-
«سقطت بابل»نبوة اشعيا — نور لكل الجنس البشري الجزء ١
-
-
[الصورة في الصفحة ٢١٩]
«يأكلون يشربون»
[الصورة في الصفحة ٢٢٠]
صرخ الرقيب «كأسد»
[الصورة في الصفحة ٢٢٢]
‹انا قائم دائما في النهار وكل الليالي›
-
-
«سقطت بابل»نبوة اشعيا — نور لكل الجنس البشري الجزء ١
-
-
«سقطت بابل»
١، ٢ (أ) ما هو المحور الرئيسي للكتاب المقدس، ولكن ايّ محور فرعي مهم يَظهر في سفر اشعياء؟ (ب) كيف يطوِّر الكتاب المقدس محور سقوط بابل؟
يمكن تشبيه الكتاب المقدس بمقطوعة موسيقية رائعة يتكرر فيها لحن رئيسي هو «الفكرة الموسيقية» للمقطوعة، وتدخل فيها «افكار موسيقية» ثانوية تضفي على المقطوعة بأسرها تميُّزا خاصا. وهكذا فإن الكتاب المقدس يدور حول محور او فكرة رئيسية: تبرئة سلطان يهوه بواسطة حكومة الملكوت المسيَّانية. وتتكرر فيه ايضا افكار ومحاور مهمة اخرى. وأحد هذه المحاور هو سقوط بابل.
٢ يُذكر هذا المحور اول ما يُذكر في الاصحاحين ١٣ و ١٤ من سفر اشعياء. وهو يتكرر في الاصحاح ٢١ وكذلك في الاصحاحين ٤٤ و ٤٥. وبعد قرن يتوسع ارميا في المحور نفسه، ويروي سفر الكشف ختام الامر بأسلوب قوي. (ارميا ٥١:٦٠-٦٤؛ كشف ١٨:١–١٩:٤) ويلزم ان يهتم كل تلميذ جدي للكتاب المقدس بهذا المحور الفرعي المهم في كلمة اللّٰه. ويساعدنا سفر اشعياء الاصحاح ٢١ في هذا الشأن، لأنه يزود تفاصيل رائعة عن السقوط المنبإ به لهذه الدولة العالمية العظيمة. وسنرى لاحقا ان الاصحاح ٢١ من سفر اشعياء يشدد على محور مهم آخر في الكتاب المقدس — محور يساعدنا على تقييم مدى تيقُّظنا كمسيحيين اليوم.
«رؤيا قاسية»
٣ لماذا تدعى بابل «برية البحر»، وبماذا ينذر هذا اللقب بشأن مستقبلها؟
٣ يُستهل الاصحاح ٢١ من سفر اشعياء بكلمات تنذر بالشر: «وحي من جهة برية البحر. كزوابع في الجنوب عاصفة يأتي من البرية من ارض مخوفة». (اشعياء ٢١:١) تمتد مدينة بابل على ضفتَي نهر الفرات، ويقع نصفها الشرقي بين نهرَي دجلة والفرات الكبيرين. وهي بعيدة عن البحر. فلماذا تدعى «برية البحر»؟ لأن منطقة بابل كانت تشهد فيضانات كل سنة، فتصير ‹بحرًا› مستنقعيا واسعا. لكنَّ البابليين تحكموا في هذه البرية المغمورة بالماء بإنشاء شبكة معقدة من السدود والقنوات وبوَّابات التحكم. واستخدموا هذه المياه بذكاء كجزء من النظام الدفاعي للمدينة. ومع ذلك لن تنقذ اية انجازات بشرية بابل من الدينونة الالهية. فقد كانت برية، وستعود برية. وستحل بها الكارثة، كارثة ستتشكل كما تتشكل واحدة من الزوابع العنيفة التي تهب على اسرائيل من البرية المخيفة الى الجنوب. — قارنوا زكريا ٩:١٤.
٤ كيف تتضمن رؤيا سفر الكشف عن «بابل العظيمة» فكرة «مياه» و «برية»، وماذا تعني ‹المياه›؟
٤ كما تعلمنا في الفصل الـ ١٤ من هذا الكتاب، لبابل القديمة نظير عصري: «بابل العظيمة»، الامبراطورية العالمية للدين الباطل. وفي سفر الكشف، تُصوَّر بابل العظيمة ايضا مع «برية» و «مياه». فالرسول يوحنا يُؤخذ الى برية ليرى بابل العظيمة. ويقال له انها «جالسة على مياه كثيرة» تمثّل «شعوبا وجموعا وأمما وألسنة». (كشف ١٧:١-٣، ٥، ١٥) فالدعم الشعبي كان دائما سبب بقاء الدين الباطل، لكنَّ هذه ‹المياه› لن تحمي بابل العظيمة في النهاية، بل ستصير كنظيرتها القديمة خالية مهمَلة ومقفرة.
٥ ماذا يجعل بابل تستأهل الصيت انها ‹غادرة› و‹ناهبة›؟
٥ ليست بابل الدولة العالمية المهيمنة في ايام اشعيا، لكنَّ يهوه يرى مسبقا انها في عهدها ستسيء استعمال سلطتها. يمضي اشعيا قائلا: «قد أُعلنت لي رؤيا قاسية. الناهب ناهبا والمخرب مخربا [«الغادر يغدر والناهب ينهب»، عج]». (اشعياء ٢١:٢ أ) فبابل ستنهب الامم التي تغزوها، بما فيها يهوذا، وتغدر بها. وسيستبيح البابليون اورشليم وينهبون هيكلها ويأخذون شعبها اسرى الى بابل. وهناك سيعامَل الاسرى العاجزون بغدر ويُستهزأ بهم بسبب ايمانهم، وسيفقدون كل امل بالعودة الى موطنهم. — ٢ أخبار الايام ٣٦:١٧-٢١؛ مزمور ١٣٧:١-٤.
٦ (أ) ايّ تنهد سيُسكته يهوه؟ (ب) اية امتين يُنبأ بأنهما ستهاجمان بابل، وكيف يتم ذلك؟
٦ نعم، تستحق بابل فعلا هذه ‹الرؤيا القاسية› التي تشير الى انها ستمر بأوقات عصيبة. يمضي اشعيا قائلا: «اصعدي يا عيلام، وحاصري يا مادي، لأنني سأُسكت كل الانين الذي سبَّبته». (اشعياء ٢١:٢ ب، تف) فالذين ظلمتهم هذه الامبراطورية الغادرة سيرتاحون. ولن يُسمع تنهدهم بعد! (مزمور ٧٩:١١، ١٢) وبأية وسيلة ستأتي هذه الراحة؟ يذكر اشعيا اسم امتين ستهاجمان بابل: عيلام ومادي. فبعد قرنين، في سنة ٥٣٩ قم، سيقود كورش الفارسي قوات الفرس والماديين المتحالفة ضد بابل. أما عيلام فسيكون الحكام الفرس قد امتلكوا على الاقل جزءا من اراضيها قبل سنة ٥٣٩ قم.a وهكذا ستتضمن القوات الفارسية اشخاصا عيلاميين.
٧ كيف تؤثر رؤيا اشعيا فيه، وماذا يعني ذلك؟
٧ لاحظوا كيف يصف اشعيا تأثير هذه الرؤيا فيه: «لذلك امتلأت حقواي وجعا وأخذني مخاض كمخاض الوالدة. تلوَّيت حتى لا اسمع. اندهشت حتى لا انظر. تاه قلبي. بغتني رعب. ليلة لذتي [«الشفق الذي اتوق اليه»، يج] جعلها لي رعدة». (اشعياء ٢١:٣، ٤) يبدو ان النبي يتمتع بساعات الشفق كوقت جميل للتأمل بصمت. لكنَّ الغروب لم يعد ساحرا كما كان، اذ انه لا يجلب الا الخوف والالم والرعدة. وتنتابه آلام كمخاض المرأة التي تلد، وقلبه ‹يتوه›. ينقل احد العلماء هذه العبارة الى «قلبي يخفق بقوة»، ويذكر انها تشير الى «خفقان سريع وغير منتظم». وما سبب هذا الاضطراب؟ يتضح ان انفعالات اشعيا نبوية. ففي ليل ٥/٦ تشرين الاول (اكتوبر) ٥٣٩ قم، سينتاب البابليين رعب مماثل.
٨ كما تذكر النبوة، كيف يتصرف البابليون مع ان اعداءهم قائمون خارج الاسوار؟
٨ عندما يحل الظلام في تلك الليلة الليلاء، لا يرى البابليون ايّ موجب للارتياع. ينبئ اشعيا قبل قرنين تقريبا: «يرتبون المائدة يحرسون الحراسة [«يرتبون مكان المقاعد»، عج] يأكلون يشربون». (اشعياء ٢١:٥ أ) نعم، يقيم الملك المتعجرف بيلشاصر وليمة. وترتَّب المقاعد لألف من عظمائه وأيضا لزوجاته وسراريه الكثيرات. (دانيال ٥:١، ٢) يعرف المحتفلون ان جيشا قائم خارج الاسوار، لكنهم يعتقدون ان مدينتهم لا تُخرَق. فهم يظنون ان اسوارها الضخمة وخندقها المائي العميق تجعل احتلال المدينة مستحيلا، وأن آلهتها الكثيرة لن تسمح به ابدا. ‹فليأكلوا ويشربوا›. ويسكر بيلشاصر، ويشاركه آخرون على الارجح. وما يشير الى سكر الرسميين هو كلمات اشعيا النبوية التالية التي تدعوهم الى ان ينهضوا.
٩ لماذا يصير ضروريا ان ‹يُمسَح المجن›؟
٩ «قوموا ايها الرؤساء امسحوا المجن». (اشعياء ٢١:٥ ب) فالاحتفال ينتهي فجأة، ويجب ان ينهض الرؤساء! لقد دعي النبي المسن دانيال الى المكان، وهو يرى كيف يلقي يهوه في قلب الملك البابلي بيلشاصر الرعب كما يصفه اشعيا. ويقع عظماء الملك في حالة ارتباك حين تخرق القوات المادية والفارسية والعيلامية المتحالفة دفاعات المدينة. فتسقط بابل على الفور! ولكن ماذا يعني ‹مسح المجن›؟ يشبِّه الكتاب المقدس احيانا ملك الامة بمجن لها لأنه حامي الارض والمدافع عنها.b (مزمور ٨٩:١٨) لذلك ينبئ على الارجح هذا العدد من سفر اشعياء بالحاجة الى ملك جديد. ولماذا؟ لأن بيلشاصر يُقتل «في تلك الليلة». ولذلك يلزم ان ‹يُمسَح المجن›، اي يعيَّن ملك جديد. — دانيال ٥:١-٩، ٣٠.
١٠ اية تعزية يستمدها عبّاد يهوه من اتمام نبوة اشعيا بشأن الامة الغادرة؟
١٠ ان جميع محبي العبادة الحقة يستمدون التعزية من هذه الرواية. فبابل العصرية، بابل العظيمة، غادرة وناهبة كما كانت نظيرتها القديمة. وحتى هذا اليوم يتآمر القادة الدينيون ليُحظَر عمل شهود يهوه او يُضطهَدوا او تُفرَض عليهم الضرائب كعقاب لهم. لكنَّ يهوه، كما تذكّرنا هذه النبوة، يرى كل غدرها، ولن يدعها تفلت من العقاب. وسيقضي على كل الاديان التي تشوِّه اسمه وتسيء معاملة شعبه. (كشف ١٨:٨) فهل هذا ممكن؟ لكي نبني ايماننا، ما علينا الا ان نرى كيف تمَّت حتى الآن تحذيراته بشأن سقوط بابل ونظيرتها العصرية.
«سقطت»
١١ (أ) ما هي مسؤولية الرقيب، ومَن يقوم بدوره كرقيب نشيط اليوم؟ (ب) ماذا تمثّل مركبة الحمير ومركبة الجمال؟
١١ يتحدث يهوه الآن الى النبي. يخبر اشعيا: «هكذا قال الرب لي: اذهب وأقم رقيبا ليعلن ما يراه». (اشعياء ٢١:٦، تف) تعرِّفنا هذه الكلمات بمحور مهم آخر في هذا الفصل: الرقيب. وهذا الموضوع يهم جميع المسيحيين الحقيقيين اليوم، لأن يسوع حثَّ أتباعه على ‹المداومة على السهر›. و«العبد الامين الفطين» لم يكفَّ قط عن الإخبار بما يراه بشأن دنو يوم دينونة اللّٰه وبشأن اخطار هذا العالم الفاسد. (متى ٢٤:٤٢، ٤٥-٤٧) فماذا يرى رقيب اشعيا الرؤيوي؟ «رأى مركبة بزوج من الخيول، مركبة حمير، مركبة جمال. فتنبَّه تنبُّها شديدا». (اشعيا ٢١:٧، عج) يمثّل كلٌّ من هذه المركبات على الارجح مجموعات متتابعة من المركبات التي تتقدم في تشكيلة حربية بسرعةِ الخيول المدرَّبة. ومركبة الحمير ومركبة الجمال تمثّلان بشكل ملائم الدولتين، مادي وفارس، اللتين اتحدتا لتشنّا هذا الهجوم. وكذلك يؤكد التاريخ ان الجيش الفارسي استخدم الحمير والجمال في الحرب.
١٢ اية صفتين يعرب عنهما رقيب اشعيا الرؤيوي، ومن يحتاج الى هاتين الصفتين اليوم؟
١٢ اذًا يندفع الرقيب ليقدّم تقريرا. «ثم صرخ كأسد ايها السيد انا قائم على المرصد دائما في النهار وأنا واقف على المحرس كل الليالي. وهوذا ركاب من الرجال. ازواج من الفرسان [«هوذا الآن مركبة رجال آتية، بزوج من الخيول»، عج]». (اشعياء ٢١:٨، ٩ أ) ان الرقيب الرؤيوي يصرخ بشجاعة، «كأسد». فالشجاعة لازمة للمناداة برسالة دينونة ضد امة جبارة كبابل. وثمة امر آخر لازم ايضا: الاحتمال. فالرقيب لا يفارق محرسه ليلا ونهارا، ولا يدع النعاس يغلبه. وبشكل مماثل، احتاج صف الرقيب في هذه الايام الاخيرة الى الشجاعة والاحتمال. (كشف ١٤:١٢) وجميع المسيحيين الحقيقيين بحاجة الى هاتين الصفتين.
١٣، ١٤ (أ) ماذا يحل ببابل القديمة، وبأيّ معنى تُكسر اصنامها؟ (ب) كيف ومتى حدث لبابل العظيمة سقوط مماثل؟
١٣ يرى رقيب اشعيا الرؤيوي مركبة تتقدم. فما الخبر؟ «اجاب وقال سقطت سقطت بابل وجميع تماثيل آلهتها المنحوتة كسرها الى الارض». (اشعياء ٢١:٩ ب) ويا له من خبر مثير! فهذه الغادرة الناهبة لشعب اللّٰه قد سقطت اخيرا!c ولكن بأيّ معنى تُكسر تماثيل بابل المنحوتة وأصنامها؟ هل يزحف الغزاة الماديون والفرس الى معابد بابل ويهشّمون اصنامها التي لا تُعد ولا تُحصى؟ كلا، فلا شيء من هذا لازم. فآلهة بابل الصنمية ستُكسر بمعنى ان عجزها عن حماية المدينة سيُفضح. وسيحدث سقوط بابل عندما تصبح عاجزة عن الاستمرار في ظلم شعب اللّٰه.
١٤ وماذا عن بابل العظيمة؟ لقد دبّرت امر اضطهاد شعب اللّٰه في الحرب العالمية الاولى، وهكذا تمكّنت من إبقائهم مسبيين فترة من الوقت. فعملهم الكرازي توقف تقريبا. وسُجن رئيس جمعية برج المراقبة وغيره من المسؤولين بتهم باطلة. لكنَّ الوضع تغيَّر بشكل مفاجئ سنة ١٩١٩. فقد أُطلق سراح المسؤولين من السجن، وأُعيد فتح المركز الرئيسي، واستُهل العمل الكرازي من جديد. وهكذا سقطت بابل العظيمة بمعنى ان تقييدها لشعب اللّٰه انتهى.d وفي سفر الكشف يعلن ملاك هذا السقوط مرتين باستخدام كلمات الاعلان المذكور في اشعياء ٢١:٩. — كشف ١٤:٨؛ ١٨:٢.
١٥، ١٦ بأيّ معنى شعب اشعيا هم «دياسة»، وماذا نتعلم من موقف اشعيا منهم؟
١٥ يختتم اشعيا هذه الرسالة النبوية بذكر تعاطفه مع شعبه. يقول: «يا دياستي وبني بيدري. ما سمعتُه من رب الجنود اله اسرائيل اخبرتكم به». (اشعياء ٢١:١٠) في الكتاب المقدس، غالبا ما ترمز الدياسة، او درس الحَب، الى تأديب شعب اللّٰه وتنقيتهم. فسيصير شعب عهد اللّٰه ‹بني البيدر›، حيث يُفصل القمح عنوةً عن العصافة، وهكذا لا يبقى سوى الحبوب النقية المطلوبة. لا يشمت اشعيا بهم بإخبارهم عن هذا التأديب، بل يتعاطف مع ‹بني البيدر› المستقبليين الذين سيقضي بعضٌ منهم كامل حياتهم اسرى في بلد اجنبي.
١٦ يمكن اعتبار هذه الكلمات مذكِّرا مفيدا لنا جميعا. ففي الجماعة المسيحية اليوم، قد يميل البعض الى خسارة تعاطفهم مع فاعلي الخطإ. والذين ينالون التأديب قد يميلون الى الاستياء منه في احيان كثيرة. ولكن اذا تذكرنا دائما ان يهوه يؤدب شعبه لكي ينقيهم، فلن نستخف عندئذ بالتأديب ولا بالذين ينالونه بتواضع، وكذلك لن نقاوم التأديب عندما يوجَّه إلينا. فلنقبل التأديب الالهي كتعبير عن محبة اللّٰه. — عبرانيين ١٢:٦.
-
-
«سقطت بابل»نبوة اشعيا — نور لكل الجنس البشري الجزء ١
-
-
a كان الملك الفارسي كورش يدعى احيانا «ملك أنْشان»، وأنْشان هي منطقة او مدينة في عيلام. وربما لم تكن فارس معروفة عند الاسرائيليين في ايام اشعيا — في القرن الثامن قبل الميلاد — في حين كانوا يعرفون عيلام. وقد يفسر ذلك سبب ذكر اشعيا اسم عيلام بدلا من فارس.
b يظن كثيرون من المعلقين على الكتاب المقدس ان الكلمات «امسحوا المجن» تشير الى عادة عسكرية قديمة تقضي بتزييت المجانّ (الاتراس) الجلدية قبل المعركة لكي تطيش معظم الضربات عنها. ومع ان هذا التفسير محتمل، تلزم الاشارة الى انه في ليلة سقوط المدينة، لم يكن عند البابليين الوقت الكافي ليشرعوا في القتال، فكم بالاحرى ليستعدوا للمعركة بتشحيم مجانّهم!
c ان نبوة اشعيا بشأن سقوط بابل دقيقة جدا حتى ان بعض النقّاد وضعوا نظريات تدّعي انها كُتبت بعد سقوط المدينة. ولكن كما يذكر العالم بالعبرانية ف. ديليتش، هذا التخمين ليس ضروريا اذا اعترفنا ان نبيًّا يمكن ان يوحى اليه بأن ينبئ بأحداث قبل وقوعها بمئات السنين.
-