كَانُونُ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اَلْإِثْنَيْنُ ١ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
جَاهِدُوا لِأَجْلِ ٱلْإِيمَانِ. — يه ٣.
يَهْدَأُ بَالُ ٱلصَّبِيَّةِ بَعْدَ طُولِ ٱنْتِظَارٍ، وَيَعْلُو ٱلْفَرَحُ وَجْهَهَا حِينَ تَرَى وَالِدَهَا يَرْجِعُ بِٱلسَّلَامَةِ مِنَ ٱلْمَعْرَكَةِ. فَتَرْكُضُ لِتَسْتَقْبِلَهُ بِٱلْغِنَاءِ وَٱلرَّقْصِ وَتُهَنِّئَهُ عَلَى ٱنْتِصَارِهِ ٱلْمَجِيدِ. وَلٰكِنْ عِوَضَ أَنْ يُشَارِكَهَا ٱلْأَبُ فَرْحَتَهَا، يُمَزِّقُ ثِيَابَهُ وَيَصْرُخُ قَائِلًا: «آهِ يَا ٱبْنَتِي! لَقَدْ أَحْنَيْتِنِي حُزْنًا». ثُمَّ يَتَلَفَّظُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي تَقْلِبُ حَيَاتَهَا رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ، وَتُحَطِّمُ كُلَّ آمَالِهَا وَأَحْلَامِهَا بِحَيَاةٍ طَبِيعِيَّةٍ. لٰكِنْ دُونَ أَيِّ تَرَدُّدٍ، تُشَجِّعُ ٱلصَّبِيَّةُ وَالِدَهَا أَنْ يَفِيَ بِٱلْوَعْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ لِيَهْوَهَ. وَتَكْشِفُ كَلِمَاتُهَا عَنْ إِيمَانِهَا ٱلْكَبِيرِ بِيَهْوَهَ وَثِقَتِهَا بِأَنَّ مَا يُرِيدُهُ هُوَ لِخَيْرِهَا. (قض ١١:٣٤-٣٧) فَيَمْتَلِئُ قَلْبُ ٱلْوَالِدِ فَخْرًا لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ طَوْعِيَّةَ ٱبْنَتِهِ تُرْضِي يَهْوَهَ. لَقَدِ ٱتَّكَلَ يَفْتَاحُ وَٱبْنَتُهُ عَلَى ٱللّٰهِ وَاثِقَيْنِ كُلَّ ٱلثِّقَةِ بِطَرِيقَتِهِ فِي فِعْلِ ٱلْأُمُورِ حَتَّى حِينَ صَعُبَ عَلَيْهِمَا ذٰلِكَ. فَكَانَا مُقْتَنِعَيْنِ أَنَّ رِضَى ٱللّٰهِ يَسْتَأْهِلُ كُلَّ ٱلتَّضْحِيَاتِ. ب١٦/٤ ١:١، ٢.
اَلثُّلَاثَاءُ ٢ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
سَمِعْتُمْ بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ يَهْوَهَ. — يع ٥:١١.
هَلْ جَرَحَكَ أَحَدُ أَصْدِقَائِكَ أَوْ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ؟ هَلْ تُعَانِي مِنْ مَرَضٍ خَطِيرٍ؟ هَلْ أَفْقَدَكَ ٱلْمَوْتُ أَحَدَ أَحِبَّائِكَ؟ سَتَجِدُ فِي مِثَالِ أَيُّوبَ خَيْرَ تَعْزِيَةٍ لَكَ. (اي ١:١٨، ١٩؛ ٢:٧، ٩؛ ١٩:١-٣) فَقَدِ ٱحْتَمَلَ مَصَائِبَهُ رَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ مَصْدَرَهَا. وَلِمَ لَمْ يَيْأَسْ وَيَسْتَسْلِمْ؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ أَنَّهُ كَانَ «يَخَافُ ٱللّٰهَ». (اي ١:١) فَقَدْ كَانَ مُصَمِّمًا عَلَى إِرْضَاءِ يَهْوَهَ فِي ٱلسَّرَّاءِ وَٱلضَّرَّاءِ. بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، ذَكَّرَهُ يَهْوَهُ بِبَعْضِ ٱلْأُمُورِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي خَلَقَهَا. فَأَدْرَكَ أَيُّوبُ مَدَى قُوَّةِ ٱلْخَالِقِ، وَٱزْدَادَتْ ثِقَتُهُ بِأَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يُرِيحَهُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُلَائِمِ. (اي ٤٢:١، ٢) وَهٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا حَدَثَ. فَقَدْ «فَكَّ يَهْوَهُ أَيُّوبَ مِنْ أَسْرِهِ . . . وَأَخَذَ يَهْوَهُ يَزِيدُ كُلَّ مَا كَانَ لِأَيُّوبَ مُضَاعَفًا. وَمَاتَ أَيُّوبُ أَخِيرًا شَيْخًا وَشَبْعَانَ أَيَّامًا». — اي ٤٢:١٠، ١٧. ب١٦/٤ ٢:١١، ١٣.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٣ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
كُونُوا حَذِرِينَ كَٱلْحَيَّاتِ، وَأَبْرِيَاءَ كَٱلْحَمَامِ. — مت ١٠:١٦.
نَحْنُ نَأْخُذُ حَذَرَنَا حِينَ نُمَيِّزُ ٱلْأَخْطَارَ وَٱلْأَوْضَاعَ ٱلْحَرِجَةَ بَاكِرًا، وَنَبْقَى أَبْرِيَاءَ حِينَ لَا نَدَعُهَا تُجْبِرُنَا عَلَى ٱلْمُسَايَرَةِ. لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَتَوَخَّى ٱلْحَذَرَ حِينَ يَبْدَأُ ٱلنَّاسُ بِٱلْحَدِيثِ عَنْ قَضَايَا سِيَاسِيَّةٍ. فِي خِدْمَتِنَا مَثَلًا، لِنَتَجَنَّبْ أَنْ نَمْدَحَ أَوْ نَنْتَقِدَ أَفْكَارَ وَمَشَارِيعَ حِزْبٍ أَوْ زَعِيمٍ مُعَيَّنٍ. وَعِوَضَ مُنَاقَشَةِ ٱلْحُلُولِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ ٱلْمُقْتَرَحَةِ لِمُعَالَجَةِ مُشْكِلَةٍ مَا، لِنُظْهِرْ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَيْفَ سَتَحُلُّ حُكُومَةُ ٱللّٰهِ ٱلْمُشْكِلَةَ بِشَكْلٍ كَامِلٍ وَنِهَائِيٍّ. وَإِذَا طَرَحَ أَحَدٌ مَوَاضِيعَ حَسَّاسَةً كَٱلزَّوَاجِ ٱلْمِثْلِيِّ أَوِ ٱلْإِجْهَاضِ، نُخْبِرُهُ مَا تَقُولُهُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ وَنُوضِحُ لَهُ كَيْفَ نُطَبِّقُ نَحْنُ مَبَادِئَهَا فِي حَيَاتِنَا. وَخِلَالَ ٱلْمُنَاقَشَةِ، نُحَافِظُ عَلَى حِيَادِنَا ٱلتَّامِّ تِجَاهَ جَوَانِبِ ٱلْمَوْضُوعِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ. فَلَا نَتَّخِذُ مَوْقِفًا مِنَ ٱلْقَوَانِينِ ٱلَّتِي يَجِبُ سَنُّهَا، إِلْغَاؤُهَا، أَوْ تَعْدِيلُهَا؛ وَلَا نُجْبِرُ أَحَدًا أَنْ يَتَبَنَّى نَظْرَتَنَا وَمَوْقِفَنَا. ب١٦/٤ ٤:٨، ٩.
اَلْخَمِيسُ ٤ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا. — مت ٢٨:١٩.
طَلَبَ يَسُوعُ أَنْ نُتَلْمِذَ ٱلنَّاسَ، نُعَمِّدَهُمْ، وَنُعَلِّمَهُمْ. وَلٰكِنْ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَفْعَلَ أَوَّلًا؟ قَالَ يَسُوعُ: «اِذْهَبُوا». وَتَعْلِيقًا عَلَى هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ، ذَكَرَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: «مِنْ وَاجِبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ ‹يَذْهَبَ›، سَوَاءٌ عَنَى ذٰلِكَ أَنْ يَعْبُرَ ٱلشَّارِعَ أَوْ يَقْطَعَ ٱلْمُحِيطَ». (مت ١٠:٧؛ لو ١٠:٣) وَهَلْ عَنَى يَسُوعُ أَنَّ أَتْبَاعَهُ سَيَكْرِزُونَ عَلَى صَعِيدٍ فَرْدِيٍّ فَقَطْ، أَمْ أَنَّهُمْ سَيَقُومُونَ مَعًا بِحَمْلَةٍ مُنَظَّمَةٍ لِلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ؟ لَقَدْ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَعَاوَنُوا كَفَرِيقٍ مُنَظَّمٍ، لِأَنَّ مِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ عَلَى شَخْصٍ وَاحِدٍ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى «جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». وَهٰذَا مَا يُفْهَمُ مِنْ كَلَامِهِ حِينَ دَعَا تَلَامِيذَهُ لِيَكُونُوا «صَيَّادِي نَاسٍ». (مت ٤:١٨-٢٢) فَلَمْ يُشِرْ يَسُوعُ إِلَى صَيَّادٍ مُنْفَرِدٍ يُلْقِي صِنَّارَتَهُ وَيَجْلِسُ دُونَ أَنْ يُحَرِّكَ سَاكِنًا حَتَّى تَبْتَلِعَ ٱلسَّمَكَةُ ٱلطُّعْمَ. بَلْ تَحَدَّثَ عَنِ ٱلصَّيْدِ بِٱسْتِخْدَامِ ٱلشِّبَاكِ، وَهُوَ عَمَلٌ يَتَطَلَّبُ ٱلْجُهْدَ وَٱلتَّنْظِيمَ وَٱلتَّعَاوُنَ مِنْ قِبَلِ أَشْخَاصٍ عَدِيدِينَ. — لو ٥:١-١١. ب١٦/٥ ٢:٣، ٤.
اَلْجُمُعَةُ ٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ. — ام ٣:٥، ٦.
لِكَيْ نَتَعَرَّفَ بِفِكْرِ يَهْوَهَ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلدَّرْسُ ٱلشَّخْصِيُّ مِنْ أَوْلَوِيَّاتِنَا. وَعِنْدَمَا نَقْرَأُ أَوْ نَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ، يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹مَاذَا تَكْشِفُ لِي هٰذِهِ ٱلْآيَاتُ عَنْ يَهْوَهَ وَطُرُقِهِ ٱلْبَارَّةِ وَفِكْرِهِ؟›. فَيَنْبَغِي أَنْ نَتَبَنَّى مَوْقِفَ دَاوُدَ ٱلَّذِي رَنَّمَ قَائِلًا: «طُرُقَكَ يَا يَهْوَهُ عَرِّفْنِي، سُبُلَكَ عَلِّمْنِي. اِهْدِنِي إِلَى حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي، لِأَنَّكَ أَنْتَ إِلٰهُ خَلَاصِي. إِيَّاكَ رَجَوْتُ ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ». (مز ٢٥:٤، ٥) وَفِيمَا نَتَأَمَّلُ فِي آيَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُفَكِّرَ فِي مَجَالَاتٍ لِتَطْبِيقِهَا. فَأَيْنَ يُمْكِنُنَا ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْهَا: فِي ٱلْبَيْتِ، ٱلْعَمَلِ، ٱلْمَدْرَسَةِ، أَوِ ٱلْخِدْمَةِ؟ وَحِينَ نُحَدِّدُ أَيْنَ نُطَبِّقُ مَا قَرَأْنَاهُ، سَيَسْهُلُ عَلَيْنَا أَنْ نُدْرِكَ كَيْفَ نُطَبِّقُهُ. ب١٦/٥ ٣:٩، ١١.
اَلسَّبْتُ ٦ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ٱلنَّاظِرُ لَا مَأْخَذَ عَلَيْهِ. — ١ تي ٣:٢.
تُظْهِرُ قَائِمَةُ مُؤَهِّلَاتِ ٱلنُّظَّارِ أَنَّ يَهْوَهَ لَدَيْهِ مِقْيَاسٌ رَفِيعٌ لِٱخْتِيَارِ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ يَعْتَنُونَ بِٱلْجَمَاعَةِ. (١ تي ٣:٢-٧) فَهُوَ يُرِيدُ مِنْهُمْ أَنْ يَكُونُوا قُدْوَةً، وَيَعْتَبِرُهُمْ مَسْؤُولِينَ أَمَامَهُ عَنْ طَرِيقَةِ مُعَامَلَتِهِمِ ٱلْجَمَاعَةَ «ٱلَّتِي ٱشْتَرَاهَا بِدَمِ ٱبْنِهِ». (اع ٢٠:٢٨) كَمَا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلِٱطْمِئْنَانِ تَحْتَ إِشْرَافِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمُعَاوِنِينَ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ. (اش ٣٢:١، ٢) مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، تُذَكِّرُنَا مُؤَهِّلَاتُ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَرْسُومَةُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِمَدَى ٱهْتِمَامِ يَهْوَهَ بِنَا. وَلٰكِنْ بِمَقْدُورِنَا جَمِيعًا أَنْ نَتَعَلَّمَ مِنْ مُؤَهِّلَاتِ ٱلشُّيُوخِ، لِأَنَّهَا تَشْمُلُ أُمُورًا يَطْلُبُهَا يَهْوَهُ مِنْ كُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. مَثَلًا، عَلَى كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَتَحَلَّى بِٱلتَّعَقُّلِ وَٱلرَّزَانَةِ. (في ٤:٥؛ ١ بط ٤:٧) وَبِمَا أَنَّ ٱلشُّيُوخَ هَمْ «أَمْثِلَةٌ لِلرَّعِيَّةِ»، فَفِي وِسْعِنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ مِنْهُمْ ‹وَنَقْتَدِيَ بِإِيمَانِهِمْ›. — ١ بط ٥:٣؛ عب ١٣:٧. ب١٦/٥ ٥:٨-١٠.
اَلْأَحَدُ ٧ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
صُنْ قَلْبَكَ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ تَصُونُهُ. — ام ٤:٢٣.
ثَمَّةَ مُيُولٌ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ مِنْهَا لِئَلَّا يَتَقَسَّى قَلْبُنَا، وَهِيَ تَشْمُلُ ٱلْكِبْرِيَاءَ وَمُمَارَسَةَ ٱلْخَطِيَّةِ وَقِلَّةَ ٱلْإِيمَانِ. فَيُمْكِنُ لِهٰذِهِ ٱلْمُيُولِ أَنْ تُنَمِّيَ فِينَا رُوحَ ٱلْعِصْيَانِ وَٱلتَّمَرُّدِ. (دا ٥:١، ٢٠؛ عب ٣:١٣، ١٨، ١٩) تَأَمَّلْ كَيْفَ أَفْسَدَتِ ٱلْكِبْرِيَاءُ عُزِّيَّا، مَلِكَ يَهُوذَا. (٢ اخ ٢٦:٣-٥، ١٦-٢١) فَفِي ٱلْبِدَايَةِ، «فَعَلَ مَا هُوَ صَائِبٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ» وَ «دَأَبَ عَلَى طَلَبِ ٱللّٰهِ». لِذٰلِكَ مَنَحَهُ ٱلْقُوَّةَ. لٰكِنَّهُ «لَمَّا قَوِيَ، تَكَبَّرَ قَلْبُهُ»، حَتَّى إِنَّهُ حَاوَلَ أَنْ يُحْرِقَ ٱلْبَخُورَ فِي ٱلْهَيْكَلِ، وَهٰذَا ٱمْتِيَازٌ لَا يَحِقُّ إِلَّا لِلْكَهَنَةِ بَنِي هَارُونَ. وَعِنْدَمَا وَقَفَ ٱلْكَهَنَةُ ضِدَّهُ، ٱغْتَاظَ جِدًّا. فَأَذَلَّ يَهْوَهُ كِبْرِيَاءَهُ وَضَرَبَهُ بِٱلْبَرَصِ، وَبَقِيَ أَبْرَصَ حَتَّى مَمَاتِهِ. (ام ١٦:١٨) بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، إِذَا لَمْ يَحْتَرِسِ ٱلْمَسِيحِيُّ مِنَ ٱلْكِبْرِيَاءِ، فَقَدْ «يُفَكِّرُ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ»، حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يَرْفُضُ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. — رو ١٢:٣؛ ام ٢٩:١. ب١٦/٦ ٢:٣، ٤.
اَلْإِثْنَيْنُ ٨ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
تَحَمَّلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي ٱلْمَحَبَّةِ. — اف ٤:٢.
كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ ثَقَافَاتٍ أُخْرَى؟ قَدْ لَا تَكُونُ مُعْتَادًا عَلَى لُغَتِهِمْ، لُبْسِهِمْ، عَادَاتِهِمْ، وَطَعَامِهِمْ. فَهَلْ تَتَجَنَّبُهُمْ وَتُعَاشِرُ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ بِيئَتِكَ فَقَطْ؟ أَوْ مَاذَا لَوْ كَانَ ٱلشُّيُوخُ فِي مِنْطَقَتِكَ أَصْغَرَ مِنْكَ سِنًّا، أَوْ كَانُوا مِنْ عِرْقٍ أَوْ ثَقَافَةٍ مُخْتَلِفَةٍ؟ إِذَا لَمْ نَنْتَبِهْ، فَقَدْ نَسْمَحُ لِٱخْتِلَافَاتٍ كَهٰذِهِ أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا وَتُفْسِدَ وَحْدَتَنَا. فَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْوُقُوعَ فِي هٰذَا ٱلشَّرَكِ؟ قَدَّمَ بُولُسُ نَصِيحَةً عَمَلِيَّةً لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَفَسُسَ، ٱلَّتِي كَانَتْ مَدِينَةً مُزْدَهِرَةً يَسْكُنُهَا أُنَاسٌ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْأَشْكَالِ وَٱلْأَجْنَاسِ. (اف ٤:١-٣) فَقَدْ عَدَّدَ صِفَاتٍ كَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْوَدَاعَةِ وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ وَٱلْمَحَبَّةِ. وَيُمْكِنُ تَشْبِيهُ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ بِٱلْأَعْمِدَةِ ٱلَّتِي يَرْتَكِزُ عَلَيْهَا ٱلْبَيْتُ. ب١٦/٦ ٣:١٧، ١٨.
اَلثُّلَاثَاءُ ٩ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
أَبْقُوا عُيُونَكُمْ مَفْتُوحَةً وَٱحْتَرِسُوا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ. — لو ١٢:١٥.
يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ نَكُونَ عَبِيدًا لِلْمَالِ، لَا لِيَهْوَهَ. (مت ٦:٢٤) وَلٰكِنْ إِذَا كَانَ هَمُّنَا ٱلْوَحِيدُ تَجْمِيعَ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ، تُصْبِحُ حَيَاتُنَا بِلَا مَعْنًى. كَمَا يُمْكِنُ أَنْ نَتَثَبَّطَ أَوْ نَقَعَ فِي مَشَاكِلَ مَالِيَّةٍ. وَٱلْأَسْوَأُ هُوَ أَنَّنَا قَدْ نَخْسَرُ إِيمَانَنَا بِيَهْوَهَ وَمَلَكُوتِهِ. (١ تي ٦:٩، ١٠؛ رؤ ٣:١٧) وَهٰذَا مَا أَوْضَحَهُ يَسُوعُ فِي مَثَلِ ٱلزَّارِعِ. فَحِينَ تُزْرَعُ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ، فَإِنَّ «قُوَّةَ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةَ وَشَهَوَاتِ بَاقِي ٱلْأَشْيَاءِ تَغْزُو وَتَخْنُقُ ٱلْكَلِمَةَ، فَتَصِيرُ بِلَا ثَمَرٍ». (مر ٤:١٤، ١٨، ١٩) وَفِيمَا نَقْتَرِبُ مِنْ نِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا، لَيْسَ ٱلْوَقْتُ ٱلْآنَ لِنُكَدِّسَ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ. فَلَا يَجِبُ أَنْ نَتَوَقَّعَ أَنْ نَعْبُرَ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ مَعَ مُمْتَلَكَاتِنَا، مَهْمَا كَانَتْ عَزِيزَةً عَلَيْنَا. — ام ١١:٤؛ مت ٢٤:٢١، ٢٢. ب١٦/٧ ١:٥، ٦.
اَلْأَرْبِعَاءُ ١٠ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
نَحْنُ جَمِيعًا نِلْنَا نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. — يو ١:١٦.
فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ، يَذْهَبُ صَاحِبُ كَرْمٍ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ إِلَى سَاحَةِ ٱلسُّوقِ لِيَسْتَأْجِرَ عُمَّالًا لِكَرْمِهِ. فَيَتَّفِقُ مَعَ بَعْضِ ٱلرِّجَالِ عَلَى أُجْرَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَيَبْدَأُونَ بِٱلْعَمَلِ. لٰكِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْعُمَّالِ، فَيَعُودُ إِلَى سَاحَةِ ٱلسُّوقِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى خِلَالَ ٱلْيَوْمِ لِيَسْتَأْجِرَ عُمَّالًا إِضَافِيِّينَ. وَهُوَ يَعْرِضُ أَجْرًا عَادِلًا حَتَّى عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْجِرُهُمْ فِي آخِرِ ٱلنَّهَارِ. وَعِنْدَ ٱلْمَسَاءِ، يَجْمَعُ ٱلْعُمَّالَ لِيُعْطِيَهُمْ أُجْرَتَهُمْ. فَيُعْطِي كُلًّا مِنْهُمُ ٱلْمَبْلَغَ نَفْسَهُ، سَوَاءٌ عَمِلُوا سَاعَاتٍ كَثِيرَةً أَوْ سَاعَةً وَاحِدَةً فَقَطْ. وَلٰكِنْ عِنْدَمَا يَرَى ذٰلِكَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَأْجَرَهُمْ أَوَّلًا، يَبْدَأُونَ بِٱلتَّذَمُّرِ. فَيُجِيبُهُمْ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ: ‹أَلَمْ تَتَّفِقُوا مَعِي عَلَى ٱلْأَجْرِ ٱلَّذِي عَرَضْتُهُ؟ أَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أُعْطِيَ كُلَّ ٱلْعُمَّالِ مَا أُرِيدُ؟ أَمْ هَلْ أَنْتُمْ حَسُودُونَ لِأَنِّي أَنَا كَرِيمٌ؟›. (مت ٢٠:١-١٥) هٰذَا ٱلْمَثَلُ ٱلَّذِي رَوَاهُ يَسُوعُ يُعَلِّمُنَا دَرْسًا مُهِمًّا عَنْ «نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». — ٢ كو ٦:١. ب١٦/٧ ٣:١، ٢.
اَلْخَمِيسُ ١١ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا. اُكْتُبْ، لِأَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ أَمِينَةٌ وَحَقَّةٌ. — رؤ ٢١:٥.
كَمْ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ ٱلْآنَ، أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى، أَنْ نَكْرِزَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِيمَا تَقْتَرِبُ ٱلنِّهَايَةُ! (مر ١٣:١٠) وَيَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّ بِشَارَتَنَا تُبْرِزُ نِعْمَةَ يَهْوَهَ. فَهَدَفُنَا مِنَ ٱلْكِرَازَةِ هُوَ إِكْرَامُهُ. وَنَحْنُ نُحَقِّقُ هٰذَا ٱلْهَدَفَ عِنْدَمَا نُخْبِرُ ٱلنَّاسَ أَنَّ كُلَّ بَرَكَاتِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ سَتَكُونُ مُمْكِنَةً بِفَضْلِ نِعْمَةِ يَهْوَهَ. وَحِينَ نَكْرِزُ لِلْآخَرِينَ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُوضِحَ لَهُمْ أَنَّهُ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ، سَيَسْتَفِيدُ ٱلْبَشَرُ كَامِلًا مِنْ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ وَسَيَصِلُونَ تَدْرِيجِيًّا إِلَى ٱلْكَمَالِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «تُحَرَّرُ ٱلْخَلِيقَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ وَتَنَالُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ». (رو ٨:٢١) وَهٰذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ لَوْلَا نِعْمَةُ يَهْوَهَ. ب١٦/٧ ٤:١٧-١٩.
اَلْجُمُعَةُ ١٢ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
لِيُؤَدِّ ٱلزَّوْجُ لِزَوْجَتِهِ حَقَّهَا ٱلْوَاجِبَ، وَكَذٰلِكَ ٱلزَّوْجَةُ أَيْضًا لِزَوْجِهَا. — ١ كو ٧:٣.
يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ تَعَابِيرِ ٱلْحُبِّ بَيْنَ ٱلرَّجُلِ وَٱلْمَرْأَةِ، لٰكِنَّهُ لَا يَضَعُ قَوَاعِدَ بِشَأْنِهَا، وَلَا يُحَدِّدُ إِلَى أَيِّ مَدًى يَجِبُ إِظْهَارُهَا. (نش ١:٢؛ ٢:٦) وَهٰذِهِ ٱلتَّعَابِيرُ يَجِبُ أَنْ تَعْكِسَ ٱلرِّقَّةَ وَٱلْحَنَانَ. وَحِينَ تَكُونُ مَحَبَّتُنَا لِلّٰهِ وَلِلْقَرِيبِ قَوِيَّةً، لَنْ نَسْمَحَ لِأَحَدٍ أَوْ لِشَيْءٍ بِأَنْ يُهَدِّدَ زَوَاجَنَا أَوْ زَوَاجَ ٱلْآخَرِينَ. لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ وَقَعُوا فِي مَشَاكِلَ زَوْجِيَّةٍ أَوْ هَدَمُوا زَوَاجَهُمْ بِسَبَبِ إِدْمَانِهِمْ عَلَى ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ. لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نُقَاوِمَ بِشِدَّةٍ أَيَّ مَيْلٍ إِلَى تِلْكَ ٱلْمَوَادِّ أَوْ أَيَّ ٱنْجِذَابٍ جِنْسِيٍّ إِلَى شَخْصٍ غَيْرِ رَفِيقِ زَوَاجِنَا. حَتَّى إِنَّنَا لَا يَجِبُ أَنْ نُعْطِيَ ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّنَا نُغَازِلُ شَخْصًا لَيْسَ رَفِيقَ زَوَاجِنَا. فَهٰذَا تَصَرُّفٌ لَا يَدُلُّ عَلَى مَحَبَّةٍ. وَحِينَ نَتَذَكَّرُ أَنَّ ٱللّٰهَ يَعْرِفُ كُلَّ أَفْكَارِنَا وَيَرَى كُلَّ تَصَرُّفَاتِنَا، يَقْوَى تَصْمِيمُنَا عَلَى أَنْ نُرْضِيَهُ وَنَبْقَى طَاهِرِينَ. — مت ٥:٢٧، ٢٨؛ عب ٤:١٣. ب١٦/٨ ٢:٧-٩.
اَلسَّبْتُ ١٣ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ لِأَجْلِكُمْ وَسَائِلِينَ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً. — كو ١:٩.
بِقِرَاءَةِ وَدَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، كَانَ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ فِي كُولُوسِّي سَيَنَالُونَ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْفَهْمَ لِيَعْرِفُوا كَيْفَ يَسِيرُونَ «كَمَا يَحِقُّ لِيَهْوَهَ بُغْيَةَ إِرْضَائِهِ كَامِلًا». وَهٰذَا سَيُسَاعِدُهُمْ أَيْضًا أَنْ يَنْجَحُوا «فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ»، وَخُصُوصًا عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ. (كو ١:١٠) لِذٰلِكَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُوضِحَ لِتَلَامِيذِنَا أَنَّ قِرَاءَةَ وَدَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ يُفِيدَانِهِمْ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ. وَلٰكِنْ قَبْلَ ذٰلِكَ، عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ مُقْتَنِعِينَ بِأَهَمِّيَّتِهِمَا. فَيَجِبُ أَنْ نَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَنَتَأَمَّلَ فِيهِ بِٱنْتِظَامٍ، وَهٰذَا سَيُفِيدُنَا فِي حَيَاتِنَا وَخِدْمَتِنَا. مَثَلًا، حِينَ يَطْرَحُ صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ أَسْئِلَةً صَعْبَةً، نَسْتَطِيعُ أَنْ نُعْطِيَهُ أَجْوِبَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَإِذَا أَخْبَرْنَا ٱلْآخَرِينَ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ مِنْ دَرْسِنَا ٱلشَّخْصِيِّ، نُشَجِّعُهُمْ أَنْ يَسْتَفِيدُوا هُمْ أَيْضًا مِنْ دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِٱجْتِهَادٍ. ب١٦/٨ ٤:٣، ٤.
اَلْأَحَدُ ١٤ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
مُصَارَعَتُنَا هِيَ ضِدُّ ٱلْقُوَى ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلشِّرِّيرَةِ فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ. — اف ٦:١٢.
مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَلَّا نَتَأَثَّرَ بِتَعَالِيمِ ٱلْعَالَمِ وَفَلْسَفَاتِهِ وَعَادَاتِهِ ٱلْمُؤْذِيَةِ، كَٱلْعَهَارَةِ وَٱلتَّدْخِينِ وَتَعَاطِي ٱلْكُحُولِ وَٱلْمُخَدِّرَاتِ. كَمَا يَلْزَمُ أَنْ نُحَارِبَ بِٱسْتِمْرَارٍ ٱلتَّثَبُّطَ وَضَعَفَاتِ جَسَدِنَا. (٢ كو ١٠:٣-٦؛ كو ٣:٥-٩) وَلٰكِنْ هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَهْزِمَ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَعْدَاءَ ٱلْأَقْوِيَاءَ؟ بِٱلتَّأْكِيدِ. إِنَّمَا ذٰلِكَ لَيْسَ سَهْلًا أَبَدًا. فَبَعْدَمَا شَبَّهَ بُولُسُ نَفْسَهُ بِمُلَاكِمٍ، قَالَ: «أُسَدِّدُ ضَرَبَاتِي بِحَيْثُ لَا أَضْرِبُ ٱلْهَوَاءَ». (١ كو ٩:٢٦) فَيَجِبُ أَنْ نُصَارِعَ أَعْدَاءَنَا، مِثْلَمَا يُصَارِعُ ٱلْمُلَاكِمُ خَصْمَهُ. وَيَهْوَهُ يُدَرِّبُنَا وَيَدْعَمُنَا فِي هٰذَا ٱلصِّرَاعِ. فَهُوَ يُرْشِدُنَا بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ. وَيُسَاعِدُنَا أَيْضًا مِنْ خِلَالِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَٱلْمَحَافِلِ. وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نُطَبِّقَ كَامِلًا مَا نَتَعَلَّمُهُ. ب١٦/٩ ٢:٢، ٣.
اَلْإِثْنَيْنُ ١٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اَلْمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ. — رو ١٥:٣.
فَضَّلَ يَسُوعُ فِعْلَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ وَمُسَاعَدَةَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى رَاحَتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. لِذٰلِكَ، تَمَثُّلًا بِهِ، لَنْ نَخْتَارَ ثِيَابًا لِمُجَرَّدِ أَنَّهَا تُعْجِبُنَا، لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تَمْنَعُ ٱلنَّاسَ مِنْ سَمَاعِ رِسَالَتِنَا. (رو ١٥:٢) وَتَقَعُ عَلَى ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَسْؤُولِيَّةُ تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ إِطَاعَةَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ. فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَتَأَكَّدُوا أَنَّهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ يَخْتَارُونَ لِبَاسًا مُحْتَشِمًا يُفَرِّحُ قَلْبَ يَهْوَهَ. (ام ٢٢:٦؛ ٢٧:١١) وَكَيْفَ يُدَرِّبُونَ أَوْلَادَهُمْ عَلَى ٱحْتِرَامِ إِلٰهِنَا ٱلْقُدُّوسِ وَمَقَايِيسِهِ؟ حِينَ يَرْسُمُونَ لَهُمُ ٱلْمِثَالَ، وَيُعَلِّمُونَهُمْ بِمَحَبَّةٍ أَيْنَ وَكَيْفَ يَشْتَرُونَ مَلَابِسَ لَائِقَةً. فَيَجِبُ أَنْ يَخْتَارَ ٱلْأَوْلَادُ مَلَابِسَ تُعْجِبُهُمْ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تُكْرِمُ يَهْوَهَ، ٱلْإِلٰهَ ٱلَّذِي يُمَثِّلُونَهُ. ب١٦/٩ ٣:١٣، ١٤.
اَلثُّلَاثَاءُ ١٦ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
لَيْسَ تِلْمِيذٌ أَسْمَى مِنْ مُعَلِّمِهِ، بَلْ كُلُّ مَنْ يَتَلَقَّى تَعْلِيمًا كَامِلًا يَصِيرُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ. — لو ٦:٤٠.
أَصْغَى ٱلنَّاسُ إِلَى يَسُوعَ بِٱنْتِبَاهٍ لِأَنَّهُ أَحَبَّ يَهْوَهَ وَعَرَفَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ جَيِّدًا. كَمَا أَنَّهُمْ شَعَرُوا أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ. (لو ٢٤:٣٢؛ يو ٧:٤٦) بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، حِينَ يَرَى وَلَدُكَ أَنَّكَ تُحِبُّ يَهْوَهَ، قَدْ يَنْدَفِعُ إِلَى مَحَبَّتِهِ هُوَ أَيْضًا. (تث ٦:٥-٨؛ لو ٦:٤٥) لِذَا ٱدْرُسْ بِٱجْتِهَادٍ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَمَطْبُوعَاتِنَا. وَتَعَلَّمْ عَنْ خَلِيقَةِ يَهْوَهَ. (مت ٦:٢٦، ٢٨) وَكُلَّمَا تَوَسَّعَتْ مَعْرِفَتُكَ وَزَادَ تَقْدِيرُكَ لِيَهْوَهَ، أَصْبَحْتَ مُجَهَّزًا بِشَكْلٍ أَفْضَلَ لِتُعَلِّمَ أَوْلَادَكَ. وَحِينَ تَنْغَرِسُ حَقَائِقُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي قَلْبِكَ، تَنْدَفِعُ إِلَى إِخْبَارِ أَوْلَادِكَ عَنْهَا. فَلَا تَكْتَفِ بِذِكْرِهَا أَثْنَاءَ ٱلتَّحْضِيرِ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَوْ خِلَالَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. بَلِ ٱسْتَغِلَّ ٱلْأَوْقَاتَ ٱلَّتِي تَكُونُونَ فِيهَا مَعًا لِتُعَلِّمَهُمْ عَنْ يَهْوَهَ. ب١٦/٩ ٥:٦، ٧.
اَلْأَرْبِعَاءُ ١٧ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ مَنْ يُحْسِنُ ٱلتَّكَلُّمَ بِٱلْيَهُودِيَّةِ. — نح ١٣:٢٤.
عِنْدَمَا نَقْرَأُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ، قَدْ لَا نَفْهَمُهَا كَامِلًا، مِمَّا يُعَرِّضُ رُوحِيَّاتِنَا لِلْخَطَرِ. مَثَلًا، فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْخَامِسِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ، قَلِقَ نَحَمْيَا عَلَى بَعْضِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلْيَهُودِ ٱلْعَائِدِينَ مِنْ بَابِلَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَتَكَلَّمُوا ٱللُّغَةَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ. فَبِمَا أَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا كَامِلًا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ، كَانُوا يَخْسَرُونَ شَيْئًا فَشَيْئًا هُوِيَّتَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلّٰهِ. (نح ٨:٢، ٨) وَقَدْ لَاحَظَ بَعْضُ ٱلْآبَاءِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ فِي حَقْلٍ أَجْنَبِيٍّ أَنَّ أَوْلَادَهُمْ يَفْقِدُونَ تَدْرِيجِيًّا ٱهْتِمَامَهُمْ بِٱلْحَقِّ. فَمَا ٱلسَّبَبُ؟ عِنْدَمَا نَقْرَأُ مَوَادَّ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ، قَدْ لَا تَمَسُّ قَلْبَنَا مِثْلَمَا نَقْرَأُهَا بِلُغَتِنَا ٱلْأُمِّ. كَمَا أَنَّ ٱلتَّوَاصُلَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ بِصُعُوبَةٍ قَدْ يُجْهِدُنَا، مَا يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى رُوحِيَّاتِنَا. لِذٰلِكَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى رُوحِيَّاتِنَا فِيمَا نُبْقِي رَغْبَتَنَا قَوِيَّةً فِي هٰذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ. — مت ٤:٤. ب١٦/١٠ ٢:٤-٦.
اَلْخَمِيسُ ١٨ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ عَلَى حَقَائِقَ لَا تُرَى. — عب ١١:١.
اَلْإِيمَانُ صِفَةٌ نَادِرَةٌ لَا يَتَحَلَّى بِهَا كُلُّ ٱلْبَشَرِ. (٢ تس ٣:٢) لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَمْنَحُ ٱلْإِيمَانَ لِكُلِّ خُدَّامِهِ. (رو ١٢:٣؛ غل ٥:٢٢) فَكَمْ نَشْكُرُهُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْهِبَةِ ٱلثَّمِينَةِ! كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْحَبِيبَ فِدْيَةً كَيْ يَنَالَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا. وَٱلْإِيمَانُ بِهٰذِهِ ٱلْفِدْيَةِ يُتِيحُ لَهُمْ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِصَدَاقَةِ يَهْوَهَ وَيَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. (يو ٦:٤٤، ٦٥؛ رو ٦:٢٣) فَمَا أَعْظَمَ لُطْفَهُ! فَرَغْمَ أَنَّنَا خُطَاةٌ وَنَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ، رَأَى فِينَا ٱلْقُدْرَةَ عَلَى فِعْلِ ٱلصَّلَاحِ. (مز ١٠٣:١٠) لِذَا فَتَحَ قَلْبَنَا لِنَقْبَلَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ يَسُوعَ وَذَبِيحَتِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ. وَلِأَنَّنَا نُؤْمِنُ بِٱلْمَسِيحِ وَنَتْبَعُهُ، نَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلْعَيْشِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. — ١ يو ٤:٩، ١٠. ب١٦/١٠ ٤:١، ٢.
اَلْجُمُعَةُ ١٩ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
شَجَّعَهُمْ بُولُسُ هُنَاكَ بِكَلَامٍ كَثِيرٍ. — اع ٢٠:٢.
أَتَى بُولُسُ فِي رَسَائِلِهِ عَلَى ذِكْرِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْحُلْوَةِ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا رُفَقَاؤُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ. فَرَغْمَ أَنَّهُ سَافَرَ مَعَ بَعْضِهِمْ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً وَرَأَى عُيُوبَهُمْ، تَكَلَّمَ عَنْهُمْ بِإِيجَابِيَّةٍ. مَثَلًا دَعَا تِيمُوثَاوُسَ: «وَلَدِي ٱلْحَبِيبُ وَٱلْأَمِينُ فِي ٱلرَّبِّ». وَقَالَ إِنَّهُ يَهْتَمُّ بِرُفَقَائِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا. (١ كو ٤:١٧؛ في ٢:١٩، ٢٠) وَفِي رِسَالَتِهِ إِلَى كُورِنْثُوسَ، مَدَحَ تِيطُسَ وَقَالَ عَنْهُ إِنَّهُ ‹شَرِيكُهُ وَرَفِيقُهُ فِي ٱلْعَمَلِ›. (٢ كو ٨:٢٣) وَلَا شَكَّ أَنَّ تِيمُوثَاوُسَ وَتِيطُسَ تَشَجَّعَا كَثِيرًا حِينَ عَرَفَا رَأْيَ بُولُسَ فِيهِمَا. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، خَاطَرَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا بِحَيَاتِهِمَا كَيْ يُشَجِّعَا ٱلْإِخْوَةَ. مَثَلًا، بَعْدَمَا تَعَرَّضَا لِهَجَمَاتٍ وَحْشِيَّةٍ فِي لِسْتَرَةَ، عَادَا إِلَيْهَا لِيُشَجِّعَا ٱلتَّلَامِيذَ ٱلْجُدُدَ أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْإِيمَانِ. (اع ١٤:١٩-٢٢) وَرَغْمَ أَنَّ بُولُسَ وَاجَهَ جَمْعًا غَاضِبًا فِي أَفَسُسَ، بَقِيَ هُنَاكَ مُدَّةً مِنَ ٱلْوَقْتِ لِتَشْجِيعِ ٱلْإِخْوَةِ. — اع ٢٠:١. ب١٦/١١ ١:١٠، ١١.
اَلسَّبْتُ ٢٠ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
كُونُوا مُتَّحِدِينَ فِي ٱلْفِكْرِ نَفْسِهِ وَٱلرَّأْيِ عَيْنِهِ. — ١ كو ١:١٠.
كَيْفَ يُوَجِّهُ يَهْوَهُ وَيُعَلِّمُ مَنْ يُؤَلِّفُونَ ٱلْجُزْءَ ٱلْأَرْضِيَّ مِنْ هَيْئَتِهِ ٱلْيَوْمَ؟ بِوَاسِطَةِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ» ٱلَّذِي يَعْمَلُ تَحْتَ إِشْرَافِ ٱلْمَسِيحِ، «رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ». (مت ٢٤:٤٥-٤٧؛ اف ٥:٢٣) وَكَٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، يَقْبَلُ هٰذَا ٱلْعَبْدُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُوحَى بِهَا وَيُقَدِّرُهَا فِعْلًا. (١ تس ٢:١٣) فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ تَنْصَحُنَا أَنْ نَحْضُرَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ. (عب ١٠:٢٤، ٢٥) وَتُشَجِّعُنَا أَنْ نَكُونَ مُوَحَّدِينَ فِي ٱلتَّعْلِيمِ نَفْسِهِ. كَذٰلِكَ تُوصِينَا أَنْ نَضَعَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا. (مت ٦:٣٣) وَتُشَدِّدُ أَيْضًا عَلَى مَسْؤُولِيَّتِنَا وَٱمْتِيَازِنَا أَنْ نُبَشِّرَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْعَامَّةِ، وَحَيْثُمَا يُوجَدُ أُنَاسٌ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ اع ٥:٤٢؛ ١٧:١٧؛ ٢٠:٢٠) كَمَا تَطْلُبُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. (١ كو ٥:١-٥، ١٣؛ ١ تي ٥:١٩-٢١) وَتُوصِي كُلَّ مَنْ فِي هَيْئَةِ ٱللّٰهِ أَنْ يَكُونَ طَاهِرًا جَسَدِيًّا وَرُوحِيًّا. — ٢ كو ٧:١. ب١٦/١١ ٣:٧، ٨.
اَلْأَحَدُ ٢١ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اُخْرُجُوا مِنْهَا، يَا شَعْبِي. — رؤ ١٨:٤.
قَبْلَ أَنْ تَنْدَلِعَ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُولَى بِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، أَدْرَكَ تْشَارْلْز تَاز رَصِل وَرِفَاقُهُ أَنَّ كَنَائِسَ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ لَا تُعَلِّمُ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِذَا صَمَّمُوا أَلَّا تَكُونَ لَهُمْ أَيَّةُ عَلَاقَةٍ بِٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. وَفِي تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٨٧٩، حَدَّدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِصَرَاحَةٍ مَوْقِفَهَا ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، قَائِلَةً: «كُلُّ كَنِيسَةٍ تَدَّعِي أَنَّهَا عَذْرَاءُ طَاهِرَةٌ مَخْطُوبَةٌ لِلْمَسِيحِ، لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَاقِعِ تَتَحَالَفُ مَعَ ٱلْعَالَمِ (ٱلْوَحْشِ) وَتَنَالُ مِنْهُ ٱلدَّعْمَ، يَجِبُ أَنْ نَدِينَهَا بِأَنَّهَا كَنِيسَةٌ زَانِيَةٌ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ». وَكَانُوا يَقْصِدُونَ بِذٰلِكَ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ. (رؤ ١٧:١، ٢) وَقَدْ عَرَفَ ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّهُمْ لَنْ يَنَالُوا رِضَى ٱللّٰهِ مَا دَامُوا يَدْعَمُونَ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ. لِذَا كَتَبَ عَدِيدُونَ رَسَائِلَ يُعْلِنُونَ فِيهَا ٱنْسِحَابَهُمْ مِنْ كَنَائِسِهِمْ. ب١٦/١١ ٥:٢، ٣.
اَلْإِثْنَيْنُ ٢٢ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اَلَّذِينَ هُمْ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ يُوَجِّهُونَ فِكْرَهُمْ إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ. — رو ٨:٥.
لَرُبَّمَا سَمِعْتَ رُومَا ٨:١٥-١٧ تُقْرَأُ خِلَالَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ. فَعَلَى ضَوْءِ هٰذِهِ ٱلْآيَاتِ، يَعْرِفُ ٱلْمَمْسُوحُونَ أَنَّ رَجَاءَهُمْ سَمَاوِيٌّ لِأَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يَشْهَدُ مَعَ رُوحِهِمْ. إِنَّ هٰذَا ٱلْإِصْحَاحَ مُوَجَّهٌ بِشَكْلٍ خَاصٍّ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ. فَهُمْ مَنْ يَنَالُونَ «ٱلرُّوحَ» وَ ‹يَنْتَظِرُونَ ٱلتَّبَنِّيَ، ٱلْفِدَاءَ مِنْ أَجْسَادِهِمِ› ٱللَّحْمِيَّةِ. (رو ٨:٢٣) فَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، سَيُصْبِحُونَ أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَقَدْ غَفَرَ لَهُمْ يَهْوَهُ خَطَايَاهُمْ عَلَى أَسَاسِ ٱلْفِدْيَةِ. وَهٰكَذَا بَرَّرَهُمْ بِصِفَتِهِمْ أَبْنَاءَهُ ٱلرُّوحِيِّينَ. (رو ٣:٢٣-٢٦؛ ٤:٢٥؛ ٨:٣٠) لٰكِنَّ ٱلْإِصْحَاحَ ٱلثَّامِنَ مِنْ رُومَا يَهُمُّ أَيْضًا ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ. فَهُمْ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ أَبْرَارٌ. وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، يَسْتَفِيدُونَ هُمْ أَيْضًا مِنَ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي هٰذَا ٱلْإِصْحَاحِ. ب١٦/١٢ ٢:١-٣.
اَلثُّلَاثَاءُ ٢٣ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
لَا تَحْمِلُوا هَمًّا. — مت ٦:٣٤.
طَبْعًا، لَمْ يَقْصِدْ يَسُوعُ أَنَّ خَادِمَ ٱللّٰهِ لَنْ يَقْلَقَ أَوْ يَحْمِلَ هَمًّا أَبَدًا فِي حَيَاتِهِ. بَلْ كَانَ يُعَلِّمُ تَلَامِيذَهُ أَنَّ ٱلْهَمَّ بِلَا لُزُومٍ أَوِ ٱلزَّائِدَ عَنِ ٱللُّزُومِ لَنْ يَحُلَّ ٱلْمَشَاكِلَ. فَكُلَّ يَوْمٍ فِيهِ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَصَاعِبِ وَٱلضُّغُوطِ، وَلَا دَاعِيَ أَنْ نُفَكِّرَ فِي أَحْزَانِ ٱلْمَاضِي وَمَخَاوِفِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ وَنَزِيدَهَا عَلَى هُمُومِ ٱلْحَاضِرِ. فَمَا فَائِدَةُ أَنْ تَقْلَقَ بِشَأْنِ أُمُورٍ لَمْ تَحْصُلْ بَعْدُ؟ فَفِي أَغْلَبِ ٱلْأَوْقَاتِ، لَا يَسُوءُ ٱلْوَضْعُ إِلَى ٱلدَّرَجَةِ ٱلَّتِي تَخَيَّلْتَهَا. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، مَا مِنْ ظَرْفٍ إِلَّا وَيَسْتَطِيعُ يَهْوَهُ أَنْ يَتَحَكَّمَ فِيهِ. لِذَا كُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّهُ سَيُبَارِكُ خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ وَيُرِيحُ قُلُوبَهُمْ مِنْ هُمُومِ ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ وَٱلْمُسْتَقْبَلِ. ب١٦/١٢ ٣:١٣، ١٦.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٢٤ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اَلْحِكْمَةُ مَعَ ٱلْمُحْتَشِمِينَ. — ام ١١:٢.
كَانَ شَاوُلُ رَجُلًا مُحْتَشِمًا وَمُتَوَاضِعًا عِنْدَمَا ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ. (١ صم ٩:١، ٢، ٢١؛ ١٠:٢٠-٢٤) لٰكِنَّهُ بَعْدَ ذٰلِكَ رَاحَ يَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ. مَثَلًا، عِنْدَمَا لَمْ يَأْتِ ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ، فَقَدَ شَاوُلُ صَبْرَهُ. فَٱلْفِلِسْطِيُّونَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ، وَبَدَأَ ٱلشَّعْبُ يَتَفَرَّقُ عَنْهُ. فَتَسَرَّعَ شَاوُلُ وَقَرَّبَ ذَبِيحَةً لِلّٰهِ، مَعَ أَنَّ هٰذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ حَقِّهِ. (١ صم ١٣:٥-٩) وَحِينَ وَصَلَ صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ، وَبَّخَ شَاوُلَ عَلَى مَا فَعَلَ. وَلٰكِنْ بَدَلَ أَنْ يَعْتَرِفَ شَاوُلُ بِخَطَئِهِ، ٱبْتَدَأَ يُبَرِّرُ نَفْسَهُ وَيَلُومُ ٱلْآخَرِينَ. (١ صم ١٣:١٠-١٤) وَلَيْسَ هٰذَا فَقَطْ، بَلِ ٱسْتَمَرَّ يَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ. فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُ خَسِرَ ٱلْمُلْكَ، وَٱلْأَسْوَأُ أَنَّهُ خَسِرَ رِضَى يَهْوَهَ. (١ صم ١٥:٢٢، ٢٣) وَهٰكَذَا ٱنْتَهَتْ حَيَاتُهُ نِهَايَةً مَأْسَاوِيَّةً، مَعَ أَنَّ بِدَايَاتِهِ كَانَتْ نَاجِحَةً. — ١ صم ٣١:١-٦. ب١٧/١ ٣:١، ٢.
اَلْخَمِيسُ ٢٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
وَجَدْتُ دَاوُدَ رَجُلًا يُوَافِقُ قَلْبِي. — اع ١٣:٢٢.
بَرْهَنَ مَسْلَكُ حَيَاةِ دَاوُدَ أَنَّهُ إِنْسَانٌ أَمِينٌ. مَعَ ذٰلِكَ، ٱرْتَكَبَ ذَاتَ مَرَّةٍ خَطِيَّةً خَطِيرَةً. فَقَدْ زَنَى مَعَ بَثْشَبَعَ. (٢ صم ١١:١-٢١) لٰكِنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَرْجِعَ بِٱلزَّمَنِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَيُصَحِّحَ خَطَأَهُ. وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَيْضًا أَنْ يُفْلِتَ مِنْ عَوَاقِبِ خَطِيَّتِهِ. حَتَّى إِنَّهُ عَانَى بَقِيَّةَ حَيَاتِهِ بِسَبَبِ مَا فَعَلَ. (٢ صم ١٢:١٠-١٢، ١٤) لِذٰلِكَ ٱحْتَاجَ دَاوُدُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ. فَقَدْ لَزِمَ أَنْ يَثِقَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَغْفِرُ لَهُ عَلَى أَسَاسِ تَوْبَتِهِ ٱلصَّادِقَةِ، وَسَيُسَاعِدُهُ عَلَى تَحَمُّلِ ٱلْعَوَاقِبِ. وَنَحْنُ أَيْضًا، نُخْطِئُ بِسَبَبِ نَقْصِنَا. حَتَّى إِنَّنَا قَدْ نَرْتَكِبُ خَطَايَا خَطِيرَةً. وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَحِّحَهَا، فَنُضْطَرُّ إِلَى تَحَمُّلِ عَوَاقِبِهَا. (غل ٦:٧) لٰكِنَّنَا نَثِقُ بِوَعْدِ ٱللّٰهِ لَنَا أَنَّنَا إِذَا تُبْنَا فَسَيَدْعَمُنَا، وَلَوْ كُنَّا نَحْنُ ٱلْمَلُومِينَ عَلَى مَشَاكِلِنَا. — اش ١:١٨، ١٩؛ اع ٣:١٩. ب١٧/١ ١:١٠-١٢.
اَلْجُمُعَةُ ٢٦ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اَلْبَشَرُ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَكْتَشِفُوا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي عُمِلَ تَحْتَ ٱلشَّمْسِ، وَمَهْمَا كَدَّ ٱلْبَشَرُ فِي ٱلطَّلَبِ، فَلَا يَكْتَشِفُونَهُ. وَإِنْ قَالُوا إِنَّهُمْ حُكَمَاءُ كِفَايَةً حَتَّى يَعْلَمُوا، لَا يَسْتَطِيعُونَ ٱكْتِشَافَهُ. — جا ٨:١٧.
يُمَكِّنُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ مِنِ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ عِنْدَمَا لَا نَسْتَطِيعُ ٱلتَّحَكُّمَ فِي مُجْرَيَاتِ ٱلْأُمُورِ. مَثَلًا، نُفَكِّرُ فِي ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ، وَلٰكِنْ تُرَاوِدُنَا أَحْيَانًا بَعْضُ ٱلْمَخَاوِفِ. فَمَاذَا لَوْ مَرِضْنَا؟ أَوْ مَاذَا لَوِ ٱحْتَاجَ وَالِدُونَا ٱلْمُسِنُّونَ إِلَى رِعَايَةٍ؟ أَوْ كَيْفَ نَعْتَنِي بِأَنْفُسِنَا حِينَ نَكْبُرُ؟ لَنْ نَسْتَطِيعَ ٱلْإِجَابَةَ عَنْ كُلِّ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ، مَهْمَا صَلَّيْنَا أَوْ أَجْرَيْنَا مِنْ أَبْحَاثٍ. وَلٰكِنْ إِذَا وَثِقْنَا بِيَهْوَهَ، نَعْرِفُ حُدُودَنَا وَنَقْبَلُهَا. فَبَعْدَ ٱلْبَحْثِ وَٱلصَّلَاةِ وَٱسْتِشَارَةِ ٱلْإِخْوَةِ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَّبِعَ تَوْجِيهَ رُوحِ ٱللّٰهِ. (جا ١١:٤-٦) وَهٰكَذَا يُبَارِكُ يَهْوَهُ قَرَارَنَا أَوْ يُوَجِّهُنَا لِنَتَّخِذَ قَرَارًا آخَرَ. — ام ١٦:٣، ٩. ب١٧/١ ٤:١٤.
اَلسَّبْتُ ٢٧ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
لَا تَأْكُلْ مِنْهَا. — تك ٢:١٧.
لَزِمَ أَنْ يُقَرِّرَ آدَمُ وَحَوَّاءُ هَلْ يَسْمَعَانِ لِيَهْوَهَ أَمِ ٱلْحَيَّةِ. وَلِلْأَسَفِ، ٱخْتَارَا أَنْ يَتَمَرَّدَا عَلَى ٱللّٰهِ. (تك ٣:٦-١٣) وَنَتِيجَةَ هٰذَا ٱلتَّمَرُّدِ، لَمْ يَعُدْ آدَمُ وَحَوَّاءُ كَامِلَيْنِ. كَمَا أَنَّهُمَا صَارَا عَدُوَّيْنِ لِيَهْوَهَ، فَهُوَ لَا يَتَحَمَّلُ أَبَدًا رُؤْيَةَ ٱلشَّرِّ. (حب ١:١٣) وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ تَجَاهَلَ يَهْوَهُ خَطِيَّتَهُمَا؟ كَانَ سَيُعَرِّضُ خَيْرَ كُلِّ مَخْلُوقَاتِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ لِلْخَطَرِ. وَٱلْأَهَمُّ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ وَٱلْبَشَرَ كَانُوا سَيُشَكِّكُونَ فِي مِصْدَاقِيَّتِهِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَلْتَزِمُ دَائِمًا بِمَقَايِيسِهِ. (مز ١١٩:١٤٢) إِذًا، لَمْ تُعْطِ ٱلْإِرَادَةُ ٱلْحُرَّةُ ٱلْحَقَّ لآِدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ يُخَالِفَا وَصِيَّةَ يَهْوَهَ. وَبِسَبَبِ تَمَرُّدِهِمَا مَاتَا وَعَادَا إِلَى ٱلتُّرَابِ ٱلَّذِي خُلِقَا مِنْهُ. — تك ٣:١٩. ب١٧/٢ ١:٨، ١٠، ١١.
اَلْأَحَدُ ٢٨ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
لَا يَحْيَ ٱلْإِنْسَانُ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ يَهْوَهَ. — مت ٤:٤.
اِتَّبَعَ يَسُوعُ تَوْجِيهَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مِنْ بِدَايَةِ خِدْمَتِهِ وَإِلَى نِهَايَتِهَا. حَتَّى إِنَّهُ ٱقْتَبَسَ نُبُوَّتَيْنِ عَنِ ٱلْمَسِيَّا وَهُوَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ. (مت ٢٧:٤٦؛ لو ٢٣:٤٦) أَمَّا ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ فِي أَيَّامِهِ، فَتَجَاهَلُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ حِينَ تَعَارَضَتْ مَعَ تَقَالِيدِهِمْ. لِذَا ٱقْتَبَسَ يَسُوعُ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا عَنْهُمْ: «هٰذَا ٱلشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. عَبَثًا يَعْبُدُونَنِي، لِأَنَّهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا ٱلنَّاسِ». (مت ١٥:٧-٩) وَلَمْ يَسْتَنِدْ يَسُوعُ إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ فِي حَيَاتِهِ فَقَطْ بَلْ فِي تَعْلِيمِهِ أَيْضًا. فَعِنْدَمَا تَحَدَّاهُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ، لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ مُعْتَمِدًا عَلَى حِكْمَتِهِ أَوْ خِبْرَتِهِ. بَلْ لَجَأَ إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِصِفَتِهَا ٱلْمَرْجِعَ ٱلْأَوَّلَ وَٱلْأَخِيرَ. — مت ٢٢:٢٣-٤٠. ب١٧/٢ ٣:١٨، ١٩.
اَلْإِثْنَيْنُ ٢٩ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
أَكْرِمُوا شَتَّى ٱلنَّاسِ، أَكْرِمُوا ٱلْمَلِكَ. — ١ بط ٢:١٧.
يُظْهِرُ شُهُودُ يَهْوَهَ ٱلِٱحْتِرَامَ ٱللَّائِقَ لِلْمَسْؤُولِينَ ٱلْحُكُومِيِّينَ. طَبْعًا، لِكُلِّ بَلَدٍ عَادَاتُهُ. فَمَا يَطْلُبُهُ ٱلْمَسْؤُولُونَ يَخْتَلِفُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى آخَرَ. وَلٰكِنْ أَيْنَمَا كُنَّا، نَتَعَاوَنُ مَعَهُمْ لِأَنَّهُمْ يُؤَدُّونَ وَاجِبَهُمْ. أَمَّا إِذَا طَلَبُوا مِنَّا أَمْرًا يَتَعَارَضُ مَعَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، فَنَحْنُ نُطِيعُ وَنُكْرِمُ يَهْوَهَ لَا ٱلْإِنْسَانَ. (١ بط ٢:١٣-١٦) وَخُدَّامُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْمَاضِي رَسَمُوا لَنَا مِثَالًا حَسَنًا فِي إِكْرَامِ ٱلْحُكُومَاتِ وَٱلْمَسْؤُولِينَ. فَعِنْدَمَا أَصْدَرَ قَيْصَرُ أَمْرًا بِإِحْصَاءِ سُكَّانِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ، سَافَرَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ لِيَكْتَتِبَا، رَغْمَ أَنَّ مَرْيَمَ كَانَتْ عَلَى وَشْكِ أَنْ تَلِدَ. (لو ٢:١-٥) وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا مِثَالٌ حَسَنٌ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَعِنْدَمَا ٱتَّهَمَهُ ٱلْيَهُودُ بِجَرَائِمَ خَطِيرَةٍ، دَافَعَ عَنْ نَفْسِهِ بِٱحْتِرَامٍ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ هِيرُودُسَ أَغْرِيبَاسَ وَأَمَامَ فِسْتُوسَ، حَاكِمِ إِقْلِيمِ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلرُّومَانِيِّ. — اع ٢٥:١-١٢؛ ٢٦:١-٣. ب١٧/٣ ١:٩، ١٠.
اَلثُّلَاثَاءُ ٣٠ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ كُتِبَتْ تَحْذِيرًا لَنَا. — ١ كو ١٠:١١.
حِينَ تَشَبَّهَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَتَعَلَّمُوا أَعْمَالَهُمْ، حَرَمَهُمْ يَهْوَهُ مِنْ حِمَايَتِهِ وَرِعَايَتِهِ. (قض ٢:١-٣، ١١-١٥؛ مز ١٠٦:٤٠-٤٣) وَكَمْ صَعُبَ عَلَى ٱلْعَائِلَاتِ ٱلَّتِي تَخَافُ ٱللّٰهَ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى وَلَائِهَا لَهُ خِلَالَ تِلْكَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْحَرِجَةِ! لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَذْكُرُ أَشْخَاصًا حَافَظُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ، مِثْلَ يَفْتَاحَ وَأَلْقَانَةَ وَحَنَّةَ وَصَمُوئِيلَ. فَقَدْ صَمَّمَتْ عَائِلَاتٌ كَهٰذِهِ عَلَى نَيْلِ رِضَى ٱللّٰهِ. (١ صم ١:٢٠-٢٨؛ ٢:٢٦) وَفِي أَيَّامِنَا، يُفَكِّرُ ٱلنَّاسُ وَيَتَصَرَّفُونَ كَٱلْكَنْعَانِيِّينَ تَمَامًا. فَحَيَاتُهُمْ تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ ٱلْجِنْسِ وَٱلْعُنْفِ وَٱلْمَالِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّمُ لَنَا تَحْذِيرَاتٍ وَاضِحَةً لِيَحْمِيَنَا مِنْ تَأْثِيرَاتٍ كَهٰذِهِ، مِثْلَمَا حَاوَلَ أَنْ يَحْمِيَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَهَلْ نَأْخُذُ ٱلْعِبْرَةَ مِنْ أَخْطَائِهِمْ؟ (١ كو ١٠:٦-١٠) هَلْ نَبْذُلُ ٱلْجُهْدَ ٱللَّازِمَ لِنَتَجَنَّبَ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ حَوْلَنَا؟ — رو ١٢:٢. ب١٦/٤ ١:٤-٦.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٣١ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اَلْفَهِيمُ يَكْتَسِبُ هِدَايَةً. — ام ١:٥.
عِنْدَمَا نُوَاجِهُ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةً، عَلَيْنَا أَنْ نُفَكِّرَ فِيهَا مَلِيًّا، نُجْرِيَ ٱلْبَحْثَ، وَنَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ بِٱلصَّلَاةِ. وَيَلْزَمُ أَنْ نَثِقَ كَامِلًا بِإِرْشَادِهِ. فَهُوَ يُعْطِينَا أَفْضَلَ مَشُورَةٍ فِي كَلِمَتِهِ. وَيُعْطِينَا أَيْضًا ٱلصِّفَاتِ ٱللَّازِمَةَ لِكَيْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً تَنْسَجِمُ مَعَ مَشِيئَتِهِ. إِذًا، لِيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ مُسْبَقًا: ‹هَلْ يَعْكِسُ قَرَارِي مَحَبَّتِي لِيَهْوَهَ؟ هَلْ يَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ لِعَائِلَتِي؟ وَهَلْ يُظْهِرُ أَنِّي صَبُورٌ وَلَطِيفٌ؟›. لَا يُجْبِرُنَا يَهْوَهُ أَنْ نُحِبَّهُ أَوْ نَخْدُمَهُ. فَهُوَ أَعْطَانَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ وَيَحْتَرِمُ حَقَّنَا فِي ٱلِٱخْتِيَارِ. (يش ٢٤:١٥؛ جا ٥:٤) لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَلْتَزِمَ بِأَيِّ قَرَارٍ نَتَّخِذُهُ عَلَى ضَوْءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَلْنَثِقْ دَائِمًا بِتَوْجِيهِهِ وَنَتْبَعْ مَبَادِئَهُ. وَهٰكَذَا، نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ صَحِيحَةً وَنُبَرْهِنُ أَنَّنَا ثَابِتُونَ فِي جَمِيعِ طُرُقِنَا. — يع ١:٥-٨؛ ٤:٨. ب١٧/٣ ٢:١٧، ١٨.