مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٨٩ ١/‏٩ ص ٢٣-‏٣٠
  • جعل الخدمة كامل الوقت مهنة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • جعل الخدمة كامل الوقت مهنة
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تطوُّر حياتي
  • تقرير مهنتي
  • اول تعيين للفتح
  • عائلة من الفاتحين
  • الرغبة في خدمة موسَّعة
  • خدمة البتل
  • امام رسميي الحكومة
  • تسهيلات موسَّعة للمصنع
  • اقتناء مجمَّع مكاتب
  • المزيد من المباني السكنية
  • سعيد في خدمة البتل
  • امتيازات نلتها في الخدمة كامل الوقت
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٤
  • ‏«عملنا ما كان يجب علينا»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • حياة غنية في خدمة يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • هل يمكنكم ان تتطوّعوا؟‏
    خدمتنا للملكوت ٢٠٠١
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٩
ب٨٩ ١/‏٩ ص ٢٣-‏٣٠

جعل الخدمة كامل الوقت مهنة

كما رواها ماكس لارسون

في ١٩١٠ تركتْ امي،‏ التي مات والداها كلاهما،‏ الدنمارك وركبت السفينة الى الولايات المتحدة.‏ كانت فقط في الـ‍ ١٨،‏ لا تتكلَّم الانكليزية،‏ ولا تعرف شخصا واحدا في البلاد.‏

وعند وصولها الى مدينة نيويورك ركبت قطارا الى داكوتا الجنوبية،‏ رحلة لأكثر من ٥٠٠‏,١ ميل.‏ وفي داكوتا الجنوبية،‏ حيث كانت هنالك مُسْتَوطَنة دنماركية،‏ التقت الرجل الذي كان سيصير والدي.‏ وتزوَّجا في ٢٠ ايلول ١٩١١.‏

وباكرا في ١٩١٣ انطلق ابي بنشاط وحده بعربة مغطّاة الى مونتانا ليتَّخذ عقار سكن في قطعة ارض متوافرة.‏ وهناك بنى بيتا من جذوع الاشجار من غرفة واحدة.‏ وعندما جرى اتمامه في الصيف اتت امي بالقطار لتنضم اليه،‏ مع اخي نورمن،‏ الذي كان عمره مجرد بضعة اشهر.‏

بعد سنتين كان ولد ثانٍ آتيا.‏ وكما اقول على سبيل المزاح،‏ «ساعدتُ» امي في سقف السطح بألواح خشبية،‏ اذ ان ذلك ما كانت تفعله بمُلْحَق بالبيت في اليوم الذي سبق ولادتي.‏ وفي اليوم التالي،‏ ٢٩ نيسان ١٩١٥،‏ عندما دخل ابي آتيا من الحقل للغداء،‏ قالت امي:‏ «اظن انني سأضع الطفل.‏» وبعد ظهر ذلك اليوم وُلدتُ.‏ ومع ذلك عند المساء،‏ عندما اتى ابي الى البيت ثانية،‏ كانت امي واقفة على قدميها وقد اعدَّت له طعام العشاء!‏

بعد ثلاث سنوات وُلدت اختي جين في الموقع نفسه.‏ وفي السنة التالية انتقلت عائلتنا الى شرقي مونتانا،‏ حيث استأجر ابي مزرعة.‏ وفي ١٩٢١ وُلدت اختي الثانية،‏ لاڤِرنا،‏ ونحن الاولاد الاربعة ترعرعنا في سهول مونتانا الأعراء.‏

تطوُّر حياتي

كان والداي لوثريين،‏ وكلَّ احد كنا نحن الستة نذهب الى الكنيسة.‏ ولكن سرعان ما ابتدأت جارة،‏ واحدة من تلاميذ الكتاب المقدس الامميين كما كان شهود يهوه آنذاك يُدعون،‏ تزور امي وتدرس الكتاب المقدس معها.‏ وبعد سنتين قبلت امي حقائق الكتاب المقدس التي كانت تتعلمها،‏ وفي ١٩٢٥ اعتمدت في حوض لسقي الخيل.‏ لا ابي ولا نحن الاولاد قبلنا ايمانها الجديد،‏ ولكننا جميعا كنا سعداء ان نتوقف عن الذهاب الى الكنيسة اللوثرية.‏ كانت امي تقول لنا دائما:‏ «انتم لا تريدون ان تخدموا يهوه،‏ إنَّما لا تكسروا ابدا شرائعه.‏» وهذه النصيحة ساعدت على حفظنا من الوقوع في المتاعب.‏

كانت عائلتنا المؤلفة من ستة تشتغل بزراعة ٨٠٠ أكر من الارض بِـ‍ ١٤ حصانا وجرَّارة واحدة.‏ لم تكن لدينا كهرباء او انابيب مياه داخلية،‏ وكل مياهنا كان يجب نقلها من بئر تبعد ميلين ونصف الميل.‏ ومع الجفاف في اوائل ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ والفشل في حصد غلَّة لأربع سنوات قررنا ان ننتقل الى ولاية واشنطن.‏ وإعدادا للانتقال احتجنا ان ننقل بعض مواد المزرعة والمنزل من مونتانا الى واشنطن.‏ وهكذا كان تعييني ان ارافق عربة سكة الحديد وأتأكَّد من إطعام وسقي خيلنا في الطريق.‏ وبعد ستة ايام وصلتُ اخيرا الى ساحل واشنطن الغربي.‏

وهناك ساعدتُ ابي على انشاء وإدارة مزرعة ألبان وأجبان.‏ وبعد حوالي سنة،‏ في الـ‍ ٢٠ من العمر،‏ غامرت وحدي،‏ سائقا شاحنات اخشاب في الجبال وقاضيا ايضا ستة اشهر في آلاسكا كمهندس سفينة.‏ وفي ١٩٣٨ حصلنا اختي جين وأنا على وظيفتين في سيياتل وكنا نعيش في مسكن عائم في بحيرة يونيون.‏ في ذلك الصيف حضرت امي،‏ التي كانت تعيش على بعد حوالي ٥٠ ميلا،‏ المحفل السنوي لشهود يهوه في سيياتل.‏ وبما ان موقع المحفل كان على مسافة تُقطع مشيا من مسكننا العائم دعوناها الى المكوث عندنا.‏ ففعلت،‏ ووافقنا على حضور المحفل.‏

تقرير مهنتي

يوم السبت مساء تكلَّم جوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ رئيس جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس آنذاك،‏ عن موضوع «محبو البر.‏» وقد عالج خطابه الخدمة كامل الوقت،‏ او خدمة الفتح.‏ وبعدئذ قال بيل ڠريفيث،‏ الذي كان جالسا الى جانبي:‏ «هيّا،‏ يا ماكس.‏ هلمَّ بنا الى الفتح!‏»‏

‏«حسنا،‏» اجبت.‏ «هلمَّ بنا.‏»‏

‏«انت تمزح،‏ أليس كذلك؟‏» سأل بيل.‏

‏«كلا،‏» اجبت.‏ «فبعد سماع هذا الخطاب انا مقتنع بأنه الشيء الصائب لفعله.‏»‏

‏«لكنك لست ايضا ناشرا.‏ ولست معتمدا.‏»‏

‏«صحيح،‏ ولكنهم صنعوا الآن اعلانا انه ستكون هنالك معمودية غدًا.‏ وسأعتمد آنئذٍ.‏»‏

وهكذا،‏ بحماسة،‏ ذهبنا الى قسم خدمة الحقل للحصول على طلبَيْنا للفتح.‏ وهناك التقينا الاخ ڤان آمبورغ،‏ امين سر وصندوق الجمعية.‏ وعندما اخبرناه بما كنا نفعله اخذَنا جانبا وكلَّمنا كأب.‏ «لا تفعلا ذلك كما لو كان تجربة او مغامرة،‏» قال.‏ «انتما تفعلان الشيء الصائب،‏ ولكن انخرطا في ذلك كما لو انه مهنتكما مدى الحياة.‏» وتلك النصيحة ساعدتني دائما كثيرا جدا.‏ وهكذا قدَّمنا طلبَيْنا،‏ وفي اليوم التالي،‏ ٥ حزيران ١٩٣٨،‏ اعتمدت.‏

اول تعيين للفتح

في اليوم التالي،‏ الاثنين،‏ اعلمتُ رب عملي باستقالتي من وظيفتي لأصير خادما.‏ وقضيت ذلك الاسبوع الاول في درس دقيق لكتاب الجمعية الاخير،‏ بعنوان الاعداء‏،‏ وحضرت كل الاجتماعات.‏ وفي الاسبوع الثاني درست ثاني احدث كتاب،‏ الغنى.‏ وفي الاسبوع الثالث تلقَّيت تعييني للفتح،‏ الذي كان رايموند،‏ واشنطن.‏

هناك وجدنا بيل وأنا فريقا من ٢٧ يعقدون الاجتماعات في بيت احد الشهود.‏ وكانت تعليماتنا ان ندير كل الاجتماعات ونساعد الناشرين وندرّبهم على ادارة دروس الكتاب المقدس،‏ التي كانت عملا جديدا في ذلك الوقت.‏

في اجتماع الخدمة الاول،‏ يوم الخميس،‏ سألتُ خادم الفرقة،‏ كما كان الناظر المشرف يدعى آنذاك،‏ ان يذهب معي في الامسية التالية لنحاول بدء درس في الكتاب المقدس.‏ فقال انه مشغول.‏ فانطلقنا بيل وأنا وحدنا.‏ وعند العودة أُوقفنا عند نقطة تقاطع للسماح لاستعراض عسكري لفرقة من الجيش الاميركي بالمرور.‏ ولدهشتنا كان قائد الاستعراض العسكري خادم الفرقة.‏

ذلك الاحد الاول ابتدأتُ بدرسي البيتي الاول في الكتاب المقدس مع رجل.‏ وفي ما بعد ادرت درس برج المراقبة الجماعي الاول لي.‏ وآخر ما يمكن توقُّعه ان ذلك كان في عدد ١ حزيران ١٩٣٨،‏ الذي ادخل لأول مرة الإدارة الثيوقراطية في الجماعات.‏ ومن الـ‍ ٢٧ الذين يعاشرون قَبِل ٣ فقط الترتيب الثيوقراطي الجديد.‏

عائلة من الفاتحين

بُعَيْد ابتدائي بالفتح تبنّى اختاي وأخي نورمن ايضا الخدمة كامل الوقت.‏ فباع نورمن وزوجته مزرعتهما،‏ واشتريا مقطورة بطول ١٢ قدما،‏ ومع ابنتهما،‏ جوان،‏ البالغة من العمر ثلاث سنوات انطلقا يكرزان.‏ وبالمناسبة،‏ عندما عملا في رايموند في ١٩٤١،‏ كتب اليَّ نورمن ان الـ‍ ٢٤ الذين كانوا قد اعترضوا على الترتيب الثيوقراطي تركوا وانضموا الى فريق مرتدّ.‏ أمَّا درس الكتاب المقدس الاول ذاك الذي لي فكان في ذلك الحين خادم الفرقة!‏

وابنة نورمن جوان وزوجها موريس اوكلاغان هما الآن في سنتهما الـ‍ ٢٤ لزيارة الجماعات في العمل الدائري.‏ وأختي الصغرى،‏ لاڤِرنا،‏ حضرت الصف الـ‍ ١٢ لمدرسة جلعاد الارسالية في ١٩٤٩ وعُيِّنَت في ايطاليا.‏ والنجاح الباكر للعمل الارسالي هناك انتج ترحيلها الى سويسرا،‏ حيث لا تزال تعيش مع زوجها.‏

الرغبة في خدمة موسَّعة

بعد الخدمة كفاتح قانوني مدة شهرين عُيِّنتُ في عمل الفتح الخصوصي.‏ ومع بيل ومعي في ذلك الوقت كان وارِن هنشل،‏ الاخ الاكبر لمِلْتون هنشل.‏ ومِلْتون هو الآن عضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه.‏

كان في الشهر الاول من الفتح الخصوصي ان توقفتُ في احدى الامسيات لزيارة ألْبرت هوفمان.‏ لقد كان الناظر الاقليمي،‏ او الجائل،‏ وكان يقيم في مقطورة مع زوجته،‏ زولا،‏ في الجانب الآخر من الشارع مقابل قاعة الملكوت.‏ وفي اثناء سنوات الكساد الاقتصادي تلك غالبا ما قايضنا المطبوعات بمواد غذائية.‏ في ذلك اليوم كنت قد قايضت بسلَّة كبيرة من الإجَّاص،‏ فمررت بالاخ هوفمان وسألته ان كان يريد بعضا منها.‏ فسُرَّ جدا ودعاني الى الداخل.‏

كانت الساعة حوالي التاسعة مساء عندما شرع يخبرني عن بيت الكتاب المقدس (‏الآن يدعى البتل)‏،‏ المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه في بروكلين،‏ نيويورك.‏ وأخيرا قالت زوجته:‏ «هل تعرفان كم الساعة الآن؟‏ انها الـ‍ ٣٠:‏٤ .‏» فقد تكلمنا كل الليل!‏ وقبل الذهاب الى الفراش في علّية قاعة الملكوت كتبتُ رسالة طالبا طلبا للبتل،‏ ثم خرجت على الفور وأرسلت التماسي بالبريد.‏

وكل يوم ابقيت القضية امام يهوه في الصلاة،‏ وبعد ثلاثة اشهر ابتهجت بتسلّم رسالة دعوة لي الى بتل بروكلين.‏ واستعدادا للرحلة اعطيت سيارتي لأختي جين،‏ التي كانت في ذلك الوقت ايضا فاتحة خصوصية.‏ ولستة ايام وست ليالٍ ركبتُ باصا عبر عاصفتين ثلجيَّتين في مونتانا،‏ وداكوتا الشمالية والجنوبية،‏ وأخيرا وصلت الى مدينة نيويورك في ١٤ كانون الثاني ١٩٣٩.‏

خدمة البتل

اكتتبت بواسطة خادم البتل،‏ ڠرانت سوتر،‏ ومن ثم أُرسِلت الى المصنع لأبلِّغ بحضوري ناثان نور،‏ خادم المصنع.‏ وكان تعييني الاول في حزم علب المقوّى للكتب في قسم الشحن.‏ وفي الاسبوع الثاني عُيِّنتُ في طبقة آلة الطباعة الرحوية.‏ وقال الاخ نور:‏ «اذا استطعت ان تتعلم تشغيل هذه المطبعة في ستة اشهر يمكنك ان تكون المدير،‏ اذ ان المدير الحالي سيوضع على مطبعة جديدة.‏» فتعلَّمت فعلا وتمتعت كاملا بتشغيل المطبعة.‏

بعد سنة ونصف في المَطبعة مرّ الاخ نور بالمطبعة ذات يوم وقال:‏ «ماكس،‏ ما رأيك في ان تعمل في المكتب؟‏»‏

‏«يا ايها الاخ نور،‏ ذلك آخر عمل اختاره.‏ أمَّا اذا كان هذا تعييني فسأجعله اهتمامي الاول.‏»‏

‏«احضر اليَّ في المكتب صباح الاثنين،‏» اجاب.‏

وأنا هناك منذ ذلك الحين.‏ في البداية عملتُ كمساعد للاخ نور،‏ ومن ثم،‏ عندما مات الاخ رذرفورد في ٨ كانون الثاني ١٩٤٢،‏ اصبح الاخ نور رئيسا،‏ وعُيِّنتُ ناظرا للمصنع.‏ كان عمري ٢٦ سنة ولي فقط ثلاث سنوات من الخبرة في البتل.‏ فأحسست بحمل المسؤولية الثقيل.‏

ولكنّ النظار الممسوحين في اقسام المصنع المختلفة كانوا عونا حبيا لي.‏ وموقفهم المتواضع والمساعد عمَّق على نحو عظيم محبتي وتقديري لأمثال هؤلاء.‏ ومصدري الاساسي للعون والتدريب كان الاخ نور.‏ ولأكثر من ٣٥ سنة،‏ حتى موته في ١٩٧٧،‏ كان لي امتياز العمل معه في العمليات التجارية لنشاط النشر والبناء للجمعية.‏ وكانت لديه قدرة ادارية استثنائية،‏ وقد ساعدني مساعدة عظيمة في اتمام تعييني.‏

امام رسميي الحكومة

في اثناء الحرب العالمية الثانية كان هنالك نقص كبير في المواد الاولية التي نحتاج اليها لنتابع عملنا للنشر.‏ لذلك كنت اقوم برحلات عديدة في السنة الى واشنطن،‏ العاصمة،‏ كي ألتقي مجالس الانتاج الحربي ولجان مجلس الشيوخ.‏ فناشدتهم في منحنا الورق والتجهيزات الاخرى،‏ وقد بارك يهوه تلك الجهود بركة عظيمة.‏

في احدى المناسبات قمت بعرضي بإظهار صفحات مختلفة من صحف بارزة اعلنت سلعا غير ضرورية.‏ وإذ اشرت الى اعلان من صفحة بكاملها من اجل معطف من الفرو في صحيفة نيويورك الرئيسية قلت:‏ «ان كمية الورق المستعملة من اجل هذا الاعلان في طبعة واحدة يوم الاحد تساوي مجموع الحمولة الاضافية التي نطلبها للسنة كلها.‏»‏

‏«لقد اثبتَّ حجَّتك جيدا،‏» اجاب عضو في مجلس الشيوخ.‏ ونتيجة لبركة يهوه على تلك الرحلات لم نضطر قط الى ايقاف مطابعنا في خلال الحرب بسبب نفاد الورق او التجهيزات الاخرى.‏ ولكننا،‏ على نحو واضح،‏ لم نكن نحتاج الى التجهيزات الهائلة من الورق التي نحتاج اليها اليوم.‏

تسهيلات موسَّعة للمصنع

قبل اثنتي عشرة سنة من مجيئي الى البتل بنت الجمعية اول مصنع لها من ثماني طبقات في ١١٧ آدمز ستريت،‏ مغطِّيا نصف قطعة ارض من المدينة.‏ ولكن بحلول ١٩٤٩ صار ضروريا بناء مبنى من تسع طبقات للمصنع والمكاتب في النصف الباقي من قطعة الارض تلك من المدينة.‏ وقد ملأ ذلك قطعة الارض بمصنع كبير واحد مساحة طبقاته حوالي ٠٠٠‏,١٦٠ قدم مربعة.‏

وكان في ذلك الوقت ان عُيِّنتُ لأشرف على عمل الإنشاء للجمعية هنا في المركز الرئيسي.‏ وفي بروكلين كان لدينا آنذاك البناء الواحد فقط لعمليات المصنع والمكتب كليهما ومبنى سكني واحد.‏ أمَّا الآن،‏ بعد ٤٠ سنة،‏ فلدينا اكثر من ١٠ مبانٍ لعمليات المصنع والمكتب وحوالي ٢٠ مبنى سكنيا هنا في بروكلين وحدها!‏

في اوائل خمسينات الـ‍ ١٩٠٠ حاولنا الحصول على العقار في الجهة المقابلة من الشارع مباشرة شمالي مبنى ١١٧ آدمز ستريت الذي لنا،‏ ولكنّ المالك لم يقبل عرضنا.‏ وفي الواقع،‏ لم يكن قابلا لأية مفاوضات،‏ اذ خُيِّل اليه ان الجمعية ستدفع سعره المرتفع.‏ ولذا حوَّلنا انتباهنا الى قطعة الارض شرقي مصنعنا في آدمز ستريت،‏ مباشرة عبر پيرل ستريت.‏ وكانت هذه المنطقة مؤلفة من ثماني قطع من الارض منفصلة.‏ ووجب التعامل مع كل مالك على حدة،‏ ولكنّ يهوه فتح الطريق للحصول على العقارات الثمانية جميعا في غضون سنة واحدة بمعدل كلفة يبلغ ٩ دولارات فقط للقدم المربعة!‏

في هذا الموقع بنت الجمعية مبنى مصنعها ذا الطبقات الـ‍ ١٣ في ٧٧ ساندز ستريت في ١٩٥٥ و ١٩٥٦.‏ وكان هذا مصنعنا الثاني،‏ وقد قام بأكثر من مضاعفة مساحة الطبقات لدينا الى حوالي ٠٠٠‏,٣٥٠ قدم مربعة.‏ ولكن،‏ بما ان الهيئة كانت تنمو بسرعة،‏ جرى الإدراك اننا قريبا سنحتاج الى مزيد من المساحة.‏ ولذا في ١٩٥٨ اشترينا المصنع الموجود عند زاوية پروسپِكت وپيرل وبدأنا باستعماله للخزن.‏

والآن كانت المنطقة الوحيدة المتبقية،‏ حيث يمكننا الاتصال بمبانينا الاخرى عبر جسور فوق الشوارع،‏ تلك التي الى الشمال التي كنا قد حاولنا شراءَها في وقت ابكر.‏ وأدركنا ان المالك على الارجح سيحاول ايضا الحصول على سعره المرتفع الزائد عن الحد اذا حاولت جمعية برج المراقبة شراءها.‏ لذا طلبنا الى شخص آخر في التجارة العقارية ان يحاول شراءها.‏ فحقَّق ثمن شراء اقل الى حد بعيد ممَّا كنا قد عرضنا.‏ ولا حاجة الى القول ان المالك كان ثائرا جدا عندما علم ان سند الملكية نُقِل لاحقا الى جمعية برج المراقبة.‏

وفي ١٩٦٦ و ١٩٦٧ بنينا في هذا العقار مصنعا من عشر طبقات مساحتها ٠٠٠‏,٢٢٦ قدم مربعة.‏ والآن كانت لدينا اربع قطع ارض من المدينة لمباني المصنع —‏ كلها متصلة بجسور فوق الشوارع.‏ ولاحقا،‏ في ١٩٨٣ و ١٩٨٦،‏ اشترينا مبنيين للمصنع عبر شوارع الى الجنوب استطعنا ان نبني فوقها جسرا طوله ١٦١ قدما يصل هذين المبنيين بمصانعنا الاربعة الاخرى.‏ وهذه المصانع المتصلة الستة مساحة طبقاتها ٠٠٠‏,٠٢٢‏,١ قدم مربعة،‏ او حوالي ٢٣ أكرا.‏ وفي ١٩٨٣ اشترينا ايضا المبنى الضخم من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١ قدم مربعة في فورمان ستريت على الواجهة المائية على بعد بضع قطع ارض حيث تقع الآن تسهيلاتنا للشحن.‏

اقتناء مجمَّع مكاتب

والاختبار الممتع الآخر في تعاطيَّ شراء العقارات كان مجمَّع سكويب للصيدلة المؤلف من عشرة مبانٍ متصل احدها بالآخر.‏ وعقب شرائنا اياها هُدمت اربعة من هذه،‏ وضُمَّ بناء جديد الى واحد موجود لتشكيل ٢٥ كولومبيا هايتس،‏ المركز الرئيسي العالمي الحالي لجمعية برج المراقبة.‏ وهذه هي الطريقة التي تمَّ بها شراء هذا العقار.‏

بحلول ١٩٦٩ كنا نتطلَّع الى توسيع تسهيلاتنا للنشر الى حد ابعد.‏ ولكنّ النظام الاقتصادي التجاري كان جيدا،‏ ولذلك اذ قمت بزيارة كل صاحب ملك في المنطقة لم يكن ولا واحد مهتما بالبيع.‏

في خلال ذلك الوقت قمت برحلة الى كارولَيْنا الشمالية حيث يقع مصنع الورق الذي يزوِّدنا بأوراق كتبنا المقدسة.‏ وهناك اتفق انني ذكرت لأحد رجال المصنع حاجتنا الى عقار في بروكلين.‏ وصدفة،‏ كان اخو ذلك الرجل صديقا حميما لأحد مالكي مجمَّع مباني سكويب.‏ فقام بالاتصالات الضرورية ثم اعلمني انه،‏ فور عودتي الى بروكلين،‏ ينبغي لي ان اتصل بهذا الرجل.‏

وعندما فعلت اكَّد لي الرجل ان سكويب تتأمل،‏ في الوقت المناسب،‏ في بيع املاكها في بروكلين والانتقال من المدينة.‏ وقال انه عندما يصيرون مستعدين سيتصل بنا،‏ ويمكننا ان نتفاوض في الصفقة.‏ وبعد عدَّة اشهر اتت المكالمة،‏ وقيل لي انهم مستعدون للبيع وأنه ينبغي لنا ان نأتي الى مكتبهم في اليوم التالي.‏

اجتمعنا،‏ الاخ نور وأنا،‏ وحدَّدنا ايّ سعر نفكِّر في دفعه.‏ وفي الاجتماع في اليوم التالي أُخبرنا ان السعر غير قابل للمفاوضة فيه.‏ «نريد ثلاثة ملايين دولار نقدا،‏» قالوا.‏ حاولنا ألاَّ نبدو مندهشين،‏ لأن ذلك كان اقل الى حد كبير ممّا كنا مستعدين لتقديمه.‏ ولا حاجة الى القول ان الصفقة أُجريت من غير ابطاء.‏ وفي ذلك الوقت كنا قد اتممنا مؤخرا انشاء مصنعنا الجديد بأربعة ملايين دولار،‏ ولكن عندما علم شعب الرب بحاجاتنا المالية الاضافية توفَّرت الموارد المالية سريعا.‏

المزيد من المباني السكنية

في خلال خمسينات الـ‍ ١٩٠٠ اقتنينا ملكا في الجهة المقابلة للشارع من ١٢٤ كولومبيا هايتس،‏ وفي ١٩٥٩ و ١٩٦٠ شيَّدنا مبنى سكنيا جديدا كبيرا.‏ ولكن منذ ١٩٦٥ بات من الصعب اكثر بناء مساكن جديدة.‏ ففي تلك السنة صنَّفت الحكومة المنطقة حيث يقع البتل منطقة تاريخية ذات معالم.‏ وأنتج ذلك تقييدات هائلة لإنشاء المباني وتجديدها.‏ ومع ذلك،‏ بمساعدة يهوه،‏ تمكَّنّا دائما من تزويد حاجاتنا.‏

في ١٩٦٧،‏ مثلا،‏ قدَّمنا طلبا من اجل مبنى سكني من ست طبقات في ١١٩ كولومبيا هايتس.‏ وبسبب قانون المعالم كنا قد خفضنا الطبقات الـ‍ ١٢ التي اقترحناها في الاصل الى ٦.‏ ولكنّ السلطات المحلية كانت الآن تحاول ان تجعلنا نقتطع طبقة على الاقل.‏

في حزيران اتصلت برئيس قسم بروكلين الاداري،‏ الذي قال انه اذا تمكَّنّا من وضع الأسس قبل اجتماع ايلول لمجلس التقييم،‏ المجلس الحكومي الاعلى للمدينة،‏ سيحاول ابقاء مبنانا بست طبقات.‏ فمضى تنظيمنا الإنشائي بالسرعة القصوى،‏ وتمكَّنّا من صب الأسس بحلول ايلول.‏

اتصل بي رئيس القسم الاداري في اليوم الذي سبق اليوم الذي كانت قضيتنا ستُسمع فيه علنا.‏ وطلب منا ان نكون في دار البلدية قبل ساعتين من افتتاح مجلس التقييم اجتماعه العام وأن نلتقيه بعيدا عن العيون.‏ وهكذا مثلنا،‏ الاخ نور والاخ سوتر،‏ امين السر والصندوق،‏ وأنا،‏ في دار البلدية باكرا جدا في الصباح التالي.‏ وفيما ناقشنا الطريقة الفضلى لعرض قضيتنا امام مجلس التقييم برزت نقطة شكلية تتعلَّق بمندوبية التخطيط المدني.‏ فأُجريت مكالمة لتوضيح المسألة.‏ وعلى الفور قال مندوب التخطيط المدني انه سيأتي ليعالج الوضع شخصيا.‏ «بما انه سيكون هنالك مقدار عظيم من الاعتراض العام على قضيتكم،‏» قال،‏ «سأتطوَّع لأمثّل جمعية برج المراقبة امام المجلس.‏»‏

كنا طبعا مبتهجين بعرضه.‏ والآن،‏ فان الاجراء امام مجلس التقييم هو انهم ينادون بالقضايا في لائحتهم للنهار،‏ وإذا كانت هنالك اية اعتراضات لسماعها،‏ عندئذ تؤجَّل القضية الى ما بعد الظهر.‏ وإذا لم تكن هنالك من اعتراضات يقررون في القضية حالا.‏ نُظر في قضيتنا باكرا في الصباح،‏ فنهض مندوب التخطيط المدني وقال للمحافظ:‏ «اودّ ان اتكلم نيابة عن جمعية برج المراقبة.‏»‏

‏«انت تعرف انه ليس اجراءَنا ان نسمح بالمناقشة عندما يُنظر في المسألة اولا [فعادة تؤجَّل المناقشة الى ما بعد الظهر]،‏» اجاب المحافظ.‏ «ولكن،‏ انا اعرف انك مشغول جدا،‏ يا حضرة المندوب،‏ لذا سأصنع استثناء وأوافق على ٱلْتماسِك.‏» فشرع المندوب يعرض قضيَّتنا،‏ ومجلس التقييم صوَّت لقبول ٱلْتماسِنا بالإجماع.‏ وبينما كنا نغادر غرفة جلسة السماع اتى محامي المعارضة مهرولا في القاعة صارخا:‏ «لديَّ مُحاجَّة لمدة ساعة ضد هذه القضية.‏» ولكنه كان متأخرا جدا!‏ أما نحن فمررنا به،‏ شاكرين يهوه على الانتصار.‏

لا بدّ ان اقول انه كان امتيازا يمنح المكافأة جدا على مرّ السنين ان امثِّل الجمعية في هذه المسائل التجارية.‏ وقد كان فرحا عظيما ان اشهد الزيادة الهائلة في عمل الكرازة العالمي الانتشار الذي جعل شراء كل تلك المباني ضروريا.‏ والمساعد العظيم في الاعتناء بتلك المسائل التجارية كان جعلي نائب رئيس جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك،‏ في ١ كانون الثاني ١٩٧٧.‏

سعيد في خدمة البتل

منذ ان وصلتُ اولا الى البتل في ١٩٣٩ نمتْ عائلة البتل من حوالي ١٨٥ الى اكثر من ٨٠٠‏,٢ عضو قانوني في بروكلين وأكثر من ٩٠٠ في مزارع برج المراقبة!‏ وغالبا ما أُسأل:‏ «ماذا ساعدك على البقاء في البتل هذه الـ‍ ٥٠ سنة؟‏» وجوابي هو دائما:‏ «لم افكر قط في ايّ شيء آخر سوى خدمة البتل.‏»‏

وأيضا،‏ ان الطلب لخدمة البتل الذي ملأته ووقَّعته سأل:‏ «هل توافق على البقاء في البتل الى ان يأخذك الرب؟‏» فهو لم يأخذني،‏ وهكذا لا ازال هنا أتمتع بخدمة يهوه.‏ ومنذ يوم انتذاري أنا مصمِّم على جعل الخدمة كامل الوقت مهنتي مدى الحياة.‏

في خلال سنواتي الباكرة في البتل لم تسمح الترتيبات بالزواج،‏ وهكذا،‏ ككثيرين آخرين،‏ قنِعت بالعزوبة وبخدمة البتل.‏ ولكن،‏ عندما تغيَّر نظام عائلة البتل،‏ سامحا بالزواج،‏ تزوَّجتُ هيلين لاپشانسكي في ٧ نيسان ١٩٥٦.‏ كانت قد اتت الى البتل في ١٩٥١.‏ ونحن نُعِزّ كثيرا جدا المرافقة المساعدة التي زوَّدها احدنا للآخر.‏

باكرا في زواجنا أُصيبت هيلين بتصلُّب متعدد في الانسجة،‏ وفي السنوات الاخيرة صار المرض متقدِّما اكثر.‏ ولكن،‏ بمساعدة اداة للمشي وعربة مزوَّدة بالطاقة من بطارية،‏ يمكنها التنقّل جيدا.‏ وهي تستمر في المحافظة على روح رائعة فرحة،‏ وتشارك في العمل في البتل كل يوم،‏ خادمة في مكتب بيت ايل.‏

في خلال سنوات نمونا الباكرة كنا اختي جين وأنا متقاربين جدا وفعلنا الاشياء معا.‏ ولذلك كانت دائما مصممة على اللحاق بي،‏ وفي ١٩٤٣ دُعيَتْ الى البتل.‏ وفي ١٩٥٢ هي ورصل موك تزوَّجا،‏ وكلاهما يخدمان هنا جنبا الى جنب معنا كعضوين في عائلة البتل.‏

انني اؤمن على نحو راسخ بأن البتل هو المكان الافضل على الارض في هذا الجانب من الفردوس الارضي القادم.‏ ولم اندم قط لحظة واحدة على انني جعلتُ الخدمة كامل الوقت مهنتي مدى الحياة.‏ ويا له من فرح ان اشهد وأكون قد شاركتُ في النمو العظيم لهيئة يهوه الارضية!‏ انه تصميمي،‏ بمساعدة يهوه،‏ ان استمر في جعل البتل بيتي وأعكف من كل النفس على دفع مصالح الملكوت الى الامام.‏

‏[النبذة في الصفحة ٣٠]‏

‏«انني اؤمن على نحو راسخ بأن البتل هو المكان الافضل على الارض في هذا الجانب من الفردوس الارضي القادم.‏»‏

‏[الصور في الصفحتين ٢٤،‏ ٢٥]‏

الى الاعلى:‏ الملك في ٣٦٠ فورمان ستريت،‏ وقد اشتُري في ١٩٨٣

الى الاسفل:‏ الملك في كولومبيا هايتس الذي اشتريناه من سكويب للصيدلة في ١٩٦٩

الى اليسار:‏ مصدري الاساسي للعون والتدريب كان الاخ نور

الى الاسفل:‏ بحلول ١٩٨٦ كنا نملك ستة مبانٍ للمصنع متصلة بجسور فوق الشوارع

‏[الصورة في الصفحة ٢٧]‏

المصنع بعد توسيعه في ١٩٤٩

‏[الصورة في الصفحة ٣٠]‏

يوم زفافنا

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة