مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٣ ١٥/‏٩ ص ٩-‏١٤
  • الاحتمال —‏ حيوي للمسيحيين

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الاحتمال —‏ حيوي للمسيحيين
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الاحتمال —‏ ما يعنيه
  • الاحتمال —‏ لماذا؟‏
  • احتملوا الى المنتهى —‏ كيف؟‏
  • ‏«تفكَّروا بإمعان في الذي احتمل»‏
    ‏«تعالَ اتبعني»‏
  • ‏«ليكن للاحتمال عمله التام»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٦
  • ابقَ قريبا من هيئة يهوه
    شعب منظَّم لفعل مشيئة يهوه
  • الاحتمال الذي يَكسب الانتصار
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
ب٩٣ ١٥/‏٩ ص ٩-‏١٤

الاحتمال —‏ حيوي للمسيحيين

‏«زوِّدوا ايمانكم .‏ .‏ .‏ بالاحتمال.‏» —‏ ٢ بطرس ١:‏٥،‏ ٦‏،‏ ع‌ج.‏

١،‏ ٢ لماذا يجب ان نحتمل جميعا الى المنتهى؟‏

كان الناظر الجائل وزوجته يزوران رفيقا مسيحيا في تسعيناته.‏ وكان قد قضى عقودا في الخدمة كامل الوقت.‏ وفيما كانوا يتحادثون،‏ استعاد الاخ الاكبر سنا ذكريات الماضي عن بعض الامتيازات التي كان قد تمتع بها طوال سنوات.‏ «لكنني،‏» رثى فيما ابتدأت الدموع تسيل على وجهه،‏ «لا استطيع الآن ان اقوم بالشيء الكثير.‏» ففتح الناظر الجائل كتابه المقدس وقرأ متى ٢٤:‏١٣‏،‏ ع‌ج‏،‏ حيث اقتبس من يسوع المسيح قوله:‏ «الذي يحتمل الى المنتهى هو الذي يخلص.‏» ثم نظر الناظر الى الاخ العزيز وقال:‏ «ان التعيين الاخير الذي لدينا جميعا،‏ سواء كان مقدار ما يمكن ان ننجزه كثيرا او قليلا،‏ هو الاحتمال الى المنتهى.‏»‏

٢ نعم،‏ كمسيحيين يجب ان نحتمل جميعا الى منتهى نظام الاشياء هذا او الى منتهى حياتنا.‏ وليست هنالك طريقة اخرى لنيل رضى يهوه للخلاص.‏ فنحن في سباق من اجل الحياة،‏ ويجب ان «نركض باحتمال» حتى نعبر خط النهاية.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ وشدَّد الرسول بطرس على اهمية هذه الصفة عندما حثَّ الرفقاء المسيحيين:‏ «زوِّدوا ايمانكم .‏ .‏ .‏ بالاحتمال.‏» (‏٢ بطرس ١:‏٥،‏ ٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولكن ما هو حقا الاحتمال؟‏

الاحتمال —‏ ما يعنيه

٣،‏ ٤ ماذا يعني الاحتمال؟‏

٣ ماذا يعني الاحتمال؟‏ ان الفعل اليوناني مقابل «يحتمل» (‏هيپومينو‏)‏ يعني حرفيا «يبقى او يظل تحت.‏» وهو يظهر ١٧ مرة في الكتاب المقدس.‏ ووفقا للمعجميين و.‏ بوير،‏ ف.‏ و.‏ ڠينڠريتش،‏ وف.‏ دانكر،‏ يعني ‏«يبقى عوضا عن الهرب .‏ .‏ .‏،‏ يثبت،‏ يصمد.‏»‏ والاسم اليوناني مقابل «احتمال» (‏هيپومُني‏)‏ يظهر اكثر من ٣٠ مرة.‏ وفي ما يتعلق بذلك،‏ يقول كتاب مفردات العهد الجديد،‏ لواضعه وليم باركلي:‏ «انه الميل الذي يمكن ان يتحمَّل الامور،‏ لا بمجرد الاستسلام،‏ بل برجاء متَّقد .‏ .‏ .‏ انه الصفة التي تبقي الانسان على رجلَيه ووجهه الى الريح.‏ انه الفضيلة التي يمكن ان تحوِّل اقسى المحن الى مجد لأنها خلف الوجع ترى الهدف.‏»‏

٤ فالاحتمال،‏ اذًا،‏ يمكِّننا من الثبات وعدم فقدان الامل في وجه العقبات والمشقات.‏ (‏رومية ٥:‏٣-‏٥‏)‏ انه يتطلَّع الى ابعد من الالم الحاضر الى الهدف —‏ جائزة او هبة الحياة الابدية،‏ سواء في السماء او على الارض.‏ —‏ يعقوب ١:‏١٢‏.‏

الاحتمال —‏ لماذا؟‏

٥ (‏أ)‏ لماذا ‹يحتاج الى الاحتمال› كل المسيحيين؟‏ (‏ب)‏ الى اية فئتين يمكن ان تنقسم محننا؟‏

٥ كمسيحيين،‏ جميعنا ‹نحتاج الى الاحتمال.‏› (‏عبرانيين ١٠:‏٣٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولماذا؟‏ لأننا من حيث الاساس ‹نقع في محن متنوعة.‏› والنص اليوناني هنا في يعقوب ١:‏٢‏،‏ ع‌ج‏،‏ يقترح ملاقاة غير متوقعة او غير مرحب بها،‏ كما عندما يصادف الشخص لصا.‏ (‏قارنوا لوقا ١٠:‏٣٠‏.‏)‏ ونحن نقع في محن يمكن ان تنقسم الى فئتين:‏ تلك المشتركة بين البشر نتيجة للخطية الموروثة،‏ وتلك التي تتطور بسبب تعبدنا التقوي.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٣؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏)‏ فما هي بعض هذه المحن؟‏

٦ كيف احتمل احد الشهود عندما واجه مرضا موجعا؟‏

٦ المرض الخطير.‏ كتيموثاوس،‏ يجب ان يحتمل بعض المسيحيين ‹أسقاما كثيرة.‏› (‏١ تيموثاوس ٥:‏٢٣‏)‏ وخصوصا عندما يواجهنا مرض مزمن،‏ وربما مؤلم جدا،‏ نحتاج ان نحتمل،‏ ان نثبت،‏ بمساعدة اللّٰه وألّا يغيب رجاؤنا المسيحي عن بالنا.‏ تأملوا في مثال احد الشهود الذي في اوائل خمسيناته شن حربا طويلة وقاسية على ورم خبيث سريع النمو.‏ وخلال عمليتين بقي راسخا في تصميمه ان لا يقبل اجراءات نقل الدم.‏ (‏اعمال ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ لكنَّ الورم ظهر من جديد في بطنه واستمر في النمو قرب عموده الفقري.‏ وفيما كان ينمو،‏ اختبر وجعا جسديا لا يمكن تصوُّره الى حد انه ما من كمية دواء امكن ان تضع حدا له.‏ ومع ذلك،‏ تطلَّع الى ابعد من الوجع الحاضر الى جائزة الحياة في العالم الجديد.‏ واستمر في الاشتراك في رجائه المتَّقد مع الاطباء،‏ الممرضات،‏ والزائرين.‏ واحتمل حتى المنتهى —‏ منتهى حياته.‏ ومشكلتكم الصحية قد لا تكون مهدِّدة للحياة او موجعة كتلك التي اختبرها هذا الاخ العزيز،‏ لكنَّ ذلك لا يزال يشكِّل امتحانا عظيما للاحتمال.‏

٧ ايّ نوع من الألم يشمله الاحتمال بالنسبة الى بعض اخوتنا وأخواتنا الروحيين؟‏

٧ الالم العاطفي.‏ من وقت الى آخر،‏ يصادف البعض من شعب يهوه «حزن القلب» الذي يؤدي الى ‹انسحاق الروح.‏› (‏امثال ١٥:‏١٣‏)‏ فالكآ‌بة الشديدة ليست غير شائعة في هذه ‹الازمنة الحرجة الصعبة المعالجة.‏› (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ ذكرت اخبار العلم في عدد ٥ كانون الاول ١٩٩٢:‏ «ان معدلات الكآ‌بة الشديدة،‏ التي غالبا ما تُعجِز،‏ تزداد في كل جيل تالٍ يولد منذ ١٩١٥.‏» والاسباب لكآ‌بة كهذه تختلف،‏ اذ تتراوح بين العوامل النفسية والاختبارات غير السارَّة على نحو مؤلم.‏ وبالنسبة الى بعض المسيحيين،‏ يشمل الاحتمال جهادا يوميا ليثبتوا في وجه الألم العاطفي.‏ ومع ذلك،‏ فانهم لا يستسلمون.‏ انهم يبقون امناء ليهوه على الرغم من الدموع.‏ —‏ قارنوا مزمور ١٢٦:‏٥،‏ ٦‏.‏

٨ اية محنة مالية يمكن ان نصادف؟‏

٨ والمحن المختلفة التي نصادفها يمكن ان تشمل مشقة اقتصادية خطيرة.‏ فعندما وجد فجأة اخ في نيوجيرزي،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ نفسه بلا عمل،‏ كان مهتما على نحو مفهوم بشأن إطعام عائلته وعدم خسارة بيته.‏ ومع ذلك،‏ لم يغب عن باله رجاء الملكوت.‏ وفيما كان يبحث عن عمل آخر،‏ استفاد من الفرصة للخدمة كفاتح اضافي.‏ وأخيرا،‏ وجد عملا.‏ —‏ متى ٦:‏٢٥-‏٣٤‏.‏

٩ (‏أ)‏ كيف يمكن ان يتطلب فقدان حبيب في الموت الاحتمال؟‏ (‏ب)‏ اية آيات تظهر انه ليس من الخطإ ذرف دموع الحزن؟‏

٩ اذا اختبرتم فقدان حبيب في الموت،‏ تحتاجون الى الاحتمال الذي يدوم طويلا بعد عودة اولئك الذين حولكم الى روتينهم الطبيعي.‏ ويمكن ان تجدوا ايضا ان ذلك يكون صعبا عليكم خصوصا كل سنة في الوقت الذي مات فيه حبيبكم.‏ واحتمال خسارة كهذه لا يعني انه من الخطإ ذرف دموع الحزن.‏ فمن الطبيعي ان نتفجع لموت شخص احببناه،‏ ولا يدل ذلك بالتأكيد على نقص في الايمان برجاء القيامة.‏ (‏تكوين ٢٣:‏٢‏؛‏ قارنوا عبرانيين ١١:‏١٩‏.‏)‏ فيسوع «بكى» بعد موت لعازر،‏ على الرغم من انه قال بثقة لمرثا:‏ «سيقوم اخوك.‏» وقام لعازر فعلا!‏ —‏ يوحنا ١١:‏٢٣،‏ ٣٢-‏٣٥،‏ ٤١-‏٤٤‏.‏

١٠ لماذا لدى شعب يهوه حاجة فريدة الى الاحتمال؟‏

١٠ وبالاضافة الى احتمال المحن المشتركة بين كل البشر،‏ لدى شعب يهوه حاجة فريدة الى الاحتمال.‏ «تكونون مبغضين من جميع الامم لأجل اسمي،‏» حذَّر يسوع.‏ (‏متى ٢٤:‏٩‏)‏ وقال ايضا:‏ «ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم.‏» (‏يوحنا ١٥:‏٢٠‏)‏ فلِمَ كل هذا البغض والاضطهاد؟‏ لأنه أينما عشنا على هذه الارض كخدام للّٰه،‏ يحاول الشيطان ان يكسر استقامتنا امام يهوه.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏؛‏ قارنوا رؤيا ١٢:‏١٧‏.‏)‏ ولهذه الغاية غالبا ما يضرم الشيطان نيران الاضطهاد،‏ ممتحنا احتمالنا بشدة.‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ واجه شهود يهوه وأولادهم ايّ امتحان للاحتمال في ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ وفي وقت باكر من اربعينات الـ‍ ١٩٠٠؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا يحيّي شهود يهوه الرمز القومي؟‏

١١ مثلا،‏ في ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ وفي وقت باكر من اربعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ صار شهود يهوه وأولادهم في الولايات المتحدة وكندا اهدافا للاضطهاد لأنهم لم يحيّوا الرمز القومي لاسباب تتعلق بالضمير.‏ والشهود يحترمون رمز الامة التي يعيشون فيها،‏ لكنهم يعملون بحسب المبدإ المبيَّن في ناموس اللّٰه في خروج ٢٠:‏٤،‏ ٥ ع‌ج‏:‏ «لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مما في السموات من فوق او ما في الارض من تحت او ما في المياه من تحت الارض.‏ لا تسجد لهن ولا تُغرَ بأن تخدمهن،‏ لأني انا يهوه الهك اله يتطلب التعبد المطلق.‏» وعندما طُرد بعض الاولاد الشهود في المدارس لأنهم رغبوا في توجيه عبادتهم الى يهوه اللّٰه فقط،‏ انشأ الشهود مدارس للملكوت لتعليمهم.‏ ورجع هؤلاء التلاميذ الى المدارس العامة عندما اعترفت المحكمة العليا للولايات المتحدة بوضعهم الديني،‏ كما تفعل اليوم الامم المستنيرة.‏ لكنَّ الاحتمال الشجاع لهؤلاء الاحداث يخدم كمثال اصيل خصوصا للأحداث المسيحيين الذين يمكن ان يواجهوا الآن الاستهزاء لأنهم يحاولون ان يعيشوا وفق مقاييس الكتاب المقدس.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٢١‏.‏

١٢ والمحن المتنوعة التي نصادفها —‏ تلك التي هي مشتركة بين البشر وتلك التي نواجهها بسبب ايماننا المسيحي على السواء —‏ تدل على سبب حاجتنا الى الاحتمال.‏ ولكن كيف يمكننا ان نحتمل؟‏

احتملوا الى المنتهى —‏ كيف؟‏

١٣ كيف يزوِّد يهوه الاحتمال؟‏

١٣ يمتاز شعب اللّٰه بشكل واضح عن اولئك الذين لا يعبدون يهوه.‏ فطلبا للمساعدة،‏ يمكننا ان نستغيث «الاله الذي يزوِّد الاحتمال.‏» (‏رومية ١٥:‏٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولكن،‏ كيف يزوِّد يهوه الاحتمال؟‏ ان احدى الطرائق لفعله ذلك هي من خلال امثلة الاحتمال المسجَّلة في كلمته،‏ الكتاب المقدس.‏ (‏رومية ١٥:‏٤‏)‏ واذ نتأمل في هذه،‏ لا يجري تشجيعنا فقط على الاحتمال بل ايضا نتعلم الكثير عن كيفية الاحتمال.‏ تأملوا في المثالَين البارزَين —‏ احتمال ايوب المشجِّع واحتمال يسوع المسيح الخالي من العيب.‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏١-‏٣؛‏ يعقوب ٥:‏١١‏.‏

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ اية محن احتملها ايوب؟‏ (‏ب)‏ كيف كان ايوب قادرا على احتمال المحن التي واجهها؟‏

١٤ وأية حالات امتحنت احتمال ايوب؟‏ عانى مشقة اقتصادية عندما خسر معظم ممتلكاته.‏ (‏ايوب ١:‏١٤-‏١٧‏؛‏ قارنوا ايوب ١:‏٣‏.‏)‏ وشعر ايوب بألم الخسارة عندما قتلت عاصفة اولاده العشرة كلهم.‏ (‏ايوب ١:‏١٨-‏٢١‏)‏ واختبر مرضا خطيرا ومؤلما جدا.‏ (‏ايوب ٢:‏٧،‏ ٨؛‏ ٧:‏٤،‏ ٥‏)‏ وضغطت عليه زوجته ليتحوَّل عن اللّٰه.‏ (‏ايوب ٢:‏٩‏)‏ وقال الرفقاء الاحماء امورا كانت مؤذية،‏ غير لطيفة،‏ وغير صحيحة.‏ (‏قارنوا ايوب ١٦:‏١-‏٣ وأيوب ٤٢:‏٧‏.‏)‏ ولكن،‏ عبْر كل ذلك،‏ ثبت ايوب محافظا على الاستقامة.‏ (‏ايوب ٢٧:‏٥‏)‏ والامور التي احتملها مماثلة للمحن التي يواجهها شعب يهوه اليوم.‏

١٥ فكيف كان ايوب قادرا على احتمال كل هذه المحن؟‏ ان احد الامور التي دعمت ايوب خصوصا هو الرجاء.‏ «للشجرة رجاء،‏» اعلن.‏ «إن قطعت تخلف ايضا ولا تعدم خراعيبها» (‏ايوب ١٤:‏٧‏)‏ فأيّ رجاء كان لأيوب؟‏ كما يُلاحظ بعد أعداد قليلة،‏ ذكر:‏ «إن مات رجل أفيحيا .‏ .‏ .‏ تدعو فأنا اجيبك.‏ تشتاق الى عمل يدك [او،‏ تتوق اليه].‏» (‏ايوب ١٤:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ نعم،‏ نظر ايوب الى ما وراء ألمه الحاضر.‏ وعرف ان محنه لن تدوم الى الابد.‏ وعلى الاكثر كان عليه ان يحتمل حتى موته.‏ وتوقعه المفعم بالأمل كان ان يهوه،‏ الذي يرغب حبيا في اقامة الاموات،‏ سيعيده الى الحياة.‏ —‏ اعمال ٢٤:‏١٥‏.‏

١٦ (‏أ)‏ ماذا نتعلم عن الاحتمال من مثال ايوب؟‏ (‏ب)‏ الى ايّ حد يجب ان يكون رجاء الملكوت حقيقيا لنا،‏ ولماذا؟‏

١٦ ماذا نتعلم من احتمال ايوب؟‏ لنحتمل الى المنتهى،‏ يجب ان لا يغيب رجاؤنا ابدا عن بالنا.‏ تذكَّروا ايضا ان يقينية رجاء الملكوت تعني ان ايّ ألم نصادفه هو «وقتي» نسبيا.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٦-‏١٨‏)‏ ورجاؤنا الثمين مؤسس بشكل ثابت على وعد يهوه بوقت في المستقبل القريب حين «سيمسح اللّٰه كل دمعة من [عيوننا] والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد.‏» (‏رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وهذا الرجاء،‏ الذي «لا يُخزي،‏» يجب ان يحفظ تفكيرنا.‏ (‏رومية ٥:‏٤،‏ ٥؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏٨‏)‏ فيجب ان يكون حقيقيا لنا —‏ حقيقيا جدا بحيث يمكننا بعيون الايمان تصوُّر انفسنا في العالم الجديد —‏ غير مكافحين المرض والكآ‌بة في ما بعد بل مستيقظين كل يوم بصحة جيدة وذهن صافٍ؛‏ غير قلقين في ما بعد بشأن الضغوط الاقتصادية بل عائشين بأمان؛‏ غير متفجعين في ما بعد لموت الاحباء بل مختبرين اثارة رؤيتهم يُقامون.‏ (‏عبرانيين ١١:‏١‏)‏ فدون رجاء كهذا يمكن ان نصبح مغمورين جدا بمحننا الحاضرة بحيث نستسلم.‏ وبرجائنا،‏ يا للدافع العظيم الذي لدينا لنداوم على المحاربة،‏ لنداوم على الاحتمال الى المنتهى!‏

١٧ (‏أ)‏ اية محن احتملها يسوع؟‏ (‏ب)‏ الالم الشديد الذي احتمله يسوع يمكن على الارجح ان يُرى من ايّ واقع؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

١٧ يحثنا الكتاب المقدس على ‹النظر بإمعان› الى يسوع و‹التفكُّر فيه بدقة.‏› فأية محن احتملها؟‏ نتج بعضها من خطية ونقص الآخرين.‏ ولم يحتمل يسوع فقط من «الخطاة مقاومة» بل ايضا المشاكل التي نشأت بين تلاميذه،‏ بما فيها مجادلاتهم المتكررة حول مَن هو الاعظم.‏ واكثر من ذلك،‏ صادف امتحانا للايمان لا نظير له.‏ «احتمل (‏خشبة الآلام)‏.‏» (‏عبرانيين ١٢:‏١-‏٣؛‏ لوقا ٩:‏٤٦؛‏ ٢٢:‏٢٤‏)‏ ومن الصعب ايضا تصوُّر الالم العقلي والجسدي المتعلق بوجع التعليق على وتد خشبي وعار اعدامه كمجدِّف.‏a

١٨ وفقا للرسول بولس،‏ ايّ امرَين دعما يسوع؟‏

١٨ فماذا مكَّن يسوع من الاحتمال الى المنتهى؟‏ يذكر الرسول بولس امرَين دعما يسوع:‏ ‹الطلبات والتضرعات› وأيضا «السرور الموضوع امامه.‏» فيسوع،‏ الابن الكامل للّٰه،‏ لم يستحِ بأن يطلب المساعدة.‏ وقد صلَّى «بصراخ شديد ودموع.‏» (‏عبرانيين ٥:‏٧؛‏ ١٢:‏٢‏)‏ وخصوصا عندما كانت محنته العظمى تقترب وجده ضروريا ان يصلّي طلبا للقوة تكرارا وبأشد لجاجة.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٣٩-‏٤٤‏)‏ واستجابة لتضرعات يسوع،‏ لم يرفع يهوه المحنة،‏ انما قوَّى يسوع ليحتملها.‏ واحتمل يسوع ايضا لأنه تطلَّع الى ابعد من خشبة العذاب الى جائزته —‏ السرور الذي كان له في المساهمة في تقديس اسم يهوه وافتداء العائلة البشرية من الموت.‏ —‏ متى ٦:‏٩؛‏ ٢٠:‏٢٨‏.‏

١٩،‏ ٢٠ كيف يساعدنا مثال يسوع على امتلاك نظرة واقعية الى ما يشمله الاحتمال؟‏

١٩ من مثال يسوع نتعلم عددا من الامور التي تساعدنا على امتلاك نظرة واقعية الى ما يشمله الاحتمال.‏ ان مسلك الاحتمال ليس مسلكا سهلا.‏ واذا وجدنا احتمال محنة معيَّنة صعبا،‏ فهنالك تعزية في المعرفة ان الامر عينه صحَّ في يسوع ايضا.‏ ولنحتمل الى المنتهى،‏ يجب ان نصلّي تكرارا طلبا للقوة.‏ وعندما نكون تحت المحنة يمكن ان نشعر احيانا بأننا غير جديرين بأن نصلّي.‏ لكنَّ يهوه يدعونا الى سكب قلوبنا له ‹لأنه هو يعتني بنا.‏› (‏١ بطرس ٥:‏٧‏)‏ وبسبب ما وعد به يهوه في كلمته،‏ فقد ألزم نفسه ان يزوِّد بـ‍ «القدرة فوق ما هو عادي» اولئك الذين يدعونه بإيمان.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٧-‏٩‏،‏ ع‌ج.‏

٢٠ يجب ان نحتمل احيانا بدموع.‏ فبالنسبة الى يسوع لم يكن وجع خشبة العذاب بحد ذاته سببا للفرح.‏ وبالاحرى،‏ كان السرور الجائزة التي وُضعت امامه.‏ وفي حالتنا ليس واقعيا ان نتوقع ان نشعر دائما بأننا مبتهجون وفرحون عندما نكون تحت المحنة.‏ (‏قارنوا عبرانيين ١٢:‏١١‏.‏)‏ ولكن بالتطلُّع الى الامام الى الجائزة،‏ يمكن ان نكون قادرين على ‹حسبانه كل فرح› حتى عندما نواجه الحالات المسبِّبة للمحن اكثر.‏ (‏يعقوب ١:‏٢-‏٤؛‏ اعمال ٥:‏٤١‏)‏ والامر المهم هو ان نبقى راسخين —‏ وإن وجب ان يكون ذلك بدموع.‏ على ايّ حال،‏ لم يقل يسوع،‏ ‹الذي يذرف اقل كمية من الدموع هو الذي يخلص،‏› بل،‏ «الذي يحتمل الى المنتهى هو الذي يخلص.‏» —‏ متى ٢٤:‏١٣‏،‏ ع‌ج‏.‏

٢١ (‏أ)‏ في ٢ بطرس ١:‏٥،‏ ٦‏،‏ يجري حثنا على تزويد احتمالنا بماذا؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة سيجري التأمل فيها في المقالة التالية؟‏

٢١ وهكذا فإن الاحتمال حيوي للخلاص.‏ لكن في ٢ بطرس ١:‏٥،‏ ٦‏،‏ يجري حثنا على تزويد احتمالنا بالتعبد التقوي.‏ فما هو التعبد التقوي؟‏ كيف يمكن ربطه بالاحتمال،‏ وكيف يمكنكم اكتسابه؟‏ سيجري التأمل في هذه الاسئلة في المقالة التالية.‏

‏[الحاشية]‏

a الالم الشديد الذي احتمله يسوع يمكن على الارجح ان يُرى من واقع ان جسمه الكامل لفظ نفسه الاخير بعد ساعات قليلة فقط على الخشبة،‏ في حين ان فاعلَي الشر المعلَّقين الى جانبَيه وجب كسر سيقانهما للاسراع بالموت.‏ (‏يوحنا ١٩:‏٣١-‏٣٣‏)‏ وهما لم يختبرا الالم العقلي والجسدي الذي اصيب به يسوع في اثناء محنة الليل كله بلا نوم التي سبقت التعليق على الخشبة،‏ ربما الى حدٍّ لم يستطِع عنده ان يحمل ايضا خشبة عذابه.‏ —‏ مرقس ١٥:‏١٥،‏ ٢١‏.‏

كيف تجيبون؟‏

◻ ماذا يعني الاحتمال؟‏

◻ لماذا لدى شعب يهوه حاجة فريدة الى الاحتمال؟‏

◻ ماذا مكَّن ايوب من الاحتمال؟‏

◻ كيف يساعدنا مثال يسوع على امتلاك نظرة واقعية الى الاحتمال؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

مدارس الملكوت أُنشئت لتعليم الاولاد المسيحيين الذين طُردوا من المدرسة بسبب توجيه عبادتهم الى يهوه فقط

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

اذ صمَّم على اكرام ابيه،‏ صلَّى يسوع طلبا للقوة لكي يحتمل

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة