مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٠١ ٢٢/‏٦ ص ١٠-‏١٣
  • سعيًا وراء ماء الحياة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • سعيًا وراء ماء الحياة
  • استيقظ!‏ ٢٠٠١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • حلول التقنيات البسيطة
  • ما هو المطلوب للنجاح
  • نوع اسمى من الماء
  • هل ينفد الماء من العالم؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١
  • اين تذهب كل المياه؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١
  • حيث تكون الازمة اشدّ
    استيقظ!‏ ١٩٩٧
  • ماء يمنح حياة ابدية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
المزيد
استيقظ!‏ ٢٠٠١
ع٠١ ٢٢/‏٦ ص ١٠-‏١٣

سعيًا وراء ماء الحياة

منذ اكثر من ألفي سنة،‏ تبوأت مدينة من ٠٠٠‏,٣٠ نسمة عرش المجد في صحراء شبه الجزيرة العربية.‏ ورغم مناخ المنطقة القاسي،‏ حيث يبلغ معدل هطول الامطار ١٥٠ مليمترا في السنة فقط،‏ تعلم سكان مدينة البتراء ان يتكيفوا مع قلة المياه.‏ ونعمت البتراء بالثراء والازدهار.‏

لم يكن لدى سكان البتراء،‏ الانباط،‏ مضخات ماء كهربائية.‏ ولم يبنوا سدودا ضخمة.‏ لكنهم عرفوا كيف يجمعون مياههم ويحافظون عليها.‏ فقد اتاحت لهم شبكة هائلة من خزانات،‏ سدود،‏ قنوات،‏ وأحواض صغيرة ان يمدوا مدينتهم وقطع اراضيهم الصغيرة بالمياه المخزَّنة بعناية.‏ ولم تكن لتفقد قطرة ماء واحدة.‏ فبناء آبارهم وأحواضهم كان من الجودة بمكان،‏ حتى ان البدو لا يزالون يستعملونها حتى ايامنا هذه.‏

صرح احد الاختصاصيين في علم المياه مندهشا:‏ «ان التقنية التي طورها [الانباط] للاستفادة من المياه هي الوجه الخفي لجمال البتراء.‏ فيا لهم من عباقرة».‏ وقد سعى خبراء اسرائيليون مؤخرا ان يتعلموا من عبقرية الانباط الذين زرعوا ايضا المحاصيل في النَّقب،‏ حيث لا يتعدى معدل هطول الامطار ١٠٠ مليمتر في السنة.‏ وفحص بعض مهندسي الزراعة بقايا الآلاف من مزارع الانباط الصغيرة التي تميَّز مالكوها بالمهارة في توجيه ماء الشتاء عبر قنوات الى الحقول الصغيرة الممهَّدة على شكل مصاطب.‏

واليوم يستفيد المزارعون في دول «الساحل» الافريقية المبتلية بالجفاف من الدروس التي تعلَّموها من الانباط.‏ لكنَّ الطرائق العصرية للحفاظ على الماء يمكن ان يكون لديها نفس الفعالية.‏ ففي لانزاروت،‏ احدى جزر كاناري،‏ التي تقع قبالة ساحل افريقيا،‏ تعلم المزارعون كيف يزرعون العنب والتين حيث لا تكاد الامطار تهطل تقريبا.‏ فهم يغرسون الكروم او اشجار التين في قعر حفر مستديرة ثم يغطون التربة بطبقة من الرماد البركاني لمنع التبخر.‏ فيتغلغل الى الجذور بعد ذلك ما يكفي من الندى لضمان محصول جيد.‏

حلول التقنيات البسيطة

يمكن ايجاد روايات مشابهة عن التكيف مع المناخ الجاف في كل اقطار العالم —‏ مثلا،‏ بين شعب بشنوي الذي يعيش في صحراء ثار في الهند؛‏ نساء توركانا في كينيا؛‏ وهنود النَّاڤاهو في آريزونا بالولايات المتحدة الاميركية.‏ والوسائل التي يستعملونها لجمع مياه الامطار،‏ والتي تعلموها على مر قرون عديدة،‏ تثبت فعاليتها في حل المشاكل الزراعية اكثر بكثير من الحلول التي تقدمها التقنيات المتطورة المذهلة.‏

لقد كان القرن العشرون عصر بناء السدود.‏ فسُخِّرت الانهار العظيمة وطوِّرت انظمة الرَّي الضخمة.‏ ويقدِّر احد العلماء ان ٦٠ في المئة من مجاري المياه والانهار في العالم يجري التحكم به بطريقة او بأخرى.‏ وفي حين ان هذه المشاريع تجلب بعض المنافع،‏ يشير علماء البيئة الى الضرر الذي خلَّفته في البيئة،‏ بالاضافة الى تأثيرها في ملايين الناس الذين خسروا منازلهم.‏

علاوة على ذلك،‏ ورغم النوايا الحسنة،‏ نادرا ما يستفيد المزارعون الذين هم بأمس الحاجة الى الماء من هذه المشاريع.‏ قال رئيس الوزراء السابق راجيف غاندي متحدثا عن مشاريع الرَّي في الهند:‏ «طوال ١٦ سنة،‏ انفقنا المال الكثير.‏ ولكن لم يحصل الناس في المقابل على شيء:‏ لا ريّ،‏ لا ماء،‏ لا زيادة في الانتاج،‏ ولا تحسُّن في حياتهم اليومية».‏

من جهة اخرى،‏ اثبتت الحلول التي تقدمها التقنيات البسيطة انها اكثر فائدة وأقل ايذاء للبيئة.‏ فالاحواض والسدود الصغيرة التي بنتها المجتمعات المحلية لاقت نجاحا كبيرا في الصين،‏ حيث بنيت ستة ملايين منها.‏ وفي اسرائيل وجد الناس انه بقليل من الابداع،‏ يمكن استعمال الماء نفسه للغسل اولا،‏ للتدابير الصحية ثانيا،‏ وللريّ اخيرا.‏

اما الحل العملي الآخر فهو الريّ بالتنقيط الذي يحافظ على التربة ويستهلك ٥ في المئة فقط من الماء المصروف عادة بالطرائق التقليدية.‏ واستخدام الماء بشكل حكيم يعني ايضا اختيار زراعة المحاصيل التي تلائم المناخ الجاف،‏ مثل الصَّرْغوم،‏ والدُّخن،‏ عوض المحاصيل التي تحتاج الى الكثير من الريّ مثل قصب السكر والذرة.‏

وبقليل من الجهد،‏ يمكن ان يحدّ الناس من استهلاكهم للماء سواء في الاستعمال المنزلي او الصناعي.‏ مثلا،‏ يمكن ان يصنَّع كيلوڠرام من الورق بحوالي لتر من الماء اذا أُعيد تكرير الماء،‏ مما يؤدي الى توفير ٩٩٪ من الماء الذي كان يُستعمَل.‏ وقد ابدلت مدينة مكسيكو الحمامات التقليدية بحمامات تحتاج الى ثلث كمية الماء فقط.‏ ورعت المدينة ايضا حملة تثقيفية هدفت الى خفض استعمال الماء الى حد كبير.‏

ما هو المطلوب للنجاح

يتطلب ايجاد الحلول لأزمة المياه —‏ ومعظم المشاكل البيئية —‏ التغيير في المواقف.‏ فيلزم ان يتعاون الناس بعضهم مع بعض ويتجردوا من انانيتهم،‏ يقوموا بالتضحيات المعقولة حيث يلزم،‏ ويصمِّموا على الاهتمام بالارض من اجل الاجيال القادمة.‏ وبشأن هذا الامر،‏ توضح ساندرا پوستِل في كتابها الواحة الاخيرة —‏ مواجهة شُحّ المياه (‏بالانكليزية)‏:‏ «نحتاج الى مجموعة من المبادئ الاخلاقية ترشدنا في ما يتعلق بقضية الماء،‏ مبادئ تساعدنا ان نتصرف بطريقة صائبة حين يكون علينا اختيار قرارات لا يسهل ابدا اتخاذها بسبب التعقيدات التي تكتنفها والتي تتعلق بأنظمة الطبيعة التي لا ولن نفهمها كاملا».‏

طبعا،‏ تتطلب مثل هذه ‹المبادئ الاخلاقية المتعلقة بالماء› اكثر من مجرد بذل جهود على صعيد محلي.‏ فينبغي ان تتعاون البلدان مع جيرانها لأن الانهار لا تقيدها الحدود الدولية.‏ يقول اسماعيل سراج الدين في تقريره التغلب على ازمة المياه (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان المسائل المتعلقة بكمية ونوعية المياه —‏ التي عولجت في الماضي كلٌّ على حدة —‏ ينبغي ان تعتبر اليوم قضية عالمية».‏

لكنَّ حث البلدان على حل القضايا العالمية ليس بالمهمة السهلة،‏ كما يعترف امين عام الامم المتحدة كوفي انان اذ يقول:‏ «في عصر العولمة هذا،‏ ما زالت الوسائل المتوفرة لبذل جهود متضامنة عالميا بدائية.‏ وقد حان الوقت لكي نترجم عمليا فكرة ‹المجتمع الدولي›».‏

من الواضح ان ما نحتاج اليه للتمتع بحياة مفعمة بالصحة والسعادة لا يقتصر على وجود مخزون مياه ملائم —‏ رغم اهميته للحياة.‏ فعلى البشر الاعتراف اولا بالتزامهم تجاه الذي زودهم بالماء والحياة على السواء.‏ (‏مزمور ٣٦:‏٩؛‏ ١٠٠:‏٣‏)‏ فعوض ان يستثمروا الارض ومواردها دون ان يتحلوا ببعد النظر،‏ يلزم ان ‹يعملوها ويحفظوها› كما امر الخالق ابوينا الاولين ان يفعلا.‏ —‏ تكوين ٢:‏٨،‏ ١٥؛‏ مزمور ١١٥:‏١٦‏.‏

نوع اسمى من الماء

بما ان الماء ضروري الى هذا الحد،‏ فلا عجب ان يُعطى في الكتاب المقدس معنى رمزيا.‏ ولكي نتمتع بالحياة كما كان القصد منذ البدء،‏ يجب ان نعترف بمصدر هذه المياه الرمزية.‏ كما يجب ان نتعلم ان نعكس موقف المرأة التي عاشت في القرن الاول وطلبت من يسوع المسيح:‏ «يا سيد،‏ أعطني هذا الماء».‏ (‏يوحنا ٤:‏١٥‏)‏ تأملوا في ما حدث.‏

لقد توقف يسوع بجانب بئر عميقة تقع قرب مدينة نابلس العصرية،‏ البئر نفسها التي غالبا ما يؤمها اليوم اناس من كل اقطار العالم.‏ وأتت امرأة سامرية ايضا الى البئر.‏ ولا شك انها كانت تقصد المكان قانونيا لاستقاء الماء لبيتها،‏ شأنها في ذلك شأن نساء كثيرات من القرن الاول.‏ لكنَّ يسوع قال انه يمكن ان يعطيها «ماء حيا» —‏ مصدر ماء لا ينضب ابدا.‏ —‏ يوحنا ٤:‏١٠،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

من الطبيعي ان يُثار اهتمام المرأة.‏ لكنَّ ‹الماء الحي› الذي تكلم عنه يسوع لم يكن طبعا ماء حرفيا.‏ فقد عنى يسوع التدابير الروحية التي تمكِّن الناس من العيش الى الابد.‏ فهنالك صلة ما بين الماء الرمزي والماء الحرفي،‏ فنحن نحتاج الى الاثنين لنتمتع بالحياة كاملا.‏

في اكثر من مناسبة،‏ حلَّ اللّٰه مشكلة النقص الفعلي في المياه الذي عانى منه شعبه.‏ فقد ساعد الجموع الغفيرة من الاسرائيليين اللاجئين الذي عبروا صحراء سيناء في طريقهم الى ارض الموعد بتزويدهم عجائبيا بالماء.‏ (‏خروج ١٧:‏١-‏٦؛‏ عدد ٢٠:‏٢-‏١١‏)‏ كما طهَّر أليشع،‏ نبي اللّٰه،‏ بئر اريحا بعدما اصبحت ملوَّثة.‏ (‏٢ ملوك ٢:‏١٩-‏٢٢‏)‏ وعندما رجعت بقية من الاسرائيليين التائبين من بابل الى موطنهم،‏ قادهم اللّٰه الى ‹الماء في البرية›.‏ —‏ اشعياء ٤٣:‏١٤،‏ ١٩-‏٢١‏.‏

وما تحتاج اليه ارضنا اليوم على وجه السرعة هو مصدر ماء لا ينضب.‏ وبما ان خالقنا،‏ يهوه اللّٰه،‏ حلَّ مشاكل الماء في الماضي،‏ أفلن يحلّها مجددا في المستقبل؟‏ يؤكد لنا الكتاب المقدس انه سيفعل ذلك.‏ ويقول اللّٰه واصفا الاحوال في ظل ملكوته الموعود به:‏ «أفتح على الهضاب انهارا وفي وسط البقاع ينابيع.‏ أجعل القفر اجمة ماء والارض اليابسة مفاجر مياه.‏ لكي ينظروا ويعرفوا ويتنبهوا ويتأملوا معا ان يد الرب فعلت هذا».‏ —‏ اشعياء ٤١:‏١٨،‏ ٢٠‏.‏

ويعدنا الكتاب المقدس ان الناس آنذاك ‹لن يجوعوا ولن يعطشوا›.‏ (‏اشعياء ٤٩:‏١٠‏)‏ فبفضل ادراة عالمية جديدة،‏ سيكون هنالك حل نهائي لأزمة الماء.‏ وهذه الادارة —‏ الملكوت،‏ الذي علمنا يسوع ان نصلي من اجل إتيانه —‏ ستعمل «بالحق والبر من الآن الى الابد».‏ (‏اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ونتيجة لذلك،‏ سيؤلف الناس في كل اقطار العالم مجتمعا دوليا حقيقيا.‏ —‏ مزمور ٧٢:‏٥،‏ ٧،‏ ٨‏.‏

فإذا بحثنا الآن عن ماء الحياة،‏ يمكن ان نتطلع بشوق الى يوم ستتوفر فيه حقا مياه تكفي الجميع.‏

‏[الصورتان في الصفحة ١٠]‏

في الاعلى:‏ سكان البتراء القدماء عرفوا كيف يحافظون على الماء

في الاسفل:‏ قناة ماء صنعها الانباط في البتراء

‏[مصدر الصورة]‏

Garo Nalbandian

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

تعلم المزارعون في احدى جزر كاناري كيف يزرعون النبات حيث لا تكاد الامطار تهطل تقريبا

‏[الصورتان في الصفحة ١٣]‏

ماذا عنى يسوع عندما وعد هذه المرأة ان يعطيها «ماء حيا»؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة