مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٦ ٨/‏٤ ص ٥-‏٨
  • لماذا تفقد الكنيسة نفوذها؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • لماذا تفقد الكنيسة نفوذها؟‏
  • استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الخوف لم يعد عاملا
  • ازمة سلطة
  • الكنيسة والدولة —‏ فكّ الرباط
  • هل يمارس رجال الدين ما يكرزون به؟‏
  • الهوّة بين رجال الدين والعلمانيين
  • عقائد غامضة
  • الكنيسة الكاثوليكية في اسپانيا —‏ لماذا الازمة؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٠
  • الكنيسة —‏ تغييرات وتشويش
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • اين هم المؤمنون؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • لماذا الانقسامات؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٠
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٦
ع٩٦ ٨/‏٤ ص ٥-‏٨

لماذا تفقد الكنيسة نفوذها؟‏

‏«كل رواقي كان رواقيا؛‏ ولكن اين المسيحي في العالم المسيحي؟‏»‏

رالف والدو أمرسون،‏ كاتب مقالات وشاعر اميركي في القرن الـ‍ ١٩.‏

تذكرامّ شابة:‏ «انا كاثوليكية،‏ ولكني لست كاثوليكية ممارِسة.‏» ويضيف مراهق:‏ «لا يهمُّني الدين ابدا.‏» يمثِّل هذان التعليقان رأي الجيل الاصغر من الاوروپيين.‏ ومع ان والديهم —‏ او على الارجح اجدادهم —‏ لا يزالون يذهبون الى الكنيسة،‏ لم يرث الجيل الاصغر هذا الاهتمام الديني عنهم.‏

فلماذا هُجرت العادات الدينية التي اجلَّتها اجيال من الاوروپيين؟‏

الخوف لم يعد عاملا

كان للخوف من نار الهاوية او المطهر تأثير هائل في نفوس الاوروپيين طوال قرون.‏ والعظات الحماسية والرسوم الكنسية الحيّة التي تصوِّر هاوية نارية لا تنطفئ اقنعت العلمانيين بأن الذهاب الى الكنيسة بتقوى هو وحده ما سيخلصهم من الهلاك.‏ ويذكر ايضا كتاب التعليم الديني للكنيسة الكاثوليكية ان «الكنيسة تجبر المؤمنين ‹على الاشتراك في القداس الالهي ايام الآحاد والأعياد.‏›»‏a وكان الضغط الاجتماعي في المناطق الريفية قويا ايضا،‏ اذ كان يُتوقع من الجميع الذهاب الى الكنيسة في الآحاد.‏

لكنَّ الازمنة تغيَّرت.‏ فالناس يشعرون الآن بأنهم احرار ليفعلوا ما يريدون.‏ ولم يعد الخوف عاملا مقرِّرا.‏ ولم يعد يُشدَّد في الكنائس على تعليم الهاوية النارية لأن معظم الكاثوليك الاوروپيين لم يعودوا يؤمنون بها.‏

وفي الواقع،‏ لم تعد «خطية» التغيُّب عن القداس يوم الاحد تُعتبر خطيرة جدا.‏ يعترف تيرسو ڤاكيرو،‏ كاهن كاثوليكي في مدريد،‏ اسپانيا:‏ «اذا كان كاثوليكي لا يأتي الى القداس يوم الاحد،‏ فنحن نأسف جدا من اجله لأنه يفقد لحظة الاتصال هذه باللّٰه وبإخوته،‏ لا لأنه ارتكب خطية.‏ فهذا امر ثانوي.‏»‏

اذًا لم يعد الخوف يولِّد التعبُّد.‏ فماذا عن السلطة الادبية للكنيسة وقادتها —‏ هل يمكنهم ان يطالبوا رعاياهم بالولاء لهم؟‏

ازمة سلطة

تزامن زوال الخوف الديني مع تدهور ملحوظ في الموقف الادبي للكنيسة.‏ يذكر المؤرخ الايطالي جيوردانو برونو ڠويري قائلا:‏ «طوال قرون كان عندنا .‏ .‏ .‏ معلّمون مؤدِّبون كثيرون جدا ولكن معلّمون مؤدَّبون قليلون جدا.‏» وهذا الافتقار الى القيادة الادبية برز خصوصا في الحربين العالميتين اللتين اجتاحتا العالم المسيحي.‏ فكانت الكنائس الاوروپية عاجزة عن منع المؤمنين من الاشتراك في المذبحة.‏ والاسوأ من ذلك هو ان الكنائس انهمكت بكل قواها في المجهود الحربي —‏ في كِلا الطرفين.‏

يعلّق المؤرخ پول جونسون على ذلك قائلا:‏ «ان الحرب العالمية الاولى،‏ وهي حرب اهلية بين الطوائف المسيحية،‏ استهلت فترة مأساة وعار على المسيحية.‏ وقد سدَّدت الحرب العالمية الثانية الى الموقف الادبي للدين المسيحي ضربات كانت اشد من التي سدَّدتها الحرب الاولى.‏ فشهَّرت بُطل الكنائس في المانيا،‏ مهد الاصلاح،‏ وجُبْن الكرسي البابوي وأنانيته.‏»‏

والاتفاقيات الڤاتيكانية مع نظام هتلر النازي والحكومتَين الفاشيّتَين لموسوليني في ايطاليا وفرانكو في اسپانيا ضرَّت هي ايضا بسلطة الكنيسة الادبية.‏ وفعلُ ما تقتضيه السياسة كلّفها اخيرا ثقة الناس بها على الصعيد الديني.‏

الكنيسة والدولة —‏ فكّ الرباط

خلال القرن الـ‍ ٢٠ فكّت اخيرا معظم الدول الاوروپية الرباط الذي كان يربط الكنيسة بالدولة.‏ وفي الواقع،‏ لا تعترف الآن اية دولة اوروپية كبيرة بالكثلكة دينا رسميا لها.‏

ومع ان الكنائس المهيمنة لا تزال تحصل على دعم مالي من الدولة،‏ فقد فقدت نفوذها السياسي الذي كانت تستخدمه.‏ ولا يتقبل جميع رجال الدين هذا الواقع الجديد.‏ فاليسوعي الاسپاني الشهير خوسيه ماريا دييز-‏أليڠْرِيا يرى ان «قادة الكنيسة [الكاثوليكية] يعتقدون —‏ وكثيرون منهم بكل اخلاص —‏ انه لا يمكنهم ممارسة واجبهم الرعوي دون دعم ‹سلطَوي› بشري.‏»‏

ولكنَّ هذا ‹الدعم «السلطَوي» البشري› انهار.‏ وإسپانيا،‏ التي كانت حكومةً «وطنية كاثوليكية» حتى سنة ١٩٧٥،‏ هي خير مثال لهذه الحالة.‏ ففي السنوات الاخيرة يتواصل الصراع بين السلطة الكنسية الاسپانية والحكومة الاشتراكية بشأن تمويل الكنيسة.‏ ومؤخرا قال اسقف تيرويل،‏ اسپانيا،‏ لأبناء رعيته متذمرا انه يشعر بأنه «مضطهَد ككاثوليكي» لأن الحكومة الاسپانية لا تمنح الكنيسة الدعم المالي الكافي.‏

وفي سنة ١٩٩٠ اعلن الاساقفة الاسپان ان «ازمة خطيرة في الضمير والاخلاق» تصيب المجتمع الاسپاني.‏ ومَن لاموا على هذه ‹الازمة الاخلاقية›؟‏ ادَّعى الاساقفة ان احد الاسباب الرئيسية هو «العقليّة الغامضة التي غالبا ما تروِّجها الادارة العامة [الحكومة الاسپانية].‏» فكما يَظهر يتوقع الاساقفة من الحكومة ان تروِّج الايديولوجية الكاثوليكية وتمنح ايضا المساعدات المالية.‏

هل يمارس رجال الدين ما يكرزون به؟‏

ان الغنى الفاحش الذي تنعم به الكنيسة الكاثوليكية كان دائما مصدر إحراج للكهنة الذين يخدمون في الابرشيات الفقيرة.‏ والاحراج الاكبر كان عندما تورط بنك الڤاتيكان في ما دعته مجلة تايم «اسوأ فضيحة مالية في ايطاليا بعد الحرب.‏» ففي سنة ١٩٨٧ اصدر القضاة الايطاليون مذكّرات لإيقاف رئيس اساقفة ومسؤولَين آخرَين في بنك الڤاتيكان.‏ ولكن بسبب المكانة الخصوصية التي يتمتع بها الڤاتيكان كدولة ذات سيادة،‏ تفادى رجال الدين المتهَمين ايقافهم.‏ وأصرَّ بنك الڤاتيكان على القول انه لم يُرتكب ايّ جرم ولكنه لم يمحُ الانطباع ان الكنيسة لا تمارس ما تكرز به.‏ —‏ قارنوا متى ٢٣:‏٣‏.‏

وسوء السلوك الجنسي الذي كثيرا ما تناولته وسائل الاعلام سبَّب ايضا ضررا اكبر.‏ فثمة اسقف ايرلندي مشهور بتأييده للتبتُّل طلب من ابرشيته في ايار ١٩٩٢ ان «تسامحه» و «تصلي من اجله.‏» فقد أُجبر على الاستقالة بعد ان اتضح انه اب لفتى في الـ‍ ١٧ من العمر وأنه كان يستخدم اموال الكنيسة لدفع نفقات تعليمه.‏ وقبل شهر كان قد ظهر كاهن كاثوليكي على التلفزيون الالماني مع «رفيقته» وولدَيهما.‏ وقال انه يرغب في «فتح حوار» حول قضية العلاقات السرية التي يقيمها كهنة كثيرون جدا.‏

ولا شك في ان تترك الفضائح بصماتها.‏ فالمؤرخ ڠويري،‏ في كتابه الايطاليون في ظل الكنيسة،‏ يؤكد ان «الكنيسة صدمت الايطاليين طوال قرون.‏» وإحدى نتائج ذلك،‏ كما يقول،‏ هي «تطوُّر العداء الواسع الانتشار للاكليروسية،‏ حتى بين المؤمنين.‏» وقد يشعر الكاثوليك الناقمون بالميل الى ان يطرحوا على رجال دينهم السؤالين اللذين طرحهما الرسول بولس على الرومانيين:‏ «انت .‏ .‏ .‏ الذي تكرز ان لا يُسرق أتسرق.‏ الذي تأمر ان لا يُزنى أتزني.‏» —‏ رومية ٢:‏٢١،‏ ٢٢‏،‏ الترجمة اليسوعية.‏

الهوّة بين رجال الدين والعلمانيين

وهنالك مشكلة ايضا لا تظهر للعيان بشكل واضح ولكن لها تأثير مُضعف اكبر.‏ انها الهوّة بين رجال الدين والعلمانيين.‏ فيبدو ان الرسائل الرعوية من الاساقفة تثير غضب ابناء الرعية بدلا من ان ترشدهم.‏ فـ‍ ٢٨ في المئة فقط من الذين أُجريت معهم مقابلة في استطلاع اسپاني «يوافقون على اقوال الاساقفة.‏» وذكرت نسبة مماثلة ان «الامر لا يهمُّهم بتاتا،‏» وقال ١٨ في المئة انهم «لا يفهمون عما يتحدث [الاساقفة].‏» واعترف أوبيدا رئيس اساقفة مايورقا في اسپانيا قائلا:‏ «يجب علينا نحن الاساقفة ايضا ان نقرّ بحصتنا من المسؤولية في عملية التحوُّل عن المسيحية —‏ وهذه العملية واقع يحدث.‏»‏

وعدم وجود رسالة واضحة من الاسفار المقدسة ينفِّر العلمانيين اكثر.‏ فبحسب صحيفة كاثوليك هيرالد،‏ «اختار كهنة كثيرون [في فرنسا] دخول الميدان السياسي لكي يكون لهم ‹تأثير،‏›» مع ان معظم ابناء رعيتهم يفضِّلون ان يركِّز هؤلاء الكهنة على المسائل الروحية.‏ يعترف الكاهن وعالم الاجتماع الايطالي سيلڤانو بورڠَلاسي:‏ «ربما ابتعد [الاحداث] عن اللّٰه بسبب مثالنا السيئ.‏ فقد اعطيناهم ‹خليطا› من المسايرات،‏ من الدين والاعمال التجارية،‏ من الانانية والغش.‏» لذلك لا عجب ان يفقد الكهنة هيبتهم الاجتماعية.‏ فغالبا ما يُسمع من الكاثوليك الاسپان عبارات مثل «انا كاثوليكي،‏ ولكني لا اومن بالكهنة.‏»‏

يجد بعض الكاثوليك صعوبة في الوثوق برجال الدين،‏ ولدى آخرين شكوك خطيرة بشأن العقيدة الكنسية —‏ وخصوصا التعاليم التي يعتبرونها غير منطقية وغير عملية.‏

عقائد غامضة

احد الامثلة البارزة هو التعليم الكاثوليكي الرسمي بشأن الهاوية.‏ يذكر كتاب التعليم الديني للكنيسة الكاثوليكية:‏ «يؤكد تعليم الكنيسة وجود الهاوية وأبديتها.‏» لكنَّ استطلاعات جرت مؤخرا تشير الى ان ربع الكاثوليك الفرنسيين وثلث الكاثوليك الاسپان فقط يؤمنون بوجود الهاوية النارية.‏

وفي المسائل الادبية ايضا،‏ يصير الاوروپيون «مسيحيين على هواهم.‏» تعتقد ميمي،‏ مراهقة لوثرية من السويد،‏ ان المسائل الادبية،‏ كإنجاب الاولاد خارج رباط الزواج،‏ هي «امور يقرِّرها المرء بنفسه.‏» ويوافقها في الرأي معظم الكاثوليك الفرنسيين.‏ وقال ٨٠ في المئة انه عندما تواجههم قرارات مهمة في الحياة،‏ يتبعون ما يمليه عليهم ضميرهم لا ما تقوله الكنيسة.‏

في الماضي كانت سلطة الكنيسة كافية لخنق ايّ صوت يخالفها.‏ ومن وجهة نظر الڤاتيكان،‏ لم يتغير شيء.‏ ويصرّ كتاب التعليم الديني على القول ان «كل ما يقال عن طريقة تفسير الاسفار المقدسة يخضع في النهاية لحكم الكنيسة.‏» لكنَّ هذا الموقف الاستئثاري يكاد لا يجد مؤيدا له.‏ يقول انطونيو إلورزا،‏ پروفسور اسپاني في الدراسات السياسية:‏ «لا يزال الجدال حول مسألة المرجعية مستمرا.‏» ويذكر ايضا:‏ «تفضِّل الكنيسة بناء برج مسوَّر،‏ فتُحيط صحة تقليدها بهالة من القداسة في وجه التاريخ.‏» أما خارج ‹البرج المسوَّر› فيستمر نفوذ الكنيسة ومرجعيَّتها في التقلّص.‏

وبالاضافة الى الانحطاط الروحي،‏ فإن الاسباب الاجتماعية عامل مهم آخر يساهم في تطوُّر اللامبالاة الدينية.‏ فالمجتمع الاستهلاكي يزوِّد عددا كبيرا من وسائل التسلية والاستجمام —‏ ومعظم الاوروپيين لديهم الرغبة في الاستمتاع بها والوسيلة لذلك.‏ وبالمقارنة،‏ يبدو الذهاب الى الكنيسة طريقة مملة لقضاء صباح الاحد.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يبدو انه نادرا ما تسدُّ الخدمات الكنسية حاجات الناس الروحية.‏

يبدو انه من غير المرجح ان يستعيد الدين التقليدي سيطرته على الرعية الاوروپية.‏ فهل صار الدين قوة من الماضي —‏ مصيره مصير الدينوصورات؟‏

‏[الحاشية]‏

a صدر اولا كتاب التعليم الديني للكنيسة الكاثوليكية سنة ١٩٩٢ وكان القصد منه ان يكون بيانا رسميا للعقيدة من اجل الكاثوليك في كل انحاء العالم.‏ وفي المقدمة وصفه البابا يوحنا بولس الثاني بأنه «مرجع معتمد وموثوق به لتعليم العقيدة الكاثوليكية.‏» وآخر مرة صدر كتاب جامع كهذا للتعليم الديني الكاثوليكي كان في سنة ١٥٦٦.‏

‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

اجتاح دين التسلية قلب العالم المسيحي

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

عندما يُخيَّر الاوروپيون بين العِظة والسُّمرة،‏ يتوجه معظمهم دون تردُّد الى الشاطئ

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة