الرِّسالَةُ إلى المَسِيحِيِّينَ في رُومَا
١ مِن بُولُس، الَّذي هو عَبدٌ لِلمَسِيح يَسُوع، والَّذي دُعِيَ لِيَكونَ رَسولًا وعُيِّنَ * لِيُبَشِّرَ بِالأخبارِ الحُلْوَة مِنَ اللّٰه. + ٢ هذِهِ الأخبارُ الحُلْوَة وَعَدَ بها اللّٰهُ مُسبَقًا في الأسفارِ المُقَدَّسَة بِواسِطَةِ أنبِيائِه؛ ٣ وهي عنِ ابْنِهِ الَّذي وُلِدَ كإنسانٍ * مِن نَسلِ دَاوُد، + ٤ ولكنْ أُعلِنَ أنَّهُ ابْنُ اللّٰهِ + عِندَما أُقيمَ مِنَ المَوتِ + بِقُدرَةِ روحِ القَداسَة. نَعَم، هذا الابْنُ هو رَبُّنا يَسُوع المَسِيح. ٥ وبِواسِطَتِهِ أُظهِرَ لي * لُطفٌ فائِقٌ * وعُيِّنتُ رَسولًا + لِكَي أُساعِدَ النَّاسَ مِن كُلِّ الأُمَمِ + أن يُؤْمِنوا وبِالنَّتيجَةِ يُطيعوا إكرامًا لِاسْمِه. ٦ ومِن هذِهِ الأُمَمِ دُعيتُم أنتُم أيضًا لِتَتبَعوا يَسُوع المَسِيح. ٧ هذِه رِسالَةٌ مِنِّي إلى كُلِّ أحِبَّاءِ اللّٰهِ في رُومَا الَّذينَ دَعاهُم لِيَكونوا قِدِّيسين:
لِيَكُنْ لكُم لُطفٌ فائِقٌ وسَلامٌ مِنَ اللّٰهِ أبينا والرَّبِّ يَسُوع المَسِيح!
٨ أوَّلًا، أشكُرُ إلهي بِواسِطَةِ يَسُوع المَسِيح علَيكُم كُلِّكُم، لِأنَّ إيمانَكُم يُحْكى عنهُ في كُلِّ العالَم. ٩ واللّٰه، الَّذي أُقَدِّمُ لهُ خِدمَةً مُقَدَّسَة مِن كُلِّ قَلبي * بِنَشرِ الأخبارِ الحُلْوَة عنِ ابْنِه، هو يَشهَدُ لي أنِّي أذكُرُكُم في صَلَواتي دائِمًا مِن دونِ تَوَقُّف. + ١٠ وأنا أتَرَجَّاه، إذا كانَ مُمكِنًا وكانَت هذِه مَشيئَتَه، أن أنجَحَ أخيرًا في المَجيءِ إلَيكُم. ١١ فأنا مُتَشَوِّقٌ أن أراكُم لِكَي أُعْطِيَكُم هَدِيَّةً روحِيَّة تُقَوِّيكُم، ١٢ بل لِكَي نَتَبادَلَ التَّشجيع: + أنا أتَشَجَّعُ بِإيمانِكُم وأنتُم تَتَشَجَّعونَ بِإيماني.
١٣ أُريدُ أن تَعرِفوا أيُّها الإخوَةُ أنِّي خَطَّطتُ مَرَّاتٍ كَثيرَة أن آتِيَ إلَيكُم، لِكَي أحصُدَ بَعضَ الثَّمَرِ مِنَ الخِدمَةِ عِندَكُم مِثلَما أفعَلُ بَينَ باقي الأُمَم. ولكنْ كُلَّ مَرَّة، كانَ هُناك ما يَمنَعُني مِنَ المَجيء. ١٤ أنا مَديونٌ لِليُونَانِيِّينَ وأيضًا الأجانِب، * لِلحُكَماءِ وأيضًا الجاهِلين، ١٥ ولِذلِك أرغَبُ بِشِدَّةٍ أن أُبَشِّرَكُم بِالأخبارِ الحُلْوَة أنتُم أيضًا الَّذينَ في رُومَا. + ١٦ فأنا لا أخجَلُ بِالبِشارَة، + لِأنَّها في الحَقيقَةِ قُدرَةُ اللّٰهِ الَّتي يُظهِرُها لِيُخَلِّصَ كُلَّ مَن يُؤْمِن، + اليَهُودِيَّ أوَّلًا + وأيضًا اليُونَانِيّ. + ١٧ فالَّذينَ يُؤْمِنونَ يَرَوْنَ أنَّ اللّٰهَ يُظهِرُ صَلاحَهُ * مِن خِلالِ البِشارَة، وهذا يُقَوِّي إيمانَهُم، + مِثلَما هو مَكتوب: «أمَّا الصَّالِحُ * فسَيَعيشُ بِسَبَبِ إيمانِه». +
١٨ فاللّٰهُ يُعلِنُ مِنَ السَّماءِ غَضَبَهُ + على كُلِّ الَّذينَ لا يَخافونَهُ ولا يُطيعونَه، الَّذينَ يُخْفونَ الحَقَّ + بِطَريقَةٍ شِرِّيرَة، ١٩ وذلِك لِأنَّ ما يُمكِنُ أن يَعرِفوهُ عنِ اللّٰهِ واضِحٌ جِدًّا لهُم، لِأنَّ اللّٰهَ كَشَفَهُ لهُم بِوُضوح. + ٢٠ فصِفاتُهُ الَّتي لا نَراها بِعُيونِنا، أي قُدرَتُهُ الأبَدِيَّة + وأُلوهِيَّتُه، + ظاهِرَة بِوُضوحٍ مُنذُ خَلْقِ العالَم. فنَحنُ نَقدِرُ أن نُدرِكَ صِفاتِهِ مِن خِلالِ ما صَنَعَه، + ولِذلِك هُم بِلا عُذر. ٢١ فمع أنَّهُم عَرَفوا اللّٰه، لم يُعْطوهُ المَجدَ الَّذي يَستَحِقُّهُ ولا شَكَروه، بل صاروا يُفَكِّرونَ بِغَباءٍ ومَلَأَ الظَّلامُ قُلوبَهُمُ الجاهِلَة. + ٢٢ ومع أنَّهُمُ ادَّعَوْا أنَّهُم حُكَماء، صاروا أغبِياء. ٢٣ وبَدَلَ أن يُعْطوا المَجدَ لِلّٰهِ الَّذي لا يُمكِنُ أن يَفْنى، * مَجَّدوا تَماثيلَ لِلبَشَرِ الَّذينَ يَفْنَوْنَ * وتَماثيلَ لِلطُّيورِ والحَيَواناتِ الَّتي لها أربَعُ أرجُلٍ والزَّواحِف. +
٢٤ لِذلِك، بِما أنَّهُم أرادوا أن يَتبَعوا شَهَواتِ قُلوبِهِم، سَلَّمَهُمُ اللّٰهُ إلى النَّجاسَةِ لِكَي يُهينوا أجسادَهُم. ٢٥ واختاروا أن يُصَدِّقوا الكَذِبَ بَدَلَ حَقِّ اللّٰه، وكَرَّموا * المَخلوقَ وقَدَّموا لهُ خِدمَةً مُقَدَّسَة بَدَلًا مِنَ الخالِقِ الَّذي لهُ التَّسبيحُ إلى الأبَد. آمين. ٢٦ لِذلِك سَلَّمَهُمُ اللّٰهُ إلى الشَّهَواتِ الجِنسِيَّة المُخجِلَة، + لِأنَّ النِّساءَ بَينَهُم تَرَكْنَ العَلاقاتِ الجِنسِيَّة الطَّبيعِيَّة وأقَمْنَ عَلاقاتٍ تُخالِفُ الطَّبيعَة. + ٢٧ والرِّجالُ أيضًا تَرَكوا العَلاقاتِ الجِنسِيَّة الطَّبيعِيَّة معَ النِّساءِ واشتَعَلَت شَهوَتُهُم بِقُوَّةٍ بَعضِهِم تِجاهَ بَعض، رِجالًا مع رِجال، + فصاروا يَعمَلونَ أُمورًا فاحِشَة وبِالنَّتيجَةِ يَنالونَ العِقابَ الكامِلَ * الَّذي يَستَحِقُّونَهُ بِسَبَبِ ذَنْبِهِم. +
٢٨ وبِما أنَّهُ لم يَهُمَّهُم أن يَعرِفوا اللّٰهَ مَعرِفَةً دَقيقَة، * سَلَّمَهُم إلى تَفكيرٍ لا يُرْضيهِ لِيَعمَلوا أُمورًا لا تَليق. + ٢٩ وقدِ امتَلَأوا بِكُلِّ نَوعٍ مِنَ الخَطَإ + والشَّرِّ والطَّمَعِ + والأُمورِ السَّيِّئَة، وامتَلَأوا بِالحَسَدِ + والقَتلِ + والنِّزاعِ والخِداعِ + والخُبث. + إنَّهُم ثَرثارون، * ٣٠ يُشَوِّهونَ سُمعَةَ الآخَرين، *+ يَكرَهونَ اللّٰه، وَقِحون، مُتَكَبِّرون، مَغرورون، يُخَطِّطونَ لِلأذى، * لا يُطيعونَ والِديهِم، + ٣١ بِلا فَهم، + لا يَلتَزِمونَ بِالاتِّفاقات، بِلا حَنان، وبِلا رَحمَة. ٣٢ وهُم يَعرِفونَ جَيِّدًا حُكمَ اللّٰهِ العادِلَ بِأنَّ الَّذينَ يُمارِسونَ أُمورًا كهذِه يَستَحِقُّونَ المَوت. + مع ذلِك، لا يَستَمِرُّونَ في فِعلِها فَقَط، بل يَرْضَوْنَ أيضًا عنِ الَّذينَ يُمارِسونَها.
٢ لِذلِك أنتَ بِلا عُذرٍ أيُّها الإنسان، أيًّا كُنت، + إذا كُنتَ تَحكُمُ على الآخَرين. فحينَ تَحكُمُ على غَيرِكَ تَدينُ نَفْسَك، لِأنَّكَ تُمارِسُ الأُمورَ نَفْسَها. + ٢ ونَحنُ نَعرِفُ أنَّ اللّٰهَ يَدينُ الَّذينَ يُمارِسونَ أُمورًا كهذِه وأنَّ دَينونَتَهُ عادِلَة. *
٣ فهل تَظُنُّ أنَّكَ ستُفلِتُ مِن دَينونَةِ اللّٰهِ حينَ تَحكُمُ على الَّذينَ يُمارِسونَ أُمورًا كهذِه فيما تَفعَلُها أنت؟ ٤ هل تَستَخِفُّ بِكَثرَةِ لُطفِهِ + وتَحَمُّلِهِ *+ وصَبرِه؟ + ألَا تَعرِفُ أنَّ اللّٰهَ يُحاوِلُ مِن خِلالِ لُطفِهِ أن يَقودَكَ إلى التَّوبَة؟ + ٥ ولكنْ بِسَبَبِ عِنادِكَ وقَلبِكَ غَيرِ التَّائِب، أنتَ تُخَزِّنُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا سيَأتي علَيكَ في يَومِ غَضَبِ اللّٰهِ حينَ يَكشِفُ عن حُكمِهِ العادِل. + ٦ وهو سيُعْطي كُلَّ واحِدٍ ما يَستَحِقُّهُ على أعمالِه: + ٧ سيُعْطي حَياةً أبَدِيَّة لِلَّذينَ يَستَمِرُّونَ بِاحتِمالٍ في فِعلِ الصَّلاح، وبِذلِك يَسْعَوْنَ لِيَنالوا المَجدَ والكَرامَةَ وأجسامًا لا يُمكِنُ أن تَفسُد؛ + ٨ أمَّا الَّذينَ يُحِبُّونَ المُشاجَرَةَ ولا يُطيعونَ الحَقَّ بل يَتبَعونَ الشَّرّ، فسَيَجلُبُ علَيهِم غَضَبَهُ وسُخطَه. + ٩ وسَيَأتي ضيقٌ ومُعاناةٌ على كُلِّ مَن * يُسَبِّبُ الأذى، اليَهُودِيِّ أوَّلًا وأيضًا اليُونَانِيّ. ١٠ أمَّا كُلُّ مَن يَعمَلُ الصَّلاحَ فسَيَنالُ المَجدَ والكَرامَةَ والسَّلام، اليَهُودِيُّ أوَّلًا + وأيضًا اليُونَانِيّ. + ١١ فاللّٰهُ لَيسَ عِندَهُ تَحَيُّز. +
١٢ كُلُّ الَّذينَ أخطَأوا وهُم بِلا شَريعَةٍ سيَهلَكون، مع أنَّهُ لَيسَ عِندَهُم شَريعَة؛ + أمَّا كُلُّ الَّذينَ أخطَأوا وهُم تَحتَ الشَّريعَة، فسَيُحاسَبونَ على أساسِ الشَّريعَة. + ١٣ فلَيسَ الَّذينَ يَسمَعونَ الشَّريعَةَ هُم بِلا لَومٍ * في نَظَرِ اللّٰه، بلِ الَّذينَ يُطَبِّقونَ الشَّريعَةَ هُم مَن يُعتَبَرونَ بِلا لَوم. *+ ١٤ فالأُمَمُ الَّذينَ لَيسَت عِندَهُمُ الشَّريعَة، + حينَ يَعمَلونَ بِالفِطرَةِ ما تَقولُهُ الشَّريعَة، يُظهِرونَ أنَّ هُناك شَريعَةً في داخِلِهِم مع أنَّهُم بِلا شَريعَة. ١٥ إنَّهُم يُظهِرونَ أنَّ مَضمونَ الشَّريعَةِ مَكتوبٌ في قُلوبِهِم، وضَميرُهُم يَشهَدُ على ذلِك أيضًا، وأفكارُهُم إمَّا تَتَّهِمُهُم أو تُدافِعُ عنهُم. ١٦ ما أقولُهُ سيَحصُلُ في اليَومِ الَّذي سيُحاسِبُ فيهِ اللّٰهُ النَّاس، بِواسِطَةِ المَسِيح يَسُوع، على الأُمورِ الَّتي أبْقَوْها سِرًّا. + وهذا كُلُّهُ جُزْءٌ مِنَ البِشارَةِ الَّتي أُعلِنُها.
١٧ أنتَ تُسَمِّي نَفْسَكَ يَهُودِيًّا + وتَتَّكِلُ على الشَّريعَةِ وتَفتَخِرُ بِاللّٰه، ١٨ وأنتَ تَعرِفُ مَشيئَتَهُ وتُمَيِّزُ ما هوَ الأفضَلُ لِأنَّكَ تَعَلَّمتَ * مِنَ الشَّريعَة، + ١٩ وأنتَ مُقتَنِعٌ بِأنَّكَ قائِدٌ لِلعُميان، ونورٌ لِلَّذينَ في الظَّلام، ٢٠ وأنَّكَ مُرشِدٌ لِلجاهِلين، ومُعَلِّمٌ لِلأطفال، وعِندَكَ الخُطوطُ العَريضَة لِلمَعرِفَةِ والحَقِّ المَوْجودَيْنِ في الشَّريعَة. ٢١ فيا مَن تُعَلِّمُ غَيرَك، لِماذا لا تُعَلِّمُ نَفْسَك؟ + هل تَقول: «لا تَسرِق»، + وتَسرِق؟ ٢٢ هل تَقول: «لا تَزْنِ»، + وتَزْني؟ يا مَن تَكرَهُ الأصنام، هل تَسرِقُ المَعابِد؟ ٢٣ يا مَن تَفتَخِرُ بِالشَّريعَة، هل تُهينُ اللّٰهَ بِمُخالَفَةِ الشَّريعَة؟ ٢٤ فإنَّ «اسْمَ اللّٰهِ يُجَدَّفُ علَيهِ بِسَبَبِكُم بَينَ الأُمَم»، مِثلَما هو مَكتوب. +
٢٥ إنَّ الخِتانَ + لا يَنفَعُ إلَّا إذا كُنتَ تُطَبِّقُ الشَّريعَة. + أمَّا إذا كُنتَ تُخالِفُ الشَّريعَة، فكَأنَّكَ لم تُختَنْ مِنَ الأساس. ٢٦ وماذا لَو كانَ أحَدٌ يَفعَلُ الصَّوابَ بِحَسَبِ ما تَطلُبُهُ الشَّريعَةُ لكنَّهُ لَيسَ مَختونًا؟ + ألَنْ يُعتَبَرَ مَختونًا؟ + ٢٧ والَّذي لَيسَ مَختونًا، عِندَما يُطَبِّقُ الشَّريعَة، يَدينُكَ أنتَ الَّذي تُخالِفُ الشَّريعَةَ مع أنَّكَ تَملِكُ الشَّريعَةَ المَكتوبَة والخِتان. ٢٨ فلَيسَ اليَهُودِيُّ الحَقيقِيُّ مَن يَبْدو في الظَّاهِرِ يَهُودِيًّا، + ولا الخِتانُ الحَقيقِيُّ هو ما يَظهَرُ في اللَّحم. + ٢٩ بلِ اليَهُودِيُّ هو مَن في الدَّاخِلِ يَهُودِيّ، + والخِتانُ هو خِتانُ القَلبِ + بِواسِطَةِ الرُّوحِ لا بِواسِطَةِ شَريعَةٍ مَكتوبَة. + واللّٰهُ هو مَن يَمدَحُ هذا الرَّجُلَ لا النَّاس. +
٣ إذًا، ما ميزَةُ أن يَكونَ الشَّخصُ يَهُودِيًّا وما فائِدَةُ الخِتان؟ ٢ هُناك ميزاتٌ كَثيرَة مِن كُلِّ النَّواحي. وأوَّلُها أنَّ اللّٰهَ أمَّنَهُم على إعلاناتِهِ المُقَدَّسَة. + ٣ ولكنْ إذا لم يَكُنْ بَعضُ اليَهُودِ أُمَناء، فهل عَدَمُ إيمانِهِم يَعْني أنَّ اللّٰهَ لَيسَ أمينًا؟ * ٤ طَبعًا لا! فاللّٰهُ صادِقٌ + حتَّى لَو كانَ كُلُّ إنسانٍ كاذِبًا، + مِثلَما هو مَكتوب: «أنتَ مُحِقٌّ * في كَلامِكَ وتَربَحُ حينَ تُحاكَم». + ٥ ولكنْ، إذا كانَت خَطايانا تُبرِزُ أنَّ طُرُقَ اللّٰهِ صائِبَة، * فهل يَعْني ذلِك أنَّ اللّٰهَ ظالِمٌ عِندَما يُعَبِّرُ عن غَضَبِهِ تِجاهَنا؟ (هذِه طَريقَةُ تَفكيرِ البَعض.) ٦ طَبعًا لا! وإلَّا فكَيفَ سيُحاسِبُ اللّٰهُ العالَم؟ +
٧ لكنَّ البَعضَ قد يَقولون: «إذا كانَ كَذِبي يُبَيِّنُ بِوُضوحٍ صِدقَ اللّٰهِ ويُمَجِّدُه، فلِماذا يُحكَمُ علَيَّ أنِّي خاطِئ؟». ٨ ولِماذا لا نَقولُ أيضًا ما يَتَّهِمُنا البَعضُ كَذِبًا بِأنَّنا نَقولُه: «لِنَفعَلِ الأُمورَ السَّيِّئَة لِكَي تَأتِيَ الأُمورُ الجَيِّدَة»؟ إنَّ دَينونَةَ هؤُلاء عادِلَة. +
٩ فهل نَحنُ اليَهودَ في وَضعٍ أفضَلَ مِن غَيرِنا؟ لا، أبَدًا! فبِحَسَبِ ما ذَكَرنا مِن قَبل، اليَهُودُ واليُونَانِيُّونَ أيضًا هُم كُلُّهُم تَحتَ سَيطَرَةِ الخَطِيَّة. + ١٠ فمِثلَما هو مَكتوب: «لا أحَدَ يَفعَلُ الصَّواب، * ولا حتَّى واحِد. + ١١ لا أحَدَ عِندَهُ بُعدُ نَظَر؛ لا أحَدَ يُفَتِّشُ عنِ اللّٰه. ١٢ كُلُّ البَشَرِ ابتَعَدوا عنِ الصَّواب، كُلُّهُم صاروا بِلا قيمَة؛ لا أحَدَ يُظهِرُ اللُّطف، ولا حتَّى واحِد». + ١٣ «فَمُهُم قَبرٌ مَفتوح؛ لِسانُهُم كُلُّهُ خِداع». + «سَمُّ الأفاعي وَراءَ شِفاهِهِم». + ١٤ «فَمُهُم مَلآنٌ بِاللَّعنِ والكَلامِ المُرّ». + ١٥ «أقدامُهُم تُسرِعُ إلى سَفكِ الدَّم». + ١٦ «هُناك خَرابٌ وتَعاسَةٌ في طُرُقِهِم، ١٧ ولا يَعرِفونَ طَريقَ السَّلام». + ١٨ «خَوفُ اللّٰهِ لَيسَ أمامَ عُيونِهِم». +
١٩ ونَحنُ نَعرِفُ أنَّ كُلَّ ما تَقولُهُ الشَّريعَةُ يَنطَبِقُ على الَّذينَ تَحتَ الشَّريعَة، وذلِك لِكَي يَسكُتَ كُلُّ فَم، ولِكَي يَتَبَيَّنَ أنَّ العالَمَ كُلَّهُ مُذنِبٌ أمامَ اللّٰهِ ويَستَحِقُّ العِقاب. + ٢٠ لِذلِك لا أحَدَ يُعتَبَرُ بِلا لَومٍ * أمامَهُ مِن خِلالِ القِيامِ بِأعمالِ الشَّريعَة. + فبِواسِطَةِ الشَّريعَة، نَحنُ نَعرِفُ بِدِقَّةٍ ما هيَ الخَطِيَّة. +
٢١ أمَّا الآن، فقد أظهَرَ اللّٰهُ مَقاييسَهُ الصَّائِبَة * مِن دونِ الشَّريعَة. + وهذا ما تَشهَدُ علَيهِ الشَّريعَةُ والأنبِياء. + ٢٢ نَعَم، أظهَرَ اللّٰهُ أنَّهُ يَعتَبِرُ الشَّخصَ بِلا لَومٍ * مِن خِلالِ الإيمانِ بِيَسُوع المَسِيح. وهذا مُمكِنٌ لِكُلِّ الَّذينَ يُؤْمِنونَ لِأنْ لا فَرقَ بَينَ النَّاس. + ٢٣ فالكُلُّ أخطَأوا ولا يَقدِرونَ أن يَعكِسوا مَجدَ اللّٰه. + ٢٤ وهي هَدِيَّةٌ مَجَّانِيَّة + مِنَ اللّٰهِ أن يَعتَبِرَهُم بِلا لَومٍ * بِفَضلِ لُطفِهِ الفائِق، *+ وذلِك مِن خِلالِ الفِديَةِ الَّتي دَفَعَها المَسِيح يَسُوع لِتَحريرِهِم. + ٢٥ لقد قَدَّمَ اللّٰهُ يَسُوع كذَبيحَةٍ تُصالِحُ معهُ *+ الَّذينَ يُؤْمِنونَ بِدَمِ المَسِيح. + وهو فَعَلَ ذلِك لِيُظهِرَ أنَّهُ الْتَزَمَ بِمَقاييسِهِ الصَّائِبة * عِندَما تَحَمَّلَ * وغَفَرَ الخَطايا الَّتي حَدَثَت في الماضي. ٢٦ وهو فَعَلَ ذلِك أيضًا لِيُظهِرَ أنَّهُ يَلتَزِمُ الآنَ بِمَقاييسِهِ الصَّائِبَة + عِندَما يَعتَبِرُ مَن يُؤْمِنُ بِيَسُوع بِلا لَوم. *+
٢٧ إذًا، هل هُناك مَجالٌ لِلافتِخار؟ لا، لا يوجَد. وأيُّ شَريعَةٍ تَمنَعُ الافتِخار؟ هل شَريعَةُ الأعمال؟ + لا، بل شَريعَةُ الإيمان. ٢٨ فنَحنُ نَرى أنَّ الإنسانَ يُعتَبَرُ بِلا لَومٍ * مِن خِلالِ الإيمانِ ولَيسَ مِن خِلالِ أعمالِ الشَّريعَة. + ٢٩ وإلَّا يَكونُ اللّٰهُ إلهَ اليَهُودِ فَقَط. ولكنْ هل هذا صَحيح؟ + ألَيسَ هو إلهَ الأُمَمِ أيضًا؟ + بَلى، إنَّهُ إلهُ الأُمَمِ أيضًا. + ٣٠ فبِما أنَّ اللّٰهَ واحِد، + فهو سيَعتَبِرُ المَختونينَ بِلا لَومٍ + نَتيجَةَ إيمانِهِم، وكَذلِك غَيرَ المَختونينَ + مِن خِلالِ إيمانِهِم. ٣١ إذًا، هل نَحنُ نُلْغي الشَّريعَةَ بِإيمانِنا؟ لا، أبَدًا! بل نَحنُ نُؤَيِّدُها. +
٤ فماذا نَقولُ إذًا؟ ماذا نالَ إبْرَاهِيم، أبونا بِحَسَبِ الجَسَد؟ ٢ لَوِ اعتُبِرَ إبْرَاهِيم بِلا لَومٍ * نَتيجَةَ أعمالِه، كانَ يَقدِرُ أن يَفتَخِر، ولكنْ لَيسَ أمامَ اللّٰه. ٣ لِأنَّهُ ماذا تَقولُ الآيَة؟ «آمَنَ إبْرَاهِيم بِيَهْوَه، فاعتُبِرَ بِلا لَوم». *+ ٤ إنَّ الأُجرَةَ الَّتي يَنالُها الشَّخصُ على عَمَلِهِ لا تُعتَبَرُ هِبَة، * بل هي مِن حَقِّه. * ٥ بِالمُقابِل، إذا كانَ الشَّخصُ لا يَعمَلُ لكنَّهُ يُؤْمِنُ بِاللّٰهِ الَّذي يَعتَبِرُ مَن لا يَخافُهُ بِلا لَوم، فسَيُعتَبَرُ بِلا لَومٍ بِسَبَبِ إيمانِه. + ٦ وهذا ما يَقولُهُ دَاوُد أيضًا حينَ يَتَكَلَّمُ عن سَعادَةِ الإنسانِ الَّذي يَعتَبِرُهُ اللّٰهُ بِلا لَومٍ مِن دونِ أن يَكونَ ذلِك بِسَبَبِ أعمالِه. فهو يَقول: ٧ «سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ سامَحَهُمُ اللّٰهُ على كَسْرِ الشَّريعَةِ وغَفَرَ لهُم * خَطاياهُم. ٨ سَعيدٌ هوَ الَّذي لا يَحسُبُ يَهْوَه خَطِيَّتَهُ أبَدًا». +
٩ فهل هذِهِ السَّعادَةُ هي لِلمَختونينَ فَقَط، أم إنَّها لِغَيرِ المَختونينَ أيضًا؟ + فنَحنُ نَقول: «إبْرَاهِيم اعتُبِرَ بِلا لَومٍ بِسَبَبِ إيمانِه». *+ ١٠ ولكنْ متى اعتُبِرَ بِلا لَوم؟ هل حينَ كانَ مَختونًا أم غَيرَ مَختون؟ حَصَلَ ذلِك حينَ لم يَكُنْ مَختونًا. ١١ وبَعدَ ذلِك نالَ عَلامَة، + وهيَ الخِتان، كتَأكيدٍ * أنَّهُ اعتُبِرَ بِلا لَومٍ بِسَبَبِ إيمانِهِ حينَ لم يَكُنْ مَختونًا، وذلِك لِكَي يَصيرَ أبًا لِكُلِّ الَّذينَ يُؤْمِنونَ + وهُم لَيسوا مَختونين، مِن أجْلِ أن يُعتَبَروا بِلا لَوم، ١٢ ولِكَي يَصيرَ أيضًا أبًا لِنَسلٍ مَختون. ولكنْ لَيسَ فَقَط لِلَّذينَ يَلتَزِمونَ بِالخِتان، بل أيضًا لِلَّذينَ يَمْشونَ على خُطُواتِ أبينا إبْرَاهِيم + في طَريقِ الإيمان، الإيمانِ الَّذي كانَ عِندَهُ حينَ لم يَكُنْ مَختونًا.
١٣ فلَيسَ بِسَبَبِ تَطبيقِ الشَّريعَةِ نالَ إبْرَاهِيم ونَسلُهُ الوَعْدَ بِأن يَرِثَ عالَمًا، + بل لِأنَّهُ اعتُبِرَ بِلا لَومٍ * نَتيجَةَ إيمانِه. + ١٤ فلَو أنَّ الَّذينَ يُطَبِّقونَ الشَّريعَةَ هُمُ الوَرَثَة، لَصارَ الإيمانُ بِلا نَفعٍ وأُلْغِيَ الوَعْد. ١٥ في الواقِع، إنَّ الشَّريعَةَ تَجلُبُ غَضَبَ اللّٰه. + ولكنْ عِندَما لا يَكونُ هُناك شَريعَة، لا يَكونُ هُناك أيُّ مُخالَفَةٍ لها. +
١٦ لِذلِك فالوَعْدُ هو نَتيجَةُ الإيمان، لِأنَّهُ لُطفٌ فائِقٌ * مِنَ اللّٰه. + وهكَذا يَكونُ إتمامُ الوَعْدِ مَضمونًا لِكُلِّ نَسلِه، + لَيسَ فَقَط لِلَّذينَ يُطَبِّقونَ الشَّريعَة، بل أيضًا لِلَّذينَ عِندَهُم إيمانٌ مِثلُ إيمانِ إبْرَاهِيم الَّذي هو أبٌ لنا كُلِّنا. + ١٧ (هذا بِالضَّبطِ مِثلَما هو مَكتوب: «جَعَلتُكَ أبًا لِأُمَمٍ كَثيرَة».) + وإبْرَاهِيم أظهَرَ هذا الإيمانَ أمامَ اللّٰهِ الَّذي يُعيدُ الأمواتَ إلى الحَياةِ والَّذي يَتَكَلَّمُ عن أشياءَ غَيرِ مَوْجودَة كأنَّها مَوْجودَة. * ١٨ فمع أنَّهُ لم يَكُنْ هُناك أمَل، آمَنَ إبْرَاهِيم، على أساسِ الأمَل، بِأنَّهُ سيَصيرُ أبًا لِأُمَمٍ كَثيرَة، لِأنَّ اللّٰهَ قالَ له: «هكَذا سيَكونُ نَسلُك». + ١٩ ومع أنَّ إيمانَهُ لم يَضعُف، فَكَّرَ في جَسَدِهِ شِبهِ المَيِّت، لِأنَّ عُمرَهُ كانَ ١٠٠ سَنَةٍ تَقريبًا، + وفَكَّرَ أيضًا في مَوتِ * رَحِمِ سَارَة. + ٢٠ ولكنْ بِسَبَبِ وَعْدِ اللّٰه، لم يَشُكَّ أبَدًا أو يَخسَرْ إيمانَه، بل تَقَوَّى بِفَضلِ إيمانِه، وأعْطى اللّٰهَ مَجدًا، ٢١ وكانَ مُقتَنِعًا تَمامًا بِأنَّ ما وَعَدَ بهِ اللّٰهُ يَقدِرُ أن يُحَقِّقَه. + ٢٢ ونَتيجَةً لِذلِك، «اعتُبِرَ بِلا لَوم». *+
٢٣ لكنَّ الكَلِمات «أُعتُبِرَ بِلا لَوم» * لم تُكتَبْ مِن أجْلِهِ فَقَط، + ٢٤ بل أيضًا مِن أجْلِنا نَحنُ الَّذينَ سنُعتَبَرُ بِلا لَوم، لِأنَّنا نُؤْمِنُ بِالَّذي أقامَ يَسُوع رَبَّنا مِنَ المَوت. + ٢٥ لقد سُلِّمَ إلى المَوتِ مِن أجْلِ زَلَّاتِنا + وأُقيمَ لِكَي نُعتَبَرَ بِلا لَوم. +
٥ والآن، بِما أنَّنا اعتُبِرنا بِلا لَومٍ * نَتيجَةَ الإيمان، + فلْنَتَمَتَّعْ بِالسَّلامِ * معَ اللّٰهِ بِواسِطَةِ رَبِّنا يَسُوع المَسِيح، + ٢ الَّذي بِواسِطَةِ إيمانِنا بهِ صارَ بِإمكانِنا أيضًا أن نَقتَرِبَ إلى اللّٰهِ لِكَي نَتَمَتَّعَ بِلُطفِهِ الفائِقِ * الَّذي نَتَمَتَّعُ بهِ الآن. + ولْنَفرَحْ * لِأنَّ عِندنَا أمَلًا بِأن نَنالَ مَجدَ اللّٰه. ٣ ولَيسَ ذلِك فَقَط، بل لِنَفرَحْ * أيضًا حينَ نَمُرُّ بِضيقات، + لِأنَّنا نَعرِفُ أنَّ الضِّيقَ يُنتِجُ احتِمالًا، + ٤ والاحتِمالُ يُنتِجُ رِضى اللّٰه، + ورِضى اللّٰهِ أمَلًا، + ٥ وأمَلُنا لا يَخيب. + فمَحَبَّةُ اللّٰهِ لنا مَلَأَت قُلوبَنا مِن خِلالِ الرُّوحِ القُدُسِ الَّذي أعْطاهُ لنا. +
٦ فبَينَما كُنَّا لا نَزالُ ضُعَفاء، + ماتَ المَسِيح في الوَقتِ المُعَيَّنِ عنِ الَّذينَ لا يَخافونَ اللّٰه. ٧ ونادِرًا ما يَموتُ أحَدٌ مِن أجْلِ شَخصٍ مُستَقيم، * ولكنْ رُبَّما يَكونُ مُستَعِدًّا أن يَموتَ مِن أجْلِ شَخصٍ صالِح. ٨ أمَّا اللّٰهُ فبَيَّنَ * لنا مَحَبَّتَهُ بِأنَّهُ فيما كُنَّا لا نَزالُ خُطاة، ماتَ المَسِيح عنَّا. + ٩ إذًا، بَعدَما صِرنا الآنَ نُعتَبَرُ بِلا لَومٍ * مِن خِلالِ دَمِ يَسُوع، + صارَ أكيدًا أكثَرَ أنَّنا سنَخلُصُ بِواسِطَتِهِ مِن غَضَبِ اللّٰه. + ١٠ فإذا كُنَّا ونَحنُ أعداءٌ معَ اللّٰه، قد تَصالَحنا معهُ بِواسِطَةِ مَوتِ ابْنِه، + فالآنَ بَعدَما تَصالَحنا معه، صارَ أكيدًا أكثَرَ أنَّنا سنَخلُصُ بِواسِطَةِ حَياةِ يَسُوع. ١١ ولَيسَ هذا فَقَط، بل نَحنُ أيضًا نَفرَحُ بِما عَمِلَهُ اللّٰهُ بِواسِطَةِ رَبِّنا يَسُوع المَسِيح الَّذي بِواسِطَتِهِ تَصالَحنا معَ اللّٰه. +
١٢ لِذلِك، مِثلَما دَخَلَتِ الخَطِيَّةُ إلى العالَمِ مِن خِلالِ إنسانٍ واحِدٍ والخَطِيَّةُ جَلَبَتِ المَوت، + وبِذلِكَ انتَقَلَ المَوتُ إلى كُلِّ النَّاسِ لِأنَّهُم كُلَّهُم أخطَأوا + . . . ١٣ فإنَّ الخَطِيَّةَ كانَت مَوْجودَةً في العالَمِ قَبلَ الشَّريعَة؛ ولكنْ عِندَما لا يَكونُ هُناك شَريعَة، لا تُحسَبُ الخَطِيَّةُ على أحَد. + ١٤ ومع ذلِك، حَكَمَ المَوتُ كمَلِكٍ مِن آدَم إلى مُوسَى، حَكَمَ حتَّى على الَّذينَ لم يُخطِئوا بِمُخالَفَةِ وَصِيَّةٍ مِثلَما أخطَأَ آدَم. وآدَم هو مُشابِهٌ لِلَّذي كانَ سيَأتي. +
١٥ لكنَّ الهَدِيَّةَ تَختَلِفُ عنِ الزَّلَّة. فزَلَّةُ إنسانٍ واحِدٍ جَلَبَتِ المَوتَ لِكَثيرين. بِالمُقابِل، لُطفُ اللّٰهِ الفائِقُ * وهَدِيَّتُهُ المَجَّانِيَّة هُما أعظَمُ بِكَثيرٍ لِأنَّهُما يَجلُبانِ بَرَكاتٍ عَظيمَة * لِكَثيرين، وذلِك مِن خِلالِ اللُّطفِ الفائِقِ الَّذي أظهَرَهُ الإنسانُ الواحِدُ + يَسُوع المَسِيح. + ١٦ وهَدِيَّةُ اللّٰهِ المَجَّانِيَّة تَختَلِفُ أيضًا عن خَطِيَّةِ الإنسانِ الواحِدِ + بِهذِهِ الطَّريقَة: الزَّلَّةُ الواحِدَة أدَّت إلى الحُكمِ على الجَميعِ بِأنَّهُم مُذنِبون، + أمَّا الهَدِيَّةُ الَّتي أتَت بَعدَ زَلَّاتٍ كَثيرَة فأدَّت إلى اعتِبارِ كَثيرينَ بِلا لَوم. *+ ١٧ فنَحنُ مُتَأكِّدونَ أنَّ المَوتَ حَكَمَ كمَلِكٍ مِن خِلالِ زَلَّةِ ذلِكَ الإنسانِ الواحِد، + لكنَّنا مُتَأكِّدونَ أكثَرَ أنَّ لُطفَ اللّٰهِ الفائِقَ وهَدِيَّتَهُ المَجَّانِيَّة أن يَعتَبِرَنا بِلا لَومٍ *+ هُما أعظَمُ وأفضَل؛ فالَّذينَ يَتَمَتَّعونَ بهِما سيَعيشونَ ويَحكُمونَ كمُلوكٍ + بِفَضلِ الإنسانِ الواحِدِ يَسُوع المَسِيح. +
١٨ فإذًا، مِثلَما أدَّت زَلَّةٌ واحِدَة إلى الحُكمِ على مُختَلَفِ النَّاسِ بِأنَّهُم مُذنِبون، + كذلِك أدَّى عَمَلٌ صائِبٌ * واحِدٌ إلى اعتِبارِ مُختَلَفِ النَّاسِ + بِلا لَومٍ * لِكَي يَنالوا الحَياة. + ١٩ فمِثلَما أنَّ تَمَرُّدَ الإنسانِ الواحِدِ أدَّى إلى جَعلِ كَثيرينَ خُطاة، + كذلِك أيضًا طاعَةُ الإنسانِ الواحِدِ ستُؤَدِّي إلى جَعلِ كَثيرينَ بِلا لَوم. + ٢٠ وقد أُعْطِيَتِ الشَّريعَةُ لِكَي تَكثُرَ الزَّلَّات. + ولكنْ عِندَما ازدادَتِ الخَطِيَّة، ازدادَ لُطفُ اللّٰهِ الفائِقُ أكثَرَ بِكَثير. ٢١ وما الهَدَف؟ مِثلَما حَكَمَتِ الخَطِيَّةُ كمَلِكٍ معَ المَوت، + كذلِك يُمكِنُ أن يَحكُمَ اللُّطفُ الفائِقُ كمَلِكٍ لِأنَّنا مِن خِلالِهِ نُعتَبَرُ بِلا لَومٍ * لِكَي نَنالَ حَياةً أبَدِيَّة بِواسِطَةِ يَسُوع المَسِيح رَبِّنا. +
٦ ولكنْ ماذا يَعْني ذلِك؟ هل نَظَلُّ نُخطِئُ لِكَي يَزدادَ لُطفُ اللّٰهِ الفائِق؟ * ٢ طَبعًا لا! فبَعدَما مُتنا مِن جِهَةِ الخَطِيَّة، + كَيفَ نَستَمِرُّ في العَيشِ حَياةً خاطِئَة؟ + ٣ ألَا تَعرِفونَ أنَّنا كُلَّنا، الَّذينَ اعتَمَدنا في المَسِيح يَسُوع، + اعتَمَدنا في مَوتِه؟ + ٤ فنَحنُ دُفِنَّا معهُ حينَ اعتَمَدنا في مَوتِه. + وهكَذا، مِثلَما أُقيمَ المَسِيح مِنَ المَوتِ بِقُوَّةِ الآبِ المَجيدَة، كذلِك نَحنُ أيضًا يَجِبُ أن نَعيشَ الآنَ حَياةً جَديدَة. + ٥ وبِما أنَّنا اتَّحَدنا معهُ حينَ مُتنا مَوتًا يُشبِهُ مَوتَه، + فسَنَتَّحِدُ معهُ بِالتَّأكيدِ حينَ نُقامُ مِثلَما أُقيمَ هو. + ٦ فنَحنُ نَعرِفُ أنَّ شَخصِيَّتَنا القَديمَة عُلِّقَت معهُ على خَشَبَة، + لِكَي لا يُسَيطِرَ علَينا جَسَدُنا الخاطِئُ بَعدَ الآنَ + ولا نَظَلَّ عَبيدًا لِلخَطِيَّة. + ٧ فالَّذي يَموتُ يُعْفى * مِنَ الخَطِيَّة.
٨ وإذا كُنَّا قد مُتنا معَ المَسِيح، فنَحنُ نُؤْمِنُ أنَّنا سنَعيشُ معهُ أيضًا. ٩ فنَحنُ نَعرِفُ أنَّ المَسِيح بَعدَما أُقيمَ مِنَ المَوتِ + لن يَموتَ أبَدًا؛ + فالمَوتُ لم يَعُدْ سَيِّدًا علَيه. ١٠ فهو ماتَ مِن جِهَةِ الخَطِيَّةِ * مَرَّةً وإلى الأبَد؛ + أمَّا الحَياةُ الَّتي يَعيشُها فهو يَعيشُها لِيَعمَلَ مَشيئَةَ اللّٰه. ١١ بِشَكلٍ مُشابِه، اعتَبِروا أنفُسَكُم أمواتًا مِن جِهَةِ الخَطِيَّة، ولكنْ أحياءً لِتَعمَلوا مَشيئَةَ اللّٰهِ كأتباعٍ لِلمَسِيح يَسُوع. +
١٢ إذًا، لا تَسمَحوا لِلخَطِيَّةِ أن تَظَلَّ تَحكُمُ كمَلِكٍ في جَسَدِكُمُ الفاني + وتَجعَلَكُم بِالتَّالي تُطيعونَ شَهَواتِه. ١٣ ولا تُقَدِّموا بَعدَ الآنَ جَسَدَكُم * لِلخَطِيَّةِ كسِلاحٍ لِفِعلِ الشَّرّ، بل قَدِّموا أنفُسَكُم لِلّٰهِ كأشخاصٍ قاموا مِنَ المَوت، وقَدِّموا جَسَدَكُم * لِلّٰهِ كسِلاحٍ لِفِعلِ الخَير. + ١٤ فلا يَجِبُ أن تَكونَ الخَطِيَّةُ سَيِّدًا علَيكُم، لِأنَّكُم لَستُم تَحتَ الشَّريعَةِ + بل أُظهِرَ لكُم لُطفٌ فائِق. *+
١٥ وماذا يَعْني ذلِك؟ هل يُمكِنُنا أن نُخطِئَ لِأنَّ اللّٰهَ أظهَرَ لنا لُطفًا فائِقًا ولَسنا تَحتَ الشَّريعَة؟ + طَبعًا لا! ١٦ ألَا تَعرِفونَ أنَّكُم عِندَما تُقَدِّمونَ أنفُسَكُم لِأحَدٍ لِتُطيعوهُ كعَبيد، تَصيرونَ عَبيدًا لِلَّذي تُطيعونَه؟ + فإمَّا أن تَكونوا عَبيدًا لِلخَطِيَّةِ + وهذا يُؤَدِّي إلى المَوت، + أو عَبيدًا طائِعينَ لِلّٰهِ وهذا يُؤَدِّي إلى حَياةٍ مُستَقيمَة. ١٧ ولكنْ نَشكُرُ اللّٰهَ أنَّكُم بَعدَما كُنتُم عَبيدًا لِلخَطِيَّةِ صِرتُم تُطيعونَ مِن قَلبِكُم نَموذَجَ التَّعليمِ الَّذي أُعْطِيَ لكُم. ١٨ نَعَم، بَعدَما حُرِّرتُم مِنَ الخَطِيَّة، + صِرتُم عَبيدًا لِفِعلِ الصَّواب. + ١٩ أنا أستَعمِلُ تَعابيرَ مَألوفَة لِلنَّاسِ بِسَبَبِ ضُعفِ جَسَدِكُم. أنتُم كُنتُم تُقَدِّمونَ جَسَدَكُم * كعَبدٍ لِلنَّجاسَةِ ولِكَسْرِ الشَّريعَةِ لِكَي تَعمَلوا ما هو عَكسُ الشَّريعَة. فقَدِّموا الآنَ جَسَدَكُم * كعَبدٍ لِفِعلِ الصَّوابِ لِكَي تَعمَلوا ما هو مُقَدَّس. + ٢٠ فحينَ كُنتُم عَبيدًا لِلخَطِيَّة، كُنتُم أحرارًا مِن جِهَةِ فِعلِ الصَّواب.
٢١ ولكنْ ما هوَ الثَّمَرُ الَّذي كُنتُم تُنتِجونَهُ في ذلِكَ الوَقت؟ أُمورٌ تَخجَلونَ مِنها الآن، ونِهايَتُها هيَ المَوت. + ٢٢ أمَّا الآن، بَعدَما حُرِّرتُم مِنَ الخَطِيَّةِ وصِرتُم عَبيدًا لِلّٰه، فالثَّمَرُ الَّذي تُنتِجونَهُ هو قَداسَتُكُم، + والنِّهايَةُ هي حَياةٌ أبَدِيَّة. + ٢٣ لِأنَّ أُجرَةَ الخَطِيَّةِ * هي مَوت، + أمَّا هَدِيَّةُ اللّٰهِ فهي حَياةٌ أبَدِيَّة + مِن خِلالِ المَسِيح يَسُوع رَبِّنا. +
٧ هل مَعقولٌ أنَّكُم لا تَعرِفونَ أيُّها الإخوَة (بِما أنِّي أُكَلِّمُ الَّذينَ يَعرِفونَ الشَّريعَة) أنَّ الشَّريعَةَ لَدَيها سُلطَةٌ على الإنسانِ ما دامَ حَيًّا؟ ٢ مَثَلًا، المَرأةُ المُتَزَوِّجَة مُلزَمَة بِحَسَبِ الشَّريعَةِ أن تَبْقى مُرتَبِطَةً بِزَوجِها ما دامَ حَيًّا. ولكنْ إذا مات، تَتَحَرَّرُ مِن شَريعَةِ زَوجِها. + ٣ فإذًا، ما دامَ زَوجُها حَيًّا، تُعتَبَرُ زانِيَةً إذا تَزَوَّجَت رَجُلًا آخَر. + ولكنْ إذا ماتَ زَوجُها، تَصيرُ حُرَّةً مِن شَريعَتِهِ ولا تَكونُ زانِيَةً إذا تَزَوَّجَت رَجُلًا آخَر. +
٤ بِشَكلٍ مُشابِهٍ يا إخوَتي، أنتُم أيضًا مُتُّم مِن جِهَةِ * الشَّريعَةِ بِواسِطَةِ جَسَدِ المَسِيح، لِكَي تَصيروا لِشَخصٍ آخَر، + لِلَّذي أُقيمَ مِنَ المَوت. + وهكَذا نُنتِجُ ثَمَرًا مِن أجْلِ اللّٰه. + ٥ فعِندَما كُنَّا نَعيشُ بِحَسَبِ الجَسَد، كَشَفَتِ الشَّريعَةُ أنَّ الشَّهَواتِ الخاطِئَة تَعمَلُ في جَسَدِنا * لِكَي تُنتِجَ ثَمَرًا يُؤَدِّي إلى المَوت. + ٦ أمَّا الآنَ فقد مُتنا مِن جِهَةِ الشَّريعَةِ الَّتي كانَت تُقَيِّدُنا، فَحُرِّرنا مِنها. + وهذا لِكَي نَكونَ عَبيدًا لِلّٰهِ بِطَريقَةٍ جَديدَة تَحتَ تَوجيهِ الرُّوح، + ولَيسَ بِالطَّريقَةِ القَديمَة تَحتَ تَوجيهِ الشَّريعَةِ المَكتوبَة. +
٧ فماذا نَقولُ إذًا؟ هل نَقولُ إنَّ الشَّريعَةَ أخطَأَت؟ طَبعًا لا! فأنا ما كُنتُ سأعرِفُ ما هيَ الخَطِيَّةُ لَولا الشَّريعَة. + مَثَلًا، ما كُنتُ سأعرِفُ أنَّ الطَّمَعَ خَطَأٌ لَو لم تَقُلِ الشَّريعَة: «لا تَطمَع». + ٨ لكنَّ الخَطِيَّةَ استَغَلَّت هذِهِ الوَصِيَّةَ لِتُنتِجَ في داخِلي كُلَّ نَوعٍ مِنَ الطَّمَع. فبِدونِ شَريعَةٍ كانَتِ الخَطِيَّةُ مَيِّتَة. + ٩ نَعَم، كُنتُ حَيًّا قَبلَ أن تَأتِيَ الشَّريعَة. ولكنْ عِندَما أتَتِ الوَصِيَّة، عاشَتِ الخَطِيَّةُ ومُتُّ أنا. + ١٠ والوَصِيَّةُ الَّتي يُفتَرَضُ أن تُؤَدِّيَ إلى الحَياة، + وَجَدتُ أنَّها تُؤَدِّي إلى المَوت. ١١ فالخَطِيَّةُ استَغَلَّتِ الوَصِيَّةَ لِكَي تُغْرِيَني وتَقتُلَني بها. ١٢ مع ذلِك، الشَّريعَةُ بِحَدِّ ذاتِها مُقَدَّسَة، والوَصِيَّةُ مُقَدَّسَة وعادِلَة وصالِحَة. +
١٣ هل أدَّى إذًا شَيءٌ صالِحٌ إلى مَوتي؟ طَبعًا لا! بلِ الخَطِيَّةُ فَعَلَت ذلِك؛ هيَ الَّتي أدَّت إلى مَوتي مِن خِلالِ ما هو صالِحٌ لِكَي تَنكَشِفَ ما هيَ الخَطِيَّة. + وهكَذا، كَشَفَتِ الوَصِيَّةُ كم سَيِّئَةٍ هيَ الخَطِيَّة. + ١٤ فنَحنُ نَعرِفُ أنَّ الشَّريعَةَ روحِيَّة، أمَّا أنا فإنسانٌ جَسَدِيٌّ انباعَ كعَبدٍ لِلخَطِيَّة. + ١٥ فأنا لا أفهَمُ تَصَرُّفاتي: بَدَلَ أن أعمَلَ ما أُريدُه، أعمَلُ ما أكرَهُه. ١٦ ولكنْ إذا كُنتُ أعمَلُ ما لا أُريدُه، فأنا بِذلِك أُوافِقُ أنَّ الشَّريعَةَ صالِحَة. ١٧ ولكنْ في الحَقيقَة، لَستُ أنا مَن يَعمَلُ ذلِك، بلِ الخَطِيَّةُ السَّاكِنَة فِيَّ. + ١٨ فأنا أعرِفُ أنَّهُ لا يَسكُنُ فِيَّ، في جَسَدي، أيُّ شَيءٍ صالِح. فأنا أُريدُ أن أعمَلَ ما هو صالِحٌ لكنِّي لا أقدِرُ أن أعمَلَه. + ١٩ أنا لا أعمَلُ الصَّلاحَ الَّذي أُريدُه، بلِ الأُمورَ السَّيِّئَة الَّتي لا أُريدُها. ٢٠ فإذًا، حينَ أعمَلُ ما لا أُريدُه، لا أكونُ أنا مَن يَعمَلُه، بلِ الخَطِيَّةُ السَّاكِنَة فِيَّ.
٢١ لِذلِك، أرى أنَّ هذِهِ الشَّريعَةَ تَنطَبِقُ في حالَتي: حينَ أُريدُ أن أعمَلَ ما هو صائِب، أجِدُ فِيَّ مَيلًا لِفِعلِ ما هو سَيِّئ. + ٢٢ أنا في داخِلي *+ أفرَحُ كَثيرًا بِشَريعَةِ اللّٰه، ٢٣ لكنِّي أرى شَريعَةً أُخْرى في جَسَدي * تُحارِبُ شَريعَةَ عَقلي + وتَقودُني كأسيرٍ لِشَريعَةِ الخَطِيَّةِ + الَّتي في جَسَدي. * ٢٤ كم أنا إنسانٌ تَعيس! مَن يُخَلِّصُني مِنَ الجَسَدِ الَّذي يَجلُبُ لي هذا المَوت؟ ٢٥ أشكُرُ اللّٰهَ لِأنَّهُ يُخَلِّصُني بِواسِطَةِ يَسُوع المَسِيح رَبِّنا! إذًا، أنا بِعَقلي عَبدٌ لِشَريعَةِ اللّٰه، أمَّا بِجَسَدي فعَبدٌ لِشَريعَةِ الخَطِيَّة. +
٨ إذًا، إنَّ الَّذينَ في اتِّحادٍ بِالمَسِيح يَسُوع لا يُحكَمُ علَيهِم بِأنَّهُم مُذنِبون. ٢ فشَريعَةُ الرُّوحِ الَّذي يُعْطي الحَياةَ لِلَّذينَ في اتِّحادٍ بِالمَسِيح يَسُوع حَرَّرَتكُم + مِن شَريعَةِ الخَطِيَّةِ والمَوت. ٣ فما لم تَقدِرِ الشَّريعَةُ * أن تُحَقِّقَهُ + لِأنَّ الجَسَدَ أضعَفَها، + حَقَّقَهُ اللّٰهُ عِندَما أرسَلَ ابْنَهُ + في جَسَدٍ يُشبِهُ جَسَدَنا الخاطِئَ + لِكَي يُزيلَ الخَطِيَّة. وهكَذا أدانَ اللّٰهُ الخَطِيَّةَ الَّتي في الجَسَد. ٤ ونَتيجَةً لِذلِك، صِرنا قادِرينَ أن نُطَبِّقَ مَطالِبَ الشَّريعَةِ الصَّائِبَة، + نَحنُ الَّذينَ لا نَمْشي بِحَسَبِ تَوجيهِ الجَسَدِ بلِ الرُّوح. + ٥ فالَّذينَ يَعيشونَ بِحَسَبِ تَوجيهِ الجَسَدِ يُرَكِّزونَ تَفكيرَهُم على الأُمورِ الجَسَدِيَّة، + أمَّا الَّذينَ يَعيشونَ بِحَسَبِ تَوجيهِ الرُّوحِ فيُرَكِّزونَ تَفكيرَهُم على الأُمورِ الرُّوحِيَّة. + ٦ وعِندَما يَكونُ التَّفكيرُ مُرَكَّزًا على الجَسَد، فالنَّتيجَةُ هيَ المَوت. + ولكنْ عِندَما يَكونُ التَّفكيرُ مُرَكَّزًا على الرُّوح، فالنَّتيجَةُ هي حَياةٌ وسَلام. + ٧ فتَركيزُ تَفكيرِنا على الجَسَدِ يَجعَلُنا أعداءً لِلّٰه، + لِأنَّ الجَسَدَ لَيسَ خاضِعًا لِشَريعَةِ اللّٰهِ ولا يَقدِرُ أن يَخضَعَ لها. ٨ لِذلِك فالَّذينَ يَعيشونَ بِانسِجامٍ مع ما يُريدُهُ الجَسَدُ لا يَقدِرونَ أن يُرْضوا اللّٰه.
٩ ولكنْ إذا كانَ روحُ اللّٰهِ يَسكُنُ فيكُم حَقًّا، فأنتُم تَعيشونَ بِانسِجامٍ مع ما يُريدُهُ الرُّوحُ + ولَيسَ الجَسَد. أمَّا الَّذي لَيسَ عِندَهُ روحُ المَسِيح، فهو لَيسَ لِلمَسِيح. ١٠ وإذا كانَ المَسِيح في اتِّحادٍ بكُم، + فالرُّوحُ يُعْطيكُم حَياةً لِأنَّكُم تُعتَبَرونَ بِلا لَوم، * مع أنَّ جَسَدَكُم مَيِّتٌ بِسَبَبِ الخَطِيَّة. ١١ وإذا كانَ روحُ مَن أقامَ يَسُوع مِنَ المَوتِ يَسكُنُ فيكُم، فمَن أقامَ المَسِيح يَسُوع مِنَ المَوتِ + سيُعْطي أيضًا حَياةً لِأجسادِكُمُ الزَّائِلَة، + وذلِك بِواسِطَةِ روحِهِ الَّذي يَسكُنُ فيكُم.
١٢ إذًا أيُّها الإخوَة، نَحنُ لَدَينا الْتِزام، ولكنْ لَيسَ لِنَعيشَ بِحَسَبِ تَوجيهِ الجَسَدِ ونَعمَلَ شَهَواتِه. + ١٣ لِأنَّكُم إذا عِشتُم بِحَسَبِ تَوجيهِ الجَسَدِ فسَتَموتون، أمَّا إذا كُنتُم تُميتونَ مُمارَساتِ الجَسَدِ + بِواسِطَةِ الرُّوحِ فسَتَعيشون. + ١٤ فكُلُّ الَّذينَ يَقودُهُم روحُ اللّٰهِ هُم فِعلًا أبناءُ اللّٰه. + ١٥ فأنتُم لم تَنالوا روحَ العُبودِيَّةِ الَّذي يُسَبِّبُ لكُمُ الخَوفَ مِن جَديد، بل نِلتُم روحَ التَّبَنِّي الَّذي يَجعَلُكُم أبناءً لِلّٰه. وهذا الرُّوحُ يَدفَعُنا أن نَصرُخ: «أَبَّا، * يا أبي!». + ١٦ إنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشهَدُ مع روحِنا + بِأنَّنا أوْلادُ اللّٰه. + ١٧ وإذا كُنَّا أوْلادًا، فنَحنُ أيضًا وَرَثَة، أي سنَنالُ ميراثًا مِنَ اللّٰهِ ونَكونُ شُرَكاءَ المَسِيح في هذا الميراث، + بِشَرطِ أن نَتَألَّمَ معهُ + لِكَي نُمَجَّدَ أيضًا معه. +
١٨ لِذلِك أعتَبِرُ أنَّ الآلامَ الَّتي نُعانيها الآنَ لَيسَت شَيئًا بِالمُقارَنَةِ معَ المَجدِ الَّذي سيُكشَفُ مِن خِلالِنا. + ١٩ فالخَليقَةُ تَنتَظِرُ بِشَوقٍ كَبيرٍ الكَشفَ عن أبناءِ اللّٰه. + ٢٠ لِأنَّ الخَليقَةَ صارَت خاضِعَةً لِحَياةٍ فارِغَة، + وذلِك لَيسَ بِمَشيئَتِها بل بِمَشيئَةِ الَّذي أخضَعَها، على أمَلِ ٢١ أن تُحَرَّرَ + الخَليقَةُ أيضًا مِن عُبودِيَّتِها لِلفَسادِ وتَنالَ الحُرِّيَّةَ المَجيدَة الَّتي يَتَمَتَّعُ بها أوْلادُ اللّٰه. ٢٢ فنَحنُ نَعرِفُ أنَّ الخَليقَةَ كُلَّها تَئِنُّ وتَتَوَجَّعُ معًا حتَّى الآن. ٢٣ ونَحنُ أيضًا الَّذينَ نِلنا الرُّوح، أوَّلَ جُزْءٍ مِن ميراثِنا، * نَئِنُّ في قُلوبِنا + فيما نَنتَظِرُ بِشَوقٍ التَّبَنِّي، + التَّحَرُّرَ مِن أجسادِنا بِواسِطَةِ الفِديَة. ٢٤ فاللّٰهُ خَلَّصَنا وصارَ عِندَنا هذا الأمَل. لكنَّ الأمَلَ الَّذي يَتَحَقَّق، لا يَعودُ يُسَمَّى أمَلًا. فكَيفَ يَنتَظِرُ الشَّخصُ شَيئًا وهو يَراهُ أمامَ عَيْنَيْه؟! ٢٥ أمَّا إذا لم يَتَحَقَّقْ أمَلُنا + بَعد، *+ فنَحنُ نَظَلُّ نَنتَظِرُهُ بِشَوقٍ واحتِمال. +
٢٦ كذلِك، يُساعِدُنا الرُّوحُ عِندَما نَكونُ ضُعَفاء. + فالمُشكِلَةُ هي أنَّنا أحيانًا نَعرِفُ أنَّنا بِحاجَةٍ أن نُصَلِّيَ ولكنْ لا نَعرِفُ ماذا نَقولُ في الصَّلاة. في هذِهِ الحالَة، حينَ لا نَقدِرُ أن نُعَبِّرَ عنِ الأنينِ الَّذي في داخِلِنا، يَشفَعُ الرُّوحُ لنا. * ٢٧ والَّذي يَفحَصُ القُلوبَ + يَعرِفُ مَعْنى ما يَقولُهُ الرُّوح، لِأنَّ الرُّوحَ يَشفَعُ * لِلقِدِّيسينَ بِانسِجامٍ مع مَشيئَةِ اللّٰه.
٢٨ نَحنُ نَعرِفُ أنَّ اللّٰهَ يَجعَلُ كُلَّ أعمالِهِ تَعمَلُ معًا لِخَيرِ الَّذينَ يُحِبُّونَه، الَّذينَ دَعاهُم بِحَسَبِ قَصدِه؛ + ٢٩ فالَّذينَ وَجَّهَ انتِباهَهُ إلَيهِم في الأوَّل، عَيَّنَ مُسبَقًا أنَّهُم سيَصيرونَ مِثلَ * ابْنِه، + لِكَي يَصيرَ ابْنُهُ هوَ البِكرَ + بَينَ إخوَةٍ كَثيرين. + ٣٠ والَّذينَ عَيَّنَهُم مُسبَقًا، + هُم أيضًا الَّذينَ دَعاهُم. + والَّذينَ دَعاهُم، هُم أيضًا الَّذينَ اعتَبَرَهُم بِلا لَوم. *+ والَّذينَ اعتَبَرَهُم بِلا لَوم، هُم أيضًا الَّذينَ مَجَّدَهُم. +
٣١ إذًا، ماذا يُمكِنُ أن نَقولَ عن هذِهِ الأُمور؟ إذا كانَ اللّٰهُ معنا، فمَن يَقدِرُ علَينا؟ + ٣٢ وبِما أنَّهُ لم يُجَنِّبِ ابْنَهُ المَوت، * بل ضَحَّى بهِ مِن أجْلِنا جَميعًا، + أفَلَنْ يُعْطِيَنا بِلُطفِهِ كُلَّ الأشياءِ الأُخْرى أيضًا؟ ٣٣ مَن يَقدِرُ أن يَرفَعَ شَكْوى ضِدَّ الَّذينَ اختارَهُمُ اللّٰه؟ + فاللّٰهُ هوَ الَّذي يَعتَبِرُهُم بِلا لَوم. *+ ٣٤ ومَن يَقدِرُ أن يَدينَهُم؟ لا أحَد. فالمَسِيح يَسُوع هوَ الَّذي مات، وأكثَرُ مِن ذلِك هوَ الَّذي أُقيم، وهوَ الَّذي على يَمينِ اللّٰهِ + ويَشفَعُ لنا أيضًا. +
٣٥ مَن يَقدِرُ أن يَفصِلَنا عن مَحَبَّةِ المَسِيح لنا؟ + هل ضيقٌ أم مُعاناةٌ أمِ اضطِهادٌ أم جوعٌ أم عُرْيٌ أم خَطَرٌ أم سَيف؟ + ٣٦ فمِثلَما هو مَكتوب: «نَحنُ مِن أجْلِكَ نُقتَلُ طولَ اليَوم، ونُعتَبَرُ مِثلَ خِرافٍ مَصيرُها الذَّبح». + ٣٧ لكنَّنا مِن هذِه كُلِّها نَخرُجُ مُنتَصِرينَ انتِصارًا كامِلًا + بِفَضلِ الَّذي أحَبَّنا. ٣٨ لِأنِّي مُقتَنِعٌ أنَّهُ لا شَيءَ يَقدِرُ أن يَفصِلَنا عن مَحَبَّةِ اللّٰهِ لنا، لا مَوتَ ولا حَياةَ ولا مَلائِكَةَ ولا حُكوماتِ ولا أشياءَ مَوْجودَةً الآنَ ولا أشياءَ آتِيَةً ولا أيَّ قُوَّةٍ + ٣٩ ولا عُلُوَّ ولا عُمقَ ولا أيَّ خَليقَةٍ أُخْرى؛ لا شَيءَ أبَدًا يَقدِرُ أن يَفصِلَنا عن مَحَبَّةِ اللّٰهِ لنا الَّتي أظهَرَها مِن خِلالِ المَسِيح يَسُوع رَبِّنا.
٩ أنا أقولُ الحَقيقَةَ كواحِدٍ مِن أتباعِ المَسِيح ولَستُ أكذِب، وضَميري الَّذي يُوَجِّهُهُ الرُّوحُ القُدُسُ يَشهَدُ معي على هذا: ٢ أنا حَزينٌ جِدًّا وفي قَلبي وَجَعٌ مُستَمِرّ. ٣ فيا لَيتَني أكونُ أنا المَفصولَ عنِ المَسِيح والمَلعونَ مِن أجْلِ إخوَتي، أقارِبي في الجَسَد، ٤ الَّذينَ هُم إسْرَائِيلِيُّون. إنَّهُمُ الَّذينَ تَبَنَّاهُمُ اللّٰهُ + ونالوا المَجدَ والعُهودَ *+ والشَّريعَةَ + والخِدمَةَ المُقَدَّسَة + والوُعود. + ٥ وهُمُ الَّذينَ مِن نَسلِ الآباءِ + الَّذينَ أتى مِنهُمُ المَسِيح كإنسان. + لِيَتَمَجَّدْ إلى الأبَدِ اللّٰهُ الَّذي هو فَوقَ الجَميع! آمين.
٦ ولكنْ هذا لا يَعْني أنَّ كَلِمَةَ اللّٰهِ فَشِلَت. فلَيسَ كُلُّ الَّذينَ وُلِدوا مِن إسْرَائِيل هُم حَقًّا «إسْرَائِيل». + ٧ ولا يَكونونَ كُلُّهُم أوْلادَ إبْرَاهِيم حَقًّا لِمُجَرَّدِ أنَّهُم مِن نَسلِه، + بل مِثلَما هو مَكتوب: «النَّسلُ الَّذي وَعَدتُكَ بهِ سيَأتي مِن إسْحَاق». + ٨ إذًا، أوْلادُ إبْرَاهِيم الحَرفِيُّونَ * لَيسوا هُم حَقًّا أوْلادَ اللّٰه، + بلِ الأوْلادُ الَّذينَ أتَوْا بِحَسَبِ الوَعْدِ + هُم مَن يُعتَبَرونَ النَّسل. ٩ وهذا كانَ الوَعْد: «سآتي في مِثلِ هذا الوَقتِ وسَتَكونُ سَارَة قد أنجَبَتِ ابْنًا». + ١٠ ولم يُعْطَ الوَعْدُ في هذِهِ الحالَةِ فَقَط، بل أيضًا حينَ حَبِلَت رِفْقَة بِتَوْأمٍ مِن أبينا إسْحَاق. + ١١ فقَبلَ أن يولَدا وقَبلَ أن يَعمَلا خَيرًا أو شَرًّا، أظهَرَ اللّٰهُ أنَّ قَصدَهُ لا يَعتَمِدُ على الأعمال، بل على اختِيارِهِ ودَعوَتِه. ١٢ قالَ لها: «الكَبيرُ سيَكونُ عَبدًا لِلصَّغير». + ١٣ وهذا يَنسَجِمُ مع ما هو مَكتوب: «أحبَبتُ يَعْقُوب وكَرِهتُ عِيسُو». +
١٤ فماذا يَعْني ذلِك؟ هلِ اللّٰهُ ظالِم؟ مُستَحيل! + ١٥ فهو يَقولُ لِمُوسَى: «سأرحَمُ مَن أُريد، وأُشفِقُ على مَن أُريد». + ١٦ إذًا، لا يَعتَمِدُ الأمرُ على رَغبَةِ الشَّخصِ أو جُهودِه، * بل على اللّٰهِ الَّذي يَرحَم. + ١٧ فالآيَةُ تَقولُ لِفِرْعَوْن: «لِهذا السَّبَبِ أبْقَيتُك: لِكَي أُظهِرَ قُدرَتي مِن خِلالِكَ ولِكَي يُعلَنَ اسْمي في كُلِّ الأرض». + ١٨ فإذًا، مَن يُريدُ اللّٰهُ أن يَرحَمَه، يَرحَمُه؛ ومَن يُريدُ أن يَترُكَهُ يُعَنِّد، يَترُكُهُ يُعَنِّد. +
١٩ وقد يَقولُ لي أحَد: «لِماذا لا يَزالُ اللّٰهُ يَلومُنا؟ * فمَن يَقدِرُ أن يُقاوِمَ مَشيئَتَه؟». ٢٠ ولكنْ مَن أنتَ أيُّها الإنسانُ حتَّى تَنتَقِدَ اللّٰه؟ + هل يَقولُ الفَخَّارُ لِلَّذي جَبَلَه: «لِماذا صَنَعتَني هكَذا؟». + ٢١ ألَيسَ لِصانِعِ الفَخَّارِ سُلطَةٌ على الطِّين؟ + ألَا يَقدِرُ أن يَصنَعَ مِن نَفْسِ كُتلَةِ الطِّينِ إناءً لِاستِعمالٍ مُكَرَّمٍ وإناءً آخَرَ لِاستِعمالٍ مُهين؟ ٢٢ فما المُشكِلَةُ إذا كانَ اللّٰهُ قد أرادَ أن يُظهِرَ غَضَبَهُ ويُبَيِّنَ قُدرَتَه، لكنَّهُ مع ذلِك تَحَمَّلَ بِكُلِّ صَبرٍ آنِيَةَ غَضَبٍ تَستاهِلُ الهَلاك؟ ٢٣ وماذا لَو فَعَلَ ذلِك لِكَي يُظهِرَ مَجدَهُ العَظيمَ لِآنِيَةِ رَحمَةٍ + جَهَّزَها مُسبَقًا لِتَنالَ المَجد، ٢٤ أي لنا نَحنُ الَّذينَ دَعانا لَيسَ مِن بَينِ اليَهُودِ فَقَط، بل مِن بَينِ الأُمَمِ أيضًا؟ + ٢٥ هذا ما يَقولُهُ أيضًا في هُوشَع: «مَن لَيسوا شَعبي + سأدْعوهُم ‹شَعبي›، والَّتي لم تَكُنْ مَحبوبَةً سأدْعوها ‹مَحبوبَة›. + ٢٦ وفي المَكانِ الَّذي قُلتُ لهُم فيه: ‹أنتُم لَستُم شَعبي›، هُناك سيُدْعَوْن ‹أبناءَ اللّٰهِ الحَيّ›». +
٢٧ إضافَةً إلى ذلِك، يَصرُخُ إشَعْيَا بِخُصوصِ إسْرَائِيل: «حتَّى لَو كانَ عَدَدُ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِثلَ رَملِ البَحر، فسَتَخلُصُ مَجموعَةٌ صَغيرَة * فَقَط. + ٢٨ فيَهْوَه سيُحاسِبُ الأرض، وسَيُنْهي الحِسابَ كامِلًا ويُقَصِّرُ وَقتَه». *+ ٢٩ ومِثلَما تَنَبَّأَ إشَعْيَا أيضًا: «لَو لم يَترُكْ لنا يَهْوَه إلهُ الجُنودِ نَسلًا، كُنَّا صِرنا مِثلَ سَدُوم وأصبَحنا نُشبِهُ عَمُورَة». +
٣٠ فماذا نَستَنتِجُ إذًا؟ إنَّ أشخاصًا مِنَ الأُمَمِ اعتُبِروا بِلا لَومٍ * على أساسِ إيمانِهِم، + مع أنَّهُم لم يَسْعَوْا لِيَكونوا بِلا لَوم. + ٣١ أمَّا الإسْرَائِيلِيُّون، فمع أنَّهُم سَعَوْا لِيَكونوا بِلا لَومٍ مِن خِلالِ تَطبيقِ الشَّريعَة، * لم يَصِلوا إلى هَدَفِهِم أن يُطَبِّقوا الشَّريعَةَ كامِلًا. ٣٢ ولِماذا؟ لِأنَّهُم سَعَوْا لِيَكونوا بِلا لَومٍ على أساسِ الأعمالِ لا الإيمان. فتَعَثَّروا ‹بِالحَجَرِ› ووَقَعوا، + ٣٣ مِثلَما هو مَكتوب: «أُنظُروا! أنا أضَعُ في صِهْيَوْن حَجَرًا + يَقِفُ عائِقًا في طَريقِهِم وصَخرًا يوقِعُهُم، ولكنْ مَن يُؤَسِّسُ إيمانَهُ علَيهِ لن يَخيبَ أمَلُه». +
١٠ أيُّها الإخوَة، أرغَبُ مِن كُلِّ قَلبي وأتَوَسَّلُ إلى اللّٰهِ أن يَنالوا الخَلاص. + ٢ فأنا أشهَدُ أنَّ عِندَهُم حَماسَةً لِيَخدُموا اللّٰه، + لكنَّها لَيسَت مَبْنِيَّةً على المَعرِفَةِ الدَّقيقَة. ٣ فهُم لا يَعرِفونَ ما هو صائِبٌ في نَظَرِ اللّٰهِ *+ بل يَسْعَوْنَ أن يَتبَعوا مِقياسَهُمُ الخاصّ. + وبِالنَّتيجَة، لا يَلتَزِمونَ بِمِقياسِ اللّٰهِ لِما هو صائِب. *+ ٤ فالمَسِيح هو نِهايَةُ * الشَّريعَة. + وهكَذا صارَ كُلُّ مَن يُؤْمِنُ يُعتَبَرُ بِلا لَوم. *+
٥ ومُوسَى كَتَبَ عنِ اعتِبارِ الشَّخصِ بِلا لَومٍ مِن خِلالِ تَطبيقِ الشَّريعَة، قائِلًا: «مَن يَفعَلُ هذِهِ الأُمورَ سيَحْيا بِفَضلِها». + ٦ أمَّا عنِ اعتِبارِ الشَّخصِ بِلا لَومٍ مِن خِلالِ الإيمان، فتَقولُ الأسفارُ المُقَدَّسَة: «لا تَقُلْ في قَلبِك: + ‹مَن سيَصعَدُ إلى السَّماء؟›، + أي لِيُنزِلَ المَسِيح، ٧ أو: ‹مَن سيَنزِلُ إلى المَهواة؟›، + أي لِيُصعِدَ المَسِيح مِن بَينِ الأموات». ٨ بل ماذا تَقولُ الآيَة؟ إنَّها تَقول: «الكَلِمَةُ قَريبَة مِنك؛ إنَّها في فَمِكَ وفي قَلبِك»، + أي «كَلِمَةُ» الإيمانِ الَّتي نُبَشِّرُ بها. ٩ لِأنَّكَ إذا أعلَنتَ بِفَمِكَ أنَّ يَسُوع هو رَبّ، + وآمَنتَ في قَلبِكَ أنَّ اللّٰهَ أقامَهُ مِنَ المَوت، فسَتَخلُص. ١٠ فبِالقَلبِ يُؤْمِنُ الشَّخصُ لِكَي يُعتَبَرَ بِلا لَوم، وبِالفَمِ يُعلِنُ إيمانَهُ + لِكَي يَنالَ الخَلاص.
١١ فالآيَةُ تَقول: «كُلُّ مَن يُؤَسِّسُ إيمانَهُ علَيهِ لن يَخيبَ أمَلُه». + ١٢ فلا فَرقَ بَينَ اليَهُودِيِّ واليُونَانِيّ، + لِأنَّ هُناك رَبًّا واحِدًا لِلجَميع، وهو كَريمٌ * مع كُلِّ الَّذينَ يَدْعونَه. ١٣ فالآيَةُ تَقول: «كُلُّ مَن يَدْعو بِاسْمِ يَهْوَه يَخلُص». + ١٤ ولكنْ كَيفَ سيَدْعونَهُ إذا لم يُؤْمِنوا به؟ وكَيفَ يُؤْمِنونَ بِمَن لم يَسمَعوا عنه؟ وكَيفَ يَسمَعونَ مِن دونِ أن يُبَشِّرَهُم أحَد؟ ١٥ وكَيفَ يُبَشِّرونَ إذا لم يُرسِلْهُم أحَد؟ + تَقولُ الأسفارُ المُقَدَّسَة: «ما أجمَلَ أقدامَ المُبَشِّرينَ بِالأخبارِ الحُلْوَة!». +
١٦ لكنَّهُم لم يَقبَلوا * جميعًا الأخبارَ الحُلْوَة، لِأنَّ إشَعْيَا يَقول: «يا يَهْوَه، مَن آمَنَ بِما سُمِعَ مِنَّا؟». *+ ١٧ إذًا، الإيمانُ يَأتي بَعدَ السَّماع. + والسَّماعُ هو سَماعُ الكَلِمَةِ عنِ المَسِيح. ١٨ لكنِّي أسأل: ألَمْ يَسمَعوا؟ بَلى. فقد «وَصَلَ الصَّوتُ إلى كُلِّ الأرضِ والرِّسالَةُ إلى آخِرِ الدُّنيا». *+ ١٩ وأسألُ أيضًا: ألَمْ يَعلَمِ الإسْرَائِيلِيُّون؟ + بَلى. فأوَّلًا، يَقولُ مُوسَى: «سأجعَلُكُم تَغارونَ مِنَ الَّذينَ لَيسوا أُمَّة، سأستَعمِلُ أُمَّةً غَبِيَّة لِأُغضِبَكُم كَثيرًا». + ٢٠ ثُمَّ يُعلِنُ إشَعْيَا بِكُلِّ شَجاعَة: «وَجَدَني الَّذينَ لم يَكونوا يُفَتِّشونَ عنِّي، + وصِرتُ مَعروفًا عِندَ الَّذينَ لم يَكونوا يَسألونَ عنِّي». + ٢١ أمَّا عنِ الإسْرَائِيلِيِّينَ فهو يَقول: «مَدَدتُ يَدَيَّ طولَ اليَومِ لِشَعبٍ مُتَمَرِّدٍ عَنيد». +
١١ وهُنا أسأل: هل يَعْني ذلِك أنَّ اللّٰهَ رَفَضَ شَعبَه؟ + لا، أبَدًا! لِأنِّي أنا أيضًا إسْرَائِيلِيّ، مِن نَسلِ إبْرَاهِيم ومِن سِبطِ بِنْيَامِين. ٢ إنَّ اللّٰهَ لم يَرفُضْ شَعبَهُ الَّذينَ وَجَّهَ انتِباهَهُ إلَيهِم في الأوَّل. + ألَا تَعرِفونَ ما تَقولُهُ الآيَةُ عن إيلِيَّا حينَ كانَ يَتَشَكَّى إلى اللّٰهِ على الإسْرَائِيلِيِّين؟ ٣ «يا يَهْوَه، قَتَلوا أنبِياءَكَ وهَدَموا مَذابِحَكَ وبَقيتُ أنا وَحْدي، وهُمُ الآنَ يُريدونَ قَتلي». *+ ٤ ولكنْ ماذا كانَ الإعلانُ الإلهِيُّ له؟ «لا يَزالُ لَدَيَّ ٠٠٠,٧ رَجُلٍ لم يَحْنوا رُكبَتَهُم لِبَعْل». + ٥ وبِشَكلٍ مُشابِه، هُناك في الوَقتِ الحاضِرِ أيضًا مَجموعَةٌ صَغيرَة *+ اختارَها اللّٰهُ بِفَضلِ لُطفِهِ الفائِق. * ٦ وإذا كانَ ذلِك بِفَضلِ لُطفِ اللّٰهِ الفائِق، + فهو لم يَعُدْ بِفَضلِ الأعمال؛ + وإلَّا فاللُّطفُ الفائِقُ لا يَعودُ لُطفًا فائِقًا.
٧ فماذا نَقولُ إذًا؟ لم يَنَلْ إسْرَائِيل ما سَعى وَراءَهُ بِاجتِهاد، بل مَنِ اختارَهُمُ اللّٰهُ هُمُ الَّذينَ نالوه. + أمَّا الباقونَ فضَعُفَت حَواسُّهُم، *+ ٨ مِثلَما هو مَكتوب: «جَعَلَهُمُ اللّٰهُ يَنامونَ نَومًا عَميقًا، *+ وأعْطاهُم عُيونًا لا تَرى وآذانًا لا تَسمَع، حتَّى هذا اليَوم». + ٩ كما أنَّ دَاوُد يَقول: «يا لَيتَ مائِدَتَهُم تَصيرُ لهُم مَصيَدَةً وفَخًّا وعائِقًا يَتَعَثَّرونَ بهِ وسَبَبًا لِمُعاقَبَتِهِم! ١٠ يا لَيتَ عُيونَهُم تُظلِمُ كَي لا يَرَوْا! واجعَلْ ظَهرَهُم مُنحَنِيًا دائِمًا». +
١١ والآنَ أسأل: هل تَعَثَّروا ووَقَعوا ولم يَعودوا قادِرينَ أبَدًا أن يَقوموا؟ طَبعًا لا! لكنَّ زَلَّتَهُم أدَّت إلى خَلاصِ أشخاصٍ مِنَ الأُمَم، وهذا يَجعَلُ الإسْرَائِيلِيِّينَ يَغارون. + ١٢ فإذا كانَت زَلَّتُهُم قد جَلَبَتِ الغِنى لِلعالَم، ونَقصُ عَدَدِهِم جَلَبَ الغِنى لِأشخاصٍ مِنَ الأُمَم، + فكم سيَجلُبُ تَجميعُ عَدَدِهِمِ الكامِلِ بَرَكاتٍ أعظَم!
١٣ والآنَ سأتَكَلَّمُ معكُم أنتُمُ الَّذينَ مِنَ الأُمَم. بِما أنِّي رَسولٌ لِلأُمَم، + فأنا أُقَدِّرُ كَثيرًا * خِدمَتي، + ١٤ مُحاوِلًا بِأيِّ طَريقَةٍ أن أجعَلَ شَعبي * يَغارونَ وأن أُخَلِّصَ بَعضًا مِنهُم. ١٥ فإذا كانَ رَفضُهُم + يَعْني مُصالَحَةَ العالَمِ معَ اللّٰه، أفَلَنْ يَعْنِيَ قُبولُهُم إعادَتَهُم مِنَ المَوتِ إلى الحَياة؟ ١٦ وإذا كانَت قِطعَةُ العَجينِ المُقَدَّمَة أوَّلًا * مُقَدَّسَة، يَكونُ كُلُّ العَجينِ مُقَدَّسًا أيضًا. وإذا كانَ أصلُ * الشَّجَرَةِ مُقَدَّسًا، فالأغصانُ أيضًا تَكونُ مُقَدَّسَة.
١٧ ولكنْ إذا كانَت بَعضُ الأغصانِ قد قُطِعَت، وأنتَ طُعِّمتَ بَينَ الأغصانِ الباقِيَة في الشَّجَرَةِ مع أنَّكَ زَيتونَةٌ بَرِّيَّة، وصِرتَ أنتَ أيضًا تَستَفيدُ مِنَ * الغِذاءِ الدَّسِمِ الَّذي يُعْطيهِ أصلُ * الزَّيتونَة، ١٨ فلا تَتَكَبَّرْ * على الأغصان. وفي حالِ تَكَبَّرتَ علَيها، + تَذَكَّرْ أنَّكَ لَستَ مَن يَحمِلُ الأصل، بلِ الأصلُ يَحمِلُك. ١٩ ورُبَّما تَقول: «قُطِعَت بَعضُ الأغصانِ لِأُطَعَّمَ أنا». + ٢٠ هذا صَحيح. لكنَّها قُطِعَت بِسَبَبِ عَدَمِ إيمانِها، + بَينَما أنتَ لا تَزالُ في مَكانِكَ بِسَبَبِ إيمانِك. + فلا تَتَكَبَّرْ وانتَبِهْ لِنَفْسِك. * ٢١ لِأنَّهُ إذا كانَ اللّٰهُ لم يَترُكِ الأغصانَ الطَّبيعِيَّة في مَكانِها، فهل سيَترُكُكَ أنت؟! ٢٢ لاحِظْ إذًا أنَّ اللّٰهَ لَطيفٌ + وصارِمٌ في الوَقتِ نَفْسِه: إنَّهُ صارِمٌ معَ الَّذينَ سَقَطوا + ولَطيفٌ معكَ شَرطَ أن تَظَلَّ تَستاهِلُ لُطفَه، وإلَّا فأنتَ أيضًا ستُقطَع. ٢٣ وهُم أيضًا، إذا صاروا يُؤْمِنون، فسَيُطَعَّمونَ مُجَدَّدًا في الشَّجَرَة، + لِأنَّ اللّٰهَ قادِرٌ أن يُطَعِّمَهُم فيها مِن جَديد. ٢٤ فأنتَ قُطِعتَ مِنَ الزَّيتونَةِ البَرِّيَّة، وطُعِّمتَ بِعَكسِ الطَّبيعَةِ في الزَّيتونَةِ البُستانِيَّة. فكم بِالأكثَرِ يُمكِنُ أن تُطَعَّمَ الأغصانُ الطَّبيعِيَّة مُجَدَّدًا في زَيتونَتِها!
٢٥ فأنا أُريدُ أيُّها الإخوَةُ أن تَعرِفوا هذا السِّرَّ المُقَدَّسَ + لِكَي لا تَعتَبِروا أنفُسَكُم حُكَماء: إنَّ قِسمًا مِنَ الإسْرَائِيلِيِّينَ ضَعُفَت حَواسُّهُم * إلى أن يُجمَعَ العَدَدُ الكامِلُ لِلَّذينَ مِنَ الأُمَم، ٢٦ وبِهذِهِ الطَّريقَةِ سيَخلُصُ كُلُّ إسْرَائِيل. + فمِثلَما هو مَكتوب: «سيَأتي المُنقِذُ * مِن صِهْيَوْن + ويُبعِدُ يَعْقُوب عن مُمارَساتِهِ الشِّرِّيرَة. ٢٧ وحينَ أُزيلُ خَطاياهُم + سأعمَلُ عَهدي * هذا معهُم». + ٢٨ صَحيحٌ أنَّهُم أعداءٌ لِلأخبارِ الحُلْوَة، وأنتُمُ استَفَدتُم مِن ذلِك، لكنَّ اللّٰهَ اختارَهُم وهو يُحِبُّهُم مِن أجْلِ آبائِهِم. + ٢٩ فاللّٰهُ لا يَندَمُ على العَطايا الَّتي يُعْطيها ولا على دَعوَةِ الَّذينَ يَدْعوهُم. ٣٠ فأنتُم مِن قَبل لم تَكونوا طائِعينَ لِلّٰه، + لكنَّهُ رَحِمَكُمُ الآنَ + بِسَبَبِ عَدَمِ طاعَةِ اليَهُود؛ + ٣١ بِشَكلٍ مُشابِه، هُمُ الآنَ لَيسوا طائِعين، وهذا أدَّى إلى إظهارِ الرَّحمَةِ لكُم، ولكنْ يُمكِنُ الآنَ أن يُرحَموا هُم أيضًا. ٣٢ فاللّٰهُ حَبَسَ الجَميعَ معًا في سِجنِ عَدَمِ الطَّاعَةِ + لِكَي يَرحَمَهُم كُلَّهُم. +
٣٣ ما أعمَقَ غِنى اللّٰهِ وحِكمَتَهُ ومَعرِفَتَه! أحكامُهُ تَفوقُ فَهمَنا وطُرُقُهُ تَفوقُ استيعابَنا! ٣٤ لِأنَّهُ «مَن عَرَفَ فِكرَ يَهْوَه، ومَن صارَ مُستَشارًا له؟». + ٣٥ أيضًا، «مَن أخَذَ المُبادَرَةَ وأعْطاهُ شَيئًا لِيَرُدَّ لهُ مَعروفَه؟». + ٣٦ لِأنَّ كُلَّ الأشياءِ هي مِنهُ وبِفَضلِهِ ومِن أجْلِه. لهُ المَجدُ إلى الأبَد! آمين.
١٢ لِذلِك أيُّها الإخوَة، بِما أنَّ اللّٰهَ أظهَرَ لكُمُ الرَّحمَة، أرْجوكُم أن تُقَدِّموا أجسادَكُم + كذَبيحَةٍ حَيَّة مُقَدَّسَة + ومَقبولَة عِندَه، وقَدِّموا لهُ هذِهِ الخِدمَةَ المُقَدَّسَة بِاستِخدامِ قُدرَتِكُمُ التَّفكيرِيَّة. *+ ٢ ولا تَتَشَبَّهوا بِهذا العالَمِ * بَعدَ الآن، * بل غَيِّروا أنفُسَكُم بِتَغييرِ طَريقَةِ تَفكيرِكُم، + وذلِك لِكَي تُبَرهِنوا لِأنفُسِكُم + ما هي مَشيئَةُ اللّٰهِ الصَّالِحَة والمَقبولَة والكامِلَة.
٣ فعلى أساسِ اللُّطفِ الفائِقِ * الَّذي أُظهِرَ لي، أقولُ لِكُلِّ واحِدٍ بَينَكُم أن لا يُفَكِّرَ في نَفْسِهِ أكثَرَ مِنَ اللَّازِم، *+ بل أن يُفَكِّرَ تَفكيرًا سَليمًا، بِناءً على مِقدارِ الإيمانِ الَّذي أعْطاهُ إيَّاهُ * اللّٰه. + ٤ فمِثلَما أنَّ الجَسَدَ الواحِدَ فيهِ أعضاءٌ كَثيرَة، + ولا تَقومُ كُلُّ الأعضاءِ بِنَفْسِ العَمَل، ٥ نَحنُ أيضًا، مع أنَّنا كَثيرون، نُؤَلِّفُ جَسَدًا واحِدًا مُتَّحِدًا معَ المَسِيح، وكُلُّ واحِدٍ مِنَّا عُضوٌ يَحتاجُ إلى الآخَر. *+ ٦ إذًا، بِما أنَّ لَدَينا مَواهِبَ تَختَلِفُ بِحَسَبِ لُطفِ اللّٰهِ الفائِق، + فإذا كانَ عِندَنا مَوهِبَةُ التَّنَبُّؤِ فلْنَتَنَبَّأْ على قَدْرِ الإيمانِ الَّذي أُعْطِيَ لنا، ٧ وإذا كانَ عِندَنا مَوهِبَةُ الخِدمَةِ فلْنَجتَهِدْ في الخِدمَة، والَّذي يُعَلِّمُ فلْيَجتَهِدْ في تَعليمِه، + ٨ والَّذي يُشَجِّعُ * فلْيُقَدِّمِ التَّشجيع، + والَّذي يُعْطي * فلْيُعْطِ بِكَرَم، + والَّذي يُشرِفُ * فلْيُشرِفْ بِاجتِهاد، *+ والَّذي يَرحَمُ * فلْيَرحَمْ بِفَرَح. +
٩ لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا نِفاق. + إكرَهوا بِشِدَّةٍ ما هو شِرِّير، + والْتَصِقوا بِما هو صالِح. ١٠ أَظهِروا المَحَبَّةَ الأخَوِيَّة والحَنانَ بَعضُكُم لِبَعض. وخُذوا المُبادَرَةَ في إكرامِ بَعضِكُم بَعضًا. + ١١ كونوا مُجتَهِدينَ * لا كَسلانين. *+ إغْلوا حَماسَةً بِفَضلِ الرُّوح. + أُخدُموا يَهْوَه كعَبيد. + ١٢ إفرَحوا بِالأمَلِ الَّذي عِندَكُم. إحتَمِلوا في الضِّيقات. + ثابِروا على الصَّلاة. + ١٣ تَشارَكوا بِما عِندَكُم معَ القِدِّيسينَ حَسَبَ حاجَتِهِم. + أَظهِروا الضِّيافَةَ دائِمًا. + ١٤ بارِكوا الَّذينَ يَضطَهِدونَكُم؛ + بارِكوا ولا تَلعَنوا. + ١٥ إفرَحوا معَ الفَرِحين، وابْكوا معَ الباكين. ١٦ فَكِّروا في الآخَرينَ مِثلَما تُفَكِّرونَ في أنفُسِكُم؛ لا تُرَكِّزوا تَفكيرَكُم على أُمورٍ عَظيمَة، * بلِ اهتَمُّوا بِالأُمورِ المُتَواضِعَة. + لا تَعتَبِروا أنفُسَكُم حُكَماء. +
١٧ لا تَرُدُّوا الشَّرَّ بِالشَّرِّ لِأيِّ أحَد. + خُذوا بِعَينِ الاعتِبارِ ما هو جَيِّدٌ في نَظَرِ كُلِّ النَّاس. ١٨ عِندَما يَكونُ مُمكِنًا، وعلى قَدْرِ ما يَكونُ الأمرُ بِيَدِكُم، سالِموا كُلَّ النَّاس. + ١٩ لا تَنتَقِموا لِأنفُسِكُم أيُّها الأحِبَّاء، بلِ اترُكوا مَكانًا لِلغَضَب، *+ لِأنَّهُ مَكتوب: «‹أنا أنتَقِمُ وأُجازي›، يَقولُ يَهْوَه». + ٢٠ ولكنْ «إذا جاعَ عَدُوُّكَ فأَطعِمْه، وإذا عَطِشَ فاسْقِه؛ فأنتَ بِذلِك تَجمَعُ جَمرًا على رَأسِه». *+ ٢١ لا تَسمَحْ لِلشَّرِّ أن يَغلِبَك، بلِ اغلِبْ دائِمًا الشَّرَّ بِالخَير. +
١٣ لِيَخضَعْ كُلُّ شَخصٍ * لِلسُّلُطاتِ الحاكِمَة، *+ لِأنَّهُ ما مِن سُلطَةٍ إلَّا مِنَ اللّٰه، + والسُّلُطاتُ المَوْجودَة وُضِعَت في مَراكِزِها النِّسبِيَّة مِن قِبَلِ اللّٰه. + ٢ إذًا، مَن يُعارِضُ السُّلطَة، يُقاوِمُ التَّرتيبَ الَّذي وَضَعَهُ اللّٰه. والَّذينَ يُقاوِمونَ هذا التَّرتيبَ يَجلُبونَ الإدانَةَ على أنفُسِهِم. ٣ فلا خَوفَ مِنَ الحُكَّامِ عِندَ فِعلِ الصَّواب، بل عِندَ فِعلِ الخَطَإ. + فهل تُريدُ أن لا تَخافَ مِنَ السُّلطَة؟ إذًا استَمِرَّ في فِعلِ الصَّوابِ + وسَتَنالُ المَدحَ مِنها، ٤ لِأنَّها خادِمَةُ اللّٰهِ لِمَصلَحَتِك. ولكنْ إذا كُنتَ تَعمَلُ ما هو سَيِّئ، يَجِبُ أن تَخاف. فهي لا تَحمِلُ السَّيفَ بِلا سَبَب؛ إنَّها خادِمَةُ اللّٰهِ الَّتي تَنتَقِمُ مِمَّن يَعمَلُ ما هو سَيِّئٌ وتُعَبِّرُ عنِ الغَضَبِ ضِدَّه. *
٥ إذًا، يوجَدُ سَبَبٌ مُقنِعٌ لِتَخضَعوا لِلسُّلُطات: لَيسَ فَقَط لِتَتَجَنَّبوا الغَضَب، بل أيضًا مِن أجْلِ ضَميرِكُم. + ٦ ولِهذا السَّبَبِ أنتُم تَدفَعونَ الضَّرائِبَ أيضًا. فهُم خُدَّامٌ لِلّٰهِ مِن أجْلِ النَّاس، * وهُم يَقومونَ بِهذِهِ الخِدمَةِ بِاستِمرار. ٧ أَعْطوا الجَميعَ ما يَحِقُّ لهُم: الضَّريبَةَ لِمَن يَطلُبُ الضَّريبَة، + والجِزيَةَ لِمَن يَطلُبُ الجِزيَة، والخَوفَ لِمَن يَطلُبُ الخَوف، + والكَرامَةَ لِمَن يَطلُبُ الكَرامَة. +
٨ لا تَكونوا مَديونينَ لِأحَدٍ بِشَيءٍ إلَّا بِأن تُحِبُّوا واحِدُكُمُ الآخَر. + فمَن يُحِبُّ رَفيقَهُ الإنسانَ يَكونُ قد تَمَّمَ الشَّريعَة. + ٩ لِأنَّ الشَّريعَةَ الَّتي تَقول «لا تَزْنِ، + لا تَقتُل، + لا تَسرِق، + لا تَطمَع»، + وأيَّ وَصِيَّةٍ أُخْرى، تَتَلَخَّصُ في هذِهِ الوَصِيَّة: «أحِبَّ قَريبَكَ كنَفْسِك». + ١٠ فمَن يُحِبُّ لا يُؤْذي قَريبَه. + إذًا المَحَبَّةُ تُتَمِّمُ الشَّريعَة. +
١١ واعمَلوا هذِهِ الأُمورَ لِأنَّكُم تَعرِفونَ في أيِّ وَقتٍ نَحن؛ إنَّها السَّاعَةُ لِتَستَيقِظوا مِنَ النَّوم. + فخَلاصُنا الآنَ أقرَبُ مِمَّا كانَ حينَ آمَنَّا. ١٢ اللَّيلُ على وَشْكِ أن يَنتَهِيَ والنَّهارُ صارَ قَريبًا. فلْنَخلَعْ عنَّا إذًا أعمالَ الظَّلامِ + ونَلبَسْ أسلِحَةَ النُّور. + ١٣ لِنَتَصَرَّفْ * بِلِياقَةٍ + مِثلَما يَتَصَرَّفُ النَّاسُ في النَّهار، بَعيدًا عنِ الحَفلاتِ غَيرِ المَضبوطَة * والسُّكر، وعنِ العَلاقاتِ الجِنسِيَّة الفاسِدَة والفُجور، *+ وعنِ النِّزاعاتِ والغيرَة. + ١٤ بَدَلًا مِن ذلِك، الْبَسوا شَخصِيَّةَ الرَّبِّ يَسُوع المَسِيح، + ولا تُخَطِّطوا مُسبَقًا لِتُشبِعوا شَهَواتِ الجَسَد. +
١٤ إقبَلوا * مَن عِندَهُ ضَعَفاتٌ في إيمانِه؛ + لا تَحكُموا على أحَدٍ في المَسائِلِ الَّتي فيها اختِلافٌ في الآراء. * ٢ فهُناك مَن إيمانُهُ قَوِيٌّ ويَأكُلُ كُلَّ شَيء، وهُناك مَن إيمانُهُ ضَعيفٌ ويَأكُلُ خُضارًا فَقَط. ٣ لا يَجِبُ أن يَستَخِفَّ الَّذي يَأكُلُ كُلَّ شَيءٍ بِالَّذي لا يَأكُل، والَّذي لا يَأكُلُ لا يَجِبُ أن يَحكُمَ على الَّذي يَأكُل، + لِأنَّ اللّٰهَ قَبِلَه. * ٤ فمَن أنتَ لِتَحكُمَ على خادِمِ شَخصٍ آخَر؟! + فسَيِّدُهُ هوَ الَّذي يُقَرِّرُ إذا كانَ ثابِتًا أم أنَّهُ سَقَط. + وهو سيَثبُتُ لِأنَّ يَهْوَه قادِرٌ أن يُثَبِّتَه.
٥ هُناك مَن يَعتَبِرُ يَومًا أهَمَّ مِن غَيرِه، + وهُناك مَن يَعتَبِرُ أنْ لا فَرقَ بَينَ يَومٍ وآخَر. + فلْيَكُنْ كُلُّ واحِدٍ مُقتَنِعًا تَمامًا بِقَرارِه. ٦ فالَّذي يَعتَبِرُ أحَدَ الأيَّامِ مُمَيَّزًا يَفعَلُ ذلِك مِن أجْلِ يَهْوَه. والَّذي يَأكُلُ كُلَّ شَيءٍ يَفعَلُ ذلِك مِن أجْلِ يَهْوَه لِأنَّهُ يَشكُرُ اللّٰه. + والَّذي لا يَأكُلُ كُلَّ شَيءٍ هو أيضًا يَفعَلُ ذلِك مِن أجْلِ يَهْوَه ويُقَدِّمُ الشُّكرَ لِلّٰه. + ٧ فلا أحَدَ مِنَّا يَعيشُ مِن أجْلِ نَفْسِهِ فَقَط، + ولا أحَدَ يَموتُ مِن أجْلِ نَفْسِهِ فَقَط؛ ٨ فنَحنُ إذا عِشنا نَعيشُ لِيَهْوَه، + وإذا مُتنا نَموتُ لِيَهْوَه. فإذا عِشنا أو مُتنا فنَحنُ لِيَهْوَه. + ٩ وفي الواقِع، لِهذا السَّبَبِ ماتَ المَسِيح وعادَ إلى الحَياة، لِكَي يَكونَ رَبًّا على الأمواتِ والأحياء. +
١٠ إذًا، لِماذا تَحكُمُ على أخيك؟ + أو لِماذا تَستَخِفُّ بِأخيك؟ فكُلُّنا سنَقِفُ أمامَ كُرسِيِّ قَضاءِ اللّٰه، + ١١ لِأنَّهُ مَكتوب: «‹أحلِفُ أنا الإلهَ الحَيّ›، *+ يَقولُ يَهْوَه، ‹أنَّ كُلَّ رُكبَةٍ ستَنحَني لي، وكُلَّ لِسانٍ سيَعتَرِفُ عَلَنًا أنِّي أنا اللّٰه›». + ١٢ فإذًا، كُلُّ واحِدٍ مِنَّا سيُقَدِّمُ حِسابًا عن نَفْسِهِ لِلّٰه. +
١٣ لِذلِك دَعونا لا نَحكُمُ بَعضُنا على بَعضٍ بَعدَ الآن، + بل صَمِّموا أن لا تَضَعوا أمامَ أخيكُم عائِقًا أو عَقَبَةً تَجعَلُهُ يَتَعَثَّر. + ١٤ (أنا عارِفٌ ومُقتَنِعٌ كواحِدٍ مِن أتباعِ الرَّبِّ يَسُوع أنَّهُ لا يوجَدُ شَيءٌ نَجِسٌ بِحَدِّ ذاتِه. + ولكنْ حينَ يَعتَبِرُ الشَّخصُ شَيئًا ما نَجِسًا، يَصيرُ فِعلًا نَجِسًا له.) ١٥ فإذا كُنتَ تُضايِقُ أخاكَ بِسَبَبِ الطَّعامِ الَّذي تَأكُلُه، فأنتَ لم تَعُدْ تَمْشي في طَريقِ المَحَبَّة. + لا تُهلِكْ بِطَعامِكَ * مَن ماتَ المَسِيح مِن أجْلِه. + ١٦ فلا تَسمَحوا أن يُقالَ كَلامٌ سَيِّئٌ عنِ الأُمورِ الجَيِّدَة الَّتي تَعمَلونَها. ١٧ فمَملَكَةُ اللّٰهِ لا عَلاقَةَ لها بِالأكلِ والشُّرب، + بل بِفِعلِ الصَّوابِ وبِالسَّلامِ والفَرَحِ مِن خِلالِ روحٍ قُدُس. ١٨ فكُلُّ مَن يَخدُمُ المَسِيح كعَبدٍ بِهذِهِ الطَّريقَة، يَكونُ مَقبولًا عِندَ اللّٰهِ ويَرْضى عنهُ النَّاس.
١٩ فلْنَسْعَ إذًا وَراءَ ما يُؤَدِّي إلى السَّلامِ + وما يُساعِدُنا أن نَبْنِيَ بَعضُنا بَعضًا. + ٢٠ تَوَقَّفْ عن هَدمِ عَمَلِ اللّٰهِ مِن أجْلِ الطَّعام. + صَحيحٌ أنَّ كُلَّ الأشياءِ طاهِرَة، ولكنْ مِنَ المُؤْذي * أن يَأكُلَ الإنسانُ إذا كانَ ذلِك سيُسَبِّبُ التَّعَثُّرَ والوُقوع. + ٢١ أفضَلُ أن لا تَأكُلَ لَحمًا ولا تَشرَبَ نَبيذًا ولا تَفعَلَ أيَّ شَيءٍ يَجعَلُ أخاكَ يَتَعَثَّر. + ٢٢ الإيمانُ الَّذي عِندَكَ احتَفِظْ بهِ لِنَفْسِكَ أمامَ اللّٰه. سَعيدٌ هوَ الإنسانُ الَّذي لا يَدينُ نَفْسَهُ عِندَما يَعمَلُ ما يَراهُ مَقبولًا. ٢٣ أمَّا إذا كانَت لَدَيهِ شُكوكٌ ومع ذلِك أكَل، فهو يُدانُ لِأنَّهُ لا يَأكُلُ عن إيمان. وفي الواقِع، كُلُّ عَمَلٍ لا يُعمَلُ عن إيمانٍ هو خَطِيَّة.
١٥ فعلَينا نَحنُ الأقوِياءَ أن نَتَحَمَّلَ ضَعَفاتِ غَيرِ الأقوِياءِ + ولا نُرْضِيَ أنفُسَنا. + ٢ فلْيُرْضِ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا قَريبَهُ مِن أجْلِ خَيرِه، لِكَي يَبْنِيَه. + ٣ فحتَّى المَسِيح لم يُرْضِ نَفْسَه، + بل مِثلَما هو مَكتوب: «إهاناتُ الَّذينَ يُهينونَكَ أتَت علَيَّ». + ٤ فكُلُّ ما كُتِبَ مِن قَبل كُتِبَ لِإرشادِنا، + لِكَي يَصيرَ عِندَنا أمَلٌ + مِن خِلالِ احتِمالِنا + ومِن خِلالِ التَّعزِيَةِ * مِنَ الأسفارِ المُقَدَّسَة. ٥ وأرْجو مِنَ اللّٰهِ الَّذي يَمنَحُ الاحتِمالَ والتَّعزِيَةَ * أن يُعْطِيَكُم كُلَّكُم طَريقَةَ التَّفكيرِ نَفْسَها الَّتي كانَت عِندَ المَسِيح يَسُوع، ٦ لِكَي تُمَجِّدوا بِاتِّحادٍ + وبِصَوتٍ * واحِدٍ إلهَ وأبا رَبِّنا يَسُوع المَسِيح.
٧ لِذلِك رَحِّبوا * بَعضُكُم بِبَعضٍ + مِثلَما رَحَّبَ بكُمُ المَسِيح، + وذلِك لِمَجدِ اللّٰه. ٨ فأنا أقولُ لكُم إنَّ المَسِيح صارَ خادِمًا لِلمَختونينَ + لِكَي يُظهِرَ صِدقَ اللّٰه. فبِهذِهِ الطَّريقَةِ أكَّدَ صِحَّةَ وُعودِ اللّٰهِ لِآبائِهِم، + ٩ وأيضًا صارَتِ الأُمَمُ قادِرَةً أن تُمَجِّدَ اللّٰهَ على رَحمَتِه. + فمِثلَما هو مَكتوب: «لِذلِك سأعتَرِفُ بكَ * عَلَنًا بَينَ الأُمَم، وأُرَنِّمُ إكرامًا لِاسْمِك». + ١٠ ويَقولُ أيضًا: «إفرَحي أيَّتُها الأُمَمُ مع شَعبِه». + ١١ وأيضًا: «سَبِّحوا يَهْوَه يا كُلَّ الأُمَم، ولْتُسَبِّحْهُ كُلُّ الشُّعوب». + ١٢ ويَقولُ إشَعْيَا أيضًا: «سيَأتي أصلُ * يَسَّى، + الَّذي يَقومُ لِيَحكُمَ الأُمَم؛ + فيهِ ستَضَعُ الأُمَمُ أمَلَها». + ١٣ أرْجو مِنَ اللّٰهِ الَّذي يُعْطي الأمَلَ أن يَملَأَكُم بِكُلِّ فَرَحٍ وسَلامٍ بِسَبَبِ ثِقَتِكُم به، لِكَي يَقْوى * أمَلُكُم بِفَضلِ القُدرَةِ مِن روحٍ قُدُس! +
١٤ وأنا مُقتَنِعٌ يا إخوَتي أنَّكُم أنتُم أيضًا مُمتَلِئونَ بِالصَّلاحِ وبِكُلِّ مَعرِفَة، وأنَّكُم قادِرونَ أن تُنَبِّهوا * بَعضُكُم بَعضًا. ١٥ لكنِّي كَتَبتُ إلَيكُم عن بَعضِ الأُمورِ بِصَراحَةٍ أكثَرَ لِأُذَكِّرَكُم بها مِن جَديد. وأنا أكتُبُ عنها بِسَبَبِ اللُّطفِ الفائِقِ * الَّذي أظهَرَهُ اللّٰهُ لي ١٦ لِأكونَ خادِمًا * لِلمَسِيح يَسُوع عِندَ الأُمَم. + فأنا أقومُ بِالعَمَلِ المُقَدَّس، أي إعلانِ بِشارَةِ اللّٰه، + لِكَي يَصيرَ الَّذينَ مِن هذِهِ الأُمَمِ تَقدِمَةً مَقبولَة عِندَ اللّٰهِ ومُقَدَّسَة بِروحٍ قُدُس.
١٧ لِذلِك كواحِدٍ مِن أتباعِ المَسِيح يَسُوع، عِندي سَبَبٌ لِأفرَحَ بِالأُمورِ المُتَعَلِّقَة بِاللّٰه. ١٨ فأنا لن أتَجَرَّأَ أن أتَكَلَّمَ عن أيِّ شَيءٍ غَيرِ ما عَمِلَهُ المَسِيح بِواسِطَتي لِتَصيرَ الأُمَمُ طائِعَة. وهو عَمِلَ هذِهِ الأُمورَ مِن خِلالِ كَلامي وأعمالي، ١٩ ومِن خِلالِ عَلاماتٍ ومُعجِزاتٍ قَوِيَّة، + وبِقُدرَةِ روحِ اللّٰه. وهكَذا بَشَّرتُ كامِلًا بِالأخبارِ الحُلْوَة عنِ المَسِيح، دائِرًا مِن أُورُشَلِيم وُصولًا إلى إلِّيرِيكُون. + ٢٠ وكانَ هَدَفي مِن ذلِك أن لا أُبَشِّرَ بِالأخبارِ الحُلْوَة حَيثُ سَبَقَ أن صارَ اسْمُ المَسِيح مَعروفًا، لِكَي لا أبْنِيَ على أساسٍ وَضَعَهُ غَيري. ٢١ وهذا يَنسَجِمُ مع ما هو مَكتوب: «الَّذينَ لم يَصِلْهُم خَبَرٌ عنهُ سيَرَوْن، والَّذينَ لم يَسمَعوا سيَفهَمون». +
٢٢ وهذا ما مَنَعَني مَرَّاتٍ كَثيرَة أن آتِيَ إلَيكُم. ٢٣ ولكنِ الآنَ لم تَبْقَ عِندي في هذِهِ المَناطِقِ مُقاطَعَةٌ غَيرُ مَخدومَة، وأنا مُتَشَوِّقٌ مُنذُ سَنَواتٍ عَديدَة * أن آتِيَ إلَيكُم. ٢٤ لِذلِك آمُلُ أن أراكُم وأنا في طَريقي إلى إسْبَانْيَا، وأن تُرافِقوني مَسافَةً قَصيرَة في رِحلَتي إلى هُناك بَعدَما أكونُ قد تَمَتَّعتُ بِرِفقَتِكُم لِبَعضِ الوَقت. ٢٥ أمَّا الآنَ فأنا على وَشْكِ أن أُسافِرَ إلى أُورُشَلِيم لِأخدُمَ القِدِّيسين. + ٢٦ فالَّذينَ في مَقْدُونْيَة وأَخَائِيَة فَرِحوا بِأن يَتَشارَكوا في ما عِندَهُم مع مَن هُم فُقَراءُ بَينَ القِدِّيسينَ في أُورُشَلِيم بِتَقديمِ تَبَرُّعٍ لهُم. + ٢٧ لقد فَعَلوا ذلِك بِفَرَح، وهُم كانوا فِعلًا مَديونينَ لِهؤُلاءِ القِدِّيسين؛ فبِما أنَّ القِدِّيسينَ تَشارَكوا في روحِيَّاتِهِم معَ الأُمَم، فعلى الأُمَمِ أن يَخدُموهُم بِمُساعَدَتِهِم مادِّيًّا. + ٢٨ وبَعدَما أنتَهي مِن ذلِك وأُوصِلُ هذا التَّبَرُّعَ * إلَيهِم بِأمان، سأمُرُّ علَيكُم في طَريقي إلى إسْبَانْيَا. ٢٩ وأنا أعرِفُ أنِّي حينَ آتي إلَيكُم، سآتي ومعي بَرَكَةٌ تامَّة مِنَ المَسِيح.
٣٠ والآنَ أُوَصِّيكُم أيُّها الإخوَة، على أساسِ الإيمانِ بِرَبِّنا يَسُوع المَسِيح والمَحَبَّةِ الَّتي يُنتِجُها الرُّوح، أن تَجتَهِدوا معي في الصَّلاةِ إلى اللّٰهِ مِن أجْلي، + ٣١ لِكَي أُنقَذَ + مِن غَيرِ المُؤْمِنينَ في اليَهُودِيَّة، ولِكَي تَكونَ خِدمَتي مِن أجْلِ القِدِّيسينَ في أُورُشَلِيم مَقبولَةً عِندَهُم. + ٣٢ وهكَذا إذا شاءَ اللّٰه، آتي إلَيكُم بِفَرَحٍ ونَنتَعِشُ معًا. ٣٣ لِيَكُنِ اللّٰهُ الَّذي يُعْطي السَّلامَ معكُم جَميعًا! + آمين.
١٦ أُعَرِّفُكُم * بِأُختِنا فِيبِي، الَّتي هي خادِمَةٌ لِلجَماعَةِ في كَنْخَرْيَا. + ٢ مِن فَضلِكُم، رَحِّبوا بها مِثلَما يَليقُ بِقِدِّيسي الرَّبِّ وقَدِّموا لها أيَّ مُساعَدَةٍ تَحتاجُها، + لِأنَّها دافَعَت عن كَثيرينَ بِمَن فيهِم أنا.
٣ سَلِّموا على برِيسْكَا وأَكِيلَا + رَفيقَيَّ في العَمَلِ مِن أجْلِ المَسِيح يَسُوع، ٤ اللَّذَيْنِ خاطَرا بِحَياتِهِما * مِن أجْلي، *+ اللَّذَيْنِ لَستُ أنا وَحْدي أشكُرُهُما، بل أيضًا كُلُّ جَماعاتِ الأُمَم. ٥ وسَلِّموا على الجَماعَةِ الَّتي في بَيتِهِما. + سَلِّموا على حَبيبي أَبَيْنِتُوس الَّذي هو مِن أوَّلِ تَلاميذِ * المَسِيح في آسْيَا. ٦ سَلِّموا على مَرْيَم الَّتي تَعِبَت كَثيرًا مِن أجْلِكُم. ٧ سَلِّموا على أَنْدرُونِكُوس ويُونِيَاس قَريبَيَّ + ورَفيقَيَّ في السِّجن، اللَّذَيْنِ هُما مَعروفانِ عِندَ الرُّسُلِ وصارا في اتِّحادٍ بِالمَسِيح قَبلي.
٨ سَلِّموا على أَمْبِلِيَاتُس حَبيبي ورَفيقي المُؤْمِنِ بِالرَّبّ. ٩ سَلِّموا على أُورْبَانُوس رَفيقِنا في العَمَلِ مِن أجْلِ المَسِيح، وعلى حَبيبي إسْتَاخِيس. ١٠ سَلِّموا على أَبَلِّس الَّذي المَسِيح راضٍ عنه. سَلِّموا على الَّذينَ هُم مِن أهلِ بَيتِ أَرِسْتُوبُولُوس. ١١ سَلِّموا على قَريبي هِيرُودِيُون. سَلِّموا على أتباعِ الرَّبِّ الَّذينَ هُم مِن أهلِ بَيتِ نَرْكِيسُّوس. ١٢ سَلِّموا على ترِيفِينَا وترِيفُوسَا اللَّتَيْنِ تَعمَلانِ بِاجتِهادٍ مِن أجْلِ الرَّبّ. سَلِّموا على حَبيبَتِنا بَرْسِيس لِأنَّها عَمِلَت بِاجتِهادٍ مِن أجْلِ الرَّبّ. ١٣ سَلِّموا على رُوفُس، خادِمِ الرَّبِّ المُمَيَّز، وعلى أُمِّهِ الَّتي أعتَبِرُها أُمِّي أنا أيضًا. ١٤ سَلِّموا على أَسِينْكِرِيتُس وفِلِيغُون وهِرْمِس وبَتْرُوبَاس وهِرْمَاس وعلى الإخوَةِ الَّذينَ معهُم. ١٥ سَلِّموا على فِيلُولُوغُس وجُولْيَا، وعلى نِيرْيُوس وأُختِه، وعلى أُولِمْبَاس، وعلى كُلِّ القِدِّيسينَ الَّذينَ معهُم. ١٦ سَلِّموا بَعضُكُم على بَعضٍ بِقُبلَةٍ مُقَدَّسَة. تُسَلِّمُ علَيكُم كُلُّ جَماعاتِ المَسِيح.
١٧ والآنَ أُوَصِّيكُم أيُّها الإخوَةُ أن تَنتَبِهوا مِنَ الَّذين، بِعَكسِ التَّعليمِ الَّذي تَعَلَّمتُموه، يُسَبِّبونَ الانقِساماتِ ويَجعَلونَ الآخَرينَ يَتَعَثَّرونَ ويَقَعون، وأُوَصِّيكُم أن تَتَجَنَّبوهُم. + ١٨ فأشخاصٌ كهؤُلاء لَيسوا عَبيدًا لِرَبِّنا المَسِيح، بل لِرَغَباتِهِم. * وهُم بِالكَلامِ النَّاعِمِ والمَدحِ الكاذِبِ يُغْرونَ قُلوبَ البُسَطاء. * ١٩ إنَّ الجَميعَ يُلاحِظونَ طاعَتَكُم، لِذلِك أنا أفرَحُ بكُم. لكنِّي أُريدُ أن تَكونوا حُكَماءَ تَعرِفونَ الخَير، وأبرِياءَ لا تَعرِفونَ الشَّرّ. + ٢٠ واللّٰهُ الَّذي يُعْطي السَّلامَ سيَسحَقُ الشَّيْطَان + تَحتَ أقدامِكُم عن قَريب. أُصَلِّي أن يُظهِرَ لكُم رَبُّنا يَسُوع لُطفَهُ الفائِق! *
٢١ يُسَلِّمُ علَيكُم تِيمُوثَاوُس رَفيقي في العَمَل، وأيضًا أقرِبائي + لُوكْيُوس ويَاسُون وسُوسِيبَاتْرُس.
٢٢ أنا تَرْتِيُوس الَّذي قامَ بِكِتابَةِ هذِهِ الرِّسالَةِ أُسَلِّمُ علَيكُم بِاسْمِ الرَّبّ.
٢٣ يُسَلِّمُ علَيكُم غَايُس + الَّذي يَستَضيفُني ويَستَضيفُ الجَماعَةَ كُلَّها. يُسَلِّمُ علَيكُم أَرَاسْتُس المَسؤولُ عن خَزينَةِ المَدينَة، * وأخوهُ كوَارْتُس. ٢٤ —
٢٥ المَجدُ لِلقادِرِ أن يُثَبِّتَكُم مِن خِلالِ الأخبارِ الحُلْوَة الَّتي أُعلِنُها ومِن خِلالِ التَّبشيرِ عن يَسُوع المَسِيح، انسِجامًا مع ما كُشِفَ عنِ السِّرِّ المُقَدَّسِ + الَّذي ظَلَّ مَخْفِيًّا لِعُصورٍ طَويلَة. ٢٦ لكنَّ هذا السِّرَّ أُظهِرَ * الآنَ وعُرِّفَ بهِ بَينَ كُلِّ الأُمَمِ مِن خِلالِ الأسفارِ المُقَدَّسَة النَّبَوِيَّة، وذلِك بِحَسَبِ الأمرِ الَّذي أصدَرَهُ الإلهُ الأبَدِيُّ لِلتَّشجيعِ على الطَّاعَةِ النَّاتِجَة عنِ الإيمان؛ ٢٧ المَجدُ لِلّٰهِ الَّذي هو وَحْدَهُ حَكيم، + المَجدُ لهُ مِن خِلالِ يَسُوع المَسِيح إلى الأبَد! آمين.
حرفيًّا: «فُرِز».
حرفيًّا: «بحسب الجسد».
حرفيًّا: «لنا».
أو: «نعمة».
حرفيًّا: «بروحي».
أو: «وغير اليونانيين». حرفيًّا: «والبربريِّين».
أو: «مقاييسه الصائبة؛ برَّه».
حرفيًّا: «البار».
حرفيًّا: «لا يَفسُد».
حرفيًّا: «يَفسُدون».
أو: «عبدوا».
أو: «الجزاء التام».
أو: «لم يوافقوا على الاعتراف باللّٰه».
أو: «يتهامسون على غيرهم».
أو: «يتكلَّمون على الآخرين من وراء ظهرهم».
أو: «يخترعون أمورًا شريرة».
حرفيًّا: «منسجمة مع الحق».
أو: «طول باله».
حرفيًّا: «على نفس كل إنسان».
حرفيًّا: «هم أبرار».
حرفيًّا: «يتبرَّرون».
أو: «تعلَّمت شفهيًّا».
أو: «صادقًا».
حرفيًّا: «بار».
حرفيًّا: «تبرز بر اللّٰه».
حرفيًّا: «بار».
حرفيًّا: «لا جسد يتبرَّر».
حرفيًّا: «أُظهِر بر اللّٰه».
أو: «أَظهَر اللّٰه برَّه».
حرفيًّا: «أن يتبرَّروا».
أو: «نعمته».
أو: «تكفِّر عن خطايا».
حرفيًّا: «ليُظهِر برَّه».
أو: «طوَّل باله».
حرفيًّا: «يبرِّر مَن يؤمن بيسوع».
حرفيًّا: «يتبرَّر».
حرفيًّا: «تبرَّر إبراهيم».
حرفيًّا: «فحُسِب له ذلك برًّا».
أو: «لطفًا فائقًا؛ نعمة».
أو: «هي دَين له».
حرفيًّا: «غُطِّيَت».
حرفيًّا: «الإيمان حُسِب لإبراهيم برًّا».
أو: «كضمانة». حرفيًّا: «كختم».
حرفيًّا: «بل بالبر».
أو: «نعمة».
أو ربما: «والذي يجعل أشياء غير موجودة تصير موجودة».
أو: «عقم».
حرفيًّا: «حُسِب له ذلك برًّا».
أو: «حُسِب له ذلك برًّا».
حرفيًّا: «تبرَّرنا».
أو ربما: «فنحن نتمتَّع بالسلام».
أو: «بنعمته».
أو ربما: «ونحن نفرح».
أو ربما: «نحن نفرح».
حرفيًّا: «بار».
أو: «أثبت».
حرفيًّا: «تبرَّرنا الآن».
أو: «نعمة اللّٰه».
أو: «يفيضان».
حرفيًّا: «إلى التبرير».
أو: «وهدية البر المجانية».
أو: «عمل تبرير».
حرفيًّا: «تبرير مختلف الناس».
أو: «يحكم اللطف الفائق كملك الآن من خلال البر».
أو: «نعمة اللّٰه».
أو: «يُحرَّر؛ يُبرَّأ».
أي: ليزيل الخطية.
حرفيًّا: «أعضاءكم».
حرفيًّا: «أعضاءكم».
أو: «نعمة».
حرفيًّا: «أعضاءكم».
حرفيًّا: «أعضاءكم».
أو: «الأجرة التي تدفعها الخطية».
أو: «تحرَّرتم من».
حرفيًّا: «أعضائنا».
حرفيًّا: «بحسب الإنسان الداخلي».
حرفيًّا: «أعضائي».
حرفيًّا: «أعضائي».
أي: الشريعة الموسوية.
حرفيًّا: «بسبب البر».
كلمة عبرانية أو أرامية معناها «أب» أو «يا أبي»، وتعبِّر أيضًا عن المشاعر الدافئة التي تحملها كلمة «بابا» بالعربية.
حرفيًّا: «الذين لنا باكورة الروح».
أو: «إذا كنا ننتظر ما لا نراه».
أو: «يتوسَّل الروح من أجلنا».
أو: «يتوسَّل من أجل».
أو: «سيصيرون على صورة؛ سيتبعون نموذج».
حرفيًّا: «برَّرهم».
أو: «لم يمنع عنا ابنه».
حرفيًّا: «يبرِّر».
أو: «المعاهدات؛ الاتفاقات».
حرفيًّا: «أولاد الجسد».
حرفيًّا: «على الذي يريد أو الذي يركض».
أو: «يجد عيوبًا فينا».
حرفيًّا: «البقيَّة».
أو: «وينفِّذ الحكم بسرعة».
حرفيًّا: «وصلوا إلى البر».
حرفيًّا: «سعوا وراء شريعة البر».
حرفيًّا: «بر اللّٰه».
حرفيًّا: «ببر اللّٰه».
أو: «غاية؛ هدف».
أو: «يُعتبَر بارًّا».
حرفيًّا: «غني».
حرفيًّا: «يطيعوا».
أو: «برسالتنا».
حرفيًّا: «الأرض المسكونة».
حرفيًّا: «يطلبون نفسي».
حرفيًّا: «بقيَّة».
أو: «نعمته».
أو: «لم يتجاوبوا؛ تقسَّوا».
حرفيًّا: «أعطاهم اللّٰه روح نوم عميق».
أو: «أمجِّد».
حرفيًّا: «لحمي».
حرفيًّا: «الباكورة».
أو: «جذر».
حرفيًّا: «شريكًا في».
أو: «جذر».
أو: «تفتخر».
أو: «وليكن عندك خوف».
أو: «عنَّدوا؛ تقسَّوا».
أو: «المخلِّص».
أو: «معاهدتي؛ اتفاقي».
أو: «قدرتكم على التحليل المنطقي».
أو: «العصر؛ نظام الأشياء».
أو: «لا تسمحوا لهذا العالم أن يضعكم في قالبه بعد الآن».
أو: «النعمة».
أو: «أن لا يعطي نفسه أهمية أكثر من اللازم».
أو: «قسَّمه له؛ وزَّعه له».
أو: «يتَّصل بالآخر؛ ينتمي إلى الآخر».
أو: «يعظ».
أو: «يوزِّع؛ يتبرع».
أو: «يأخذ القيادة».
أو: «من كل القلب».
أو: «يُظهِر الحنان».
أو: «حماسيِّين».
أو: «لا تتراخوا في عملكم».
أو: «لا تنمُّوا أفكارًا فيها تكبُّر».
أي: غضب اللّٰه.
أي: تليِّن قلبه وتذوِّب قساوته.
حرفيًّا: «نفس».
أو: «العالية؛ الفائقة».
أو: «وتجلب العقاب عليه».
أو: «خدام اللّٰه العامُّون».
حرفيًّا: «لنمشِ».
أو: «العربدة».
أو: «التصرُّفات الوقحة». جمع للكلمة اليونانية أَسِلغِيّا.
أو: «رحِّبوا ب».
أو ربما: «لا تحكموا بخصوص التساؤلات التي عند الشخص».
أو: «رحَّب به».
أو: «أحلف بحياتي».
أو: «لا تدمِّر بطعامك إيمان».
أو: «من الخطإ».
أو: «التشجيع؛ الراحة».
أو: «التشجيع؛ الراحة».
حرفيًّا: «فم».
أو: «اقبلوا».
أو: «سأسبِّحك».
أو: «جذر».
أو: «يفيض».
أو: «تعلِّموا؛ توجِّهوا».
أو: «النعمة».
أو: «خادمًا عامًّا».
أو ربما: «بعض السنوات».
حرفيًّا: «الثمر».
أو: «أوصِّيكم».
حرفيًّا: «بعُنقَيهما».
حرفيًّا: «من أجل نفسي».
حرفيًّا: «هو باكورة».
أو: «بطونهم».
أو: «الطيِّبين؛ الأبرياء».
أو: «نعمته».
أو: «وكيل المدينة».
أو: «كُشف».