مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «أنظمة الأشياء»‏
  • أنظمة الأشياء

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • أنظمة الأشياء
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • العمر
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • الدهر،‏ الابد
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • متى تأتي نهاية العالم؟‏
    انت تسأل والكتاب المقدس يجيب
  • اسئلة من القراء
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٧
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «أنظمة الأشياء»‏

أنظمة الأشياء

تُترجَم الكلمة اليونانية إِيون في اكثر من ٣٠ مرة من المرات التي ترد فيها في الاسفار اليونانية المسيحية،‏ الى عبارة «نظام الاشياء».‏

يقول العالِم ر.‏ ش.‏ ترينش عن معنى كلمة إِيون:‏ «في [معناها] الرئيسي تشير الى فترة غير متقطِّعة من الوقت،‏ قصيرة كانت ام طويلة؛‏ .‏.‏.‏ ولكن عموما تُستعمل للتعبير عن الفترة الزمنية بما تفرضه من ظروف وأحكام على كل المخلوقات،‏ وللتعبير ايضا عن زمن وجودها .‏.‏.‏ وحين تشير الى الوقت بهذا المعنى،‏ تشير الى كل ما هو موجود في العالم حين يُنظر اليه من ناحية ظروف هذا الزمن وأحكامه .‏.‏.‏ وبالتالي الى مجريات شؤون هذا العالم».‏ ولدعم هذا المعنى الاخير،‏ يقتبس من العالِم الالماني ك.‏ ل.‏ ف.‏ غريم التعريف التالي:‏ «كل ما يكون ظاهرا في مجرى زمن معيَّن».‏ —‏ مرادفات العهد الجديد،‏ لندن،‏ ١٩٦١،‏ ص ٢٠٢،‏ ٢٠٣.‏

لذا فإن المعنى الرئيسي لكلمة إِيون هو «عصر» او «فترة وجود».‏ وفي الاسفار المقدسة غالبا ما تشير الى فترة طويلة من الزمن (‏اع ٣:‏٢١؛‏ ١٥:‏١٨‏)‏،‏ وقد تكون مدة لا نهاية لها،‏ اي ابدية.‏ (‏مر ٣:‏٢٩؛‏ ١١:‏١٤؛‏ عب ١٣:‏٨‏)‏ ولمعرفة المزيد عن هذا المعنى انظر «‏الدهر،‏ الابد‏».‏ لكن في هذه المقالة سنعالج المعنى المُشار اليه في الجزء الاخير من التعريف المُقتبس في الفقرة السابقة.‏

لفهم هذا المعنى،‏ جيد ان نرى طريقة استعمال تعابير عربية مثل «عصر»،‏ «عهد»،‏ و «حقبة».‏ فقد نستعمل هذه التعابير للاشارة الى حقبة من التاريخ تتميَّز بحدث بارز او سلسلة من الاحداث،‏ شخصية بارزة،‏ او خصائص معيَّنة.‏ فيُقال مثلا:‏ «عصر الاستكشاف» للاشارة الى ايام كولومبس وماجلان وكوك وغيرهم من المستكشفين،‏ «عصر النهضة»،‏ «العصور المظلمة»،‏ «العهد العباسي»،‏ او «عصر الفضاء».‏ وهذه التسميات لا تدل فقط على الفترة الزمنية بحد ذاتها،‏ بل على الخصائص التي تميِّز هذه الفترة.‏ فهذه الخصائص هي العوامل التي تحدِّد بداية كل فترة ومدتها ونهايتها.‏ ولولاها لكانت الفترة الزمنية مجرَّد وقت،‏ لا عهدا ولا عصرا ولا حقبة.‏

بناء على ذلك،‏ فإن احد معاني كلمة إِيون بحسب معجم يوناني-‏إنكليزي لواضعَيه ليدل وسكوت هو:‏ ‏«فترة من الوقت محدَّدة ومميَّزة،‏ حقبة،‏ عصر».‏ (‏تنقيح ه.‏ جونز،‏ اوكسفورد،‏ ١٩٦٨،‏ ص ٤٥)‏ ويقول قاموس فاين التفسيري لكلمات العهدين القديم والجديد (‏١٩٨١،‏ المجلد ١،‏ ص ٤١)‏:‏ «عصر،‏ عهد .‏.‏.‏ تشير [‏إِيون‏] الى فترة غير محدَّدة من الزمن،‏ او وقت يُنظر اليه من منظار الاحداث التي تحصل خلاله».‏

لهذا السبب،‏ عندما تُبرز آية معيَّنة الخصائص التي تميِّز فترة زمنية ما لا الوقت بحد ذاته،‏ مناسب ان تُترجم إِيون الى «نظام الاشياء».‏ وإذا استُعملت كلمة «عالم» كترجمة لـ‍ إِيون،‏ فإنها تُستعمل بهذا المعنى وليس بمعنى كوسموس (‏انظر «‏العالم‏»)‏.‏ مثلا،‏ يكتب الرسول بولس في غلاطية ١:‏٤‏:‏ «الذي بذل نفسه لأجل خطايانا لينقذنا من نظام الاشياء [صيغة من إِيون‏] الشرير الحاضر حسب مشيئة إلهنا وأبينا».‏ تنقل ترجمات عديدة كلمة إِيون هنا الى «دهر»،‏ ولكن من الواضح ان فدية المسيح لم تخلِّص المسيحيين من فترة من الوقت لأنهم ظلُّوا يعيشون في نفس الفترة الزمنية كباقي الناس.‏ لكنه خلَّصهم من الحالة التي كانت سائدة في تلك الفترة.‏ —‏ قارن تي ٢:‏١١-‏١٤‏.‏

كتب الرسول بولس للمسيحيين في روما:‏ «كفوا عن مشاكلة نظام الاشياء هذا،‏ بل غيِّروا شكلكم بتغيير ذهنكم».‏ (‏رو ١٢:‏٢‏)‏ لم تكن الفترة الزمنية بحد ذاتها هي ما صاغ الناس في تلك الايام ووضع نموذجا لتصرُّفهم،‏ بل المقاييس،‏ الممارسات،‏ الاساليب،‏ العادات،‏ وجهات النظر،‏ والخصائص الاخرى التي ميَّزت تلك الفترة.‏ وفي افسس ٢:‏١،‏ ٢ يخاطب الرسول المسيحيين في تلك الجماعة:‏ «كنتم امواتا في زلاتكم وخطاياكم التي سرتم فيها قبلا حسب نظام اشياء [«متَّبعين سيرة» ي‌ج؛‏ «جارين مجرى» حر‏] هذا العالم».‏ وتعليقا على هذه الآية يذكر كتاب مفسِّر الاسفار اليونانية (‏المجلد ٣،‏ ص ٢٨٣)‏ ان الوقت ليس العامل الوحيد او الرئيسي الذي تعبِّر عنه إِيون.‏ وهو يؤيِّد ترجمة إِيون الى «سيرة» او «مجرى» حين يقول:‏ «تنقل هذه الكلمة ثلاثة مفاهيم وهي المَيل،‏ التطوُّر،‏ و الاستمرارية المحدودة.‏ فسيرة عالم شرير هي نفسها شريرة.‏ والعيش بموجبها يعني العيش بالزلَّات والخطايا».‏ —‏ تحرير و.‏ نيكول،‏ ١٩٦٧.‏

العصور،‏ البنية السائدة،‏ انظمة الاشياء:‏ على مر التاريخ،‏ كان هناك انظمة اشياء او عصور عديدة،‏ وأخرى ستأتي بعد.‏ ولا شك ان العصور التي جلبها اللّٰه بواسطة ابنه تميَّزت بالعدل والصلاح.‏

مثلا،‏ من خلال عهد الشريعة انشأ اللّٰه ما يدعوه البعض العصر الاسرائيلي او اليهودي.‏ لكنَّ ما ميَّز هذه الفترة ايضا (‏من ناحية علاقة اللّٰه مع البشر)‏ هو البنية السائدة والخصائص التي جلبها عهد الشريعة.‏ وهذه الخصائص تشمل ترتيب الكهنة،‏ ونظاما للذبائح والقوانين المتعلقة بالاكل والعبادة في الخيمة المقدسة وفي الهيكل مع الاعياد والسبوت (‏التي كانت كلها رموزا نبوية)‏،‏ اضافة الى نظام قومي شمل لاحقا حكم ملك بشري.‏ ولكن عندما انبأ اللّٰه بعهد جديد (‏ار ٣١:‏٣١-‏٣٤‏)‏،‏ صار العهد السابق عتيقا،‏ مع ان اللّٰه سمح ان يبقى ساري المفعول لمئات السنين.‏ (‏عب ٨:‏١٣‏)‏ وسنة ٣٣ ب‌م،‏ انهى اللّٰه عهد الشريعة بتسميره على خشبة آلام ابنه.‏ —‏ كو ٢:‏١٣-‏١٧‏.‏

لهذا السبب اذًا تقول العبرانيين ٩:‏٢٦ ان المسيح «اظهر نفسه مرة لا غير عند اختتام انظمة الاشياء ليزيل الخطية بذبيحة نفسه».‏ إلا ان الخصائص التي ميَّزت ذلك العصر لم تنته كاملا حتى سنة ٧٠ ب‌م،‏ عندما دُمرت اورشليم وهيكلها وتشتت الشعب اليهودي.‏ وهذه الكارثة (‏رغم ان آخر حصن،‏ وهو قلعة مَسْعَدة التي تقع في اليهودية،‏ لم يسقط في يد الرومان إلا بعد ثلاث سنوات،‏ اي سنة ٧٣ ب‌م)‏ انهت ما تفرضه الشريعة في ما يتعلق بخدمة الكهنة اليهود والذبائح والعبادة في الهيكل،‏ وأنهت ترتيب الشعب اليهودي الذي انشأه اللّٰه.‏ ولا شك انه لهذا السبب،‏ بعد سنوات عديدة من موت المسيح وقبل ان يدمِّر الرومان اورشليم،‏ ذكر الرسول بولس بعض الاحداث من تاريخ الاسرائيليين قائلا:‏ «هذه الامور اصابتهم مثالا،‏ وكُتبت تحذيرا لنا،‏ نحن الذين انتهت الينا اواخر انظمة الاشياء‏».‏ —‏ ١ كو ١٠:‏١١‏؛‏ قارن مت ٢٤:‏٣؛‏ ١ بط ٤:‏٧‏.‏

وقد استخدم اللّٰه يسوع المسيح،‏ بواسطة فديته والعهد الجديد الذي صار ساري المفعول بفضلها،‏ ليجلب نظام اشياء مختلفا يشمل بشكل رئيسي المسيحيين المختارين.‏ (‏عب ٨:‏٧-‏١٣‏)‏ وهذا وسم بداية عصر جديد تميِّزه الحقائق التي رمز اليها عهد الشريعة.‏ فهذا العصر فتح باب المصالحة مع اللّٰه،‏ قوَّى عمل الروح القدس،‏ وأسس عبادة من خلال هيكل روحي وذبائح روحية (‏١ بط ٢:‏٥‏)‏ بدل الهيكل الحرفي والذبائح الحيوانية.‏ كما انه كشف عن قصد اللّٰه،‏ وفسح المجال لبناء علاقة مع اللّٰه عنت طريقة حياة جديدة بالنسبة الى الذين يشملهم العهد الجديد.‏ كل هذه الامور شكَّلت الخصائص التي ميَّزت نظام الاشياء،‏ او العصر،‏ الذي انشأه المسيح.‏

نظام اشياء،‏ اي عصر،‏ شرير:‏ عندما كتب بولس الرسالة الى تيموثاوس عن الذين كانوا «اغنياء في نظام الاشياء الحاضر»،‏ لا شك انه لم يكن يشير الى العصر اليهودي.‏ فتيموثاوس لم يتعامل خلال خدمته فقط مع المسيحيين من اصل يهودي،‏ بل ايضا مع مسيحيين كثيرين من اصل اممي.‏ والغنى الذي تمتَّع به بعض هؤلاء المسيحيين الذين كانوا من الامم لم يكن مرتبطا على الارجح بالعصر اليهودي.‏ (‏١ تي ٦:‏١٧‏)‏ كذلك،‏ عندما قال بولس ان ديماس تخلَّى عنه «لأنه احب نظام الاشياء الحاضر»،‏ من الواضح انه لم يعنِ ان ديماس احب العصر اليهودي تحديدا،‏ بل الحالة السائدة في العالم عموما وطريقة حياة العالم.‏ —‏ ٢ تي ٤:‏١٠‏؛‏ قارن مت ١٣:‏٢٢‏.‏

لقد كان نظام اشياء (‏إِيون‏)‏ العالم (‏عالم الشيطان)‏ موجودا قبل عهد الشريعة.‏ وبقي موجودا بوجود إِيون عهد الشريعة،‏ وحتى بعد نهاية إِيون هذا العهد،‏ او الحالة السائدة التي انشأها.‏ فمن الواضح ان إِيون العالم بدأ في وقت ما بعد الطوفان،‏ حين بدأ الناس يعيشون حياة شريرة كلها خطايا وتمرُّد على اللّٰه وعلى مشيئته.‏ لذلك حين قال بولس ان «إله نظام الاشياء هذا» يعمي اذهان غير المؤمنين،‏ من الواضح انه كان يشير الى الشيطان ابليس.‏ (‏٢ كو ٤:‏٤‏؛‏ قارن يو ١٢:‏٣١‏.‏)‏ فسيطرة الشيطان وتأثيره هما اللذان صاغا بشكل رئيسي إِيون العالم،‏ وأعطيا هذا العصر الروح والخصائص التي ميَّزته.‏ (‏قارن اف ٢:‏١،‏ ٢‏.‏)‏ ويقول مفسِّر الاسفار اليونانية (‏المجلد ٢،‏ ص ٦٨٨)‏ تعليقا على روما ١٢:‏٢‏:‏ «حتى لو بدا ظاهريا ان المسيحي يعيش حياته بحسب نظام يسيطر عليه هذا الروح،‏ والاخطر ايضا اذا تكيَّف مع طرقه،‏ فذلك يؤدي به الى الموت».‏ و إِيون العالم هذا كان سيستمر وقتا طويلا بعد ايام الرسول بولس.‏

مثلا،‏ في متى ١٣:‏٣٧-‏٤٣‏،‏ حين شرح يسوع احد الامثلة قال ان «الحقل هو العالم [‏كوسموس‏].‏ .‏.‏.‏ الحصاد هو اختتام نظام الاشياء [صيغة من إِيون‏].‏ .‏.‏.‏ فكما يُجمع الزوان ويُحرق بالنار،‏ هكذا يكون في اختتام نظام الاشياء».‏ بعض الترجمات،‏ مثل ترجمة فاندايك،‏ لا تُميِّز في ترجمتها بين كلمتَي كوسموس و إِيون في هذه الآيات،‏ بل تترجمهما الى كلمة واحدة (‏«العالم»)‏ مع ان معناهما مختلف هنا.‏ ولكن من الواضح ان المزارع في هذا المثل لا يحرق «الحقل» الذي يمثِّل «العالم»،‏ اي كل البشر،‏ بل «الزوان» فقط.‏ اذًا،‏ لن ينتهي كل البشر (‏كوسموس‏)‏ بل «نظام الاشياء»،‏ اي الحالة السائدة في العالم الشرير (‏إِيون‏)‏.‏ لذلك تنقل ترجمة جورج كامبل هذه الآيات الى:‏ «الحقل هو العالم .‏.‏.‏ الحصاد هو نهاية هذه الحالة السائدة .‏.‏.‏ هكذا تكون نهاية هذه الحالة السائدة».‏ —‏ الاناجيل الاربعة،‏ لندن،‏ ١٨٣٤.‏

اظهر يسوع ان القمح يمثِّل تلاميذه المسيحيين الحقيقيين المختارين،‏ بينما يمثِّل الزوان المسيحيين المزيَّفين.‏ وهكذا،‏ فإن آخر ايام هذا العالم (‏«اختتام نظام الاشياء»)‏،‏ الذي يُوصف بأنه وقت الحصاد،‏ لا يشير في هذه الحالة الى نهاية العالم اليهودي،‏ ولا الى «الحالة» التي نما فيها «الحنطة» و «الزوان» معا.‏ ولكن لا بد انه يشير الى نهاية العالم نفسه الذي اشار اليه الرسول بولس لاحقا بـ‍ «نظام الاشياء الحاضر» الذي يسيطر عليه الشيطان.‏ (‏١ تي ٦:‏١٧‏)‏ وكذلك ايضا،‏ في الايضاح الذي اعطاه يسوع عن الشبكة وفرز السمك،‏ يصف كيف ستكون الحالة «في اختتام نظام الاشياء:‏ يخرج الملائكة ويفرزون الاشرار من بين الابرار».‏ (‏مت ١٣:‏٤٧-‏٥٠‏)‏ ولا بد ان التلاميذ فكَّروا في هذه العبارات التي قالها يسوع عندما سألوه عن ‹علامة حضوره واختتام نظام الاشياء›.‏ (‏مت ٢٤:‏٣‏)‏ وحين وعد يسوع ان يكون مع تلاميذه فيما يعلِّمون الناس ليصيروا تلاميذ له الى ان تأتي نهاية العالم،‏ لا بد انه كان يشير ايضا الى نهاية الحالة السائدة التي تنتج عن سيطرة الشيطان على العالم.‏ —‏ مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

وهناك آيات اخرى ترد فيها كلمة إِيون اشارة الى ‹نظام اشياء› او عالم شرير وهي لوقا ١٦:‏٨؛‏ ١ كورنثوس ١:‏٢٠؛‏ ٢:‏٦،‏ ٨؛‏ ٣:‏١٨؛‏ افسس ١:‏٢١‏.‏

نظام الاشياء الآتي:‏ في متى ١٢:‏٣٢ يذكر يسوع ان مَن يقول كلمة على الروح القدس لن يُغفر له «لا في نظام الاشياء هذا،‏ ولا في الآتي».‏ قد يظن القارئ ان الاشارة هنا هي الى نظام الاشياء (‏العصر)‏ اليهودي،‏ وإلى نظام الاشياء (‏العصر)‏ الذي سيأتي بعده والذي كان المسيح سيجلبه من خلال العهد الجديد.‏ لكنَّ الادلة تُظهر انه كان يشير الى العصر الشرير الذي كان موجودا،‏ وإلى عصر سيبدأ عند نهاية ذلك العصر الشرير.‏ كما انه اشار الى نفس الحالة التي ستسود في المستقبل حين وعد الذين يتخلَّون عن بيتهم وعائلتهم من اجل مملكة اللّٰه انهم سينالون «اضعافا في هذا الزمان [صيغة من كِروس تعني «زمانا محدَّدا»]،‏ وفي نظام الاشياء [صيغة من إِيون‏] الآتي حياة ابدية».‏ (‏لو ١٨:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وذلك العصر الآتي سيسم ايضا الفترة التي سيُقام فيها الموتى ويحصلون على فرصة ان يُحسبوا بين ابناء اللّٰه.‏ (‏لو ٢٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ كما تُستعمل صيغة الجمع من كلمة إِيون في افسس ٢:‏٧ اشارة الى «انظمة الاشياء الآتية» التي فيها سيرى المسيحيون المختارون دليلا قويا على هبة اللّٰه التي منحها لهم حين يتَّحدون بالمسيح يسوع.‏ (‏قارن اف ١:‏١٨-‏٢٣؛‏ عب ٦:‏٤،‏ ٥‏.‏)‏ وهذا يشير الى انه ستكون هناك انظمة اشياء،‏ او حالات سائدة،‏ ضمن «نظام الاشياء الآتي» ككل،‏ تماما مثلما ضمَّ «نظام الاشياء» تحت عهد الشريعة انظمة مترابطة تعمل في نفس الوقت،‏ كما شُرح سابقا.‏

اللّٰه ‹ينظِّم انظمة الاشياء›:‏ تقول العبرانيين ١١:‏٣‏:‏ «بالايمان ندرك ان انظمة الاشياء [صيغة الجمع من إِيون‏] نُظِّمت بكلمة اللّٰه،‏ حتى ان ما يُرى اتى مما لا يُرى».‏ يرى كثيرون ان الآية في العبرانيين ١:‏٢ تناظر هذه الآية لأنها تستعمل ايضا صيغة الجمع من إِيون.‏ فهي تقول ان يهوه تكلم بواسطة ابنه،‏ يسوع المسيح،‏ الذي «عيَّنه وارثا لكل شيء،‏ وبه صنع انظمة الاشياء».‏ وقد فُهم معنى الكلمة اليونانية إِيون في هاتَين الآيتَين بطريقتَين مختلفتَين.‏

احدى الطريقتَين لفهمهما هي ان نعتبر ان الكلمة اليونانية تشير الى الخصائص التي تميِّز فترة معيَّنة.‏ ففي العبرانيين الفصل ١١ يناقش الكاتب كيف «شُهد للاقدمين» بواسطة الايمان.‏ (‏الآية ٢‏)‏ ثم يُعطي امثلة عن اشخاص امناء عاشوا في حقبة ما قبل الطوفان،‏ وفي عصر الآباء الاجلاء،‏ وفي فترة عهد اللّٰه مع الاسرائيليين.‏ ومن خلال التطورات التي اوجدها اللّٰه وحققها في كل هذه الفترات،‏ عمل على اتمام قصده بأن يوقف التمرُّد ويفتح المجال امام البشر المستحقين ليتصالحوا معه من خلال «انظمة اشياء» متعاقبة.‏ فقد لزم ان يكون لدى هؤلاء الاشخاص القدامى ايمان بأن اللّٰه الذي لا يُرى كان فعلا يوجِّه الامور بطريقة منظَّمة.‏ وهم آمنوا بذلك حقا.‏ فقد آمنوا انه مُنشئ انظمة الاشياء او العصور المختلفة،‏ وأن الهدف الذي سعوا اليه،‏ اي «اتمام الوعد»،‏ كان سيتحقق بالتأكيد في وقت اللّٰه المعيَّن.‏ وبالإيمان انتظروا بشوق اتماما اوسع لقصد اللّٰه الذي شمل نظام اشياء،‏ او عصرا،‏ يُنتجه العهد الجديد المؤسَّس على ذبيحة يسوع.‏ —‏ عب ١١:‏٣٩،‏ ٤٠؛‏ ١٢:‏١،‏ ١٨-‏٢٨‏.‏

والطريقة الثانية لفهم استعمال كلمة إِيون في العبرانيين ١:‏٢ و ١١:‏٣ هي انها مرادفة للكلمة اليونانية كوسموس بمعنى عالم او كون،‏ اي كل المخلوقات بما فيها الشمس والقمر والنجوم والارض نفسها.‏ والعبارة التي ترد في العبرانيين ١١:‏٣ تدعم هذا الفهم.‏ فهي تقول:‏ «ان ما يُرى اتى مما لا يُرى».‏ ويمكن ان تُعتبر هذه الآية اشارة الى قصة الخلق في التكوين التي تسبق منطقيا اشارة بولس الى هابيل (‏الآية ٤‏)‏،‏ اخنوخ (‏الآيتَين ٥،‏ ٦‏)‏،‏ ونوح (‏الآية ٧‏)‏.‏ وعلى هذا الاساس،‏ ربما كان بولس يتوسَّع في تفسير كلمة «ايمان» بإشارته الى وجود الكون المؤلَّف من الشمس والقمر والنجوم كدليل على وجود خالق.‏ —‏ قارن رو ١:‏٢٠‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة