارًّا».‏

أو:‏ «طاهرًا».‏

أو:‏ «الفهم».‏

أو:‏ «بكثرة».‏

حرفيًّا:‏ «نسمة (‏روح)‏ مَن خرجت منك؟‏».‏

بالعبرانية شِئول،‏ المكان المجازي حيث يرقد الأموات.‏

حرفيًّا:‏ «قدَّامه».‏

أو:‏ «وأبدُّون».‏

أو:‏ «السماء الشمالية».‏ حرفيًّا:‏ «الشمال».‏

حرفيًّا:‏ «دائرةً».‏

حرفيًّا:‏ «رَهَب».‏

أو:‏ «بريحه».‏

أو:‏ «تزحف بسرعة».‏

حرفيًّا:‏ «مَثَله».‏

حرفيًّا:‏ «نفسي».‏

أو:‏ «سأحافظ على؛‏ لن أنزع عني».‏

حرفيًّا:‏ «تمامي؛‏ كمالي».‏

حرفيًّا:‏ «ببرِّي».‏

أو:‏ «يؤنِّبني ضميري».‏

أو:‏ «على أي يوم من أيامي».‏

أو:‏ «للمرتد».‏

حرفيًّا:‏ «نفسه».‏

أو ربما:‏ «بقدرة».‏

أو ربما:‏ «الناس يصفِّقون».‏

حرفيًّا:‏ «يُسكَب».‏

حرفيًّا:‏ «الحجر».‏

كما يتضح،‏ إشارة إلى العمل في المناجم.‏

حرفيًّا:‏ «وزنًا».‏

حرفيًّا:‏ «مَثَله».‏

أو:‏ «خدَّامي».‏

حرفيًّا:‏ «ويختبئون».‏

حرفيًّا:‏ «عشِّي».‏

حرفيًّا:‏ «تنقِّط».‏

أو ربما:‏ «لم يزيلوا الفرح عن وجهي».‏

حرفيًّا:‏ «أُبعِدوا بالسوط».‏

أو:‏ «مَضرَب مَثَل».‏

حرفيًّا:‏ «أرخى وتر قوسي».‏

أو:‏ «يُرخون اللِّجام في حضوري».‏

أو ربما:‏ «يساعدهم».‏

حرفيًّا:‏ «نفسي».‏

حرفيًّا:‏ «عظامي تُثقَب».‏

أو ربما:‏ «شدة معاناتي تشوِّهني».‏

أو ربما:‏ «تذوِّبني مع هدير قوي».‏

حرفيًّا:‏ «على كومة خراب».‏

أو:‏ «بيوم سيئ».‏

إبن آوى هو حيوان يُسمَّى أيضًا «الواوي».‏

أو ربما:‏ «الحمَّى».‏

أو:‏ «نايي».‏

حرفيًّا:‏ «عهدًا».‏

أو:‏ «أنظر بشهوة».‏

حرفيًّا:‏ «عذراء».‏

أو ربما:‏ «مع الكذَّابين».‏

حرفيًّا:‏ «تام؛‏ كامل».‏

أو:‏ «نسلي».‏

حرفيًّا:‏ «لينحنِ عليها».‏

حرفيًّا:‏ «تأكل (‏تلتهم)‏ حتى الهلاك».‏

أو:‏ «تقلع كل محاصيلي».‏

أو:‏ «رفعوا قضية ضدي».‏

حرفيًّا:‏ «يقوم».‏

حرفيًّا:‏ «أُضعِف عينَي الأرملة».‏

حرفيًّا:‏ «كبر».‏

حرفيًّا:‏ «من بطن أمي».‏

حرفيًّا:‏ «أرشدها».‏

حرفيًّا:‏ «وتباركني خاصرتاه».‏

أو ربما:‏ «عندما رأيتُ أني مدعوم عند بوابة المدينة».‏

أو:‏ «من مفصلها؛‏ من عظمها الأعلى».‏

حرفيًّا:‏ «النور».‏

حرفيًّا:‏ «يطلب نفسه بلعنة».‏

حرفيًّا:‏ «من لحمه».‏

أو:‏ «أجنبي».‏

أو:‏ «هذا هو توقيعي».‏

حرفيًّا:‏ «كان بارًّا في عينَي نفسه».‏

أو:‏ «أن يبرهن أنه مُحق؛‏ أن يدافع عن برِّه».‏

حرفيًّا:‏ «صغير في الأيام».‏

حرفيًّا:‏ «الأيام».‏

أو:‏ «كثرة الأيام».‏

حرفيًّا:‏ «إسمع».‏

أو:‏ «يوبِّخ أيوب».‏

يبدو أن أليهو يتكلَّم مع أيوب هنا.‏

حرفيًّا:‏ «بطني مثل نبيذ لا منفذ له».‏

حرفيًّا:‏ «زِق».‏

أو:‏ «لن أمنح أي إنسان لقبًا تكريميًّا؛‏ لن أتملَّق أي إنسان».‏

حرفيًّا:‏ «لساني مع حنكي».‏

حرفيًّا:‏ «يضع قدميَّ في المقطرة».‏

حرفيًّا:‏ «يختِم».‏

أو:‏ «يخلِّص نفسه».‏

أو:‏ «القبر».‏

أو:‏ «بالسلاح».‏

حرفيًّا:‏ «حياته».‏

أو:‏ «تنكشف».‏

أو:‏ «حياته».‏

أو:‏ «القبر».‏

أو:‏ «ملاك».‏

أو:‏ «القبر».‏

أو:‏ «أكثر نضارة».‏

حرفيًّا:‏ «سيُعيد إلى الإنسان الفاني برَّه».‏

حرفيًّا:‏ «يرنِّم».‏

أو ربما:‏ «ولم ينفعني ذلك».‏

حرفيًّا:‏ «فدى نفسي».‏

أو:‏ «القبر».‏

حرفيًّا:‏ «ليردَّ نفسه».‏

أو:‏ «القبر».‏

حرفيًّا:‏ «الحنك».‏

أو:‏ «مُحق».‏

حرفيًّا:‏ «قلب».‏

أو:‏ «الأرض المسكونة».‏

حرفيًّا:‏ «قلبه».‏

أو:‏ «ونسمتهم».‏

أو:‏ «النبيل على المسكين».‏

أو:‏ «للمرتد».‏

حرفيًّا:‏ «قلب».‏

أو ربما:‏ «يا أبي،‏ ليُمتَحن أيوب».‏

حرفيًّا:‏ «بار».‏

على الأرجح إشارة إلى اللّٰه.‏

حرفيًّا:‏ «ذراع».‏

أو:‏ «الكذب».‏

أو:‏ «قدرة قلبه عظيمة».‏

أو ربما:‏ «يُجلِس الملوك على عروش».‏

أو:‏ «بالسلاح».‏

أو:‏ «المرتدون».‏

أو:‏ «مأبوني المعبد».‏

حرفيًّا:‏ «تموت نفوسهم».‏

حرفيًّا:‏ «هو».‏

حرفيًّا:‏ «التصفيق».‏

أو ربما:‏ «انتقد؛‏ حاسبه على».‏

حرفيًّا:‏ «مظلته».‏

حرفيًّا:‏ «نوره».‏

حرفيًّا:‏ «جذور».‏

أو ربما:‏ «يدافع عن قضية».‏

أو ربما:‏ «ما».‏

حرفيًّا:‏ «يضع ختمًا على يد كل إنسان».‏

أو:‏ «الأرض المسكونة؛‏ الأرض المُنتِجة».‏

حرفيًّا:‏ «كعصا».‏

أو:‏ «يأمر اللّٰه».‏

أو:‏ «تضرب بمطرقة».‏

أي:‏ نور الشمس.‏

حرفيًّا:‏ «عن حكماء القلب».‏

أو:‏ «يجعل مشورتي غامضة».‏

هذا التعبير في اللغة العبرانية يشير إلى الملائكة.‏

أو:‏ «قمَّطتُه».‏

أو:‏ «ظل الموت».‏

حرفيًّا:‏ «أيامك».‏

أو ربما:‏ «البَرْق».‏

طبقة رقيقة من الجليد تَظهَر على سطح الأشياء.‏

ربما تشير إلى نجوم الثريَّا في كوكبة الثور.‏

ربما كوكبة الجبَّار.‏

حرفيًّا:‏ «مزَّاروت».‏ في ٢ ملوك ٢٣:‏٥‏،‏ يشير التعبير بصيغة الجمع إلى مجموعات النجوم في دائرة الأبراج.‏

ربما كوكبة الدب الأكبر.‏

أو ربما:‏ «سلطة اللّٰه».‏

أو ربما:‏ «الإنسان».‏

أو ربما:‏ «للعقل».‏

حرفيًّا:‏ «الأُيَّلة».‏

أو:‏ «الأخدري»،‏ وهو نوع من الحمير الوحشية.‏

أو:‏ «المذود».‏

أو:‏ «ليمشِّط التربة».‏

المكان الذي تُفصَل فيه الحبوب عن القش.‏

حرفيًّا:‏ «نسَّاها».‏

حرفيًّا:‏ «يخرج للقاء السلاح».‏

حرفيًّا:‏ «المزراق».‏

حرفيًّا:‏ «يلتهم الأرض».‏

أو ربما:‏ «لا يصدِّق أذنيه».‏

أو:‏ «قرن الخروف».‏

حرفيًّا:‏ «العُقاب».‏

حرفيًّا:‏ «على سنِّ الصخر».‏

أو:‏ «تَنقُض».‏

حرفيًّا:‏ «قيِّد وجوههم».‏

أو:‏ «سأمدحك».‏

ربما فرس النهر.‏

حرفيًّا:‏ «هو بداية».‏

حرفيًّا:‏ «بفخ».‏

ربما التمساح.‏

حرفيًّا:‏ «أسَلَة»،‏ نبات ينمو في المستنقعات كان يُستعمَل في صنع الحبال.‏

حرفيًّا:‏ «بشوكة».‏

أو:‏ «يبيعه الصيادون بالمقايضة».‏

أو:‏ «يُوقِعك على الأرض».‏

حرفيًّا:‏ «بابَي وجهه».‏

حرفيًّا:‏ «دائرة أسنانه».‏

أو ربما:‏ «يفتخر بصفوف الحراشف التي تغطِّيه».‏

حرفيًّا:‏ «لحمه».‏

أو:‏ «حجارة المقلاع».‏

حرفيًّا:‏ «المزراق».‏

أو:‏ «حَلَّة».‏

أو:‏ «يجعل مشورتي غامضة».‏

أو:‏ «أتراجع».‏

حرفيًّا:‏ «سأرفع وجهه».‏

أو:‏ «ردَّ يهوه أيوب من أسره».‏

حرفيًّا:‏ «عجوزًا وشبعان أيامًا».‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة