سِفرُ صَمُوئِيل الأوَّل
١ كانَ هُناك رَجُلٌ اسْمُهُ أَلْقَانَة + يَعيشُ في رَامَتَايِم صُوفِيم *+ في مِنطَقَةِ أَفْرَايِم الجَبَلِيَّة. + وأَلْقَانَة هوَ ابْنُ يَرُوحَام بْنِ أَلِيهُو بْنِ تُوحُو بْنِ صُوف، وهو أَفْرَايِمِيّ. ٢ وكانَت لهُ زَوجَتان، واحِدَةٌ اسْمُها حَنَّة والأُخْرى اسْمُها فَنِنَّة. وقد أنجَبَت فَنِنَّة أوْلادًا، أمَّا حَنَّة فلم يَكُنْ لَدَيها أوْلاد. ٣ وكانَ هذا الرَّجُل، سَنَةً بَعدَ سَنَة، يَصعَدُ مِن مَدينَتِهِ إلى شِيلُوه لِيَعبُدَ * يَهْوَه إلهَ الجُنودِ ويُقَدِّمَ لهُ الذَّبائِح. + وهُناك كانَ ابْنَا عَالِي، حُفْنِي وفِينْحَاس، + يَخدُمانِ ككاهِنَيْنِ لِيَهْوَه. +
٤ وفي أحَدِ الأيَّام، قَدَّمَ أَلْقَانَة ذَبيحَةً وأعْطى حِصَصًا مِنها لِزَوجَتِهِ فَنِنَّة ولِكُلِّ أبنائِها وبَناتِها. + ٥ أمَّا حَنَّة فأعْطاها حِصَّةً مُمَيَّزَة لِأنَّهُ كانَ يُحِبُّها كَثيرًا. لكنَّ يَهْوَه لم يَرزُقْها بِأوْلاد. * ٦ وكانَت ضَرَّتُها تَسخَرُ مِنها بِاستِمرارٍ كَي تُضايِقَها، لِأنَّ يَهْوَه لم يَرزُقْها بِأوْلاد. ٧ وكانَت تَفعَلُ ذلِك سَنَةً بَعدَ سَنَة. فكُلَّما صَعِدَت حَنَّة إلى بَيتِ يَهْوَه، + كانَت ضَرَّتُها تَسخَرُ مِنها كَثيرًا، فتَبْكي حَنَّة ولا تَأكُل. ٨ فقالَ لها زَوجُها أَلْقَانَة: «لِماذا تَبْكينَ يا حَنَّة ولِماذا لا تَأكُلين؟ لِماذا أنتِ حَزينَة جِدًّا؟ * ألَستُ أنا أفضَلَ لكِ مِن عَشَرَةِ أبناء؟».
٩ وبَعدَما انتَهَوْا مِنَ الأكلِ والشُّربِ في شِيلُوه، قامَت حَنَّة وغادَرَت. وكانَ الكاهِنُ عَالِي في ذلِكَ الوَقتِ جالِسًا على الكُرسِيِّ عِندَ مَدخَلِ هَيكَلِ *+ يَهْوَه. ١٠ وكانَت حَنَّة مُتَضايِقَةً ومَقهورَةً جِدًّا، * فبَدَأَت تُصَلِّي إلى يَهْوَه + وتَبْكي دونَ تَوَقُّف. ١١ ونَذَرَت هذا النَّذْر: «يا يَهْوَه إلهَ الجُنود، انظُرْ كم أُعاني! إذا تذَكَّرتَ خادِمَتَك، إذا لم تَنْسَني وأعْطَيتَني وَلَدًا ذَكَرًا، + فسَأُعْطيهِ لكَ يا يَهْوَه كُلَّ أيَّامِ حَياتِهِ ولن يَقُصَّ شَعرَهُ أبَدًا». *+
١٢ وظَلَّت حَنَّة تُصَلِّي وَقتًا طَويلًا أمامَ يَهْوَه وعَالِي يُراقِبُ فَمَها. ١٣ وكانَت تُصَلِّي في قَلبِها؛ شَفَتاها فَقَط تَتَحَرَّكانِ لكنَّ صَوتَها غَيرُ مَسموع. فظَنَّ عَالِي أنَّها سَكرانَة. ١٤ لِذلِك قالَ لها عَالِي: «إلى متى ستَظَلِّينَ سَكرانَة؟ تَوَقَّفي عن شُربِ النَّبيذ!». ١٥ أجابَت حَنَّة: «لا يا سَيِّدي! أنا لم أشرَبْ نَبيذًا أو أيَّ كُحول. أنا تَحتَ ضَغطٍ شَديدٍ وأفتَحُ قَلبي * لِيَهْوَه. + ١٦ لا تَظُنَّ أنَّ خادِمَتَكَ امرَأةٌ سَيِّئَة. فأنا بَقيتُ أُصَلِّي إلى الآنَ مِن شِدَّةِ حُزني ومُعاناتي». ١٧ عِندَئِذٍ أجابَ عَالِي: «إذهَبي بِسَلام، ولْيُعْطِكِ إلهُ إسْرَائِيل ما طَلَبتِهِ مِنه». + ١٨ فقالَت: «أرْجو أن تَكونَ راضِيًا عن خادِمَتِك». ثُمَّ غادَرَت وأكَلَت، ولم يَعُدْ وَجهُها كَئيبًا.
١٩ وفي الصَّباحِ الباكِر، قاموا وسَجَدوا أمامَ يَهْوَه، ثُمَّ رَجَعوا إلى بَيتِهِم في الرَّامَة. + ونامَ أَلْقَانَة مع زَوجَتِهِ حَنَّة، ووَجَّهَ يَهْوَه انتِباهَهُ إلَيها. *+ ٢٠ وفي خِلالِ سَنَة، * حَبِلَت حَنَّة ووَلَدَتِ ابْنًا وسَمَّتهُ + صَمُوئِيل، * لِأنَّها قالَت: «مِن يَهْوَه طَلَبتُه».
٢١ بَعدَ فَترَة، صَعِدَ أَلْقَانَة مع كُلِّ أهلِ بَيتِهِ لِيُقَدِّمَ لِيَهْوَه الذَّبيحَةَ السَّنَوِيَّة + وأيضًا التَّقدِمَةَ لِيوفِيَ بِنَذْرِه. ٢٢ لكنَّ حَنَّة لم تَصعَدْ معهُم. + فهي قالَت لِزَوجِها: «بَعدَ أن أفطِمَ الصَّبِيّ، سأُحضِرُهُ أمامَ يَهْوَه وسَيَبْقى هُناك دائِمًا». + ٢٣ فقالَ لها زَوجُها أَلْقَانَة: «إفعَلي ما تَرَيْنَهُ مُناسِبًا. إبْقَيْ في البَيتِ إلى أن تَفطِميه. ولْيُحَقِّقْ يَهْوَه كَلامَكِ». فبَقِيَت حَنَّة في البَيت، وأرضَعَتِ ابْنَها إلى أن فَطَمَته.
٢٤ ولمَّا فَطَمَته، أخَذَتهُ إلى شِيلُوه وأخَذَت معها ثَورًا عُمرُهُ ثَلاثُ سَنَوات، وإيفَةً * مِنَ الطَّحين، وجَرَّةَ نَبيذٍ كَبيرَة. + وجاءَت إلى بَيتِ يَهْوَه في شِيلُوه + ومعها الصَّبِيُّ الصَّغير. ٢٥ فذَبَحوا الثَّورَ وأحضَروا الصَّبِيَّ إلى عَالِي. ٢٦ وقالَت حَنَّة: «عَفْوًا يا سَيِّدي. أحلِفُ بِحَياتِكَ * يا سَيِّدي أنِّي أنا المَرأةُ الَّتي كانَت واقِفَةً قُربَكَ في هذا المَكانِ تُصَلِّي إلى يَهْوَه. + ٢٧ صَلَّيتُ مِن أجْلِ هذا الصَّبِيّ، ويَهْوَه أعْطاني ما طَلَبتُهُ مِنه. + ٢٨ وأنا الآنَ أُعيرُهُ لِيَهْوَه. كُلَّ أيَّامِ حَياتِهِ يَكونُ لِيَهْوَه». *
وسَجَدَ * هُناك لِيَهْوَه.
٢ وصَلَّت حَنَّة وقالَت:
فَمي مَفتوحٌ لِأُجاوِبَ أعدائي،
لِأنِّي أفرَحُ بِخَلاصِك.
٣ تَوَقَّفوا عنِ التَّكَلُّمِ بِغُرور؛
لا تُخرِجوا كَلامًا مُتَكَبِّرًا مِن فَمِكُم،
لِأنَّ يَهْوَه هو إلهُ المَعرِفَة، +
وهو يُقَيِّمُ الأعمالَ بِعَدل.
٨ يَرفَعُ المِسكينَ مِنَ التُّراب،
ويُقيمُ الفَقيرَ مِنَ الرَّماد، *+
كَي يُجلِسَهُما معَ النُّبَلاءِ
على مَقاعِدِ الشَّرَف.
٩ يَحرُسُ خُطُواتِ الأوْلِياءِ له، +
أمَّا الأشرارُ فيُسكِتُهُم في الظَّلام، +
لِأنَّ الإنسانَ لا يَغلِبُ بِقُوَّتِه. +
١١ ثُمَّ ذَهَبَ أَلْقَانَة إلى بَيتِهِ في الرَّامَة. أمَّا الصَّبِيُّ فصارَ خادِمًا لِيَهْوَه + تَحتَ إشرافِ الكاهِنِ عَالِي.
١٢ وكانَ ابْنَا عَالِي رَجُلَيْنِ شِرِّيرَيْنِ + لا يَحتَرِمانِ يَهْوَه. ١٣ فهذا ما كانا يَفعَلانِهِ في ما يَتَعَلَّقُ بِالحِصَّةِ الَّتي تَحِقُّ لِلكَهَنَةِ مِنَ الشَّعب: + كُلَّما قَدَّمَ رَجُلٌ ذَبيحَة، يَأتي خادِمُ الكاهِنِ فيما اللَّحمُ يُطبَخ، وبِيَدِهِ شَوكَةٌ لها ثَلاثُ أسنان. ١٤ فيَغرِزُها في الوِعاءِ أوِ الطَّنجَرَةِ * أوِ المِغلاةِ أوِ المِقلاة، وكُلُّ ما يَطلَعُ بِالشَّوكَةِ يَأخُذُهُ الكاهِنُ لِنَفْسِه. هذا ما كانَ يَفعَلُهُ هؤُلاءِ الرِّجالُ مع كُلِّ الإسْرَائِيلِيِّينَ الآتينَ إلى شِيلُوه. ١٥ وحتَّى قَبلَ أن يُحرَقَ الشَّحمُ كَي يَطلَعَ دُخانُه، + كانَ خادِمُ الكاهِنِ يَأتي ويَقولُ لِلرَّجُلِ الَّذي يُقَدِّمُ الذَّبيحَة: «أعْطِ الكاهِنَ لَحمًا يُشْوى. فهو لن يَأخُذَ مِنكَ لَحمًا مَطبوخًا، بل نَيًّا فَقَط». ١٦ وعِندَما يُجاوِبُهُ الرَّجُل: «يَجِبُ أن يُحرَقَ الشَّحمُ أوَّلًا، + ثُمَّ خُذْ ما تُريدُه»، * يَقول: «لا، بل أعْطِني اللَّحمَ الآن، وإلَّا آخُذُهُ بِالقُوَّة!». ١٧ وهكَذا، كانَت خَطِيَّةُ الخُدَّامِ خَطيرَةً جِدًّا أمامَ يَهْوَه، + لِأنَّ هؤُلاءِ الرِّجالَ لم يَحتَرِموا تَقدِمَةَ يَهْوَه.
١٨ وكانَ صَمُوئِيل يَخدُمُ + أمامَ يَهْوَه، مع أنَّهُ مُجَرَّدُ صَبِيّ. وكانَ يَلبَسُ * أَفُودًا * مِن كَتَّان. + ١٩ وسَنَةً بَعدَ سَنَة، كانَت أُمُّهُ تُخَيِّطُ لهُ عَباءَةً صَغيرَة، وتُحضِرُها لهُ حينَ تَصعَدُ مع زَوجِها لِتَقديمِ الذَّبيحَةِ السَّنَوِيَّة. + ٢٠ وبارَكَ عَالِي أَلْقَانَة وزَوجَتَهُ وقال: «لِيُعْطِكَ يَهْوَه وَلَدًا مِن هذِهِ المَرأةِ بَدَلَ الوَلَدِ الَّذي أعارَتهُ لِيَهْوَه». + ورَجَعا إلى بَيتِهِما. ٢١ ووَجَّهَ يَهْوَه انتِباهَهُ إلى حَنَّة، + فحَبِلَت ووَلَدَت ثَلاثَةَ أبناءٍ وبِنتَيْن. وكانَ الصَّبِيُّ صَمُوئِيل يَكبَرُ وهو مع * يَهْوَه. +
٢٢ وكانَ عَالِي كَبيرًا جِدًّا في العُمر، لكنَّهُ كانَ يَعرِفُ عن كُلِّ ما يَفعَلُهُ ابْناهُ + بِجَميعِ الإسْرَائِيلِيِّين، وكَيفَ أنَّهُما يُقيمانِ عَلاقاتٍ جِنسِيَّة معَ النِّساءِ اللَّواتي يَخدُمْنَ عِندَ مَدخَلِ خَيمَةِ الاجتِماع. + ٢٣ فكانَ يَقولُ لهُما: «لِماذا تَتَصَرَّفانِ هكَذا؟ أسمَعُ أُمورًا سَيِّئَة عنكُما مِن كُلِّ الشَّعب. ٢٤ لا يا وَلَدَيَّ. هذِهِ الأخبارُ الَّتي أسمَعُ أنَّها تَنتَشِرُ بَينَ شَعبِ يَهْوَه لَيسَت جَيِّدَة. ٢٥ إذا أخطَأَ إنسانٌ إلى إنسان، فيُمكِنُ لِأحَدٍ أن يَتَوَسَّلَ إلى يَهْوَه مِن أجْلِه. * أمَّا إذا أخطَأَ إنسانٌ إلى يَهْوَه، + فمَن يُصَلِّي مِن أجْلِه؟». لكنَّهُما رَفَضا أن يَسمَعا لِأبيهِما، فيَهْوَه كانَ قد صَمَّمَ أن يُميتَهُما. + ٢٦ وخِلالَ هذا الوَقت، ظَلَّ الصَّبِيُّ صَمُوئِيل يَكبَرُ ويَنالُ رِضى يَهْوَه والنَّاسِ أكثَرَ فأكثَر. +
٢٧ وجاءَ رَجُلُ اللّٰهِ إلى عَالِي وقالَ له: «هذا ما يَقولُهُ يَهْوَه: ‹ألَمْ أكشِفْ مَن أنا لِأبيكَ ولِبَيتِهِ عِندَما كانوا عَبيدًا لِبَيتِ فِرْعَوْن في مِصْر؟ + ٢٨ ومِن بَينِ كُلِّ أسباطِ إسْرَائِيل، اختَرتُهُ لِيَخدُمَ ككاهِنٍ لي، + ويَقتَرِبَ مِن مَذبَحي + لِيُقَدِّمَ الذَّبائِح، ويُحرِقَ البَخور، * ويَلبَسَ الأَفُودَ أمامي. وأعْطَيتُ بَيتَ أبيكَ كُلَّ تَقدِماتِ الإسْرَائِيلِيِّينَ الَّتي تُحرَقُ لِلّٰه. + ٢٩ فلِماذا تَستَخِفُّونَ * بِذَبيحَتي وتَقدِمَتي اللَّتَيْنِ أمَرتُ بهِما في بَيتي؟ + لِماذا تُكرِمُ ابْنَيْكَ أكثَرَ مِنِّي؟ فأنتُم تَأكُلونَ وتَسمَنونَ مِن أفضَلِ الحِصَصِ الَّتي تَأخُذونَها مِن كُلِّ تَقدِماتِ شَعبي إسْرَائِيل. +
٣٠ «‹لِذلِك يَقولُ يَهْوَه إلهُ إسْرَائِيل: «أنا قُلتُ مِن قَبل إنَّ بَيتَكَ وبَيتَ أبيكَ سيَخدُمونَني * دائِمًا». + أمَّا الآنَ فيُعلِنُ يَهْوَه: «مُستَحيلٌ أن أسمَحَ بِذلِك! فأنا أُكرِمُ الَّذينَ يُكرِمونَني، + أمَّا الَّذينَ يَحتَقِرونَني فسَيُعامَلونَ بِاحتِقار». ٣١ إسمَع! ستَأتي أيَّامٌ حينَ أقْضي على قُوَّتِكَ * وقُوَّةِ بَيتِ أبيك، فلا يَعيشُ أحَدٌ في بَيتِكَ إلى عُمرِ الشَّيخوخَة. + ٣٢ وفيما يَتَمَتَّعُ إسْرَائِيل بِالخَير، ستَرى عَدُوًّا في بَيتي، + ولن يَطولَ أبَدًا عُمرُ أحَدٍ في بَيتِك. ٣٣ والرَّجُلُ مِن نَسلِكَ الَّذي سأترُكُهُ يَخدُمُني عِندَ مَذبَحي سيُضعِفُ عَيْنَيْكَ ويُسَبِّبُ لكَ الحُزن. * أمَّا أكثَرِيَّةُ نَسلِكَ فسَيَموتونَ بِسَيفِ الإنسان. + ٣٤ وما سيَحصُلُ لِابْنَيْك، حُفْنِي وفِينْحَاس، يَكونُ عَلامَةً لك: سيَموتُ الاثنانِ في يَومٍ واحِد. + ٣٥ ثُمَّ سأُعَيِّنُ لي كاهِنًا أمينًا. + وسَيَعمَلُ بِانسِجامٍ مع رَغبَةِ قَلبي. * سأبْني لهُ بَيتًا * ثابِتًا، فيَخدُمُ * دائِمًا أمامَ مَسِيحِي. ٣٦ وكُلُّ مَن يَبْقى مِن بَيتِكَ سيَأتي ويَسجُدُ لهُ لِيَحصُلَ على دَفعَةٍ مِنَ المالِ ورَغيفِ خُبز، ويَقول: «أرْجوك، أعْطِني واحِدَةً مِن وَظائِفِ الكَهَنَةِ لِآكُلَ لُقمَةَ خُبز»›». +
٣ وكانَ الصَّبِيُّ صَمُوئِيل يَخدُمُ + يَهْوَه تَحتَ إشرافِ عَالِي. وفي تِلكَ الأيَّام، كانَ كَلامُ يَهْوَه إلى النَّاسِ نادِرًا، ولم تَكُنِ الرُّؤى + شائِعَة.
٢ وفي إحْدى اللَّيالي، كانَ عَالِي نائِمًا في مَكانِهِ المُعتاد. وكانَ نَظَرُهُ قد صارَ ضَعيفًا جِدًّا وما عادَ يَقدِرُ أن يَرى. + ٣ وكانَ صَمُوئِيل نائِمًا في هَيكَلِ *+ يَهْوَه، حَيثُ يوجَدُ صُندوقُ * اللّٰه. ولم تَكُنْ مَنارَةُ اللّٰهِ + قدِ انطَفَأَت بَعد. ٤ ونادى يَهْوَه صَمُوئِيل. فأجاب: «نَعَم يا سَيِّدي». ٥ ورَكَضَ إلى عَالِي وقال: «نَعَم ... هل نادَيتَني؟». فأجابَه: «لا لم أُنادِك. عُدْ إلى النَّوم». فذَهَبَ ونام. ٦ ونادى يَهْوَه مَرَّةً ثانِيَة: «صَمُوئِيل!». فقامَ صَمُوئِيل وذَهَبَ إلى عَالِي وقال: «نَعَم ... هل نادَيتَني؟». فأجابَه: «لم أُنادِكَ يا ابْني. عُدْ إلى النَّوم». ٧ (ولم يَكُنْ صَمُوئِيل قد صارَ يَعرِفُ يَهْوَه بَعد، ولا كُشِفَ لهُ كَلامُ يَهْوَه بَعد.) + ٨ ونادى يَهْوَه مَرَّةً ثالِثَة: «صَمُوئِيل!». فقامَ وذَهَبَ إلى عَالِي وقال: «نَعَم ... هل نادَيتَني؟».
عِندَئِذٍ عَرَفَ عَالِي أنَّ يَهْوَه هوَ الَّذي يُنادي الصَّبِيّ. ٩ فقالَ عَالِي لِصَمُوئِيل: «إذهَبْ لِلنَّوم. وإذا ناداكَ تَقول: ‹تَكَلَّمْ يا يَهْوَه لِأنَّ خادِمَكَ يَسمَع›». فرَجَعَ صَمُوئِيل إلى مَكانِهِ ونام.
١٠ وأتى يَهْوَه ووَقَفَ ونادى مِثلَ المَرَّاتِ السَّابِقَة: «صَمُوئِيل، صَمُوئِيل!». فأجابَ صَمُوئِيل: «تَكَلَّمْ لِأنَّ خادِمَكَ يَسمَع». ١١ فقالَ يَهْوَه لِصَمُوئِيل: «أُنظُر! سأفعَلُ أمرًا في إسْرَائِيل سيَصدِمُ * كُلَّ مَن يَسمَعُ عنه. + ١٢ في ذلِكَ اليَومِ سأُنَفِّذُ في عَالِي وبَيتِهِ كُلَّ الكَلامِ الَّذي قُلتُه، مِن أوَّلِهِ إلى آخِرِه. + ١٣ أَخبِرْهُ أنِّي سأجلُبُ حُكمًا نِهائِيًّا على بَيتِهِ بِسَبَبِ الذَّنْبِ الَّذي يَعرِفُ به. + فابْناهُ يُهينانِ اللّٰه، + وهو لا يُوَبِّخُهُما. + ١٤ لِهذا السَّبَب، حَلَفتُ لِبَيتِ عَالِي أنَّ ذَنْبَ بَيتِ عَالِي لن يُغفَرَ * أبَدًا لا بِالذَّبائِحِ ولا بِالتَّقدِمات». +
١٥ وبَقِيَ صَمُوئِيل في فِراشِهِ حتَّى الصَّباح. ثُمَّ فَتَحَ بابَ بَيتِ يَهْوَه. وخافَ صَمُوئِيل أن يُخبِرَ عَالِي عنِ الرُّؤيا الَّتي رَآها. ١٦ لكنَّ عَالِي نادى صَمُوئِيل: «يا ابْني صَمُوئِيل!». فأجابَه: «نَعَم يا سَيِّدي». ١٧ فسَألَه: «ماذا قالَ لك؟ لا تُخْفِ عنِّي. لِيُعاقِبْكَ اللّٰهُ عِقابًا شَديدًا إذا أخْفَيتَ عنِّي كَلِمَةً واحِدَة مِن كُلِّ ما قالَهُ لك». ١٨ فأخبَرَهُ صَمُوئِيل كُلَّ شَيء، ولم يُخْفِ عنهُ ولا كَلِمَة. فقالَ عَالِي: «إنَّهُ يَهْوَه. فلْيَفعَلْ ما يَراهُ مُناسِبًا».
١٩ وظَلَّ صَمُوئِيل يَكبَر، وكانَ يَهْوَه معهُ + ولم يَسمَحْ بِأن تَفشَلَ * كَلِمَةٌ واحِدَة مِن كُلِّ كَلامِه. ٢٠ وعَرَفَ كُلُّ إسْرَائِيل، مِن دَان إلى بِئْر سَبْع، أنَّ يَهْوَه اختارَ صَمُوئِيل نَبِيًّا له. ٢١ واستَمَرَّ يَهْوَه يَظهَرُ في شِيلُوه. فيَهْوَه كَشَفَ عن نَفْسِهِ لِصَمُوئِيل في شِيلُوه مِن خِلالِ كَلامِ يَهْوَه إلَيه. +
٤ ووَصَلَ كَلامُ صَمُوئِيل إلى كُلِّ إسْرَائِيل.
وخَرَجَ الإسْرَائِيلِيُّونَ لِمُحارَبَةِ الفِلِسْطِيِّين. فعَسكَروا قُربَ إبْن عَزَر، وكانَ الفِلِسْطِيُّونَ مُعَسكِرينَ في أَفِيق. ٢ واصطَفَّ الفِلِسْطِيُّونَ لِمُواجَهَةِ إسْرَائِيل. ولكنْ صارَ الوَضعُ سَيِّئًا خِلالَ القِتالِ بِالنِّسبَةِ لِلإسْرَائِيلِيِّين، فانهَزَموا أمامَ الفِلِسْطِيِّينَ الَّذينَ قَتَلوا حَوالَيْ ٠٠٠,٤ رَجُلٍ في ساحَةِ المَعرَكَة. ٣ ولمَّا رَجَعَ الجُنودُ إلى المُعَسكَر، قالَ شُيوخُ إسْرَائِيل: «لِماذا سَمَحَ يَهْوَه أن نَنهَزِمَ * اليَومَ على يَدِ الفِلِسْطِيِّين؟ + دَعونا نَجلُبُ صُندوقَ عَهدِ * يَهْوَه مِن شِيلُوه، + كَي يَكونَ معنا ويُخَلِّصَنا مِن يَدِ أعدائِنا». ٤ فأرسَلَ الشَّعبُ رِجالًا إلى شِيلُوه، وحَمَلوا مِن هُناك صُندوقَ عَهدِ يَهْوَه إلهِ الجُنود، الَّذي يَجلِسُ على عَرشِهِ فَوقَ * الكَرُوبِيم. + ورافَقَ ابْنَا عَالِي، حُفْنِي وفِينْحَاس، + صُندوقَ عَهدِ اللّٰه.
٥ وحالَما دَخَلَ صُندوقُ عَهدِ يَهْوَه إلى المُعَسكَر، هَتَفَ كُلُّ الإسْرَائِيلِيِّينَ بِصَوتٍ عالٍ لِدَرَجَةِ أنَّ الأرضَ ارتَجَّت. ٦ ولمَّا سَمِعَ الفِلِسْطِيُّونَ الصَّوت، قالوا: «ما هذا الهُتافُ العالي في مُعَسكَرِ العِبْرَانِيِّين؟». وعَرَفوا في النِّهايَةِ أنَّ صُندوقَ يَهْوَه أتى إلى المُعَسكَر. ٧ فخافَ الفِلِسْطِيُّونَ وقالوا: «أتى اللّٰهُ إلى المُعَسكَر!». + وقالوا أيضًا: «يا وَيْلَنا! هذا لم يَحدُثْ مِن قَبل! ٨ يا وَيْلَنا! مَن سيُخَلِّصُنا مِن يَدِ هذا الإلهِ العَظيم؟ هذا هوَ الإلهُ الَّذي ضَرَبَ مِصْر بِكُلِّ أنواعِ المَصائِبِ في الصَّحراء. *+ ٩ ولكنْ تَشَجَّعوا أيُّها الفِلِسْطِيُّونَ وكونوا رِجالًا، كَي لا تَخدُموا العِبْرَانِيِّينَ مِثلَما خَدَموكُم. + كونوا رِجالًا وحارِبوا!». ١٠ فحارَبَ الفِلِسْطِيُّونَ إسْرَائِيل وهَزَموهُم، + وهَرَبَ كُلُّ واحِدٍ إلى خَيمَتِه. وكانَتِ المَجزَرَةُ عَظيمَةً جِدًّا، فماتَ مِنَ الإسْرَائِيلِيِّينَ ٠٠٠,٣٠ جُندِيٍّ مِنَ المُشاة. ١١ وأُخِذَ أيضًا صُندوقُ اللّٰه، وماتَ ابْنَا عَالِي، حُفْنِي وفِينْحَاس. +
١٢ في ذلِكَ اليَومِ نَفْسِه، رَكَضَ مِن ساحَةِ المَعرَكَةِ رَجُلٌ مِن بِنْيَامِين ووَصَلَ إلى شِيلُوه، وكانَت ثِيابُهُ مُمَزَّقَةً وعلى رَأسِهِ تُراب. + ١٣ ولمَّا وَصَل، كانَ عَالِي جالِسًا على الكُرسِيِّ بِجانِبِ الطَّريقِ يَنتَظِرُ ويُراقِب، لِأنَّ قَلبَهُ كانَ يَرجُفُ مِنَ الخَوفِ على صُندوقِ اللّٰه. + ودَخَلَ الرَّجُلُ إلى المَدينَةِ وأوْصَلَ الخَبَر، فضَجَّتِ المَدينَةُ كُلُّها. ١٤ ولمَّا سَمِعَ عَالِي صَوتَ الصُّراخ، سَأل: «ما هذِهِ الضَّجَّة؟». فأسرَعَ الرَّجُلُ وذَهَبَ لِيُخبِرَ عَالِي بِما حَصَل. ١٥ (وكانَ عُمرُ عَالِي ٩٨ سَنَة، وكانَت عَيْناهُ لا تَتَحَرَّكانِ ولا يَقدِرُ أن يَرى.) + ١٦ وقالَ الرَّجُلُ لِعَالِي: «أنا الَّذي أتَيتُ مِن ساحَةِ المَعرَكَة. هَرَبتُ اليَومَ مِن هُناك». فسَألَه: «ماذا حَصَل يا ابْني؟». ١٧ فأجابَهُ الرَّجُلُ الَّذي يَحمِلُ الخَبَر: «هَرَبَ الإسْرَائِيلِيُّونَ مِنَ الفِلِسْطِيِّين، وانهَزَمَ الشَّعبُ هَزيمَةً كَبيرَة. + وماتَ أيضًا ابْناكَ حُفْنِي وفِينْحَاس، + وأُخِذَ صُندوقُ اللّٰه». +
١٨ وحالَما ذَكَرَ الرَّجُلُ صُندوقَ اللّٰه، وَقَعَ عَالِي عنِ الكُرسِيِّ إلى الوَراءِ قُربَ البَوَّابَة. فانكَسَرَت رَقَبَتُهُ وماتَ لِأنَّهُ كانَ مُسِنًّا وثَقيلًا. وقد كانَ قاضِيًا لِإسْرَائِيل مُدَّةَ ٤٠ سَنَة. ١٩ وكانَت كَنَّتُه، زَوجَةُ ابْنِهِ فِينْحَاس، حامِلًا وعلى وَشْكِ أن تَلِد. ولمَّا سَمِعَتِ الخَبَرَ أنَّ صُندوقَ اللّٰهِ أُخِذَ وأنَّ حَماها عَالِي وزَوجَها ماتا، انحَنَت لِأنَّها شَعَرَت فَجْأةً بِآلامِ الوِلادَةِ ووَلَدَت. ٢٠ وفيما هي تَموت، قالَت لها النِّساءُ الواقِفاتُ قُربَها: «لا تَخافي. أنتِ أنجَبتِ صَبِيًّا». فلم تُجِبْ ولم تَنتَبِهْ لِكَلامِهِنَّ. * ٢١ لكنَّها سَمَّتِ الصَّبِيَّ إيخَابُود *+ قائِلَة: «ذَهَبَ مَجدُ إسْرَائِيل إلى الأسْر». + وهي قالَت ذلِك لِأنَّ صُندوقَ اللّٰهِ أُخِذَ ولِأنَّ حَماها وزَوجَها ماتا. + ٢٢ فقد قالَت: «ذَهَبَ مَجدُ إسْرَائِيل إلى الأسْر، لِأنَّ صُندوقَ اللّٰهِ أُخِذ». +
٥ ولمَّا أخَذَ الفِلِسْطِيُّونَ صُندوقَ *+ اللّٰه، أحضَروهُ مِن إبْن عَزَر إلى أَشْدُود. ٢ وأدخَلَ الفِلِسْطِيُّونَ صُندوقَ اللّٰهِ إلى مَعبَدِ * دَاجُون ووَضَعوهُ قُربَ تِمثالِ دَاجُون. + ٣ وفي اليَومِ التَّالي، قامَ أهلُ أَشْدُود باكِرًا ووَجَدوا دَاجُون ساقِطًا على وَجهِهِ على الأرضِ أمامَ صُندوقِ يَهْوَه. + فحَمَلوهُ وأرجَعوهُ إلى مَكانِه. + ٤ وفي اليَومِ الثَّاني أيضًا، لمَّا قاموا باكِرًا في الصَّباح، وَجَدوا دَاجُون ساقِطًا على وَجهِهِ على الأرضِ أمامَ صُندوقِ يَهْوَه. وكانَ رَأسُهُ وكَفَّا يَدَيْهِ مَقطوعَةً ومَرْمِيَّةً عِندَ العَتَبَة. الجُزْءُ الَّذي على شَكلِ سَمَكَةٍ هو فَقَط * بَقِيَ على حالِه. ٥ لِذلِك، كَهَنَةُ دَاجُون وكُلُّ الَّذينَ يَدخُلونَ إلى مَعبَدِ دَاجُون في أَشْدُود لا يَدوسونَ على عَتَبَتِهِ إلى هذا اليَوم.
٦ وعاقَبَ * يَهْوَه أهلَ أَشْدُود، فجَعَلَهُم يُعانونَ حينَ ضَرَبَ أَشْدُود والمَناطِقَ المُحيطَة بها بِالبَواسير. + ٧ ولمَّا رَأى أهلُ أَشْدُود ذلِك، قالوا: «لا يَجِبُ أن يَبْقى صُندوقُ إلهِ إسْرَائِيل عِندَنا، لِأنَّ يَدَهُ قَسَت علَينا وعلى إلهِنا دَاجُون». ٨ فاستَدْعَوْا كُلَّ حُكَّامِ الفِلِسْطِيِّينَ وسَألوهُم: «ماذا نَفعَلُ بِصُندوقِ إلهِ إسْرَائِيل؟». أجابوا: «أُنقُلوا صُندوقَ إلهِ إسْرَائِيل إلى جَتّ». + فنَقَلوهُ إلى هُناك.
٩ وبَعدَما نَقَلوهُ إلى جَتّ، ضَرَبَ يَهْوَه المَدينَةَ وسَبَّبَ رُعبًا شَديدًا. فهو عاقَبَ أهلَ المَدينَة، مِن صَغيرِهِم إلى كَبيرِهِم، وجَعَلَهُم يُصابونَ بِالبَواسير. + ١٠ فأرسَلوا صُندوقَ اللّٰهِ إلى عَقْرُون. + ولكنْ حالَما وَصَلَ صُندوقُ اللّٰهِ إلى عَقْرُون، صَرَخَ أهلُها: «جَلَبوا إلَينا صُندوقَ إلهِ إسْرَائِيل لِيُميتونا نَحنُ وشَعبَنا!». + ١١ عِندَئِذٍ استَدْعَوْا كُلَّ حُكَّامِ الفِلِسْطِيِّينَ وقالوا: «أَرسِلوا صُندوقَ إلهِ إسْرَائِيل بَعيدًا. أَرجِعوهُ إلى مَكانِهِ كَي لا نَموتَ نَحنُ وشَعبُنا»، لِأنَّ الكُلَّ في المَدينَةِ كانوا مَرعوبينَ مِنَ المَوت. فاللّٰهُ عاقَبَهُم بِشِدَّة، + ١٢ والنَّاسُ الَّذينَ لم يَموتوا ضُرِبوا بِالبَواسير. وصَرَخَ أهلُ المَدينَةِ طَلَبًا لِلمُساعَدَةِ ووَصَلَ صُراخُهُم إلى السَّماء.
٦ وكانَ صُندوقُ *+ يَهْوَه مَوْجودًا في أرضِ الفِلِسْطِيِّينَ لِسَبعَةِ أشهُر. ٢ فاستَدْعى الفِلِسْطِيُّونَ الكَهَنَةَ والَّذينَ يَرَوْنَ الغَيبَ + وسَألوهُم: «ماذا نَفعَلُ بِصُندوقِ يَهْوَه؟ قولوا لنا كَيفَ نَرُدُّهُ إلى مَكانِه». ٣ فأجابوا: «إذا أرَدتُم أن تُرسِلوا صُندوقَ عَهدِ يَهْوَه إلهِ إسْرَائِيل، فلا تُرجِعوهُ مِن دونِ تَقدِمَة، بل رُدُّوهُ إلَيهِ مع تَقدِمَةِ ذَنْب. + عِندَئِذٍ فَقَط تُشْفَوْنَ وتَعرِفونَ لِماذا لم تَتَوَقَّفْ يَدُهُ عن مُعاقَبَتِكُم». ٤ فسَألوا: «وما هي تَقدِمَةُ الذَّنْبِ الَّتي يَجِبُ أن نُرسِلَها إلَيه؟». أجابوا: «خَمسَةُ تَماثيلَ مِن ذَهَبٍ على شَكلِ بَواسيرَ وخَمسَةُ تَماثيلَ مِن ذَهَبٍ على شَكلِ فِئران، وذلِك على عَدَدِ حُكَّامِ الفِلِسْطِيِّينَ الخَمسَة، + لِأنَّ الضَّربَةَ نَفْسَها أصابَتكُم جَميعًا أنتُم وحُكَّامَكُم. ٥ إصنَعوا تَماثيلَ لِبَواسيرِكُم وتَماثيلَ لِفِئرانِكُمُ + الَّتي تُخَرِّبُ أرضَكُم، وأَكرِموا إلهَ إسْرَائِيل. فرُبَّما لا يَعودُ يُعاقِبُكُم * أنتُم وإلهَكُم وأرضَكُم. + ٦ لا تُعَنِّدوا * مِثلَما عَنَّدَ المِصْرِيُّونَ وفِرْعَوْن. + فهُم لم يَترُكوا الإسْرَائِيلِيِّينَ يَرحَلونَ + إلَّا بَعدَ أن قَسا اللّٰهُ علَيهِم. + ٧ والآنَ جَهِّزوا عَرَبَةً جَديدَة، وأَحضِروا بَقَرَتَيْنِ وَلَدَتا عِجلَيْنِ حَديثًا ولم يوضَعْ علَيهِما نيرٌ * مِن قَبل. ثُمَّ اربُطوا البَقَرَتَيْنِ إلى العَرَبَة، وأَبعِدوا العِجلَيْنِ عنهُما وأَرجِعوهُما إلى الحَظيرَة. ٨ وخُذوا صُندوقَ يَهْوَه وضَعوهُ على العَرَبَة. وضَعوا في صُندوقٍ قُربَهُ التَّماثيلَ الذَّهَبِيَّة الَّتي تُرسِلونَها إلَيهِ كتَقدِمَةِ ذَنْب. + ثُمَّ اترُكوا البَقَرَتَيْنِ تَنطَلِقان. ٩ وراقِبوا الصُّندوق: إذا طَلَعَ في طَريقِ بَيْت شَمْس، + إلى أرضِه، يَكونُ إلهُ إسْرَائِيل هوَ الَّذي جَلَبَ علَينا هذِهِ المُصيبَةَ الفَظيعَة. أمَّا إذا لم يَذهَبْ في هذِهِ الطَّريق، فسَنَعرِفُ أنَّ ما حَصَلَ لنا لم يَكُنْ عِقابًا مِنه، بل مُجَرَّدَ صُدفَة».
١٠ ففَعَلَ الرِّجالُ ذلِك. أخَذوا بَقَرَتَيْنِ وَلَدَتا عِجلَيْنِ حَديثًا ورَبَطوهُما إلى العَرَبَة، ووَضَعوا العِجلَيْنِ في الحَظيرَة. ١١ ثُمَّ وَضَعوا صُندوقَ يَهْوَه على العَرَبَة، معَ الصُّندوقِ الَّذي فيهِ الفِئرانُ الذَّهَبِيَّة وتَماثيلُ البَواسير. ١٢ فذَهَبَتِ البَقَرَتانِ مُباشَرَةً في طَريقِ بَيْت شَمْس. + وبَقِيَتا في الطَّريقِ الرَّئيسِيَّة، ولم تَميلا يَمينًا ولا شِمالًا. وكانَتا تُصدِرانِ خُوارًا * وهُما تَمْشِيان. ومَشى حُكَّامُ الفِلِسْطِيِّينَ وَراءَهُما حتَّى حُدودِ بَيْت شَمْس. ١٣ وكانَ أهلُ بَيْت شَمْس يَحصُدونَ القَمحَ في سَهلِ الوادي. ولمَّا رَفَعوا عُيونَهُم ورَأَوُا الصُّندوق، فَرِحوا كَثيرًا. ١٤ ووَصَلَتِ العَرَبَةُ إلى حَقلِ يَشُوع الَّذي مِن بَيْت شَمْس وتَوَقَّفَت هُناك قُربَ حَجَرٍ كَبير. فقَطَّعوا خَشَبَ العَرَبَة، وقَدَّموا البَقَرَتَيْنِ + ذَبيحَةَ مُحرَقَةٍ لِيَهْوَه.
١٥ وأنزَلَ اللَّاوِيُّونَ + صُندوقَ يَهْوَه والصُّندوقَ الآخَرَ الَّذي فيهِ التَّماثيلُ الذَّهَبِيَّة، ووَضَعوهُما على الحَجَرِ الكَبير. وقَدَّمَ أهلُ بَيْت شَمْس + في ذلِكَ اليَومِ ذَبائِحَ مُحرَقَةٍ وذَبائِحَ أُخْرى لِيَهْوَه.
١٦ ولمَّا رَأى حُكَّامُ الفِلِسْطِيِّينَ الخَمسَة ذلِك، رَجَعوا إلى عَقْرُون في نَفْسِ اليَوم. ١٧ والبَواسيرُ الذَّهَبِيَّة الخَمسَة الَّتي أرسَلَها الفِلِسْطِيُّونَ كتَقدِمَةِ ذَنْبٍ لِيَهْوَه + كانَت عن هذِهِ المُدُن: واحِدٌ لِأَشْدُود، + واحِدٌ لِغَزَّة، واحِدٌ لِأَشْقَلُون، واحِدٌ لِجَتّ، + وواحِدٌ لِعَقْرُون. + ١٨ وكانَتِ الفِئرانُ الذَّهَبِيَّة على عَدَدِ كُلِّ مُدُنِ الفِلِسْطِيِّينَ التَّابِعَة لِلحُكَّامِ الخَمسَة، سَواءٌ المُدُنُ المُحَصَّنَة أوِ القُرى المَكشوفَة.
والحَجَرُ الكَبيرُ الَّذي وَضَعوا علَيهِ صُندوقَ يَهْوَه لا يَزالُ شاهِدًا حتَّى هذا اليَومِ في حَقلِ يَشُوع الَّذي مِن بَيْت شَمْس. ١٩ لكنَّ اللّٰهَ ضَرَبَ رِجالَ بَيْت شَمْس لِأنَّهُم تَطَلَّعوا إلى صُندوقِ يَهْوَه. فقَتَلَ مِنَ الشَّعبِ ٠٧٠,٥٠ رَجُلًا. * وصارَ الشَّعبُ يَندُبونَ لِأنَّ يَهْوَه ضَرَبَهُم هذِهِ الضَّربَةَ العَظيمَة. + ٢٠ وقالَ رِجالُ بَيْت شَمْس: «مَن يَقدِرُ أن يَقِفَ أمامَ يَهْوَه، هذا الإلهِ القُدُّوس؟ + وإلى مَن سيَذهَبُ بَعيدًا عنَّا؟». + ٢١ فأرسَلوا رُسُلًا إلى سُكَّانِ قِرْيَة يَعَارِيم + لِيَقولوا لهُم: «الفِلِسْطِيُّونَ أرجَعوا صُندوقَ يَهْوَه. فانزِلوا وخُذوهُ إلَيكُم». +
٧ فأتى رِجالُ قِرْيَة يَعَارِيم وأصعَدوا صُندوقَ * يَهْوَه إلى بَيتِ أَبِينَادَاب + على التَّلَّة، وقَدَّسوا * ابْنَهُ أَلِعَازَار لِيَحرُسَ صُندوقَ يَهْوَه.
٢ ومَرَّ وَقتٌ طَويل، ٢٠ سَنَة، مِنَ اليَومِ الَّذي أتى فيهِ الصُّندوقُ إلى قِرْيَة يَعَارِيم. ثُمَّ بَدَأ كُلُّ بَيتِ إسْرَائِيل يَطلُبونَ رِضى * يَهْوَه. + ٣ فقالَ صَمُوئِيل لِكُلِّ بَيتِ إسْرَائِيل: «إذا كُنتُم راجِعينَ إلى يَهْوَه بِكُلِّ قَلبِكُم، + فأزيلوا من بَينِكُمُ الآلِهَةَ المُزَيَّفَة + وتَماثيلَ عَشْتَرُوت، + وأَعْطوا قَلبَكُم كامِلًا لِيَهْوَه واعبُدوهُ * هو فَقَط، + فيُنقِذَكُم مِن يَدِ الفِلِسْطِيِّين». + ٤ عِندَئِذٍ تَخَلَّصَ الإسْرَائِيلِيُّونَ مِن آلِهَةِ البَعْل وتَماثيلِ عَشْتَرُوت وعَبَدوا يَهْوَه فَقَط. +
٥ ثُمَّ قالَ صَمُوئِيل: «إجمَعوا كُلَّ إسْرَائِيل في المِصْفَاة، + وأنا سأُصَلِّي إلى يَهْوَه مِن أجْلِكُم». + ٦ فاجتَمَعوا في المِصْفَاة، وسَحَبوا ماءً وسَكَبوهُ أمامَ يَهْوَه، وصاموا في ذلِكَ اليَوم. + وهُناك قالوا: «نَحنُ أخطَأنا إلى يَهْوَه». + وصارَ صَمُوئِيل قاضِيًا + لِلإسْرَائِيلِيِّينَ في المِصْفَاة.
٧ وسَمِعَ الفِلِسْطِيُّونَ أنَّ الإسْرَائِيلِيِّينَ مُجتَمِعونَ في المِصْفَاة، فصَعِدَ حُكَّامُ الفِلِسْطِيِّينَ + لِيُحارِبوا إسْرَائِيل. ولمَّا سَمِعَ الإسْرَائِيلِيُّونَ بِذلِك، خافوا مِنَ الفِلِسْطِيِّين. ٨ فقالَ الإسْرَائِيلِيُّونَ لِصَمُوئِيل: «لا تَتَوَقَّفْ عنِ الصَّلاةِ إلى يَهْوَه إلهِنا كَي يُساعِدَنا + ويُخَلِّصَنا مِن يَدِ الفِلِسْطِيِّين». ٩ فأخَذَ صَمُوئِيل خَروفًا رَضيعًا وقَدَّمَهُ ذَبيحَةَ مُحرَقَةٍ + لِيَهْوَه. وصَلَّى صَمُوئِيل إلى يَهْوَه مِن أجْلِ إسْرَائِيل، ويَهْوَه استَجابَ له. + ١٠ وفيما كانَ صَمُوئِيل يُقَدِّمُ ذَبيحَةَ المُحرَقَة، تَقَدَّمَ الفِلِسْطِيُّونَ لِيُحارِبوا إسْرَائِيل. فجَعَلَ يَهْوَه الفِلِسْطِيِّينَ في ذلِكَ اليَومِ يَسمَعونَ رَعدًا ضَجيجُهُ عالٍ، + فارتَعَبوا وارتَبَكوا + وانهَزَموا أمامَ إسْرَائِيل. + ١١ عِندَئِذٍ، خَرَجَ رِجالُ إسْرَائِيل مِنَ المِصْفَاة وطارَدوا الفِلِسْطِيِّينَ حتَّى جَنوبِ بَيْت كَار وقَتَلوهُم على طولِ الطَّريق. ١٢ ثُمَّ أخَذَ صَمُوئِيل حَجَرًا + ووَضَعَهُ بَينَ المِصْفَاة ويَشَانَة، وسَمَّاه «إبْن عَزَر» * لِأنَّهُ قال: «إلى الآنَ ساعَدَنا يَهْوَه». + ١٣ وهكَذا انكَسَرَ الفِلِسْطِيُّونَ وما عادوا يَدخُلونَ إلى أراضي إسْرَائِيل. + وظَلَّت يَدُ يَهْوَه ضِدَّ الفِلِسْطِيِّينَ كُلَّ أيَّامِ صَمُوئِيل. + ١٤ والمُدُنُ الَّتي كانَ الفِلِسْطِيُّونَ قد أخَذوها مِن إسْرَائِيل رَجَعَت إلى إسْرَائِيل، مِن عَقْرُون إلى جَتّ. كما استَعادَ إسْرَائِيل أراضي تِلكَ المُدُنِ مِن يَدِ الفِلِسْطِيِّين.
وكانَ هُناك أيضًا سَلامٌ بَينَ إسْرَائِيل والأَمُورِيِّين. +
١٥ وبَقِيَ صَمُوئِيل قاضِيًا لِإسْرَائِيل كُلَّ حَياتِه. + ١٦ وكانَ كُلَّ سَنَةٍ يُسافِرُ ويَقومُ بِجَولَةٍ على بَيْت إيل + والجِلْجَال + والمِصْفَاة، + ويَبُتُّ في قَضايا الإسْرَائِيلِيِّينَ في كُلِّ هذِهِ الأماكِن. ١٧ لكنَّهُ كانَ يَرجِعُ إلى الرَّامَة + لِأنَّ بَيتَهُ هُناك. وكانَ أيضًا يَبُتُّ في قَضايا الإسْرَائِيلِيِّينَ هُناك. وبَنى في الرَّامَة مَذبَحًا لِيَهْوَه. +
٨ ولمَّا كَبِرَ صَمُوئِيل في العُمر، عَيَّنَ ابْنَيْهِ قاضِيَيْنِ لِإسْرَائِيل. ٢ إسْمُ ابْنِهِ البِكرِ يُوئِيل، واسْمُ الثَّاني أَبِيَّا. + وكانَ الاثنانِ قاضِيَيْنِ في بِئْر سَبْع. ٣ لكنَّ ابْنَيْهِ لم يَمْشِيا في طُرُقِه، بل سَعَيا وَراءَ الرِّبحِ غَيرِ الشَّريف، + وقَبِلا الرَّشوَة، + وحَرَّفا العَدل. +
٤ فاجتَمَعَ كُلُّ شُيوخِ إسْرَائِيل وجاؤُوا إلى صَمُوئِيل في الرَّامَة. ٥ وقالوا له: «أنتَ صِرتَ كَبيرًا في العُمر، وابْناكَ لا يَمْشِيانِ في طُرُقِك. لِذلِك عَيِّنْ لنا مَلِكًا لِيَكونَ قاضِيًا لنا، مِثلَ كُلِّ الأُمَمِ الأُخْرى». + ٦ لكنَّ صَمُوئِيل انزَعَجَ * حينَ قالوا: «أعْطِنا مَلِكًا لِيَكونَ قاضِيًا لنا». فصَلَّى صَمُوئِيل إلى يَهْوَه، ٧ وأجابَهُ يَهْوَه: «إسمَعْ لِكُلِّ ما يَقولُهُ لكَ الشَّعب. فهُم لم يَرفُضوكَ أنت، بل رَفَضوني أنا مَلِكًا علَيهِم. + ٨ إنَّهُم يَعمَلونَ مِثلَما عَمِلوا مُنذُ أن أخرَجتُهُم مِن مِصْر إلى هذا اليَوم. فهُم دائِمًا يَتَخَلَّوْنَ عنِّي + ويَعبُدونَ * آلِهَةً أُخْرى، + وهذا ما يَفعَلونَهُ بكَ أيضًا. ٩ فاسمَعْ لهُم. ولكنْ حَذِّرْهُم وأَخبِرْهُم عنِ المَطالِبِ الَّتي تَحِقُّ لِلمَلِكِ الَّذي سيَحكُمُ علَيهِم».
١٠ فنَقَلَ صَمُوئِيل كُلَّ كَلامِ يَهْوَه إلى الشَّعبِ الَّذينَ طَلَبوا مِنهُ مَلِكًا. ١١ قال: «هذِه هيَ المَطالِبُ الَّتي تَحِقُّ لِلمَلِكِ الَّذي سيَحكُمُ علَيكُم: + سيَأخُذُ أبناءَكُم + ويُشَغِّلُهُم في مَركَباتِهِ + ويَجعَلُهُم مِن فُرسانِه، + حتَّى إنَّ بَعضَهُم سيَركُضونَ أمامَ مَركَباتِه. ١٢ سيُعَيِّنُ لِنَفْسِهِ رُؤَساءَ على أُلوفٍ + ورُؤَساءَ على خَمسينات. + سيَجعَلُ البَعضَ يَفلَحونَ أرضَه، + ويَحصُدونَ مَحصولَه، + ويَصنَعونَ أسلِحَةَ حَربِهِ وأدَواتِ مَركَباتِه. + ١٣ سيَأخُذُ بَناتِكُم لِيَعمَلْنَ كصانِعاتِ عُطورٍ وطَبَّاخاتٍ وخَبَّازات. + ١٤ سيَأخُذُ أفضَلَ حُقولِكُم وكُرومِكُم وبَساتينِ زَيتونِكُم، + ويُعْطيها لِخُدَّامِه. ١٥ سيَأخُذُ العُشرَ مِن مَحصولِ حُبوبِكُم وكُرومِكُم، ويُعْطيهِ لِلمَسؤولينَ في قَصرِهِ ولِخُدَّامِه. ١٦ سيَأخُذُ خُدَّامَكُم وخادِماتِكُم، وأفضَلَ بَقَرِكُم، وحَميرَكُم، ويَستَخدِمُهُم في أشغالِه. + ١٧ سيَأخُذُ عُشرَ غَنَمِكُم، + وسَتَصيرونَ خُدَّامًا له. ١٨ وسَيَأتي يَومٌ تَصرُخونَ فيهِ بِسَبَبِ المَلِكِ الَّذي اختَرتُموهُ لِأنفُسِكُم، + لكنَّ يَهْوَه لن يَستَجيبَ لكُم في ذلِكَ اليَوم».
١٩ إلَّا أنَّ الشَّعبَ رَفَضوا أن يَسمَعوا لِصَمُوئِيل وقالوا: «لا، بل نُريدُ مَلِكًا علَينا. ٢٠ فعِندَئِذٍ نَكونُ مِثلَ كُلِّ الأُمَمِ الأُخْرى، ويَكونُ مَلِكُنا قاضِيًا لنا ويَقودُنا ويُحارِبُ حُروبَنا». ٢١ وبَعدَما سَمِعَ صَمُوئِيل كُلَّ كَلامِ الشَّعب، نَقَلَهُ إلى * يَهْوَه. ٢٢ فقالَ يَهْوَه لِصَمُوئِيل: «إسمَعْ لهُم وعَيِّنْ مَلِكًا يَحكُمُ علَيهِم». + عِندَئِذٍ قالَ صَمُوئِيل لِرِجالِ إسْرَائِيل: «إرجِعوا كُلُّ واحِدٍ إلى مَدينَتِه».
٩ وكانَ هُناك رَجُلٌ مِن بِنْيَامِين اسْمُهُ قَيْس + بْنُ أَبِيئِيل بْنِ صَرُور بْنِ بَكُورَت بْنِ أَفِيح، وهو رَجُلٌ بِنْيَامِينِيٌّ + غَنِيٌّ جِدًّا. ٢ وكانَ لَدَيهِ ابْنٌ شابٌّ ووَسيمٌ اسْمُهُ شَاوُل، + ولم يَكُنْ في إسْرَائِيل رَجُلٌ وَسيمٌ أكثَرَ مِنه. وكانَ طَويلًا جِدًّا لِدَرَجَةِ أنَّ الأطوَلَ بَينَ الشَّعبِ وَصَلَ إلى كِتفَيْهِ فَقَط.
٣ وضاعَت حَميرُ * قَيْس أبي شَاوُل. فقالَ قَيْس لِابْنِهِ شَاوُل: «خُذْ معكَ واحِدًا مِنَ الخَدَمِ واذهَبْ فَتِّشْ عنِ الحَمير». ٤ ففَتَّشا في مِنطَقَةِ أَفْرَايِم الجَبَلِيَّة وأرضِ شَلِيشَة، لكنَّهُما لم يَجِدا الحَمير. وعَبَرا أرضَ شَعَلِيم، ولم تَكُنِ الحَميرُ هُناك أيضًا. ثُمَّ عَبَرا في كُلِّ أرضِ بِنْيَامِين ولم يَكُنْ لها أثَر.
٥ وحينَ وَصَلا إلى أرضِ صُوف، قالَ شَاوُل لِخادِمِهِ الَّذي معه: «دَعْنا نَرجِع، وإلَّا يَنْسى أبي أمرَ الحَميرِ ويَنشَغِلُ بالُهُ علَينا». + ٦ لكنَّ الخادِمَ أجابَه: «يوجَدُ واحِدٌ مِن رِجالِ اللّٰهِ في هذِهِ المَدينَة، والنَّاسُ يَحتَرِمونَهُ جِدًّا، وكُلُّ ما يَقولُهُ يَتَحَقَّق. + تَعالَ نَذهَبُ إلَيه، فرُبَّما يُخبِرُنا أيَّ طَريقٍ نَأخُذ». ٧ فقالَ شَاوُل لِخادِمِه: «إذا ذَهَبنا، فماذا نُقَدِّمُ لِلرَّجُل؟ لم يَعُدْ هُناك خُبزٌ في أكياسِنا، ولَيسَ لَدَينا هَدِيَّةٌ نُقَدِّمُها لِرَجُلِ اللّٰه. هل معنا شَيءٌ آخَر؟». ٨ فأجابَ الخادِمُ شَاوُل: «معي في يَدي رُبعُ شاقِلِ فِضَّة. * سأُقَدِّمُهُ لِرَجُلِ اللّٰهِ وهو سيُخبِرُنا أيَّ طَريقٍ نَأخُذ». ٩ (قَديمًا في إسْرَائِيل، هذا ما كانَ يَقولُهُ الشَّخصُ حينَ يَذهَبُ لِيَطلُبَ إرشادَ اللّٰه: «هَيَّا نَذهَبُ إلى الرَّائي». + فالنَّبِيُّ اليَومَ كانَ سابِقًا يُدْعى الرَّائي.) ١٠ فقالَ شَاوُل لِخادِمِه: «فِكرَةٌ جَيِّدَة. لِنَذهَبْ إلَيه». واتَّجَها إلى المَدينَةِ الَّتي فيها رَجُلُ اللّٰه.
١١ وفيما هُما يَصعَدانِ في طَلعَةِ المَدينَة، الْتَقَيا بِشابَّاتٍ خارِجاتٍ لِيَجلُبْنَ ماء. فقالا لهُنَّ: «هلِ الرَّائي + هُنا؟». ١٢ أجابَتِ الشَّابَّات: «نَعَم، ها هو قد سَبَقَكُما على هذا الطَّريق. أَسرِعا، فهو أتى اليَومَ إلى المَدينَةِ لِأنَّ الشَّعبَ يُقَدِّمُ ذَبيحَةً + على المُرتَفَع. + ١٣ حالَما تَدخُلانِ إلى المَدينَة، ستَجِدانِهِ قَبلَ أن يَصعَدَ إلى المُرتَفَعِ لِيَأكُل. فالشَّعبُ لا يَأكُلونَ قَبلَ أن يَأتي. فهوَ الَّذي يُبارِكُ الذَّبيحَة، وبَعدَ ذلِك يَأكُلُ المَدْعُوُّون. هَيَّا اصعَدا فَوْرًا وسَتَجِدانِه». ١٤ فصَعِدا إلى المَدينَة. وفيما هُما يَدخُلانِ إلى وَسَطِ المَدينَة، كانَ صَمُوئِيل خارِجًا كَي يُلاقِيَهُما ويَصعَدَ إلى المُرتَفَع.
١٥ وكانَ يَهْوَه قد أخبَرَ * صَمُوئِيل قَبلَ أن يَأتِيَ شَاوُل بِيَوم: ١٦ «غَدًا في مِثلِ هذا الوَقت، سأُرسِلُ إلَيكَ رَجُلًا مِن أرضِ بِنْيَامِين. + عَيِّنْهُ * قائِدًا على شَعبي إسْرَائِيل، + وهو سيُخَلِّصُ شَعبي مِن يَدِ الفِلِسْطِيِّين. فأنا رَأيتُ مُعاناةَ شَعبي، وصُراخُهُم وَصَلَ إلَيَّ». + ١٧ ولمَّا رَأى صَمُوئِيل شَاوُل، قالَ لهُ يَهْوَه: «ها هوَ الرَّجُلُ الَّذي قُلتُ لكَ عنه: ‹هذا سيَحكُمُ * شَعبي›». +
١٨ ثُمَّ اقتَرَبَ شَاوُل مِن صَمُوئِيل في وَسَطِ بَوَّابَةِ المَدينَةِ وسَألَه: «أَخبِرْني مِن فَضلِك، أينَ بَيتُ الرَّائي؟». ١٩ أجابَهُ صَمُوئِيل: «أنا الرَّائي. إصعَدْ أمامي إلى المُرتَفَع. فأنتُما ستَأكُلانِ معي اليَوم. + وفي الصَّباح، سأدَعُكَ تَرحَلُ بَعدَ أن أُخبِرَكَ كُلَّ ما تُريدُ أن تَعرِفَه. * ٢٠ أمَّا بِخُصوصِ الحَميرِ الضَّائِعَة مُنذُ ثَلاثَةِ أيَّام، + فلا تَقلَقْ علَيها لِأنَّها وُجِدَت. أساسًا، لِمَن هو كُلُّ شَيءٍ ثَمينٍ في إسْرَائِيل؟ ألَيسَ لكَ ولِكُلِّ بَيتِ أبيك؟». + ٢١ فأجابَ شَاوُل: «أنا لَستُ إلَّا مِن بِنْيَامِين، مِن أصغَرِ أسباطِ إسْرَائِيل، + وعَشيرَتي هيَ الأقَلُّ أهَمِّيَّة بَينَ كُلِّ عَشائِرِ سِبطِ بِنْيَامِين. فلِماذا تَقولُ لي هذا الكَلام؟».
٢٢ فأخَذَ صَمُوئِيل شَاوُل وخادِمَهُ وأحضَرَهُما إلى قاعَةِ الطَّعامِ وأعْطاهُما أبرَزَ مَكانٍ بَينَ المَدْعُوِّين، وكانوا ٣٠ رَجُلًا تَقريبًا. ٢٣ وقالَ صَمُوئِيل لِلطَّبَّاخ: «أَحضِرِ الحِصَّةَ الَّتي أعْطَيتُكَ إيَّاها وقُلتُ لكَ أن تَضَعَها جانِبًا». ٢٤ فأحضَرَ الطَّبَّاخُ الفَخْذَ ووَضَعَهُ أمامَ شَاوُل. وقالَ صَمُوئِيل: «ها هيَ الحِصَّةُ الَّتي وُضِعَت جانِبًا. كُلْها، لِأنَّهُمُ احتَفَظوا بها لكَ مِن أجْلِ هذِهِ المُناسَبَة. فقد قُلتُ لهُم إنِّي دَعَوتُ ضُيوفًا». فأكَلَ شَاوُل مع صَمُوئِيل في ذلِكَ اليَوم. ٢٥ ثُمَّ نَزَلوا مِنَ المُرتَفَعِ + إلى المَدينَة، وتابَعَ صَمُوئِيل الحَديثَ مع شَاوُل على سَطحِ البَيت. ٢٦ وفي الصَّباحِ التَّالي، قاموا باكِرًا عِندَ الفَجر. فنادى صَمُوئِيل شَاوُل الَّذي كانَ على السَّطحِ وقالَ له: «إستَعِدَّ لِتَذهَب، وأنا سأُرافِقُكَ قَليلًا». فاستَعَدَّ شَاوُل وخَرَجَ هو وصَمُوئِيل. ٢٧ وفيما هُم نازِلونَ بِاتِّجاهِ ضَواحي المَدينَة، قالَ صَمُوئِيل لِشَاوُل: «قُلْ لِلخادِمِ + أن يَسبِقَنا، وقِفْ أنتَ قَليلًا كَي أُخبِرَكَ كَلامَ اللّٰه». فمَشى الخادِمُ أمامَهُما.
١٠ وأخَذَ صَمُوئِيل قِنِّينَةَ الزَّيتِ وسَكَبَها على رَأسِ شَاوُل. + ثُمَّ قَبَّلَهُ وقال: «يَهْوَه عَيَّنَكَ * قائِدًا + على شَعبِه. *+ ٢ عِندَما تَذهَبُ مِن عِندي اليَوم، ستَجِدُ رَجُلَيْنِ قُربَ قَبرِ رَاحِيل + في أراضي بِنْيَامِين في صَلْصَح. وسَيَقولانِ لك: ‹الحَميرُ الَّتي ذَهَبتَ لِتُفَتِّشَ عنها وُجِدَت. لكنَّ أباكَ نَسِيَ أمرَ الحَميرِ + وانشَغَلَ بالُهُ علَيكُما، وهو يَقول: «ماذا أفعَلُ لِأجِدَ ابْني؟»›. ٣ أَكمِلْ طَريقَكَ مِن هُناك حتَّى تَصِلَ إلى الشَّجَرَةِ الكَبيرَة في تَابُور. وسَتَلتَقي هُناك بِثَلاثَةِ رِجالٍ صاعِدينَ إلى بَيْت إيل لِيَعبُدوا اللّٰه: + واحِدٍ يَحمِلُ ثَلاثَةً مِن صِغارِ الماعِز، وواحِدٍ يَحمِلُ ثَلاثَةَ أرغِفَةِ خُبز، وواحِدٍ يَحمِلُ جَرَّةَ نَبيذٍ كَبيرَة. ٤ وسَيَسألونَكَ عن أحوالِكَ ويُعْطونَكَ رَغيفَيْن، فخُذْهُما مِنهُم. ٥ بَعدَ ذلِكَ اذهَبْ إلى تَلَّةِ اللّٰه، حَيثُ تَتَمَركَزُ فِرقَةٌ مِنَ الجُنودِ الفِلِسْطِيِّين. وعِندَما تَصِلُ إلى المَدينَة، ستَرى مَجموعَةً مِنَ الأنبِياءِ نازِلينَ مِنَ المُرتَفَعِ وهُم يَتَنَبَّأون، وأمامَهُم أشخاصٌ يَعزِفونَ على آلَةٍ وَتَرِيَّة ودَفٍّ ومِزمارٍ وقيثارَة. ٦ عِندَئِذٍ سيُعْطيكَ روحُ يَهْوَه القُدرَة، + فتَتَنَبَّأُ معهُم وتَصيرُ شَخصًا آخَر. + ٧ وعِندَما تَحصُلُ هذِهِ العَلامات، افعَلْ كُلَّ ما تَقدِرُ علَيهِ لِأنَّ اللّٰهَ معك. ٨ ثُمَّ اسبِقْني وانزِلْ إلى الجِلْجَال، + وأنا سأُلاقيكَ هُناك لِأُقَدِّمَ ذَبائِحَ المُحرَقَةِ وذَبائِحَ المُشارَكَة. إنتَظِرْ سَبعَةَ أيَّامٍ حتَّى آتِيَ إلَيكَ وأُخبِرَكَ ماذا يَجِبُ أن تَفعَل».
٩ وحالَما استَدارَ شَاوُل لِيَترُكَ صَمُوئِيل، بَدَأَ اللّٰهُ يُغَيِّرُ قَلبَه، وتَمَّت في ذلِكَ اليَومِ كُلُّ هذِهِ العَلامات. ١٠ وحينَ ذَهَبَ شَاوُل وخادِمُهُ مِن هُناك إلى التَّلَّة، الْتَقى بِمَجموعَةٍ مِنَ الأنبِياء. وعلى الفَوْرِ أعْطاهُ روحُ اللّٰهِ القُدرَة، + فبَدَأ يَتَنَبَّأُ + بَينَهُم. ١١ ولمَّا رَأى كُلُّ الَّذينَ يَعرِفونَهُ مِن قَبل أنَّهُ يَتَنَبَّأُ معَ الأنبِياء، قالوا بَعضُهُم لِبَعض: «ماذا حَصَلَ لِابْنِ قَيْس؟ هل شَاوُل أيضًا مِنَ الأنبِياء؟!». ١٢ فقالَ رَجُلٌ مِن هُناك: «وماذا عن هؤُلاءِ الأنبِياء؟ مَن هو أبوهُم؟!». مِن هُنا أتى المَثَل: «هل شَاوُل أيضًا مِنَ الأنبِياء؟!». +
١٣ وبَعدَما انتَهى شَاوُل مِنَ التَّنَبُّؤ، ذَهَبَ إلى المُرتَفَع. ١٤ ولاحِقًا، قالَ عَمُّهُ لهُ ولِخادِمِه: «إلى أينَ ذَهَبتُما؟». أجابَه: «رُحنا لِنُفَتِّشَ عنِ الحَمير، + لكنَّنا لم نَجِدْها. فذَهَبنا إلى صَمُوئِيل». ١٥ فسَألَ عَمُّ شَاوُل: «ماذا قالَ لكُما صَمُوئِيل؟ أَخبِرْني». ١٦ أجابَهُ شَاوُل: «أخبَرَنا أنَّ الحَميرَ وُجِدَت». لكنَّهُ لم يَقُلْ شَيئًا عن مَوْضوعِ المُلْكِ الَّذي كَلَّمَهُ بهِ صَمُوئِيل.
١٧ ودَعا صَمُوئِيل الشَّعبَ لِيَجتَمِعوا أمامَ يَهْوَه في المِصْفَاة. + ١٨ وقالَ لِلإسْرَائِيلِيِّين: «هذا ما يَقولُهُ يَهْوَه إلهُ إسْرَائِيل: ‹أنا الَّذي أخرَجتُ إسْرَائِيل مِن مِصْر وأنقَذتُكُم مِن يَدِ مِصْر + ومِن يَدِ كُلِّ المَمالِكِ الَّتي ضايَقَتكُم. ١٩ لكنَّكُمُ اليَومَ رَفَضتُم إلهَكُمُ + الَّذي هو مُخَلِّصُكُم مِن كُلِّ مَصائِبِكُم وضيقاتِكُم، وقُلتُم: «لا، بل عَيِّنْ مَلِكًا علَينا». لِذلِك قِفوا الآنَ أمامَ يَهْوَه بِحَسَبِ أسباطِكُم وعَشائِرِكُم›». *
٢٠ عِندَئِذٍ قَرَّبَ صَمُوئِيل كُلَّ أسباطِ إسْرَائِيل، + فتَمَّ اختِيارُ سِبطِ بِنْيَامِين. + ٢١ ثُمَّ قَرَّبَ سِبطَ بِنْيَامِين عَشيرَةً عَشيرَة، فتَمَّ اختِيارُ عَشيرَةِ المَطْرِيِّين. وأخيرًا تَمَّ اختِيارُ شَاوُل بْنِ قَيْس. + ولكنْ لمَّا راحوا لِيُفَتِّشوا عنه، لم يَجِدوه. ٢٢ فسَألوا يَهْوَه: + «هل أتى الرَّجُلُ إلى هُنا؟». أجابَ يَهْوَه: «ها هو مُختَبِئٌ بَينَ الأمتِعَة». ٢٣ فرَكَضوا وأحضَروهُ مِن هُناك. ولمَّا وَقَفَ في وَسَطِ الشَّعب، كانَ طَويلًا جِدًّا لِدَرَجَةِ أنَّ أطوَلَ واحِدٍ وَصَلَ إلى كِتفَيْهِ فَقَط. + ٢٤ ثُمَّ قالَ صَمُوئِيل لِكُلِّ الشَّعب: «هل رَأيتُمُ الَّذي اختارَهُ يَهْوَه؟ + لا يوجَدُ مِثلُهُ في كُلِّ الشَّعب!». وبَدَأوا كُلُّهُم يَهتِفون: «يَعيشُ المَلِك!».
٢٥ ثُمَّ تَكَلَّمَ صَمُوئِيل معَ الشَّعبِ عن ما يَحِقُّ لِلمُلوك، + وكَتَبَهُ في كِتابٍ ووَضَعَهُ أمامَ يَهْوَه. ثُمَّ تَرَكَهُم يُغادِرونَ كُلُّ واحِدٍ إلى بَيتِه. ٢٦ شَاوُل أيضًا ذَهَبَ إلى بَيتِهِ في جِبْعَة، ورافَقَهُ مُحارِبونَ حَرَّكَ يَهْوَه قَلبَهُم. ٢٧ إلَّا أنَّ بَعضَ الرِّجالِ السَّيِّئينَ قالوا: «كَيفَ سيُخَلِّصُنا هذا؟». + فاحتَقَروهُ ولم يُقَدِّموا لهُ هَدِيَّة. + لكنَّهُ لم يَقُلْ ولا كَلِمَة. *
١١ وصَعِدَ نَاحَاش العَمُّونِيُّ + وعَسكَرَ لِيُحارِبَ يَابِيش + في جِلْعَاد. فقالَ كُلُّ رِجالِ يَابِيش لِنَاحَاش: «إعمَلْ معنا اتِّفاقًا وسَنَخدُمُك». ٢ فقالَ لهُم نَاحَاش العَمُّونِيّ: «سأعمَلُ معكُمُ اتِّفاقًا بِشَرطِ أن أقلَعَ كُلَّ عُيونِكُمُ اليُمْنى. وهكَذا أُذِلُّ كُلَّ إسْرَائِيل». ٣ فأجابَهُ شُيوخُ يَابِيش: «أعْطِنا سَبعَةَ أيَّامٍ كَي نُرسِلَ رُسُلًا إلى كُلِّ أراضي إسْرَائِيل. وإذا لم نَجِدْ أحَدًا يُخَلِّصُنا، نَستَسلِمُ لك». ٤ فذَهَبَ الرُّسُلُ إلى جِبْعَة + شَاوُل وقالوا هذا الكَلامَ على مَسمَعِ الشَّعب. فبَكى كُلُّ الشَّعبِ بِأعْلى صَوتِهِم.
٥ وكانَ شَاوُل راجِعًا مِنَ الحَقلِ يَمْشي وَراءَ القَطيع. فقال: «ماذا يَحصُل؟ لِماذا يَبْكي الشَّعب؟». فأخبَروهُ بِكَلامِ رُسُلِ يَابِيش. ٦ وعِندَما سَمِعَ شَاوُل هذا الكَلام، أعْطاهُ روحُ اللّٰهِ القُدرَةَ + واشتَعَلَ غَضَبُه. ٧ فأخَذَ ثَورَيْنِ وقَطَّعَهُما إلى قِطَع، ثُمَّ أرسَلَها بِواسِطَةِ رُسُلٍ إلى كُلِّ أراضي إسْرَائِيل. وكانَ الرُّسُلُ يَقولون: «هذا ما سيَحصُلُ لِبَقَرِ أيِّ شَخصٍ لا يَتبَعُ شَاوُل وصَمُوئِيل». فامتَلَأَ الشَّعبُ بِخَوفِ يَهْوَه، وخَرَجوا معًا كرَجُلٍ واحِد. ٨ ثُمَّ عَدَّهُم شَاوُل في بَازَق، فكانَ هُناك ٠٠٠,٣٠٠ رَجُلٍ مِن إسْرَائِيل و ٠٠٠,٣٠ رَجُلٍ مِن يَهُوذَا. ٩ وقالَ شَاوُل ورِجالُهُ لِلرُّسُلِ الَّذينَ أتَوْا مِن يَابِيش: «هذا ما تَقولونَهُ لِرِجالِ يَابِيش في جِلْعَاد: ‹غَدًا عِندَما تَحْمى الشَّمس، يَأتيكُمُ الخَلاص›». فذَهَبَ الرُّسُلُ وأخبَروا رِجالَ يَابِيش، ففَرِحوا كَثيرًا. ١٠ عِندَئِذٍ قالَ رِجالُ يَابِيش لِنَاحَاش: «سنَستَسلِمُ لكُم غَدًا، فافعَلوا بنا ما تَرَوْنَهُ مُناسِبًا». +
١١ وفي اليَومِ التَّالي، قَسَّمَ شَاوُل جَيشَهُ إلى ثَلاثِ فِرَق. وقَبلَ الفَجر، * اقتَحَموا مُعَسكَرَ العَمُّونِيِّينَ وحارَبوهُم حتَّى الظُّهرِ تَقريبًا وهَزَموهُم. + والَّذينَ نَجَوْا تَفَرَّقوا لِدَرَجَةِ أنَّهُ لم يَبْقَ اثنانِ معًا. ١٢ فقالَ الشَّعبُ لِصَمُوئِيل: «مَنِ الَّذينَ قالوا: ‹لا نُريدُ شَاوُل مَلِكًا علَينا›؟ + سَلِّموهُم إلَينا كَي نَقتُلَهُم». ١٣ لكنَّ شَاوُل قال: «لن يُقتَلَ أحَدٌ في هذا اليَوم، + لِأنَّ يَهْوَه اليَومَ خَلَّصَ إسْرَائِيل».
١٤ ثُمَّ قالَ صَمُوئِيل لِلشَّعب: «تَعالَوْا نَذهَبُ إلى الجِلْجَال + لِنُؤَكِّدَ أنَّ شَاوُل هوَ المَلِك». + ١٥ فذَهَبَ كُلُّ الشَّعبِ إلى الجِلْجَال، وهُناك جَعَلوا شَاوُل مَلِكًا أمامَ يَهْوَه. ثُمَّ قَدَّموا ذَبائِحَ المُشارَكَةِ هُناك أمامَ يَهْوَه، + واحتَفَلَ شَاوُل وكُلُّ الإسْرَائِيلِيِّينَ وفَرِحوا فَرَحًا عَظيمًا. +
١٢ وأخيرًا قالَ صَمُوئِيل لِكُلِّ إسْرَائِيل: «أنا عَمِلتُ * كُلَّ ما طَلَبتُموهُ مِنِّي وعَيَّنتُ مَلِكًا لِيَحكُمَ علَيكُم. + ٢ ها هوَ المَلِكُ الَّذي سيَقودُكُم! *+ أمَّا أنا فكَبِرتُ وشابَ شَعري، وابْنايَ هُنا معكُم، + وأنا قُدتُكُم مِن شَبابي إلى هذا اليَوم. + ٣ وها أنا أمامَكُم. فاشهَدوا ضِدِّي أمامَ يَهْوَه وأمامَ مَسِيحِه: *+ هل أخَذتُ ثَورَ أو حِمارَ أحَد؟ + هلِ احتَلتُ على أحَدٍ أو سَحَقتُ أحَدًا؟ هل قَبِلتُ رَشوَةً مِن أحَدٍ لِأغُضَّ النَّظَرَ عن ما فَعَلَه؟ + إذا كُنتُ قد فَعَلتُ ذلِك، فسَأُعَوِّضُ لكُم». + ٤ فقالوا: «أنتَ لم تَحتَلْ علَينا، ولا سَحَقتَنا، ولا قَبِلتَ شَيئًا مِن يَدِ أحَد». ٥ فقالَ لهُم: «يَهْوَه شاهِدٌ ومَسِيحُهُ شاهِدٌ هذا اليَومَ أنَّكُم لم تَجِدوا تُهمَةً ضِدِّي». * فأجابوا: «إنَّهُ شاهِد».
٦ ثُمَّ قالَ صَمُوئِيل لِلشَّعب: «يَهْوَه، الَّذي استَخدَمَ مُوسَى وهَارُون وأخرَجَ آباءَكُم مِن أرضِ مِصْر، + هو شاهِد. ٧ والآنَ خُذوا أماكِنَكُم، لِأنِّي سأُحاكِمُكُم أمامَ يَهْوَه على أساسِ كُلِّ أعمالِ يَهْوَه الصَّالِحَة الَّتي عَمِلَها لكُم ولِآبائِكُم.
٨ «حينَ دَخَلَ يَعْقُوب إلى مِصْر + وصَرَخَ آباؤُكُم إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَهُم، + أرسَلَ يَهْوَه في الحالِ مُوسَى + وهَارُون لِيُخرِجا آباءَكُم مِن مِصْر ويُسكِناهُم في هذا المَكان. + ٩ لكنَّهُم نَسوا يَهْوَه إلهَهُم، فباعَهُم + إلى سِيسَرَا + قائِدِ جَيشِ حَاصُور، وإلى الفِلِسْطِيِّين، + وإلى مَلِكِ مُوآب. + فحارَبَ هؤُلاء آباءَكُم. ١٠ عِندَئِذٍ صَرَخوا إلى يَهْوَه لِيُساعِدَهُم + وقالوا: ‹أخطَأنا + لِأنَّنا تَرَكنا يَهْوَه وعَبَدنا * آلِهَةَ البَعْل + وتَماثيلَ عَشْتَرُوت. + والآن، خَلِّصْنا مِن يَدِ أعدائِنا كَي نَعبُدَك›. ١١ فأرسَلَ يَهْوَه يَرُبَّعْل + وبَدَان ويَفْتَاح + وصَمُوئِيل، + وخَلَّصَكُم مِن يَدِ أعدائِكُمُ الَّذينَ حَولَكُم كَي تَعيشوا بِأمان. + ١٢ ولمَّا رَأيتُم نَاحَاش + مَلِكَ العَمُّونِيِّينَ آتِيًا لِيُحارِبَكُم، أصَرَّيتُم وقُلتُم لي: ‹لا، بل نُريدُ مَلِكًا علَينا!›، + مع أنَّ يَهْوَه إلهَكُم هو مَلِكُكُم. + ١٣ حَسَنًا، ها هوَ المَلِكُ الَّذي اختَرتُموه، الَّذي طَلَبتُموه. أُنظُروا! يَهْوَه عَيَّنَ مَلِكًا علَيكُم. + ١٤ فإذا خِفتُم يَهْوَه + وعَبَدتُموهُ + وأطَعتُم كَلامَه، + ولم تَتَمَرَّدوا على أوامِرِ يَهْوَه، وتَبِعتُم يَهْوَه إلهَكُم أنتُم ومَلِكُكُمُ الَّذي يَحكُمُ علَيكُم، فهذا جَيِّد. ١٥ ولكنْ إذا لم تُطيعوا كَلامَ يَهْوَه وتَمَرَّدتُم على أوامِرِ يَهْوَه، فسَيَمُدُّ يَهْوَه يَدَهُ لِيُعاقِبَكُم أنتُم وآباءَكُم. + ١٦ والآنَ قِفوا وانظُروا هذا الأمرَ العَظيمَ الَّذي سيَفعَلُهُ يَهْوَه أمامَ عُيونِكُم. ١٧ ألَيسَ الآنَ وَقتُ حَصادِ القَمح؟ مع ذلِك، سأطلُبُ مِن يَهْوَه أن يُرسِلَ رَعدًا ومَطَرًا، فتَعرِفونَ وتَفهَمونَ أنَّكُم فَعَلتُم أمرًا شِرِّيرًا في نَظَرِ يَهْوَه حينَ طَلَبتُم مَلِكًا». +
١٨ ثُمَّ صَلَّى صَمُوئِيل إلى يَهْوَه، فأرسَلَ يَهْوَه رَعدًا ومَطَرًا في ذلِكَ اليَوم. فخافَ كُلُّ الشَّعبِ مِن يَهْوَه ومِن صَمُوئِيل خَوفًا شَديدًا. ١٩ وقالَ كُلُّ الشَّعبِ لِصَمُوئِيل: «صَلِّ إلى يَهْوَه إلهِكَ مِن أجْلِ خُدَّامِكَ + لِأنَّنا لا نُريدُ أن نَموت. فنَحنُ زِدنا شَرًّا على كُلِّ خَطايانا حينَ طَلَبنا مَلِكًا».
٢٠ فقالَ صَمُوئِيل لِلشَّعب: «لا تَخافوا. صَحيحٌ أنَّكُم عَمِلتُم كُلَّ هذا الشَّرّ، ولكنْ لا تَتَوَقَّفوا عنِ اتِّباعِ يَهْوَه، + بلِ اخدُموا يَهْوَه بِكُلِّ قَلبِكُم. + ٢١ لا تَترُكوهُ لِتَتبَعوا الأشياءَ الفارِغَة *+ الَّتي لا تَنفَعُ + ولا تُنقِذ، لِأنَّها فارِغَة. * ٢٢ فيَهْوَه، مِن أجْلِ اسْمِهِ العَظيم، + لن يَتَخَلَّى عن شَعبِه، + لِأنَّ يَهْوَه أرادَ أن يَجعَلَكُم شَعبَه. + ٢٣ أمَّا أنا فمُستَحيلٌ أن أُخطِئَ إلى يَهْوَه بِأن أتَوَقَّفَ عنِ الصَّلاةِ مِن أجْلِكُم، بل سأظَلُّ أُعَلِّمُكُمُ الطَّريقَ الصَّالِحَ والصَّحيح. ٢٤ فَقَط خافوا يَهْوَه + واخدُموهُ بِأمانَةٍ * بِكُلِّ قَلبِكُم، وأَبْقوا في بالِكُمُ الأُمورَ العَظيمَة الَّتي عَمِلَها لكُم. + ٢٥ ولكنْ إذا أصَرَّيتُم أن تَفعَلوا الشَّرّ، فسَتَهلَكونَ + أنتُم ومَلِكُكُم». +
١٣ وكانَ عُمرُ شَاوُل ... * سَنَةً عِندَما صارَ مَلِكًا، + وحَكَمَ سَنَتَيْنِ على إسْرَائِيل. ٢ واختارَ شَاوُل ٠٠٠,٣ رَجُلٍ مِن إسْرَائِيل: ٠٠٠,٢ مِنهُم كانوا مع شَاوُل في مِخْمَاش وفي مِنطَقَةِ بَيْت إيل الجَبَلِيَّة، و ٠٠٠,١ مع يُونَاثَان + في جِبْعَة + بِنْيَامِين. أمَّا الباقونَ فأرسَلَهُم كُلَّ واحِدٍ إلى خَيمَتِه. ٣ ثُمَّ هَزَمَ يُونَاثَان فِرقَةَ الجُنودِ الفِلِسْطِيِّينَ + المُتَمَركِزينَ في جَبْع، + وسَمِعَ الفِلِسْطِيُّونَ بِذلِك. فأمَرَ شَاوُل بِأن يُنفَخَ في البوقِ *+ في الأرضِ كُلِّها ويُقال: «إسمَعوا أيُّها العِبْرَانِيُّون!». ٤ فسَمِعَ كُلُّ إسْرَائِيل الخَبَر: «هَزَمَ شَاوُل فِرقَةَ الجُنودِ الفِلِسْطِيِّين، وصارَ إسْرَائِيل مَكروهًا عِندَ الفِلِسْطِيِّين». فاستُدْعِيَ الرِّجالُ لِيَنضَمُّوا إلى شَاوُل في الجِلْجَال. +
٥ وتَجَمَّعَ الفِلِسْطِيُّونَ أيضًا لِيُحارِبوا إسْرَائِيل. وكانَ معهُم ٠٠٠,٣٠ مَركَبَةٍ حَربِيَّة، و ٠٠٠,٦ فارِس، وجُنودٌ كَثيرونَ مِثلُ الرَّملِ الَّذي على شاطِئِ البَحر. + وصَعِدوا وعَسكَروا في مِخْمَاش شَرقَ بَيْت آوِن. + ٦ ووَجَدَ رِجالُ إسْرَائِيل أنفُسَهُم في وَضعٍ صَعبٍ لِأنَّهُم كانوا تَحتَ ضَغطٍ كَبير. لِذلِكَ اختَبَأوا في المَغاوِرِ + والشُّقوقِ والصُّخورِ والدَّهاليزِ والحُفَر. * ٧ حتَّى إنَّ بَعضَ العِبْرَانِيِّينَ عَبَروا نَهرَ الأُرْدُنّ إلى أرضِ جَاد وجِلْعَاد. + أمَّا شَاوُل فظَلَّ في الجِلْجَال، وكُلُّ الَّذينَ بَقوا معهُ كانوا يَرجُفونَ مِنَ الخَوف. ٨ وانتَظَرَ سَبعَةَ أيَّامٍ إلى الوَقتِ المُحَدَّدِ الَّذي عَيَّنَهُ صَمُوئِيل. لكنَّ صَمُوئِيل لم يَأتِ إلى الجِلْجَال، وبَدَأَ الرِّجالُ يَترُكونَ شَاوُل. ٩ فقالَ شَاوُل أخيرًا: «أَحضِروا إلَيَّ ذَبيحَةَ المُحرَقَةِ وذَبائِحَ المُشارَكَة». وقَدَّمَ ذَبيحَةَ المُحرَقَة. +
١٠ وحالَما انتَهى مِن تَقديمِ ذَبيحَةِ المُحرَقَة، وَصَلَ صَمُوئِيل. فخَرَجَ شَاوُل لِيُلاقِيَهُ ويُرَحِّبَ به. * ١١ فسَألَهُ صَمُوئِيل: «ما الَّذي فَعَلتَه؟». أجابَ شَاوُل: «رَأيتُ أنَّ الرِّجالَ بَدَأوا يَترُكونَني، + وأنتَ لم تَأتِ في الوَقتِ المُحَدَّد، والفِلِسْطِيُّونَ مُتَجَمِّعونَ في مِخْمَاش. + ١٢ فقُلتُ في نَفْسي: ‹الآنَ يَنزِلُ الفِلِسْطِيُّونَ لِيَهجُموا علَيَّ في الجِلْجَال، وأنا لم أطلُبْ رِضى * يَهْوَه›. لِذلِك وَجَدتُ نَفْسي مُضطَرًّا أن أُقَدِّمَ ذَبيحَةَ المُحرَقَة».
١٣ عِندَئِذٍ قالَ صَمُوئِيل لِشَاوُل: «أنتَ تَصَرَّفتَ بِغَباء! أنتَ لم تُطِعِ الوَصِيَّةَ الَّتي أعْطاها لكَ يَهْوَه إلهُك. + فلَو أطَعت، كانَ يَهْوَه ثَبَّتَ مَملَكَتَكَ على إسْرَائِيل إلى الأبَد. ١٤ أمَّا الآنَ فلن تَدومَ مَملَكَتُك. + وسَيَجِدُ يَهْوَه رَجُلًا مِثلَما يَتَمَنَّاهُ قَلبُه، + وسَيُعَيِّنُهُ يَهْوَه قائِدًا على شَعبِه، + لِأنَّكَ لم تُطِعْ ما أوْصاكَ بهِ يَهْوَه». +
١٥ ثُمَّ قامَ صَمُوئِيل وصَعِدَ مِنَ الجِلْجَال إلى جِبْعَة بِنْيَامِين. وعَدَّ شَاوُل الَّذينَ بَقوا معه، فكانوا ٦٠٠ رَجُلٍ تَقريبًا. + ١٦ وكانَ شَاوُل وابْنُهُ يُونَاثَان والرِّجالُ الَّذينَ معهُما ساكِنينَ في جَبْع + بِنْيَامِين، والفِلِسْطِيُّونَ مُعَسكِرينَ في مِخْمَاش. + ١٧ وكانَ المُهاجِمونَ يَخرُجونَ مِن مُعَسكَرِ الفِلِسْطِيِّينَ مُقَسَّمينَ إلى ثَلاثِ فِرَق. فِرقَةٌ مِنهُم كانَت تَأخُذُ طَريقَ عُفْرَة، إلى أرضِ شُوعَال، ١٨ وفِرقَةٌ أُخْرى تَأخُذُ طَريقَ بَيْت حُورُون، + والفِرقَةُ الثَّالِثَة تَأخُذُ الطَّريقَ المُؤَدِّي إلى الحُدودِ الَّتي تُشرِفُ على وادي صَبُوعِيم، نَحوَ الصَّحراء.
١٩ ولم يَكُنْ هُناك أحَدٌ يَشتَغِلُ بِالمعادِنِ في كُلِّ أرضِ إسْرَائِيل، لِأنَّ الفِلِسْطِيِّينَ قالوا: «لا يَجِبُ أن يَصنَعَ العِبْرَانِيُّونَ سُيوفًا أو رِماحًا». ٢٠ فكانَ على الإسْرَائِيلِيِّينَ أن يَنزِلوا إلى الفِلِسْطِيِّين، كَي يَسُنُّوا سِكَكَ الفِلاحَةِ أوِ المَعاوِلَ أوِ الفُؤوسَ أو مَناجِلَ الحَصادِ الَّتي عِندَهُم. ٢١ وكانَتِ الكُلفَةُ هي فِيمًا * واحِدًا مُقابِلَ سَنِّ سِكَكِ الفِلاحَةِ والمَعاوِلِ والفُؤوسِ والأدَواتِ الَّتي لها ثَلاثُ أسنان، وأيضًا مُقابِلَ تَصليحِ المَناخِس. * ٢٢ لِذلِك خِلالَ القِتال، لم يوجَدْ سَيفٌ أو رُمحٌ في يَدِ أيِّ واحِدٍ مِنَ الجُنودِ الَّذينَ مع شَاوُل ويُونَاثَان. + أمَّا شَاوُل وابْنُهُ يُونَاثَان فكانَ معهُما أسلِحَة.
٢٣ وكانَت فِرقَةٌ * مِنَ الجُنودِ الفِلِسْطِيِّينَ قد خَرَجَت إلى مَعبَرِ مِخْمَاش. +
١٤ وفي يَومٍ مِنَ الأيَّام، قالَ يُونَاثَان + بْنُ شَاوُل لِخادِمِهِ الَّذي يَحمِلُ أسلِحَتَه: «تَعالَ نَعبُرُ إلى قاعِدَةِ الفِلِسْطِيِّينَ العَسكَرِيَّة في الجِهَةِ الأُخْرى». لكنَّهُ لم يُخبِرْ أباه. ٢ وكانَ شَاوُل يُقيمُ في ضَواحي جِبْعَة + تَحتَ شَجَرَةِ الرُّمَّانِ في مِجْرُون، ومعهُ حَوالَيْ ٦٠٠ رَجُل. + ٣ (وكانَ الكاهِنُ أَخِيَّا يَلبَسُ الأَفُود. + وأَخِيَّا هوَ ابْنُ أَخِيطُوب، + أخي إيخَابُود + بْنِ فِينْحَاس + بْنِ عَالِي، + كاهِنِ يَهْوَه في شِيلُوه.) + ولم يَعرِفِ الجُنودُ أنَّ يُونَاثَان قد ذَهَب. ٤ وكَي يَصِلَ يُونَاثَان إلى قاعِدَةِ الفِلِسْطِيِّينَ العَسكَرِيَّة، كانَتِ المَمَرَّاتُ الَّتي حاوَلَ أن يَعبُرَها مُمتَدَّةً بَينَ صَخرَةٍ على شَكلِ سِنٍّ مِن جِهَةٍ وصَخرَةٍ على شَكلِ سِنٍّ مِنَ الجِهَةِ الأُخْرى؛ إسْمُ الواحِدَة «بُوصِيص» واسْمُ الأُخْرى «سِنَه». ٥ وكانَتِ الصَّخرَةُ الأُولى تَقِفُ مِثلَ عَمودٍ جِهَةَ الشَّمالِ مُقابِلَ مِخْمَاش، والثَّانِيَة تَقَعُ جِهَةَ الجَنوبِ مُقابِلَ جَبْع. +
٦ وقالَ يُونَاثَان لِحامِلِ سِلاحِه: «تَعالَ نَعبُرُ إلى القاعِدَةِ الَّتي يُعَسكِرُ فيها هؤُلاءِ الرِّجالُ غَيرُ المَختونين. + فرُبَّما يُساعِدُنا يَهْوَه، لِأنْ لا شَيءَ يُعيقُ يَهْوَه عن أن يُخَلِّصَنا، سَواءٌ استَخدَمَ كَثيرينَ أو قَليلين». + ٧ فأجابَهُ حامِلُ سِلاحِه: «إعمَلْ كُلَّ ما يَدفَعُكَ قَلبُكَ أن تَعمَلَه. إذهَبْ أينَما تُريد، وأنا سأتبَعُكَ إلى أيِّ مَكان». ٨ فقالَ يُونَاثَان: «سنَعبُرُ إلى مَكانِ هؤُلاءِ الرِّجالِ ونَدَعُهُم يَرَوْنَنا. ٩ فإذا قالوا لنا: ‹قِفا حتَّى نَأتِيَ إلَيكُما›، نَقِفُ في مَكانِنا ولا نَصعَدُ إلَيهِم. ١٠ ولكنْ إذا قالوا: ‹إصعَدا إلَينا›، نَصعَدُ وتَكونُ هذِهِ عَلامَةً لنا أنَّ يَهْوَه سيُسَلِّمُهُم إلى يَدِنا». +
١١ فكَشَفا عن وُجودِهِما لِقاعِدَةِ الفِلِسْطِيِّينَ العَسكَرِيَّة. فقالَ الفِلِسْطِيُّون: «أُنظُروا! العِبْرَانِيُّونَ يَخرُجونَ مِن ثُقوبِهِمِ الَّتي اختَبَأوا فيها!». + ١٢ ثُمَّ قالَ الرِّجالُ في القاعِدَةِ العَسكَرِيَّة لِيُونَاثَان وحامِلِ سِلاحِه: «إصعَدا إلَينا، وسَنُعَلِّمُكُما دَرسًا». + وفي الحال، قالَ يُونَاثَان لِحامِلِ سِلاحِه: «إتبَعْني لِأنَّ يَهْوَه سيُسَلِّمُهُم إلى يَدِ إسْرَائِيل». + ١٣ وصَعِدَ يُونَاثَان على يَدَيْهِ ورِجلَيْه، وحامِلُ سِلاحِهِ وَراءَه. وبَدَأ يُونَاثَان يُهاجِمُ الفِلِسْطِيِّينَ ويَقتُلُهُم، وحامِلُ سِلاحِهِ وَراءَهُ يَقتُلُ مَن بَقِيَ حَيًّا. ١٤ وفي الهُجومِ الأوَّلِ الَّذي قامَ بهِ يُونَاثَان وحامِلُ سِلاحِه، قَتَلا حَوالَيْ ٢٠ رَجُلًا ضِمنَ مَسافَةٍ قَصيرَة. *
١٥ ثُمَّ انتَشَرَ الرُّعبُ في المُعَسكَرِ وبَينَ كُلِّ الجُنودِ في القاعِدَةِ العَسكَرِيَّة؛ حتَّى فِرَقُ المُهاجِمينَ + ارتَعَبَت. وتَزَلزَلَتِ الأرض، وسَيطَرَ رُعبٌ مِنَ اللّٰه. ١٦ ورَأى حُرَّاسُ شَاوُل في جِبْعَة + بِنْيَامِين أنَّ الفَوْضى تَنتَشِرُ هُنا وهُناك في مُعَسكَرِ العَدُوّ. +
١٧ فقالَ شَاوُل لِلجُنودِ الَّذينَ معه: «عُدُّوا المَوْجودينَ لِنَعرِفَ مَن ذَهَبَ مِن عِندِنا». وعِندَما عَدُّوهُم، وَجَدوا أنَّ يُونَاثَان وحامِلَ سِلاحِهِ لَيسا هُناك. ١٨ فقالَ شَاوُل لِأَخِيَّا: + «أَحضِرْ صُندوقَ * اللّٰه». (فصُندوقُ اللّٰهِ كانَ في ذلِكَ الوَقتِ * معَ الإسْرَائِيلِيِّين.) ١٩ وبَينَما كانَ شَاوُل يَتَكَلَّمُ معَ الكاهِن، ازدادَتِ الفَوْضى في مُعَسكَرِ الفِلِسْطِيِّينَ أكثَرَ فأكثَر. فقالَ شَاوُل لِلكاهِن: «أوْقِفْ ما تَفعَلُه». * ٢٠ وتَجَمَّعَ شَاوُل وكُلُّ الجُنودِ الَّذينَ معهُ وذَهَبوا إلى المَعرَكَة. فوَجَدوا أنَّ الفِلِسْطِيِّينَ يُقاتِلونَ واحِدُهُمُ الآخَرَ بِالسَّيف، وكانَتِ البَلبَلَةُ عَظيمَةً جِدًّا. ٢١ كما أنَّ العِبْرَانِيِّينَ الَّذينَ كانوا قد وَقَفوا سابِقًا في صَفِّ الفِلِسْطِيِّينَ وصَعِدوا معهُم إلى المُعَسكَر، انضَمُّوا إلى إسْرَائِيل تَحتَ قِيادَةِ شَاوُل ويُونَاثَان. ٢٢ وسَمِعَ كُلُّ رِجالِ إسْرَائِيل الَّذينَ كانوا مُختَبِئينَ + في مِنطَقَةِ أَفْرَايِم الجَبَلِيَّة أنَّ الفِلِسْطِيِّينَ هَرَبوا. فانضَمُّوا هُم أيضًا إلى المَعرَكَةِ وطارَدوهُم. ٢٣ وخَلَّصَ يَهْوَه إسْرَائِيل في ذلِكَ اليَوم، + وامتَدَّتِ المَعرَكَةُ إلى بَيْت آوِن. +
٢٤ لكنَّ رِجالَ إسْرَائِيل كانوا مُتعَبينَ جِدًّا في ذلِكَ اليَوم، لِأنَّ شَاوُل كانَ قد حَلَّفَهُم قائِلًا: «مَلعونٌ الرَّجُلُ الَّذي يَأكُلُ طَعامًا * قَبلَ المَساءِ وقَبلَ أن أنتَقِمَ مِن أعدائي!». فلم يَأكُلْ أحَدٌ مِنهُم أيَّ طَعام. +
٢٥ وجاءَ كُلُّ الجُنودِ * إلى الغابَة، وكانَ يوجَدُ عَسَلٌ على الأرض. ٢٦ ولمَّا دَخَلَ الجُنودُ إلى الغابَة، رَأَوُا العَسَلَ يُنَقِّط. ولكنْ لم يَأكُلْ أحَدٌ مِنهُ لِأنَّهُم خافوا مِنَ الحَلْف. ٢٧ أمَّا يُونَاثَان فلم يَسمَعْ أباهُ يُحَلِّفُ الجُنود. + لِذلِك مَدَّ العَصا الَّتي بِيَدِهِ وغَمَّسَ طَرَفَها في قُرصِ الشَّهْد. ولمَّا أكَلَ مِنَ العَسَل، استَعادَ قُوَّتَه. * ٢٨ عِندَئِذٍ قالَ لهُ واحِدٌ مِنَ الجُنود: «أبوكَ حَلَّفَ الجُنودَ بِحَزمٍ قائِلًا: ‹مَلعونٌ الرَّجُلُ الَّذي يَأكُلُ طَعامًا اليَوم!›». + لِهذا السَّبَب، الجُنودُ مُرهَقون. ٢٩ فأجابَ يُونَاثَان: «أبي سَبَّبَ أذًى كَبيرًا لِلجَميع. * أُنظُروا كَيفَ استَعَدتُ قُوَّتي لِأنِّي ذُقتُ قَليلًا مِن هذا العَسَل. ٣٠ كانَ مِنَ الأفضَلِ لَو سُمِحَ لِلجُنودِ أن يَأكُلوا + اليَومَ مِن غَنيمَةِ الحَربِ الَّتي استَوْلَوْا علَيها مِن أعدائِهِم. فلَو حَصَلَ ذلِك، كُنَّا قَتَلنا عَدَدًا أكبَرَ مِنَ الفِلِسْطِيِّين».
٣١ في ذلِكَ اليَوم، هَزَمَ جَيشُ شَاوُل الفِلِسْطِيِّينَ مِن مِخْمَاش إلى أَيَّلُون، + وتَعِبَ الجُنودُ جِدًّا. ٣٢ وهَجَمَ الجُنودُ بِجَشَعٍ على غَنيمَةِ الحَرب، وأخَذوا غَنَمًا وبَقَرًا وعُجولًا وذَبَحوها على الأرض، وأكَلوا اللَّحمَ بِدَمِه. + ٣٣ فقيلَ لِشَاوُل: «الجُنودُ يُخطِئونَ إلى يَهْوَه ويَأكُلونَ اللَّحمَ بِدَمِه». + فقال: «هذِه خِيانَة! دَحرِجوا إلَيَّ فَوْرًا حَجَرًا كَبيرًا». ٣٤ ثُمَّ قالَ شَاوُل: «إنتَشِروا بَينَ الجُنودِ وقولوا لهُم: ‹يَجِبُ أن يُحضِرَ كُلُّ واحِدٍ ثَورَهُ وخَروفَه، ويَذبَحَهُما هُنا ثُمَّ يَأكُل. لا تُخطِئوا إلى يَهْوَه وتَأكُلوا اللَّحمَ بِدَمِه›». + فأحضَرَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم ثَورَهُ في تِلكَ اللَّيلَةِ وذَبَحَهُ هُناك. ٣٥ وبَنى شَاوُل مَذبَحًا لِيَهْوَه. + وكانَ هذا أوَّلَ مَذبَحٍ يَبْنيهِ لِيَهْوَه.
٣٦ ثُمَّ قالَ شَاوُل: «هَيَّا نَنزِلُ وَراءَ الفِلِسْطِيِّينَ في اللَّيلِ ونَنهَبُهُم حتَّى الصَّباح. لن نَترُكَ واحِدًا مِنهُم حَيًّا». فقالوا: «إفعَلْ ما تَراهُ مُناسِبًا». لكنَّ الكاهِنَ قال: «دَعونا نَسألُ اللّٰهَ هُنا». + ٣٧ فسَألَ شَاوُل اللّٰه: «هل أنزِلُ وَراءَ الفِلِسْطِيِّين؟ + هل ستُسَلِّمُهُم إلى يَدِ إسْرَائِيل؟». لكنَّ اللّٰهَ لم يُجاوِبْهُ في ذلِكَ اليَوم. ٣٨ فقالَ شَاوُل: «تَعالَوْا إلى هُنا يا كُلَّ قادَةِ الشَّعبِ لِنَعرِفَ أيُّ خَطِيَّةٍ ارتُكِبَتِ اليَوم. ٣٩ أحلِفُ بِيَهْوَه الإلهِ الحَيّ، الَّذي خَلَّصَ إسْرَائِيل، أنَّهُ حتَّى لَو كانَ ابْني يُونَاثَان هوَ المُذنِب، يَجِبُ أن يَموت». فلم يُجاوِبْهُ أحَد. ٤٠ عِندَئِذٍ قالَ لِكُلِّ إسْرَائِيل: «أنتُم تَقِفونَ في جِهَة، وأنا وابْني يُونَاثَان في جِهَة». فأجابوا شَاوُل: «إفعَلْ ما تَراهُ مُناسِبًا».
٤١ ثُمَّ قالَ شَاوُل لِيَهْوَه: «يا إلهَ إسْرَائِيل، جاوِبْنا مِن خِلالِ التُّمِّيم». + عِندَئِذٍ تَمَّ اختِيارُ يُونَاثَان وشَاوُل، وظَهَرَت بَراءَةُ الباقين. ٤٢ وقالَ شَاوُل: «أَلْقوا قُرعَةً + بَيني وبَينَ ابْني يُونَاثَان». فوَقَعَتِ القُرعَةُ على يُونَاثَان. ٤٣ فقالَ شَاوُل لِيُونَاثَان: «أَخبِرْني، ماذا فَعَلت؟». أجابَهُ يُونَاثَان: «ذُقتُ فَقَط قَليلًا مِنَ العَسَلِ بِطَرَفِ العَصا الَّتي بِيَدي. + إنِّي مُستَعِدٌّ أن أموت!».
٤٤ عِندَئِذٍ قالَ شَاوُل: «لِيُعاقِبْني اللّٰهُ عِقابًا شَديدًا إذا لم تَمُتْ يا يُونَاثَان». + ٤٥ لكنَّ الجُنودَ قالوا لِشَاوُل: «هل يَموتُ يُونَاثَان وهوَ الَّذي حَقَّقَ هذا الانتِصارَ * العَظيمَ + لِإسْرَائِيل؟ مُستَحيل! نَحلِفُ بِيَهْوَه الإلهِ الحَيِّ أنَّهُ لن تَسقُطَ شَعرَةٌ واحِدَة مِن رَأسِهِ على الأرض، لِأنَّهُ أنجَزَ هذا الأمرَ اليَومَ بِمُساعَدَةِ اللّٰه». + وهكَذا خَلَّصَ * الشَّعبُ يُونَاثَان، ولم يَمُت.
٤٦ وتَوَقَّفَ شَاوُل عن مُطارَدَةِ الفِلِسْطِيِّين، ورَجَعَ الفِلِسْطِيُّونَ إلى أرضِهِم.
٤٧ وثَبَّتَ شَاوُل سُلطَتَهُ على إسْرَائِيل وحارَبَ كُلَّ أعدائِهِ المُحيطينَ به: المُوآبِيِّين، + العَمُّونِيِّين، + الأَدُومِيِّين، + مُلوكَ صُوبَة، + والفِلِسْطِيِّين؛ + أينَما ذَهَبَ كانَ يَنتَصِرُ علَيهِم. ٤٨ وقاتَلَ بِشَجاعَةٍ وغَلَبَ العَمَالِيقِيِّينَ + وخَلَّصَ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِن يَدِ الَّذينَ نَهَبوهُم.
٤٩ وكانَ لَدى شَاوُل أبناءٌ هُم: يُونَاثَان ويِشْوِي ومَلْكِيشُوع. + وكانَ عِندَهُ بِنتان: إسْمُ الكَبيرَة مَيْرَب + واسْمُ الصَّغيرَة مِيكَال. + ٥٠ واسْمُ زَوجَةِ شَاوُل هو أَخِينُوعَم بِنتُ أَخِيمَعَص. واسْمُ قائِدِ جَيشِهِ أَبْنِير + بْنُ نِير، عَمّ شَاوُل. ٥١ وقَيْس + هو أبو شَاوُل، ونِير + أبو أَبْنِير هوَ ابْنُ أَبِيئِيل.
٥٢ وكانَتِ الحَربُ معَ الفِلِسْطِيِّينَ شَديدَةً كُلَّ أيَّامِ شَاوُل. + وكُلَّما رَأى شَاوُل رَجُلًا قَوِيًّا أو شُجاعًا، كانَ يَضُمُّهُ إلَيه. +
١٥ وقالَ صَمُوئِيل لِشَاوُل: «أنا الَّذي أرسَلَني يَهْوَه لِأُعَيِّنَكَ * مَلِكًا على شَعبِهِ إسْرَائِيل. + فاسمَعِ الآنَ ما يَقولُهُ يَهْوَه. + ٢ هذا ما يَقولُهُ يَهْوَه إلهُ الجُنود: ‹سأُحاسِبُ العَمَالِيقِيِّينَ لِأنَّهُم هَجَموا على الإسْرَائِيلِيِّينَ في الطَّريقِ خِلالَ خُروجِهِم مِن مِصْر. + ٣ فاذهَبْ وحارِبِ العَمَالِيقِيِّينَ + وخَصِّصْهُم لِلهَلاك، *+ هُم وكُلَّ ما لَدَيهِم. لا يَجِبُ أن تَعْفُوَ عنهُم؛ * أُقتُلِ + الرِّجالَ والنِّساء، الأوْلادَ والأطفال، البَقَرَ والغَنَم، الجِمالَ والحَمير›». + ٤ عِندَئِذٍ استَدْعى شَاوُل الجَيشَ وعَدَّهُم في طَلَايِم، فكانَ هُناك ٠٠٠,٢٠٠ جُندِيٍّ مِنَ المُشاةِ و ٠٠٠,١٠ رَجُلٍ مِن يَهُوذَا. +
٥ وتَقَدَّمَ شَاوُل ووَصَلَ إلى مَدينَةِ عَمَالِيق وعَمِلَ كَمينًا في الوادي. ٦ ثُمَّ قالَ شَاوُل لِلقِينِيِّين: + «إذهَبوا وارحَلوا مِن بَينِ العَمَالِيقِيِّينَ كَي لا أمْحُوَكُم معهُم. + فأنتُم أظهَرتُمُ الوَلاءَ * لِكُلِّ شَعبِ إسْرَائِيل + عِندَما خَرَجوا مِن مِصْر». فرَحَلَ القِينِيُّونَ مِن بَينِ العَمَالِيقِيِّين. ٧ بَعدَ ذلِك، هَزَمَ شَاوُل العَمَالِيقِيِّينَ + مِن حَوِيلَة + إلى شُور + الَّتي قُربَ مِصْر. ٨ وقَبَضَ على أَجَاج + مَلِكِ عَمَالِيق حَيًّا، أمَّا باقي الشَّعبِ فخَصَّصَهُم كُلَّهُم لِلهَلاكِ بِالسَّيف. + ٩ وعَفا شَاوُل ورِجالُهُ عن * أَجَاج وعن أفضَلِ الخِرافِ والبَقَرِ والحَيَواناتِ السَّمينَة وعن كُلِّ ما لهُ قيمَة، + لِأنَّهُم لم يُريدوا أن يُخَصِّصوهُم لِلهَلاك. أمَّا كُلُّ ما كانَ بِلا قيمَةٍ وغَيرَ مَرغوبٍ فيهِ فخَصَّصوهُ لِلهَلاك.
١٠ فكَلَّمَ يَهْوَه صَمُوئِيل قائِلًا: ١١ «أنا أشعُرُ بِالأسَفِ * لِأنِّي عَيَّنتُ شَاوُل مَلِكًا، لِأنَّهُ تَوَقَّفَ عنِ اتِّباعي ولم يُنَفِّذْ كَلامي». + فتَضايَقَ صَمُوئِيل جِدًّا، وظَلَّ كُلَّ اللَّيلِ يَصرُخُ إلى يَهْوَه. + ١٢ وحينَ قامَ صَمُوئِيل باكِرًا في الصَّباحِ لِلِقاءِ شَاوُل، قيلَ له: «ذَهَبَ شَاوُل إلى الكَرْمِل + وبَنى هُناك نَصبًا تَذكارِيًّا لِنَفْسِه، + وبَعدَ ذلِكَ استَدارَ ونَزَلَ إلى الجِلْجَال». ١٣ ولمَّا جاءَ صَمُوئِيل أخيرًا إلى شَاوُل، قالَ لهُ شَاوُل: «لِيُبارِكْكَ يَهْوَه. أنا نَفَّذتُ كَلامَ يَهْوَه». ١٤ لكنَّ صَمُوئِيل سَأل: «وما هذا الصَّوتُ الَّذي أسمَعُه؟ لِماذا صَوتُ الغَنَمِ والبَقَرِ في أُذُنَيَّ؟». + ١٥ أجابَ شَاوُل: «إنَّها مِن عِندِ العَمَالِيقِيِّين. فقد عَفا الرِّجالُ عن * أفضَلِ الغَنَمِ والبَقَرِ كَي يُقَدِّموها ذَبيحَةً لِيَهْوَه إلهِك. أمَّا الباقي فخَصَّصناهُ لِلهَلاك». ١٦ عِندَئِذٍ قالَ لهُ صَمُوئِيل: «كَفى! دَعْني أُخبِرُكَ ماذا قالَ لي يَهْوَه اللَّيلَةَ الماضِيَة». + فقالَ له: «أَخبِرْني».
١٧ فقالَ صَمُوئِيل: «ألَمْ تَعتَبِرْ نَفْسَكَ بِلا أهَمِّيَّةٍ + حينَ صِرتَ رَأسًا على أسباطِ إسْرَائِيل وحينَ عَيَّنَكَ يَهْوَه مَلِكًا على إسْرَائِيل؟ + ١٨ ولاحِقًا أرسَلَكَ يَهْوَه في مُهِمَّةٍ وقال: ‹إذهَبْ وخَصِّصِ العَمَالِيقِيِّينَ الخُطاةَ لِلهَلاك. + حارِبْهُم إلى أن تَقْضِيَ علَيهِم›. + ١٩ فلِماذا لم تُطِعْ كَلامَ يَهْوَه؟ لِماذا رَكَضتَ بِطَمَعٍ لِتَأخُذَ مِن أرباحِ الحَربِ + وفَعَلتَ ما هو سَيِّئٌ في نَظَرِ يَهْوَه؟».
٢٠ فقالَ شَاوُل لِصَمُوئِيل: «لكنِّي أطَعتُ كَلامَ يَهْوَه! ذَهَبتُ لِأقومَ بِالمُهِمَّةِ الَّتي أعْطاني إيَّاها يَهْوَه، وأحضَرتُ أَجَاج مَلِكَ عَمَالِيق، وخَصَّصتُ العَمَالِيقِيِّينَ لِلهَلاك. + ٢١ لكنَّ الرِّجالَ أخَذوا غَنَمًا وبَقَرًا مِن أرباحِ الحَرب، أفضَلَ ما كانَ مُخَصَّصًا لِلهَلاك، كَي يُقَدِّموا ذَبائِحَ لِيَهْوَه إلهِكَ في الجِلْجَال». +
٢٢ فقالَ صَمُوئِيل: «ماذا يُفَرِّحُ يَهْوَه أكثَر: ذَبائِحُ المُحرَقَةِ والتَّقدِماتُ + أم إطاعَةُ كَلامِ يَهْوَه؟ أكيدٌ أنَّ الطَّاعَةَ أفضَلُ مِنَ الذَّبيحَة، + والإصغاءَ أفضَلُ مِن شَحمِ + الخِراف. ٢٣ فالتَّمَرُّدُ + هو خَطِيَّةٌ مِثلُ رُؤيَةِ الغَيب، + وتَخَطِّي الحُدودِ هو مِثلُ السِّحرِ وعِبادَةِ الأصنام. * ولِأنَّكَ رَفَضتَ كَلامَ يَهْوَه، + رَفَضَكَ هو أيضًا أن تَكونَ مَلِكًا». +
٢٤ عِندَئِذٍ قالَ شَاوُل لِصَمُوئِيل: «أنا أخطَأتُ وتَخَطَّيتُ أمرَ يَهْوَه وكَلامَك. فقد خِفتُ مِنَ الشَّعبِ وسَمِعتُ لهُم. ٢٥ والآنَ أرْجو أن تَغفِرَ خَطِيَّتي وتَرجِعَ معي لِكَي أسجُدَ لِيَهْوَه». + ٢٦ لكنَّ صَمُوئِيل أجابَه: «لن أرجِعَ معكَ لِأنَّكَ رَفَضتَ كَلامَ يَهْوَه، ويَهْوَه رَفَضَكَ كمَلِكٍ على إسْرَائِيل». + ٢٧ وفيما كانَ صَمُوئِيل يَستَديرُ لِيَرحَل، أمسَكَ شَاوُل بِطَرَفِ عَباءَتِهِ فتَمَزَّقَت. ٢٨ فقالَ لهُ صَمُوئِيل: «اليَومَ مَزَّقَ يَهْوَه مُلْكَ إسْرَائِيل عنك، وسَيُعْطيهِ لِمَن هو أفضَلُ مِنك. + ٢٩ واللّٰه، الَّذي هو مَجدُ إسْرَائِيل، + لا يَكذِبُ + ولا يُغَيِّرُ رَأْيَه، * لِأنَّهُ لَيسَ إنسانًا حتَّى يُغَيِّرَ رَأْيَه». *+
٣٠ فقالَ شَاوُل: «أنا أخطَأت. ولكنْ أَكرِمْني مِن فَضلِكَ أمامَ شُيوخِ شَعبي وأمامَ إسْرَائِيل. إرجِعْ معي وسَأسجُدُ لِيَهْوَه إلهِك». + ٣١ فرَجَعَ صَمُوئِيل مع شَاوُل، وسَجَدَ شَاوُل لِيَهْوَه. ٣٢ وقالَ صَمُوئِيل: «أَحضِروا إلَيَّ أَجَاج مَلِكَ عَمَالِيق». فجاءَ إلَيهِ أَجَاج بِتَرَدُّد، * لِأنَّهُ حتَّى تِلكَ اللَّحظَةِ كانَ يَقولُ لِنَفْسِه: «أكيدٌ أنَّ خَطَرَ * المَوتِ زال». ٣٣ لكنَّ صَمُوئِيل قال: «مِثلَما أنَّ سَيفَكَ حَرَمَ النِّساءَ مِنَ الأوْلاد، كذلِك ستُترَكُ أُمُّكَ بِلا وَلَد». وقَطَّعَ صَمُوئِيل أَجَاج أمامَ يَهْوَه في الجِلْجَال. +
٣٤ ثُمَّ ذَهَبَ صَمُوئِيل إلى الرَّامَة، أمَّا شَاوُل فصَعِدَ إلى بَيتِهِ في جِبْعَة شَاوُل. ٣٥ وإلى أن ماتَ صَمُوئِيل، لم يَعُدْ يَرى شَاوُل لِأنَّ صَمُوئِيل حَزِنَ جِدًّا بِسَبَبِ شَاوُل. + وتَأسَّفَ * يَهْوَه أنَّهُ جَعَلَ شَاوُل مَلِكًا على إسْرَائِيل. +
١٦ وأخيرًا قالَ يَهْوَه لِصَمُوئِيل: «إلى متى ستَظَلُّ حَزينًا جِدًّا على شَاوُل؟ + ألَا تَرى أنِّي رَفَضتُهُ مَلِكًا على إسْرَائِيل؟ + إملَأْ وِعاءَكَ * بِالزَّيتِ + واذهَب. فأنا سأُرسِلُكَ إلى يَسَّى + الَّذي مِن بَيْت لَحْم، لِأنِّي اختَرتُ واحِدًا مِن أبنائِهِ لِيَكونَ مَلِكًا لي». + ٢ لكنَّ صَمُوئِيل قال: «كَيفَ أذهَب؟! إذا سَمِعَ شَاوُل بِذلِك يَقتُلُني». + أجابَ يَهْوَه: «خُذْ معكَ عِجلَةً مِنَ القَطيعِ وقُل: ‹جِئتُ لِأُقَدِّمَ ذَبيحَةً لِيَهْوَه›. ٣ وادْعُ يَسَّى إلى الذَّبيحَة. بَعدَ ذلِك أُخبِرُكَ ماذا تَفعَل. يَجِبُ أن تُعَيِّنَ لي مَن أقولُ لكَ عنه». +
٤ ففَعَلَ صَمُوئِيل مِثلَما قالَ يَهْوَه. ولمَّا وَصَلَ إلى بَيْت لَحْم + ورَآهُ شُيوخُ المَدينَة، ارتَعَبوا وقالوا: «هل مَجيئُكَ لِلخَير؟». ٥ أجاب: «لِلخَير. جِئتُ لِأُقَدِّمَ ذَبيحَةً لِيَهْوَه. طَهِّروا * أنفُسَكُم مِن أجْلِ الذَّبيحَةِ وتَعالَوْا معي». ثُمَّ طَهَّرَ صَمُوئِيل يَسَّى وأبناءَه، ودَعاهُم بَعدَ ذلِك إلى الذَّبيحَة. ٦ ولمَّا وَصَلوا ونَظَرَ صَمُوئِيل إلى أَلِيآب، + قال: «لا شَكَّ أنَّ هذا الواقِفَ أمامَ يَهْوَه هو مَسِيحُه». * ٧ لكنَّ يَهْوَه قالَ لِصَمُوئِيل: «لا تَنظُرْ إلى شَكلِهِ وطولِهِ + لِأنِّي رَفَضتُه. فاللّٰهُ لا يَرى مِثلَما يَرى الإنسان؛ الإنسانُ يَرى ما هو ظاهِرٌ لِلعَيْنَيْن، أمَّا يَهْوَه فيَرى القَلب». + ٨ ثُمَّ استَدْعى يَسَّى ابْنَهُ أَبِينَادَاب + وأحضَرَهُ أمامَ صَمُوئِيل، لكنَّ صَمُوئِيل قال: «ولا هذا اختارَهُ يَهْوَه». ٩ ثُمَّ قَدَّمَ يَسَّى ابْنَهُ شَمَّة، + لكنَّ صَمُوئِيل قال: «ولا هذا اختارَهُ يَهْوَه». ١٠ وهكَذا، قَدَّمَ يَسَّى سَبعَةً مِن أبنائِهِ لِصَمُوئِيل، لكنَّ صَمُوئِيل قالَ له: «لم يَختَرْ يَهْوَه ولا واحِدًا مِن هؤُلاء».
١١ وأخيرًا سَألَ صَمُوئِيل يَسَّى: «هل هؤُلاء هُم كُلُّ أبنائِك؟». أجاب: «بَقِيَ الصَّغيرُ بَعد. + إنَّهُ يَرْعى الغَنَم». + فقالَ لهُ صَمُوئِيل: «أَرسِلْ أحَدًا واستَدْعِه، لِأنَّنا لن نَجلِسَ لِنَأكُلَ قَبلَ أن يَأتِيَ إلى هُنا». ١٢ فأرسَلَ مَن يَستَدْعيهِ وأحضَرَه. وكانَت بَشَرَتُهُ مُتَوَرِّدَة، * وكانَ وَسيمًا وعَيْناهُ جَميلَتَيْن. + فقالَ يَهْوَه: «هذا هو. قُمْ عَيِّنْه». *+ ١٣ فأخَذَ صَمُوئِيل وِعاءَ الزَّيتِ + وعَيَّنَهُ بِحُضورِ إخوَتِه. ومُنذُ ذلِكَ اليَوم، بَدَأ روحُ يَهْوَه يُعْطي القُدرَةَ لِدَاوُد. + ثُمَّ قامَ صَمُوئِيل وذَهَبَ إلى الرَّامَة. +
١٤ وكانَ روحُ يَهْوَه قد تَرَكَ شَاوُل، + وبَدَأ يُرعِبُهُ روحٌ رَديءٌ مِن يَهْوَه. + ١٥ فقالَ خُدَّامُ شَاوُل له: «أنتَ تَرى أنَّ روحًا رَديئًا مِنَ اللّٰهِ يُرعِبُك. ١٦ فلْيَأمُرْنا سَيِّدُنا، نَحنُ خُدَّامَكَ الَّذينَ أمامَك، أن نُفَتِّشَ عن رَجُلٍ ماهِرٍ في العَزفِ على القيثارَة. + وهكَذا كُلَّما أتى علَيكَ روحٌ رَديءٌ مِنَ اللّٰه، يَعزِفُ هو على القيثارَةِ فتَرتاح». ١٧ فقالَ شَاوُل لِخُدَّامِه: «فَتِّشوا لي عن رَجُلٍ يَعزِفُ جَيِّدًا وأَحضِروهُ إلَيَّ».
١٨ فأجابَ واحِدٌ مِنَ الخُدَّام: «أنا رَأيتُ ابْنًا لِيَسَّى الَّذي مِن بَيْت لَحْم يَعزِفُ بِمَهارَة. إنَّهُ مُحارِبٌ شُجاعٌ وقَوِيّ. + وهو مُتَكَلِّمٌ جَيِّد، ووَسيم، + ويَهْوَه معه». + ١٩ فأرسَلَ شَاوُل رُسُلًا إلى يَسَّى وقال: «أَرسِلْ إلَيَّ ابْنَكَ دَاوُد الَّذي يَرْعى الغَنَم». + ٢٠ فجَلَبَ يَسَّى حِمارًا، وحَمَّلَ علَيهِ خُبزًا ونَبيذًا * وواحِدًا مِن صِغارِ الماعِز، وأرسَلَهُ إلى شَاوُل معَ ابْنِهِ دَاوُد. ٢١ وهكَذا أتى دَاوُد إلى شَاوُل وبَدَأ يَخدُمُه. + وصارَ شَاوُل يُحِبُّهُ كَثيرًا، وجَعَلَهُ حامِلَ سِلاحِه. ٢٢ وأرسَلَ شَاوُل رِسالَةً إلى يَسَّى قائِلًا: «دَعْ دَاوُد يَبْقى في خِدمَتي لِأنِّي مَسرورٌ مِنه». ٢٣ وكُلَّما أتى روحٌ رَديءٌ مِنَ اللّٰهِ على شَاوُل، كانَ دَاوُد يَأخُذُ القيثارَةَ ويَعزِفُ علَيها. فيَرتاحُ شَاوُل وتَتَحَسَّنُ حالَتُهُ ويَترُكُهُ الرُّوحُ الرَّديء. +
١٧ وجَمَعَ الفِلِسْطِيُّونَ + جُيوشَهُم لِلحَرب. واجتَمَعوا في سُوكُوه + التَّابِعَة لِيَهُوذَا، وعَسكَروا بَينَ سُوكُوه وعَزِيقَة، + في أَفَس دَمِّيم. + ٢ واجتَمَعَ شَاوُل ورِجالُ إسْرَائِيل وعَسكَروا في وادي إيلَة، *+ واصطَفُّوا لِمُحارَبَةِ الفِلِسْطِيِّين. ٣ وكانَ الفِلِسْطِيُّونَ على جَبَل، والإسْرَائِيلِيُّونَ على جَبَلٍ آخَرَ مُقابِلَهُم، والوادي بَينَهُم.
٤ وخَرَجَ مِن جُيوشِ الفِلِسْطِيِّينَ مُحارِبٌ جَبَّارٌ * اسْمُهُ جُلْيَات. + وهو مِن مَدينَةِ جَتّ، + وطولُهُ سِتُّ أذرُعٍ وشِبر. * ٥ وكانَ يَضَعُ على رَأسِهِ خوذَةً مِن نُحاس، ويَلبَسُ دِرعًا على شَكلِ حَراشِفِ سَمَكَة. وكانَ وَزنُ نُحاسِ الدِّرعِ + ٠٠٠,٥ شاقِل. * ٦ وعلى ساقَيْهِ مِنَ الأمامِ دِرعانِ نُحاسِيَّانِ لِلحِمايَة، وعلى ظَهرِهِ حَربَةٌ *+ مِن نُحاس. ٧ وعَصا رُمحِهِ كَبيرَة مِثلُ خَشَبَةِ النَّولِ الَّتي يَستَعمِلُها الحائِك، + ورَأسُ الرُّمحِ مِن حَديدٍ وَزنُهُ ٦٠٠ شاقِل. * وكانَ الَّذي يَحمِلُ تُرسَهُ يَمْشي أمامَه. ٨ فتَوَقَّفَ ونادى جُنودَ إسْرَائِيل المُصطَفِّينَ لِلحَربِ + وقالَ لهُم: «لِماذا أنتُم مُصطَفُّونَ لِلحَرب؟ ألَستُ أنا الفِلِسْطِيَّ وأنتُم خُدَّامَ شَاوُل؟ فاختاروا رَجُلًا مِن بَينِكُم ولْيَأتِ لِيُحارِبَني. ٩ فإذا قَدِرَ أن يُحارِبَني ويَقتُلَني، نَصيرُ خُدَّامًا لكُم. ولكنْ إذا أنا غَلَبتُهُ وقَتَلتُه، تَصيرونَ أنتُم خُدَّامًا لنا وتَخدُمونَنا». ١٠ ثُمَّ قالَ الفِلِسْطِيّ: «أنا اليَومَ أتَحَدَّى * جَيشَ إسْرَائِيل. + هَيَّا، أَرسِلوا لي رَجُلًا لِنَتَحارَب!».
١١ وعِندَما سَمِعَ شَاوُل وكُلُّ إسْرَائِيل كَلِماتِ الفِلِسْطِيِّ هذِه، ارتَعَبوا وخافوا جِدًّا.
١٢ وكانَ دَاوُد هوَ ابْنَ الرَّجُلِ الأَفْرَاتِيِّ + الَّذي مِن بَيْت لَحْم + في يَهُوذَا، الَّذي اسْمُهُ يَسَّى + ولَدَيهِ ثَمانِيَةُ أبناء. + وكانَ يَسَّى كَبيرًا في العُمرِ في أيَّامِ شَاوُل. ١٣ وأبناءُ يَسَّى الثَّلاثَة الكِبارُ كانوا قد تَبِعوا شَاوُل إلى الحَرب. + وهذِه هي أسماءُ أبنائِهِ الثَّلاثَة الَّذينَ ذَهَبوا إلى الحَرب: أَلِيآب + وهوَ الابْنُ البِكر، أَبِينَادَاب + ابْنُهُ الثَّاني، وشَمَّة + ابْنُهُ الثَّالِث. ١٤ وكانَ دَاوُد هوَ الأصغَر، + والثَّلاثَة الكِبارُ تَبِعوا شَاوُل.
١٥ وكانَ دَاوُد، خِلالَ خِدمَتِهِ عِندَ شَاوُل، يَروحُ ويَجيءُ لِيَرْعى غَنَمَ + أبيهِ في بَيْت لَحْم. ١٦ وظَلَّ الفِلِسْطِيُّ يَتَقَدَّمُ ويَقِفُ أمامَ إسْرَائِيل كُلَّ صَباحٍ وكُلَّ مَساءٍ مُدَّةَ ٤٠ يَومًا.
١٧ ثُمَّ قالَ يَسَّى لِابْنِهِ دَاوُد: «خُذْ هذا الكيسَ * مِنَ الحُبوبِ المَشْوِيَّة وهذِهِ الأرغِفَةَ العَشَرَة مِنَ الخُبز، وأوْصِلْها بِسُرعَةٍ إلى إخوَتِكَ في المُعَسكَر. ١٨ وخُذْ لِقائِدِ الفِرقَةِ * قِطَعَ الجُبنِ * العَشْرَ هذِه، واطمَئِنَّ على أحوالِ إخوَتِك، وأَحضِرْ مِنهُم دَليلًا يُثبِتُ أنَّهُم بِخَير». ١٩ فهُم كانوا مع شَاوُل وكُلِّ رِجالِ إسْرَائِيل في وادي إيلَة + لِمُحارَبَةِ الفِلِسْطِيِّين. +
٢٠ فقامَ دَاوُد في الصَّباحِ الباكِرِ وأمَّنَ شَخصًا على الغَنَم، ثُمَّ ضَبَّ الأغراضَ وذَهَبَ مِثلَما أمَرَهُ يَسَّى. ولمَّا وَصَلَ إلى المُعَسكَر، كانَ الجَيشُ يَخرُجُ إلى ساحَةِ المَعرَكَةِ وهو يَصرُخُ صَرخَةَ حَرب. ٢١ واصطَفَّ إسْرَائِيل والفِلِسْطِيُّونَ لِلقِتالِ بَعضُهُم مُقابِلَ بَعض. ٢٢ فتَرَكَ دَاوُد فَوْرًا الأمتِعَةَ الَّتي معهُ عِندَ حارِسِ الأمتِعَةِ ورَكَضَ إلى ساحَةِ المَعرَكَة. ولمَّا وَصَل، سَألَ إخوَتَهُ عن أحوالِهِم. +
٢٣ وفيما هو يُكَلِّمُهُم، تَقَدَّمَ المُحارِبُ الجَبَّارُ الَّذي اسْمُهُ جُلْيَات، + الفِلِسْطِيُّ الَّذي مِن جَتّ، وخَرَجَ مِن بَينِ الجُنودِ الفِلِسْطِيِّينَ المُصطَفِّين، وكَرَّرَ نَفْسَ الكَلامِ الَّذي كانَ يَقولُهُ مِن قَبل. + فسَمِعَهُ دَاوُد. ٢٤ ولمَّا رَأى كُلُّ رِجالِ إسْرَائِيل جُلْيَات، هَرَبوا مِنهُ مَرعوبين. + ٢٥ وكانَ رِجالُ إسْرَائِيل يَقولون: «هل تَرَوْنَ هذا الرَّجُل؟ إنَّهُ يَأتي لِيَتَحَدَّى * إسْرَائِيل. + مَن يَقتُلُهُ سيُعْطيهِ المَلِكُ ثَروَةً كَبيرَة، ويُزَوِّجُهُ ابْنَتَه، + ويُعْفي بَيتَ أبيهِ مِن كُلِّ الالتِزاماتِ في إسْرَائِيل».
٢٦ فقالَ دَاوُد لِلرِّجالِ الواقِفينَ قُربَه: «ما هي مُكافَأَةُ الرَّجُلِ الَّذي يَقتُلُ ذلِكَ الفِلِسْطِيَّ ويُزيلُ العارَ عن إسْرَائِيل؟ لِأنَّهُ مَن هو هذا الفِلِسْطِيُّ غَيرُ المَختونِ حتَّى يَتَحَدَّى * جَيشَ اللّٰهِ الحَيّ؟!». + ٢٧ فكَرَّرَ لهُ الرِّجالُ ما قيلَ مِن قَبل وأضافوا: «هذِه هي مُكافَأَةُ الرَّجُلِ الَّذي يَقتُلُه». ٢٨ ولمَّا سَمِعَهُ أخوهُ الأكبَرُ أَلِيآب + يَتَكَلَّمُ معَ الرِّجال، غَضِبَ مِنهُ وقال: «لِماذا جِئتَ إلى هُنا؟ ومع مَن تَرَكتَ تِلكَ الخِرافَ القَليلَة في البَرِّيَّة؟ + أنا أعرِفُك، أنتَ شَخصٌ تَتَخَطَّى حُدودَكَ ونَوايا قَلبِكَ سَيِّئَة. أنتَ لم تَنزِلْ إلَّا لِتَتَفَرَّجَ على المَعرَكَة». ٢٩ فأجابَ دَاوُد: «ماذا فَعَلتُ الآن؟ كُنتُ أسألُ سُؤالًا فَقَط!». ٣٠ واستَدارَ نَحوَ أشخاصٍ آخَرينَ وسَألَ نَفْسَ السُّؤال، + فأجابوهُ نَفْسَ الجَواب. +
٣١ وسَمِعَ البَعضُ ما قالَهُ دَاوُد وأوْصَلوهُ إلى شَاوُل، فاستَدْعاهُ شَاوُل. ٣٢ وقالَ دَاوُد لِشَاوُل: «لا يَجِبُ أن يَخافَ * أحَدٌ بِسَبَبِ هذا الفِلِسْطِيّ. خادِمُكَ سيَذهَبُ ويُحارِبُه». + ٣٣ لكنَّ شَاوُل قالَ لِدَاوُد: «أنتَ لا تَقدِرُ أن تَذهَبَ وتُحارِبَ هذا الفِلِسْطِيّ؛ أنتَ مُجَرَّدُ صَبِيّ، + أمَّا هو فرَجُلُ حَربٍ مُنذُ شَبابِه». ٣٤ عِندَئِذٍ قالَ دَاوُد لِشَاوُل: «أنا يا سَيِّدي راعٍ لِقَطيعِ أبي. مَرَّةً، أتى أسَدٌ + وأخَذَ خَروفًا مِنَ القَطيع. ومَرَّةً أُخْرى، أتى دُبٌّ وفَعَلَ نَفْسَ الشَّيء. ٣٥ فطارَدتُ كُلَّ واحِدٍ مِنهُما وهَجَمتُ علَيهِ وأنقَذتُ الخَروفَ مِن فَمِه. ولمَّا هَجَمَ علَيَّ، أمسَكتُهُ بِذَقنِهِ وضَرَبتُهُ وقَتَلتُه. ٣٦ خادِمُكَ قَتَلَ الأسَدَ والدُّبّ. وهذا الفِلِسْطِيُّ غَيرُ المَختونِ ستَكونُ نِهايَتُهُ مِثلَهُما لِأنَّهُ تَحَدَّى * جَيشَ اللّٰهِ الحَيّ». + ٣٧ ثُمَّ أضافَ دَاوُد: «يَهْوَه الَّذي أنقَذَني مِن مَخالِبِ الأسَدِ والدُّبِّ هو سيُنقِذُني مِن يَدِ هذا الفِلِسْطِيّ». + عِندَئِذٍ قالَ شَاوُل لِدَاوُد: «إذهَبْ ولْيَكُنْ يَهْوَه معك».
٣٨ وأخَذَ شَاوُل ثِيابَهُ الحَربِيَّة وألبَسَها لِدَاوُد، ووَضَعَ على رَأسِهِ خوذَةً مِن نُحاس، ثُمَّ ألبَسَهُ دِرعًا. ٣٩ وعَلَّقَ دَاوُد سَيفَهُ فَوقَ ثِيابِهِ وحاوَلَ أن يَمْشي، لكنَّهُ لم يَقدِرْ لِأنَّهُ لم يَكُنْ مُتَعَوِّدًا على كُلِّ ذلِك. فقالَ لِشَاوُل: «لا أقدِرُ أن أمْشِيَ بِهذِهِ الأشياء؛ أنا لَستُ مُتَعَوِّدًا علَيها». وخَلَعَها دَاوُد. ٤٠ ثُمَّ أخَذَ عَصاهُ بِيَدِه، واختارَ خَمسَةَ حِجارَةٍ مَلساءَ مِنَ الوادي ووَضَعَها في جَيبَةِ كيسِه، الكيسِ الَّذي يَحمِلُهُ الرَّاعي. وحَمَلَ مِقلاعَهُ + بِيَدِهِ وبَدَأ يَقتَرِبُ مِنَ الفِلِسْطِيّ.
٤١ فاقتَرَبَ الفِلِسْطِيُّ أكثَرَ فأكثَرَ مِن دَاوُد، والرَّجُلُ الحامِلُ تُرسَهُ يَمْشي أمامَه. ٤٢ ولمَّا رَأى الفِلِسْطِيُّ دَاوُد، نَظَرَ إلَيهِ بِاستِهزاءٍ واحتِقارٍ لِأنَّهُ كانَ مُجَرَّدَ صَبِيٍّ وَسيمٍ بَشَرَتُهُ مُتَوَرِّدَة. *+ ٤٣ فقالَ الفِلِسْطِيُّ لِدَاوُد: «هل أنا كَلبٌ + حتَّى تَأتِيَ علَيَّ بِالعَصا؟». ثُمَّ دَعا الفِلِسْطِيُّ إلى آلِهَتِهِ أن يَلعَنوا دَاوُد. ٤٤ وقالَ لهُ الفِلِسْطِيّ: «تَعالَ إليَّ كَي أُعْطِيَ لَحمَكَ لِطُيورِ السَّماءِ ووُحوشِ الحَقل».
٤٥ فأجابَ دَاوُد الفِلِسْطِيّ: «أنتَ آتٍ لِتُحارِبَني بِالسَّيفِ والرُّمحِ والحَربَة، *+ وأنا آتٍ لِأُحارِبَكَ بِاسْمِ يَهْوَه إلهِ الجُنود، + إلهِ جَيشِ إسْرَائِيل، الَّذي تَحَدَّيتَه. *+ ٤٦ في هذا اليَومِ سيُسَلِّمُكَ يَهْوَه إلى يَدي، + فأقتُلُكَ وأقطَعُ رَأسَك. في هذا اليَومِ سأُعْطي جُثَثَ جَيشِ الفِلِسْطِيِّينَ لِطُيورِ السَّماءِ ووُحوشِ الأرض. عِندَئِذٍ سيَعرِفُ العالَمُ كُلُّهُ أنَّهُ يوجَدُ إلهٌ في إسْرَائِيل. + ٤٧ وسَيَعرِفُ كُلُّ المُجتَمِعينَ هُنا * أنَّ يَهْوَه لا يَحتاجُ إلى سُيوفٍ ورِماحٍ لِيُخَلِّصَنا. + فالحَربُ هي لِيَهْوَه، + وهو سيُسَلِّمُكُم إلى يَدِنا». +
٤٨ واقتَرَبَ الفِلِسْطِيُّ أكثَرَ فأكثَرَ لِيُواجِهَ دَاوُد. فرَكَضَ دَاوُد بِسُرعَةٍ نَحوَ جَيشِ العَدُوِّ لِيُواجِهَ الفِلِسْطِيّ. ٤٩ ثُمَّ مَدَّ دَاوُد يَدَهُ إلى كيسِهِ وأخَذَ حَجَرًا مِنهُ ورَماهُ بِالمِقلاع. فأصابَ الفِلِسْطِيَّ في جَبينِهِ وانغَرَزَ الحَجَرُ فيه، فسَقَطَ ووَجهُهُ إلى الأرض. + ٥٠ وهكَذا انتَصَرَ دَاوُد على الفِلِسْطِيِّ بِمِقلاعٍ وحَجَر؛ هَزَمَ الفِلِسْطِيَّ وقَتَلَهُ مِن دونِ أن يَكونَ في يَدِهِ سَيف. + ٥١ ورَكَضَ دَاوُد ووَقَفَ بِجانِبِ الفِلِسْطِيّ. ثُمَّ أمسَكَ سَيفَ الفِلِسْطِيِّ + وسَحَبَهُ مِن مَكانِهِ وقَطَعَ بهِ رَأسَهُ لِيَتَأكَّدَ أنَّهُ مات. ولمَّا رَأى الفِلِسْطِيُّونَ أنَّ مُحارِبَهُمُ الجَبَّارَ ماتَ هَرَبوا. +
٥٢ عِندَئِذٍ هَتَفَ رِجالُ إسْرَائِيل ويَهُوذَا بِصَوتٍ عالٍ وطارَدوا الفِلِسْطِيِّينَ كُلَّ الطَّريقِ مِنَ الوادي + إلى بَوَّاباتِ عَقْرُون. + وانتَشَرَت جُثَثُ الفِلِسْطِيِّينَ على طولِ طَريقِ شَعَرَايِم + وُصولًا إلى جَتّ وعَقْرُون. ٥٣ وبَعدَما طارَدَ الإسْرَائِيلِيُّونَ الفِلِسْطِيِّينَ مُطارَدَةً حامِيَة، رَجَعوا ونَهَبوا مُعَسكَراتِهِم.
٥٤ ثُمَّ أخَذَ دَاوُد رَأسَ الفِلِسْطِيِّ وأحضَرَهُ إلى أُورُشَلِيم، لكنَّهُ وَضَعَ أسلِحَةَ الفِلِسْطِيِّ في خَيمَتِه. +
٥٥ ولمَّا رَأى شَاوُل دَاوُد يَخرُجُ لِيُواجِهَ الفِلِسْطِيّ، قالَ لِأَبْنِير + قائِدِ الجَيش: «إبْنُ مَن هذا الصَّبِيُّ + يا أَبْنِير؟». أجابَ أَبْنِير: «أحلِفُ بِحَياتِكَ * أيُّها المَلِكُ أنِّي لا أعرِف». ٥٦ فقالَ المَلِك: «إسألْ لي ابْنُ مَن هذا الشَّابّ». ٥٧ لِذلِك لمَّا رَجَعَ دَاوُد بَعدَ أن قَتَلَ الفِلِسْطِيّ، أخَذَهُ أَبْنِير وأحضَرَهُ أمامَ شَاوُل، وكانَ رَأسُ الفِلِسْطِيِّ + في يَدِه. ٥٨ فقالَ لهُ شَاوُل: «إبْنُ مَن أنتَ يا صَبِيّ؟». أجابَهُ دَاوُد: «إبْنُ خادِمِكَ يَسَّى + الَّذي مِن بَيْت لَحْم». +
١٨ ولمَّا انتَهى دَاوُد مِنَ الكَلامِ مع شَاوُل، صارَت تَربُطُ بَينَ يُونَاثَان + ودَاوُد صَداقَةٌ لَصيقَة، * وأحَبَّهُ يُونَاثَان كنَفْسِه. + ٢ ومِن ذلِكَ اليَوم، أبْقى شَاوُل دَاوُد معهُ ولم يَدَعْهُ يَرجِعُ إلى بَيتِ أبيه. + ٣ وعَمِلَ يُونَاثَان ودَاوُد مُعاهَدَة، + لِأنَّ يُونَاثَان أحَبَّهُ كنَفْسِه. + ٤ وخَلَعَ يُونَاثَان العَباءَةَ الَّتي يَلبَسُها وأعْطاها لِدَاوُد. وأعْطاهُ أيضًا ثِيابَهُ الحَربِيَّة وسَيفَهُ وقَوْسَهُ وحِزامَه. ٥ وبَدَأ دَاوُد يَذهَبُ لِلحَرب. وكانَ يَنجَحُ *+ أينَما أرسَلَهُ شَاوُل. فجَعَلَهُ شَاوُل مَسؤولًا في الجَيش، + وأعجَبَ ذلِك كُلَّ الشَّعبِ وخُدَّامَ شَاوُل.
٦ وعِندَما كانَ دَاوُد والجُنودُ الآخَرونَ يَرجِعونَ مِنِ انتِصارِهِم على الفِلِسْطِيِّين، كانَتِ النِّساءُ يَخرُجْنَ مِن كُلِّ مُدُنِ إسْرَائِيل لِاستِقبالِ المَلِكِ شَاوُل بِالغِناءِ + والرَّقصِ والفَرَح، بِالدَّفِّ + والعود. ٧ وكانَتِ النِّساءُ يَحتَفِلْنَ ويُغَنِّينَ:
«قَتَلَ شَاوُل الأُلوف،
ودَاوُد عَشَراتِ الأُلوف». +
٨ فأغضَبَ ذلِك شَاوُل كَثيرًا، + وأزعَجَتهُ هذِهِ الأُغنِيَة. فقد قال: «أعْطَيْنَ الفَضلَ لِدَاوُد في قَتلِ عَشَراتِ الأُلوف، وأنا الأُلوفِ فَقَط. لا يَنقُصُهُ إلَّا أن يَأخُذَ المُلْك!». + ٩ ومِن ذلِكَ اليَومِ فصاعِدًا، أبْقى شَاوُل عَيْنَهُ على دَاوُد لِأنَّهُ صارَ يَشُكُّ فيه.
١٠ وفي اليَومِ التَّالي، سَيطَرَ على شَاوُل روحٌ رَديءٌ مِنَ اللّٰهِ + وبَدَأ يَتَصَرَّفُ بِطَريقَةٍ غَريبَة * داخِلَ البَيت. حَصَلَ ذلِك فيما كانَ دَاوُد كعادَتِهِ يَعزِفُ الموسيقى على القيثارَة. + وكانَ شَاوُل يَحمِلُ رُمحًا في يَدِه. + ١١ فرَمى علَيهِ الرُّمحَ + قائِلًا في نَفْسِه: «سأُلصِقُ دَاوُد بِالحائِط». لكنَّ دَاوُد هَرَبَ مِنهُ مَرَّتَيْن. ١٢ وخافَ شَاوُل مِن دَاوُد لِأنَّ يَهْوَه كانَ مع دَاوُد + وقد تَرَكَ شَاوُل. + ١٣ لِذلِك أبعَدَهُ شَاوُل عنهُ وعَيَّنَهُ رَئيسًا على ألف. وكانَ دَاوُد يَقودُ الجَيشَ في الحَرب. *+ ١٤ وظَلَّ دَاوُد يَنجَحُ *+ في كُلِّ ما يَفعَلُه، وكانَ يَهْوَه معه. + ١٥ ولمَّا رَأى شَاوُل أنَّهُ ناجِحٌ جِدًّا، فَزِعَ مِنه. ١٦ أمَّا كُلُّ إسْرَائِيل ويَهُوذَا فأحَبُّوا دَاوُد لِأنَّهُ كانَ يَقودُهُم في المَعارِك.
١٧ لاحِقًا، قالَ شَاوُل لِدَاوُد: «سأُزَوِّجُكَ + ابْنَتي الكَبيرَة مَيْرَب. + ولكنْ يَجِبُ أن تَستَمِرَّ في خِدمَتي بِشَجاعَةٍ وتُحارِبَ حُروبَ يَهْوَه». + فقد فَكَّرَ شَاوُل في نَفْسِه: ‹لن أمُدَّ يَدي علَيه. سأدَعُهُ يَموتُ على يَدِ الفِلِسْطِيِّين›. + ١٨ عِندَئِذٍ قالَ دَاوُد لِشَاوُل: «مَن أنا ومَن هي عائِلَتي، عَشيرَةُ أبي في إسْرَائِيل، حتَّى أصيرَ صِهرَ المَلِك؟». + ١٩ ولكنْ حينَ جاءَ وَقتُ زَواجِ مَيْرَب بِنتِ شَاوُل مِن دَاوُد، كانَ شَاوُل قد زَوَّجَها لِعَدْرِيئِيل + المَحُولِيّ.
٢٠ وكانَت مِيكَال بِنتُ شَاوُل + تُحِبُّ دَاوُد. فأخبَروا شَاوُل وأعجَبَهُ الأمر. ٢١ وفَكَّرَ شَاوُل: «سأُعْطيهِ إيَّاها لِتَكونَ لهُ فَخًّا ويَقَعَ في يَدِ الفِلِسْطِيِّين». + فقالَ لِدَاوُد مَرَّةً ثانِيَة: «ستَصيرُ صِهري اليَوم». ٢٢ وأمَرَ شَاوُل خُدَّامَهُ قائِلًا: «قولوا لِدَاوُد في السِّرّ: ‹إسمَع، المَلِكُ راضٍ عنكَ وكُلُّ خُدَّامِهِ يُحِبُّونَكَ كَثيرًا. فتَزَوَّجْ بِنتَ المَلِك›». ٢٣ ولمَّا قالَ خُدَّامُ شَاوُل هذا الكَلامَ لِدَاوُد، أجاب: «هل تَظُنُّونَ أنَّهُ سَهلٌ أن أصيرَ صِهرَ المَلِكِ وأنا رَجُلٌ فَقيرٌ وبِلا أهَمِّيَّة؟». + ٢٤ فنَقَلَ الخُدَّامُ جَوابَ دَاوُد إلى شَاوُل.
٢٥ عِندَئِذٍ قالَ شَاوُل: «قولوا لِدَاوُد: ‹المَلِكُ لا يُريدُ مَهرًا + إلَّا أن تُحضِرَ جِلدَةَ خِتانِ ١٠٠ فِلِسْطِيّ، + وذلِك كَي يَنتَقِمَ المَلِكُ مِن أعدائِه›». وكانَ شَاوُل يُخَطِّطُ أن يوقِعَ دَاوُد في يَدِ الفِلِسْطِيِّين. ٢٦ ولمَّا نَقَلَ خُدَّامُهُ هذا الكَلامَ إلى دَاوُد، أعجَبَتهُ الفِكرَةُ أن يَصيرَ صِهرَ المَلِك. + وقَبلَ أن تَنتَهِيَ المُهلَةُ المُحَدَّدَة، ٢٧ ذَهَبَ دَاوُد مع رِجالِهِ وقَتَلوا ٢٠٠ رَجُلٍ فِلِسْطِيّ. وأحضَرَ دَاوُد إلى المَلِكِ جِلدَةَ خِتانِ كُلِّ هؤُلاءِ الرِّجالِ لِيَصيرَ صِهرَ المَلِك. فزَوَّجَهُ شَاوُل بِنتَهُ مِيكَال. + ٢٨ وأدرَكَ شَاوُل أنَّ يَهْوَه مع دَاوُد + وأنَّ بِنتَهُ مِيكَال تُحِبُّه. + ٢٩ فزادَ خَوفُ شَاوُل مِن دَاوُد، وصارَ شَاوُل طولَ حَياتِهِ عَدُوًّا لِدَاوُد. +
٣٠ واستَمَرَّ رُؤَساءُ الفِلِسْطِيِّينَ يَذهَبونَ لِلحَرب. ولكنْ كُلَّما فَعَلوا ذلِك، كانَ دَاوُد يُحَقِّقُ نَجاحًا * أكثَرَ مِن كُلِّ خُدَّامِ شَاوُل. + وصارَ اسْمُهُ عَظيمًا جِدًّا. +
١٩ لاحِقًا، أخبَرَ شَاوُل ابْنَهُ يُونَاثَان وكُلَّ خُدَّامِهِ أنَّهُ يُريدُ قَتلَ دَاوُد. + ٢ وبِما أنَّ يُونَاثَان بْنَ شَاوُل كانَ يُحِبُّ دَاوُد كَثيرًا، + قالَ لِدَاوُد: «أبي شَاوُل يُريدُ أن يَقتُلَك. فانتَبِهْ لِنَفْسِكَ في الصَّباح، واذهَبْ إلى مَكانٍ سِرِّيٍّ واختَبِئ. ٣ وأنا سأخرُجُ مع أبي ونَقِفُ في الحَقلِ الَّذي تَكونُ فيه. سأتَكَلَّمُ معهُ عنك، وإذا عَرَفتُ شَيئًا أُخبِرُكَ بِالتَّأكيد». +
٤ فمَدَحَ يُونَاثَان بِدَاوُد + أمامَ أبيهِ شَاوُل. وقالَ له: «لا يَجِبُ أن يُخطِئَ المَلِكُ إلى خادِمِهِ دَاوُد. فهو لم يُخطِئْ إلَيك، وما عَمِلَهُ لكَ كانَ لِخَيرِك. ٥ هو خاطَرَ بِحَياتِهِ * لِيَقتُلَ الفِلِسْطِيّ، + ويَهْوَه بِذلِك حَقَّقَ انتِصارًا * عَظيمًا لِكُلِّ إسْرَائِيل. وأنتَ رَأيتَ ذلِك وفَرِحتَ جِدًّا. فلِماذا تُخطِئُ وتَسفِكُ دَمَ شَخصٍ بَريء؟ لِماذا تَقتُلُ دَاوُد بِلا سَبَب؟». + ٦ فسَمِعَ شَاوُل لِيُونَاثَان وحَلَفَ قائِلًا: «أحلِفُ بِيَهْوَه الإلهِ الحَيِّ أنَّهُ لن يُقتَل». ٧ فدَعا يُونَاثَان دَاوُد وأخبَرَهُ كُلَّ هذا الكَلام. ثُمَّ أحضَرَهُ إلى شَاوُل، وعادَ دَاوُد يَخدُمُهُ كما في السَّابِق. +
٨ ومعَ الوَقت، وَقَعَتِ الحَربُ مِن جَديد. فخَرَجَ دَاوُد وحارَبَ الفِلِسْطِيِّينَ وقَتَلَ عَدَدًا كَبيرًا جِدًّا مِنهُم، فهَرَبوا مِن أمامِه.
٩ وأتى روحٌ رَديءٌ مِن يَهْوَه على شَاوُل + حينَ كانَ جالِسًا في بَيتِهِ ورُمحُهُ بِيَدِه. وكانَ دَاوُد يَعزِفُ الموسيقى على القيثارَة. + ١٠ فحاوَلَ شَاوُل بِرُمحِهِ أن يُلصِقَ دَاوُد بِالحائِط، لكنَّهُ ابتَعَدَ بِسُرعَةٍ فانغَرَزَ الرُّمحُ في الحائِط. وهَرَبَ دَاوُد في تِلكَ اللَّيلَةِ ونَجا بِحَياتِه. ١١ ثُمَّ أرسَلَ شَاوُل رُسُلًا لِيُراقِبوا بَيتَ دَاوُد ويَقتُلوهُ في الصَّباح. + لكنَّ زَوجَتَهُ مِيكَال حَذَّرَته: «إذا لم تَهرُبِ اللَّيلَة، فسَتَموتُ غَدًا». ١٢ وعلى الفَوْر، أنزَلَت مِيكَال دَاوُد مِنَ النَّافِذَةِ كَي يَهرُبَ ويَنْجُوَ بِحَياتِه. ١٣ ثُمَّ أخَذَت مِيكَال تِمثالَ التَّرَافِيم * ووَضَعَتهُ على السَّرير، وعِندَ الرَّأسِ وَضَعَت قُماشَةً مِن شَعرِ الماعِز، وغَطَّتِ التِّمثالَ بِثَوب.
١٤ ولمَّا أرسَلَ شَاوُل رُسُلًا لِيَجلُبوا دَاوُد، قالَت: «إنَّهُ مَريض». ١٥ فأرسَلَ شَاوُل الرُّسُلَ مُجَدَّدًا لِيَرَوْا دَاوُد وأمَرَهُم: «أَحضِروهُ إلَيَّ على فِراشِهِ لِأقتُلَه». + ١٦ وحينَ دَخَلَ الرُّسُل، رَأَوْا تِمثالَ التَّرَافِيم على الفِراشِ وقُماشَةً مِن شَعرِ الماعِزِ عِندَ الرَّأس. ١٧ فقالَ شَاوُل لِمِيكَال: «لِماذا احتَلتِ علَيَّ هكَذا وتَرَكتِ عَدُوِّي + يَهرُب؟». أجابَتهُ مِيكَال: «هو قالَ لي: ‹أُترُكيني أذهَبُ وإلَّا أقتُلُكِ›».
١٨ وبَعدَما هَرَبَ دَاوُد ونَجا بِحَياتِه، ذَهَبَ إلى صَمُوئِيل في الرَّامَة. + وأخبَرَهُ عن كُلِّ ما فَعَلَهُ بهِ شَاوُل. ثُمَّ ذَهَبَ هو وصَمُوئِيل وسَكَنا في نَايُوت. + ١٩ ووَصَلَ خَبَرٌ إلى شَاوُل يَقول: «ها هو دَاوُد في نَايُوت بِالرَّامَة». ٢٠ وفي الحال، أرسَلَ شَاوُل رُسُلًا لِيَقبِضوا على دَاوُد. ولمَّا رَأى الرُّسُلُ أنَّ كِبارَ الأنبِياءِ يَتَنَبَّأونَ وأنَّ صَمُوئِيل واقِفٌ كقائِدٍ لهُم، حَلَّ روحُ اللّٰهِ على رُسُلِ شَاوُل وبَدَأوا هُم أيضًا يَتَصَرَّفونَ كالأنبِياء.
٢١ وعِندَما سَمِعَ شَاوُل بِذلِك، أرسَلَ على الفَوْرِ رُسُلًا آخَرين، فبَدَأوا هُم أيضًا يَتَصَرَّفونَ كالأنبِياء. فأرسَلَ مَجموعَةً ثالِثَة مِنَ الرُّسُل، وهُم أيضًا تَصَرَّفوا كالأنبِياء. ٢٢ وأخيرًا ذَهَبَ هو إلى الرَّامَة. ولمَّا وَصَلَ إلى البِئرِ * الكَبيرِ في سِيخُو، سَأل: «أينَ صَمُوئِيل ودَاوُد؟». أجابوا: «هُناك في نَايُوت + بِالرَّامَة». ٢٣ وفيما كانَ شَاوُل في طَريقِهِ إلى نَايُوت في الرَّامَة، حَلَّ روحُ اللّٰهِ علَيهِ هو أيضًا. وصارَ يَتَصَرَّفُ كنَبِيٍّ طولَ الطَّريقِ حتَّى وَصَلَ إلى نَايُوت في الرَّامَة. ٢٤ وخَلَعَ هو أيضًا ثِيابَهُ وتَصَرَّفَ كنَبِيٍّ أمامَ صَمُوئِيل. وتَمَدَّدَ هُناك عُريانًا * طولَ ذلِكَ النَّهارِ وطولَ اللَّيل. مِن هُنا أتى المَثَل: «هل شَاوُل أيضًا مِنَ الأنبِياء؟!». +
٢٠ وهَرَبَ دَاوُد مِن نَايُوت في الرَّامَة. وجاءَ إلى يُونَاثَان وقالَ له: «ماذا فَعَلتُ؟ + وما هي جَريمَتي؟ أيُّ خَطِيَّةٍ ارتَكَبتُها ضِدَّ أبيكَ حتَّى يُريدَ قَتلي؟». * ٢ فقالَ لهُ يُونَاثَان: «مُستَحيل! + لن تَموت. إسمَع، أبي لا يَعمَلُ شَيئًا كَبيرًا أو صَغيرًا إلَّا ويُخبِرُني به. فلِماذا سيُخْفي هذا المَوْضوعَ عنِّي؟ لا، هذا لن يَحصُل». ٣ لكنَّ دَاوُد أصَرَّ وحَلَفَ قائِلًا: «أبوكَ يَعرِفُ جَيِّدًا أنَّكَ تُعِزُّني كَثيرًا. + لِذلِك لا بُدَّ أنَّهُ قال: ‹الأفضَلُ أن لا يَعرِفَ يُونَاثَان بِالأمرِ كَي لا يَحزَن›. ولكنْ أحلِفُ بِيَهْوَه الإلهِ الحَيِّ وأحلِفُ بِحَياتِكَ أنَّهُ لَيسَ بَيني وبَينَ المَوتِ إلَّا خُطوَة!». +
٤ فقالَ يُونَاثَان لِدَاوُد: «أُطلُبْ ما تُريدُهُ * وسَأفعَلُهُ لك». ٥ فقالَ دَاوُد لِيُونَاثَان: «غَدًا هو رَأسُ الشَّهر، + والمَفروضُ أن أجلِسَ وآكُلَ على مائِدَةِ المَلِك. فاسمَحْ لي أن أتَغَيَّب، وأنا سأختَبِئُ في الحَقلِ حتَّى مَساءِ بَعدِ غَد. ٦ فإذا لاحَظَ أبوكَ غِيابي، تَقولُ له: ‹دَاوُد طَلَبَ إذْني لِيَذهَبَ بِسُرعَةٍ إلى مَدينَتِهِ بَيْت لَحْم، + لِأنَّ كُلَّ عَشيرَتِهِ تُقَدِّمُ هُناك ذَبيحَةً سَنَوِيَّة›. + ٧ فإذا جاوَبَك: ‹حَسَنًا›، فهذا يَعْني أنَّ خادِمَكَ بِأمان. ولكنْ إذا غَضِب، فكُنْ أكيدًا أنَّهُ مُصَمِّمٌ أن يُؤْذِيَني. ٨ أرْجوكَ أَظهِرِ الوَلاءَ * لِخادِمِك، + لِأنَّكَ عَمِلتَ معي مُعاهَدَةً أمامَ يَهْوَه. + ولكنْ إذا كُنتُ مُذنِبًا، + فاقتُلْني أنت. لِماذا تُسَلِّمُني إلى أبيك؟».
٩ عِندَئِذٍ قالَ يُونَاثَان: «ما هذا الكَلام؟! إذا عَرَفتُ أنَّ أبي مُصَمِّمٌ أن يُؤْذِيَك، أفَلَنْ أُخبِرَك؟». + ١٠ وسَألَ دَاوُد يُونَاثَان: «مَن سيُخبِرُني إذا كانَ رَدُّ أبيكَ قاسِيًا؟». ١١ فأجابَهُ يُونَاثَان: «تَعالَ نَخرُجُ إلى الحَقل». فخَرَجا إلى الحَقل. ١٢ وقالَ يُونَاثَان لِدَاوُد: «لِيَكُنْ يَهْوَه إلهُ إسْرَائِيل شاهِدًا أنِّي في مِثلِ هذا الوَقتِ غَدًا أو بَعدَ غَد، سأستَكشِفُ نِيَّةَ أبي. فإذا كانَ يَنْوي الخَيرَ لِدَاوُد، أُرسِلُ إلَيكَ خَبَرًا لِتَعرِف. ١٣ أمَّا إذا كانَ يَنْوي لكَ الأذى، فلْيُعاقِبْني يَهْوَه عِقابًا شَديدًا * إذا لم أُخبِرْكَ وأدَعْكَ تَذهَبُ بِسَلام. ولْيَكُنْ يَهْوَه معكَ + مِثلَما كانَ مع أبي. + ١٤ وأنت، هل ستُظهِرُ لي وَلاءَ يَهْوَه * ما دُمتُ حَيًّا وحتَّى بَعدَ مَوتي؟ + ١٥ لا تَتَوَقَّفْ عن إظهارِ الوَلاءِ * لِبَيتي، + حتَّى عِندَما يَمْحو يَهْوَه كُلَّ أعداءِ دَاوُد عن وَجهِ الأرض». ١٦ فعَمِلَ يُونَاثَان مُعاهَدَةً مع بَيتِ دَاوُد، وقال: «يَهْوَه سيُحاسِبُ أعداءَ دَاوُد». ١٧ ثُمَّ طَلَبَ يُونَاثَان مِن دَاوُد أن يَحلِفَ مُجَدَّدًا بِمَحَبَّتِهِ له، لِأنَّهُ أحَبَّهُ كنَفْسِه. +
١٨ ثُمَّ قالَ لهُ يُونَاثَان: «غَدًا هو رَأسُ الشَّهر، + وسَيُلاحِظونَ غِيابَكَ لِأنَّ مَقعَدَكَ سيَكونُ خالِيًا. ١٩ وبَعدَ غَد، سيَكونُ غِيابُكَ مَلحوظًا أكثَر. فتَعالَ إلى المَكانِ الَّذي اختَبَأتَ فيهِ ذلِكَ اليَوم، * وابْقَ بِجانِبِ الحَجَرِ هُنا. ٢٠ وأنا سأرْمي ثَلاثَةَ سِهامٍ إلى جانِبِ الحَجَرِ وكَأنِّي أُصَوِّبُها نَحوَ هَدَف. ٢١ ثُمَّ سأُرسِلُ الخادِمَ وأقول: ‹إذهَبْ واجلُبِ السِّهام›. فإذا سَمِعتَني أقولُ لِلخادِم: ‹ها هيَ السِّهامُ إلى جانِبِك، أَحضِرْها›، فعِندَئِذٍ يُمكِنُكَ أن تَرجِع. أحلِفُ بِيَهْوَه الإلهِ الحَيِّ أنَّكَ ستَكونُ في أمانٍ ولا خَطَرَ علَيك. ٢٢ ولكنْ إذا قُلتُ لِلخادِم: ‹السِّهامُ بَعيدَة عنك›، فاذهَبْ لِأنَّ يَهْوَه يُريدُكَ أن تَذهَب. ٢٣ ولْيَكُنْ يَهْوَه شاهِدًا بَيني وبَينَكَ إلى الأبَدِ + على الوَعْدِ الَّذي قَطَعناهُ + معًا».
٢٤ وهكَذا اختَبَأَ دَاوُد في الحَقل. وفي رَأس الشَّهر، جَلَسَ المَلِكُ إلى المائِدَةِ لِيَأكُل. + ٢٥ وكانَ المَلِكُ جالِسًا على مَقعَدِهِ المُعتادِ عِندَ الحائِط. وجَلَسَ يُونَاثَان مُقابِلَ شَاوُل، وأَبْنِير + بِجانِبِ شَاوُل. أمَّا مَكانُ دَاوُد فكانَ خالِيًا. ٢٦ ولم يَقُلْ شَاوُل شَيئًا في ذلِكَ اليَوم، لِأنَّهُ فَكَّر: «لا بُدَّ أنَّ شَيئًا حَصَلَ معهُ جَعَلَهُ نَجِسًا. + أكيدٌ أنَّهُ غَيرُ طاهِر». ٢٧ وفي اليَومِ بَعدَ رَأسِ الشَّهر، أيِ اليَومِ الثَّاني، ظَلَّ مَكانُ دَاوُد خالِيًا. فسَألَ شَاوُل ابْنَهُ يُونَاثَان: «لِماذا لم يَأتِ ابْنُ يَسَّى + لِيَأكُلَ لا البارِحَةَ ولا اليَوم؟». ٢٨ فأجابَ يُونَاثَان شَاوُل: «طَلَبَ دَاوُد إذْني كَي يَذهَبَ إلى بَيْت لَحْم. + ٢٩ قال: ‹أرْجوكَ اسمَحْ لي أن أذهَب، لِأنَّ عَشيرَتَنا ستُقَدِّمُ ذَبيحَةً في المَدينَة، وأخي أوْصاني أن أحضُر. إذا كُنتَ راضِيًا عنِّي، فأرْجوكَ دَعْني أذهَبُ لِأرى إخوَتي›. لِهذا السَّبَبِ لم يَأتِ إلى مائِدَةِ المَلِك». ٣٠ فغَضِبَ شَاوُل جِدًّا مِن يُونَاثَان وقالَ له: «يا ابْنَ المُتَمَرِّدَة، هل تَظُنُّ أنِّي لا أعرِفُ أنَّكَ مُنحازٌ إلى ابْنِ يَسَّى؟ هذا عارٌ لكَ ولِأُمِّك! * ٣١ فما دامَ ابْنُ يَسَّى حَيًّا على الأرض، فلن تَصيرَ مَلِكًا ولن يَثبُتَ مُلْكُك. + هَيَّا أَرسِلْ أحَدًا وأَحضِرْهُ إلَيَّ، لِأنَّهُ يَجِبُ أن يَموت». *+
٣٢ فقالَ يُونَاثَان لِأبيهِ شَاوُل: «لِماذا تُريدُ أن تَقتُلَه؟ + ماذا فَعَل؟». ٣٣ عِندَئِذٍ رَمى شَاوُل الرُّمحَ علَيهِ لِيَطعَنَهُ به. + فعَرَفَ يُونَاثَان أنَّ أباهُ مُصَمِّمٌ على قَتلِ دَاوُد. + ٣٤ فقامَ يُونَاثَان فَوْرًا عنِ المائِدَةِ وهو غاضِبٌ جِدًّا، ولم يَأكُلْ أيَّ طَعامٍ في اليَومِ الثَّاني بَعدَ رَأسِ الشَّهر، لِأنَّهُ حَزِنَ على دَاوُد + ولِأنَّ أباهُ أذَلَّه.
٣٥ وفي الصَّباح، خَرَجَ يُونَاثَان إلى الحَقلِ حَيثُ اتَّفَقَ هو ودَاوُد أن يَلتَقِيا، وأخَذَ معهُ خادِمًا صَغيرًا. + ٣٦ وقالَ لِلخادِم: «أُركُضْ واجلُبِ السِّهامَ الَّتي أرْميها». ولمَّا رَكَضَ الخادِم، رَمى يُونَاثَان سَهمًا أبعَدَ مِنَ الخادِم. ٣٧ ولمَّا وَصَلَ الخادِمُ إلى مَكانِ السَّهمِ الَّذي رَماهُ يُونَاثَان، ناداهُ يُونَاثَان وقال: «السَّهمُ بَعيدٌ عنك». ٣٨ وصَرَخَ يُونَاثَان إلى الخادِم: «عَجِّل! أَسرِع! لا تَتَأخَّر!». فالْتَقَطَ الخادِمُ السِّهامَ ورَجَعَ إلى سَيِّدِه. ٣٩ ولم يَعرِفِ الخادِمُ شَيئًا عنِ المَوْضوع؛ فَقَط يُونَاثَان ودَاوُد كانا يَعرِفانِ مَعْنى ما حَصَل. ٤٠ ثُمَّ أعْطى يُونَاثَان سِلاحَهُ لِخادِمِهِ وقالَ له: «إذهَبْ وخُذْهُ إلى المَدينَة».
٤١ وبَعدَما غادَرَ الخادِم، قامَ دَاوُد مِن مَكانٍ قَريبٍ جِهَةَ الجَنوب. ثُمَّ سَقَطَ ووَجهُهُ إلى الأرضِ وسَجَدَ ثَلاثَ مَرَّات. وقَبَّلَ دَاوُد ويُونَاثَان واحِدُهُما الآخَرَ وبَكى كُلٌّ مِنهُما مِن أجْلِ الآخَر، لكنَّ دَاوُد بَكى أكثَر. ٤٢ وقالَ يُونَاثَان لِدَاوُد: «إذهَبْ بِسَلام. فنَحنُ الاثنانِ حَلَفنا + بِاسْمِ يَهْوَه وقُلنا: ‹لِيَكُنْ يَهْوَه شاهِدًا إلى الأبَدِ بَيني وبَينَكَ وبَينَ نَسلي ونَسلِك›». +
ثُمَّ قامَ دَاوُد ورَحَل، ورَجَعَ يُونَاثَان إلى المَدينَة.
٢١ لاحِقًا، جاءَ دَاوُد إلى نُوب + عِندَ الكاهِنِ أَخِيمَالِك. فارتَعَبَ أَخِيمَالِك عِندَما رَأى دَاوُد وقالَ له: «لِماذا أنتَ وَحْدَكَ ولا أحَدَ معك؟». + ٢ فرَدَّ دَاوُد على الكاهِنِ أَخِيمَالِك: «كَلَّفَني المَلِكُ بِمُهِمَّةٍ وقالَ لي: ‹لا تَدَعْ أحَدًا يَعرِفُ شَيئًا عنِ المُهِمَّةِ الَّتي كَلَّفتُكَ بها والتَّعليماتِ الَّتي أوْصَيتُكَ بها›. وقد أعْطَيتُ مَوْعِدًا لِلشَّبابِ الذَّاهِبينَ معي كَي نَلتَقِيَ في مَكانٍ مُحَدَّد. ٣ والآنَ إذا كانَ لَدَيكَ خَمسَةُ أرغِفَةِ خُبز، فأعْطِني إيَّاها أو أعْطِني ما هو مُتَوَفِّرٌ عِندَك». ٤ لكنَّ الكاهِنَ أجابَ دَاوُد: «لَيسَ عِندي خُبزٌ عادِيّ، بل خُبزٌ مُقَدَّس، + شَرطَ أن يَكونَ الشَّبابُ قدِ امتَنَعوا عنِ النِّساء». *+ ٥ فأجابَهُ دَاوُد: «بِالتَّأكيدِ امتَنَعنا عنِ النِّساء، مِثلَ المَرَّاتِ السَّابِقَة الَّتي خَرَجتُ فيها إلى الحَرب. + فالشَّبابُ يُبْقونَ أجسادَهُم مُقَدَّسَةً حتَّى في المُهِمَّاتِ العادِيَّة، فكم بِالأكثَرِ اليَوم؟!». ٦ عِندَئِذٍ أعْطاهُ الكاهِنُ الخُبزَ المُقَدَّس، + لِأنَّهُ لم يَكُنْ هُناك غَيرُ خُبزِ التَّقدِمَةِ * الَّذي أُزيلَ مِن أمامِ يَهْوَه لِيوضَعَ مَكانَهُ في نَفْسِ اليَومِ خُبزٌ طازَج.
٧ وكانَ في ذلِكَ اليَومِ واحِدٌ مِن خُدَّامِ شَاوُل مَحجوزًا هُناك أمامَ يَهْوَه. واسْمُهُ دُوَاغ + الأَدُومِيّ، + وهو رَئيسُ رُعاةِ شَاوُل.
٨ وقالَ دَاوُد لِأَخِيمَالِك: «هل لَدَيكَ هُنا رُمحٌ أو سَيف؟ فأنا لم آخُذْ سَيفي ولا أسلِحَتي، لِأنَّ مُهِمَّةَ المَلِكِ كانَت طارِئَة». ٩ فقالَ الكاهِن: «لَدَيَّ هُنا سَيفُ جُلْيَات + الفِلِسْطِيِّ الَّذي قَتَلتَهُ في وادي إيلَة، *+ وهو مَلفوفٌ بِقُماشَةٍ وَراءَ الأَفُود. *+ إذا أرَدتَ أن تَأخُذَهُ فخُذْه، لِأنَّهُ السَّيفُ الوَحيدُ هُنا». فقالَ دَاوُد: «لا يوجَدُ مِثلُ هذا السَّيف. أعْطِني إيَّاه».
١٠ وقامَ دَاوُد في ذلِكَ اليَومِ وتابَعَ هَرَبَهُ + مِن شَاوُل. وجاءَ أخيرًا إلى أَخِيش مَلِكِ جَتّ. + ١١ فقالَ خُدَّامُ أَخِيش لِمَلِكِهِم: «ألَيسَ هذا هو دَاوُد مَلِكَ أرضِ إسْرَائِيل؟ ألَيسَ لهُ غَنَّتِ النِّساءُ وهُنَّ يَرقُصْنَ قائِلات:
‹قَتَلَ شَاوُل الأُلوف،
ودَاوُد عَشَراتِ الأُلوف›؟». +
١٢ هذا الكَلامُ جَعَلَ دَاوُد يُفَكِّر، * وخافَ جِدًّا + مِن أَخِيش مَلِكِ جَتّ. ١٣ فتَظاهَرَ بِالجُنونِ + بَينَهم، * وتَصَرَّفَ في حُضورِهِم وكَأنَّهُ فَقَدَ عَقلَه. فكانَ يُخَربِشُ على دَرفَتَيْ بَوَّابَةِ المَدينَةِ ويَترُكُ ريقَهُ يَسيلُ على لِحيَتِه. ١٤ فقالَ أَخِيش لِخُدَّامِه: «ألَا تَرَوْنَ أنَّ هذا الرَّجُلَ مَجنون؟ لِماذا أحضَرتُموهُ إلَيَّ؟ ١٥ هل يَنقُصُني مَجانينُ حتَّى جَلَبتُم إلَيَّ هذا المَجنون؟ هل مَعقولٌ أن يَدخُلَ هذا الرَّجُلُ إلى بَيتي؟!».
٢٢ فهَرَبَ دَاوُد مِن هُناك + ولَجَأ إلى مَغارَةِ عَدُلَّام. + وعِندَما سَمِعَ إخوَتُهُ وكُلُّ بَيتِ أبيهِ بِذلِك، نَزَلوا إلَيه. ٢ وانضَمَّ إلى دَاوُد كُلُّ مَن لَدَيهِ مَشاكِلُ أو علَيهِ دَينٌ أو حَياتُهُ * مُرَّة، فصارَ قائِدَهُم. وكانَ عَدَدُ الَّذينَ معهُ ٤٠٠ رَجُلٍ تَقريبًا.
٣ ثُمَّ ذَهَبَ دَاوُد مِن هُناك إلى مِصْفَة في مُوآب، وقالَ لِمَلِكِ مُوآب: + «مِن فَضلِك، اسمَحْ لِأبي وأُمِّي أن يَبْقَيا عِندَكَ إلى أن أعرِفَ ماذا سيَفعَلُ اللّٰهُ لي». ٤ فتَرَكَهُما عِندَ مَلِكِ مُوآب، وبَقِيا هُناك طولَ الوَقتِ الَّذي قَضاهُ دَاوُد في الحِصن. +
٥ بَعدَ ذلِك، قالَ النَّبِيُّ جَاد + لِدَاوُد: «لا تَبْقَ في الحِصن، بلِ اذهَبْ إلى أرضِ يَهُوذَا». + فرَحَلَ دَاوُد مِن هُناك وذَهَبَ إلى غابَةِ حَارِث.
٦ وسَمِعَ شَاوُل أنَّ دَاوُد والرِّجالَ الَّذينَ معهُ وُجِدوا. وكانَ جالِسًا تَحتَ شَجَرَةِ الأَثْلِ على التَّلَّةِ في جِبْعَة. + وكانَ رُمحُهُ بِيَدِه، وكُلُّ خُدَّامِهِ واقِفينَ حَولَه. ٧ فقالَ شَاوُل لِخُدَّامِهِ الواقِفينَ حَولَه: «إسمَعوا يا رِجالَ بِنْيَامِين. هل تَظُنُّونَ أنَّ ابْنَ يَسَّى + أيضًا سيُعْطيكُم كُلَّكُم حُقولًا وكُرومًا؟ هل سيُعَيِّنُكُم جَميعًا رُؤَساءَ على أُلوفٍ ورُؤَساءَ على مِئات؟ + ٨ كُلُّكُم تَآمَرتُم علَيَّ! ولا واحِدٌ أخبَرَني أنَّ ابْني عَمِلَ مُعاهَدَةً معَ ابْنِ يَسَّى! + ولا واحِدٌ بَينَكُم يَتَعاطَفُ معي ويُخبِرُني أنَّ ابْني حَرَّضَ خادِمي علَيَّ كَي يَختَبِئَ ويَنتَظِرَ فُرصَةً لِيُهاجِمَني، مِثلَما يَفعَلُ الآن».
٩ عِندَئِذٍ تَكَلَّمَ دُوَاغ + الأَدُومِيّ، الَّذي كانَ مَسؤولًا على خُدَّامِ شَاوُل هُناك، وأجاب: + «رَأيتُ ابْنَ يَسَّى آتِيًا إلى نُوب لِيَرى أَخِيمَالِك بْنَ أَخِيطُوب. + ١٠ وأَخِيمَالِك استَشارَ يَهْوَه مِن أجْلِهِ وأعْطاهُ طَعامًا. حتَّى إنَّهُ أعْطاهُ سَيفَ جُلْيَات الفِلِسْطِيّ». + ١١ فاستَدْعى المَلِكُ فَوْرًا أَخِيمَالِك بْنَ أَخِيطُوب الكاهِنَ وكُلَّ الكَهَنَةِ في عائِلَةِ أبيهِ الَّذينَ في نُوب. فجاؤُوا كُلُّهُم إلى المَلِك.
١٢ وقالَ شَاوُل: «إسمَعْ يا ابْنَ أَخِيطُوب!». فأجابَه: «نَعَم يا سَيِّدي». ١٣ فقالَ لهُ شَاوُل: «لِماذا تَآمَرتَ علَيَّ أنتَ وابْنُ يَسَّى؟ كَيفَ تُعْطيهِ خُبزًا وسَيفًا وتَستَشيرُ اللّٰهَ مِن أجْلِه؟ إنَّهُ يُقاوِمُني ويَنتَظِرُ فُرصَةً لِيُهاجِمَني، مِثلَما يَفعَلُ الآن». ١٤ فرَدَّ أَخِيمَالِك على المَلِكِ وقال: «مَن مِن كُلِّ خُدَّامِكَ يَستاهِلُ الثِّقَةَ * مِثلَ دَاوُد؟ + إنَّهُ زَوجُ بِنتِ المَلِكِ + ورَئيسُ حَرَسِكَ الخاصِّ ومُكَرَّمٌ في بَيتِك. + ١٥ هل هذِه هي أوَّلُ مَرَّةٍ أستَشيرُ فيها اللّٰهَ مِن أجْلِه؟ + مُستَحيلٌ أن أتآمَرَ علَيك! أرْجوكَ أيُّها المَلِك، لا تَعتَبِرْني مُذنِبًا لا أنا ولا أيَّ واحِدٍ مِن بَيتِ أبي، لِأنَّ خادِمَكَ لَيسَ لَدَيهِ أيُّ فِكرَةٍ عن كُلِّ هذا». +
١٦ لكنَّ المَلِكَ قال: «سَوفَ تَموتُ + يا أَخِيمَالِك، أنتَ وكُلُّ بَيتِ أبيك». + ١٧ ثُمَّ قالَ المَلِكُ لِلحُرَّاسِ * الواقِفينَ حَولَه: «هَيَّا اقتُلوا كَهَنَةَ يَهْوَه لِأنَّهُم أيَّدوا دَاوُد! عَرَفوا أنَّهُ هارِبٌ ولم يُخبِروني». لكنَّ خُدَّامَ المَلِكِ لم يُريدوا أن يَمُدُّوا يَدَهُم على كَهَنَةِ يَهْوَه. ١٨ فقالَ المَلِكُ لِدُوَاغ: + «إذهَبْ أنتَ واقتُلِ الكَهَنَة!». فذَهَبَ دُوَاغ الأَدُومِيُّ + فَوْرًا وقَتَلَ الكَهَنَة؛ قَضى في ذلِكَ اليَومِ على ٨٥ رَجُلًا لابِسينَ أَفُودًا * مِن كَتَّان. + ١٩ وهَجَمَ أيضًا على نُوب + مَدينَةِ الكَهَنَة، فأهلَكَ بِالسَّيفِ الرِّجالَ والنِّساء، والأوْلادَ والأطفال، والبَقَرَ والحَميرَ والغَنَم.
٢٠ لكنَّ واحِدًا مِن أبناءِ أَخِيمَالِك بْنِ أَخِيطُوب، واسْمُهُ أَبِيَاثَار، + نَجا وهَرَبَ لِيَتبَعَ دَاوُد. ٢١ وأخبَرَ أَبِيَاثَار دَاوُد: «شَاوُل قَتَلَ كَهَنَةَ يَهْوَه». ٢٢ فقالَ دَاوُد لِأَبِيَاثَار: «عَرَفتُ في ذلِكَ اليَوم، + حينَ رَأيتُ دُوَاغ الأَدُومِيَّ هُناك، أنَّهُ سيُخبِرُ شَاوُل. أنا المَسؤولُ عن مَوتِ كُلِّ شَخصٍ في بَيتِ أبيك. ٢٣ إبْقَ معي. ولا تَخَف، لِأنَّ مَن يُريدُ قَتلَكَ فكَأنَّهُ يُريدُ قَتلي أنا. * أنتَ الآنَ في حِمايَتي». +
٢٣ بَعدَ ذلِكَ قيلَ لِدَاوُد: «الفِلِسْطِيُّونَ يُحارِبونَ قَعِيلَة + ويَنهَبونَ الحُبوبَ مِنَ البَيادِر». * ٢ فسَألَ دَاوُد يَهْوَه: + «هل أذهَبُ وأُحارِبُ هؤُلاءِ الفِلِسْطِيِّين؟». أجابَهُ يَهْوَه: «إذهَبْ وحارِبِ الفِلِسْطِيِّينَ وخَلِّصْ قَعِيلَة». ٣ لكنَّ رِجالَ دَاوُد قالوا له: «نَحنُ هُنا في يَهُوذَا + ونَشعُرُ بِالخَوف، فكَيفَ إذا ذَهَبنا إلى قَعِيلَة لِنُحارِبَ جُيوشَ الفِلِسْطِيِّين؟!». + ٤ عِندَئِذٍ سَألَ دَاوُد يَهْوَه مِن جَديد. + فأجابَهُ يَهْوَه: «قُمِ انزِلْ إلى قَعِيلَة. سأُسَلِّمُ الفِلِسْطِيِّينَ إلى يَدِك». + ٥ فذَهَبَ دَاوُد مع رِجالِهِ إلى قَعِيلَة وحارَبَ الفِلِسْطِيِّين، وأخَذَ مَواشِيَهُم، وقَتَلَ عَدَدًا كَبيرًا جِدًّا مِنهُم. وهكَذا أنقَذَ دَاوُد سُكَّانَ قَعِيلَة. +
٦ وكانَ أَبِيَاثَار + بْنُ أَخِيمَالِك قد أخَذَ معهُ أَفُودًا * لمَّا هَرَبَ إلى دَاوُد في قَعِيلَة. ٧ وقيلَ لِشَاوُل إنَّ دَاوُد جاءَ إلى قَعِيلَة. فقالَ شَاوُل: «اللّٰهُ سَلَّمَهُ إلَيَّ. *+ فهو أوْقَعَ نَفْسَهُ في فَخٍّ حينَ دَخَلَ إلى مَدينَةٍ لها بَوَّاباتٌ ومَغاليق». ٨ واستَدْعى شَاوُل كُلَّ جُنودِهِ لِلحَرب، لِيَنزِلوا إلى قَعِيلَة ويُحاصِروا دَاوُد ورِجالَه. ٩ وحينَ عَرَفَ دَاوُد أنَّ شَاوُل يُخَطِّطُ لِيُؤْذِيَه، قالَ لِلكاهِنِ أَبِيَاثَار: «أَحضِرِ الأَفُود». + ١٠ ثُمَّ قالَ دَاوُد: «يا يَهْوَه إلهَ إسْرَائِيل، خادِمُكَ سَمِعَ أنَّ شَاوُل يَنْوي أن يَأتِيَ إلى قَعِيلَة لِيُدَمِّرَ المَدينَةَ بِسَبَبي. + ١١ فهل سيُسَلِّمُني قادَةُ * قَعِيلَة إلى يَدِه؟ هل فِعلًا سيَأتي مِثلَما سَمِعَ خادِمُك؟ أرْجوكَ يا يَهْوَه إلهَ إسْرَائِيل، أَخبِرْ خادِمَك». فقالَ يَهْوَه: «نَعَم سيَأتي». ١٢ فسَألَ دَاوُد: «هل سيُسَلِّمُني قادَةُ قَعِيلَة أنا ورِجالي إلى يَدِ شَاوُل؟». أجابَ يَهْوَه: «سيُسَلِّمونَكُم».
١٣ وعلى الفَوْرِ قامَ دَاوُد ورِجالُه، حَوالَيْ ٦٠٠ رَجُل، + وغادَروا قَعِيلَة وتَنَقَّلوا أينَما استَطاعوا أن يَتَنَقَّلوا. ولمَّا سَمِعَ شَاوُل أنَّ دَاوُد هَرَبَ مِن قَعِيلَة، لم يَذهَبْ وَراءَه. ١٤ وأقامَ دَاوُد في أماكِنَ يَصعُبُ الوُصولُ إلَيها في الصَّحراء، في المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة في صَحراءِ زِيف. + واستَمَرَّ شَاوُل يُفَتِّشُ عنه، + لكنَّ يَهْوَه لم يُسَلِّمْهُ إلى يَدِه. ١٥ وفيما كانَ دَاوُد في حُرْشَة في صَحراءِ زِيف، عَرَفَ أنَّ * شَاوُل يُفَتِّشُ عنهُ لِيَقتُلَه. *
١٦ فذَهَبَ يُونَاثَان بْنُ شَاوُل إلى دَاوُد في حُرْشَة وقَوَّى ثِقَتَهُ * بِيَهْوَه. + ١٧ قالَ له: «لا تَخَف، لِأنَّ شَاوُل أبي لن يَجِدَك. أنتَ ستَصيرُ مَلِكًا على إسْرَائِيل، + وأنا أكونُ الثَّاني بَعدَك. وشَاوُل أبي يَعرِفُ ذلِك أيضًا». + ١٨ ثُمَّ عَمِلَ الاثنانِ مُعاهَدَةً + أمامَ يَهْوَه. وبَقِيَ دَاوُد في حُرْشَة بَينَما ذَهَبَ يُونَاثَان إلى بَيتِه.
١٩ وفي وَقتٍ لاحِق، صَعِدَ رِجالُ زِيف إلى شَاوُل في جِبْعَة + وقالوا: «دَاوُد مُختَبِئٌ عِندَنا + في أماكِنَ يَصعُبُ الوُصولُ إلَيها في حُرْشَة، + في تَلَّةِ حَخِيلَة، + الَّتي تَقَعُ جَنوبَ * يَشِيمُون. *+ ٢٠ فانزِلْ أيُّها المَلِكُ في أيِّ وَقتٍ تُريدُه، ونَحنُ سنُسَلِّمُهُ إلى يَدِك». + ٢١ فقالَ شَاوُل: «لِيُبارِكْكُم يَهْوَه لِأنَّكُم تَعاطَفتُم معي. ٢٢ مِن فَضلِكُم، اذهَبوا وحاوِلوا أن تَعرِفوا مَكانَهُ بِالتَّحديدِ ومَن رَآهُ هُناك. فقد قيلَ لي إنَّهُ ماكِرٌ جِدًّا. ٢٣ إعرِفوا بِالضَّبطِ كُلَّ مَخابِئِهِ وارجِعوا إلَيَّ بِمَعلوماتٍ أكيدَة. عِندَئِذٍ أذهَبُ معكُم. وإذا كانَ في تِلكَ الأرض، فسَأُفَتِّشُ عنهُ بَينَ كُلِّ عَشائِرِ * يَهُوذَا».
٢٤ فغادَروا وسَبَقوا شَاوُل إلى زِيف. + وكانَ دَاوُد ورِجالُهُ في صَحراءِ مَعُون، + في العَرَبَة + جَنوبَ يَشِيمُون. ٢٥ ثُمَّ أتى شَاوُل مع رِجالِهِ لِيُفَتِّشوا عنه. + ولمَّا عَرَفَ دَاوُد، نَزَلَ فَوْرًا إلى الصَّخرَةِ + في صَحراءِ مَعُون وبَقِيَ هُناك. وحينَ سَمِعَ شَاوُل بِذلِك، تَبِعَ دَاوُد إلى صَحراءِ مَعُون. ٢٦ ولمَّا وَصَلَ شَاوُل إلى أحَدِ جانِبَيِ الجَبَل، كانَ دَاوُد ورِجالُهُ في الجانِبِ الآخَر. وكانوا يُسرِعونَ لِيَهرُبوا، + لكنَّ شَاوُل ورِجالَهُ كانوا يَقتَرِبونَ مِنهُم أكثَرَ فأكثَرَ لِيُمسِكوهُم. + ٢٧ ولكنْ جاءَ رَسولٌ إلى شَاوُل وقال: «إرجِعْ بِسُرعَةٍ لِأنَّ الفِلِسْطِيِّينَ هَجَموا على أرضِنا!». ٢٨ فتَوَقَّفَ شَاوُل عن مُطارَدَةِ دَاوُد + وذَهَبَ لِيُواجِهَ الفِلِسْطِيِّين. لِهذا السَّبَبِ سُمِّيَ ذلِكَ المَكان «صَخرَةَ الافتِراق».
٢٩ وصَعِدَ دَاوُد مِن هُناك وبَقِيَ في أماكِنَ يَصعُبُ الوُصولُ إلَيها في عَيْن جَدي. +
٢٤ ولمَّا رَجَعَ شَاوُل مِن مُطارَدَةِ الفِلِسْطِيِّين، قالوا له: «دَاوُد في صَحراءِ عَيْن جَدي». +
٢ فأخَذَ شَاوُل ٠٠٠,٣ رَجُلٍ كانَ قدِ اختارَهُم مِن كُلِّ إسْرَائِيل، وذَهَبَ لِيُفَتِّشَ عن دَاوُد ورِجالِهِ على مُنحَدَراتِ تُيوسِ الجَبَلِ الصَّخرِيَّة. ٣ ووَصَلَ شَاوُل إلى حَظائِرِ الخِرافِ الَّتي في الطَّريق. وكانَت هُناك مَغارَة، فدَخَلَ لِيَقْضِيَ حاجَتَه. * وكانَ دَاوُد ورِجالُهُ جالِسينَ داخِلَ المَغارَةِ في آخِرِها. + ٤ فقالَ رِجالُ دَاوُد له: «أتى اليَومُ الَّذي يَقولُ لكَ يَهْوَه فيه: ‹أنا أُسَلِّمُ عَدُوَّكَ إلى يَدِك، + فافعَلْ بهِ ما تَراهُ مُناسِبًا›». فقامَ دَاوُد واقتَرَبَ بِهُدوءٍ مِن شَاوُل وقَطَعَ طَرَفَ عَباءَتِه. ٥ ولكنْ بَعدَما فَعَلَ ذلِك، وَبَّخَهُ قَلبُهُ *+ لِأنَّهُ قَطَعَ طَرَفَ عَباءَةِ شَاوُل. ٦ فقالَ لِرِجالِه: «إحتِرامًا لِيَهْوَه، مُستَحيلٌ أن أفعَلَ أمرًا كهذا لِسَيِّدي، مَسِيحِ * يَهْوَه. لن أمُدَّ يَدي علَيهِ لِأنَّهُ مَسِيحُ يَهْوَه». + ٧ وبِهذِهِ الكَلِماتِ أوْقَفَ * دَاوُد رِجالَهُ ولم يَسمَحْ لهُم أن يَهجُموا على شَاوُل. أمَّا شَاوُل فخَرَجَ مِنَ المَغارَةِ وذَهَبَ في طَريقِه.
٨ ثُمَّ قامَ دَاوُد وخَرَجَ مِنَ المَغارَةِ ونادى شَاوُل: «يا سَيِّدي المَلِك!». + ولمَّا نَظَرَ شَاوُل إلى الوَراء، رَكَعَ دَاوُد ووَجهُهُ إلى الأرضِ وسَجَد. ٩ وقالَ دَاوُد لِشَاوُل: «لِماذا تَسمَعُ لِكَلامِ النَّاسِ الَّذينَ يَقولون: ‹دَاوُد يُريدُ أن يُؤْذِيَك›؟ + ١٠ أنتَ رَأيتَ بِعَيْنَيْكَ اليَومَ كَيفَ سَلَّمَكَ يَهْوَه إلى يَدي في المَغارَة. وحينَ قالَ لي أحَدُ رِجالي أن أقتُلَك، + أشفَقتُ علَيكَ وقُلت: ‹لن أمُدَّ يَدي على سَيِّدي لِأنَّهُ مَسِيحُ يَهْوَه›. + ١١ أُنظُرْ يا أبي، انظُرْ طَرَفَ عَباءَتِكَ في يَدي. فحينَ قَطَعتُه، كُنتُ قادِرًا أن أقتُلَكَ لكنِّي لم أفعَل. والآن، صارَ بِإمكانِكَ أن تَرى وتَفهَمَ أنَّهُ لَيسَ في نِيَّتي أن أُؤْذِيَكَ أو أن أتَمَرَّد، وأنا لم أُخطِئْ في حَقِّك. + أمَّا أنتَ فتُطارِدُني لِتَقتُلَني. *+ ١٢ لِيَحكُمْ يَهْوَه بَيني وبَينَك، + ولْيَنتَقِمْ لي يَهْوَه مِنك. + أمَّا أنا فلن أمُدَّ يَدي علَيك. + ١٣ ومِثلَما يَقولُ مَثَلٌ قَديم: ‹مِنَ الأشرارِ يَخرُجُ شَرّ›، أمَّا أنا فلن أمُدَّ يَدي علَيك. ١٤ مَن تُطارِدُ يا مَلِكَ إسْرَائِيل؟ ومَن هوَ الَّذي تَسْعى وَراءَه؟ أنا مُجَرَّدُ كَلبٍ مَيِّت، مُجَرَّدُ بَرغوث. + ١٥ فلْيَكُنْ يَهْوَه هوَ القاضي، ولْيَحكُمْ بَيني وبَينَك. فهو سيَنظُرُ في قَضِيَّتي ويُدافِعُ عنها، + وسَيَحكُمُ لِصالِحي ويُنقِذُني مِن يَدِك».
١٦ ولمَّا أنْهى دَاوُد كَلامَهُ لِشَاوُل، قال شَاوُل: «هل هذا صَوتُكَ يا ابْني دَاوُد؟». + وبَدَأ شَاوُل يَبْكي بِصَوتٍ عالٍ. ١٧ وقالَ لِدَاوُد: «أنتَ على حَقٍّ وأنا المُخطِئ. فأنتَ عامَلتَني بِطَريقَةٍ جَيِّدَة، وأنا بِالمُقابِلِ أسَأتُ إلَيك. + ١٨ وقد أخبَرتَني الآنَ كَيفَ عَمِلتَ معي خَيرًا ولم تَقتُلْني حينَ سَلَّمَني يَهْوَه إلى يَدِك. + ١٩ فأيُّ رَجُلٍ يَجِدُ عَدُوَّهُ ثُمَّ يَترُكُهُ يَذهَبُ دونَ أن يُؤْذِيَه؟! يَهْوَه سيُكافِئُكَ + على ما فَعَلتَهُ لي اليَوم. ٢٠ أنا عَرَفتُ الآنَ أنَّكَ ستَصيرُ مَلِكًا بِالتَّأكيد، + وأنَّ مَملَكَةَ إسْرَائِيل ستَبْقى ثابِتَةً في يَدِك. ٢١ فاحلِفْ لي بِيَهْوَه + أنَّكَ لن تَقْضِيَ على نَسلي مِن بَعدي ولن تَمْحُوَ اسْمي مِن بَيتِ أبي». + ٢٢ فحَلَفَ دَاوُد لِشَاوُل، ثُمَّ ذَهَبَ شَاوُل إلى بَيتِه. + أمَّا دَاوُد ورِجالُهُ فصَعِدوا إلى الحِصن. +
٢٥ ومعَ الوَقت، ماتَ صَمُوئِيل. + فاجتَمَعَ كُلُّ إسْرَائِيل لِيَندُبوهُ ويَدفِنوهُ في بَيتِهِ في الرَّامَة. + بَعدَ ذلِك، قامَ دَاوُد ونَزَلَ إلى صَحراءِ فَارَان.
٢ وكانَ هُناك رَجُلٌ غَنِيٌّ جِدًّا في مَعُون، + وعَمَلُهُ في الكَرْمِل. *+ وكانَ يَملِكُ ٠٠٠,٣ خَروفٍ و ٠٠٠,١ ماعِز. وكانَ في ذلِكَ الوَقتِ يَجُزُّ خِرافَهُ في الكَرْمِل. ٣ واسْمُ الرَّجُلِ نَابَال، + وهو مِن عَشيرَةِ كَالِب، + واسْمُ زَوجَتِهِ أَبِيجَايِل. + كانَت أَبِيجَايِل امرَأةً حَكيمَة * وجَميلَة. أمَّا نَابَال فكانَ قاسِيًا وتَصَرُّفاتُهُ سَيِّئَة. + ٤ وسَمِعَ دَاوُد وهو في الصَّحراءِ أنَّ نَابَال يَجُزُّ خِرافَه. ٥ فأرسَلَ إلَيهِ عَشَرَةَ شَبابٍ وأوْصاهُم قائِلًا: «إصعَدوا إلى الكَرْمِل عِندَ نَابَال، واسألوهُ عن أحوالِهِ بِالنِّيابَةِ عنِّي. ٦ وقولوا له: ‹طالَ عُمرُك، أتَمَنَّى أن تَكونَ بِخَيرٍ * أنتَ وأهلُ بَيتِكَ وكُلُّ ما لك. ٧ سَمِعتُ أنَّكَ تَجُزُّ الخِراف. لقد كانَ رُعاتُكَ معنا، ونَحنُ لم نُؤْذِهِم + ولم يَفقِدوا شَيئًا طولَ الوَقتِ الَّذي أمْضَوْهُ في الكَرْمِل. ٨ إسألْ رِجالَكَ وهُم سيُخبِرونَك. لِذلِك أرْجو أن يَنالَ رِجالي رِضاكَ لِأنَّنا جِئنا في وَقتِ فَرَح. * إعمَلْ مَعروفًا وأعْطِ خُدَّامَكَ وابْنَكَ دَاوُد ما تَقدِرُ علَيه›». +
٩ فذَهَبَ شَبابُ دَاوُد عِندَ نَابَال وقالوا لهُ كُلَّ هذا الكَلامِ على لِسانِ دَاوُد. ولمَّا انتَهَوْا، ١٠ أجابَ نَابَال خُدَّامَ دَاوُد: «مَن هو دَاوُد، ومَن هوَ ابْنُ يَسَّى؟ ما أكثَرَ الخُدَّامَ الهارِبينَ مِن عِندِ أسيادِهِم هذِهِ الأيَّام! + ١١ لِماذا آخُذُ خُبزي ومائي وما ذَبَحتُهُ مِن أجْلِ الَّذينَ يَجُزُّونَ خِرافي، وأُعْطيها لِرِجالٍ لا أحَدَ يَعرِفُ مِن أينَ هُم؟».
١٢ فرَجَعَ شَبابُ دَاوُد وأخبَروهُ كُلَّ هذا الكَلام. ١٣ فأمَرَ دَاوُد رِجالَهُ فَوْرًا: «لِيَأخُذْ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم سَيفَه». + فعَلَّقَ الجَميعُ سُيوفَهُم بِأحزِمَتِهِم، ودَاوُد أيضًا فَعَلَ ذلِك. وذَهَبَ مع دَاوُد حَوالَيْ ٤٠٠ رَجُل، فيما بَقِيَ ٢٠٠ عِندَ الأمتِعَة.
١٤ خِلالَ هذا الوَقت، ذَهَبَ أحَدُ الخُدَّامِ وأخبَرَ أَبِيجَايِل، زَوجَةَ نَابَال، بِما حَدَثَ قائِلًا: «أرسَلَ دَاوُد رُسُلًا مِنَ الصَّحراءِ لِيُسَلِّمَ على سَيِّدِنا ويَطمَئِنَّ علَيه، لكنَّهُ صَرَخَ علَيهِم وأهانَهُم. + ١٥ هؤُلاءِ الرِّجالُ لم نَرَ مِنهُم إلَّا كُلَّ خَير. فهُم لم يُؤْذونا أبَدًا، ولم نَفقِدْ شَيئًا طولَ الوَقتِ الَّذي كُنَّا فيهِ معهُم في الحُقول. + ١٦ كانوا مِثلَ سورٍ حَولَنا لَيلَ نَهار؛ حَمَوْنا طولَ الوَقتِ الَّذي كُنَّا فيهِ معهُم نَرْعى القَطيع. ١٧ ففَكِّري ماذا ستَفعَلين، لِأنَّ المُصيبَةَ آتِيَةٌ بِالتَّأكيدِ على سَيِّدِنا وعلى كُلِّ بَيتِه. + فهو رَجُلٌ سَيِّئٌ *+ ولا يُمكِنُ التَّفاهُمُ معه».
١٨ فأخَذَت أَبِيجَايِل + بِسُرعَةٍ ٢٠٠ رَغيفِ خُبز، وجَرَّتَيْنِ كَبيرَتَيْنِ مِنَ النَّبيذ، وخَمسَةَ خِرافٍ مُجَهَّزَة، وخَمسَ كَيلاتٍ * مِنَ الحُبوبِ المَشْوِيَّة، و ١٠٠ قُرصٍ مِنَ الزَّبيب، و ٢٠٠ قالِبٍ مِنَ التِّينِ المُجَفَّف، وحَمَّلَتها كُلَّها على الحَمير. + ١٩ وقالَت لِخُدَّامِها: «إسبِقوني، وأنا سألحَقُ بكُم». لكنَّها لم تُخبِرْ زَوجَها نَابَال بِشَيء.
٢٠ وفيما هي راكِبَةٌ على الحِمارِ ونازِلَةٌ في طَريقٍ يُخْفيهِ الجَبَل، كانَ دَاوُد ورِجالُهُ نازِلينَ مِنَ الجِهَةِ المُقابِلَة، فالْتَقَت بهِم. ٢١ وكانَ دَاوُد قد قال: «حافَظتُ على كُلِّ ما لِهذا الرَّجُلِ في الصَّحراءِ ولكنْ بِلا فائِدَة. لم يَفقِدْ شَيئًا واحِدًا مِن كُلِّ ما له، + ومع ذلِك رَدَّ لي الخَيرَ بِالشَّرّ. + ٢٢ إذا لم أقْضِ على كُلِّ رَجُلٍ مِن رِجالِهِ * قَبلَ الصَّباح، فلْيُعاقِبِ اللّٰهُ أعداءَ دَاوُد عِقابًا شَديدًا». *
٢٣ ولمَّا رَأت أَبِيجَايِل دَاوُد، نَزَلَت فَوْرًا عنِ الحِمارِ ورَمَت نَفْسَها أمامَ دَاوُد وسَجَدَت ووَجهُها إلى الأرض. ٢٤ ثُمَّ رَمَت نَفْسَها عِندَ قَدَمَيْهِ وقالَت: «يا سَيِّدي، ضَعِ الحَقَّ علَيَّ. إسمَحْ لي أن أتَكَلَّمَ معكَ واسمَعْ لِخادِمَتِك. ٢٥ مِن فَضلِكَ يا سَيِّدي، لا تَسمَعْ لِهذا الرَّجُلِ السَّيِّئِ + نَابَال لِأنَّهُ اسْمٌ على مُسَمًّى؛ إسْمُهُ نَابَال * وهو فِعلًا غَبِيّ. أمَّا أنا خادِمَتَكَ فلم أرَ الشَّبابَ الَّذينَ أرسَلتَهُم يا سَيِّدي. ٢٦ أحلِفُ بِيَهْوَه الإلهِ الحَيِّ وأحلِفُ بِحَياتِكَ يا سَيِّدي أنَّ يَهْوَه هوَ الَّذي يَمنَعُكَ + أن تَكونَ مُذنِبًا بِسَفكِ الدَّمِ + وأن تَنتَقِمَ * بِيَدِك. يا لَيتَ أعداءَكَ والَّذينَ يُريدونَ أن يُؤْذوكَ يَصيرونَ مِثلَ نَابَال! ٢٧ والآنَ يا سَيِّدي، أعْطِ الشَّبابَ الَّذينَ يَتبَعونَكَ + هذِهِ الهَدِيَّةَ *+ الَّتي أحضَرَتها خادِمَتُكَ لك. ٢٨ مِن فَضلِك، سامِحْ خادِمَتَكَ على ذَنْبِها. فيَهْوَه سيَجعَلُ بَيتَكَ ثابِتًا، + لِأنَّ سَيِّدي يُحارِبُ حُروبَ يَهْوَه + ولم يَعمَلْ شَرًّا كُلَّ حَياتِه. + ٢٩ وإذا قامَ أحَدٌ لِيُطارِدَكَ ويَأخُذَ حَياتَك، * فسَتَكونُ حَياةُ سَيِّدي مَلفوفَةً في مَحفَظَةِ الحَياةِ * بِأمانٍ عِندَ يَهْوَه إلهِك. أمَّا حَياةُ أعدائِكَ فسَيَرْميها بَعيدًا مِثلَما تُرْمى الحِجارَةُ مِنَ المِقلاع. * ٣٠ وحينَ يُحَقِّقُ لكَ يَهْوَه كُلَّ الخَيرِ الَّذي وَعَدَكَ بهِ ويُعَيِّنُكَ قائِدًا على إسْرَائِيل، + ٣١ لن تَشعُرَ بِالنَّدَمِ أوِ الأسَفِ * في قَلبِكَ لِأنَّكَ لن تَكونَ قد سَفَكتَ دَمًا بِلا سَبَبٍ وانتَقَمتَ * بِيَدِك. + وحينَ يُبارِكُكَ يَهْوَه يا سَيِّدي، تَذَكَّرْ خادِمَتَك».
٣٢ عِندَئِذٍ قالَ دَاوُد لِأَبِيجَايِل: «لِيَتَمَجَّدْ يَهْوَه إلهُ إسْرَائِيل الَّذي أرسَلَكِ اليَومَ لِتُلاقيني! ٣٣ لِتَتَبارَكْ حِكمَتُكِ! * ولْيُبارِكْكِ اللّٰهُ لِأنَّكِ مَنَعتِني اليَومَ أن أكونَ مُذنِبًا بِسَفكِ الدَّمِ + وأنتَقِمَ * بِيَدي! ٣٤ أحلِفُ بِيَهْوَه الإلهِ الحَيّ، إلهِ إسْرَائِيل، الَّذي مَنَعَني أن أُؤْذِيَكِ، + أنَّكِ لَو لم تَأتي بِسُرعَةٍ لِتُلاقيني، + ما كانَ بَقِيَ حتَّى الصَّباحِ رَجُلٌ واحِدٌ * لِنَابَال». + ٣٥ ثُمَّ قَبِلَ دَاوُد الهَدِيَّةَ الَّتي أحضَرَتها لهُ وقالَ لها: «إرجِعي بِالسَّلامَةِ إلى بَيتِكِ. أنا سَمِعتُ لكِ وسَأفعَلُ مِثلَما طَلَبتِ».
٣٦ ورَجَعَت أَبِيجَايِل إلى نَابَال. فوَجَدَت أنَّهُ عَمِلَ في بَيتِهِ وَليمَةً مِثلَ وَليمَةِ المُلوك، وكانَ في مِزاجٍ جَيِّدٍ وسَكرانًا جِدًّا. فلم تُخبِرْهُ أيَّ شَيءٍ حتَّى طَلَعَ الصَّباح. ٣٧ وفي الصَّباح، لمَّا أفاقَ نَابَال مِن سَكرَتِه، أخبَرَتهُ زَوجَتُهُ ما حَصَل. فأصبَحَ قَلبُهُ مِثلَ قَلبِ رَجُلٍ مَيِّت، وانشَلَّت حَرَكَتُهُ وصارَ مِثلَ الحَجَر. ٣٨ وبَعدَ عَشَرَةِ أيَّامٍ تَقريبًا، ضَرَبَ يَهْوَه نَابَال فمات.
٣٩ ولمَّا سَمِعَ دَاوُد أنَّ نَابَال مات، قال: «لِيَتَمَجَّدْ يَهْوَه! نَابَال أهانَني + لكنَّ يَهْوَه دافَعَ عن قَضِيَّتي، + ومَنَعَ خادِمَهُ مِن فِعلِ أيِّ شَرّ، + وجَعَلَ شَرَّ نَابَال يَرتَدُّ علَيه». * ثُمَّ أرسَلَ دَاوُد خَبَرًا إلى أَبِيجَايِل لِيَطلُبَها لِلزَّواج. ٤٠ فجاءَ خُدَّامُ دَاوُد إلى أَبِيجَايِل في الكَرْمِل وقالوا لها: «أرسَلَنا دَاوُد إلَيكِ لِأنَّهُ يُريدُ أن تَصيري زَوجَتَه». ٤١ فقامَت فَوْرًا وسَجَدَت ووَجهُها إلى الأرضِ وقالَت: «عَبدَتُكَ مُستَعِدَّة أن تَصيرَ خادِمَةً لِتَغسِلَ أقدامَ + خُدَّامِ سَيِّدي». ٤٢ ثُمَّ أسرَعَت أَبِيجَايِل + وقامَت ورَكِبَت على حِمارِها، ومعها خَمسٌ مِن خادِماتِها يَمْشينَ وَراءَها. فرافَقَت رُسُلَ دَاوُد وصارَت زَوجَتَه.
٤٣ وكانَ دَاوُد قد تَزَوَّجَ أيضًا أَخِينُوعَم + مِن يَزْرَعِيل، + فصارَتِ الاثنَتانِ زَوجَتَيْنِ له. +
٤٤ وكانَ شَاوُل قد زَوَّجَ بِنتَهُ مِيكَال، + زَوجَةَ دَاوُد، لِفَلْطِي + بْنِ لَايِش الَّذي مِن جَلِّيم.
٢٦ ثُمَّ أتى رِجالُ زِيف + إلى شَاوُل في جِبْعَة + وقالوا له: «دَاوُد مُختَبِئٌ في تَلَّةِ حَخِيلَة مُقابِلَ يَشِيمُون». *+ ٢ فقامَ شَاوُل ونَزَلَ إلى صَحراءِ زِيف، ومعهُ ٠٠٠,٣ رَجُلٍ مِن أفضَلِ جُنودِ إسْرَائِيل، وذَهَبَ لِيُفَتِّشَ عن دَاوُد في صَحراءِ زِيف. + ٣ وعَسكَرَ شَاوُل بِجانِبِ الطَّريق، في تَلَّةِ حَخِيلَة الَّتي تُقابِلُ يَشِيمُون. ووَصَلَ خَبَرٌ إلى دَاوُد، الَّذي كانَ في ذلِكَ الوَقتِ يَعيشُ في الصَّحراء، أنَّ شَاوُل لَحِقَهُ إلى هُناك. ٤ فأرسَلَ دَاوُد جَواسيسَ لِيَتَأكَّدَ هل جاءَ شَاوُل فِعلًا. ٥ ولاحِقًا، ذَهَبَ دَاوُد إلى المَكانِ الَّذي عَسكَرَ فيهِ شَاوُل، ورَأى المَكانَ الَّذي كانَ شَاوُل نائِمًا فيهِ هو وقائِدُ جَيشِهِ أَبْنِير + بْنُ نِير. وكانَ شَاوُل نائِمًا في المُعَسكَرِ والجُنودُ مُعَسكِرونَ حَولَهُ مِن كُلِّ الجِهات. ٦ ثُمَّ سَألَ دَاوُد أَخِيمَالِك الحِثِّيَّ + وأَبِيشَاي + بْنَ صَرُويَة، + الَّذي هو أخو يُوآب: «مَن يَنزِلُ معي إلى شَاوُل في المُعَسكَر؟». فأجابَ أَبِيشَاي: «أنا أنزِلُ معك». ٧ فذَهَبَ دَاوُد وأَبِيشَاي إلى المُعَسكَرِ في اللَّيل، ووَجَدا شَاوُل نائِمًا ورُمحُهُ مَغروزٌ في الأرضِ قُربَ رَأسِه. وكانَ أَبْنِير والجُنودُ نائِمينَ حَولَهُ مِن كُلِّ الجِهات.
٨ فقالَ أَبِيشَاي لِدَاوُد: «اللّٰهُ اليَومَ سَلَّمَ عَدُوَّكَ إلى يَدِك. + دَعْني مِن فَضلِكَ أُثَبِّتُهُ بِالرُّمحِ في الأرض. تَكْفي ضَربَةٌ واحِدَة، لا أحتاجُ أكثَر». ٩ لكنَّ دَاوُد قالَ لِأَبِيشَاي: «لا تُؤْذِه. فمَنِ الَّذي يَمُدُّ يَدَهُ على مَسِيحِ * يَهْوَه + ويَظَلُّ بَريئًا؟!». + ١٠ وتابَعَ دَاوُد: «أحلِفُ بِيَهْوَه الإلهِ الحَيِّ أنَّ يَهْوَه سيُميتُه، + أو سيَأتي يَومُهُ + ويَموت، أو سيَذهَبُ إلى الحَربِ ويُقتَل. + ١١ فاحتِرامًا لِيَهْوَه، مُستَحيلٌ أن أمُدَّ يَدي على مَسِيحِ يَهْوَه! + خُذِ الرُّمحَ الَّذي قُربَ رَأسِهِ وإبريقَ الماءِ ودَعْنا نَذهَب». ١٢ فأخَذَ دَاوُد الرُّمحَ وإبريقَ الماءِ اللَّذَيْنِ قُربَ رَأسِ شَاوُل وذَهَبا. ولا أحَدَ رَآهُما + أوِ انتَبَهَ إلَيهِما أوِ استَيقَظَ مِنَ النَّوم. فكُلُّهُم كانوا نائِمينَ لِأنَّ يَهْوَه جَعَلَهُم يَنامونَ نَومًا عَميقًا. ١٣ ثُمَّ عَبَرَ دَاوُد إلى الجانِبِ الآخَرِ ووَقَفَ على رَأسِ الجَبَلِ مِن بَعيد، وكانَتِ المَسافَةُ بَينَهُم كَبيرَة.
١٤ ونادى دَاوُد الجُنودَ وأَبْنِير + بْنَ نِير قائِلًا: «هل تَسمَعُني يا أَبْنِير؟». فأجابَ أَبْنِير: «مَن أنت؟ لِماذا تَصرُخُ إلى المَلِك؟». ١٥ فقالَ دَاوُد لِأَبْنِير: «ألَستَ رَجُلًا؟ مَن مِثلُكَ في إسْرَائِيل؟ لِماذا إذًا لم تَحرُسْ سَيِّدَكَ المَلِك؟ فقد دَخَلَ جُندِيٌّ إلى المُعَسكَرِ كَي يَقتُلَه. + ١٦ أنتَ لم تَقُمْ بِواجِبِك. أحلِفُ بِيَهْوَه الإلهِ الحَيِّ أنَّكُم تَستَحِقُّونَ المَوتَ لِأنَّكُم لم تَحرُسوا سَيِّدَكُم، مَسِيحَ يَهْوَه. + أُنظُرْ حَولَك! أينَ رُمحُ المَلِكِ وإبريقُ الماءِ + اللَّذانِ كانا قُربَ رَأسِه؟».
١٧ فعَرَفَ شَاوُل صَوتَ دَاوُد وقال: «هل هذا صَوتُكَ يا ابْني دَاوُد؟». + أجابَ دَاوُد: «هذا صَوتي يا سَيِّدي المَلِك». ١٨ وأضاف: «لِماذا تُطارِدُ خادِمَك يا سَيِّدي؟ + ماذا فَعَلتُ، وما هو ذَنْبي؟ + ١٩ مِن فَضلِكَ يا سَيِّدي المَلِكَ اسمَعْ كَلامَ خادِمِك: إذا كانَ يَهْوَه هوَ الَّذي حَرَّضَكَ علَيَّ، فلْيَقبَلْ * تَقدِمَةَ الحُبوبِ الَّتي سأُقَدِّمُها. ولكنْ إذا كانَ البَشَرُ هُمُ الَّذينَ حَرَّضوك، + فلْيَلعَنْهُم يَهْوَه. فهُم طَرَدوني اليَومَ وفَرَّقوني عن شَعبِ * يَهْوَه، + وكَأنَّهُم يَقولونَ لي: ‹إذهَبْ واعبُدْ * آلِهَةً أُخْرى›. ٢٠ لا تَدَعْ دَمي يَنسَكِبُ على الأرضِ بَعيدًا عن حَضرَةِ يَهْوَه. فلِماذا يا مَلِكَ إسْرَائِيل تَسْعى وَراءَ مُجَرَّدِ بَرغوث، + وكَأنَّكَ تُطارِدُ حَجَلًا في الجِبال؟».
٢١ فرَدَّ علَيهِ شَاوُل: «أنا أخطَأت. + إرجِعْ يا ابْني دَاوُد. فأنا لن أُؤْذِيَكَ بَعدَ الآنَ لِأنَّكَ اعتَبَرتَ حَياتي * ثَمينَةً + اليَوم. أنا تَصَرَّفتُ بِحَماقَةٍ وعَمِلتُ غَلطَةً فَظيعَة». ٢٢ فأجابَ دَاوُد: «ها هو رُمحُ المَلِك. أَرسِلْ أحَدَ الشَّبابِ لِيَأخُذَه. ٢٣ ويَهْوَه هوَ الَّذي سيُكافِئُ كُلَّ واحِدٍ على استِقامَتِهِ + وأمانَتِه. فمع أنَّ يَهْوَه سَلَّمَكَ إلَيَّ اليَوم، لم أُرِدْ أن أمُدَّ يَدي على مَسِيحِ يَهْوَه. + ٢٤ ومِثلَما كانَت حَياتُكَ اليَومَ ثَمينَةً في نَظَري، أرْجو أن تَكونَ حَياتي ثَمينَةً في نَظَرِ يَهْوَه ويُخَلِّصَني مِن كُلِّ ضيق». + ٢٥ فقالَ شَاوُل لِدَاوُد: «لِتَكُنْ مُبارَكًا يا ابْني دَاوُد. فأنتَ ستَعمَلُ أُمورًا عَظيمَة وسَتَنجَحُ بِالتَّأكيد». + وذَهَبَ دَاوُد في طَريقِه، أمَّا شَاوُل فرَجَعَ إلى مَكانِه. +
٢٧ لكنَّ دَاوُد قالَ في قَلبِه: «عاجِلًا أم آجِلًا سأموتُ على يَدِ شَاوُل. أفضَلُ حَلٍّ هو أن أهرُبَ + إلى أرضِ الفِلِسْطِيِّين، فيَيأسُ شَاوُل مِنَ التَّفتيشِ عنِّي في كُلِّ أراضي إسْرَائِيل + وأنْجو مِنه». ٢ فقامَ دَاوُد والـ ٦٠٠ رَجُلٍ + الَّذينَ معهُ وذَهَبوا إلى أَخِيش + بْنِ مَعُوك، مَلِكِ جَتّ. ٣ وبَقِيَ دَاوُد ورِجالُهُ عِندَ أَخِيش في جَتّ، كُلُّ واحِدٍ مع أهلِ بَيتِه. وكانَت زَوجَتا دَاوُد معه: أَخِينُوعَم + الَّتي مِن يَزْرَعِيل، وأَبِيجَايِل + أرمَلَةُ نَابَال الَّتي مِنَ الكَرْمِل. ٤ ولمَّا وَصَلَ خَبَرٌ إلى شَاوُل أنَّ دَاوُد هَرَبَ إلى جَتّ، لم يَعُدْ يُفَتِّشُ عنه. +
٥ وقالَ دَاوُد لِأَخِيش: «إذا كُنتَ لا تُمانِع، أرْجو أن تُعْطِيَني مَكانًا في إحْدى مُدُنِ الرِّيفِ كَي أعيشَ فيه. لِماذا يَسكُنُ خادِمُكَ في المَدينَةِ المَلَكِيَّة معك؟». ٦ فأعْطاهُ أَخِيش في ذلِكَ اليَومِ صِقْلَغ. + لِذلِك صارَت صِقْلَغ لِمُلوكِ يَهُوذَا حتَّى هذا اليَوم.
٧ وكانَتِ المُدَّةُ * الَّتي عاشَها دَاوُد في ريفِ الفِلِسْطِيِّينَ سَنَةً وأربَعَةَ أشهُر. + ٨ وكانَ دَاوُد يَصعَدُ مع رِجالِهِ لِيَهجُمَ على الجَشُورِيِّينَ + والجَرْزِيِّينَ والعَمَالِيقِيِّين. + فهذِهِ الشُّعوبُ كانَت تَسكُنُ في الأرضِ المُمتَدَّة مِن طَالَم إلى شُور + نُزولًا إلى أرضِ مِصْر. ٩ وعِندَما كانَ دَاوُد يَهجُمُ على تِلكَ الأرض، لم يَترُكْ أحَدًا حَيًّا، لا رَجُلًا ولا امرَأة. + لكنَّهُ كانَ يَأخُذُ الغَنَمَ والبَقَرَ والحَميرَ والجِمالَ والثِّياب، ثُمَّ يَرجِعُ إلى أَخِيش. ١٠ فيَسألُهُ أَخِيش: «أينَ هَجَمتُمُ اليَوم؟»، فيُجيبُ دَاوُد: «على جَنوبِ * يَهُوذَا» + أو «على جَنوبِ أرضِ اليَرْحَمْئِيلِيِّين» + أو «على جَنوبِ أرضِ القِينِيِّين». + ١١ فدَاوُد لم يَترُكْ أحَدًا حَيًّا، لا رَجُلًا ولا امرَأة، كَي لا يُؤْخَذوا إلى جَتّ. فهو قال: «حتَّى لا يُخَبِّروا عنَّا ويَقولوا: ‹فَعَلَ دَاوُد كَذا وكَذا›». (هكَذا تَصَرَّفَ دَاوُد كُلَّ الفَترَةِ الَّتي عاشَها في ريفِ الفِلِسْطِيِّين.) ١٢ فصَدَّقَ أَخِيش دَاوُد قائِلًا في نَفْسِه: ‹أكيدٌ أنَّهُ صارَ مَكروهًا بَينَ شَعبِهِ إسْرَائِيل، لِذلِك سيَكونُ دائِمًا خادِمًا لي›.
٢٨ في تِلكَ الأيَّام، جَمَعَ الفِلِسْطِيُّونَ جُيوشَهُم لِيُحارِبوا إسْرَائِيل. + فقالَ أَخِيش لِدَاوُد: «أنتَ تَعرِفُ طَبعًا أنَّكَ ستَذهَبُ معي إلى المَعرَكَة، أنتَ ورِجالُك». + ٢ فقالَ دَاوُد لِأَخِيش: «أنا خادِمُك؛ أنتَ تَعرِفُ جَيِّدًا ماذا سأفعَل». فأجابَهُ أَخِيش: «لِذلِك سأُعَيِّنُكَ لِتَكونَ حارِسًا شَخصِيًّا لي * طولَ الأيَّام». +
٣ وكانَ صَمُوئِيل قد مات، ونَدَبَهُ كُلُّ إسْرَائِيل ودَفَنوهُ في مَدينَتِهِ الرَّامَة. + وكانَ شَاوُل قد تَخَلَّصَ مِنَ الوُسَطاءِ الرُّوحانِيِّينَ والمُبَصِّرينَ في أرضِ إسْرَائِيل. +
٤ وتَجَمَّعَ الفِلِسْطِيُّونَ وذَهَبوا وعَسكَروا في شُونَم. + فجَمَعَ شَاوُل كُلَّ جُنودِ إسْرَائِيل وعَسكَروا في جِلْبُوع. + ٥ ولمَّا رَأى شَاوُل مُعَسكَرَ الفِلِسْطِيِّين، خافَ ومَلَأَ الرُّعبُ قَلبَه. + ٦ ومع أنَّ شَاوُل كانَ يَستَشيرُ يَهْوَه، + لم يُجاوِبْهُ يَهْوَه أبَدًا، لا بِالأحلامِ ولا بِالأُورِيم + ولا بِالأنبِياء. ٧ وأخيرًا، قالَ شَاوُل لِخُدَّامِه: «جِدوا لي وَسيطَةً روحانِيَّة + حتَّى أذهَبَ وأستَشيرَها». فأجابَهُ خُدَّامُه: «هُناك وَسيطَةٌ روحانِيَّة في عَيْن دُور». +
٨ فتَنَكَّرَ شَاوُل ولَبِسَ ثِيابًا أُخْرى وذَهَبَ إلى المَرأةِ لَيلًا معَ اثنَيْنِ مِن رِجالِه. وقال: «مِن فَضلِكِ، استَعمِلي قُدرَتَكِ على رُؤيَةِ الغَيبِ كوَسيطَةٍ روحانِيَّة، + وأَحضِري لي مَن أُسَمِّيهِ لكِ». ٩ لكنَّ المَرأةَ قالَت له: «أنتَ تَعرِفُ بِالتَّأكيدِ ما فَعَلَهُ شَاوُل. فهو تَخَلَّصَ مِنَ الوُسَطاءِ الرُّوحانِيِّينَ والمُبَصِّرينَ في أرضِ إسْرَائِيل. + فلِماذا تُحاوِلُ أن توقِعَني في الفَخّ؟ هل تُريدُ أن تُميتَني؟». + ١٠ عِندَئِذٍ حَلَفَ لها شَاوُل بِيَهْوَه قائِلًا: «أحلِفُ بِيَهْوَه الإلهِ الحَيِّ أنَّكِ لن تَحمِلي أيَّ ذَنْبٍ في هذِهِ المَسألَة». ١١ فسَألَتهُ المَرأة: «مَن أُحضِرُ لك؟». أجاب: «أَحضِري لي صَمُوئِيل». ١٢ ولمَّا رَأتِ المَرأةُ «صَمُوئِيل»، *+ صَرَخَت بِأعْلى صَوتِها وقالَت لِشَاوُل: «لِماذا خَدَعتَني؟ أنتَ شَاوُل!». ١٣ فقالَ لها المَلِك: «لا تَخافي. أَخبِريني، ماذا تَرَيْنَ؟». أجابَتِ المَرأةُ شَاوُل: «ما أراهُ يُشبِهُ إلهًا صاعِدًا مِنَ الأرض». ١٤ فسَألَها فَوْرًا: «ما شَكلُه؟». أجابَت: «ما أراهُ صاعِدًا هو رَجُلٌ مُسِنٌّ ويَلبَسُ عَباءَة». + عِندَئِذٍ أدرَكَ شَاوُل أنَّهُ «صَمُوئِيل»، فرَكَعَ ووَجهُهُ إلى الأرضِ وسَجَد.
١٥ وقالَ «صَمُوئِيل» لِشَاوُل: «لِماذا أزعَجتَني واستَدْعَيتَني؟». أجابَهُ شَاوُل: «أنا في وَرطَةٍ كَبيرَة. الفِلِسْطِيُّونَ يُحارِبونَني، واللّٰهُ تَرَكَني ولم يَعُدْ يُجاوِبُني، لا بِالأنبِياءِ ولا بِالأحلام. + لِهذا السَّبَبِ استَدْعَيتُكَ كَي تُخبِرَني ماذا أفعَل». +
١٦ فقالَ «صَمُوئِيل»: «لِماذا تَستَشيرُني الآنَ ويَهْوَه قد تَرَكَكَ + وصارَ ضِدَّك؟ ١٧ سيَفعَلُ يَهْوَه مِثلَما أنبَأَ بِواسِطَتي: سيَنتَزِعُ يَهْوَه المَملَكَةَ مِن يَدَيْكَ ويُعْطيها لِرَجُلٍ آخَر، لِدَاوُد. + ١٨ فيَهْوَه اليَومَ يَفعَلُ بكَ ذلِك لِأنَّكَ لم تُطِعْ كَلامَ يَهْوَه ولم تُهلِكِ العَمَالِيقِيِّينَ الَّذينَ اشتَعَلَ غَضَبُهُ علَيهِم. + ١٩ أيضًا، سيُسَلِّمُكَ يَهْوَه أنتَ وإسْرَائِيل إلى يَدِ الفِلِسْطِيِّين، + وغَدًا ستَكونُ أنتَ + وأبناؤُكَ + معي. وسَيُسَلِّمُ يَهْوَه جَيشَ إسْرَائِيل إلى يَدِ الفِلِسْطِيِّين». +
٢٠ وفي الحال، وَقَعَ شَاوُل بِطولِهِ على الأرضِ وخافَ كَثيرًا مِن كَلامِ «صَمُوئِيل». ولم تَبْقَ فيهِ أيُّ قُوَّة، لِأنَّهُ لم يَكُنْ قد أكَلَ شَيئًا كُلَّ النَّهارِ وكُلَّ اللَّيل. ٢١ وعِندَما اقتَرَبَتِ المَرأةُ مِن شَاوُل ورَأت أنَّهُ مُضطَرِبٌ جِدًّا، قالَت له: «يا سَيِّدي، أنا أطَعتُ كَلامَكَ وخاطَرتُ بِحَياتي *+ ونَفَّذتُ ما طَلَبتَهُ مِنِّي. ٢٢ والآنَ اسمَعْ مِن فَضلِكَ ما ستَقولُهُ خادِمَتُك. دَعْني أضَعُ أمامَكَ لُقمَةَ خُبزٍ لِتَأكُلَ ويَصيرَ لَدَيكَ قُوَّةٌ لِتَمْشِيَ في طَريقِك». ٢٣ لكنَّهُ رَفَضَ وقال: «لن آكُل». فأصَرَّ علَيهِ خادِماهُ والمَرأةُ أيضًا. فسَمِعَ لهُم أخيرًا وقامَ عنِ الأرضِ وجَلَسَ على السَّرير. ٢٤ وكانَ لَدى المَرأةِ في البَيتِ عِجلٌ سَمين، فأسرَعَت وذَبَحَته. ثُمَّ أخَذَت طَحينًا وعَجَنَتهُ وخَبَزَت خُبزًا. * ٢٥ وقَدَّمَتِ الطَّعامَ إلى شَاوُل وخادِمَيْه، فأكَلوا. ثُمَّ قاموا وغادَروا في اللَّيل. +
٢٩ وجَمَعَ الفِلِسْطِيُّونَ + كُلَّ جُيوشِهِم في أَفِيق. وكانَ الإسْرَائِيلِيُّونَ مُعَسكِرينَ عِندَ النَّبعِ في يَزْرَعِيل. + ٢ وتَقَدَّمَ حُكَّامُ الفِلِسْطِيِّينَ مع جُنودِهِم في مَجموعاتٍ مِن مِئَةٍ ومِن ألف، وسارَ دَاوُد ورِجالُهُ في الخَلفِ مع أَخِيش. + ٣ لكنَّ رُؤَساءَ الفِلِسْطِيِّينَ سَألوا: «ماذا يَفعَلُ هؤُلاءِ العِبْرَانِيُّونَ هُنا؟». فأجابَهُم أَخِيش: «هذا دَاوُد، خادِمُ شَاوُل مَلِكِ إسْرَائِيل. إنَّهُ معي مِن سَنَةٍ أو أكثَر. + ومُنذُ أن تَرَكَ شَاوُل وانضَمَّ إلَيَّ، لم أجِدْ فيهِ أيَّ عَيب». ٤ فغَضِبَ مِنهُ جِدًّا رُؤَساءُ الفِلِسْطِيِّينَ وقالوا له: «أَرجِعِ الرَّجُل! + دَعْهُ يَعودُ إلى المَكانِ الَّذي عَيَّنتَهُ له. لا تَترُكْهُ يَذهَبُ معنا إلى المَعرَكَةِ كَي لا يَنقَلِبَ علَينا خِلالَ القِتال. + فهل هُناك طَريقَةٌ أفضَلُ لِيُرْضِيَ سَيِّدَهُ مِن أن يَأخُذَ لهُ رُؤوسَ رِجالِنا؟ ٥ ألَيسَ هذا هو دَاوُد الَّذي غَنَّت لهُ النِّساءُ وهُنَّ يَرقُصْنَ قائِلات:
‹قَتَلَ شَاوُل الأُلوف،
ودَاوُد عَشَراتِ الأُلوف›؟». +
٦ فاستَدْعى أَخِيش + دَاوُد وقالَ له: «أحلِفُ بِيَهْوَه الإلهِ الحَيِّ أنَّكَ رَجُلٌ مُستَقيم. وأنا مَسرورٌ أنَّكَ ذاهِبٌ مع جَيشي إلى المَعرَكَة، + لِأنِّي لم أجِدْ فيكَ أيَّ عَيبٍ مُنذُ أن أتَيتَ إلَيَّ. + لكنَّ الحُكَّامَ لا يَثِقونَ بك. + ٧ لِذلِكَ ارجِعْ بِسَلامٍ ولا تَفعَلْ شَيئًا يُغضِبُ الفِلِسْطِيِّين». ٨ لكنَّ دَاوُد قالَ لِأَخِيش: «ماذا فَعَلتُ؟ ما العَيبُ الَّذي وجَدتَهُ في خادِمِكَ مِن يَومَ جِئتُ إلَيكَ حتَّى هذا اليَوم؟ لِماذا لا أذهَبُ معكَ وأُحارِبُ أعداءَ سَيِّدي المَلِك؟». ٩ فأجابَ أَخِيش دَاوُد: «أنتَ في نَظَري رَجُلٌ صالِحٌ كمَلاكٍ مِنَ اللّٰه. + إلَّا أنَّ رُؤَساءَ الفِلِسْطِيِّينَ قالوا: ‹لا تَدَعْهُ يَذهَبُ معنا إلى المَعرَكَة›. ١٠ لِذلِك قُمْ باكِرًا في الصَّباحِ أنتَ وخُدَّامُ سَيِّدِكَ الَّذينَ أتَوْا معك، وغادِروا حالَما يَطلَعُ الضَّوء».
١١ فقامَ دَاوُد ورِجالُهُ باكِرًا في الصَّباحِ لِيَرجِعوا إلى أرضِ الفِلِسْطِيِّين. أمَّا الفِلِسْطِيُّونَ فصَعِدوا إلى يَزْرَعِيل. +
٣٠ ووَصَلَ دَاوُد ورِجالُهُ إلى صِقْلَغ + في اليَومِ الثَّالِث. وكانَ العَمَالِيقِيُّونَ + قد شَنُّوا هُجومًا على الجَنوبِ * وعلى صِقْلَغ واجتاحوا صِقْلَغ وأحرَقوها بِالنَّار. ٢ وأسَروا النِّساءَ + وكُلَّ مَن فيها، مِنَ الصَّغيرِ إلى الكَبير؛ لم يَقتُلوا أحَدًا، بل أخَذوهُم وذَهَبوا في طَريقِهِم. ٣ وعِندَما أتى دَاوُد ورِجالُهُ إلى المَدينَة، وَجَدوا أنَّها مَحروقَةٌ وأنَّ زَوجاتِهِم وأبناءَهُم وبَناتِهِم أُخِذوا أسْرى. ٤ فبَدَأ دَاوُد والرِّجالُ الَّذينَ معهُ يَبْكونَ بِصَوتٍ عالٍ حتَّى لم تَعُدْ لَدَيهِم قُدرَةٌ على البُكاء. ٥ وأُسِرَت أيضًا زَوجَتا دَاوُد: أَخِينُوعَم مِن يَزْرَعِيل، وأَبِيجَايِل أرمَلَةُ نَابَال الكَرْمِلِيّ. + ٦ وتَضايَقَ دَاوُد كَثيرًا لِأنَّ الرِّجالَ كانوا يَتَكَلَّمونَ عن رَجمِه. فكُلُّهُم كانوا مَقهورينَ جِدًّا * على خَسارَةِ أبنائِهِم وبَناتِهِم. لكنَّ دَاوُد استَمَدَّ القُوَّةَ مِن يَهْوَه إلهِه. +
٧ ثُمَّ قالَ دَاوُد لِلكاهِنِ أَبِيَاثَار، + ابْنِ أَخِيمَالِك: «مِن فَضلِكَ أَحضِرِ الأَفُود». *+ فأحضَرَ أَبِيَاثَار الأَفُودَ إلى دَاوُد. ٨ فسَألَ دَاوُد يَهْوَه: + «هل أُطارِدُ فِرقَةَ النَّاهِبينَ هذِه؟ وهل سأصِلُ إلَيهِم؟». فأجابَه: «طارِدْهُم. فأنتَ بِالتَّأكيدِ ستَصِلُ إلَيهِم وتُنقِذُ ما أُخِذ». +
٩ وعلى الفَوْر، انطَلَقَ دَاوُد معَ الـ ٦٠٠ رَجُلٍ + الَّذينَ معه، ووَصَلوا إلى وادي بَسُور. وبَقِيَ بَعضُ الرِّجالِ هُناك. ١٠ وتابَعَ دَاوُد المُطارَدَةَ مع ٤٠٠ رَجُل، فيما تَوَقَّفَ الـ ٢٠٠ رَجُلٍ لِأنَّهُم كانوا غَيرَ قادِرينَ أن يَعبُروا وادي بَسُور مِن شِدَّةِ تَعَبِهِم. +
١١ ووَجَدوا رَجُلًا مِصْرِيًّا في الحَقل، فأخَذوهُ إلى دَاوُد. وأعْطَوْهُ طَعامًا وماءً لِيَأكُلَ ويَشرَب، ١٢ بِالإضافَةِ إلى قِطعَةٍ مِن قالِبِ تينٍ وقُرصَيْ زَبيب. وبَعدَما أكَل، استَعادَ قُوَّتَه. * فهو لم يَكُنْ قد أكَلَ طَعامًا ولا شَرِبَ ماءً لِثَلاثَةِ أيَّامٍ وثَلاثِ لَيالٍ. ١٣ فسَألَهُ دَاوُد: «مَن هو سَيِّدُك، ومِن أينَ أنتَ؟». أجاب: «أنا خادِمٌ مِصْرِيّ، عَبدٌ لِرَجُلٍ عَمَالِيقِيّ. لكنَّ سَيِّدي تَرَكَني لِأنِّي مَرِضتُ مُنذُ ثَلاثَةِ أيَّام. ١٤ وقد هَجَمنا على جَنوبِ * أرضِ الكِرِيثِيِّينَ + وعلى أرضِ يَهُوذَا وعلى جَنوبِ * أرضِ كَالِب، + وأحرَقنا صِقْلَغ بِالنَّار». ١٥ فقالَ لهُ دَاوُد: «هل تُنزِلُني إلى فِرقَةِ النَّاهِبينَ هذِه؟». أجاب: «إذا حَلَفتَ لي بِاللّٰهِ أنَّكَ لن تُميتَني ولن تُسَلِّمَني إلى يَدِ سَيِّدي، آخُذُكَ إلَيهِم».
١٦ فأخَذَهُ إلَيهِم. وكانوا مُنتَشِرينَ في المَكانِ كُلِّه، يَأكُلونَ ويَشرَبونَ ويَحتَفِلونَ لِأنَّهُم جَلَبوا غَنيمَةً عَظيمَة مِن أرضِ الفِلِسْطِيِّينَ وأرضِ يَهُوذَا. ١٧ فحارَبَهُم دَاوُد مِن قَبلِ أن يَطلَعَ الفَجرُ حتَّى المَساءِ التَّالي، ولم يَنْجُ مِنهُم + إلَّا ٤٠٠ رَجُلٍ هَرَبوا على الجِمال. ١٨ واستَرجَعَ دَاوُد كُلَّ ما أخَذَهُ العَمَالِيقِيُّون، + وخَلَّصَ زَوجَتَيْه. ١٩ ولم يَخسَروا أيَّ شَخصٍ أو أيَّ شَيء، لا صَغيرًا ولا كَبيرًا، بلِ استَرجَعوا أبناءَهُم وبَناتِهِم وغَنيمَةَ الحَرب. + إستَرجَعَ دَاوُد كُلَّ شَيءٍ نَهَبوه. ٢٠ وأخَذَ دَاوُد كُلَّ الغَنَمِ والبَقَر، وقادَها رِجالُهُ أمامَ ماشِيَتِهِم. وقالوا: «هذِه غَنيمَةُ دَاوُد».
٢١ ثُمَّ جاءَ دَاوُد إلى الـ ٢٠٠ رَجُلٍ الَّذينَ لم يَذهَبوا معهُ مِن شِدَّةِ تَعَبِهِم وبَقوا في وادي بَسُور. + فخَرَجوا لِلِقاءِ دَاوُد والشَّعبِ الَّذينَ معه. ولمَّا اقتَرَبَ دَاوُد مِنَ الرِّجال، سَألَهُم عن أحوالِهِم. ٢٢ وكانَ بَينَ الَّذينَ ذَهَبوا مع دَاوُد رِجالٌ سَيِّئونَ لا نَفعَ لهُم. فقالوا: «بِما أنَّهُم لم يَذهَبوا معنا، فلن نُعْطِيَهُم شَيئًا مِن غَنيمَةِ الحَربِ الَّتي استَرجَعناها. لِيَأخُذْ كُلُّ واحِدٍ زَوجَتَهُ وأوْلادَهُ ويَذهَب». ٢٣ لكنَّ دَاوُد قال: «يا إخوَتي، لا تَفعَلوا هكَذا بِما أعْطانا إيَّاهُ يَهْوَه. فهو حَمانا وسَلَّمَ إلى يَدِنا فِرقَةَ النَّاهِبينَ الَّذينَ هَجَموا علَينا. + ٢٤ هل تَظُنُّونَ أنَّ أحَدًا سيُوافِقُ معكُم على هذا الأمر؟! الَّذي نَزَلَ إلى المَعرَكَةِ ستَكونُ حِصَّتُهُ مِثلَ الَّذي بَقِيَ عِندَ الأمتِعَة. + الكُلُّ سيَتَقاسَمونَ بِالتَّساوي». + ٢٥ ومِن ذلِكَ اليَومِ فصاعِدًا، جَعَلَ دَاوُد كَلامَهُ يَصيرُ مَطلَبًا وقانونًا في إسْرَائِيل حتَّى هذا اليَوم.
٢٦ ولمَّا رَجَعَ دَاوُد إلى صِقْلَغ، أرسَلَ بَعضًا مِن غَنيمَةِ الحَربِ إلى شُيوخِ يَهُوذَا الَّذينَ كانوا أصدِقاءَه، قائِلًا: «هذِه هَدِيَّةٌ * لكُم مِنَ الغَنيمَةِ الَّتي أخَذناها مِن أعداءِ يَهْوَه». ٢٧ وهو أرسَلَها إلى الَّذينَ في بَيْت إيل، + في رَامُوت النَّقَب، * في يَتِّير، + ٢٨ في عَرُوعِير، في سِفْمُوث، في أَشْتِمُوع، + ٢٩ في رَاخَال، في مُدُنِ اليَرْحَمْئِيلِيِّين، + في مُدُنِ القِينِيِّين، + ٣٠ في حُرْمَة، + في بُور عَاشَان، في عَتَاك، ٣١ في حَبْرُون، + وإلى كُلِّ الأماكِنِ الَّتي كانَ دَاوُد ورِجالُهُ يَتَرَدَّدونَ علَيها.
٣١ وكانَ الفِلِسْطِيُّونَ يُحارِبونَ إسْرَائِيل. + فهَرَبَ رِجالُ إسْرَائِيل مِن أمامِ الفِلِسْطِيِّين، وسَقَطَ كَثيرونَ قَتْلى على جَبَلِ جِلْبُوع. + ٢ وطارَدَ الفِلِسْطِيُّونَ شَاوُل وأبناءَهُ عن قُرب، وتَمَكَّنوا مِن قَتلِ يُونَاثَان + وأَبِينَادَاب ومَلْكِيشُوع أبناءِ شَاوُل. + ٣ واشتَدَّ القِتالُ حَولَ شَاوُل. ووَجَدَهُ رُماةُ السِّهام، فأصابوهُ إصاباتٍ خَطيرَة. + ٤ فقالَ شَاوُل لِحامِلِ سِلاحِه: «إسحَبْ سَيفَكَ واطعَنِّي به. لا أُريدُ أن يَأتِيَ هؤُلاءِ الرِّجالُ غَيرُ المَختونينَ + ويَطعَنوني ويُعامِلوني بِوَحشِيَّة». لكنَّ حامِلَ سِلاحِهِ رَفَضَ لِأنَّهُ خافَ كَثيرًا. فأخَذَ شَاوُل السَّيفَ ووَقَعَ علَيه. + ٥ ولمَّا رَأى حامِلُ سِلاحِهِ أنَّهُ مات، + وَقَعَ هو أيضًا على سَيفِهِ وماتَ معه. ٦ وهكَذا ماتَ شَاوُل وأبناؤُهُ الثَّلاثَة وحامِلُ سِلاحِهِ وكُلُّ رِجالِهِ في ذلِكَ اليَومِ معًا. + ٧ ولمَّا رَأى الإسْرَائِيلِيُّونَ الَّذينَ في مِنطَقَةِ الوادي * وفي مِنطَقَةِ نَهرِ الأُرْدُنّ أنَّ رِجالَ إسْرَائِيل هَرَبوا وأنَّ شَاوُل وأبناءَهُ ماتوا، تَرَكوا المُدُنَ وهَرَبوا. + فأتى الفِلِسْطِيُّونَ وسَكَنوا فيها.
٨ وفي اليَومِ التَّالي، لمَّا جاءَ الفِلِسْطِيُّونَ لِيَنهَبوا القَتْلى، وَجَدوا جُثَثَ شَاوُل وأبنائِهِ الثَّلاثَة على جَبَلِ جِلْبُوع. + ٩ فقَطَعوا رَأسَهُ ونَزَعوا سِلاحَه، ونَشَروا الخَبَرَ في كُلِّ أرضِ الفِلِسْطِيِّين، + في مَعابِدِ * أصنامِهِم + وبَينَ الشَّعب. ١٠ ثُمَّ وَضَعوا سِلاحَهُ في مَعبَدِ تَماثيلِ عَشْتَرُوت، وعَلَّقوا جُثَّتَهُ على سورِ بَيْت شَان. + ١١ ولمَّا سَمِعَ سُكَّانُ يَابِيش جِلْعَاد + بِما فَعَلَهُ الفِلِسْطِيُّونَ بِشَاوُل، ١٢ سارَ جَميعُ المُحارِبينَ كُلَّ اللَّيل، وأنزَلوا جُثَثَ شَاوُل وأبنائِهِ عن سورِ بَيْت شَان. ورَجَعوا إلى يَابِيش وأحرَقوا الجُثَثَ هُناك. ١٣ ثُمَّ أخَذوا عِظامَهُم + ودَفَنوها تَحتَ شَجَرَةِ الأَثْلِ في يَابِيش، + وصاموا سَبعَةَ أيَّام.
أو: «في الرامة وهو صوفيّ».
أو: «ليسجد لـ».
حرفيًّا: «كان قد أغلق رحمها».
أو: «لماذا يكتئب قلبك؟».
أي: الخيمة المقدَّسة (المَسكَن).
حرفيًّا: «نفسها مُرَّة».
حرفيًّا: «ولا يرتفع الموسى على رأسه».
حرفيًّا: «أسكب نفسي».
حرفيًّا: «تذكَّرها يهوه».
أو ربما: «ولما أتى الوقت».
معناه: «إسم اللّٰه».
٢٢ ل تقريبًا.
حرفيًّا: «حيَّة هي نفسك».
حرفيًّا: «هو مُعارٌ ليهوه».
إشارة كما يتضح إلى ألقانة.
حرفيًّا: «يرتفع قرني».
أو: «الذين يتعثَّرون».
حرفيًّا: «تذبل».
أو: «ويحافظ على الحياة».
بالعبرانية شِئول، المكان المجازي حيث يرقد الأموات.
أو ربما: «مكب الزبالة».
أو: «الأرض المُنتِجة».
أو ربما: «خصوم يهوه سيرتعبون».
حرفيًّا: «يرفع قرن».
أو: «ممسوحه؛ مختاره».
أو: «الحَلَّة».
حرفيًّا: «ما تشتهيه نفسك».
أو: «يلفُّ بحزام».
ثوب خاص يلبسه الكهنة.
أو: «أمام».
أو ربما: «فاللّٰه يحكم له».
أو ربما: «يُصعِد دخان التقدمات».
حرفيًّا: «ترفسون؛ تلبطون».
حرفيًّا: «يسيرون أمامي».
حرفيًّا: «أقطع ذراعك».
حرفيًّا: «يذوِّب نفسك».
حرفيًّا: «بحسب ما في قلبي وفي نفسي».
إشارة إلى نسل من الكهنة.
حرفيًّا: «يسير».
أي: الخيمة المقدَّسة (المَسكَن).
أو: «تابوت».
حرفيًّا: «تطن أذنا».
حرفيًّا: «لا يُكفَّر عنه».
حرفيًّا: «تسقط إلى الأرض».
حرفيًّا: «لماذا هزمَنا يهوه».
أو: «تابوت عهد».
أو ربما: «بين».
أو: «البرية».
حرفيًّا: «ولم تضع قلبها».
معناه: «أين المجد؟».
أو: «تابوت».
حرفيًّا: «بيت».
حرفيًّا: «داجون فقط».
حرفيًّا: «ثقُلت يد».
أو: «تابوت».
حرفيًّا: «يخفِّف يده عنكم».
حرفيًّا: «لماذا تقسُّون قلبكم».
خشبة توضَع على أكتاف الحيوانات والناس لحمل الأثقال وغير ذلك.
الخوار هو الصوت الذي تصدره البقرة.
حرفيًّا: «٧٠ رجلًا، ٠٠٠,٥٠ رجل».
أو: «تابوت».
أو: «فرزوا؛ خصَّصوا».
حرفيًّا: «ينوحون وراء».
حرفيًّا: «اخدموه».
معناه: «حجر المساعدة».
حرفيًّا: «كان الأمر سيِّئًا في عينَي صموئيل».
حرفيًّا: «يخدمون».
حرفيًّا: «تكلَّم به في أذنَي».
حرفيًّا: «أُتن».
١ شاقل = ٤,١١ غ.
حرفيًّا: «كشف أذن».
حرفيًّا: «إمسحه».
أو: «يضبط».
حرفيًّا: «ما في قلبك».
حرفيًّا: «مسحك».
حرفيًّا: «ميراثه».
حرفيًّا: «وأُلوفكم».
حرفيًّا: «كان كأخرس».
حرفيًّا: «خلال هزيع الصباح»، وهي فترة تمتد من حوالي الثانية فجرًا إلى السادسة صباحًا.
حرفيًّا: «سمعت لصوتكم بخصوص».
حرفيًّا: «يمشي أمامكم».
أو: «ممسوحه؛ مختاره».
حرفيًّا: «لم تجدوا شيئًا في يدي».
حرفيًّا: «خدمنا».
أو: «غير الحقيقية».
أو: «غير حقيقية».
أو: «بحق».
الرقم غير موجود في النص العبراني.
أو: «قرن الخروف».
حرفيًّا: «والأجباب».
حرفيًّا: «ويباركه».
حرفيًّا: «لم أليِّن وجه».
الفيم هو وحدة وزن قديمة تساوي ٨ غ من الفضة تقريبًا.
المنخس هو عصا مسنَّنة تُستعمَل لدفع الحيوان إلى الأمام وتوجيهه.
أو: «قاعدة عسكرية».
حرفيًّا: «نصف تلم فدَّان حقل»، أي نصف المساحة التي يفلحها زوج من الثيران في يوم واحد.
أو: «تابوت».
حرفيًّا: «اليوم».
حرفيًّا: «أرجِع يدك».
حرفيًّا: «خبزًا».
حرفيًّا: «جاءت كل الأرض».
حرفيًّا: «أضاءت عيناه».
أو: «جعل الأرض منبوذة».
أو: «الخلاص».
حرفيًّا: «فدى».
حرفيًّا: «لأمسحك».
حرفيًّا: «وحرِّموا».
أو: «تشفق عليهم».
أو: «المحبة الثابتة».
أو: «وأشفق شاول ورجاله على».
أو: «بالندم؛ بالحزن».
أو: «أشفق الرجال على».
حرفيًّا: «وتماثيل الترافيم»، أي آلهة المنزل؛ الأصنام.
أو: «ولا يندم؛ ولا يتأسَّف».
أو: «يندم؛ يتأسَّف».
أو ربما: «بثقة».
حرفيًّا: «مرارة».
أو: «ندم؛ حزن».
حرفيًّا: «قرنك».
حرفيًّا: «قدِّسوا».
أو: «ممسوحه؛ مختاره».
حرفيًّا: «كان أصهب». قد تشير الكلمة العبرانية إلى بشرة داود النضرة أو إلى شعره الأحمر.
حرفيًّا: «امسحه».
حرفيًّا: «قِربة نبيذ؛ زِق نبيذ».
أو: «سهل إيلة المنخفض».
أو: «رجل مُبارز».
طوله ٩,٢ م تقريبًا.
٥٧ كلغ تقريبًا.
حرفيًّا: «مزراق».
٨,٦ كلغ تقريبًا.
أو: «أسخر من».
حرفيًّا: «هذه الإيفة». ٢٢ ل تقريبًا.
حرفيًّا: «لرئيس الألف».
حرفيًّا: «حصص الحليب».
أو: «ليسخر من».
أو: «يسخر من».
أو: «تضعف معنويات؛ يذوب قلب».
أو: «سخر من».
حرفيًّا: «أصهب». قد تشير الكلمة العبرانية إلى بشرة داود النضرة أو إلى شعره الأحمر.
حرفيًّا: «المزراق».
أو: «سخرت منه».
حرفيًّا: «كل هذه الجماعة».
حرفيًّا: «حيَّة هي نفسك».
حرفيًّا: «تعلَّقت نفس يوناثان بنفس داود».
أو: «يتصرَّف بحكمة».
أو: «يتصرَّف مثل نبي».
حرفيًّا: «كان يخرج ويدخل أمام الشعب».
أو: «يتصرَّف بحكمة».
أو: «يتصرَّف بحكمة».
حرفيًّا: «وضع نفسه في كفِّه».
أو: «خلاصًا».
أو: «إله المنزل؛ الصنم».
حرفيًّا: «الجب».
أو: «شبه عريان».
حرفيًّا: «يطلب نفسي».
حرفيًّا: «تقوله نفسك».
أو: «المحبة الثابتة».
حرفيًّا: «فهكذا يفعل يهوه ليوناثان وهكذا يزيد».
أو: «محبة يهوه الثابتة».
أو: «المحبة الثابتة».
حرفيًّا: «يوم العمل».
حرفيًّا: «لعُري أمك».
حرفيًّا: «لأنه ابن موت».
أو: «امتنعوا عن العلاقات الجنسية».
حرفيًّا: «خبز الوجه».
أو: «سهل إيلة المنخفض».
ثوب خاص يلبسه الكهنة.
حرفيًّا: «فوضع داود هذا الكلام في قلبه».
حرفيًّا: «في يدهم».
حرفيًّا: «نفسه».
أو: «أمين».
حرفيًّا: «للعدَّائين».
ثوب خاص يلبسه الكهنة.
حرفيًّا: «مَن يطلب نفسي يطلب نفسك».
البيدر هو المكان الذي تُفصَل فيه الحبوب عن القش.
ثوب خاص يلبسه الكهنة.
حرفيًّا: «باعه ليَدي».
أو ربما: «أصحاب الأراضي في».
أو ربما: «خاف لأنَّ».
حرفيًّا: «ليطلب نفسه».
حرفيًّا: «يده».
حرفيًّا: «يمين».
أو ربما: «الصحراء؛ البرية».
حرفيًّا: «ألوف».
حرفيًّا: «ليغطِّي قدميه».
أو: «ضميره».
أو: «ممسوح؛ مختار».
أو ربما: «فرَّق».
حرفيًّا: «أنت تتصيَّد نفسي لتأخذها».
مدينة في يهوذا، وهي غير جبل الكرمل.
أو: «فطينة؛ عندها تمييز».
أو: «أتمنى لك السلام».
حرفيًّا: «في يوم خير».
أو: «بلا قيمة؛ لا نفع له».
حرفيًّا: «خمسة أصواع». ١ صاع = ٣٣,٧ ل.
حرفيًّا: «كل مَن يتبوَّل على الحائط ممَّن له». تعبير عبراني يشير إلى الذكور ويدل على الاحتقار.
أو ربما: «فليعاقب اللّٰه داود».
معناه: «غبي».
أو: «تخلِّص نفسك».
حرفيًّا: «البركة».
حرفيًّا: «نفسك».
أو: «ملفوفة بصُرَّة الحياة».
أو: «من وسط المقلاع».
حرفيًّا: «لا يكون لديك سبب للصدمة أو التعثُّر».
أو: «وخلَّصت نفسك».
أو: «تمييزك».
أو: «وأخلِّص نفسي».
حرفيًّا: «ما كان بقي مَن يتبوَّل على الحائط». تعبير عبراني يشير إلى الذكور ويدل على الاحتقار.
حرفيًّا: «على رأسه».
أو ربما: «الصحراء؛ البرية».
أو: «ممسوح؛ مختار».
حرفيًّا: «فليشمَّ».
حرفيًّا: «ميراث»، وقد يشمل الشعب وأيضًا الأرض التي ورثوها.
حرفيًّا: «اخدم».
حرفيًّا: «نفسي».
حرفيًّا: «عدد الأيام».
أو: «نقب».
حرفيًّا: «حارسًا لرأسي».
أو: «ما بدا كأنَّه صموئيل».
حرفيًّا: «ووضعتُ نفسي في كفِّي».
حرفيًّا: «خبزًا بلا خميرة».
أو: «النَّقب».
حرفيًّا: «فكل الشعب كانت نفسه مُرَّة».
ثوب خاص يلبسه الكهنة.
حرفيًّا: «رجعت روحه إليه».
أو: «نقب».
أو: «نقب».
حرفيًّا: «بركة».
أو: «الجنوب».
أو: «السهل المنخفض».
حرفيًّا: «بيت».