مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٧ ١/‏١ ص ١٢-‏١٦
  • خيارات صائبة وحياة مليئة بالبركات

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • خيارات صائبة وحياة مليئة بالبركات
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • حق الكتاب المقدس يدخل بيتنا
  • نيل مساعدة اضافية على القيام بخيارات صائبة
  • الكرازة تحت الحظر
  • خدمة الفتح،‏ السجن،‏ والمحافل
  • جلعاد وما بعدها
  • قرارات وتعيينات اخرى
  • الخدمة في زمن الشيخوخة
  • علَّمني يهوه منذ صِباي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٣
  • سبعة عقود وأنا متمسك بثوب رجل يهودي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٢
  • امتيازات نلتها في الخدمة كامل الوقت
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٤
  • ‏«عملنا ما كان يجب علينا»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
ب٠٧ ١/‏١ ص ١٢-‏١٦

قصة حياة

خيارات صائبة وحياة مليئة بالبركات

كما رواها پول كوشنير

هاجر جداي سنة ١٨٩٧ من اوكرانيا الى كندا وأقاما قرب بلدة يوركتون في ساسكاتشيوان.‏ كانت عائلتهما تضمّ اربعة اولاد،‏ ثلاثة صبيان وبنت واحدة تُدعى مارينكا.‏ وفي وقت لاحق تزوجت مارينكا وأنجبتني عام ١٩٢٣.‏ كنت انا الولد السابع في العائلة.‏ ومع اننا عشنا آنذاك حياة بسيطة،‏ فقد شعرنا بالامان.‏ فكنا دوما نتلذذ بالاطعمة المغذية وننعم بدفء ملابسنا السميكة.‏ كما أمَّنت لنا الحكومة كل الخدمات الضرورية.‏ وكان الجيران الودودون يتعاونون معا بكل طيب خاطر لإنجاز الاعمال التي تتطلب مجهودا كبيرا.‏ وفي احد ايام شتاء عام ١٩٢٥،‏ زارنا واحد من تلاميذ الكتاب المقدس،‏ او شهود يهوه كما كانوا يُعرفون حينذاك.‏ وقد دفعتنا هذه الزيارة الى صنع خيارات لم نندم عليها يوما.‏ وأنا لا ازال اشكر يهوه كل يوم على هذه الخيارات.‏

حق الكتاب المقدس يدخل بيتنا

قبلت امي بعض الكراريس من تلميذ الكتاب المقدس،‏ وما إن قرأتها حتى ميَّزت فيها رنة الحق.‏ فأحرزت تقدما روحيا سريعا واعتمدت سنة ١٩٢٦.‏ نتيجة لذلك،‏ تبدلت تماما اهدافنا في الحياة.‏ كما اننا رحَّبنا بكل الاخوة في بيتنا،‏ فغالبا ما استضفنا النظار الجائلين،‏ او الخطباء الجائلين كما كانوا يُدعون آنذاك،‏ وغيرهم من تلاميذ الكتاب المقدس.‏ وسنة ١٩٢٨،‏ عرض علينا احد هؤلاء النظار «رواية يوريكا»،‏ وهي نسخة مختصرة من «رواية الخلق المصوَّرة».‏ وقد استعار هذا الاخ منا نحن الاولاد لعبة على شكل ضفدع تصدر طقطقة.‏ وكنا كلما سمعنا صوتها اثناء العرض،‏ ادركنا ان الوقت حان لتغيير الصورة المنزلقة.‏ فشعرنا بفخر كبير بسبب مساهمتنا البسيطة هذه.‏

وفي معظم الاحيان،‏ كان ناظر جائل اسمه إميل زاريتسكْيه يأتي في مقطورته لزيارتنا.‏ وكان يصطحب احيانا ابنه الشاب الذي شجعنا نحن الاولاد ان نفكّر في الانخراط في الخدمة كامل الوقت،‏ او خدمة الفتح.‏ كذلك كان الكثير من الفاتحين يقيمون عندنا.‏ وفي احدى المرات،‏ اعارت امي احدهم قميصا ليرتديه فيما كانت تصلح له قميصه،‏ فأخذه معه سهوا حين غادر.‏ لكنه عاد وأرسله الينا بعد فترة طويلة.‏ وكتب معتذرا على التأخير:‏ «لم تتوفر لي العشرة سنتات اللازمة لشراء الطوابع البريدية».‏ لقد تمنينا من كل قلبنا لو انه احتفظ بالقميص!‏ كما املتُ ان اتمكن يوما من الاقتداء بمثال هؤلاء الفاتحين الذين يضحون بأنفسهم.‏ وكم انا شاكر لأمي على روح الضيافة التي اعربت عنها!‏ فقد اغنت بذلك حياتنا وزادت محبتنا لإخوتنا.‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏٨،‏ ٩‏.‏

صحيح ان والدي لم يصِر تلميذا للكتاب المقدس،‏ لكنه لم يقاومنا مطلقا.‏ حتى انه سمح للإخوة سنة ١٩٣٠ ان يستخدموا سقيفته الكبيرة لإقامة محفل ليوم واحد.‏ ومع انني كنت في السابعة من العمر،‏ تأثرت كثيرا بفرح ووقار هذه المناسبة.‏ مات والدي في سنة ١٩٣٣،‏ تاركا امي وحدها لتربي ثمانية اولاد.‏ رغم ذلك،‏ لم يفتر عزمها ان تبقينا سائرين في طريق الحق.‏ فقد حرصت ان ارافقها الى الاجتماعات،‏ التي بدت لي آنذاك طويلة جدا.‏ وكم تمنيت لو استطيع ان انضم الى الاولاد الآخرين الذين سمح لهم والدوهم ان يلعبوا خارجا!‏ لكنّ احترامي لوالدتي منعني من مغادرة الاجتماع.‏ كما اعتادت امي اثناء اعداد الطعام ان تقتبس آيات وتسألني عن مكانها في الكتاب المقدس.‏ سنة ١٩٣٣ جنينا محصولا وافرا،‏ فاستخدمت امي هذا المدخول الاضافي لتشتري سيارة.‏ ومع ان بعض الجيران انتقدوها معتبرين انها بدَّدت المال،‏ املت هي ان تساعدنا السيارة في القيام بنشاطاتنا الثيوقراطية.‏ وكم كانت محقة!‏

نيل مساعدة اضافية على القيام بخيارات صائبة

يُضطر كل حدث في مرحلة ما من حياته الى القيام بخيارات تؤثر في مستقبله.‏ وهذا ما فعلته أختاي الاكبر سنا هيلِن وكاي حين اختارتا خدمة الفتح.‏ كان جون جازوسكي،‏ وهو شاب خَلوق،‏ احد الفاتحين الذين اقاموا عندنا.‏ فسألته امي ان يبقى فترة من الوقت ويساعدنا في الاعتناء بالمزرعة.‏ وفي وقت لاحق،‏ تزوج جون اختي كاي وصارا يخدمان كفاتحَين في منطقة قريبة.‏ وعندما كنت في الثانية عشرة من عمري،‏ وجَّها اليّ دعوة لأرافقهما في عمل الخدمة اثناء عطلتي المدرسية.‏ وهكذا تسنى لي ان اذوق افراح خدمة الفتح.‏

بمرور الوقت،‏ اصبح بإمكاننا انا وأخي جون ان نتولى الى حد ما شؤون المزرعة بمفردنا.‏ وهكذا صار باستطاعة امي خلال فصل الصيف ان تشترك في ما يُعرف اليوم بخدمة الفتح الاضافي.‏ وكانت تستخدم خلال خدمتها عربة بدولابين يجرها حصان عجوز كان ابي قد دعاه سول (‏شاول)‏ لأنه هرم وعنيد.‏ ولكن عندما صارت امي تقود العربة،‏ وجدته مخلوقا وديعا سهل الانقياد.‏ كنا انا وجون نحب كثيرا العمل في المزرعة.‏ ولكن كلما عادت امي من خدمة الحقل وروت لنا الاختبارات التي حصلت معها،‏ بدأت محبتنا تتحول تدريجيا الى خدمة الفتح.‏ نتيجة لذلك،‏ زدت عام ١٩٣٨ من اشتراكي في الخدمة واعتمدت في ٩ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٤٠.‏

بعد فترة،‏ عُيِّنت خادما في الجماعة،‏ فتوليت مسؤولية الاهتمام بالسجلات.‏ وكم كنت افرح كلما لاحظت ان اعداد الاخوة في ازدياد!‏ فضلا عن ذلك،‏ أُوكلت الي مهمة خدمة مقاطعة خاصة بي في بلدة تبعد نحو ١٦ كيلومترا عن منزلنا.‏ فصرت خلال فصل الشتاء اسير الى هذه المقاطعة كل اسبوع وأنام هناك ليلة او اثنتين في علية منزل احدى العائلات التي اعربت عن اهتمام بالحق.‏ وذات مرة،‏ دارت بيني وبين المبشر اللوثري في تلك المنطقة مناقشة كنت اثناءها فظا قليلا.‏ فهددني ان يتصل بالشرطة اذا لم اكفَّ عن الكرازة لأفراد رعيته.‏ فزاد كلامه هذا من تصميمي على مواصلة خدمتي.‏

سنة ١٩٤٢،‏ قررت اختي كاي وزوجها جون ان يحضرا محفلا في كليڤلنْد بأوهايو،‏ الولايات المتحدة.‏ وفرحتُ كثيرا لأنهما دعواني الى مرافقتهما.‏ لقد أثّر فيّ هذا المحفل تأثيرا عميقا،‏ وجعلني اكثر تصميما على المضي قدما في الخطط التي وضعتها للمستقبل.‏ فعندما قام الاخ ناثان نور،‏ الذي كان يتولى القيادة في عمل الكرازة العالمي،‏ بتوجيه نداء مؤثر دعا فيه ٠٠٠‏,١٠ شخص الى الانخراط في عمل الفتح،‏ عقدت العزم في تلك اللحظة بالذات ان اكون واحدا منهم.‏

في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٤٣،‏ زار جماعتنا خادمٌ جائل اسمه هنري.‏ وألقى خطابا مس قلوبنا وجعل الحماسة تدبّ فينا.‏ وفي اليوم التالي،‏ كان هنري متشوقا جدا للذهاب في الخدمة،‏ مع ان الحرارة كانت اربعين درجة مئوية تحت الصفر والرياح الشمالية الغربية تعصف بشدة،‏ حتى اننا شعرنا ان الحرارة اكثر انخفاضا بعد.‏ اعتدنا في احوال جوية مماثلة ان نلزم منازلنا،‏ إلّا ان هنري وإخوة آخرين استقلوا مزلجا مقفلا مزوَّدا بموقد على الحطب تجره احصنة وقصدوا قرية على بعد ١١ كيلومترا.‏ اما انا فذهبت بمفردي لزيارة عائلة تضم خمسة صبيان.‏ وقد قبل هؤلاء ان ادرس الكتاب المقدس معهم وبعد فترة اعتنقوا الحق.‏

الكرازة تحت الحظر

خلال الحرب العالمية الثانية،‏ كان عمل الملكوت محظورا في كندا.‏ لذلك اضطررنا ان نخبِّئ مطبوعات الكتاب المقدس التي في حوزتنا.‏ وكانت مزرعتنا افضل مكان نخبِّئها فيه.‏ ومع ان رجال الشرطة قصدوا مزرعتنا مرات كثيرة للبحث عن المطبوعات،‏ لم يجدوا شيئا البتة.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ لم نكن نستعمل في خدمتنا سوى الكتاب المقدس،‏ كما اجتمعنا في فرق صغيرة.‏ وأُوكلت الينا انا وأخي جون مهمة توزيع المطبوعات سرا.‏

اشتركت جماعتنا خلال الحرب في حملة عالمية لتوزيع كراس نهاية النازية (‏بالانكليزية)‏.‏ فخرجنا نحو منتصف الليل لنوزع نسخا منه.‏ وقد انتابني قلق شديد فيما رحنا نقترب خلسة من البيوت ونضع نسخة على العتبة.‏ لم اشعر يوما بمثل هذا الخوف.‏ وكم ارتحت عندما وزعنا آخر نسخة وعُدنا فورا الى السيارة!‏ وما ان ركبناها تحققنا ان الجميع عادوا واختفينا بسرعة في عتمة الليل.‏

خدمة الفتح،‏ السجن،‏ والمحافل

في ١ ايار (‏مايو)‏ ١٩٤٣،‏ ودَّعتُ امي وانطلقت لأتمم تعييني الاول كفاتح.‏ لم اكن املك حينذاك سوى عشرين دولارا كنديا وحقيبة صغيرة من الامتعة.‏ عندما وصلت الى كويل لايك بساسكاتشيوان،‏ حللت ضيفا على توم تروپ وعائلته المحِبّة.‏ وفي السنة التالية،‏ انتقلت الى مقاطعة منعزلة في وايبرن بساسكاتشيوان.‏ وهناك أُلقي القبض علي فيما كنت اكرز للمارة في الشوارع يوم ٢٤ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٤٤.‏ وبعد ان امضيت بعض الوقت في السجن المحلي،‏ رُحِّلت الى معسكر اعتقال في جاسپر بألبرتا.‏ كانت تحيط بالمعسكر جبال روكي التي تشهد على مدى عظمة خليقة يهوه.‏ ولم اكن الشاهد الوحيد هناك.‏ وفي اوائل سنة ١٩٤٥،‏ سمح لنا المسؤولون عن المعسكر ان نحضر اجتماعا في أدمونتون بألبرتا.‏ وفي تلك المناسبة،‏ قدّم الاخ نور تقريرا شيّقا عن تقدّم العمل العالمي.‏ فتمنينا لو يُطلق سراحنا في الحال لنتمكن مرة اخرى من المشاركة كاملا في الخدمة.‏

عندما خرجت من السجن استأنفت عمل الفتح.‏ بعيد ذلك،‏ أُعلن ان محفل «التوسُّع في كل الامم» سيُعقد في لوس انجلوس بكاليفورنيا.‏ فركَّب احد الاخوة في المقاطعة التي كنت اخدم فيها مقاعد في شاحنته تسع عشرين شخصا.‏ وفي ١ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٤٧،‏ انطلقنا في رحلة لا تُنسى دامت ٢٧ يوما اجتزنا خلالها ٢٠٠‏,٧ كيلومتر في البراري والصحاري والمناطق الطبيعية الخلابة،‏ بما فيها حديقتَا يلوستون ويوسيميتي الوطنيتان.‏ كانت هذه الرحلة مميزة حقا!‏

كان المحفل بحد ذاته بركة لا توصف.‏ ولأنني وددت ان اساهم قدر الامكان في هذه المناسبة،‏ خدمت كحاجب خلال النهار وحارس اثناء الليل.‏ وبعد ان حضرت اجتماعا لمن يفكرون في الخدمة الارسالية،‏ قدّمت طلبا لكنني لم اعلّق آمالا كبيرة على هذه المسألة.‏ وفي تلك الفترة،‏ تطوعت عام ١٩٤٨ للخدمة كفاتح في مقاطعة كيبك الكندية.‏ —‏ اشعيا ٦:‏٨‏.‏

جلعاد وما بعدها

سنة ١٩٤٩،‏ سرني ان اتلقى دعوة الى حضور الصف الرابع عشر لمدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس.‏ وقد قوّى هذا التدريب ايماني وقرّبني الى يهوه.‏ كان جون وكاي قد تخرَّجا من الصف الحادي عشر للمدرسة وبدآ خدمتهما الارسالية في روديسيا الشمالية (‏زامبيا اليوم)‏.‏ كذلك تخرَّج اخي جون من جلعاد سنة ١٩٥٦،‏ وخدم هو وزوجته فريدا في البرازيل طوال ٣٢ سنة حتى وفاته.‏

تلقيت يوم تخرجي في شباط (‏فبراير)‏ ١٩٥٠ برقيَّتين شجعتاني جدا،‏ الاولى من امي والثانية من عائلة تروپ في كويل لايك.‏ حملَت برقية عائلة تروپ العنوان «نصيحة الى متخرج».‏ وجاء فيها:‏ «اليوم هو يومك،‏ يوم لن تنساه ابدا.‏ ولك نتمنى النجاح والسعادة دوما!‏».‏

مع انني عُيِّنت للخدمة في مدينة كيبك،‏ بقيت فترة من الوقت في مزرعة الملكوت في ولاية نيويورك،‏ حيث كانت تُعقد مدرسة جلعاد.‏ وذات يوم،‏ سألني الاخ نور إن كنت اقبل السفر الى بلجيكا.‏ ولكن بعد ايام قليلة عاد وسألني إن كنت اود السفر الى هولندا.‏ وعندما تسلمت رسالة تعييني،‏ قرأت فيها انني سأكون «خادم الفرع» فشعرت بعدم الجدارة.‏

في ٢٤ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٥٠،‏ ركبت السفينة متوجها الى هولندا.‏ وقد استغرقت هذه الرحلة احد عشر يوما تمكنت خلالها من قراءة كامل الاسفار اليونانية المسيحية —‏ ترجمة العالم الجديد،‏ التي صدرت حديثا.‏ بلغت روتردام في ٥ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٥٠،‏ وهناك رحبَت بي عائلة بيت ايل ترحيبا حارا.‏ وعلى الرغم من الدمار الذي خلَّفته الحرب العالمية الثانية،‏ استطاع الاخوة ان يستأنفوا كامل نشاطاتهم المسيحية.‏ وعندما اخبروني كيف تمكنوا من المحافظة على استقامتهم في وجه الاضطهاد الشديد،‏ فكرت انه سيصعب عليهم الخدمة تحت اشراف خادم فرع شاب قليل الخبرة.‏ ولكن سرعان ما تبيّن ان ما من مبرر لقلقي هذا.‏

طبعا،‏ كانت هنالك بعض المسائل التي ترتَّب علي الاهتمام بها.‏ فقد وصلت قبيل المحفل الكوري وتفاجأت حين رأيت آلاف المندوبين يقيمون في موقع المحفل.‏ ولكن عندما حان موعد المحفل التالي،‏ اقترحت على الاخوة ان نجد مسكنا للمندوبين في بيوت الناس.‏ فاعتبروا ذلك اقتراحا جيدا لكنه لا يلائم بلدهم.‏ وبعد ان تناقشنا في المسألة،‏ توصلنا الى حل وسط.‏ فقررنا ان يقيم نصف المندوبين في موقع المحفل والنصف الآخر في بيوت اشخاص من غير الشهود في المدينة.‏ وحين قدِم الاخ نور الى المحفل لفتُّ نظره بكل فخر الى العمل الذي حققناه.‏ لكنّ مشاعر الفخر هذه سرعان ما اختفت عندما قرأتُ تقريرا عن محفلنا في مجلة برج المراقبة.‏ فقد جاء في التقرير:‏ «نحن واثقون ان الاخوة في المرة القادمة سيعربون عن ايمانهم ويبذلون جهودا حثيثة لتدبير سكن لمَن سيحضرون المحفل في افضل مكان تتسنى لهم فيه الكرازة بالبشارة،‏ اي بيوت الناس».‏ وهذا ما فعلناه بالتحديد «في المرة القادمة».‏

في تموز (‏يوليو)‏ ١٩٦١،‏ دُعي ممثِّلان عن مكتب الفرع الذي اخدم فيه الى لندن لحضور اجتماع مع ممثِّلين من فروع اخرى.‏ وفي ذلك الاجتماع،‏ اعلن الاخ نور ان الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد سيصدر بعدد من اللغات منها الهولندية،‏ فغمر الفرح قلوبنا.‏ ولم نكن ندرك آنذاك مدى ضخامة هذا المشروع.‏ وبعد سنتين،‏ اي سنة ١٩٦٣،‏ سرّني ان اشارك في برنامج المحفل الذي عُقد في نيويورك والذي أُعلن خلاله صدور الاسفار اليونانية المسيحية —‏ ترجمة العالم الجديد بالهولندية.‏

قرارات وتعيينات اخرى

في آب (‏اغسطس)‏ ١٩٦١،‏ تزوجت ليدا ڤامِلينك.‏ كانت عائلة ليدا بكاملها قد اعتنقت الحق سنة ١٩٤٢ خلال فترة الاضطهاد النازي.‏ وكانت ليدا تخدم كفاتحة منذ سنة ١٩٥٠ وكفرد في عائلة بيت ايل منذ سنة ١٩٥٣.‏ وقد ادركتُ من خلال عملها في بيت ايل ونشاطها في الجماعة انها ستكون خير رفيق لي في خدمتي.‏

بعيد مرور سنة على زواجنا،‏ دُعيت الى بروكلين لحضور مقرَّر يدوم عشرة اشهر اتلقى خلاله المزيد من التدريب.‏ ولم تكن الزوجة آنذاك ترافق زوجها.‏ رغم ذلك،‏ شجعتني ليدا بمحبة على قبول هذه الدعوة،‏ مع انها لم تكن بصحة جيدة.‏ وفي وقت لاحق،‏ تدهورت حالتها الصحية.‏ لكننا حاولنا البقاء في بيت ايل.‏ غير اننا قررنا بعد فترة انه من الافضل متابعة الخدمة كامل الوقت في الحقل.‏ وهكذا بدأنا الخدمة الجائلة.‏ بعيد ذلك،‏ اضطرت زوجتي الى الخضوع لعملية جراحية كبيرة.‏ وبفضل دعم ومحبة اخوتنا وأخواتنا تمكّنا من تخطي هذه المحنة،‏ حتى اننا استطعنا بعد سنة قبول تعيين جديد:‏ الخدمة في العمل الدائري.‏

استمتعنا بسبع سنوات من العمل الدائري المنعش.‏ ولكن مرة اخرى كان علينا اتخاذ قرار مهم عندما دُعيت لأعلّم في مدرسة خدمة الملكوت في بيت ايل.‏ فقبلنا هذه الدعوة مع انه كان من الصعب جدا علينا ان نغيِّر نمط حياتنا،‏ لا سيما وأننا نحب العمل الدائري.‏ لكنّ المفرح ان الصفوف السبعة والاربعين،‏ التي دام كل منها اسبوعين،‏ اتاحت لنا فرصة مشاركة شيوخ الجماعات في البركات الروحية التي ينعمون بها.‏

في تلك الاثناء،‏ كنت ارتب لزيارة والدتي عام ١٩٧٨.‏ ولكن في ٢٩ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٧٧،‏ تسلمنا فجأة برقية تنبئنا بخبر موتها.‏ ولَشدَّ ما حزنت عندما ادركت انني لن اسمع بعد الآن صوتها الحنون وأنني لن اخبرها مرة اخرى كم انا ممتن لها على كل ما فعلته من اجلي!‏

عند نهاية مقرَّر مدرسة خدمة الملكوت،‏ دُعينا انا وليدا الى الخدمة في بيت ايل.‏ فخدمت كمنسق لجنة الفرع طوال عشر سنوات.‏ ثم عيَّنَت الهيئة الحاكمة منسقا جديدا اكثر مني كفاءة.‏ وأنا حقا شاكر لها على ما فعلته!‏

الخدمة في زمن الشيخوخة

انا وليدا اليوم في الثالثة والثمانين من عمرنا.‏ لقد امضيت في الخدمة كامل الوقت اكثر من ستين سنة،‏ خمس وأربعون منها الى جانب زوجتي الحبيبة.‏ وتعتبر ليدا دعمها لي في كل التعيينات التي أُوكلت الي جزءا من خدمتها المقدسة ليهوه.‏ ونحن نحاول اليوم ان نساهم قدر الامكان في العمل في بيت ايل وفي الجماعة.‏ —‏ اشعيا ٤٦:‏٤‏.‏

من وقت الى آخر،‏ نفرح باسترجاع بعض ابرز مراحل حياتنا.‏ طبعا،‏ لم نندم مطلقا على ما بذلناه في خدمة يهوه.‏ ولنا ملء الثقة ان الخيارات التي قمنا بها في مراحل باكرة من حياتنا كانت الافضل.‏ لذلك نحن مصممان على مواصلة خدمة يهوه وتمجيده بكل قوتنا.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

انا وأخي الاكبر بيل نقف الى جانب حصاننا سول

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

يوم زفافنا في آب (‏اغسطس)‏ ١٩٦١

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

مع ليدا اليوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة