تِشْرِينُ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
اَلْأَحَدُ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
مَنْ يَأْكُلُ هٰذَا ٱلْخُبْزَ يَحْيَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. — يو ٦:٥٨.
فَكِّرْ فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَحْصُلُ عَلَيْهَا بَعْدَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ. مَثَلًا، يَعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ يُعْطِيَنَا كُلَّ مَا خَسَّرَنَا إِيَّاهُ آدَمُ وَحَوَّاءُ. وَهٰذَا يَشْمُلُ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. لَقَدْ قَرَّرَ آدَمُ وَحَوَّاءُ أَنْ يَسْتَقِلَّا عَنْ يَهْوَهَ لِأَنَّهُمَا لَمْ يُحِبَّاهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمَا. مَعَ ذٰلِكَ، سَمَحَ لَهُمَا يَهْوَهُ أَنْ يَعِيشَا فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ. وَهٰكَذَا ٱسْتَطَاعَا أَنْ يُنْجِبَا ٱلْأَوْلَادَ وَيُقَرِّرَا هُمَا بِنَفْسِهِمَا كَيْفَ يُرَبِّيَانِهِمْ. لٰكِنْ سُرْعَانَ مَا تَبَيَّنَ أَنَّ قَرَارَهُمَا فَاشِلٌ. فَٱبْنُهُمَا ٱلْبِكْرُ قَتَلَ أَخَاهُ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، ٱنْتَشَرَ ٱلْعُنْفُ وَٱلْأَنَانِيَّةُ بَيْنَ ٱلْبَشَرِ. (تك ٤:٨؛ ٦:١١-١٣) إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ هَيَّأَ وَسِيلَةً لِيُخَلِّصَ أَوْلَادَ آدَمَ وَحَوَّاءَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْدُمُوهُ. (يو ٦:٣٨-٤٠، ٥٧) وَكُلَّمَا تَعَلَّمْتَ عَنْ مَحَبَّةِ يَهْوَهَ وَصَبْرِهِ، قَوِيَتْ مَحَبَّتُكَ لَهُ. وَبَدَلَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ آدَمَ وَحَوَّاءَ، سَتَخْتَارُ أَنْ تَنْذُرَ حَيَاتَكَ لَهُ. ب١٩/٣ ص ٢ ف ٣؛ ص ٤ ف ٩.
اَلْإِثْنَيْنُ ٢ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
كُونُوا مُتَعَاطِفِينَ. — ١ بط ٣:٨.
لِتُظْهِرَ ٱلتَّعَاطُفَ، حَاوِلْ أَنْ تَفْهَمَ مَا يَمُرُّ بِهِ أَفْرَادُ عَائِلَتِكَ وَٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. اِهْتَمَّ بِٱلْمُرَاهِقِينَ، ٱلْمَرْضَى، ٱلْكِبَارِ فِي ٱلْعُمْرِ، وَٱلَّذِينَ مَاتَ شَخْصٌ يُحِبُّونَهُ. اِسْأَلْهُمْ عَنْ أَحْوَالِهِمْ وَأَصْغِ إِلَيْهِمْ فِيمَا يُعَبِّرُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ. دَعْهُمْ يَشْعُرُونَ أَنَّكَ تُحِسُّ مَعَهُمْ فِعْلًا، وَٱعْرِضْ عَلَيْهِمْ أَنْ تُسَاعِدَهُمْ بِأَيِّ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ. وَهٰكَذَا تُظْهِرُ أَنَّكَ تُحِبُّهُمْ بِصِدْقٍ. (١ يو ٣:١٨) وَعِنْدَمَا نُسَاعِدُ إِخْوَتَنَا، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَكُونَ مَرِنِينَ. فَرَدَّةُ فِعْلِ ٱلنَّاسِ تِجَاهَ ٱلْمَصَائِبِ تَخْتَلِفُ كَثِيرًا. فَبَعْضُهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا عَمَّا حَصَلَ، أَمَّا آخَرُونَ فَلَا. وَمَعَ أَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نُسَاعِدَهُمْ، لَا نَطْرَحُ عَلَيْهِمْ أَسْئِلَةً شَخْصِيَّةً مُحْرِجَةً. (١ تس ٤:١١) وَأَحْيَانًا، عِنْدَمَا يَفْتَحُونَ لَنَا قَلْبَهُمْ، قَدْ لَا نُوَافِقُ عَلَى كُلِّ مَا يَقُولُونَهُ. مَعَ ذٰلِكَ، نَحْتَرِمُ وُجْهَةَ نَظَرِهِمْ لِأَنَّ هٰذَا هُوَ شُعُورُهُمْ. فَيَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ سَرِيعِينَ فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ، بَطِيئِينَ فِي ٱلتَّكَلُّمِ. — مت ٧:١؛ يع ١:١٩. ب١٩/٣ ص ١٩ ف ١٨-١٩.
اَلثُّلَاثَاءُ ٣ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
خِفْتُ كَثِيرًا جِدًّا. — نح ٢:٢.
فِي حَالِ كُنْتَ تَشْعُرُ بِٱلْخَوْفِ حِينَ تُقَدِّمُ تَعْلِيقًا فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ، فَكِّرْ فِي نَحَمْيَا ٱلَّذِي خَدَمَ فِي بَلَاطِ مَلِكٍ قَوِيٍّ. فَقَدْ حَزِنَ كَثِيرًا حِينَ سَمِعَ أَنَّ سُورَ أُورُشَلِيمَ مُنْهَدِمٌ وَأَبْوَابَهَا مَحْرُوقَةٌ. (نح ١:١-٤) وَٱلْمَلِكُ لَاحَظَ حُزْنَهُ وَسَأَلَهُ عَنِ ٱلسَّبَبِ. فَهَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ خَافَ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ؟ لٰكِنَّهُ صَلَّى بِسُرْعَةٍ إِلَى يَهْوَهَ قَبْلَ أَنْ يُجِيبَ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، قَدَّمَ ٱلْمَلِكُ مُسَاعَدَةً كَبِيرَةً لِشَعْبِ ٱللّٰهِ. (نح ٢:١-٨) تَذَكَّرْ أَيْضًا يُونَانَ. فَعِنْدَمَا طَلَبَ مِنْهُ يَهْوَهُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى نِينَوَى، خَافَ وَهَرَبَ فِي ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلْمُعَاكِسِ. (يون ١:١-٣) وَلٰكِنْ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ، ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُتَمِّمَ تَعْيِينَهُ. وَسُكَّانُ نِينَوَى ٱسْتَفَادُوا كَثِيرًا مِنْ رِسَالَتِهِ. (يون ٣:٥-١٠) إِذًا، يُعَلِّمُنَا مِثَالُ نَحَمْيَا كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نُصَلِّيَ قَبْلَ أَنْ نُجِيبَ. أَمَّا مِثَالُ يُونَانَ، فَيُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ يُقَوِّينَا لِنَخْدُمَهُ مَهْمَا ٱشْتَدَّ خَوْفُنَا. ب١٩/١ ص ١١ ف ١٢.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٤ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ عَائِلَةً لِأَجْلِي وَلِأَجْلِ ٱلْبِشَارَةِ، إِلَّا وَيَنَالُ مِئَةَ ضِعْفٍ ٱلْآنَ، وَفِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّةً. — مر ١٠:٢٩، ٣٠.
حِينَ نُقَرِّرُ أَنْ نَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلْحَقِّ، قَدْ تَتَغَيَّرُ عَلَاقَتُنَا مَعَ أَصْدِقَائِنَا وَأَقْرِبَائِنَا. لِمَاذَا؟ صَلَّى يَسُوعُ مِنْ أَجْلِ أَتْبَاعِهِ: «قَدِّسْهُمْ بِٱلْحَقِّ. كَلِمَتُكَ هِيَ حَقٌّ». (يو ١٧:١٧) وَ ‹ٱلتَّقْدِيسُ› يَحْمِلُ مَعْنَى ٱلْفَرْزِ. فَعِنْدَمَا نَقْبَلُ ٱلْحَقَّ، نَنْفَرِزُ عَنِ ٱلْعَالَمِ لِأَنَّنَا نُصْبِحُ مُخْتَلِفِينَ عَنْهُ. فَنَحْنُ ٱلْآنَ نَعِيشُ حَسَبَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِذٰلِكَ تَتَغَيَّرُ نَظْرَةُ ٱلنَّاسِ إِلَيْنَا. طَبْعًا، نَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نُسَبِّبَ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ. إِلَّا أَنَّ بَعْضَ ٱلْأَصْدِقَاءِ وَٱلْأَقْرِبَاءِ قَدْ يَتَجَنَّبُونَنَا أَوْ يُقَاوِمُونَنَا. وَهٰذَا لَا يُفَاجِئُنَا. قَالَ يَسُوعُ: «يَكُونُ أَعْدَاءُ ٱلْإِنْسَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ». (مت ١٠:٣٦) لٰكِنَّهُ وَعَدَنَا أَنَّ ٱلْبَرَكَاتِ سَتَفُوقُ أَيَّ ثَمَنٍ قَدْ نَدْفَعُهُ. ب١٨/١١ ص ٦ ف ١١.
اَلْخَمِيسُ ٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
جَمِيعُ جَمَاعَاتِ ٱلْأُمَمِ تَشْكُرُهُمَا. — رو ١٦:٤.
قَدَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ، وَعَكَسَ ذٰلِكَ فِي كَلَامِهِ عَنْهُمْ. فَشَكَرَ ٱللّٰهَ دَائِمًا عَلَى إِخْوَتِهِ فِي صَلَوَاتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. كَمَا أَخْبَرَهُمْ فِي رَسَائِلِهِ كَيْفَ يَشْعُرُ تِجَاهَهُمْ. فَفِي ٱلْأَعْدَادِ ٱلْـ ١٥ ٱلْأُولَى مِنْ رُومَا ١٦، سَمَّى بِٱلِٱسْمِ ٢٧ أَخًا وَأُخْتًا. وَمَدَحَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَحِبَّاءَ وَٱلْمُجْتَهِدِينَ. مَثَلًا، ذَكَرَ تَحْدِيدًا بِرِيسْكَا وَأَكِيلَا «ٱللَّذَيْنِ جَازَفَا بِعُنُقَيْهِمَا» مِنْ أَجْلِهِ، وَفِيبِيَ ٱلَّتِي «حَامَتْ عَنْ كَثِيرِينَ» وَعَنْهُ هُوَ أَيْضًا. (رو ١٦:١-١٥) فَمَعَ أَنَّ بُولُسَ عَرَفَ أَنَّ إِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ نَاقِصُونَ، رَكَّزَ عَلَى صِفَاتِهِمِ ٱلْحَسَنَةِ. تَخَيَّلْ كَمْ تَشَجَّعُوا حِينَ سَمِعُوا كَلِمَاتِهِ تُقْرَأُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ ذٰلِكَ قَوَّى صَدَاقَتَهُمْ مَعَهُ. فَهَلْ مِنْ عَادَتِكَ أَنْ تُعَبِّرَ عَنْ تَقْدِيرِكَ لِمَا يَفْعَلُهُ وَيَقُولُهُ ٱلْإِخْوَةُ فِي جَمَاعَتِكَ؟ ب١٩/٢ ص ١٦ ف ٨-٩.
اَلْجُمُعَةُ ٦ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
لَا أَنْزِعُ ٱسْتِقَامَتِي عَنِّي! — اي ٢٧:٥.
هَلْ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ كَيْ يَعْتَبِرَنَا يَهْوَهُ مُسْتَقِيمِينَ؟ فِي ٱلْوَاقِعِ، لَدَيْنَا عُيُوبٌ كَثِيرَةٌ وَنَحْنُ بَعِيدُونَ جِدًّا عَنِ ٱلْكَمَالِ. وَٱلْكَمَالَ لَيْسَ شَرْطًا لِنَكُونَ مُسْتَقِيمِينَ. فَيَهْوَهُ لَا يُرَكِّزُ عَلَى عُيُوبِنَا. تَقُولُ كَلِمَتُهُ: «إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ ٱلْآثَامَ يَا يَاهُ، يَا يَهْوَهُ، فَمَنْ يَقِفُ؟». (مز ١٣٠:٣) فَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّنَا نَاقِصُونَ وَخُطَاةٌ، لٰكِنَّهُ يُسَامِحُنَا بِكَرَمٍ. (مز ٨٦:٥) كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ حُدُودَنَا وَلَا يَطْلُبُ مِنَّا أَكْثَرَ مِنْ طَاقَتِنَا. (مز ١٠٣:١٢-١٤) فَٱسْتِقَامَتُنَا تَعْتَمِدُ عَلَى مَحَبَّتِنَا لَهُ. وَكَيْ نَكُونَ مُسْتَقِيمِينَ، يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ مَحَبَّتَنَا وَوَلَاءَنَا لِيَهْوَهَ تَامَّيْنِ وَكَامِلَيْنِ فِي كُلِّ ٱلظُّرُوفِ. (١ اخ ٢٨:٩؛ مت ٢٢:٣٧) فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ بَارَّةٌ، وَيَهُمُّنَا قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ إِرْضَاءُ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. لِذَا نُفَكِّرُ فِيهِ دَائِمًا قَبْلَ أَنْ نَأْخُذَ أَيَّ قَرَارٍ. وَهٰكَذَا نُبَرْهِنُ أَنَّنَا مُسْتَقِيمُونَ. ب١٩/٢ ص ٣ ف ٤-٥.
اَلسَّبْتُ ٧ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
صُنْ قَلْبَكَ. — ام ٤:٢٣.
يَقْوَى إِيمَانُنَا كُلَّمَا لَمَسْنَا فَوَائِدَ فِعْلِ ٱلصَّوَابِ. (يع ١:٢، ٣) كَمَا نَفْرَحُ لِأَنَّ يَهْوَهَ يَفْتَخِرُ بِأَنْ يَدْعُوَنَا أَبْنَاءَهُ، وَتَزْدَادُ رَغْبَتُنَا فِي إِرْضَائِهِ. (ام ٢٧:١١) وَعِنْدَئِذٍ نَعْتَبِرُ كُلَّ ٱمْتِحَانٍ فُرْصَةً لِنُظْهِرَ تَصْمِيمَنَا ٱلتَّامَّ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ. (مز ١١٩:١١٣) وَنُبَرْهِنُ أَنَّنَا نُحِبُّ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ، وَنُرِيدُ أَنْ نُطِيعَ وَصَايَاهُ وَنَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ. (١ مل ٨:٦١) طَبْعًا، نَحْنُ نَاقِصُونَ وَسَنَظَلُّ نَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ. وَلٰكِنْ إِذَا عَثَرْنَا، فَلْنَتَذَكَّرْ مِثَالَ ٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا. فَبَعْدَمَا أَخْطَأَ، تَابَ وَوَاصَلَ خِدْمَةَ يَهْوَهَ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ». (اش ٣٨:٣-٦؛ ٢ اخ ٢٩:١، ٢؛ ٣٢:٢٥، ٢٦) إِذًا، لِنَصُدَّ مُحَاوَلَاتِ ٱلشَّيْطَانِ أَنْ يُفْسِدَ تَفْكِيرَنَا. وَلْنَطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُعْطِيَنَا «قَلْبًا طَائِعًا» حَتَّى نَبْقَى أُمَنَاءَ لَهُ. — ١ مل ٣:٩؛ مز ١٣٩:٢٣، ٢٤. ب١٩/١ ص ١٨-١٩ ف ١٧-١٨.
اَلْأَحَدُ ٨ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
لِنُقَرِّبْ فِي كُلِّ حِينٍ ذَبِيحَةَ تَسْبِيحٍ لِلّٰهِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ تُعْلِنُ ٱسْمَهُ جَهْرًا. — عب ١٣:١٥.
إِنَّ أَجْوِبَتَنَا فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ نَافِعَةٌ لَنَا. (اش ٤٨:١٧) كَيْفَ ذٰلِكَ؟ أَوَّلًا، عِنْدَمَا نُصَمِّمُ أَنْ نُجِيبَ، نَنْدَفِعُ أَنْ نُحَضِّرَ ٱلْمَوَادَّ جَيِّدًا. وَهٰكَذَا يَزْدَادُ فَهْمُنَا لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ، وَنَقْدِرُ بِٱلتَّالِي أَنْ نُطَبِّقَهَا بِشَكْلٍ أَفْضَلَ. ثَانِيًا، نَسْتَمْتِعُ أَكْثَرَ بِٱلِٱجْتِمَاعَاتِ حِينَ نُشَارِكُ فِيهَا. ثَالِثًا، حِينَ نَبْذُلُ جُهْدًا لِنُجِيبَ عَنْ فِكْرَةٍ مَا، غَالِبًا مَا نَتَذَكَّرُهَا مُدَّةً أَطْوَلَ. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، إِنَّ ٱلتَّعْبِيرَ عَنْ إِيمَانِنَا يُرْضِي يَهْوَهَ. فَلَا شَكَّ أَنَّهُ يَسْمَعُنَا وَيُقَدِّرُ ٱلْجُهْدَ ٱلَّذِي نَبْذُلُهُ لِنُقَدِّمَ ٱلْأَجْوِبَةَ. (مل ٣:١٦) وَهُوَ يُعَبِّرُ عَنْ تَقْدِيرِهِ بِمُبَارَكَتِنَا لِأَنَّنَا نَسْعَى لِإِرْضَائِهِ. (مل ٣:١٠) مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ لَدَيْنَا أَسْبَابًا مُهِمَّةً لِنُعَلِّقَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. ب١٩/١ ص ٨ ف ٣؛ ص ٩-١٠ ف ٧-٩.
اَلْإِثْنَيْنُ ٩ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
اُمْقُتُوا مَا هُوَ شَرٌّ، وَٱلْتَصِقُوا بِمَا هُوَ صَالِحٌ. — رو ١٢:٩.
يُعَامِلُنَا يَهْوَهُ بِحِكْمَةٍ. فَبَدَلَ أَنْ يَفْرِضَ عَلَيْنَا قَوَانِينَ لَا تَنْتَهِي، يُعَلِّمُنَا بِصَبْرٍ أَنْ نَتْبَعَ شَرِيعَةَ ٱلْمَحَبَّةِ. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَعِيشَ بِحَسَبِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ وَنَكْرَهَ ٱلشَّرَّ. وَمَوْعِظَةُ يَسُوعَ عَلَى ٱلْجَبَلِ هِيَ مِثَالٌ عَلَى ذٰلِكَ. فَمِنْ خِلَالِهَا عَلَّمَنَا مَاذَا يَدْفَعُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْأَسَاسِ إِلَى فِعْلِ ٱلْخَطَإِ. (مت ٥:٢٧، ٢٨) وَفِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، سَيَسْتَمِرُّ يَسُوعُ، مَلِكُ ٱلْمَلَكُوتِ، فِي تَعْلِيمِنَا أَنْ نُحِبَّ ٱلْبِرَّ وَنُبْغِضَ ٱلشَّرَّ إِلَى أَنْ نَعْكِسَ تَمَامًا نَظْرَتَهُ هُوَ. (عب ١:٩) كَمَا أَنَّهُ سَيُوصِلُنَا إِلَى ٱلْكَمَالِ جَسَدِيًّا وَعَقْلِيًّا. تَخَيَّلْ أَنَّكَ لَنْ تُغْرَى بِفِعْلِ ٱلْخَطِيَّةِ وَلَنْ تُعَانِيَ مِنْ تَأْثِيرِهَا فِي مَا بَعْدُ. فَعِنْدَئِذٍ سَتَتَمَتَّعُ ‹بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْمَجِيدَةِ› ٱلَّتِي يَعِدُ بِهَا يَهْوَهُ. (رو ٨:٢١) وَلٰكِنْ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، سَيَبْقَى لِحُرِّيَّتِنَا حُدُودٌ. فَكَيْ نَكُونَ أَحْرَارًا بِٱلْفِعْلِ، عَلَيْنَا أَنْ نَدَعَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ تُوَجِّهُ حُرِّيَّتَنَا. — ١ يو ٤:٧، ٨. ب١٨/١٢ ص ٢٣ ف ١٩-٢٠.
اَلثُّلَاثَاءُ ١٠ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
يَكْتُبُ لَهَا شَهَادَةَ طَلَاقٍ وَيَصْرِفُهَا مِنْ بَيْتِهِ. — تث ٢٤:١.
سَمَحَتِ ٱلشَّرِيعَةُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّ بِأَنْ يُطَلِّقَ زَوْجَتَهُ إِنْ «وَجَدَ فِيهَا أَمْرًا شَائِنًا». وَمَعَ أَنَّهَا لَمْ تُحَدِّدْ مَا يُعْتَبَرُ «شَائِنًا»، لَا شَكَّ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ خَطَأً بَسِيطًا، بَلْ أَمْرًا مُخْجِلًا أَوْ خَطِيرًا. (تث ٢٣:١٤) وَلٰكِنْ بِحُلُولِ زَمَنِ يَسُوعَ، طَلَّقَ أَزْوَاجٌ كَثِيرُونَ زَوْجَاتِهِمْ «لِأَيِّ سَبَبٍ». (مت ١٩:٣) وَبِٱلتَّأْكِيدِ نَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِمْ. وَٱلنَّبِيُّ مَلَاخِي كَشَفَ رَأْيَ ٱللّٰهِ فِي ٱلطَّلَاقِ. فَفِي أَيَّامِهِ، شَاعَ أَنْ يُطَلِّقَ ٱلرَّجُلُ ‹ٱمْرَأَةَ شَبَابِهِ›، رُبَّمَا لِيَتَزَوَّجَ بِٱمْرَأَةٍ وَثَنِيَّةٍ أَصْغَرَ سِنًّا. لٰكِنَّ ٱللّٰهَ قَالَ «إِنَّهُ يَكْرَهُ ٱلطَّلَاقَ». (مل ٢:١٤-١٦) فَمِنَ ٱلْبِدَايَةِ، أَرَادَ أَنْ ‹يَلْتَصِقَ ٱلرَّجُلُ بِزَوْجَتِهِ وَيَصِيرَا جَسَدًا وَاحِدًا›، وَقَصْدُهُ هٰذَا لَمْ يَتَغَيَّرْ. (تك ٢:٢٤) وَيَسُوعُ أَيَّدَ رَأْيَ أَبِيهِ، قَائِلًا: «مَا جَمَعَهُ ٱللّٰهُ فِي نِيرٍ وَاحِدٍ فَلَا يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ». — مت ١٩:٦. ب١٨/١٢ ص ١١ ف ٧-٨.
اَلْأَرْبِعَاءُ ١١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
إِنَّ ٱلْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلٰكِنَّ ٱلْعُمَّالَ قَلِيلُونَ. — مت ٩:٣٧.
بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ تَسْمَحُ لَهُمْ ظُرُوفُهُمْ أَنْ يَنْتَقِلوا إِلَى مَكَانٍ بَعِيدٍ لِيَخْدُمُوا هُنَاكَ. وَهٰكَذَا يَتَمَثَّلُونَ بِٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا. فَحِينَ طَرَحَ يَهْوَهُ ٱلسُّؤَالَ: «مَنْ أُرْسِلُ، وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟»، أَجَابَهُ إِشَعْيَا: «هٰأَنَذَا أَرْسِلْنِي». (اش ٦:٨) فَهَلْ أَنْتَ قَادِرٌ وَمُسْتَعِدٌّ أَنْ تُلَبِّيَ ٱلدَّعْوَةَ مِثْلَهُ؟ قَالَ يَسُوعُ عَنْ عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ: «تَوَسَّلُوا إِلَى سَيِّدِ ٱلْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ عُمَّالًا إِلَى حَصَادِهِ». (مت ٩:٣٨) فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَخْدُمَ فَاتِحًا حَيْثُ تُوجَدُ حَاجَةٌ إِلَى مُبَشِّرِينَ، أَوْ تَدْعَمَ شَخْصًا آخَرَ فِي ذٰلِكَ؟ يَرَى كَثِيرُونَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةَ هِيَ أَفْضَلُ وَسِيلَةٍ لِلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلّٰهِ وَٱلْقَرِيبِ. وَيُمْكِنُكَ أَيْضًا أَنْ تُفَكِّرَ فِي طَرَائِقَ أُخْرَى لِتُوَسِّعَ خِدْمَتَكَ. وَتَأَكَّدْ أَنَّ أَفْرَاحًا كَثِيرَةً بِٱنْتِظَارِكَ. ب١٨/٨ ص ٢٧ ف ١٤-١٥.
اَلْخَمِيسُ ١٢ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ، وَكُونُوا قَانِعِينَ بِٱلْأُمُورِ ٱلْحَاضِرَةِ. — عب ١٣:٥.
تَكْشِفُ لَنَا ٱلْأَنَاجِيلُ بِوُضُوحٍ نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْمَادِّيَّاتِ. فَقَدِ ٱخْتَارَ هُوَ بِنَفْسِهِ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ لِيُرَبِّيَا ٱبْنَهُ، مَعَ أَنَّهُمَا لَمْ يَمْلِكَا ٱلْكَثِيرَ. (لا ١٢:٨؛ لو ٢:٢٤) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، بَعْدَمَا وَلَدَتْ مَرْيَمُ يَسُوعَ، وَضَعَتْهُ «فِي مِذْوَدٍ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي ٱلنُّزُلِ». (لو ٢:٧) فَلَوْ أَرَادَ يَهْوَهُ، لَأَعَدَّ مَكَانًا أَفْضَلَ لِوِلَادَةِ ٱبْنِهِ. لٰكِنَّهُ ٱهْتَمَّ أَوَّلًا وَأَخِيرًا بِأَنْ يَتَرَبَّى يَسُوعُ فِي جَوٍّ رُوحِيٍّ. تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ أَنَّ ٱلرُّوحِيَّاتِ هِيَ ٱلْأَهَمُّ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ. بِٱلْمُقَابِلِ، يَهْتَمُّ بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْيَوْمَ بِأَنْ يَعِيشَ أَوْلَادُهُمْ بِرَفَاهِيَةٍ، حَتَّى عَلَى حِسَابِ رُوحِيَّاتِ ٱلْأَوْلَادِ. فَمَاذَا عَنْكَ؟ هَلْ تَبَنَّيْتَ نَظْرَةَ يَهْوَهَ؟ مَاذَا تَكْشِفُ تَصَرُّفَاتُكَ؟ ب١٨/١١ ص ٢٤ ف ٧-٨.
اَلْجُمُعَةُ ١٣ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
سَعِيدٌ هُوَ ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي إِلٰهُهُ يَهْوَهُ. — مز ١٤٤:١٥.
بِمَا أَنَّ يَهْوَهَ مَصْدَرُ ٱلسَّعَادَةِ، فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَفْرَحَ وَيُهَيِّئُ لَنَا أَسْبَابًا كَثِيرَةً لِذٰلِكَ. (تث ١٢:٧؛ جا ٣:١٢، ١٣) وَلٰكِنْ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ، هُنَاكَ تَحَدِّيَاتٌ كَثِيرَةٌ تُهَدِّدُ سَعَادَتَنَا. فَنَحْنُ نَحْزَنُ حِينَ نَمُرُّ بِظُرُوفٍ مُؤْلِمَةٍ، مِثْلِ ٱنْهِيَارِ زَوَاجِنَا أَوْ خَسَارَةِ عَمَلِنَا. وَنَتَأَلَّمُ عِنْدَمَا يَمُوتُ شَخْصٌ نُحِبُّهُ أَوْ يُفْصَلُ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ. كَمَا نَتَضَايَقُ إِذَا عَكَّرَتِ ٱلْمُشَاجَرَاتُ ٱلْمُسْتَمِرَّةُ سَلَامَ عَائِلَتِنَا، وَإِذَا تَعَرَّضْنَا لِلِٱسْتِهْزَاءِ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادِ أَوِ ٱلسَّجْنِ. وَلَيْسَ سَهْلًا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى فَرَحِنَا حِينَ تَتَدَهْوَرُ صِحَّتُنَا، أَوْ نُصَابُ بِٱلِٱكْتِئَابِ أَوْ بِمَرَضٍ مُزْمِنٍ. وَلٰكِنْ لَا نَنْسَ أَنَّ يَسُوعَ، ٱلْحَاكِمَ «ٱلسَّعِيدَ وَٱلْوَحِيدَ»، أَحَبَّ أَنْ يُعَزِّيَ ٱلنَّاسَ وَيُنْعِشَهُمْ. (١ تي ٦:١٥؛ مت ١١:٢٨-٣٠) وَفِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ، ذَكَرَ صِفَاتٍ تَزِيدُ فَرَحَنَا رَغْمَ ٱلْمِحَنِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. ب١٨/٩ ص ١٧ ف ١-٣.
اَلسَّبْتُ ١٤ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
لَا تُخَدِّشُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَحْلِقُوا مُقَدَّمَةَ رُؤُوسِكُمْ مِنْ أَجْلِ مَيِّتٍ. — تث ١٤:١.
قَدْ يَكُونُ ٱلتَّخَلِّي عَنِ ٱلْعَادَاتِ وَٱلتَّقَالِيدِ غَيْرِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ أَغْلَى مَا نَدْفَعُهُ لِنَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ. (ام ٢٣:٢٣) فَرُبَّمَا نَسْتَصْعِبُ ذٰلِكَ بِسَبَبِ ٱلضَّغْطِ مِنَ ٱلْعَائِلَةِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ وَزُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ. فَٱلنَّاسُ عُمُومًا مُتَعَلِّقُونَ بِٱلْعَادَاتِ وَٱلتَّقَالِيدِ مِثْلِ إِكْرَامِ ٱلْمَوْتَى. غَيْرَ أَنَّنَا نَنْدَفِعُ إِلَى شِرَاءِ ٱلْحَقِّ عِنْدَمَا نَرَى كَيْفَ قَامَ ٱلْبَعْضُ بِٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ بِشَجَاعَةٍ. مَثَلًا، بَعْضُ ٱلَّذِينَ مَارَسُوا ٱلسِّحْرَ فِي أَفَسُسَ أَصْبَحُوا مَسِيحِيِّينَ. فَكَيْفَ تَخَلَّوْا عَنْ هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَاتِ وَٱشْتَرَوُا ٱلْحَقَّ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «جَمَعُوا كُتُبَهُمْ وَأَحْرَقُوهَا أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ. وَحَسَبُوا مَعًا أَثْمَانَهَا فَوَجَدُوا أَنَّهَا تَبْلُغُ خَمْسِينَ أَلْفَ قِطْعَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ». (اع ١٩:١٩، ٢٠) وَمَعَ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ ضَحَّوْا بِٱلْكَثِيرِ، نَالُوا بَرَكَاتٍ لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ. ب١٨/١١ ص ٧ ف ١٥-١٦.
اَلْأَحَدُ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
وَكَانَ لَمَّا ٱنْتَهَوْا مِنْ خَتْنِ ٱلْأُمَّةِ كُلِّهَا أَنَّهُمْ أَقَامُوا فِي مَكَانِهِمْ فِي ٱلْمُخَيَّمِ حَتَّى بَرِئُوا. — يش ٥:٨.
بَعْدَمَا قَطَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ نَهْرَ ٱلْأُرْدُنِّ بِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ، رَأَى يَشُوعُ رَجُلًا بِيَدِهِ سَيْفٌ. لَقَدْ كَانَ «رَئِيسًا لِجُنْدِ يَهْوَهَ»، مَلَاكًا مُسْتَعِدًّا أَنْ يُدَافِعَ عَنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ. (يش ٥:١٣-١٥) فَأَعْطَى يَشُوعَ تَوْجِيهَاتٍ مُحَدَّدَةً لِيَسْتَوْلِيَ عَلَى أَرِيحَا. وَرُبَّمَا بَدَا عَدَدٌ مِنْهَا غَيْرَ مَنْطِقِيٍّ. مَثَلًا، طَلَبَ يَهْوَهُ أَنْ يُخْتَنَ جَمِيعُ ٱلرِّجَالِ. وَهٰذَا عَنَى أَنَّهُمْ لَنْ يَقْدِرُوا أَنْ يُحَارِبُوا لِعِدَّةِ أَيَّامٍ. (تك ٣٤:٢٤، ٢٥؛ يش ٥:٢) وَرُبَّمَا تَسَاءَلَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ كَيْفَ سَيَحْمُونَ عَائِلَاتِهِمْ إِذَا هَاجَمَهُمُ ٱلْأَعْدَاءُ. لٰكِنَّ مَا حَدَثَ فَاجَأَهُمْ كَثِيرًا. فَرِجَالُ أَرِيحَا خَافُوا مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بَدَلَ أَنْ يُهَاجِمُوهُمْ. نَقْرَأُ: «كَانَتْ أَرِيحَا مُغْلَقَةً بِإِحْكَامٍ بِسَبَبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ». (يش ٦:١) فَلَا بُدَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأَخْبَارَ قَوَّتْ ثِقَةَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِإِرْشَادِ ٱللّٰهِ. ب١٨/١٠ ص ٢٣ ف ٥-٧.
اَلْإِثْنَيْنُ ١٦ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هٰذَا؟ نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ ضُعَفَاءُ مِثْلُكُمْ. — اع ١٤:١٥.
كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِتَوَاضُعِ بُولُسَ؟ لَا يَجِبُ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلْغُرُورِ بِسَبَبِ مَا نُنْجِزُهُ بِقُوَّةِ يَهْوَهَ، سَوَاءٌ فِي كِرَازَتِنَا أَوْ أَيِّ تَعْيِينٍ آخَرَ. وَيَلْزَمُ أَنْ يَسْأَلَ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹كَيْفَ أَنْظُرُ إِلَى ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ أُبَشِّرُهُمْ؟ هَلْ أَتَحَامَلُ عَلَى بَعْضِ ٱلْفِئَاتِ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ؟›. حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، يَجْتَهِدُ شُهُودُ يَهْوَهَ فِي ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلرَّاغِبِينَ فِي سَمَاعِ ٱلْبِشَارَةِ. حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ يَتَعَلَّمُ لُغَاتِ ٱلْفِئَاتِ ٱلْمُهَمَّشَةِ وَعَادَاتِهِمْ. فَٱلشُّهُودُ لَا يَعْتَبِرُونَ أَبَدًا أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصَ أَدْنَى مِنْهُمْ. بَلْ يَجْتَهِدُونَ لِيَتَفَهَّمُوا كُلَّ فَرْدٍ كَيْ يَمَسُّوا قَلْبَهُ. ب١٨/٩ ص ٥ ف ٩، ١١.
اَلثُّلَاثَاءُ ١٧ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
قَامَ يَهُوذَا ٱلْجَلِيلِيُّ وَٱجْتَذَبَ شَعْبًا وَرَاءَهُ. — اع ٥:٣٧.
كَانَ يَهُوذَا ٱلْجَلِيلِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ ٱلْمُتَطَرِّفِينَ ٱلْيَهُودِ يَرْغَبُونَ فِي ٱلِٱسْتِقْلَالِ عَنْ رُومَا. لٰكِنَّهُ أُعْدِمَ عَلَى يَدِ ٱلرُّومَانِ. كَمَا أَنَّ عَامَّةَ ٱلشَّعْبِ ٱنْتَظَرُوا مَسِيَّا يُحَرِّرُهُمْ مِنَ ٱلرُّومَانِ. (لو ٢:٣٨؛ ٣:١٥) فَقَدْ ظَنُّوا أَنَّهُ سَيُؤَسِّسُ مَمْلَكَةً فِي إِسْرَائِيلَ، وَيُعِيدُ إِلَى أُمَّتِهِمْ مَجْدَهَا. وَعِنْدَئِذٍ يَرْجِعُ مَلَايِينُ ٱلْيَهُودِ ٱلْمُشَتَّتِينَ إِلَى وَطَنِهِمْ. حَتَّى إِنَّ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانَ سَأَلَ يَسُوعَ: «أَأَنْتَ ٱلْآتِي أَمْ نَتَرَقَّبُ آخَرَ؟». (مت ١١:٢، ٣) فَرُبَّمَا تَسَاءَلَ هَلْ يَأْتِي شَخْصٌ آخَرُ لِيُحَرِّرَ ٱلْيَهُودَ. وَتَلَامِيذُ يَسُوعَ أَيْضًا عَبَّرُوا عَنْ أَفْكَارٍ مُشَابِهَةٍ. فَبَعْدَ قِيَامَتِهِ، ٱلْتَقَاهُ تِلْمِيذَانِ فِي ٱلطَّرِيقِ إِلَى عِمْوَاسَ، وَأَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا كَانَا يَرْجُوَانِ أَنْ يُنْقِذَ إِسْرَائِيلَ. (لو ٢٤:٢١) وَبَعْدَ ذٰلِكَ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ، سَأَلَهُ ٱلرُّسُلُ: «يَا رَبُّ، أَفِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ تَرُدُّ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟». — اع ١:٦. ب١٨/٦ ص ٤ ف ٣-٤.
اَلْأَرْبِعَاءُ ١٨ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
قَلِيلُ ٱلْخِبْرَةِ يُصَدِّقُ كُلَّ كَلِمَةٍ. — ام ١٤:١٥.
مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَحْذَرَ جِدًّا عِنْدَمَا نَسْمَعُ أَخْبَارًا عَنْ شَعْبِ يَهْوَهَ. فَلَا نَنْسَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ «مُتَّهِمُ إِخْوَتِنَا». (رؤ ١٢:١٠) وَيَسُوعُ حَذَّرَ أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ ‹سَيَقُولُونَ عَلَيْنَا شَتَّى ٱلشُّرُورِ كَاذِبِينَ›. (مت ٥:١١) لِذَا لَا نَتَفَاجَأُ حِينَ نَسْمَعُ أَخْبَارًا صَادِمَةً عَنْ شَعْبِ يَهْوَهَ. وَيَجِبُ أَيْضًا أَنْ نَأْخُذَ حَذَرَنَا فِي مَجَالٍ آخَرَ. فَهَلْ تُحِبُّ أَنْ تُرْسِلَ رَسَائِلَ إِلِكْتُرُونِيَّةً وَنَصِّيَّةً إِلَى أَصْدِقَائِكَ وَمَعَارِفِكَ؟ مَثَلًا، عِنْدَمَا تَرَى خَبَرًا جَدِيدًا فِي وَسَائِلِ ٱلْإِعْلَامِ أَوْ تَسْمَعُ ٱخْتِبَارًا مُشَوِّقًا، هَلْ تَرْغَبُ أَنْ تَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَنْشُرُهُ؟ قَبْلَ أَنْ تُرْسِلَ رِسَالَةً عَنْهُ، ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَنَا مُتَأَكِّدٌ مِنْ صِحَّةِ ٱلْمَعْلُومَةِ؟ هَلْ أَعْرِفُ ٱلْوَقَائِعَ؟›. وَفِي حَالِ لَمْ تَكُنْ وَاثِقًا مِنْ صِحَّةِ ٱلْخَبَرِ، فَٱضْغَطْ عَلَى زِرِّ ٱلْحَذْفِ لَا ٱلْإِرْسَالِ. وَإِلَّا فَسَتَنْشُرُ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ أَكَاذِيبَ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ. ب١٨/٨ ص ٣ ف ٣؛ ص ٤ ف ٦-٧.
اَلْخَمِيسُ ١٩ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا. — لو ٦:٣٨.
يُرِيدُ يَسُوعُ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلسَّعَادَةِ ٱلنَّاتِجَةِ عَنِ ٱلْكَرَمِ. وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْكَرَمَ مُعْدٍ. طَبْعًا، لَا يُقَدِّرُ ٱلْجَمِيعُ كَرَمَنَا. لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ يُقَدِّرُونَهُ، وَيَنْدَفِعُونَ لِيُظْهِرُوا ٱلْكَرَمَ بِدَوْرِهِمْ. وَقَدْ يُفَاجِئُكَ ٱلْأَثَرُ ٱلَّذِي تَتْرُكُهُ لَفْتَةٌ كَرِيمَةٌ. لِذَا كُنْ كَرِيمًا سَوَاءٌ ٱعْتَرَفَ ٱلنَّاسُ بِٱلْجَمِيلِ أَمْ لَا. وَٱلْكُرَمَاءُ لَا يَنْتَظِرُونَ شَيْئًا بِٱلْمُقَابِلِ. أَوْصَى يَسُوعُ: «مَتَى صَنَعْتَ وَلِيمَةً، فَٱدْعُ ٱلْفُقَرَاءَ وَٱلْكُسْحَ وَٱلْعُرْجَ وَٱلْعُمْيَ، فَتَكُونَ سَعِيدًا، لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ مَا يُجَازُونَكَ بِهِ». (لو ١٤:١٣، ١٤) وَذَكَرَ سُلَيْمَانُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْكَرِيمَ «يُبَارَكُ». كَمَا قَالَ دَاوُدُ: «سَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي يُرَاعِي ٱلْمِسْكِينَ». (ام ٢٢:٩؛ مز ٤١:١) فَنَحْنُ نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ لِأَنَّنَا نَرْغَبُ بِصِدْقٍ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ. ب١٨/٨ ص ٢١-٢٢ ف ١٥-١٦.
اَلْجُمُعَةُ ٢٠ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ. — ام ٣:٥، ٦.
لَيْسَ سَهْلًا أَنْ نَحْصُلَ عَلَى ٱلْوَقَائِعِ وَنُقَيِّمَهَا بِشَكْلٍ صَحِيحٍ. فَنَحْنُ نُوَاجِهُ ثَلَاثَةَ تَحَدِّيَاتٍ: اَلْمَعْلُومَاتِ غَيْرَ ٱلدَّقِيقَةِ، أَنْصَافَ ٱلْحَقَائِقِ، وَنَقْصَنَا. فَكَيْفَ نَنْجَحُ فِي مُوَاجَهَةِ هٰذِهِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ؟ بِتَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. مَثَلًا، لَا نُجِيبُ عَنْ أَمْرٍ قَبْلَ أَنْ نَسْمَعَ ٱلْوَقَائِعَ. (ام ١٨:١٣) كَمَا أَنَّنَا لَا نُصَدِّقُ كُلَّ كَلِمَةٍ دُونَ ٱلتَّأَكُّدِ مِنْهَا. (ام ١٤:١٥) وَخِتَامًا، لَا نَعْتَمِدُ عَلَى فَهْمِنَا، حَتَّى لَوْ كُنَّا نَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ. إِنَّ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَحْمِينَا فِعْلًا. فَهِيَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْحَصَ ٱلْمَعْلُومَاتِ، نَتَوَصَّلَ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ صَحِيحَةٍ، وَنَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً. ب١٨/٨ ص ٧ ف ١٩.
اَلسَّبْتُ ٢١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
أَلَا نَخْضَعُ لِأَبِي حَيَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ؟ — عب ١٢:٩.
حِينَ نَعْتَمِدُ، نُعْلِنُ لِلْجَمِيعِ أَنَّنَا مِلْكٌ لِيَهْوَهَ وَمُسْتَعِدُّونَ لِإِطَاعَتِهِ. وَيَسُوعُ قَامَ بِأَمْرٍ مُشَابِهٍ حِينَ ٱعْتَمَدَ. فَكَأَنَّهُ قَالَ آنَذَاكَ: «أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلٰهِي سُرِرْتُ». (مز ٤٠:٧، ٨) وَكَيْفَ شَعَرَ يَهْوَهُ عِنْدَمَا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «لَمَّا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ فِي ٱلْحَالِ مِنَ ٱلْمَاءِ، وَإِذَا ٱلسَّمٰوَاتُ قَدِ ٱنْفَتَحَتْ، فَرَأَى يُوحَنَّا رُوحَ ٱللّٰهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَى يَسُوعَ. وَإِذَا صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ يَقُولُ: ‹هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ›». (مت ٣:١٦، ١٧) فَكِّرْ قَلِيلًا، كَانَ يَسُوعُ مِلْكًا لِيَهْوَهَ قَبْلَ مَعْمُودِيَّتِهِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ فَرِحَ حِينَ قَدَّمَ ٱبْنُهُ حَيَاتَهُ لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَفْرَحُ يَهْوَهُ حِينَ نَنْتَذِرُ لَهُ، وَهُوَ سَيُبَارِكُنَا بِٱلتَّأْكِيدِ. — مز ١٤٩:٤. ب١٨/٧ ص ٢٣ ف ٤-٥.
اَلْأَحَدُ ٢٢ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
أَمِنْ هٰذِهِ ٱلصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لَكُمْ مَاءً؟ — عد ٢٠:١٠.
يَبْدُو أَنَّ مُوسَى، بِقَوْلِهِ «نُخْرِجُ»، أَشَارَ إِلَى نَفْسِهِ وَهَارُونَ. وَبِٱلتَّالِي، عَكَسَ كَلَامُهُ قِلَّةَ ٱحْتِرَامٍ لِيَهْوَهَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَنْسِبْ إِلَيْهِ ٱلْفَضْلَ فِي هٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةِ. وَلِمَ هٰذَا ٱلِٱحْتِمَالُ وَارِدٌ؟ يَذْكُرُ ٱلْمَزْمُور ١٠٦ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ «أَثَارُوا غَيْظَ [يَهْوَهَ] عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةَ، حَتَّى تَأَذَّى مُوسَى بِسَبَبِهِمْ. لِأَنَّهُمْ أَمَرُّوا رُوحَهُ فَفَرَطَ بِشَفَتَيْهِ»، أَيْ تَهَوَّرَ فِي ٱلْكَلَامِ. (مز ١٠٦:٣٢، ٣٣؛ عد ٢٧:١٤) فَلَمْ يُعْطِ مُوسَى لِيَهْوَهَ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّهُ. لِذَا قَالَ يَهْوَهُ لَهُ وَلِهَارُونَ: «إِنَّكُمَا تَمَرَّدْتُمَا عَلَى أَمْرِي». (عد ٢٠:٢٤) وَهٰذِهِ فِعْلًا خَطِيَّةٌ خَطِيرَةٌ. وَقَبْلَ تِلْكَ ٱلْحَادِثَةِ، مَنَعَ يَهْوَهُ جِيلًا كَامِلًا مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ دُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ بِسَبَبِ تَمَرُّدِهِمْ. (عد ١٤:٢٦-٣٠، ٣٤) فَمَا كَانَ لِيَحْكُمَ عَلَى مُوسَى بِأَقَلَّ مِنْ ذٰلِكَ. لِذَا مَنَعَهُ مِنْ دُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. ب١٨/٧ ص ١٤ ف ٩، ١٢؛ ص ١٥ ف ١٣.
اَلْإِثْنَيْنُ ٢٣ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
حَسَنٌ أَلَّا تَأْكُلَ لَحْمًا وَلَا تَشْرَبَ خَمْرًا وَلَا تَفْعَلَ شَيْئًا يَعْثُرُ بِهِ أَخُوكَ. — رو ١٤:٢١.
أَوْضَحَ بُولُسُ أَهَمِّيَّةَ ٱحْتِرَامِ ضَمَائِرِ ٱلْآخَرِينَ. فَمَعَ أَنَّهُ يَحِقُّ لَنَا أَنْ نَشْرَبَ ٱلْكُحُولَ، نَتَخَلَّى عَنْ حَقِّنَا هٰذَا إِذَا أَزْعَجَ ضَمِيرَ أَحَدِ إِخْوَتِنَا. فَٱلْبَعْضُ أَدْمَنُوا عَلَى ٱلْكُحُولِ قَبْلَمَا تَعَرَّفُوا إِلَى ٱلْحَقِّ، لِذَا قَرَّرُوا أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْهُ كُلِّيًّا. وَنَحْنُ بِٱلتَّأْكِيدِ لَا نُرِيدُ أَنْ يَعُودُوا بِسَبَبِنَا إِلَى تِلْكَ ٱلْعَادَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ. (١ كو ٦:٩، ١٠) فَإِذَا رَفَضَ أَحَدُ ضُيُوفِنَا شُرْبَ ٱلْكُحُولِ، لَا نُلِحُّ عَلَيْهِ لِيَشْرَبَ. وَٱلشَّابُّ تِيمُوثَاوُسُ رَسَمَ ٱلْمِثَالَ فِي ٱحْتِرَامِ ضَمَائِرِ ٱلْآخَرِينَ. فَقَدْ وَافَقَ أَنْ يَخْتَتِنَ، مَعَ أَنَّ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءَ مُؤْلِمٌ. فَتَمَثُّلًا بِبُولُسَ، لَمْ يُرِدْ أَنْ يُعْثِرَ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ سَيُبَشِّرُهُمْ. (اع ١٦:٣؛ ١ كو ٩:١٩-٢٣) فَمَاذَا عَنْكَ؟ هَلْ تَتَمَثَّلُ بِتِيمُوثَاوُسَ وَتُضَحِّي مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ؟ ب١٨/٦ ص ١٨-١٩ ف ١٢-١٣.
اَلثُّلَاثَاءُ ٢٤ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
أُحَوِّلُ ٱلشُّعُوبَ إِلَى لُغَةٍ نَقِيَّةٍ. — صف ٣:٩.
عِنْدَمَا تَلْتَقِي لِأَوَّلِ مَرَّةٍ بِشَخْصٍ لَيْسَ فِي ٱلْحَقِّ، مَاذَا تَعْرِفُ عَنْهُ؟ رُبَّمَا لَا شَيْءَ سِوَى ٱسْمِهِ وَشَكْلِهِ. لٰكِنْ عِنْدَمَا تَلْتَقِي بِشَخْصٍ فِي ٱلْحَقِّ، يَخْتَلِفُ ٱلْوَضْعُ. فَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّهُ يُحِبُّ يَهْوَهَ، وَأَنَّ يَهْوَهَ رَأَى فِيهِ صِفَاتٍ جَيِّدَةً وَٱجْتَذَبَهُ إِلَيْهِ. (يو ٦:٤٤) حَتَّى لَوْ كَانَ مِنْ بِيئَةٍ أَوْ بَلَدٍ آخَرَ، فَأَنْتَ تَعْرِفُ ٱلْكَثِيرَ عَنْهُ. مَثَلًا، سَتُمَيِّزُ فَوْرًا أَنَّكُمَا تَتَكَلَّمَانِ ‹ٱللُّغَةَ› نَفْسَهَا: لُغَةَ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةَ. وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّكَ تَعْرِفُ مُعْتَقَدَاتِهِ، مَقَايِيسَهُ ٱلْأَدَبِيَّةَ، رَجَاءَهُ، وَغَيْرَ ذٰلِكَ. وَهٰذِهِ ٱلْأُمُورُ هِيَ ٱلْأَسَاسُ كَيْ تَثِقَ بِشَخْصٍ آخَرَ وَتَبْنِيَ صَدَاقَةً قَوِيَّةً مَعَهُ. ب١٨/١٢ ص ٢١ ف ٩-١٠.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٢٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
إِنْ لَمْ تَخْتَتِنُوا، فَلَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَخْلُصُوا. — اع ١٥:١.
تَحْتَ تَوْجِيهِ ٱلْمَسِيحِ، قَرَّرَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ أَنَّ خِتَانَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَيْسَ ضَرُورِيًّا. (اع ١٥:١٩، ٢٠) لٰكِنْ بَعْدَ سَنَوَاتٍ عَلَى ٱتِّخَاذِ هٰذَا ٱلْقَرَارِ، كَانَ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ يَخْتِنُونَ أَوْلَادَهُمْ. قَدْ نَتَسَاءَلُ: ‹مَا دَامَ مَوْتُ يَسُوعَ قَدْ أَلْغَى ٱلشَّرِيعَةَ، فَلِمَاذَا سَمَحَ أَنْ يَمُرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ قَبْلَ أَنْ يُنْهِيَ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ؟›. (كو ٢:١٣، ١٤) أَحْيَانًا، يَحْتَاجُ ٱلْبَعْضُ إِلَى ٱلْوَقْتِ كَيْ يَتَقَبَّلُوا فَهْمًا جَدِيدًا. وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَهُودِ. فَقَدْ لَزِمَهُمُ ٱلْوَقْتُ لِيُغَيِّرُوا طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِمْ. (يو ١٦:١٢) فَٱلْبَعْضُ ٱعْتَبَرُوا ٱلْخِتَانَ دَلِيلًا عَلَى عَلَاقَةٍ خُصُوصِيَّةٍ مَعَ ٱللّٰهِ. لِذَا ٱسْتَصْعَبُوا أَنْ يَتَخَلَّوْا عَنْهُ. (تك ١٧:٩-١٢) أَمَّا آخَرُونَ فَخَافُوا أَنْ يَضْطَهِدَهُمُ ٱلْيَهُودُ إِذَا كَانُوا مُخْتَلِفِينَ عَنْهُمْ. (غل ٦:١٢) لٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ، أَعْطَى ٱلْمَسِيحُ إِرْشَادَاتٍ إِضَافِيَّةً مِنْ خِلَالِ رِسَالَتَيْنِ كَتَبَهُمَا بُولُسُ. — رو ٢:٢٨، ٢٩؛ غل ٣:٢٣-٢٥. ب١٨/١٠ ص ٢٤-٢٥ ف ١٠-١٢.
اَلْخَمِيسُ ٢٦ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
أَشَارَ قَيَافَا عَلَى ٱلْيَهُودِ أَنَّهُ لِمَنْفَعَتِهِمْ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ ٱلشَّعْبِ. — يو ١٨:١٤.
أَرْسَلَ قَيَافَا جُنُودًا لِيَقْبِضُوا عَلَى يَسُوعَ لَيْلًا. وَقَدْ عَرَفَ يَسُوعُ بِخُطَّتِهِمِ ٱلْخَبِيثَةِ. لِذَا خِلَالَ عَشَائِهِ ٱلْأَخِيرِ مَعَ تَلَامِيذِهِ، طَلَبَ مِنْهُمْ أَنْ يُحْضِرُوا سُيُوفًا. وَكَانَ سَيْفَانِ كَافِيَيْنِ لِيُعَلِّمَهُمْ دَرْسًا مُهِمًّا. (لو ٢٢:٣٦-٣٨) فَبِٱلْفِعْلِ، أَتَى جَمْعٌ لِيَقْبِضُوا عَلَيْهِ لَاحِقًا تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ. وَغَضِبَ بُطْرُسُ جِدًّا مِنْ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءِ ٱلظَّالِمِ، حَتَّى إِنَّهُ ٱسْتَلَّ سَيْفًا وَضَرَبَ بِهِ وَاحِدًا مِنَ ٱلْجَمْعِ. (يو ١٨:١٠) لٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ، لِأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلسَّيْفَ بِٱلسَّيْفِ يَهْلِكُونَ». (مت ٢٦:٥٢، ٥٣) وَهٰذَا ٱلدَّرْسُ ٱلْمُهِمُّ يَنْسَجِمُ مَعَ صَلَاةِ يَسُوعَ تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ. فَقَدْ طَلَبَ أَلَّا يَكُونَ تَلَامِيذُهُ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ. (يو ١٧:١٦) فَيَهْوَهُ وَحْدَهُ يَحِقُّ لَهُ أَنْ يُحَارِبَ ٱلظُّلْمَ. وَتَذَكُّرُ ذٰلِكَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا وَوَحْدَتِنَا. وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ يَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ يَرَانَا مُوَحَّدِينَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمُنْقَسِمِ. — صف ٣:١٧. ب١٨/٦ ص ٦-٧ ف ١٣-١٤، ١٦.
اَلْجُمُعَةُ ٢٧ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
سَخِطَ ٱلتِّنِّينُ عَلَى ٱلْمَرْأَةِ، وَمَضَى لِيَشُنَّ حَرْبًا عَلَى بَاقِي نَسْلِهَا. — رؤ ١٢:١٧.
بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلْإِغْرَاءَاتِ، يَضْغَطُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَيْنَا وَيُخِيفُنَا لِكَيْلَا نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ. فَأَحْيَانًا، تَحْظُرُ ٱلْحُكُومَاتُ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ. وَأَحْيَانًا أُخْرَى، يَسْتَهْزِئُ بِنَا زُمَلَاؤُنَا لِأَنَّنَا نَتْبَعُ مَقَايِيسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (١ بط ٤:٤) كَمَا يُحَاوِلُ أَقَارِبُنَا بِحُسْنِ نِيَّةٍ أَنْ يَمْنَعُونَا عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. (مت ١٠:٣٦) فَكَيْفَ نَثْبُتُ فِي وَجْهِ ضُغُوطٍ كَهٰذِهِ؟ يَلْزَمُ أَوَّلًا أَنْ نَتَوَقَّعَ هٰذَا ٱلْهُجُومَ ٱلْمُبَاشَرَ. فَٱلشَّيْطَانُ فِي حَرْبٍ مَعَنَا. (رؤ ٢:١٠) ثَانِيًا، عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا ٱلْقَضِيَّةَ ٱلْأَهَمَّ. فَٱلشَّيْطَانُ يَدَّعِي أَنَّنَا نَخْدُمُ يَهْوَهَ حِينَ يَكُونُ ذٰلِكَ سَهْلًا عَلَيْنَا، وَأَنَّنَا نُدِيرُ ظَهْرَنَا لَهُ حِينَ نُوَاجِهُ ضَغْطًا. (اي ١:٩-١١؛ ٢:٤، ٥) وَثَالِثًا، نَحْتَاجُ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ لِيُقَوِّيَنَا. فَهُوَ لَنْ يَتَخَلَّى عَنَّا أَبَدًا. — عب ١٣:٥. ب١٨/٥ ص ٢٦ ف ١٤.
اَلسَّبْتُ ٢٨ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
لَا تَعْرِفُ أَيُّهُمَا يَنْجَحُ. — جا ١١:٦.
لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ خِدْمَتَنَا تُؤَثِّرُ فِي ٱلنَّاسِ حَتَّى لَوْ شَعَرْنَا أَنْ لَا أَحَدَ يُصْغِي إِلَيْنَا. فَهُمْ يُرَاقِبُونَ تَصَرُّفَاتِنَا، وَيُلَاحِظُونَ بِٱلتَّالِي سُلُوكَنَا ٱلْمُهَذَّبَ وَٱللَّطِيفَ وَلِبَاسَنَا ٱلْمُرَتَّبَ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، رُبَّمَا يُغَيِّرُ ٱلْبَعْضُ رَأْيَهُمْ فِينَا. يَتَذَكَّرُ سِرْجِيُو وَأُولِينْدَا زَوجَانِ فَاتِحَانِ: «مَرِضْنَا كِلَانَا، فَلَمْ نَذْهَبْ إِلَى ٱلسَّاحَةِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ. وَحِينَ عُدْنَا، سَأَلَنَا ٱلنَّاسُ: ‹مَا هٰذِهِ ٱلْغَيْبَةُ؟ اِشْتَقْنَا إِلَيْكُمَا›». إِذًا مَا دُمْنَا ‹لَا نُرِيحُ يَدَنَا›، نَلْعَبُ دَوْرًا مُهِمًّا فِي تَقْدِيمِ «شَهَادَةٍ لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٤:١٤) وَبِٱلنَّتِيجَةِ نَفْرَحُ كَثِيرًا لِأَنَّ عَمَلَنَا يُرْضِي يَهْوَهَ. فَهُوَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ «يُثْمِرُونَ بِٱلِٱحْتِمَالِ». — لو ٨:١٥. ب١٨/٥ ص ١٦ ف ١٦-١٨.
اَلْأَحَدُ ٢٩ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
تَبَارَكَ إِلٰهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، ٱلَّذِي يُشَجِّعُنَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا. — ٢ كو ١:٣، ٤، حَاشِيَةُ عج بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ.
مُنْذُ وَقَعَ ٱلْبَشَرُ ضَحِيَّةَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلنَّقْصِ، يَمُدُّهُمْ يَهْوَهُ بِٱلتَّشْجِيعِ وَٱلتَّعْزِيَةِ. فَمُبَاشَرَةً بَعْدَ تَمَرُّدِ آدَمَ وَحَوَّاءَ، زَوَّدَ ٱلنُّبُوَّةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي ٱلتَّكْوِين ٣:١٥، وَهِيَ كَانَتْ سَتُعْطِي أَمَلًا لِلْبَشَرِ. فَقَدْ وَعَدَتْ بِٱلْقَضَاءِ عَلَى «ٱلْحَيَّةِ ٱلْأُولَى»، ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ، مَعَ كُلِّ أَعْمَالِهِ ٱلشِّرِّيرَةِ. (رؤ ١٢:٩؛ ١ يو ٣:٨) فَكِّرْ أَيْضًا كَيْفَ شَجَّعَ يَهْوَهُ نُوحًا. فَقَدْ عَاشَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ فِي عَالَمٍ شِرِّيرٍ، وَكَانَ هُوَ وَعَائِلَتُهُ ٱلْوَحِيدِينَ ٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ. لِذَا كَانَ يُمْكِنُ أَنْ تَضْعُفَ مَعْنَوِيَّاتُهُ بِسَبَبِ ٱنْتِشَارِ ٱلْعُنْفِ وَٱلْفَسَادِ. (تك ٦:٤، ٥، ٩، ١١؛ يه ٦) لٰكِنَّ يَهْوَهَ كَشَفَ لَهُ أَنَّهُ سَيُدَمِّرُ ذٰلِكَ ٱلْعَالَمَ ٱلشِّرِّيرَ، وَأَخْبَرَهُ مَاذَا عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ لِيُخَلِّصَ عَائِلَتَهُ. (تك ٦:١٣-١٨) وَهٰكَذَا بَرْهَنَ يَهْوَهُ أَنَّهُ إِلٰهٌ يُشَجِّعُ خُدَّامَهُ. ب١٨/٤ ص ١٥ ف ١-٢.
اَلْإِثْنَيْنُ ٣٠ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
وَاظِبُوا عَلَى تَعْزِيَةِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا وَبِنَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا، كَمَا أَنْتُمْ فَاعِلُونَ. — ١ تس ٥:١١.
مَاذَا لَوْ كُنْتَ تَسْتَصْعِبُ أَنْ تُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِكَ؟ لَا تَقْلَقْ، فَتَشْجِيعُ ٱلْآخَرِينَ لَا يَتَطَلَّبُ ٱلْكَثِيرَ. مَا رَأْيُكَ مَثَلًا أَنْ تَبْتَسِمَ حِينَ تُسَلِّمُ عَلَى أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ؟ فَإِذَا لَمْ تَرَ ٱبْتِسَامَةً عَلَى وَجْهِهِ، فَرُبَّمَا يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّهُ مُتَضَايِقٌ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، قَدْ يَكْفِي أَنْ تَسْتَمِعَ إِلَيْهِ لِيَرْتَاحَ. (يع ١:١٩) فَكُلُّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَرْفَعَ مَعْنَوِيَّاتِ إِخْوَتِنَا عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ. وَكَيْفَ نُشَجِّعُهُمْ؟ قَالَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ: «اَلْكَلِمَةُ فِي حِينِهَا مَا أَحْسَنَهَا! إِشْرَاقُ ٱلْعَيْنَيْنِ يُفَرِّحُ ٱلْقَلْبَ، وَٱلْخَبَرُ ٱلطَّيِّبُ يُسَمِّنُ ٱلْعِظَامَ». (ام ١٥:٢٣، ٣٠) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، أَظْهَرَ بُولُسُ أَنَّنَا نُشَجِّعُ بَعْضُنَا بَعْضًا حِينَ نُرَنِّمُ مَعًا تَرَانِيمَ ٱلْمَلَكُوتِ. (اع ١٦:٢٥؛ كو ٣:١٦) فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَبَادَلَ ٱلتَّشْجِيعَ، ‹وَبِٱلْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا نَرَى يَوْمَ يَهْوَهَ يَقْتَرِبُ›. — عب ١٠:٢٥. ب١٨/٤ ص ٢٣ ف ١٦؛ ص ٢٤ ف ١٨-١٩.