مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٢ ٢٢/‏٩ ص ٦-‏١٠
  • سنوات التكوُّن —‏ ما تزرعونه الآن تحصدونه لاحقا

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • سنوات التكوُّن —‏ ما تزرعونه الآن تحصدونه لاحقا
  • استيقظ!‏ ١٩٩٢
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الام والاب يساهمان في الارتباط
  • حاصدون الآن ايضا ما نزرعه
  • يلزم الوقت الكمِّي
  • ترتيب يهوه
  • تدريب الأولاد منذ الطفولية
    جعل حياتكم العائلية سعيدة
  • درِّبوا ولدكم في الطريق الصحيح —‏ وافعلوا ذلك من الطفولية!‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٨
  • درِّبوا ولدكم من الطفولية
    سرّ السعادة العائلية
  • دوركم كآ‌باء
    جعل حياتكم العائلية سعيدة
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٢
ع٩٢ ٢٢/‏٩ ص ٦-‏١٠

سنوات التكوُّن —‏ ما تزرعونه الآن تحصدونه لاحقا

ان ادمغة الاطفال هي اسفنج يمتص ما يحيط به.‏ ففي سنتين يتعلم اصحابها لغة معقَّدة بمجرَّد سماعها.‏ واذا سمع الولد لغتين،‏ يتعلمهما كلتيهما.‏ وليس اللغة فحسب انما ايضا المهارات الموسيقية والفنية،‏ تناسق عمل العضلات،‏ القيم الادبية والضمير،‏ الايمان والمحبة والحافز الى العبادة —‏ كلها تنشأ من القدرات العقلية والمقدرات الكامنة المبرمجة مسبقا في ادمغة الاطفال.‏ فهي فقط تنتظر المعلومات المستقاة من البيئة من اجل تطورها.‏ وهنالك ايضا جدول زمني مناسب لادخال هذه المعلومات لكي تأتي بأفضل النتائج،‏ وهذا الوقت المؤاتي هو خلال سنوات التكوُّن.‏

تبدأ العملية عند الولادة.‏ وتُدعى الارتباط.‏ ترنو الام الى عيني الطفل بمحبة،‏ تتكلم اليه على نحو مهدِّئ،‏ تعانقه وتحضنه.‏ فتتحرك غرائز الامومة فيما ينظر الطفل بإمعان اليها ويشعر بالأمان.‏ واذا جرى الارضاع في تلك المرحلة الاولى،‏ يكون ذلك افضل بكثير لكليهما.‏ فامتصاص الطفل يثير انتاج الحليب.‏ ولمس جلده يسبب اطلاق هرمونات تقلِّل من نزف الأم بعد الولادة.‏ ويحتوي حليب الام على اجسام مضادة تحمي الطفل من الاخماج.‏ ويتم الارتباط.‏ انه بداية علاقة محبة.‏ ولكن البداية فقط.‏

والاثنان سرعان ما يصيران ثلاثة عندما يظهر الاب على المسرح،‏ كما لا بد ان يحصل بالتأكيد.‏ «كل ولد يحتاج الى .‏ .‏ .‏ اب،‏» يقول الدكتور ت.‏ بِري برايْزلتن،‏ «وكل اب يمكن ان يصنع فرقا.‏ .‏ .‏ .‏ فالامهات ملن الى ان يكن رقيقات وهادئات مع اطفالهن.‏ والآباء،‏ من ناحية اخرى،‏ كانوا اكثر مرحا،‏ اذ كانوا يدغدغون وينغزون اطفالهم اكثر مما تفعل الامهات.‏» يتجاوب الاطفال مع هذه المعاملة الخشنة بصيحات وصرخات ابتهاج مثارة،‏ اذ يسترسلون في المرح ويلحّون في طلب المزيد.‏ ويكون ذلك استمرارا للارتباط الذي ابتدأ عند الولادة،‏ ‹علاقة محبة بين الوالدَين والولد تُبنى او تُفقَد بشكل طبيعي اكثر في الاشهر الثمانية عشر الاولى من حياة الطفل،‏› يقول الدكتور مڠيد،‏ المؤلف المشارك لكتاب الخطر الكبير:‏ الاولاد العديمو الضمير.‏ واذا فُقد ذلك،‏ يقول،‏ فقد يكبر اولاد كهؤلاء ليصيروا غير قادرين على تطوير اية علاقة شخصية وربما لا يملكون اية قدرة على المحبة.‏

الام والاب يساهمان في الارتباط

اذًا،‏ كم يكون مهما بالنسبة الى الام والاب كليهما ان يتعاونا على تقوية علاقة المحبة هذه،‏ هذا الارتباط والاتصال بين الوالدَين والولد خلال سنوات التكوُّن التي تسبق روضة الاطفال!‏ فلتكن هنالك وفرة من المعانقات والقبلات من الوالدَين كليهما.‏ نعم،‏ الآباء ايضا!‏ تقول صحة الانسان،‏ عدد حزيران ١٩٩٢:‏ «المعانقات والمودة الطبيعية مع الوالدَين تنبئ بشدة بصداقات،‏ زيجات ومِهن ناجحة في مستقبل الولد،‏ تقول دراسة استغرقت ٣٦ سنة نُشرت في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي.‏ فسبعون في المئة من الاولاد الذين لهم والدون ودودون تحسنوا اجتماعيا،‏ بالمقارنة مع ٣٠ في المئة فقط من الاولاد الذين لهم والدون لا يعربون عن العطف؛‏ وقد وُجد ان معانقات الاب مهمة كمعانقات الام.‏»‏

ايضا،‏ احملوه فيما تتأرجحون على الكرسي الهزَّاز.‏ اقرأوا عليه فيما يشعر بالأمان في حضنكم.‏ تكلموا معه وأَصغوا اليه،‏ أَرشدوه في ما يتعلق بما هو صواب وخطأ،‏ وكونوا على يقين من انكم امثلة جيدة،‏ اذ تطبِّقون هذه المبادئ انتم انفسكم.‏ وتذكروا دائما عمر الولد.‏ بسِّطوا الامر،‏ أَبقوه مثيرا،‏ واجعلوه ممتعا.‏

لدى ولدكم فضول طبيعي،‏ رغبة في ان يستكشف،‏ ان يتعلم كل شيء عن محيطه.‏ ولكي يُشبع هذا الجوع للمعرفة،‏ يمطركم بسيل متتابع من الاسئلة.‏ ماذا يُسبب الريح؟‏ لماذا السماء زرقاء؟‏ لماذا تصير حمراء عندما تغيب الشمس؟‏ أَجيبوا عنها.‏ ليس ذلك سهلا دائما.‏ فهذه الاسئلة هي دعوة لكم للتأثير في فكر الولد،‏ ليحصل على معلومات،‏ وربما لغرس التقدير للّٰه وخليقته.‏ فهل الدُّعسوقة التي تدِبُّ على ورقة نبات هي التي تفتنه؟‏ او تصميم الزهرة الصغيرة؟‏ او مشاهدة العنكبوت تنسج عُشَّها؟‏ او مجرد الحفر في التراب؟‏ ولا تغفلوا عن التعليم بقصص صغيرة،‏ كما فعل يسوع بأمثاله.‏ فذلك يجعل التعلُّم ممتعا.‏

وفي حالات كثيرة يحتاج الوالدان كلاهما الى العمل الدنيوي لكسب معيشتهما.‏ فهل يمكنهما ان يبذلا جهدا خصوصيا لقضاء ساعات الامسيات ونهايات الاسابيع مع اولادهما؟‏ هل من الممكن ان تعمل الام نصف دوام ليكون لديها متسع من الوقت لصرفه مع اولادها؟‏ هنالك اليوم كثيرون من الوالدين المتوحِّدين،‏ ويجب ان يعملوا ليعولوا انفسهم وأولادهم.‏ فهل يمكن ان يكونوا مجتهدين لمنح اكثر ما يمكن من ساعات الامسيات ونهايات الاسابيع لاولادهم؟‏ في حالات كثيرة من الضروري ان تكون الامهات بعيدات عن اولادهن.‏ وحتى عندما تكون اسباب بعدهن وجيهة،‏ لا يفهم الولد الصغير ذلك وقد يشعر بأنه مهجور.‏ لذلك لا بد من بذل جهد خصوصي لافتداء الوقت من اجل اولادكم.‏

والآن،‏ ما هو «الوقت النوعي» هذا الذي نسمع عنه؟‏ الوالدون المشغولون قد يصرفون من ١٥ الى ٢٠ دقيقة كل يومين مع اولادهم،‏ ربما ساعة في نهاية الاسبوع،‏ ويدعون ذلك الوقت النوعي.‏ فهل هذا كاف لحاجة الولد؟‏ ام هل هدفه اراحة ضمير الوالدين؟‏ او طمأنة الام التي تعمل من اجل الاكتفاء الذاتي فيما تترك ولدها غير مكتف؟‏ ولكنكم تقولون،‏ ‹في الحقيقة انا مشغول جدا بحيث لا املك هذا النوع من الوقت.‏› هذا سيئ جدا ومحزن جدا لكم ولولدكم على السواء لانه ليست هنالك طريق مختصرة.‏ جِدوا الوقت في اثناء سنوات التكوُّن،‏ او استعدوا لحصد فجوة جيل في سنوات المراهقة.‏

لا يكون ذلك فقط ضررا محتملا يلحق بالولد المتروك في مراكز العناية اليومية بل ايضا خسارة للوالدَين عندما يغفلان عن ان يُسَرَّا بالولد فيما يكبر.‏ والولد لا يفهم دائما اسباب تركه وحده؛‏ وقد يشعر بأنه مهمَل،‏ مرفوض،‏ مهجور،‏ وغير محبوب.‏ وبحلول سنوات مراهقته،‏ قد يقيم روابط بالنظراء ليحلّوا محل الوالدَين المشغولَين جدا عنه.‏ وقد يبتدئ الولد ايضا بالعيش حياة مزدوجة،‏ واحدة ليسترضي والدَيه وأخرى ليسرّ نفسه.‏ والكلمات،‏ المناقشات،‏ الاعتذارات —‏ ولا واحدة من هذه تسد الفجوة.‏ فتكلُّم الوالدَين عن المحبة الآن لا يبدو حقيقيا للولد الذي أُهمل خلال السنوات التي فيها كان في حاجة ماسة الى والدَيه.‏ والتكلُّم عن المحبة الآن يبدو باطلا؛‏ الكلمات تبدو جوفاء.‏ وكالايمان،‏ فإن المحبة المزعومة دون اعمال ميتة.‏ —‏ يعقوب ٢:‏٢٦‏.‏

حاصدون الآن ايضا ما نزرعه

في جيل الأنا اولا هذا،‏ تزداد الانانية،‏ وتظهر بشكل خصوصي في هجر اولادنا.‏ فنلدهم،‏ وبعد ذلك نضعهم في مراكز العناية اليومية.‏ وقد يكون بعض مراكز العناية اليومية جيدا للاولاد،‏ ولكنَّ الكثير منها ليس كذلك،‏ وخصوصا للاولاد الصغار.‏ والبعض ايضا يخضع للتحقيق بسبب الاساءة الجنسية الى الاولاد.‏ قال احد الباحثين:‏ «في المستقبل،‏ دون ايّ شك،‏ سنعاني مشاكل تجعل مشاكل اليوم تبدو كحفلة شاي.‏» و «حفلة الشاي» التي ليومنا مريعة حتى الآن،‏ كما تظهر الاحصاءات التي قدَّمها الدكتور دايڤيد إلكيند في سنة ١٩٩٢:‏

‏«لقد كانت هنالك زيادة ٥٠ في المئة في البدانة في الاولاد والاحداث طوال العقدين الماضيين.‏ ونحن نخسر نحو عشرة آلاف مراهق في السنة في حوادث تتعلق بمواد الادمان،‏ هذا ان لم نشمل الجرحى والمشوَّهين.‏ وواحد من كل اربعة مراهقين يشرب الكحول بافراط كل اسبوعين،‏ ولدينا مليونَا مراهق كحولي.‏

‏«المراهقات في اميركا يحبلن بنسبة مليون في السنة،‏ ضعف نسبة البلد الغربي التالي،‏ انكلترا.‏ الانتحار تضاعف ثلاث مرات بين المراهقين في السنوات الـ‍ ٢٠ الماضية،‏ وينتحر ما بين خمسة وستة آلاف مراهق كل سنة.‏ ويُقدَّر ان واحدة من اربع مراهقات تُظهر عَرَضا واحدا على الاقل لاضطراب الاكل،‏ وبشكل شائع اكثر الحمية القاسية.‏ والفئة التي يتراوح عمرها بين ١٤ و ١٩ سنة لديها ثاني اعلى نسبة قتل من اية فئة عمر اخرى.‏»‏

أَضيفوا الى هذه الاحصاءات المروِّعة قتل اكثر من ٥٠ مليون طفل فيما لا يزالون في الرحم،‏ و «حفلة الشاي» التي ليومنا تفوق الوصف.‏ قال الدكتور إلكيند وهو يفكر في انهيار العائلات:‏ «التغيير الاجتماعي السريع هو كارثة للاولاد والاحداث الذين يحتاجون الى الاستقرار والأمان من اجل النمو والتطور الصحيين.‏» وأحد الكتّاب الذين كتبوا عن انانية الأنا اولا تشكَّى معترضا:‏ «لكن لا احد مستعد ان يقول للازواج،‏ يجب ان تبقوا متزوجين.‏ اذا انجبتم اولادا،‏ فابقوا متزوجين!‏»‏

يلزم الوقت لنحب الولد.‏ ومنذ سنوات حذَّر روبرت كيشان،‏ مذيع للاطفال بصفته «كاپتن كانڠَرو،‏» من عواقب حرمان اولادكم من وقتكم.‏ قال:‏

‏«تنتظر الطفلة الصغيرة،‏ وابهام يدها في فمها،‏ اللعبة في يدها،‏ بشيء من الصبر،‏ وصولَ احد الوالدَين الى البيت.‏ وترغب ان تسرد اختبارا صغيرا من اختبارات صندوق الرمل.‏ ويثيرها ان تشارك احدا في الاثارة التي اختبرتها في ذلك اليوم.‏ يحين الوقت،‏ ويصل الوالد.‏ واذ تسحقه ضغوط مكان العمل كثيرا ما يقول الوالد للطفلة،‏ ‹ليس الآن يا حبيبتي.‏ فأنا مشغول.‏ اذهبي وشاهدي التلفزيون.‏› الكلمات التي غالبا ما يجري التفوه بها في الكثير من البيوت الاميركية،‏ ‹انا مشغول،‏ اذهب وشاهد التلفزيون.‏› فإنْ لم يكن الآن،‏ فمتى؟‏ ‹في وقت لاحق.‏› ولكن نادرا ما يأتي الوقت اللاحق .‏ .‏ .‏

‏«تمر السنون وتكبر الطفلة.‏ فنعطيها لعبا وملابس.‏ نعطيها ملابس تحمل اسم مصمِّم شهير ومجسِّما للصوت ولكن لا نعطيها ما تريده اكثر،‏ وقتنا.‏ انها بعمر اربع عشرة سنة،‏ وعيناها عديمتا الحيوية،‏ وهي متورطة في امر ما.‏ ‹حبيبتي،‏ ماذا يحدث؟‏ تكلمي اليَّ،‏ تكلمي اليَّ.‏› متأخر جدا.‏ متأخر جدا.‏ لقد فاتتنا المحبة.‏ .‏ .‏ .‏

‏«عندما نقول لولد،‏ ‹ليس الآن،‏ في وقت لاحق.‏› عندما نقول،‏ ‹اذهب وشاهد التلفزيون.‏› عندما نقول،‏ ‹لا تطرح الكثير جدا من الاسئلة.‏› عندما نفشل في منح احداثنا الامر الواحد الذي يطلبونه منا،‏ وقتنا.‏ عندما نفشل في ان نحب الولد.‏ لا نكون مهملين.‏ نكون ببساطة مشغولين اكثر من ان نحب الولد.‏»‏

يلزم الوقت الكمِّي

ليس الهدف مجرّد تقتير «الوقت النوعي» بأقساط مَقيسة؛‏ فيجب ان يشمل ذلك ايضا «الوقت الكمِّي.‏» والكتاب المقدس،‏ الذي يحتوي حكمة اكثر بكثير من كل الكتب التي كتبت على الاطلاق عن علم النفس،‏ يذكر في التثنية ٦:‏٦،‏ ٧‏:‏ «لتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك وقصَّها على اولادك وتكلَّم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم.‏» فيجب ان تغرسوا في قلوب اولادكم القيم الصحيحة من كلمة اللّٰه التي في قلبكم.‏ واذا عشتم بموجبها،‏ فسيقتدي بكم ولدكم.‏

هل تتذكرون المثل المقتبس في الفقرة الثانية من المقالة السابقة؟‏ ها هو من جديد:‏ «ربّ الولد في طريقه فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه.‏» (‏امثال ٢٢:‏٦‏)‏ ويصحّ ذلك فقط اذا جُعل التدريب على القيم داخليا،‏ اي وُضع في داخله،‏ جُعل جزءا من تفكيره،‏ مشاعره الاعمق،‏ ما هو عليه عميقا في الداخل.‏ ويحدث ذلك ليس فقط اذا علَّمه والداه هذه القيم بل ايضا اذا مارسها والداه.‏

لقد تشرَّبها كطريقة حياة.‏ وصارت مقياسه الشخصي اي جزءا من نفسه.‏ ومخالفتها الآن لا تكون مخالفة لما علَّمه اياه والداه بل لما صار عليه هو نفسه.‏ فيكون غير صادق مع نفسه.‏ وينكر نفسه.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏١٣‏)‏ وهنالك رفض شديد لفعل ذلك لنفسه.‏ وهكذا من المحتمل بدرجة اقل بكثير ان ‹يحيد عن الطريق› التي غُرست فيه.‏ اذًا،‏ دعوا ولدكم يتشرَّب السلوك الجيد منكم.‏ علِّموه اللطف باظهار اللطف،‏ العادات الحسنة بممارستها،‏ الرقة باتصافكم بالرقة،‏ الاستقامة والصدق بالكينونة مثالا فيهما.‏

ترتيب يهوه

كانت الوحدة العائلية ترتيب يهوه للانسان من البداية.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦-‏٢٨؛‏ ٢:‏١٨-‏٢٤‏)‏ وبعد ستة آلاف سنة من التاريخ البشري،‏ لا تزال تُعتبَر الافضل للراشدين والاولاد على السواء،‏ كما اكّد كتاب اسرار العائلات المتماسكة بهذه الكلمات:‏

‏«ربما هنالك عميقا في داخلنا امر يدرك ان العائلة هي اساس المدنية.‏ وربما نعرف بالفطرة انه عندما نصل الى النقطة الجوهرية في الحياة لا يكون المال،‏ المهنة،‏ الشهرة،‏ البيت الرائع،‏ الارض،‏ او الممتلكات المادية الامر المهم —‏ انه الاشخاص في حياتنا الذين يحبوننا ويهتمون بنا.‏ فالاشخاص في حياتنا الملزمون بنا والذين يمكن ان نعتمد عليهم من اجل الدعم والمساعدة هم ما يهم حقا.‏ ولا يوجد مكان تكون فيه امكانية المحبة،‏ الدعم،‏ الاهتمام،‏ والارتباط التي نتوق جميعنا اليها اعظم مما في العائلة.‏»‏

اذًا،‏ من المهم ان تكونوا مجتهدين وتزرعوا التدريب الجيد الآن خلال سنوات التكوُّن لكي يكون ما تحصدونه في المستقبل لكم ولاولادكم على السواء،‏ حياة عائلية سعيدة.‏ —‏ قارنوا امثال ٣:‏١-‏٧‏.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٠]‏

ايّ والد سأكون؟‏

‏«لقد حصلت على علامتين ممتازتين،‏» صرخ الصبي الصغير،‏ والغبطة تملأ صوته.‏ فسأل ابوه بجفاء،‏ «لماذا لم تحصل على المزيد؟‏» «لقد انتهيت يا امي من غسل الاطباق،‏» قالت الفتاة من باب المطبخ.‏ فقالت امها بهدوء،‏ «هل اخرجت النفاية؟‏» «لقد جززت العشب،‏» قال الصبي الطويل القامة،‏ «ووضعت جزَّازة العشب في مكانها.‏» فسأله ابوه باستخفاف،‏ «هل قلَّمت شجيرات السياج ايضا؟‏»‏

الاولاد في البيت المجاور يبدون سعداء ومكتفين.‏ الامر نفسه حدث هناك،‏ وهكذا جرت الامور:‏

‏«لقد حصلت على علامتين ممتازتين،‏» صرخ الصبي الصغير،‏ والغبطة تملأ صوته.‏ فقال والده بفخر،‏ «هذا رائع؛‏ يفرحني انك احسنت عملا.‏» «لقد انتهيت يا امي من غسل الاطباق،‏» قالت الفتاة من باب المطبخ.‏ فابتسمت امها وقالت برقة،‏ «احبك اكثر كل يوم.‏» «لقد جززت العشب،‏» قال الصبي الطويل القامة،‏ «ووضعت جزَّازة العشب في مكانها.‏» فأجابه ابوه بسعادة،‏ «جعلتني فخورا بك.‏»‏

يستحق الاولاد بعض المدح على المهمات التي يقومون بها كل يوم.‏ واذا كانوا سيعيشون حياة سعيدة،‏ يعتمد الكثير عليكم.‏

‏[الصورتان في الصفحة ٧]‏

الاب يشارك الام في عملية الارتباط

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

اذ ينمو الخيال،‏ يكون الولد الذي يركض بذراعين مفتوحتين طائرة محلِّقة،‏ يصير الصندوق الكرتوني الكبير بيتا للعب،‏ تصير عصا المكنسة جوادا ثائرا،‏ ويكون الكرسي مقعدَ السائق في سيارة سباق

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة