مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • جمهورية الدومينيكان
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • صورة تغطي كامل الصفحة ٨١

      جمهورية الدومينيكان

      عام ١٤٩٢،‏ ابحر كريستوفر كولومبس الى العالم الجديد،‏ فاكتشف مناطق رائعة علَّلت الانفس بتحصيل الثروات وخوض المغامرات.‏ وقد دعا احدى الجزر التي وطئها لا ايسلا اسبانيولا،‏ او هِسبانيولا،‏ التي تشكِّل الآن جمهورية الدومينيكان حوالي ثُلثيها.‏ اما اليوم،‏ فقد حقَّق الآلاف من سكان هذه الجمهورية اكتشافا مختلفا كل الاختلاف:‏ عالما جديدا قادما سيسكن فيه البر الى الابد في ظل ملكوت اللّٰه.‏ (‏٢ بط ٣:‏١٣‏)‏ وإليك في ما يلي التاريخ الشيِّق للمستقيمي القلوب الذين حققوا هذا الاكتشاف النفيس.‏

  • لمحة عن جمهورية الدومينيكان
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • الصورة في الصفحة ٨٢

      جمهورية الدومينيكان

      لمحة عن جمهورية الدومينيكان

      الخريطة في الصفحة ٨٣

      اليابسة:‏ تشغل جمهورية الدومينيكان نحو ثلثَي مساحة جزيرة هِسبانيولا،‏ فيما تحتل هايتي ثلث الجزيرة الباقي.‏ تتميز هذه الجمهورية بتنوعها الجغرافي،‏ فتجد فيها الغابات المطيرة المدارية،‏ الجبال الشاهقة،‏ الصحاري،‏ ومستنقعات اشجار القَرَام.‏ اما اعلى قممها فهي بيكو دْوارتِه التي ترتفع ١٧٥‏,٣ م عن سطح البحر.‏ وتُسبِغ الشواطئ الرملية البيضاء سحرا خلابا على معظم سواحلها،‏ فيما تزيِّن الوديان الخصيبة،‏ مثل وادي سيباو،‏ اراضيها الداخلية.‏

      الشعب:‏ ان النسبة الكبرى من السكان هي خليط من شعوب اوروبية وإفريقية.‏ كما توجد اقليات عديدة يشكِّل الهايتيون اكبر مجموعة منها.‏

      اللغة:‏ الاسبانية هي اللغة الرسمية.‏

      الصورة في الصفحتين ٨٤ و ٨٥

      اخوة وأخوات يتمتعون بمعاشرة واحدهم الآخر في جو مفرح

      سبل العيش:‏ لطالما اعتمدت ايرادات الجمهورية على التعدين وإنتاج السكر والبن والتبغ.‏ لكنّ النمو الاقتصادي الذي شهدته البلاد مؤخرا يعود الى السياحة والصناعة.‏

      المناخ:‏ تنعم الجزيرة بمناخ مداري معتدل اذ يبلغ المعدل السنوي للحرارة ٢٥ درجة مئوية.‏ ويتجاوز معدل سقوط الامطار السنوي ٠٣٢‏,٢ ملم في المرتفعات الشمالية الشرقية ويقلّ عن ٧٦٠ ملم في المناطق الاكثر جفافا.‏ وتهب العواصف المدارية والاعاصير على الجزيرة في بعض الاحيان.‏

      الحضارة:‏ يتألف طعام الدومينيكانيين الرئيسي من الارز والفاصولياء والخضار.‏ وهم يحبون ايضا ثمار البحر،‏ الفاكهة المدارية،‏ الفليفلة،‏ وموز الجنة المقلي.‏ فنجد بعض هذه المكونات في طبقهم الشهير المعروف باسم لا بانديرا دومينيكانا (‏راية الدومينيكان)‏.‏ ان سكان الجزيرة مولعون بالبايسبول والموسيقى والرقص،‏ وخصوصا رقصة الميرينغه.‏ وكثيرون منهم يعشقون العزف على الغيتار،‏ الطبل،‏ الناي الافرنجية (‏الفلوت)‏،‏ والماريمبا.‏

      المساحة (‏بالكيلومترات المربعة)‏

      ٦٧١‏,٤٨

      عدد السكان

      ٠٠٠‏,٤٠٤‏,١٠

      عدد الناشرين سنة ٢٠١٤

      ١٦١‏,٣٨

      النسبة:‏ ناشر واحد الى

      ٢٧٣

      حضور الذكرى سنة ٢٠١٤

      ٧٦٠‏,١٣٢

  • الاكتشاف يبدأ
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • الصورة في الصفحة ٨٦

      جمهورية الدومينيكان

      الاكتشاف يبدأ

      الاكتشاف يبدأ

      يوم الاحد في ١ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٤٥،‏ وصل المتخرجان من جلعاد لِنارت وفرجينيا جونسون الى سيوداد تروخيو (‏الآن سانتو دومينغو)‏،‏ عاصمة جمهورية الدومينيكان.‏ وقد كانا اول شاهدَين في البلد،‏ ودخلا ارضا ينوء تاريخها بالنزاع والنضال.‏a يخبر الكتاب السنوي لعام ١٩٤٦:‏ «لم تُفتتَح المقاطعة قط من قبل،‏ فكان على هذين المرسلَين ان يبدأا من الصفر».‏ تخيَّل الوضع:‏ لا يوجد مكتب فرع ولا قاعات ملكوت ولا جماعات،‏ والمرسلان لا يعرفان احدا في البلد وبالكاد يتكلمان الاسبانية،‏ كما انهما لا يملكان بيتا او اي اثاث.‏ فماذا فعلا؟‏

      الرسم البياني في الصفحة ٨٦

      روى لِنارت:‏ «ذهبنا الى فندق فيكتوريا حيث حصلنا لقاء خمسة دولارات في اليوم على مكان للاقامة يتضمن تقديم وجبات الطعام.‏ وبعد ظهر ذلك اليوم نفسه عقدنا اول درس بيتي في الكتاب المقدس.‏ كيف ذلك؟‏ لقد اعطتنا امرأتان دومينيكيتان درسنا معهما الكتاب المقدس في بروكلين اسماءَ اقربائهما ومعارفهما،‏ من بينهم الدكتور غرين.‏ وحين زرناه التقينا ايضا جارَه موزِس رالنز.‏ وبعد ان اخبرناهما من اين حصلنا على اسم الدكتور غرين وعنوانه،‏ اصغيا بانتباه شديد الى رسالة الملكوت ووافقا ان يدرسا الكتاب المقدس.‏ وسرعان ما اصبح موزِس اول ناشر للملكوت من سكان البلد».‏

      في اوائل حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٤٥،‏ وصل الى البلد اربعة مرسلين آخرين.‏ ولم يمضِ وقت طويل حتى وزَّعوا عددا كبيرا من المطبوعات وأسَّسوا دروسا كثيرة في الكتاب المقدس.‏ فبدا جليا بحلول تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ انهم باتوا بحاجة الى مكان للاجتماعات.‏ لذا أدخل المرسلون بعض التعديلات على غرفتَي الجلوس والطعام في بيت المرسلين لاستخدامهما كقاعة ملكوت مؤقتة.‏ وقد وصل عدد حضور الاجتماعات آنذاك الى ٤٠ شخصا.‏

      الصورة في الصفحة ٩٠

      كان بابلو بروزاود،‏ المعروف بالاسم بالاي،‏ من اوائل الذين قبلوا الحق.‏ وبسبب عمله كمشرف على تشغيل خط الباصات بين سانتياغو وسيوداد تروخيو،‏ كان يتردَّد دوما الى العاصمة.‏ وذات يوم،‏ التقى اثناء وجوده في سيوداد تروخيو بمرسلتين،‏ فقبل منهما كتاب ‏«الحق يحرركم»‏ وابتدأ يدرس معهما الكتاب المقدس يوميا.‏ وسرعان ما راح يكرز مع المرسلين ويؤمِّن لهم المواصلات.‏ ولاحقا تعرَّف بلِنارت جونسون وسافر معه من سيوداد تروخيو مرورا بسانتياغو والجبال الى مدينة بويرتو بلاتا الساحلية لزيارة فريق من الاشخاص المهتمين.‏ فهؤلاء كانوا قد بعثوا برسالة الى المركز الرئيسي العالمي في بروكلين بنيويورك طالبين المزيد من المعلومات.‏

      زيارة الاخوين نور وفرانز

      في آذار (‏مارس)‏ ١٩٤٦،‏ جاء ناثان نور وفردريك فرانز من المركز الرئيسي العالمي الى جمهورية الدومينيكان.‏ وكان الجميع ينتظرون زيارتهما على احرّ من الجمر.‏ فقدَّم الاخ نور خطابا حضره ٧٥ من المهتمين فضلا عن الاخوة،‏ كما انه رتَّب خلال الزيارة لتأسيس مكتب فرع في البلد.‏

      الصورة في الصفحة ٨٩

      الاخوان نور وفرانز في اول قاعة ملكوت في البلد بسيوداد تروخيو

      ثم توالت اعداد المرسلين الوافدين.‏ وفي نهاية سنة الخدمة ١٩٤٦،‏ بلغ عدد الشهود في جمهورية الدومينيكان ٢٨ ناشرا.‏ وبما ان البشارة كانت في مرحلة انطلاقتها الاولى،‏ صرف المرسلون الكثير من الامسيات وهم يضعون خريطة دقيقة للمقاطعات ليضمنوا القيام بحملة كرازية منظمة وشاملة.‏

      العمل يتوسع

      عام ١٩٤٧،‏ بلغ عدد الذين يشتركون في عمل الكرازة اكثر من ٥٩ ناشرا.‏ وفي تلك السنة ذاتها،‏ عُيِّن في جمهورية الدومينيكان بعض المرسلين الذين خدموا في كوبا،‏ وبين هؤلاء روي ووانيتا برانت.‏ فعُيِّن الاخ برانت خادما للفرع وبقي في هذا التعيين طوال السنوات العشر التالية.‏

      في نهاية سنة الخدمة ١٩٤٨،‏ كان هنالك نحو ١١٠ ناشرين يكرزون بالبشارة الى جانب المرسلين الدؤوبين.‏ لكن هؤلاء الكارزين الغيورين ما كانوا يعلمون بوجود نيران تحت الرماد.‏

      a وُزِّعت مطبوعات برج المراقبة في جمهورية الدومينيكان سنة ١٩٣٢.‏ لكنّ تعليم الاشخاص المهتمين افراديا لم يبدأ حتى سنة ١٩٤٥ مع وصول الزوجين جونسون الى البلد.‏

  • ‏«سنجدهم»‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      ‏«سنجدهم»‏

      ‏«سنجدهم ذات يوم»‏

      الصورة في الصفحة ٩١

      حوالي سنة ١٩٣٥،‏ وفي منطقة تُدعى وادي سيباو،‏ ابتدأ بابلو غونساليس يقرأ الكتاب المقدس.‏ ومع انه انضم لبعض الوقت الى فريق من البروتستانتيين،‏ تركهم حين رأى سلوكهم يتعارض مع ما قرأه في الاسفار المقدسة.‏ مع هذا،‏ استمر يدرس كلمة اللّٰه وحده ويخبر الآخرين بما يتعلَّمه،‏ اولا عائلته والجيران ثم الآخرين في المناطق المجاورة.‏ كما باع مزرعته وماشيته واستخدم المال لتمويل رحلاته الكرازية.‏

      وبحلول عام ١٩٤٢،‏ كان بابلو يزور ٢٠٠ عائلة على الاقل في المناطق المجاورة ويعقد اجتماعات منتظمة،‏ مع انه لم يلتقِ قط شهود يهوه.‏ كما شجَّع الناس ان يدرسوا الكتاب المقدس ويعيشوا بانسجام مع تعاليمه.‏ فطبَّق كثيرون ما قاله وتوقفوا عن تدخين التبغ وحيازة عدة زوجات.‏

      الصورة في الصفحة ٩١

      وبين الذين اصغوا الى رسالة الكتاب المقدس التي كرز بها بابلو،‏ كانت سِلِست روزاريو.‏ قالت:‏ «حين كنت بعمر ١٧ سنة،‏ انضم ابن عمّ امي نيجرو هيمِنيث الى احدى الفرق التي يشرف عليها بابلو غونساليس.‏ وذات يوم زارنا وقرأ علينا آيات من الكتاب المقدس اعطتني اسبابا كافية لأقرِّر ان اترك الكنيسة الكاثوليكية.‏ ففي الكنيسة كان كل شيء يُقرأ باللاتينية،‏ لغة لا نفهمها.‏ وبعد مدة قصيرة،‏ زارنا بابلو غونساليس وشجَّعنا قائلا:‏ ‹نحن لا ننتمي الى اي من الاديان الكثيرة التي نعرفها،‏ ولكن لدينا اخوة حول العالم.‏ صحيح اننا لا نعرف بعد مَن هم او ماذا يُدعَون،‏ إلا اننا سنجدهم ذات يوم›».‏

      اسَّس بابلو فِرقا من تلاميذ الكتاب المقدس في لوس كاكاوس سالسيدو،‏ مونتي أدِنترو،‏ سالسيدو،‏ وبِيا تيناريس.‏ ثم ذات يوم من عام ١٩٤٨،‏ فيما كان يترجل من الباص في سانتياغو ليستقل باصا آخر،‏ حدث انه رأى شاهدَين يكرزان في الشارع فأعطياه نسخة من برج المراقبة.‏ وفي رحلة اخرى،‏ اعطته اخت كتابَين ودعته الى حضور ذكرى موت المسيح في سانتياغو.‏ فلبَّى الدعوة وتأثَّر كثيرا بما سمعه،‏ مما اقنعه انه وجد الحق اخيرا وأن الحاضرين في ذلك الاجتماع هم الاشخاص الذين أمل ان يجدهم.‏

      اخذ المرسلون يزورون الناس الذين درس معهم بابلو.‏ وفي احد الاماكن حيث عقد بابلو الاجتماعات،‏ وجدوا ٢٧ شخصا من الراشدين ينتظرونهم بفرح.‏ وبعض هؤلاء قطعوا مسافة ٢٥ كلم سيرا على الاقدام وآخرون ٥٠ كلم على صهوة الحصان.‏ وفي مكان الاجتماع التالي حضر ٧٨ شخصا،‏ وفي موقع آخر ٦٩ شخصا.‏

      لقد اعطى بابلو المرسلين لائحة بأسماء نحو ١٥٠ شخصا مهتما.‏ وهؤلاء المتواضعون والشاعرون بحاجتهم الروحية كانوا سابقا يدرسون الكتاب المقدس ويطبِّقون مبادئه،‏ وكل ما لزمهم هو التنظيم والارشاد.‏ ذكرت سِلِست:‏ «زارنا المرسلون وعقدوا لنا اجتماعا،‏ كما صنعوا الترتيبات للمعمودية.‏ فكنت اول شخص يعتمد في عائلتي.‏ ولاحقا اعتمدت امي فيدِليا هيمِنيث وأختي كارمن».‏

      عُقد اول محفل دائري في البلد في مدينة سانتياغو بتاريخ ٢٣-‏٢٥ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٤٩،‏ مما اعطى عمل الكرازة زخما كبيرا.‏ وقد حضره كثيرون بدافع الفضول،‏ فارتفع عدد الحضور في الخطاب العام يوم الاحد الى ٢٦٠ شخصا.‏ وبلغ عدد المعتمدين فيه ٢٨ شخصا.‏ ان هذا المحفل الذي دام ثلاثة ايام اقنع كثيرين من الجدد ان هذه هي الهيئة التي يستخدمها اللّٰه لانجاز مشيئته.‏

      التاريخ الباكر

      1. ١٩٤٥

        وصول المرسلَين لِنارت وفرجينيا جونسون

        الصورة في الصفحة ٩٢
      2. ١٩٤٦

        زيارة الاخوين نور وفرانز

        الصورة في الصفحة ٩٢
      3. ١٩٤٩

        عقد اول محفل دائري

        معمودية ٢٨ شخصا في نهر ياكي دِل نورتي

        الصورة في الصفحة ٩٣
      4. ١٩٥٠

        حظر شهود يهوه

        الصورة في الصفحة ٩٣
  • السجن وفرض الحظر
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      السجن وفرض الحظر

      سُجنوا بسبب حيادهم

      الصورتان في الصفحة ٩٥

      إنريكِه غلاس والزنزانة التي سُجن فيها طوال اسبوعين

      في ١٩ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٤٩،‏ شنّ فريق من الدومينيكانيين المنفيّين هجوما جويا على البلد للاطاحة بالدكتاتور رافاييل تروخيو.‏ إلا ان الهجوم صُدَّ بسرعة وأُنزلت بالفريق هزيمة ساحقة.‏ رغم ذلك،‏ سجنت حكومة تروخيو الشبان الذين رفضوا تأدية الخدمة العسكرية،‏ فضلا عن كل مَن اعتبرتهم اعداء.‏ فكان ليون،‏ إنريكِه،‏ ورفاييل غلاس بين اوائل الشهود الذين سُجنوا لأنهم رفضوا اداء هذه الخدمة،‏ اضافة الى شهود آخرين من زملاء ليون في العمل.‏

      اوضح ليون:‏ «اعتُقلنا [انا وزملائي في العمل] واستُجوبنا على يد الشرطة السرية العسكرية.‏ وبعدما هُدِّدنا أُطلق سراحنا،‏ انما لنُستدعى في غضون ايام للخدمة العسكرية من دون ان تُتَّبع الاجراءات المعهودة.‏ ولأننا رفضنا الانصياع للأوامر أُرسلنا الى السجن،‏ حيث وجدنا اربعة شهود،‏ كان شقيقاي بينهم.‏ انما بعد اطلاق سراحنا،‏ عوقبنا من جديد.‏ وقد تكرَّر هذا الامر ثلاث مرات،‏ وكان يفصل بين فترة السجن والاخرى يوم او اكثر.‏ فقضينا ما يقارب سبع سنوات في السجن بلغت الفترة الاخيرة منها خمس سنوات متتالية».‏

      ‏‹حتى عندما جُلدنا او ضُربنا بالعصيّ والبنادق،‏ استطعنا الاحتمال لأن يهوه امدّنا بالقوة›‏

      واجه الاخوة في السجن امتحانا متواصلا لإيمانهم.‏ فالسجناء والحراس هزئوا بهم ليل نهار.‏ قال لهم آمر سجن فورت أوساما حيث زُجّ بهم اولا:‏ «أعلِموني يا شهود يهوه متى تصيرون شهودا للشيطان حتى أُخرجكم من هنا».‏ لكنّ المقاومين لم يتمكنوا من كسر استقامة هؤلاء الاخوة الامناء.‏ وقد اوضح ليون السبب قائلا:‏ ‹كنا دائما نستمد القوة على الاحتمال من يهوه ونلمس تدخُّله لصالحنا في ادق التفاصيل.‏ حتى عندما جُلدنا او ضُربنا بالعصيّ والبنادق،‏ استطعنا الاحتمال لأن يهوه امدّنا بالقوة›.‏

      فرض الحظر على شهود يهوه

      كثَّف اعداء العبادة الحقة اضطهادهم في كل انحاء البلد.‏ رغم ذلك،‏ في ايار (‏مايو)‏ ١٩٥٠،‏ ارتفع عدد الشهود في جمهورية الدومينيكان الى ٢٣٨ ناشرا،‏ فضلا عن المرسلين.‏ وكان ٢١ من الناشرين فاتحين كامل الوقت.‏

      الصورة في الصفحة ٩٧

      صحيفة تعلن احكام السَّجن على اخوتنا بسبب الحياد

      في هذه الاثناء،‏ كتب احد عملاء الشرطة السرية الى سكرتير الرئيس قائلا:‏ «يواصل اعضاء بدعة شهود يهوه الدينية نشاطاتهم بكل حماس في كل انحاء هذه المدينة [سيوداد تروخيو]».‏ ثم اضاف:‏ «أوصي من جديد بمنح انتباه خصوصي لشهود يهوه لأن كرازتهم ونشاطاتهم تضلِّل افكار الناس وخصوصا عامة الشعب».‏

      كما طلب وزير الداخلية والشرطة خ.‏ انطونيو اونغريا من الاخ برانت ان يبعث برسالة يذكر فيها موقف شهود يهوه من الخدمة العسكرية،‏ تحية العلم،‏ ودفع الضرائب.‏ فكتب الاخ رسالة مستقيًا المعلومات من كتاب ‏«ليكن اللّٰه صادقا».‏ رغم ذلك،‏ اصدر الوزير اونغريا في ٢١ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٥٠ قرارا يحظر عمل شهود يهوه في جمهورية الدومينيكان.‏ وكان قد استدعى الاخ برانت الى مكتبه ليُسمعه القرار شخصيا.‏ وعندما سأله الاخ برانت هل على المرسلين ان يغادروا البلد،‏ أكَّد له اونغريا ان بإمكانهم البقاء شرط ان يطيعوا القانون ولا يتكلموا مع الآخرين عن دينهم.‏a

      a في الاسابيع التي سبقت القرار،‏ نشر الكهنة الكاثوليك مقالات طويلة في الصحف ندَّدوا فيها بشهود يهوه واتَّهموهم كذبا ان لهم ارتباطا بالشيوعية.‏

  • الكرازة تستمر
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      الكرازة تستمر

      المرسلون يواصلون العمل سرّا

      وسم الحظر على العمل بداية فترة صعبة جدا على الشهود.‏ اوضحت المرسلة ألْما بارسون قائلة:‏ ‹أُغلقت قاعاتنا ومُنع عملنا.‏ وقاسى احباؤنا محنا وآلاما كثيرة هناك›.‏ اضافة الى ذلك،‏ خسر الاخوة وظائفهم وأُلقوا في السجن.‏ لكن الاخت بارسون تذكرت بإعزاز:‏ ‹كان توجيه يهوه وحمايته ظاهرَين بكل وضوح في مناسبات كثيرة›.‏ فوثق الاخوة ‹بتوجيه يهوه› وواصلوا العمل سرّا.‏

      وإذ منعت السلطات الشهود من عقد اجتماعات الجماعة،‏ ‹راح الاخوة يجتمعون خفيةً في فرق صغيرة في بيوت خاصة›،‏ حسبما اخبر لِنارت جونسون.‏ ثم اضاف:‏ ‹هناك درسنا مقالات برج المراقبة المطبوعة على آلة النسخ.‏ وكم قدَّر الاخوة الاولياء الدعم الروحي الذي استمر يهوه يمنحه في فرق الدرس الصغيرة هذه!‏›.‏

      الصورة في الصفحة ٩٨

      كان روي ووانيتا برانت بين المرسلين الذين بقوا في تعيينهم خلال الحظر

      في تلك الاثناء،‏ اشتدَّت مراقبة الحكومة للشهود وزادت من مضايقتهم.‏ لكنّ ذلك لم يوقع الرعب في قلوب الاخوة والاخوات.‏ ففي ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٥٠،‏ كتب الوزير اونغريا في رسالة بعثها الى رئيس الجمهورية:‏ «اننا نستدعي تكرارا السيد لي روي برانت والقادة الآخرين في جماعة شهود يهوه الى هذا المكتب ونأمرهم ان يتوقفوا عن القيام بأية دعاية لهذه الجمعية التي حُلَّت بموجب قانون الجمهورية،‏ ولكن يبدو انهم لا ينفِّذون امرنا.‏ فيوميا تصلنا تقارير من مختلف انحاء البلد تفيد انهم يواصلون سرّا القيام بدعايتهم،‏ مزدرين بمواقف الحكومة».‏ وفي ختام الرسالة،‏ اقترح ترحيل «القادة الاجانب الرئيسيين» لشهود يهوه.‏

      ‏«مصدر دعم»‏

      في نهاية سنة ١٩٥٠،‏ زار الاخوان نور وهنشل البلد.‏ وبعد الزيارة تغيَّر تعيين بعض المرسلين،‏ فأُرسلوا الى الارجنتين،‏ بورتو ريكو،‏ وغواتيمالا.‏ اما آخرون فزاولوا عملا دنيويا ليتمكنوا من البقاء في البلد.‏ مثلا،‏ عمل الاخ برانت في شركة الكهرباء في حين درَّس غيره اللغة الانكليزية.‏ يقول تقرير في الكتاب السنوي لعام ١٩٥١ عن هؤلاء المرسلين:‏ «كان مجرد وجودهم في البلد،‏ اي عدم هربهم،‏ مصدر دعم لأتباع الرب الامناء الذين تعلَّموا الحق منهم.‏ فالجميع سُرّوا بشجاعتهم التي بانت بالتصاقهم بعملهم».‏

      ‏‹كان مجرد وجودهم مصدر دعم للاخوة الامناء›‏

      كانت دوروثي لورنس واحدة من المرسلين الذين درَّسوا الانكليزية.‏ وإلى جانب عملها هذا،‏ اعطت ايضا دروسا في الكتاب المقدس للمهتمين.‏ والنتيجة؟‏ ساعدت عديدين على اعتناق الحق.‏

      ورغم المراقبة المستمرة،‏ استخدم عبّاد يهوه الاولياء اساليب اخرى لمواصلة خدمة الحقل.‏ فأحيانا كانوا يفصلون اجزاء الكتاب احدها عن الآخر ويضعون بعض الصفحات المطويّة في جيب القميص او كيس البقول ليتمكنوا من الكرازة دون لفت الانظار.‏ كما جعلوا اوراق تقارير خدمة الحقل تبدو لوائح بالحاجيات المراد شراؤها.‏ فاستبدلوا الكتب،‏ الكراريس،‏ المجلات،‏ الزيارات المكررة،‏ والساعات،‏ بالببّايا،‏ الفاصولياء،‏ البيض،‏ الملفوف،‏ والسبانخ.‏ وأطلقوا على نسخ برج المراقبة اسم اليوكا،‏ نسبة الى نبتة اليوكا او المنيهوت الشائعة في البلد.‏

      ‏«لائحة الحاجيات»‏

      • الصورة في الصفحة ١٠٠

        Lechosas (‏ببّايا)‏ = كتب

      • Frijoles (‏فاصولياء)‏ = كراريس

      • Huevos (‏بيض)‏ = مجلات

      • Repollos (‏ملفوف)‏ = زيارات مكررة

      • Espinacas (‏سبانخ)‏ = ساعات

      عمل التلمذة يستمر

      في ١٦ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٥٤،‏ وقَّع رافاييل تروخيو اتفاقية مع الفاتيكان تمنح رجال الدين الكاثوليك امتيازات خصوصية في جمهورية الدومينيكان.‏ وبحلول ذلك الوقت،‏ كان قد دام الحظر حوالي اربع سنوات.‏ رغم ذلك،‏ وصل عدد الناشرين سنة ١٩٥٥ الى ٤٧٨ ناشرا.‏ فكيف حصل هذا النمو بالرغم من الاوضاع الصعبة؟‏ ذكر تقرير في الكتاب السنوي لعام ١٩٥٦:‏ «ان سرّ قوتنا هو روح يهوه .‏ .‏ .‏ فالاخوة متَّحدون وأقوياء في الايمان وهم يسيرون قُدُما بشجاعة».‏

      وفي تموز (‏يوليو)‏ ١٩٥٥،‏ بعث المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه رسالة رسمية وموثَّقة الى الرئيس تروخيو توضح بالتفصيل موقف شهود يهوه الحيادي وتطلب منه ‹رفع الحظر عن شهود يهوه وجمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس›.‏ فماذا كانت النتيجة؟‏

  • الحرية ثم الحظر
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      الحرية ثم الحظر

      حرية غير متوقَّعة

      الصورة في الصفحة ١٠١

      قُتل مانويل يِريسْويلو اثناء استجوابه

      اثناء سنوات الحظر الصعبة،‏ بقي لِنارت وفرجينيا جونسون مع روي ووانيتا برانت في تعيينهم الارسالي.‏ يروي لِنارت مسترجعا ذكريات تلك الحقبة:‏ «استدعانا رسميّو حكومة تروخيو انا وروي برانت الى استجواب رسمي.‏ وكانوا قد استدعوا قبلنا الاخ مانويل يِريسْويلو ليأتي ويراهم».‏ ولكن من المحزن ان مانويل قُتل خلال الاستجواب محافظا على استقامته الى النهاية.‏ فماذا حدث مع لِنارت وروي؟‏ تابع لِنارت قائلا:‏ «لدى وصولنا،‏ استُجوب كلٌّ منا على حدة وعلى ما يبدو سُجِّلت اقوالنا على شريط تسجيل.‏ هذا كل ما حدث آنذاك.‏ وبعد شهرين اعلنت الصحف ان حكومة تروخيو رفعت الحظر عن شهود يهوه وأن بإمكاننا معاودة نشاطاتنا».‏

      قبل الحظر الذي فُرض سنة ١٩٥٠،‏ كان عدد المشتركين في عمل الكرازة في جمهورية الدومينيكان ٢٦١ ناشرا.‏ اما حين رُفع الحظر في آب (‏اغسطس)‏ ١٩٥٦،‏ فأصبح العدد ٥٢٢ ناشرا.‏ ويا للفرح الذي غمر الاخوة حين عرفوا انهم سينعمون بالحرية ليكرزوا علانية بعد ست سنوات من السجن والقمع والمراقبة المتواصلة!‏

      وماذا كان ردّ فعل شعب يهوه تجاه هذا الانقلاب المفاجئ في الاحداث؟‏ اخذوا على الفور يعيدون تنظيم العمل.‏ ففتشوا عن اماكن يمكن استخدامها قاعات للملكوت،‏ وضعوا خرائط جديدة للمقاطعات،‏ وصنعوا ملفات جديدة للجماعات.‏ وسرّهم ان يتمكنوا من طلب المطبوعات والحصول عليها.‏ كما استغلوا حريتهم هذه للكرازة بغيرة.‏ والنتيجة؟‏ بعد ثلاثة اشهر فقط،‏ في تشرين الثاني ‏(‏نوفمبر)‏ ١٩٥٦،‏ ارتفع عدد المشاركين في عمل الكرازة الى ٦١٢ ناشرا.‏

      رجال الدين يشنون حملة بغض على الشهود

      الصورة في الصفحة ١٠٣

      تناولت مذكّرة توليدانو خططا لمنع ادخال مطبوعاتنا الى البلد

      راح رجال الدين الكاثوليك في الحال يخططون لتشويه سمعة الشهود.‏ وإذ ارتكزوا على الاتفاقية التي وقَّعها تروخيو مع الفاتيكان،‏ بذلوا وسعهم للتأثير في الحكومة ودفعها الى القضاء عليهم.‏ فأرسل الكاهن الكاثوليكي اوسكار روبلز توليدانو الى وزير الداخلية فيرخيليو ألفاريث بينا مذكّرة يطلب فيها من الحكومة ان تؤازره في سعيه الى «تنبيه ضمير شعب الدومينيكان الى الخطر الشديد الذي تشكِّله بدعة ‹شهود يهوه›».‏

      وأوضح توليدانو ان غايته الرئيسية هي «إحباط حملة الهداية التي يقوم بها شهود يهوه».‏ وأوصى ايضا في مذكّرته ألا يُسمح بإدخال مطبوعاتنا الى البلد،‏ «وخصوصا كتاب ‏‹الحق يحرركم›‏ ومجلة برج المراقبة».‏

      الحظر يُفرض من جديد

      انضم سياسيون في حكومة تروخيو الى القادة الدينيين وأعوانهم في خطتهم لمهاجمة شهود يهوه.‏ فأرسل رئيس «حزب الدومينيكان» فرانثيسكو براتس–‏راميرِس في حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٥٧ مذكّرة الى تروخيو يقول فيها:‏ «اخطِّط لعقد سلسلة من الاجتماعات كي احارب افكار شهود يهوه المفسِدة والمناهضة للمصلحة الوطنية».‏

      كان لحملة الافتراء هذه تأثير فوري،‏ كما اوضح كتاب تروخيو:‏ قيصر الجزر الكاريبية الصغير (‏بالانكليزية)‏.‏ ذكر:‏ «خلال اشهر صيف ١٩٥٧،‏ نشرت الصحافة الدومينيكانية سلسلة من الاتهامات وجَّهها كبار الرسميين الحكوميين الى شهود يهوه مفادها ان نشاطاتهم ‹مفسِدة وتحرِّض على الفتنة›.‏ وتتالت الاتهامات يومَ ندَّد كاهن يسوعي اسمه ماريانو فاسكيس سانس بشهود يهوه عبر شبكة محطات اذاعية يملكها تروخيو تُدعى صوت الدومينيكان.‏ فاتَّهمهم بأنهم بدعة تعمل لحساب الشيوعية ونعت انصارها ‹بالعدو المعاند،‏ الداهية،‏ المجرم،‏ والخائن›.‏ وعلى الاثر،‏ بعث رئيسا الاساقفة ريكاردو بِتيني وأوكتافيو انطونيو بيراس رسالة رعوية موقَّعة منهما الى الكهنة تدعوهم الى حماية ابناء ابرشياتهم من هذه ‹الهرطقة الخطرة›».‏

      وهكذا حققت الجهود المتضافرة التي بذلتها الكنيسة والدولة مبتغاها.‏ ففي تموز (‏يوليو)‏،‏ سنّ الكونغرس الدومينيكاني قانونا يفرض الحظر على شهود يهوه.‏ وسرعان ما تعرَّض اخوتنا للضرب والمعاملة الوحشية على يد الشرطة.‏ وقد بلغ مجموع المعتقلين نحو ١٥٠ اخا وأختا.‏

  • الكنيسة الكاثوليكية وتروخيو
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • الصورة في الصفحة ١٠٤

      جمهورية الدومينيكان

      الكنيسة الكاثوليكية وتروخيو

      ما العلاقة التي جمعت بين تروخيو والكنيسة الكاثوليكية؟‏ قال احد المحلِّلين السياسيين:‏ «خلال عهد تروخيو الطويل الذي امتد من سنة ١٩٣٠ الى سنة ١٩٦١،‏ تبادلت الكنيسة والدولة الدعم.‏ فساند الدكتاتور الكنيسة التي ايدت بدورها نظام حكمه».‏

      وفي عام ١٩٥٤،‏ سافر تروخيو الى روما ووقَّع اتفاقية مع البابا.‏ كتب خيرمان أورنِس،‏ صديق حميم سابق لتروخيو:‏ «ان التأييد التام الذي تمنحه الكنيسة الدومينيكانية ‹للزعيم› تروخيو يجعلها دعما كبيرا له.‏ فالكهنة،‏ وفي مقدِّمتهم رئيسا الاساقفة ريكاردو بِتيني وأوكتافيو بيراس،‏ هم بين المروِّجين الرئيسيين للنظام».‏

      ثم تابع موضحًا:‏ «في كل فرصة مؤاتية،‏ يُبرِق البابا تحيات حارة الى تروخيو.‏ .‏ .‏ .‏ فقد حمل الكردينال فرانسيس سبِلْمان،‏ بصفته ممثل البابا الخاص،‏ رسالةً ودية الى مؤتمر الثقافة الكاثوليكية في سيوداد تروخيو الذي عُقد برعاية [تروخيو] عام ١٩٥٦.‏ ولدى وصول الكردينال سبِلْمان من نيويورك،‏ استقبله القائد العام [تروخيو] بنفسه استقبال الابطال.‏ وصور معانقتهما الحارة تصدَّرت الصحف في اليوم التالي».‏

      وفي عام ١٩٦٠،‏ ذكرت مجلة تايم (‏بالانكليزية)‏:‏ «حتى الآن،‏ لا تزال العلاقة بين تروخيو والكنيسة جيدة.‏ صحيح ان رئيس الاساقفة ريكاردو بِتيني،‏ حَبْر الاميركتين،‏ هو اليوم بعمر ٨٣ سنة ومصاب بالعمى،‏ لكنه قبل اربع سنوات بعث برسالة تحمل توقيعه الى صحيفة نيويورك تايمز يمدح فيها تروخيو ويقول ان ‹الشعب يحب هذا «الدكتاتور» ويُجلّه›».‏

      رغم ذلك،‏ بعد ثلاثة عقود من الدعم والولاء لدكتاتورية تروخيو الوحشية،‏ ابتدأت الكنيسة الكاثوليكية تغيِّر موقفها عقب تغيُّر المناخ السياسي.‏ يوضح المحلِّل السياسي المذكور آنفا:‏ «مع ازدياد المقاومة للدكتاتورية،‏ ولاحقًا بغية انشاء حكم ديموقراطي في البلد،‏ أُجبرت الكنيسة التي طالما جمعتها بتروخيو علاقة صداقة حميمة ان تغيِّر موقفها».‏

      وأخيرا،‏ أُلزمت الكنيسة سنة ٢٠١١ ان تعتذر للشعب الدومينيكاني.‏ فذكرت في رسالة رعوية نُشرت في صحيفة الدومينيكان اليوم (‏بالانكليزية)‏:‏ ‹نعترف بأننا ارتكبنا الاخطاء وأننا لم نلتزم دائما بإيماننا ودعوتنا ومسؤوليتنا.‏ لذلك نقدِّم اعتذارنا ونلتمس من كل الدومينيكانيين التفهُّم والتسامح›.‏

  • هجوم عنيف
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      هجوم عنيف

      ‏«سنتخلَّص منهم»‏

      اثناء فترة الحظر،‏ اعتمد بوربونيو أيْبار في ١٩ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٥٥.‏ وبعد معموديته،‏ عقد دروسا كثيرة في الكتاب المقدس في مونتي أدِنترو وسانتياغو.‏ وحين رُفع الحظر سنة ١٩٥٦،‏ اعتمد بعض تلاميذه بمن فيهم زوجته.‏

      في منتصف شهر تموز (‏يوليو)‏ ١٩٥٧،‏ عقد الرسميون الحكوميون في سالسيدو مؤتمرا لتشويه سمعة الشهود.‏ وكما يوضح الاخ أيْبار،‏ «كان فرانثيسكو براتس–راميرِس الخطيب الرئيسي».‏ ثم يضيف:‏ «اعلن براتس–راميرِس:‏ ‹سنتخلَّص منهم في غضون ايام›».‏ ولم تمضِ ايام قليلة حتى اعتقلت الشرطة،‏ في ١٩ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٥٧،‏ جميع شهود يهوه في بلانكو أريبا،‏ إل هوبو،‏ لوس كاكاوس،‏ ومونتي أدِنترو.‏

      يروي الاخ أيْبار:‏ «كنت بين الذين أُلقي القبض عليهم.‏ فأُخذنا الى مقر القيادة العسكرية في سالسيدو.‏ وما ان وصلنا الى هناك حتى انهال عليّ بالضرب كولونيل يُدعى سالادين.‏ وكانت عيناه تقدحان شررا وهو يهدِّدنا.‏ بعد ذلك جُعلنا صفَّين،‏ الرجال في صف والنساء في آخر.‏ ثم راح الحراس يرفسون ويضربون الرجال ويخبطون النساء بعصيّهم وهم يقولون:‏ ‹انا كاثوليكي وأقتل›».‏

      ‏«قرأت الكتاب المقدس وأعرف ان يهوه هو اللّٰه»‏

      حُكم على الاخ أيْبار بدفع غرامة مالية وبالسجن ثلاثة اشهر.‏ وهو يخبر قائلا:‏ «اثناء وجودنا في السجن،‏ زارنا جنرال في الجيش اسمه سانتوس ميليدو مارتي وقال لنا:‏ ‹قرأت الكتاب المقدس وأعرف ان يهوه هو اللّٰه.‏ انتم لم ترتكبوا ذنبا يستوجب عقوبة السجن.‏ ولكن ما بيدي حيلة لأن الاساقفة الكاثوليك هم مَن تسبَّبوا بسجنكم.‏ والوحيدون الذين يستطيعون إلغاء عقوبتكم هم الاساقفة انفسهم او الزعيم (‏تروخيو)‏›».‏

      ‏«أأنتِ الرئيسة؟‏»‏

      كان بين الشهود الذين اعتُقلوا ابنة فيدِليا هيمِنيث وابنتا اختها،‏ وجميعهن درسن الحق معها.‏ ورغم ان فيدِليا لم تُعتقل في البداية،‏ فقد سلَّمت نفسها للشرطة كي تُسجَن بهدف تشجيع اللواتي سبقنها الى السجن.‏ وفي تلك الاثناء،‏ قام القائد العسكري العالي الرتبة لودوفينو فرنانديز بزيارة رسمية للسجن.‏ فطلب هذا الرجل السيئ السمعة المعروف بغطرسته ووحشيته ان يُؤتى اليه بفيدِليا وسألها:‏ «أأنتِ الرئيسة؟‏».‏

      اجابت فيدِليا:‏ «كلا.‏ بل انتم الرؤساء».‏

      فردّ فرنانديز:‏ «اذًا انت القسيسة».‏

      اجابت:‏ «كلا،‏ يسوع هو راعينا ومعلِّمنا».‏

      عندئذ سألها:‏ «ألست انت السبب في سجن كل هؤلاء؟‏ ألست انت مَن علَّمهم؟‏».‏

      فقالت فيدِليا:‏ «كلا.‏ الكتاب المقدس هو السبب في سجن كل هؤلاء.‏ انهم يطبقون ما تعلَّموه من الكتاب المقدس».‏

      في تلك اللحظة عينها،‏ مرّ في الرواق اثنان من الاخوة الذين اعتُقلوا:‏ بيدرو خيرمان،‏ ونيجرو هيمِنيث ابن عم فيدِليا.‏ وكانا يُنقَلان من السجن الانفرادي الى زنزانة عادية.‏ كانت قميص نيجرو ملطَّخة بدماء جافة وعين بيدرو متورِّمة بشكل مريع،‏ ما عنى انهما ضُربا بوحشية.‏ فما كان من فيدِليا إلا ان سألت القائد:‏ «أهكذا تعاملون الناس الصالحين والصادقين الذين يخافون اللّٰه؟‏».‏ عندئذ ادرك فرنانديز انه لن يتمكن من اخافتها،‏ فأمر ان تُعاد الى زنزانتها.‏

      لقد وقف خدام يهوه الاولياء بشجاعة في وجه هذه المقاومة العنيفة.‏ حتى الرسميون الحكوميون اعترفوا بذلك.‏ على سبيل المثال،‏ في ٣١ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٥٧،‏ كتب المسؤول عن الامن الشخصي للرئيس،‏ لويس أرسينو كولون،‏ رسالة الى وزير الدولة يقول فيها متأسفا:‏ «مع ان القانون الذي اقرّه مؤخرا البرلمان الوطني ينصّ ان النشاط الديني للبدعة المعروفة بشهود يهوه هو غير شرعي،‏ فإن غالبية اعضائها يواصلون نشاطهم بعزم».‏

  • مَن هو الرأس؟‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      مَن هو الرأس؟‏

      ‏‹اقطع الرأس›‏

      في ١٣ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٥٧،‏ كتب كولون الى وزير الدولة:‏ «هنالك مثل قديم شائع يقول:‏ ‹اقطع رأس الافعى تقضِ عليها›.‏ لذا فأهم خطوة لمحو بدعة شهود يهوه من البلد هي ايجاد طريقة للتخلُّص من مرسليهم.‏ وهكذا نقطع رأس اخويّتهم.‏ فبدون رأس لن تَرُوج افكارهم».‏

      ولم يمضِ وقت طويل حتى امر وزير الامن أرتورو إسبايات المرسلين العشرة الباقين ان يغادروا البلد.‏ فبعث الاخ روي برانت في ٢١ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٥٧ رسالة الى تروخيو طالبا ان يجتمع معه ليشرح وضعنا.‏ قالت الرسالة جزئيا:‏ «ان حملة البغض التي يشنّها بعض الناس في البلد على اسم يهوه اللّٰه هي الحملة نفسها التي شنّها الاشخاص المضلَّلون على رسل يسوع».‏ ثم شجَّع تروخيو ان يقرأ الاصحاحات ٢-‏٦ من سفر الاعمال‏،‏ وأوضح:‏ «ان النصيحة السديدة والواضحة التي اعطاها القاضي غمالائيل في ذلك الزمن هي مفيدة اليوم تماما كما كانت في الماضي».‏ وبأحرف استهلالية كبيرة استشهد بالاعمال ٥:‏​٣٨،‏ ٣٩ قائلا:‏ «دَع هؤلاء الناس وشأنهم لأنه إن كان العمل الذي يقومون به من اللّٰه،‏ يُخشى عليك ان تجد نفسك تحارب اللّٰه».‏ لكنّ هذا الالتماس لقي اذنا صمّاء.‏ وفي ٣ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٥٧،‏ أُخذ المرسلون الى المطار ورُحِّلوا عن البلد.‏

      ‏‹يسوع هو الرأس›‏

      الصورة في الصفحة ١١٠

      اشرف دونالد نووِلز على العمل في الفرع بعمر ٢٠ سنة

      فماذا حدث للاخوة والاخوات بعدما ذهب المرسلون؟‏ هل تُركوا فعلا «دون رأس» كما توقَّع كولون؟‏ على العكس.‏ فيسوع «هو رأس الجسد،‏ الجماعة».‏ (‏كو ١:‏١٨‏)‏ لذلك لم يُترك شعب يهوه في جمهورية الدومينيكان «دون رأس»،‏ بل استمر يهوه وهيئته يعتنيان بهم.‏

      فعُيِّن دونالد نووِلز ناظرا على العمل في الفرع.‏ وكان عمره آنذاك ٢٠ سنة فقط،‏ ولم تمضِ سوى اربع سنوات على معموديته.‏ ومع انه خدم كناظر دائرة لعدة اشهر،‏ وجد كل شيء جديدا عليه.‏ وقد عمل في مكتب صغير ومتواضع في منزله.‏ وكان منزله بسيطا،‏ جدرانه من الخشب،‏ سقفه من الحديد المطلي بالزنك،‏ ارضيته من التراب،‏ ويقع في ناحية خطرة جدا في سيوداد تروخيو تُدعى غْواليه.‏ إلا انه بمساعدة اخ يُدعى فليكس مارتي طبع نسخا من برج المراقبة للبلد كله.‏

      الصورة في الصفحة ١١١

      نسخة من مجلة برج المراقبة لعام ١٩٥٨ مطبوعة على آلة نسخ

      ومدَّت ايضا ماري غلاس يد العون للاخ نووِلز فيما كان زوجها إنريكِه مسجونا.‏ توضح قائلة:‏ «بعد الانصراف من عملي الدنيوي في الساعة الخامسة بعد الظهر،‏ كنت اذهب الى مكتب الاخ نووِلز لأطبع برج المراقبة على اوراق ستانسِل.‏ وبعدما انتهي،‏ يستخرج الاخ نووِلز نسخا منها على آلة النسخ.‏ ثم تضع اخت من سانتياغو،‏ دعوناها ‹الملاك›،‏ نسخ المجلات هذه في اسفل صفيحة زيت فارغة سعتها نحو ٢٠ ل وتغطيها بقطعة قماش تضع فوقها المنيهوت او البطاطا او القُلقاس،‏ وتكسو الكل بكيس من الخَيْش.‏ وأخيرا،‏ تستقل الاخت المواصلات العامة الى شمال البلد وتترك نسخة لكل جماعة.‏ فتستعير العائلات تلك النسخة،‏ العائلة تلو الاخرى،‏ لكي يتمكنوا من درسها».‏

      وتضيف ماري:‏ «وجب ان نتوخى الحذر الشديد لأن الشوارع عجَّت بعملاء الحكومة الذين حاولوا اكتشاف مكان طباعة برج المراقبة.‏ لكن جهودهم باءت بالفشل.‏ فيهوه ظلَّلنا دوما بحمايته».‏

      الاطار في الصفحتين ١١٢ و ١١٣
  • خطر الاعتقال
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      خطر الاعتقال

      ‏‹حذرون كالحيات،‏ وأبرياء كالحمام›‏

      كان من المهم جدا اثناء الحظر ان يستمر خدام يهوه الاولياء في تناول الطعام الروحي المزوَّد في الاجتماعات،‏ إلا ان ذلك عرَّضهم لخطر كبير.‏ فخلال تلك السنوات،‏ اعتُقل كثيرون من الاخوة وحُكم عليهم بالسجن فترات مختلفة.‏

      توضح خوانيتا بورهيس:‏ «حين اعتنقت الحق سنة ١٩٥٣،‏ ادركت انني كواحدة من شهود يهوه معرَّضة للاعتقال.‏ وهذا ما حدث بالضبط.‏ فأثناء زيارتي للاخت إنيدا سْواريس في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٥٨،‏ داهمت الشرطة السرية منزلها واتهمتنا اننا نعقد اجتماعا.‏ فحُكم علينا بالسجن ثلاثة اشهر،‏ وأُلزِمت كلٌّ منا بدفع غرامة قدرها ١٠٠ بيزو،‏ ما يعادل آنذاك ١٠٠ دولار اميركي».‏

      الصورة في الصفحة ١١٥

      احتفظ البوليس السري بقوائم مفصَّلة عن اخوتنا وأخواتنا.‏

      ومع ان الحكومة بذلت كل ما في وسعها لمنع الشهود من الاجتماع معا،‏ فإن محاولاتها لم تثنهم عن عزمهم.‏ ولكن لزم ان يكونوا «حذرين كالحيات،‏ وأبرياء كالحمام».‏ (‏مت ١٠:‏١٦‏)‏ تقول أندريا ألمانْسار مستذكرة الماضي:‏ «كان علينا ان نصل الى الاجتماع في اوقات مختلفة وأن ننصرف بالتتابع لئلا يُشتبه في امرنا.‏ لذا غالبا ما غادرنا في وقت متأخر من المساء».‏

      يتذكر خيريمايس غلاس الاجتماعات التي عُقدت سرًّا في منزل عائلته.‏ وكان هذا الاخ قد وُلد اثناء وجود ابيه ليون في السجن وصار ناشرا للملكوت سنة ١٩٥٧ عن عمر ٧ سنوات.‏ يقول عن الاجراءات الاحتياطية التي اتَّخذوها:‏ «كانت تُعطى لجميع الحضور ورقة كرتون صغيرة كُتب عليها رقم يشير الى دور كل واحد في المغادرة.‏ وبعد انتهاء الاجتماع،‏ كان ابي يطلب مني الوقوف عند المدخل لأتحقق من الارقام التي على الاوراق وأرشِد المغادرين ان يخرجوا اثنين اثنين وأن يتَّخذوا طرقا مختلفة».‏

      اضافة الى ما ذُكر،‏ اتَّخذ الشهود اجراء احتياطيا آخر.‏ فبرمجوا الاجتماعات في اوقات يقلّ فيها احتمال الامساك بهم.‏ وهذا ما فعلوه من اجل معمودية مرسيذس غارذِيا.‏ لقد عرفت هذه الفتاة الحق من خالها بابلو غونساليس.‏ وحين بلغت السابعة من العمر فارقت امها الحياة،‏ فيما كان ابوها في السجن،‏ فبقيت مع تسعة اخوة وأخوات.‏ وعندما تأهلت للمعمودية سنة ١٩٥٩ عن عمر تسع سنوات،‏ رأى الاخوة ان يُلقى خطاب المعمودية عند الساعة الثالثة والنصف فجرا كي لا تكتشف الشرطة امرهم.‏ وقد أُلقي الخطاب في منزل احد الاخوة،‏ ثم أُجريت المعمودية في نهر أوساما الذي يمر في العاصمة.‏ تقول مرسيذس:‏ «عند الساعة الخامسة والنصف صباحا،‏ كنا في طريقنا الى المنزل فيما سائر الناس يستيقظون من نومهم».‏

      النمو رغم الاضطهاد

      رغم الاضطهاد العنيف والدعاية السلبية،‏ تضاعف تقريبا عدد الناشرين اثناء الحظر.‏

      • ١٩٥٠ –‏ ٢٩٢

      • ١٩٦٠ –‏ ٤٩٥

  • المثابرة تؤول الى الحرية
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      المثابرة تؤول الى الحرية

      الكرازة بحذر

      يخدم رافاييل باريد اليوم مع زوجته فرانسيا في بيت ايل.‏ وقد اصبح ناشرا للملكوت سنة ١٩٥٧ بعمر ١٨ سنة.‏ وهو يتذكر كيف كان رجال الشرطة المتنكِّرون يتعقَّبونه حين يخرج للكرازة،‏ منتظرين الفرصة المناسبة للقبض عليه هو والذين معه.‏ يقول رافاييل:‏ «اضطررنا احيانا ان نقفز فوق السياجات وننسلّ خفية الى الطرق والأزقّة الفرعية كي لا يمسكوا بنا».‏ وتخبر أندريا ألمانْسار بما فعلته هي وغيرها كي لا يُعتقلوا:‏ «لزم ان نتصرف بحكمة.‏ ففي الخدمة،‏ كنا نكرز في احد البيوت ثم نتجاوز عشرة بيوت اخرى لنكرز في البيت التالي».‏

      الفرج اخيرا!‏

      شهد عام ١٩٥٩ مرور نحو ٣٠ سنة على حكم تروخيو،‏ إلا انه ترافق مع تغيير في المناخ السياسي.‏ ففي ١٤ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٥٩،‏ شنّ المنفيون الدومينيكانيون هجوما على جمهورية الدومينيكان،‏ محاولين مرة اخرى الاطاحة بتروخيو.‏ ومع ان الهجوم فشل والمتآ‌مرين قُتلوا او سُجنوا،‏ شعر كثيرون من اعداء تروخيو ان حكومته ليست منيعة،‏ فكثَّفوا مقاومتهم.‏

      وفي ٢٥ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٦٠،‏ بعد سنوات من تعاون الكنيسة الكاثوليكية مع حكومة تروخيو،‏ اصدر اساقفتها رسالة رعوية تعلن احتجاجهم على انتهاك حقوق الانسان.‏ وفي هذا الصدد،‏ يوضح المؤرخ الدومينيكاني برناردو فيغا:‏ «ان حملة الهجوم التي شُنّت في حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٥٩ والقمع الذي مارسته السلطة ضد المشاركين في الحملة ولاحقا ضد حركة المقاومة السرية الداخلية،‏ شكَّلا ضغطا على الكنيسة لتتَّخذ،‏ لأول مرة،‏ موقفا مقاوما لتروخيو».‏

      لكن اللافت ان الحكومة رفعت في ايار (‏مايو)‏ ١٩٦٠ الحظر عن شهود يهوه.‏ فبعد سنوات من الضيق اتى الفرج من مصدر غير متوقَّع،‏ من تروخيو نفسه اثر خلافه مع الكنيسة الكاثوليكية.‏

  • حرية الكرازة
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • الصورة في الصفحة ١٢٤

      جمهورية الدومينيكان

      حرية الكرازة

      اغتيال تروخيو

      ب‍حلول عام ١٩٦٠،‏ كانت دكتاتورية تروخيو تواجه موجة استنكار دُولية متنامية ومقاومة داخلية لا تلين.‏ وفي خضم كل هذا التوتر السياسي،‏ قام مِلتون هنشل من المركز الرئيسي العالمي بزيارة الدومينيكان،‏ حيث حضر محفلا دام ثلاثة ايام في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٦١.‏ وقد بلغ عدد الحضور في الخطاب العام ٩٥٧ شخصا،‏ واعتمد ٢٧ شخصا.‏ وخلال زيارته،‏ ساعد الاخوة على اعادة تنظيم العمل ووضْعِ خريطة تفصيلية للمقاطعة.‏

      الرسم البياني في الصفحة ١٢٤

      عُيِّن إنريكِه غلاس وخوليان لوبيز ناظرَي دائرة للاهتمام بالجماعات.‏ اوضح خوليان:‏ «تضمنت دائرتي جماعتين في شرق البلد وكل الجماعات الواقعة في شماله.‏ اما إنريكِه فشملت دائرته الجماعات المتبقية في الشرق وكل الجماعات الواقعة في الجنوب».‏ وهذه الزيارات اعادت التواصل بين الجماعات والهيئة وساعدت على بناء معشر الاخوة روحيا.‏

      الصورة في الصفحة ١٢٧

      سالفينو وهيلِن فِراري سنة ١٩٦١ في طريقهما الى جمهورية الدومينيكان

      سنة ١٩٦١،‏ وصل الى البلد المتخرجان من الصف الثاني لمدرسة جلعاد سالفينو وهيلِن فِراري.‏ وقد لعبت خبرتهما السابقة كمرسلَين في كوبا دورا مهما في عمل الحصاد الروحي العظيم بجمهورية الدومينيكان.‏ ولاحقا خدم سالفينو عضوا في لجنة الفرع حتى وفاته سنة ١٩٩٧.‏ ولا تزال هيلِن تخدم كامل الوقت منذ ٧٩ سنة،‏ قضت معظمها في العمل الارسالي.‏

      بُعيد مجيء هذين الزوجين،‏ شهد عهد تروخيو الارهابي نهاية عنيفة في ليل ٣٠ ايار (‏مايو)‏ ١٩٦١ حين امطر المتآ‌مرون سيارته بوابل من الرصاص وأردوه قتيلا.‏ لكن البلد لم يشهد بعد اغتياله استقرارا سياسيا،‏ بل استمرت النزاعات الاهلية والاضطرابات السياسية تعصف به طوال سنوات.‏

      عمل الكرازة يسير قُدُما

      في تلك الاثناء،‏ اتى المزيد من المرسلين.‏ فبعد يومين فقط من اغتيال تروخيو،‏ انتقل من بورتو ريكو الى جمهورية الدومينيكان وليَم دِنغْمان المتخرج من الصف الاول لمدرسة جلعاد مع زوجته إستيل،‏ اضافة الى ثِلما كريتس وفْلوسي كورونِيُوس.‏ اخبر وليَم:‏ «حين وصلنا،‏ كان البلد في حالة انتفاضة ثورية وتعمُّه تحركات عسكرية كثيرة.‏ وتخوُّفا من حدوث ثورة،‏ كان الجنود يفتِّشون جميع مَن في الطريق العام.‏ فأوقفتنا حواجز تفتيش عديدة،‏ وفُتِّشت امتعتنا عند كلٍّ منها.‏ وأخرج الجنود كل شيء من حقائبنا،‏ حتى اصغر الاشياء».‏ فشكَّلت الكرازة تحدِّيا في هذا المناخ السياسي المتقلِّب.‏

      الصورة في الصفحة ١٢٧

      وليَم وإستيل دِنغْمان وثِلما كريتس لا يزالون في البلد بعد ٦٧ سنة من الخدمة الارسالية الغيورة

      وقال وليَم ايضا:‏ «خلال حكم تروخيو الدكتاتوري،‏ قيل للناس ان شهود يهوه شيوعيون وإنهم حُثالة المجتمع .‏ .‏ .‏ لكننا تمكنّا شيئا فشيئا من استئصال مشاعر التحامل ضدنا».‏ ونتيجة استئناف عمل الكرازة،‏ تجاوب المزيد من ذوي القلوب المخلصة مع رسالة الملكوت.‏ وفي نهاية سنة الخدمة ١٩٦١،‏ بلغ عدد الفاتحين الخصوصيين في البلد ٣٣ فاتحا.‏

  • عازمون على البقاء
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • الصورة في الصفحة ١٢٨

      جمهورية الدومينيكان

      عازمون على البقاء

      وجدوا الحق

      ابتدأت خوانا بِنتورا تدرس الكتاب المقدس اثناء فترة الحظر على عمل الكرازة،‏ واعتمدت سنة ١٩٦٠ في نهر أوساما.‏ وذات مرة،‏ اراد قسيس انجيلي في سانتو دومينغو ان يسجنها لأنها على حد قوله كانت «تسرق رعيته».‏ وفي محاولة للبرهان ان شهود يهوه كذبة وللتقليل من اعتبار خوانا،‏ طلب منها ان تحضر الى كنيسته للاجابة عن اسئلة حول معتقداتها الجديدة.‏

      تروي خوانا:‏ «طرح عليّ ثلاثة اسئلة:‏ ‹لمَ لا تصوِّتون في الانتخابات؟‏ لمَ لا تشتركون في الحرب؟‏ ولمَ تدعون انفسكم شهود يهوه؟‏›.‏ وفيما كنت اجيب عن كل سؤال من الاسفار المقدسة،‏ كان جميع الحاضرين يفتحون الى الآيات ويندهشون مما يقرأونه.‏ فأدرك كثيرون انهم وجدوا الحق،‏ وابتدأوا يدرسون الكتاب المقدس.‏ وأخيرا انتذر ٢٥ منهم ليهوه».‏ وقد اعطى هذا الحدث المثير زخما كبيرا لعمل الكرازة في سانتو دومينغو.‏

      شهود يهوه عازمون على البقاء

      كان لمقتل تروخيو تداعيات سياسية كثيرة.‏ اخبر الكتاب السنوي لعام ١٩٦٣:‏ ‹انتشر الجنود على طول الشوارع،‏ وعمَّت الاضرابات وأعمال العنف في وضح النهار›.‏ ولكن رغم الاضطراب السياسي،‏ استمر عمل الكرازة والتلمذة يمضي قُدُما.‏ وبحلول نهاية سنة الخدمة ١٩٦٣،‏ بلغت ذروة الناشرين ١٥٥‏,١ ناشرا.‏

      عندما جاء ناثان نور من المركز الرئيسي العالمي لزيارة جمهورية الدومينيكان عام ١٩٦٢،‏ رتَّب ان تُشترى ارض لتشييد فرع اكبر من اجل الاعتناء بعمل الكرازة المتسارع.‏ فشيَّد فيها الاخوة قاعة ملكوت ومبنى مؤلفا من طابقين.‏ ويوم السبت في ١٢ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٦٣،‏ قدَّم فردريك فرانز،‏ زائر آخر من المركز الرئيسي العالمي،‏ خطاب تدشين الفرع الجديد.‏ فبدا واضحا ان شهود يهوه عازمون على البقاء في جمهورية الدومينيكان.‏ وبُعيد التدشين،‏ وصل آخر المرسلين المطرودين من كوبا،‏ هاري وباكيتا دافيلد.‏

      النمو رغم الثورة

      في ٢٤ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٦٥،‏ اندلعت ثورة عاثت في البلاد خرابا.‏ ورغم المعمعة التي تلت،‏ استمر شعب يهوه في النمو روحيا.‏ فبحلول سنة ١٩٧٠،‏ بلغ عدد الناشرين ٣٧٨‏,٣ شخصا في ٦٣ جماعة.‏ واللافت ان اكثر من نصف هؤلاء الناشرين اعتنقوا الحق في السنوات الخمس السابقة.‏ اخبر الكتاب السنوي لعام ١٩٧٢:‏ «اتوا من كل فئات الناس:‏ ميكانيكيّو سيارات،‏ مزارعون،‏ سائقون عموميون،‏ محاسبون،‏ معماريون،‏ نجارون،‏ محامون،‏ اطباء اسنان،‏ وأيضا سياسيون سابقون.‏ كلهم جمعتهم المحبة للحق وليهوه».‏

  • الحاجة الى مزيد من المبشِّرين
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • الصورة في الصفحة ١٣٣

      جمهورية الدومينيكان

      الحاجة الى مزيد من المبشِّرين

      البشارة تصل الى المناطق النائية

      بمرور الوقت،‏ وصل المزيد من المرسلين.‏ ومن بينهم بِيتْ باسكال،‏ آيموس وباربرا باركر،‏ وريتشارد وبِلفا ستادرد اللذان خدما في بوليفيا.‏ كما اتى جيسي ولين كانتويل من كولومبيا.‏ فقدَّموا دعما اضافيا لعمل الكرازة المزدهر.‏ وبحلول سنة ١٩٧٣،‏ كانت بلدات ومدن جمهورية الدومينيكان تشهد نشاطا كثيفا في عمل تعليم الكتاب المقدس،‏ اما المناطق النائية فلم تكن قد سمعت بعد بالبشارة.‏ لذلك صُنعت الترتيبات للاهتمام بحاجات سكان الريف الروحية.‏ وحين وُجِّهت الدعوة الى متطوِّعين للكرازة شهرين في الارياف،‏ لبَّى الدعوة ١٩ فاتحا عاديا.‏ وبين كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٧٣ وكانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٧٧،‏ عُيِّنت فرق من الفاتحين للخدمة في مناطق لم تشهد إلا القليل او لا شيء من عمل الكرازة.‏

      ‏«قايضنا المطبوعات بالدجاج والبيض والفواكه»‏

      ذكر فاتح اشترك في هذا العمل الخصوصي:‏ «كنا بعد قضاء يوم في اخبار الناس برسالة الكتاب المقدس وتوزيع المطبوعات،‏ نقضي يوما آخر في زيارة المهتمين.‏ وبما ان القرويين لا يملكون سوى القليل من المال،‏ قايضنا المطبوعات بالدجاج والبيض والفواكه.‏ وبفضل يهوه لم نشعر يوما بالجوع».‏ كثيرون آنذاك سمعوا الكتاب المقدس يُقرأ عليهم لأول مرة في حياتهم.‏ والبعض اعترتهم الدهشة حين قرأوا آيات كالمزمور ٨٣:‏١٨ التي تقول:‏ «اسمك يهوه،‏ وحدك العلي على كل الارض»،‏ لأن رجال الدين كانوا قد اخبروهم ان يهوه هو الشيطان.‏ وفي عدة اماكن،‏ ازداد عدد المهتمين كثيرا بحيث رتَّب الشهود لعقد اجتماعات عامة.‏

      المزيد من المرسلين وفرع جديد

      في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٧٩،‏ وصل المرسلان ابيغايل بيريس وزوجته جورجينا،‏ وعُيِّنا للخدمة في العمل الدائري.‏ ولاحقا في سنة ١٩٨٧،‏ اتى المتخرجان من جلعاد توم وشيرلي دين ليدعما عمل الكرازة.‏ واستفادت المقاطعة ايضا من تدفق خدام خصوصيين كامل الوقت من بورتو ريكو.‏ وفي آب (‏اغسطس)‏ ١٩٨٨،‏ شرع راينر وجانّ تومبسون في العمل في جمهورية الدومينيكان،‏ تعيينهما الارسالي الخامس.‏

      بحلول عام ١٩٨٩،‏ كان معدل الناشرين قد بلغ ٠٨١‏,١١ وعدد دروس الكتاب المقدس ٤٩٤‏,٢٠.‏ فبدا واضحا ان البلد سيشهد مزيدا من النمو في المستقبل.‏ لكنّ هذا النمو طرح تحديات.‏ مثلا،‏ ان مبنى الفرع الموجود الذي كان يلبِّي تماما حاجات عمل الملكوت لم يعد يفي بالغرض في اواخر ثمانينات القرن العشرين.‏ يقول راينر تومبسون:‏ «ضاق المكان جدا بنا،‏ فاضطررنا الى البحث عن اماكن اخرى للسكن واستئجار مستودعات في انحاء مختلفة من المدينة».‏

      ويتابع راينر:‏ «صعُب علينا جدا ان نعثر على ارض ملائمة لبناء فرع جديد.‏ وذات يوم،‏ اتصل بنا رجل اعمال سمع اننا نبحث عن ارض،‏ وأوضح انه يود ان يبيع واحدة من افضل اراضيه انما لشهود يهوه فقط.‏ والسبب؟‏ في الماضي كان هذا الرجل يملك مشغل خياطة كبيرا،‏ وكانت سكرتيرته وبعض مستخدَميه من شهود يهوه.‏ فلاحظ لسنوات استقامتهم المميزة وسلوكهم المحترم،‏ وأُعجب بهم كثيرا.‏ وبسبب احترامه العميق لشهود يهوه،‏ عرض الارض بسعر منخفض جدا».‏ فاشترى الاخوة الارض في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٨٨،‏ ولاحقا اشتروا ثلاث قطع ارض متاخمة لها،‏ حتى بات مجموع الاراضي التي يقع عليها الفرع وقاعة المحافل المحاذية له يغطي مساحة حوالي ٠٠٠‏,٨٩ م٢‏.‏

      ساهم مئات المتطوعين المحليين والامميين في بناء الفرع الجديد وقاعة المحافل.‏ ودُشِّنت المنشآ‌ت في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٩٦.‏ وقد شارك في برنامج التدشين اعضاء الهيئة الحاكمة كاري باربر وثيودور جارس وغِريت لوش.‏ وفي اليوم التالي عُقدت برامج خصوصية في اثنين من اكبر المدرَّجات في البلد.‏ وقد زار اكثر من ٠٠٠‏,١٠ شخص منشآ‌ت الفرع الجديدة.‏

      ‏‹العبور الى مقدونية›‏

      لا يكتمل تاريخ شعب يهوه في جمهورية الدومينيكان ما لم تُذكر الاعداد الكبيرة من الشهود الذين انتقلوا اليها للخدمة حيث الحاجة اعظم الى كارزين.‏ فالتقارير عن التربة الروحية الخصبة حيث يستطيع الفرد ان يدير دروسا عديدة في الكتاب المقدس شجَّعت كثيرين على الهجرة الى البلد في اواخر ثمانينات القرن العشرين ‹للعبور الى مقدونية›،‏ اذا جاز التعبير.‏ (‏اع ١٦:‏٩‏)‏ وما كان من هؤلاء المتطوعين إلا ان اخبروا غيرهم عن الافراح التي يجنونها في عمل الحصاد هناك،‏ ما اعطى حركة الهجرة هذه زخما كبيرا في تسعينات القرن العشرين.‏

      على سبيل المثال،‏ يخدم ستيفان وميريم نورِيا الدانماركيان في جمهورية الدومينيكان منذ سنة ٢٠٠١.‏ وميريم كانت قد خدمت قبلا في البلد سنة ونصفا مع اختها.‏ فما الذي دفع هذين الزوجين ان ينتقلا الى بلد ناء تختلف حضارته ولغته عن حضارتهما ولغتهما؟‏ تقول ميريم:‏ «نشأنا في عائلتين قويتين روحيا.‏ خدم والدا كلٍّ منا فاتحَين خصوصيَّين في شبابهما وفاتحَين عاديَّين بعد انجابهما الاولاد.‏ وشجَّعانا دائما ان نقدِّم كل ما لدينا ليهوه بالخدمة كامل الوقت».‏

      ومنذ سنة ٢٠٠٦،‏ يخدم ستيفان وميريم كفاتحَين خصوصيَّين،‏ وهما يساعدان كثيرين على تعلم الحق.‏ يقول ستيفان:‏ «ان البركات لا تُعدّ.‏ والصعوبات او المشاكل الصحية،‏ مهما كان نوعها،‏ تبدو تافهة بالمقارنة مع الاختبارات الرائعة التي تحدث معنا والفرح الناجم عن مساعدة الناس المخلصين ان يعرفوا ويحبوا يهوه.‏ هذا وأصبحت لدينا عائلة كبيرة وأصدقاء محبون.‏ لقد علَّمتنا الخدمة في جمهورية الدومينيكان التواضع والصبر.‏ كما ان العيش حياة بسيطة قوَّى ايماننا وثقتنا بيهوه».‏

      الصورة في الصفحة ١٣٤

      تخدم جنيفر جوي هنا منذ اكثر من ٢٠ سنة،‏ مقدِّمة المساعدة في حقل لغة الاشارات

      ثمة مثال آخر هو جنيفر جوي،‏ اخت اجنبية عازبة تكرز مع كثيرات مثلها في جمهورية الدومينيكان.‏ فعندما اتت عام ١٩٩٢ لزيارة خالتها إيديث وايت التي امضت سنوات طويلة في الخدمة الارسالية،‏ لمست نتائج جيدة في الكرازة.‏ والتقت ايضا اخوات اجنبيات اخريات يخدمن حيث الحاجة ماسة الى كارزين.‏ تقول جنيفر:‏ «كنت اشعر بالخجل وقلة الثقة بالنفس.‏ لكنني قلت في نفسي:‏ ‹اذا استطعن هنّ القيام بهذه الخدمة،‏ فلعلي انا ايضا قادرة على ذلك›».‏

      في البداية،‏ خططت جنيفر ان تبقى سنة واحدة فقط.‏ لكن السنوات توالت وهي لا تزال تخدم في جمهورية الدومينيكان منذ اكثر من ٢٠ سنة.‏ وقد ساعدت كثيرين من تلاميذ الكتاب المقدس ان يصيروا عبّادا ليهوه.‏ كما تمتعت بالمساهمة في التقدم الذي شهده حقل لغة الاشارات في البلد،‏ وشاركت ايضا في إعداد المقرَّر الدراسي لصفوف هذه اللغة.‏

      ‏‹يهوه الى الآن يعتني بي،‏ فلمَ لا اثق انه سيعتني بي في السنة المقبلة؟‏›‏

      ولكن كيف تُعيل جنيفر نفسها؟‏ توضح:‏ «اذهب كل سنة الى كندا حيث اعمل بضعة اشهر.‏ وعلى مر السنين،‏ قمت بأعمال شتى كتظهير الصور،‏ التصوير الفوتوغرافي،‏ طِلاء المنازل،‏ تنظيف المكاتب،‏ تصنيع مصابيح السيارات،‏ وصنع السجاد.‏ كما عملت مرشدة سياحية،‏ مندوبة في شركة سفريَّات،‏ استاذة للغة الانكليزية،‏ ومترجمة».‏ وتشبِّه جنيفر وضعها بالاسرائيليين القدماء في البرية،‏ فتقول:‏ «كانوا يحيون بكل كلمة تخرج من فم يهوه.‏ ويهوه قال انه سيعتني بهم،‏ وهذا ما فعله بالضبط.‏ فحصلوا على الطعام كل يوم،‏ ولم تبلَ ثيابهم ولا احذيتهم.‏ (‏تث ٨:‏​٣،‏ ٤‏)‏ نحن ايضا،‏ يعد يهوه ان يعتني بنا.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ وهو الى الآن يعتني بي،‏ فلمَ لا اثق انه سيعتني بي في السنة المقبلة؟‏».‏

      وصل عدد المبشِّرين الذين يعربون عن روح التضحية بالذات ويخدمون حيث الحاجة ماسة في البلد الى ٠٠٠‏,١ مبشِّر.‏ وقد اتوا من بلدان مختلفة مثل اسبانيا،‏ بورتو ريكو،‏ بولندا،‏ تايوان،‏ روسيا،‏ السويد،‏ النمسا،‏ الولايات المتحدة،‏ واليابان.‏ ومع انهم ينتمون الى ٣٠ جنسية مختلفة،‏ اندمجوا في الجماعات التي تعقد اجتماعاتها باللغة الاسبانية،‏ الانكليزية،‏ الايطالية،‏ الروسية،‏ الصينية،‏ الكرييولية الهايتية،‏ ولغة الاشارات الاميركية.‏ وهم يقولون بلسان الرسول بطرس:‏ «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك».‏ —‏ مر ١٠:‏٢٨‏.‏

      الحصاد كثير.‏ —‏ مت ٩:‏٣٧

      تجاوب نحو ٠٠٠‏,١ متطوع من ٣٠ بلدا مع الدعوة الى مساعدة شتى الفرق اللغوية في جمهورية الدومينيكان.‏ فهل بإمكانك الخدمة في احد هذه الحقول؟‏

      الجدول في الصفحة ١٣٦
      الرسم البياني في الصفحة ١٣٧
  • يحبون اخوتهم
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • الصورة في الصفحتين ١٣٨ و ١٣٩

      جمهورية الدومينيكان

      يحبون اخوتهم

      مدرسة جديدة تسدّ حاجة متنامية

      بارك يهوه العمل الدؤوب الذي قام به خدامه في جمهورية الدومينيكان.‏ ففي سنة ١٩٩٤،‏ بلغ معدل الناشرين ٣٥٤‏,١٦ شاهدا في ٢٥٩ جماعة.‏ ولكن مع هذا الازدياد الرائع،‏ ازدادت الحاجة الى شيوخ وخدام مساعدين مقتدرين.‏ فوافقت الهيئة الحاكمة في تلك السنة عينها ان تُعقد في جمهورية الدومينيكان مدرسة تدريب الخدام،‏ التي حلت محلها الآن مدرسة الكارزين بالملكوت.‏

      وبحلول تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٠١١،‏ كان قد تخرَّج نحو ٦٠٠ تلميذ من الصفوف الـ‍ ٢٥ التي عُقدت.‏ وحاليا،‏ يخدم اكثر من نصف هؤلاء المتخرجين في احد اشكال الخدمة كامل الوقت،‏ ٧١ منهم معيَّنون فاتحين خصوصيين و ٥ نظار دوائر.‏ عُقدت الصفوف العشرة الاولى للمدرسة في الفرع،‏ اما الصفوف اللاحقة فعُقدت في مبناها الخاص في فِييا غونساليس.‏

      ‏«شهود يهوه يهتمون بإخوتهم»‏

      في ٢٢ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٨،‏ اجتاح اعصار جورج جمهورية الدومينيكان بسرعة رياح بلغت ١٩٠ كلم في الساعة.‏ فألحق اضرارا بالغة،‏ خلَّف آلاف المشرَّدين،‏ وقتل اكثر من ٣٠٠ نسمة.‏ فأقامت لجنة الاغاثة مركزا في قاعة للملكوت في مدينة لا رومانا بمساعدة احدى لجان البناء الاقليمية.‏ وقدَّم ما يقارب ٣٠٠ شاهد المساعدة،‏ بمن فيهم متطوعون من ١٦ بلدا.‏

      لزم اصلاح او اعادة بناء ٢٣ قاعة ملكوت،‏ وأكثر من ٨٠٠ منزل لإخوتنا وأخواتنا.‏ وبين الذين دمَّر الاعصار منزلهم كانت فاتحة عادية مسنة اسمها كارمن.‏ حزنت هذه الاخت حزنا شديدا على خسارة بيتها الذي عاشت فيه ٣٨ سنة.‏ ولكن حين اتى فريق من ١٥ اخا لصبّ اساس بيتها الجديد،‏ لم تَسَع الدنيا فرحتها.‏ قالت كارمن:‏ «يهوه يفكر فينا دوما،‏ وهو يعتني بنا.‏ انظروا الى هذا المنزل الجميل الذي يبنيه الاخوة لي!‏ قال لي جيراني:‏ ‹شهود يهوه يهتمون بإخوتهم؛‏ انهم حقا يحبون بعضهم البعض›».‏ وقد سُمعت تعابير مماثلة في كل انحاء البلد فيما كان عمّال الاغاثة يساعدون اخوتهم وأخواتهم المنكوبين.‏

      ومع ان اعصار جورج كان كارثة جسيمة،‏ فالجهود الحبية التي قام بها شعب يهوه لتزويد الدعم المادي والروحي منحت العزاء لإخوتنا المتضررين جراء تلك العاصفة.‏ لكنّ الاهم ان جهود المتطوعين وتضحياتهم جلبت المجد ليهوه،‏ مصدر العزاء الحقيقي.‏

      بناء القاعات يتسارع

      بسبب التدفق السريع للتلاميذ الجدد،‏ نشأت الحاجة الى المزيد من قاعات الملكوت.‏ لذلك في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٠٠٠،‏ ابتدأ الاخوة ببناء قاعات في جمهورية الدومينيكان بمساعدة البرنامج المعدّ للبلدان ذات الموارد المحدودة.‏ فصار بإمكان كل جماعة ان تبني قاعة مريحة وجميلة في ثمانية اسابيع تقريبا.‏ وبحلول ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٠١١ كان فريقان للبناء قد شيَّدوا ورمَّموا نحو ١٤٥ قاعة ملكوت.‏

      لقد قدمت هذه الابنية اضافة الى العمال المتطوعين شهادة قوية.‏ مثلا،‏ في بلدة صغيرة في شمال غرب البلد،‏ وجد الاخوة ارضا ملائمة لبناء قاعة ملكوت جديدة.‏ ولكن عندما سأل فاتح خصوصي صاحبها إن كانت للبيع،‏ اجاب الرجل:‏ «لا تضيِّع وقتك.‏ لن ابيعكم هذه الارض،‏ وخصوصا اذا كنتم ستبنون فيها كنيسة».‏

      وبعد فترة قصيرة،‏ ذهب صاحب الارض الى بويرتو بلاتا لزيارة اخيه المسن الذي هو واحد من شهود يهوه.‏ وحين وصل،‏ وجد ان عائلة من الشهود اخذته الى منزلها للاعتناء به بسبب اصابته بوعكة صحية.‏ وكانت تلك العائلة تأخذه الى الطبيب والاجتماعات وتصطحبه ايضا في عمل الكرازة.‏ وعندما سأل الرجل اخاه كم يدفع لقاء الخدمات التي تُقدَّم له،‏ اجابه اخوه:‏ «لا شيء.‏ فهؤلاء اخوتي».‏

      ‏«لم ارَ في حياتي اناسا ألطف وأكثر اتحادا منهم»‏

      تأثر الرجل كثيرا بلطف الشهود الجزيل بحيث اتصل بالفاتح الخصوصي الذي سأله عن الارض وقال له انه غيَّر رأيه ويريد بيعها.‏ وهكذا اشترى الاخوة الارض وابتدأوا ببناء القاعة.‏ حتى زوجة صاحب الارض التي كانت لديها فكرة سيئة عن شهود يهوه،‏ قالت حين رأت كيف يعمل الاخوة معا في موقع البناء:‏ «لم ارَ في حياتي اناسا ألطف وأكثر اتحادا منهم».‏

  • تلبية حاجات النمو
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • الصورة في الصفحة ١٤٤

      جمهورية الدومينيكان

      تلبية حاجات النمو

      ينبغي ان «يخلص شتى الناس»‏

      يشاء يهوه ان «يخلص شتى الناس ويبلغوا الى معرفة الحق معرفة دقيقة».‏ (‏١ تي ٢:‏٤‏)‏ وانسجاما مع وجهة النظر الالهية هذه،‏ يبذل شهود يهوه في جمهورية الدومينيكان جهودا مخلصة لبلوغ الناس في كل زاوية من مقاطعتهم،‏ بمن فيهم سجناء المؤسسات الاصلاحية.‏

      وفي عام ١٩٩٧،‏ قام زوجان منخرطان في الفتح الخصوصي بإحدى زياراتهما الاسبوعية لسجن ناخايو في سان كريستوبال.‏ فالتقيا شابة كولومبية عمرها ٢٣ سنة تُدعى غلوريا زُجَّت في السجن بسبب الاتّجار بالمخدرات.‏ وكانت غلوريا لفترة من الوقت قد اجرت مناقشات حول الكتاب المقدس مع اخت سُجنت ظلمًا بتهمة كاذبة.‏ فجلب لها هذان الزوجان كتاب المباحثة من الاسفار المقدسة ومطبوعات اخرى تساعدها على ايجاد الاجوبة عن اسئلتها.‏ فأثَّرت غيرتها للتعلُّم وحماستها في السجينات الاخريات.‏ ونتيجة لذلك راح يتزايد عدد الفريق الذي يزوره الشهود اسبوعيا.‏

      ساعد الحق غلوريا على صنع تغييرات هائلة في حياتها بحيث اصبحت سنة ١٩٩٩ مؤهلة لتكون ناشرة غير معتمدة.‏ فصرفت كل شهر اكثر من ٧٠ ساعة في الكرازة في مقاطعة السجن،‏ كما عقدت دروسا مثمرة في الكتاب المقدس مع ست سجينات.‏ ثم في عام ٢٠٠٠،‏ تقدَّمت بطلب الى رئيس الدولة لمنحها العفو،‏ فنالته بسبب سلوكها الجيد.‏ وعلى الاثر،‏ أُطلق سراحها وأُرسلت الى كولومبيا.‏ وبعيد وصولها الى بلدها الام عام ٢٠٠١،‏ اعتمدت رغم رفض عائلتها الشديد لقرارها.‏

      الصورة في الصفحة ١٤٢

      تعلَّمت غلوريا كاردونا الحق في السجن.‏ وهي الآن تخدم فاتحة الى جانب زوجها

      انخرطت غلوريا بعد معموديتها في عمل الفتح،‏ ثم تزوجت من اخ يخدم شيخا في الجماعة.‏ وهما كلاهما فاتحان عاديان،‏ ويخدمان حاليا في منطقة في كولومبيا حيث الحاجة ماسة الى كارزين.‏ وقد ساعدت غلوريا العديد من تلاميذها الى حد الانتذار والمعمودية.‏ وهي تشعر،‏ على حد قولها،‏ انها مديونة ليهوه وأن افضل طريقة لتسدِّد دينها هي ان تفعل ما فعله الآخرون لها:‏ مساعدة الناس على معرفة الحق.‏

      اظهر اختبار غلوريا ان القضبان الحديدية لم تمنع المساجين من تعلُّم الحقائق المنقذة للحياة.‏ لذا،‏ اجتمع ممثلون من الفرع مع رسميين في المديرية العامة للسجون وطلبوا الحصول على اذن بدخول المزيد من السجون بهدف عقد دروس في الكتاب المقدس.‏ والنتيجة؟‏ حصل ٤٣ اخا و ٦ اخوات على اذن بالمشاركة في عمل تعليم الكتاب المقدس في ١٣ سجنا.‏

      ‏«أطيلي حبالك»‏

      في نهاية القرن العشرين،‏ اظهر تقرير جمهورية الدومينيكان ان هنالك ٦٨٤‏,٢١ ناشرا في ٣٤٢ جماعة وأن الاخوة يعقدون ٣٨٠‏,٣٤ درسا في الكتاب المقدس.‏ كما بلغ عدد الذين حضروا الذكرى ٦٧٩‏,٧٢ شخصا.‏ فتجاوب شعب يهوه على الفور مع هذا النمو وعملوا بانسجام مع كلمات اشعيا:‏ «وسِّعي مكان خيمتك.‏ وليبسُطوا شقق مسكنِك العظيم.‏ لا تُمسِكي.‏ أطيلي حبالك».‏ —‏ اش ٥٤:‏٢‏.‏

      وكان احد التحديات التي واجهوها تأمين قاعة محافل تسع العدد المتزايد من الناشرين.‏ فقاعة المحافل المتاخمة للفرع في سانتو دومينغو،‏ التي دُشِّنت سنة ١٩٩٦،‏ لبَّت جيدا حاجات العاصمة وضواحيها.‏ اما قاعة المحافل في فِييا غونساليس،‏ التي وفَّرت الخدمات لباقي البلد،‏ فكانت بحاجة ماسة الى ترميم او استبدال.‏

      لذا وافقت الهيئة الحاكمة عام ٢٠٠١ على بناء قاعة محافل تسع ٥٠٠‏,٢ مقعد في موقع قاعة فِييا غونساليس.‏ وغمر الفرح الاخوة حين سمعوا انه سيُشيَّد ايضا مبنى مخصص لعقد مدرسة تدريب الخدام ‏(‏حلت محلها الآن مدرسة الكارزين بالملكوت)‏.‏ وهو مبنى متاخم لمبنى قاعة المحافل ويضمّ غرف سكن،‏ غرفة للتدريس،‏ مكتبة،‏ مطبخا،‏ وغرفة طعام.‏ وفي سنة ٢٠٠٤،‏ ألقى ثيودور جارس من الهيئة الحاكمة خطاب تدشين هذين المبنيين الجديدين.‏ ومذاك تخرَّج من المدرسة ١٥ صفا.‏

  • الحقل الكرييولي الهايتي
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • الصورة في الصفحة ١٤٨

      جمهورية الدومينيكان

      الحقل الكرييولي الهايتي

      افتتاح حقل اللغة الكرييولية الهايتية

      كان حقل اللغة الاسبانية مثمرا جدا.‏ ولكن بمرور الوقت،‏ انتقل الى البلد اناس يتكلمون لغات اخرى،‏ وهؤلاء ايضا تجاوبوا مع رسالتنا المانحة للرجاء.‏ فلغة الهايتيين الرئيسية هي الكرييولية الهايتية.‏ ومع ان جمهورية الدومينيكان وهايتي المجاورة لم يكونا على علاقة طيبة في بعض الاحيان،‏ يشكِّل آلاف الهايتيين جزءا كبيرا من القوى العاملة في جمهورية الدومينيكان،‏ وقد تزايدت اعدادهم كثيرا في الآونة الاخيرة.‏

      لسنوات مضت،‏ طُلب من الجماعات الاسبانية الاعتناء بالمهتمين الذين يتكلمون الكرييولية الهايتية.‏ ولكن بغية تزويد هؤلاء بمساعدة روحية افضل،‏ طلبت الهيئة الحاكمة عام ١٩٩٣ من فرع غوادلوب ان يدعو فاتحين خصوصيين الى الانتقال من مقاطعتهم الى جمهورية الدومينيكان والخدمة في الحقل الكرييولي الهايتي.‏ فكان بارنابي وجيرمين بِيابْياني بين الازواج الثلاثة الذين تطوَّعوا للانتقال.‏ يقول بارنابي:‏ «في البداية لم يكن لدينا سوى كراستين باللغة الكرييولية الهايتية،‏ وكل المطبوعات الاخرى توفَّرت بالفرنسية.‏ فاضطررنا ان نترجم كل شيء من الفرنسية الى الكرييولية الهايتية».‏

      وفي كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٦،‏ اعرب تسعة ناشرين في إغواي وعشرة ناشرين في سانتو دومينغو عن استعدادهم لدعم الفريق الكرييولي الهايتي.‏ فتشكَّل فريق في كل من هاتين المدينتين،‏ ولاحقا اصبح الفريقان جماعتين.‏ ولكن بدا ان كثيرين من الهايتيين يريدون ان يتعلموا الاسبانية وبالتالي يفضِّلون ان يحضروا الاجتماعات في الجماعات الاسبانية،‏ فحُلَّت هاتان الجماعتان.‏ يوضح بارنابي:‏ «اجتمعنا مع الاخوة في دائرة الخدمة،‏ وتبيَّن انه من المستحسن ايقاف العمل حاليا في الحقل الكرييولي الهايتي».‏

      تجديد النشاط في الحقل الكرييولي الهايتي

      عام ٢٠٠٣،‏ عيَّنت الهيئة الحاكمة الزوجَين المرسلَين دونغ وغلاديس بارك للعمل في جمهورية الدومينيكان في الحقل الكرييولي الهايتي.‏ فخدما طوال سنتين في المقاطعة في إغواي وابتدأا يحصدان نتائج ايجابية.‏ وفي ١ حزيران (‏يونيو)‏ ٢٠٠٥،‏ تشكلت جماعة كرييولية هايتية.‏ ثم راح دونغ بارك،‏ وبارنابي بِيابْياني،‏ ومرسل آخر اسمه ستيفن روجرز يسافرون في كل انحاء البلد دون كلل لتنمية الحقل الكرييولي الهايتي.‏

      الصورة في الصفحة ١٤٨

      فأحرز العمل في هذا الحقل تقدما كبيرا وتأسست جماعات اخرى.‏ وفي ١ ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٠٠٦ تشكلت اول دائرة كرييولية هايتية في البلد تألفت من سبع جماعات وفريقين.‏ وخدم بارنابي بِيابْياني ناظر دائرة فيها.‏

      وفي السنوات اللاحقة،‏ عُيِّن المزيد من المرسلين في جمهورية الدومينيكان للخدمة في الحقل الكرييولي الهايتي.‏ وأتى ايضا متطوعون آخرون من اوروبا وكندا والولايات المتحدة وبلدان اخرى لتقديم العون.‏ كما عُيِّن فريق ضليع في الكرييولية الهايتية لإعداد مقرَّر بهذه اللغة لتعليمها للاجانب والاخوة المحليين.‏

      يفترض كثيرون ان غير الهايتيين الذين يتكلمون الكرييولية الهايتية هم من شهود يهوه

      ان الجهد الذي يبذله كثيرون من الاخوة الدومينيكانيين لتعلُّم الكرييولية الهايتية يترك اثرا ايجابيا في الشعب الهايتي.‏ فعندما يوضح ناشر دومينيكاني حقائق الكتاب المقدس بالكرييولية الهايتية لأحد الهايتيين يبدِّد التوتر بينهما ويخلق جوا من المودة يمكِّنه من ايصال رسالة الملكوت اليه.‏ ولأن عددا كبيرا من اخوتنا تعلَّم الكرييولية الهايتية،‏ صار كثيرون يفترضون ان غير الهايتيين الذين يتكلمون هذه اللغة هم من شهود يهوه.‏

      ولإيضاح التأثير الايجابي الذي يتركه اهتمام اخوتنا بالناس الآتين من حضارة مختلفة،‏ تأملْ في ما حدث مع فاتحة دومينيكانية درست مقرَّرا في اللغة الكرييولية الهايتية.‏ فقد التقت في الخدمة بزوجين هايتيين اظهرا الاهتمام بالحق،‏ وعاودت الزيارة للبدء معهما بدرس في الكتاب المقدس.‏ تروي الفاتحة:‏ «حين وصلت،‏ سلَّمت على الزوجة وقبَّلتها،‏ كما هي العادة بين النساء في جمهورية الدومينيكان.‏ فراحت المرأة تبكي.‏ سألتها:‏ ‹ما الامر؟‏›.‏ فأجابت:‏ ‹خلال كل سنوات اقامتي في هذا البلد،‏ انها المرة الاولى التي يسلِّم عليّ احد بقبلة›».‏

      ادَّت بركة يهوه على العمل الدؤوب في هذا الحقل الى نمو مذهل.‏ ففي ١ ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٠٠٩،‏ باتت هنالك ٢٣ جماعة و ٢٠ فريقا بالكرييولية الهايتية.‏ فتشكَّلت دائرة ثانية.‏ إلا ان حضور الذكرى عام ٢٠١١ اظهر احتمالا لنموّ اضافي في المستقبل.‏ ففي بلدة ريو ليمبيو الصغيرة،‏ حيث وُجد ١١ ناشرا فقط،‏ حضر الذكرى ٥٩٤ شخصا.‏ وفي بلدة لاس ياياس دو فْياخاما،‏ حيث لم يوجد ناشرون على الاطلاق،‏ رتَّب الاخوة للاحتفال بالذكرى هناك،‏ فحضرها ١٧٠ شخصا.‏ وهكذا بحلول ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٠١١،‏ اصبح هنالك ٣٣ جماعة و ٢١ فريقا في الحقل الكرييولي الهايتي.‏ لذا تشكَّلت دائرة اخرى عام ٢٠١٢.‏

      وتعاون فرعا جمهورية الدومينيكان وهايتي سويّا على تدريب اخوة من البلدَين كليهما.‏ فعُقدت بالكرييولية الهايتية خمسة صفوف لمدرسة الكتاب المقدس للاخوة العزاب وأربعة صفوف لمدرسة الكتاب المقدس للمسيحيين المتزوجين.‏

      الصور في الصفحة ١٤٨

      تعلُّم الكرييولية الهايتية

      النمو في حقل اللغة الكرييولية الهايتية

      من ٢٠٠٥ الى ٢٠١٤

      • ٢٠٠٥

        جماعة واحدة

        ٦ فرق

        الصورة في الصفحة ١٤٩
      • ٢٠١٤

        ٥٧ جماعة

        ٢٩ فريقا

        الصورة في الصفحة ١٤٩
  • زلزال يضرب هايتي
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • الصورة في الصفحة ١٥١

      جمهورية الدومينيكان

      زلزال يضرب هايتي

      النمو في الحقل الصيني

      عام ٢٠٠٥،‏ عيَّن الفرع تينغ وانغ،‏ وهو عضو في بيت ايل يتكلم الصينية،‏ ليخدم فاتحا خصوصيا في الحقل الصيني الكبير في البلد.‏ وقد وُلد هذا الاخ وترعرع في جمهورية الدومينيكان بعدما هاجر والداه من الصين الى سانتو دومينغو.‏

      في ١ كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠٨،‏ تأسست جماعة صينية مندَرينية في سانتو دومينغو.‏ وفي عام ٢٠١١،‏ تأسس فريق في سانتياغو.‏ والناشرون البالغ عددهم ٧٠،‏ بمن فيهم الفاتحون العاديون الـ‍ ٣٦ وعدد من الفاتحين الاضافيين،‏ يعقدون ما معدله ٧٦ درسا في الكتاب المقدس كل شهر.‏

      البحث عن تلاميذ يتكلمون الانكليزية

      في سنة ٢٠٠٧،‏ اشترك ٤٦٦‏,٢٧ ناشرا في الخدمة في ٣٧٦ جماعة،‏ وعُقد ٧٩٥‏,٤٩ درسا في الكتاب المقدس.‏ ولكن لم تكن هنالك جماعة للحقل الانكليزي الكبير.‏ لذلك في نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠٠٨،‏ عيَّن الفرع المرسلَين دونالد وجاين إلوِل في سانتو دومينغو لتشكيل فريق انكليزي هناك.‏ فقام بدايةً عدد صغير ولكن غيور من الناشرين بتحديد اماكن سكن الاشخاص الذين يتكلمون الانكليزية،‏ مستعينين بأحد الاحصاءات الرسمية.‏ وبعد ذلك نظموا المقاطعة ليتمكنوا من تأدية شهادة كاملة.‏

      نتيجة هذه الجهود،‏ استمر ينمو الفريق الانكليزي في سانتو دومينغو بحيث تشكلت في تموز (‏يوليو)‏ ٢٠٠٩ جماعة من ٣٩ ناشرا.‏ وقد اتُّخذت خطوات مماثلة في مناطق اخرى.‏ فأصبح في البلد بحلول تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٠١١ سبع جماعات انكليزية اضافة الى فريق واحد.‏

      امرأة صمّاء وعمياء تتخذ موقفا الى جانب يهوه

      الصورة في الصفحة ١٥٢

      فاتحة خصوصية تتواصل مع لوريس بلغة الاشارات اللمسية

      تعاني لوريس التي ترعرعت يتيمة من متلازمة آشر.‏ فقد وُلدت صمّاء وابتدأت تفقد بصرها بعمر ١٦ سنة.‏ واليوم تستطيع ان ترى بعض الشيء في النهار،‏ اما في الليل فلا ترى شيئا البتة.‏ وطريقتها الوحيدة للتواصل مع الآخرين بعد غروب الشمس هي لغة الاشارات اللمسية.‏

      التقى زوجان فاتحان خصوصيان بلوريس وهي بعمر ٢٣ سنة.‏ وكانت تساكن رجلا اصمّ،‏ ولديها ابنة سليمة السمع عمرها سنة واحدة.‏ وحين دعاها الفاتحان الى حضور اجتماع في الجماعة،‏ لبَّت الدعوة وتأثرت كثيرا بما تعلَّمته.‏

      ولم تتوانَ لوريس عن صنع التغييرات في حياتها.‏ فحين عرفت مثلا ان المساكنة امر خاطئ،‏ ناقشت مع رفيقها اهمية جعل علاقتهما شرعية وأوضحت له انها لن تساير على حساب مقاييس الكتاب المقدس الادبية.‏ فاندهش الرجل من صراحتها ووافق ان يتزوجها.‏

      وبعد ان تزوَّجا،‏ اصبحت ناشرة،‏ ثم ما لبثت ان اعتمدت.‏ ونتيجة درسها مع الشهود،‏ تعلَّمت لغة الاشارات الاميركية.‏ ومذاك تساعد ابنتها على تعلُّم هذه اللغة اضافة الى الحق.‏

      زلزال عنيف يضرب هايتي

      لن يُمحى يوم الثلاثاء الواقع فيه ١٢ كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠١٠ من اذهان الدومينيكانيين والهايتيين.‏ ففي ذلك اليوم ضرب زلزال عنيف هايتي.‏ وعلى الاثر،‏ فوَّضت الهيئة الحاكمة لشهود يهوه الى فرع جمهورية الدومينيكان ارسال المال الى فرع هايتي لتأمين الاغاثة.‏ وبما ان المبلغ الذي سيُرسَل كان كبيرا،‏ عُيِّن طبيب بيت ايل،‏ إيفان باتيستا،‏ البالغ طوله ٩٠‏,١ م ووزنه ١٢٧ كلغ ليكون الساعي.‏

      وتبيَّن ان ارسال الاخ باتيستا كان في محله.‏ فعند وصوله الى الحدود أُبلِغ ان هنالك حاجة ماسة الى اطباء اكفاء.‏ وكثيرون من الذين تعرَّضوا لإصابات بليغة كان يُؤتى بهم الى قاعة المحافل المتاخمة لفرع هايتي من اجل المعالجة.‏ لذا حين عرف الاخوة الهايتيون ان الساعي هو طبيب الفرع،‏ اتصلوا بفرع جمهورية الدومينيكان طالبين ان يبقى الاخ باتيستا في هايتي.‏ وقد نالوا طبعا الموافقة على طلبهم هذا.‏ وهكذا بدأت حملة كبيرة لإغاثة اخوتنا الروحيين في هايتي بعد ساعات قليلة من حدوث الزلزال.‏

      الصورتان في الصفحة ١٥٥

      هبَّ الاخوة لنجدة المصابين عقب زلزال ٢٠١٠ في هايتي

      وعلى الفور،‏ اتصل قسم المشتريات في فرع جمهورية الدومينيكان بتجّار المواد الغذائية المتعاقد معهم.‏ وحصل على اكثر من ٨٠٠‏,٦ كلغ من الارز والفاصولياء وغيرهما من الاطعمة الاساسية،‏ وأرسلها الى هايتي عند الساعة الثانية والنصف صباح يوم الخميس في ١٤ كانون الثاني (‏يناير)‏.‏ وكانت هذه الشحنة كما يبدو اول شحنة اغاثة تصل الى الحدود من خارج البلد.‏ ولاحقا في ذلك اليوم عينه،‏ قطع ثلاثة اطباء من جمهورية الدومينيكان مسافة سبع ساعات للذهاب الى فرع هايتي.‏ فوصلوا في وقت متأخر من المساء.‏ ولكن بدل ان يذهبوا ويرتاحوا في غرفهم،‏ توجَّهوا مباشرة الى المصابين وأسعفوهم حتى منتصف الليل.‏ وفي اليوم التالي،‏ وصل ايضا من جمهورية الدومينيكان اربعة اطباء وأربع ممرضات.‏ وقد أُجريت العمليات الجراحية في ظروف صعبة جدا باستخدام غرفة عمليات مؤقتة أُقيمت في قاعة المحافل.‏ وفي غضون اسبوع،‏ عالج هؤلاء المسعفون الـ‍ ١٢ اكثر من ٣٠٠ شخص.‏

      وفي كل يوم،‏ كان اصحاب الحالات الحرجة يُرسَلون الى جمهورية الدومينيكان لتلقّي المعالجة هناك.‏ وأحيانا كانت العربات التي تجلب مؤن الاغاثة الى هايتي تسرع بهم الى شتى المراكز الطبية في جمهورية الدومينيكان.‏ فنظَّم الفرع فرقا لزيارة المرضى كي يشجعوا المصابين ويحرصوا ان يصلهم ما يلزم من ادوية وطعام وحاجيات اخرى.‏ كما زوَّدت الجماعات المحلية الطعام والمبيت لأعضاء العائلات الذين رافقوا ذويهم المصابين.‏

      وزَّع شهود يهوه اكثر من ٠٠٠‏,٤٥٠ كلغ من السلع المتبرَّع بها شملت ٠٠٠‏,٤٠٠ وجبة طعام

      ان الجهود الدؤوبة وغير الانانية التي بذلها شعب يهوه عقب هذه الكارثة هي خير مثال على صحة الكلمات المطمئنة في الامثال ١٧:‏١٧ التي تقول:‏ «الرفيق الحقيقي يحب في كل وقت،‏ وهو اخ للشدة يولد».‏ والاختبار تلو الآخر يظهر كيف دعم يهوه اولياءه بواسطة روحه ومعشر الاخوة المسيحي حتى في وجه الموت.‏ لقد دام عمل الاغاثة المكثَّف اشهرا وزَّع خلالها شهود يهوه اكثر من ٠٠٠‏,٤٥٠ كلغ من السلع المتبرَّع بها شملت ٠٠٠‏,٤٠٠ وجبة طعام.‏ كما جاء من مختلف اقطار العالم نحو ٧٨ اخا وأختا متخصصين في الحقل الطبي وقدَّموا مجانا وقتهم ومهاراتهم لإغاثة المصابين،‏ اضافة الى عدد لا يُحصى من المتطوعين الآخرين.‏a

      a للحصول على تقرير شامل،‏ انظر استيقظ!‏ عدد كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٠١٠،‏ الصفحات ١٤-‏١٩ (‏بالانكليزية)‏.‏

  • المستقبل يعد بمزيد من النمو
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • الصورة في الصفحتين ١٥٨ و ١٥٩

      جمهورية الدومينيكان

      المستقبل يعد بمزيد من النمو

      سمعة الشهود الحسنة

      منذ نحو سبعة عقود وشهود يهوه موجودون في جمهورية الدومينيكان.‏ وخلال هذه الفترة اكتسبوا سمعة حسنة جدا.‏ فغالبا ما يقترب الناس من الناشرين في الخدمة ويطلبون منهم الحصول على المطبوعات.‏ ومن المألوف ايضا سماع تعليقات في المقاطعة مثل:‏ «احب هذا الدين» او «انتم فعلا تطبقون ما يقوله الكتاب المقدس».‏

      تأمل مثلا في ما حصل حين بُنيت قاعة ملكوت في قطعة ارض تبرَّع بها احد الاخوة.‏ فعندما ذهب الاخ ليسجِّل العقار،‏ اكتشف ان رجلا آخر سجَّله باسمه بطرق ملتوية،‏ وراح هذا الرجل يتَّهم الاخ بأنه يحاول سلبه الارض.‏ فرُفعت الدعوى الى القضاء.‏ وما عقَّد القضية هو ان الرجل امتلك وثائق تزعم انه صاحب الارض.‏

      اثناء الجلسة،‏ سأل القاضي محامي الاخ ان يوضح له مَن وكَّله.‏ وعندما اجاب المحامي انه يمثِّل جمعية يستخدمها شهود يهوه،‏ قال القاضي:‏ «في هذه الحال،‏ ما من سبب لنشك في مصداقية هذه الادعاءات.‏ انا اعرف شهود يهوه،‏ ولا اشك في نزاهتهم.‏ فهم لا يحتالون ابدا على احد ليأخذوا منه ما ليس لهم».‏

      وبعد تقديم الاثباتات للمحكمة،‏ تبيَّن بكل وضوح ان المدَّعى عليه عرض وثائق مزوَّرة،‏ فحكم القاضي لصالح الشهود.‏ قال المحامي:‏ «انها ليست المرة الاولى.‏ ففي كل قاعات المحاكم في البلد،‏ يظهر القضاة دوما كل احترام عندما يُؤتى على ذكر شهود يهوه».‏

      التطلع الى المستقبل

      الوقت وحده كفيل بأن يخبر كم شخصا ميالا الى البر سيتعلَّم بعد حقائق الكتاب المقدس ويصير من عبّاد الاله الحقيقي.‏ وفي هذه الاثناء،‏ تُبذل اقصى الجهود لبلوغ مثل هؤلاء الاشخاص.‏ ففي سنة ٢٠١٣،‏ صرف شهود يهوه في جمهورية الدومينيكان اكثر من ١١ مليون ساعة في الكرازة وعقدوا ٩٢٢‏,٧١ درسا في الكتاب المقدس.‏ كما اشترك ٧٧٦‏,٩ شخصا في احد اشكال خدمة الفتح.‏ وفي شهر آب (‏اغسطس)‏ من تلك السنة عينها،‏ اشترك بغيرة ٣٣١‏,٣٥ ناشرا في الخدمة.‏ والمستقبل يعد بمزيد من النمو لأن ٧١٦‏,١٢٧ شخصا حضروا الذكرى.‏

      احرز عمل الكرازة والتلمذة في جمهورية الدومينيكان تقدما كبيرا منذ يوم الاحد ذاك في نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٤٥،‏ حين وصل المرسلان الاولان لِنارت وفرجينيا جونسون وابتدأا يكرزان ببشارة الملكوت.‏ فشهود يهوه في هذا البلد يقدِّرون ميراثهم الروحي النفيس.‏ كما انهم يقدِّرون التضحيات الشجاعة التي قدَّمتها الاجيال الاقدم من عبّاد يهوه الحقيقيين.‏ لكن اكثر ما يعزّونه هو امتيازهم ان يؤدّوا الآن «شهادة كاملة عن ملكوت اللّٰه».‏ (‏اع ٢٨:‏٢٣‏)‏ وهم يتطلعون بشوق الى اليوم الذي فيه سيشترك الجميع في هذه الجزيرة مع رفقائهم العبّاد في كل انحاء العالم في ترنيم الكلمات التالية:‏ «يهوه قد ملك!‏ لتبتهج الارض.‏ لتفرح الجزر الكثيرة».‏ —‏ مز ٩٧:‏١‏.‏

      جناح jw.‎org يؤدي الى نتائج رائعة

      أُقيم هذا الجناح في معرض محلي للكتاب،‏ وجذب انتباه ٧٢٣‏,٤ زائرا في ١٢ يوما فقط.‏

      • استقبل هذا الجناح نحو ٤٠٠ شخص يوميا.‏

      • طُلب ٢٦٥ درسا في الكتاب المقدس.‏

      • تعلَّم ١٥٩‏,١ زائرا كيف يتصفَّحون موقع jw.‎org الالكتروني.‏

  • اثنان وعشرون شخصا تركوا الكنيسة
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      اثنان وعشرون شخصا تركوا الكنيسة

      الصورة في الصفحة ١٦٢

      كيرمان غوميرا هو العاشر في عائلة من ١١ ولدا.‏ بعدما مات والده واثنتان من اخواته،‏ انتقلت امه لُوِيسا مع العائلة للعيش في المدينة.‏ وهناك انضموا الى الكنيسة المينّونية التي ينتمي اليها اخوة لُوِيسا وعائلاتهم.‏

      يروي كيرمان:‏ «عام ١٩٦٢،‏ وصل الى مدينتنا زوجان يخدمان كفاتحين خصوصيين.‏ فقيل انهما يُفسِدان اهل المدينة ‹بتعاليم شيطانية›.‏ مع ذلك،‏ عندما اتيا الى منزل عائلة بينيا الكبيرة،‏ دُعيا الى الدخول.‏ وتأثرت العائلة كثيرا باللطف والودّ اللذين اظهرهما الفاتحان،‏ فأصغوا اليهما بانتباه شديد.‏ ونتيجة هذه الزيارة،‏ ابتدأت عائلة بينيا وأخواتي الثلاث الاكبر مني يدرسون الكتاب المقدس.‏

      ‏«ذات يوم،‏ اثناء زيارة الفاتحَين لعائلة بينيا دُعيت امي الى المجيء،‏ فلبَّت الدعوة.‏ وراح الشاهدان يقرأان آيات من الكتاب المقدس تلقي الضوء على رجاء العيش الى الابد على الارض.‏ عندئذ سألتهما امي:‏ ‹لماذا اذًا يقولون في كنيستي اننا سنذهب الى السماء؟‏›.‏ فأجابها الاخ من الكتاب المقدس وشرح ما تقوله الاسفار المقدسة عن القيامة الارضية.‏ فاقتنعت وابتدأت تخبر الآخرين بما تعلَّمته.‏

      ‏«حين عرف قساوسة الكنيسة المينّونية ان اعضاء كنيستهم يدرسون مع شهود يهوه،‏ حاولوا حملهم على التوقف عن الدرس.‏ لكنهم فعلوا ذلك بتهديدهم والتهجُّم عليهم.‏ فقالت لهم ماكسيمينا،‏ ام عائلة بينيا:‏ ‹اسمعوا!‏ انني امرأة راشدة،‏ ويمكنني ان اتخذ قراراتي انا بنفسي›.‏

      ‏«وفي آخر المطاف،‏ ترك ٢٢ شخصا الكنيسة المينّونية وابتدأوا يحضرون اجتماعات الجماعة في بيت مستأجَر.‏ وفي سنة ١٩٦٥ اعتمدت امي.‏ وبعد اربع سنوات،‏ في عام ١٩٦٩،‏ اعتمدت انا عن عمر ١٣ سنة».‏

      الصورة في الصفحة ١٦٣

      كيرمان مع اخواته اليوم.‏ وهم جميعا يخدمون يهوه بأمانة

  • ‏«دافعت عن ايماني بشجاعة الاسد»‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      ‏«دافعت عن ايماني بشجاعة الاسد»‏

      لويس إدواردو مونتاس

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩٠٦

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٤٧

      • لمحة عن حياته:‏ رسمي سابق في حزب تروخيو السياسي.‏ تعلَّم حق الكتاب المقدس وخدم يهوه بأمانة حتى فارق الحياة سنة ٢٠٠٠.‏

      الصورة في الصفحة ١١٨

      كان لويس من اقرباء تروخيو.‏ وقد عُيِّن امين صندوق «حزب الدومينيكان» الحاكم.‏ لكنه مقت بشدة جهاز تروخيو السياسي،‏ فحاول مرارا الاعتزال عن منصبه،‏ انما ليلقى الرفض دوما من الدكتاتور.‏

      عندما قتل تروخيو اخوَي لويس،‏ حاول هذا الاخير مرتين ان يغتاله.‏ ولكن لم يخطر لأحد ان له ضلعا في المحاولتين.‏ حتى ان لويس استعان بالوسطاء الارواحيين بحثا عن وسيلة لقتل هذا الرجل الذي قال عنه:‏ «تصرَّف كوحش،‏ واعتبر نفسه اسمى من الجميع».‏ وكان في بيت احد الوسطاء الارواحيين انه وجد على طاولة كتاب ‏«الحق يحرركم»،‏ فابتدأ يقرأه.‏ ومن شدة اعجابه بالمعلومات الواردة فيه اخذه معه الى منزله،‏ ولاحقا استنتج ان هذا هو الحق الديني الذي طالما بحث عنه.‏

      عندما سافر لويس الى سيوداد تروخيو،‏ حضر اجتماعا لشهود يهوه وحصل على عدد من الكتب والمجلات.‏ فقضى الليل بطوله يقرأها ثم طلب لاحقا درسا في الكتاب المقدس.‏ وبعد تقدُّمه في المعرفة،‏ قرَّر ان يهجر نظام تروخيو.‏ ولما بلغ الامر مسامع الدكتاتور،‏ عرض عليه ان يصبح قنصل الدومينيكان في بورتو ريكو.‏ فرفض لويس هذا المنصب المرموق مع انه عرف ان قراره هذا سيؤدي الى اضطهاده.‏

      قال لويس مستذكرا الماضي:‏ «قاسيت كل انواع الاساءة،‏ وعرضت عليّ الحكومة كل ما يمكن تصوّره من مغريات.‏ لكني صمَّمت ان اتخلّى عن ملذات هذا العالم».‏ وصار لويس مجاهرا جريئا بالبشارة بحيث لقَّبه الكهنة الكاثوليك المحليون بالمبشِّر.‏ وفي ٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٤٧،‏ اعتمد بعد ستة اشهر من حضوره اول اجتماع.‏

      وبعد معموديته جرت مطاردته واعتقاله ووضعه في سجن انفرادي عدة مرات.‏ حتى انه تعرَّض مرارا لمحاولات قتل.‏ لكنه كلما اعتُقل ومثل امام المحكمة استغل الفرصة ليقدِّم الشهادة.‏ قال لويس:‏ «دافعت عن ايماني بشجاعة الاسد.‏ وأنا اشعر بالفرح حين استعيد تلك الذكريات».‏

      ان سيرة حياة لويس كخادم امين للّٰه لم تمرّ على المجتمع مرور الكرام.‏ ففي سنة ١٩٩٤،‏ قالت عنه صحيفة إل سيغلو الدومينيكانية (‏بالاسبانية)‏:‏ «يُعرف السيد لويس إدواردو مونتاس في سان كريستوبال بطبعه الجدّي.‏ انه نِعْم الرجل،‏ الرجل المتعاطف والوديع.‏ فكل ما يُعرف عن هذه الشخصية في تاريخ سان كريستوبال له صلة بعمله الرئيسي كرجل مسيحي».‏

  • ‏«رجاء الملكوت ليس حلما»‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      ‏«رجاء الملكوت ليس حلما»‏

      إفرايِن دي لا كروس

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩١٨

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٤٩

      • لمحة عن حياته:‏ رغم السجن والضرب الوحشي الذي قاساه في سبعة سجون،‏ لم يتراجع عن تصميمه ان يكرز ببشارة ملكوت اللّٰه.‏

      الصورة في الصفحة ١٢٠

      عام ١٩٤٨،‏ ابتدأنا انا وزوجتي باولا وابنتي نحضر اجتماعات شهود يهوه في بلانكو أريبا.‏ صحيح اننا كنا نسير مسافة ٤٠ كلم ذهابا وإيابا،‏ لكننا لم نفوِّت اي اجتماع.‏ وفي ٣ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٤٩ نذرنا انفسنا انا وباولا ليهوه واعتمدنا.‏

      بعد ستة اشهر،‏ اعتُقلت مع بعض الاخوة في جماعتنا،‏ وحُكم علينا بالسجن ثلاثة اشهر.‏ كانت الارض فراشنا،‏ والموز الفِجّ والشاي وجبتنا الوحيدة كل يوم.‏ وحين أُطلق سراحنا،‏ هدّدَنا رسميّو الحكومة مفترضين اننا سنتوقف عن الكرازة.‏ إلا اننا عاودنا سرًّا حضور الاجتماعات والكرازة.‏ فاجتمعنا في البيوت الخاصة،‏ حقول البن،‏ والمزارع لأن عملاء الحكومة لم يكفُّوا عن مراقبتنا.‏ وبدلا من الاجتماع في المكان نفسه مرارا،‏ أعلنّا في نهاية كل اجتماع عن مكان الاجتماع التالي.‏ وقد كرزنا وحدنا دون رفيق،‏ وأثناء الكرازة كنا نرتدي ثياب العمل ولا نستعمل المطبوعات او الكتاب المقدس.‏ رغم ذلك،‏ بين عامَي ١٩٤٩ و ١٩٥٩،‏ دخلت وخرجت من سبعة سجون،‏ مؤدِّيا فيها عقوبات تراوحت مدة كل منها بين ثلاثة وستة اشهر.‏

      وجب ان اتَّخذ اقصى درجات الحيطة والحذر لأن بعض مضطهديَّ كانوا من اقربائي.‏ ومع اني نمت في الجبال والمزارع كي لا تعتقلني الشرطة،‏ لم استطع احيانا الافلات من قبضتهم.‏ وبعد اعتقالي ذات مرة،‏ أُرسلت الى سجن لا فيكتوريا،‏ في سيوداد تروخيو،‏ حيث تراوح عدد المساجين في كل زنزانة بين ٥٠ و ٦٠ سجينا.‏ وهناك حصلنا على وجبتَي طعام في اليوم،‏ الاولى صباحا وصُنعت من دقيق الذرة،‏ والثانية ظهرا وتألفت من حصة صغيرة من الارز والفاصولياء.‏ ودون شك،‏ كرزنا جميعا لرفقائنا السجناء وعقدنا بانتظام اجتماعاتنا باقتباس آيات من ذاكرتنا وسرد اختبارات حدثت معنا في الخدمة.‏

      في فترة سجني الاخيرة،‏ ضربني احد الجنود بعَقِب بندقيته على رأسي وأضلعي.‏ وإلى الآن اعاني جسديا من آثار ذلك الضرب والاساءات الاخرى.‏ لكن تلك الامتحانات قوَّت ايماني وعزَّزت احتمالي وتصميمي على خدمة يهوه.‏

      عمري الآن ٩٦ سنة،‏ وأقوم بمسؤولية خادم مساعد في الجماعة.‏ وبما اني لم اعد استطيع السير مسافات طويلة،‏ اجلس امام بيتي وأكرز لجميع المارّة.‏ ان رجاء الملكوت ليس حلما بالنسبة اليّ.‏ انه حقيقة ابشِّر بها منذ اكثر من ٦٠ سنة.‏ فالعالم الجديد حقيقي في نظري اليوم كما كان اول يوم سمعت فيه رسالة الملكوت.‏a

      a فارق إفرايِن دي لا كروس الحياة اثناء اعداد هذه الرواية.‏

  • ‏«سأبقى واحدة من شهود يهوه»‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      ‏«سأبقى واحدة من شهود يهوه»‏

      آنا ماريا (‏ماري)‏ غلاس

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩٣٥

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٥٦

      • لمحة عن حياتها:‏ شابة كاثوليكية غيورة تعلَّمت حق الكتاب المقدس واحتملت المقاومة بشجاعة من عائلتها والكنيسة والدولة.‏

      الصورة في الصفحة ١٢٢

      كنت متديِّنة جدا وعضوا ناشطا في الكنيسة الكاثوليكية.‏ رتَّلت في جوقة الكنيسة ورافقت الكهنة الى اماكن ممارسة الرياضة الروحية في الريف حيث اقاموا القداديس.‏ عام ١٩٥٥،‏ اخبرتني اختي عن الفردوس الآتي وأعطتني كتابا مقدسا وكراس ‏«بشارة الملكوت هذه»‏ وكتاب ‏«ليكن اللّٰه صادقا».‏ فأثار ذلك اهتمامي،‏ وسألت الكاهن هل بإمكاني ان اقرأ الكتاب المقدس.‏ فحذَّرني قائلا اني سوف «أُصاب بالجنون».‏ رغم ذلك قررت ان اقرأه.‏

      بعدما انتقلت الى منزل جدَّي في بوكا تشيكا،‏ سألني احد الكهنة لماذا لا اذهب الى الكنيسة.‏ فأوضحت له اني اكتشفت ان الكنيسة تعلِّم عقائد كثيرة غير موجودة في الكتاب المقدس.‏ فاستشاط غضبا وصرخ في وجهي قائلا:‏ «اسمعي ايتها الشابة،‏ انت خروف ضلّ عن رعيتي».‏

      فأجبته:‏ «لا بل انتَ مَن ضلَّ عن رعية يهوه لأن الخراف هي ليهوه وليست لأي انسان».‏

      ومذاك لم اذهب قط الى الكنيسة.‏ ثم انتقلت للسكن مع اختي،‏ وبعد مجرد ستة اشهر من سماعي الحق لأول مرة اعتمدت.‏ وعلى الفور انخرطت في الفتح العادي.‏ وبعد سنة تزوجت من إنريكِه غلاس الذي كان يخدم ناظر دائرة في البلد.‏ ذات مرة،‏ اثناء كرازتنا في احدى الحدائق العامة في لا رومانا،‏ اعتقلت الشرطة إنريكِه.‏ وفيما هم يقتادونه،‏ لحقت بهم وقلت:‏ «انا ايضا واحدة من شهود يهوه،‏ وأنا ايضا كنت اكرز.‏ فلمَ لا تأخذونني؟‏».‏ إلا انهم لم يعتقلوني.‏

      كان إنريكِه قد امضى ما مجموعه سبع سنوات ونصفا في السجن.‏ وهذه المرة بلغت العقوبة ٢٠ شهرا.‏ فرحت ازوره كل يوم احد.‏ وفي احدى الزيارات،‏ سألني ضابط من ضبّاط السجن:‏ «لمَ انت هنا؟‏».‏

      اجبته موضحةً:‏ «زوجي مسجون لأنه واحد من شهود يهوه».‏

      فردَّ:‏ «انت شابة وأمامك مستقبل جميل.‏ لمَ تضيِّعين وقتك مع شهود يهوه؟‏».‏

      عندئذ اجبته:‏ «انا ايضا واحدة من شهود يهوه.‏ وحتى لو قتلتموني سبع مرات وأقمتموني سبع مرات،‏ فسأبقى واحدة من شهود يهوه».‏ فلما سمع جوابي امرني بالمغادرة.‏

      بعدما رُفع الحظر،‏ خدمت مع إنريكِه عددا من السنين في العمل الدائري والكوري.‏ وفي ٨ آذار (‏مارس)‏ ٢٠٠٨ فارق إنريكِه الحياة.‏ وأنا لا ازال حتى اليوم اخدم كفاتحة عادية.‏

  • يهوه يفتح قلوب كثيرين
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      يهوه يفتح قلوب كثيرين

      ليوناردو أمور

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩٤٣

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٦١

      • لمحة عن حياته:‏ تعلَّم الحق في مراهقته ويخدم يهوه كامل الوقت منذ اكثر من ٥٠ سنة.‏

      الصورة في الصفحة ١٦٠

      اعتمدت بعد نحو شهر من اغتيال تروخيو عام ١٩٦١.‏ وكنت آنذاك ادرس الحقوق في الجامعة.‏ فقد اراد ابي ان ادخل سلك القضاء،‏ لكنني ادركت تفوُّق التعليم الالهي على التعليم الدنيوي.‏ فتركت الجامعة بالرغم من ضغط ابي عليّ.‏ وبعد مدة قصيرة عُينت فاتحا خصوصيا.‏

      كانت لا فيغا،‏ وهي معقل قديم للكاثوليكيين،‏ احدى المدن التي عُيِّنت فيها.‏ ولكن اثناء خدمتي هناك،‏ لم يعتنق احد الحق.‏ فكان رفيقي في الفتح الشخص الوحيد الذي حضر خطاباتي العامة.‏ إلا ان يهوه دعمني من خلال الدرس الشخصي للكتاب المقدس،‏ حضور المحافل،‏ والصلوات الحارة.‏ وفي صلواتي سألت يهوه هل يُعقل ان تتأسس يوما جماعة في لا فيغا.‏ وكم يُسعدني ان اقول انه توجد اليوم ٦ قاعات ملكوت،‏ ١٤ جماعة،‏ وأكثر من ٨٠٠ ناشر في لا فيغا!‏

      تزوجت من أنخيلا سنة ١٩٦٥،‏ وفي سنة ١٩٨١ دُعينا الى الخدمة في بيت ايل.‏ عندما اعتمدت،‏ لم يكن في البلد سوى ٦٨١ ناشرا.‏ اما اليوم فهنالك اكثر من ٠٠٠‏,٣٦ ناشر،‏ ويحضر آلاف آخرون شتى محافلنا.‏ لذا حين اتأمل في الماضي يذهلني ان ارى كيف يفتح يهوه قلوب كثيرين ليميِّزوا حقائق الكتاب المقدس.‏

      الصورة في الصفحة ١٦١

      لجنة الفرع،‏ من اليسار الى اليمين:‏ راينر تومبسون،‏ خوان كريسبين،‏ توماس دين،‏ لِيونيل بِغوِيرو،‏ ليوناردو أمور،‏ وريتشارد ستادرد

  • من ملحد متمرِّد الى خادم للّٰه
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      من ملحد متمرِّد الى خادم للّٰه

      خوان كريسبين

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩٤٤

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٦٤

      • لمحة عن حياته:‏ ملحد سابق يخدم يهوه بأمانة منذ ٥٠ سنة خلت.‏

      الصورة في الصفحة ١٦٤

      في صباي،‏ خيَّب تاريخ الدين الزاخر بالكراهية املي.‏ كما اني لم افهم لماذا لا يضع اللّٰه حدا للفقر والظلم،‏ او لماذا لا يطبِّق كثيرون من المتدينين ما يقوله الكتاب المقدس.‏ لذلك اصبحت ملحدا،‏ وكان في اعتقادي ان الثورة السياسية وحدها تستطيع اصلاح العالم.‏

      عام ١٩٦٢،‏ بدأت اقرأ مجلة استيقظ!‏.‏ ثم في عام ١٩٦٣،‏ وافقت ان ادرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه.‏ فمسَّني ما تعلَّمته في الصميم.‏ وبتّ افهم ان اللّٰه ليس المسؤول عن الاعمال الوحشية التي ترتكبها مختلف الاديان وأن له قصدا حبيا للبشر.‏ لذا بعد شهرين من درسي الاول،‏ رحت اخبر الآخرين ان ملكوت اللّٰه سيحل محل هذا النظام الفاسد.‏ اعتمدت سنة ١٩٦٤،‏ وعُينت فاتحا خصوصيا سنة ١٩٦٦.‏ وأنا مقتنع ان الحق انقذ حياتي لأن كثيرين من عشرائي المناضلين إما ماتوا ميتة عنيفة،‏ او سُجنوا،‏ او هربوا من البلد.‏ اشكر يهوه لأنه حوَّلني من ملحد يائس الى خادم للإله الذي يعد بعالم جديد بار.‏

      الصورة في الصفحة ١٦٥

      الاخ كريسبين يدير العبادة الصباحية في بيت ايل

  • اول اصمّ يعتنق الحق
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      اول اصمّ يعتنق الحق

      هوسيه بيريس

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩٦٠

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٨٢

      • لمحة عن حياته:‏ حين كان صبيا يافعا،‏ جذبته محبة الاخوة الى الحق مع ان لا احد في الجماعة يعرف لغة الاشارات.‏

      الصورة في الصفحة ١٦٦

      فقدتُ سمعي في صغري وتعلَّمت لغة الاشارات في مدرسة للصمّ.‏ تعرَّفت الى الحق لأول مرة بعمر ١١ سنة حين دعتني عائلة من الشهود تسكن في جوارنا الى حضور اجتماع للجماعة.‏ ومع اني لم افهم المواضيع،‏ قرَّرت ان اواصل الحضور بسبب الترحيب الحار الذي لقيته من الاخوة.‏ وكثيرون منهم كانوا يدعونني الى تناول الطعام معهم ومشاركتهم في نشاطات اخرى.‏

      اصبحت ناشرا عام ١٩٨٢،‏ وفي اواخر تلك السنة اعتمدت.‏ وفي سنة ١٩٨٤،‏ تزوجت من إيفا التي هي ايضا صمّاء.‏ ومع اننا لم نفهم بعض حقائق الكتاب المقدس فهما عميقا،‏ ميَّزنا هيئة يهوه من سمة المحبة التي تحدِّد هويتها وتمتعنا بوجودنا في الجماعة.‏ —‏ يو ١٣:‏٣٥‏.‏

      عام ١٩٩٢،‏ صُنعت الترتيبات لتعليم بعض الاخوة والاخوات لغة الاشارات الاميركية.‏ ولم يمضِ وقت طويل حتى بدأ هؤلاء الناشرون بالبحث عن الصمّ والكرازة لهم.‏ ثم في سنة ١٩٩٤،‏ مُنح العمل في حقل لغة الاشارات زخما كبيرا عندما دُعي زوجان من بورتو ريكو الى الفرع لتعليم ٢٥ اخا وأختا هذه اللغة.‏

      وفي وقت لاحق من تلك السنة،‏ بدأنا انا وإيفا نحضر الاجتماعات في فريق لغة الاشارات المشكَّل حديثا.‏ ولم يكن إلا بعد حضور الاجتماعات بهذه اللغة اننا بدأنا نفهم تماما التفاصيل المتعلقة بتعاليم الكتاب المقدس،‏ مثل تحدي الشيطان لسلطان يهوه الكوني ودور الملكوت المسياني في قصد اللّٰه.‏

      في ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٩٥،‏ تأسست جماعتان بلغة الاشارات الاميركية في سانتو دومينغو وسانتياغو.‏ وبحلول آب (‏اغسطس)‏ ٢٠١٤،‏ اصبح هنالك ٢٦ جماعة و ١٨ فريقا بهذه اللغة.‏

      كانت لغة الاشارات اللغة الاساسية التي علَّمناها انا وزوجتي لأولادنا الثلاثة.‏ واليوم،‏ يساعد ابننا الاكبر إِبِر في الترجمة الى لغة الاشارات في فرع الولايات المتحدة.‏ وأنا اخدم في الجماعة كخادم مساعد،‏ وإيفا فاتحة عادية.‏

      النمو في حقل لغة الاشارات الاميركية من ١٩٩٥ الى ٢٠١٤

      • ١٩٩٥

        جماعتان

        الصورة في الصفحة ١٦٧
      • ٢٠١٤

        ٢٦ جماعة و ١٨ فريقا

        الصورة في الصفحة ١٦٧
  • وجدتُ قصدا في الحياة
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • جمهورية الدومينيكان

      وجدتُ قصدا في الحياة

      هوسيه إستيفيس

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩٦٨

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٨٩

      • لمحة عن حياته:‏ انتقل في صغره من الريف الى المدينة بحثا عن حياة افضل.‏ وهناك تعرَّف الى الحق.‏ ومذاك يخدم يهوه بغيرة واضعا ملكوت اللّٰه اولا في حياته.‏

      الصورة في الصفحة ١٦٨

      انتقل هوسيه الى مدينة سانتو دومينغو بعمر ١١ سنة،‏ حيث قام بشتى الاعمال لكسب معيشته،‏ كمسح الاحذية وبيع البرتقال والبوظة.‏ وما ان اصبح شابا حتى عُرف باجتهاده في العمل.‏ وبعد عدة سنوات،‏ طلب منه اخوه الاكبر الذي كان واحدا من شهود يهوه ان يتولى الاشراف على منزله.‏ فرأى على طاولة غرفة الطعام كتاب يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض.‏ فأخذه وسهر طوال الليل يقرأ فيه.‏ وفي الحال ادرك انه وجد شيئا يمنح حياته قصدا.‏

      في نهاية الاسبوع،‏ ذهب هوسيه الى اقرب قاعة ملكوت وعرَّف بنفسه انه واحد من شهود يهوه.‏ وقال للاخوة انه حسبما تعلَّم ينبغي ان يحضر الاجتماعات ويكرز بالبشارة.‏ كما اخبرهم انه حين قرأ كتاب ان تحيوا عرف الامور التي لا ينبغي ان يفعلها المسيحيون وأكَّد لهم انه لا يفعلها ابدا.‏ فوافق الاخوة بعد خمسة عشر يوما ان يصير ناشرا.‏ وبعد ستة اشهر،‏ اعتمد عن عمر ٢١ سنة.‏

      وبما ان دوام عمل هوسيه تعارض مع الاجتماعات،‏ تركه وزاول عملا لا يؤمِّن له سوى ربع الراتب الذي كان يتقاضاه.‏ وذلك اتاح له ان يحضر الاجتماعات وينخرط في الفتح العادي.‏ ولكن لاحقا،‏ حين تزوج وصار ابا لصبيَّين توقف عن خدمة الفتح.‏

      صمَّم هوسيه ان يعلِّم ولدَيه الحق من الطفولية.‏ ففي الشهر الثالث من حبل زوجته خوسِفينا بابنهما البكر نُويِه،‏ راح يقرأ بصوت عالٍ روايات كتابي لقصص الكتاب المقدس،‏ راغبا ان يسمعه الطفل وهو في الرحم.‏ وحين وُلد نُويِه،‏ كان هوسيه قد انهى قراءة الكتاب كله.‏ وهذا ما فعله ايضا بابنهما الثاني نِفتالي.‏

      لاحقا،‏ اصبح هوسيه المدير العام لمؤسسة تجارية حيث بلغ راتبه عشرة اضعاف راتبه السابق.‏ رغم ذلك،‏ حين بلغ ولداه من العمر ١٠ و ١٣ سنة في عام ٢٠٠٨،‏ ترك مركزه الاداري هذا وانخرط مرة اخرى في الفتح العادي.‏ لكن هذه المرة مع زوجته وولدَيه.‏ وبما ان راتبه انخفض كثيرا،‏ تعاونت كل العائلة على تخفيض نفقاتهم.‏ ويعقد الاربعة جميعا نحو ٣٠ درسا في الكتاب المقدس كل شهر.‏ يؤكد لنا يسوع ان يهوه سيباركنا اذا وضعنا الملكوت اولا في حياتنا.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ وقد وثق هوسيه وعائلته بهذا الوعد ولمسوا لمس اليد ان يهوه يفي بوعده.‏

  • اردتُ التوقف عن خدمة اللّٰه
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٥
    • الصورة في الصفحة ١٧١

      جمهورية الدومينيكان

      اردتُ التوقف عن خدمة اللّٰه

      مارتين باريديس

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩٧٦

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٩١

      • لمحة عن حياته:‏ تعرَّف مارتين الى الحق فيما كان يدرس اللاهوت ليصير كاهنا.‏ ومذاك يساعد كثيرين ان يصيروا عبّادا حقيقيين للّٰه.‏

      الصورة في الصفحة ١٧٠

      نشأت في عائلة كاثوليكية متدينة جدا ارادت ان اصير كاهنا.‏ لذلك درست بعمر ١٢ سنة ثلاثة مقرَّرات علَّمني اياها عدد من الكهنة.‏ وحين بلغت الـ‍ ١٤ من عمري في سنة ١٩٩٠،‏ دُعيت الى الدراسة في افضل المعاهد اللاهوتية في البلد.‏

      وهناك احرزت تقدما كبيرا.‏ فقيل لي اني اذا بقيت على هذا المنوال أُرسَم اسقفا.‏ ولكن سرعان ما خاب املي.‏ فبدل ان نتعلَّم الكتاب المقدس تعلَّمنا الفلسفة البشرية.‏ هذا وكان الكهنة فاسدين جدا.‏ لذا حين صرت هدفا لتحرُّشاتهم الجنسية،‏ اردت التوقف عن خدمة اللّٰه.‏

      في تلك الاثناء،‏ زار زوجان مرسلان محاسب المعهد وأعطوه كتاب اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح.‏ فاستعرت الكتاب منه وقرأته من الغلاف الى الغلاف.‏ اذاك قلت لنفسي:‏ ‹هذا ما ابحث عنه›.‏ فتركت معهد اللاهوت وبدأت ادرس مع الشهود وأحضر الاجتماعات.‏ واعتمدت بعد ثمانية اشهر في تموز (‏يوليو)‏ ١٩٩١.‏ ثم انخرطت في الفتح العادي،‏ ولاحقا تزوجت بفاتحة اسمها ماريا.‏ ومنذ عام ٢٠٠٦،‏ نخدم سويّا كفاتحين خصوصيين.‏ فبدل ان اتوقف عن خدمة اللّٰه،‏ انا الآن اساعد الجياع الى الحق ان يصيروا عبّادا حقيقيين للّٰه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة