مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • شريعة المسيح
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • شريعة المسيح

      ‏«اني .‏ .‏ .‏ تحت ناموس للمسيح.‏» —‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢١‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف كان يمكن تحاشي الكثير من اخطاء الجنس البشري؟‏ (‏ب)‏ اي امر لم يتعلمه العالم المسيحي من تاريخ الدين اليهودي؟‏

      ‏«الشعوب والحكومات لا تتعلّم ابدا من التاريخ،‏ ولا تعمل وفق المبادئ المستخلصة منه.‏» هذا ما قاله فيلسوف الماني في القرن الـ‍ ١٩.‏ فعلا،‏ يوصف مجرى التاريخ البشري بأنه «تدرُّج في الحماقة،‏» سلسلة من الجهالات والازمات الشنيعة التي كان يمكن تجنب الكثير منها لو كان الجنس البشري على استعداد للتعلم من الاخطاء الماضية.‏

      ٢ ان الرفض نفسه للتعلم من الاخطاء الماضية يظهر بشكل بارز في هذه المناقشة حول الشريعة الالهية.‏ فقد استبدل يهوه اللّٰه الشريعة الموسوية بشريعة اعظم —‏ شريعة المسيح.‏ ولكنّ قادة العالم المسيحي،‏ الذين يدّعون انهم يعلّمون هذه الشريعة ويعيشون وفقها،‏ لا يتعلمون من خطإ الفريسيين الفادح.‏ لذلك حرّف العالم المسيحي شريعة المسيح وأساء استعمالها تماما كما فعل الدين اليهودي بشريعة موسى.‏ وكيف ذلك؟‏ اولا،‏ دعونا نتفحّص شريعة المسيح نفسها —‏ ما هي،‏ على مَن تسود وكيف،‏ وماذا يميزها عن الشريعة الموسوية.‏ وبعد ذلك سنبحث كيف يسيء العالم المسيحي استعمالها.‏ فلنتعلّم من التاريخ ولنستفد منه!‏

      العهد الجديد

      ٣ اي وعد صنعه يهوه في ما يتعلق بعهد جديد؟‏

      ٣ مَن غير يهوه اللّٰه يمكنه ان يزيد الشريعة الكاملة كمالا؟‏ كان عهد الشريعة الموسوية كاملا.‏ (‏مزمور ١٩:‏٧‏)‏ ومع ذلك،‏ وعد يهوه:‏ «ها ايام تأتي .‏ .‏ .‏ وأقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا.‏ ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم.‏» لقد كُتبت الوصايا العشر —‏ نواة الشريعة الموسوية —‏ على لوحي حجر.‏ أما عن العهد الجديد،‏ فقال يهوه:‏ «اجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم.‏» —‏ ارميا ٣١:‏٣١-‏٣٤‏.‏

      ٤ (‏أ)‏ اي اسرائيل يشمله العهد الجديد؟‏ (‏ب)‏ مَن ايضا الى جانب الاسرائيليين الروحيين هم تحت شريعة المسيح؟‏

      ٤ مَن يدخلون في هذا العهد الجديد؟‏ طبعا،‏ ليس «بيت اسرائيل» الحرفي الذين رفضوا وسيط هذا العهد.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١٥‏)‏ وبالاحرى،‏ ان «اسرائيل» الجديد هذا هو «اسرائيل اللّٰه،‏» امة من اسرائيليين روحيين.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦؛‏ رومية ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وهذا الفريق الصغير من المسيحيين الممسوحين بالروح كان سينضم اليه لاحقا «جمع كثير» من كل الامم يطلبون ايضا عبادة يهوه.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠؛‏ زكريا ٨:‏٢٣‏)‏ ورغم ان الجمع الكثير هؤلاء ليسوا فريقا مشاركا في العهد الجديد،‏ فهم ايضا تُلزمهم الشريعة.‏ (‏قارنوا لاويين ٢٤:‏٢٢؛‏ عدد ١٥:‏١٥‏.‏)‏ و‹كرعية واحدة› تحت رعاية «راع واحد» يكون الجميع «تحت ناموس للمسيح،‏» كما كتب الرسول بولس.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢١‏)‏ لقد دعا بولس هذا العهد الجديد ‹عهدا اعظم.‏› ولماذا؟‏ احد الاسباب هو انه مؤسس على وعود تمت لا على ظلال امور ستأتي.‏ —‏ عبرانيين ٨:‏٦؛‏ ٩:‏١١-‏١٤‏.‏

      ٥ ما هو القصد من العهد الجديد،‏ ولماذا سيُفلِح؟‏

      ٥ ما هو القصد من هذا العهد؟‏ انتاج امة من ملوك وكهنة لمباركة الجنس البشري كله.‏ (‏خروج ١٩:‏٦؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩؛‏ رؤيا ٥:‏١٠‏)‏ لم يُنتج عهد الشريعة الموسوية قط هذه الامة بالمعنى الاكمل،‏ لأن اسرائيل ككل تمردت وخسرت الفرصة التي أُتيحت لها.‏ (‏قارنوا رومية ١١:‏١٧-‏٢١‏.‏)‏ ولكنّ العهد الجديد سيُفلِح بالتأكيد،‏ لأنه مقترن بشريعة من نوع مختلف جدا.‏ كيف؟‏

      شريعة الحرية

      ٦،‏ ٧ كيف تمنح شريعة المسيح حرية اعظم من التي منحتها الشريعة الموسوية؟‏

      ٦ تُقرَن شريعة المسيح تكرارا بالحرية.‏ (‏يوحنا ٨:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ ويشار اليها بأنها «شريعة شعب حر» و«الشريعة الكاملة شريعة الحرية.‏» (‏يعقوب ١:‏٢٥‏،‏ ع‌ج؛‏ ٢:‏١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ طبعا،‏ كل حرية بين البشر هي نسبية.‏ ومع ذلك،‏ تمنح هذه الشريعة حرية اعظم بكثير من التي منحتها سالفتها،‏ الشريعة الموسوية.‏ وكيف ذلك؟‏

      ٧ مثلا،‏ لم يولد احد تحت شريعة المسيح.‏ فالعوامل كالعرق والموطن لا علاقة لها بذلك.‏ والمسيحيون الحقيقيون يختارون طوعا في قلوبهم قبول نير اطاعة هذه الشريعة.‏ وبفعلهم ذلك يجدون انه نير هين،‏ حمل خفيف.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ على اية حال،‏ أُعدت الشريعة الموسوية لتجعل الانسان يدرك انه خاطئ وأنه في حاجة ماسة الى ذبيحة فدائية لافتدائه.‏ (‏غلاطية ٣:‏١٩‏)‏ وتعلّم شريعة المسيح ان المسيَّا قد اتى،‏ دفع حياته ثمن الفدية،‏ وفتح لنا الطريق لنتحرر من الطغيان الرهيب للخطية والموت!‏ (‏رومية ٥:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ ولكي نستفيد من ذلك،‏ يلزم ان ‹نمارس الايمان› بهذه الذبيحة.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ٨ ماذا تشمل شريعة المسيح،‏ ولكن لماذا العيش وفقها لا يستلزم حفظ مئات التشريعات عن ظهر قلب؟‏

      ٨ تستلزم ‹ممارسة الايمان› العيش وفق شريعة المسيح.‏ وهذا يشمل اطاعة كل وصايا المسيح.‏ هل يعني ذلك حفظ مئات الشرائع والتشريعات عن ظهر قلب؟‏ كلا.‏ فرغم ان موسى،‏ وسيط العهد القديم،‏ كتب الشريعة الموسوية،‏ لم يكتب يسوع،‏ وسيط العهد الجديد،‏ اية شريعة قط.‏ وبالاحرى،‏ عاش هذه الشريعة.‏ وبمسلك حياته الكامل رسم مثالا ليتّبعه الجميع.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ وربما لهذا السبب كان يشار الى عبادة المسيحيين الاولين بأنها «الطريق.‏» (‏اعمال ٩:‏٢؛‏ ١٩:‏٩،‏ ٢٣؛‏ ٢٢:‏٤؛‏ ٢٤:‏٢٢‏)‏ فبالنسبة اليهم،‏ تمثلت شريعة المسيح في حياته.‏ والاقتداء بيسوع عنى اطاعة هذه الشريعة.‏ ومحبتهم الشديدة له عنت ان هذه الشريعة مكتوبة فعلا على قلوبهم،‏ كما ذكرت النبوة.‏ (‏ارميا ٣١:‏٣٣؛‏ ١ بطرس ٤:‏٨‏)‏ فالذي يطيع بدافع المحبة لا يشعر ابدا بأنه مظلوم —‏ سبب آخر يمكن لاجله ان تدعى شريعة المسيح «شريعة شعب حر.‏»‏

      ٩ ما هو جوهر شريعة المسيح،‏ وبأية طريقة تشمل هذه الشريعة وصية جديدة؟‏

      ٩ وإذا كانت المحبة مهمة في الشريعة الموسوية،‏ فهي جوهر الشريعة المسيحية نفسه.‏ وهكذا تشمل شريعة المسيح وصية جديدة —‏ يجب ان تكون للمسيحيين محبة التضحية بالذات واحدهم نحو الآخر.‏ فيجب ان يحبوا كما أحب يسوع؛‏ لقد بذل حياته طوعا من اجل اصدقائه.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١٥:‏١٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهكذا يمكن القول ان شريعة المسيح هي تعبير عن الثيوقراطية اسمى من شريعة موسى.‏ وكما اشارت هذه المجلة سابقا:‏ «الثيوقراطية هي حكم اللّٰه؛‏ واللّٰه محبة؛‏ لذلك فالثيوقراطية هي الحكم بمحبة.‏»‏

      يسوع والفريسيون

      ١٠ كيف اختلف تعليم المسيح عن تعليم الفريسيين؟‏

      ١٠ اذًا،‏ ليس مدهشا ان يكون هنالك تعارض بين يسوع والقادة الدينيين اليهود في ايامه.‏ فقد كانت «الشريعة الكاملة شريعة الحرية» ابعد ما يمكن عن اذهان الكتبة والفريسيين.‏ لقد حاولوا ان يسيطروا على الشعب من خلال الفرائض البشرية.‏ فصارت تعاليمهم مرهِقة،‏ انتقادية،‏ سلبية.‏ وبتباين شديد،‏ كانت تعاليم يسوع بناءة وإيجابية الى الغاية!‏ فقد كان عمليا والتفت الى حاجات واهتمامات الناس الحقيقية.‏ وعلّم بطريقة بسيطة وبإخلاص،‏ مستعملا امثلة من الحياة اليومية ومستمدًّا من سلطة كلمة اللّٰه.‏ ولذلك «بهتت الجموع من تعليمه.‏» (‏متى ٧:‏٢٨‏)‏ نعم،‏ لقد بلغ تعليم يسوع قلوبهم!‏

      ١١ كيف اوضح يسوع عمليا انه كان يجب تطبيق الشريعة الموسوية بتعقل ورحمة؟‏

      ١١ عوضا عن اضافة المزيد من الفرائض الى الشريعة الموسوية،‏ اظهر يسوع كيف كان يجب ان يطبق اليهود دائما هذه الشريعة —‏ بتعقل ورحمة.‏ مثلا،‏ تذكروا المناسبة عندما اقتربت منه امرأة بنزف دم.‏ بحسب الشريعة الموسوية،‏ كان كل من تمسه يصير نجسا،‏ وبالتأكيد كان من المفروض ألّا تختلط بجمع من الناس.‏ (‏لاويين ١٥:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ ولكنها كانت شديدة التوق الى الشفاء حتى انها تقدمت بين الجمع ومسّت ثوب يسوع.‏ وللوقت توقف النزف.‏ فهل وبخها على مخالفة الشريعة؟‏ كلا؛‏ وبالاحرى،‏ فهم حالتها اليائسة وأوضح عمليا الوصية العظمى للشريعة —‏ المحبة.‏ فقال لها بتعاطف:‏ «يا ابنة ايمانك قد شفاك.‏ اذهبي بسلام وكوني صحيحة من دائك.‏» —‏ مرقس ٥:‏٢٥-‏٣٤‏.‏

      هل تطلق شريعة المسيح العنان للحرية الفردية؟‏

      ١٢ (‏أ)‏ لماذا لا يجب ان نفترض ان المسيح يسمح بإطلاق العنان للحرية الفردية؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُظهر ان خلق شرائع كثيرة يؤدي الى خلق ثغرات كثيرة؟‏

      ١٢ فهل نستنتج ان شريعة المسيح تطلق العنان للفرد لأنها «شريعة الحرية،‏» في حين ان الفريسيين،‏ بتقاليدهم الشفهية كلها،‏ كانوا على الاقل يبقون سلوك الناس ضمن حدود صارمة؟‏ كلا.‏ فالانظمة القانونية اليوم تبيِّن انه في اغلب الاحيان كلما كثرت القوانين وجد الناس فيها ثغرات اكثر.‏a وكثرة القواعد الفريسية،‏ في زمن يسوع،‏ شجعت على البحث عن الثغرات،‏ القيام روتينيا بأعمال خالية من المحبة،‏ وتطوير مظهر خارجي ذي بر ذاتي لستر الفساد الداخلي.‏ —‏ متى ٢٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ١٣ لماذا تُنتِج شريعة المسيح مقياسا للسلوك اسمى من الذي تنتجه اية مجموعة قوانين مكتوبة؟‏

      ١٣ وبالتباين،‏ لا تعزز شريعة المسيح مثل هذه المواقف.‏ وفي الواقع،‏ ان الشريعة المؤسسة على محبة يهوه والتي تُطاع بالاقتداء بمحبة التضحية بالذات التي للمسيح نحو الآخرين،‏ تُنتِج اطاعتُها مقياسا للسلوك اسمى بكثير من الذي ينتجه اتّباع مجموعة قوانين شرعية رسمية.‏ فالمحبة لا تفتش عن ثغرات في الشريعة؛‏ انها تمنعنا من فعل امور مؤذية لا تحرّمها بوضوح مجموعة معيّنة من الشرائع.‏ (‏انظروا متى ٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏.‏)‏ وهكذا،‏ تدفعنا شريعة المسيح الى فعل امور من اجل الآخرين —‏ الاعراب عن الكرم،‏ الضيافة،‏ والمحبة —‏ بطرائق لا يمكن لأي قانون رسمي ان يجعلنا نفعلها.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥؛‏ ٢ كورنثوس ٩:‏٧؛‏ عبرانيين ١٣:‏١٦‏.‏

      ١٤ اي تأثير كان للعيش وفق شريعة المسيح في الجماعة المسيحية للقرن الاول؟‏

      ١٤ فبقدر ما كان اعضاء الجماعة المسيحية الاولى يعيشون وفق شريعة المسيح كانوا يتمتعون بجو دافئ حبي،‏ خالٍ نسبيا من المواقف الصارمة،‏ الانتقادية،‏ والريائية التي كانت سائدة في المجامع آنذاك.‏ فلا بد ان اعضاء هذه الجماعات الجديدة شعروا حقا بأنهم يعيشون وفق «شريعة شعب حر»!‏

      ١٥ ماذا كانت بعض جهود الشيطان الاولى لإفساد الجماعة المسيحية؟‏

      ١٥ ولكنّ الشيطان كان يتوق الى افساد الجماعة المسيحية من الداخل،‏ تماما كما افسد امة اسرائيل.‏ حذر الرسول بولس من اناس مشبهين بالذئاب «يتكلمون بأمور ملتوية» ويظلمون رعية اللّٰه.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وكان عليه ان يقاوم مهوِّدي المسيحية الذين سعوا الى استبدال الحرية النسبية لشريعة المسيح بعبودية الشريعة الموسوية التي تمت في المسيح.‏ (‏متى ٥:‏١٧؛‏ اعمال ١٥:‏١؛‏ رومية ١٠:‏٤‏)‏ وبعد موت آخر رسول لم يعد هنالك رادع عن مثل هذا الارتداد.‏ فصار الفساد متفشيا.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

      العالم المسيحي يلوث شريعة المسيح

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ اية اشكال اتخذها الفساد في العالم المسيحي؟‏ (‏ب)‏ كيف روجت شرائع الكنيسة الكاثوليكية نظرة ملتوية الى الجنس؟‏

      ١٦ كما هي الحال مع الدين اليهودي،‏ اتخذ الفساد اشكالا متنوعة في العالم المسيحي.‏ فهو ايضا وقع فريسة العقائد الباطلة والآداب الخليعة.‏ والجهود التي يبذلها لحماية رعيته من التأثيرات الخارجية غالبا ما تبيَّن انها قوَّضت القليل الباقي من العبادة النقية.‏ فتكاثرت الشرائع الصارمة وغير المؤسسة على الكتاب المقدس.‏

      ١٧ ان الكنيسة الكاثوليكية هي اول من خلق مجموعات كبيرة من الشرائع الكنسية.‏ وكانت هذه الشرائع معوجة بصورة خصوصية في قضايا الجنس.‏ فبحسب كتاب الخاصيَّة الجنسية والكثلكة (‏بالانكليزية)‏،‏ تشرّبت الكنيسة الفلسفة الرِّواقية اليونانية التي كانت ترتاب بكل انواع المتعة.‏ فصارت الكنيسة تعلّم ان كل المتع الجنسية،‏ وكذلك في العلاقات الزوجية الطبيعية،‏ هي خاطئة.‏ (‏قابلوا امثال ٥:‏١٨،‏ ١٩‏.‏)‏ وجرى الادعاء ان الجنس هو للتناسل،‏ لا غير.‏ وهكذا دانت الشريعة الكنسية كل طريقة لمنع الحبل بصفتها خطية جسيمة جدا،‏ تتطلب احيانا سنوات كثيرة من الاعمال التكفيرية.‏ وإضافة الى ذلك،‏ مُنع الكهنة من التزوج،‏ مرسوم سبَّب الكثير من الممارسات الجنسية المحرَّمة،‏ بما فيها الاساءة الى الاولاد.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١-‏٣‏.‏

      ١٨ ماذا نتج من تكاثر الشرائع الكنسية؟‏

      ١٨ واذ تكاثرت الشرائع الكنسية نُظِّمت في كتب.‏ فأخذت هذه الكتب تحجب الكتاب المقدس وتحل محله.‏ (‏قارنوا متى ١٥:‏٣،‏ ٩‏.‏)‏ وكالدين اليهودي،‏ لم يثق المذهب الكاثوليكي بالكتابات العلمانية واعتبر الكثير منها تهديدا.‏ فتخطت هذه النظرة بسرعة التحذير السليم للكتاب المقدس في هذه المسألة.‏ (‏جامعة ١٢:‏١٢؛‏ كولوسي ٢:‏٨‏)‏ صرخ جيروم،‏ كاتب كنسي في القرن الرابع ب‌م،‏ قائلا:‏ «يا رب،‏ إِن اقتنيت كتبا عالمية مرة اخرى او قرأتها اكون قد نكرتك.‏» وعلى مر الوقت،‏ اخذت الكنيسة على نفسها ان تضع الكتب تحت الرَّقابة —‏ حتى تلك التي تحتوي على مواضيع دنيوية.‏ وهكذا أُدين فلكي القرن الـ‍ ١٧ ڠاليليو لأنه كتب ان الارض تدور حول الشمس.‏ وإصرار الكنيسة على انها المرجع الاخير في كل شيء —‏ حتى في مسائل عِلم الفلَك —‏ كان في النهاية سيعمل على إضعاف الايمان بالكتاب المقدس.‏

      ١٩ كيف عملت الاديرة على ترويج النزعة التسلُّطية الصارمة؟‏

      ١٩ ازدهر سن القواعد الكنسية في الاديرة،‏ حيث عزل الرهبان انفسهم عن هذا العالم ليحيوا حياة نكران الذات.‏ والتصقت معظم الاديرة الكاثوليكية بـ‍ «دستور القديس بنيديكت.‏» فرئيس الدير،‏ (‏«الآبّوت» بالانكليزية،‏ كلمة مشتقة من الكلمة الارامية التي تقابل «أب»)‏،‏ كان يسود بسلطة مطلقة.‏ (‏قارنوا متى ٢٣:‏٩‏.‏)‏ فإذا تسلّم راهب هدية من والديه،‏ كان رئيس الدير يقرر ما اذا كان هذا الراهب سيتسلّمها ام آخَر.‏ وبالاضافة الى ادانة الفظاظة،‏ حظرت احدى القواعد المحادثات في الامور الزهيدة والنكات،‏ اذ قالت:‏ «التلميذ لا يتكلم بهذه الاشياء.‏»‏

      ٢٠ ماذا يظهر ان الپروتستانتية برهنت ايضا انها تعزِّز النزعة التسلُّطية غير المؤسسة على الكتاب المقدس؟‏

      ٢٠ وبسرعة صارت الپروتستانتية،‏ التي سعت الى اصلاح تجاوزات المذهب الكاثوليكي غير المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ تعزِّز هي الاخرى وضع قواعد تسلُّطية لا اساس لها في شريعة المسيح.‏ مثلا،‏ صار المصلح الرئيسي جون كالڤن يدعى «مشترع الكنيسة المصلَحة.‏» فقد ساد الكنيسة الپروتستانتية في جنيڤ بقواعد قاسية كثيرة فرضها «شيوخٌ» «مهمتهم،‏» كما ذكر كالڤن،‏ «مراقبة حياة كل فرد.‏» (‏قابلوا ٢ كورنثوس ١:‏٢٤‏.‏)‏ فسيطرت الكنيسة على الفنادق وحدَّدت المحادثات المسموح بها.‏ وكانت هنالك عقوبات قاسية على اساءات مثل الغناء السفيه او الرقص.‏b

      التعلم من اخطاء العالم المسيحي

      ٢١ ماذا كانت النتيجة عموما من ميل العالم المسيحي الى ان ‹يفتكر فوق ما هو مكتوب›؟‏

      ٢١ هل عملت كل هذه القواعد والشرائع على حماية العالم المسيحي من الفساد؟‏ على العكس تماما!‏ فقد انشق العالم المسيحي اليوم الى مئات الطوائف التي تتراوح بين المتزمتة الى اقصى حد والمتساهلة على نحو جسيم.‏ وكلها،‏ بطريقة او بأخرى،‏ ‹تفتكر فوق ما هو مكتوب،‏› سامحةً للتفكير البشري بأن يسود الرعية ويتعارض مع الشريعة الالهية.‏ —‏ ١ كورنثوس ٤:‏٦‏.‏

      ٢٢ لماذا لا يعني ارتداد العالم المسيحي نهاية شريعة المسيح؟‏

      ٢٢ ولكنّ تاريخ شريعة المسيح ليس مأساة.‏ فلن يسمح يهوه اللّٰه ابدا لمجرد بشر بإِزالة الشريعة الالهية.‏ والشريعة المسيحية نافذة جدا اليوم بين المسيحيين الحقيقيين،‏ وهؤلاء لديهم الامتياز العظيم ان يعيشوا وفقها.‏ ولكن بعد امتحان ما فعله الدين اليهودي والعالم المسيحي بالشريعة الالهية،‏ من الملائم ان نطرح سؤالين،‏ ‹كيف نعيش وفق شريعة المسيح ونحن نتجنب فخ تدنيس كلمة اللّٰه بتفكير وقواعد البشر التي تُضعف الروح نفسها للشريعة الالهية؟‏ اية وجهة نظر متزنة تغرسها فينا شريعة المسيح اليوم؟‏› ستعالج المقالة التالية هذين السؤالين.‏

  • العيش وفق شريعة المسيح
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • العيش وفق شريعة المسيح

      ‏«احملوا بعضكم اثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح.‏» —‏ غلاطية ٦:‏٢‏.‏

      ١ لماذا يمكن القول ان شريعة المسيح هي قوة هائلة للخير اليوم؟‏

      في رواندا،‏ خاطر شهود يهوه من الهوتو والتوتسي بحياتهم لحماية احدهم الآخر من المجزرة العرقية التي اجتاحت تلك البلاد مؤخرا.‏ وشهود يهوه في كوبي،‏ اليابان،‏ حطَّمهم فقدان اعضاء من عائلاتهم في الزلزال المدمِّر.‏ ومع ذلك،‏ اندفعوا فورا الى انقاذ الضحايا الآخرين.‏ نعم،‏ تُظهر الامثلة المبهجة للقلب حول العالم ان شريعة المسيح فعَّالة اليوم.‏ انها قوة هائلة للخير.‏

      ٢ بأية طريقة لم يفهم العالم المسيحي شريعة المسيح،‏ وماذا يمكن ان نفعل لنتمم هذه الشريعة؟‏

      ٢ وفي الوقت نفسه،‏ تتم احدى نبوات الكتاب المقدس عن هذه «الايام الاخيرة» الصعبة.‏ فكثيرون «لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٥‏)‏ فالدين هو مسألة تمسّ الشكل،‏ لا القلب،‏ وخصوصا في العالم المسيحي.‏ وهل هذا لأنه يصعب جدا العيش وفق شريعة المسيح؟‏ كلا.‏ فالمسيح لا يعطينا شريعة لا يمكن اتّباعها.‏ والعالم المسيحي لم يفهم هذه الشريعة.‏ وهو لم يصغِ الى هذه الكلمات الموحى بها:‏ «احملوا بعضكم اثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح.‏» (‏غلاطية ٦:‏٢‏)‏ فنحن ‹نتمم ناموس المسيح› بأن يحمل بعضنا اثقال بعض،‏ لا بالتمثل بالفريسيين وإضافة المزيد الى احمال اخوتنا دون مبرِّر.‏

      ٣ (‏أ)‏ ما هي بعض الوصايا التي تشملها شريعة المسيح؟‏ (‏ب)‏ لماذا من الخطإ الاستنتاج ان الجماعة المسيحية لا يجب ان تكون لديها قواعد غير وصايا المسيح المباشرة؟‏

      ٣ تشمل شريعة المسيح كل وصايا المسيح يسوع —‏ سواء كانت الكرازة والتعليم،‏ ابقاء العين طاهرة وبسيطة،‏ العمل على حفظ السلام مع قريبنا،‏ او ازالة النجاسة من الجماعة.‏ (‏متى ٥:‏٢٧-‏٣٠؛‏ ١٨:‏١٥-‏١٧؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ رؤيا ٢:‏١٤-‏١٦‏)‏ وفي الواقع،‏ ان المسيحيين ملزمون بحفظ كل وصايا الكتاب المقدس الموجَّهة الى أتباع المسيح.‏ وهنالك المزيد ايضا.‏ فهيئة يهوه،‏ بالاضافة الى الجماعات افراديا،‏ يجب ان تضع قواعد ومناهج ضرورية للمحافظة على نظام جيد.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٣٣،‏ ٤٠‏)‏ فالمسيحيون لا يمكن حتى ان يجتمعوا معا اذا لم تكن لديهم قواعد تتعلق بزمان ومكان وكيفية عقد مثل هذه الاجتماعات!‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ والتعاون مع الارشادات المنطقية التي يضعها اولئك الذين تعطى لهم سلطة في الهيئة هو ايضا جزء من اتمام شريعة المسيح.‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏١٧‏.‏

      ٤ ما هي القوة الدافعة وراء العبادة النقية؟‏

      ٤ ومع ذلك،‏ لا يسمح المسيحيون الحقيقيون بأن تصير عبادتهم بنية من الشرائع لا معنى لها.‏ وهم لا يخدمون يهوه لمجرد ان شخصا معيّنا او هيئة ما تقول لهم ان يفعلوا ذلك.‏ فالقوة الدافعة وراء عبادتهم هي المحبة.‏ كتب بولس:‏ «محبة المسيح تحثّنا.‏»‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏١٤‏،‏ الترجمة اليسوعية‏)‏ اوصى يسوع أتباعه ان يحبوا بعضهم بعضا.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فمحبة التضحية بالذات هي اساس شريعة المسيح،‏ وهي تحثّ او تدفع المسيحيين الحقيقيين في كل مكان،‏ في العائلة وفي الجماعة على السواء.‏ فلنرَ كيف.‏

      في العائلة

      ٥ (‏أ)‏ كيف يمكن ان يتمم الوالدون شريعة المسيح في البيت؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا يحتاج الاولاد من والديهم،‏ وأية عقبات يجب ان يتغلب عليها بعض الوالدين لسد هذه الحاجة؟‏

      ٥ كتب الرسول بولس:‏ «ايها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح ايضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها.‏» (‏افسس ٥:‏٢٥‏)‏ اذ يتمثل الزوج بالمسيح ويعامل زوجته بمحبة وتفهم،‏ يتمم وجها حيويا من شريعة المسيح.‏ وعلاوة على ذلك،‏ اظهر يسوع علنا المودة للاولاد الصغار،‏ اذ كان يحتضنهم،‏ يضع يديه عليهم،‏ ويباركهم.‏ (‏مرقس ١٠:‏١٦‏)‏ فالوالدون الذين يتممون شريعة المسيح يظهرون ايضا المودة لاولادهم.‏ صحيح ان هنالك والدين يجدونه تحديا ان يقتدوا بمثال يسوع من هذه الناحية.‏ فالبعض بطبيعتهم لا يعبِّرون عن مشاعرهم.‏ فيا ايها الوالدون لا تدعوا مثل هذه الاعتبارات تمنعكم من ان تُظهروا لاولادكم المحبة التي تشعرون بها نحوهم!‏ لا يكفي ان تعرفوا انتم انكم تحبون اولادكم.‏ يجب ان يعرفوا ذلك هم ايضا.‏ ولن يعرفوا ذلك إلا اذا وجدتم طرائق لإظهار محبتكم.‏ —‏ قارنوا مرقس ١:‏١١‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ هل يحتاج الاولاد الى قواعد ابوية،‏ ولماذا تجيبون هكذا؟‏ (‏ب)‏ اي سبب اساسي لوضع القواعد في البيت يلزم ان يفهمه الاولاد؟‏ (‏ج)‏ اية مخاطر يجري تجنبها عندما تسود شريعة المسيح في البيت؟‏

      ٦ وفي الوقت نفسه،‏ يلزم ان تكون للاولاد حدود،‏ مما يعني انه يلزم ان يرسم والدوهم قواعد وأن يفرضوا احيانا هذه القواعد بالتأديب.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٧،‏ ٩،‏ ١١‏)‏ ولكن يجب ان يساعَد الاولاد تدريجيا على رؤية السبب الاساسي لوضع هذه القواعد:‏ ان والديهم يحبونهم.‏ ويجب ان يعلَموا ان المحبة هي اهم سبب ليكونوا طائعين لوالديهم.‏ (‏افسس ٦:‏١؛‏ كولوسي ٣:‏٢٠؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ فهدف الوالدين ذوي التمييز هو تعليم الصغار استعمال ‹قوتهم العقلية› لكي يتخذوا هم انفسهم القرارات السليمة اخيرا.‏ (‏رومية ١٢:‏١‏،‏ ع‌ج‏؛‏ قارنوا ١ كورنثوس ١٣:‏١١‏.‏)‏ ومن ناحية اخرى،‏ لا يجب ان تكون القواعد اكثر مما ينبغي ولا ان يكون التأديب اقسى مما ينبغي.‏ قال بولس:‏ «ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم لئلا يفشلوا.‏» (‏كولوسي ٣:‏٢١؛‏ افسس ٦:‏٤‏)‏ فعندما تسود شريعة المسيح في البيت،‏ لا يكون هنالك مجال لأن يُمنح التأديب بغضب غير مضبوط او للإهانات المؤذية.‏ وفي بيت كهذا يشعر الاولاد بالأمن والبنيان،‏ لا بأنهم تحت عبء او مسحوقون.‏ —‏ قارنوا مزمور ٣٦:‏٧‏.‏

      ٧ بأية طرائق يمكن ان تزود بيوت ايل مثالا لوضع القواعد في البيت؟‏

      ٧ يقول بعض الذين يزورون بيوت ايل حول العالم انها امثلة جيدة للاتزان في مسألة القواعد العائلية.‏ فرغم ان مثل هذه المؤسسات تتألف من راشدين،‏ فهي تعمل بطريقة مشابهة جدا للعائلات.‏a فالاعمال في البتل معقدة وتستلزم عددا وافرا من القواعد —‏ طبعا اكثر مما تستلزمه العائلة العادية.‏ ومع ذلك،‏ يسعى الشيوخ الذين يأخذون القيادة في بيوت ايل والمكاتب واعمال المصانع الى تطبيق شريعة المسيح.‏ فهم يعتبرون ان تعيينهم ليس تنظيم العمل فحسب بل ايضا ترويج التقدم الروحي و«فرح يهوه» بين العاملين معهم.‏ (‏نحميا ٨:‏١٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ لذلك فإنهم يسعون الى فعل الامور بطريقة ايجابية ومشجِّعة ويجاهدون ليكونوا متعقلين.‏ (‏افسس ٤:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ فلا عجب ان عائلات البتل معروفة بروحها الفرِحة!‏

      في الجماعة

      ٨ (‏أ)‏ ماذا يجب ان يكون دائما هدفنا في الجماعة؟‏ (‏ب)‏ في اية حالات يطلب البعض القواعد او يحاولون وضعها؟‏

      ٨ في الجماعة هدفنا ايضا هو بناء احدنا الآخر بروح المحبة.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١١‏)‏ فيجب ان ينتبه كل المسيحيين لئلا يزيدوا من اثقال الآخرين بأن يأخذوا على عاتقهم فرض آرائهم الخاصة في مسائل الاختيار الشخصي.‏ يكتب البعض احيانا الى جمعية برج المراقبة طالبين قواعد في قضايا مثل اية نظرة يجب ان تكون لديهم من افلام،‏ كتب،‏ وحتى ألعاب معيّنة.‏ ولكن لم يفوَّض الى الجمعية امر التدقيق في مثل هذه الامور وإصدار احكام فيها.‏ وفي معظم الحالات،‏ تكون هذه مسائل يجب ان يتخذ كل فرد او رأس عائلة قرارا فيها على اساس محبته لمبادئ الكتاب المقدس.‏ يميل آخرون الى تحويل اقتراحات الجمعية وخطوطها الارشادية الى قواعد.‏ مثلا،‏ في عدد ١٥ آذار ١٩٩٦ من برج المراقبة،‏ هنالك مقالة رائعة تشجع الشيوخ على القيام قانونيا بزيارات رعائية لافراد الجماعة.‏ فهل كان الهدف منها وضع قواعد؟‏ كلا.‏ فرغم ان الذين يمكنهم اتّباع الاقتراحات يجدون الكثير من الفوائد،‏ فبعض الشيوخ لا يمكنهم ذلك.‏ وعلى نحو مماثل،‏ فإن المقالة «اسئلة من القراء» في عدد ١ نيسان ١٩٩٥ من برج المراقبة حذَّرت من الحطّ من وقار مناسبة المعمودية بالتطرف،‏ مثل اقامة حفلات جامحة او تنظيم احتفالات.‏ فاتخذ البعض هذه المشورة الناضجة بتطرف،‏ واضعين ايضا قاعدة انه من الخطإ ارسال بطاقة تشجيعية في هذه المناسبة.‏

      ٩ لماذا من المهم ان نتجنب انتقاد وإدانة واحدنا الآخر بإفراط؟‏

      ٩ لاحظوا ايضا انه اذا كانت «الشريعة الكاملة شريعة الحرية» تسود بيننا،‏ يجب ان نقبل بأن ضمائر المسيحيين ليست كلها متماثلة.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ فإذا كانت للاشخاص خيارات فردية لا تخالف مبادئ الاسفار المقدسة،‏ فهل نجعل من ذلك قضية؟‏ كلا.‏ يسبب ذلك الانشقاقات.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏١٠‏)‏ قال بولس عندما حذَّرَنا من ادانة الرفيق المسيحي:‏ «هو لمولاه يَثْبت او يسقط.‏ ولكنه سيُثَبَّت لأن اللّٰه قادر ان يُثَبِّته.‏» (‏رومية ١٤:‏٤‏)‏ فنحن في خطر اسخاط يهوه اذا ذممنا بعضنا بعضا في مسائل يجب ان تُترك لضمير الفرد.‏ —‏ يعقوب ٤:‏١٠-‏١٢‏.‏

      ١٠ مَن هم المعيّنون للسهر على الجماعة،‏ وكيف نؤيدهم؟‏

      ١٠ لنتذكر ايضا ان الشيوخ معيّنون ليبقوا ساهرين على رعية اللّٰه.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨‏)‏ انهم موجودون للمساعدة.‏ فيجب ان نشعر بحرية الاقتراب اليهم من اجل النصيحة،‏ لأنهم تلاميذ للكتاب المقدس ومطَّلعون على ما يناقَش في مطبوعات جمعية برج المراقبة.‏ وعندما يرى الشيوخ سلوكا قد يؤدي الى مخالفة مبادئ الاسفار المقدسة،‏ يقدمون المشورة اللازمة دون تردُّد.‏ (‏غلاطية ٦:‏١‏)‏ ويتبع اعضاء الجماعة شريعة المسيح بالتعاون مع هؤلاء الرعاة الاحباء الذين يأخذون القيادة بينهم.‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٧‏.‏

      الشيوخ يطبقون شريعة المسيح

      ١١ كيف يطبق الشيوخ شريعة المسيح في الجماعة؟‏

      ١١ يحرص الشيوخ على ان يتمموا شريعة المسيح في الجماعة.‏ فيأخذون القيادة في الكرازة بالبشارة،‏ يعلِّمون من الكتاب المقدس لكي يبلغوا القلوب،‏ ويتكلمون الى «النفوس الكئيبة» كرعاة محبين مترفقين.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهم يتجنبون المواقف غير المسيحية الموجودة في اديان كثيرة من العالم المسيحي.‏ صحيح ان هذا العالم ينحط بسرعة،‏ وكبولس،‏ قد يشعر الشيوخ بالقلق على الرعية؛‏ إلا انهم يحافظون على الاتزان وهم يعملون على معالجة ما يقلقهم.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١١:‏٢٨‏.‏

      ١٢ كيف يمكن ان يتجاوب الشيخ عندما يقترب اليه مسيحي من اجل المساعدة؟‏

      ١٢ مثلا،‏ قد يرغب المسيحي في ان يستشير شيخا في امر مهم لا تعالجه مباشرة اشارة من الكتاب المقدس او يستلزم الموازنة بين مبادئ مسيحية مختلفة.‏ فقد تُعرض عليه ترقية في العمل براتب اعلى ومسؤولية اكبر.‏ او قد يطلب اب غير مؤمن من ابنه المسيحي الحدث امورا تؤثر على خدمته.‏ في مثل هذه الحالات يمتنع الشيخ عن تقديم رأي شخصي.‏ لكنه سيفتح على الارجح الكتاب المقدس ويساعد الشخص على التأمل في المبادئ ذات العلاقة.‏ ويمكن ان يستعمل فهرس مطبوعات برج المراقبة،‏ اذا كان موجودا،‏ للعثور على ما يقوله «العبد الامين الحكيم» عن هذا الموضوع في صفحات برج المراقبة والمطبوعات الاخرى.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ وماذا اذا اتخذ المسيحي بعد ذلك قرارا لا يبدو حكيما في نظر الشيخ؟‏ اذا كان القرار لا يخالف مباشرة مبادئ او شرائع الكتاب المقدس،‏ فسيجد المسيحي ان الشيخ يعترف بحق الفرد في اتخاذ مثل هذا القرار،‏ عالما ان «كل واحد سيحمل حمل نفسه.‏» ومع ذلك،‏ يجب ان يتذكر المسيحي ان «الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا.‏» —‏ غلاطية ٦:‏٥،‏ ٧‏.‏

      ١٣ لماذا يساعد الشيوخ الآخرين على التأمل في المسائل،‏ عوض اعطائهم اجوبة مباشرة عن الاسئلة او آراءهم الخاصة؟‏

      ١٣ لماذا يتصرف الشيخ ذو الخبرة بهذه الطريقة؟‏ على الاقل لسببين.‏ اولا،‏ قال بولس لاحدى الجماعات انه لا ‹يسود على ايمانهم.‏› (‏٢ كورنثوس ١:‏٢٤‏)‏ ويتمثل الشيخ بموقف بولس بمساعدة اخيه على التأمل في الاسفار المقدسة واتخاذ قراره الخاص المؤسس على المعرفة.‏ فهو يدرك ان هنالك حدودا لسلطته،‏ تماما كما ادرك يسوع ان هنالك حدودا لسلطته هو.‏ (‏لوقا ١٢:‏١٣،‏ ١٤؛‏ يهوذا ٩‏)‏ وفي الوقت نفسه،‏ يقدم الشيوخ بسرور المساعدة،‏ حتى المشورة القوية من الاسفار المقدسة حيثما يلزم.‏ ثانيا،‏ انه يدرب رفيقه المسيحي.‏ قال الرسول بولس:‏ «أما الطعام القوي فللبالغين [«فللناضجين،‏» ع‌ج‏] الذين بسبب التمرُّن قد صارت لهم الحواس [«قوى ادراكهم،‏» ع‌ج‏] مدرَّبة على التمييز بين الخير والشر.‏» (‏عبرانيين ٥:‏١٤‏)‏ وهكذا،‏ لكي نتقدم الى النضج،‏ يجب ان نستعمل قوى ادراكنا،‏ لا ان نعتمد دائما على شخص آخر ليعطينا الاجوبة.‏ فعندما يُظهر الشيخ لرفيقه المسيحي كيف يتأمل في الاسفار المقدسة،‏ يساعده بذلك على التقدم.‏

      ١٤ كيف يمكن للناضجين ان يظهروا انهم يثقون بيهوه؟‏

      ١٤ يمكننا ان نثق ان يهوه اللّٰه يؤثر في قلوب عباده الحقيقيين بواسطة روحه القدوس.‏ ولذلك،‏ يناشد المسيحيون الناضجون قلوب اخوتهم،‏ متوسلين اليهم،‏ كما فعل الرسول بولس.‏ (‏٢ كورنثوس ٨:‏٨؛‏ ١٠:‏١‏،‏ ترجمة تفسيرية‏؛‏ فليمون ٨،‏ ٩‏)‏ كان بولس يدرك ان الأثمة،‏ لا الابرار،‏ تلزمهم شرائع مف‍صَّ‍لة ليسلكوا بلياقة.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏٩‏)‏ ولم يعبّر عن الارتياب او الشك،‏ بل عن الثقة التامة بإخوته.‏ كتب الى احدى الجماعات يقول:‏ «نثق بالرب من جهتكم.‏» (‏٢ تسالونيكي ٣:‏٤‏)‏ فثقة بولس التامة كان لها حتما دور كبير في تحريض هؤلاء المسيحيين.‏ ولدى الشيوخ والنظار الجائلين اليوم الاهداف نفسها.‏ فيا للانتعاش الذي يجلبه هؤلاء الامناء،‏ فيما يرعون رعية اللّٰه بمحبة!‏ —‏ اشعياء ٣٢:‏١،‏ ٢؛‏ ١ بطرس ٥:‏١-‏٣‏.‏

      العيش وفق شريعة المسيح

      ١٥ ما هي بعض الاسئلة التي يمكن ان نطرحها على انفسنا لنرى هل نطبق شريعة المسيح في علاقتنا بإخوتنا؟‏

      ١٥ يلزمنا جميعا ان نمتحن انفسنا قانونيا لنرى هل نعيش وفق شريعة المسيح ونروّجها.‏ (‏٢ كورنثوس ١٣:‏٥‏)‏ حقا،‏ يمكننا جميعا ان نستفيد اذ نسأل:‏ ‹هل انا بنّاء ام انتقادي؟‏ هل انا متزن ام متطرف؟‏ هل اظهر الاعتبار للآخرين ام اصرّ على حقوقي الخاصة؟‏› لا يحاول المسيحي ان يفرض اية خطوات يجب او لا يجب ان يتخذها اخوه في مسائل لا يتطرّق اليها الكتاب المقدس بشكل خاص.‏ —‏ رومية ١٢:‏١‏،‏ ع‌ج‏؛‏ ١ كورنثوس ٤:‏٦‏.‏

      ١٦ كيف يمكننا ان نساعد الذين لديهم نظرة سلبية الى انفسهم،‏ متممين بذلك وجها حيويا من شريعة المسيح؟‏

      ١٦ في هذه الازمنة الصعبة،‏ من المهم ان نبحث عن طرائق لتشجيع احدنا الآخر.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏؛‏ قارنوا متى ٧:‏١-‏٥‏.‏)‏ فعندما ننظر الى اخوتنا وأخواتنا،‏ ألا تعني لنا صفاتهم الجيدة اكثر بكثير مما تعنيه ضعفاتهم؟‏ كل شخص عزيز على يهوه.‏ ومن المحزن أن لا يشعر الجميع هكذا،‏ حتى تجاه انفسهم.‏ فكثيرون يميلون الى رؤية اخطائهم ونقائصهم الشخصية فقط.‏ ولتشجيع مثل هؤلاء —‏ والآخرين —‏ هل نحاول التكلم الى شخص او اثنين في كل اجتماع،‏ جاعلينهم يدركون لماذا نقدّر وجودهم واشتراكهم المهم في الجماعة؟‏ يا له من فرح ان نخفف اثقالهم بهذه الطريقة ونتمم بذلك شريعة المسيح!‏ —‏ غلاطية ٦:‏٢‏.‏

      شريعة المسيح فعَّالة!‏

      ١٧ بأية طرائق مختلفة ترون شريعة المسيح فعَّالة في جماعتكم؟‏

      ١٧ شريعة المسيح فعَّالة في الجماعة المسيحية.‏ ويُرى ذلك يوميا —‏ عندما يشترك الرفقاء الشهود بغيرة في البشارة،‏ عندما يعزّون ويشجعون واحدهم الآخر،‏ عندما يجاهدون ليخدموا يهوه رغم اصعب المشاكل،‏ عندما يكافح الوالدون ليربّوا اولادهم على محبة يهوه بقلب فرحان،‏ عندما يعلّم النظار كلمة اللّٰه بمحبة ودفء،‏ حاثّين الرعية على امتلاك حماسة متقدة لخدمة يهوه الى الابد.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١١،‏ ١٤‏)‏ وكم يفرح قلب يهوه عندما نجعل نحن الافراد شريعة المسيح تعمل في حياتنا الخاصة!‏ (‏امثال ٢٣:‏١٥‏)‏ فهو يريد ان يحيا جميع الذين يحبون شريعته الكاملة الى الابد.‏ وفي الفردوس القادم،‏ سنرى وقتا يكون فيه الجنس البشري كاملا،‏ وقتا ليس فيه منتهكون للشريعة،‏ وقتا تكون فيه كل ميول قلبنا مضبوطة.‏ فيا لها من مكافأة مجيدة على العيش وفق شريعة المسيح!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة