كَانُونُ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اَلْأَرْبِعَاءُ ١ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
كَانَ مُوسَى حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ. — عد ١٢:٣.
لَمْ يَتَّصِفْ مُوسَى بِٱلْحِلْمِ حِينَ كَانَ فَرْدًا مِنْ عَائِلَةِ فِرْعَوْنَ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، غَضِبَ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ قَتَلَ رَجُلًا كَانَ بِرَأْيِهِ ظَالِمًا، وَٱفْتَرَضَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَرْضَى عَنْ تَصَرُّفِهِ. وَلٰكِنْ عَلَى مَدَى ٤٠ سَنَةً، عَلَّمَهُ يَهْوَهُ أَنَّ ٱلشَّجَاعَةَ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي لِيَقُودَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَهُوَ يَحْتَاجُ كَذٰلِكَ إِلَى ٱلْحِلْمِ. وَلِيَكُونَ حَلِيمًا، يَلْزَمُهُ أَيْضًا ٱلتَّوَاضُعُ وَٱلْإِذْعَانُ وَٱلْوَدَاعَةُ. وَبِٱلْفِعْلِ، تَعَلَّمَ مُوسَى ٱلدَّرْسَ جَيِّدًا وَصَارَ قَائِدًا مُمْتَازًا. (خر ٢:١١، ١٢؛ اع ٧:٢١-٣٠، ٣٦) وَٱلْيَوْمَ، يَلْزَمُ أَنْ يَتَمَثَّلَ رُؤُوسُ ٱلْعَائِلَاتِ وَٱلشُّيُوخُ بِمُوسَى. فَإِذَا قَلَّلَ أَحَدٌ مِنِ ٱحْتِرَامِهِمْ، فَلَا يَجِبُ أَنْ يَغْضَبُوا بِسُرْعَةٍ. وَعَلَيْهِمْ أَنْ يَعْتَرِفُوا بِأَخْطَائِهِمْ بِتَوَاضُعٍ. (جا ٧:٩، ٢٠) كَمَا يَلْزَمُ أَنْ يُذْعِنُوا لِإِرْشَادِ يَهْوَهَ عِنْدَ حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ، وَيُجِيبُوا بِوَدَاعَةٍ دَائِمًا. (ام ١٥:١) وَبِٱلنَّتِيجَةِ يُرْضُونَ يَهْوَهَ، يُحَافِظُونَ عَلَى ٱلسَّلَامِ، وَيَرْسُمُونَ مِثَالًا جَيِّدًا فِي إِظْهَارِ ٱلْحِلْمِ. ب١٩/٢ ص ٨ ف ١؛ ص ١٠ ف ٩-١٠.
اَلْخَمِيسُ ٢ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ. — مر ٦:٣٤.
لِمَاذَا أَشْفَقَ يَسُوعُ عَلَى ٱلنَّاسِ وَتَعَاطَفَ مَعَهُمْ؟ تُخْبِرُنَا ٱلرِّوَايَةُ أَنَّهُمْ «كَانُوا كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا». فَرُبَّمَا رَأَى أَنَّ ٱلْبَعْضَ فُقَرَاءُ وَيَعْمَلُونَ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً كَيْ يُؤَمِّنُوا حَاجَاتِ عَائِلَاتِهِمْ، أَوْ رُبَّمَا لَاحَظَ حُزْنَ ٱلْبَعْضِ عَلَى مَوْتِ شَخْصٍ يُحِبُّونَهُ. وَلَا بُدَّ أَنَّهُ أَحَسَّ مَعَهُمْ. فَقَدِ ٱخْتَبَرَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بَعْضَ هٰذِهِ ٱلْمَشَاكِلِ. لِذَا تَعَاطَفَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ وَٱنْدَفَعَ أَنْ يُعَزِّيَهُمْ. (اش ٦١:١، ٢) وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِ؟ إِنَّنَا مُحَاطُونَ بِأَشْخَاصٍ هُمْ «كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا». فَهُمْ يُعَانُونَ مَشَاكِلَ كَثِيرَةً، وَنَحْنُ نَمْلِكُ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ: رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ. (رؤ ١٤:٦) لِذَا تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ، نُبَشِّرُ ٱلنَّاسَ لِأَنَّنَا ‹نُشْفِقُ عَلَى ٱلْمِسْكِينِ وَٱلْفَقِيرِ›. (مز ٧٢:١٣) فَنَحْنُ نُحِسُّ بِوَجَعِهِمْ وَنُرِيدُ أَنْ نُسَاعِدَهُمْ. ب١٩/٣ ص ٢١-٢٢ ف ٦-٧.
اَلْجُمُعَةُ ٣ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
مُبَارَكٌ يَهْوَهُ ٱلَّذِي يَحْمِلُ أَثْقَالَنَا كُلَّ يَوْمٍ. — مز ٦٨:١٩.
لَدَيْنَا أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ لِنُحِبَّ يَهْوَهَ. فَهُوَ يُعْطِينَا أُمُورًا نَتَمَتَّعُ بِهَا كُلَّ يَوْمٍ، وَيُعَلِّمُنَا ٱلْحَقَّ عَنْهُ وَعَنْ قَصْدِهِ. (يو ٨:٣١، ٣٢) أَيْضًا، هَيَّأَ لَنَا يَهْوَهُ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ كَيْ تُوَجِّهَنَا وَتَدْعَمَنَا. وَهُوَ يُقَوِّينَا لِنَتَحَمَّلَ مَشَاكِلَنَا، وَيَمْنَحُنَا رَجَاءَ ٱلْعَيْشِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً فِي ٱلْفِرْدَوْسِ. (رؤ ٢١:٣، ٤) وَعِنْدَمَا نَتَأَمَّلُ فِي مَحَبَّةِ يَهْوَهَ لَنَا وَفِي كُلِّ مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِنَا، تَقْوَى مَحَبَّتُنَا لَهُ. وَهٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُنَمِّيَ ٱلنَّوْعَ ٱلْجَيِّدَ مِنَ ٱلْخَوْفِ: اَلْخَوْفَ مِنْ إِحْزَانِ مَنْ نُحِبُّهُ كَثِيرًا. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، إِذَا فَكَّرْتَ دَائِمًا كَمْ تُفِيدُكَ طَاعَةُ يَهْوَهَ، تَقْوَى مَحَبَّتُكَ لَهُ وَلِمَبَادِئِهِ. وَعِنْدَئِذٍ لَنْ تَتَوَقَّفَ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ مَهْمَا حَاوَلَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُغْرِيَكَ. تَخَيَّلْ نَفْسَكَ بَعْدَ أَلْفِ سَنَةٍ. لَا شَكَّ أَنَّكَ آنَذَاكَ سَتَتَذَكَّرُ مَعْمُودِيَّتَكَ وَتَقُولُ: «إِنَّهَا أَفْضَلُ قَرَارٍ أَخَذْتُهُ!». ب١٩/٣ ص ٦ ف ١٤؛ ص ٧ ف ١٩.
اَلسَّبْتُ ٤ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اَلزَّوْجَةُ ٱلْقَدِيرَةُ مَنْ يَجِدُهَا؟ قِيمَتُهَا تَفُوقُ ٱلْمَرْجَانَ. — ام ٣١:١٠.
تَسْتَفِيدُ ٱلْعَائِلَةُ بِكَامِلِهَا حِينَ يُعَبِّرُ كُلُّ فَرْدٍ فِيهَا عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ. فَكُلَّمَا أَعْرَبَ ٱلزَّوْجَانِ عَنِ ٱلِٱمْتِنَانِ، قَوِيَتْ عَلَاقَتُهُمَا وَسَهُلَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُسَامِحَا وَاحِدُهُمَا ٱلْآخَرَ. وَحِينَ يُقَدِّرُ ٱلزَّوْجُ زَوْجَتَهُ، لَا يُلَاحِظُ فَقَطْ أَقْوَالَهَا وَأَفْعَالَهَا ٱلْجَيِّدَةَ، بَلْ ‹يَقُومُ ويَمْدَحُهَا› أَيْضًا. (ام ٣١:٢٨) وَٱلزَّوْجَةُ ٱلْحَكِيمَةُ تُخْبِرُ زَوْجَهَا عَنْ أُمُورٍ مُحَدَّدَةٍ تُقَدِّرُهَا فِيهِ. وَمَاذَا عَنْكُمْ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ؟ كَيْفَ تُعَلِّمُونَ وَلَدَكُمْ أَنْ يُظْهِرَ ٱلتَّقْدِيرَ؟ أَبْقُوا فِي بَالِكُمْ أَنَّهُ يُقَلِّدُ أَقْوَالَكُمْ وَأَفْعَالَكُمْ. لِذَا ٱرْسُمُوا مِثَالًا جَيِّدًا وَٱشْكُرُوهُ حِينَ يَعْمَلُ شَيْئًا مِنْ أَجْلِكُمْ. عَلِّمُوهُ أَيْضًا أَنْ يَشْكُرَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى مَا يَفْعَلُونَهُ مِنْ أَجْلِهِ. وَسَاعِدُوهُ أَنْ يَفْهَمَ أَنَّ ٱلِٱمْتِنَانَ يَنْبَعُ مِنَ ٱلْقَلْبِ وَأَنَّ كَلِمَاتِهِ يُمْكِنُ أَنْ تَتْرُكَ أَثَرًا إِيجَابِيًّا كَبِيرًا. ب١٩/٢ ص ١٧ ف ١٤-١٥.
اَلْأَحَدُ ٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
حَتَّى أَلْفِظَ آخِرَ أَنْفَاسِي لَا أَنْزِعُ ٱسْتِقَامَتِي عَنِّي! — اي ٢٧:٥.
صَمَّمَ أَيُّوبُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ فِي وَجْهِ هَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ. وَنَسْتَطِيعُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ. فَٱلشَّيْطَانُ يُوَجِّهُ إِلَى كُلٍّ مِنَّا ٱلِٱتِّهَامَاتِ نَفْسَهَا. فَهُوَ يَقُولُ إِنَّكَ لَا تُحِبُّ يَهْوَهَ وَسَتَتَوَقَّفُ عَنْ خِدْمَتِهِ تَحْتَ ٱلضَّغْطِ. بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، يَدَّعِي ٱلشَّيْطَانُ أَنَّكَ لَنْ تُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ. (اي ٢:٤، ٥؛ رؤ ١٢:١٠) فَكَيْفَ تَشْعُرُ؟ لَا شَكَّ أَنَّ ذٰلِكَ يُحْزِنُكَ كَثِيرًا. لٰكِنَّ يَهْوَهَ يُعْطِيكَ فُرْصَةً رَائِعَةً. فَهُوَ يَسْمَحُ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَمْتَحِنَكَ، وَيَثِقُ أَنَّكَ تَقْدِرُ أَنْ تَبْقَى مُسْتَقِيمًا. وَيَعِدُ أَيْضًا أَنْ يُسَاعِدَكَ كَيْ تُبَرْهِنَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ. (عب ١٣:٦) فَمَا أَعْظَمَ ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ يَثِقَ بِكَ سَيِّدُ ٱلْكَوْنِ! إِذًا، ٱسْتِقَامَتُكَ مُهِمَّةٌ جِدًّا. فَهِيَ تُعْطِيكَ فُرْصَةً أَنْ تَفْضَحَ كَذِبَ ٱلشَّيْطَانِ وَتُبَرِّئَ ٱسْمَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ وَتُؤَيِّدَ حُكْمَهُ. ب١٩/٢ ص ٥ ف ٩-١٠.
اَلْإِثْنَيْنُ ٦ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ حِينَ يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُؤَدِّي لِلّٰهِ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً. — يو ١٦:٢.
أَخْبَرَ يَسُوعُ ٱلرُّسُلَ عَنِ ٱلْمِحَنِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُهُمْ. ثُمَّ دَعَاهُمْ أَنْ ‹يَتَشَجَّعُوا›، مُشِيرًا إِلَى مِثَالِهِ هُوَ. (يو ١٦:١-٤أ، ٣٣) وَبِٱلْفِعْلِ، ٱتَّبَعَ ٱلتَّلَامِيذُ لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ مِثَالَهُ فِي ٱلشَّجَاعَةِ وَٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ. فَدَعَمُوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ فِي شَتَّى ٱلْمِحَنِ، مَعَ أَنَّ ذٰلِكَ سَبَّبَ لَهُمُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمُعَانَاةِ. (عب ١٠:٣٣، ٣٤) وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، نَحْنُ نَتَمَثَّلُ بِشَجَاعَةِ يَسُوعَ. مَثَلًا، نُظْهِرُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ عِنْدَمَا نُسَاعِدُ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمُضْطَهَدِينَ بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ. فَحِينَ يُسْجَنُونَ ظُلْمًا، نَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا لِنَدْعَمَهُمْ. لِذَا نُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِمْ، وَنُدَافِعُ عَنْهُمْ أَمَامَ ٱلْمَسْؤُولِينَ أَوْ فِي ٱلْمَحَاكِمِ. (في ١:١٤؛ عب ١٣:١٩) وَنُظْهِرُ ٱلشَّجَاعَةَ أَيْضًا عِنْدَمَا نَسْتَمِرُّ فِي ٱلْكِرَازَةِ «بِجُرْأَةٍ». (اع ١٤:٣) فَمِثْلَ يَسُوعَ، نَحْنُ مُصَمِّمُونَ أَنْ نُبَشِّرَ بِٱلْمَلَكُوتِ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ وَٱلِٱضْطِهَادِ. ب١٩/١ ص ٢٢-٢٣ ف ٨-٩.
اَلثُّلَاثَاءُ ٧ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
لِنُرَاعِ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ، غَيْرَ تَارِكِينَ ٱجْتِمَاعَنَا، كَمَا هُوَ مِنْ عَادَةِ ٱلْبَعْضِ، بَلْ مُشَجِّعِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا. — عب ١٠:٢٤، ٢٥.
مَاذَا يُسَاعِدُكَ أَنْ تُقَدِّمَ أَجْوِبَةً مُشَجِّعَةً فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟ مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ تَسْتَعِدَّ لِكُلِّ ٱجْتِمَاعٍ. فَحِينَ تُخَصِّصُ وَقْتًا لِتَسْتَعِدَّ جَيِّدًا، تَشْعُرُ بِثِقَةٍ أَكْبَرَ. (ام ٢١:٥) وَكَيْفَ تَسْتَعِدُّ جَيِّدًا لِلِٱجْتِمَاعِ؟ اِبْدَأْ دَائِمًا بِٱلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ. (لو ١١:١٣؛ ١ يو ٥:١٤) ثُمَّ ٱصْرِفْ بَعْضَ ٱلدَّقَائِقِ لِتُكَوِّنَ فِكْرَةً عَنِ ٱلدَّرْسِ. فَحَلِّلِ ٱلْعُنْوَانَ ٱلرَّئِيسِيَّ، ٱلْعَنَاوِينَ ٱلْفَرْعِيَّةَ، ٱلصُّوَرَ، وَٱلْإِطَارَاتِ. وَفِيمَا تُحَضِّرُ كُلَّ فِقْرَةٍ، ٱقْرَأْ قَدْرَ مَا تَسْتَطِيعُ مِنَ ٱلْآيَاتِ ٱلْمُشَارِ إِلَيْهَا. تَأَمَّلْ فِي ٱلْمَوَادِّ، وَخُصُوصًا فِي ٱلْأَفْكَارِ ٱلَّتِي تَرْغَبُ أَنْ تُعَلِّقَ عَلَيْهَا. وَتَذَكَّرْ أَنَّكَ إِذَا ٱسْتَعْدَدْتَ جَيِّدًا لِلِٱجْتِمَاعَاتِ، فَسَتَسْتَفِيدُ أَكْثَرَ وَيَسْهُلُ عَلَيْكَ أَنْ تُجِيبَ. — ٢ كو ٩:٦. ب١٩/١ ص ٩ ف ٦؛ ص ١١-١٢ ف ١٣-١٥.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٨ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اُكْتُبِ ٱلرُّؤْيَا. — حب ٢:٢.
أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى حَبَقُّوقَ أَنْ يَكْتُبَ عَنْ مَخَاوِفِهِ. وَفِي هٰذَا دَرْسٌ مُهِمٌّ لَنَا: لَا يَجِبُ أَنْ نَتَرَدَّدَ فِي إِخْبَارِ يَهْوَهَ عَنْ مَخَاوِفِنَا وَشُكُوكِنَا. فَهُوَ يَدْعُونَا بِلُطْفٍ أَنْ نَسْكُبَ قُلُوبَنَا أَمَامَهُ بِٱلصَّلَاةِ. (مز ٥٠:١٥؛ ٦٢:٨) لَقَدْ أَخَذَ حَبَقُّوقُ ٱلْمُبَادَرَةَ وَٱقْتَرَبَ إِلَى أَبِيهِ وَصَدِيقِهِ يَهْوَهَ. فَبَدَلَ أَنْ يَسْتَسْلِمَ لِلْقَلَقِ وَيَعْتَمِدَ عَلَى فَهْمِهِ، صَلَّى إِلَى يَهْوَهَ وَأَخْبَرَهُ عَنْ مَشَاعِرِهِ. وَهٰكَذَا رَسَمَ لَنَا مِثَالًا جَيِّدًا. كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ يَدْعُونَا أَنْ نُظْهِرَ ٱتِّكَالَنَا عَلَيْهِ مِنْ خِلَالِ إِخْبَارِهِ مَا يَشْغَلُ بَالَنَا. (مز ٦٥:٢) وَعِنْدَمَا نَفْعَلُ ذٰلِكَ، سَنَرَى كَيْفَ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا. فَسَنَشْعُرُ بِمُعَانَقَتِهِ ٱلْحَارَّةِ حِينَ يُعَزِّينَا وَيُوَجِّهُنَا. (مز ٧٣:٢٣، ٢٤) كَمَا أَنَّهُ سَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْهَمَ نَظْرَتَهُ إِلَى مُشْكِلَتِنَا. فِعْلًا، صَلَوَاتُنَا إِلَى يَهْوَهَ هِيَ مِنْ أَهَمِّ ٱلطَّرَائِقِ لِنُظْهِرَ ٱتِّكَالَنَا عَلَيْهِ. ب١٨/١١ ص ١٣ ف ٢؛ ص ١٤ ف ٥-٦.
اَلْخَمِيسُ ٩ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اَلْقِدِّيسُونَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْأَرْضِ كُلُّ مَسَرَّتِي بِهِمْ. — مز ١٦: ٣.
لَمْ يَخْتَرْ دَاوُدُ أَصْدِقَاءَ مِنْ عُمْرِهِ فَقَطْ. فَرُبَّمَا تَتَذَكَّرُ صَدِيقَهُ ٱلْمُقَرَّبَ يُونَاثَانَ. وَصَدَاقَتُهُمَا مِنْ أَجْمَلِ ٱلصَّدَاقَاتِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لٰكِنَّ يُونَاثَانَ كَانَ أَكْبَرَ مِنْ دَاوُدَ بِـ ٣٠ سَنَةً تَقْرِيبًا. فَمَاذَا كَانَ أَسَاسُ هٰذِهِ ٱلصَّدَاقَةِ؟ اَلْإِيمَانُ بِيَهْوَهَ، ٱلِٱحْتِرَامُ ٱلْمُتَبَادَلُ، وَرُؤْيَةُ كُلٍّ مِنْهُمَا شَجَاعَةَ ٱلْآخَرِ فِي مُحَارَبَةِ أَعْدَاءِ ٱللّٰهِ. (١ صم ١٣:٣؛ ١٤:١٣؛ ١٧:٤٨-٥٠؛ ١٨:١) نَحْنُ أَيْضًا، مِثْلَ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ، ‹نُسَرُّ› كَثِيرًا بِرِفْقَةِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ. تَقُولُ كِيرَا ٱلَّتِي تَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ: «لَدَيَّ أَصْدِقَاءُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ مِنْ خَلْفِيَّاتٍ وَحَضَارَاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ». وَعِنْدَمَا تَتَّسِعُ فِي صَدَاقَاتِكَ، تَرَى بِوُضُوحٍ كَيْفَ تُوَحِّدُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ وَرُوحُهُ. ب١٨/١٢ ص ٢٦ ف ١١-١٣.
اَلْجُمُعَةُ ١٠ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ، إِلَّا بِسَبَبِ ٱلْعَهَارَةِ، وَتَزَوَّجَ أُخْرَى يَزْنِي. — مت ١٩:٩.
تَشْمُلُ «ٱلْعَهَارَةُ» خَطَايَا كَٱلزِّنَى، ٱلْبِغَاءِ، ٱلْمِثْلِيَّةِ، ٱلْبَهِيمِيَّةِ، وَٱلْجِنْسِ بَيْنَ غَيْرِ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ. لِذٰلِكَ إِذَا ٱرْتَكَبَ ٱلزَّوْجُ مَثَلًا ٱلْعَهَارَةَ، تُقَرِّرُ زَوْجَتُهُ هَلْ تُطَلِّقُهُ أَمْ لَا. لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ إِنَّ ٱلْعَهَارَةَ تُؤَدِّي حَتْمًا إِلَى ٱلطَّلَاقِ. مَثَلًا، قَدْ تَخْتَارُ ٱلزَّوْجَةُ أَنْ تَبْقَى مَعَ زَوْجِهَا رَغْمَ أَنَّهُ ٱرْتَكَبَ ٱلْعَهَارَةَ. فَرُبَّمَا مَا زَالَتْ تُحِبُّهُ، وَتُرِيدُ أَنْ تُسَامِحَهُ وَتَعْمَلَ مَعَهُ عَلَى إِنْجَاحِ زَوَاجِهِمَا. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، إِذَا طَلَّقَتْهُ وَلَمْ تَتَزَوَّجْ ثَانِيَةً، فَسَتُوَاجِهُ صُعُوبَاتٍ كَثِيرَةً. فَمَاذَا عَنْ حَاجَاتِهَا ٱلْمَادِّيَّةِ وَٱلْجِنْسِيَّةِ، وَشُعُورِهَا بِٱلْوَحْدَةِ؟ وَمَاذَا عَنِ ٱلْأَوْلَادِ؟ (١ كو ٧:١٤) مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلرَّفِيقَ ٱلْبَرِيءَ يُوَاجِهُ صُعُوبَاتٍ كَبِيرَةً فِي حَالِ ٱخْتَارَ ٱلطَّلَاقَ. ب١٨/١٢ ص ١٢ ف ١٠-١١.
اَلسَّبْتُ ١١ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
يَا مُحِبِّي يَهْوَهَ، أَبْغِضُوا ٱلشَّرَّ. — مز ٩٧:١٠.
يَكْرَهُ يَهْوَهُ ٱلشَّرَّ. (ام ١٥:٩) وَمَعَ أَنَّهُ يَعْرِفُ أَنَّ لَدَيْنَا مُيُولًا خَاطِئَةً بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ، يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ. لِذٰلِكَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَأَمَّلَ لِمَ يَكْرَهُ يَهْوَهُ ٱلشَّرَّ. فَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَبَنَّى تَفْكِيرَهُ، وَيُقَوِّينَا لِنُقَاوِمَ فِعْلَ ٱلْخَطَإِ. وَإِذَا كَرِهْنَا ٱلشَّرَّ تَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ، نُدْرِكُ أَنَّ بَعْضَ ٱلتَّصَرُّفَاتِ خَاطِئَةٌ، حَتَّى لَوْ لَمْ يَذْكُرْهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ تَحْدِيدًا. مَثَلًا، تَنْتَشِرُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ مُمَارَسَةٌ فَاسِقَةٌ تَجْلِسُ فِيهَا رَاقِصَةٌ (أَوْ رَاقِصٌ)، وَتَكُونُ عَادَةً شِبْهَ عَارِيَةٍ، فِي حِضْنِ زَبُونٍ (أَوْ زَبُونَةٍ) وَتُؤَدِّي حَرَكَاتٍ مُثِيرَةً جِنْسِيًّا. وَٱلْبَعْضُ يُبَرِّرُونَ هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَةَ بِحُجَّةِ أَنَّهَا لَا تَصِلُ إِلَى حَدِّ ٱلْجِمَاعِ. وَلٰكِنْ هَلْ تَعْكِسُ تَصَرُّفَاتٌ كَهٰذِهِ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ ٱلَّذِي يَكْرَهُ ٱلشَّرَّ بِكُلِّ أَشْكَالِهِ؟ فَلْنَبْتَعِدْ كُلِّيًّا عَنِ ٱلشَّرِّ، وَذٰلِكَ بِتَنْمِيَةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَكُرْهِ كُلِّ مَا يَكْرَهُهُ يَهْوَهُ. — رو ١٢:٩. ب١٨/١١ ص ٢٥ ف ١١-١٢.
اَلْأَحَدُ ١٢ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اَلْبَارُّ بِأَمَانَتِهِ يَحْيَا. — حب ٢:٤.
اَلْوَعْدُ فِي حَبَقُّوق ٢:٤ مُهِمٌّ جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ ٱقْتَبَسَهُ ٣ مَرَّاتٍ فِي رَسَائِلِهِ. (رو ١:١٧؛ غل ٣:١١؛ عب ١٠:٣٨) فَإِذَا حَافَظَ ٱلْبَارُّ عَلَى إِيمَانِهِ رَغْمَ ٱلصُّعُوبَاتِ وَٱتَّكَلَ عَلَى يَهْوَهَ، فَسَيَرَى إِتْمَامَ وُعُودِهِ. فَيَهْوَهُ يُرِيدُ أَنْ نَرَى أَبْعَدَ مِنَ ٱلْحَاضِرِ وَنُرَكِّزَ عَلَى رَجَائِنَا. وَلَا شَكَّ أَنَّ سِفْرَ حَبَقُّوقَ يَتَضَمَّنُ دَرْسًا مُهِمًّا لَنَا جَمِيعًا فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. فَيَهْوَهُ يَعِدُ أَنْ يُعْطِيَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ لِكُلِّ شَخْصٍ بَارٍّ يُؤْمِنُ بِهِ وَيَتَّكِلُ عَلَيْهِ. لِذَا، مَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ ضِيقَاتٍ، فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي تَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا وَثِقَتِنَا بِهِ. وَمَا قَالَهُ لِحَبَقُّوقَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ سَيَدْعَمُنَا وَيُخَلِّصُنَا. فَهُوَ يَدْعُونَا أَنْ نَنْتَظِرَ بِصَبْرٍ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي حَدَّدَهُ لِيَحْكُمَ ٱلْمَلَكُوتُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَآنَذَاكَ، سَتَمْتَلِئُ ٱلْأَرْضُ بِأَشْخَاصٍ وُدَعَاءَ وَفَرِحِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ. — مت ٥:٥؛ عب ١٠:٣٦-٣٩. ب١٨/١١ ص ١٦ ف ١٥-١٧.
اَلْإِثْنَيْنُ ١٣ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
وَاصِلُوا ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ. — ٣ يو ٤.
فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، تَجَاوَبَ ٱلْبَعْضُ مَعَ تَعَالِيمِ يَسُوعَ. لٰكِنَّهُمْ لَمْ يُكْمِلُوا ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ. مَثَلًا، بَعْدَمَا أَطْعَمَ يَسُوعُ جَمْعًا كَبِيرًا بِعَجِيبَةٍ، تَبِعُوهُ إِلَى ٱلْجَانِبِ ٱلْآخَرِ مِنْ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ. وَهُنَاكَ قَالَ لَهُمْ شَيْئًا فَاجَأَهُمْ: «إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَا حَيَاةَ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ». وَبَدَلَ أَنْ يَسْتَفْسِرُوا عَنْ مَعْنَى كَلَامِهِ، عَثَرُوا وَقَالُوا: «هٰذَا ٱلْكَلَامُ فَظِيعٌ. مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟». وَبِٱلنَّتِيجَةِ، «رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِهِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ». (يو ٦:٥٣-٦٦) وَٱلْيَوْمَ، مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَتْرُكُونَ ٱلْحَقَّ. فَرُبَّمَا يَعْثُرُونَ بِسَبَبِ تَصَرُّفَاتِ أَوْ كَلِمَاتِ أَخٍ لَدَيْهِ مَسْؤُولِيَّةٌ، أَوْ يَتَضَايَقُونَ مِنْ نَصِيحَةٍ أَوْ تَضَارُبٍ فِي ٱلشَّخْصِيَّاتِ. ب١٨/١١ ص ٩ ف ٣-٥.
اَلثُّلَاثَاءُ ١٤ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
قَائِدُكُمْ وَاحِدٌ، وَهُوَ ٱلْمَسِيحُ. — مت ٢٣:١٠.
قَدْ لَا نَفْهَمُ كَامِلًا لِمَاذَا قَامَتِ ٱلْهَيْئَةُ بِتَغْيِيرٍ مُعَيَّنٍ. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، جَيِّدٌ أَنْ نَتَأَمَّلَ كَيْفَ قَادَ ٱلْمَسِيحُ شَعْبَ ٱللّٰهِ قَدِيمًا. فَفِي أَيَّامِ يَشُوعَ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، أَعْطَى ٱلْمَسِيحُ تَوْجِيهَاتٍ حَكِيمَةً حَمَتْ شَعْبَ ٱللّٰهِ وَقَوَّتْ إِيمَانَهُمْ وَحَافَظَتْ عَلَى وَحْدَتِهِمْ. (عب ١٣:٨) وَٱلْيَوْمَ، يُعْطِينَا «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» ٱلتَّوْجِيهَاتِ ٱللَّازِمَةَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. (مت ٢٤:٤٥) وَهٰذَا دَلِيلٌ عَلَى ٱهْتِمَامِ يَسُوعَ بِخَيْرِنَا ٱلرُّوحِيِّ. فَعِنْدَمَا نَرَى كَيْفَ يَقُودُنَا ٱلْمَسِيحُ، نُدْرِكُ كَمْ يَهْتَمُّ بِتَقَدُّمِنَا ٱلرُّوحِيِّ. وَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى أَهَمِّ عَمَلٍ فِي ٱلْأَرْضِ، عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. — مر ١٣:١٠. ب١٨/١٠ ص ٢٥ ف ١٣-١٦.
اَلْأَرْبِعَاءُ ١٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
سِيرُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ ٱلَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا، بِكُلِّ ٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ. — اف ٤:١، ٢.
فِي ٢ صَمُوئِيل ١٦:٥-١٣، نَجِدُ مِثَالًا بَارِزًا فِي إِظْهَارِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلِٱسْتِفْزَازِ. فَشِمْعِي، أَحَدُ أَقَارِبِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ، سَبَّ دَاوُدَ وَخُدَّامَهُ وَتَعَدَّى عَلَيْهِمْ. لٰكِنَّ دَاوُدَ تَحَمَّلَ إِهَانَاتِهِ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُوقِفَهُ عِنْدَ حَدِّهِ. فَكَيْفَ ضَبَطَ نَفْسَهُ؟ يَذْكُرُ عُنْوَانُ ٱلْمَزْمُورِ ٱلثَّالِثِ أَنَّ دَاوُدَ كَتَبَهُ «عِنْدَمَا كَانَ هَارِبًا مِنْ أَبْشَالُومَ ٱبْنِهِ». وَشِمْعِي تَعَدَّى عَلَيْهِ خِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ. فَكَيْفَ حَافَظَ دَاوُدُ عَلَى هُدُوئِهِ؟ قَالَ فِي ٱلْمَزْمُور ٣:٤: «بِصَوْتِي إِلَى يَهْوَهَ أَدْعُو، فَيُجِيبُنِي». وَمِثْلَ دَاوُدَ، يُمْكِنُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عِنْدَمَا تُسَاءُ مُعَامَلَتُكَ. وَيَهْوَهُ سَيُعْطِيكَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لِتَحْتَمِلَ. فَهَلْ تُوَاجِهُ مَوْقِفًا يَتَطَلَّبُ مِنْكَ ٱلْمَزِيدَ مِنْ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلْغُفْرَانِ؟ وَهَلْ أَنْتَ وَاثِقٌ أَنَّ يَهْوَهَ يَرَى مُعَانَاتَكَ وَسَيُسَاعِدُكَ وَيُبَارِكُكَ؟ ب١٨/٩ ص ٦ ف ١٦-١٧.
اَلْخَمِيسُ ١٦ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
نَحْنُ عَامِلَانِ مَعَ ٱللّٰهِ. — ١ كو ٣:٩.
حِينَ نُبَشِّرُ ٱلنَّاسَ، عَلَيْنَا دَائِمًا أَنْ نُرَاعِيَهُمْ وَنَحْتَرِمَهُمْ. وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ مِنَّا أَنْ نَعْرِفَ عَادَاتِهِمْ وَمَا يُنَاسِبُهُمْ. وَلَا نَنْسَ أَنَّنَا حِينَ نَخْدُمُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، نَزُورُ ٱلنَّاسَ دُونَ مَوْعِدٍ. لِذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَخْتَارَ وَقْتًا مُنَاسِبًا. (مت ٧:١٢) مَثَلًا، هَلْ يَتَأَخَّرُ ٱلنَّاسُ فِي مُقَاطَعَتِكَ فِي ٱلِٱسْتِيقَاظِ خِلَالَ نِهَايَاتِ ٱلْأَسَابِيعِ؟ لِمَ لَا تَبْدَأُ إِذًا بِٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ، ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلشَّوَارِعِ، أَوِ ٱلزِّيَارَاتِ ٱلْمُكَرَّرَةِ لِأَشْخَاصٍ تَعْرِفُ أَنَّهُمْ يَسْتَيْقِظُونَ بَاكِرًا؟ وَبِمَا أَنَّ ٱلنَّاسَ عُمُومًا مَشْغُولُونَ، يَحْسُنُ بِنَا أَلَّا نُطِيلَ زِيَارَتَنَا لَهُمْ، وَخُصُوصًا فِي ٱلْبِدَايَةِ. (١ كو ٩:٢٠-٢٣) حِينَ يُلَاحِظُ ٱلنَّاسُ أَنَّنَا نَتَفَهَّمُ ظُرُوفَهُمْ وَمَشَاغِلَهُمْ، يَزْدَادُ ٱلِٱحْتِمَالُ أَنْ يَسْتَقْبِلُونَا مُجَدَّدًا. فَعَلَيْنَا أَنْ نَعْكِسَ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ. وَهٰكَذَا نَكُونُ فِعْلًا ‹عَامِلِينَ مَعَ ٱللّٰهِ›. وَمَنْ يَعْلَمُ، فَقَدْ يَجْذِبُ شَخْصًا إِلَى ٱلْحَقِّ بِوَاسِطَتِنَا. — ١ كو ٣:٦، ٧. ب١٨/٩ ص ٣٢ ف ١٥-١٧.
اَلْجُمُعَةُ ١٧ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْوُدَعَاءُ، فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ. — مت ٥:٥.
مَا عَلَاقَةُ ٱلْوَدَاعَةِ بِٱلسَّعَادَةِ؟ قَبْلَمَا تَعَرَّفَ كَثِيرُونَ إِلَى ٱلْحَقِّ، كَانُوا وَقِحِينَ وَعُنَفَاءَ. فَوَقَعُوا فِي مَشَاكِلَ عَدِيدَةٍ. لٰكِنَّهُمْ تَغَيَّرُوا وَلَبِسُوا «ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ». فَصَارُوا يُظْهِرُونَ «عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ، وَٱللُّطْفَ، وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ، وَٱلْوَدَاعَةَ، وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ». (كو ٣:٩-١٢) وَهٰكَذَا بَاتُوا يَنْعَمُونَ بِٱلسَّلَامِ وَٱلسَّعَادَةِ، وَيَتَمَتَّعُونَ بِعَلَاقَاتٍ جَيِّدَةٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ. وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ‹سَيَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ›، حَسْبَمَا تَعِدُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ. (مز ٣٧:٨-١٠، ٢٩) وَكَيْفَ ‹يَرِثُ ٱلْوُدَعَاءُ ٱلْأَرْضَ›؟ مِنْ جِهَةٍ، سَيَرِثُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأَرْضَ حِينَ يَحْكُمُونَ عَلَيْهَا كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ. (رؤ ٢٠:٦) أَمَّا ٱلْمَلَايِينُ ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ، فَيَرِثُونَهَا عِنْدَمَا يُتَاحُ لَهُمْ أَنْ يَعِيشُوا عَلَيْهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَيَتَمَتَّعُوا بِٱلْكَمَالِ وَٱلسَّلَامِ وَٱلسَّعَادَةِ. ب١٨/٩ ص ١٩ ف ٨-٩.
اَلسَّبْتُ ١٨ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ سَرِيعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ. — يع ١:١٩.
يَهْوَهُ هُوَ أَفْضَلُ مِثَالٍ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. (تك ١٨:٣٢؛ يش ١٠:١٤) تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي ٱلْحَدِيثِ ٱلْمُسَجَّلِ فِي ٱلْخُرُوج ٣٢:١١-١٤. لَمْ يَكُنْ يَهْوَهُ بِحَاجَةٍ إِلَى رَأْيِ مُوسَى، لٰكِنَّهُ سَمَحَ لَهُ أَنْ يُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ. فَكِّرْ قَلِيلًا، هَلْ كُنْتَ سَتُصْغِي إِلَى شَخْصٍ أَخْطَأَ فِي ٱلتَّفْكِيرِ مِنْ قَبْلُ، ثُمَّ تُنَفِّذُ ٱقْتِرَاحَهُ؟ أَمَّا يَهْوَهُ فَيُصْغِي بِصَبْرٍ إِلَى كُلِّ ٱلَّذِينَ يُصَلُّونَ إِلَيْهِ بِإِيمَانٍ. فَلْيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹هَلْ أَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ ٱلَّذِي يَتَوَاضَعُ وَيُصْغِي إِلَى بَشَرٍ نَاقِصِينَ مِثْلِ إِبْرَاهِيمَ، رَاحِيلَ، مُوسَى، يَشُوعَ، مَنُوحَ، إِيلِيَّا، وَحَزَقِيَّا؟ هَلْ أُكْرِمُ ٱلْإِخْوَةَ بِٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَيْهِمْ وَٱلْأَخْذِ بِرَأْيِهِمْ إِنْ أَمْكَنَ؟ وَهَلْ يَحْتَاجُ أَحَدٌ إِلَى ٱلِٱهْتِمَامِ فِي عَائِلَتِي أَوِ ٱلْجَمَاعَةِ؟ كَيْفَ سَأُسَاعِدُهُ إِذًا؟›. — تك ٣٠:٦؛ قض ١٣:٩؛ ١ مل ١٧:٢٢؛ ٢ اخ ٣٠:٢٠. ب١٨/٩ ص ٦ ف ١٤-١٥.
اَلْأَحَدُ ١٩ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اَلنَّفْسُ ٱلْكَرِيمَةُ هِيَ تُسَمَّنُ، وَٱلْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى. — ام ١١:٢٥.
نَحْنُ مُحَاطُونَ بِأُنَاسٍ لَا يَهْتَمُّونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ. لِذَا يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي إِظْهَارِ ٱلْكَرَمِ. لٰكِنَّ يَسُوعَ ذَكَّرَنَا أَنَّ أَعْظَمَ وَصِيَّتَيْنِ هُمَا أَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِنَا وَنَفْسِنَا وَعَقْلِنَا وَقُوَّتِنَا، وَنُحِبَّ قَرِيبَنَا كَنَفْسِنَا. (مر ١٢:٢٨-٣١) وَٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ يَتَمَثَّلُونَ بِهِ. فَهُوَ وَٱبْنُهُ كَرِيمَانِ، وَيُرِيدَانِ أَنْ نُظْهِرَ ٱلْكَرَمَ لِأَنَّهُ يُفْرِحُنَا. وَبِإِظْهَارِنَا ٱلْكَرَمَ فِي حَيَاتِنَا وَخِدْمَتِنَا، نُكْرِمُ إِلٰهَنَا وَنُفِيدُ أَنْفُسَنَا وَٱلْآخَرِينَ. وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نَسْعَى جَمِيعًا لِنَكُونَ كُرَمَاءَ وَنُسَاعِدَ ٱلْغَيْرَ، وَخُصُوصًا إِخْوَتَنَا. (غل ٦:١٠) وَإِذَا تَابَعْنَا بَذْلَ ٱلْجُهْدِ، تَزْدَادُ سَعَادَتُنَا وَنَكْسِبُ مَحَبَّةَ ٱلْآخَرِينَ وَتَقْدِيرَهُمْ. ب١٨/٨ ص ٢٢ ف ١٩-٢٠.
اَلْإِثْنَيْنُ ٢٠ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
لَا تَدِينُوا بِحَسَبِ ٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ. — يو ٧:٢٤.
لَا يُفَرِّقُ يَهْوَهُ بَيْنَ ٱلْعُرُوقِ، ٱلْجِنْسِيَّاتِ، ٱلْقَبَائِلِ، وَٱللُّغَاتِ. بَلْ كُلُّ مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ. (غل ٣:٢٦-٢٨؛ رؤ ٧:٩، ١٠) وَلَا شَكَّ أَنَّكَ تَعْرِفُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ. وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ كَانَ ٱلتَّحَامُلُ مُنْتَشِرًا فِي ٱلْمُحِيطِ ٱلَّذِي تَرَبَّيْتَ فِيهِ؟ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَبْقَى بَعْضُ ٱلتَّحَامُلِ فِي قَلْبِكَ دُونَ أَنْ تَدْرِيَ. فَكِّرْ مَثَلًا فِي بُطْرُسَ. فَهُوَ مَنْ أَوْضَحَ لِلْآخَرِينَ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يُمَيِّزُ. لٰكِنَّهُ أَعْرَبَ لَاحِقًا عَنِ ٱلتَّحَامُلِ. (غل ٢:١١-١٤) فَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ أَنْ نَحْكُمَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ بِحَسَبِ ٱلْمَظْهَرِ؟ لِنَتَأَكَّدَ أَنَّنَا ٱسْتَأْصَلْنَا ٱلتَّحَامُلَ كَامِلًا، عَلَيْنَا أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا عَلَى ضَوْءِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. (مز ١١٩:١٠٥) وَمِنَ ٱلْمُفِيدِ أَيْضًا أَنْ نَسْأَلَ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ هَلْ يُلَاحِظُ فِينَا أَيَّ تَحَامُلٍ. (غل ٢:١١، ١٤) فَأَحْيَانًا تَكُونُ هٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرُ مُتَأَصِّلَةً فِينَا لِدَرَجَةِ أَنَّنَا لَا نُدْرِكُ وُجُودَهَا. ب١٨/٨ ص ٩ ف ٥-٦.
اَلثُّلَاثَاءُ ٢١ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
لِيُضِئْ نُورُكُمْ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ. — مت ٥:١٦.
اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ يَرَى ٱلْآخَرُونَ أَنِّي وَلِيٌّ لِيَهْوَهَ كَامِلًا؟ وَهَلْ أَسْتَغِلُّ ٱلْفُرَصَ لِأُخْبِرَهُمْ أَنِّي شَاهِدٌ لِيَهْوَهَ؟›. بِٱلْمُقَابِلِ، تَخَيَّلْ كَمْ يَحْزَنُ يَهْوَهُ إِذَا خَجِلْنَا أَنْ نَقُولَ لِلنَّاسِ إِنَّنَا مِنْ شَعْبِهِ. (مز ١١٩:٤٦؛ مر ٨:٣٨) وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْأَسَفِ، يَتَأَثَّرُ بَعْضُ ٱلشُّهُودِ ‹بِرُوحِ ٱلْعَالَمِ›. (١ كو ٢:١٢) وَهٰذَا ٱلرُّوحُ يُشَجِّعُ عَلَى ٱتِّبَاعِ ‹شَهَوَاتِ ٱلْجَسَدِ›. (اف ٢:٣) نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، لَا يَعُودُ ٱلْفَرْقُ وَاضِحًا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَنْ لَا يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ. مَثَلًا، رَغْمَ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُتَكَرِّرَةِ بِشَأْنِ ٱللِّبَاسِ وَٱلْمَظْهَرِ، لَا يَزَالُ ٱلْبَعْضُ يَرْتَدُونَ ثِيَابًا غَيْرَ مُحْتَشِمَةٍ. فَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا ضَيِّقَةً أَوْ فَاضِحَةً حَتَّى فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. أَوْ يَخْتَارُونَ تَسْرِيحَاتٍ وَقَصَّاتٍ غَرِيبَةً. (١ تي ٢:٩، ١٠) وَهٰكَذَا، حِينَ يَكُونُونَ بَيْنَ مَجْمُوعَةٍ، يَصْعُبُ ٱلتَّمْيِيزُ هَلْ هُمْ مِلْكٌ لِيَهْوَهَ أَمْ ‹أَصْدِقَاءُ لِلْعَالَمِ›. — يع ٤:٤. ب١٨/٧ ص ٢٤-٢٥ ف ١١-١٢.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٢٢ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
أَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ. — مت ٢٣:٨.
نَحْنُ إِخْوَةٌ لِأَنَّنَا جَمِيعًا أَوْلَادُ آدَمَ. (اع ١٧:٢٦) لٰكِنَّ يَسُوعَ أَوْضَحَ أَنَّ أَتْبَاعَهُ هُمْ أَيْضًا إِخْوَةٌ لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا يَدْعُونَ يَهْوَهَ أَبَاهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ. (مت ١٢:٥٠) كَمَا أَنَّهُمْ جُزْءٌ مِنْ عَائِلَةٍ رُوحِيَّةٍ وَاحِدَةٍ، مُتَّحِدِينَ بِٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْإِيمَانِ. فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنَّ ٱلرُّسُلَ دَعَوْا رُفَقَاءَهُمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ «إِخْوَةً» فِي رَسَائِلِهِمْ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ. (رو ١:١٣؛ ١ بط ٢:١٧؛ ١ يو ٣:١٣) وَبَعْدَمَا ذَكَرَ يَسُوعُ أَنَّ تَلَامِيذَهُ إِخْوَةٌ، شَدَّدَ لَهُمْ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلتَّوَاضُعِ. (مت ٢٣:١١، ١٢) فَٱلْكِبْرِيَاءُ أَضْعَفَتْ وَحْدَةَ ٱلرُّسُلِ. وَٱلنَّاسُ أَيَّامَ يَسُوعَ ٱفْتَخَرُوا بِعِرْقِهِمْ. فَقَدِ ٱعْتَقَدَ يَهُودٌ كَثِيرُونَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْآخَرِينَ لِأَنَّهُمْ أَوْلَادُ إِبْرَاهِيمَ. لٰكِنَّ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانَ قَالَ لَهُمْ: «اَللّٰهُ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحِجَارَةِ أَوْلَادًا لِإِبْرَاهِيمَ». — لو ٣:٨. ب١٨/٦ ص ٩-١٠ ف ٨-٩.
اَلْخَمِيسُ ٢٣ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
ذُو ٱلْمَعْرِفَةِ يُمْسِكُ أَقْوَالَهُ. — ام ١٧:٢٧.
إِذَا ٱسْتَفَزَّنَا وَضْعٌ أَوْ شَخْصٌ تَكْرَارًا، فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَضْبُطَ ٱنْفِعَالَاتِنَا وَكَلَامَنَا. (ام ١٠:١٩؛ مت ٥:٢٢) كَمَا يَلْزَمُ أَنْ ‹نُعْطِيَ مَكَانًا لِلسُّخْطِ›، أَيْ نَدَعَ يَهْوَهَ يُعَبِّرُ عَنْ غَضَبِهِ. (رو ١٢:١٧-٢١) فَبَدَلَ أَنْ نَغْضَبَ نَحْنُ، يَجِبُ أَنْ نَلْتَفِتَ إِلَيْهِ لِيَحُلَّ ٱلْمُشْكِلَةَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. أَمَّا إِذَا ٱنْتَقَمْنَا لِأَنْفُسِنَا، فَسَيَعْكِسُ تَصَرُّفُنَا هٰذَا قِلَّةَ ٱحْتِرَامٍ لَهُ. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، بَدَلَ أَنْ نَعْتَمِدَ عَلَى مَا ٱعْتَدْنَا عَلَيْهِ سَابِقًا، عَلَيْنَا أَنْ نُطَبِّقَ تَوْجِيهَاتِ يَهْوَهَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي يُزَوِّدُهَا بِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ. (عب ١٣:١٧) وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَلْزَمُ أَنْ نَنْتَبِهَ ‹لِكَيْلَا نَتَجَاوَزَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ›. (١ كو ٤:٦) فَحِينَ نَتَّبِعُ بِدِقَّةٍ آخِرَ ٱلْإِرْشَادَاتِ، نُبْقِي عُيُونَنَا مُرَكَّزَةً عَلَى يَهْوَهَ. ب١٨/٧ ص ١٥-١٦ ف ١٧-١٨.
اَلْجُمُعَةُ ٢٤ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
لِنَجِدَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ إِلَى ٱلنُّضْجِ. — عب ٦:١.
كُلَّمَا ٱزْدَادَ نُضْجُنَا ٱلرُّوحِيُّ، ٱزْدَادَ تَقْدِيرُنَا لِمَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَٱلشَّرَائِعُ تَنْطَبِقُ عَلَى حَالَاتٍ مُعَيَّنَةٍ. أَمَّا ٱلْمَبَادِئُ فَأَكْثَرُ شُمُولِيَّةً. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَا يَفْهَمُ ٱلْوَلَدُ ٱلصَّغِيرُ خُطُورَةَ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ. لِذَا يَحْتَاجُ إِلَى قَوَاعِدَ يَضَعُهَا لَهُ وَالِدَاهُ. (١ كو ١٥:٣٣) وَلٰكِنْ فِيمَا يَكْبَرُ، يَتَعَلَّمُ أَنْ يُحَلِّلَ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيُقَرِّرَ عَلَى أَسَاسِهَا. وَهٰذَا يُسَاعِدُهُ أَنْ يَخْتَارَ هُوَ بِنَفْسِهِ أَصْدِقَاءَ جَيِّدِينَ. (١ كو ١٣:١١؛ ١٤:٢٠) بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي مَبَادِئِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، يَصِيرُ ضَمِيرُنَا مُدَرَّبًا جَيِّدًا. وَهٰكَذَا نَعْرِفُ مَاذَا يُرْضِي يَهْوَهَ فِي كُلِّ حَالَةٍ نُوَاجِهُهَا. وَلَدَيْنَا كُلُّ مَا يَلْزَمُ لِنَأْخُذَ قَرَارَاتٍ تُرْضِي يَهْوَهَ. فَفِي كَلِمَتِهِ، نَجِدُ شَرَائِعَ وَمَبَادِئَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَصِيرَ ‹ذَوِي كَفَاءَةٍ تَامَّةٍ، مُجَهَّزِينَ كَامِلًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ›. — ٢ تي ٣:١٦، ١٧. ب١٨/٦ ص ١٩ ف ١٤؛ ص ٢٠ ف ١٦-١٧.
اَلسَّبْتُ ٢٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
مَنْ هُوَ قَرِيبِي؟ — لو ١٠:٢٩.
أَظْهَرَ مَثَلٌ قَدَّمَهُ يَسُوعُ أَنَّ سَامِرِيًّا يُمْكِنُ أَنْ يُعَلِّمَ ٱلْيَهُودَ دَرْسًا فِي مَحَبَّةِ ٱلْقَرِيبِ. (لو ١٠:٢٥-٣٧) أَيْضًا، لِكَيْ يُتَمِّمَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ تَعْيِينَهُمْ، لَزِمَ أَنْ يَتَغَلَّبُوا عَلَى ٱلْكِبْرِيَاءِ وَٱلتَّحَامُلِ. فَقَبْلَ صُعُودِ يَسُوعَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، أَوْصَاهُمْ أَنْ يَشْهَدُوا فِي «كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (اع ١:٨) لٰكِنَّهُ سَبَقَ أَنْ أَعَدَّهُمْ لِهٰذَا ٱلتَّعْيِينِ. فَكَثِيرًا مَا لَفَتَ نَظَرَهُمْ إِلَى صِفَاتٍ حَسَنَةٍ عِنْدَ ٱلْأَجَانِبِ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، مَدَحَ ضَابِطًا أَجْنَبِيًّا عَلَى إِيمَانِهِ ٱلْقَوِيِّ. (مت ٨:٥-١٠) وَفِي مَدِينَتِهِ ٱلنَّاصِرَةِ، أَخْبَرَ كَيْفَ أَحْسَنَ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْغُرَبَاءِ، مِثْلِ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱلْفِينِيقِيَّةِ مِنْ صَرْفَةَ وَنَعْمَانَ ٱلْأَبْرَصِ مِنْ أَرَامَ. (لو ٤:٢٥-٢٧) كَمَا بَشَّرَ ٱمْرَأَةً سَامِرِيَّةً، حَتَّى إِنَّهُ قَضَى يَوْمَيْنِ فِي مَدِينَةٍ سَامِرِيَّةٍ حِينَ ٱهْتَمَّ سُكَّانُهَا بِرِسَالَتِهِ. — يو ٤:٢١-٢٤، ٤٠. ب١٨/٦ ص ١٠ ف ١٠-١١.
اَلْأَحَدُ ٢٦ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اِلْبَسُوا سِلَاحَ ٱللّٰهِ ٱلْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. — اف ٦:١١.
اَلرَّسُولُ بُولُسُ شَبَّهَنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِٱلْجُنُودِ. صَحِيحٌ أَنَّ حَرْبَنَا رُوحِيَّةٌ، لٰكِنَّهَا مَعَ أَعْدَاءٍ أَقْوِيَاءَ. فَهِيَ ضِدُّ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ ٱلَّذِينَ يَتَمَتَّعُونَ بِمَهَارَةٍ وَخِبْرَةٍ عَالِيَةٍ. وَلِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى، يَبْدُو أَنْ لَا أَمَلَ لَنَا فِي ٱلِٱنْتِصَارِ. وَٱلشَّبَابُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ خُصُوصًا يَبْدُونَ أَهْدَافًا سَهْلَةً. مَعَ ذٰلِكَ، بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَنْتَصِرُوا، وَهُمْ يَنْتَصِرُونَ بِٱلْفِعْلِ. فَهٰؤُلَاءِ ٱلشَّبَابُ ‹يَتَقَوَّوْنَ فِي ٱلرَّبِّ›، أَيْ يَتَّكِلُونَ عَلَى دَعْمِهِ. كَمَا أَنَّهُمْ يَلْبَسُونَ «سِلَاحَ ٱللّٰهِ ٱلْكَامِلَ»، مِثْلَمَا يَفْعَلُ ٱلْجُنُودُ ٱلْمُدَرَّبُونَ ٱسْتِعْدَادًا لِلْمَعْرَكَةِ. (اف ٦:١٠-١٢) وَعِنْدَمَا وَصَفَ بُولُسُ هٰذَا ٱلسِّلَاحَ، رُبَّمَا كَانَ فِي بَالِهِ ٱلسِّلَاحُ ٱلَّذِي يَلْبَسُهُ ٱلْجُنُودُ ٱلرُّومَانُ. — اع ٢٨:١٦. ب١٨/٥ ص ٢٧ ف ١-٢.
اَلْإِثْنَيْنُ ٢٧ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ. — مت ٦:٩.
نَحْنُ نُبَشِّرُ لِكَيْ نُمَجِّدَ يَهْوَهَ وَنُقَدِّسَ ٱسْمَهُ، وَهٰذَا هُوَ ٱلسَّبَبُ ٱلْأَهَمُّ. (يو ١٥:١، ٨) طَبْعًا، لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَزِيدَ ٱسْمَهُ قَدَاسَةً. فَهُوَ مُقَدَّسٌ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ. وَلٰكِنْ لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَهْوَهُ نَفْسُهُ عَنْ شَعْبِهِ: «يُقَدِّسُونَ ٱسْمِي . . . وَيَهَابُونَ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ». (اش ٢٩:٢٣) إِذًا، نُقَدِّسُ ٱسْمَ يَهْوَهَ حِينَ نَعْتَبِرُهُ أَرْفَعَ مِنْ بَاقِي ٱلْأَسْمَاءِ، وَحِينَ نُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَعْتَبِرُوهُ هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسًا. لِذَا نُخْبِرُ ٱلنَّاسَ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَحِقُّ «ٱلْمَجْدَ وَٱلْكَرَامَةَ وَٱلْقُدْرَةَ». (رؤ ٤:١١) كَمَا نُعَلِّمُهُمُ ٱلْحَقِيقَةَ عَنْ صِفَاتِهِ وَقَصْدِهِ لِلْبَشَرِ. وَهٰكَذَا نُدَافِعُ عَنِ ٱسْمِهِ وَنَفْضَحُ أَكَاذِيبَ ٱلشَّيْطَانِ. — تك ٣:١-٥. ب١٨/٥ ص ١٨ ف ٣-٤.
اَلثُّلَاثَاءُ ٢٨ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
حَسَنٌ هُوَ ٱلشُّكْرُ لِيَهْوَهَ. لِأَنَّكَ فَرَّحْتَنِي يَا يَهْوَهُ بِأَفْعَالِكَ، لِأَجْلِ أَعْمَالِ يَدَيْكَ أُهَلِّلُ. — مز ٩٢:١، ٤.
اَلسَّبَبُ ٱلْأَوَّلُ وَٱلْأَهَمُّ لِتَضَعَ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً هُوَ شُكْرُ يَهْوَهَ عَلَى مَحَبَّتِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِكَ. فَفَكِّرْ فِي بَرَكَاتِ يَهْوَهَ عَلَيْكَ: هِبَةِ ٱلْحَيَاةِ، مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ، ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، رَجَاءِ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ، وَغَيْرِهَا. وَحِينَ تَضَعُ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً، تُظْهِرُ أَنَّكَ شَاكِرٌ لِلّٰهِ عَلَى تِلْكَ ٱلْبَرَكَاتِ، وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُقَرِّبُكَ إِلَيْهِ. كَمَا أَنَّ ٱلْأَهْدَافَ ٱلرُّوحِيَّةَ تَدْفَعُكَ أَنْ تَقُومَ بِأَعْمَالٍ تُرْضِي يَهْوَهَ وَتُقَرِّبُكَ إِلَيْهِ. أَكَّدَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَللّٰهُ لَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ». (عب ٦:١٠) وَلَا أَحَدَ أَصْغَرُ مِنْ أَنْ يَضَعَ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً. فَأَيَّةُ أَهْدَافٍ تُحِبُّ أَنْ تَضَعَهَا؟ — في ١:١٠، ١١. ب١٨/٤ ص ٢٦ ف ٥-٦.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٢٩ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
حَيْثُ رُوحُ يَهْوَهَ فَهُنَاكَ حُرِّيَّةٌ. — ٢ كو ٣:١٧.
أَيَّامَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ، ٱفْتَخَرَ ٱلرُّومَانُ بِأَنَّهُمْ يُدَافِعُونَ عَنِ ٱلْقَانُونِ وَٱلْعَدَالَةِ وَٱلْحُرِّيَّةِ. لٰكِنَّ مَجْدَ إِمْبَرَاطُورِيَّتِهِمِ ٱعْتَمَدَ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى ٱسْتِغْلَالِ ٱلْعَبِيدِ. حَتَّى إِنَّ هٰؤُلَاءِ شَكَّلُوا نَحْوَ ٣٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنَ ٱلسُّكَّانِ خِلَالَ وَقْتٍ مِنَ ٱلْأَوْقَاتِ. لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ عَامَّةَ ٱلشَّعْبِ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ، ٱهْتَمُّوا بِمَوْضُوعِ ٱلْحُرِّيَّةِ وَٱلْعُبُودِيَّةِ. وَكَثِيرًا مَا تَحَدَّثَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي رَسَائِلِهِ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ. لٰكِنَّهُ بِعَكْسِ ٱلنَّاسِ فِي أَيَّامِهِ، لَمْ يَسْعَ إِلَى ٱلْإِصْلَاحِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ أَوِ ٱلسِّيَاسِيِّ، وَلَمْ يَتَّكِلْ عَلَى ٱلْبَشَرِ لِنَيْلِ ٱلْحُرِّيَّةِ. بَلْ عَلَّمَ هُوَ وَبَاقِي ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَنْ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَفِدْيَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. كَمَا أَنَّهُ دَلَّ إِخْوَتَهُ عَلَى مَصْدَرِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ. ب١٨/٤ ص ٨ ف ١-٢.
اَلْخَمِيسُ ٣٠ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
سِمْعَانُ، سِمْعَانُ! هَا إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ قَدْ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَٱلْحِنْطَةِ. غَيْرَ أَنَّنِي تَضَرَّعْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْلَا يَتَلَاشَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى عُدْتَ، قَوِّ إِخْوَتَكَ. — لو ٢٢:٣١، ٣٢.
فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَ يَسُوعَ، قَالَ لِلرَّسُولِ بُطْرُسَ ٱلْكَلِمَاتِ أَعَلَاهُ. وَبِٱلْفِعْلِ، بَرْهَنَ بُطْرُسُ أَنَّهُ أَحَدُ ٱلْأَعْمِدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ. (غل ٢:٩) فَقَدْ قَوَّتْ شَجَاعَتُهُ ٱلْإِخْوَةَ مِنْ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ فَصَاعِدًا. وَبَعْدَمَا خَدَمَ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً، كَتَبَ رِسَالَتَيْنِ إِلَى رُفَقَائِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. قَالَ لَهُمْ: «كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ، مُشَجِّعًا وَمُقَدِّمًا شَهَادَةً جِدِّيَّةً عَلَى أَنَّ هٰذِهِ هِيَ نِعْمَةُ ٱللّٰهِ ٱلْحَقَّةُ، فَٱثْبُتُوا فِيهَا». (١ بط ٥:١٢) وَقَدْ شَجَّعَتْ رِسَالَتَا بُطْرُسَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَيَّامِهِ. وَلَا تَزَالَانِ تُشَجِّعَانِنَا ٱلْيَوْمَ فِيمَا نَنْتَظِرُ إِتْمَامَ وُعُودِ يَهْوَهَ كَامِلًا. — ٢ بط ٣:١٣. ب١٨/٤ ص ١٧ ف ١٢-١٣.
اَلْجُمُعَةُ ٣١ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)
اَلَّذِي يَطَّلِعُ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْكَامِلَةِ، شَرِيعَةِ ٱلْحُرِّيَّةِ، وَيُدَاوِمُ عَلَى ذٰلِكَ، يَكُونُ سَعِيدًا فِي ٱلْعَمَلِ بِهَا. — يع ١:٢٥.
اَلْحُرِّيَّةُ هِيَ حُلْمُ ٱلنَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. وَلِنَيْلِهَا يُنَظِّمُ كَثِيرُونَ ٱحْتِجَاجَاتٍ وَمُظَاهَرَاتٍ وَثَوْرَاتٍ. وَلٰكِنْ بَدَلَ أَنْ تُحَقِّقَ هٰذِهِ ٱلْجُهُودُ ٱلْحُرِّيَّةَ، تُؤَدِّي فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ إِلَى ٱلْمُعَانَاةِ وَٱلْمَوْتِ. وَكُلُّ هٰذَا يُؤَكِّدُ كَلِمَاتِ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ: «يَتَسَلَّطُ إِنْسَانٌ عَلَى إِنْسَانٍ لِأَذِيَّتِهِ». (جا ٨:٩) بِٱلْمُقَابِلِ، أَشَارَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ إِلَى مِفْتَاحِ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ فِي آيَةِ ٱلْيَوْمِ. فَيَهْوَهُ هُوَ مَصْدَرُ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْكَامِلَةِ، وَهُوَ يَعْرِفُ تَمَامًا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ٱلْإِنْسَانُ لِيَعِيشَ بِسَعَادَةٍ. وَبِٱلْفِعْلِ، أَعْطَى آدَمَ وَحَوَّاءَ كُلَّ مَا يَلْزَمُهُمَا لِيَكُونَا سَعِيدَيْنِ، بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلْحُرِّيَّةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ. ب١٨/٤ ص ٣ ف ١-٣.