كَانُونُ ٱلْأَوَّلُ (دِيسَمْبِر)
اَلثُّلَاثَاءُ ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ. — مر ٦:٣٤.
إِحْدَى أَجْمَلِ ٱلصِّفَاتِ فِي شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ هِيَ قُدْرَتُهُ عَلَى فَهْمِ مَشَاكِلِ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ وَٱلتَّعَاطُفِ مَعَهُمْ. فَحِينَ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، ‹فَرِحَ مَعَ ٱلْفَرِحِينَ وَبَكَى مَعَ ٱلْبَاكِينَ›. (رو ١٢:١٥) مَثَلًا، عِنْدَمَا عَادَ ٱلـ ٧٠ تِلْمِيذًا مِنَ ٱلْخِدْمَةِ فَرِحِينَ، «تَهَلَّلَ» يَسُوعُ. (لو ١٠:١٧-٢١) وَحِينَ رَأَى كَمْ كَانَ مَوْتُ لِعَازَرَ صَعْبًا عَلَى عَائِلَتِهِ وَأَصْدِقَائِهِ، «أَنَّ بِٱلرُّوحِ وَٱضْطَرَبَ». (يو ١١:٣٣) فَكَيْفَ ٱسْتَطَاعَ رَجُلٌ كَامِلٌ مِثْلَهُ أَنْ يَكُونَ رَحُومًا وَمُتَعَاطِفًا مَعَ بَشَرٍ خُطَاةٍ؟ أَهَمُّ سَبَبٍ هُوَ أَنَّهُ أَحَبَّ ٱلنَّاسَ. فَقَدْ كَانَتْ ‹لَذَّاتُهُ مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ›. (ام ٨:٣١) وَهٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ دَفَعَتْهُ أَنْ يَفْهَمَ جَيِّدًا طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِمْ. قَالَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا عَنْهُ: «كَانَ يَعْرِفُ مَا فِي ٱلْإِنْسَانِ». — يو ٢:٢٥. ب١٩/٣ ص ٢٠ ف ١-٢.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٢ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
مَسَّ كُلَّ مَا لَهُ، وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ لَا يَلْعَنُكَ فِي وَجْهِكَ. — اي ١:١١.
خَسَّرَ ٱلشَّيْطَانُ أَيُّوبَ مُمْتَلَكَاتِهِ وَخُدَّامَهُ وَصِيتَهُ ٱلْحَسَنَ. ثُمَّ قَتَلَ أَوْلَادَهُ ٱلْعَشَرَةَ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ، ضَرَبَهُ بِدَمَامِلَ مُؤْلِمَةٍ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى قَدَمَيْهِ. وَهٰذَا سَبَّبَ حُزْنًا شَدِيدًا لِزَوْجَتِهِ، حَتَّى إِنَّهَا طَلَبَتْ مِنْهُ أَنْ يَسْتَسْلِمَ. قَالَتْ لَهُ: «اِلْعَنِ ٱللّٰهَ وَمُتْ!». وَمَعَ أَنَّهُ تَمَنَّى ٱلْمَوْتَ، لَمْ يَتَخَلَّ عَنِ ٱسْتِقَامَتِهِ. إِلَّا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَمْ يَتْرُكْهُ، بَلْ جَرَّبَ أُسْلُوبًا آخَرَ. فَقَدْ أَتَى إِلَى أَيُّوبَ ثَلَاثَةٌ مِنْ أَصْدِقَائِهِ وَبَقُوا عِنْدَهُ أَيَّامًا. لٰكِنْ بَدَلَ أَنْ يُعَزُّوهُ، ٱنْتَقَدُوهُ وَوَبَّخُوهُ بِقَسْوَةٍ. وَٱدَّعَوْا أَيْضًا أَنَّ ٱللّٰهَ هُوَ سَبَبُ مَشَاكِلِهِ وَلَا يَهْتَمُّ أَبَدًا بِٱسْتِقَامَتِهِ. كَمَا ٱتَّهَمُوهُ بِأَنَّهُ شِرِّيرٌ وَيَسْتَاهِلُ مَا حَصَلَ لَهُ. — اي ١:١٣-٢٢؛ ٢:٧-١١؛ ١٥:٤، ٥؛ ٢٢:٣-٦؛ ٢٥:٤-٦. ب١٩/٢ ص ٤ ف ٧-٨.
اَلْخَمِيسُ ٣ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
بِدَايَةُ ٱلْحِكْمَةِ مَخَافَةُ يَهْوَهَ. — مز ١١١:١٠.
بَعْضُ أَنْوَاعِ ٱلْخَوْفِ مُفِيدٌ. فَيَلْزَمُ مَثَلًا أَنْ نَخَافَ مِنْ إِحْزَانِ يَهْوَهَ. فَلَوْ خَافَ آدَمُ وَحَوَّاءُ مِنْ إِحْزَانِ يَهْوَهَ لَمَا تَمَرَّدَا عَلَيْهِ. لٰكِنَّهُمَا تَمَرَّدَا. وَبَعْدَ ذٰلِكَ، ٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا، أَيْ أَدْرَكَا أَنَّهُمَا خَاطِئَانِ. وَمَعَ ٱلْأَسَفِ، لَمْ يَعُدْ بِإِمْكَانِهِمَا إِلَّا أَنْ يُورِثَا أَوْلَادَهُمَا ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ. وَعِنْدَمَا عَلِمَا أَنَّهُمَا أَخْطَآ، خَجِلَا لِأَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ وَغَطَّيَا أَنْفُسَهُمَا. (تك ٣:٧، ٢١) مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، لَا دَاعِيَ أَنْ نَخَافَ مِنَ ٱلْمَوْتِ. فَيَهْوَهُ هَيَّأَ لَنَا وَسِيلَةً لِنَعِيشَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. لِذَا حَتَّى لَوْ أَخْطَأْنَا وَبَعْدَ ذٰلِكَ تُبْنَا بِصِدْقٍ، يُسَامِحُنَا يَهْوَهُ عَلَى أَسَاسِ إِيمَانِنَا بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ. وَإِحْدَى ٱلطُّرُقِ ٱلْمُهِمَّةِ لِنُظْهِرَ هٰذَا ٱلْإِيمَانَ هِيَ ٱلِٱنْتِذَارُ وَٱلْمَعْمُودِيَّةُ. — ١ بط ٣:٢١. ب١٩/٣ ص ٥-٦ ف ١٢-١٣.
اَلْجُمُعَةُ ٤ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ إِلَّا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ. — عد ٢٦:٦٥.
كَانَ لَدَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ لِيَكُونُوا شَاكِرِينَ. فَقَدْ حَرَّرَهُمْ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ بَعْدَمَا جَلَبَ عَشْرَ ضَرَبَاتٍ عَلَى مِصْرَ. ثُمَّ خَلَّصَهُمْ مِنْ كَارِثَةٍ، إِذْ أَهْلَكَ ٱلْجَيْشَ ٱلْمِصْرِيَّ بِكَامِلِهِ فِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ. وَبِٱلْفِعْلِ، شَعَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِٱمْتِنَانٍ شَدِيدٍ لِدَرَجَةِ أَنَّهُمْ رَنَّمُوا تَرْنِيمَةَ نَصْرٍ تَسْبِيحًا لِيَهْوَهَ. وَلٰكِنْ هَلْ حَافَظُوا عَلَى مَوْقِفِهِمْ هٰذَا؟ عِنْدَمَا وَاجَهَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ تَحَدِّيَاتٍ جَدِيدَةً، نَسُوا بِسُرْعَةٍ كُلَّ ٱلْأُمُورِ ٱلصَّالِحَةِ ٱلَّتِي فَعَلَهَا يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِهِمْ. لِذَا أَعْرَبُوا عَنْ قِلَّةِ تَقْدِيرٍ. (مز ١٠٦:٧) فَقَدْ «تَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ». وَتَذَمُّرُهُمْ هٰذَا كَانَ فِي ٱلْوَاقِعِ عَلَى يَهْوَهَ. (خر ١٦:٢، ٨) فَخَابَ أَمَلُهُ فِيهِمْ. وَأَنْبَأَ لَاحِقًا أَنَّ كُلَّ ذٰلِكَ ٱلْجِيلِ سَيَمُوتُ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، مَا عَدَا يَشُوعَ وَكَالِبَ. — عد ١٤:٢٢-٢٤. ب١٩/٢ ص ١٧ ف ١٢-١٣.
اَلسَّبْتُ ٥ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
إِنِّي وَدِيعٌ وَمُتَّضِعُ ٱلْقَلْبِ. — مت ١١:٢٩.
لَمْ يَلْفِتْ يَسُوعُ ٱلنَّظَرَ إِلَى نَفْسِهِ بِفَرْضِ ٱحْتِفَالٍ ضَخْمٍ بِذِكْرَى مَوْتِهِ. عَلَى ٱلْعَكْسِ، طَلَبَ مِنْ تَلَامِيذِهِ أَنْ يُقِيمُوا سَنَوِيًّا مُنَاسَبَةً بَسِيطَةً لٰكِنَّهَا تَلِيقُ بِٱلْحَدَثِ. (يو ١٣:١٥؛ ١ كو ١١:٢٣-٢٥) وَهٰذَا دَلَّ أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ مُتَكَبِّرًا. فَكَمْ نَفْرَحُ لِأَنَّ ٱلتَّوَاضُعَ صِفَةٌ بَارِزَةٌ عِنْدَ مَلِكِنَا ٱلسَّمَاوِيِّ! (في ٢:٥-٨) وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِتَوَاضُعِ يَسُوعَ؟ بِوَضْعِ مَصَالِحِ ٱلْآخَرِينَ قَبْلَ مَصَالِحِنَا. (في ٢:٣، ٤) فَفِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ، أَدْرَكَ أَنَّهُ سَيَمُوتُ مَوْتًا أَلِيمًا. رَغْمَ ذٰلِكَ، حَمَلَ هَمَّ رُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ كَانُوا سَيَحْزَنُونَ عَلَيْهِ. لِذَا أَمْضَى تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ يُعَلِّمُهُمْ وَيُشَجِّعُهُمْ وَيُطَمْئِنُهُمْ. (يو ١٤:٢٥-٣١) لَقَدْ دَفَعَ ٱلتَّوَاضُعُ يَسُوعَ أَنْ يَهْتَمَّ بِٱلْآخَرِينَ أَكْثَرَ مِنْ نَفْسِهِ. وَهٰكَذَا تَرَكَ لَنَا مِثَالًا رَائِعًا. ب١٩/١ ص ٢١ ف ٥-٦.
اَلْأَحَدُ ٦ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
أَرْجُوكَ يَا يَهْوَهُ، ٱرْضَ بِقَرَابِينِ فَمِي ٱلطَّوْعِيَّةِ. — مز ١١٩:١٠٨.
هَلْ يَرْجُفُ قَلْبُكَ كُلَّمَا فَكَّرْتَ أَنْ تَرْفَعَ يَدَكَ؟ لَا تَقْلَقْ، لَسْتَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي يُوَاجِهُ هٰذِهِ ٱلْمُشْكِلَةَ. فَمُعْظَمُنَا يَشْعُرُ بِبَعْضِ ٱلْخَوْفِ حِينَ يُقَدِّمُ تَعْلِيقًا. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، إِنَّ خَوْفَكَ هٰذَا عَلَامَةٌ جَيِّدَةٌ. فَهُوَ يَدُلُّ أَنَّكَ شَخْصٌ مُتَوَاضِعٌ يَعْتَبِرُ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَهُ. وَيَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ. (مز ١٣٨:٦؛ في ٢:٣) لٰكِنَّهُ يُرِيدُ أَيْضًا أَنْ تُسَبِّحَهُ وَتُشَجِّعَ إِخْوَتَكَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. (١ تس ٥:١١) وَبِمَا أَنَّهُ يُحِبُّكَ، فَسَيَمْنَحُكَ ٱلشَّجَاعَةَ ٱللَّازِمَةَ. أَبْقِ فِي بَالِكَ أَيْضًا ٱلْأَفْكَارَ ٱلتَّالِيَةَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ ٱلْجَمِيعَ يُخْطِئُونَ حِينَ يَتَكَلَّمُونَ، سَوَاءٌ فِي كَلِمَاتِهِمْ أَوْ أُسْلُوبِهِمْ. (يع ٣:٢) وَيَهْوَهُ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا ٱلْكَمَالَ. (مز ١٠٣:١٢-١٤) وَهٰذِهِ هِيَ أَيْضًا نَظْرَةُ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا. فَهُمْ عَائِلَتُنَا ٱلرُّوحِيَّةُ وَيُحِبُّونَنَا. (مر ١٠:٢٩، ٣٠؛ يو ١٣:٣٥) وَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّنَا نَرْتَبِكُ أَحْيَانًا فَلَا نُعَبِّرُ عَنْ أَفْكَارِنَا بِوُضُوحٍ. ب١٩/١ ص ٨ ف ٣؛ ص ١٠-١١ ف ١٠-١١.
اَلْإِثْنَيْنُ ٧ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
اُذْكُرْ خَالِقَكَ ٱلْعَظِيمَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ. — جا ١٢:١.
هٰذَا لَيْسَ سَهْلًا ٱلْيَوْمَ، لٰكِنَّهُ لَيْسَ مُسْتَحِيلًا. فَيَهْوَهُ يُرِيدُ أَنْ تَنْجَحَ فِي حَيَاتِكَ وَتَكُونَ سَعِيدًا. وَهُوَ سَيُسَاعِدُكَ أَنْ تَخْدُمَهُ وَتَكُونَ نَاجِحًا، لَيْسَ فَقَطْ فِي شَبَابِكَ بَلْ فِي كَامِلِ حَيَاتِكَ. لِإِيضَاحِ ٱلْفِكْرَةِ، سَنَتَأَمَّلُ فِي دَرْسٍ مُهِمٍّ نَتَعَلَّمُهُ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَمَا دَخَلُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ. حِينَ ٱقْتَرَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، لَمْ يَطْلُبْ يَهْوَهُ مِنْهُمْ أَنْ يُحَسِّنُوا مَهَارَاتِهِمِ ٱلْحَرْبِيَّةَ. (تث ٢٨:١، ٢) بَلْ طَلَبَ أَنْ يُطِيعُوهُ وَيَثِقُوا بِهِ. (يش ١:٧-٩) مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ ٱلْبَشَرِ، لَا تَبْدُو هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةُ مَنْطِقِيَّةً. لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَاقِعِ كَانَتْ أَفْضَلَ نَصِيحَةٍ. فَيَهْوَهُ سَاعَدَ شَعْبَهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ لِيَغْلِبُوا ٱلْكَنْعَانِيِّينَ. (يش ٢٤:١١-١٣) إِذًا، ٱلطَّاعَةُ لِلّٰهِ تَتَطَلَّبُ ٱلْإِيمَانَ. وَهٰذَا ٱلْإِيمَانُ يُؤَدِّي دَائِمًا إِلَى ٱلنَّجَاحِ. وَمَهْمَا مَرَّ مِنْ وَقْتٍ، فَهٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةُ لَا تَتَغَيَّرُ. ب١٨/١٢ ص ٢٥ ف ٣-٤.
اَلثُّلَاثَاءُ ٨ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. — يو ٦:٦٨.
يَعْثُرُ ٱلْبَعْضُ بِسَبَبِ فَهْمٍ جَدِيدٍ لِآيَاتٍ مُعَيَّنَةٍ. وَيَتَأَثَّرُ آخَرُونَ بِٱلْمُرْتَدِّينَ وَٱلْمُقَاوِمِينَ لِلْحَقِّ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ، ‹يَبْتَعِدُونَ› عَمْدًا عَنْ يَهْوَهَ وَٱلْجَمَاعَةِ. (عب ٣:١٢-١٤) أَلَمْ يَكُنْ أَفْضَلَ لَوْ حَافَظُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ وَوَثِقُوا بِيَسُوعَ مِثْلَ بُطْرُسَ؟! بِٱلْمُقَابِلِ، يَتْرُكُ ٱلْبَعْضُ ٱلْحَقَّ تَدْرِيجِيًّا، وَرُبَّمَا دُونَ أَنْ يَنْتَبِهُوا. فَهُمْ يُشْبِهُونَ مَرْكَبًا يَبْتَعِدُ تَدْرِيجِيًّا عَنِ ٱلشَّاطِئِ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَبِّهُ هٰذَا ٱلتَّغَيُّرَ ٱلْبَطِيءَ ‹بِٱلِٱنْجِرَافِ›. (عب ٢:١) فَبِعَكْسِ ٱلَّذِي يَتْرُكُ ٱلْحَقَّ عَمْدًا، مَنْ يَنْجَرِفُ لَا يَفْعَلُ ذٰلِكَ عَنْ قَصْدٍ. مَعَ ذٰلِكَ، تَضْعُفُ عَلَاقَتُهُ بِيَهْوَهَ، وَقَدْ يَخْسَرُهَا مَعَ ٱلْوَقْتِ. ب١٨/١١ ص ٩ ف ٥-٦.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٩ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
شَعْبُكَ يَتَطَوَّعُ. — مز ١١٠:٣.
هَلْ تُحِبُّ أَنْ تَنَالَ تَدْرِيبًا إِضَافِيًّا لِتَزِيدَ خِدْمَتَكَ؟ لِمَ لَا تُقَدِّمُ إِذًا طَلَبًا كَيْ تَحْضُرَ مَدْرَسَةَ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ تُدَرِّبُ هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةُ إِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ نَاضِجِينَ يَخْدُمُونَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ، وَذٰلِكَ لِتَسْتَخْدِمَهُمُ ٱلْهَيْئَةُ بِشَكْلٍ أَكْبَرَ. وَعَلَى ٱلَّذِينَ يَحْضُرُونَ ٱلْمَدْرَسَةَ أَنْ يَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِقُبُولِ أَيِّ تَعْيِينٍ يَنَالُونَهُ. فَهَلْ تَوَدُّ أَنْ تُوَسِّعَ خِدْمَتَكَ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ؟ (١ كو ٩:٢٣) بِصِفَتِنَا شَعْبَ يَهْوَهَ، نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ وَٱللُّطْفَ وَٱلصَّلَاحَ وَٱلْمَحَبَّةَ. كَمَا نَهْتَمُّ بِٱلْآخَرِينَ كُلَّ يَوْمٍ. لِذٰلِكَ نَنْعَمُ بِٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) فَتَمَثَّلْ بِكَرَمِ يَهْوَهَ وَٱعْمَلْ مَعَهُ، مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُكَ. وَحِينَئِذٍ سَتَحْصُدُ أَفْرَاحًا جَزِيلَةً. — ام ٣:٩، ١٠. ب١٨/٨ ص ٢٧ ف ١٦-١٨.
اَلْخَمِيسُ ١٠ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
مَا جَمَعَهُ ٱللّٰهُ فِي نِيرٍ وَاحِدٍ فَلَا يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ. — مت ١٩:٦.
هَلْ هُنَاكَ سَبَبٌ يَسْمَحُ لِلْمَسِيحِيِّ أَنْ يَتَطَلَّقَ وَيَتَزَوَّجَ ثَانِيَةً؟ قَالَ يَسُوعُ: «مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ وَتَزَوَّجَ أُخْرَى يَزْنِي فِي حَقِّهَا، وَإِنْ طَلَّقَتِ ٱمْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ آخَرَ تَزْنِي». (مر ١٠:١١، ١٢؛ لو ١٦:١٨) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ ٱعْتَبَرَ ٱلزَّوَاجَ مُكَرَّمًا، وَأَرَادَ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِهِ ٱلْآخَرُونَ. وَبِحَسَبِ مَا قَالَهُ، إِذَا طَلَّقَ ٱلرَّجُلُ زَوْجَتَهُ ٱلْوَفِيَّةَ وَتَزَوَّجَ أُخْرَى فَهُوَ يَزْنِي. وَكَذٰلِكَ ٱلزَّوْجَةُ ٱلَّتِي تُطَلِّقُ زَوْجَهَا ٱلْوَفِيَّ وَتَتَزَوَّجُ رَجُلًا آخَرَ. وَهٰذَا لِأَنَّ ٱلطَّلَاقَ بِحَدِّ ذَاتِهِ لَا يُنْهِي ٱلزَّوَاجَ. فَفِي نَظَرِ ٱللّٰهِ، لَا يَزَالُ ٱلزَّوْجَانِ «جَسَدًا وَاحِدًا». إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، قَالَ يَسُوعُ إِنَّ مَنْ يُطَلِّقُ زَوْجَتَهُ ٱلْوَفِيَّةَ يُعَرِّضُهَا لِلزِّنَى. فَفِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ، رُبَّمَا شَعَرَتِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلْمُطَلَّقَةُ أَنَّهَا مُضْطَرَّةٌ أَنْ تَتَزَوَّجَ رَجُلًا آخَرَ لِيُعِيلَهَا. لٰكِنَّ زَوَاجًا كَهٰذَا هُوَ فِي ٱلْوَاقِعِ زِنًى. ب١٨/١٢ ص ١١ ف ٨-٩.
اَلْجُمُعَةُ ١١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
عَلَى مَحْرَسِي أَقِفُ. — حب ٢:١.
هَدَأَ قَلْبُ حَبَقُّوقَ بَعْدَ حَدِيثِهِ مَعَ يَهْوَهَ. فَصَمَّمَ أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي ٱنْتِظَارِهِ. وَقَرَارُهُ هٰذَا لَمْ يَكُنْ مُتَسَرِّعًا. فَقَدْ كَرَّرَهُ لَاحِقًا حِينَ قَالَ: «أَنْتَظِرُ بِهُدُوءٍ يَوْمَ ٱلشِّدَّةِ». (حب ٣:١٦) فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قَرَارِ حَبَقُّوقَ؟ أَوَّلًا، لَا يَجِبُ أَنْ نَتَوَقَّفَ أَبَدًا عَنِ ٱلصَّلَاةِ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ مُشْكِلَتِنَا. ثَانِيًا، عَلَيْنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَى مَا يَقُولُهُ يَهْوَهُ لَنَا بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ وَهَيْئَتِهِ. وَثَالِثًا، يَلْزَمُ أَنْ نَنْتَظِرَ يَهْوَهَ بِصَبْرٍ وَنَثِقَ كَامِلًا أَنَّهُ سَيُرِيحُنَا فِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ. وَعِنْدَمَا نَتَمَثَّلُ بِحَبَقُّوقَ، نَشْعُرُ بِسَلَامٍ دَاخِلِيٍّ. وَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَحْتَمِلَ. وَبِفَضْلِ رَجَائِنَا أَيْضًا، نَصْبِرُ وَنَفْرَحُ مَهْمَا حَصَلَ. فَرَجَاؤُنَا يُعْطِينَا ٱلثِّقَةَ أَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ سَيَتَدَخَّلُ. — رو ١٢:١٢. ب١٨/١١ ص ١٥-١٦ ف ١١-١٢.
اَلسَّبْتُ ١٢ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
أُرِيدُ أَنْ تُزَيِّنَ ٱلنِّسَاءُ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسٍ مُرَتَّبٍ، مَعَ حِشْمَةٍ وَرَزَانَةٍ. — ١ تي ٢:٩.
مَا نَظْرَةُ يَهْوَهَ إِلَى إِعْثَارِ ٱلْآخَرِينَ؟ قَالَ يَسُوعُ: «مَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، فَخَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحًى كَبِيرٍ وَرُمِيَ فِي ٱلْبَحْرِ». (مر ٩:٤٢) فَيَا لَهُ مِنْ تَحْذِيرٍ قَوِيٍّ! وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ عَكَسَ شَخْصِيَّةَ أَبِيهِ كَامِلًا، فَلَا بُدَّ أَنَّ يَهْوَهَ أَيْضًا يَتَضَايَقُ كَثِيرًا مِنَ ٱلَّذِينَ يُعْثِرُونَ إِخْوَتَهُمْ. (يو ١٤:٩) فَهَلْ تَبَنَّيْنَا نَظْرَةَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ؟ مَاذَا تَكْشِفُ تَصَرُّفَاتُنَا؟ لِنَفْتَرِضْ أَنَّنَا نُحِبُّ ثِيَابًا أَوْ زِينَةً أَوْ تَسْرِيحَةً مُعَيَّنَةً، لٰكِنَّهَا قَدْ تُضَايِقُ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ تُثِيرُ فِيهِ رَغَبَاتٍ خَاطِئَةً. فَهَلْ تَدْفَعُنَا مَحَبَّتُنَا لِلْإِخْوَةِ أَنْ نُضَحِّيَ بِتَفْضِيلَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ؟ ب١٨/١١ ص ٢٥ ف ٩-١٠.
اَلْأَحَدُ ١٣ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
أَجَابَ ٱلشَّيْطَانُ يَهْوَهَ وَقَالَ: «أَمَجَّانًا يَخَافُ أَيُّوبُ ٱللّٰهَ؟ مُدَّ يَدَكَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ، وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ لَا يَلْعَنُكَ فِي وَجْهِكَ». — اي ١:٩، ١١.
لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ نَكُونَ مُسْتَقِيمِينَ؟ لِأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ تَحَدَّى يَهْوَهَ وَٱلْبَشَرَ. فَهُوَ شَوَّهَ سُمْعَةَ يَهْوَهَ حِينَ ٱدَّعَى أَنَّهُ حَاكِمٌ أَنَانِيٌّ وَكَاذِبٌ. وَلِلْأَسَفِ، ٱنْضَمَّ إِلَيْهِ آدَمُ وَحَوَّاءُ وَتَمَرَّدَا عَلَى يَهْوَهَ. (تك ٣:١-٦) لَقَدْ كَانَتْ لَدَيْهِمَا فُرَصٌ كَثِيرَةٌ فِي عَدْنٍ لِيُقَوِّيَا مَحَبَّتَهُمَا لِيَهْوَهَ. وَلٰكِنْ حِينَ ٱفْتَرَى ٱلشَّيْطَانُ عَلَى يَهْوَهَ، لَمْ تَكُنْ مَحَبَّتُهُمَا لِلّٰهِ تَامَّةً أَوْ كَامِلَةً. وَهٰكَذَا نَشَأَ سُؤَالٌ آخَرُ: هَلْ يَبْقَى ٱلْبَشَرُ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ؟ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، هَلْ يَقْدِرُ ٱلْبَشَرُ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ؟ بَرَزَ هٰذَا ٱلسُّؤَالُ لَاحِقًا فِي أَيَّامِ أَيُّوبَ. (اي ١:٨-١١) وَمَعَ أَنَّهُ مِثْلَنَا إِنْسَانٌ نَاقِصٌ يَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ، أَحَبَّهُ يَهْوَهُ لِأَنَّهُ مُسْتَقِيمٌ. ب١٩/٢ ص ٣-٤ ف ٦-٧.
اَلْإِثْنَيْنُ ١٤ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
بَاعَ كُلَّ مَا لَهُ وَٱشْتَرَاهَا. — مت ١٣:٤٦.
أَعْطَى يَسُوعُ مَثَلًا يُوضِحُ كَمْ ثَمِينٌ هُوَ ٱلْحَقُّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ يَجِدُهُ. فَتَكَلَّمَ عَنْ تَاجِرٍ يَبْحَثُ عَنْ لَآلِئَ. وَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً عَظِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ، ‹بَاعَ فِي ٱلْحَالِ› كُلَّ مَا لَهُ وَٱشْتَرَاهَا. (مت ١٣:٤٥، ٤٦) وَنَحْنُ مِثْلُ هٰذَا ٱلتَّاجِرِ. فَٱلْحَقُّ عَظِيمُ ٱلْقِيمَةِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا لِدَرَجَةِ أَنَّنَا ضَحَّيْنَا فِي ٱلْحَالِ بِكُلِّ مَا يَلْزَمُ لِنَحْصُلَ عَلَيْهِ. وَمَا دُمْنَا نُقَدِّرُهُ، ‹فَلَنْ نَبِيعَهُ› أَبَدًا. (ام ٢٣:٢٣) لٰكِنْ لِلْأَسَفِ، خَسِرَ ٱلْبَعْضُ مِنْ شَعْبِ يَهْوَهَ تَقْدِيرَهُمْ لِلْحَقِّ وَبَاعُوهُ. فَكَيْفَ نَنْتَبِهُ لِئَلَّا نَفْعَلَ مِثْلَهُمْ؟ عَلَيْنَا أَنْ ‹نُوَاصِلَ ٱلسَّيْرَ فِيهِ›. (٣ يو ٢-٤) وَٱلسَّيْرُ فِي ٱلْحَقِّ يَعْنِي أَنْ نَعِيشَهُ وَنُعْطِيَهُ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ. ب١٨/١١ ص ٩ ف ٣.
اَلثُّلَاثَاءُ ١٥ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
بِٱلْإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طَافُوا حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. — عب ١١:٣٠.
تَلَقَّى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَوَامِرَ بِأَلَّا يَهْجُمُوا عَلَى أَرِيحَا. بَلْ أَنْ يَدُورُوا حَوْلَهَا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي ٱلْيَوْمِ عَلَى مَدَى سِتَّةِ أَيَّامٍ، وَسَبْعَ مَرَّاتٍ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ. وَرُبَّمَا ٱعْتَبَرَ بَعْضُ ٱلْجُنُودِ أَنَّ ذٰلِكَ مَضْيَعَةٌ لِلْوَقْتِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ قَائِدَ إِسْرَائِيلَ عَرَفَ تَمَامًا مَاذَا يَفْعَلُ. فَٱتِّبَاعُ هٰذِهِ ٱلتَّوْجِيهَاتِ قَوَّى إِيمَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، وَجَنَّبَهُمُ ٱلْمُوَاجَهَةَ مَعَ جُنُودِ أَرِيحَا ٱلْأَقْوِيَاءِ. (يش ٦:٢-٥) فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةِ؟ أَحْيَانًا، لَا نَفْهَمُ كَامِلًا تَوَجُّهَ ٱلْهَيْئَةِ فِي نَوَاحٍ مُعَيَّنَةٍ. مَثَلًا، رُبَّمَا لَمْ نَفْهَمْ فِي ٱلْبِدَايَةِ مَا ٱلدَّاعِي إِلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ فِي ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ وَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْخِدْمَةِ. لٰكِنَّنَا نَرَى ٱلْآنَ فَوَائِدَ ٱسْتِعْمَالِهَا حِينَ يَكُونُ مُمْكِنًا. فَعِنْدَمَا نَرَى إِيجَابِيَّاتِ تَغْيِيرٍ مَا، يَقْوَى إِيمَانُنَا وَوَحْدَتُنَا. ب١٨/١٠ ص ٢٣ ف ٨-٩.
اَلْأَرْبِعَاءُ ١٦ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
يَا رَبُّ، أَفِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ تَرُدُّ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟ — اع ١:٦.
رُبَّمَا بِسَبَبِ ٱلْآمَالِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْمَسِيَّا، كَتِلْكَ ٱلَّتِي كَانَتْ عِنْدَ تَلَامِيذِ يَسُوعَ، رَغِبَ أَهْلُ ٱلْجَلِيلِ أَنْ يُنَصِّبُوا يَسُوعَ مَلِكًا. وَلَا بُدَّ أَنَّهُمُ ٱعْتَبَرُوهُ أَيْضًا قَائِدًا مِثَالِيًّا لِأَنَّهُ عَلَّمَ بِبَرَاعَةٍ، شَفَى ٱلْمَرْضَى، وَأَطْعَمَ ٱلْجِيَاعَ. فَبَعْدَمَا أَطْعَمَ حَوَالَيْ ٠٠٠,٥ رَجُلٍ، تَعَجَّبَ ٱلنَّاسُ جِدًّا، حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا «عَلَى وَشْكِ أَنْ يَأْتُوا وَيَأْخُذُوهُ عَنْوَةً لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا». لٰكِنَّ يَسُوعَ أَدْرَكَ ذٰلِكَ. لِذَا «ٱنْصَرَفَ وَعَادَ إِلَى ٱلْجَبَلِ وَحْدَهُ». (يو ٦:١٠-١٥) وَتُتَابِعُ ٱلرِّوَايَةُ أَنَّهُمْ وَجَدُوهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي عَلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى مِنْ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ. لٰكِنَّ حَمَاسَتَهُمْ كَانَتْ قَدْ خَفَّتْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ. فَأَوْضَحَ لَهُمْ أَنَّهُ أَتَى إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيَهْتَمَّ بِحَاجَاتِ ٱلنَّاسِ ٱلرُّوحِيَّةِ، لَا ٱلْمَادِّيَّةِ. وَأَوْصَاهُمْ: «اِعْمَلُوا لَا لِلطَّعَامِ ٱلَّذِي يَفْنَى، بَلْ لِلطَّعَامِ ٱلَّذِي يَبْقَى لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». — يو ٦:٢٥-٢٧. ب١٨/٦ ص ٤ ف ٤-٥.
اَلْخَمِيسُ ١٧ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَكْسِرُ، وَفَتِيلَةً كَتَّانِيَّةً خَامِدَةً لَا يُطْفِئُ. — اش ٤٢:٣.
تَفَهَّمَ يَسُوعُ مَشَاعِرَ ٱلَّذِينَ يُشْبِهُونَ «قَصَبَةً مَرْضُوضَةً» أَوْ «فَتِيلَةً كَتَّانِيَّةً خَامِدَةً». لِذَا عَامَلَهُمْ بِلُطْفٍ وَصَبْرٍ. (مر ١٠:١٤) طَبْعًا، قُدْرَةُ يَسُوعَ عَلَى فَهْمِ ٱلنَّاسِ وَتَعْلِيمِهِمْ تَفُوقُ قُدْرَتَنَا بِكَثِيرٍ. لٰكِنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نُرَاعِيَهُمْ مِنْ خِلَالِ أُسْلُوبِنَا فِي ٱلْكَلَامِ، وَقْتِ زِيَارَتِنَا، وَطُولِهَا. فَٱلْمَلَايِينُ ٱلْيَوْمَ ‹مُنْزَعِجُونَ وَمُنْطَرِحُونَ›. وَهٰذَا بِسَبَبِ تَفَشِّي ٱلْفَسَادِ وَٱلْقَسْوَةِ بَيْنَ ٱلتُّجَّارِ وَٱلسِّيَاسِيِّينَ وَرِجَالِ ٱلدِّينِ. (مت ٩:٣٦) وَبِٱلنَّتِيجَةِ، يَئِسَ ٱلْكَثِيرُونَ وَمَا عَادُوا يَثِقُونَ بِٱلْآخَرِينَ. لِذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُظْهِرَ لِلنَّاسِ ٱللُّطْفَ وَٱلِٱهْتِمَامَ بِنَغْمَةِ صَوْتِنَا وَكَلَامِنَا. وَبِٱلْفِعْلِ، يَنْجَذِبُ عَدِيدُونَ إِلَى رِسَالَتِنَا، لَيْسَ فَقَطْ لِأَنَّنَا نَسْتَعْمِلُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِمَهَارَةٍ، بَلْ أَيْضًا لِأَنَّنَا نَحْتَرِمُهُمْ وَنَهْتَمُّ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا صَادِقًا. ب١٨/٩ ص ٣١ ف ١٣-١٤.
اَلْجُمُعَةُ ١٨ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ. — مت ٥:٣.
كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُدْرِكُ حَاجَتَنَا ٱلرُّوحِيَّةَ، أَيْ حَاجَتَنَا أَنْ نَعْرِفَ ٱللّٰهَ وَنَنَالَ مُسَاعَدَتَهُ وَتَوْجِيهَهُ؟ بِدَرْسِ كَلِمَتِهِ، إِطَاعَتِهِ، وَإِعْطَاءِ ٱلْأَوْلَوِيَّةِ لِعِبَادَتِهِ. وَهٰذِهِ ٱلْخُطُوَاتُ تَزِيدُ سَعَادَتَنَا. فَسَيَقْوَى إِيمَانُنَا بِأَنَّ وُعُودَ يَهْوَهَ سَتَتِمُّ عَمَّا قَرِيبٍ.(تي ٢:١٣) مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ إِذًا أَنْ نُقَوِّيَ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ لِنُحَافِظَ عَلَى سَعَادَتِنَا. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اِفْرَحُوا فِي ٱلرَّبِّ [يَهْوَهَ] كُلَّ حِينٍ. وَأَقُولُ أَيْضًا: اِفْرَحُوا!». (في ٤:٤) وَلِنَتَمَتَّعَ بِعَلَاقَةٍ قَوِيَّةٍ مَعَ يَهْوَهَ، نَحْتَاجُ أَنْ نَكْتَسِبَ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ. (ام ٣:١٣، ١٨) وَلٰكِنْ لِنَظَلَّ سُعَدَاءَ لَا يَكْفِي أَنْ نَقْرَأَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ، بَلْ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نُطَبِّقَ مَا نَتَعَلَّمُهُ. وَيَسُوعُ شَدَّدَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ذٰلِكَ قَائِلًا: «إِذَا عَرَفْتُمْ هٰذَا، فَسُعَدَاءُ أَنْتُمْ إِنْ عَمِلْتُمْ بِهِ». (يو ١٣:١٧؛ يع ١:٢٥) فَذٰلِكَ ضَرُورِيٌّ جِدًّا لِنُشْبِعَ حَاجَتَنَا ٱلرُّوحِيَّةَ وَنُحَافِظَ عَلَى سَعَادَتِنَا. ب١٨/٩ ص ١٨ ف ٤-٦.
اَلسَّبْتُ ١٩ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
أَبَفْرَاسُ يَجْتَهِدُ كُلَّ حِينٍ لِأَجْلِكُمْ فِي صَلَوَاتِهِ. — كو ٤:١٢.
عَرَفَ أَبَفْرَاسُ ٱلْإِخْوَةَ جَيِّدًا، وَٱهْتَمَّ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا صَادِقًا. وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ ‹أَسِيرًا› مَعَ بُولُسَ، لَمْ يَنْشَغِلْ بِمَشَاكِلِهِ. (فل ٢٣) بَلْ فَكَّرَ فِي حَاجَاتِ ٱلْآخَرِينَ ٱلرُّوحِيَّةِ، وَعَمِلَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ لِمُسَاعَدَتِهِمْ. فَلْنَتَمَثَّلْ بِهِ وَنُصَلِّ لِأَجْلِ إِخْوَتِنَا. وَلَا نَنْسَ أَنَّ صَلَوَاتٍ كَهٰذِهِ لَهَا قُوَّةٌ عَظِيمَةٌ، لَا سِيَّمَا حِينَ نَذْكُرُهُمْ بِٱلِٱسْمِ. (٢ كو ١:١١؛ يع ٥:١٦) وَمَنْ نَقْدِرُ أَنْ نَذْكُرَ بِٱلِٱسْمِ فِي صَلَاتِنَا؟ هُنَالِكَ ٱلْأَفْرَادُ وَٱلْعَائِلَاتُ فِي جَمَاعَتِنَا ٱلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ تَجَارِبَ صَعْبَةً، قَرَارَاتٍ مُهِمَّةً، وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ. وَلَا نَنْسَ أَيْضًا ٱلَّذِينَ يَفْقِدُونَ أَحِبَّاءَهُمْ فِي ٱلْمَوْتِ، أَوْ يُعَانُونَ بِسَبَبِ ٱلْكَوَارِثِ وَٱلْحُرُوبِ وَٱلْأَزَمَاتِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ. فِعْلًا، يَحْتَاجُ إِخْوَةٌ عَدِيدُونَ إِلَى صَلَوَاتِنَا. ب١٨/٩ ص ٥-٦ ف ١٢-١٣.
اَلْأَحَدُ ٢٠ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ. — اع ٢٠:٣٥.
لَمْ يَقْصِدْ بُولُسُ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْعَطَاءَ ٱلْمَادِّيَّ فَقَطْ. فَيُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ نُقَدِّمَ ٱلنُّصْحَ وَٱلتَّشْجِيعَ لِلْآخَرِينَ، وَنَمُدَّ لَهُمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ. (اع ٢٠:٣١-٣٥) وَبُولُسُ نَفْسُهُ أَظْهَرَ قَوْلًا وَعَمَلًا أَهَمِّيَّةَ ٱلْكَرَمِ. فَلَمْ يَبْخُلْ عَلَى ٱلنَّاسِ بِوَقْتِهِ وَطَاقَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَٱهْتِمَامِهِ. لَقَدْ لَاحَظَ ٱلْبَاحِثُونَ فِي ٱلْعُلُومِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يُسْعِدُ ٱلْإِنْسَانَ. ذَكَرَتْ إِحْدَى ٱلْمَقَالَاتِ: «يُخْبِرُ ٱلنَّاسُ أَنَّ سَعَادَتَهُمْ تَزْدَادُ بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ حِينَ يُعَامِلُونَ ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ». وَبِحَسَبِ ٱلْبَاحِثِينَ، عِنْدَمَا يُسَاعِدُ ٱلإِنْسَانُ غَيْرَهُ، يَشْعُرُ أَنَّ حَيَاتَهُ لَهَا قَصْدٌ وَمَعْنًى. لِذَا غَالِبًا مَا يَنْصَحُونَ ٱلنَّاسَ أَنْ يَتَطَوَّعُوا لِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ، وَهٰذَا كَيْ يُحَسِّنُوا صِحَّتَهُمْ وَيَزِيدُوا فَرَحَهُمْ. لٰكِنَّ مَا ٱكْتَشَفُوهُ لَيْسَ جَدِيدًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا. فَمُنْذُ ٱلْقَدِيمِ، أَخْبَرَنَا خَالِقُنَا ٱلْمُحِبُّ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يُفْرِحُنَا. — ٢ تي ٣:١٦، ١٧. ب١٨/٨ ص ٢٢ ف ١٧-١٨.
اَلْإِثْنَيْنُ ٢١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
لَا تَدِينُوا بِحَسَبِ ٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ، بَلْ دِينُوا دَيْنُونَةً بَارَّةً. — يو ٧:٢٤.
أَنْبَأَ إِشَعْيَا أَنَّ يَسُوعَ لَنْ «يَقْضِيَ بِحَسَبِ مَا يَنْظُرُهُ بِعَيْنَيْهِ»، وَلَنْ «يُوَبِّخَ بِحَسَبِ مَا يَسْمَعُهُ بِأُذُنَيْهِ»، إِنَّمَا سَيَقْضِي بِٱلْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ. (اش ١١:٣، ٤) وَنُبُوَّتُهُ تَمْنَحُنَا ٱلْأَمَلَ لِأَنَّ ٱلتَّحَامُلَ وَٱلتَّحَيُّزَ مُتَفَشِّيَانِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ. فَنَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى قَاضٍ كَامِلٍ مِثْلَ يَسُوعَ، قَاضٍ لَا يَحْكُمُ بِحَسَبِ ٱلْمَظَاهِرِ. وَلٰكِنْ بِعَكْسِ يَسُوعَ، نَحْنُ نَاقِصُونَ. لِذَا نُخْطِئُ أَحْيَانًا فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى مَنْ نَلْتَقِيهِمْ. فَنَمِيلُ أَنْ نَحْكُمَ بِنَاءً عَلَى مَا نَرَاهُ. إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ أَوْصَانَا أَلَّا نَدِينَ «بِحَسَبِ ٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ»، بَلْ أَنْ نَدِينَ «دَيْنُونَةً بَارَّةً». فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ وَلَا نَحْكُمَ بِحَسَبِ ٱلْمَظَاهِرِ. ب١٨/٨ ص ٨ ف ١-٢.
اَلثُّلَاثَاءُ ٢٢ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
تَسْمَعُ كَلِمَةً خَلْفَكَ تَقُولُ: «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ. اُسْلُكُوا فِيهَا». — اش ٣٠:٢١.
صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَسْمَعُ صَوْتَ ٱللّٰهِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، لٰكِنَّهُ يُكَلِّمُنَا وَيُرْشِدُنَا بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَيَدْفَعُ رُوحُهُ ٱلْقُدُسُ «ٱلْوَكِيلَ ٱلْأَمِينَ» أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي إِعْطَائِنَا ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ. (لو ١٢:٤٢) وَنَحْنُ نَتَمَتَّعُ بِتَنَوُّعٍ مِنْ هٰذَا ٱلطَّعَامِ كَٱلْفِيدْيُوَاتِ وَٱلْمَوَادِّ ٱلْمَطْبُوعَةِ وَٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ وَٱلسَّمْعِيَّةِ. وَكَلِمَاتُ يَهْوَهَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَنَّهُ سَيُزِيلُ ٱلشَّرَّ ٱلَّذِي يُسَبِّبُهُ ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ. فَلْنُصَمِّمْ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى صَوْتِ يَهْوَهَ كَيْ نَنْجَحَ فِي مُوَاجَهَةِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْآنَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: ‹سَتَنَالُونَ إِتْمَامَ ٱلْوَعْدِ بَعْدَ أَنْ تَكُونُوا قَدْ فَعَلْتُمْ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ›. — عب ١٠:٣٦. ب١٩/٣ ص ١٣ ف ١٧-١٨.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٢٣ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
قَالَ يَهْوَهُ لِيَشُوعَ: «مُوسَى خَادِمِي قَدْ مَاتَ. فَقُمِ ٱلْآنَ وَٱعْبُرِ ٱلْأُرْدُنَّ هٰذَا، أَنْتَ وَجَمِيعُ هٰذَا ٱلشَّعْبِ». — يش ١:١، ٢.
لَا بُدَّ أَنَّ يَشُوعَ فَكَّرَ كَثِيرًا فِي كَلِمَاتِ يَهْوَهَ. فَمُوسَى قَادَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فَتْرَةً طَوِيلَةً، وَٱلْآنَ سَيَصِيرُ هُوَ ٱلْقَائِدَ. فَمَاذَا سَتَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلشَّعْبِ؟ (تث ٣٤:٨، ١٠-١٢) عَلَّقَ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ عَلَى يَشُوع ١:١، ٢: «لَطَالَمَا كَانَ تَغَيُّرُ ٱلْقِيَادَةِ فِي ٱلْبِلَادِ مِنْ أَصْعَبِ وَأَخْطَرِ ٱلْمَرَاحِلِ». فَقَدْ كَانَ لَدَى يَشُوعَ أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِيَقْلَقَ. لٰكِنَّهُ وَثِقَ بِيَهْوَهَ وَٱتَّخَذَ إِجْرَاءً حَازِمًا بَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ. (يش ١:٩-١١) وَثِقَتُهُ بِٱللّٰهِ كَانَتْ فِي مَحَلِّهَا. فَيَهْوَهُ أَرْسَلَ مَلَاكًا لِيُوَجِّهَ يَشُوعَ وَٱلشَّعْبَ. وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، كَانَ هٰذَا ٱلْمَلَاكُ هُوَ ٱلْكَلِمَةَ، ٱبْنَ ٱللّٰهِ ٱلْبِكْرَ. (خر ٢٣:٢٠-٢٣؛ يو ١:١) وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ، ٱسْتَطَاعَ ٱلشَّعْبُ أَنْ يَتَأَقْلَمُوا مَعَ ٱلتَّغْيِيرِ. ب١٨/١٠ ص ٢٢-٢٣ ف ١-٤.
اَلْخَمِيسُ ٢٤ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
كُتِبَ أَمَامَهُ سِفْرُ تَذْكِرَةٍ لِخَائِفِي يَهْوَهَ. — مل ٣:١٦.
يَعْرِفُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ طَوْعًا، وَيَكْتُبُ أَسْمَاءَهُمْ فِي ‹سِفْرِ تَذْكِرَتِهِ›. وَلٰكِنْ حَسْبَمَا ذَكَرَ مَلَاخِي، لِيَبْقَى ٱسْمُنَا فِي «سِفْرِ تَذْكِرَةِ» يَهْوَهَ، عَلَيْنَا أَنْ ‹نَخَافَهُ وَنُفَكِّرَ فِي ٱسْمِهِ›. أَمَّا إِذَا عَبَدْنَا إِلٰهًا غَيْرَهُ، فَسَيَمْحُو ٱسْمَنَا مِنْ هٰذَا ٱلسِّفْرِ. (خر ٣٢:٣٣؛ مز ٦٩:٢٨) إِذًا، لَا يَكْفِي أَنْ نَعِدَ يَهْوَهَ بِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ ثُمَّ نَعْتَمِدَ. فَنَحْنُ نَفْعَلُ ذٰلِكَ مَرَّةً فِي ٱلْعُمْرِ، أَمَّا عِبَادَةُ يَهْوَهَ فَتَتَطَلَّبُ طَاعَةً مُسْتَمِرَّةً. فَمَا دُمْنَا أَحْيَاءً، يَجِبُ أَنْ تُبَرْهِنَ تَصَرُّفَاتُنَا أَنَّنَا نُطِيعُ يَهْوَهَ. — ١ بط ٤:١، ٢. ب١٨/٧ ص ٢٣-٢٤ ف ٧-٩.
اَلْجُمُعَةُ ٢٥ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
وَنَحْنُ تَارِكُونَ ٱلتَّعْلِيمَ ٱلْأَوَّلِيَّ عَنِ ٱلْمَسِيحِ، لِنَجِدَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ إِلَى ٱلنُّضْجِ. — عب ٦:١.
لَا يَحْدُثُ هٰذَا تِلْقَائِيًّا، بَلْ يَتَطَلَّبُ أَنْ «نَجِدَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ». فَلِكَيْ نَصِيرَ مَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ، عَلَيْنَا أَنْ نَزِيدَ مَعْرِفَتَنَا وَفَهْمَنَا. لِذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا. (مز ١:١-٣) فَهَلْ هٰذَا هُوَ هَدَفُكَ؟ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، تَزِيدُ فَهْمَكَ لِشَرَائِعِ يَهْوَهَ وَمَبَادِئِهِ. لِنَأْخُذْ مَثَلًا أَهَمَّ شَرِيعَةٍ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ: شَرِيعَةَ ٱلْمَحَبَّةِ. قَالَ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ: «بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي، إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ». (يو ١٣:٣٥) وَيَعْقُوبُ أَخُو يَسُوعَ وَصَفَ ٱلْمَحَبَّةَ بِأَنَّهَا «ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمَلَكِيَّةُ». (يع ٢:٨) كَمَا ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّهَا «تَتْمِيمُ ٱلشَّرِيعَةِ». (رو ١٣:١٠) وَلَا يُفَاجِئُنَا هٰذَا ٱلتَّشْدِيدُ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُخْبِرُنَا أَنَّ «ٱللّٰهَ مَحَبَّةٌ». — ١ يو ٤:٨. ب١٨/٦ ص ١٩ ف ١٤-١٥.
اَلسَّبْتُ ٢٦ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
أَمَرُّوا رُوحَهُ فَفَرَطَ بِشَفَتَيْهِ. — مز ١٠٦:٣٣.
رَغْمَ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَغَاظُوا يَهْوَهَ، مُوسَى هُوَ ٱلَّذِي شَعَرَ بِٱلْمَرَارَةِ. وَلِأَنَّهُ لَمْ يَضْبُطْ نَفْسَهُ، تَهَوَّرَ فِي ٱلْكَلَامِ. وَهٰكَذَا سَمَحَ لِتَصَرُّفَاتِ ٱلْآخَرِينَ أَنْ تُلْهِيَهُ، فَلَمْ يُبْقِ عَيْنَيْهِ عَلَى يَهْوَهَ. فَفِي حَادِثَةٍ سَابِقَةٍ، عَالَجَ مُوسَى ٱلْمُشْكِلَةَ نَفْسَهَا بِطَرِيقَةٍ صَحِيحَةٍ. (خر ٧:٦) وَلٰكِنْ بَعْدَمَا تَعَامَلَ عَشَرَاتِ ٱلسَّنَوَاتِ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ، رُبَّمَا شَعَرَ بِٱلتَّعَبِ وَٱلْإِحْبَاطِ. وَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنَّهُ رَكَّزَ عَلَى مَشَاعِرِهِ، بَدَلَ أَنْ يُفَكِّرَ فِي تَمْجِيدِ يَهْوَهَ. فَإِنْ كَانَ ٱلنَّبِيُّ ٱلْأَمِينُ مُوسَى قَدِ ٱلْتَهَى وَٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا، أَفَلَا يُمْكِنُ أَنْ نَقَعَ نَحْنُ فِي ٱلشَّرَكِ نَفْسِهِ؟ هٰذَا وَإِنَّنَا ٱلْيَوْمَ عَلَى وَشْكِ دُخُولِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، مِثْلَمَا كَانَ مُوسَى عَلَى وَشْكِ دُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. (٢ بط ٣:١٣) وَطَبْعًا، لَا يُرِيدُ أَيٌّ مِنَّا أَنْ يَخْسَرَ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلثَّمِينَ. لِذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نُرَكِّزَ عُيُونَنَا عَلَى يَهْوَهَ وَنُطِيعَهُ دَائِمًا. — ١ يو ٢:١٧. ب١٨/٧ ص ١٥ ف ١٤-١٦.
اَلْأَحَدُ ٢٧ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
قَدْ غَلَبْتُمُ ٱلشِّرِّيرَ. — ١ يو ٢:١٤.
لَا يَقْدِرُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُجْبِرَ ٱلْبَشَرَ عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ غَصْبًا عَنْهُمْ. (يع ١:١٤) لٰكِنَّ كَثِيرِينَ يُنَفِّذُونَ مَا يُرِيدُهُ دُونَ أَنْ يَدْرُوا. أَمَّا عِنْدَمَا يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَقَّ، فَيُقَرِّرُ كُلُّ وَاحِدٍ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَخْدُمَ. (اع ٣:١٧؛ ١٧:٣٠) وَإِذَا صَمَّمَ أَنْ يَفْعَلَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ، فَلَنْ يَسْتَطِيعَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَكْسِرَ وَلَاءَهُ. (اي ٢:٣؛ ٢٧:٥) وَلِلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ حُدُودٌ أُخْرَى. مَثَلًا، لَا تَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّهُمْ يَقْدِرُونَ أَنْ يَعْرِفُوا مَا فِي عُقُولِنَا وَقُلُوبِنَا. فَلَا أَحَدَ غَيْرَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ يَتَمَتَّعُ بِهٰذِهِ ٱلْقُدْرَةِ. (١ صم ١٦:٧؛ مر ٢:٨) وَإِذَا سَعَيْنَا لِتَنْسَجِمَ أَقْوَالُنَا وَأَفْعَالُنَا مَعَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ، فَلَنْ يَسْمَحَ لِلشَّيْطَانِ بِأَنْ يُلْحِقَ بِنَا ضَرَرًا دَائِمًا. (مز ٣٤:٧) إِذًا، عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ عَدُوَّنَا، وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَرْتَعِبَ مِنْهُ. فَرَغْمَ نَقْصِنَا، نَسْتَطِيعُ أَنْ نَغْلِبَهُ لِأَنَّ يَهْوَهَ مَعَنَا. فَإِذَا قَاوَمْنَا ٱلشَّيْطَانَ فَسَيَهْرُبُ مِنَّا. — يع ٤:٧؛ ١ بط ٥:٩. ب١٨/٥ ص ٢٦ ف ١٥-١٧.
اَلْإِثْنَيْنُ ٢٨ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
أَلْقِ عَلَى يَهْوَهَ أَعْمَالَكَ، فَتُثَبَّتَ مَقَاصِدُكَ. — ام ١٦:٣.
تَخَيَّلْ أَنَّكَ تُخَطِّطُ لِلسَّفَرِ إِلَى مَدِينَةٍ بَعِيدَةٍ كَيْ تَحْضُرَ مُنَاسَبَةً مُهِمَّةً. وَلِتَصِلَ إِلَى هُنَاكَ، سَتَقْطَعُ مَسَافَةً طَوِيلَةً بِٱلْبَاصِ. فَتَذْهَبُ إِلَى ٱلْمَحَطَّةِ وَتَجِدُ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلْبَاصَاتِ. لٰكِنَّكَ لَا تَحْتَارُ، لِأَنَّكَ حَدَّدْتَ وُجْهَتَكَ وَتَعْرِفُ أَيُّ بَاصٍ يُوصِلُكَ إِلَيْهَا. وَبِٱلتَّالِي، لَنْ تَرْكَبَ بَاصًا يَأْخُذُكَ فِي ٱتِّجَاهٍ آخَرَ. يُشْبِهُ ٱلشَّبَابُ ٱلْيَوْمَ ٱلْمُسَافِرِينَ فِي مَحَطَّةِ ٱلْبَاصَاتِ. فَأَمَامَهُمْ مِشْوَارٌ طَوِيلٌ فِي ٱلْحَيَاةِ، وَمَا أَكْثَرَ ٱلْفُرَصَ وَٱلْخِيَارَاتِ! وَلٰكِنْ إِذَا حَدَّدُوا هَدَفَهُمْ، يَسْهُلُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْتَارُوا بِحِكْمَةٍ. فَهَلْ تُرَكِّزُ فِي حَيَاتِكَ عَلَى إِرْضَاءِ يَهْوَهَ؟ هٰذَا يَعْنِي أَنْ تَتْبَعَ نَصِيحَتَهُ فِي كُلِّ ٱلْمَجَالَاتِ، مِثْلِ ٱلتَّعْلِيمِ وَٱلْعَمَلِ وَٱلزَّوَاجِ. وَيَتَطَلَّبُ أَيْضًا أَنْ تَضَعَ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً. وَتَأَكَّدْ أَنَّكَ إِذَا رَكَّزْتَ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ، فَسَيُبَارِكُكَ وَ ‹يُثَبِّتُ مَقَاصِدَكَ›، أَيْ يُنْجِحُ خُطَطَكَ. ب١٨/٤ ص ٢٥ ف ١-٣.
اَلثُّلَاثَاءُ ٢٩ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
آهِ يَا ٱبْنَتِي! لَقَدْ أَحْنَيْتِنِي حُزْنًا، فَقَدْ صِرْتِ مُبْعَدَةً بِسَبَبِي. — قض ١١:٣٥.
وَفَى يَفْتَاحُ بِنَذْرِهِ وَأَرْسَلَ ٱبْنَتَهُ لِتَخْدُمَ فِي ٱلْمَسْكَنِ بَقِيَّةَ حَيَاتِهَا. (قض ١١:٣٠-٣٥) وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْوَضْعَ كَانَ صَعْبًا عَلَيْهِ. لٰكِنَّهُ كَانَ أَصْعَبَ بِكَثِيرٍ عَلَى ٱبْنَتِهِ ٱلَّتِي قَبِلَتْ طَوْعًا أَنْ تَفِيَ بِوَعْدِهِ. (قض ١١:٣٦، ٣٧) فَقَدْ تَخَلَّتْ عَنْ حَقِّهَا فِي ٱلزَّوَاجِ، إِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ، وَحِفْظِ ٱسْمِ ٱلْعَائِلَةِ وَمِيرَاثِهَا. لِذَا ٱحْتَاجَتْ إِلَى ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلدَّعْمِ وَٱلتَّشْجِيعِ. فَجَرَتِ ٱلْعَادَةُ أَنْ تَذْهَبَ بَنَاتُ إِسْرَائِيلَ «مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ لِيَمْدَحْنَ ٱبْنَةَ يَفْتَاحَ ٱلْجِلْعَادِيِّ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ فِي ٱلسَّنَةِ». (قض ١١:٣٩، ٤٠) وَمِثَالُهَا يُذَكِّرُنَا بِٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَبْقَوْنَ عُزَّابًا ٱلْيَوْمَ لِيُرَكِّزُوا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ. أَفَلَا يَسْتَحِقُّونَ هُمْ أَيْضًا ٱلْمَدْحَ وَٱلتَّشْجِيعَ؟ — ١ كو ٧:٣٢-٣٥. ب١٨/٤ ص ١٧ ف ١٠-١١.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٣٠ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
لَمْ يَحْفَظْ مَلَائِكَةٌ مَرْكَزَهُمُ ٱلْأَصْلِيَّ، بَلْ تَخَلَّوْا عَنْ مَسْكِنِهِمِ ٱللَّائِقِ. — يه ٦.
اِنْضَمَّ مَلَائِكَةٌ كَثِيرُونَ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ فِي تَمَرُّدِهِ. وَقَبْلَ ٱلطُّوفَانِ، أَغْرَى عَلَى ٱلْأَقَلِّ بَعْضًا مِنْهُمْ بِمُمَارَسَةِ ٱلْجِنْسِ مَعَ ٱلنِّسَاءِ. وَهٰذَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حِينَ قَالَ إِنَّ ٱلتِّنِّينَ جَرَّ ثُلُثَ نُجُومِ ٱلسَّمَاءِ. (تك ٦:١-٤؛ رؤ ١٢:٣، ٤) وَعِنْدَمَا تَرَكَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَلَائِكَةُ عَائِلَةَ ٱللّٰهِ، أَصْبَحُوا تَحْتَ سَيْطَرَةِ ٱلشَّيْطَانِ. لٰكِنَّهُمْ لَيْسُوا مَجْمُوعَةً فَوْضَوِيَّةً. فَٱلشَّيْطَانُ حَاوَلَ أَنْ يُقَلِّدَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ. فَأَسَّسَ مَمْلَكَةً غَيْرَ مَنْظُورَةٍ وَنَصَّبَ نَفْسَهُ مَلِكًا عَلَيْهَا. كَمَا نَظَّمَ ٱلشَّيَاطِينَ فِي رِئَاسَاتٍ، أَيْ حُكُومَاتٍ. وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَةً، وَجَعَلَهُمْ وُلَاةً عَلَى ٱلْعَالَمِ. (اف ٦:١٢) وَبِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورَةِ، يُسَيْطِرُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى كُلِّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. ب١٨/٥ ص ٢٣ ف ٥-٦.
اَلْخَمِيسُ ٣١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر)
أُبَارِكُ يَهْوَهَ ٱلَّذِي نَصَحَنِي. أَيْضًا فِي ٱللَّيَالِي تُقَوِّمُنِي كُلْيَتَايَ. — مز ١٦:٧.
أَحْيَانًا، يُظْهِرُ يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ لَنَا حِينَ يُؤَدِّبُنَا كَأَبٍ مُحِبٍّ. وَدَاوُدُ قَدَّرَ هٰذَا ٱلتَّأْدِيبَ. فَقَدْ تَأَمَّلَ فِي أَفْكَارِ يَهْوَهَ وَتَبَنَّاهَا، وَهٰكَذَا سَمَحَ لَهَا أَنْ تَصُوغَهُ. وَعِنْدَمَا تَفْعَلُ مِثْلَهُ، تَنْمُو مَحَبَّتُكَ لِلّٰهِ وَرَغْبَتُكَ فِي إِطَاعَتِهِ، وَتُصْبِحُ نَاضِجًا وَعَمِيقًا رُوحِيًّا. تَقُولُ أُخْتٌ ٱسْمُهَا كْرِيسْتِن: «عِنْدَمَا أَقُومُ بِبَحْثٍ وَأَتَأَمَّلُ فِي مَا أَقْرَأُهُ، أَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَهَ يُكَلِّمُنِي شَخْصِيًّا». وَحِينَ تَكُونُ شَخْصًا رُوحِيًّا، يُعْطِيكَ يَهْوَهُ مَعْرِفَةً وَبَصِيرَةً مُمَيَّزَتَيْنِ. فَتَرَى ٱلْعَالَمَ وَٱلْمُسْتَقْبَلَ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِهِ. وَلِمَاذَا ذٰلِكَ مُهِمٌّ؟ كَيْ تُرَتِّبَ أَوْلَوِيَّاتِكَ بِحِكْمَةٍ، تَأْخُذَ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً، وَتَنْظُرَ إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ دُونَ خَوْفٍ. — اش ٢٦:٣. ب١٨/١٢ ص ٢٦ ف ٩-١٠.