إنجيلُ يُوحَنَّا
١ في البِدايَةِ كانَ الكَلِمَة، + والكَلِمَةُ كانَ عِندَ اللّٰه، + وكانَ الكَلِمَةُ إلهًا. *+ ٢ هو كانَ في البِدايَةِ عِندَ اللّٰه. ٣ وبِواسِطَتِهِ أتى كُلُّ شَيءٍ إلى الوُجود، + ولم يَأتِ أيُّ شَيءٍ إلى الوُجودِ بِواسِطَةِ غَيرِه.
ما أتى بِواسِطَتِهِ إلى الوُجودِ ٤ كانَ حَياة، والحَياةُ كانَت نورًا لِلنَّاس. + ٥ والنُّورُ يُضيءُ في الظَّلام، + لكنَّ الظَّلامَ لا يَقدِرُ علَيه.
٦ وكانَ هُناك رَجُلٌ مُرسَلٌ مِنَ اللّٰهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. + ٧ جاءَ هذا الرَّجُلُ لِيَكونَ شاهِدًا، لِيَشهَدَ عنِ النُّور، + كَي يُؤْمِنَ بِواسِطَتِهِ مُختَلَفُ النَّاس. ٨ لم يَكُنْ هوَ النُّور، + بل جاءَ لِيَشهَدَ عن ذلِكَ النُّور.
٩ فالنُّورُ الحَقيقِيُّ الَّذي يُنَوِّرُ مُختَلَفَ النَّاسِ كانَ سيَأتي قَريبًا إلى العالَم. + ١٠ لقد كانَ في العالَم، + والعالَمُ أتى إلى الوُجودِ بِواسِطَتِه، + لكنَّ العالَمَ لم يَعرِفْه. ١١ جاءَ إلى شَعبِه، لكنَّ شَعبَهُ لم يَقبَلوه. ١٢ أمَّا كُلُّ الَّذينَ قَبِلوه، فأعْطاهُمُ الحَقَّ أن يَصيروا أوْلادَ اللّٰهِ + لِأنَّهُم أظهَروا الإيمانَ بِاسْمِه. + ١٣ وهُم لم يولَدوا مِن بَشَرٍ * ولا بِمَشيئَةِ بَشَرٍ * ولا بِمَشيئَةِ رَجُل، بل وُلِدوا مِنَ اللّٰه. +
١٤ والكَلِمَةُ صارَ إنسانًا *+ وعاشَ بَينَنا. ورَأينا مَجدَه، مَجدًا كالَّذي يَنالُهُ الابْنُ * الوَحيدُ + مِن أبيه. وهو كانَ مَلآنًا بِالرِّضى الإلهِيِّ * والحَقّ. ١٥ (يُوحَنَّا شَهِدَ لهُ ونادى قائِلًا: «هذا هوَ الَّذي قُلتُ عنه: ‹الآتي وَرائي صارَ قُدَّامي، لِأنَّهُ كانَ مَوْجودًا قَبلي›».) + ١٦ فكُلُّنا نِلنا مِمَّا هو مَلآنٌ به، أي لُطفًا فائِقًا فَوقَ لُطفٍ فائِق. * ١٧ فالشَّريعَةُ أُعْطِيَت بِواسِطَةِ مُوسَى، + أمَّا اللُّطفُ الفائِقُ + والحَقُّ فأتَيا بِواسِطَةِ يَسُوع المَسِيح. + ١٨ اللّٰهُ لم يَرَهُ أحَدٌ أبَدًا؛ + الإلهُ المَوْلودُ الوَحيد، + الَّذي بِجانِبِ الآب، *+ هوَ الَّذي كَشَفَ عنه. +
١٩ وهذِه هيَ الشَّهادَةُ الَّتي أعْطاها يُوحَنَّا حينَ أرسَلَ إلَيهِ اليَهُودُ كَهَنَةً ولَاوِيِّينَ مِن أُورُشَلِيم لِيَسألوه: «مَن أنت؟». + ٢٠ فهو لم يُنكِر، بلِ اعتَرَفَ بِصَراحَةٍ وقال: «أنا لَستُ المَسِيح». ٢١ فسَألوه: «مَن أنتَ إذًا؟ إيلِيَّا؟». + أجاب: «لا». «هل أنتَ النَّبِيّ؟». + أجاب: «لا». ٢٢ فقالوا له: «مَن أنت؟ أَخبِرْنا كَي نُعْطِيَ جَوابًا لِلَّذينَ أرسَلونا. ماذا تَقولُ عن نَفْسِك؟». ٢٣ أجاب: «أنا صَوتُ إنسانٍ يُنادي في الصَّحراء: * ‹إجعَلوا طَريقَ يَهْوَه مُستَقيمَة›، + مِثلَما قالَ النَّبِيُّ إشَعْيَا». + ٢٤ وهؤُلاءِ المُرسَلونَ كانوا مِنَ الفَرِّيسِيِّين. ٢٥ فسَألوه: «إذا لم تَكُنِ المَسِيح ولا إيلِيَّا ولا النَّبِيّ، فلِماذا تُعَمِّد؟». ٢٦ أجابَهُم يُوحَنَّا: «أنا أُعَمِّدُ بِماء. ولكنْ يوجَدُ بَينَكُم مَن لا تَعرِفونَه، ٢٧ هوَ الَّذي يَأتي وَرائي، وأنا لا أستَحِقُّ أن أفُكَّ رِباطَ حِذائِه». + ٢٨ هذِهِ الأُمورُ حَصَلَت في بَيْت عَنْيَا شَرقَ نَهرِ الأُرْدُنّ، حَيثُ كانَ يُوحَنَّا يُعَمِّد. +
٢٩ وفي اليَومِ التَّالي، رَأى يُوحَنَّا يَسُوع آتِيًا صَوبَه. فقال: «هذا هو حَمَلُ + اللّٰهِ الَّذي يُزيلُ خَطِيَّةَ + العالَم. + ٣٠ هذا هوَ الَّذي قُلتُ عنه: ‹الرَّجُلُ الَّذي يَأتي وَرائي صارَ قُدَّامي، لِأنَّهُ كانَ مَوْجودًا قَبلي›. + ٣١ حتَّى أنا لم أكُنْ أعرِفُه، لكنِّي جِئتُ لِأُعَمِّدَ بِماءٍ كَي يَصيرَ مَعروفًا لِإسْرَائِيل». + ٣٢ وشَهِدَ يُوحَنَّا أيضًا وقال: «رَأيتُ الرُّوحَ نازِلًا مِثلَ حَمامَةٍ مِنَ السَّماء، وبَقِيَ الرُّوحُ علَيه. + ٣٣ حتَّى أنا لم أكُنْ أعرِفُه، لكنَّ الَّذي أرسَلَني لِأُعَمِّدَ بِماءٍ قالَ لي: ‹الَّذي تَرى الرُّوحَ يَنزِلُ ويَبْقى علَيه، + هوَ الَّذي يُعَمِّدُ بِروحٍ قُدُس›. + ٣٤ وأنا رَأيتُ ذلِك، وأشهَدُ أنَّهُ هوَ ابْنُ اللّٰه». +
٣٥ وفي اليَومِ التَّالي أيضًا، كانَ يُوحَنَّا واقِفًا معَ اثنَيْنِ مِن تَلاميذِه، ٣٦ فرَأى يَسُوع ماشِيًا وقال: «هذا هو حَمَلُ + اللّٰه». ٣٧ ولمَّا سَمِعَ التِّلميذانِ ما قالَه، تَبِعا يَسُوع. ٣٨ فنَظَرَ يَسُوع خَلفَهُ ورَآهُما يَتبَعانِه، فسَألَهُما: «ماذا تُريدان؟». فقالا له: «رَابِّي (الَّذي يَعْني: «يا مُعَلِّم»)، في أيِّ مَكانٍ تُقيم؟». ٣٩ أجابَهُما: «تَعالَيا معي وسَتَرَيان». فذَهَبا ورَأَيا أينَ يُقيم، وبَقِيا عِندَهُ ذلِكَ اليَوم. وكانَتِ السَّاعَةُ حَوالَيِ الرَّابِعَة بَعدَ الظُّهر. * ٤٠ وكانَ أَنْدرَاوُس، + أخو سِمْعَان بُطْرُس، واحِدًا مِنَ الاثنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعا ما قالَهُ يُوحَنَّا وتَبِعا يَسُوع. ٤١ فذَهَبَ فَوْرًا لِيَرى أخاهُ سِمْعَان، وقالَ له: «وَجَدنا المَسِيَّا» + (الَّذي يَعْني: «المَسِيح»). ٤٢ وأخَذَهُ إلى يَسُوع. فنَظَرَ إلَيهِ يَسُوع وقال: «أنتَ سِمْعَان + بْنُ يُوحَنَّا، وسَتُسَمَّى صَفَا» (الَّذي يُتَرجَمُ إلى «بُطْرُس»). +
٤٣ وفي اليَومِ التَّالي، أرادَ يَسُوع أن يَذهَبَ إلى الجَلِيل. فوَجَدَ فِيلِبُّس + وقالَ له: «إتبَعْني». ٤٤ وكانَ فِيلِبُّس مِن بَيْت صَيْدَا، مَدينَةِ أَنْدرَاوُس وبُطْرُس. ٤٥ ووَجَدَ فِيلِبُّس نَثْنَائِيل + وقالَ له: «وَجَدنا الَّذي كَتَبَ عنهُ مُوسَى في الشَّريعَةِ والَّذي كَتَبَ عنهُ الأنبِياء: يَسُوع ابْنَ يُوسُف + مِنَ النَّاصِرَة». ٤٦ لكنَّ نَثْنَائِيل قالَ له: «هل يُمكِنُ أن يَطلَعَ مِنَ النَّاصِرَة شَيءٌ صالِح؟». فقالَ لهُ فِيلِبُّس: «تَعالَ وانظُر». ٤٧ ورَأى يَسُوع نَثْنَائِيل آتِيًا صَوبَه، فقالَ عنه: «هذا إسْرَائِيلِيٌّ أصيلٌ لا غِشَّ فيه». + ٤٨ فقالَ لهُ نَثْنَائِيل: «مِن أينَ تَعرِفُني؟». أجابَهُ يَسُوع: «رَأيتُكَ تَحتَ التِّينَةِ قَبلَ أن يُنادِيَكَ فِيلِبُّس». ٤٩ قالَ لهُ نَثْنَائِيل: «يا مُعَلِّم، * أنتَ ابْنُ اللّٰه، أنتَ مَلِكُ إسْرَائِيل!». + ٥٠ أجابَهُ يَسُوع: «هل آمَنتَ لِأنِّي قُلتُ لكَ إنِّي رَأيتُكَ تَحتَ التِّينَة؟ ستَرى أُمورًا أعظَمَ بَعد». ٥١ ثُمَّ قالَ له: «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: ستَرَوْنَ السَّماءَ مَفتوحَةً ومَلائِكَةَ اللّٰهِ يَصعَدونَ ويَنزِلونَ عِندَ ابْنِ الإنسان». +
٢ وفي اليَومِ الثَّالِث، كانَ هُناك وَليمَةُ عُرسٍ في قَانَا الجَلِيل، وكانَت أُمُّ يَسُوع مَوْجودَة. ٢ ودُعِيَ يَسُوع وتَلاميذُهُ أيضًا إلى وَليمَةِ العُرس.
٣ وعِندَما لم يَعُدْ هُناك كَمِّيَّةٌ كافِيَة مِنَ النَّبيذ، قالَت أُمُّ يَسُوع له: «لم يَبْقَ عِندَهُم نَبيذ». ٤ لكنَّ يَسُوع قالَ لها: «يا امرَأة، ما دَخلُنا أنا وأنتِ بِذلِك؟ * لم يَأتِ وَقتي * بَعد». ٥ فقالَت أُمُّهُ لِلخَدَم: «إعمَلوا كُلَّ ما يَقولُهُ لكُم». ٦ وكانَ يوجَدُ سِتُّ جَرَّاتٍ حَجَرِيَّة لِلاغتِسال، مِثلَما تَتَطَلَّبُ قَواعِدُ التَّطهيرِ عِندَ اليَهُود. + وكُلُّ جَرَّةٍ تَسَعُ كَيلَتَيْنِ أو ثَلاثًا. * ٧ فقالَ لهُم يَسُوع: «إملَأوا الجَرَّاتِ بِالماء». فمَلَأوها إلى فَوق. ٨ ثُمَّ قالَ لهُم: «خُذوا مِنها وأَعْطوا المُشرِفَ على الوَليمَة». ففَعَلوا ذلِك. ٩ فذاقَ المُشرِفُ على الوَليمَةِ الماءَ الَّذي تَحَوَّلَ إلى نَبيذ، ولم يَكُنْ يَعرِفُ مِن أينَ أتى النَّبيذ (مع أنَّ الخَدَمَ الَّذينَ أخَذوا مِنَ الماءِ كانوا يَعرِفون). فنادى العَريسَ ١٠ وقالَ له: «الكُلُّ يُقَدِّمونَ النَّبيذَ الجَيِّدَ في الأوَّل. وحينَ يَسكَرُ النَّاس، يُقَدِّمونَ النَّوعِيَّةَ الأدْنى. أمَّا أنتَ فتَرَكتَ النَّبيذَ الجَيِّدَ إلى الآن». ١١ هذِه هي أوَّلُ عَجيبَةٍ * عَمِلَها يَسُوع، وكانَت في قَانَا الجَلِيل. فهو أظهَرَ مَجدَه، + فآمَنَ بهِ تَلاميذُه.
١٢ بَعدَ ذلِك، نَزَلَ هو وأُمُّهُ وإخوَتُهُ + وتَلاميذُهُ إلى كَفَرْنَاحُوم. + لكنَّهُم بَقوا هُناك أيَّامًا قَليلَة.
١٣ وكانَ فِصحُ + اليَهُودِ قَريبًا، فصَعِدَ يَسُوع إلى أُورُشَلِيم. ١٤ ووَجَدَ في الهَيكَلِ أشخاصًا يَبيعونَ البَقَرَ والخِرافَ والحَمام، + ورَأى الصَّرَّافينَ يَجلِسونَ عِندَ طاوِلاتِهِم. ١٥ فصَنَعَ كرباجًا مِن حِبال، وطَرَدَهُم كُلَّهُم مِنَ الهَيكَلِ مع خِرافِهِم وبَقَرِهِم، وكَبَّ نُقودَ الصَّرَّافينَ وقَلَبَ طاوِلاتِهِم. + ١٦ وقالَ لِبائِعي الحَمام: «خُذوا هذِه مِن هُنا! بَيتُ أبي لَيسَ سوقًا * لِلتِّجارَة!». + ١٧ فتَذَكَّرَ تَلاميذُهُ أنَّهُ مَكتوب: «الغيرَةُ على بَيتِكَ ستَأكُلُني». +
١٨ فأجابَهُ اليَهُود: «أعْطِنا عَلامَةً + تُثبِتُ أنَّ مِن حَقِّكَ أن تَفعَلَ هذا». ١٩ أجابَهُم يَسُوع: «إهدِموا هذا الهَيكَل، وأنا سأُقيمُهُ في ثَلاثَةِ أيَّام». + ٢٠ فقالَ اليَهُود: «بُنِيَ هذا الهَيكَلُ في ٤٦ سَنَة، وأنتَ ستُقيمُهُ في ثَلاثَةِ أيَّام؟». ٢١ لكنَّهُ كانَ يَقصِدُ بِالهَيكَلِ جَسَدَه. + ٢٢ فلمَّا أُقيمَ مِنَ المَوت، تَذَكَّرَ تَلاميذُهُ أنَّهُ كانَ يَقولُ هذا، + فآمَنوا بِالأسفارِ المُقَدَّسَة وبِما قالَهُ يَسُوع.
٢٣ ولمَّا كانَ في أُورُشَلِيم في عيدِ الفِصح، آمَنَ كَثيرونَ بِاسْمِهِ عِندَما رَأَوُا العَجائِبَ * الَّتي كانَ يَعمَلُها. ٢٤ لكنَّ يَسُوع لم يَثِقْ بهِم كامِلًا، لِأنَّهُ كانَ يَعرِفُهُم كُلَّهُم ٢٥ ولِأنَّهُ لم يَكُنْ يَحتاجُ أن يُخبِرَهُ أحَدٌ عنِ البَشَر، فهو كانَ يَعرِفُ ما في قَلبِ البَشَر. +
٣ وكانَ هُناك رَجُلٌ فَرِّيسِيٌّ ورَئيسٌ لِليَهُودِ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوس. + ٢ هذا الرَّجُلُ جاءَ عِندَ يَسُوع في اللَّيلِ + وقالَ له: «يا مُعَلِّم، *+ نَحنُ نَعرِفُ أنَّ اللّٰهَ أرسَلَكَ كمُعَلِّم. فلا أحَدَ يَقدِرُ أن يَعمَلَ العَجائِبَ *+ الَّتي تَعمَلُها إلَّا إذا كانَ اللّٰهُ معه». + ٣ أجابَهُ يَسُوع: «صِدقًا صِدقًا أقولُ لك: لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَرى مَملَكَةَ اللّٰهِ إلَّا إذا وُلِدَ مَرَّةً ثانِيَة». *+ ٤ فقالَ لهُ نِيقُودِيمُوس: «كَيفَ يَقدِرُ إنسانٌ أن يولَدَ وهو كَبيرٌ في العُمر؟ هل يَقدِرُ أن يَدخُلَ إلى رَحِمِ أُمِّهِ ويولَدَ مَرَّةً ثانِيَة؟». ٥ أجابَ يَسُوع: «صِدقًا صِدقًا أقولُ لك: لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَدخُلَ إلى مَملَكَةِ اللّٰهِ إلَّا إذا وُلِدَ مِنَ الماءِ + والرُّوح. + ٦ فما يولَدُ مِنَ الجَسَدِ هو جَسَد، وما يولَدُ مِنَ الرُّوحِ هو روح. ٧ لا تَستَغرِبْ أنِّي قُلتُ لك: يَجِبُ أن تولَدوا مَرَّةً ثانِيَة. ٨ فالرِّيحُ تَهُبُّ أينَما تُريدُ وأنتَ تَسمَعُ صَوتَها، لكنَّكَ لا تَعرِفُ مِن أينَ تَأتي ولا إلى أينَ تَذهَب. هذِه هي حالَةُ كُلِّ مَن يولَدُ مِنَ الرُّوح». +
٩ أجابَهُ نِيقُودِيمُوس: «كَيفَ يُمكِنُ أن يَحصُلَ هذا؟». ١٠ فقالَ لهُ يَسُوع: «أنتَ مُعَلِّمٌ في إسْرَائِيل ولا تَعرِفُ هذِهِ الأُمور؟ ١١ صِدقًا صِدقًا أقولُ لك: نَحنُ نَتَكَلَّمُ بِما نَعرِفُهُ ونَشهَدُ عن ما رَأيناه، لكنَّكُم لا تَقبَلونَ شَهادَتَنا. ١٢ أخبَرتُكُم عن أُمورٍ أرضِيَّة وما زِلتُم لا تُصَدِّقون، فكَيفَ ستُصَدِّقونَ إذا أخبَرتُكُم عن أُمورٍ سَماوِيَّة؟! ١٣ فلا أحَدَ صَعِدَ إلى السَّماءِ + إلَّا الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء، + أيِ ابْنُ الإنسان. ١٤ ومِثلَما رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في الصَّحراء، + هكَذا يَجِبُ أن يُرفَعَ ابْنُ الإنسان، + ١٥ كَي يَحصُلَ كُلُّ مَن يُؤْمِنُ بهِ على حَياةٍ أبَدِيَّة. +
١٦ «فاللّٰهُ أحَبَّ العالَمَ كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّهُ قَدَّمَ الابْن، مَوْلودَهُ الوَحيد، + لِكَي لا يَهلَكَ كُلُّ مَن يُظهِرُ الإيمانَ به، بل يَنالُ حَياةً أبَدِيَّة. + ١٧ فاللّٰهُ لم يُرسِلِ ابْنَهُ إلى العالَمِ لِيُحاكِمَ العالَم، بل لِيَخلُصَ العالَمُ بِواسِطَتِه. + ١٨ فالَّذي يُظهِرُ الإيمانَ بهِ لا يُحكَمُ علَيه. + أمَّا الَّذي لا يُظهِرُ الإيمانَ فقد حُكِمَ علَيهِ مِنَ الآن، لِأنَّهُ لم يُظهِرِ الإيمانَ بِاسْمِ الابْن، مَوْلودِ اللّٰهِ الوَحيد. + ١٩ وهذا هوَ الأساسُ لِلحِساب: جاءَ النُّورُ إلى العالَم، + لكنَّ النَّاسَ أحَبُّوا الظَّلامَ بَدَلَ النُّورِ لِأنَّ أعمالَهُم كانَت شِرِّيرَة. ٢٠ فالَّذي يَعمَلُ أُمورًا سَيِّئَة يَكرَهُ النُّورَ ولا يَأتي إلى النُّور، لِكَي لا تَنفَضِحَ * أعمالُه. ٢١ أمَّا الَّذي يَعمَلُ ما هو صَحيحٌ فيَأتي إلى النُّور، + لِكَي يَظهَرَ بِوُضوحٍ أنَّ أعمالَهُ تَنسَجِمُ مع مَشيئَةِ اللّٰه».
٢٢ بَعدَ ذلِك، ذَهَبَ يَسُوع وتَلاميذُهُ إلى ريفِ اليَهُودِيَّة، وقَضى معهُم هُناك فَترَةً مِنَ الوَقتِ وكانَ يُعَمِّد. + ٢٣ ويُوحَنَّا أيضًا كانَ يُعَمِّدُ في عَيْن نُون قُربَ سَالِيم، لِأنَّ المِياهَ هُناك كانَت كَثيرَة. + وظَلَّ النَّاسُ يَأتونَ إلَيهِ ويَعتَمِدون. + ٢٤ ففي ذلِكَ الوَقت، لم يَكُنْ يُوحَنَّا قد سُجِنَ بَعد. +
٢٥ وتَجادَلَ تَلاميذُ يُوحَنَّا مع شَخصٍ يَهُودِيٍّ بِخُصوصِ مَسألَةِ التَّطهير. ٢٦ فجاؤُوا إلى يُوحَنَّا وقالوا له: «يا مُعَلِّم، * الرَّجُلُ الَّذي كانَ معكَ شَرقَ نَهرِ الأُرْدُنّ والَّذي شَهِدتَ عنه، + إنَّهُ الآنَ يُعَمِّدُ وكُلُّ النَّاسِ يَذهَبونَ إلَيه». ٢٧ فأجابَ يُوحَنَّا: «لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَأخُذَ شَيئًا إلَّا إذا أُعْطِيَ لهُ مِنَ السَّماء. ٢٨ أنتُم أنفُسُكُم شُهودٌ أنِّي قُلت: ‹أنا لَستُ المَسِيح، + بل أنا أُرسِلتُ قُدَّامَه›. + ٢٩ الَّذي لهُ العَروسُ هوَ العَريس. + أمَّا صَديقُ العَريسِ فحينَ يَقِفُ قُربَ العَريسِ ويَسمَعُهُ يَتَكَلَّم، يَفرَحُ كَثيرًا بِسَماعِ صَوتِه. إذًا فَرَحي قدِ اكتَمَل. ٣٠ هو يَجِبُ أن يَزيد، وأنا يَجِبُ أن أنقُص».
٣١ الَّذي يَأتي مِن فَوق + هو فَوقَ الكُلّ. أمَّا الَّذي مِنَ الأرضِ فيَتَكَلَّمُ عنِ الأُمورِ الأرضِيَّة لِأنَّهُ أرضِيّ. الَّذي يَأتي مِنَ السَّماءِ هو فَوقَ الكُلّ. + ٣٢ وهو يَشهَدُ عن ما رَآهُ وسَمِعَه، + ولكنْ لا أحَدَ يَقبَلُ شَهادَتَه. + ٣٣ ومَن يَقبَلُ شَهادَتَهُ يُؤَكِّدُ * أنَّ اللّٰهَ صادِق. + ٣٤ فالَّذي أرسَلَهُ اللّٰهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلامِ اللّٰه، + لِأنَّ اللّٰهَ لا يَبخَلُ بِإعطاءِ الرُّوح. * ٣٥ الآبُ يُحِبُّ الابْن، + ووَضَعَ كُلَّ شَيءٍ بَينَ يَدَيْه. + ٣٦ والَّذي يُظهِرُ الإيمانَ بِالابْنِ لهُ حَياةٌ أبَدِيَّة، + أمَّا الَّذي لا يُطيعُ الابْنَ فلن يَرى تِلكَ الحَياة، + بل سيَظَلُّ اللّٰهُ غاضِبًا مِنه. +
٤ وعَرَفَ الرَّبُّ أنَّ الفَرِّيسِيِّينَ سَمِعوا أنَّهُ * يَجمَعُ تَلاميذَ أكثَرَ مِن يُوحَنَّا ويُعَمِّدُ + أكثَرَ مِنه ٢ (مع أنَّ يَسُوع لم يَكُنْ هوَ الَّذي يُعَمِّدُ بل تَلاميذُه). ٣ فتَرَكَ اليَهُودِيَّة ورَجَعَ إلى الجَلِيل. ٤ ولكنْ كانَ علَيهِ أن يَمُرَّ في السَّامِرَة. ٥ فأتى إلى مَدينَةٍ سَامِرِيَّة اسْمُها «سُوخَار»، وهي قُربَ الحَقلِ الَّذي أعْطاهُ يَعْقُوب لِابْنِهِ يُوسُف. + ٦ وكانَ بِئرُ يَعْقُوب هُناك. + فجَلَسَ يَسُوع عِندَ البِئرِ * لِأنَّهُ تَعِبَ مِنَ الرِّحلَة. وكانَتِ السَّاعَةُ حَوالَيِ الـ ١٢ ظُهرًا. *
٧ وجاءَتِ امرَأةٌ سَامِرِيَّة لِتَأخُذَ ماءً مِنَ البِئر. فقالَ لها يَسُوع: «أعْطيني لِأشرَب». ٨ (وكانَ تَلاميذُهُ قد ذَهَبوا إلى المَدينَةِ لِيَشتَروا طَعامًا.) ٩ فقالَت لهُ المَرأةُ السَّامِرِيَّة: «كَيفَ تَطلُبُ مِنِّي أن أُعْطِيَكَ لِتَشرَب، وأنتَ يَهُودِيٌّ وأنا امرَأةٌ سَامِرِيَّة؟». (فاليَهُودُ لا يَتَعامَلونَ معَ السَّامِرِيِّين.) + ١٠ أجابَها يَسُوع: «لو كُنتِ تَعرِفينَ ما هيَ الهَدِيَّةُ الَّتي يُعْطيها اللّٰهُ مَجَّانًا + ومَن هوَ الَّذي يَقولُ لكِ: ‹أعْطيني لِأشرَب›، كُنتِ أنتِ طَلَبتِ مِنهُ ماءً وكانَ أعْطاكِ ماءً حَيًّا». + ١١ قالَت له: «يا سَيِّد، لَيسَ معكَ دَلْوٌ لِتَأخُذَ ماءً، والبِئرُ عَميق. فمِن أينَ لكَ هذا الماءُ الحَيّ؟ ١٢ هل أنتَ أعظَمُ مِن أبينا يَعْقُوب، الَّذي أعْطانا البِئرَ وشَرِبَ مِنهُ هو وأبناؤُهُ وماشِيَتُه؟». ١٣ أجابَها يَسُوع: «كُلُّ مَن يَشرَبُ مِن هذا الماءِ سيَعطَشُ مِن جَديد. ١٤ أمَّا مَن يَشرَبُ مِنَ الماءِ الَّذي أُعْطيهِ أنا له، فلن يَعطَشَ أبَدًا. + فالماءُ الَّذي أُعْطيهِ لهُ سيَصيرُ في داخِلِهِ نَبعَ ماءٍ يَفيضُ ويُعْطي حَياةً أبَدِيَّة». + ١٥ فقالَت لهُ المَرأة: «يا سَيِّد، أعْطِني هذا الماءَ كَي لا أعطَشَ ولا أظَلَّ آتي إلى هُنا لِآخُذَ ماء».
١٦ قالَ لها: «إذهَبي ونادي زَوجَكِ وارجِعي إلى هُنا». ١٧ أجابَتِ المَرأة: «لَيسَ لَدَيَّ زَوج». قالَ لها يَسُوع: «معكِ حَقٌّ أن تَقولي: ‹لَيسَ لَدَيَّ زَوج›. ١٨ فقد تَزَوَّجتِ خَمسَةَ رِجال، والَّذي تَعيشينَ معهُ الآنَ لَيسَ زَوجَكِ. ما قُلتِهِ صَحيح». ١٩ قالَت لهُ المَرأة: «يا سَيِّد، يَبْدو أنَّكَ نَبِيّ. + ٢٠ آباؤُنا عَبَدوا اللّٰهَ على هذا الجَبَل. ولكنْ أنتُم تَقولونَ إنَّ النَّاسَ يَجِبُ أن يَعبُدوهُ في أُورُشَلِيم». + ٢١ أجابَها يَسُوع: «صَدِّقيني يا امرَأة، سيَأتي وَقتٌ لن تَعبُدوا فيهِ الآبَ لا على هذا الجَبَلِ ولا في أُورُشَلِيم. ٢٢ أنتُم لا تَعرِفونَ ما تَعبُدون، + ونَحنُ نَعرِفُ ما نَعبُد، لِأنَّ الخَلاصَ يَأتي * مِنَ اليَهُود. + ٢٣ ولكنْ سيَأتي وَقت، وقد أتى الآن، حينَ يَعبُدُ العُبَّادُ الحَقيقِيُّونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ. فالآبُ يُفَتِّشُ عن أشخاصٍ كهؤُلاء لِيَعبُدوه. + ٢٤ اللّٰهُ روح، + والَّذينَ يَعبُدونَهُ يَجِبُ أن يَعبُدوهُ بِالرُّوحِ والحَقّ». + ٢٥ قالَت لهُ المَرأة: «أنا أعرِفُ أنَّ المَسِيَّا، الَّذي يُدْعى المَسِيح، سيَأتي. وحينَ يَأتي سيَشرَحُ لنا كُلَّ شَيء». ٢٦ قالَ لها يَسُوع: «إنَّهُ أنا، أنا الَّذي أتَكَلَّمُ معكِ». +
٢٧ عِندَئِذٍ وَصَلَ تَلاميذُهُ وتَفاجَأوا لِأنَّهُ يَتَكَلَّمُ معَ امرَأة. ولكنْ لم يَسألْهُ أحَد: «ماذا تُريدُ مِنها؟» أو «لِماذا تَتَكَلَّمُ معها؟». ٢٨ فتَرَكَتِ المَرأةُ جَرَّتَها وذَهَبَت إلى المَدينَةِ وقالَت لِلنَّاس: ٢٩ «تَعالَوْا وانظُروا! هُناك رَجُلٌ أخبَرَني كُلَّ ما فَعَلتُه. هل هوَ المَسِيح يا تُرى؟». ٣٠ فخَرَجَ النَّاسُ مِنَ المَدينَةِ وذَهَبوا إلَيه.
٣١ خِلالَ هذا الوَقت، كانَ التَّلاميذُ يَتَرَجَّوْنَهُ قائِلين: «يا مُعَلِّم، *+ كُل». ٣٢ لكنَّهُ أجابَهُم: «لَدَيَّ طَعامٌ لِآكُلَهُ أنتُم لا تَعرِفونَ ما هو». ٣٣ فقالَ التَّلاميذُ بَعضُهُم لِبَعض: «هل جَلَبَ لهُ أحَدٌ شَيئًا لِيَأكُل؟». ٣٤ قالَ لهُم يَسُوع: «طَعامي هو أن أعمَلَ مَشيئَةَ الَّذي أرسَلَني + وأُنهِيَ عَمَلَه. + ٣٥ ألَا تَقولونَ في هذا الوَقت: بَعدَ أربَعَةِ أشهُرٍ يَأتي الحَصاد؟ ولكنْ أنا أقولُ لكُم: تَطَلَّعوا وانظُروا إلى الحُقولِ كَيفَ ابيَضَّت وصارَت جاهِزَةً لِلحَصاد. + ٣٦ والَّذي يَحصُدُ بَدَأ يَأخُذُ أُجرَتَهُ ويَجمَعُ ثَمَرًا لِلحَياةِ الأبَدِيَّة. وهكَذا يَفرَحُ الزَّارِعُ والحاصِدُ معًا. + ٣٧ ففي هذِهِ الحالَة، يَصدُقُ المَثَلُ الَّذي يَقول: واحِدٌ يَزرَعُ وآخَرُ يَحصُد. ٣٨ أنا أرسَلتُكُم لِتَحصُدوا ما لم تَتعَبوا فيه. غَيرُكُم تَعِبوا، وأنتُم جَمَعتُم ثَمَرَ تَعَبِهِم».
٣٩ وآمَنَ بهِ سَامِرِيُّونَ كَثيرونَ مِن تِلكَ المَدينَةِ بِسَبَبِ كَلامِ المَرأةِ الَّتي شَهِدَت وقالَت: «أخبَرَني كُلَّ ما فَعَلتُه». + ٤٠ لِذلِك لمَّا جاءَ إلَيهِ السَّامِرِيُّون، طَلَبوا مِنهُ أن يَبْقى عِندَهُم، فبَقِيَ هُناك يَومَيْن. ٤١ فآمَنَ عَدَدٌ أكبَرُ بِكَثيرٍ لمَّا سَمِعوا كَلامَه. ٤٢ وقالوا لِلمَرأة: «نَحنُ نُؤْمِنُ الآن، لا بِسَبَبِ كَلامِكِ فَقَط، بل لِأنَّنا سَمِعناهُ بِأنفُسِنا، وقد عَرَفنا أنَّ هذا الرَّجُلَ هو فِعلًا مُخَلِّصُ العالَم». +
٤٣ وبَعدَ هذَيْنِ اليَومَيْن، راحَ يَسُوع مِن هُناك إلى الجَلِيل، ٤٤ مع أنَّهُ هو بِنَفْسِهِ قالَ إنَّ النَّبِيَّ لَيسَ مُكَرَّمًا في مَوْطِنِه. + ٤٥ ولمَّا وَصَلَ إلى الجَلِيل، استَقبَلَهُ الجَلِيلِيُّونَ لِأنَّهُم كانوا قد ذَهَبوا إلى العيدِ في أُورُشَلِيم + ورَأَوْا كُلَّ ما فَعَلَهُ خِلالَ العيد. +
٤٦ وأتى مَرَّةً أُخْرى إلى قَانَا الجَلِيل، حَيثُ حَوَّلَ الماءَ إلى نَبيذ. + وكانَ في كَفَرْنَاحُوم مُوَظَّفٌ يَعمَلُ عِندَ المَلِكِ ابْنُهُ مَريض. ٤٧ ولمَّا سَمِعَ أنَّ يَسُوع جاءَ مِنَ اليَهُودِيَّة إلى الجَلِيل، ذَهَبَ إلَيهِ وطَلَبَ مِنهُ أن يَنزِلَ ويَشْفِيَ ابْنَهُ الَّذي كانَ على وَشْكِ أن يَموت. ٤٨ لكنَّ يَسُوع قالَ له: «أنتُم لن تُؤْمِنوا أبَدًا إلَّا إذا رَأيتُم عَجائِبَ وعَلامات». + ٤٩ فقالَ لهُ مُوَظَّفُ المَلِك: «يا سَيِّد، انزِلْ معي قَبلَ أن يَموتَ ابْني الصَّغير». ٥٠ أجابَهُ يَسُوع: «إذهَب، ابْنُكَ حَيّ». + فآمَنَ الرَّجُلُ بِما قالَهُ لهُ يَسُوع وذَهَب. ٥١ وفيما هو في الطَّريق، لاقاهُ عَبيدُهُ لِيَقولوا لهُ إنَّ حالَةَ ابْنِهِ صارَت أفضَل. * ٥٢ فسَألَهُم في أيِّ ساعَةٍ تَحَسَّنَت حالَتُه. فأجابوه: «البارِحَةَ عِندَ السَّاعَةِ الواحِدَة بَعدَ الظُّهرِ * زالَت عنهُ الحُمَّى». ٥٣ فعَرَفَ الأبُ أنَّها نَفْسُ السَّاعَةِ الَّتي قالَ لهُ فيها يَسُوع: «إبْنُكَ حَيّ». + فآمَنَ هو وكُلُّ أهلِ بَيتِه. ٥٤ هذِه هي ثاني عَجيبَةٍ *+ عَمِلَها يَسُوع حينَ جاءَ مِنَ اليَهُودِيَّة إلى الجَلِيل.
٥ بَعدَ ذلِك، كانَ هُناك عيدٌ + لِليَهُود. فطَلَعَ يَسُوع إلى أُورُشَلِيم. ٢ وفي أُورُشَلِيم عِندَ بابِ الخِراف، + كانَت توجَدُ بِركَةٌ تُسَمَّى بِالعِبْرَانِيَّة بَيْت زَاثَا، لها خَمسَةُ مَمَرَّاتٍ * وتُحيطُ بها أعمِدَة. ٣ وكانَ في هذِهِ المَمَرَّاتِ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ المَرْضى والعُميِ والعُرجِ والَّذينَ لَدَيهِم أعضاءٌ مَشلولَة. * ٤ — ٥ وكانَ هُناك رَجُلٌ مَريضٌ مُنذُ ٣٨ سَنَة. ٦ فرَآهُ يَسُوع مُمَدَّدًا على الأرض، وكانَ يَعرِفُ أنَّهُ مَريضٌ مُنذُ وَقتٍ طَويل. فقالَ له: «هل تُريدُ أن تُشْفى؟». + ٧ أجابَهُ المَريض: «يا سَيِّد، لَيسَ لَدَيَّ أحَدٌ يُنزِلُني إلى البِركَةِ عِندَما تَتَحَرَّكُ المِياه. وكُلَّما آتي لِأنزِل، يَسبِقُني شَخصٌ آخَر». ٨ فقالَ لهُ يَسُوع: «قُمْ واحمِلْ فِراشَكَ وامْشِ». + ٩ فشُفِيَ الرَّجُلُ فَوْرًا، وحَمَلَ فِراشَهُ وبَدَأ يَمْشي.
وحَدَثَ ذلِك يَومَ السَّبت. ١٠ فقالَ اليَهُودُ لِلرَّجُلِ الَّذي شُفِيَ: «اليَومَ هوَ السَّبت، ولا يَجوزُ أن تَحمِلَ فِراشَك». + ١١ لكنَّهُ أجابَهُم: «الَّذي شَفاني هو قالَ لي: ‹إحمِلْ فِراشَكَ وامْشِ›». ١٢ فسَألوه: «مَن هوَ الَّذي قالَ لك: ‹إحمِلْ فِراشَكَ وامْشِ›؟». ١٣ لكنَّ الرَّجُلَ لم يَكُنْ يَعرِفُ مَن شَفاه. فيَسُوع كانَ قدِ اختَفى بَينَ الجُموعِ المَوْجودَة هُناك.
١٤ بَعدَ ذلِك، وَجَدَهُ يَسُوع في الهَيكَلِ وقالَ له: «أنتَ شُفيت. لا تُخطِئْ بَعدَ الآنَ كَي لا يَحدُثَ لكَ ما هو أسوَأ». ١٥ فذَهَبَ الرَّجُلُ عِندَ اليَهُودِ وأخبَرَهُم أنَّ يَسُوع هوَ الَّذي شَفاه. ١٦ ولِأنَّ يَسُوع كانَ يَعمَلُ هذِهِ الأُمورَ يَومَ السَّبت، اضطَهَدَهُ اليَهُود. ١٧ لكنَّهُ أجابَهُم: «أبي لا يَزالُ يَعمَلُ حتَّى الآن، وأنا أيضًا لا أزالُ أعمَل». + ١٨ لِهذا السَّبَب، زادَ إصرارُ اليَهُودِ أن يَقتُلوه. فهو بِنَظَرِهِم لم يَكُنْ يَكسِرُ شَريعَةَ السَّبتِ فَقَط، بل أيضًا يُساوي نَفْسَهُ بِاللّٰهِ + لِأنَّهُ كانَ يَدْعو اللّٰهَ أباه. +
١٩ فأجابَهُم يَسُوع: «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: لا يَقدِرُ الابْنُ أن يَعمَلَ أيَّ شَيءٍ مِن عِندِه، بل يَعمَلُ فَقَط ما يَرى أنَّ الآبَ يَعمَلُه. + فكُلُّ ما يَعمَلُهُ الآب، يَعمَلُهُ الابْنُ أيضًا بِنَفْسِ الطَّريقَة. ٢٠ فالآبُ يُحِبُّ الابْنَ + ويُريهِ كُلَّ ما يَعمَلُه، وسَيُريهِ أعمالًا أعظَمَ مِن هذِه كَي تَندَهِشوا. + ٢١ فمِثلَما يُقيمُ الآبُ الأمواتَ ويُعْطيهِمِ الحَياة، + الابْنُ أيضًا يُعْطي الحَياةَ لِمَن يُريد. + ٢٢ فالآبُ لا يُحاكِمُ أحَدًا، بل سَلَّمَ كُلَّ الحِسابِ لِلابْن، + ٢٣ لِكَي يُكرِمَ الجَميعُ الابْنَ مِثلَما يُكرِمونَ الآب. فمَن لا يُكرِمُ الابْنَ لا يُكرِمُ الآبَ الَّذي أرسَلَه. + ٢٤ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: الَّذي يَسمَعُ كَلامي ويُؤْمِنُ بِالَّذي أرسَلَني لهُ حَياةٌ أبَدِيَّة، + وهو لا يُحاكَمُ بل يَكونُ قدِ انتَقَلَ مِنَ المَوتِ إلى الحَياة. +
٢٥ «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: سيَأتي وَقت، وقد أتى الآن، حينَ يَسمَعُ الأمواتُ صَوتَ ابْنِ اللّٰه، والَّذينَ يَسمَعونَ لهُ يَعيشون. ٢٦ فمِثلَما أنَّ الآبَ لهُ حَياةٌ في داخِلِه، *+ أعْطى الابْنَ أيضًا أن تَكونَ لهُ حَياةٌ في داخِلِه. + ٢٧ وأعْطاهُ سُلطَةً أن يُحاكِمَ + لِأنَّهُ ابْنُ الإنسان. + ٢٨ لا تَتَفاجَأوا مِن ذلِك، فسَيَأتي وَقتٌ يَسمَعُ فيهِ كُلُّ الَّذينَ في القُبورِ * صَوتَهُ + ٢٩ فيَخرُجون: الَّذينَ عَمِلوا ما هو صالِحٌ ستَكونُ قِيامَتُهُم إلى الحَياة، والَّذينَ عَمِلوا ما هو سَيِّئٌ ستَكونُ قِيامَتُهُم إلى الحِساب. + ٣٠ أنا لا أقدِرُ أن أعمَلَ أيَّ شَيءٍ مِن عِندي. فأنا أُحاسِبُ على أساسِ ما يَقولُهُ لي الآب، ومُحاسَبَتي عادِلَة + لِأنِّي لا أسْعى أن أعمَلَ ما أُريدُهُ أنا بل ما يُريدُهُ الَّذي أرسَلَني. +
٣١ «إذا كُنتُ أنا وَحْدي أُعْطي شَهادَةً عن نَفْسي، فشَهادَتي لَيسَت صَحيحَة. + ٣٢ ولكنْ هُناك مَن يَشهَدُ عنِّي أيضًا، وأنا أعرِفُ أنَّ شَهادَتَهُ عنِّي صَحيحَة. + ٣٣ أنتُم أرسَلتُم أشخاصًا إلى يُوحَنَّا، وهو أعْطى شَهادَةً صادِقَة. + ٣٤ لكنِّي لا أتَّكِلُ على شَهادَةِ إنسان، بل أنا أقولُ هذِهِ الأُمورَ لِتَخلُصوا أنتُم. ٣٥ ذلِكَ الرَّجُلُ كانَ سِراجًا مُشتَعِلًا ومُضيئًا، وأنتُم رَغِبتُم لِفَترَةٍ مِنَ الوَقتِ أن تَفرَحوا بِنورِه. + ٣٦ أمَّا أنا فلَدَيَّ شَهادَةٌ أعظَمُ مِن شَهادَةِ يُوحَنَّا، لِأنَّ الأعمالَ الَّتي عَيَّنَها لي أبي كَي أُنجِزَها، الأعمالَ الَّتي أعمَلُها الآن، هي تَشهَدُ أنَّ الآبَ أرسَلَني. + ٣٧ والآبُ الَّذي أرسَلَني هو نَفْسُهُ شَهِدَ لي. + أنتُم لم تَسمَعوا صَوتَهُ أبَدًا ولا رَأيتُم وَجهَه، + ٣٨ ولا تُبْقونَ كَلِمَتَهُ في قُلوبِكُم، لِأنَّكُم لا تُؤْمِنونَ بِالَّذي أرسَلَه.
٣٩ «أنتُم تَبحَثونَ في الأسفارِ المُقَدَّسَة + لِأنَّكُم تَظُنُّونَ أنَّهُ مِن خِلالِها ستَنالونَ حَياةً أبَدِيَّة، وهذِهِ الأسفارُ هي نَفْسُها تَشهَدُ لي. + ٤٠ مع ذلِك، لا تُريدونَ أن تَأتوا إلَيَّ + لِتَنالوا هذِهِ الحَياة. ٤١ أنا لا أقبَلُ مَجدًا مِنَ النَّاس. ٤٢ أمَّا أنتُم فأعرِفُ جَيِّدًا أنَّ مَحَبَّةَ اللّٰهِ لَيسَت في قُلوبِكُم. ٤٣ أنا جِئتُ بِاسْمِ أبي، لكنَّكُم لا تَقبَلونَني. إذا جاءَ شَخصٌ آخَرُ بِاسْمِهِ هو، تَقبَلونَه. ٤٤ كَيفَ ستُؤْمِنونَ بي وأنتُم تَقبَلونَ المَجدَ بَعضُكُم مِن بَعضٍ ولا تَسْعَوْنَ وَراءَ المَجدِ الَّذي يَأتي مِنَ الإلهِ الوَحيد؟ + ٤٥ لا تَظُنُّوا أنِّي سأشْكوكُم إلى الآب. فهُناك مَن يَشْكوكُم، وهو مُوسَى + الَّذي تَضَعونَ أمَلَكُم فيه. ٤٦ وفي الواقِع، لَو صَدَّقتُم مُوسَى، كُنتُم صَدَّقتُموني لِأنَّهُ كَتَبَ عنِّي. + ٤٧ ولكنْ إذا كُنتُم لا تُصَدِّقونَ كِتاباتِه، فكَيفَ ستُصَدِّقونَ كَلامي؟».
٦ بَعدَ ذلِك، عَبَرَ يَسُوع بُحَيرَةَ الجَلِيل، أو بُحَيرَةَ طَبَرِيَّة. + ٢ فتَبِعَتهُ جُموعٌ كَثيرَة + لِأنَّهُم رَأَوُا العَجائِبَ * الَّتي عَمِلَها فيما كانَ يَشْفي المَرْضى. + ٣ فصَعِدَ يَسُوع مع تَلاميذِهِ على جَبَلٍ وجَلَسوا هُناك. ٤ وكانَ الفِصح، + عيدُ اليَهُود، قَريبًا. ٥ ولمَّا تَطَلَّعَ يَسُوع ورَأى جُموعًا كَثيرَة آتِيَةً إلَيه، قالَ لِفِيلِبُّس: «مِن أينَ سنَشتَري خُبزًا لِيَأكُلَ هؤُلاءِ النَّاس؟». + ٦ وقالَ ذلِك كَي يَمتَحِنَ فِيلِبُّس. فهو كانَ يَعرِفُ ماذا سيَفعَلُ بَعدَ قَليل. ٧ فأجابَهُ فِيلِبُّس: «حتَّى لَوِ اشتَرَينا خُبزًا بـ ٢٠٠ دينار، فلن يَكْفِيَ لِيَحصُلَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم ولَو على قِطعَةٍ صَغيرَة». ٨ فقالَ لهُ واحِدٌ مِن تَلاميذِه، وهو أَنْدرَاوُس أخو سِمْعَان بُطْرُس: ٩ «يوجَدُ هُنا صَبِيٌّ صَغيرٌ معهُ خَمسَةُ أرغِفَةٍ مِن شَعيرٍ وسَمَكَتانِ صَغيرَتان. ولكنْ كَيفَ ستَكْفي هذِه لِكُلِّ هؤُلاءِ النَّاس؟». +
١٠ أجابَ يَسُوع: «أُطلُبوا مِنَ النَّاسِ أن يَجلِسوا». وكانَ في ذلِكَ المَكانِ عُشبٌ كَثير. فجَلَسَ النَّاس، وكانَ عَدَدُ الرِّجالِ ٠٠٠,٥ تَقريبًا. + ١١ فأخَذَ يَسُوع الخُبز، وشَكَر، ثُمَّ وَزَّعَهُ على الجالِسينَ هُناك. وفَعَلَ نَفْسَ الشَّيءِ بِالسَّمَكَتَيْنِ الصَّغيرَتَيْن. فأكَلوا قَدْرَ ما أرادوا. ١٢ ولمَّا شَبِعوا، قالَ لِتَلاميذِه: «إجمَعوا ما تَبَقَّى مِن قِطَعِ الخُبزِ لِكَي لا يَذهَبَ أيُّ شَيءٍ هَدرًا». ١٣ فجَمَعوها ومَلَأوا ١٢ سَلَّةً مِن قِطَعِ الخُبزِ الَّتي فَضَلَت عنِ الَّذينَ أكَلوا مِن أرغِفَةِ الشَّعيرِ الخَمسَة.
١٤ ولمَّا رَأى النَّاسُ العَجيبَةَ * الَّتي عَمِلَها، صاروا يَقولون: «هذا فِعلًا النَّبِيُّ الآتي إلى العالَم». + ١٥ وعَرَفَ يَسُوع أنَّهُم على وَشْكِ أن يَأتوا ويَجعَلوهُ مَلِكًا بِالقُوَّة، فابتَعَدَ + ورَجَعَ إلى الجَبَلِ وَحْدَه. +
١٦ ولمَّا صارَ المَساء، نَزَلَ تَلاميذُهُ إلى البُحَيرَة، + ١٧ وصَعِدوا إلى مَركَبٍ وانطَلَقوا لِيَعبُروا إلى كَفَرْنَاحُوم. وجاءَ اللَّيلُ ولم يَكُنْ يَسُوع قد أتى إلَيهِم بَعد. + ١٨ وهَبَّت رِياحٌ قَوِيَّة فهاجَتِ المِياه. + ١٩ وبَعدَما كانوا قد جَذَّفوا خَمسَةَ أو سِتَّةَ كيلومِتراتٍ تَقريبًا، * رَأَوْا يَسُوع يَمْشي على البُحَيرَةِ ويَقتَرِبُ مِنَ المَركَب، فخافوا. ٢٠ لكنَّهُ قالَ لهُم: «هذا أنا، لا تَخافوا!». + ٢١ عِندَئِذٍ قَبِلوا أن يُصعِدوهُ إلى المَركَب. وبَعدَ وَقتٍ قَصير، وَصَلَ المَركَبُ إلى المَكانِ الَّذي كانوا ذاهِبينَ إلَيه. +
٢٢ وفي اليَومِ التَّالي، رَأتِ الجُموعُ الَّتي بَقِيَت على الضِّفَّةِ الأُخْرى مِنَ البُحَيرَةِ أنَّهُ لا يوجَدُ مَركَبٌ هُناك. فقد كانَ يوجَدُ مَركَبٌ صَغيرٌ لكنَّ يَسُوع لم يَصعَدْ إلَيهِ مع تَلاميذِه، فهُم ذَهَبوا وَحْدَهُم. ٢٣ ووَصَلَت مَراكِبُ مِن طَبَرِيَّة وتَوَقَّفَت قُربَ المَكانِ الَّذي أكَلوا فيهِ الخُبزَ بَعدَما قَدَّمَ الرَّبُّ الشُّكر. ٢٤ فلمَّا رَأتِ الجُموعُ أنَّهُ لا يَسُوع ولا تَلاميذُهُ هُناك، صَعِدوا إلى المَراكِبِ وراحوا إلى كَفَرْنَاحُوم لِيُفَتِّشوا عنه.
٢٥ ولمَّا وَجَدوهُ في الجِهَةِ الأُخْرى مِنَ البُحَيرَة، سَألوه: «يا مُعَلِّم، *+ متى وَصَلتَ إلى هُنا؟». ٢٦ أجابَهُم يَسُوع: «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: أنتُم لا تُفَتِّشونَ عنِّي لِأنَّكُم رَأيتُم عَجائِب، * بل لِأنَّكُم أكَلتُم مِنَ الخُبزِ وشَبِعتُم. + ٢٧ لا تَعمَلوا مِن أجْلِ الطَّعامِ الَّذي يَفسُد، بل مِن أجْلِ الطَّعامِ الَّذي يَدومُ ويُعْطي حَياةً أبَدِيَّة + والَّذي سيُعْطيكُم إيَّاهُ ابْنُ الإنسان. فهو مَن وَضَعَ علَيهِ الآب، اللّٰهُ نَفْسُه، خَتمًا يُظهِرُ رِضاه». +
٢٨ فسَألوه: «ما هيَ الأعمالُ الَّتي يَطلُبُها اللّٰهُ مِنَّا؟». ٢٩ أجابَهُم يَسُوع: «هذا هوَ العَمَلُ الَّذي يَطلُبُهُ اللّٰه: أن تُظهِروا الإيمانَ بِالَّذي أرسَلَه». + ٣٠ فقالوا له: «أيُّ عَجيبَةٍ *+ ستَعمَلُها لِنَراها ونُؤْمِنَ بك؟ ماذا ستَفعَل؟ ٣١ آباؤُنا أكَلوا المَنَّ في الصَّحراء، + مِثلَما هو مَكتوب: ‹أعْطاهُم خُبزًا مِنَ السَّماءِ لِيَأكُلوا›». + ٣٢ أجابَهُم يَسُوع: «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: مُوسَى لم يُعْطِكُمُ الخُبزَ الحَقيقِيَّ مِنَ السَّماء، لكنَّ أبي يُعْطيكُمُ الآنَ الخُبزَ الحَقيقِيَّ مِنَ السَّماء. ٣٣ فخُبزُ اللّٰهِ هوَ الَّذي يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ ويُعْطي الحَياةَ لِلعالَم». ٣٤ فقالوا له: «يا سَيِّد، أعْطِنا دائِمًا مِن هذا الخُبز».
٣٥ قالَ لهُم يَسُوع: «أنا هو خُبزُ الحَياة. مَن يَأتي إلَيَّ لن يَجوعَ أبَدًا، ومَن يُظهِرُ الإيمانَ بي لن يَعطَشَ أبَدًا. + ٣٦ ولكنْ مِثلَما قُلتُ لكُم: أنتُم رَأيتُموني ومع ذلِك لا تُؤْمِنون. + ٣٧ كُلُّ الَّذينَ يُعْطيني إيَّاهُمُ الآبُ سيَأتونَ إلَيَّ، والَّذي يَأتي إلَيَّ لن أُبعِدَهُ أبَدًا. + ٣٨ فأنا لم أنزِلْ مِنَ السَّماءِ + لِأعمَلَ ما أُريدُهُ أنا، بل ما يُريدُهُ الَّذي أرسَلَني. + ٣٩ وما يُريدُهُ الَّذي أرسَلَني هو أن لا أخسَرَ أحَدًا مِن كُلِّ الَّذينَ أعْطاني إيَّاهُم، بل أن أُقيمَهُم + في اليَومِ الأخير. ٤٠ فهذا ما يُريدُهُ أبي: أنَّ كُلَّ مَن يَقبَلُ الابْنَ ويُظهِرُ الإيمانَ بهِ يَنالُ حَياةً أبَدِيَّة، + وأنا سأُقيمُهُ + في اليَومِ الأخير».
٤١ فصارَ اليَهُودُ يَتَشَكَّوْنَ مِنهُ لِأنَّهُ قال: «أنا الخُبزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء». + ٤٢ وقالوا: «ألَيسَ هذا هو يَسُوع ابْنَ يُوسُف، الَّذي نَعرِفُ أباهُ وأُمَّه؟ + فكَيفَ يَقولُ الآن: ‹أنا نَزَلتُ مِنَ السَّماء›؟». ٤٣ أجابَهُم يَسُوع: «تَوَقَّفوا عنِ التَّشَكِّي في ما بَينَكُم. ٤٤ لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَأتِيَ إلَيَّ إلَّا إذا جَذَبَهُ الآبُ الَّذي أرسَلَني، + وأنا سأُقيمُهُ في اليَومِ الأخير. + ٤٥ مَكتوبٌ في كِتاباتِ الأنبِياء: ‹سيَكونونَ كُلُّهُم مُتَعَلِّمينَ مِن يَهْوَه›. + فكُلُّ مَن يَسمَعُ لِلآبِ ويَتَعَلَّمُ مِنهُ يَأتي إلَيَّ. ٤٦ لا يَعْني ذلِك أنَّ أحَدًا رَأى الآب؛ + فالَّذي أتى مِن عِندِ اللّٰهِ هوَ الوَحيدُ الَّذي رَأى الآب. + ٤٧ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: مَن يُؤْمِنُ سيَنالُ حَياةً أبَدِيَّة. +
٤٨ «أنا هو خُبزُ الحَياة. + ٤٩ آباؤُكُم أكَلوا المَنَّ في الصَّحراءِ ومع ذلِك ماتوا. + ٥٠ ولكنْ كُلُّ مَن يَأكُلُ مِنَ الخُبزِ النَّازِلِ مِنَ السَّماءِ لن يَموت. ٥١ أنا هوَ الخُبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء. إذا أكَلَ أحَدٌ مِن هذا الخُبزِ فسَيَعيشُ إلى الأبَد. وفي الواقِع، الخُبزُ الَّذي سأُعْطيهِ هو جَسَدي مِن أجْلِ أن يَحْيا العالَم». +
٥٢ فبَدَأَ اليَهُودُ يَتَجادَلونَ قائِلين: «كَيفَ يَقدِرُ هذا الرَّجُلُ أن يُعْطِيَنا جَسَدَهُ لِنَأكُلَه؟». ٥٣ أجابَهُم يَسُوع: «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: إذا لم تَأكُلوا جَسَدَ ابْنِ الإنسانِ وتَشرَبوا دَمَه، فلن تَكونَ لكُم حَياةٌ في داخِلِكُم. + ٥٤ مَن يَأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي يَنالُ حَياةً أبَدِيَّة، وأنا سأُقيمُهُ + في اليَومِ الأخير. ٥٥ فجَسَدي هوَ الطَّعامُ الحَقيقِيّ، ودَمي هوَ الشَّرابُ الحَقيقِيّ. ٥٦ مَن يَأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي يَبْقى في اتِّحادٍ بي، وأنا أبْقى في اتِّحادٍ به. + ٥٧ ومِثلَما أنِّي أعيشُ بِفَضلِ الآبِ الحَيِّ الَّذي أرسَلَني، مَن يَأكُلُ جَسَدي يَعيشُ هو أيضًا بِفَضلي. + ٥٨ هذا هوَ الخُبزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء. وهو لَيسَ مِثلَ الخُبزِ الَّذي أكَلَهُ آباؤُكُم ومع ذلِك ماتوا. فمَن يَأكُلُ هذا الخُبزَ يَعيشُ إلى الأبَد». + ٥٩ قالَ يَسُوع هذا الكَلامَ وهو يُعَلِّمُ في مَجمَعٍ * في كَفَرْنَاحُوم.
٦٠ ولمَّا سَمِعَ كَثيرونَ مِن تَلاميذِهِ ذلِك، قالوا: «هذا الكَلامُ فَظيع. مَن يَقدِرُ أن يَتَحَمَّلَه؟». ٦١ وعَرَفَ يَسُوع أنَّ تَلاميذَهُ يَتَشَكَّوْنَ بِسَبَبِ كَلامِه، فقالَ لهُم: «هل يَصدِمُكُم * هذا الكَلام؟ ٦٢ ماذا تَفعَلونَ إذًا لَو رَأيتُمُ ابْنَ الإنسانِ يَصعَدُ إلى المَكانِ الَّذي كانَ فيهِ مِن قَبل؟ + ٦٣ الرُّوحُ هوَ الَّذي يُعْطي الحَياة؛ + الجَسَدُ لا يَنفَعُ أبَدًا. الكَلامُ الَّذي قُلتُهُ لكُم هو روحٌ وهو حَياة. + ٦٤ ولكنْ يوجَدُ بَينَكُم أشخاصٌ لا يُؤْمِنون». فيَسُوع كانَ يَعرِفُ مِنَ البِدايَةِ مَنِ الَّذينَ لم يُؤْمِنوا ومَنِ الَّذي سيَخونُه. + ٦٥ ثُمَّ قال: «لِذلِك قُلتُ لكُم: لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَأتِيَ إلَيَّ إلَّا إذا سَمَحَ لهُ الآبُ أن يَأتي». +
٦٦ نَتيجَةَ ذلِك، رَجَعَ كَثيرونَ مِن تَلاميذِهِ إلى الأُمورِ الَّتي تَرَكوها + وما عادوا يُرافِقونَه. ٦٧ فقالَ يَسُوع لِلاثنَيْ عَشَر: «وأنتُم، هل تُريدونَ أن تَذهَبوا أيضًا؟». ٦٨ أجابَهُ سِمْعَان بُطْرُس: «يا رَبّ، إلى مَن سنَذهَبُ + وعِندَكَ كَلامُ الحَياةِ الأبَدِيَّة؟ + ٦٩ نَحنُ آمَنَّا وعَرَفنا أنَّكَ قُدُّوسُ اللّٰه». + ٧٠ أجابَهُم يَسُوع: «أنا اختَرتُكُم أنتُمُ الاثنَيْ عَشَر، + ومع ذلِك واحِدٌ مِنكُم هو مُفتَرٍ». *+ ٧١ وكانَ في الواقِعِ يَتَكَلَّمُ عن يَهُوذَا بْنِ سِمْعَان الإسْخَرْيُوطِيّ. فهو كانَ سيَخونُهُ مع أنَّهُ مِنَ الاثنَيْ عَشَر. +
٧ بَعدَ ذلِك، ظَلَّ يَسُوع يَتَنَقَّلُ * في الجَلِيل. فهو لم يُرِدْ أن يَتَنَقَّلَ في اليَهُودِيَّة لِأنَّ اليَهُودَ كانوا يُفَتِّشونَ عن فُرصَةٍ لِيَقتُلوه. + ٢ وكانَ عيدُ الخِيامِ *+ اليَهُودِيُّ قَريبًا. ٣ فقالَ لهُ إخوَتُه: + «أُترُكْ هذا المَكانَ واذهَبْ إلى اليَهُودِيَّة، لِكَي يَرى تَلاميذُكَ الأعمالَ الَّتي تَعمَلُها. ٤ فلا أحَدَ يَعمَلُ شَيئًا في السِّرِّ إذا أرادَ أن يَكونَ مَعروفًا بَينَ النَّاس. فبِما أنَّكَ تَعمَلُ هذِهِ الأُمور، فأَظهِرْ نَفْسَكَ لِلعالَم». ٥ فإخوَتُهُ في الواقِعِ لم يَكونوا يُؤْمِنونَ به. + ٦ عِندَئِذٍ قالَ لهُم يَسُوع: «لم يَأتِ وَقتي بَعد، + أمَّا أنتُم فالوَقتُ مُناسِبٌ لكُم دائِمًا. ٧ لَيسَ لَدى العالَمِ سَبَبٌ لِيَكرَهَكُم، لكنَّهُ يَكرَهُني لِأنِّي أشهَدُ أنَّ أعمالَهُ شِرِّيرَة. + ٨ إصعَدوا أنتُم إلى العيد. أنا لن أصعَدَ الآنَ إلى هذا العيدِ لِأنَّ وَقتي لم يَأتِ بَعد». + ٩ قالَ لهُم ذلِك وبَقِيَ في الجَلِيل.
١٠ ولكنْ بَعدَما صَعِدَ إخوَتُهُ إلى العيدِ صَعِدَ هو أيضًا، لَيسَ عَلَنًا بل في السِّرّ. ١١ وبَدَأَ اليَهُودُ يُفَتِّشونَ عنهُ في العيدِ ويَقولون: «أينَ ذلِكَ الرَّجُل؟». ١٢ وكانَتِ الجُموعُ تَتَوَشوَشُ علَيهِ كَثيرًا. البَعضُ قالوا: «إنَّهُ رَجُلٌ صالِح». وقالَ آخَرون: «لا، بل هو يُضَلِّلُ النَّاس». + ١٣ ولكنْ لم يَتَكَلَّمْ عنهُ أحَدٌ في العَلَنِ خَوفًا مِنَ اليَهُود. +
١٤ وبَعدَما مَرَّت نِصفُ أيَّامِ العيد، طَلَعَ يَسُوع إلى الهَيكَلِ وبَدَأ يُعَلِّم. ١٥ فتَعَجَّبَ اليَهُودُ وقالوا: «مِن أينَ لِهذا الرَّجُلِ المَعرِفَةُ عنِ الأسفارِ المُقَدَّسَة *+ وهو لم يَتَعَلَّمْ في المَدارِس؟». *+ ١٦ فأجابَهُم يَسُوع: «ما أُعَلِّمُهُ لَيسَ مِنِّي، بل مِنَ الَّذي أرسَلَني. + ١٧ إذا أرادَ أحَدٌ أن يَفعَلَ ما يُريدُهُ اللّٰه، فسَيَعرِفُ هل تَعليمي مِنَ اللّٰهِ + أو أنِّي أتَكَلَّمُ مِن عِندي. ١٨ فمَن يَتَكَلَّمُ مِن عِندِهِ يَطلُبُ المَجدَ لِنَفْسِه، أمَّا مَن يُريدُ أن يَجلُبَ المَجدَ لِلَّذي أرسَلَه، + فهو صادِقٌ ولا غِشَّ فيه. ١٩ ألَمْ يُعْطِكُم مُوسَى الشَّريعَة؟ + ولكنْ ولا واحِدٌ مِنكُم يُطيعُها. لِماذا تُريدونَ أن تَقتُلوني؟». + ٢٠ أجابَهُ النَّاس: «أنتَ فيكَ شَيْطَان. مَن يُريدُ أن يَقتُلَك؟». ٢١ قالَ لهُم يَسُوع: «عَمِلتُ عَمَلًا واحِدًا فتَفاجَأتُم كُلُّكُم. ٢٢ لِذلِك فَكِّروا في هذا: أعْطاكُم مُوسَى وَصِيَّةَ الخِتان، + مع أنَّها لَيسَت مِن مُوسَى بل مِنَ الآباء، + وأنتُم تَختِنونَ الذُّكورَ حتَّى في يَومِ السَّبت. ٢٣ فإذا كُنتُم تَختِنونَ في السَّبتِ كَي لا تَكسِروا شَريعَةَ مُوسَى، فلِماذا تَغضَبونَ مِنِّي كُلَّ هذا الغَضَبِ لِأنِّي شَفَيتُ بِالكامِلِ إنسانًا في السَّبت؟ + ٢٤ لا * تَحكُموا على أحَدٍ على أساسِ المَظهَرِ الخارِجِيّ، بلِ احكُموا بِعَدل». +
٢٥ فقالَ بَعضُ سُكَّانِ أُورُشَلِيم: «ألَيسَ هذا هوَ الرَّجُلَ الَّذي يُريدونَ أن يَقتُلوه؟ + ٢٦ أُنظُروا، إنَّهُ يَتَكَلَّمُ في العَلَنِ وهُم لا يَقولونَ لهُ شَيئًا. هل تَأكَّدَ الرُّؤَساءُ يا تُرى أنَّهُ المَسِيح؟ ٢٧ ولكنْ نَحنُ نَعرِفُ مِن أينَ هذا الرَّجُل. + أمَّا حينَ يَأتي المَسِيح، فلن يَعرِفَ أحَدٌ مِن أينَ هو». ٢٨ فرَفَعَ يَسُوع صَوتَهُ فيما كانَ يُعَلِّمُ في الهَيكَلِ وقال: «أنتُم تَعرِفونَني وتَعرِفونَ مِن أينَ أنا. وأنا لم أُرسِلْ نَفْسي، + فالَّذي أرسَلَني هو حَقيقِيٌّ وأنتُم لا تَعرِفونَه. + ٢٩ أنا أعرِفُهُ + لِأنِّي مُمَثِّلٌ عنه، وهوَ الَّذي أرسَلَني». ٣٠ فحاوَلوا أن يَقبِضوا علَيه، + ولكنْ لم يُمسِكْهُ أحَدٌ لِأنَّ ساعَتَهُ لم تَكُنْ قد أتَت بَعد. + ٣١ لكنَّ كَثيرينَ مِن بَينِ الجُموعِ آمَنوا بهِ + وقالوا: «حينَ يَأتي المَسِيح، هل سيَعمَلُ عَجائِبَ * أكثَرَ مِمَّا عَمِلَ هذا الرَّجُل؟!».
٣٢ وسَمِعَ الفَرِّيسِيُّونَ الجُموعَ تَتَوَشوَشُ علَيهِ بِهذا الكَلام، فأرسَلَ كِبارُ الكَهَنَةِ والفَرِّيسِيُّونَ حُرَّاسًا لِيَقبِضوا علَيه. ٣٣ فقالَ يَسُوع لِلنَّاس: «سأبْقى معكُم فَترَةً قَصيرَة بَعد، ثُمَّ أذهَبُ إلى الَّذي أرسَلَني. + ٣٤ ستُفَتِّشونَ عنِّي ولن تَجِدوني، والمكانُ الَّذي سأكونُ فيهِ لا تَقدِرونَ أن تَأتوا إلَيه». + ٣٥ فقالَ اليَهُودُ في ما بَينَهُم: «إلى أينَ يَنْوي هذا الرَّجُلُ أن يَذهَبَ حتَّى لا نَجِدَه؟ هل سيَذهَبُ إلى اليَهُودِ المُتَفَرِّقينَ بَينَ اليُونَانِيِّينَ ويُعَلِّمُ اليُونَانِيِّين؟ ٣٦ ماذا قَصَدَ حينَ قال: ‹ستُفَتِّشونَ عنِّي ولن تَجِدوني، والمَكانُ الَّذي سأكونُ فيهِ لا تَقدِرونَ أن تَأتوا إلَيه›؟».
٣٧ وفي آخِرِ يَومٍ مِنَ العيد، + وهو أهَمُّ يَوم، وَقَفَ يَسُوع وقالَ بِصَوتٍ عالٍ: «مَن هو عَطشان، فلْيَأتِ إلَيَّ ويَشرَب. + ٣٨ ومَن يُؤْمِنُ بي، ‹ستَجْري مِن أعماقِهِ أنهارُ ماءٍ حَيّ›، + مِثلَما تَقولُ الأسفارُ المُقَدَّسَة». ٣٩ وقَصَدَ يَسُوع بِكَلامِهِ الرُّوحَ الَّذي كانَ سيَنالُهُ المُؤْمِنونَ به. فالرُّوحُ لم يَكُنْ قد أُعْطِيَ بَعد، + لِأنَّ يَسُوع لم يَكُنْ قد تَمَجَّدَ بَعد. + ٤٠ فقالَ بَعضٌ مِنَ الجُموعِ لمَّا سَمِعوا هذا الكَلام: «هذا فِعلًا هوَ النَّبِيّ». + ٤١ وقالَ غَيرُهُم: «هذا هوَ المَسِيح». + لكنَّ البَعضَ قالوا: «وهل يَأتي المَسِيح مِنَ الجَلِيل؟ + ٤٢ ألَا تَقولُ الأسفارُ المُقَدَّسَة إنَّ المَسِيح سيَأتي مِن نَسلِ دَاوُد + ومِن بَيْت لَحْم + قَريَةِ دَاوُد؟». + ٤٣ فحَدَثَ انقِسامٌ بَينَ النَّاسِ بِخُصوصِه. ٤٤ وأرادَ بَعضُهُم أن يَقبِضوا علَيه، ولكنْ لم يُمسِكْه أحَد.
٤٥ ولمَّا رَجَعَ الحُرَّاس، سَألَهُم كِبارُ الكَهَنَةِ والفَرِّيسِيُّون: «لِماذا لم تَجلُبوه؟». ٤٦ أجابَ الحُرَّاس: «لم يَتَكَلَّمْ أحَدٌ مِثلَهُ أبَدًا». + ٤٧ فأجابَ الفَرِّيسِيُّون: «وهل خَدَعَكُم أنتُم أيضًا؟ ٤٨ هل آمَنَ بهِ أحَدٌ مِنَ الرُّؤَساءِ أوِ الفَرِّيسِيِّين؟ + ٤٩ أمَّا هؤُلاءِ النَّاسُ الَّذينَ لا يَعرِفونَ الشَّريعَةَ فمَلعونون». ٥٠ فقالَ لهُم نِيقُودِيمُوس الَّذي كانَ واحِدًا مِنهُم، والَّذي كانَ قد جاءَ إلى يَسُوع مِن قَبل: ٥١ «هل تَحكُمُ شَريعَتُنا على أحَدٍ قَبلَ أن تَسمَعَ مِنهُ وتَعرِفَ ماذا فَعَل؟». + ٥٢ أجابوه: «وهل أنتَ أيضًا مِنَ الجَلِيل؟ إبحَثْ وسَتَعرِفُ أنَّهُ لا يَأتي نَبِيٌّ مِنَ الجَلِيل». *
٨ ١٢ وكَلَّمَهُم يَسُوع مِن جَديدٍ قائِلًا: «أنا نورُ العالَم. + مَن يَتبَعُني لن يَمْشِيَ أبَدًا في الظَّلام، بل يَكونُ لَدَيهِ نورُ + الحَياة». ١٣ فقالَ لهُ الفَرِّيسِيُّون: «أنتَ تُعْطي شَهادَةً عن نَفْسِك، لِذلِك شَهادَتُكَ لَيسَت صَحيحَة». ١٤ أجابَهُم يَسُوع: «حتَّى لَو كُنتُ أُعْطي شَهادَةً عن نَفْسي، فشَهادَتي صَحيحَة لِأنِّي أعرِفُ مِن أينَ جِئتُ وإلى أينَ أذهَب. + أمَّا أنتُم فلا تَعرِفونَ مِن أينَ جِئتُ ولا إلى أينَ أذهَب. ١٥ أنتُم تَحكُمونَ على الآخَرينَ بِحَسَبِ مَقاييسِ البَشَر؛ + أنا لا أحكُمُ على أحَدٍ أبَدًا. ١٦ وحتَّى لَو حَكَمتُ على أحَد، فحُكمي صَحيحٌ لِأنِّي لا أحكُمُ وَحْدي، بل معي الآبُ الَّذي أرسَلَني. + ١٧ أيضًا، مَكتوبٌ في شَريعَتِكُم: ‹بِشَهادَةِ شَخصَيْنِ تَكونُ المَسألَةُ صَحيحَة›. + ١٨ أنا أشهَدُ عن نَفْسي، والآبُ الَّذي أرسَلَني يَشهَدُ عنِّي أيضًا». + ١٩ فقالوا له: «أينَ أبوك؟». أجابَ يَسُوع: «أنتُم لا تَعرِفونَني ولا تَعرِفونَ أبي. + لَو عَرَفتُموني، كُنتُم عَرَفتُم أبي أيضًا». + ٢٠ قالَ هذا الكَلامَ عِندَ الخَزينَةِ + فيما كانَ يُعَلِّمُ في الهَيكَل. ولكنْ لم يَقبِضْ علَيهِ أحَدٌ لِأنَّ ساعَتَهُ لم تَكُنْ قد أتَت بَعد. +
٢١ وقالَ لهُم مِن جَديد: «أنا ذاهِبٌ وسَتُفَتِّشونَ عنِّي، ومع ذلِك ستَموتونَ في خَطِيَّتِكُم. + وحَيثُ أنا ذاهِبٌ لا تَقدِرونَ أن تَأتوا». + ٢٢ فصارَ اليَهُودُ يَقولون: «لِماذا يَقول: ‹حَيثُ أنا ذاهِبٌ لا تَقدِرونَ أن تَأتوا›؟ هل سيَقتُلُ نَفْسَه؟». ٢٣ فقالَ لهُم: «أنتُم مِن أسفَل، وأنا مِن فَوق. + أنتُم مِن هذا العالَم، وأنا لَستُ مِن هذا العالَم. ٢٤ لِذلِك قُلتُ لكُم: ستَموتونَ في خَطاياكُم؛ ستَموتونَ في خَطاياكُم إذا لم تُؤْمِنوا بِأنِّي أنا هو». ٢٥ فقالوا له: «مَن أنت؟». أجابَهُم يَسُوع: «ولِماذا أتَكَلَّمُ معكُم أساسًا؟ ٢٦ عِندي أشياءُ كَثيرَة لِأقولَها بِخُصوصِكُم ولِأُصدِرَ أحكامًا فيها. وفي الواقِع، أنا أُخبِرُ العالَمَ + بِما سَمِعتُهُ مِنَ الَّذي أرسَلَني، وهو دائِمًا صادِق». ٢٧ لكنَّهُم لم يَفهَموا أنَّهُ كانَ يُكَلِّمُهُم عنِ الآب. ٢٨ ثُمَّ قالَ يَسُوع: «بَعدَما تَرفَعونَ ابْنَ الإنسان، + ستَعرِفونَ أنِّي أنا هو + وأنِّي لا أعمَلُ شَيئًا مِن عِندي؛ + أنا أقولُ ما عَلَّمَني إيَّاهُ الآب. ٢٩ والَّذي أرسَلَني هو معي؛ لم يَترُكْني وَحْدي لِأنِّي أعمَلُ دائِمًا ما يُرْضيه». + ٣٠ وفيما كانَ يَقولُ هذِهِ الأُمور، آمَنَ بهِ كَثيرون.
٣١ وقالَ يَسُوع لِليَهُودِ الَّذينَ آمَنوا به: «إذا بَقيتُم مُتَمَسِّكينَ بِكَلامي، تَكونونَ فِعلًا تَلاميذي، ٣٢ وتَعرِفونَ الحَقّ، + والحَقُّ يُحَرِّرُكُم». + ٣٣ فأجابَهُ آخَرون: «نَحنُ نَسلُ إبْرَاهِيم ولم نَكُنْ أبَدًا عَبيدًا لِأحَد. فكَيفَ تَقول: ‹ستَصيرونَ أحرارًا›؟». ٣٤ أجابَهُم يَسُوع: «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: كُلُّ مَن يَعمَلُ الخَطِيَّةَ هو عَبدٌ لِلخَطِيَّة. + ٣٥ أيضًا، العَبدُ لا يَبْقى في البَيتِ إلى الأبَد؛ الابْنُ يَبْقى إلى الأبَد. ٣٦ فإذا حَرَّرَكُمُ الابْن، تَكونونَ فِعلًا أحرارًا. ٣٧ أنا أعرِفُ أنَّكُم نَسلُ إبْرَاهِيم. لكنَّكُم تُريدونَ أن تَقتُلوني، لِأنَّ كَلامي لَيسَ لهُ مَكانٌ في قُلوبِكُم. ٣٨ أنا أتَكَلَّمُ بِما رَأيتُهُ عِندَما كُنتُ مع أبي، + أمَّا أنتُم فتَعمَلونَ ما سَمِعتُموهُ مِن أبيكُم». ٣٩ أجابوه: «أبونا هو إبْرَاهِيم». قالَ لهُم يَسُوع: «لَو كُنتُم أوْلادَ إبْرَاهِيم، + كُنتُم تَعمَلونَ أعمالَ إبْرَاهِيم. ٤٠ لكنَّكُمُ الآنَ تُريدونَ أن تَقتُلوني، أنا الَّذي أخبَرتُكُم عنِ الحَقِّ الَّذي سَمِعتُهُ مِنَ اللّٰه. + إبْرَاهِيم لا يَعمَلُ شَيئًا كهذا. ٤١ أنتُم تَعمَلونَ أعمالَ أبيكُم». قالوا له: «لَسنا أوْلادَ عَهارَة. * لَدَينا أبٌ واحِدٌ هوَ اللّٰه».
٤٢ قالَ لهُم يَسُوع: «لَو كانَ اللّٰهُ أباكُم لَكُنتُم تُحِبُّونَني، + لِأنِّي أتَيتُ مِن عِندِ اللّٰهِ وأنا هُنا. أنا لم أُرسِلْ نَفْسي، بل هو أرسَلَني. + ٤٣ وأنتُم لا تَفهَمونَ ما أقولُهُ لِأنَّكُم لا تَقدِرونَ أن تَقبَلوا كَلامي. ٤٤ أبوكُم هو إبْلِيس، وأنتُم تُريدونَ أن تَعمَلوا شَهَواتِ أبيكُم. + هذا كانَ قاتِلًا لِلنَّاسِ مِنَ البِدايَة. *+ وهو لم يَبْقَ مُتَمَسِّكًا بِالحَقّ، لِأنْ لَيسَ فيهِ شَيءٌ مِنَ الحَقّ. إنَّهُ يَكذِبُ لِأنَّ الكَذِبَ في طَبعِه. فهو كَذَّابٌ وأبو الكَذِب. + ٤٥ أمَّا أنا فلِأنِّي أقولُ لكُمُ الحَقيقَة، لا تُصَدِّقونَني. ٤٦ مَن مِنكُم يَقدِرُ أن يُثَبِّتَ علَيَّ خَطِيَّة؟ فإذا كُنتُ أقولُ الحَقيقَة، فلِماذا لا تُصَدِّقونَني؟ ٤٧ الَّذي مِنَ اللّٰهِ يَسمَعُ كَلامَ اللّٰه. + أنتُم لا تَسمَعونَ لِأنَّكُم لَستُم مِنَ اللّٰه». +
٤٨ فقالَ لهُ اليَهُود: «ألَيسَ معنا حَقٌّ أن نَقولَ إنَّكَ سَامِرِيٌّ + وفيكَ شَيْطَان؟!». + ٤٩ أجابَ يَسُوع: «لَيسَ فِيَّ شَيْطَان، بل أنا أُكرِمُ أبي، وأنتُم تُهينونَني. ٥٠ لكنِّي لا أطلُبُ المَجدَ لِنَفْسي. + فهُناك مَن يَطلُبُهُ لي ويَحكُمُ في هذا الأمر. ٥١ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: إذا أطاعَ أحَدٌ كَلامي، فلن يَرى المَوتَ أبَدًا». + ٥٢ قالَ لهُ اليَهُود: «الآنَ تَأكَّدنا أنَّ فيكَ شَيْطَانًا. إبْرَاهِيم ماتَ والأنبِياءُ أيضًا، لكنَّكَ تَقول: ‹إذا أطاعَ أحَدٌ كَلامي، فلن يَذوقَ المَوتَ أبَدًا›. ٥٣ هل أنتَ أعظَمُ مِن أبينا إبْرَاهِيم الَّذي مات؟ الأنبِياءُ أيضًا ماتوا. فمَن تَظُنُّ نَفْسَك؟». ٥٤ أجابَ يَسُوع: «إذا كُنتُ أنا أُمَجِّدُ نَفْسي، فمَجدي لَيسَ شَيئًا. لكنَّ أبي هوَ الَّذي يُمَجِّدُني، + وهوَ الَّذي تَقولونَ إنَّهُ إلهُكُم. ٥٥ أنتُم لا تَعرِفونَه، + أمَّا أنا فأعرِفُه. + وإذا قُلتُ إنِّي لا أعرِفُهُ أكونُ مِثلَكُم كَذَّابًا. لكنِّي أعرِفُهُ وأُطيعُ كَلامَه. ٥٦ أبوكُم إبْرَاهِيم كانَ مُتَشَوِّقًا أن يَرى يَومي، فرَآهُ وفَرِح». + ٥٧ قالَ لهُ اليَهُود: «كَيفَ رَأيتَ إبْرَاهِيم وعُمرُكَ لم يَصِلْ بَعد إلى الـ ٥٠؟!». ٥٨ أجابَهُم يَسُوع: «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: مِن قَبلِ أن يولَدَ إبْرَاهِيم كُنتُ أنا مَوْجودًا». + ٥٩ فالْتَقَطوا حِجارَةً لِيَرْموها علَيه، لكنَّ يَسُوع اختَفى وخَرَجَ مِنَ الهَيكَل.
٩ وبَينَما كانَ يَسُوع ماشِيًا، رَأى رَجُلًا أعْمى مُنذُ وِلادَتِه. ٢ فسَألَهُ تَلاميذُه: «يا مُعَلِّم، *+ مَن أخطَأَ حتَّى وُلِدَ هذا الرَّجُلُ أعْمى، هو أم والِداه؟». ٣ أجابَ يَسُوع: «لا هو أخطَأَ ولا والِداه، ولكنْ حَصَلَ ذلِك كَي تَظهَرَ أعمالُ اللّٰهِ مِن خِلالِه. + ٤ فما دامَ الوَقتُ نَهارًا، فعلَينا أن نَعمَلَ أعمالَ الَّذي أرسَلَني. + فاللَّيلُ آتٍ، ولن يَقدِرَ أحَدٌ أن يَعمَلَ فيه. ٥ ما دُمتُ في العالَم، فأنا نورُ العالَم». + ٦ وبَعدَما قالَ ذلِك، بَصَقَ على الأرضِ وعَمِلَ مِن ريقِهِ طينًا، ودَهَنَ الطِّينَ على عَيْنَيِ الرَّجُلِ + ٧ وقالَ له: «إذهَبْ واغتَسِلْ في بِركَةِ سِلْوَام» (كَلِمَةٌ مَعْناها «مُرسَل»). فذَهَبَ واغتَسَل، ولمَّا رَجَعَ كانَ يَرى بِعَيْنَيْه. +
٨ فتَساءَلَ الجيرانُ والَّذينَ كانوا يَرَوْنَهُ مِن قَبل يَتَسَوَّل: «ألَيسَ هذا هوَ الرَّجُلَ الَّذي كانَ يَجلِسُ لِيَتَسَوَّل؟». ٩ فقالَ البَعض: «هذا هو». وقالَ آخَرون: «لا، لكنَّهُ يُشبِهُه». أمَّا الرَّجُلُ فكانَ يَقول: «هذا أنا». ١٠ فسَألوه: «وكَيفَ انفَتَحَت عَيْناك؟». ١١ أجاب: «الرَّجُلُ الَّذي اسْمُهُ يَسُوع عَمِلَ طينًا ودَهَنَهُ على عَيْنَيَّ وقالَ لي: ‹إذهَبْ إلى سِلْوَام واغتَسِل›. + فذَهَبتُ واغتَسَلتُ وصِرتُ أرى». ١٢ فقالوا له: «أينَ هو هذا الرَّجُل؟». أجاب: «لا أعرِف».
١٣ فأخَذوا الرَّجُلَ الَّذي كانَ أعْمى إلى الفَرِّيسِيِّين. ١٤ وكانَ اليَومُ الَّذي عَمِلَ فيهِ يَسُوع الطِّينَ وفَتَحَ عَيْنَيِ الرَّجُلِ + هو يَومَ سَبت. + ١٥ فسَألَهُ الفَرِّيسِيُّونَ أيضًا كَيفَ صارَ يَرى. فأجابَهُم: «وَضَعَ طينًا على عَيْنَيَّ واغتَسَلت، فصِرتُ أرى». ١٦ فقالَ بَعضُ الفَرِّيسِيِّين: «هذا الرَّجُلُ لَيسَ مِنَ اللّٰهِ لِأنَّهُ لا يَلتَزِمُ بِشَريعَةِ السَّبت». + وقالَ آخَرون: «كَيفَ يَقدِرُ إنسانٌ خاطِئٌ أن يَعمَلَ مِثلَ هذِهِ العَجائِب؟». *+ فحَصَلَ انقِسامٌ بَينَهُم. + ١٧ فسَألوا الأعْمى مَرَّةً أُخْرى: «وأنت، ما رَأْيُكَ فيهِ بِما أنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْك؟». أجاب: «إنَّهُ نَبِيّ».
١٨ لكنَّ اليَهُودَ لم يُصَدِّقوا أنَّهُ كانَ أعْمى وصارَ يَرى، فاستَدْعَوْا والِدَيْه، ١٩ وسَألوهُما: «هل هذا ابْنُكُما الَّذي تَقولانِ إنَّهُ وُلِدَ أعْمى؟ فكَيفَ يَرى الآن؟». ٢٠ أجابَ والِداه: «ما نَعرِفُهُ هو أنَّهُ ابْنُنا وأنَّهُ وُلِدَ أعْمى. ٢١ لكنَّنا لا نَعرِفُ كَيفَ صارَ يَرى، ولا نَعرِفُ مَن فَتَحَ عَيْنَيْه. إسألوه، إنَّهُ راشِدٌ ويَقدِرُ أن يُجاوِبَ عن نَفْسِه». ٢٢ قالَ والِداهُ ذلِك لِأنَّهُما كانا يَخافانِ مِنَ اليَهُود. + فاليَهُودُ اتَّفَقوا أنَّ الَّذي يَعتَرِفُ بِأنَّ يَسُوع هوَ المَسِيح يُطرَدُ مِنَ المَجمَع. + ٢٣ لِهذا السَّبَبِ قالَ والِداه: «إنَّهُ راشِد، اسألوه».
٢٤ فاستَدْعَوْا مَرَّةً ثانِيَة الرَّجُلَ الَّذي كانَ أعْمى وقالوا له: «أعْطِ المَجدَ لِلّٰه، نَحنُ نَعرِفُ أنَّ هذا الرَّجُلَ خاطِئ». ٢٥ فأجاب: «لا أعرِفُ إذا كانَ خاطِئًا أم لا. لكنِّي أعرِفُ شَيئًا واحِدًا: كُنتُ أعْمى والآنَ أنا أرى». ٢٦ فقالوا له: «ماذا عَمِلَ لك؟ كَيفَ فَتَحَ عَيْنَيْك؟». ٢٧ أجابَهُم: «قُلتُ لكُم لكنَّكُم لم تَسمَعوا. لِماذا تُريدونَ أن تَسمَعوا ذلِك مَرَّةً ثانِيَة؟ هل تُريدونَ أنتُم أيضًا أن تَصيروا تَلاميذَه؟». ٢٨ فقالوا له بِاحتِقار: «أنتَ تِلميذُه، أمَّا نَحنُ فتَلاميذُ مُوسَى. ٢٩ نَحنُ نَعرِفُ أنَّ اللّٰهَ تَكَلَّمَ مع مُوسَى، أمَّا هذا الرَّجُلُ فلا نَعرِفُ مِن أينَ هو». ٣٠ أجابَهُم: «غَريب! لا تَعرِفونَ مِن أينَ هو مع أنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيَّ؟! ٣١ نَحنُ نَعرِفُ أنَّ اللّٰهَ لا يَسمَعُ لِلخُطاة، + لكنَّهُ يَسمَعُ لِلَّذي يَخافُهُ ويَعمَلُ ما يُريدُه. + ٣٢ ولم يُسمَعْ أبَدًا مِن قَبل أنَّ أحَدًا فَتَحَ عَيْنَيْ شَخصٍ وُلِدَ أعْمى. ٣٣ فلَو لم يَكُنْ هذا الرَّجُلُ مِنَ اللّٰه، ما كانَ استَطاعَ أن يَعمَلَ أيَّ شَيء». + ٣٤ أجابوه: «أنتَ كُلُّكَ مَوْلودٌ في الخَطِيَّة، وتُريدُ أن تُعَلِّمَنا؟!». وطَرَدوهُ إلى الخارِج. +
٣٥ وسَمِعَ يَسُوع أنَّهُم طَرَدوه. فلمَّا وَجَدَهُ قالَ له: «هل تُؤْمِنُ بِابْنِ الإنسان؟». ٣٦ أجاب: «ومَن هو يا سَيِّدُ حتَّى أُؤْمِنَ به؟». ٣٧ قالَ لهُ يَسُوع: «أنتَ رَأيتَه، وهوَ الَّذي يَتَكَلَّمُ معك». ٣٨ فقال: «أنا أُؤْمِنُ بهِ يا رَبّ». وسَجَدَ له. ٣٩ فقالَ يَسُوع: «أنا أتَيتُ إلى هذا العالَمِ لِكَي يُحاسَبَ العالَم، فيَرى العُميانُ + ويَعْمى الَّذينَ يَرَوْن». + ٤٠ فسَمِعَهُ الفَرِّيسِيُّونَ الَّذينَ كانوا معهُ وقالوا له: «وهل نَحنُ أيضًا عُميان؟». ٤١ أجابَهُم يَسُوع: «لَو كُنتُم عُميانًا، ما كانَت حُسِبَت علَيكُم خَطِيَّة. ولكنْ لِأنَّكُم تَقولون: ‹نَحنُ نَرى›، فخَطِيَّتُكُم باقِيَة علَيكُم». +
١٠ «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: الَّذي لا يَدخُلُ إلى حَظيرَةِ الخِرافِ مِنَ الباب، بل يَطلَعُ إلَيها مِن مَكانٍ آخَر، هو سارِقٌ ولِصّ. + ٢ أمَّا الَّذي يَدخُلُ مِنَ البابِ فهو راعي الخِراف. + ٣ ولهُ يَفتَحُ البَوَّاب، + والخِرافُ تَسمَعُ صَوتَه. + فيُنادي الخِرافَ الَّتي لهُ بِأسمائِها ويَقودُها إلى خارِجِ الحَظيرَة. ٤ وعِندَما يُخرِجُ كُلَّ خِرافِه، يَمْشي قُدَّامَها، وهي تَتبَعُهُ لِأنَّها تَعرِفُ صَوتَه. ٥ لكنَّها لا تَتبَعُ الغَريبَ أبَدًا، بل تَهرُبُ مِنهُ لِأنَّها لا تَعرِفُ صَوتَ الغُرَباء». ٦ هذا التَّشبيهُ أعْطاهُم إيَّاهُ يَسُوع، لكنَّهُم لم يَفهَموا مَعْنى كَلامِه.
٧ فقالَ يَسُوع مَرَّةً ثانِيَة: «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: أنا بابُ الخِراف. + ٨ كُلُّ الَّذينَ جاؤُوا لِيَأخُذوا مَكاني هُم سارِقونَ ولُصوص. لكنَّ الخِرافَ لم تَسمَعْ لهُم. ٩ أنا هوَ الباب. الَّذي يَدخُلُ مِن خِلالي سيَخلُص، وهو سيَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرْعى. + ١٠ السَّارِقُ لا يَأتي إلَّا لِيَسرِقَ ويَقتُلَ ويُهلِك. + أمَّا أنا فأتَيتُ لِتَكونَ لِلخِرافِ حَياة، حَياةٌ لا تَنتَهي. * ١١ أنا هوَ الرَّاعي الصَّالِح، *+ والرَّاعي الصَّالِحُ يُضَحِّي بِحَياتِهِ * مِن أجْلِ الخِراف. + ١٢ أمَّا العامِل، الَّذي هو لَيسَ راعِيًا والخِرافُ لَيسَت له، فحينَ يَرى الذِّئبَ آتِيًا يَترُكُ الخِرافَ ويَهرُب. فيَخطِفُها الذِّئبُ ويُفَرِّقُها. ١٣ إنَّهُ يَهرُبُ لِأنَّهُ عامِلٌ ولا تَهُمُّهُ الخِراف. ١٤ أنا هوَ الرَّاعي الصَّالِح. * أعرِفُ خِرافي وخِرافي تَعرِفُني، + ١٥ مِثلَما أنَّ الآبَ يَعرِفُني وأنا أعرِفُ الآب. + وأنا أُضَحِّي بِحَياتي مِن أجْلِ الخِراف. +
١٦ «وعِندي خِرافٌ آخَرونَ لَيسوا مِن هذِهِ الحَظيرَةِ + يَجِبُ أن أجلُبَهُم هُم أيضًا، وسَيَسمَعونَ صَوتي، فيَصيرُ هُناك رَعِيَّةٌ واحِدَة وراعٍ واحِد. + ١٧ إنَّ الآبَ يُحِبُّني + لِأنِّي أُضَحِّي بِحَياتي + لِكَي أستَرجِعَها. ١٨ لا أحَدَ يَأخُذُها مِنِّي، بل أنا أُضَحِّي بها بِاختِياري. عِندي سُلطَةٌ أن أُضَحِّيَ بها، وعِندي سُلطَةٌ أن أستَرجِعَها. + هذا ما أوْصاني بهِ أبي».
١٩ ومِن جَديد، حَصَلَ انقِسامٌ بَينَ اليَهُودِ + بِسَبَبِ هذا الكَلام. ٢٠ فكَثيرونَ مِنهُم كانوا يَقولون: «فيهِ شَيْطَان، إنَّهُ مَجنون. لِماذا تَسمَعونَ له؟». ٢١ وقالَ آخَرون: «هذا الكَلامُ لا يَقولُهُ شَخصٌ فيهِ شَيْطَان. وهل يَقدِرُ شَيْطَانٌ أن يَفتَحَ عُيونَ العُميان؟!».
٢٢ في ذلِكَ الوَقت، احتَفَلَ اليَهُودُ بِعيدِ التَّكريسِ * في أُورُشَلِيم. وكانَ فَصلُ الشِّتاء. ٢٣ وكانَ يَسُوع يَمْشي في الهَيكَلِ في مَمَرِّ * سُلَيْمَان. + ٢٤ فأحاطَ بهِ اليَهُودُ وقالوا له: «إلى متى ستُبْقينا حائِرين؟ إذا كُنتَ المَسِيح، فقُلْ لنا بِصَراحَة». ٢٥ أجابَهُم يَسُوع: «قُلتُ لكُم لكنَّكُم لا تُؤْمِنون. الأعمالُ الَّتي أعمَلُها بِاسْمِ أبي هي تَشهَدُ لي. + ٢٦ لكنَّكُم لا تُؤْمِنونَ لِأنَّكُم لَستُم مِن خِرافي. + ٢٧ خِرافي تَسمَعُ صَوتي، وأنا أعرِفُها، وهي تَتبَعُني. + ٢٨ وأنا أُعْطيها حَياةً أبَدِيَّة، + فلا تَهلَكُ أبَدًا ولا يَخطِفُها أحَدٌ مِن يَدي. + ٢٩ فالخِرافُ الَّتي أعْطاني إيَّاها أبي هي أغْلى مِن أيِّ شَيءٍ آخَر، ولا أحَدَ يَقدِرُ أن يَخطِفَها مِن يَدِ الآب. + ٣٠ أنا والآبُ واحِد». *+
٣١ ومَرَّةً ثانِيَة، الْتَقَطَ اليَهُودُ حِجارَةً لِيَرجُموهُ بها. ٣٢ فقالَ لهُم يَسُوع: «أرَيتُكُم أعمالًا صالِحَة كَثيرَة مِن عِندِ الآب. فعلى أيِّ عَمَلٍ مِنها تُريدونَ أن تَرجُموني؟». ٣٣ أجابَهُ اليَهُود: «نَحنُ لا نَرجُمُكَ بِسَبَبِ عَمَلٍ صالِحٍ بل بِسَبَبِ تَجديفِك. + فمع أنَّكَ إنسان، تَجعَلُ نَفْسَكَ إلهًا». ٣٤ أجابَهُم يَسُوع: «ألَيسَ مَكتوبًا في شَريعَتِكُم: ‹أنا قُلت: «أنتُم آلِهَة»›؟ *+ ٣٥ إذًا، هو قال ‹أنتُم آلِهَة› + لِلَّذينَ تَكَلَّمَت ضِدَّهُم كَلِمَةُ اللّٰه (والأسفارُ المُقَدَّسَة لا تُخطِئُ أبَدًا). ٣٦ أمَّا أنا فالآبُ قَدَّسَني * وأرسَلَني إلى العالَم. فكَيفَ تَقولونَ لي ‹أنتَ تُجَدِّف› لِأنِّي قُلت ‹أنا ابْنُ اللّٰه›؟! + ٣٧ إذا كُنتُ لا أعمَلُ أعمالَ أبي، فلا تُصَدِّقوني. ٣٨ ولكنْ إذا كُنتُ أعمَلُها، فصَدِّقوا هذِهِ الأعمالَ + حتَّى لَو كُنتُم لا تُصَدِّقونَني. وهكَذا تَعرِفونَ وتَظَلُّونَ عارِفينَ أنَّ الآبَ في اتِّحادٍ بي وأنا في اتِّحادٍ بِالآب». + ٣٩ فحاوَلوا مِن جَديدٍ أن يَقبِضوا علَيه، لكنَّهُ أفلَتَ مِن يَدِهِم.
٤٠ وعَبَرَ مَرَّةً أُخْرى نَهرَ الأُرْدُنّ إلى المَكانِ الَّذي كانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فيهِ مِن قَبل، + وبَقِيَ هُناك. ٤١ وجاءَ إلَيهِ كَثيرونَ وكانوا يَقولون: «لم يَعمَلْ يُوحَنَّا عَجيبَةً * واحِدَة، ولكنْ كُلُّ ما قالَهُ عن هذا الرَّجُلِ صَحيح». + ٤٢ فآمَنَ بهِ كَثيرونَ هُناك.
١١ وكانَ هُناك رَجُلٌ مَريضٌ اسْمُهُ لِعَازَر. وهو مِن بَيْت عَنْيَا، القَريَةِ الَّتي كانَت تَسكُنُ فيها مَرْيَم وأُختُها مَرْثَا. + ٢ ومَرْيَم هذِه هيَ الَّتي سَكَبَت زَيتًا عَطِرًا على الرَّبِّ ونَشَّفَت قَدَمَيْهِ بِشَعرِها. + ولِعَازَر المَريضُ هو أخوها. ٣ فأرسَلَت أُختاهُ خَبَرًا إلى يَسُوع يَقول: «يا رَبّ، الَّذي تُحِبُّهُ مَريض». ٤ ولمَّا سَمِعَ يَسُوع ذلِك، قال: «هذا المَرَضُ لا يُؤَدِّي إلى المَوتِ بل إلى مَجدِ اللّٰه، + لِكَي يَتَمَجَّدَ ابْنُ اللّٰهِ مِن خِلالِه».
٥ وكانَ يَسُوع يُحِبُّ مَرْثَا وأُختَها ولِعَازَر. ٦ مع ذلِك، لمَّا سَمِعَ أنَّ لِعَازَر مَريض، بَقِيَ يَومَيْنِ آخَرَيْنِ في المَكانِ الَّذي كانَ فيه. ٧ ثُمَّ قالَ لِلتَّلاميذِ بَعدَ ذلِك: «لِنَرجِعْ إلى اليَهُودِيَّة». ٨ فقالَ لهُ التَّلاميذ: «يا مُعَلِّم، *+ مُنذُ وَقتٍ قَريبٍ كانَ أهلُ اليَهُودِيَّة يُريدونَ أن يَرجُموك، + فكَيفَ تَرجِعُ إلى هُناك؟». ٩ أجابَ يَسُوع: «ألَا يوجَدُ في النَّهارِ ١٢ ساعَة؟ + إذا مَشى أحَدٌ في النَّهارِ لا يَتَعَثَّرُ بِشَيء، لِأنَّهُ يَرى نورَ هذا العالَم. ١٠ ولكنْ إذا مَشى أحَدٌ في اللَّيلِ يَتَعَثَّر، لِأنَّهُ لا يوجَدُ نورٌ في داخِلِه».
١١ وبَعدَما قالَ هذا الكَلام، أضاف: «صَديقُنا لِعَازَر نائِم، + لكنِّي سأذهَبُ لِأوقِظَه». ١٢ فقالَ لهُ التَّلاميذ: «يا رَبّ، إذا كانَ نائِمًا فسَيُشْفى». ١٣ لكنَّ يَسُوع كانَ يَقصِدُ أنَّهُ مات. أمَّا هُم فظَنُّوا أنَّهُ يَتَكَلَّمُ عنِ النَّومِ العادِيّ. ١٤ عِندَئِذٍ، قالَ لهُم يَسُوع بِوُضوح: «لِعَازَر مات. + ١٥ وأنا سَعيدٌ لِأنِّي لم أكُنْ هُناك، فهذا لِفائِدَتِكُم كَي تُؤْمِنوا. فلْنَذهَبِ الآنَ إلَيه». ١٦ فقالَ تُومَا، الَّذي يُدْعى التَّوْأم، لِرِفاقِهِ التَّلاميذ: «تَعالَوْا نَذهَبُ نَحنُ أيضًا ونَموتُ معه». +
١٧ ولمَّا وَصَلَ يَسُوع، وَجَدَ أنَّ لِعَازَر صارَ لهُ أربَعَةُ أيَّامٍ في القَبر. * ١٨ وكانَت بَيْت عَنْيَا قَريبَةً مِن أُورُشَلِيم، على بُعدِ ثَلاثَةِ كيلومِتراتٍ تَقريبًا. * ١٩ وكانَ كَثيرونَ مِنَ اليَهُودِ قد جاؤُوا عِندَ مَرْثَا ومَرْيَم لِيُعَزُّوهُما في أخيهِما. ٢٠ فلمَّا سَمِعَت مَرْثَا أنَّ يَسُوع آتٍ، ذَهَبَت لِتُلاقِيَه. أمَّا مَرْيَم + فظَلَّت في البَيت. ٢١ فقالَت مَرْثَا لِيَسُوع: «لَو كُنتَ هُنا يا رَبّ، ما كانَ ماتَ أخي. ٢٢ رَغمَ ذلِك، ما زِلتُ واثِقَةً أنَّكَ مَهْما تَطلُبْ مِنَ اللّٰه، فسَيُعْطيهِ لك». ٢٣ أجابَها يَسُوع: «أخوكِ سيَقوم». ٢٤ قالَت لهُ مَرْثَا: «أنا أعرِفُ أنَّهُ سيَقومُ في القِيامَةِ + في اليَومِ الأخير». ٢٥ قالَ لها يَسُوع: «أنا القِيامَةُ والحَياة. + مَن يُؤْمِنُ بي، ولَو ماتَ فسَيَحْيا. ٢٦ وكُلُّ مَن كانَ حَيًّا وآمَنَ بي لن يَموتَ أبَدًا. + هل تُؤْمِنينَ بِذلِك؟». ٢٧ أجابَته: «نَعَم، يا رَبّ. أنا أُؤْمِنُ أنَّكَ أنتَ المَسِيح ابْنُ اللّٰهِ الآتي إلى العالَم». ٢٨ وبَعدَما قالَت هذا، ذَهَبَت لِتُنادِيَ أُختَها مَرْيَم ووَشوَشَتها قائِلَة: «المُعَلِّمُ + هُنا، وهو يَسألُ عنكِ». ٢٩ فلمَّا سَمِعَت ذلِك، قامَت بِسُرعَةٍ وذَهَبَت إلَيه.
٣٠ ولم يَكُنْ يَسُوع قد دَخَلَ إلى القَريَةِ بَعد، بل كانَ لا يَزالُ في المَكانِ الَّذي لاقَتهُ فيهِ مَرْثَا. ٣١ ولمَّا رَأى اليَهُودُ الَّذينَ كانوا يُعَزُّونَ مَرْيَم في البَيتِ أنَّها قامَت بِسُرعَةٍ وخَرَجَت، لَحِقوها لِأنَّهُم ظَنُّوا أنَّها ذاهِبَةٌ إلى القَبرِ + لِتَبْكِيَ هُناك. ٣٢ وعِندَما وَصَلَت مَرْيَم إلى المَكانِ الَّذي فيهِ يَسُوع ورَأته، رَمَت نَفْسَها عِندَ قَدَمَيْهِ وقالَت له: «لَو كُنتَ هُنا يا رَبّ، ما كانَ ماتَ أخي». ٣٣ فلمَّا رَآها يَسُوع تَبْكي واليَهُودَ الَّذينَ جاؤُوا معها يَبْكونَ أيضًا، تَنَهَّدَ مِن أعماقِ قَلبِهِ * وتَضايَقَ كَثيرًا، ٣٤ وقال: «أينَ وَضَعتُموه؟». أجابوا: «تَعالَ وانظُرْ يا رَبّ». ٣٥ فبَكى يَسُوع. + ٣٦ عِندَئِذٍ قالَ اليَهُود: «أُنظُروا كم كانَ يُحِبُّه!». ٣٧ لكنَّ بَعضًا مِنهُم قالوا: «هذا الرَّجُلُ الَّذي فَتَحَ عَيْنَيِ الأعْمى، + ألَمْ يَكُنْ قادِرًا أن يَمنَعَ مَوتَ لِعَازَر؟».
٣٨ وتَنَهَّدَ يَسُوع مَرَّةً ثانِيَة، ثُمَّ جاءَ إلى القَبر. وكانَ القَبرُ مَغارَةً وعلى مَدخَلِها حَجَر. ٣٩ فقالَ يَسُوع: «أزيحوا الحَجَر». فقالَت لهُ مَرْثَا أُختُ المَيِّت: «يا رَبّ، ستَكونُ رائِحَتُهُ كَريهَة. إنَّهُ مَيِّتٌ مُنذُ أربَعَةِ أيَّام». ٤٠ أجابَها يَسُوع: «ألَمْ أقُلْ لكِ إنَّكِ إذا آمَنتِ فسَتَرَيْنَ مَجدَ اللّٰه؟». + ٤١ فأزاحوا الحَجَر. ثُمَّ رَفَعَ يَسُوع عَيْنَيْهِ إلى السَّماءِ + وقال: «أشكُرُكَ يا أبي لِأنَّكَ سَمِعتَ لي. ٤٢ أنا أعرِفُ أنَّكَ دائِمًا تَسمَعُ لي. لكنِّي أقولُ ذلِك مِن أجْلِ الجُموعِ الواقِفينَ حَولي، لِكَي يُؤْمِنوا أنَّكَ أرسَلتَني». + ٤٣ وبَعدَما قالَ هذا، صَرَخَ بِصَوتٍ عالٍ: «لِعَازَر! أُخرُج!». + ٤٤ فخَرَجَ المَيِّت، وكانَت رِجلاهُ ويَداهُ مُغَطَّاةً بِلَفائِفَ مِن قُماش، ووَجهُهُ مَلفوفًا بِقُماشَة. فقالَ لهُم يَسُوع: «أزيلوها عنهُ كَي يَمْشي».
٤٥ فآمَنَ بهِ كَثيرونَ مِنَ اليَهُودِ الَّذينَ كانوا مع مَرْيَم ورَأَوْا ماذا فَعَل. + ٤٦ لكنَّ البَعضَ مِنهُم ذَهَبوا إلى الفَرِّيسِيِّينَ وأخبَروهُم بِما فَعَلَهُ يَسُوع. ٤٧ فجَمَعَ كِبارُ الكَهَنَةِ والفَرِّيسِيُّونَ أعضاءَ السَّنْهَدْرِيم * وقالوا: «ماذا نَفعَل؟ هذا الرَّجُلُ يَعمَلُ عَجائِبَ * كَثيرَة. + ٤٨ إذا تَرَكناهُ على هذِهِ الحال، فسَيُؤْمِنُ بهِ الجَميعُ وسَيَأتي الرُّومَانُ ويَأخُذونَ هَيكَلَنا * وأُمَّتَنا». ٤٩ فقالَ واحِدٌ مِنهُم، وهو قِيَافَا + الَّذي كانَ رَئيسَ الكَهَنَةِ في تِلكَ السَّنَة: «أنتُم لا تَعرِفونَ شَيئًا أبَدًا، ٥٠ ولا تَفهَمونَ أنَّهُ لِمَصلَحَتِكُم أن يَموتَ رَجُلٌ واحِدٌ عنِ الشَّعبِ بَدَلَ أن تَهلَكَ الأُمَّةُ كُلُّها». ٥١ لكنَّهُ لم يَقُلْ ذلِك مِن عِندِه. فلِأنَّهُ كانَ رَئيسَ الكَهَنَةِ في تِلكَ السَّنَة، تَنَبَّأَ أنَّ يَسُوع سيَموتُ مِن أجْلِ الأُمَّة، ٥٢ ولَيسَ مِن أجْلِ الأُمَّةِ فَقَط، بل أيضًا مِن أجْلِ أوْلادِ اللّٰهِ المُتَفَرِّقينَ لِيَجمَعَهُم ويُوَحِّدَهُم معًا. ٥٣ فتآمَروا مِن ذلِكَ اليَومِ كَي يَقتُلوه.
٥٤ لِذلِك، لم يَعُدْ يَسُوع يَتَنَقَّلُ عَلَنًا بَينَ اليَهُود، بل رَحَلَ مِن هُناك إلى المِنطَقَةِ القَريبَة مِنَ الصَّحراء، إلى مَدينَةٍ اسْمُها «أَفْرَايِم». + وبَقِيَ هُناك معَ التَّلاميذ. ٥٥ وكانَ فِصحُ + اليَهُودِ قَريبًا، فصَعِدَ كَثيرونَ مِنَ المَناطِقِ الرِّيفِيَّة إلى أُورُشَلِيم قَبلَ الفِصحِ لِيُطَهِّروا أنفُسَهُم بِحَسَبِ الطُّقوس. ٥٦ وكانوا يُفَتِّشونَ عن يَسُوع ويَسألونَ بَعضُهُم بَعضًا فيما هُم واقِفونَ في الهَيكَل: «ما رَأْيُكُم؟ هل مَعقولٌ أن لا يَأتِيَ إلى العيد؟». ٥٧ وكانَ كِبارُ الكَهَنَةِ والفَرِّيسِيُّونَ قد أعْطَوْا أوامِرَ أنَّهُ إذا عَرَفَ أحَدٌ أينَ يَسُوع، فعلَيهِ أن يُبَلِّغَ عنهُ لِكَي يَقبِضوا علَيه.
١٢ وقَبلَ الفِصحِ بِسِتَّةِ أيَّام، وَصَلَ يَسُوع إلى بَيْت عَنْيَا، حَيثُ كانَ يَسكُنُ لِعَازَر + الَّذي أقامَهُ يَسُوع مِنَ المَوت. ٢ فعَمِلوا لهُ عَشاءً هُناك. وكانَت مَرْثَا تَخدُمُهُم، + وكانَ لِعَازَر واحِدًا مِنَ الَّذينَ يَتَعَشَّوْنَ * معه. ٣ فأخَذَت مَرْيَم قِنِّينَةً * مِن زَيتٍ عَطِرٍ ثَمينٍ جِدًّا، زَيتِ نارَدينٍ نَقِيّ، وسَكَبَتهُ على قَدَمَيْ يَسُوع ونَشَّفَتهُما بِشَعرِها. فامتَلَأَ البَيتُ مِن رائِحَةِ الزَّيتِ العَطِر. + ٤ لكنَّ واحِدًا مِن تَلاميذِه، وهو يَهُوذَا الإسْخَرْيُوطِيُّ + الَّذي كانَ سيُسَلِّمُه، قال: ٥ «ألَمْ يَكُنْ أفضَلَ أن يُباعَ هذا الزَّيتُ العَطِرُ بـ ٣٠٠ دينارٍ ويُعْطى المالُ لِلفُقَراء؟». ٦ لكنَّهُ لم يَقُلْ ذلِك لِأنَّهُ مُهتَمٌّ بِالفُقَراء، بل لِأنَّهُ سارِقٌ وصُندوقُ المالِ معه، فهو كانَ يَسرِقُ المالَ الَّذي يوضَعُ فيه. ٧ عِندَئِذٍ قالَ يَسُوع: «أُترُكْها، دَعْها تَفعَلُ ذلِكَ استِعدادًا لِيَومِ دَفني. + ٨ فالفُقَراءُ معكُم دائِمًا، + أمَّا أنا فلن أكونَ معكُم دائِمًا». +
٩ خِلالَ هذا الوَقت، عَرَفَ يَهُودٌ كَثيرونَ أنَّهُ في بَيْت عَنْيَا. فجاؤُوا لَيسَ فَقَط مِن أجْلِ يَسُوع، بل أيضًا لِيَرَوْا لِعَازَر الَّذي أقامَهُ مِنَ المَوت. + ١٠ فتَآمَرَ كِبارُ الكَهَنَةِ كَي يَقتُلوا لِعَازَر أيضًا. ١١ فبِسَبَبِهِ كانَ كَثيرونَ مِنَ اليَهُودِ يَذهَبونَ إلى هُناك ويُؤْمِنونَ بِيَسُوع. +
١٢ وفي اليَومِ التَّالي، سَمِعَتِ الجُموعُ الكَثيرَة الَّتي جاءَت إلى العيدِ أنَّ يَسُوع آتٍ إلى أُورُشَلِيم. ١٣ فأخَذوا أغصانًا مِن أشجارِ النَّخيلِ وخَرَجوا لِيُلاقوه. وبَدَأوا يَصرُخون: «نَرْجوك، خَلِّصْه! * مُبارَكٌ هوَ الآتي بِاسْمِ يَهْوَه، + مُبارَكٌ مَلِكُ إسْرَائِيل!». + ١٤ ووَجَدَ يَسُوع حِمارًا صَغيرًا فجَلَسَ علَيه، + مِثلَما هو مَكتوب: ١٥ «لا تَخافي يا بِنتَ صِهْيَوْن. ها هو مَلِكُكِ آتٍ، جالِسًا على حِمارٍ صَغير». *+ ١٦ هذِهِ الأُمورُ لم يَفهَمْها تَلاميذُهُ في البِدايَة. ولكنْ لمَّا تَمَجَّدَ يَسُوع، + تَذَكَّروا أنَّ ما عُمِلَ لهُ هو بِالضَّبطِ ما كُتِبَ عنه. +
١٧ والجُموعُ الَّذينَ كانوا معهُ حينَ نادى لِعَازَر مِنَ القَبرِ *+ وأقامَهُ مِنَ المَوتِ ظَلُّوا يُخبِرونَ عن ما حَصَل. + ١٨ ولِهذا السَّبَبِ أيضًا خَرَجَتِ الجُموعُ لِتُلاقِيَه. فهُم سَمِعوا أنَّهُ عَمِلَ هذِهِ العَجيبَة. * ١٩ فقالَ الفَرِّيسِيُّونَ بَعضُهُم لِبَعض: «نَحنُ فَشِلنا تَمامًا. أُنظُروا، العالَمُ كُلُّهُ يَتبَعُه». +
٢٠ وكانَ بَعضُ اليُونَانِيِّينَ أيضًا قد أتَوْا لِيُقَدِّموا العِبادَةَ في العيد. ٢١ فاقتَرَبوا مِن فِيلِبُّس + الَّذي مِن بَيْت صَيْدَا في الجَلِيل، وطَلَبوا مِنهُ قائِلين: «يا سَيِّد، نُريدُ أن نَرى يَسُوع». ٢٢ فذَهَبَ فِيلِبُّس وأخبَرَ أَنْدرَاوُس. ثُمَّ ذَهَبَ الاثنانِ وأخبَرا يَسُوع.
٢٣ لكنَّ يَسُوع أجابَهُما: «أتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإنسان. + ٢٤ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: إذا لم تَسقُطْ حَبَّةُ القَمحِ في الأرضِ وتَمُت، تَبْقى حَبَّةً واحِدَة. ولكنْ إذا ماتَت، + تُنتِجُ حُبوبًا كَثيرَة. ٢٥ مَن يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهلِكُها، ومَن يَكرَهُ نَفْسَهُ + في هذا العالَمِ يُخَلِّصُها ويَنالُ حَياةً أبَدِيَّة. + ٢٦ إذا أرادَ أحَدٌ أن يَخدُمَني، فلْيَتبَعْني. والمَكانُ الَّذي أكونُ فيه، يَكونُ فيهِ خادِمي أيضًا. + والَّذي يُريدُ أن يَخدُمَني، يُكرِمُهُ الآب. ٢٧ أنا الآنَ مُتَضايِق، + فماذا أقول؟ خَلِّصْني يا أبي مِن هذِهِ السَّاعَة. + ولكنْ مِن أجْلِ هذِهِ السَّاعَةِ أنا جِئت. ٢٨ يا أبي، مَجِّدِ اسْمَك». فجاءَ صَوتٌ + مِنَ السَّماءِ يَقول: «مَجَّدتُهُ وسَأُمَجِّدُهُ بَعد». +
٢٩ فسَمِعَتِ الجُموعُ الواقِفَة هُناكَ الصَّوت. فقالَ البَعض: «إنَّهُ صَوتُ رَعد»، وقالَ آخَرون: «تَكَلَّمَ معهُ مَلاك». ٣٠ فأجابَ يَسُوع: «هذا الصَّوتُ أتى لَيسَ مِن أجْلي بل مِن أجْلِكُم. ٣١ الآنَ هو وَقتُ حِسابِ هذا العالَم؛ الآنَ سيُطرَدُ حاكِمُ هذا العالَم. + ٣٢ وأنا حينَ أُرفَعُ عنِ الأرض، + سأجذِبُ إلَيَّ مُختَلَفَ النَّاس». ٣٣ قالَ هذا لِيُشيرَ إلى الطَّريقَةِ الَّتي كانَ سيَموتُ بها قَريبًا. + ٣٤ فأجابَتهُ الجُموع: «عَرَفنا مِنَ الشَّريعَةِ أنَّ المَسِيح سيَبْقى إلى الأبَد. + فكَيفَ تَقولُ أنتَ إنَّ ابْنَ الإنسانِ يَجِبُ أن يُرفَع؟ + مَن هوَ ابْنُ الإنسانِ هذا؟». ٣٥ أجابَهُم يَسُوع: «سيَبْقى النُّورُ معكُم فَترَةً قَصيرَة بَعد. فامْشوا في النُّورِ ما دامَ النُّورُ معكُم، كَي لا يَغلِبَكُمُ الظَّلام. فالَّذي يَمْشي في الظَّلامِ لا يَعرِفُ إلى أينَ يَذهَب. + ٣٦ ما دامَ النُّورُ معكُم، فأَظهِروا الإيمانَ بِالنُّورِ لِتَصيروا أبناءَ نور». +
وبَعدَما قالَ يَسُوع ذلِك، ذَهَبَ واختَفى عن نَظَرِهِم. ٣٧ ومع أنَّهُ عَمِلَ أمامَهُم عَجائِبَ * كَثيرَة جِدًّا، لم يُؤْمِنوا به. ٣٨ وهكَذا تَحَقَّقَت كَلِماتُ النَّبِيِّ إشَعْيَا الَّذي قال: «يا يَهْوَه، مَن آمَنَ بِما سُمِعَ مِنَّا؟ *+ ولِمَن أُظهِرَت قُدرَةُ * يَهْوَه؟». + ٣٩ وهُم لم يَقدِروا أن يُؤْمِنوا لِأنَّ إشَعْيَا قالَ أيضًا: ٤٠ «أعْمى عُيونَهُم وقَسَّى قُلوبَهُم، كَي لا يَرَوْا بِعُيونِهِم ولا يَفهَموا بِقُلوبِهِم ولا يَرجِعوا فأشفِيَهُم». + ٤١ وقالَ إشَعْيَا ذلِك لِأنَّهُ رَأى مَجدَهُ وتَكَلَّمَ عنه. + ٤٢ مع ذلِك، آمَنَ بهِ كَثيرونَ حتَّى مِنَ الرُّؤَساء. + لكنَّهُم لم يَعتَرِفوا بِذلِك بِسَبَبِ الفَرِّيسِيِّين، كَي لا يُطرَدوا مِنَ المَجمَع. + ٤٣ فهُم أحَبُّوا المَجدَ الَّذي يَأتي مِنَ النَّاسِ أكثَرَ مِنَ المَجدِ الَّذي يَأتي مِنَ اللّٰه. +
٤٤ لكنَّ يَسُوع نادى قائِلًا: «مَن يُؤْمِنُ بي، لا يُؤْمِنُ بي فَقَط، بل بِالَّذي أرسَلَني أيضًا. + ٤٥ ومَن يَراني يَرى الَّذي أرسَلَني أيضًا. + ٤٦ أنا جِئتُ كنورٍ إلى العالَم، + كَي لا يَبْقى في الظَّلامِ كُلُّ مَن يُؤْمِنُ بي. + ٤٧ ولكنْ مَن يَسمَعُ كَلامي ولا يُطيعُه، فأنا لا أُحاكِمُه. فأنا لم آتِ لِأُحاكِمَ العالَم، بل لِأُخَلِّصَ العالَم. + ٤٨ مَن يَرفُضُني ولا يَقبَلُ كَلامي، فهُناك مَن يُحاكِمُه. الكَلامُ الَّذي قُلتُهُ هو سيُحاكِمُهُ في اليَومِ الأخير. ٤٩ فأنا لم أتَكَلَّمْ مِن عِندي، بلِ الآبُ الَّذي أرسَلَني هو أوْصاني ماذا أقولُ وماذا أُعَلِّم. + ٥٠ وأنا أعرِفُ أنَّ وَصِيَّتَهُ تُؤَدِّي إلى حَياةٍ أبَدِيَّة. + لِذلِك كُلُّ الكَلامِ الَّذي أقولُهُ هو بِالضَّبطِ ما قالَهُ لي الآب». +
١٣ واقتَرَبَ عيدُ الفِصح، وكانَ يَسُوع يَعرِفُ أنَّ ساعَتَهُ أتَت + لِيَترُكَ هذا العالَمَ ويَذهَبَ إلى الآب. + لِذلِك، ولِأنَّهُ أحَبَّ أتباعَهُ * الَّذينَ في العالَم، ظَلَّ يُحِبُّهُم حتَّى النِّهايَة. + ٢ وكانوا يَتَعَشَّوْنَ معًا. وكانَ إبْلِيس قد وَضَعَ في قَلبِ يَهُوذَا الإسْخَرْيُوطِيِّ + ابْنِ سِمْعَان أن يَخونَ يَسُوع. + ٣ ولِأنَّ يَسُوع كانَ يَعرِفُ أنَّ الآبَ وَضَعَ كُلَّ شَيءٍ بَينَ يَدَيْهِ وأنَّهُ أتى مِن عِندِ اللّٰهِ وسَيَرجِعُ إلى اللّٰه، + ٤ قامَ عنِ العَشاءِ وخَلَعَ ثَوبَهُ الخارِجِيّ، وأخَذَ مِنشَفَةً ولَفَّها حَولَ خَصرِه. + ٥ ثُمَّ صَبَّ ماءً في وِعاءٍ وبَدَأ يَغسِلُ أقدامَ التَّلاميذِ ويُنَشِّفُها بِالمِنشَفَةِ الَّتي حَولَ خَصرِه. ٦ ولمَّا وَصَلَ عِندَ سِمْعَان بُطْرُس، قالَ لهُ سِمْعَان: «يا رَبّ، أنتَ ستَغسِلُ قَدَمَيَّ؟». ٧ أجابَهُ يَسُوع: «أنتَ الآنَ لا تَفهَمُ ما أفعَلُه، لكنَّكَ ستَفهَمُ لاحِقًا». ٨ قالَ لهُ بُطْرُس: «لا، لن تَغسِلَ قَدَمَيَّ أبَدًا!». أجابَهُ يَسُوع: «إذا لم أغسِلْك، + فلن تَكونَ لكَ حِصَّةٌ معي». ٩ قالَ لهُ سِمْعَان بُطْرُس: «إذًا، لا تَغسِلْ قَدَمَيَّ فَقَط يا رَبّ، بل يَدَيَّ ورَأسي أيضًا». ١٠ أجابَهُ يَسُوع: «الَّذي استَحَمَّ يَكونُ كُلُّهُ طاهِرًا ولا يَحتاجُ إلَّا إلى غَسلِ قَدَمَيْه. وأنتُم طاهِرون، ولكنْ لَيسَ جَميعُكُم». ١١ فهو كانَ يَعرِفُ مَن سيَخونُه. + لِذلِك قال: «لَستُم جَميعُكُم طاهِرين».
١٢ وبَعدَما غَسَلَ أقدامَهُم ولَبِسَ ثَوبَهُ الخارِجِيّ، جَلَسَ * مِن جَديدٍ إلى الطَّاوِلَةِ وقالَ لهُم: «هل تَفهَمونَ ماذا فَعَلتُ لكُم؟ ١٣ أنتُم تَدْعونَني: ‹يا مُعَلِّم› و ‹يا رَبّ›، ومعكُم حَقٌّ لِأنِّي كذلِك. + ١٤ فإذا كُنتُ أنا، الرَّبَّ والمُعَلِّم، قد غَسَلتُ أقدامَكُم، + فأنتُم أيضًا يَجِبُ * أن تَغسِلوا بَعضُكُم أقدامَ بَعض. + ١٥ فأنا وَضَعتُ لكُم نَموذَجًا، كَي تَفعَلوا أنتُم أيضًا مِثلَما فَعَلتُ لكُم. + ١٦ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: العَبدُ لَيسَ أعظَمَ مِن سَيِّدِه، والمُرسَلُ لَيسَ أعظَمَ مِنَ الَّذي أرسَلَه. ١٧ أنتُمُ الآنَ تَعرِفونَ هذِهِ الأُمور، ولكنْ يا لِسَعادَتِكُم إذا طَبَّقتُموها. + ١٨ أنا لا أتَكَلَّمُ عنكُم كُلِّكُم، فأنا أعرِفُ الَّذينَ اختَرتُهُم. ولكنْ بِهذِهِ الطَّريقَةِ تَتَحَقَّقُ الآيَةُ + الَّتي تَقول: ‹الَّذي كانَ يَأكُلُ خُبزي انقَلَبَ ضِدِّي›. *+ ١٩ وأنا أُخبِرُكُم بِذلِكَ الآنَ قَبلَ أن يَحدُث، وهكَذا حينَ يَحدُثُ تُؤْمِنونَ بِأنِّي أنا هو. + ٢٠ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: الَّذي يَستَقبِلُ مَن أُرسِلُهُ يَستَقبِلُني أنا أيضًا، + والَّذي يَستَقبِلُني يَستَقبِلُ الَّذي أرسَلَني». +
٢١ وبَعدَما قالَ يَسُوع ذلِك، شَعَرَ بِانزِعاجٍ شَديدٍ وقالَ بِصَراحَة: «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: واحِدٌ مِنكُم سيَخونُني». + ٢٢ فنَظَرَ التَّلاميذُ بَعضُهُم إلى بَعضٍ وهُم مُحتارونَ مَن يَقصِدُ بِكَلامِه. + ٢٣ وكانَ واحِدٌ مِنَ التَّلاميذِ يَجلِسُ قُربَ * يَسُوع، وهوَ الَّذي كانَ يَسُوع يُحِبُّه. + ٢٤ فأشارَ إلَيهِ سِمْعَان بُطْرُس بِرَأسِهِ وسَألَه: «عمَّن يَتَكَلَّم؟». ٢٥ فمالَ ذلِكَ التِّلميذُ إلى الوَراءِ على صَدرِ يَسُوع وسَألَه: «مَن هو يا رَبّ؟». + ٢٦ أجابَهُ يَسُوع: «هوَ الَّذي سأُعْطيهِ لُقمَةَ الخُبزِ الَّتي أُغَمِّسُها». + فغَمَّسَ اللُّقمَةَ وأعْطاها لِيَهُوذَا بْنِ سِمْعَان الإسْخَرْيُوطِيّ. ٢٧ وبَعدَما أخَذَ يَهُوذَا اللُّقمَة، دَخَلَ فيهِ الشَّيْطَان. + فقالَ لهُ يَسُوع: «عَجِّلْ واعمَلْ ما تَعمَلُه». ٢٨ ولكنْ لا أحَدَ مِنَ الجالِسينَ * إلى الطَّاوِلَةِ فَهِمَ لِماذا قالَ لهُ ذلِك. ٢٩ وفي الواقِع، لِأنَّ صُندوقَ المالِ كانَ مع يَهُوذَا، + ظَنَّ البَعضُ أنَّ يَسُوع يَقولُ لهُ أن يَشتَرِيَ ما يَحتاجونَ إلَيهِ لِلعيد، أو أن يُعْطِيَ شَيئًا لِلفُقَراء. ٣٠ وبَعدَما أخَذَ يَهُوذَا اللُّقمَة، خَرَجَ فَوْرًا. وكانَ الوَقتُ لَيلًا. +
٣١ ولمَّا خَرَج، قالَ يَسُوع: «الآنَ يَتَمَجَّدُ ابْنُ الإنسانِ + ويَتَمَجَّدُ اللّٰهُ مِن خِلالِه. ٣٢ واللّٰهُ نَفْسُهُ سيُمَجِّدُه، + وسَيُمَجِّدُهُ فَوْرًا. ٣٣ يا أوْلادي الأحِبَّاء، أنا باقٍ معكُم فَترَةً قَصيرَة بَعد. ستُفَتِّشونَ عنِّي، وما قُلتُهُ لِليَهُودِ أقولُهُ الآنَ لكُم أيضًا: ‹حَيثُ أنا ذاهِبٌ لا تَقدِرونَ أن تَأتوا›. + ٣٤ أنا أُعْطيكُم وَصِيَّةً جَديدَة أن تُحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا؛ أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا مِثلَما أنا أحبَبتُكُم. + ٣٥ هكَذا سيَعرِفُ الجَميعُ أنَّكُم تَلاميذي: إذا كُنتُم تُحِبُّونَ بَعضُكُم بَعضًا». +
٣٦ فقالَ لهُ سِمْعَان بُطْرُس: «يا رَبّ، إلى أينَ أنتَ ذاهِب؟». أجابَهُ يَسُوع: «أنتَ لا تَقدِرُ أن تَتبَعَني الآنَ إلى المَكانِ الَّذي أنا ذاهِبٌ إلَيه، لكنَّكَ ستَتبَعُني لاحِقًا». + ٣٧ قالَ لهُ بُطْرُس: «يا رَبّ، لِماذا لا أقدِرُ أن أتبَعَكَ الآن؟ أنا مُستَعِدٌّ أن أُضَحِّيَ بِحَياتي مِن أجْلِك». + ٣٨ أجابَ يَسُوع: «هل فِعلًا ستُضَحِّي بِحَياتِكَ مِن أجْلي؟ صِدقًا صِدقًا أقولُ لك: لن يَصيحَ الدِّيكُ قَبلَ أن تُنكِرَني ثَلاثَ مَرَّات». +
١٤ «لا تَقلَقوا. *+ أَظهِروا الإيمانَ بِاللّٰهِ + وبي أنا أيضًا. ٢ يوجَدُ في بَيتِ أبي مَنازِلُ كَثيرَة. ولَو لم يَكُنِ الأمرُ كذلِك، كُنتُ أخبَرتُكُم. فأنا ذاهِبٌ لِأُجَهِّزَ لكُم مَكانًا. + ٣ وعِندَما أذهَبُ وأُجَهِّزُ لكُم مَكانًا، سأرجِعُ وآخُذُكُم معي لِتَكونوا في المَكانِ الَّذي أكونُ فيه. + ٤ وأنتُم تَعرِفونَ الطَّريقَ إلى المَكانِ الَّذي أنا ذاهِبٌ إلَيه».
٥ قالَ لهُ تُومَا: + «يا رَبّ، نَحنُ لا نَعرِفُ إلى أينَ أنتَ ذاهِب. فكَيفَ سنَعرِفُ الطَّريق؟».
٦ أجابَهُ يَسُوع: «أنا الطَّريقُ + والحَقُّ + والحَياة. + لا أحَدَ يَأتي إلى الآبِ إلَّا بِواسِطَتي. + ٧ لَو عَرَفتُموني، كُنتُم عَرَفتُم أبي أيضًا. وأنتُم مِنَ الآنَ صِرتُم تَعرِفونَه وقد رَأيتُموه». +
٨ قالَ لهُ فِيلِبُّس: «يا رَبّ، أرِنا الآبَ وهذا يَكْفينا».
٩ أجابَهُ يَسُوع: «أنا معكُم كُلَّ هذا الوَقتِ ولم تَعرِفْني بَعد يا فِيلِبُّس؟ مَن رَآني فقد رَأى الآبَ أيضًا. + فكَيفَ تَقول: ‹أرِنا الآب›؟ ١٠ ألَا تُؤْمِنُ أنِّي في اتِّحادٍ بِالآبِ وأنَّ الآبَ في اتِّحادٍ بي؟ + ما أقولُهُ لكُم لَيسَ مِن عِندي، + بلِ الآبُ الَّذي يَبْقى في اتِّحادٍ بي هو يَعمَلُ أعمالَهُ مِن خِلالي. ١١ صَدِّقوني حينَ أقولُ إنِّي في اتِّحادٍ بِالآبِ وإنَّ الآبَ في اتِّحادٍ بي. ولكنْ إذا كُنتُم لا تُصَدِّقونَ ما أقولُه، فصَدِّقوا بِسَبَبِ تِلكَ الأعمال. + ١٢ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: مَن يُظهرُ الإيمانَ بي، سيَعمَلُ هو أيضًا الأعمالَ الَّتي أعمَلُها، وسَيَعمَلُ أعظَمَ مِنها + لِأنِّي ذاهِبٌ إلى الآب. + ١٣ وكُلُّ ما تَطلُبونَهُ بِاسْمي سأعمَلُه، كَي يَتَمَجَّدَ الآبُ مِن خِلالِ الابْن. + ١٤ إذا طَلَبتُم شَيئًا بِاسْمي، فسَأعمَلُه.
١٥ «إذا كُنتُم تُحِبُّونَني، تُطيعونَ وَصاياي. + ١٦ وأنا سأطلُبُ مِنَ الآب، وهو سيُعْطيكُم مُساعِدًا * آخَرَ لِيَكونَ معكُم إلى الأبَد؛ + ١٧ إنَّهُ روحُ الحَقّ، + الَّذي لا يَقدِرُ العالَمُ أن يَنالَهُ لِأنَّ العالَمَ لا يَراهُ ولا يَعرِفُه. + أمَّا أنتُم فتَعرِفونَهُ لِأنَّهُ يَبْقى معكُم وهو فيكُم. ١٨ لن أترُكَكُم وَحْدَكُم؛ * سأرجِعُ إلَيكُم. + ١٩ بَعدَ قَليلٍ لن يَراني العالَم، أمَّا أنتُم فسَتَرَوْنَني + لِأنِّي حَيٌّ وأنتُم أيضًا ستَحْيَوْن. ٢٠ في ذلِكَ اليَوم، ستَعرِفونَ أنِّي في اتِّحادٍ بِأبي، وأنَّكُم في اتِّحادٍ بي، وأنِّي في اتِّحادٍ بكُم. + ٢١ الَّذي يَقبَلُ وَصايايَ ويُطيعُها هوَ الَّذي يُحِبُّني. والَّذي يُحِبُّني سيُحِبُّهُ أبي، وأنا سأُحِبُّهُ وأكشِفُ لهُ عن نَفْسي».
٢٢ فقالَ لهُ يَهُوذَا، + وهو غَيرُ يَهُوذَا الإسْخَرْيُوطِيّ: «يا رَبّ، ماذا حَدَث؟ لِماذا تُريدُ أن تَكشِفَ عن نَفْسِكَ لنا ولَيسَ لِلعالَم؟».
٢٣ أجابَهُ يَسُوع: «الَّذي يُحِبُّني يُطيعُ كَلامي، + وأبي يُحِبُّه، ونَأتي أنا وأبي إلَيهِ ونَسكُنُ معه. + ٢٤ والَّذي لا يُحِبُّني لا يُطيعُ كَلامي. والكَلامُ الَّذي تَسمَعونَهُ لَيسَ مِنِّي، بل مِنَ الآبِ الَّذي أرسَلَني. +
٢٥ «قُلتُ لكُم هذِهِ الأُمورَ فيما لا أزالُ معكُم. ٢٦ لكنَّ المُساعِد، الرُّوحَ القُدُس، الَّذي سيُرسِلُهُ الآبُ بِاسْمي، هو سيُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيءٍ ويُذَكِّرُكُم بِكُلِّ ما قُلتُهُ لكُم. + ٢٧ سَلامًا أترُكُ لكُم، سَلامي أُعْطيكُم. + وأنا لا أُعْطيكُم إيَّاهُ مِثلَما يُعْطيهِ العالَم. فلا تَقلَقوا * ولا تَخافوا. ٢٨ سَمِعتُم أنِّي قُلتُ لكُم: ‹أنا ذاهِبٌ ثُمَّ سأرجِعُ إلَيكُم›. فإذا كُنتُم تُحِبُّونَني، تَفرَحونَ بِأنِّي ذاهِبٌ إلى الآب، لِأنَّ الآبَ أعظَمُ مِنِّي. + ٢٩ لقد أخبَرتُكُم بِذلِكَ الآنَ قَبلَ أن يَحدُث، وهكَذا حينَ يَحدُثُ تُؤْمِنون. + ٣٠ لن أُكَلِّمَكُم كَثيرًا بَعد لِأنَّ حاكِمَ العالَمِ + آتٍ، وهو لا يَقدِرُ علَيَّ. *+ ٣١ لكنِّي أفعَلُ مِثلَما أوْصاني الآبُ + لِكَي يَعرِفَ العالَمُ أنِّي أُحِبُّ الآب. هَيَّا، قوموا لِنَذهَبَ مِن هُنا.
١٥ «أنا الكَرمَةُ الحَقيقِيَّة، وأبي هوَ الفَلَّاح. ٢ كُلُّ غُصنٍ فِيَّ لا يَحمِلُ ثَمَرًا يَقطَعُه، وكُلُّ غُصنٍ يَحمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ * لِيُعْطِيَ ثَمَرًا أكثَر. + ٣ أنتُمُ الآنَ أنقِياءُ بِفَضلِ الكَلامِ الَّذي قُلتُهُ لكُم. + ٤ إبْقَوْا في اتِّحادٍ بي وأنا سأبْقى في اتِّحادٍ بكُم. ومِثلَما لا يَقدِرُ الغُصنُ أن يُعْطِيَ ثَمَرًا وَحْدَهُ إلَّا إذا بَقِيَ في الكَرمَة، أنتُم أيضًا لن تُعْطوا ثَمَرًا إلَّا إذا بَقيتُم في اتِّحادٍ بي. + ٥ أنا الكَرمَة، وأنتُمُ الأغصان. الَّذي يَبْقى في اتِّحادٍ بي وأنا أبْقى في اتِّحادٍ بهِ يَحمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا. + فمِن دوني لا تَقدِرونَ أن تَعمَلوا شَيئًا أبَدًا. ٦ والَّذي لا يَبْقى في اتِّحادٍ بي، يَكونُ مِثلَ غُصنٍ يُرْمى خارِجًا ويَجِفّ. وهذِهِ الأغصانُ تُجمَعُ وتُرْمى في النَّارِ وتَحتَرِق. ٧ إذا بَقيتُم في اتِّحادٍ بي وبَقِيَ كَلامي في قُلوبِكُم، فاطلُبوا ما تُريدونَ وسَيُعْطى لكُم. + ٨ هكَذا يَتَمَجَّدُ أبي: حينَ تُعْطونَ بِاستِمرارٍ ثَمَرًا كَثيرًا وتُظهِرونَ أنَّكُم تَلاميذي. + ٩ مِثلَما أحَبَّني الآبُ + أحبَبتُكُم أنا، فحافِظوا على مَحَبَّتي لكُم. ١٠ إذا أطَعتُم وَصاياي، تُحافِظونَ على مَحَبَّتي لكُم، مِثلَما أنا أُطيعُ وَصايا الآبِ وأُحافِظُ على مَحَبَّتِهِ لي.
١١ «قُلتُ لكُم هذا لِتَفرَحوا مِثلي ويَكونَ فَرَحُكُم كامِلًا. + ١٢ هذِه هي وَصِيَّتي: أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا مِثلَما أنا أحبَبتُكُم. + ١٣ لا توجَدُ مَحَبَّةٌ أعظَمُ مِن أن يُضَحِّيَ أحَدٌ بِحَياتِهِ مِن أجْلِ أصدِقائِه. + ١٤ وأنتُم أصدِقائي إذا فَعَلتُم ما أُوصيكُم به. + ١٥ لن أُسَمِّيَكُم عَبيدًا بَعدَ الآن، لِأنَّ العَبدَ لا يَعرِفُ ماذا يَعمَلُ سَيِّدُه. لكنِّي أُسَمِّيكُم أصدِقاء، لِأنِّي أخبَرتُكُم كُلَّ ما سَمِعتُهُ مِن أبي. ١٦ أنتُم لم تَختاروني بل أنا اختَرتُكُم، وعَيَّنتُكُم لِتَذهَبوا وتُعْطوا بِاستِمرارٍ ثَمَرًا يَدوم، لِكَي يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ ما تَطلُبونَهُ بِاسْمي. +
١٧ «أنا أُوصيكُم بِهذِهِ الأُمورِ كَي تُحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا. + ١٨ إذا كانَ العالَمُ يَكرَهُكُم، فتَذَكَّروا أنَّهُ كَرِهَني قَبلَ أن يَكرَهَكُم. + ١٩ لَو كُنتُم جُزْءًا مِنَ العالَم، لَكانَ العالَمُ يُحِبُّكُم لِأنَّكُم تَنتَمونَ إلَيه. لكنَّكُم لَستُم جُزْءًا مِنَ العالَم، + بل أنا اختَرتُكُم مِنَ العالَم، لِهذا السَّبَبِ يَكرَهُكُمُ العالَم. + ٢٠ تَذَكَّروا الكَلامَ الَّذي قُلتُهُ لكُم: العَبدُ لَيسَ أعظَمَ مِن سَيِّدِه. إذا كانوا قدِ اضطَهَدوني فسَيَضطَهِدونَكُم أيضًا، + وإذا كانوا قد أطاعوا كَلامي فسَيُطيعونَ كَلامَكُم أيضًا. ٢١ لكنَّهُم سيَفعَلونَ بكُم كُلَّ هذا مِن أجْلِ اسْمي، لِأنَّهُم لا يَعرِفونَ الَّذي أرسَلَني. + ٢٢ لَو لم آتِ وأُكَلِّمْهُم، ما كانَت حُسِبَت علَيهِم خَطِيَّة. + أمَّا الآنَ فلَيسَ هُناك ما يُبَرِّرُ خَطِيَّتَهُم. + ٢٣ الَّذي يَكرَهُني يَكرَهُ أبي أيضًا. + ٢٤ ولَو لم أعمَلْ بَينَهُم أعمالًا لم يَعمَلْها أحَدٌ غَيري، ما كانَت حُسِبَت علَيهِم خَطِيَّة. + أمَّا الآنَ فقد رَأَوْني، ومع ذلِك كَرِهوني أنا وأبي. ٢٥ لكنَّ هذا حَصَلَ كَي يَتَحَقَّقَ ما كُتِبَ في شَريعَتِهِم: ‹كَرِهوني بِلا سَبَب›. + ٢٦ وعِندَما يَأتي المُساعِدُ الَّذي سأُرسِلُهُ إلَيكُم مِن عِندِ الآب، أي روحُ الحَقِّ + الَّذي يَأتي مِنَ الآب، فهو سيَشهَدُ لي. + ٢٧ وأنتُم أيضًا ستَشهَدونَ لي + لِأنَّكُم معي مِنَ البِدايَة.
١٦ «قُلتُ لكُم هذِهِ الأُمورَ كَي لا تَتَعَثَّروا وتَسقُطوا. ٢ فسَيَطرُدونَكُم مِنَ المَجامِع. + وفي الحَقيقَة، سيَأتي وَقتٌ يَظُنُّ فيهِ كُلُّ مَن يَقتُلُكُم + أنَّهُ يُقَدِّمُ لِلّٰهِ خِدمَةً مُقَدَّسَة. ٣ وهُم سيَفعَلونَ ذلِك لِأنَّهُم لم يَعرِفوا الآبَ ولا عَرَفوني. + ٤ لكنِّي قُلتُ لكُم هذِهِ الأُمورَ كَي تَتَذَكَّروا، حينَ يَأتي وَقتُها، أنِّي أخبَرتُكُم عنها. +
«لم أُخبِرْكُم عنها في البِدايَةِ لِأنِّي كُنتُ معكُم. ٥ أمَّا الآنَ فأنا ذاهِبٌ إلى الَّذي أرسَلَني، + ولكنْ لم يَسألْني أحَدٌ مِنكُمُ الآن: ‹إلى أينَ أنتَ ذاهِب؟›. ٦ بَدَلًا مِن ذلِك، امتَلَأَت قُلوبُكُم بِالحُزنِ لِأنِّي أخبَرتُكُم عن هذِهِ الأُمور. + ٧ ولكنْ صِدقًا أقولُ لكُم: مِن مَصلَحَتِكُم أن أذهَب. فإذا لم أذهَب، فلن يَأتِيَ المُساعِدُ + إلَيكُم. أمَّا إذا ذَهَبتُ فسَأُرسِلُهُ إلَيكُم. ٨ وعِندَما يَأتي، سيُقَدِّمُ لِلعالَمِ دَليلًا مُقنِعًا على الخَطِيَّة، وعلى فِعلِ الصَّواب، وعلى الحِساب: ٩ أوَّلًا على الخَطِيَّة، + لِأنَّ العالَمَ لا يُظهِرُ الإيمانَ بي؛ + ١٠ ثُمَّ على فِعلِ الصَّواب، لِأنِّي ذاهِبٌ إلى الآبِ ولن تَعودوا تَرَوْنَني؛ ١١ ثُمَّ على الحِساب، لِأنَّ حاكِمَ هذا العالَمِ قد حُكِمَ علَيه. +
١٢ «عِندي بَعد أُمورٌ كَثيرَة أقولُها لكُم، لكنَّكُم لا تَقدِرونَ أن تَتَحَمَّلوها الآن. ١٣ ولكنْ حينَ يَأتي ذاك، أي روحُ الحَقّ، + فهو سيَقودُكُم إلى الحَقِّ كُلِّه، لِأنَّهُ لن يَقولَ شَيئًا مِن عِندِه، بل سيَقولُ ما يَسمَعُهُ ويُعلِنُ لكُم ما سيَحدُث. + ١٤ وهو سيُمَجِّدُني + لِأنَّهُ سيُعلِنُ لكُم ما يَنالُهُ مِنِّي. + ١٥ وكُلُّ ما لِلآبِ هو لي. + لِذلِك قُلتُ إنَّهُ سيُعلِنُ لكُم ما يَنالُهُ مِنِّي. ١٦ بَعدَ قَليلٍ لن تَرَوْني، + ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ ستَرَوْنَني».
١٧ فقالَ بَعضُ تَلاميذِهِ واحِدُهُم لِلآخَر: «ماذا يَقصِدُ بِكَلامِه: ‹بَعدَ قَليلٍ لن تَرَوْني، ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ ستَرَوْنَني›، وأيضًا: ‹لِأنِّي ذاهِبٌ إلى الآب›؟». ١٨ وقالوا: «ماذا يَقصِدُ حينَ قال: ‹بَعدَ قَليل›؟ لا نَعرِفُ عن ماذا يَتَكَلَّم». ١٩ وعَرَفَ يَسُوع أنَّهُم يُريدونَ أن يَسألوه، فقالَ لهُم: «هل تَتَساءَلونَ في ما بَينَكُم لِتَعرِفوا لِماذا قُلت: ‹بَعدَ قَليلٍ لن تَرَوْني، ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ ستَرَوْنَني›؟ ٢٠ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: ستَبْكونَ وتَندُبون، لكنَّ العالَمَ سيَفرَح. ستَحزَنون، لكنَّ حُزنَكُم سيَتَحَوَّلُ إلى فَرَح. + ٢١ فالمَرأةُ تَحزَنُ وهي تَلِدُ لِأنَّ وَقتَ وَجَعِها جاء. ولكنْ عِندَما تَلِدُ طِفلَها، تَنْسى أوْجاعَها * لِأنَّها تَفرَحُ بِوِلادَةِ طِفلٍ في العالَم. ٢٢ أنتُم أيضًا حَزينونَ الآن. لكنِّي سأراكُم مِن جَديدٍ وسَتَفرَحُ قُلوبُكُم، + ولا أحَدَ سيَأخُذُ فَرَحَكُم مِنكُم. ٢٣ وفي ذلِكَ اليَوم، لن تَسألوني أيَّ سُؤال. صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم: إذا طَلَبتُم مِنَ الآبِ شَيئًا + بِاسْمي، فسَيُعْطيكُم إيَّاه. + ٢٤ حتَّى الآنَ لم تَطلُبوا شَيئًا بِاسْمي. أُطلُبوا تَنالوا، وهكَذا يَكونُ فَرَحُكُم كامِلًا.
٢٥ «قُلتُ لكُم هذِهِ الأُمورَ مُستَعمِلًا التَّشابيه. ولكنْ سيَأتي وَقتٌ حينَ لا أعودُ أُكَلِّمُكُم هكَذا، بل أُخبِرُكُم عنِ الآبِ بِصَراحَة. ٢٦ في ذلِكَ اليَومِ ستَطلُبونَ مِنَ الآبِ بِاسْمي. وأنا لا أقصِدُ بِكَلامي أنِّي سأطلُبُ مِنَ الآبِ لِأجْلِكُم. ٢٧ فالآبُ نَفْسُهُ يُحِبُّكُم لِأنَّكُم أحبَبتُموني + وآمَنتُم أنِّي أتَيتُ كمُمَثِّلٍ عنِ اللّٰه. + ٢٨ أنا أتَيتُ إلى العالَمِ كمُمَثِّلٍ عنِ الآب. والآنَ سأترُكُ العالَمَ وأذهَبُ إلى الآب». +
٢٩ فقالَ تَلاميذُه: «أنتَ الآنَ تَتَكَلَّمُ بِصَراحَةٍ ولا تَستَعمِلُ التَّشابيه. ٣٠ ونَحنُ نَعرِفُ الآنَ أنَّكَ تَعرِفُ كُلَّ شَيءٍ ولا تَحتاجُ أن يَسألَكَ أحَدٌ أيَّ سُؤال. لِذلِك نُؤْمِنُ أنَّكَ جِئتَ مِن عِندِ اللّٰه». ٣١ أجابَهُم يَسُوع: «هل فِعلًا تُؤْمِنونَ الآن؟ ٣٢ أُنظُروا! سيَأتي وَقت، بل أتى، حينَ تَتَفَرَّقونَ ويَهرُبُ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم إلى بَيتِهِ وتَترُكونَني وَحْدي. + لكنِّي لَستُ وَحْدي لِأنَّ الآبَ معي. + ٣٣ قُلتُ لكُم هذِهِ الأُمورَ لِيَكونَ عِندَكُم سَلامٌ مِن خِلالي. + ستُواجِهونَ ضيقاتٍ في العالَم، ولكنْ كونوا شُجعانًا! أنا غَلَبتُ العالَم». +
١٧ وبَعدَما قالَ يَسُوع هذا الكَلام، رَفَعَ عَيْنَيْهِ إلى السَّماءِ وقال: «يا أبي، أتَتِ السَّاعَة. مَجِّدِ ابْنَكَ لِكَي يُمَجِّدَكَ ابْنُك، + ٢ مَجِّدْهُ مِثلَما مَجَّدتَهُ حينَ أعْطَيتَهُ سُلطَةً على كُلِّ البَشَر، + كَي يُعْطِيَ حَياةً أبَدِيَّة + لِكُلِّ الَّذينَ أعْطَيتَهُم له. + ٣ والحَياةُ الأبَدِيَّة + هي أن يَعرِفوكَ * أنت، الإلهَ الحَقيقِيَّ الوَحيد، + ويَعرِفوا * الَّذي أرسَلتَه، يَسُوع المَسِيح. + ٤ أنا مَجَّدتُكَ على الأرضِ + وأنهَيتُ العَمَلَ الَّذي أعْطَيتَني لِأعمَلَه. + ٥ والآنَ مَجِّدْني يا أبي بِقُربِك، مِثلَما كُنتُ مُمَجَّدًا بِقُربِكَ قَبلَ وُجودِ العالَم. +
٦ «أنا جَعَلتُ اسْمَكَ مَعروفًا لِلَّذينَ أعْطَيتَني إيَّاهُم مِنَ العالَم. + كانوا لكَ وأنتَ أعْطَيتَهُم لي، وهُم يُطيعونَ كَلامَك. ٧ والآنَ هُم يَعرِفونَ أنَّ كُلَّ ما أعْطَيتَهُ لي هو مِنك. ٨ فأنا أخبَرتُهُمُ الكَلامَ الَّذي قُلتَهُ لي، + وهُم قَبِلوهُ وصاروا يَعرِفونَ تَمامًا أنِّي أتَيتُ كمُمَثِّلٍ عنك، + وآمَنوا أنَّكَ أنتَ أرسَلتَني. + ٩ أنا أُصَلِّي مِن أجْلِهِم؛ لا أُصَلِّي مِن أجْلِ العالَم، بل مِن أجْلِ الَّذينَ أعْطَيتَني إيَّاهُم لِأنَّهُم لك. ١٠ كُلُّ ما هو لي هو لك، وما هو لكَ هو لي، + وأنا تَمَجَّدتُ بَينَهُم.
١١ «أنا لَستُ باقِيًا في العالَمِ لِأنِّي ذاهِبٌ إلَيك. أمَّا هُم، فإنَّهُم في العالَم. + أيُّها الآبُ القُدُّوس، احرُسْهُم + مِن أجْلِ اسْمِكَ الَّذي أعْطَيتَني إيَّاه، لِيَكونوا واحِدًا * مِثلَما نَحنُ واحِد. *+ ١٢ حينَ كُنتُ معهُم، اعتَنَيتُ بهِم + مِن أجْلِ اسْمِكَ الَّذي أعْطَيتَني إيَّاه. وقد حَمَيتُهُم، ولم يَهلَكْ مِنهُم أحَدٌ + إلَّا ابْنُ الهَلاك، + وذلِك كَي تَتِمَّ الآيَة. + ١٣ أمَّا الآنَ فأنا ذاهِبٌ إلَيك. وأنا أقولُ هذِهِ الأُمورَ فيما لا أزالُ في العالَم، كَي يَفرَحوا مِثلي ويَكونَ فَرَحُهُم كامِلًا. + ١٤ أنا نَقَلتُ إلَيهِم كَلامَك، لكنَّ العالَمَ كَرِهَهُم لِأنَّهُم لَيسوا جُزْءًا مِنَ العالَم، + مِثلَما أنِّي أنا لَستُ جُزْءًا مِنَ العالَم.
١٥ «لا أطلُبُ أن تَأخُذَهُم مِنَ العالَم، بل أن تَحْمِيَهُم مِنَ الشِّرِّير. + ١٦ هُم لَيسوا جُزْءًا مِنَ العالَم، + مِثلَما أنِّي أنا لَستُ جُزْءًا مِنَ العالَم. + ١٧ قَدِّسْهُم * بِواسِطَةِ الحَقّ، + كَلِمَتُكَ هيَ الحَقّ. + ١٨ ومِثلَما أرسَلتَني إلى العالَم، أنا أيضًا أرسَلتُهُم إلى العالَم. + ١٩ وأنا أُبْقي نَفْسي مُقَدَّسًا مِن أجْلِهِم، لِيَكونوا هُم أيضًا مُقَدَّسينَ بِواسِطَةِ الحَقّ.
٢٠ «لا أُصَلِّي مِن أجْلِ هؤُلاء فَقَط، بل أيضًا مِن أجْلِ الَّذينَ يُؤْمِنونَ بي بِسَبَبِ كَلامِ هؤُلاء، ٢١ لِكَي يَكونوا جَميعُهُم واحِدًا، + مِثلَما أنَّكَ أنتَ أيُّها الآبُ في اتِّحادٍ بي وأنا في اتِّحادٍ بك، + ولِكَي يَكونوا أيضًا في اتِّحادٍ بنا. وهكَذا يُؤْمِنُ العالَمُ أنَّكَ أرسَلتَني. ٢٢ أنا أعْطَيتُهُمُ المَجدَ الَّذي أعْطَيتَهُ لي لِيَكونوا واحِدًا مِثلَما نَحنُ واحِد. + ٢٣ أنا في اتِّحادٍ بهِم وأنتَ في اتِّحادٍ بي لِيَكونوا في وَحدَةٍ كامِلَة. وهكَذا يَعرِفُ العالَمُ أنَّكَ أرسَلتَني وأنَّكَ تُحِبُّهُم مِثلَما تُحِبُّني. ٢٤ أيُّها الآب، إنَّ الَّذينَ أعْطَيتَني إيَّاهُم أُريدُ أن يَكونوا معي حَيثُ أكون، + لِيَرَوْا مَجدي الَّذي أعْطَيتَني إيَّاه، لِأنَّكَ أحبَبتَني مِن قَبلِ تَأسيسِ العالَم. + ٢٥ أيُّها الآبُ الصَّالِح، * العالَمُ لم يَعرِفْك، + أمَّا أنا فأعرِفُك. + والَّذينَ أعْطَيتَني إيَّاهُم عَرَفوا أنَّكَ أرسَلتَني. ٢٦ وأنا عَرَّفتُهُمُ اسْمَكَ وسَأظَلُّ أُعَرِّفُهُم علَيه، + لِيُظهِروا نَفْسَ المَحَبَّةِ الَّتي أحبَبتَني إيَّاها ولِأكونَ في اتِّحادٍ بهِم». +
١٨ وبَعدَما قالَ يَسُوع ذلِك، خَرَجَ مع تَلاميذِهِ وعَبَرَ وادي قِدْرُون. + وكانَ هُناك بُستان، فدَخَلَ إلَيهِ هو وتَلاميذُه. + ٢ وكانَ يَهُوذَا الَّذي سيُسَلِّمُهُ يَعرِفُ المَكانَ أيضًا، لِأنَّ يَسُوع اجتَمَعَ هُناك كَثيرًا مع تَلاميذِه. ٣ فأخَذَ يَهُوذَا فِرقَةً مِنَ الجُنودِ وحُرَّاسًا مِن عِندِ كِبارِ الكَهَنَةِ والفَرِّيسِيِّينَ وذَهَبَ إلى هُناك. وكانَ معهُم مَشاعِلُ نارٍ وسُرُجٌ وأسلِحَة. + ٤ وكانَ يَسُوع يَعرِفُ كُلَّ ما سيَحدُثُ له، فتَقَدَّمَ إلى الأمامِ وقالَ لهُم: «عمَّن تُفَتِّشون؟». ٥ أجابوه: «عن يَسُوع النَّاصِرِيّ». + قالَ لهُم: «أنا هو». وكانَ يَهُوذَا الَّذي سيُسَلِّمُهُ واقِفًا أيضًا معهُم. +
٦ ولكنْ لمَّا قالَ لهُم يَسُوع: «أنا هو»، رَجَعوا إلى الوَراءِ ووَقَعوا على الأرض. + ٧ فسَألَهُم مَرَّةً ثانِيَة: «عمَّن تُفَتِّشون؟». قالوا: «عن يَسُوع النَّاصِرِيّ». ٨ أجابَ يَسُوع: «قُلتُ لكُم إنَّهُ أنا. فإذا كُنتُم تُفَتِّشونَ عنِّي، فاترُكوا هؤُلاءِ الرِّجالَ يَذهَبون». ٩ حَصَلَ ذلِك لِيَتَحَقَّقَ ما قالَه: «لم أخسَرْ أحَدًا مِنَ الَّذينَ أعْطَيتَني إيَّاهُم». +
١٠ وكانَ مع سِمْعَان بُطْرُس سَيف، فسَحَبَهُ وهَجَمَ على عَبدِ رَئيسِ الكَهَنَةِ وقَطَعَ أُذُنَهُ اليَمين. + وكانَ اسْمُ العَبدِ مَلْخُس. ١١ لكنَّ يَسُوع قالَ لِبُطْرُس: «ضَعِ السَّيفَ في مَكانِه. + ألَا يَجِبُ أن أشرَبَ الكَأسَ الَّذي أعْطاني إيَّاهُ الآب؟». +
١٢ ثُمَّ قَبَضَ الجُنودُ وقائِدُهُم والحُرَّاسُ اليَهُودُ على يَسُوع وقَيَّدوه. ١٣ وأخَذوهُ في الأوَّلِ عِندَ حَنَّان، لِأنَّهُ والِدُ زَوجَةِ قِيَافَا + الَّذي كانَ رَئيسَ الكَهَنَةِ في تِلكَ السَّنَة. + ١٤ وقِيَافَا هوَ الَّذي نَصَحَ اليَهُودَ وقالَ لهُم إنَّ مِن مَصلَحَتِهِم أن يَموتَ رَجُلٌ واحِدٌ عنِ الشَّعب. +
١٥ وكانَ سِمْعَان بُطْرُس يَتبَعُ يَسُوع + مع تِلميذٍ آخَر. وهذا التِّلميذُ كانَ يَعرِفُهُ رَئيسُ الكَهَنَة، فدَخَلَ مع يَسُوع إلى ساحَةِ بَيتِ رَئيسِ الكَهَنَة. ١٦ أمَّا بُطْرُس فوَقَفَ في الخارِجِ عِندَ الباب. * فخَرَجَ التِّلميذُ الآخَر، الَّذي كانَ يَعرِفُهُ رَئيسُ الكَهَنَة، وتَكَلَّمَ معَ الخادِمَةِ الَّتي تَحرُسُ البابَ وأدخَلَ بُطْرُس. ١٧ فقالَت تِلكَ الخادِمَةُ لِبُطْرُس: «هل أنتَ أيضًا مِن تَلاميذِ هذا الرَّجُل؟». أجابَها: «لا، لَستُ مِنهُم». + ١٨ وكانَ العَبيدُ والحُرَّاسُ قد أشعَلوا فَحمًا ووَقَفوا حَولَهُ لِيَتَدَفَّأوا لِأنَّ الطَّقسَ كانَ بارِدًا. وكانَ بُطْرُس أيضًا واقِفًا معهُم يَتَدَفَّأ.
١٩ فسَألَ الكاهِنُ الكَبيرُ يَسُوع عن تَلاميذِهِ وعن تَعليمِه. ٢٠ أجابَهُ يَسُوع: «كُنتُ أتَكَلَّمُ معَ النَّاسِ عَلَنًا، ودائِمًا عَلَّمتُ في المَجامِعِ وفي الهَيكَل، + حَيثُ يَجتَمِعُ كُلُّ اليَهُود. ولم أقُلْ شَيئًا في السِّرّ. ٢١ فلِماذا تَسألُني أنا؟ إسألِ الَّذينَ سَمِعوا كَلامي. فهُم يَعرِفونَ ما قُلتُه». ٢٢ ولمَّا قالَ يَسُوع هذا، صَفَعَهُ على وَجهِهِ + واحِدٌ مِنَ الحُرَّاسِ كانَ واقِفًا هُناك، وقالَ له: «هل هكَذا تُجاوِبُ الكاهِنَ الكَبير؟». ٢٣ أجابَهُ يَسُوع: «إذا كُنتُ قد قُلتُ شَيئًا خاطِئًا، فقُلْ لي * ما هو. ولكنْ إذا كانَ كَلامي صَحيحًا، فلِماذا تَضرِبُني؟». ٢٤ عِندَئِذٍ أرسَلَهُ حَنَّان مُقَيَّدًا إلى رَئيسِ الكَهَنَةِ قِيَافَا. +
٢٥ وكانَ سِمْعَان بُطْرُس لا يَزالُ واقِفًا هُناك يَتَدَفَّأ. فسَألوه: «هل أنتَ أيضًا مِن تَلاميذِه؟». فأنكَرَ وقال: «لا، لَستُ مِنهُم». + ٢٦ فقالَ واحِدٌ مِن عَبيدِ رَئيسِ الكَهَنَة، وهو مِن أقرِباءِ الرَّجُلِ الَّذي قَطَعَ بُطْرُس أُذُنَه: + «ألَمْ أرَكَ في البُستانِ معه؟». ٢٧ لكنَّ بُطْرُس أنكَرَ مَرَّةً أُخْرى. وفي الحالِ صاحَ الدِّيك. +
٢٨ ثُمَّ أخَذوا يَسُوع مِن عِندِ قِيَافَا إلى قَصرِ الحاكِم. + وكانَ ذلِك في الصَّباحِ الباكِر. لكنَّ اليَهُودَ لم يَدخُلوا إلى قَصرِ الحاكِم، لِأنَّهُم إذا دَخَلوا يَتَنَجَّسونَ + ولا يَعودونَ قادِرينَ أن يَأكُلوا عَشاءَ الفِصح. ٢٩ فخَرَجَ بِيلَاطُس إلَيهِم وقال: «بِماذا تَتَّهِمونَ هذا الرَّجُل؟». ٣٠ أجابوه: «لَو لم يَكُنْ هذا الرَّجُلُ مُذنِبًا، * ما كُنَّا سَلَّمناهُ إلَيك». ٣١ فقالَ لهُم بِيلَاطُس: «خُذوهُ أنتُم وحاكِموهُ بِحَسَبِ شَريعَتِكُم». + أجابَهُ اليَهُود: «لَيسَ مَسموحًا لنا أن نَقتُلَ أحَدًا». + ٣٢ حَصَلَ ذلِك لِيَتَحَقَّقَ ما قالَهُ يَسُوع حينَ أشارَ إلى الطَّريقَةِ الَّتي كانَ سيَموتُ بها. +
٣٣ فدَخَلَ بِيلَاطُس مِن جَديدٍ إلى قَصرِ الحاكِمِ واستَدْعى يَسُوع وسَألَه: «هل أنتَ مَلِكُ اليَهُود؟». + ٣٤ أجابَ يَسُوع: «هل هذا السُّؤالُ مِن عِندِك، أو أخبَرَكَ آخَرونَ عنِّي؟». ٣٥ أجابَ بِيلَاطُس: «وهل أنا يَهُودِيّ؟! شَعبُكَ وكِبارُ الكَهَنَةِ سَلَّموكَ إلَيَّ. ماذا فَعَلتَ؟». ٣٦ أجابَ يَسُوع: + «مَملَكَتي لَيسَت جُزْءًا مِن هذا العالَم. + لَو كانَت مَملَكَتي جُزْءًا مِن هذا العالَم، كانَ خُدَّامي جاهَدوا كَي لا أُسَلَّمَ إلى اليَهُود. + ولكنْ مَملَكَتي لَيسَت مِن هُنا». ٣٧ فقالَ لهُ بِيلَاطُس: «أنتَ مَلِكٌ إذًا؟». أجابَهُ يَسُوع: «أنتَ بِنَفْسِكَ تَقولُ إنِّي مَلِك. + أنا وُلِدتُ وأتَيتُ إلى العالَمِ لِهذا الهَدَف: لِأشهَدَ لِلحَقّ. + وكُلُّ مَن هو إلى جانِبِ الحَقِّ يَسمَعُ لي». ٣٨ قالَ لهُ بِيلَاطُس: «وما هوَ الحَقّ؟».
وبَعدَما قالَ ذلِك، خَرَجَ مَرَّةً ثانِيَة إلى اليَهُودِ وقالَ لهُم: «لا أجِدُهُ مُذنِبًا بِشَيء. + ٣٩ ولكنْ بِحَسَبِ عادَتِكُم، أنا أُحَرِّرُ لكُم شَخصًا في الفِصح. + فهل تُريدونَ أن أُحَرِّرَ لكُم مَلِكَ اليَهُود؟». ٤٠ فصَرَخوا: «لا نُريدُ هذا، بل بَارَابَاس!». وكانَ بَارَابَاس لِصًّا. +
١٩ عِندَئِذٍ، أخَذَ بِيلَاطُس يَسُوع وجَلَدَه. + ٢ وجَدَّلَ * الجُنودُ تاجًا مِن شَوكٍ ووَضَعوهُ على رَأسِهِ وألبَسوهُ ثَوبًا أُرجُوانِيًّا. + ٣ وصاروا يَقتَرِبونَ مِنهُ ويَقولون: «يَعيشُ مَلِكُ اليَهُود!». وكانوا أيضًا يَصفَعونَهُ على وَجهِه. + ٤ وخَرَجَ بِيلَاطُس مَرَّةً أُخْرى وقالَ لِلجُموع: «سأُخرِجُهُ إلَيكُم لِتَعرِفوا أنِّي لا أجِدُه مُذنِبًا بِشَيء». + ٥ فخَرَجَ يَسُوع لابِسًا تاجَ الشَّوكِ والثَّوبَ الأُرجُوانِيّ. فقالَ لهُم بِيلَاطُس: «هذا هوَ الرَّجُل!». ٦ ولكنْ لمَّا رَآهُ كِبارُ الكَهَنَةِ والحُرَّاس، صَرَخوا: «عَلِّقْهُ على خَشَبَة! عَلِّقْهُ على خَشَبَة!». + قالَ لهُم بِيلَاطُس: «خُذوهُ أنتُم وعَلِّقوه، فأنا لا أجِدُهُ مُذنِبًا بِشَيء». + ٧ أجابَهُ اليَهُود: «لَدَينا شَريعَة، وبِحَسَبِ الشَّريعَةِ يَجِبُ أن يَموتَ + لِأنَّهُ ادَّعى أنَّهُ ابْنُ اللّٰه». +
٨ فلمَّا سَمِعَ بِيلَاطُس كَلامَهُم، زادَ خَوفُه. ٩ ودَخَلَ مُجَدَّدًا إلى قَصرِ الحاكِمِ وسَألَ يَسُوع: «مِن أينَ أنت؟». لكنَّ يَسُوع لم يُجاوِبْه. + ١٠ فقالَ لهُ بِيلَاطُس: «ألَنْ تُجاوِبَني؟ ألَا تَعرِفُ أنَّ عِندي سُلطَةً أن أُحَرِّرَكَ وسُلطَةً أن أُعَلِّقَكَ على خَشَبَة؟». ١١ أجابَهُ يَسُوع: «لم يَكُنْ لَدَيكَ أيُّ سُلطَةٍ علَيَّ لَو لم تُعْطَ لكَ مِن فَوق. لِذلِك، مَن سَلَّمَني إلَيكَ خَطِيَّتُهُ أعظَم».
١٢ لِهذا السَّبَب، ظَلَّ بِيلَاطُس يُحاوِلُ أن يَجِدَ طَريقَةً لِيُحَرِّرَه. لكنَّ اليَهُودَ صَرَخوا: «إذا حرَّرتَ هذا الرَّجُل، لا تَكونُ صَديقًا لِقَيْصَر. كُلُّ مَن يَقولُ إنَّهُ مَلِكٌ يَكونُ ضِدَّ قَيْصَر». + ١٣ ولمَّا سَمِعَ بِيلَاطُس هذا الكَلام، أخرَجَ يَسُوع وجَلَسَ على كُرسِيِّ القَضاءِ في مَكانٍ يُسَمَّى «البَلاط»، بِالعِبْرَانِيَّة جَبَّاثَا. ١٤ كانَ ذلِكَ اليَومُ يَومَ الاستِعدادِ + لِلفِصح، وكانَتِ السَّاعَةُ حَوالَيِ الـ ١٢ ظُهرًا. * وقالَ بِيلَاطُس لِليَهُود: «هذا هو مَلِكُكُم!». ١٥ أمَّا هُم فصَرَخوا: «خُذْه! خُذْه! عَلِّقْهُ على خَشَبَة!». قالَ لهُم بِيلَاطُس: «هل أُعَلِّقُ مَلِكَكُم؟». أجابَ كِبارُ الكَهَنَة: «لَيسَ لَدَينا مَلِكٌ إلَّا قَيْصَر». ١٦ عِندَئِذٍ، سَلَّمَهُ إلَيهِم كَي يُعَلَّقَ على خَشَبَة. +
فأخَذوا يَسُوع. ١٧ فحَمَلَ خَشَبَةَ آلامِهِ وخَرَجَ إلى مَكانٍ اسْمُه «الجُمْجُمَة»، + الَّذي يُسَمَّى بِالعِبْرَانِيَّة جُلْجُثَة. *+ ١٨ وهُناك عَلَّقوهُ على الخَشَبَةِ + مع رَجُلَيْنِ آخَرَيْن، واحِدٍ مِن هُنا وواحِدٍ مِن هُناك، ويَسُوع في الوَسَط. + ١٩ وكَتَبَ بِيلَاطُس على لَوحَة: «يَسُوع النَّاصِرِيُّ مَلِكُ اليَهُود»، وعَلَّقَها على خَشَبَةِ الآلام. + ٢٠ فقَرَأ كَثيرونَ مِنَ اليَهُودِ هذِهِ اللَّوحَة، لِأنَّ المَكانَ الَّذي عُلِّقَ فيهِ يَسُوع على خَشَبَةٍ كانَ قَريبًا مِنَ المَدينَة، وكانَتِ اللَّوحَةُ مَكتوبَةً بِالعِبْرَانِيَّة واللَّاتِينِيَّة واليُونَانِيَّة. ٢١ لكنَّ كِبارَ كَهَنَةِ اليَهُودِ قالوا لِبِيلَاطُس: «لا تَكتُب: ‹مَلِكُ اليَهُود›، بلِ اكتُبْ أنَّهُ هو قال: ‹أنا مَلِكُ اليَهُود›». ٢٢ أجابَ بِيلَاطُس: «ما كَتَبتُه، كَتَبتُه».
٢٣ ولمَّا عَلَّقَ الجُنودُ يَسُوع على الخَشَبَة، أخَذوا ثِيابَهُ وقَسَّموها إلى أربَعَةِ أقسام، قِسمٍ لِكُلِّ جُندِيّ. وأخَذوا أيضًا قَميصَهُ الطَّويل. لكنَّ القَميصَ كانَ قِطعَةً واحِدَة لَيسَ فيهِ خِياطَة، مَنسوجًا مِن فَوق إلى تَحت. ٢٤ فقالَ بَعضُهُم لِبَعض: «لا نُمَزِّقُه، بل نُلْقي علَيهِ قُرعَةً كَي نُقَرِّرَ مَن يَأخُذُه». + حَصَلَ ذلِك كَي تَتِمَّ الآيَة: «تَقاسَموا ثِيابي بَينَهُم، وعلى مَلابِسي ألْقَوْا قُرعَة». + وهذا ما فَعَلَهُ الجُنود.
٢٥ وكانَت أُمُّ يَسُوع واقِفَةً عِندَ خَشَبَةِ الآلامِ + ومعها أُختُها، وأيضًا مَرْيَم زَوجَةُ كِلُوبَا ومَرْيَم المَجْدَلِيَّة. + ٢٦ ولمَّا رَأى يَسُوع أُمَّهُ والتِّلميذَ الَّذي يُحِبُّهُ + واقِفًا بِجانِبِها، قالَ لِأُمِّه: «يا امرَأة، هذا ابْنُكِ». ٢٧ ثُمَّ قالَ لِلتِّلميذ: «هذِه أُمُّك». ومِن ذلِكَ الوَقت، أخَذَها التِّلميذُ إلى بَيتِه.
٢٨ ولمَّا عَرَفَ يَسُوع أنَّ كُلَّ شَيءٍ تَمّ، قال: «أنا عَطشان»، وذلِك كَي تَتَحَقَّقَ الآيَة. + ٢٩ وكانَ يوجَدُ هُناك وِعاءٌ مَلآنٌ بِنَبيذٍ حامِض. فوَضَعوا على ساقِ نَبتَةِ زُوفَى إسفَنجَةً مَلآنَة بِهذا النَّبيذِ ورَفَعوها إلى فَمِه. + ٣٠ ولمَّا تَناوَلَ يَسُوع النَّبيذَ الحامِضَ قال: «كُلُّ شَيءٍ تَمّ». + ثُمَّ حَنى رَأسَهُ وسَلَّمَ روحَه. *+
٣١ وبِما أنَّ ذلِكَ اليَومَ كانَ يَومَ الاستِعداد، + فلم يُرِدِ اليَهُودُ أن تَبْقى الجُثَثُ على خَشَبَةِ الآلامِ + يَومَ السَّبت (لِأنَّ ذلِكَ السَّبتَ كانَ سَبتًا عَظيمًا). + لِذلِك طَلَبوا مِن بِيلَاطُس أن تُكسَرَ أرجُلُ المُعَلَّقينَ وتُنزَلَ جُثَثُهُم. ٣٢ فأتى الجُنودُ وكَسَروا أرجُلَ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ عُلِّقا على خَشَبَةٍ معه. ٣٣ ولكنْ لمَّا وَصَلوا عِندَ يَسُوع، رَأَوْا أنَّهُ ماتَ فلم يَكسِروا رِجلَيْه. ٣٤ لكنَّ واحِدًا مِنَ الجُنودِ شَكَّ جَنبَهُ بِرُمح، + فخَرَجَ فَوْرًا دَمٌ وماء. ٣٥ والَّذي رَأى ذلِك أعْطى هذِهِ الشَّهادَة، وشَهادَتُهُ صَحيحَة. وهو يَعرِفُ أنَّ ما يَقولُهُ صَحيحٌ ويُخبِرُ بهِ لِكَي تُؤْمِنوا أنتُم أيضًا. + ٣٦ وفي الواقِع، حَصَلَت هذِهِ الأُمورُ كَي تَتِمَّ الآيَة: «لن تَنكَسِرَ واحِدَةٌ مِن عِظامِه». + ٣٧ وتَقولُ آيَةٌ أُخْرى أيضًا: «سيَنظُرونَ إلى الَّذي طَعَنوه». +
٣٨ بَعدَ ذلِك، جاءَ يُوسُف الَّذي مِنَ الرَّامَة وطَلَبَ مِن بِيلَاطُس أن يَأخُذَ جَسَدَ يَسُوع. وهو كانَ تِلميذًا لِيَسُوع ولكنْ في السِّرِّ لِأنَّهُ كانَ يَخافُ مِنَ اليَهُود. + فسَمَحَ لهُ بِيلَاطُس، فذَهَبَ وأخَذَ جَسَدَه. + ٣٩ وجاءَ أيضًا نِيقُودِيمُوس، + الَّذي أتى مِن قَبل عِندَ يَسُوع في اللَّيل، وجَلَبَ معهُ مَزيجًا * عَطِرًا مِنَ المُرِّ والعودِ * وَزنُهُ ٣٣ كيلوغرامًا * تَقريبًا. + ٤٠ فأخَذا جَسَدَ يَسُوع ولَفَّاهُ بِقُماشٍ مِن كَتَّانٍ معَ المَزيجِ العَطِر، + بِحَسَبِ عاداتِ الدَّفنِ عِندَ اليَهُود. ٤١ وكانَ هُناك بُستانٌ في المَكانِ الَّذي عُلِّقَ فيهِ على خَشَبَة. وكانَ في البُستانِ قَبرٌ * جَديدٌ + لم يُدفَنْ فيهِ أحَدٌ بَعد. ٤٢ فوَضَعا يَسُوع هُناك، لِأنَّ ذلِكَ اليَومَ كانَ يَومَ الاستِعدادِ + عِندَ اليَهُودِ ولِأنَّ القَبرَ كانَ قَريبًا.
٢٠ وفي أوَّلِ يَومٍ مِنَ الأُسبوع، جاءَت مَرْيَم المَجْدَلِيَّة باكِرًا إلى القَبر، *+ وكانَ لا يَزالُ هُناك عَتمَة. فرَأت أنَّ الحَجَرَ قد أُزيحَ عن مَدخَلِ القَبر. + ٢ فرَكَضَت وذَهَبَت إلى سِمْعَان بُطْرُس والتِّلميذِ الآخَرِ الَّذي يُحِبُّهُ يَسُوع، + وقالَت لهُما: «أخَذوا الرَّبَّ مِنَ القَبر، + ولا نَعرِفُ أينَ وَضَعوه!».
٣ فتَوَجَّهَ بُطْرُس والتِّلميذُ الآخَرُ إلى القَبر. ٤ وكانَ الاثنانِ يَركُضانِ معًا. لكنَّ التِّلميذَ الآخَرَ كانَ أسرَعَ مِن بُطْرُس، فوَصَلَ قَبلَهُ إلى القَبر. ٥ وانحَنى لِيَنظُر، فرَأى القُماشَ الكَتَّانِيَّ هُناك. + لكنَّهُ لم يَدخُل. ٦ ثُمَّ وَصَلَ سِمْعَان بُطْرُس مِن بَعدِه، ودَخَلَ إلى القَبرِ ورَأى القُماشَ الكَتَّانِيَّ هُناك. ٧ لكنَّ القُماشَةَ الَّتي كانَت على رَأسِ يَسُوع لم تَكُنْ معَ القُماشِ الَّذي لَفُّوا بهِ جَسَدَه، بل كانَت مَلفوفَةً في مَكانٍ آخَرَ وَحْدَها. ٨ ثُمَّ دَخَلَ أيضًا التِّلميذُ الآخَرُ الَّذي وَصَلَ إلى القَبرِ أوَّلًا، فرَأى وآمَن. ٩ مع ذلِك، لم يَكونا قد فَهِما بَعدُ الآيَةَ الَّتي تَقولُ إنَّهُ يَجِبُ أن يَقومَ مِنَ المَوت. + ١٠ ثُمَّ رَجَعَ التِّلميذانِ إلى بَيتِهِما.
١١ أمَّا مَرْيَم فظَلَّت واقِفَةً في الخارِجِ بِجانِبِ القَبرِ تَبْكي. وفيما هي تَبْكي، انحَنَت لِتَنظُرَ إلى داخِلِ القَبر. ١٢ فرَأت مَلاكَيْنِ + في ثِيابٍ بَيضاءَ جالِسَيْنِ حَيثُ كانَ جَسَدُ يَسُوع، واحِدًا عِندَ الرَّأسِ وواحِدًا عِندَ القَدَمَيْن. ١٣ فقالا لها: «لِماذا تَبْكينَ يا امرَأة؟». أجابَتهُما: «أخَذوا رَبِّي، ولا أعرِفُ أينَ وَضَعوه». ١٤ وبَعدَما قالَت ذلِك، الْتَفَتَت إلى الوَراءِ ورَأت يَسُوع واقِفًا هُناك، لكنَّها لم تُدرِكْ أنَّهُ يَسُوع. + ١٥ فقالَ لها يَسُوع: «لِماذا تَبْكينَ يا امرَأة؟ عمَّن تُفَتِّشين؟». فظَنَّت أنَّهُ البُستانِيّ، فقالَت له: «يا سَيِّد، إذا كُنتَ أنتَ أخَذتَه، فأَخبِرْني أينَ وَضَعتَهُ وأنا آخُذُه». ١٦ قالَ لها يَسُوع: «مَرْيَم!». فالْتَفَتَت وقالَت لهُ بِالعِبْرَانِيَّة: «رَابُّونِي!» (الَّذي يَعْني: «يا مُعَلِّم»). ١٧ فقالَ لها يَسُوع: «لا تَظَلِّي مُتَمَسِّكَةً بي. فأنا لم أصعَدْ بَعد إلى الآب. ولكنِ اذهَبي إلى إخوَتي + وقولي لهُم: ‹أنا صاعِدٌ إلى أبي + وأبيكُم وإلى إلهي + وإلهِكُم›». ١٨ فذَهَبَت مَرْيَم المَجْدَلِيَّة وقالَت لِلتَّلاميذ: «رَأيتُ الرَّبّ!». وخَبَّرَتهُم ما قالَهُ لها. +
١٩ وفي وَقتٍ مُتَأخِّرٍ مِن ذلِكَ اليَوم، أي أوَّلِ يَومٍ مِنَ الأُسبوع، كانَ التَّلاميذُ مُجتَمِعينَ والأبوابُ مُقفَلَة خَوفًا مِنَ اليَهُود. فجاءَ يَسُوع ووَقَفَ في وَسَطِهِم وقالَ لهُم: «سَلامٌ لكُم». + ٢٠ وبَعدَما قالَ ذلِك، أراهُم يَدَيْهِ وجَنبَه. + ففَرِحَ التَّلاميذُ لِأنَّهُم رَأَوُا الرَّبّ. + ٢١ وقالَ لهُم يَسُوع مَرَّةً ثانِيَة: «سَلامٌ لكُم. + مِثلَما أرسَلَني الآب، + أُرسِلُكُم أنا أيضًا». + ٢٢ وبَعدَما قالَ ذلِك، نَفَخَ علَيهِم وقالَ لهُم: «خُذوا روحًا قُدُسًا. + ٢٣ إذا غَفَرتُم لِأحَدٍ خَطاياهُ تُغفَرُ له، وإذا لم تَغفِروا خَطاياهُ لا تُغفَرُ له».
٢٤ لكنَّ تُومَا + الَّذي يُدْعى التَّوْأم، وهو واحِدٌ مِنَ الاثنَيْ عَشَر، لم يَكُنْ معهُم حينَ جاءَ يَسُوع. ٢٥ فقالَ لهُ التَّلاميذُ الآخَرون: «رَأينا الرَّبّ!». أمَّا هو فقالَ لهُم: «إذا لم أرَ أثَرَ المَساميرِ في يَدَيْه، وإذا لم أضَعْ إصبَعي في مَكانِ المَساميرِ ويَدي في جَنبِه، + فلن أُؤْمِنَ أبَدًا».
٢٦ وبَعدَ ثَمانِيَةِ أيَّام، كانَ تَلاميذُهُ مُجتَمِعينَ في البَيتِ مَرَّةً أُخْرى، وكانَ تُومَا معهُم. ومع أنَّ الأبوابَ مُقفَلَة، جاءَ يَسُوع ووَقَفَ في وَسَطِهِم وقال: «سَلامٌ لكُم». + ٢٧ ثُمَّ قالَ لِتُومَا: «ضَعْ إصبَعَكَ هُنا، وانظُرْ إلى يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ وضَعْها في جَنبي. ولا تَشُكَّ * بَعدَ الآنَ بل آمِن». ٢٨ أجابَهُ تُومَا: «رَبِّي وإلهي!». ٢٩ قالَ لهُ يَسُوع: «هل آمَنتَ لِأنَّكَ رَأيتَني؟ سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ يُؤْمِنونَ مِن دونِ أن يَرَوْا».
٣٠ وفي الواقِع، عَمِلَ يَسُوع أمامَ التَّلاميذِ عَجائِبَ * أُخْرى كَثيرَة لم تُكتَبْ في هذا الكِتاب. + ٣١ أمَّا هذِه فكُتِبَت لِكَي تُؤْمِنوا أنَّ يَسُوع هوَ المَسِيح ابْنُ اللّٰه، ولِكَي تَنالوا حَياةً بِواسِطَةِ اسْمِهِ بِفَضلِ إيمانِكُم هذا. +
٢١ بَعدَ ذلِك، ظَهَرَ يَسُوع مَرَّةً أُخْرى لِلتَّلاميذِ عِندَ بُحَيرَةِ طَبَرِيَّة. وظَهَرَ بِهذِهِ الطَّريقَة: ٢ كانَ سِمْعَان بُطْرُس، وتُومَا الَّذي يُدْعى التَّوْأم، + ونَثْنَائِيل + الَّذي مِن قَانَا الجَلِيل، وابْنَا زَبَدِي، + واثنانِ آخَرانِ مِن تَلاميذِهِ مُجتَمِعينَ معًا. ٣ فقالَ لهُم سِمْعَان بُطْرُس: «أنا ذاهِبٌ لِلصَّيد». قالوا له: «سنَذهَبُ معك». فخَرَجوا وصَعِدوا إلى المَركَب، لكنَّهُم لم يَتَصَيَّدوا شَيئًا في تِلكَ اللَّيلَة. +
٤ وعِندَ الفَجر، وَقَفَ يَسُوع على الشَّطّ، لكنَّ التَّلاميذَ لم يُدرِكوا أنَّهُ يَسُوع. + ٥ فقالَ لهُم يَسُوع: «يا أوْلادي، هل عِندَكُم شَيءٌ * لِلأكل؟». أجابوه: «لا». ٦ فقالَ لهُم: «إرْموا الشَّبَكَةَ على يَمينِ المَركَبِ وسَتَجِدونَ سَمَكًا». فرَمَوُا الشَّبَكَة، لكنَّهُم لم يَقدِروا أن يَسحَبوها مِن كَثرَةِ السَّمَك. + ٧ فقالَ التِّلميذُ الَّذي يُحِبُّهُ يَسُوع + لِبُطْرُس: «إنَّهُ الرَّبّ!». ولمَّا سَمِعَ سِمْعَان بُطْرُس أنَّهُ الرَّبّ، لَبِسَ * ثَوبَهُ لِأنَّهُ كانَ شِبهَ عُريان، * وقَفَزَ في الماء. ٨ أمَّا التَّلاميذُ الآخَرونَ فلَحِقوهُ في المَركَبِ الصَّغيرِ وهُم يَجُرُّونَ الشَّبَكَةَ المَليئَة بِالسَّمَك، لِأنَّهُم لم يَكونوا بَعيدينَ عنِ البَرِّ إلَّا ١٠٠ مِترٍ تَقريبًا. *
٩ ولمَّا وَصَلوا إلى الشَّطّ، رَأَوْا جَمرًا علَيهِ سَمَك، وخُبزًا أيضًا. ١٠ قالَ لهُم يَسُوع: «أُجلُبوا مِنَ السَّمَكِ الَّذي تَصَيَّدتُموهُ الآن». ١١ فصَعِدَ سِمْعَان بُطْرُس إلى المَركَبِ وسَحَبَ الشَّبَكَةَ إلى الشَّطّ. وكانَتِ الشَّبَكَةُ مَليئَةً بِسَمَكٍ كَبير، ١٥٣ سَمَكَة. ورَغمَ هذا العَدَد، لم تَتَمَزَّقِ الشَّبَكَة. ١٢ فقالَ لهُم يَسُوع: «تَعالَوْا كُلوا فُطورَكُم». ولم يَتَجَرَّأْ أحَدٌ مِنَ التَّلاميذِ أن يَسألَه: «مَن أنت؟»، لِأنَّهُم عَرَفوا أنَّهُ الرَّبّ. ١٣ فأخَذَ يَسُوع الخُبزَ وأعْطاهُم، ثُمَّ أعْطاهُم سَمَكًا أيضًا. ١٤ كانَت هذِه ثالِثَ مَرَّةٍ + يَظهَرُ فيها يَسُوع لِلتَّلاميذِ بَعدَما أُقيمَ مِنَ المَوت.
١٥ وعِندَما أنْهَوُا الفُطور، قالَ يَسُوع لِسِمْعَان بُطْرُس: «يا سِمْعَان بْنَ يُوحَنَّا، هل تُحِبُّني أكثَرَ مِن هذِه؟». أجابَه: «نَعَم يا رَبّ، أنتَ تَعرِفُ أنِّي أُحِبُّك». * فقالَ له: «أَطعِمْ خِرافي». + ١٦ وسَألَهُ مَرَّةً ثانِيَة: «يا سِمْعَان بْنَ يُوحَنَّا، هل تُحِبُّني؟». أجابَه: «نَعَم يا رَبّ، أنتَ تَعرِفُ أنِّي أُحِبُّك». * فقالَ له: «إرْعَ خِرافي الصَّغيرَة». + ١٧ وقالَ لهُ مَرَّةً ثالِثَة: «يا سِمْعَان بْنَ يُوحَنَّا، هل تُحِبُّني؟». * فحَزِنَ بُطْرُس لِأنَّهُ قالَ لهُ لِلمَرَّةِ الثَّالِثَة: «هل تُحِبُّني؟». * فأجابَه: «يا رَبّ، أنتَ تَعرِفُ كُلَّ شَيء؛ أنتَ تَعرِفُ أنِّي أُحِبُّك». * فقالَ لهُ يَسُوع: «أَطعِمْ خِرافي الصَّغيرَة. + ١٨ صِدقًا صِدقًا أقولُ لك: لمَّا كُنتَ أصغَرَ في السِّنّ، كُنتَ تَلبَسُ ثِيابَكَ بِنَفْسِكَ وتَذهَبُ أينَما تُريد. ولكنْ عِندَما تَكبَر، ستَمُدُّ يَدَيْكَ وغَيرُكَ سيُلبِسُكَ ويَأخُذُكَ إلى مَكانٍ لا تُريدُه». ١٩ وهو قالَ هذا لِيُشيرَ إلى الميتَةِ الَّتي كانَ بُطْرُس سيُمَجِّدُ بها اللّٰه. بَعدَ ذلِك، قالَ له: «إستَمِرَّ في اتِّباعي». +
٢٠ وتَطَلَّعَ بُطْرُس وَراءَهُ ورَأى التِّلميذَ الَّذي يُحِبُّهُ يَسُوع + يَتبَعُهُما، وهوَ الَّذي مالَ إلى الوَراءِ على صَدرِ يَسُوع في العَشاءِ وسَألَه: «مَن هوَ الَّذي سيَخونُكَ يا رَبّ؟». ٢١ فلمَّا رَآهُ بُطْرُس، قالَ لِيَسُوع: «وماذا عن هذا الرَّجُلِ يا رَبّ؟». ٢٢ قالَ لهُ يَسُوع: «إذا كنتُ أُريدُ أن يَبْقى إلى أن أجيء، فماذا يَهُمُّك؟ إستَمِرَّ أنتَ في اتِّباعي». ٢٣ فانتَشَرَ الخَبَرُ بَينَ الإخوَةِ أنَّ هذا التِّلميذَ لن يَموت. لكنَّ يَسُوع لم يَقُلْ لهُ إنَّهُ لن يَموت، بل قال: «إذا كنتُ أُريدُ أن يَبْقى إلى أن أجيء، فماذا يَهُمُّك؟».
٢٤ وهذا التِّلميذُ + هوَ الَّذي يَشهَدُ عن هذِهِ الأُمورِ وهوَ الَّذي كَتَبَها، ونَحنُ نَعرِفُ أنَّ شَهادَتَهُ صَحيحَة.
٢٥ وفي الحَقيقَة، هُناك أشياءُ أُخْرى كَثيرَة عَمِلَها يَسُوع. ولَو كُتِبَت بِكُلِّ تَفاصيلِها، فلا أظُنُّ أنَّ العالَمَ نَفْسَهُ كانَ سيَسَعُ الكُتُبَ المَكتوبَة. +
أو: «إلهيًّا».
حرفيًّا: «من دم».
حرفيًّا: «جسد».
حرفيًّا: «جسدًا».
حرفيًّا: «المولود».
أو: «باللطف الفائق؛ بالنعمة».
أو: «نعمة فوق نعمة».
حرفيًّا: «في حِضن الآب»، إشارة إلى مكانة خصوصية تدل على علاقة لصيقة.
أو: «البرية».
حرفيًّا: «حوالي الساعة العاشرة»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «رابِّي».
حرفيًّا: «ما لي ولكِ يا امرأة؟». يُستعمَل هذا التعبير للاعتراض على الكلام. واستعمال كلمة «امرأة» لا يدل على قلة الاحترام.
حرفيًّا: «ساعتي».
على الأرجح، المقصود بالكيلة هنا هو البَث الذي يساوي ٢٢ ل.
حرفيًّا: «علامة».
حرفيًّا: «بيتًا».
حرفيًّا: «العلامات».
حرفيًّا: «رابِّي».
حرفيًّا: «العلامات».
أو ربما: «وُلد من فوق».
أو: «تُوبَّخ».
حرفيًّا: «رابِّي».
حرفيًّا: «خَتَمَ».
حرفيًّا: «لا يعطي الروح بالمكيال».
حرفيًّا: «أن يسوع».
أو: «النبع».
حرفيًّا: «حوالي الساعة السادسة»، بحسب التوقيت اليهودي.
أو: «يبدأ».
حرفيًّا: «رابِّي».
حرفيًّا: «إن ولده حيّ».
حرفيًّا: «الساعة السابعة»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «علامة».
حرفيًّا: «أروِقة».
حرفيًّا: «يابسة».
أو: «له في داخله عطية الحياة».
أو: «القبور التذكارية». تأتي الكلمة اليونانية من فعل معناه «يُذكِّر». وهي تدل أن الميت لا يُنسى بل أن ذِكراه محفوظة.
حرفيًّا: «العلامات».
حرفيًّا: «العلامة».
حرفيًّا: «٢٥ أو ٣٠ غلوة تقريبًا».
حرفيًّا: «رابِّي».
حرفيًّا: «علامات».
حرفيًّا: «علامة».
أو ربما: «تجمُّع عام».
حرفيًّا: «يجعلكم تتعثَّرون».
أو: «إبليس».
أو: «يمشي».
أو: «المظال».
حرفيًّا: «الكتابات».
أي: المدارس الرابِّينية الدينية.
حرفيًّا: «توقَّفوا عن أن».
حرفيًّا: «علامات».
إن عددًا من المخطوطات القديمة والموثوق بها لا يتضمَّن النص من الآية ٥٣ حتى الفصل ٨، الآية ١١.
باليونانية پورنِيا.
أو: «حين بدأ».
حرفيًّا: «رابِّي».
حرفيًّا: «العلامات».
أو: «حياة إلى أقصى حد».
حرفيًّا: «الفاضل».
حرفيًّا: «بنفسه».
حرفيًّا: «الفاضل».
أو: «عيد التجديد»، بالعبرانية حَنوكّاه.
حرفيًّا: «رِواق».
أو: «في وحدة».
أو: «مثل آلهة».
أو: «فرزني؛ خصَّصني».
حرفيًّا: «علامة».
حرفيًّا: «رابِّي».
أو: «القبر التذكاري».
حرفيًّا: «١٥ غلوة تقريبًا».
حرفيًّا: «في الروح».
السنهدريم هو المحكمة اليهودية العليا.
حرفيًّا: «علامات».
حرفيًّا: «مكاننا».
أو: «يتَّكِئون إلى الطاولة».
باليونانية «ليترَا». يشير هذا التعبير إلى وحدة وزن تساوي ٣٢٧ غ تقريبًا.
حرفيًّا: «أُوصَنَّا (هوشَعنا)».
حرفيًّا: «جحش ابن أتان».
أو: «القبر التذكاري».
حرفيًّا: «العلامة».
حرفيًّا: «علامات».
أو: «برسالتنا».
حرفيًّا: «ذراع».
أو: «الذين له».
أو: «اتَّكأ».
أو: «ملزَمون».
حرفيًّا: «رفع عليَّ عَقِبه [أي كعب رِجله]».
حرفيًّا: «يتَّكِئ في حِضن».
أو: «المتَّكِئين».
حرفيًّا: «لا تضطرب قلوبكم».
أو: «معزِّيًا؛ مقوِّيًا».
أو: «كالأيتام».
حرفيًّا: «لا تضطرب قلوبكم».
أو: «ليس له سلطة عليَّ».
أو: «يُقلِّمه».
حرفيًّا: «الضيق».
أو: «يستمروا في نيل المعرفة عنك».
أو: «يستمروا في نيل المعرفة عن».
أو: «في وحدة».
أو: «في وحدة».
أو: «إفرزهم لك؛ خصِّصهم لك».
حرفيًّا: «البار».
أو: «المدخل».
حرفيًّا: «فاشهد».
أو: «مجرمًا».
أو: «ضفَّر».
حرفيًّا: «حوالي الساعة السادسة»، بحسب التوقيت اليهودي.
أو: «الجُلجُلة».
أو: «وتنفَّس نَفَسه الأخير».
أو ربما: «لفَّة».
حرفيًّا: «والألاويَة».
أو: «١٠٠ ليترَا». يشير هذا التعبير اليوناني إلى وحدة وزن تساوي ٣٢٧ غ تقريبًا.
أو: «قبر تذكاري».
أو: «القبر التذكاري».
حرفيًّا: «لا تكن غير مؤمن».
حرفيًّا: «علامات».
أو: «سمك».
أو: «شدَّ».
حرفيًّا: «كان عريانًا».
حرفيًّا: «٢٠٠ ذراع تقريبًا».
أو: «أن عندي لك مودَّة عميقة».
أو: «أن عندي لك مودَّة عميقة».
أو: «هل عندك مودَّة عميقة لي؟».
أو: «هل عندك مودَّة عميقة لي؟».
أو: «أن عندي لك مودَّة عميقة».