سِفْرُ صَمُوئِيلَ ٱلثَّانِي
أَوْ، بِحَسَبِ ٱلتَّرْجَمَةِ ٱلسَّبْعِينِيَّةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ، سِفْرُ ٱلْمُلُوكِ ٱلثَّانِي
١ وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ شَاوُلَ وَرُجُوعِ دَاوُدَ مِنْ ضَرْبِ ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ، + أَنَّ دَاوُدَ سَكَنَ فِي صِقْلَغَ + يَوْمَيْنِ. ٢ وَلَمَّا كَانَ ٱلْيَوْمُ ٱلثَّالِثُ، إِذَا بِرَجُلٍ + أَتَى مِنَ ٱلْمُعَسْكَرِ، مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ، وَثِيَابُهُ مُمَزَّقَةٌ + وَعَلَى رَأْسِهِ تُرَابٌ. + وَلَمَّا جَاءَ إِلَى دَاوُدَ، سَقَطَ عَلَى ٱلْأَرْضِ + وَسَجَدَ.
٣ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟». قَالَ لَهُ: «مِنْ مُعَسْكَرِ إِسْرَائِيلَ هَرَبْتُ». ٤ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «كَيْفَ كَانَ ٱلْأَمْرُ؟ أَخْبِرْنِي». فَأَجَابَهُ: «قَدْ هَرَبَ ٱلشَّعْبُ مِنَ ٱلْمَعْرَكَةِ وَسَقَطَ أَيْضًا مِنَ ٱلشَّعْبِ كَثِيرُونَ وَمَاتُوا، + وَشَاوُلُ + وَيُونَاثَانُ + ٱبْنُهُ قَدْ مَاتَا أَيْضًا». ٥ ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لِلْفَتَى ٱلَّذِي أَخْبَرَهُ: «كَيْفَ عَرَفْتَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ٱبْنُهُ أَيْضًا؟». + ٦ فَقَالَ ٱلْفَتَى ٱلَّذِي أَخْبَرَهُ: «اِتَّفَقَ لِي أَنْ كُنْتُ فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ، + وَكَانَ شَاوُلُ مُسْتَنِدًا عَلَى رُمْحِهِ، + وَإِذَا بِسَائِقِي ٱلْمَرْكَبَاتِ وَٱلْفُرْسَانِ قَدْ أَدْرَكُوهُ. + ٧ وَلَمَّا ٱلْتَفَتَ وَرَاءَهُ وَرَآنِي نَادَانِي، فَقُلْتُ: ‹هٰأَنَذَا›. ٨ فَقَالَ لِي: ‹مَنْ أَنْتَ؟›، فَقُلْتُ لَهُ: ‹عَمَالِيقِيٌّ أَنَا›. + ٩ فَقَالَ: ‹قِفْ عَلَيَّ وَٱقْتُلْنِي، فَقَدْ شُلَّ عَضَلِي، لِأَنَّ كُلَّ نَفْسِي + بَعْدُ فِيَّ›. ١٠ فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ، + لِأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّهُ لَا يَحْيَا بَعْدَمَا أَثْخَنَتْهُ ٱلْجِرَاحُ. ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلْإِكْلِيلَ + ٱلَّذِي عَلَى رَأْسِهِ وَٱلسِّوَارَ ٱلَّذِي عَلَى ذِرَاعِهِ، فَأَتَيْتُ بِهِمَا إِلَى سَيِّدِي هٰهُنَا».
١١ فَأَمْسَكَ دَاوُدُ ثِيَابَهُ وَمَزَّقَهَا، + وَكَذٰلِكَ فَعَلَ جَمِيعُ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ. ١٢ وَنَدَبُوا وَبَكَوْا + وَصَامُوا + إِلَى ٱلْمَسَاءِ عَلَى شَاوُلَ وَعَلَى يُونَاثَانَ ٱبْنِهِ وَعَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ وَعَلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، + لِأَنَّهُمْ سَقَطُوا بِٱلسَّيْفِ.
١٣ ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لِلْفَتَى ٱلَّذِي أَخْبَرَهُ: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟»، فَأَجَابَهُ: «أَنَا ٱبْنُ مُتَغَرِّبٍ عَمَالِيقِيٍّ». + ١٤ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «كَيْفَ لَمْ تَخَفْ + أَنْ تَمُدَّ يَدَكَ لِتُهْلِكَ مَسِيحَ + يَهْوَهَ؟». ١٥ عِنْدَئِذٍ دَعَا دَاوُدُ أَحَدَ ٱلْفِتْيَانِ وَقَالَ: «اِقْتَرِبْ وَأَوْقِعْ بِهِ». فَضَرَبَهُ فَمَاتَ. + ١٦ فَقَالَ دَاوُدُ لَهُ: «دَمُكَ عَلَى رَأْسِكَ، + لِأَنَّ فَمَكَ شَهِدَ عَلَيْكَ + قَائِلًا: ‹أَنَا قَتَلْتُ مَسِيحَ يَهْوَهَ›». +
١٧ وَرَثَى + دَاوُدُ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ٱبْنَهُ + بِهٰذِهِ ٱلْمَرْثَاةِ، ١٨ وَقَالَ أَنْ يَتَعَلَّمَ بَنُو يَهُوذَا + قَصِيدَةَ «ٱلْقَوْسِ». + وَهَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ يَاشَرَ: +
١٩ «اَلْبَهَاءُ يَا إِسْرَائِيلُ مَقْتُولٌ عَلَى مُرْتَفَعَاتِكَ. +
كَيْفَ سَقَطَ ٱلْجَبَابِرَةُ!
٢٠ لَا تُخْبِرُوا بِذٰلِكَ فِي جَتَّ، +
وَفِي شَوَارِعِ أَشْقَلُونَ لَا تُعْلِنُوهُ، +
لِئَلَّا تَفْرَحَ بَنَاتُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ،
لِئَلَّا تَبْتَهِجَ بَنَاتُ ٱلْغُلْفِ. +
٢١ يَا جِبَالَ جِلْبُوعَ، + لَا يَكُنْ عَلَيْكِ نَدًى وَلَا مَطَرٌ، وَلَا حُقُولٌ تُنْتِجُ تَقْدِمَاتٍ؛ +
لِأَنَّهُ هُنَاكَ تَلَطَّخَ تُرْسُ ٱلْجَبَابِرَةِ،
تُرْسُ شَاوُلَ، فَلَمْ يُوجَدْ تُرْسٌ مُسِحَ بِٱلزَّيْتِ. +
٢٢ عَنْ دَمِ ٱلْقَتْلَى، عَنْ شَحْمِ ٱلْجَبَابِرَةِ،
لَمْ تَرْتَدَّ قَوْسُ يُونَاثَانَ إِلَى ٱلْوَرَاءِ، +
وَسَيْفُ شَاوُلَ لَمْ يَرْجِعْ خَائِبًا. +
٢٣ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ + مَحْبُوبَانِ وَحُلْوَانِ فِي حَيَاتِهِمَا،
وَفِي مَوْتِهِمَا لَمْ يَفْتَرِقَا. +
أَخَفُّ مِنَ ٱلْعِقْبَانِ، +
وَأَشَدُّ مِنَ ٱلْأُسُودِ. +
٢٤ يَا بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ، ٱبْكِينَ شَاوُلَ،
ٱلَّذِي أَلْبَسَكُنَّ ٱلْقِرْمِزَ زِينَةً،
وَجَعَلَ حُلِيَّ ٱلذَّهَبِ عَلَى لِبَاسِكُنَّ. +
٢٥ كَيْفَ سَقَطَ ٱلْجَبَابِرَةُ فِي وَسَطِ ٱلْمَعْرَكَةِ! +
يُونَاثَانُ قَتِيلٌ عَلَى مُرْتَفَعَاتِكَ! +
٢٦ قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يَا أَخِي يُونَاثَانُ،
كُنْتَ حُلْوًا لِي جِدًّا. +
وَكَانَتْ مَحَبَّتُكَ لِي أَعْجَبَ مِنْ مَحَبَّةِ ٱلنِّسَاءِ. +
٢ وَكَانَ بَعْدَ ذٰلِكَ أَنَّ دَاوُدَ سَأَلَ يَهْوَهَ + قَائِلًا: «أَأَصْعَدُ إِلَى إِحْدَى مُدُنِ يَهُوذَا؟». فَقَالَ لَهُ يَهْوَهُ: «اِصْعَدْ». فَقَالَ دَاوُدُ: «إِلَى أَيْنَ أَصْعَدُ؟». فَقَالَ: «إِلَى حَبْرُونَ». + ٢ فَصَعِدَ دَاوُدُ إِلَى هُنَاكَ هُوَ وَزَوْجَتَاهُ، أَخِينُوعَمُ + ٱلْيِزْرَعِيلِيَّةُ وَأَبِيجَايِلُ + زَوْجَةُ نَابَالَ ٱلْكَرْمَلِيِّ. ٣ وَأَصْعَدَ دَاوُدُ ٱلرِّجَالَ + ٱلَّذِينَ مَعَهُ، كُلَّ وَاحِدٍ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَسَكَنُوا فِي مُدُنِ أَرَاضِي حَبْرُونَ. ٤ ثُمَّ أَتَى رِجَالُ يَهُوذَا + وَمَسَحُوا + هُنَاكَ دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا. +
وَأَخْبَرُوا دَاوُدَ قَائِلِينَ: «إِنَّ رِجَالَ يَابِيشَ جِلْعَادَ هُمُ ٱلَّذِينَ دَفَنُوا شَاوُلَ». ٥ فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلًا إِلَى رِجَالِ يَابِيشَ جِلْعَادَ + وَقَالَ لَهُمْ: «مُبَارَكُونَ أَنْتُمْ مِنْ يَهْوَهَ، + لِأَنَّكُمْ صَنَعْتُمْ هٰذَا ٱللُّطْفَ ٱلْحُبِّيَّ + إِلَى سَيِّدِكُمْ، إِلَى شَاوُلَ، فَدَفَنْتُمُوهُ. + ٦ وَٱلْآنَ لِيَصْنَعْ يَهْوَهُ إِلَيْكُمْ لُطْفًا حُبِّيًّا + وَأَمَانَةً، وَأَنَا أَيْضًا أَصْنَعُ إِلَيْكُمْ هٰذَا ٱلْخَيْرَ لِأَنَّكُمْ فَعَلْتُمْ هٰذَا ٱلْأَمْرَ. + ٧ وَٱلْآنَ فَلْتَتَقَوَّ أَيْدِيكُمْ وَكُونُوا بَوَاسِلَ، + لِأَنَّ سَيِّدَكُمْ شَاوُلَ مَاتَ، وَإِيَّايَ مَسَحَ بَيْتُ يَهُوذَا مَلِكًا + عَلَيْهِمْ».
٨ وَأَمَّا أَبْنِيرُ + بْنُ نِيرٍ، رَئِيسُ جَيْشِ شَاوُلَ، فَأَخَذَ إِيشْبُوشَثَ + بْنَ شَاوُلَ، وَعَبَرَ بِهِ إِلَى مَحَنَايِمَ، + ٩ وَمَلَّكَهُ عَلَى جِلْعَادَ + وَٱلْعَشُورِيِّينَ وَيِزْرَعِيلَ + وَأَفْرَايِمَ + وَبِنْيَامِينَ + وَعَلَى إِسْرَائِيلَ كُلِّهَا. ١٠ وَكَانَ إِيشْبُوشَثُ بْنُ شَاوُلَ ٱبْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَلَكَ سَنَتَيْنِ. وَلَمْ يَتْبَعْ دَاوُدَ إِلَّا بَيْتُ يَهُوذَا. + ١١ وَكَانَ عَدَدُ ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي مَلَكَ فِيهَا دَاوُدُ فِي حَبْرُونَ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا سَبْعَ سَنَوَاتٍ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. +
١٢ وَخَرَجَ أَبْنِيرُ بْنُ نِيرٍ وَخُدَّامُ إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ مِنْ مَحَنَايِمَ + إِلَى جِبْعُونَ. + ١٣ وَخَرَجَ يُوآبُ + بْنُ صَرُويَةَ + وَخُدَّامُ دَاوُدَ، فَٱلْتَقَوْا جَمِيعًا عِنْدَ بِرْكَةِ جِبْعُونَ. وَجَلَسُوا، هٰؤُلَاءِ عَلَى ٱلْبِرْكَةِ مِنْ هُنَا وَأُولٰئِكَ عَلَى ٱلْبِرْكَةِ مِنْ هُنَاكَ. ١٤ وَأَخِيرًا قَالَ أَبْنِيرُ لِيُوآبَ: «لِيَقُمِ ٱلْفِتْيَانُ وَيَتَبَارَزُوا أَمَامَنَا». فَقَالَ يُوآبُ: «لِيَقُومُوا». ١٥ فَقَامُوا وَعَبَرُوا بِٱلْعَدَدِ، ٱثْنَا عَشَرَ لِبِنْيَامِينَ وَإِيشْبُوشَثَ + بْنِ شَاوُلَ، وَٱثْنَا عَشَرَ مِنْ خُدَّامِ دَاوُدَ. ١٦ وَأَمْسَكَ كُلُّ وَاحِدٍ بِرَأْسِ ٱلْآخَرِ، وَضَرَبَ كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ فِي جَنْبِ ٱلْآخَرِ، فَسَقَطُوا جَمِيعًا. وَصَارَ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانُ يُدْعَى حِلْقَةَ هَصُّورِيمَ، وَهُوَ فِي جِبْعُونَ. +
١٧ وَكَانَ ٱلْقِتَالُ شَدِيدًا جِدًّا فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، فَٱنْهَزَمَ أَبْنِيرُ + وَرِجَالُ إِسْرَائِيلَ أَمَامَ خُدَّامِ دَاوُدَ. ١٨ وَحَدَثَ أَنَّ أَبْنَاءَ صَرُويَةَ + ٱلثَّلَاثَةَ كَانُوا هُنَاكَ، يُوآبَ + وَأَبِيشَايَ + وَعَسَائِيلَ. + وَكَانَ عَسَائِيلُ خَفِيفَ ٱلرِّجْلَيْنِ، كَوَاحِدٍ مِنْ غِزْلَانِ + ٱلْحَقْلِ. ١٩ وَرَاحَ عَسَائِيلُ يُطَارِدُ أَبْنِيرَ، وَلَمْ يَمِلْ فِي ٱلسَّيْرِ يَمِينًا وَلَا يَسَارًا مِنْ وَرَاءِ أَبْنِيرَ. ٢٠ فَٱلْتَفَتَ أَبْنِيرُ إِلَى وَرَائِهِ وَقَالَ: «أَأَنْتَ عَسَائِيلُ؟»، فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». ٢١ فَقَالَ لَهُ أَبْنِيرُ: «مِلْ إِلَى يَمِينِكَ أَوْ إِلَى يَسَارِكَ وَأَمْسِكْ لَكَ وَاحِدًا مِنَ ٱلْفِتْيَانِ وَخُذْ غَنِيمَتَهُ + لَكَ». فَأَبَى عَسَائِيلُ أَنْ يَمِيلَ مِنْ وَرَائِهِ. ٢٢ فَعَادَ أَبْنِيرُ وَقَالَ لِعَسَائِيلَ: «مِلْ مِنْ وَرَائِي. لِمَاذَا أَضْرِبُكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ؟ + وَكَيْفَ أَرْفَعُ وَجْهِي إِلَى يُوآبَ أَخِيكَ؟». ٢٣ فَأَبَى أَنْ يَمِيلَ، فَضَرَبَهُ أَبْنِيرُ بِزُجِّ ٱلرُّمْحِ فِي بَطْنِهِ، + فَخَرَجَ ٱلرُّمْحُ مِنْ ظَهْرِهِ، وَسَقَطَ هُنَاكَ وَمَاتَ فِي مَكَانِهِ. وَكَانَ كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي سَقَطَ فِيهِ عَسَائِيلُ وَمَاتَ يَقِفُ. +
٢٤ وَطَارَدَ يُوآبُ وَأَبِيشَايُ أَبْنِيرَ. وَعِنْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ أَتَيَا إِلَى أَكَمَةِ أَمَّةَ، ٱلَّتِي مُقَابِلَ جِيحَ فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ جِبْعُونَ. + ٢٥ وَٱجْتَمَعَ بَنُو بِنْيَامِينَ وَرَاءَ أَبْنِيرَ وَصَارُوا مَجْمُوعَةً وَاحِدَةً، وَوَقَفُوا عَلَى رَأْسِ أَكَمَةٍ وَاحِدَةٍ. ٢٦ فَنَادَى أَبْنِيرُ يُوآبَ وَقَالَ: «هَلْ يَأْكُلُ ٱلسَّيْفُ + إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ؟ أَلَا تَعْلَمُ أَنَّ فِي ٱلْآخِرِ مَرَارَةً؟ + فَحَتَّى مَتَى لَا تَقُولُ لِلشَّعْبِ أَنْ يَرْجِعُوا مِنْ وَرَاءِ إِخْوَتِهِمْ؟». + ٢٧ فَقَالَ يُوآبُ: «حَيٌّ هُوَ ٱللّٰهُ، + لَوْ لَمْ تَتَكَلَّمْ + لَكَانَ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلصَّبَاحِ قَدْ كَفَّ كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ مُلَاحَقَةِ أَخِيهِ». ٢٨ وَنَفَخَ يُوآبُ فِي ٱلْقَرْنِ، + فَوَقَفَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ وَلَمْ يُطَارِدُوا بَعْدُ إِسْرَائِيلَ، وَلَا عَادُوا إِلَى ٱلْمُحَارَبَةِ.
٢٩ أَمَّا أَبْنِيرُ وَرِجَالُهُ فَسَارُوا فِي ٱلْعَرَبَةِ + ذٰلِكَ ٱللَّيْلَ كُلَّهُ وَعَبَرُوا ٱلْأُرْدُنَّ + وَسَارُوا فِي كُلِّ ٱلْوَهْدِ وَجَاءُوا إِلَى مَحَنَايِمَ. + ٣٠ وَرَجَعَ يُوآبُ مِنْ وَرَاءِ أَبْنِيرَ وَجَمَعَ كُلَّ ٱلشَّعْبِ. وَفُقِدَ مِنْ خُدَّامِ دَاوُدَ تِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَعَسَائِيلُ. ٣١ وَكَانَ خُدَّامُ دَاوُدَ قَدْ ضَرَبُوا مِنْ بِنْيَامِينَ وَمِنْ رِجَالِ أَبْنِيرَ، فَمَاتَ ثَلَاثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ رَجُلًا. + ٣٢ وَحَمَلُوا عَسَائِيلَ + وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِ أَبِيهِ، + ٱلَّذِي فِي بَيْتَ لَحْمَ. + ثُمَّ سَارَ يُوآبُ وَرِجَالُهُ ٱللَّيْلَ كُلَّهُ، فَوَصَلُوا إِلَى حَبْرُونَ فِي ٱلصَّبَاحِ. +
٣ وَطَالَتِ ٱلْحَرْبُ + بَيْنَ بَيْتِ شَاوُلَ وَبَيْتِ دَاوُدَ، وَكَانَ دَاوُدُ يَزْدَادُ قُوَّةً، + وَبَيْتُ شَاوُلَ يَضْعُفُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. +
٢ وَوُلِدَ لِدَاوُدَ بَنُونَ + فِي حَبْرُونَ. + وَكَانَ بِكْرُهُ أَمْنُونَ + مِنْ أَخِينُوعَمَ + ٱلْيِزْرَعِيلِيَّةِ، ٣ وَثَانِيهِ كِيلْآبَ + مِنْ أَبِيجَايِلَ + زَوْجَةِ نَابَالَ ٱلْكَرْمَلِيِّ، وَٱلثَّالِثُ أَبْشَالُومَ + بْنَ مَعْكَةَ بِنْتِ تَلْمَايَ + مَلِكِ جَشُورَ، ٤ وَٱلرَّابِعُ أَدُونِيَّا + بْنَ حَجِّيثَ، + وَٱلْخَامِسُ شَفَطْيَا + بْنَ أَبِيطَالَ، ٥ وَٱلسَّادِسُ يَثْرَعَامَ + مِنْ عَجْلَةَ زَوْجَةِ دَاوُدَ. هٰؤُلَاءِ وُلِدُوا لِدَاوُدَ فِي حَبْرُونَ.
٦ وَحَدَثَ لَمَّا كَانَتِ ٱلْحَرْبُ قَائِمَةً بَيْنَ بَيْتِ شَاوُلَ وَبَيْتِ دَاوُدَ أَنَّ أَبْنِيرَ + كَانَ يُعَزِّزُ مَكَانَتَهُ فِي بَيْتِ شَاوُلَ. ٧ وَكَانَتْ لِشَاوُلَ سُرِّيَّةٌ ٱسْمُهَا رِصْفَةُ + بِنْتُ أَيَّةَ. + فَقَالَ إِيشْبُوشَثُ + لِأَبْنِيرَ: «لِمَاذَا دَخَلْتَ عَلَى سُرِّيَّةِ + أَبِي؟». ٨ فَغَضِبَ + أَبْنِيرُ جِدًّا مِنْ كَلَامِ إِيشْبُوشَثَ وَقَالَ: «أَرَأْسُ كَلْبٍ + أَنَا لِيَهُوذَا؟ أَنَا أَصْنَعُ ٱلْيَوْمَ لُطْفًا حُبِّيًّا إِلَى بَيْتِ شَاوُلَ أَبِيكَ، وَإِلَى إِخْوَتِهِ وَأَصْدِقَائِهِ ٱلْأَحِمَّاءِ، وَلَمْ أُسَلِّمْكَ إِلَى يَدِ دَاوُدَ، وَأَنْتَ تُحَاسِبُنِي ٱلْيَوْمَ عَلَى ذَنْبٍ فِي أَمْرِ ٱمْرَأَةٍ. ٩ هٰكَذَا يَصْنَعُ ٱللّٰهُ بِأَبْنِيرَ وَهٰكَذَا يَزِيدُهُ، + إِنْ لَمْ أَصْنَعْ لِدَاوُدَ كَمَا حَلَفَ يَهْوَهُ لَهُ، + ١٠ أَنْ تُنْقَلَ ٱلْمَمْلَكَةُ مِنْ بَيْتِ شَاوُلَ وَيُقَامَ عَرْشُ دَاوُدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرَ سَبْعَ». + ١١ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُجِيبَ أَبْنِيرَ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ خَوْفًا مِنْهُ. +
١٢ فَأَرْسَلَ أَبْنِيرُ عَلَى ٱلْفَوْرِ رُسُلًا إِلَى دَاوُدَ قَائِلًا: «لِمَنْ هِيَ ٱلْأَرْضُ؟»، وَأَضَافَ: «اِقْطَعْ عَهْدَكَ مَعِي، وَهُوَذَا يَدِي تَكُونُ مَعَكَ لِأَرُدَّ إِلَيْكَ كُلَّ إِسْرَائِيلَ». + ١٣ فَقَالَ: «حَسَنٌ، أَنَا أَقْطَعُ مَعَكَ عَهْدًا. وَلٰكِنِّي أَطْلُبُ مِنْكَ أَمْرًا وَاحِدًا: ‹لَا تَرَى وَجْهِي + حَتَّى تَأْتِيَ أَوَّلًا بِمِيكَالَ، + بِنْتِ شَاوُلَ، مَتَى جِئْتَ لِتَرَى وَجْهِي›». ١٤ وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلًا إِلَى إِيشْبُوشَثَ + بْنِ شَاوُلَ، قَائِلًا: «أَعْطِنِي زَوْجَتِي مِيكَالَ ٱلَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ + مِنَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ». ١٥ فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ زَوْجِهَا، فَلْطِيئِيلَ + بْنِ لَايِشَ. ١٦ وَكَانَ زَوْجُهَا يَسِيرُ مَعَهَا، وَيَبْكِي وَهُوَ سَائِرٌ وَرَاءَهَا حَتَّى بَحُورِيمَ. + فَقَالَ لَهُ أَبْنِيرُ: «اِذْهَبِ، ٱرْجِعْ»، فَرَجَعَ.
١٧ فِي أَثْنَاءِ ذٰلِكَ بَلَغَ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ خَبَرٌ مِنْ أَبْنِيرَ قَائِلًا: «كُنْتُمْ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ + تَطْلُبُونَ دَاوُدَ مَلِكًا عَلَيْكُمْ. ١٨ فَٱفْعَلُوا ٱلْآنَ، لِأَنَّ يَهْوَهَ كَلَّمَ دَاوُدَ قَائِلًا: ‹إِنِّي بِيَدِ دَاوُدَ + خَادِمِي أُخَلِّصُ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ وَمِنْ يَدِ جَمِيعِ أَعْدَائِهِمْ›». ١٩ ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبْنِيرُ أَيْضًا عَلَى مَسَامِعِ بِنْيَامِينَ، + وَذَهَبَ أَبْنِيرُ لِيَتَكَلَّمَ أَيْضًا عَلَى مَسْمَعِ دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ بِكُلِّ مَا حَسُنَ فِي أَعْيُنِ إِسْرَائِيلَ وَفِي أَعْيُنِ كُلِّ بَيْتِ بِنْيَامِينَ.
٢٠ وَلَمَّا أَتَى أَبْنِيرُ إِلَى دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ، وَمَعَهُ عِشْرُونَ رَجُلًا، صَنَعَ دَاوُدُ وَلِيمَةً + لِأَبْنِيرَ وَلِلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ. ٢١ فَقَالَ أَبْنِيرُ لِدَاوُدَ: «دَعْنِي أَقُومُ وَأَمْضِي وَأَجْمَعُ لِسَيِّدِي ٱلْمَلِكِ كُلَّ إِسْرَائِيلَ، فَيَقْطَعُونَ مَعَكَ عَهْدًا، وَتَمْلِكُ عَلَى كُلِّ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ». + فَصَرَفَ دَاوُدُ أَبْنِيرَ، فَمَضَى بِسَلَامٍ. +
٢٢ وَإِذَا خُدَّامُ دَاوُدَ وَيُوآبُ قَدْ جَاءُوا مِنْ غَزْوَةٍ، وَكَانَتِ ٱلْغَنِيمَةُ + ٱلَّتِي أَحْضَرُوهَا مَعَهُمْ وَافِرَةً. وَأَمَّا أَبْنِيرُ فَلَمْ يَكُنْ مَعَ دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ، لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَرَفَهُ فَمَضَى بِسَلَامٍ. ٢٣ وَوَصَلَ يُوآبُ + وَكُلُّ ٱلْجَيْشِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ، فَأَخْبَرُوا يُوآبَ قَائِلِينَ: «قَدْ أَتَى أَبْنِيرُ + بْنُ نِيرٍ + إِلَى ٱلْمَلِكِ، فَصَرَفَهُ وَمَضَى بِسَلَامٍ». ٢٤ فَدَخَلَ يُوآبُ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَقَالَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ + هَا أَبْنِيرُ قَدْ جَاءَ إِلَيْكَ. فَلِمَاذَا صَرَفْتَهُ فَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلرَّحِيلِ؟ ٢٥ أَنْتَ تَعْرِفُ جَيِّدًا أَبْنِيرَ بْنَ نِيرٍ، أَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ لِيَخْدَعَكَ وَيَعْرِفَ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ + وَيَعْرِفَ كُلَّ مَا تَفْعَلُهُ». +
٢٦ ثُمَّ خَرَجَ يُوآبُ مِنْ عِنْدِ دَاوُدَ وَأَرْسَلَ رُسُلًا وَرَاءَ أَبْنِيرَ، فَرَدُّوهُ + مِنْ جُبِّ سِيرَةَ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ مِنْ دَاوُدَ. ٢٧ وَلَمَّا رَجَعَ أَبْنِيرُ إِلَى حَبْرُونَ، + مَالَ بِهِ يُوآبُ إِلَى دَاخِلِ بَابِ ٱلْمَدِينَةِ لِيُكَلِّمَهُ سِرًّا. + وَضَرَبَهُ هُنَاكَ فِي بَطْنِهِ، + فَمَاتَ بِسَبَبِ دَمِ عَسَائِيلَ + أَخِيهِ. ٢٨ وَمَا إِنْ سَمِعَ دَاوُدُ بِذٰلِكَ لَاحِقًا حَتَّى قَالَ: «بَرِيءٌ أَنَا وَمَمْلَكَتِي لَدَى يَهْوَهَ إِلَى ٱلدَّهْرِ مِنْ دَمِ + أَبْنِيرَ بْنِ نِيرٍ. ٢٩ فَلْيَقَعْ عَلَى رَأْسِ + يُوآبَ وَعَلَى كُلِّ بَيْتِ أَبِيهِ، وَلَا يَنْقَطِعْ مِنْ بَيْتِ يُوآبَ + ذُو سَيَلَانٍ + أَوْ أَبْرَصُ + أَوْ مَنْ يُمْسِكُ ٱلْمِغْزَلَ + أَوْ سَاقِطٌ بِٱلسَّيْفِ أَوْ مُحْتَاجٌ إِلَى ٱلْخُبْزِ». + ٣٠ وَأَمَّا يُوآبُ وَأَبِيشَايُ + أَخُوهُ فَقَتَلَا أَبْنِيرَ + لِأَنَّهُ قَتَلَ عَسَائِيلَ أَخَاهُمَا فِي جِبْعُونَ فِي ٱلْحَرْبِ. +
٣١ وَقَالَ دَاوُدُ لِيُوآبَ وَلِكُلِّ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ: «مَزِّقُوا ثِيَابَكُمْ + وَٱرْتَدُوا ٱلْمُسُوحَ + وَٱنْدُبُوا أَمَامَ أَبْنِيرَ». وَكَانَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ أَيْضًا يَمْشِي وَرَاءَ ٱلنَّعْشِ. ٣٢ وَدَفَنُوا أَبْنِيرَ فِي حَبْرُونَ. وَرَفَعَ ٱلْمَلِكُ صَوْتَهُ وَبَكَى عَلَى قَبْرِ أَبْنِيرَ، وَبَكَى جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ. + ٣٣ وَرَثَى ٱلْمَلِكُ أَبْنِيرَ وَقَالَ:
«أَهٰكَذَا يَمُوتُ أَبْنِيرُ كَمَوْتِ غَبِيٍّ؟ +
٣٤ يَدَاكَ لَمْ تُقَيَّدَا، +
وَقَدَمَاكَ لَمْ تُوضَعَا فِي سَلَاسِلَ مِنْ نُحَاسٍ. +
كَسَاقِطٍ أَمَامَ بَنِي ٱلْإِثْمِ + سَقَطْتَ».
وَعَادَ كُلُّ ٱلشَّعْبِ يَبْكُونَ + عَلَيْهِ.
٣٥ وَجَاءَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ لِيُعْطُوا دَاوُدَ طَعَامَ + ٱلتَّعْزِيَةِ، وَكَانَ نَهَارٌ بَعْدُ، فَحَلَفَ دَاوُدُ قَائِلًا: «هٰكَذَا يَفْعَلُ ٱللّٰهُ بِي + وَهٰكَذَا يَزِيدُ إِنْ كُنْتُ أَذُوقُ خُبْزًا أَوْ أَيَّ شَيْءٍ آخَرَ قَبْلَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ». + ٣٦ فَرَأَى جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ذٰلِكَ، وَحَسُنَ فِي أَعْيُنِهِمْ. وَكُلُّ مَا فَعَلَ ٱلْمَلِكُ كَانَ حَسَنًا فِي أَعْيُنِ ٱلشَّعْبِ كَافَّةً. + ٣٧ وَعَلِمَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّ مَقْتَلَ أَبْنِيرَ بْنِ نِيرٍ لَمْ يَصْدُرْ عَنِ ٱلْمَلِكِ. + ٣٨ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِخُدَّامِهِ: «أَلَا تَعْلَمُونَ أَنَّ رَئِيسًا وَرَجُلًا عَظِيمًا قَدْ سَقَطَ ٱلْيَوْمَ فِي إِسْرَائِيلَ؟ + ٣٩ وَأَنَا ٱلْيَوْمَ ضَعِيفٌ وَلَوْ مُسِحْتُ + مَلِكًا، وَهٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ، بَنُو صَرُويَةَ، + هُمْ أَشَدُّ مِنِّي. + فَلْيُجَازِ يَهْوَهُ عَامِلَ ٱلشَّرِّ بِحَسَبِ شَرِّهِ». +
٤ وَلَمَّا سَمِعَ ٱبْنُ + شَاوُلَ أَنَّ أَبْنِيرَ قَدْ مَاتَ فِي حَبْرُونَ، + ٱرْتَخَتْ يَدَاهُ + وَٱضْطَرَبَ كُلُّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. ٢ وَكَانَ لِٱبْنِ شَاوُلَ رَجُلَانِ، رَئِيسَانِ لِفِرَقِ ٱلْغُزَاةِ، + ٱسْمُ ٱلْوَاحِدِ بَعْنَةُ وَٱسْمُ ٱلْآخَرِ رَكَابُ، ٱبْنَا رِمُّونَ ٱلْبَئِيرُوتِيِّ، مِنْ بَنِي بِنْيَامِينَ. لِأَنَّ بَئِيرُوتَ + أَيْضًا حُسِبَتْ جُزْءًا مِنْ بِنْيَامِينَ. ٣ وَهَرَبَ ٱلْبَئِيرُوتِيُّونَ إِلَى جِتَّايِمَ، + وَتَغَرَّبُوا هُنَاكَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ.
٤ وَكَانَ لِيُونَاثَانَ + بْنِ شَاوُلَ ٱبْنٌ أَعْرَجُ ٱلرِّجْلَيْنِ. + وَكَانَ ٱبْنَ خَمْسِ سَنَوَاتٍ حِينَ جَاءَ خَبَرُ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ مِنْ يِزْرَعِيلَ، + فَحَمَلَتْهُ مُرَبِّيَتُهُ وَهَرَبَتْ، وَلٰكِنْ حَدَثَ لَمَّا أَسْرَعَتْ فِي ٱلْهَرَبِ وَهِيَ مُرْتَعِبَةٌ أَنَّهُ وَقَعَ وَصَارَ أَعْرَجَ. وَكَانَ ٱسْمُهُ مَفِيبُوشَثَ. +
٥ وَذَهَبَ ٱبْنَا رِمُّونَ ٱلْبَئِيرُوتِيِّ رَكَابُ وَبَعْنَةُ، وَدَخَلَا بَيْتَ إِيشْبُوشَثَ + حِينَ ٱشْتَدَّ حَرُّ ٱلنَّهَارِ، وَكَانَ نَائِمًا نَوْمَةَ ٱلظَّهِيرَةِ. ٦ فَدَخَلَا إِلَى وَسَطِ ٱلْبَيْتِ كَأَنَّهُمَا يَأْخُذَانِ حِنْطَةً، فَضَرَبَاهُ فِي بَطْنِهِ، + وَهَرَبَ رَكَابُ وَبَعْنَةُ + أَخُوهُ. ٧ فَعِنْدَ دُخُولِهِمَا ٱلْبَيْتَ، كَانَ مُضْطَجِعًا عَلَى فِرَاشِهِ فِي مَخْدَعِ نَوْمِهِ، فَضَرَبَاهُ وَقَتَلَاهُ، + ثُمَّ قَطَعَا رَأْسَهُ + وَأَخَذَا رَأْسَهُ وَسَارَا فِي ٱلطَّرِيقِ إِلَى ٱلْعَرَبَةِ طَوَالَ ٱللَّيْلِ. ٨ وَأَتَيَا أَخِيرًا بِرَأْسِ إِيشْبُوشَثَ إِلَى دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ وَقَالَا لِلْمَلِكِ: «هُوَذَا رَأْسُ إِيشْبُوشَثَ + بْنِ شَاوُلَ عَدُوِّكَ + ٱلَّذِي طَلَبَ نَفْسَكَ، + وَقَدْ أَعْطَى يَهْوَهُ سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ ثَأْرًا + ٱلْيَوْمَ مِنْ شَاوُلَ وَنَسْلِهِ».
٩ فَأَجَابَ دَاوُدُ رَكَابَ وَبَعْنَةَ أَخَاهُ، ٱبْنَيْ رِمُّونَ ٱلْبَئِيرُوتِيِّ، وَقَالَ لَهُمَا: «حَيٌّ هُوَ يَهْوَهُ + ٱلَّذِي فَدَى + نَفْسِي + مِنْ كُلِّ شِدَّةٍ، + ١٠ لَمَّا أَخْبَرَنِي وَاحِدٌ + قَائِلًا: ‹هُوَذَا قَدْ مَاتَ شَاوُلُ›، وَكَانَ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ كَمُبَشِّرٍ، أَمْسَكْتُ بِهِ وَقَتَلْتُهُ + فِي صِقْلَغَ بَدَلَ أَنْ أُعْطِيَهُ حُلْوَانَ رَسُولٍ. ١١ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى إِذَا قَتَلَ رَجُلَانِ شِرِّيرَانِ + رَجُلًا بَارًّا فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرِهِ؟ وَٱلْآنَ أَلَا أَطْلُبُ دَمَهُ مِنْ أَيْدِيكُمَا، + وَأَنْزِعُكُمَا مِنَ ٱلْأَرْضِ؟». + ١٢ عِنْدَئِذٍ أَمَرَ دَاوُدُ ٱلْفِتْيَانَ فَقَتَلُوهُمَا + وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا + عِنْدَ ٱلْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ. وَأَخَذُوا رَأْسَ إِيشْبُوشَثَ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِ أَبْنِيرَ فِي حَبْرُونَ. +
٥ وَجَاءَ جَمِيعُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ + فِي حَبْرُونَ + وَقَالُوا: «هُوَذَا نَحْنُ عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ. + ٢ وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ، + حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكًا عَلَيْنَا، كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ. + وَقَدْ قَالَ لَكَ يَهْوَهُ: ‹أَنْتَ تَرْعَى + شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنْتَ تَكُونُ قَائِدًا + عَلَى إِسْرَائِيلَ›». ٣ وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ + إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْمَلِكِ فِي حَبْرُونَ، وَقَطَعَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ عَهْدًا + مَعَهُمْ فِي حَبْرُونَ أَمَامَ يَهْوَهَ، وَمَسَحُوا + بَعْدَئِذٍ دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ. +
٤ وَكَانَ دَاوُدُ ٱبْنَ ثَلَاثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ. وَمَلَكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. + ٥ فَفِي حَبْرُونَ مَلَكَ عَلَى يَهُوذَا سَبْعَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ، + وَفِي أُورُشَلِيمَ + مَلَكَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. ٦ وَذَهَبَ ٱلْمَلِكُ وَرِجَالُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِمُحَارَبَةِ ٱلْيَبُوسِيِّينَ + سُكَّانِ ٱلْأَرْضِ. فَقَالُوا لِدَاوُدَ: «لَنْ تَدْخُلَ إِلَى هُنَا، فَحَتَّى ٱلْعُمْيَانُ وَٱلْعُرْجُ يَصُدُّونَكَ»، + إِذْ ظَنُّوا قَائِلِينَ: «لَنْ يَدْخُلَ دَاوُدُ إِلَى هٰهُنَا». ٧ غَيْرَ أَنَّ دَاوُدَ ٱسْتَوْلَى عَلَى مَعْقِلِ صِهْيَوْنَ، + أَيْ مَدِينَةِ دَاوُدَ. + ٨ وَقَالَ دَاوُدُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ: «كُلُّ مَنْ يَضْرِبُ ٱلْيَبُوسِيِّينَ، + فَلْيَبْلُغْ مِنْ قَنَاةِ ٱلْمَاءِ + إِلَى ٱلْعُرْجِ وَٱلْعُمْيَانِ، ٱلَّذِينَ تُبْغِضُهُمْ نَفْسُ دَاوُدَ». لِذٰلِكَ يَقُولُونَ: «لَا يَدْخُلُ ٱلْبَيْتَ أَعْمَى وَلَا أَعْرَجُ». ٩ وَسَكَنَ دَاوُدُ فِي ٱلْمَعْقِلِ، وَدُعِيَ مَدِينَةَ دَاوُدَ، وَقَامَ دَاوُدُ بِأَعْمَالِ بِنَاءٍ حَوْلَهَا، مِنَ ٱلتَّلِّ + فَدَاخِلًا. ١٠ وَهٰكَذَا كَانَ دَاوُدُ يَزْدَادُ عَظَمَةً، + وَيَهْوَهُ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ + مَعَهُ. +
١١ وَأَرْسَلَ حِيرَامُ + مَلِكُ صُورَ رُسُلًا + إِلَى دَاوُدَ، وَشَجَرَ أَرْزٍ + وَنَجَّارِينَ وَبَنَّائِينَ لِلْحِيطَانِ، وَشَرَعُوا يَبْنُونَ بَيْتًا لِدَاوُدَ. + ١٢ وَعَرَفَ دَاوُدُ أَنَّ يَهْوَهَ قَدْ ثَبَّتَهُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ + وَأَنَّهُ رَفَّعَ + مَمْلَكَتَهُ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. +
١٣ وَٱتَّخَذَ دَاوُدُ أَيْضًا سَرَارِيَّ + وَزَوْجَاتٍ + مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، وَوُلِدَ أَيْضًا لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. ١٤ وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ ٱلَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي أُورُشَلِيمَ: شَمُّوعُ + وَشُوبَابُ + وَنَاثَانُ + وَسُلَيْمَانُ، + ١٥ وَيِبْحَارُ وَأَلِيشُوعُ + وَنَافَجُ + وَيَافِيعُ، + ١٦ وَأَلِيشَامَاعُ + وَأَلِيَادَاعُ وَأَلِيفَالَطُ. +
١٧ وَسَمِعَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ أَنَّهُمْ قَدْ مَسَحُوا دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ. + فَصَعِدَ جَمِيعُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ طَالِبِينَ دَاوُدَ. وَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ بِذٰلِكَ، نَزَلَ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلْحَصِينِ. + ١٨ وَأَمَّا ٱلْفِلِسْطِيُّونَ فَأَتَوْا وَجَالُوا فِي مُنْخَفَضِ وَادِي ٱلرَّفَائِيِّينَ. + ١٩ وَسَأَلَ + دَاوُدُ يَهْوَهَ قَائِلًا: «هَلْ أَصْعَدُ عَلَى ٱلْفِلِسْطِيِّينَ؟ وَهَلْ تَدْفَعُهُمْ إِلَى يَدِي؟»، فَقَالَ يَهْوَهُ لِدَاوُدَ: «اِصْعَدْ، فَإِنِّي أَدْفَعُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ إِلَى يَدِكَ». + ٢٠ فَأَتَى دَاوُدُ إِلَى بَعْلَ فَرَاصِيمَ + وَضَرَبَهُمْ دَاوُدُ هُنَاكَ. وَقَالَ: «قَدِ ٱقْتَحَمَ يَهْوَهُ أَعْدَائِي + أَمَامِي، كَثُغْرَةٍ تَفْتَحُهَا ٱلْمِيَاهُ». لِذٰلِكَ دَعَا ٱسْمَ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ بَعْلَ فَرَاصِيمَ. + ٢١ وَتَرَكُوا هُنَاكَ أَصْنَامَهُمْ، + فَنَزَعَهَا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ. +
٢٢ ثُمَّ عَادَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ فَصَعِدُوا + وَجَالُوا فِي مُنْخَفَضِ وَادِي ٱلرَّفَائِيِّينَ. + ٢٣ فَسَأَلَ + دَاوُدُ يَهْوَهَ، فَقَالَ: «لَا تَصْعَدْ. بَلِ ٱلْتَفَّ عَلَيْهِمْ مِنَ ٱلْخَلْفِ وَأْتِ عَلَيْهِمْ قُبَالَةَ شُجَيْرَاتِ ٱلْبَكَا. + ٢٤ وَمَتَى سَمِعْتَ صَوْتَ سَيْرِ عَسْكَرٍ فِي رُؤُوسِ شُجَيْرَاتِ ٱلْبَكَا، فَحِينَئِذٍ تَحْزِمُ أَمْرَكَ + لِأَنَّ يَهْوَهَ حِينَئِذٍ يَخْرُجُ أَمَامَكَ لِيَضْرِبَ مُعَسْكَرَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ». + ٢٥ فَفَعَلَ دَاوُدُ كَذٰلِكَ، كَمَا أَمَرَهُ يَهْوَهُ، + وَضَرَبَ + ٱلْفِلِسْطِيِّينَ مِنْ جَبْعَ + إِلَى جَازَرَ. +
٦ وَعَادَ دَاوُدُ وَجَمَعَ كُلَّ نُخْبَةِ ٱلرِّجَالِ فِي إِسْرَائِيلَ، + ثَلَاثِينَ أَلْفًا. ٢ وَقَامَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ وَذَهَبُوا إِلَى بَعَلَةَ يَهُوذَا + لِيُصْعِدُوا مِنْ هُنَاكَ تَابُوتَ + ٱللّٰهِ، ٱلَّذِي دُعِيَ عَلَيْهِ ٱسْمٌ، ٱسْمُ + يَهْوَهِ ٱلْجُنُودِ + ٱلْجَالِسِ عَلَى ٱلْكَرُوبِيمِ. + ٣ فَأَرْكَبُوا تَابُوتَ ٱللّٰهِ عَلَى عَجَلَةٍ جَدِيدَةٍ، + لِيَحْمِلُوهُ مِنْ بَيْتِ أَبِينَادَابَ + ٱلَّذِي عَلَى ٱلْأَكَمَةِ. وَكَانَ عُزَّةُ وَأَخِيُو + ٱبْنَا أَبِينَادَابَ يَسُوقَانِ ٱلْعَجَلَةَ ٱلْجَدِيدَةَ.
٤ فَحَمَلُوهُ مِنْ بَيْتِ أَبِينَادَابَ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْأَكَمَةِ . . . مَعَ تَابُوتِ ٱللّٰهِ. وَكَانَ أَخِيُو يَسِيرُ أَمَامَ ٱلتَّابُوتِ، ٥ وَدَاوُدُ وَكُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ يَحْتَفِلُونَ بِٱلْمُنَاسَبَةِ أَمَامَ يَهْوَهَ بِكُلِّ أَنْوَاعِ ٱلْآلَاتِ ٱلْمَصْنُوعَةِ مِنْ خَشَبِ ٱلْعَرْعَرِ، وَبِٱلْقِيثَارَاتِ + وَبِٱلْآلَاتِ ٱلْوَتَرِيَّةِ + وَبِٱلدُّفُوفِ + وَٱلصَّلَاصِلِ وَٱلصُّنُوجِ. + ٦ وَوَصَلُوا أَخِيرًا إِلَى بَيْدَرِ نَاخُونَ، فَمَدَّ عُزَّةُ + يَدَهُ إِلَى تَابُوتِ ٱللّٰهِ وَأَمْسَكَهُ، + لِأَنَّ ٱلثِّيرَانَ كَادَتْ تَتَسَبَّبُ بِٱنْقِلَابِهِ. ٧ فَٱحْتَدَمَ غَضَبُ يَهْوَهَ + عَلَى عُزَّةَ وَضَرَبَهُ + ٱللّٰهُ هُنَاكَ بِسَبَبِ ٱسْتِهَانَتِهِ، فَمَاتَ عِنْدَ تَابُوتِ ٱللّٰهِ. + ٨ وَغَضِبَ دَاوُدُ لِأَنَّ يَهْوَهَ ٱقْتَحَمَ عُزَّةَ ٱقْتِحَامًا، وَدُعِيَ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانُ فَارِصَ عُزَّةَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. + ٩ وَخَافَ دَاوُدُ مِنْ يَهْوَهَ + فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ وَقَالَ: «كَيْفَ يَأْتِي إِلَيَّ تَابُوتُ يَهْوَهَ؟». + ١٠ وَلَمْ يَشَأْ دَاوُدُ أَنْ يَنْقُلَ تَابُوتَ يَهْوَهَ إِلَيْهِ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ. + فَمَالَ بِهِ دَاوُدُ إِلَى بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ + ٱلْجَتِّيِّ. +
١١ وَبَقِيَ تَابُوتُ يَهْوَهَ فِي بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ ٱلْجَتِّيِّ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، وَبَارَكَ + يَهْوَهُ عُوبِيدَ أَدُومَ وَكُلَّ بَيْتِهِ. + ١٢ فَأُخْبِرَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ بَارَكَ يَهْوَهُ بَيْتَ عُوبِيدَ أَدُومَ وَكُلَّ مَا لَهُ مِنْ أَجْلِ تَابُوتِ ٱللّٰهِ». فَمَضَى دَاوُدُ وَأَصْعَدَ تَابُوتَ ٱللّٰهِ مِنْ بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ بِفَرَحٍ. + ١٣ وَحَدَثَ لَمَّا خَطَا حَامِلُو + تَابُوتِ يَهْوَهَ سِتَّ خُطُوَاتٍ أَنَّهُ ذَبَحَ عَلَى ٱلْفَوْرِ ثَوْرًا وَمُسَمَّنًا. +
١٤ وَكَانَ دَاوُدُ يَدُورُ رَاقِصًا بِكُلِّ قُوَّتِهِ أَمَامَ يَهْوَهَ، وَكَانَ دَاوُدُ مُتَمَنْطِقًا بِأَفُودٍ + مِنْ كَتَّانٍ. ١٥ وَأَصْعَدَ دَاوُدُ وَكُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ تَابُوتَ + يَهْوَهَ بِهُتَافِ فَرَحٍ + وَبِصَوْتِ ٱلْقَرْنِ. + ١٦ وَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ يَهْوَهَ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ أَنَّ مِيكَالَ، + بِنْتَ شَاوُلَ، تَطَلَّعَتْ مِنَ ٱلنَّافِذَةِ وَرَأَتِ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ يَطْفِرُ وَيَدُورُ رَاقِصًا أَمَامَ يَهْوَهَ، فَٱحْتَقَرَتْهُ + فِي قَلْبِهَا. + ١٧ فَأَدْخَلُوا تَابُوتَ يَهْوَهَ وَأَقَامُوهُ فِي مَكَانِهِ دَاخِلَ ٱلْخَيْمَةِ ٱلَّتِي كَانَ دَاوُدُ قَدْ نَصَبَهَا لَهُ، + ثُمَّ قَرَّبَ دَاوُدُ ذَبَائِحَ ٱلْمُحْرَقَةِ + وَذَبَائِحَ ٱلشَّرِكَةِ + أَمَامَ يَهْوَهَ. ١٨ وَلَمَّا ٱنْتَهَى دَاوُدُ مِنْ تَقْرِيبِ ذَبَائِحِ ٱلْمُحْرَقَةِ وَذَبَائِحِ ٱلشَّرِكَةِ، بَارَكَ + ٱلشَّعْبَ بِٱسْمِ يَهْوَهِ + ٱلْجُنُودِ. ١٩ وَقَسَمَ + عَلَى كُلِّ ٱلشَّعْبِ، عَلَى كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ، رِجَالًا وَنِسَاءً، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ رَغِيفَ خُبْزٍ وَقُرْصَ تَمْرٍ وَقُرْصَ زَبِيبٍ، + ثُمَّ ذَهَبَ كُلُّ ٱلشَّعْبِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ.
٢٠ وَرَجَعَ دَاوُدُ لِيُبَارِكَ بَيْتَهُ، + فَخَرَجَتْ مِيكَالُ، + بِنْتُ شَاوُلَ، لِلِقَاءِ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «مَا كَانَ أَمْجَدَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلْيَوْمَ + حِينَ تَكَشَّفَ ٱلْيَوْمَ فِي عُيُونِ إِمَاءِ خُدَّامِهِ، كَمَا يَتَكَشَّفُ أَحَدُ ٱلسُّفَهَاءِ!». + ٢١ فَقَالَ دَاوُدُ لِمِيكَالَ: «إِنَّمَا كَانَ ذٰلِكَ أَمَامَ يَهْوَهَ ٱلَّذِي ٱخْتَارَنِي عَلَى أَبِيكِ وَعَلَى كُلِّ بَيْتِهِ لِيُقِيمَنِي + قَائِدًا عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ، إِسْرَائِيلَ، لِذٰلِكَ أَحْتَفِلُ بِٱلْمُنَاسَبَةِ أَمَامَ يَهْوَهَ. + ٢٢ وَإِنِّي أَتَصَاغَرُ دُونَ ذٰلِكَ أَيْضًا + وَأَكُونُ وَضِيعًا فِي عَيْنَيَّ، لٰكِنَّنِي أَتَمَجَّدُ عِنْدَ ٱلْإِمَاءِ ٱللَّوَاتِي ذَكَرْتِهِنَّ». + ٢٣ وَلَمْ تَلِدْ مِيكَالُ، + بِنْتُ شَاوُلَ، وَلَدًا إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا.
٧ وَلَمَّا سَكَنَ ٱلْمَلِكُ فِي بَيْتِهِ، + وَأَرَاحَهُ يَهْوَهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوْلَهُ، + ٢ قَالَ ٱلْمَلِكُ لِنَاثَانَ + ٱلنَّبِيِّ: «اُنْظُرْ، إِنِّي سَاكِنٌ فِي بَيْتٍ مِنْ أَرْزٍ، + وَتَابُوتُ ٱللّٰهِ سَاكِنٌ فِي دَاخِلِ ٱلشُّقَقِ». + ٣ فَقَالَ نَاثَانُ لِلْمَلِكِ: «اِذْهَبْ وَٱفْعَلْ كُلَّ مَا فِي قَلْبِكَ، + لِأَنَّ يَهْوَهَ مَعَكَ».
٤ وَفِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ كَانَتْ كَلِمَةُ + يَهْوَهَ إِلَى نَاثَانَ قَائِلًا: ٥ «اِذْهَبْ وَقُلْ لِخَادِمِي دَاوُدَ: ‹هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ: «أَأَنْتَ تَبْنِي لِي بَيْتًا لِسُكْنَايَ؟ + ٦ لِأَنِّي لَمْ أَسْكُنْ فِي بَيْتٍ مُنْذُ يَوْمَ أَصْعَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ، + بَلْ كُنْتُ أَسِيرُ + فِي خَيْمَةٍ + وَفِي مَسْكَنٍ. + ٧ وَفِي كُلِّ ٱلْمُدَّةِ ٱلَّتِي سِرْتُ فِيهَا مَعَ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، + هَلْ تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مَعَ أَحَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ + ٱلَّذِينَ أَمَرْتُهُمْ أَنْ يَرْعَوْا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، قَائِلًا: ‹لِمَاذَا لَمْ تَبْنُوا لِي بَيْتًا مِنْ أَرْزٍ؟›»›. ٨ وَٱلْآنَ هٰكَذَا تَقُولُ لِخَادِمِي دَاوُدَ: ‹هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ: «أَنَا أَخَذْتُكَ مِنَ ٱلْمَرْعَى مِنْ وَرَاءِ ٱلْغَنَمِ + لِتَكُونَ قَائِدًا + عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. ٩ وَسَأَكُونُ مَعَكَ حَيْثُمَا ذَهَبْتَ، + وَأَقْطَعُ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مِنْ أَمَامِكَ، + وَأَصْنَعُ لَكَ ٱسْمًا عَظِيمًا، + كَٱسْمِ ٱلْعُظَمَاءِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْأَرْضِ. ١٠ وَأَجْعَلُ مَكَانًا + لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَغْرِسُهُمْ، + فَيَسْكُنُونَ حَيْثُ هُمْ، وَلَا يَضْطَرِبُونَ بَعْدُ، وَلَا يَعُودُ بَنُو ٱلْإِثْمِ يُضَايِقُونَهُمْ كَمَا فَعَلُوا فِي ٱلْأَوَّلِ، + ١١ مِنْ يَوْمَ أَقَمْتُ قُضَاةً + عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَأُرِيحُكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ. +
«‹«وَقَدْ أَخْبَرَكَ يَهْوَهُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَصْنَعُ لَكَ بَيْتًا. + ١٢ وَمَتَى تَمَّتْ أَيَّامُكَ + وَٱضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ، + فَإِنِّي أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ * ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ، وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. + ١٣ هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لِٱسْمِي، + وَأَنَا أُثَبِّتُ عَرْشَ مَمْلَكَتِهِ إِلَى ٱلدَّهْرِ. + ١٤ أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا + وَهُوَ يَكُونُ لِي ٱبْنًا. + وَإِذَا فَعَلَ سُوءًا أُوَبِّخُهُ بِعَصَا + ٱلْإِنْسَانِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ. ١٥ وَأَمَّا لُطْفِي ٱلْحُبِّيُّ فَلَا يُنْزَعُ عَنْهُ كَمَا نَزَعْتُهُ عَنْ شَاوُلَ + ٱلَّذِي خَلَعْتُهُ مِنْ أَجْلِكَ. ١٦ وَيَكُونُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ رَاسِخَيْنِ إِلَى ٱلدَّهْرِ أَمَامَكَ، وَعَرْشُكَ يَكُونُ ثَابِتًا إِلَى ٱلدَّهْرِ»›». +
١٧ فَبِحَسَبِ هٰذَا ٱلْكَلَامِ كُلِّهِ وَبِحَسَبِ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا كُلِّهَا، هٰكَذَا كَلَّمَ نَاثَانُ دَاوُدَ. +
١٨ فَدَخَلَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ وَجَلَسَ أَمَامَ يَهْوَهَ وَقَالَ: «مَنْ أَنَا + أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ؟ وَمَا بَيْتِي حَتَّى بَلَغْتَ بِي إِلَى هٰهُنَا؟ ١٩ وَكَأَنَّ هٰذَا قَلِيلٌ أَيْضًا فِي عَيْنَيْكَ أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ، فَتَتَكَلَّمُ أَيْضًا عَنْ بَيْتِ خَادِمِكَ إِلَى مُسْتَقْبَلٍ بَعِيدٍ. وَهٰذِهِ هِيَ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُعْطَاةُ لِلْإِنْسَانِ، + أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ. + ٢٠ وَبِمَاذَا يَعُودُ دَاوُدُ يُكَلِّمُكَ، وَأَنْتَ تَعْرِفُ خَادِمَكَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ، + أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ؟ ٢١ فَمِنْ أَجْلِ كَلِمَتِكَ + وَبِحَسَبِ قَلْبِكَ + فَعَلْتَ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْعَظَائِمِ لِتُعَرِّفَهَا خَادِمَكَ. + ٢٢ لِذٰلِكَ عَظِيمٌ + أَنْتَ أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ؛ لِأَنَّهُ لَا مَثِيلَ لَكَ، + وَلَا إِلٰهَ سِوَاكَ + بَيْنَ كُلِّ مَا سَمِعْنَا بِهِ بِآذَانِنَا. ٢٣ وَأَيَّةُ أُمَّةٍ فِي ٱلْأَرْضِ مِثْلُ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ + ٱلَّذِينَ سَارَ ٱللّٰهُ لِيَفْدِيَهُمْ لِنَفْسِهِ شَعْبًا + وَيَجْعَلَ لَهُ ٱسْمًا + وَيَصْنَعَ لَهُمْ عَظَائِمَ وَمَخَاوِفَ، + لِيَطْرُدَ ٱلْأُمَمَ وَآلِهَتَهَا مِنْ أَجْلِ شَعْبِكَ ٱلَّذِينَ فَدَيْتَهُمْ + لِنَفْسِكَ مِنْ مِصْرَ؟ ٢٤ وَثَبَّتَّ لِنَفْسِكَ شَعْبَكَ إِسْرَائِيلَ + شَعْبًا لَكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ، وَأَنْتَ يَا يَهْوَهُ صِرْتَ لَهُمْ إِلٰهًا. +
٢٥ «وَٱلْآنَ يَا يَهْوَهُ ٱللّٰهُ، أَقِمْ إِلَى ٱلدَّهْرِ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتَ بِهِ فِي شَأْنِ خَادِمِكَ وَبَيْتِهِ، وَٱفْعَلْ كَمَا تَكَلَّمْتَ. + ٢٦ وَلْيَعْظُمِ ٱسْمُكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ، + فَيُقَالَ: ‹يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ إِلٰهٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ›، + وَلْيَكُنْ بَيْتُ خَادِمِكَ دَاوُدَ ثَابِتًا أَمَامَكَ. + ٢٧ لِأَنَّكَ أَنْتَ يَا يَهْوَهَ ٱلْجُنُودِ، إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ، قَدْ كَشَفْتَ لِأُذُنِ خَادِمِكَ قَائِلًا: ‹سَأَبْنِي لَكَ بَيْتًا›. + لِذٰلِكَ تَشَجَّعَ قَلْبُ خَادِمِكَ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَيْكَ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةَ. + ٢٨ وَٱلْآنَ أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ، أَنْتَ هُوَ ٱللّٰهُ. فَلْيَكُنْ كَلَامُكَ حَقًّا، + لِأَنَّكَ وَعَدْتَ خَادِمَكَ بِهٰذَا ٱلْخَيْرِ. + ٢٩ وَٱلْآنَ ٱرْتَضِ وَبَارِكْ + بَيْتَ خَادِمِكَ لِيَبْقَى أَمَامَكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ، + لِأَنَّكَ أَنْتَ، أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ، قَدْ وَعَدْتَ، وَلْيُبَارَكْ بِبَرَكَتِكَ بَيْتُ خَادِمِكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ». +
٨ وَحَدَثَ بَعْدَ ذٰلِكَ أَنَّ دَاوُدَ ضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ + وَأَخْضَعَهُمْ، + وَأَخَذَ دَاوُدُ مِثِجْ أَمَّةَ مِنْ يَدِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ.
٢ وَضَرَبَ ٱلْمُوآبِيِّينَ + وَقَاسَهُمْ بِٱلْحَبْلِ: أَضْجَعَهُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِكَيْ يَقِيسَ مِنْهُمْ طُولَ حَبْلَيْنِ لِلْقَتْلِ، وَطُولَ حَبْلٍ لِلِٱسْتِحْيَاءِ. + وَصَارَ ٱلْمُوآبِيُّونَ خُدَّامًا + لِدَاوُدَ يُؤَدُّونَ ٱلْجِزْيَةَ. +
٣ وَضَرَبَ دَاوُدُ هَدَدْعَزَرَ + بْنَ رَحُوبَ مَلِكَ صُوبَةَ + وَهُوَ ذَاهِبٌ لِيَسْتَرِدَّ سُلْطَتَهُ عِنْدَ نَهْرِ ٱلْفُرَاتِ. + ٤ فَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْهُ أَلْفًا وَسَبْعَ مِئَةِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ. + وَعَرْقَبَ + دَاوُدُ جَمِيعَ خُيُولِ ٱلْمَرْكَبَاتِ، + لٰكِنَّهُ أَبْقَى مِنْهَا مِئَةً مِنَ ٱلْخَيْلِ.
٥ وَلَمَّا جَاءَ أَرَامُ دِمَشْقَ + لِمُسَاعَدَةِ هَدَدْعَزَرَ مَلِكِ صُوبَةَ، ضَرَبَ دَاوُدُ مِنَ ٱلْأَرَامِيِّينَ ٱثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُلٍ. + ٦ وَأَقَامَ دَاوُدُ حَامِيَاتٍ + فِي أَرَامِ دِمَشْقَ، وَصَارَ ٱلْأَرَامِيُّونَ خُدَّامًا لِدَاوُدَ يُؤَدُّونَ ٱلْجِزْيَةَ. + وَكَانَ يَهْوَهُ يُخَلِّصُ دَاوُدَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. + ٧ وَأَخَذَ دَاوُدُ مَجَانَّ + ٱلذَّهَبِ ٱلَّتِي كَانَتْ مَعَ خُدَّامِ هَدَدْعَزَرَ وَأَحْضَرَهَا إِلَى أُورُشَلِيمَ. ٨ وَمِنْ بَاطَحَ وَبِيرُوثَايَ، مَدِينَتَيْ هَدَدْعَزَرَ، أَخَذَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ نُحَاسًا كَثِيرًا جِدًّا. +
٩ وَسَمِعَ تُوعِي مَلِكُ حَمَاةَ + أَنَّ دَاوُدَ ضَرَبَ جَمِيعَ جَيْشِ هَدَدْعَزَرَ. + ١٠ فَأَرْسَلَ تُوعِي يُورَامَ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ لِيَسْأَلَهُ عَنْ سَلَامَتِهِ + وَيُهَنِّئَهُ لِأَنَّهُ حَارَبَ هَدَدْعَزَرَ وَضَرَبَهُ (لِأَنَّ هَدَدْعَزَرَ كَانَتْ لَهُ حُرُوبٌ مَعَ تُوعِي)، وَكَانَ بِيَدِهِ مَتَاعٌ مِنْ فِضَّةٍ وَمَتَاعٌ مِنْ ذَهَبٍ وَمَتَاعٌ مِنْ نُحَاسٍ. + ١١ وَهٰذِهِ أَيْضًا قَدَّسَهَا ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ لِيَهْوَهَ، تَمَامًا كَمَا قَدَّسَ ٱلْفِضَّةَ وَٱلذَّهَبَ ٱللَّذَيْنِ أَخَذَهُمَا مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ ٱلَّتِي أَخْضَعَهَا، + ١٢ مِنْ أَرَامَ وَمِنْ مُوآبَ + وَمِنْ بَنِي عَمُّونَ وَمِنَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ + وَمِنْ عَمَالِيقَ + وَمِنْ غَنِيمَةِ هَدَدْعَزَرَ بْنِ رَحُوبَ مَلِكِ صُوبَةَ. + ١٣ وَصَنَعَ دَاوُدُ ٱسْمًا عِنْدَمَا رَجَعَ مِنْ ضَرْبِ ٱلْأَدُومِيِّينَ فِي وَادِي ٱلْمِلْحِ، + حِينَ ضَرَبَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفًا. + ١٤ وَأَقَامَ حَامِيَاتٍ فِي أَدُومَ. + فِي أَدُومَ كُلِّهَا أَقَامَ حَامِيَاتٍ، وَصَارَ جَمِيعُ ٱلْأَدُومِيِّينَ خُدَّامًا لِدَاوُدَ. + وَكَانَ يَهْوَهُ يُخَلِّصُ دَاوُدَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. +
١٥ وَمَلَكَ دَاوُدُ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ، + وَكَانَ دَاوُدُ يُجْرِي حُكْمًا وَبِرًّا + لِكُلِّ شَعْبِهِ. + ١٦ وَكَانَ يُوآبُ + بْنُ صَرُويَةَ عَلَى ٱلْجَيْشِ، وَيَهُوشَافَاطُ + بْنُ أَخِيلُودَ مُسَجِّلًا، ١٧ وَصَادُوقُ + بْنُ أَخِيطُوبَ وَأَخِيمَالِكُ + بْنُ أَبِيَاثَارَ كَاهِنَيْنِ، وَسَرَايَا كَاتِبًا فِي ٱلدِّيوَانِ، ١٨ وَبَنَايَا + بْنُ يَهُويَادَاعَ عَلَى ٱلْكِرِيثِيِّينَ + وَٱلْفِلِيثِيِّينَ. + وَأَمَّا بَنُو دَاوُدَ فَصَارُوا كَهَنَةً. +
٩ وَقَالَ دَاوُدُ: «هَلْ هُنَالِكَ بَعْدُ أَحَدٌ قَدْ بَقِيَ مِنْ بَيْتِ شَاوُلَ، لِكَيْ أَصْنَعَ إِلَيْهِ لُطْفًا حُبِّيًّا + مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ؟». + ٢ وَكَانَ لِبَيْتِ شَاوُلَ خَادِمٌ ٱسْمُهُ صِيبَا. + فَٱسْتَدْعَوْهُ إِلَى دَاوُدَ، فَقَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: «هَلْ أَنْتَ صِيبَا؟»، فَأَجَابَ «أَنَا خَادِمُكَ». ٣ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «أَلَيْسَ هُنَالِكَ بَعْدُ أَحَدٌ لِبَيْتِ شَاوُلَ لِكَيْ أَصْنَعَ إِلَيْهِ لُطْفَ ٱللّٰهِ ٱلْحُبِّيَّ؟». + فَقَالَ صِيبَا لِلْمَلِكِ: «هُنَالِكَ بَعْدُ ٱبْنٌ لِيُونَاثَانَ، أَعْرَجُ ٱلرِّجْلَيْنِ». + ٤ فَقَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: «أَيْنَ هُوَ؟». فَقَالَ صِيبَا لِلْمَلِكِ: «هَا هُوَ فِي بَيْتِ مَاكِيرَ + بْنِ عَمِّيئِيلَ فِي لُودَبَارَ». +
٥ وَفِي ٱلْحَالِ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ وَأَخَذَهُ مِنْ بَيْتِ مَاكِيرَ بْنِ عَمِّيئِيلَ فِي لُودَبَارَ. ٦ وَلَمَّا دَخَلَ مَفِيبُوشَثُ بْنُ يُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ إِلَى دَاوُدَ، سَقَطَ حَالًا عَلَى وَجْهِهِ وَسَجَدَ. + فَقَالَ دَاوُدُ: «يَا مَفِيبُوشَثُ»، فَأَجَابَ: «هَا أَنَا خَادِمُكَ». ٧ وَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «لَا تَخَفْ، فَإِنِّي سَأَصْنَعُ إِلَيْكَ لُطْفًا حُبِّيًّا + مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ أَبِيكَ، + وَأَرُدُّ لَكَ حَقْلَ + شَاوُلَ جَدِّكَ كُلَّهُ، وَتَأْكُلُ خُبْزًا عَلَى مَائِدَتِي كُلَّ ٱلْأَيَّامِ». +
٨ فَسَجَدَ وَقَالَ: «مَا هُوَ خَادِمُكَ حَتَّى تَلْتَفِتَ إِلَى كَلْبٍ مَيِّتٍ + مِثْلِي؟». ٩ فَدَعَا ٱلْمَلِكُ صِيبَا، غُلَامَ شَاوُلَ وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ مَا كَانَ لِشَاوُلَ وَلِكُلِّ بَيْتِهِ أُعْطِيهِ + لِحَفِيدِ سَيِّدِكَ. ١٠ فَتَفْلَحُ لَهُ ٱلْأَرْضَ، أَنْتَ وَبَنُوكَ وَخُدَّامُكَ، وَتَجْمَعُ ٱلْغَلَّةَ، فَيَكُونُ ذٰلِكَ طَعَامًا لِكُلِّ مَا لِحَفِيدِ سَيِّدِكَ، فَيَأْكُلُونَ. أَمَّا مَفِيبُوشَثُ، حَفِيدُ سَيِّدِكَ، فَيَأْكُلُ خُبْزًا عَلَى مَائِدَتِي كُلَّ ٱلْأَيَّامِ». +
وَكَانَ لِصِيبَا خَمْسَةَ عَشَرَ ٱبْنًا وَعِشْرُونَ خَادِمًا. + ١١ فَقَالَ صِيبَا لِلْمَلِكِ: «بِحَسَبِ كُلِّ مَا يَأْمُرُ بِهِ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ خَادِمَهُ هٰكَذَا يَفْعَلُ خَادِمُكَ. وَأَمَّا مَفِيبُوشَثُ + فَيَأْكُلُ عَلَى مَائِدَتِي كَوَاحِدٍ مِنْ بَنِي ٱلْمَلِكِ». ١٢ وَكَانَ لِمَفِيبُوشَثَ ٱبْنٌ صَغِيرٌ ٱسْمُهُ مِيكَا، + وَكَانَ كُلُّ ٱلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِ صِيبَا خُدَّامًا لِمَفِيبُوشَثَ. ١٣ وَسَكَنَ مَفِيبُوشَثُ فِي أُورُشَلِيمَ، لِأَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ دَائِمًا عَلَى مَائِدَةِ ٱلْمَلِكِ. + وَكَانَ أَعْرَجَ ٱلرِّجْلَيْنِ كِلْتَيْهِمَا. +
١٠ وَحَدَثَ بَعْدَ ذٰلِكَ أَنَّ مَلِكَ بَنِي عَمُّونَ + مَاتَ، وَمَلَكَ حَانُونُ ٱبْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. + ٢ فَقَالَ دَاوُدُ: «أَصْنَعُ لُطْفًا حُبِّيًّا إِلَى حَانُونَ بْنِ نَاحَاشَ كَمَا صَنَعَ أَبُوهُ لُطْفًا حُبِّيًّا إِلَيَّ». + وَأَرْسَلَ دَاوُدُ عَلَى يَدِ خُدَّامِهِ + لِيُعَزِّيَهُ عَنْ أَبِيهِ، فَجَاءَ خُدَّامُ دَاوُدَ إِلَى أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ. ٣ فَقَالَ رُؤَسَاءُ بَنِي عَمُّونَ لِحَانُونَ سَيِّدِهِمْ: «هَلْ يُكْرِمُ دَاوُدُ أَبَاكَ فِي عَيْنَيْكَ بِإِرْسَالِ مُعَزِّينَ إِلَيْكَ؟ أَلَيْسَ لِأَجْلِ فَحْصِ ٱلْمَدِينَةِ وَتَجَسُّسِهَا + وَقَلْبِهَا أَرْسَلَ دَاوُدُ خُدَّامَهُ إِلَيْكَ؟». + ٤ فَأَخَذَ حَانُونُ خُدَّامَ دَاوُدَ وَحَلَقَ نِصْفَ لِحَاهُمْ، + وَقَطَعَ ثِيَابَهُمْ مِنَ ٱلْوَسَطِ إِلَى أَسْتَاهِهِمْ، ثُمَّ صَرَفَهُمْ. + ٥ وَأُخْبِرَ دَاوُدُ فَأَرْسَلَ مَنْ يُلَاقِيهِمْ، لِأَنَّ ٱلرِّجَالَ شَعَرُوا بِذُّلٍّ شَدِيدٍ. وَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «أَقِيمُوا فِي أَرِيحَا + حَتَّى تَطُولَ لِحَاكُمْ، ثُمَّ ٱرْجِعُوا».
٦ وَرَأَى بَنُو عَمُّونَ أَنَّهُمْ قَدْ أَنْتَنُوا + عِنْدَ دَاوُدَ، فَأَرْسَلَ بَنُو عَمُّونَ وَٱسْتَأْجَرُوا مِنْ أَرَامِيِّي بَيْتَ رَحُوبَ + وَمِنْ أَرَامِيِّي صُوبَةَ + عِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ، وَمِنْ مَلِكِ مَعْكَةَ + أَلْفَ رَجُلٍ، وَمِنْ إِيشْطُوبَ ٱثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ. ٧ وَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ بِذٰلِكَ، أَرْسَلَ يُوآبَ وَكُلَّ ٱلْجَيْشِ وَٱلْجَبَابِرَةِ. + ٨ وَخَرَجَ بَنُو عَمُّونَ وَٱصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ ٱلْمَدِينَةِ، وَكَانَ أَرَامِيُّو صُوبَةَ وَرَحُوبَ + وَإِيشْطُوبُ وَمَعْكَةُ وَحْدَهُمْ فِي ٱلْحَقْلِ. +
٩ فَلَمَّا رَأَى يُوآبُ أَنَّ صُفُوفَ ٱلْقِتَالِ كَانَتْ نَحْوَهُ مِنَ ٱلْأَمَامِ وَمِنَ ٱلْخَلْفِ، ٱخْتَارَ قَوْمًا مِنْ جَمِيعِ نُخْبَةِ + رِجَالِ إِسْرَائِيلَ وَصَفَّهُمْ لِلِقَاءِ ٱلْأَرَامِيِّينَ. ١٠ وَسَلَّمَ بَقِيَّةَ ٱلشَّعْبِ لِيَدِ أَبِيشَايَ + أَخِيهِ لِيَصُفَّهُمْ لِلِقَاءِ بَنِي عَمُّونَ. + ١١ وَقَالَ: «إِنْ قَوِيَ ٱلْأَرَامِيُّونَ عَلَيَّ، تَكُونُ لِي خَلَاصًا؛ وَإِنْ قَوِيَ بَنُو عَمُّونَ عَلَيْكَ، آتِي أَنَا لِأُخَلِّصَكَ. + ١٢ تَقَوَّ وَلْنَتَشَجَّعْ + مِنْ أَجْلِ شَعْبِنَا وَمِنْ أَجْلِ مُدُنِ إِلٰهِنَا، + وَيَهْوَهُ يَفْعَلُ مَا هُوَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيْهِ». +
١٣ ثُمَّ تَقَدَّمَ يُوآبُ وَٱلشَّعْبُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ لِمُقَاتَلَةِ ٱلْأَرَامِيِّينَ، فَهَرَبُوا مِنْ أَمَامِهِ. + ١٤ وَرَأَى بَنُو عَمُّونَ أَنَّهُ قَدْ هَرَبَ ٱلْأَرَامِيُّونَ، فَهَرَبُوا مِنْ أَمَامِ أَبِيشَايَ وَدَخَلُوا ٱلْمَدِينَةَ. + فَرَجَعَ يُوآبُ عَنْ بَنِي عَمُّونَ وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. +
١٥ وَلَمَّا رَأَى ٱلْأَرَامِيُّونَ أَنَّهُمْ قَدِ ٱنْهَزَمُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ، ٱجْتَمَعُوا مَعًا. ١٦ فَأَرْسَلَ هَدَدْعَزَرُ + وَٱسْتَدْعَى ٱلْأَرَامِيِّينَ ٱلَّذِينَ فِي نَوَاحِي ٱلنَّهْرِ؛ + ثُمَّ أَتَوْا إِلَى حِيلَامَ، وَأَمَامَهُمْ شُوبَكُ + رَئِيسُ جَيْشِ هَدَدْعَزَرَ.
١٧ وَعِنْدَمَا أُخْبِرَ دَاوُدُ، جَمَعَ كُلَّ إِسْرَائِيلَ وَعَبَرَ ٱلْأُرْدُنَّ وَجَاءَ إِلَى حِيلَامَ. فَٱصْطَفَّ ٱلْأَرَامِيُّونَ لِلِقَاءِ دَاوُدَ وَأَخَذُوا يُحَارِبُونَهُ. + ١٨ وَهَرَبَ + ٱلْأَرَامِيُّونَ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ، وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنَ ٱلْأَرَامِيِّينَ سَبْعَ مِئَةٍ مِنْ سَائِقِي ٱلْمَرْكَبَاتِ + وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَضَرَبَ شُوبَكَ رَئِيسَ جَيْشِهِمْ فَمَاتَ هُنَاكَ. + ١٩ وَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ ٱلْمُلُوكِ، + خُدَّامِ هَدَدْعَزَرَ، أَنَّهُمْ قَدِ ٱنْهَزَمُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ، + صَنَعُوا سَلَامًا مَعَ إِسْرَائِيلَ، وَصَارُوا يَخْدُمُونَهُمْ. + وَخَافَ ٱلْأَرَامِيُّونَ أَنْ يُحَاوِلُوا نَجْدَةَ بَنِي عَمُّونَ ثَانِيَةً. +
١١ وَكَانَ عِنْدَ مَدَارِ ٱلسَّنَةِ، + وَقْتَ خُرُوجِ ٱلْمُلُوكِ لِلْحَرْبِ، + أَنَّ دَاوُدَ أَرْسَلَ يُوآبَ وَخُدَّامَهُ مَعَهُ وَكُلَّ إِسْرَائِيلَ، لِيُهْلِكُوا بَنِي عَمُّونَ + وَيُحَاصِرُوا رَبَّةَ، + وَأَمَّا دَاوُدُ فَكَانَ يَسْكُنُ فِي أُورُشَلِيمَ.
٢ وَحَدَثَ فِي وَقْتِ ٱلْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ + بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، فَرَأَى + مِنْ عَلَى ٱلسَّطْحِ ٱمْرَأَةً تَسْتَحِمُّ، وَكَانَتِ ٱلْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ ٱلْمَنْظَرِ جِدًّا. + ٣ فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ ٱلْمَرْأَةِ، + فَقَالَ أَحَدُهُمْ: «أَلَيْسَتْ هٰذِهِ بَثْشَبَعَ + بِنْتَ أَلِيعَامَ + زَوْجَةَ أُورِيَّا + ٱلْحِثِّيِّ؟». + ٤ ثُمَّ أَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلًا لِيَأْخُذَهَا. + فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ + وَٱضْطَجَعَ مَعَهَا، + وَكَانَتْ تَتَقَدَّسُ مِنْ نَجَاسَتِهَا. + وَرَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا.
٥ وَحَمَلَتِ ٱلْمَرْأَةُ. فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنَّنِي حَامِلٌ». ٦ فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى يُوآبَ قَائِلًا: «أَرْسِلْ إِلَيَّ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيَّ». فَأَرْسَلَ يُوآبُ أُورِيَّا إِلَى دَاوُدَ. ٧ وَلَمَّا أَتَى إِلَيْهِ أُورِيَّا، أَخَذَ دَاوُدُ يَسْأَلُهُ عَنْ حَالِ يُوآبَ وَحَالِ ٱلشَّعْبِ وَحَالِ ٱلْحَرْبِ. ٨ وَأَخِيرًا قَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: «اِنْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ وَٱغْسِلْ قَدَمَيْكَ». + فَخَرَجَ أُورِيَّا مِنْ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَخَرَجَتْ وَرَاءَهُ هَدِيَّةٌ إِكْرَامِيَّةً مِنْ عِنْدِ ٱلْمَلِكِ. ٩ لٰكِنَّ أُورِيَّا ٱضْطَجَعَ عِنْدَ مَدْخَلِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ مَعَ كُلِّ خُدَّامِ سَيِّدِهِ، وَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى بَيْتِهِ. ١٠ فَأَخْبَرُوا دَاوُدَ قَائِلِينَ: «لَمْ يَنْزِلْ أُورِيَّا إِلَى بَيْتِهِ». عِنْدَئِذٍ قَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: «أَمَا جِئْتَ مِنَ ٱلسَّفَرِ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَنْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ؟». ١١ فَقَالَ أُورِيَّا لِدَاوُدَ: «إِنَّ ٱلتَّابُوتَ + وَإِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي ٱلْمَظَالِّ، وَسَيِّدِي يُوآبُ وَخُدَّامُ سَيِّدِي + مُعَسْكِرُونَ عَلَى وَجْهِ ٱلْحَقْلِ، فَهَلْ أَذْهَبُ أَنَا إِلَى بَيْتِي لِآكُلَ وَأَشْرَبَ وَأَضْطَجِعَ مَعَ زَوْجَتِي؟ + وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ نَفْسِكَ، + لَا أَفْعَلُ هٰذَا ٱلْأَمْرَ!».
١٢ عِنْدَئِذٍ قَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: «اُمْكُثْ هُنَا ٱلْيَوْمَ أَيْضًا، وَغَدًا أَصْرِفُكَ». فَمَكَثَ أُورِيَّا فِي أُورُشَلِيمَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ وَغَدَهُ. ١٣ وَدَعَاهُ دَاوُدُ لِيَأْكُلَ أَمَامَهُ وَيَشْرَبَ، فَأَسْكَرَهُ. + وَرَغْمَ ذٰلِكَ خَرَجَ عِنْدَ ٱلْمَسَاءِ لِيَضْطَجِعَ فِي سَرِيرِهِ مَعَ خُدَّامِ سَيِّدِهِ، وَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى بَيْتِهِ. ١٤ وَكَانَ فِي ٱلصَّبَاحِ أَنَّ دَاوُدَ كَتَبَ رِسَالَةً + إِلَى يُوآبَ وَأَرْسَلَهَا بِيَدِ أُورِيَّا. ١٥ وَكَتَبَ فِي ٱلرِّسَالَةِ يَقُولُ: + «اِجْعَلُوا أُورِيَّا فِي ٱلْخُطُوطِ ٱلْأَمَامِيَّةِ حَيْثُ يَكُونُ ٱلْقِتَالُ شَدِيدًا، + وَتَرَاجَعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ». +
١٦ وَحَدَثَ، إِذْ كَانَ يُوآبُ مُرَابِطًا عَلَى ٱلْمَدِينَةِ، أَنَّهُ جَعَلَ أُورِيَّا فِي ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي عَلِمَ أَنَّ ٱلرِّجَالَ ٱلْبَوَاسِلَ فِيهِ. + ١٧ وَلَمَّا خَرَجَ رِجَالُ ٱلْمَدِينَةِ وَحَارَبُوا يُوآبَ، سَقَطَ بَعْضُ ٱلشَّعْبِ، خُدَّامُ دَاوُدَ، وَمَاتَ أَيْضًا أُورِيَّا ٱلْحِثِّيُّ. + ١٨ فَأَرْسَلَ يُوآبُ لِيُخْبِرَ دَاوُدَ بِجَمِيعِ أُمُورِ ٱلْحَرْبِ. ١٩ وَأَمَرَ ٱلرَّسُولَ قَائِلًا: «حَالَمَا تَنْتَهِي مِنَ ٱلْكَلَامِ مَعَ ٱلْمَلِكِ عَنْ جَمِيعِ أُمُورِ ٱلْحَرْبِ، ٢٠ فَإِذَا ثَارَ سُخْطُ ٱلْمَلِكِ وَقَالَ لَكَ: ‹لِمَاذَا ٱقْتَرَبْتُمْ كَثِيرًا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ لِتُحَارِبُوا؟ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّهُمْ يَرْمُونَ مِنْ فَوْقِ ٱلسُّورِ؟ ٢١ مَنْ ضَرَبَ أَبِيمَالِكَ + بْنَ يَرُبُّوشَثَ؟ + أَلَمْ تَرْمِهِ ٱمْرَأَةٌ بِحَجَرِ ٱلرَّحَى ٱلْأَعْلَى + مِنْ فَوْقِ ٱلسُّورِ فَمَاتَ فِي تَابَاصَ؟ + فَلِمَاذَا ٱقْتَرَبْتُمْ كَثِيرًا مِنَ ٱلسُّورِ؟›، فَقُلْ: ‹إِنَّ خَادِمَكَ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيَّ أَيْضًا مَاتَ›». +
٢٢ فَذَهَبَ ٱلرَّسُولُ وَوَصَلَ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِكُلِّ مَا أَرْسَلَهُ فِيهِ يُوآبُ. ٢٣ وَقَالَ ٱلرَّسُولُ لِدَاوُدَ: «قَدْ قَوِيَ ٱلرِّجَالُ عَلَيْنَا، وَخَرَجُوا عَلَيْنَا إِلَى ٱلْحَقْلِ، لٰكِنَّنَا ضَيَّقْنَا عَلَيْهِمْ حَتَّى مَدْخَلِ بَابِ ٱلْمَدِينَةِ. ٢٤ وَرَمَى ٱلرُّمَاةُ خُدَّامَكَ مِنْ فَوْقِ ٱلسُّورِ، + فَمَاتَ بَعْضُ خُدَّامِ ٱلْمَلِكِ، وَمَاتَ أَيْضًا خَادِمُكَ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيُّ». + ٢٥ عِنْدَئِذٍ قَالَ دَاوُدُ لِلرَّسُولِ: «هٰذَا مَا تَقُولُهُ لِيُوآبَ: ‹لَا يَسُؤْ هٰذَا ٱلْأَمْرُ فِي عَيْنَيْكَ، لِأَنَّ ٱلسَّيْفَ يَأْكُلُ + هٰذَا وَذَاكَ. فَشَدِّدْ قِتَالَكَ عَلَى ٱلْمَدِينَةِ وَٱنْقُضْهَا›. + وَشَجِّعْهُ».
٢٦ وَسَمِعَتْ زَوْجَةُ أُورِيَّا أَنَّ أُورِيَّا زَوْجَهَا قَدْ مَاتَ، فَنَدَبَتْ + بَعْلَهَا. + ٢٧ وَلَمَّا ٱنْقَضَتْ أَيَّامُ مَنَاحَتِهَا، + أَرْسَلَ دَاوُدُ فِي ٱلْحَالِ وَأَخَذَهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ زَوْجَةً. + وَوَلَدَتْ لَهُ ٱبْنًا، وَأَمَّا مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ فَسَاءَ + فِي عَيْنَيْ + يَهْوَهَ.
١٢ فَأَرْسَلَ يَهْوَهُ نَاثَانَ + إِلَى دَاوُدَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ + وَقَالَ لَهُ: «كَانَ رَجُلَانِ فِي مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ، أَحَدُهُمَا غَنِيٌّ وَٱلْآخَرُ فَقِيرٌ. ٢ وَكَانَ لِلْغَنِيِّ غَنَمٌ وَبَقَرٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا، + ٣ وَأَمَّا ٱلْفَقِيرُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ سِوَى نَعْجَةٍ وَاحِدَةٍ صَغِيرَةٍ كَانَ قَدِ ٱشْتَرَاهَا. + وَقَدْ رَبَّاهَا وَكَبِرَتْ مَعَهُ وَمَعَ بَنِيهِ جَمِيعًا، وَكَانَتْ تَأْكُلُ مِنْ لُقْمَتِهِ وَتَشْرَبُ مِنْ كَأْسِهِ وَتَضْطَجِعُ فِي حِضْنِهِ، وَكَانَتْ لَهُ كَٱبْنَةٍ. ٤ ثُمَّ أَتَى زَائِرٌ إِلَى ٱلرَّجُلِ ٱلْغَنِيِّ، فَعَفَا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ غَنَمِهِ وَبَقَرِهِ لِيُعِدَّ لِلْمُسَافِرِ ٱلَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ. فَأَخَذَ نَعْجَةَ ٱلرَّجُلِ ٱلْفَقِيرِ وَأَعَدَّهَا لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ». +
٥ فَحَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ جِدًّا عَلَى ٱلرَّجُلِ، + وَقَالَ لِنَاثَانَ: «حَيٌّ هُوَ يَهْوَهُ، + إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلْفَاعِلَ ذٰلِكَ يَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ. + ٦ وَيَرُدُّ عِوَضَ + ٱلنَّعْجَةِ أَرْبَعًا، + لِأَنَّهُ فَعَلَ هٰذَا ٱلْأَمْرَ وَلَمْ يَرْأَفْ». +
٧ عِنْدَئِذٍ قَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «أَنْتَ هُوَ ٱلرَّجُلُ! وَهٰذَا مَا يَقُولُهُ يَهْوَهُ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: ‹أَنَا مَسَحْتُكَ + مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَا أَنْقَذْتُكَ + مِنْ يَدِ شَاوُلَ. ٨ وَكُنْتُ رَاغِبًا أَنْ أُعْطِيَكَ بَيْتَ سَيِّدِكَ + وَزَوْجَاتِ سَيِّدِكَ + فِي حِضْنِكَ، وَأَنْ أُعْطِيَكَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. + وَلَوْ كَانَ ذٰلِكَ قَلِيلًا، فَإِنِّي كُنْتُ أَزِيدُكَ كَذَا وَكَذَا. + ٩ فَلِمَاذَا ٱحْتَقَرْتَ كَلَامَ يَهْوَهَ بِفِعْلِكَ مَا هُوَ رَدِيءٌ + فِي عَيْنَيْهِ؟ لَقَدْ ضَرَبْتَ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيَّ بِٱلسَّيْفِ، + وَٱتَّخَذْتَ ٱمْرَأَتَهُ زَوْجَةً لَكَ، + وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ. ١٠ وَٱلْآنَ لَا يُفَارِقُ ٱلسَّيْفُ + بَيْتَكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ، + لِأَنَّكَ ٱحْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ زَوْجَةَ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيِّ لِتَصِيرَ زَوْجَةً لَكَ›. ١١ هٰكَذَا يَقُولُ يَهْوَهُ: ‹هٰأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ ٱلْبَلِيَّةَ مِنْ بَيْتِكَ، + وَآخُذُ زَوْجَاتِكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، + فَيَضْطَجِعُ مَعَ زَوْجَاتِكَ فِي عَيْنِ هٰذِهِ ٱلشَّمْسِ. + ١٢ أَنْتَ عَمِلْتَ بِٱلسِّرِّ، + أَمَّا أَنَا فَأَفْعَلُ هٰذَا ٱلْأَمْرَ أَمَامَ كُلِّ إِسْرَائِيلَ + وَأَمَامَ ٱلشَّمْسِ›». +
١٣ فَقَالَ دَاوُدُ + لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى يَهْوَهَ». + فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «وَيَهْوَهُ يَتَجَاوَزُ عَنْ خَطِيَّتِكَ، + فَلَا تَمُوتُ. + ١٤ وَلٰكِنْ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَهَنْتَ يَهْوَهَ + بِهٰذَا ٱلْأَمْرِ، فَٱلِٱبْنُ ٱلْمَوْلُودُ لَكَ يَمُوتُ مَوْتًا». +
١٥ ثُمَّ ذَهَبَ نَاثَانُ إِلَى بَيْتِهِ.
وَضَرَبَ يَهْوَهُ + ٱلْوَلَدَ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ زَوْجَةُ أُورِيَّا لِدَاوُدَ فَمَرِضَ. ١٦ وَسَأَلَ دَاوُدُ ٱللّٰهَ مِنْ أَجْلِ ٱلصَّبِيِّ، وَصَامَ دَاوُدُ صَوْمًا شَدِيدًا + وَبَاتَ مُضْطَجِعًا عَلَى ٱلْأَرْضِ. + ١٧ فَوَقَفَ شُيُوخُ بَيْتِهِ بِجَانِبِهِ لِيُقِيمُوهُ عَنِ ٱلْأَرْضِ، فَأَبَى وَلَمْ يَأْكُلْ مَعَهُمْ خُبْزًا. + ١٨ وَكَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ أَنَّ ٱلْوَلَدَ مَاتَ. فَخَافَ خُدَّامُ دَاوُدَ أَنْ يُخْبِرُوهُ بِأَنَّ ٱلْوَلَدَ قَدْ مَاتَ؛ لِأَنَّهُمْ قَالُوا: «هُوَذَا لَمَّا كَانَ ٱلْوَلَدُ حَيًّا كُنَّا نُكَلِّمُهُ فَلَا يَسْمَعُ لِصَوْتِنَا، فَكَيْفَ نَقُولُ لَهُ: ‹قَدْ مَاتَ ٱلْوَلَدُ›؟ إِنَّهُ يَفْعَلُ أَشَرَّ».
١٩ وَرَأَى دَاوُدُ خُدَّامَهُ يَتَهَامَسُونَ، فَأَدْرَكَ أَنَّ ٱلْوَلَدَ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِخُدَّامِهِ: «هَلْ مَاتَ ٱلْوَلَدُ؟»، فَقَالُوا: «قَدْ مَاتَ». ٢٠ فَقَامَ دَاوُدُ عَنِ ٱلْأَرْضِ وَٱغْتَسَلَ وَٱدَّهَنَ + بِزَيْتٍ وَغَيَّرَ رِدَاءَهُ وَدَخَلَ بَيْتَ + يَهْوَهَ وَسَجَدَ. + ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِهِ وَطَلَبَ، فَوَضَعُوا أَمَامَهُ خُبْزًا فَأَكَلَ. ٢١ فَقَالَ لَهُ خُدَّامُهُ: «مَا هٰذَا ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي فَعَلْتَ؟ إِنَّكَ صُمْتَ وَبَكَيْتَ مِنْ أَجْلِ ٱلْوَلَدِ وَهُوَ حَيٌّ، وَلَمَّا مَاتَ ٱلْوَلَدُ قُمْتَ وَأَكَلْتَ خُبْزًا». ٢٢ فَقَالَ: «لَمَّا كَانَ ٱلْوَلَدُ بَعْدُ حَيًّا صُمْتُ + وَبَكَيْتُ، + لِأَنِّي قُلْتُ لِنَفْسِي: ‹مَنْ يَعْلَمُ هَلْ يَتَحَنَّنُ يَهْوَهُ عَلَيَّ فَيَحْيَا ٱلْوَلَدُ؟›. + ٢٣ وَأَمَّا ٱلْآنَ فَقَدْ مَاتَ، فَلِمَاذَا أَصُومُ؟ أَقَادِرٌ أَنَا أَنْ أَرُدَّهُ بَعْدُ؟ + أَنَا ذَاهِبٌ إِلَيْهِ، + وَأَمَّا هُوَ فَلَنْ يَرْجِعَ إِلَيَّ». +
٢٤ وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ زَوْجَتَهُ. + ثُمَّ دَخَلَ إِلَيْهَا وَٱضْطَجَعَ مَعَهَا. فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، + وَدُعِيَ ٱسْمُهُ سُلَيْمَانَ. + وَأَحَبَّهُ يَهْوَهُ. + ٢٥ فَأَرْسَلَ بِيَدِ نَاثَانَ + ٱلنَّبِيِّ وَدَعَا ٱسْمَهُ يَدِيدِيَّا، لِأَجْلِ يَهْوَهَ.
٢٦ وَحَارَبَ يُوآبُ + رَبَّةَ + بَنِي عَمُّونَ وَٱسْتَوْلَى عَلَى مَدِينَةِ ٱلْمَمْلَكَةِ. ٢٧ فَأَرْسَلَ يُوآبُ رُسُلًا إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ: «قَدْ حَارَبْتُ رَبَّةَ + وَٱسْتَوْلَيْتُ أَيْضًا عَلَى مَدِينَةِ ٱلْمِيَاهِ. ٢٨ وَٱلْآنَ ٱجْمَعْ بَقِيَّةَ ٱلشَّعْبِ وَعَسْكِرْ عَلَى ٱلْمَدِينَةِ وَٱسْتَوْلِ عَلَيْهَا لِئَلَّا أَسْتَوْلِيَ أَنَا عَلَى ٱلْمَدِينَةِ فَيُدْعَى ٱسْمِي عَلَيْهَا».
٢٩ فَجَمَعَ دَاوُدُ كُلَّ ٱلشَّعْبِ وَذَهَبَ إِلَى رَبَّةَ وَحَارَبَهَا وَٱسْتَوْلَى عَلَيْهَا. ٣٠ وَأَخَذَ تَاجَ مَلْكَامَ عَنْ رَأْسِهِ، + وَكَانَ وَزْنُهُ وَزْنَةً مِنَ ٱلذَّهَبِ، مَعَ حِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ؛ فَصَارَ عَلَى رَأْسِ دَاوُدَ. وَكَانَتِ ٱلْغَنِيمَةُ + ٱلَّتِي أَخْرَجَهَا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ كَثِيرَةً جِدًّا. ٣١ وَأَخْرَجَ ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي فِيهَا وَجَعَلَهُمْ عَلَى نَشْرِ ٱلْحِجَارَةِ وَقَوَاطِعِ ٱلْحَدِيدِ + وَفُؤُوسِ ٱلْحَدِيدِ، وَأَجْبَرَهُمْ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِصُنْعِ ٱللِّبْنِ. وَهٰكَذَا فَعَلَ بِجَمِيعِ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. وَأَخِيرًا رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.
١٣ وَكَانَ لِأَبْشَالُومَ + بْنِ دَاوُدَ أُخْتٌ جَمِيلَةٌ ٱسْمُهَا ثَامَارُ، + فَكَانَ بَعْدَ ذٰلِكَ أَنَّ أَمْنُونَ + بْنَ دَاوُدَ أَحَبَّهَا. + ٢ وَضَاقَ ٱلْأَمْرُ بِأَمْنُونَ حَتَّى مَرِضَ + بِسَبَبِ ثَامَارَ أُخْتِهِ، لِأَنَّهَا كَانَتْ عَذْرَاءَ، وَصَعُبَ فِي عَيْنَيْ + أَمْنُونَ أَنْ يَفْعَلَ لَهَا شَيْئًا. + ٣ وَكَانَ لِأَمْنُونَ صَاحِبٌ ٱسْمُهُ يَهُونَادَابُ + بْنُ شِمْعَةَ + أَخِي دَاوُدَ، وَكَانَ يَهُونَادَابُ رَجُلًا حَكِيمًا جِدًّا. ٤ فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا، يَا ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ، أَنْتَ مُغْتَمٌّ هٰكَذَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَى صَبَاحٍ؟ أَلَا تُخْبِرُنِي؟». + فَقَالَ لَهُ أَمْنُونُ: «إِنِّي أُحِبُّ ثَامَارَ أُخْتَ + أَبْشَالُومَ أَخِي». + ٥ فَقَالَ لَهُ يَهُونَادَابُ: «اِضْطَجِعْ عَلَى سَرِيرِكَ وَتَمَارَضْ. + وَسَيَأْتِي أَبُوكَ لِيَرَاكَ، فَتَقُولُ لَهُ: ‹لِتَأْتِ ثَامَارُ أُخْتِي وَتُطْعِمْنِي طَعَامَ ٱلْمَرْضَى، وَلْتَصْنَعْ أَمَامَ عَيْنَيَّ خُبْزَ ٱلتَّعْزِيَةِ، فَأَرَى وَآكُلَ مِنْ يَدِهَا›». +
٦ فَٱضْطَجَعَ أَمْنُونُ وَتَمَارَضَ، + فَأَتَى ٱلْمَلِكُ لِيَرَاهُ. فَقَالَ أَمْنُونُ لِلْمَلِكِ: «لِتَأْتِ ثَامَارُ أُخْتِي وَتَخْبِزْ أَمَامَ عَيْنَيَّ كَعْكَتَيْنِ، فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا ٱلطَّعَامَ ٱلَّذِي يُعْطَى لِلْمَرْضَى». ٧ فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى ثَامَارَ فِي ٱلْبَيْتِ قَائِلًا: «اِذْهَبِي إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيكِ وَٱصْنَعِي لَهُ خُبْزَ ٱلتَّعْزِيَةِ». ٨ فَذَهَبَتْ ثَامَارُ إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ + أَخِيهَا وَهُوَ مُضْطَجِعٌ. فَأَخَذَتِ ٱلْعَجِينَ وَعَجَنَتْهُ وَعَمِلَتِ ٱلْكَعْكَ أَمَامَ عَيْنَيْهِ وَخَبَزَتْهُ. ٩ ثُمَّ أَخَذَتِ ٱلْمِقْلَاةَ وَسَكَبَتْ أَمَامَهُ، لٰكِنَّ أَمْنُونَ أَبَى أَنْ يَأْكُلَ وَقَالَ: «أَخْرِجُوا كُلَّ وَاحِدٍ عَنِّي». + فَخَرَجَ ٱلْجَمِيعُ.
١٠ ثُمَّ قَالَ أَمْنُونُ لِثَامَارَ: «أَحْضِرِي خُبْزَ ٱلتَّعْزِيَةِ إِلَى ٱلْمَخْدَعِ، لِآكُلَهُ كَٱلْمَرِيضِ مِنْ يَدِكِ». فَأَخَذَتْ ثَامَارُ ٱلْكَعْكَ ٱلَّذِي صَنَعَتْهُ وَأَتَتْ بِهِ إِلَى أَمْنُونَ أَخِيهَا فِي ٱلْمَخْدَعِ. ١١ وَلَمَّا ٱقْتَرَبَتْ إِلَيْهِ لِيَأْكُلَ، أَمْسَكَهَا + عَلَى ٱلْفَوْرِ وَقَالَ لَهَا: «تَعَالَيِ ٱضْطَجِعِي + مَعِي يَا أُخْتِي». + ١٢ فَقَالَتْ لَهُ: «لَا يَا أَخِي. لَا تُذِلَّنِي؛ + لِأَنَّهُ لَا يُفْعَلُ هٰكَذَا فِي إِسْرَائِيلَ. + لَا تَفْعَلْ هٰذِهِ ٱلْحَمَاقَةَ ٱلْمُخْزِيَةَ. + ١٣ أَمَّا أَنَا فَأَيْنَ أَذْهَبُ بِعَارِي؟ وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنَ ٱلْأَغْبِيَاءِ فِي إِسْرَائِيلَ. وَٱلْآنَ كَلِّمِ ٱلْمَلِكَ، لِأَنَّهُ لَا يَمْنَعُنِي مِنْكَ». ١٤ فَأَبَى أَنْ يَسْمَعَ لِصَوْتِهَا، بَلْ قَوِيَ عَلَيْهَا وَأَذَلَّهَا + وَٱضْطَجَعَ مَعَهَا. + ١٥ ثُمَّ أَبْغَضَهَا أَمْنُونُ بُغْضًا شَدِيدًا جِدًّا، وَكَانَ ٱلْبُغْضُ ٱلَّذِي أَبْغَضَهَا إِيَّاهُ أَعْظَمَ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي أَحَبَّهَا إِيَّاهَا، لِذٰلِكَ قَالَ لَهَا أَمْنُونُ: «قُومِي ٱذْهَبِي». ١٦ فَقَالَتْ لَهُ: «لَا يَا أَخِي، لِأَنَّ هٰذَا ٱلشَّرَّ بِصَرْفِكَ إِيَّايَ هُوَ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْآخَرِ ٱلَّذِي فَعَلْتَهُ بِي». فَأَبَى أَنْ يَسْمَعَ لَهَا.
١٧ وَدَعَا غُلَامَهُ ٱلَّذِي كَانَ يَخْدُمُهُ وَقَالَ: «اِصْرِفْ هٰذِهِ عَنِّي إِلَى ٱلْخَارِجِ، وَأَقْفِلِ ٱلْبَابَ وَرَاءَهَا». ١٨ (وَكَانَ عَلَيْهَا قَمِيصٌ مُخَطَّطٌ، + لِأَنَّ بَنَاتِ ٱلْمَلِكِ ٱلْعَذَارَى كُنَّ يَلْبَسْنَ أَقْمِصَةً مِثْلَ هٰذِهِ). فَأَخْرَجَهَا خَادِمُهُ إِلَى ٱلْخَارِجِ، وَأَقْفَلَ ٱلْبَابَ وَرَاءَهَا. ١٩ فَوَضَعَتْ ثَامَارُ رَمَادًا + عَلَى رَأْسِهَا، وَمَزَّقَتِ ٱلْقَمِيصَ ٱلْمُخَطَّطَ ٱلَّذِي عَلَيْهَا، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا + وَذَهَبَتْ وَهِيَ تَصْرُخُ.
٢٠ فَقَالَ لَهَا أَبْشَالُومُ + أَخُوهَا: «هَلْ كَانَ أَمْنُونُ + أَخُوكِ مَعَكِ؟ اُسْكُتِي ٱلْآنَ يَا أُخْتِي. إِنَّهُ أَخُوكِ. + لَا تَضَعِي قَلْبَكِ عَلَى هٰذَا ٱلْأَمْرِ». فَأَقَامَتْ ثَامَارُ فِي عُزْلَةٍ فِي بَيْتِ أَخِيهَا أَبْشَالُومَ. ٢١ وَسَمِعَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ بِجَمِيعِ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ، + فَغَضِبَ جِدًّا. + ٢٢ وَلَمْ يُكَلِّمْ أَبْشَالُومُ أَمْنُونَ بِشَرٍّ أَوْ بِخَيْرٍ، لِأَنَّ أَبْشَالُومَ أَبْغَضَ + أَمْنُونَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ ثَامَارَ أُخْتَهُ.
٢٣ وَحَدَثَ بَعْدَ سَنَتَيْنِ كَامِلَتَيْنِ أَنَّهُ كَانَ لِأَبْشَالُومَ جَزَّازُونَ + فِي بَعْلَ حَاصُورَ، ٱلَّتِي بِٱلْقُرْبِ مِنْ أَفْرَايِمَ. + فَدَعَا أَبْشَالُومُ جَمِيعَ بَنِي ٱلْمَلِكِ. + ٢٤ وَجَاءَ أَبْشَالُومُ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَقَالَ: «هُوَذَا ٱلْآنَ خَادِمُكَ لَهُ جَزَّازُونَ. فَلْيَذْهَبِ ٱلْمَلِكُ وَخُدَّامُهُ مَعَ خَادِمِكَ». ٢٥ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِأَبْشَالُومَ: «لَا يَا ٱبْنِي، لَا نَذْهَبْ كُلُّنَا لِئَلَّا نُثَقِّلَ عَلَيْكَ». وَرَغْمَ إِلْحَاحِهِ، + أَبَى أَنْ يَذْهَبَ إِنَّمَا بَارَكَهُ. + ٢٦ فَقَالَ أَبْشَالُومُ: «إِذًا دَعْ أَمْنُونَ أَخِي يَذْهَبُ مَعَنَا». + فَقَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: «وَلِمَاذَا يَذْهَبُ مَعَكَ؟». ٢٧ فَأَلَحَّ + عَلَيْهِ أَبْشَالُومُ، فَأَرْسَلَ مَعَهُ أَمْنُونَ وَجَمِيعَ بَنِي ٱلْمَلِكِ.
٢٨ وَأَمَرَ أَبْشَالُومُ غِلْمَانَهُ قَائِلًا: «اُنْظُرُوا، مَتَى طَابَ قَلْبُ أَمْنُونَ بِٱلْخَمْرِ + وَقُلْتُ لَكُمْ: ‹اِضْرِبُوا أَمْنُونَ›، فَٱقْتُلُوهُ. لَا تَخَافُوا. + أَلَسْتُ أَنَا ٱلَّذِي أَمَرْتُكُمْ؟ تَشَدَّدُوا وَكُونُوا بَوَاسِلَ». ٢٩ فَفَعَلَ غِلْمَانُ أَبْشَالُومَ بِأَمْنُونَ تَمَامًا كَمَا أَمَرَ أَبْشَالُومُ. + وَقَامَ سَائِرُ بَنِي ٱلْمَلِكِ وَرَكِبَ كُلُّ وَاحِدٍ بَغْلَهُ وَهَرَبُوا. ٣٠ وَحَدَثَ، فِيمَا كَانُوا فِي ٱلطَّرِيقِ، أَنَّ ٱلْخَبَرَ وَصَلَ إِلَى دَاوُدَ وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ ضَرَبَ أَبْشَالُومُ جَمِيعَ بَنِي ٱلْمَلِكِ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ». ٣١ فَقَامَ ٱلْمَلِكُ وَمَزَّقَ ثِيَابَهُ + وَٱضْطَجَعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، + وَجَمِيعُ خُدَّامِهِ وَاقِفُونَ وَثِيَابُهُمْ مُمَزَّقَةٌ. +
٣٢ لٰكِنَّ يَهُونَادَابَ + بْنَ شِمْعَةَ + أَخِي دَاوُدَ أَجَابَ وَقَالَ: «لَا يَظُنَّ سَيِّدِي أَنَّهُمْ قَتَلُوا جَمِيعَ ٱلْفِتْيَانِ بَنِي ٱلْمَلِكِ. لَمْ يَمُتْ إِلَّا أَمْنُونُ وَحْدَهُ، + لِأَنَّ ذٰلِكَ قَدْ تَمَّ بِطَلَبٍ مِنْ أَبْشَالُومَ، وَهُوَ أَمْرٌ مَقْضِيٌّ + مُنْذُ يَوْمَ أَذَلَّ + ثَامَارَ أُخْتَهُ. + ٣٣ وَٱلْآنَ لَا يَضَعْ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ فِي قَلْبِهِ كَلَامًا قَائِلًا: ‹إِنَّ جَمِيعَ بَنِي ٱلْمَلِكِ قَدْ مَاتُوا›، فَإِنَّمَا أَمْنُونُ وَحْدَهُ هُوَ ٱلَّذِي مَاتَ».
٣٤ وَهَرَبَ أَبْشَالُومُ. + وَرَفَعَ ٱلْفَتَى ٱلرَّقِيبُ + عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ، فَإِذَا بِشَعْبٍ كَثِيرٍ مُقْبِلٍ مِنَ ٱلطَّرِيقِ وَرَاءَهُ بِجَانِبِ ٱلْجَبَلِ. ٣٥ فَقَالَ يَهُونَادَابُ + لِلْمَلِكِ: «هَا بَنُو ٱلْمَلِكِ قَدْ أَقْبَلُوا. كَمَا قَالَ خَادِمُكَ كَذٰلِكَ صَارَ». + ٣٦ وَكَانَ لَمَّا ٱنْتَهَى مِنَ ٱلْكَلَامِ أَنَّ بَنِي ٱلْمَلِكِ جَاءُوا وَرَفَعُوا صَوْتَهُمْ وَبَكَوْا، وَبَكَى ٱلْمَلِكُ أَيْضًا وَجَمِيعُ خُدَّامِهِ بُكَاءً عَظِيمًا جِدًّا. ٣٧ وَأَمَّا أَبْشَالُومُ فَفَرَّ وَذَهَبَ إِلَى تَلْمَايَ + بْنِ عَمِّيهُودَ مَلِكِ جَشُورَ. + وَنَاحَ + دَاوُدُ عَلَى ٱبْنِهِ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ. ٣٨ وَفَرَّ أَبْشَالُومُ وَذَهَبَ إِلَى جَشُورَ، + وَكَانَ هُنَاكَ ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ.
٣٩ وَتَاقَتْ نَفْسُ دَاوُدَ ٱلْمَلِكِ إِلَى ٱلْخُرُوجِ إِلَى أَبْشَالُومَ؛ لِأَنَّهُ تَعَزَّى عَنْ مَوْتِ أَمْنُونَ.
١٤ وَعَلِمَ يُوآبُ + بْنُ صَرُويَةَ + أَنَّ قَلْبَ ٱلْمَلِكِ عَلَى أَبْشَالُومَ. + ٢ فَأَرْسَلَ يُوآبُ إِلَى تَقُوعَ + وَأَخَذَ مِنْ هُنَاكَ ٱمْرَأَةً حَكِيمَةً + وَقَالَ لَهَا: «نُوحِي وَٱلْبَسِي ثِيَابَ ٱلنَّوْحِ، وَلَا تَدَّهِنِي بِزَيْتٍ، + بَلْ كُونِي كَٱمْرَأَةٍ تَنُوحُ عَلَى مَيِّتٍ أَيَّامًا كَثِيرَةً. + ٣ وَٱدْخُلِي إِلَى ٱلْمَلِكِ وَكَلِّمِيهِ بِهٰذَا ٱلْكَلَامِ». وَجَعَلَ يُوآبُ ٱلْكَلَامَ فِي فَمِهَا. +
٤ وَدَخَلَتِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلتَّقُوعِيَّةُ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَسَقَطَتْ عَلَى وَجْهِهَا إِلَى ٱلْأَرْضِ + وَسَجَدَتْ وَقَالَتْ: «خَلِّصْ + أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ». ٥ فَقَالَ لَهَا ٱلْمَلِكُ: «مَا بَالُكِ؟». فَقَالَتْ: «إِنِّي ٱمْرَأَةٌ أَرْمَلَةٌ + قَدْ مَاتَ زَوْجِي. ٦ وَكَانَ لِجَارِيَتِكَ ٱبْنَانِ، فَتَشَاجَرَا فِي ٱلْحَقْلِ + وَلَيْسَ مِنْ مُنْقِذٍ + يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا. فَضَرَبَ أَحَدُهُمَا ٱلْآخَرَ وَقَتَلَهُ. ٧ وَإِذَا بِكُلِّ ٱلْعَشِيرَةِ قَدْ قَامَتْ عَلَى جَارِيَتِكَ وَقَالَتْ: ‹سَلِّمِي ٱلَّذِي ضَرَبَ أَخَاهُ لِنَقْتُلَهُ بِنَفْسِ أَخِيهِ + ٱلَّذِي قَتَلَهُ، + وَلْنُبِدِ ٱلْوَارِثَ أَيْضًا›. وَبِذٰلِكَ يُطْفِئُونَ جَمْرَتِي ٱلَّتِي بَقِيَتْ، فَلَا يَجْعَلُونَ لِزَوْجِي ٱسْمًا وَلَا بَقِيَّةً عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ». +
٨ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِلْمَرْأَةِ: «اِذْهَبِي إِلَى بَيْتِكِ، وَأَنَا أُوصِي فِيكِ». + ٩ فَقَالَتِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلتَّقُوعِيَّةُ لِلْمَلِكِ: «لِيَكُنِ ٱلذَّنْبُ عَلَيَّ يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ، وَعَلَى بَيْتِ أَبِي أَيْضًا، + وَأَمَّا ٱلْمَلِكُ وَعَرْشُهُ فَبَرِيئَانِ». ١٠ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «إِذَا كَلَّمَكِ أَحَدٌ فَأْتِينِي بِهِ، فَلَا يَعُودَ يُؤْذِيكِ». ١١ لٰكِنَّهَا قَالَتْ: «اُذْكُرْ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ، + فَلَا يُكْثِرَ ٱلْمُنْتَقِمُ لِلدَّمِ + ٱلدَّمَارَ وَيُهْلِكَ ٱبْنِي». فَقَالَ: «حَيٌّ هُوَ يَهْوَهُ، + إِنَّهُ لَا تَسْقُطُ شَعْرَةٌ + مِنِ ٱبْنِكِ عَلَى ٱلْأَرْضِ». ١٢ فَقَالَتِ ٱلْمَرْأَةُ: «لِتَتَكَلَّمْ جَارِيَتُكَ + كَلِمَةً + إِلَى سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ». فَقَالَ: «تَكَلَّمِي». +
١٣ قَالَتِ ٱلْمَرْأَةُ: «إِذًا، لِمَاذَا ٱفْتَكَرْتَ هٰكَذَا + ضِدَّ شَعْبِ ٱللّٰهِ؟ + فَٱلْمَلِكُ بِكَلَامِهِ هٰذَا يَكُونُ كَٱلْمُذْنِبِ، + لِأَنَّهُ لَمْ يَرُدَّ مَنْفِيَّهُ. + ١٤ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ نَمُوتَ + وَنَكُونَ كَٱلْمَاءِ ٱلْمُرَاقِ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّذِي لَا يُمْكِنُ جَمْعُهُ. وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ لَا يَنْزِعُ نَفْسًا، + بَلْ يُفَكِّرُ فِي طَرَائِقَ حَتَّى لَا يَبْقَى مَنْفِيُّهُ مَنْفِيًّا. ١٥ وَٱلْآنَ فَإِنَّمَا جِئْتُ لِأُكَلِّمَ ٱلْمَلِكَ سَيِّدِي بِهٰذَا ٱلْكَلَامِ، لِأَنَّ ٱلشَّعْبَ أَخَافُونِي. فَقَالَتْ جَارِيَتُكَ: ‹أُكَلِّمُ ٱلْمَلِكَ، لَعَلَّ ٱلْمَلِكَ يَعْمَلُ بِكَلَامِ أَمَتِهِ. ١٦ لِأَنَّ ٱلْمَلِكَ سَمِعَ لِيُنْقِذَ أَمَتَهُ مِنْ يَدِ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَطْلُبُ أَنْ يُفْنِيَنِي أَنَا وَٱبْنِي ٱلْوَحِيدَ مِنَ ٱلْمِيرَاثِ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ›، + ١٧ فَقَالَتْ جَارِيَتُكَ: ‹لِيَكُنْ كَلَامُ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ رَاحَةً›. لِأَنَّ سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ هُوَ كَمَلَاكِ + ٱللّٰهِ فِي تَمْيِيزِ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَا هُوَ شَرٌّ، + وَلْيَكُنْ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ مَعَكَ».
١٨ فَأَجَابَ ٱلْمَلِكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «لَا تُخْفِي عَنِّي شَيْئًا مِمَّا أَسْأَلُكِ عَنْهُ». + فَقَالَتِ ٱلْمَرْأَةُ: «لِيَتَكَلَّمْ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ». ١٩ قَالَ ٱلْمَلِكُ: «هَلْ يَدُ يُوآبَ + مَعَكِ فِي هٰذَا كُلِّهِ؟». + أَجَابَتِ ٱلْمَرْأَةُ وَقَالَتْ: «حَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ + يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ، لَا يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَحِيدَ يَمِينًا أَوْ يَسَارًا عَنْ كُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ؛ لِأَنَّ خَادِمَكَ يُوآبَ هُوَ ٱلَّذِي أَوْصَانِي، وَهُوَ ٱلَّذِي وَضَعَ فِي فَمِ جَارِيَتِكَ هٰذَا ٱلْكَلَامَ كُلَّهُ. + ٢٠ لِأَجْلِ تَغْيِيرِ وَجْهِ ٱلْأُمُورِ فَعَلَ خَادِمُكَ يُوآبُ هٰذَا، لٰكِنَّ سَيِّدِي حَكِيمٌ كَحِكْمَةِ مَلَاكِ + ٱللّٰهِ لِيَعْلَمَ بِكُلِّ مَا فِي ٱلْأَرْضِ».
٢١ ثُمَّ قَالَ ٱلْمَلِكُ لِيُوآبَ: «هَا إِنَّنِي أَفْعَلُ هٰذَا ٱلْأَمْرَ. + فَٱذْهَبْ وَرُدَّ ٱلْفَتَى أَبْشَالُومَ». + ٢٢ فَسَقَطَ يُوآبُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَسَجَدَ وَبَارَكَ ٱلْمَلِكَ، + وَقَالَ يُوآبُ: «اَلْيَوْمَ عَلِمَ خَادِمُكَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ، + يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ، لِأَنَّ ٱلْمَلِكَ عَمِلَ بِكَلَامِ خَادِمِهِ». ٢٣ ثُمَّ قَامَ يُوآبُ وَذَهَبَ إِلَى جَشُورَ + وَأَحْضَرَ أَبْشَالُومَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. + ٢٤ لٰكِنَّ ٱلْمَلِكَ قَالَ: «لِيَنْصَرِفْ إِلَى بَيْتِهِ، وَأَمَّا وَجْهِي فَلَا يَرَى». + فَٱنْصَرَفَ أَبْشَالُومُ إِلَى بَيْتِهِ وَلَمْ يَرَ وَجْهَ ٱلْمَلِكِ.
٢٥ وَلَمْ يَكُنْ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ جَمِيلٌ + يُمْدَحُ جِدًّا كَأَبْشَالُومَ. مِنْ بَاطِنِ قَدَمِهِ إِلَى قِمَّةِ رَأْسِهِ لَمْ يَكُنْ فِيهِ عَيْبٌ. ٢٦ وَعِنْدَمَا كَانَ يَقُصُّ شَعْرَهُ — إِذْ كَانَ يَقُصُّهُ عِنْدَ نِهَايَةِ كُلِّ سَنَةٍ، لِأَنَّهُ كَانَ يَثْقُلُ عَلَيْهِ كَثِيرًا + فَيَقُصُّهُ — كَانَ يَزِنُ شَعْرَ رَأْسِهِ مِئَتَيْ شَاقِلٍ بِمِعْيَارِ ٱلْمَلِكِ. ٢٧ وَوُلِدَ لِأَبْشَالُومَ ثَلَاثَةُ بَنِينَ + وَبِنْتٌ وَاحِدَةٌ ٱسْمُهَا ثَامَارُ. وَكَانَتِ ٱمْرَأَةً جَمِيلَةَ ٱلْمَنْظَرِ. +
٢٨ وَسَكَنَ أَبْشَالُومُ فِي أُورُشَلِيمَ سَنَتَيْنِ كَامِلَتَيْنِ، وَلَمْ يَرَ وَجْهَ ٱلْمَلِكِ. + ٢٩ فَأَرْسَلَ أَبْشَالُومُ طَالِبًا يُوآبَ لِيُرْسِلَهُ إِلَى ٱلْمَلِكِ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. ثُمَّ عَادَ وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مَرَّةً ثَانِيَةً، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَ. ٣٠ فَقَالَ لِخُدَّامِهِ: «اُنْظُرُوا قِطْعَةَ أَرْضِ يُوآبَ بِجَانِبِي، وَلَهُ هُنَاكَ شَعِيرٌ. اِذْهَبُوا وَأَضْرِمُوا ٱلنَّارَ فِيهَا». + فَأَضْرَمَ خُدَّامُ أَبْشَالُومَ ٱلنَّارَ فِي قِطْعَةِ ٱلْأَرْضِ. + ٣١ فَقَامَ يُوآبُ وَجَاءَ إِلَى أَبْشَالُومَ فِي ٱلْبَيْتِ وَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا أَضْرَمَ خُدَّامُكَ ٱلنَّارَ فِي قِطْعَةِ أَرْضِي؟». ٣٢ فَقَالَ أَبْشَالُومُ لِيُوآبَ: «هَا أَنَا قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ قَائِلًا: ‹تَعَالَ إِلَى هُنَا فَأُرْسِلَكَ إِلَى ٱلْمَلِكِ لِكَيْ تَقُولَ لَهُ: «لِمَاذَا أَتَيْتُ مِنْ جَشُورَ؟ + كَانَ خَيْرًا لِي لَوْ بَقِيتُ هُنَاكَ. وَٱلْآنَ دَعْنِي أَرَى وَجْهَ ٱلْمَلِكِ، وَإِنْ كَانَ فِيَّ ذَنْبٌ + فَلْيَقْتُلْنِي»›».
٣٣ فَجَاءَ يُوآبُ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَأَخْبَرَهُ. وَدَعَا أَبْشَالُومَ، فَدَخَلَ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَسَجَدَ وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ، فَقَبَّلَ ٱلْمَلِكُ أَبْشَالُومَ. +
١٥ وَكَانَ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ أَنَّ أَبْشَالُومَ ٱتَّخَذَ لِنَفْسِهِ مَرْكَبَةً وَخَيْلًا وَخَمْسِينَ رَجُلًا يَرْكُضُونَ أَمَامَهُ. + ٢ وَكَانَ أَبْشَالُومُ يُبَكِّرُ + وَيَقِفُ بِجَانِبِ ٱلطَّرِيقِ ٱلْمُؤَدِّيَةِ إِلَى بَابِ ٱلْمَدِينَةِ. + وَكُلُّ إِنْسَانٍ لَهُ دَعْوَى آتٍ إِلَى ٱلْمَلِكِ لِأَجْلِ ٱلْقَضَاءِ + كَانَ أَبْشَالُومُ يَدْعُوهُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: «مِنْ أَيَّةِ مَدِينَةٍ أَنْتَ؟»، فَيَقُولُ: «خَادِمُكَ مِنْ أَحَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ». ٣ فَيَقُولُ لَهُ أَبْشَالُومُ: «اُنْظُرْ، إِنَّ أُمُورَكَ صَالِحَةٌ وَمُسْتَقِيمَةٌ، وَلٰكِنْ لَيْسَ مَنْ يَسْمَعُ لَكَ مِنْ قِبَلِ ٱلْمَلِكِ». + ٤ وَكَانَ أَبْشَالُومُ يَقُولُ: «لَيْتَنِي أُعَيَّنُ قَاضِيًا فِي ٱلْأَرْضِ، + فَيَأْتِيَ إِلَيَّ كُلُّ إِنْسَانٍ لَهُ دَعْوَى أَوْ حُكْمٌ! فَبِٱلْعَدْلِ أَقْضِي لَهُ». +
٥ وَكَانَ أَيْضًا، إِذَا ٱقْتَرَبَ إِنْسَانٌ وَسَجَدَ لَهُ، يَمُدُّ يَدَهُ وَيُمْسِكُهُ + وَيُقَبِّلُهُ. ٦ وَكَانَ أَبْشَالُومُ يَفْعَلُ مِثْلَ هٰذَا ٱلْأَمْرِ لِكُلِّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَأْتُونَ إِلَى ٱلْمَلِكِ لِأَجْلِ ٱلْحُكْمِ، فَٱسْتَرَقَ أَبْشَالُومُ قُلُوبَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ. +
٧ وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَنَّ أَبْشَالُومَ قَالَ لِلْمَلِكِ: «دَعْنِي أَذْهَبُ فَأُوفِيَ فِي حَبْرُونَ + نَذْرِي ٱلَّذِي نَذَرْتُهُ لِيَهْوَهَ. + ٨ لِأَنَّ خَادِمَكَ نَذَرَ نَذْرًا + حِينَ كُنْتُ سَاكِنًا فِي جَشُورَ + فِي أَرَامَ، قَائِلًا: ‹إِنْ رَدَّنِي يَهْوَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَإِنِّي أَخْدُمُ يَهْوَهَ›». + ٩ فَقَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: «اِذْهَبْ بِسَلَامٍ». + فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى حَبْرُونَ.
١٠ وَأَرْسَلَ أَبْشَالُومُ جَوَاسِيسَ + فِي جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: «حَالَمَا تَسْمَعُونَ صَوْتَ ٱلْقَرْنِ، قُولُوا: ‹قَدْ مَلَكَ أَبْشَالُومُ + فِي حَبْرُونَ›». + ١١ وَذَهَبَ مَعَ أَبْشَالُومَ مِئَتَا رَجُلٍ مِنْ أُورُشَلِيمَ، قَدْ دُعُوا وَذَهَبُوا دُونَ ٱرْتِيَابٍ، + وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا. ١٢ وَلَمَّا قَرَّبَ أَبْشَالُومُ ٱلذَّبَائِحَ، ٱسْتَدْعَى أَخِيتُوفَلَ + ٱلْجِيلُونِيَّ، + مُشِيرَ دَاوُدَ، + مِنْ مَدِينَتِهِ جِيلُوهَ. + وَكَانَتِ ٱلْمُؤَامَرَةُ + تَشْتَدُّ، وَكَانَ ٱلشَّعْبُ لَا يَزَالُ يَتَزَايَدُ + مَعَ أَبْشَالُومَ.
١٣ وَجَاءَ مُخْبِرٌ إِلَى دَاوُدَ قَائِلًا: «إِنَّ قَلْبَ + رِجَالِ إِسْرَائِيلَ قَدْ صَارَ وَرَاءَ أَبْشَالُومَ». ١٤ فَقَالَ دَاوُدُ عَلَى ٱلْفَوْرِ لِكُلِّ خُدَّامِهِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي أُورُشَلِيمَ: «قُومُوا بِنَا نَهْرُبُ، + لِأَنَّهُ لَا نَجَاةَ لَنَا مِنْ أَبْشَالُومَ. بَادِرُوا بِٱلذَّهَابِ، لِئَلَّا يُسْرِعَ وَيُدْرِكَنَا وَيُنْزِلَ بِنَا ٱلشَّرَّ وَيَضْرِبَ ٱلْمَدِينَةَ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ». + ١٥ فَقَالَ خُدَّامُ ٱلْمَلِكِ لِلْمَلِكِ: «حَسَبَ كُلِّ مَا يَخْتَارُهُ سَيِّدُنَا ٱلْمَلِكُ نَحْنُ خُدَّامُهُ». + ١٦ فَخَرَجَ ٱلْمَلِكُ وَكُلُّ بَيْتِهِ فِي إِثْرِهِ، + وَتَرَكَ ٱلْمَلِكُ عَشْرَ نِسَاءٍ سَرَارِيَّ + لِلِٱهْتِمَامِ بِٱلْبَيْتِ. ١٧ وَتَابَعَ ٱلْمَلِكُ خُرُوجَهُ وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ فِي إِثْرِهِ، وَوَقَفُوا فِي بَيْتَ مِرْحَاقَ.
١٨ وَكَانَ كُلُّ خُدَّامِهِ يَعْبُرُونَ بِجَانِبِهِ، وَكَانَ جَمِيعُ ٱلْكِرِيثِيِّينَ وَجَمِيعُ ٱلْفِلِيثِيِّينَ + وَجَمِيعُ ٱلْجَتِّيِّينَ، + سِتُّ مِئَةِ رَجُلٍ تَبِعُوهُ مِنْ جَتَّ، + يَعْبُرُونَ أَمَامَ وَجْهِ ٱلْمَلِكِ. ١٩ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِإِتَّايَ + ٱلْجَتِّيِّ: «لِمَاذَا تَذْهَبُ أَنْتَ أَيْضًا مَعَنَا؟ اِرْجِعْ + وَٱسْكُنْ مَعَ ٱلْمَلِكِ، لِأَنَّكَ غَرِيبٌ وَقَدْ سُبِيتَ أَيْضًا مِنْ مَوْطِنِكَ. ٢٠ أَمْسًا جِئْتَ، فَهَلْ أَجْعَلُكَ ٱلْيَوْمَ تَهِيمُ + مَعَنَا، فَتَنْطَلِقَ كُلَّمَا ٱنْطَلَقْتُ وَإِلَى حَيْثُمَا ذَهَبْتُ؟ اِرْجِعْ وَرُدَّ إِخْوَتَكَ مَعَكَ، وَلْيَصْنَعْ إِلَيْكَ يَهْوَهُ لُطْفًا حُبِّيًّا + وَأَمَانَةً». + ٢١ فَأَجَابَ إِتَّايُ ٱلْمَلِكَ وَقَالَ: «حَيٌّ هُوَ يَهْوَهُ وَحَيٌّ هُوَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ! + إِنَّهُ حَيْثُمَا كَانَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ، سَوَاءٌ أَكَانَ لِلْمَوْتِ أَمْ لِلْحَيَاةِ، فَهُنَاكَ يَكُونُ خَادِمُكَ». + ٢٢ فَقَالَ دَاوُدُ لِإِتَّايَ: + «اِذْهَبْ وَٱعْبُرْ». فَعَبَرَ إِتَّايُ ٱلْجَتِّيُّ، وَكُلُّ رِجَالِهِ أَيْضًا وَكُلُّ ٱلصِّغَارِ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ.
٢٣ وَكَانَ جَمِيعُ شَعْبِ ٱلْأَرْضِ يَبْكُونَ بِصَوْتٍ عَالٍ، + وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ يَعْبُرُونَ، وَٱلْمَلِكُ وَاقِفٌ عِنْدَ وَادِي قِدْرُونَ، + وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ يَعْبُرُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ. ٢٤ وَكَانَ هُنَاكَ أَيْضًا صَادُوقُ + وَمَعَهُ جَمِيعُ ٱللَّاوِيِّينَ + حَامِلِينَ + تَابُوتَ + عَهْدِ ٱللّٰهِ. فَأَنْزَلُوا تَابُوتَ ٱللّٰهِ وَوَضَعُوهُ بِجَانِبِ أَبِيَاثَارَ + إِلَى أَنِ ٱنْتَهَى جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ مِنَ ٱلْعُبُورِ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ. ٢٥ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِصَادُوقَ: «رُدَّ تَابُوتَ + ٱللّٰهِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ. + فَإِنْ نِلْتُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ، فَإِنَّهُ يَرُدُّنِي وَيُرِينِي إِيَّاهُ وَمَسْكِنَهُ. + ٢٦ وَلٰكِنْ إِنْ قَالَ: ‹إِنِّي لَمْ أُسَرَّ بِكَ›، فَهٰأَنَذَا، فَلْيَفْعَلْ بِي مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ». + ٢٧ ثُمَّ قَالَ ٱلْمَلِكُ لِصَادُوقَ ٱلْكَاهِنِ: «أَلَسْتَ أَنْتَ رَائِيًا؟ + فَٱرْجِعْ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ بِسَلَامٍ، أَنْتَ وَأَخِيمَعَصُ ٱبْنُكَ وَيُونَاثَانُ + بْنُ أَبِيَاثَارَ، ٱبْنَاكُمَا مَعَكُمَا. ٢٨ اُنْظُرُوا، إِنِّي أَتَوَانَى عِنْدَ مَخَاوِضِ ٱلْبَرِّيَّةِ حَتَّى تَأْتِيَنِي كَلِمَةٌ مِنْكُمَا تُعْلِمُنِي». + ٢٩ فَرَدَّ صَادُوقُ وَأَبِيَاثَارُ تَابُوتَ ٱللّٰهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَمَكَثَا هُنَاكَ.
٣٠ وَصَعِدَ دَاوُدُ فِي طَلْعَةِ جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ، + وَكَانَ يَصْعَدُ بَاكِيًا، وَرَأْسُهُ مُغَطًّى، + وَهُوَ يَمْشِي حَافِيًا، وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ غَطَّى كُلُّ وَاحِدٍ رَأْسَهُ، وَصَعِدُوا وَهُمْ يَبْكُونَ. + ٣١ وَأُخْبِرَ دَاوُدُ وَقِيلَ لَهُ: «إِنَّ أَخِيتُوفَلَ بَيْنَ ٱلْمُتَآمِرِينَ + مَعَ أَبْشَالُومَ». + فَقَالَ دَاوُدُ: + «أَرْجُوكَ يَا يَهْوَهُ، + حَمِّقْ مَشُورَةَ أَخِيتُوفَلَ». +
٣٢ وَحَدَثَ لَمَّا وَصَلَ دَاوُدُ إِلَى ٱلْقِمَّةِ، حَيْثُ كَانَ ٱلنَّاسُ يَسْجُدُونَ لِلّٰهِ، إِذَا بِحُوشَايَ + ٱلْأَرْكِيِّ + قَدْ لَقِيَهُ وَقَمِيصُهُ مُمَزَّقٌ وَعَلَى رَأْسِهِ تُرَابٌ. + ٣٣ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «إِنْ أَنْتَ عَبَرْتَ مَعِي، فَسَتَكُونُ عَلَيَّ حِمْلًا. + ٣٤ وَلٰكِنْ إِنْ رَجَعْتَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَقُلْتَ لِأَبْشَالُومَ: ‹أَنَا خَادِمُكَ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ. فَأَنَا خَادِمٌ لِأَبِيكَ مُنْذُ زَمَانٍ، وَٱلْآنَ أَنَا خَادِمُكَ›، + فَإِنَّكَ تُبْطِلُ + لِي مَشُورَةَ أَخِيتُوفَلَ. ٣٥ أَلَيْسَ مَعَكَ هُنَاكَ صَادُوقُ وَأَبِيَاثَارُ ٱلْكَاهِنَانِ؟ + وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَا تَسْمَعُهُ مِنْ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ تُخْبِرُ بِهِ صَادُوقَ وَأَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنَيْنِ. + ٣٦ هُوَذَا هُنَاكَ مَعَهُمَا ٱبْنَاهُمَا، أَخِيمَعَصُ + لِصَادُوقَ وَيُونَاثَانُ + لِأَبِيَاثَارَ، فَتُرْسِلُونَ عَلَى أَيْدِيهِمَا إِلَيَّ كُلَّ مَا تَسْمَعُونَهُ». ٣٧ فَجَاءَ حُوشَايُ، صَاحِبُ دَاوُدَ، + إِلَى ٱلْمَدِينَةِ. وَأَمَّا أَبْشَالُومُ + فَدَخَلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.
١٦ وَلَمَّا عَبَرَ دَاوُدُ عَنِ ٱلْقِمَّةِ قَلِيلًا، + إِذَا بِصِيبَا + غُلَامِ مَفِيبُوشَثَ + قَدْ لَقِيَهُ بِحِمَارَيْنِ + مُسْرَجَيْنِ، عَلَيْهِمَا مِئَتَا رَغِيفِ خُبْزٍ + وَمِئَةُ قُرْصِ زَبِيبٍ + وَمِئَةُ حَمْلَةٍ مِنَ ٱلثِّمَارِ ٱلصَّيْفِيَّةِ + وَجَرَّةُ خَمْرٍ كَبِيرَةٌ. + ٢ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِصِيبَا: «مَا لَكَ وَهٰذِهِ؟». + فَقَالَ صِيبَا: «اَلْحِمَارَانِ لِبَيْتِ ٱلْمَلِكِ لِلرُّكُوبِ، وَٱلْخُبْزُ وَحِمْلُ ٱلثِّمَارِ ٱلصَّيْفِيَّةِ لِلْفِتْيَانِ + لِيَأْكُلُوا، وَٱلْخَمْرُ لِيَشْرَبَ مَنْ تَعِبَ + فِي ٱلْبَرِّيَّةِ». + ٣ قَالَ ٱلْمَلِكُ: «وَأَيْنَ ٱبْنُ سَيِّدِكَ؟». + فَقَالَ صِيبَا لِلْمَلِكِ: «هَا هُوَ سَاكِنٌ فِي أُورُشَلِيمَ؛ لِأَنَّهُ قَالَ: ‹اَلْيَوْمَ يَرُدُّ لِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ مُلْكَ أَبِي›». + ٤ ثُمَّ قَالَ ٱلْمَلِكُ لِصِيبَا: «هُوَذَا لَكَ كُلُّ مَا هُوَ لِمَفِيبُوشَثَ». + عِنْدَئِذٍ قَالَ صِيبَا: «هَا أَنَا أَسْجُدُ + لَكَ. فَلْتَكُنْ لِي حُظْوَةٌ فِي عَيْنَيْكَ يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ».
٥ وَلَمَّا وَصَلَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ إِلَى بَحُورِيمَ، + إِذَا بِرَجُلٍ خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَةِ بَيْتِ شَاوُلَ، ٱسْمُهُ شِمْعِي + بْنُ جِيرَا، وَكَانَ يَسُبُّ وَهُوَ خَارِجٌ. + ٦ وَرَاحَ يَرْشُقُ بِٱلْحِجَارَةِ دَاوُدَ وَجَمِيعَ خُدَّامِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ. وَكَانَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ وَجَمِيعُ ٱلْجَبَابِرَةِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. ٧ وَهٰذَا مَا قَالَهُ شِمْعِي وَهُوَ يَسُبُّ: «اُخْرُجِ ٱخْرُجْ، يَا رَجُلَ ٱلدِّمَاءِ + وَيَا رَجُلًا لَا خَيْرَ فِيهِ! + ٨ قَدْ رَدَّ يَهْوَهُ عَلَيْكَ كُلَّ دَمِ بَيْتِ شَاوُلَ ٱلَّذِي مَلَكْتَ مَكَانَهُ، وَقَدْ أَعْطَى يَهْوَهُ ٱلْمُلْكَ لِيَدِ أَبْشَالُومَ ٱبْنِكَ. وَهَا أَنْتَ وَاقِعٌ فِي بَلِيَّتِكَ، لِأَنَّكَ رَجُلُ دِمَاءٍ». +
٩ فَقَالَ أَبِيشَايُ بْنُ صَرُويَةَ + لِلْمَلِكِ: «لِمَاذَا يَسُبُّ هٰذَا ٱلْكَلْبُ ٱلْمَيِّتُ + سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ؟ + دَعْنِي أَعْبُرُ فَأَقْطَعَ رَأْسَهُ». + ١٠ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمَا + يَا ٱبْنَيْ صَرُويَةَ؟ + اُتْرُكَاهُ يَسُبُّ، + لِأَنَّ يَهْوَهَ قَالَ لَهُ: + ‹سُبَّ دَاوُدَ›. فَمَنْ يَقُولُ: ‹لِمَاذَا تَفْعَلُ هٰكَذَا؟›». + ١١ وَقَالَ دَاوُدُ لِأَبِيشَايَ وَلِكُلِّ خُدَّامِهِ: «هُوَذَا ٱبْنِي ٱلَّذِي خَرَجَ مِنْ أَحْشَائِي يَطْلُبُ نَفْسِي، + فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى ٱلْآنَ هٰذَا ٱلْبِنْيَامِينِيُّ؟ + اُتْرُكُوهُ يَسُبُّ لِأَنَّ يَهْوَهَ قَالَ لَهُ ذٰلِكَ. ١٢ لَعَلَّ يَهْوَهَ يَرَى + بِعَيْنِهِ، وَيَرُدُّ لِي يَهْوَهُ صَلَاحًا عِوَضَ لَعْنَتِهِ هٰذَا ٱلْيَوْمَ». + ١٣ وَكَانَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ يَسِيرُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ، وَشِمْعِي يَسِيرُ فِي جَانِبِ ٱلْجَبَلِ، يَسِيرُ مُقَابِلَهُ لِيَسُبَّهُ. + وَظَلَّ يَرْشُقُ بِٱلْحِجَارَةِ وَهُوَ مُقَابِلَهُ، وَذَرَّى تُرَابًا كَثِيرًا. +
١٤ وَأَخِيرًا وَصَلَ ٱلْمَلِكُ وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ مُتْعَبِينَ، فَٱسْتَرَاحُوا هُنَاكَ. +
١٥ وَأَمَّا أَبْشَالُومُ وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ، رِجَالُ إِسْرَائِيلَ، فَدَخَلُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ + وَأَخِيتُوفَلُ + مَعَهُمْ. ١٦ وَكَانَ لَمَّا جَاءَ حُوشَايُ + ٱلْأَرْكِيُّ، + صَاحِبُ دَاوُدَ، + إِلَى أَبْشَالُومَ أَنَّ حُوشَايَ قَالَ لِأَبْشَالُومَ: «لِيَحْيَ ٱلْمَلِكُ! + لِيَحْيَ ٱلْمَلِكُ!». ١٧ فَقَالَ أَبْشَالُومُ لِحُوشَايَ: «أَهٰذَا لُطْفُكَ ٱلْحُبِّيُّ ٱلَّذِي تَصْنَعُهُ إِلَى صَاحِبِكَ؟ لِمَاذَا لَمْ تَذْهَبْ مَعَ صَاحِبِكَ؟». + ١٨ فَقَالَ حُوشَايُ لِأَبْشَالُومَ: «كَلَّا، وَلٰكِنَّ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ وَهٰذَا ٱلشَّعْبُ أَيْضًا وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ، لَهُ أَكُونُ، وَمَعَهُ أَسْكُنُ. ١٩ وَثَانِيًا، مَنْ أَخْدُمُ؟ أَلَيْسَ أَمَامَ ٱبْنِهِ؟ فَكَمَا خَدَمْتُ أَمَامَ أَبِيكَ، أَكُونُ أَمَامَكَ». +
٢٠ ثُمَّ قَالَ أَبْشَالُومُ لِأَخِيتُوفَلَ: «أَعْطُوا مَشُورَةً، + مَاذَا نَفْعَلُ؟». ٢١ فَقَالَ أَخِيتُوفَلُ لِأَبْشَالُومَ: «اُدْخُلْ عَلَى سَرَارِيِّ أَبِيكَ + ٱللَّوَاتِي تَرَكَهُنَّ لِلِٱهْتِمَامِ بِٱلْبَيْتِ، + فَيَسْمَعَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّ رَائِحَتَكَ خَبُثَتْ + عِنْدَ أَبِيكَ، + فَتَقْوَى أَيْدِي + جَمِيعِ ٱلَّذِينَ مَعَكَ». ٢٢ فَنَصَبُوا خَيْمَةً لِأَبْشَالُومَ عَلَى ٱلسَّطْحِ، + وَدَخَلَ أَبْشَالُومُ عَلَى سَرَارِيِّ أَبِيهِ + أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. +
٢٣ وَكَانَتْ مَشُورَةُ أَخِيتُوفَلَ، ٱلَّتِي كَانَ يُشِيرُ بِهَا فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ، كَمَشُورَةِ إِنْسَانٍ يَسْأَلُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ. هٰكَذَا كَانَتْ كُلُّ مَشُورَةِ + أَخِيتُوفَلَ + لِدَاوُدَ وَلِأَبْشَالُومَ.
١٧ وَقَالَ أَخِيتُوفَلُ لِأَبْشَالُومَ: «دَعْنِي أَخْتَارُ ٱثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ وَأَقُومُ وَأُطَارِدُ دَاوُدَ هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ. + ٢ وَآتِي عَلَيْهِ وَهُوَ مُنْهَكٌ وَمُرْتَخِي ٱلْيَدَيْنِ، + وَأُرْعِدُهُ فَيَهْرُبُ كُلُّ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ، وَأَضْرِبُ ٱلْمَلِكَ وَحْدَهُ. + ٣ وَدَعْنِي أَرُدُّ كُلَّ ٱلشَّعْبِ إِلَيْكَ. فَرُجُوعُهُمْ جَمِيعًا يَتَوَقَّفُ عَلَى ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي تَطْلُبُهُ. وَيَكُونُ ٱلشَّعْبُ كُلُّهُ فِي سَلَامٍ». ٤ فَحَسُنَ ٱلْكَلَامُ فِي عَيْنَيْ أَبْشَالُومَ + وَفِي أَعْيُنِ كُلِّ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ.
٥ غَيْرَ أَنَّ أَبْشَالُومَ قَالَ: «اُدْعُ أَيْضًا حُوشَايَ + ٱلْأَرْكِيَّ، وَلْنَسْمَعْ مَا فِي فَمِهِ هُوَ أَيْضًا». ٦ فَجَاءَ حُوشَايُ إِلَى أَبْشَالُومَ. فَقَالَ لَهُ أَبْشَالُومُ: «بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْكَلَامِ تَكَلَّمَ أَخِيتُوفَلُ. فَهَلْ نَعْمَلُ بِكَلَامِهِ؟ وَإِلَّا فَتَكَلَّمْ أَنْتَ». ٧ فَقَالَ حُوشَايُ لِأَبْشَالُومَ: «إِنَّ ٱلْمَشُورَةَ ٱلَّتِي أَشَارَ بِهَا أَخِيتُوفَلُ لَيْسَتْ جَيِّدَةً هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ». +
٨ وَقَالَ حُوشَايُ: «أَنْتَ تَعْرِفُ أَبَاكَ وَرِجَالَهُ، أَنَّهُمْ جَبَابِرَةٌ، + وَنُفُوسُهُمْ مُرَّةٌ + كَٱلدُّبَّةِ ٱلثَّاكِلِ فِي ٱلْحَقْلِ. + وَأَبُوكَ مُحَارِبٌ، + وَلَا يَبِيتُ مَعَ ٱلشَّعْبِ. ٩ هَا هُوَ ٱلْآنَ مُخْتَبِئٌ + فِي إِحْدَى ٱلْحُفَرِ أَوْ فِي أَحَدِ ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْأُخْرَى. وَيَكُونُ، عِنْدَمَا يُهَاجِمُهُمْ فِي ٱلْبِدَايَةِ، أَنَّ ٱلسَّامِعَ يَسْمَعُ وَيَقُولُ: ‹قَدْ وَقَعَتْ هَزِيمَةٌ بَيْنَ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ أَبْشَالُومَ›. ١٠ حَتَّى ٱلرَّجُلُ ٱلْبَاسِلُ ٱلَّذِي قَلْبُهُ كَقَلْبِ ٱلْأَسَدِ + يَذُوبُ ذَوَبَانًا؛ + لِأَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ يَعْلَمُونَ أَنَّ أَبَاكَ جَبَّارٌ، + وَكَذٰلِكَ ٱلَّذِينَ مَعَهُ هُمْ أَيْضًا بَوَاسِلُ. + ١١ فَأَنَا أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ يَجْتَمِعَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرَ سَبْعَ، + كَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَحْرِ فِي ٱلْكَثْرَةِ، + وَأَنْتَ بِنَفْسِكَ تَذْهَبُ إِلَى ٱلْقِتَالِ. + ١٢ وَنَأْتِي عَلَيْهِ فِي أَحَدِ ٱلْأَمَاكِنِ حَيْثُ يَكُونُ، + وَنَسْقُطُ نَحْنُ عَلَيْهِ كَسُقُوطِ ٱلنَّدَى + عَلَى ٱلْأَرْضِ، فَلَا يَبْقَى مِنْهُ وَمِنْ جَمِيعِ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ أَحَدٌ. ١٣ وَإِذَا ٱنْسَحَبَ إِلَى مَدِينَةٍ، يَحْمِلُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ حِبَالًا، فَنَجُرُّهَا جَرًّا إِلَى ٱلْوَادِي حَتَّى لَا يَبْقَى هُنَاكَ وَلَا حَصَاةٌ». +
١٤ فَقَالَ أَبْشَالُومُ وَكُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ: «إِنَّ مَشُورَةَ حُوشَايَ ٱلْأَرْكِيِّ أَفْضَلُ + مِنْ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ». وَكَانَ يَهْوَهُ قَدْ أَمَرَ + بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ + أَخِيتُوفَلَ رَغْمَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ، + لِكَيْ يُنْزِلَ يَهْوَهُ ٱلْبَلِيَّةَ + بِأَبْشَالُومَ.
١٥ ثُمَّ قَالَ حُوشَايُ لِصَادُوقَ + وَأَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنَيْنِ: «بِكَذَا وَكَذَا أَشَارَ أَخِيتُوفَلُ عَلَى أَبْشَالُومَ وَعَلَى شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَأَنَا أَشَرْتُ بِكَذَا وَكَذَا. ١٦ فَأَرْسِلَا ٱلْآنَ سَرِيعًا وَأَخْبِرَا دَاوُدَ + قَائِلَيْنِ: ‹لَا تَبِتْ هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ فِي سُهُوبِ ٱلْبَرِّيَّةِ، بَلِ ٱعْبُرْ + لِئَلَّا يُبْتَلَعَ + ٱلْمَلِكُ وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ›».
١٧ وَكَانَ يُونَاثَانُ + وَأَخِيمَعَصُ + وَاقِفَيْنِ عِنْدَ عَيْنَ رُوجَلَ، + فَٱنْطَلَقَتْ جَارِيَةٌ وَأَخْبَرَتْهُمَا، فَٱنْصَرَفَا إِذْ كَانَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُخْبِرَا ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ، لِأَنَّهُمَا لَمْ يَقْدِرَا أَنْ يَظْهَرَا فِي دُخُولِهِمَا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ. ١٨ إِلَّا أَنَّ فَتًى رَآهُمَا فَأَخْبَرَ أَبْشَالُومَ. فَذَهَبَا كِلَاهُمَا سَرِيعًا وَأَتَيَا إِلَى بَيْتِ رَجُلٍ فِي بَحُورِيمَ، + كَانَتْ لَهُ فِي دَارِهِ بِئْرٌ، فَنَزَلَا فِيهَا. ١٩ ثُمَّ أَخَذَتِ ٱمْرَأَتُهُ سِتْرًا وَبَسَطَتْهُ عَلَى وَجْهِ ٱلْبِئْرِ وَكَوَّمَتْ عَلَيْهِ جَرِيشًا، + وَلَمْ يُعْلَمْ شَيْءٌ مِنْ ذٰلِكَ. ٢٠ فَجَاءَ خُدَّامُ أَبْشَالُومَ إِلَى ٱلْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا وَقَالُوا: «أَيْنَ أَخِيمَعَصُ وَيُونَاثَانُ؟». فَقَالَتْ لَهُمُ ٱلْمَرْأَةُ: «قَدِ ٱجْتَازَا مِنْ هُنَا إِلَى ٱلْمِيَاهِ». + فَفَتَّشُوا وَلَمْ يَجِدُوهُمَا، + فَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ.
٢١ وَكَانَ بَعْدَ ذَهَابِهِمْ أَنَّهُمَا خَرَجَا مِنَ ٱلْبِئْرِ وَذَهَبَا وَأَخْبَرَا ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ وَقَالَا لِدَاوُدَ: «قُومُوا وَٱعْبُرُوا سَرِيعًا ٱلْمِيَاهَ؛ لِأَنَّهُ هٰكَذَا أَشَارَ أَخِيتُوفَلُ + ضِدَّكُمْ». ٢٢ فَقَامَ دَاوُدُ عَلَى ٱلْفَوْرِ هُوَ وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ أَيْضًا، وَرَاحُوا يَعْبُرُونَ ٱلْأُرْدُنَّ حَتَّى ضَوْءِ ٱلصَّبَاحِ، + حَتَّى لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ لَمْ يَعْبُرِ ٱلْأُرْدُنَّ.
٢٣ وَرَأَى أَخِيتُوفَلُ أَنَّ مَشُورَتَهُ لَمْ يُعْمَلْ بِهَا، + فَأَسْرَجَ حِمَارًا وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ فِي مَدِينَتِهِ. + ثُمَّ رَتَّبَ شُؤُونَ بَيْتِهِ + وَخَنَقَ + نَفْسَهُ فَمَاتَ. + وَدُفِنَ + فِي قَبْرِ آبَائِهِ.
٢٤ وَأَمَّا دَاوُدُ فَجَاءَ إِلَى مَحَنَايِمَ، + وَعَبَرَ أَبْشَالُومُ ٱلْأُرْدُنَّ، هُوَ وَكُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ. ٢٥ وَجَعَلَ أَبْشَالُومُ عَمَاسَا + بَدَلَ يُوآبَ + عَلَى ٱلْجَيْشِ. وَكَانَ عَمَاسَا ٱبْنَ رَجُلٍ ٱسْمُهُ يِثْرَا + ٱلْإِسْرَائِيلِيُّ، ٱلَّذِي دَخَلَ عَلَى أَبِيجَايِلَ + بِنْتِ نَاحَاشَ أُخْتِ صَرُويَةَ أُمِّ يُوآبَ. ٢٦ وَعَسْكَرَ إِسْرَائِيلُ وَأَبْشَالُومُ فِي أَرْضِ جِلْعَادَ. +
٢٧ وَكَانَ لَمَّا جَاءَ دَاوُدُ إِلَى مَحَنَايِمَ أَنَّ شُوبِيَ بْنَ نَاحَاشَ مِنْ رَبَّةِ + بَنِي عَمُّونَ، + وَمَاكِيرَ + بْنَ عَمِّيئِيلَ + مِنْ لُودَبَارَ، وَبَرْزِلَّايَ + ٱلْجِلْعَادِيَّ مِنْ رُوجَلِيمَ، + ٢٨ أَتَوْا بِفُرُشٍ وَطُسُوسٍ وَآنِيَةِ خَزَفٍ، وَحِنْطَةٍ وَشَعِيرٍ وَطَحِينٍ + وَحَبٍّ مَشْوِيٍّ + وَفُولٍ + وَعَدَسٍ + وَحَبٍّ مُحَمَّصٍ، ٢٩ وَعَسَلٍ + وَزُبْدٍ + وَغَنَمٍ وَقَرِيشَةِ بَقَرٍ، لِدَاوُدَ وَلِلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَهُ لِيَأْكُلُوا، + لِأَنَّهُمْ قَالُوا: «اَلشَّعْبُ جَائِعٌ وَمُتْعَبٌ وَعَطْشَانٌ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ». +
١٨ وَعَدَّ دَاوُدُ ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي مَعَهُ، وَجَعَلَ عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ. + ٢ وَأَرْسَلَ دَاوُدُ ثُلْثَ + ٱلشَّعْبِ تَحْتَ يَدِ يُوآبَ، + وَثُلْثًا تَحْتَ يَدِ أَبِيشَايَ + بْنِ صَرُويَةَ أَخِي يُوآبَ، + وَثُلْثًا تَحْتَ يَدِ إِتَّايَ + ٱلْجَتِّيِّ. ثُمَّ قَالَ ٱلْمَلِكُ لِلشَّعْبِ: «إِنِّي أَنَا أَيْضًا أَخْرُجُ مَعَكُمْ». ٣ لٰكِنَّ ٱلشَّعْبَ قَالَ: «لَا تَخْرُجْ، + لِأَنَّنَا إِنْ هَرَبْنَا لَا يَجْعَلُونَ قَلْبَهُمْ عَلَيْنَا، + وَإِنْ مَاتَ نِصْفُنَا لَا يَجْعَلُونَ قَلْبَهُمْ عَلَيْنَا، لِأَنَّكَ كَعَشَرَةِ آلَافٍ مِنَّا. + فَٱلْأَفْضَلُ ٱلْآنَ أَنْ تُسَاعِدَنَا + مِنَ ٱلْمَدِينَةِ». ٤ فَقَالَ لَهُمُ ٱلْمَلِكُ: «مَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمْ أَصْنَعُهُ». + وَبَقِيَ ٱلْمَلِكُ وَاقِفًا بِجَانِبِ بَابِ ٱلْمَدِينَةِ، + وَخَرَجَ ٱلشَّعْبُ كُلُّهُ مِئَاتٍ وَأُلُوفًا. + ٥ وَأَوْصَى ٱلْمَلِكُ يُوآبَ وَأَبِيشَايَ وَإِتَّايَ قَائِلًا: «اُرْفُقُوا + لِأَجْلِي بِٱلْفَتَى أَبْشَالُومَ». وَسَمِعَ ٱلشَّعْبُ كُلُّهُ حِينَ أَوْصَى ٱلْمَلِكُ جَمِيعَ ٱلرُّؤَسَاءِ فِي أَمْرِ أَبْشَالُومَ.
٦ وَخَرَجَ ٱلشَّعْبُ إِلَى ٱلْحَقْلِ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ، وَكَانَتِ ٱلْمَعْرَكَةُ فِي غَابَةِ أَفْرَايِمَ. + ٧ فَٱنْهَزَمَ + هُنَاكَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ + أَمَامَ خُدَّامِ دَاوُدَ، وَكَانَتْ هُنَاكَ مَذْبَحَةٌ عَظِيمَةٌ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَقُتِلَ عِشْرُونَ أَلْفَ رَجُلٍ. ٨ وَٱتَّسَعَتْ رُقْعَةُ ٱلْمَعْرَكَةِ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا. وَٱلْتَهَمَتِ ٱلْغَابَةُ مِنَ ٱلشَّعْبِ أَكْثَرَ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱلْتَهَمَهُمُ ٱلسَّيْفُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ.
٩ وَأَخِيرًا وَجَدَ أَبْشَالُومُ نَفْسَهُ أَمَامَ خُدَّامِ دَاوُدَ. وَكَانَ أَبْشَالُومُ رَاكِبًا عَلَى بَغْلٍ، فَدَخَلَ ٱلْبَغْلُ تَحْتَ شَجَرَةٍ كَبِيرَةٍ ضَخْمَةٍ ذَاتِ فُرُوعٍ مُتَشَابِكَةٍ، فَعَلِقَ رَأْسُهُ بِٱلشَّجَرَةِ، وَمَرَّ ٱلْبَغْلُ ٱلَّذِي تَحْتَهُ وَتَرَكَهُ مُعَلَّقًا بَيْنَ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ. + ١٠ فَرَآهُ رَجُلٌ وَأَخْبَرَ يُوآبَ + وَقَالَ: «هَا قَدْ رَأَيْتُ أَبْشَالُومَ مُعَلَّقًا بِشَجَرَةٍ كَبِيرَةٍ». ١١ فَقَالَ يُوآبُ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي أَخْبَرَهُ: «هَا إِنَّكَ قَدْ رَأَيْتَ ذٰلِكَ، فَلِمَاذَا لَمْ تَضْرِبْهُ هُنَاكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ؟ عِنْدَئِذٍ كُنْتُ أَعْطَيْتُكَ عَشَرَةً مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَحِزَامًا». + ١٢ فَقَالَ ٱلرَّجُلُ لِيُوآبَ: «وَلَوْ وُزِنَ فِي رَاحَتَيَّ أَلْفٌ مِنَ ٱلْفِضَّةِ، لَمَا مَدَدْتُ يَدِي عَلَى ٱبْنِ ٱلْمَلِكِ؛ لِأَنَّ ٱلْمَلِكَ أَوْصَاكَ عَلَى مَسْمَعِنَا أَنْتَ وَأَبِيشَايَ وَإِتَّايَ قَائِلًا: ‹لِيَحْتَرِزْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى ٱلْفَتَى أَبْشَالُومَ›. + ١٣ وَإِلَّا فَكُنْتُ غَدَرْتُ بِنَفْسِهِ وَمَا خَفِيَ عَلَى ٱلْمَلِكِ شَيْءٌ، + وَوَقَفْتَ أَنْتَ بَعِيدًا». ١٤ فَقَالَ يُوآبُ: «لَا أَمْلِكُ نَفْسِي هٰكَذَا أَمَامَكَ». وَأَخَذَ ثَلَاثَةَ سِهَامٍ بِيَدِهِ وَغَرَسَهَا + فِي قَلْبِ أَبْشَالُومَ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ فِي وَسَطِ + تِلْكَ ٱلشَّجَرَةِ. ١٥ ثُمَّ ٱسْتَدَارَ عَشَرَةُ غِلْمَانٍ يَحْمِلُونَ عُدَّةَ حَرْبِ يُوآبَ، وَضَرَبُوا أَبْشَالُومَ فَأَمَاتُوهُ. + ١٦ وَنَفَخَ يُوآبُ فِي ٱلْقَرْنِ + لِكَيْ يَرْجِعَ ٱلشَّعْبُ عَنْ مُطَارَدَةِ إِسْرَائِيلَ، لِأَنَّ يُوآبَ مَنَعَ ٱلشَّعْبَ. ١٧ وَأَخَذُوا أَبْشَالُومَ وَرَمَوْهُ فِي ٱلْغَابَةِ فِي حُفْرَةٍ كَبِيرَةٍ وَأَقَامُوا عَلَيْهِ كَوْمَةً كَبِيرَةً جِدًّا مِنَ ٱلْحِجَارَةِ. + وَأَمَّا إِسْرَائِيلُ فَهَرَبَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ.
١٨ وَكَانَ أَبْشَالُومُ، وَهُوَ حَيٌّ، قَدْ أَخَذَ وَأَقَامَ لِنَفْسِهِ ٱلنُّصْبَ + ٱلَّذِي فِي مُنْخَفَضِ وَادِي ٱلْمَلِكِ، + لِأَنَّهُ قَالَ: «لَيْسَ لِي ٱبْنٌ لِيَذْكُرَ ٱسْمِي». + فَدَعَا ٱلنُّصْبَ بِٱسْمِهِ، + وَمَا زَالَ يُدْعَى نُصْبَ أَبْشَالُومَ ٱلتَّذْكَارِيَّ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ.
١٩ وَإِنَّ أَخِيمَعَصَ + بْنَ صَادُوقَ قَالَ: «دَعْنِي أَرْكُضُ وَأُبَلِّغُ ٱلْمَلِكَ ٱلْخَبَرَ، لِأَنَّ يَهْوَهَ قَدْ قَضَى لَهُ لِيُحَرِّرَهُ مِنْ يَدِ أَعْدَائِهِ». + ٢٠ فَقَالَ لَهُ يُوآبُ: «لَسْتَ صَاحِبَ خَبَرٍ فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ. فِي يَوْمٍ آخَرَ تُخَبِّرُ وَلَيْسَ ٱلْيَوْمَ، لِأَنَّ ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ قَدْ مَاتَ». + ٢١ ثُمَّ قَالَ يُوآبُ لِلْكُوشِيِّ: + «اِذْهَبْ وَأَخْبِرِ ٱلْمَلِكَ بِمَا رَأَيْتَ». فَسَجَدَ ٱلْكُوشِيُّ لِيُوآبَ وَرَكَضَ. ٢٢ وَعَادَ ثَانِيَةً أَخِيمَعَصُ بْنُ صَادُوقَ وَقَالَ لِيُوآبَ: «مَهْمَا يَكُنْ، فَدَعْنِي أَرْكُضُ أَنَا أَيْضًا وَرَاءَ ٱلْكُوشِيِّ». فَقَالَ يُوآبُ: «لِمَاذَا تَرْكُضُ أَنْتَ يَا ٱبْنِي، وَلَا خَبَرَ عِنْدَكَ؟». ٢٣ قَالَ: «مَهْمَا يَكُنْ، فَدَعْنِي أَرْكُضُ». فَقَالَ لَهُ: «اُرْكُضْ». فَرَكَضَ أَخِيمَعَصُ فِي طَرِيقِ ٱلدَّائِرَةِ + وَتَجَاوَزَ ٱلْكُوشِيَّ.
٢٤ وَكَانَ دَاوُدُ جَالِسًا بَيْنَ بَابَيِ ٱلْمَدِينَةِ. + فَذَهَبَ ٱلرَّقِيبُ + إِلَى سَطْحِ ٱلْبَابِ عِنْدَ ٱلسُّورِ. وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ، فَإِذَا بِرَجُلٍ يَرْكُضُ وَحْدَهُ. ٢٥ فَنَادَى ٱلرَّقِيبُ وَأَخْبَرَ ٱلْمَلِكَ، فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «إِنْ كَانَ وَحْدَهُ فَفِي فَمِهِ خَبَرٌ». وَكَانَ يَقْتَرِبُ شَيْئًا فَشَيْئًا. ٢٦ وَرَأَى ٱلرَّقِيبُ رَجُلًا آخَرَ يَرْكُضُ. فَنَادَى ٱلرَّقِيبُ ٱلْبَوَّابَ وَقَالَ: «هُوَذَا رَجُلٌ آخَرُ يَرْكُضُ وَحْدَهُ»، فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «هٰذَا أَيْضًا يَحْمِلُ خَبَرًا». ٢٧ وَقَالَ ٱلرَّقِيبُ: «أَرَى رَكْضَ ٱلْأَوَّلِ كَرَكْضِ + أَخِيمَعَصَ + بْنِ صَادُوقَ»، فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «هٰذَا رَجُلٌ صَالِحٌ + وَيَأْتِي بِأَخْبَارٍ صَالِحَةٍ». + ٢٨ فَنَادَى أَخِيمَعَصُ وَقَالَ لِلْمَلِكِ: «خَيْرٌ». وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ بِوَجْهِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. وَقَالَ: «مُبَارَكٌ + يَهْوَهُ إِلٰهُكَ ٱلَّذِي أَسْلَمَ + ٱلرِّجَالَ ٱلَّذِينَ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَى سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ».
٢٩ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «هَلِ ٱلْفَتَى أَبْشَالُومُ بِخَيْرٍ؟». فَقَالَ أَخِيمَعَصُ: «رَأَيْتُ هَيَجَانًا عَظِيمًا حِينَ أَرْسَلَ يُوآبُ خَادِمَ ٱلْمَلِكِ وَخَادِمَكَ، وَلَمْ أَعْلَمْ مَا كَانَ». + ٣٠ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «تَنَحَّ جَانِبًا وَقِفْ هُنَا». فَتَنَحَّى وَبَقِيَ وَاقِفًا.
٣١ وَإِذَا بِٱلْكُوشِيِّ + آتِيًا، وَٱبْتَدَأَ ٱلْكُوشِيُّ يَقُولُ: «لِيُخْبَرْ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ، لِأَنَّ يَهْوَهَ قَدْ قَضَى لَكَ ٱلْيَوْمَ لِيُحَرِّرَكَ مِنْ يَدِ كُلِّ ٱلَّذِينَ قَامُوا عَلَيْكَ». + ٣٢ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِلْكُوشِيِّ: «هَلِ ٱلْفَتَى أَبْشَالُومُ بِخَيْرٍ؟». فَقَالَ ٱلْكُوشِيُّ: «لِيَكُنْ أَعْدَاءُ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ وَجَمِيعُ مَنْ قَامَ عَلَيْكَ لِلسُّوءِ كَذٰلِكَ ٱلْفَتَى». +
٣٣ فَٱضْطَرَبَ ٱلْمَلِكُ وَصَعِدَ إِلَى ٱلْعُلِّيَّةِ + فَوْقَ ٱلْمَدْخَلِ وَٱنْفَجَرَ بِٱلْبُكَاءِ. وَكَانَ يَقُولُ وَهُوَ يَمْشِي: «يَا ٱبْنِي أَبْشَالُومُ، يَا ٱبْنِي، يَا ٱبْنِي + أَبْشَالُومُ! يَا لَيْتَنِي مُتُّ أَنَا عِوَضًا عَنْكَ، يَا ٱبْنِي أَبْشَالُومُ، يَا ٱبْنِي!». +
١٩ وَلَاحِقًا أُخْبِرَ يُوآبُ: «هُوَذَا ٱلْمَلِكُ يَبْكِي وَيَنُوحُ عَلَى أَبْشَالُومَ». + ٢ فَصَارَ ٱلْخَلَاصُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مَنَاحَةً عِنْدَ كُلِّ ٱلشَّعْبِ، لِأَنَّ ٱلشَّعْبَ سَمِعُوا فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مَنْ يَقُولُ: «إِنَّ ٱلْمَلِكَ تَأَلَّمَ عَلَى ٱبْنِهِ». ٣ وَتَسَلَّلَ ٱلشَّعْبُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ لِلدُّخُولِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ، + كَمَا يَتَسَلَّلُ قَوْمٌ لَحِقَ بِهِمِ ٱلْخِزْيُ لِأَنَّهُمْ هَرَبُوا فِي ٱلْقِتَالِ. ٤ وَسَتَرَ ٱلْمَلِكُ وَجْهَهُ، وَصَرَخَ ٱلْمَلِكُ بِصَوْتٍ عَالٍ: «يَا ٱبْنِي أَبْشَالُومُ، يَا أَبْشَالُومُ ٱبْنِي، يَا ٱبْنِي!». +
٥ فَدَخَلَ يُوآبُ إِلَى ٱلْمَلِكِ فِي ٱلْبَيْتِ وَقَالَ: «قَدْ أَخْزَيْتَ ٱلْيَوْمَ وَجْهَ جَمِيعِ خُدَّامِكَ، ٱلَّذِينَ نَجَّوْا نَفْسَكَ ٱلْيَوْمَ + وَنَفْسَ بَنِيكَ + وَبَنَاتِكَ + وَنَفْسَ زَوْجَاتِكَ + وَنَفْسَ سَرَارِيِّكَ، + ٦ بِحُبِّكَ لِمُبْغِضِيكَ وَبُغْضِكَ لِمُحِبِّيكَ؛ لِأَنَّكَ أَظْهَرْتَ ٱلْيَوْمَ أَنَّهُ لَا ٱعْتِبَارَ عِنْدَكَ لِلرُّؤَسَاءِ وَٱلْخُدَّامِ، فَقَدْ عَلِمْتُ ٱلْيَوْمَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ أَبْشَالُومُ حَيًّا وَكُلُّنَا أَمْوَاتًا ٱلْيَوْمَ، لَحَسُنَ ٱلْأَمْرُ فِي عَيْنَيْكَ. ٧ فَقُمِ ٱلْآنَ وَٱخْرُجْ وَتَكَلَّمْ بِصَرَاحَةٍ إِلَى قَلْبِ + خُدَّامِكَ، لِأَنَّنِي أَحْلِفُ بِيَهْوَهَ إِنَّكَ إِنْ لَمْ تَخْرُجْ، لَا يَبِتْ رَجُلٌ مَعَكَ ٱللَّيْلَةَ؛ + وَسَيَكُونُ ذٰلِكَ أَسْوَأَ عَلَيْكَ مِنْ كُلِّ أَذِيَّةٍ أَصَابَتْكَ مُنْذُ حَدَاثَتِكَ حَتَّى ٱلْآنَ». ٨ فَقَامَ ٱلْمَلِكُ وَجَلَسَ عِنْدَ بَابِ ٱلْمَدِينَةِ، + وَأَخْبَرُوا كُلَّ ٱلشَّعْبِ قَائِلِينَ: «هَا ٱلْمَلِكُ جَالِسٌ عِنْدَ ٱلْبَابِ». فَجَاءَ ٱلشَّعْبُ كُلُّهُمْ إِلَى أَمَامِ ٱلْمَلِكِ.
وَأَمَّا إِسْرَائِيلُ فَكَانُوا قَدْ هَرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ. + ٩ وَكَانَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ فِي جِدَالٍ فِي كُلِّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، قَائِلِينَ: «إِنَّ ٱلْمَلِكَ هُوَ ٱلَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ يَدِ أَعْدَائِنَا، + وَهُوَ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنْ يَدِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ، وَٱلْآنَ قَدْ هَرَبَ مِنَ ٱلْأَرْضِ مِنْ أَبْشَالُومَ. + ١٠ وَأَبْشَالُومُ، ٱلَّذِي مَسَحْنَاهُ عَلَيْنَا، + قَدْ مَاتَ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ. + وَٱلْآنَ لِمَاذَا لَا تَفْعَلُونَ شَيْئًا لِإِعَادَةِ ٱلْمَلِكِ؟». +
١١ أَمَّا ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ فَأَرْسَلَ إِلَى صَادُوقَ + وَأَبِيَاثَارَ + ٱلْكَاهِنَيْنِ قَائِلًا: «تَكَلَّمَا إِلَى شُيُوخِ يَهُوذَا + وَقُولَا: ‹لِمَاذَا تَكُونُونَ آخِرَ مَنْ يُعِيدُ ٱلْمَلِكَ إِلَى بَيْتِهِ، وَقَدْ بَلَغَ كَلَامُ كُلِّ إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْمَلِكِ فِي بَيْتِهِ؟ ١٢ أَنْتُمْ إِخْوَتِي، أَنْتُمْ عَظْمِي وَلَحْمِي. + فَلِمَاذَا تَكُونُونَ آخِرَ مَنْ يُعِيدُ ٱلْمَلِكَ؟›. ١٣ وَتَقُولَانِ لِعَمَاسَا: + ‹أَلَسْتَ أَنْتَ عَظْمِي وَلَحْمِي؟ هٰكَذَا يَفْعَلُ بِي ٱللّٰهُ وَهٰكَذَا يَزِيدُ، + إِنْ كُنْتَ لَا تَصِيرُ رَئِيسَ جَيْشٍ عِنْدِي كُلَّ ٱلْأَيَّامِ عِوَضًا عَنْ يُوآبَ›». +
١٤ فَأَمَالَ قَلْبَ كُلِّ رِجَالِ يَهُوذَا كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، + فَأَرْسَلُوا إِلَى ٱلْمَلِكِ قَائِلِينَ: «عُدْ أَنْتَ وَجَمِيعُ خُدَّامِكَ».
١٥ فَرَجَعَ ٱلْمَلِكُ وَأَتَى حَتَّى وَصَلَ إِلَى ٱلْأُرْدُنِّ. وَجَاءَ يَهُوذَا إِلَى ٱلْجِلْجَالِ + لِيَذْهَبَ وَيُلَاقِيَ ٱلْمَلِكَ، لِيَعْبُرُوا بِٱلْمَلِكِ نَهْرَ ٱلْأُرْدُنِّ. ١٦ وَأَسْرَعَ شِمْعِي + بْنُ جِيرَا + ٱلْبِنْيَامِينِيُّ، ٱلَّذِي مِنْ بَحُورِيمَ، + وَنَزَلَ مَعَ رِجَالِ يَهُوذَا لِلِقَاءِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ. ١٧ وَكَانَ مَعَهُ أَلْفُ رَجُلٍ مِنْ بِنْيَامِينَ. (وَنَزَلَ أَيْضًا صِيبَا + غُلَامُ بَيْتِ شَاوُلَ وَبَنُوهُ + ٱلْخَمْسَةَ عَشَرَ وَخُدَّامُهُ ٱلْعِشْرُونَ مَعَهُ، وَوَصَلُوا إِلَى ٱلْأُرْدُنِّ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ. ١٨ وَٱجْتَازَ ٱلْمَخَاضَةَ + لِيُعَبِّرَ بَيْتَ ٱلْمَلِكِ وَيَفْعَلَ مَا هُوَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيْهِ). وَأَمَّا شِمْعِي بْنُ جِيرَا فَسَقَطَ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ عِنْدَمَا أَوْشَكَ أَنْ يَعْبُرَ ٱلْأُرْدُنَّ. + ١٩ وَقَالَ لِلْمَلِكِ: «لَا يَنْسِبْ إِلَيَّ سَيِّدِي إِثْمًا، وَلَا تَذْكُرْ مَا أَسَاءَ بِهِ خَادِمُكَ + يَوْمَ خُرُوجِ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ مِنْ أُورُشَلِيمَ، فَيَضَعَ ٱلْمَلِكُ ذٰلِكَ فِي قَلْبِهِ. + ٢٠ لِأَنَّ خَادِمَكَ يَعْلَمُ أَنِّي أَخْطَأْتُ، وَهَا أَنَا ٱلْيَوْمَ أَوَّلُ مَنْ جَاءَ مِنْ بَيْتِ يُوسُفَ + كُلِّهِ لِأَنْزِلَ لِلِقَاءِ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ».
٢١ فَأَجَابَ أَبِيشَايُ + بْنُ صَرُويَةَ + وَقَالَ: «أَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ شِمْعِي لِأَجْلِ ذٰلِكَ، وَقَدْ سَبَّ مَسِيحَ يَهْوَهَ؟». + ٢٢ فَقَالَ دَاوُدُ: «مَا لِي وَلَكُمَا + يَا ٱبْنَيْ صَرُويَةَ، حَتَّى تُقَاوِمَانِي ٱلْيَوْمَ؟ + أَيُقْتَلُ ٱلْيَوْمَ أَحَدٌ فِي إِسْرَائِيلَ؟ + أَلَسْتُ أَعْلَمُ أَنِّي ٱلْيَوْمَ مَلِكٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟». ٢٣ ثُمَّ قَالَ ٱلْمَلِكُ لِشِمْعِي: «لَا تَمُوتُ». وَحَلَفَ لَهُ ٱلْمَلِكُ. +
٢٤ وَأَمَّا مَفِيبُوشَثُ، + حَفِيدُ شَاوُلَ، فَنَزَلَ لِلِقَاءِ ٱلْمَلِكِ، وَكَانَ قَدْ أَهْمَلَ ٱلِٱعْتِنَاءَ بِقَدَمَيْهِ + وَشَارِبَيْهِ + وَلَمْ يَغْسِلْ ثِيَابَهُ مُنْذُ يَوْمَ ذَهَبَ ٱلْمَلِكُ إِلَى يَوْمِ مَجِيئِهِ بِسَلَامٍ. ٢٥ وَحَدَثَ لَمَّا جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِلِقَاءِ ٱلْمَلِكِ أَنَّ ٱلْمَلِكَ قَالَ لَهُ: «لِمَاذَا لَمْ تَذْهَبْ مَعِي يَا مَفِيبُوشَثُ؟». ٢٦ فَقَالَ: «يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ، إِنَّ خَادِمِي + قَدِ ٱحْتَالَ عَلَيَّ. لِأَنَّ خَادِمَكَ قَالَ: ‹أُسْرِجُ أَتَانِي فَأَرْكَبُ عَلَيْهَا وَأَذْهَبُ مَعَ ٱلْمَلِكِ›، لِأَنَّ خَادِمَكَ أَعْرَجُ. + ٢٧ فَٱفْتَرَى + عَلَى خَادِمِكَ لَدَى سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ. لٰكِنَّ سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ كَمَلَاكِ + ٱللّٰهِ، فَٱفْعَلْ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ. ٢٨ لِأَنَّ كُلَّ بَيْتِ أَبِي لَيْسُوا سِوَى مَائِتِينَ عِنْدَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ، وَمَعَ ذٰلِكَ جَعَلْتَ خَادِمَكَ بَيْنَ ٱلْآكِلِينَ عَلَى مَائِدَتِكَ. + فَأَيُّ حَقٍّ لِي بَعْدُ حَتَّى أَصْرُخَ + أَيْضًا وَأُطَالِبَ بِهِ ٱلْمَلِكَ؟».
٢٩ فَقَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: «مَا بَالُكَ تَتَكَلَّمُ بَعْدُ؟ أَقُولُ إِنَّكَ أَنْتَ وَصِيبَا تَقْتَسِمَانِ ٱلْحَقْلَ». + ٣٠ فَقَالَ مَفِيبُوشَثُ لِلْمَلِكِ: «لِيَأْخُذِ ٱلْكُلَّ أَيْضًا، + بَعْدَمَا جَاءَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ إِلَى بَيْتِهِ بِسَلَامٍ».
٣١ وَنَزَلَ بَرْزِلَّايُ + ٱلْجِلْعَادِيُّ مِنْ رُوجَلِيمَ لِيَجْتَازَ إِلَى ٱلْأُرْدُنِّ مَعَ ٱلْمَلِكِ لِيُشَيِّعَهُ عِنْدَ ٱلْأُرْدُنِّ. ٣٢ وَكَانَ بَرْزِلَّايُ قَدْ شَاخَ جِدًّا، إِذْ كَانَ ٱبْنَ ثَمَانِينَ سَنَةً، + وَهُوَ عَالَ ٱلْمَلِكَ عِنْدَمَا كَانَ سَاكِنًا فِي مَحَنَايِمَ، + لِأَنَّهُ كَانَ رَجُلًا عَظِيمًا جِدًّا. + ٣٣ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِبَرْزِلَّايَ: «اُعْبُرْ أَنْتَ مَعِي، وَأَنَا أَعُولُكَ فِي أُورُشَلِيمَ». + ٣٤ فَقَالَ بَرْزِلَّايُ لِلْمَلِكِ: «كَمْ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِي حَتَّى أَصْعَدَ مَعَ ٱلْمَلِكِ إِلَى أُورُشَلِيمَ؟ ٣٥ أَنَا ٱلْيَوْمَ ٱبْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً. + فَهَلْ أُمَيِّزُ بَيْنَ ٱلطَّيِّبِ وَٱلرَّدِيءِ، أَوْ هَلْ يَسْتَطْعِمُ خَادِمُكَ بِمَا آكُلُ وَمَا أَشْرَبُ، + أَوْ هَلْ مَا زِلْتُ قَادِرًا عَلَى ٱلِٱسْتِمَاعِ + إِلَى صَوْتِ ٱلْمُغَنِّينَ وَٱلْمُغَنِّيَاتِ؟ + فَلِمَاذَا يَكُونُ خَادِمُكَ أَيْضًا عِبْئًا + عَلَى سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ؟ ٣٦ لَنْ يَقْدِرَ خَادِمُكَ أَنْ يَجُوزَ مَعَ ٱلْمَلِكِ إِلَى ٱلْأُرْدُنِّ إِلَّا مَسَافَةً قَصِيرَةً، فَلِمَاذَا يُكَافِئُنِي ٱلْمَلِكُ بِهٰذِهِ ٱلْمُكَافَأَةِ؟ + ٣٧ دَعْ خَادِمَكَ يَرْجِعُ، فَأَمُوتَ + فِي مَدِينَتِي عِنْدَ قَبْرِ أَبِي وَأُمِّي. + وَلٰكِنْ هُوَذَا خَادِمُكَ كِمْهَامُ، + لِيَعْبُرْ مَعَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ، وَٱصْنَعْ إِلَيْهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ».
٣٨ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «إِنَّ كِمْهَامَ يَعْبُرُ مَعِي، وَأَنَا أَصْنَعُ إِلَيْهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ، وَكُلُّ مَا تَخْتَارُ أَنْ تَطْلُبَهُ مِنِّي فَإِنِّي أَصْنَعُهُ إِلَيْكَ». ٣٩ وَعَبَرَ ٱلشَّعْبُ كُلُّهُ ٱلْأُرْدُنَّ، وَعَبَرَ ٱلْمَلِكُ. وَقَبَّلَ + ٱلْمَلِكُ بَرْزِلَّايَ وَبَارَكَهُ، + فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ. ٤٠ وَلَمَّا عَبَرَ ٱلْمَلِكُ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ، + عَبَرَ كِمْهَامُ مَعَهُ، وَعَبَرَ بِٱلْمَلِكِ أَيْضًا كُلُّ شَعْبِ يَهُوذَا، وَكَذٰلِكَ نِصْفُ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ.
٤١ وَإِذَا بِجَمِيعِ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ قَدْ جَاءُوا إِلَى ٱلْمَلِكِ، وَقَالُوا لِلْمَلِكِ: «لِمَاذَا + سَرَقَكَ إِخْوَتُنَا رِجَالُ يَهُوذَا لِيَعْبُرُوا ٱلْأُرْدُنَّ بِٱلْمَلِكِ وَبَيْتِهِ وَكُلِّ رِجَالِ دَاوُدَ مَعَهُ؟». + ٤٢ فَأَجَابَ كُلُّ رِجَالِ يَهُوذَا رِجَالَ إِسْرَائِيلَ: «لِأَنَّ ٱلْمَلِكَ ذُو قَرَابَةٍ لَصِيقَةٍ لَنَا؛ + وَلِمَاذَا تَغْضَبُونَ مِنْ هٰذَا ٱلْأَمْرِ؟ هَلْ أَكَلْنَا شَيْئًا مِنْ عِنْدِ ٱلْمَلِكِ، أَوْ وُهِبْنَا هِبَةً؟».
٤٣ فَأَجَابَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ رِجَالَ يَهُوذَا وَقَالُوا: «لَنَا عَشَرَةُ أَسْهُمٍ فِي ٱلْمَلِكِ، + وَنَحْنُ أَوْلَى مِنْكُمْ بِدَاوُدَ. فَلِمَاذَا ٱزْدَرَيْتُمْ بِنَا، وَلِمَاذَا لَا نَكُونُ نَحْنُ أَوَّلَ + مَنْ يُعِيدُ ٱلْمَلِكَ؟». وَكَانَ كَلَامُ رِجَالِ يَهُوذَا أَقْسَى مِنْ كَلَامِ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ.
٢٠ وَحَدَثَ أَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ لَا خَيْرَ فِيهِ + ٱسْمُهُ شَبَعُ + بْنُ بِكْرِي ٱلْبِنْيَامِينِيِّ، فَنَفَخَ فِي ٱلْقَرْنِ + وَقَالَ: «لَيْسَ لَنَا نَصِيبٌ فِي دَاوُدَ، وَلَا لَنَا مِيرَاثٌ فِي ٱبْنِ يَسَّى. + كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى آلِهَتِهِ + يَا إِسْرَائِيلُ». ٢ فَكَفَّ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ عَنِ ٱتِّبَاعِ دَاوُدَ لِيَتْبَعُوا شَبَعَ بْنَ بِكْرِي. + أَمَّا رِجَالُ يَهُوذَا فَٱلْتَصَقُوا بِمَلِكِهِمْ مِنَ ٱلْأُرْدُنِّ إِلَى أُورُشَلِيمَ. +
٣ وَأَخِيرًا أَتَى دَاوُدُ إِلَى بَيْتِهِ فِي أُورُشَلِيمَ. + وَأَخَذَ ٱلْمَلِكُ ٱلنِّسَاءَ ٱلْعَشْرَ، + ٱلسَّرَارِيَّ ٱللَّوَاتِي تَرَكَهُنَّ لِلِٱهْتِمَامِ بِٱلْبَيْتِ، وَأَقَامَهُنَّ فِي بَيْتِ حَجْزٍ، لٰكِنَّهُ كَانَ يَعُولُهُنَّ. وَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِنَّ، + إِنَّمَا بَقِينَ مَحْجُوزَاتٍ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِنَّ، أَرَامِلَ مَعَ أَنَّ لَهُنَّ زَوْجًا حَيًّا.
٤ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِعَمَاسَا: + «اِجْمَعْ لِي رِجَالَ يَهُوذَا فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَقِفْ أَنْتَ هُنَا». ٥ فَذَهَبَ عَمَاسَا لِيَجْمَعَ يَهُوذَا، لٰكِنَّهُ تَأَخَّرَ عَنِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمُحَدَّدِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ لَهُ. ٦ فَقَالَ دَاوُدُ لِأَبِيشَايَ: + «اَلْآنَ يُسِيءُ إِلَيْنَا شَبَعُ + بْنُ بِكْرِي أَكْثَرَ مِنْ أَبْشَالُومَ. + فَخُذْ أَنْتَ خُدَّامَ + سَيِّدِكَ وَطَارِدْهُ، لِئَلَّا يَجِدَ لِنَفْسِهِ مُدُنًا حَصِينَةً وَيَهْرُبَ مِنْ أَمَامِ عُيُونِنَا». ٧ فَخَرَجَ وَرَاءَهُ رِجَالُ يُوآبَ + وَٱلْكِرِيثِيُّونَ + وَٱلْفِلِيثِيُّونَ + وَجَمِيعُ ٱلْجَبَابِرَةِ، وَٱنْطَلَقُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ لِيُطَارِدُوا شَبَعَ بْنَ بِكْرِي. ٨ وَكَانُوا عِنْدَ ٱلْحَجَرِ ٱلْعَظِيمِ ٱلَّذِي فِي جِبْعُونَ، + وَجَاءَ عَمَاسَا + لِلِقَائِهِمْ. وَكَانَ يُوآبُ مُتَمَنْطِقًا وَلَابِسًا ثَوْبًا، وَفَوْقَهُ مِنْطَقَةُ سَيْفٍ مُعَلَّقٍ عَلَى خَاصِرَتِهِ فِي غِمْدِهِ. وَلَمَّا تَقَدَّمَ ٱنْدَلَقَ ٱلسَّيْفُ.
٩ فَقَالَ يُوآبُ لِعَمَاسَا: «هَلْ أَنْتَ بِخَيْرٍ يَا أَخِي؟». + وَأَمْسَكَتْ يَدُ يُوآبَ ٱلْيُمْنَى بِلِحْيَةِ عَمَاسَا لِيُقَبِّلَهُ. + ١٠ وَأَمَّا عَمَاسَا فَلَمْ يَحْتَرِسْ مِنَ ٱلسَّيْفِ ٱلَّذِي بِيَدِ يُوآبَ، فَضَرَبَهُ + بِهِ فِي بَطْنِهِ، فَٱنْدَلَقَتْ أَمْعَاؤُهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ، وَلَمْ يُثَنِّ عَلَيْهِ، فَمَاتَ. ثُمَّ مَضَى يُوآبُ وَأَبِيشَايُ أَخُوهُ فِي مُطَارَدَةِ شَبَعِ بْنِ بِكْرِي.
١١ وَوَقَفَ عِنْدَهُ وَاحِدٌ مِنْ فِتْيَانِ يُوآبَ وَقَالَ: «مَنْ سُرَّ بِيُوآبَ وَمَنْ هُوَ لِدَاوُدَ، + فَلْيَتْبَعْ يُوآبَ». ١٢ وَكَانَ عَمَاسَا يَتَمَرَّغُ فِي ٱلدَّمِ + فِي وَسَطِ ٱلطَّرِيقِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ. وَلَمَّا رَأَى ٱلرَّجُلُ أَنَّ كُلَّ ٱلشَّعْبِ يَقِفُونَ، نَقَلَ عَمَاسَا مِنَ ٱلطَّرِيقِ إِلَى ٱلْحَقْلِ. وَأَلْقَى عَلَيْهِ ثَوْبًا، إِذْ رَأَى أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصِلُ إِلَيْهِ يَقِفُ. + ١٣ فَلَمَّا نَقَلَهُ مِنَ ٱلطَّرِيقِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ، مَرَّ كُلُّ رَجُلٍ وَرَاءَ يُوآبَ لِمُطَارَدَةِ شَبَعِ + بْنِ بِكْرِي.
١٤ وَمَرَّ شَبَعٌ بِجَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى آبِلِ بَيْتَ مَعْكَةَ. + وَٱجْتَمَعَ جَمِيعُ ٱلْبِكْرِيِّينَ وَدَخَلُوا ٱلْمَدِينَةَ وَرَاءَهُ أَيْضًا.
١٥ فَجَاءُوا وَحَاصَرُوهُ فِي آبِلِ بَيْتَ مَعْكَةَ وَرَكَمُوا مِتْرَسَةَ حِصَارٍ عَلَى ٱلْمَدِينَةِ، + لِأَنَّهَا كَانَتْ تَقَعُ دَاخِلَ أَسْوَارٍ. وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ مَعَ يُوآبَ كَانُوا يُقَوِّضُونَ ٱلسُّورَ لِإِسْقَاطِهِ. ١٦ فَنَادَتِ ٱمْرَأَةٌ حَكِيمَةٌ + مِنَ ٱلْمَدِينَةِ: «اِسْمَعُوا يَا رِجَالُ، ٱسْمَعُوا. قُولُوا لِيُوآبَ: ‹اِقْتَرِبْ إِلَى هٰهُنَا، فَأُكَلِّمَكَ›». ١٧ فَٱقْتَرَبَ إِلَيْهَا، فَقَالَتِ ٱلْمَرْأَةُ: «هَلْ أَنْتَ يُوآبُ؟»، فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». فَقَالَتْ لَهُ: «اِسْمَعْ لِكَلَامِ أَمَتِكَ». + فَقَالَ: «أَنَا سَامِعٌ». ١٨ فَقَالَتْ: «كَانُوا قَدِيمًا يَقُولُونَ: ‹اِسْأَلُوا فِي آبِلَ، فَيُحْسَمَ ٱلْأَمْرُ›. ١٩ إِنَّنِي أُمَثِّلُ ٱلْأُمَنَاءَ + وَٱلْمُسَالِمِينَ + فِي إِسْرَائِيلَ. وَأَنْتَ طَالِبٌ أَنْ تُمِيتَ مَدِينَةً + وَأُمًّا فِي إِسْرَائِيلَ. فَلِمَاذَا تَبْتَلِعُ + مِيرَاثَ + يَهْوَهَ؟». ٢٠ فَأَجَابَ يُوآبُ وَقَالَ: «حَاشَا لِي أَنْ أَبْتَلِعَ وَأَنْ أُهْلِكَ. ٢١ لَيْسَ ٱلْأَمْرُ هٰكَذَا، وَلٰكِنَّ رَجُلًا مِنْ مِنْطَقَةِ أَفْرَايِمَ ٱلْجَبَلِيَّةِ + ٱسْمُهُ شَبَعُ + بْنُ بِكْرِي قَدْ رَفَعَ يَدَهُ عَلَى ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ. + فَسَلِّمُوهُ أَنْتُمْ وَحْدَهُ، + وَأَنَا أَنْصَرِفُ عَنِ ٱلْمَدِينَةِ». + فَقَالَتِ ٱلْمَرْأَةُ لِيُوآبَ: «هُوَذَا رَأْسُهُ + يُرْمَى بِهِ إِلَيْكَ مِنْ فَوْقِ ٱلسُّورِ».
٢٢ فَذَهَبَتِ ٱلْمَرْأَةُ إِلَى كُلِّ ٱلشَّعْبِ بِحِكْمَتِهَا، + فَقَطَعُوا رَأْسَ شَبَعِ بْنِ بِكْرِي وَرَمَوْا بِهِ إِلَى يُوآبَ. فَنَفَخَ فِي ٱلْقَرْنِ، + فَتَفَرَّقُوا عَنِ ٱلْمَدِينَةِ، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، وَرَجَعَ يُوآبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى ٱلْمَلِكِ.
٢٣ وَكَانَ يُوآبُ عَلَى كُلِّ جَيْشِ + إِسْرَائِيلَ وَبَنَايَا + بْنُ يَهُويَادَاعَ + عَلَى ٱلْكِرِيثِيِّينَ + وَعَلَى ٱلْفِلِيثِيِّينَ، + ٢٤ وَأَدُورَامُ + عَلَى ٱلْمُسَخَّرِينَ، وَيَهُوشَافَاطُ + بْنُ أَخِيلُودَ مُسَجِّلًا، ٢٥ وَشَوًا + كَاتِبَ دِيوَانٍ، + وَصَادُوقُ + وَأَبِيَاثَارُ + كَاهِنَيْنِ. ٢٦ وَعِيرَا ٱلْيَائِيرِيُّ صَارَ أَيْضًا كَاهِنًا + لِدَاوُدَ.
٢١ وَكَانَتْ مَجَاعَةٌ + فِي أَيَّامِ دَاوُدَ ثَلَاثَ سِنِينَ، سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، فَطَلَبَ دَاوُدُ وَجْهَ يَهْوَهَ. فَقَالَ يَهْوَهُ: «عَلَى شَاوُلَ وَعَلَى بَيْتِهِ ذَنْبُ سَفْكِ دَمٍ، لِأَنَّهُ أَمَاتَ ٱلْجِبْعُونِيِّينَ». + ٢ فَدَعَا ٱلْمَلِكُ ٱلْجِبْعُونِيِّينَ + وَكَلَّمَهُمْ. (وَلَمْ يَكُنِ ٱلْجِبْعُونِيُّونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، بَلْ مِنْ بَقِيَّةِ ٱلْأَمُورِيِّينَ، + وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ قَدْ حَلَفُوا لَهُمْ، + لٰكِنَّ شَاوُلَ طَلَبَ أَنْ يَضْرِبَهُمْ + غَيْرَةً + مِنْهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا). ٣ وَقَالَ دَاوُدُ لِلْجِبْعُونِيِّينَ: «مَاذَا أَفْعَلُ لَكُمْ وَبِمَاذَا أُكَفِّرُ، + فَتُبَارِكُوا مِيرَاثَ + يَهْوَهَ؟». ٤ فَقَالَ لَهُ ٱلْجِبْعُونِيُّونَ: «لَيْسَ لَنَا عَلَى شَاوُلَ وَبَيْتِهِ فِضَّةٌ وَلَا ذَهَبٌ، + وَلَيْسَ لَنَا أَنْ نُمِيتَ رَجُلًا فِي إِسْرَائِيلَ». فَقَالَ: «مَهْمَا قُلْتُمْ أَفْعَلُهُ لَكُمْ». ٥ فَقَالُوا لِلْمَلِكِ: «اَلرَّجُلُ ٱلَّذِي أَفْنَانَا + وَٱلَّذِي خَطَّطَ + أَنْ يُبِيدَنَا لِكَيْلَا يَكُونَ لَنَا وُجُودٌ فِي كُلِّ أَرَاضِي إِسْرَائِيلَ، ٦ يُسَلَّمُ إِلَيْنَا سَبْعَةُ رِجَالٍ مِنْ بَنِيهِ، + فَنَعْرِضُ جُثَثَهُمْ + أَمَامَ يَهْوَهَ فِي جِبْعَةِ + شَاوُلَ، مُخْتَارِ يَهْوَهَ». + فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «أَنَا أُسَلِّمُهُمْ».
٧ لٰكِنَّ ٱلْمَلِكَ تَرَأَّفَ عَلَى مَفِيبُوشَثَ + بْنِ يُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ مِنْ أَجْلِ قَسَمِ + يَهْوَهَ ٱلَّذِي بَيْنَهُمَا، أَيْ بَيْنَ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ. ٨ فَأَخَذَ ٱلْمَلِكُ ٱبْنَيْ رِصْفَةَ + بِنْتِ أَيَّةَ ٱللَّذَيْنِ وَلَدَتْهُمَا لِشَاوُلَ، أَرْمُونِيَ وَمَفِيبُوشَثَ، وَبَنِي مِيكَالَ + بِنْتِ شَاوُلَ ٱلْخَمْسَةَ ٱلَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِيئِيلَ + بْنِ بَرْزِلَّايَ ٱلْمَحُولِيِّ. ٩ ثُمَّ سَلَّمَهُمْ إِلَى يَدِ ٱلْجِبْعُونِيِّينَ، فَعَرَضُوا جُثَثَهُمْ عَلَى ٱلْجَبَلِ أَمَامَ يَهْوَهَ، + إِذْ سَقَطَ ٱلسَّبْعَةُ مَعًا، وَقُتِلُوا فِي أَوَّلِ أَيَّامِ ٱلْحَصَادِ، فِي بِدَايَةِ حَصَادِ ٱلشَّعِيرِ. + ١٠ فَأَخَذَتْ رِصْفَةُ بِنْتُ أَيَّةَ + مِسْحًا + وَفَرَشَتْهُ لِنَفْسِهَا عَلَى ٱلصَّخْرَةِ مِنْ بِدَايَةِ ٱلْحَصَادِ إِلَى أَنِ ٱنْصَبَّ ٱلْمَاءُ عَلَيْهِمْ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، + وَلَمْ تَدَعْ طُيُورَ + ٱلسَّمَاءِ تَحُطُّ عَلَيْهِمْ نَهَارًا وَلَا وُحُوشَ + ٱلْحَقْلِ لَيْلًا.
١١ فَأُخْبِرَ + دَاوُدُ بِمَا فَعَلَتْهُ رِصْفَةُ بِنْتُ أَيَّةَ، سُرِّيَّةُ شَاوُلَ. ١٢ فَذَهَبَ دَاوُدُ وَأَخَذَ عِظَامَ شَاوُلَ + وَعِظَامَ يُونَاثَانَ ٱبْنِهِ مِنْ أَهْلِ يَابِيشَ جِلْعَادَ، + ٱلَّذِينَ سَرَقُوهَا مِنْ سَاحَةِ بَيْتَ شَانَ، + حَيْثُ عَلَّقَهُمَا + ٱلْفِلِسْطِيُّونَ يَوْمَ ضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ شَاوُلَ فِي جِلْبُوعَ. + ١٣ وَأَصْعَدَ مِنْ هُنَاكَ عِظَامَ شَاوُلَ وَعِظَامَ يُونَاثَانَ ٱبْنِهِ، وَجَمَعُوا عِظَامَ ٱلَّذِينَ عُرِضَتْ جُثَثُهُمْ. + ١٤ ثُمَّ دَفَنُوا عِظَامَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ٱبْنِهِ فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ فِي صِيلَعَ + فِي قَبْرِ قَيْسٍ + أَبِيهِ، لِيَعْمَلُوا بِكُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ ٱلْمَلِكُ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ ٱسْتَجَابَ لَهُمُ ٱللّٰهُ مِنْ أَجْلِ ٱلْأَرْضِ. +
١٥ وَكَانَتْ لِلْفِلِسْطِيِّينَ + حَرْبٌ أَيْضًا مَعَ إِسْرَائِيلَ. فَنَزَلَ دَاوُدُ وَخُدَّامُهُ مَعَهُ وَحَارَبُوا ٱلْفِلِسْطِيِّينَ، فَتَعِبَ دَاوُدُ. ١٦ فَإِذَا بِيِشْبِي بَنُوبَ، أَحَدِ بَنِي ٱلرَّفَائِيِّينَ، + ٱلَّذِي وَزْنُ نُحَاسِ رُمْحِهِ + ثَلَاثُ مِئَةِ شَاقِلٍ وَكَانَ مُتَمَنْطِقًا بِسَيْفٍ جَدِيدٍ، قَدِ ٱفْتَكَرَ أَنْ يَقْتُلَ دَاوُدَ. ١٧ فَأَنْجَدَهُ + أَبِيشَايُ + بْنُ صَرُويَةَ وَضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِيَّ فَأَمَاتَهُ. حِينَئِذٍ حَلَفَ رِجَالُ دَاوُدَ لَهُ قَائِلِينَ: «لَا تَخْرُجُ مَعَنَا بَعْدَ ٱلْآنَ إِلَى ٱلْحَرْبِ، + لِئَلَّا تُطْفِئَ + سِرَاجَ + إِسْرَائِيلَ».
١٨ وَكَانَ بَعْدَ ذٰلِكَ أَنَّ حَرْبًا نَشِبَتْ أَيْضًا مَعَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ فِي جُوبَ. فَضَرَبَ حِينَئِذٍ سِبْكَايُ + ٱلْحُوشِيُّ + سَافًا، وَهُوَ مِنَ ٱلْمَوْلُودِينَ لِلرَّفَائِيِّينَ. +
١٩ ثُمَّ نَشِبَتْ أَيْضًا حَرْبٌ مَعَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ فِي جُوبَ، فَضَرَبَ أَلْحَانَانُ + بْنُ يَعْرِي أُرَجِيمَ ٱلْبَيْتَلَحْمِيُّ جُلْيَاتَ ٱلْجَتِّيَّ، ٱلَّذِي كَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ ٱلْحَائِكِ. +
٢٠ وَنَشِبَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جَتَّ، + حَيْثُ كَانَ هُنَالِكَ رَجُلٌ مَارِدٌ، لَهُ سِتُّ أَصَابِعَ فِي كُلٍّ مِنْ يَدَيْهِ وَسِتُّ أَصَابِعَ فِي كُلٍّ مِنْ قَدَمَيْهِ، عَدَدُهَا أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ، وَهُوَ أَيْضًا وُلِدَ لِلرَّفَائِيِّينَ. + ٢١ وَكَانَ يُعَيِّرُ + إِسْرَائِيلَ بِٱسْتِمْرَارٍ. فَضَرَبَهُ يُونَاثَانُ + بْنُ شِمْعِي، + أَخِي دَاوُدَ.
٢٢ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَرْبَعَةُ وُلِدُوا لِلرَّفَائِيِّينَ فِي جَتَّ، + وَسَقَطُوا بِيَدِ دَاوُدَ وَبِيَدِ خُدَّامِهِ. +
٢٢ وَكَلَّمَ دَاوُدُ يَهْوَهَ بِكَلَامِ هٰذِهِ ٱلتَّرْنِيمَةِ + يَوْمَ أَنْقَذَهُ يَهْوَهُ مِنْ قَبْضَةِ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ + وَمِنْ قَبْضَةِ شَاوُلَ، + ٢ وَقَالَ:
٣ إِلٰهِي صَخْرَتِي + بِهِ أَحْتَمِي،
تُرْسِي + وَقَرْنُ + خَلَاصِي وَحِصْنِي ٱلْمَنِيعُ. +
هُوَ مَلْجَإِي + وَمُخَلِّصِي. + مِنَ ٱلْعُنْفِ تُخَلِّصُنِي. +
٥ لِأَنَّ أَمْوَاجَ ٱلْمَوْتِ ٱلْمُتَكَسِّرَةَ ٱكْتَنَفَتْنِي. +
سُيُولُ مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِمْ رَوَّعَتْنِي. +
٧ فِي شِدَّتِي دَعَوْتُ يَهْوَهَ، +
وَإِلَى إِلٰهِي وَاصَلْتُ ٱلدُّعَاءَ. +
فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي، +
وَصُرَاخُ ٱسْتِغَاثَتِي بَلَغَ أُذُنَيْهِ. +
٨ فَٱرْتَجَّتِ ٱلْأَرْضُ وَتَزَلْزَلَتْ، +
أُسُسُ ٱلسَّمٰوَاتِ تَزَعْزَعَتْ، +
وَمِنْ غَضَبِهِ ٱهْتَزَّتْ. +
١٣ مِنَ ٱلضِّيَاءِ قُدَّامَهُ ٱتَّقَدَ جَمْرُ نَارٍ. +
١٦ فَظَهَرَتْ مَجَارِي ٱلْبَحْرِ، +
وَٱنْكَشَفَتْ أَسَاسَاتُ ٱلْمَعْمُورَةِ، +
مِنِ ٱنْتِهَارِ يَهْوَهَ، مِنْ نَفْخَةِ نَسَمَةِ أَنْفِهِ. +
٢٦ مَعَ ٱلْوَلِيِّ تَعْمَلُ بِوَلَاءٍ، +
مَعَ ٱلْجَبَّارِ ٱلَّذِي لَا عَيْبَ فِيهِ تَعْمَلُ بِلَا عَيْبٍ، +
٢٧ مَعَ ٱلطَّاهِرِ تَكُونُ طَاهِرًا، +
وَمَعَ ٱلْمُعْوَجِّ تَبْدُو مُلْتَوِيًا. +
٢٨ وَتُخَلِّصُ ٱلشَّعْبَ ٱلْمُتَوَاضِعَ، +
أَمَّا عَيْنَاكَ فَعَلَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ، لِتَضَعَهُمْ. +
٣١ اَللّٰهُ طَرِيقُهُ كَامِلٌ، +
قَوْلُ يَهْوَهَ مُمَحَّصٌ. +
تُرْسٌ هُوَ لِكُلِّ ٱلْمُحْتَمِينَ بِهِ. +
٣٣ اَللّٰهُ حِصْنِي ٱلْمَنِيعُ، +
وَيَجْعَلُ طَرِيقِي كَامِلًا، +
٣٤ يَجْعَلُ رِجْلَيَّ كَٱلْأَيَائِلِ، +
وَعَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ يَحْفَظُنِي قَائِمًا. +
٤٤ تُنَجِّينِي مِنِ ٱنْتِقَادَاتِ شَعْبِي. +
وَتَحْفَظُنِي رَأْسًا لِلْأُمَمِ. +
شَعْبٌ لَمْ أَعْرِفْهُ يَخْدُمُنِي. +
٤٨ اَللّٰهُ هُوَ ٱلْمُنْتَقِمُ لِي، +
وَٱلْمُحْدِرُ شُعُوبًا تَحْتِي، +
٤٩ وَٱلَّذِي يُخْرِجُنِي مِنْ بَيْنِ أَعْدَائِي. +
وَفَوْقَ ٱلْقَائِمِينَ عَلَيَّ تَرْفَعُنِي، +
مِنَ ٱلرَّجُلِ ٱلْعَنِيفِ تُنْقِذُنِي. +
٥١ اَلْمَانِحُ خَلَاصًا عَظِيمًا لِمَلِكِهِ +
وَٱلصَّانِعُ لُطْفًا حُبِّيًّا لِمَسِيحِهِ، +
لِدَاوُدَ وَلِنَسْلِهِ إِلَى ٱلدَّهْرِ». +
٢٣ هٰذِهِ هِيَ كَلِمَاتُ دَاوُدَ ٱلْأَخِيرَةُ: +
«كَلَامُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى، +
وَكَلَامُ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي رُفِعَ عَالِيًا، +
مَسِيحِ + إِلٰهِ يَعْقُوبَ،
وَمُرَنِّمِ + إِسْرَائِيلَ ٱلْحُلْوِ.
٣ قَالَ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ،
إِلَيَّ تَكَلَّمَ صَخْرَةُ إِسْرَائِيلَ: +
‹إِذَا حَكَمَ عَلَى ٱلْبَشَرِ بَارٌّ، +
وَحَكَمَ بِمَخَافَةِ ٱللّٰهِ، +
٤ يَكُونُ حُكْمُهُ كَنُورِ ٱلصَّبَاحِ عِنْدَ شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ، +
كَصَبَاحٍ لَا سُحُبَ فِيهِ.
مِنَ ٱلضِّيَاءِ وَٱلْمَطَرِ تُعْشِبُ ٱلْأَرْضُ›. +
٥ أَلَيْسَ هٰكَذَا بَيْتِي عِنْدَ ٱللّٰهِ؟ +
لِأَنَّهُ جَعَلَ لِي عَهْدًا إِلَى ٱلدَّهْرِ، +
مُتْقَنًا فِي كُلِّ شَيْءٍ وَمَحْفُوظًا. +
٦ أَمَّا ٱلَّذِينَ لَا خَيْرَ فِيهِمْ + فَكُلُّهُمْ كَٱلشَّوْكِ + يُطْرَحُونَ؛ +
لِأَنَّهُمْ لَا يُؤْخَذُونَ بِيَدٍ.
٧ وَٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَمَسُّهُمْ
يَتَسَلَّحُ بِحَدِيدٍ وَقَنَاةِ رُمْحٍ،
وَبِنَارٍ يَحْتَرِقُونَ ٱحْتِرَاقًا». +
٨ هٰذِهِ أَسْمَاءُ جَبَابِرَةِ + دَاوُدَ: يُوشَيْبَ بَشَّبَثُ + ٱلتَّحْكَمُونِيُّ، ٱلرَّأْسُ عَلَى ٱلثَّلَاثَةِ. هُوَ لَوَّحَ بِرُمْحِهِ عَلَى ثَمَانِي مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً. ٩ وَبَعْدَهُ أَلِعَازَارُ + بْنُ دُودُو + بْنِ أَخُوخِي، مِنَ ٱلْجَبَابِرَةِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَ دَاوُدَ حِينَ عَيَّرُوا ٱلْفِلِسْطِيِّينَ. فَقَدِ ٱجْتَمَعُوا هُنَاكَ لِلْحَرْبِ، فَتَرَاجَعَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ. + ١٠ فَقَامَ هُوَ وَظَلَّ يَضْرِبُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ حَتَّى كَلَّتْ يَدُهُ وَلَصِقَتْ يَدُهُ بِٱلسَّيْفِ، + فَصَنَعَ يَهْوَهُ خَلَاصًا عَظِيمًا فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، + وَأَمَّا ٱلشَّعْبُ فَرَجَعَ وَرَاءَهُ لِيَسْلُبُوا فَقَطِ ٱلَّذِينَ ضُرِبُوا. +
١١ وَبَعْدَهُ شَمَّةُ بْنُ أَجِي ٱلْهَرَارِيُّ. + وَٱجْتَمَعَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ فِي لَحْيَ، حَيْثُ كَانَتْ هُنَاكَ قِطْعَةُ حَقْلٍ مَمْلُوءَةٌ عَدَسًا، + فَهَرَبَ ٱلشَّعْبُ مِنْ أَمَامِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ. ١٢ لٰكِنَّهُ وَقَفَ فِي وَسَطِ ٱلْقِطْعَةِ وَأَنْقَذَهَا وَضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ، فَصَنَعَ يَهْوَهُ خَلَاصًا عَظِيمًا. +
١٣ وَنَزَلَ ثَلَاثَةٌ مِنَ ٱلثَّلَاثِينَ رَئِيسًا + وَأَتَوْا فِي ٱلْحَصَادِ إِلَى دَاوُدَ فِي مَغَارَةِ عَدُلَّامَ، + وَكَانَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ يُعَسْكِرُونَ فِي مَضَارِبَ فِي مُنْخَفَضِ وَادِي ٱلرَّفَائِيِّينَ. + ١٤ وَكَانَ دَاوُدُ حِينَئِذٍ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْحَصِينِ، + وَمَرْكَزُ طَلِيعَةِ + ٱلْفِلِسْطِيِّينَ فِي بَيْتَ لَحْمَ. ١٥ فَٱشْتَهَى دَاوُدُ وَقَالَ: «لَيْتَنِي أَشْرَبُ مَاءً مِنْ جُبِّ بَيْتَ لَحْمَ ٱلَّذِي عِنْدَ بَابِ ٱلْمَدِينَةِ!». + ١٦ فَٱقْتَحَمَ ٱلْجَبَابِرَةُ ٱلثَّلَاثَةُ مُعَسْكَرَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ وَٱسْتَقَوْا مَاءً مِنْ جُبِّ بَيْتَ لَحْمَ ٱلَّذِي عِنْدَ بَابِ ٱلْمَدِينَةِ، وَحَمَلُوهُ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى دَاوُدَ، + فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَهُ، بَلْ سَكَبَهُ + لِيَهْوَهَ. ١٧ وَقَالَ: «حَاشَا لِي + يَا يَهْوَهُ أَنْ أَفْعَلَ ذٰلِكَ! هَلْ أَشْرَبُ دَمَ + ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ خَاطَرُوا بِنُفُوسِهِمْ؟». فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَهُ.
هٰذَا مَا فَعَلَهُ ٱلْجَبَابِرَةُ ٱلثَّلَاثَةُ.
١٨ وَأَمَّا أَبِيشَايُ + أَخُو يُوآبَ بْنِ صَرُويَةَ، + فَكَانَ رَأْسًا عَلَى ٱلثَّلَاثِينَ، وَلَوَّحَ بِرُمْحِهِ عَلَى ثَلَاثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ، وَكَانَتْ لَهُ سُمْعَةٌ كَٱلثَّلَاثَةِ. + ١٩ وَكَانَ أَرْفَعَ مَكَانَةً مِنْ سَائِرِ ٱلثَّلَاثِينَ وَصَارَ رَئِيسًا لَهُمْ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى مَرْتَبَةِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلْأُوَلِ. +
٢٠ أَمَّا بَنَايَا + بْنُ يَهُويَادَاعَ، + ٱبْنُ رَجُلٍ بَاسِلٍ، كَثِيرُ ٱلْأَفْعَالِ فِي قَبْصِئِيلَ، + فَهُوَ ضَرَبَ ٱبْنَيْ أَرِيئِيلَ مِنْ مُوآبَ، وَهُوَ نَزَلَ وَضَرَبَ أَسَدًا + فِي وَسَطِ جُبٍّ فِي يَوْمٍ مُثْلِجٍ. + ٢١ وَهُوَ ٱلَّذِي ضَرَبَ ٱلرَّجُلَ ٱلْمِصْرِيَّ ٱلْمَارِدَ. + وَكَانَ فِي يَدِ ٱلْمِصْرِيِّ رُمْحٌ، إِلَّا أَنَّهُ نَزَلَ إِلَيْهِ بِعَصًا وَخَطِفَ ٱلرُّمْحَ مِنْ يَدِ ٱلْمِصْرِيِّ وَقَتَلَهُ بِرُمْحِهِ. + ٢٢ هٰذَا مَا فَعَلَهُ بَنَايَا + بْنُ يَهُويَادَاعَ، وَكَانَتْ لَهُ سُمْعَةٌ كَٱلْجَبَابِرَةِ ٱلثَّلَاثَةِ. + ٢٣ وَكَانَ أَرْفَعَ مَكَانَةً مِنَ ٱلثَّلَاثِينَ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى مَرْتَبَةِ ٱلثَّلَاثَةِ، فَجَعَلَهُ دَاوُدُ مِنْ حَرَسِهِ ٱلْخَاصِّ. +
٢٤ وَعَسَائِيلُ + أَخُو يُوآبَ كَانَ مِنَ ٱلثَّلَاثِينَ؛ وَأَلْحَانَانُ + بْنُ دُودُو مِنْ بَيْتَ لَحْمَ، ٢٥ وَشَمَّةُ + ٱلْحَرُودِيُّ، وَأَلِيقَا ٱلْحَرُودِيُّ، ٢٦ وَحَالَصُ + ٱلْفَلْطِيُّ، وَعِيرَا + بْنُ عِقِّيشَ + ٱلتَّقُوعِيِّ، ٢٧ وَأَبِيعَزَرُ + ٱلْعَنَاثُوثِيُّ، + وَمَبُونَايُ ٱلْحُوشِيُّ، + ٢٨ وَصَلْمُونُ ٱلْأَخُوخِيُّ، + وَمَهْرَايُ + ٱلنَّطُوفِيُّ، ٢٩ وَحَالَبُ + بْنُ بَعْنَةَ ٱلنَّطُوفِيِّ، وَإِتَّايُ + بْنُ رِيبَايَ مِنْ جِبْعَةِ بَنِي بِنْيَامِينَ، ٣٠ وَبَنَايَا + ٱلْفِرْعَتُونِيُّ، وَهِدَّايُ مِنْ أَوْدِيَةِ جَاعَشَ، + ٣١ وَأَبِيعَلْبُونُ ٱلْعَرَبَاتِيُّ، وَعَزْمُوتُ + ٱلْبَرْحُومِيُّ، ٣٢ وَأَلْيَحْبَا ٱلشَّعَلْبُونِيُّ، وَبَنُو يَاشَنَ، وَيُونَاثَانُ، + ٣٣ وَشَمَّةُ ٱلْهَرَارِيُّ، وَأَخِيَامُ + بْنُ شَارَارَ ٱلْهَرَارِيِّ، ٣٤ وَأَلِيفَالَطُ بْنُ أَحَسْبَايَ، ٱبْنُ ٱلْمَعْكَثِيِّ، وَأَلِيعَامُ بْنُ أَخِيتُوفَلَ + ٱلْجِيلُونِيِّ، ٣٥ وَحَصْرُو + ٱلْكَرْمَلِيُّ، وَفَعْرَايُ ٱلْأَرَابِيُّ، ٣٦ وَيَجْآلُ بْنُ نَاثَانَ + مِنْ صُوبَةَ، وَبَانِي ٱلْجَادِيُّ، ٣٧ وَصَالَقُ + ٱلْعَمُّونِيُّ، وَنَحْرَايُ ٱلْبَئِيرُوتِيُّ، حَامِلَا سِلَاحِ يُوآبَ بْنِ صَرُويَةَ، ٣٨ وَعِيرَا ٱلْيَثْرِيُّ، + وَجَارِبُ + ٱلْيَثْرِيُّ، ٣٩ وَأُورِيَّا + ٱلْحِثِّيُّ — سَبْعَةٌ وَثَلَاثُونَ فِي جُمْلَتِهِمْ.
٢٤ وَعَادَ + غَضَبُ يَهْوَهَ فَحَمِيَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، عِنْدَمَا حُرِّضَ دَاوُدُ عَلَيْهِمْ إِذْ قِيلَ لَهُ: «اِذْهَبْ وَأَحْصِ + إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا». ٢ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِيُوآبَ + رَئِيسِ ٱلْجَيْشِ ٱلَّذِي مَعَهُ: «طُفْ فِي جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرَ سَبْعَ، + وَٱصْنَعُوا ٱكْتِتَابًا لِلشَّعْبِ، + فَأَعْلَمَ يَقِينًا عَدَدَ ٱلشَّعْبِ». + ٣ فَقَالَ يُوآبُ لِلْمَلِكِ: «لِيَزِدْ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ ٱلشَّعْبَ أَمْثَالَهُمْ مِئَةَ مَرَّةٍ وَعَيْنَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ تَرَيَانِ ذٰلِكَ. وَلٰكِنْ لِمَاذَا سُرَّ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ بِهٰذَا ٱلْأَمْرِ؟». +
٤ فَغَلَبَ كَلَامُ ٱلْمَلِكِ + عَلَى يُوآبَ وَعَلَى رُؤَسَاءِ ٱلْجَيْشِ. فَخَرَجَ يُوآبُ وَرُؤَسَاءُ ٱلْجَيْشِ مِنْ أَمَامِ ٱلْمَلِكِ لِيَصْنَعُوا ٱكْتِتَابًا + لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ. ٥ ثُمَّ عَبَرُوا ٱلْأُرْدُنَّ وَعَسْكَرُوا فِي عَرُوعِيرَ + عَنْ يَمِينِ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي فِي وَسَطِ ٱلْوَادِي، وَذَهَبُوا بِٱتِّجَاهِ جَادٍ + وَيَعْزِيرَ. + ٦ ثُمَّ أَتَوْا إِلَى جِلْعَادَ + وَإِلَى أَرْضِ تَحْتِيمَ حُدْشِي وَتَوَجَّهُوا إِلَى دَانَ يَعَنَ وَٱسْتَدَارُوا إِلَى صَيْدُونَ. + ٧ ثُمَّ أَتَوْا إِلَى حِصْنِ صُورَ + وَكُلِّ مُدُنِ ٱلْحِوِّيِّينَ + وَٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَٱنْتَهَوْا إِلَى نَقَبِ + يَهُوذَا فِي بِئْرَ سَبْعَ. + ٨ وَطَافُوا فِي ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا وَأَتَوْا إِلَى أُورُشَلِيمَ عِنْدَ نِهَايَةِ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا. ٩ فَأَعْطَى يُوآبُ عَدَدَ ٱلْمُكْتَتِبِينَ + مِنَ ٱلشَّعْبِ لِلْمَلِكِ، وَكَانَ مَجْمُوعُ إِسْرَائِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ بَاسِلٍ مُسْتَلِّ سَيْفٍ، وَرِجَالُ يَهُوذَا خَمْسَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ. +
١٠ وَضَرَبَ دَاوُدَ قَلْبُهُ + بَعْدَمَا عَدَّ ٱلشَّعْبَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِيَهْوَهَ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ + جِدًّا فِي مَا فَعَلْتُ. وَٱلْآنَ يَا يَهْوَهُ، تَجَاوَزْ عَنْ ذَنْبِ خَادِمِكَ + لِأَنِّي ٱنْحَمَقْتُ جِدًّا». + ١١ وَلَمَّا قَامَ دَاوُدُ فِي ٱلصَّبَاحِ، كَانَ كَلَامُ يَهْوَهَ إِلَى جَادٍ + ٱلنَّبِيِّ، صَاحِبِ ٱلرُّؤَى + لَدَى دَاوُدَ، قَائِلًا: ١٢ «اِذْهَبْ وَقُلْ لِدَاوُدَ: ‹هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ: «إِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْكَ ثَلَاثَةَ أُمُورٍ. + فَٱخْتَرْ لِنَفْسِكَ وَاحِدًا مِنْهَا فَأَفْعَلَهُ بِكَ»›». + ١٣ فَأَتَى جَادٌ إِلَى دَاوُدَ وَأَخْبَرَهُ وَقَالَ لَهُ: + «أَتَأْتِي عَلَيْكَ سَبْعُ سِنِي مَجَاعَةٍ فِي أَرْضِكَ، + أَمْ تَهْرُبُ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ مِنْ أَمَامِ خُصُومِكَ + وَهُمْ يُطَارِدُونَكَ، أَمْ يَكُونُ وَبَأٌ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي أَرْضِكَ؟ + فَٱلْآنَ ٱعْرِفْ وَٱنْظُرْ مَاذَا أُجِيبُ مُرْسِلِي». ١٤ فَقَالَ دَاوُدُ لِجَادٍ: «قَدْ ضَاقَ بِي ٱلْأَمْرُ جِدًّا. فَلْنَقَعْ فِي يَدِ يَهْوَهَ، + لِأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ، + وَلَا أَقَعَ فِي يَدِ إِنْسَانٍ». +
١٥ فَجَعَلَ يَهْوَهُ وَبَأً + فِي إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ، فَمَاتَ مِنَ ٱلشَّعْبِ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرَ سَبْعَ + سَبْعُونَ أَلْفَ شَخْصٍ. + ١٦ وَمَدَّ ٱلْمَلَاكُ + يَدَهُ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِيُهْلِكَهَا، فَتَأَسَّفَ + يَهْوَهُ عَلَى ٱلْبَلِيَّةِ، وَقَالَ لِلْمَلَاكِ ٱلْمُهْلِكِ ٱلشَّعْبَ: «كَفَى! رُدَّ ٱلْآنَ يَدَكَ». وَكَانَ مَلَاكُ يَهْوَهَ عِنْدَ بَيْدَرِ أَرُونَةَ + ٱلْيَبُوسِيِّ. +
١٧ فَكَلَّمَ دَاوُدُ يَهْوَهَ عِنْدَمَا رَأَى ٱلْمَلَاكَ ٱلَّذِي كَانَ يَضْرِبُ ٱلشَّعْبَ، وَقَالَ: «أَنَا هُوَ ٱلَّذِي أَخْطَأَ وَأَنَا ٱلَّذِي أَذْنَبَ، وَأَمَّا هٰؤُلَاءِ ٱلْخِرَافُ + فَمَاذَا فَعَلُوا؟ فَلْتَكُنْ يَدُكَ عَلَيَّ + وَعَلَى بَيْتِ أَبِي».
١٨ فَجَاءَ جَادٌ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «اِصْعَدْ وَأَقِمْ لِيَهْوَهَ مَذْبَحًا فِي بَيْدَرِ أَرُونَةَ ٱلْيَبُوسِيِّ». + ١٩ فَصَعِدَ دَاوُدُ حَسَبَ كَلَامِ جَادٍ، بِحَسَبِ أَمْرِ يَهْوَهَ. + ٢٠ وَلَمَّا تَطَلَّعَ أَرُونَةُ وَرَأَى ٱلْمَلِكَ وَخُدَّامَهُ عَابِرِينَ إِلَيْهِ، خَرَجَ أَرُونَةُ وَسَجَدَ + لِلْمَلِكِ بِوَجْهِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. + ٢١ ثُمَّ قَالَ أَرُونَةُ: «لِمَاذَا جَاءَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ إِلَى خَادِمِهِ؟». فَقَالَ دَاوُدُ: «لِأَشْتَرِيَ + مِنْكَ ٱلْبَيْدَرَ حَتَّى أَبْنِيَ مَذْبَحًا لِيَهْوَهَ، فَتَكُفَّ ٱلضَّرْبَةُ + عَنِ ٱلشَّعْبِ». ٢٢ أَمَّا أَرُونَةُ فَقَالَ لِدَاوُدَ: «لِيَأْخُذْهُ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ + وَيُقَرِّبْ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ. هُوَذَا ٱلْبَقَرُ لِلْمُحْرَقَةِ وَٱلنَّوْرَجُ وَأَدَوَاتُ ٱلْبَقَرِ لِلْحَطَبِ. + ٢٣ هٰذَا كُلُّهُ، أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ، يُقَدِّمُهُ أَرُونَةُ لِلْمَلِكِ». وَقَالَ أَرُونَةُ لِلْمَلِكِ: «لِيَرْضَ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ عَنْكَ!». +
٢٤ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِأَرُونَةَ: «لَا، بَلْ سَأَشْتَرِيهِ مِنْكَ بِثَمَنٍ، + وَلَا أُقَرِّبُ لِيَهْوَهَ إِلٰهِي ذَبَائِحَ مُحْرَقَةٍ مَجَّانًا». + فَٱشْتَرَى + دَاوُدُ ٱلْبَيْدَرَ وَٱلْبَقَرَ بِخَمْسِينَ شَاقِلًا مِنَ ٱلْفِضَّةِ. ٢٥ وَبَنَى دَاوُدُ هُنَاكَ مَذْبَحًا + لِيَهْوَهَ وَقَرَّبَ ذَبَائِحَ مُحْرَقَةٍ وَذَبَائِحَ شَرِكَةٍ، فَٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ + مِنْ أَجْلِ ٱلْأَرْضِ، فَكَفَّتِ ٱلضَّرْبَةُ عَنْ إِسْرَائِيلَ.
انظر حاشية تك ٣:١٥.