مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع‌ج يوحنا ١:‏١-‏٢١:‏٢٥
  • يوحنا

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يوحنا
  • ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس
ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس
يوحنا

إنجيلُ يُوحَنَّا

١ في البِدايَةِ كانَ الكَلِمَة،‏ + والكَلِمَةُ كانَ عِندَ اللّٰه،‏ + وكانَ الكَلِمَةُ إلهًا.‏ *+ ٢ هو كانَ في البِدايَةِ عِندَ اللّٰه.‏ ٣ وبِواسِطَتِهِ أتى كُلُّ شَيءٍ إلى الوُجود،‏ + ولم يَأتِ أيُّ شَيءٍ إلى الوُجودِ بِواسِطَةِ غَيرِه.‏

ما أتى بِواسِطَتِهِ إلى الوُجودِ ٤ كانَ حَياة،‏ والحَياةُ كانَت نورًا لِلنَّاس.‏ + ٥ والنُّورُ يُضيءُ في الظَّلام،‏ + لكنَّ الظَّلامَ لا يَقدِرُ علَيه.‏

٦ وكانَ هُناك رَجُلٌ مُرسَلٌ مِنَ اللّٰهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا.‏ + ٧ جاءَ هذا الرَّجُلُ لِيَكونَ شاهِدًا،‏ لِيَشهَدَ عنِ النُّور،‏ + كَي يُؤْمِنَ بِواسِطَتِهِ مُختَلَفُ النَّاس.‏ ٨ لم يَكُنْ هوَ النُّور،‏ + بل جاءَ لِيَشهَدَ عن ذلِكَ النُّور.‏

٩ فالنُّورُ الحَقيقِيُّ الَّذي يُنَوِّرُ مُختَلَفَ النَّاسِ كانَ سيَأتي قَريبًا إلى العالَم.‏ + ١٠ لقد كانَ في العالَم،‏ + والعالَمُ أتى إلى الوُجودِ بِواسِطَتِه،‏ + لكنَّ العالَمَ لم يَعرِفْه.‏ ١١ جاءَ إلى شَعبِه،‏ لكنَّ شَعبَهُ لم يَقبَلوه.‏ ١٢ أمَّا كُلُّ الَّذينَ قَبِلوه،‏ فأعْطاهُمُ الحَقَّ أن يَصيروا أوْلادَ اللّٰهِ + لِأنَّهُم أظهَروا الإيمانَ بِاسْمِه.‏ + ١٣ وهُم لم يولَدوا مِن بَشَرٍ * ولا بِمَشيئَةِ بَشَرٍ * ولا بِمَشيئَةِ رَجُل،‏ بل وُلِدوا مِنَ اللّٰه.‏ +

١٤ والكَلِمَةُ صارَ إنسانًا *+ وعاشَ بَينَنا.‏ ورَأينا مَجدَه،‏ مَجدًا كالَّذي يَنالُهُ الابْنُ * الوَحيدُ + مِن أبيه.‏ وهو كانَ مَلآنًا بِالرِّضى الإلهِيِّ * والحَقّ.‏ ١٥ ‏(‏يُوحَنَّا شَهِدَ لهُ ونادى قائِلًا:‏ «هذا هوَ الَّذي قُلتُ عنه:‏ ‹الآتي وَرائي صارَ قُدَّامي،‏ لِأنَّهُ كانَ مَوْجودًا قَبلي›».‏)‏ + ١٦ فكُلُّنا نِلنا مِمَّا هو مَلآنٌ به،‏ أي لُطفًا فائِقًا فَوقَ لُطفٍ فائِق.‏ * ١٧ فالشَّريعَةُ أُعْطِيَت بِواسِطَةِ مُوسَى،‏ + أمَّا اللُّطفُ الفائِقُ + والحَقُّ فأتَيا بِواسِطَةِ يَسُوع المَسِيح.‏ + ١٨ اللّٰهُ لم يَرَهُ أحَدٌ أبَدًا؛‏ + الإلهُ المَوْلودُ الوَحيد،‏ + الَّذي بِجانِبِ الآب،‏ *+ هوَ الَّذي كَشَفَ عنه.‏ +

١٩ وهذِه هيَ الشَّهادَةُ الَّتي أعْطاها يُوحَنَّا حينَ أرسَلَ إلَيهِ اليَهُودُ كَهَنَةً ولَاوِيِّينَ مِن أُورُشَلِيم لِيَسألوه:‏ «مَن أنت؟‏».‏ + ٢٠ فهو لم يُنكِر،‏ بلِ اعتَرَفَ بِصَراحَةٍ وقال:‏ «أنا لَستُ المَسِيح».‏ ٢١ فسَألوه:‏ «مَن أنتَ إذًا؟‏ إيلِيَّا؟‏».‏ + أجاب:‏ «لا».‏ «هل أنتَ النَّبِيّ؟‏».‏ + أجاب:‏ «لا».‏ ٢٢ فقالوا له:‏ «مَن أنت؟‏ أَخبِرْنا كَي نُعْطِيَ جَوابًا لِلَّذينَ أرسَلونا.‏ ماذا تَقولُ عن نَفْسِك؟‏».‏ ٢٣ أجاب:‏ «أنا صَوتُ إنسانٍ يُنادي في الصَّحراء:‏ * ‹إجعَلوا طَريقَ يَهْوَه مُستَقيمَة›،‏ + مِثلَما قالَ النَّبِيُّ إشَعْيَا».‏ + ٢٤ وهؤُلاءِ المُرسَلونَ كانوا مِنَ الفَرِّيسِيِّين.‏ ٢٥ فسَألوه:‏ «إذا لم تَكُنِ المَسِيح ولا إيلِيَّا ولا النَّبِيّ،‏ فلِماذا تُعَمِّد؟‏».‏ ٢٦ أجابَهُم يُوحَنَّا:‏ «أنا أُعَمِّدُ بِماء.‏ ولكنْ يوجَدُ بَينَكُم مَن لا تَعرِفونَه،‏ ٢٧ هوَ الَّذي يَأتي وَرائي،‏ وأنا لا أستَحِقُّ أن أفُكَّ رِباطَ حِذائِه».‏ + ٢٨ هذِهِ الأُمورُ حَصَلَت في بَيْت عَنْيَا شَرقَ نَهرِ الأُرْدُنّ،‏ حَيثُ كانَ يُوحَنَّا يُعَمِّد.‏ +

٢٩ وفي اليَومِ التَّالي،‏ رَأى يُوحَنَّا يَسُوع آتِيًا صَوبَه.‏ فقال:‏ «هذا هو حَمَلُ + اللّٰهِ الَّذي يُزيلُ خَطِيَّةَ + العالَم.‏ + ٣٠ هذا هوَ الَّذي قُلتُ عنه:‏ ‹الرَّجُلُ الَّذي يَأتي وَرائي صارَ قُدَّامي،‏ لِأنَّهُ كانَ مَوْجودًا قَبلي›.‏ + ٣١ حتَّى أنا لم أكُنْ أعرِفُه،‏ لكنِّي جِئتُ لِأُعَمِّدَ بِماءٍ كَي يَصيرَ مَعروفًا لِإسْرَائِيل».‏ + ٣٢ وشَهِدَ يُوحَنَّا أيضًا وقال:‏ «رَأيتُ الرُّوحَ نازِلًا مِثلَ حَمامَةٍ مِنَ السَّماء،‏ وبَقِيَ الرُّوحُ علَيه.‏ + ٣٣ حتَّى أنا لم أكُنْ أعرِفُه،‏ لكنَّ الَّذي أرسَلَني لِأُعَمِّدَ بِماءٍ قالَ لي:‏ ‹الَّذي تَرى الرُّوحَ يَنزِلُ ويَبْقى علَيه،‏ + هوَ الَّذي يُعَمِّدُ بِروحٍ قُدُس›.‏ + ٣٤ وأنا رَأيتُ ذلِك،‏ وأشهَدُ أنَّهُ هوَ ابْنُ اللّٰه».‏ +

٣٥ وفي اليَومِ التَّالي أيضًا،‏ كانَ يُوحَنَّا واقِفًا معَ اثنَيْنِ مِن تَلاميذِه،‏ ٣٦ فرَأى يَسُوع ماشِيًا وقال:‏ «هذا هو حَمَلُ + اللّٰه».‏ ٣٧ ولمَّا سَمِعَ التِّلميذانِ ما قالَه،‏ تَبِعا يَسُوع.‏ ٣٨ فنَظَرَ يَسُوع خَلفَهُ ورَآهُما يَتبَعانِه،‏ فسَألَهُما:‏ «ماذا تُريدان؟‏».‏ فقالا له:‏ «رَابِّي (‏الَّذي يَعْني:‏ «يا مُعَلِّم»)‏،‏ في أيِّ مَكانٍ تُقيم؟‏».‏ ٣٩ أجابَهُما:‏ «تَعالَيا معي وسَتَرَيان».‏ فذَهَبا ورَأَيا أينَ يُقيم،‏ وبَقِيا عِندَهُ ذلِكَ اليَوم.‏ وكانَتِ السَّاعَةُ حَوالَيِ الرَّابِعَة بَعدَ الظُّهر.‏ * ٤٠ وكانَ أَنْدرَاوُس،‏ + أخو سِمْعَان بُطْرُس،‏ واحِدًا مِنَ الاثنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعا ما قالَهُ يُوحَنَّا وتَبِعا يَسُوع.‏ ٤١ فذَهَبَ فَوْرًا لِيَرى أخاهُ سِمْعَان،‏ وقالَ له:‏ «وَجَدنا المَسِيَّا» + (‏الَّذي يَعْني:‏ «المَسِيح»)‏.‏ ٤٢ وأخَذَهُ إلى يَسُوع.‏ فنَظَرَ إلَيهِ يَسُوع وقال:‏ «أنتَ سِمْعَان + بْنُ يُوحَنَّا،‏ وسَتُسَمَّى صَفَا» (‏الَّذي يُتَرجَمُ إلى «بُطْرُس»)‏.‏ +

٤٣ وفي اليَومِ التَّالي،‏ أرادَ يَسُوع أن يَذهَبَ إلى الجَلِيل.‏ فوَجَدَ فِيلِبُّس + وقالَ له:‏ «إتبَعْني».‏ ٤٤ وكانَ فِيلِبُّس مِن بَيْت صَيْدَا،‏ مَدينَةِ أَنْدرَاوُس وبُطْرُس.‏ ٤٥ ووَجَدَ فِيلِبُّس نَثْنَائِيل + وقالَ له:‏ «وَجَدنا الَّذي كَتَبَ عنهُ مُوسَى في الشَّريعَةِ والَّذي كَتَبَ عنهُ الأنبِياء:‏ يَسُوع ابْنَ يُوسُف + مِنَ النَّاصِرَة».‏ ٤٦ لكنَّ نَثْنَائِيل قالَ له:‏ «هل يُمكِنُ أن يَطلَعَ مِنَ النَّاصِرَة شَيءٌ صالِح؟‏».‏ فقالَ لهُ فِيلِبُّس:‏ «تَعالَ وانظُر».‏ ٤٧ ورَأى يَسُوع نَثْنَائِيل آتِيًا صَوبَه،‏ فقالَ عنه:‏ «هذا إسْرَائِيلِيٌّ أصيلٌ لا غِشَّ فيه».‏ + ٤٨ فقالَ لهُ نَثْنَائِيل:‏ «مِن أينَ تَعرِفُني؟‏».‏ أجابَهُ يَسُوع:‏ «رَأيتُكَ تَحتَ التِّينَةِ قَبلَ أن يُنادِيَكَ فِيلِبُّس».‏ ٤٩ قالَ لهُ نَثْنَائِيل:‏ «يا مُعَلِّم،‏ * أنتَ ابْنُ اللّٰه،‏ أنتَ مَلِكُ إسْرَائِيل!‏».‏ + ٥٠ أجابَهُ يَسُوع:‏ «هل آمَنتَ لِأنِّي قُلتُ لكَ إنِّي رَأيتُكَ تَحتَ التِّينَة؟‏ ستَرى أُمورًا أعظَمَ بَعد».‏ ٥١ ثُمَّ قالَ له:‏ «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ ستَرَوْنَ السَّماءَ مَفتوحَةً ومَلائِكَةَ اللّٰهِ يَصعَدونَ ويَنزِلونَ عِندَ ابْنِ الإنسان».‏ +

٢ وفي اليَومِ الثَّالِث،‏ كانَ هُناك وَليمَةُ عُرسٍ في قَانَا الجَلِيل،‏ وكانَت أُمُّ يَسُوع مَوْجودَة.‏ ٢ ودُعِيَ يَسُوع وتَلاميذُهُ أيضًا إلى وَليمَةِ العُرس.‏

٣ وعِندَما لم يَعُدْ هُناك كَمِّيَّةٌ كافِيَة مِنَ النَّبيذ،‏ قالَت أُمُّ يَسُوع له:‏ «لم يَبْقَ عِندَهُم نَبيذ».‏ ٤ لكنَّ يَسُوع قالَ لها:‏ «يا امرَأة،‏ ما دَخلُنا أنا وأنتِ بِذلِك؟‏ * لم يَأتِ وَقتي * بَعد».‏ ٥ فقالَت أُمُّهُ لِلخَدَم:‏ «إعمَلوا كُلَّ ما يَقولُهُ لكُم».‏ ٦ وكانَ يوجَدُ سِتُّ جَرَّاتٍ حَجَرِيَّة لِلاغتِسال،‏ مِثلَما تَتَطَلَّبُ قَواعِدُ التَّطهيرِ عِندَ اليَهُود.‏ + وكُلُّ جَرَّةٍ تَسَعُ كَيلَتَيْنِ أو ثَلاثًا.‏ * ٧ فقالَ لهُم يَسُوع:‏ «إملَأوا الجَرَّاتِ بِالماء».‏ فمَلَأوها إلى فَوق.‏ ٨ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «خُذوا مِنها وأَعْطوا المُشرِفَ على الوَليمَة».‏ ففَعَلوا ذلِك.‏ ٩ فذاقَ المُشرِفُ على الوَليمَةِ الماءَ الَّذي تَحَوَّلَ إلى نَبيذ،‏ ولم يَكُنْ يَعرِفُ مِن أينَ أتى النَّبيذ (‏مع أنَّ الخَدَمَ الَّذينَ أخَذوا مِنَ الماءِ كانوا يَعرِفون)‏.‏ فنادى العَريسَ ١٠ وقالَ له:‏ «الكُلُّ يُقَدِّمونَ النَّبيذَ الجَيِّدَ في الأوَّل.‏ وحينَ يَسكَرُ النَّاس،‏ يُقَدِّمونَ النَّوعِيَّةَ الأدْنى.‏ أمَّا أنتَ فتَرَكتَ النَّبيذَ الجَيِّدَ إلى الآن».‏ ١١ هذِه هي أوَّلُ عَجيبَةٍ * عَمِلَها يَسُوع،‏ وكانَت في قَانَا الجَلِيل.‏ فهو أظهَرَ مَجدَه،‏ + فآ‌مَنَ بهِ تَلاميذُه.‏

١٢ بَعدَ ذلِك،‏ نَزَلَ هو وأُمُّهُ وإخوَتُهُ + وتَلاميذُهُ إلى كَفَرْنَاحُوم.‏ + لكنَّهُم بَقوا هُناك أيَّامًا قَليلَة.‏

١٣ وكانَ فِصحُ + اليَهُودِ قَريبًا،‏ فصَعِدَ يَسُوع إلى أُورُشَلِيم.‏ ١٤ ووَجَدَ في الهَيكَلِ أشخاصًا يَبيعونَ البَقَرَ والخِرافَ والحَمام،‏ + ورَأى الصَّرَّافينَ يَجلِسونَ عِندَ طاوِلاتِهِم.‏ ١٥ فصَنَعَ كرباجًا مِن حِبال،‏ وطَرَدَهُم كُلَّهُم مِنَ الهَيكَلِ مع خِرافِهِم وبَقَرِهِم،‏ وكَبَّ نُقودَ الصَّرَّافينَ وقَلَبَ طاوِلاتِهِم.‏ + ١٦ وقالَ لِبائِعي الحَمام:‏ «خُذوا هذِه مِن هُنا!‏ بَيتُ أبي لَيسَ سوقًا * لِلتِّجارَة!‏».‏ + ١٧ فتَذَكَّرَ تَلاميذُهُ أنَّهُ مَكتوب:‏ «الغيرَةُ على بَيتِكَ ستَأكُلُني».‏ +

١٨ فأجابَهُ اليَهُود:‏ «أعْطِنا عَلامَةً + تُثبِتُ أنَّ مِن حَقِّكَ أن تَفعَلَ هذا».‏ ١٩ أجابَهُم يَسُوع:‏ «إهدِموا هذا الهَيكَل،‏ وأنا سأُقيمُهُ في ثَلاثَةِ أيَّام».‏ + ٢٠ فقالَ اليَهُود:‏ «بُنِيَ هذا الهَيكَلُ في ٤٦ سَنَة،‏ وأنتَ ستُقيمُهُ في ثَلاثَةِ أيَّام؟‏».‏ ٢١ لكنَّهُ كانَ يَقصِدُ بِالهَيكَلِ جَسَدَه.‏ + ٢٢ فلمَّا أُقيمَ مِنَ المَوت،‏ تَذَكَّرَ تَلاميذُهُ أنَّهُ كانَ يَقولُ هذا،‏ + فآ‌مَنوا بِالأسفارِ المُقَدَّسَة وبِما قالَهُ يَسُوع.‏

٢٣ ولمَّا كانَ في أُورُشَلِيم في عيدِ الفِصح،‏ آمَنَ كَثيرونَ بِاسْمِهِ عِندَما رَأَوُا العَجائِبَ * الَّتي كانَ يَعمَلُها.‏ ٢٤ لكنَّ يَسُوع لم يَثِقْ بهِم كامِلًا،‏ لِأنَّهُ كانَ يَعرِفُهُم كُلَّهُم ٢٥ ولِأنَّهُ لم يَكُنْ يَحتاجُ أن يُخبِرَهُ أحَدٌ عنِ البَشَر،‏ فهو كانَ يَعرِفُ ما في قَلبِ البَشَر.‏ +

٣ وكانَ هُناك رَجُلٌ فَرِّيسِيٌّ ورَئيسٌ لِليَهُودِ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوس.‏ + ٢ هذا الرَّجُلُ جاءَ عِندَ يَسُوع في اللَّيلِ + وقالَ له:‏ «يا مُعَلِّم،‏ *+ نَحنُ نَعرِفُ أنَّ اللّٰهَ أرسَلَكَ كمُعَلِّم.‏ فلا أحَدَ يَقدِرُ أن يَعمَلَ العَجائِبَ *+ الَّتي تَعمَلُها إلَّا إذا كانَ اللّٰهُ معه».‏ + ٣ أجابَهُ يَسُوع:‏ «صِدقًا صِدقًا أقولُ لك:‏ لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَرى مَملَكَةَ اللّٰهِ إلَّا إذا وُلِدَ مَرَّةً ثانِيَة».‏ *+ ٤ فقالَ لهُ نِيقُودِيمُوس:‏ «كَيفَ يَقدِرُ إنسانٌ أن يولَدَ وهو كَبيرٌ في العُمر؟‏ هل يَقدِرُ أن يَدخُلَ إلى رَحِمِ أُمِّهِ ويولَدَ مَرَّةً ثانِيَة؟‏».‏ ٥ أجابَ يَسُوع:‏ «صِدقًا صِدقًا أقولُ لك:‏ لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَدخُلَ إلى مَملَكَةِ اللّٰهِ إلَّا إذا وُلِدَ مِنَ الماءِ + والرُّوح.‏ + ٦ فما يولَدُ مِنَ الجَسَدِ هو جَسَد،‏ وما يولَدُ مِنَ الرُّوحِ هو روح.‏ ٧ لا تَستَغرِبْ أنِّي قُلتُ لك:‏ يَجِبُ أن تولَدوا مَرَّةً ثانِيَة.‏ ٨ فالرِّيحُ تَهُبُّ أينَما تُريدُ وأنتَ تَسمَعُ صَوتَها،‏ لكنَّكَ لا تَعرِفُ مِن أينَ تَأتي ولا إلى أينَ تَذهَب.‏ هذِه هي حالَةُ كُلِّ مَن يولَدُ مِنَ الرُّوح».‏ +

٩ أجابَهُ نِيقُودِيمُوس:‏ «كَيفَ يُمكِنُ أن يَحصُلَ هذا؟‏».‏ ١٠ فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «أنتَ مُعَلِّمٌ في إسْرَائِيل ولا تَعرِفُ هذِهِ الأُمور؟‏ ١١ صِدقًا صِدقًا أقولُ لك:‏ نَحنُ نَتَكَلَّمُ بِما نَعرِفُهُ ونَشهَدُ عن ما رَأيناه،‏ لكنَّكُم لا تَقبَلونَ شَهادَتَنا.‏ ١٢ أخبَرتُكُم عن أُمورٍ أرضِيَّة وما زِلتُم لا تُصَدِّقون،‏ فكَيفَ ستُصَدِّقونَ إذا أخبَرتُكُم عن أُمورٍ سَماوِيَّة؟‏!‏ ١٣ فلا أحَدَ صَعِدَ إلى السَّماءِ + إلَّا الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء،‏ + أيِ ابْنُ الإنسان.‏ ١٤ ومِثلَما رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في الصَّحراء،‏ + هكَذا يَجِبُ أن يُرفَعَ ابْنُ الإنسان،‏ + ١٥ كَي يَحصُلَ كُلُّ مَن يُؤْمِنُ بهِ على حَياةٍ أبَدِيَّة.‏ +

١٦ ‏«فاللّٰهُ أحَبَّ العالَمَ كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّهُ قَدَّمَ الابْن،‏ مَوْلودَهُ الوَحيد،‏ + لِكَي لا يَهلَكَ كُلُّ مَن يُظهِرُ الإيمانَ به،‏ بل يَنالُ حَياةً أبَدِيَّة.‏ + ١٧ فاللّٰهُ لم يُرسِلِ ابْنَهُ إلى العالَمِ لِيُحاكِمَ العالَم،‏ بل لِيَخلُصَ العالَمُ بِواسِطَتِه.‏ + ١٨ فالَّذي يُظهِرُ الإيمانَ بهِ لا يُحكَمُ علَيه.‏ + أمَّا الَّذي لا يُظهِرُ الإيمانَ فقد حُكِمَ علَيهِ مِنَ الآن،‏ لِأنَّهُ لم يُظهِرِ الإيمانَ بِاسْمِ الابْن،‏ مَوْلودِ اللّٰهِ الوَحيد.‏ + ١٩ وهذا هوَ الأساسُ لِلحِساب:‏ جاءَ النُّورُ إلى العالَم،‏ + لكنَّ النَّاسَ أحَبُّوا الظَّلامَ بَدَلَ النُّورِ لِأنَّ أعمالَهُم كانَت شِرِّيرَة.‏ ٢٠ فالَّذي يَعمَلُ أُمورًا سَيِّئَة يَكرَهُ النُّورَ ولا يَأتي إلى النُّور،‏ لِكَي لا تَنفَضِحَ * أعمالُه.‏ ٢١ أمَّا الَّذي يَعمَلُ ما هو صَحيحٌ فيَأتي إلى النُّور،‏ + لِكَي يَظهَرَ بِوُضوحٍ أنَّ أعمالَهُ تَنسَجِمُ مع مَشيئَةِ اللّٰه».‏

٢٢ بَعدَ ذلِك،‏ ذَهَبَ يَسُوع وتَلاميذُهُ إلى ريفِ اليَهُودِيَّة،‏ وقَضى معهُم هُناك فَترَةً مِنَ الوَقتِ وكانَ يُعَمِّد.‏ + ٢٣ ويُوحَنَّا أيضًا كانَ يُعَمِّدُ في عَيْن نُون قُربَ سَالِيم،‏ لِأنَّ المِياهَ هُناك كانَت كَثيرَة.‏ + وظَلَّ النَّاسُ يَأتونَ إلَيهِ ويَعتَمِدون.‏ + ٢٤ ففي ذلِكَ الوَقت،‏ لم يَكُنْ يُوحَنَّا قد سُجِنَ بَعد.‏ +

٢٥ وتَجادَلَ تَلاميذُ يُوحَنَّا مع شَخصٍ يَهُودِيٍّ بِخُصوصِ مَسألَةِ التَّطهير.‏ ٢٦ فجاؤُوا إلى يُوحَنَّا وقالوا له:‏ «يا مُعَلِّم،‏ * الرَّجُلُ الَّذي كانَ معكَ شَرقَ نَهرِ الأُرْدُنّ والَّذي شَهِدتَ عنه،‏ + إنَّهُ الآنَ يُعَمِّدُ وكُلُّ النَّاسِ يَذهَبونَ إلَيه».‏ ٢٧ فأجابَ يُوحَنَّا:‏ «لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَأخُذَ شَيئًا إلَّا إذا أُعْطِيَ لهُ مِنَ السَّماء.‏ ٢٨ أنتُم أنفُسُكُم شُهودٌ أنِّي قُلت:‏ ‹أنا لَستُ المَسِيح،‏ + بل أنا أُرسِلتُ قُدَّامَه›.‏ + ٢٩ الَّذي لهُ العَروسُ هوَ العَريس.‏ + أمَّا صَديقُ العَريسِ فحينَ يَقِفُ قُربَ العَريسِ ويَسمَعُهُ يَتَكَلَّم،‏ يَفرَحُ كَثيرًا بِسَماعِ صَوتِه.‏ إذًا فَرَحي قدِ اكتَمَل.‏ ٣٠ هو يَجِبُ أن يَزيد،‏ وأنا يَجِبُ أن أنقُص».‏

٣١ الَّذي يَأتي مِن فَوق + هو فَوقَ الكُلّ.‏ أمَّا الَّذي مِنَ الأرضِ فيَتَكَلَّمُ عنِ الأُمورِ الأرضِيَّة لِأنَّهُ أرضِيّ.‏ الَّذي يَأتي مِنَ السَّماءِ هو فَوقَ الكُلّ.‏ + ٣٢ وهو يَشهَدُ عن ما رَآهُ وسَمِعَه،‏ + ولكنْ لا أحَدَ يَقبَلُ شَهادَتَه.‏ + ٣٣ ومَن يَقبَلُ شَهادَتَهُ يُؤَكِّدُ * أنَّ اللّٰهَ صادِق.‏ + ٣٤ فالَّذي أرسَلَهُ اللّٰهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلامِ اللّٰه،‏ + لِأنَّ اللّٰهَ لا يَبخَلُ بِإعطاءِ الرُّوح.‏ * ٣٥ الآبُ يُحِبُّ الابْن،‏ + ووَضَعَ كُلَّ شَيءٍ بَينَ يَدَيْه.‏ + ٣٦ والَّذي يُظهِرُ الإيمانَ بِالابْنِ لهُ حَياةٌ أبَدِيَّة،‏ + أمَّا الَّذي لا يُطيعُ الابْنَ فلن يَرى تِلكَ الحَياة،‏ + بل سيَظَلُّ اللّٰهُ غاضِبًا مِنه.‏ +

٤ وعَرَفَ الرَّبُّ أنَّ الفَرِّيسِيِّينَ سَمِعوا أنَّهُ * يَجمَعُ تَلاميذَ أكثَرَ مِن يُوحَنَّا ويُعَمِّدُ + أكثَرَ مِنه ٢ ‏(‏مع أنَّ يَسُوع لم يَكُنْ هوَ الَّذي يُعَمِّدُ بل تَلاميذُه)‏.‏ ٣ فتَرَكَ اليَهُودِيَّة ورَجَعَ إلى الجَلِيل.‏ ٤ ولكنْ كانَ علَيهِ أن يَمُرَّ في السَّامِرَة.‏ ٥ فأتى إلى مَدينَةٍ سَامِرِيَّة اسْمُها «سُوخَار»،‏ وهي قُربَ الحَقلِ الَّذي أعْطاهُ يَعْقُوب لِابْنِهِ يُوسُف.‏ + ٦ وكانَ بِئرُ يَعْقُوب هُناك.‏ + فجَلَسَ يَسُوع عِندَ البِئرِ * لِأنَّهُ تَعِبَ مِنَ الرِّحلَة.‏ وكانَتِ السَّاعَةُ حَوالَيِ الـ‍ ١٢ ظُهرًا.‏ *

٧ وجاءَتِ امرَأةٌ سَامِرِيَّة لِتَأخُذَ ماءً مِنَ البِئر.‏ فقالَ لها يَسُوع:‏ «أعْطيني لِأشرَب».‏ ٨ ‏(‏وكانَ تَلاميذُهُ قد ذَهَبوا إلى المَدينَةِ لِيَشتَروا طَعامًا.‏)‏ ٩ فقالَت لهُ المَرأةُ السَّامِرِيَّة:‏ «كَيفَ تَطلُبُ مِنِّي أن أُعْطِيَكَ لِتَشرَب،‏ وأنتَ يَهُودِيٌّ وأنا امرَأةٌ سَامِرِيَّة؟‏».‏ (‏فاليَهُودُ لا يَتَعامَلونَ معَ السَّامِرِيِّين.‏)‏ + ١٠ أجابَها يَسُوع:‏ «لو كُنتِ تَعرِفينَ ما هيَ الهَدِيَّةُ الَّتي يُعْطيها اللّٰهُ مَجَّانًا + ومَن هوَ الَّذي يَقولُ لكِ:‏ ‹أعْطيني لِأشرَب›،‏ كُنتِ أنتِ طَلَبتِ مِنهُ ماءً وكانَ أعْطاكِ ماءً حَيًّا».‏ + ١١ قالَت له:‏ «يا سَيِّد،‏ لَيسَ معكَ دَلْوٌ لِتَأخُذَ ماءً،‏ والبِئرُ عَميق.‏ فمِن أينَ لكَ هذا الماءُ الحَيّ؟‏ ١٢ هل أنتَ أعظَمُ مِن أبينا يَعْقُوب،‏ الَّذي أعْطانا البِئرَ وشَرِبَ مِنهُ هو وأبناؤُهُ وماشِيَتُه؟‏».‏ ١٣ أجابَها يَسُوع:‏ «كُلُّ مَن يَشرَبُ مِن هذا الماءِ سيَعطَشُ مِن جَديد.‏ ١٤ أمَّا مَن يَشرَبُ مِنَ الماءِ الَّذي أُعْطيهِ أنا له،‏ فلن يَعطَشَ أبَدًا.‏ + فالماءُ الَّذي أُعْطيهِ لهُ سيَصيرُ في داخِلِهِ نَبعَ ماءٍ يَفيضُ ويُعْطي حَياةً أبَدِيَّة».‏ + ١٥ فقالَت لهُ المَرأة:‏ «يا سَيِّد،‏ أعْطِني هذا الماءَ كَي لا أعطَشَ ولا أظَلَّ آتي إلى هُنا لِآخُذَ ماء».‏

١٦ قالَ لها:‏ «إذهَبي ونادي زَوجَكِ وارجِعي إلى هُنا».‏ ١٧ أجابَتِ المَرأة:‏ «لَيسَ لَدَيَّ زَوج».‏ قالَ لها يَسُوع:‏ «معكِ حَقٌّ أن تَقولي:‏ ‹لَيسَ لَدَيَّ زَوج›.‏ ١٨ فقد تَزَوَّجتِ خَمسَةَ رِجال،‏ والَّذي تَعيشينَ معهُ الآنَ لَيسَ زَوجَكِ.‏ ما قُلتِهِ صَحيح».‏ ١٩ قالَت لهُ المَرأة:‏ «يا سَيِّد،‏ يَبْدو أنَّكَ نَبِيّ.‏ + ٢٠ آباؤُنا عَبَدوا اللّٰهَ على هذا الجَبَل.‏ ولكنْ أنتُم تَقولونَ إنَّ النَّاسَ يَجِبُ أن يَعبُدوهُ في أُورُشَلِيم».‏ + ٢١ أجابَها يَسُوع:‏ «صَدِّقيني يا امرَأة،‏ سيَأتي وَقتٌ لن تَعبُدوا فيهِ الآبَ لا على هذا الجَبَلِ ولا في أُورُشَلِيم.‏ ٢٢ أنتُم لا تَعرِفونَ ما تَعبُدون،‏ + ونَحنُ نَعرِفُ ما نَعبُد،‏ لِأنَّ الخَلاصَ يَأتي * مِنَ اليَهُود.‏ + ٢٣ ولكنْ سيَأتي وَقت،‏ وقد أتى الآن،‏ حينَ يَعبُدُ العُبَّادُ الحَقيقِيُّونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ.‏ فالآبُ يُفَتِّشُ عن أشخاصٍ كهؤُلاء لِيَعبُدوه.‏ + ٢٤ اللّٰهُ روح،‏ + والَّذينَ يَعبُدونَهُ يَجِبُ أن يَعبُدوهُ بِالرُّوحِ والحَقّ».‏ + ٢٥ قالَت لهُ المَرأة:‏ «أنا أعرِفُ أنَّ المَسِيَّا،‏ الَّذي يُدْعى المَسِيح،‏ سيَأتي.‏ وحينَ يَأتي سيَشرَحُ لنا كُلَّ شَيء».‏ ٢٦ قالَ لها يَسُوع:‏ «إنَّهُ أنا،‏ أنا الَّذي أتَكَلَّمُ معكِ».‏ +

٢٧ عِندَئِذٍ وَصَلَ تَلاميذُهُ وتَفاجَأوا لِأنَّهُ يَتَكَلَّمُ معَ امرَأة.‏ ولكنْ لم يَسألْهُ أحَد:‏ «ماذا تُريدُ مِنها؟‏» أو «لِماذا تَتَكَلَّمُ معها؟‏».‏ ٢٨ فتَرَكَتِ المَرأةُ جَرَّتَها وذَهَبَت إلى المَدينَةِ وقالَت لِلنَّاس:‏ ٢٩ ‏«تَعالَوْا وانظُروا!‏ هُناك رَجُلٌ أخبَرَني كُلَّ ما فَعَلتُه.‏ هل هوَ المَسِيح يا تُرى؟‏».‏ ٣٠ فخَرَجَ النَّاسُ مِنَ المَدينَةِ وذَهَبوا إلَيه.‏

٣١ خِلالَ هذا الوَقت،‏ كانَ التَّلاميذُ يَتَرَجَّوْنَهُ قائِلين:‏ «يا مُعَلِّم،‏ *+ كُل».‏ ٣٢ لكنَّهُ أجابَهُم:‏ «لَدَيَّ طَعامٌ لِآكُلَهُ أنتُم لا تَعرِفونَ ما هو».‏ ٣٣ فقالَ التَّلاميذُ بَعضُهُم لِبَعض:‏ «هل جَلَبَ لهُ أحَدٌ شَيئًا لِيَأكُل؟‏».‏ ٣٤ قالَ لهُم يَسُوع:‏ «طَعامي هو أن أعمَلَ مَشيئَةَ الَّذي أرسَلَني + وأُنهِيَ عَمَلَه.‏ + ٣٥ ألَا تَقولونَ في هذا الوَقت:‏ بَعدَ أربَعَةِ أشهُرٍ يَأتي الحَصاد؟‏ ولكنْ أنا أقولُ لكُم:‏ تَطَلَّعوا وانظُروا إلى الحُقولِ كَيفَ ابيَضَّت وصارَت جاهِزَةً لِلحَصاد.‏ + ٣٦ والَّذي يَحصُدُ بَدَأ يَأخُذُ أُجرَتَهُ ويَجمَعُ ثَمَرًا لِلحَياةِ الأبَدِيَّة.‏ وهكَذا يَفرَحُ الزَّارِعُ والحاصِدُ معًا.‏ + ٣٧ ففي هذِهِ الحالَة،‏ يَصدُقُ المَثَلُ الَّذي يَقول:‏ واحِدٌ يَزرَعُ وآخَرُ يَحصُد.‏ ٣٨ أنا أرسَلتُكُم لِتَحصُدوا ما لم تَتعَبوا فيه.‏ غَيرُكُم تَعِبوا،‏ وأنتُم جَمَعتُم ثَمَرَ تَعَبِهِم».‏

٣٩ وآمَنَ بهِ سَامِرِيُّونَ كَثيرونَ مِن تِلكَ المَدينَةِ بِسَبَبِ كَلامِ المَرأةِ الَّتي شَهِدَت وقالَت:‏ «أخبَرَني كُلَّ ما فَعَلتُه».‏ + ٤٠ لِذلِك لمَّا جاءَ إلَيهِ السَّامِرِيُّون،‏ طَلَبوا مِنهُ أن يَبْقى عِندَهُم،‏ فبَقِيَ هُناك يَومَيْن.‏ ٤١ فآ‌مَنَ عَدَدٌ أكبَرُ بِكَثيرٍ لمَّا سَمِعوا كَلامَه.‏ ٤٢ وقالوا لِلمَرأة:‏ «نَحنُ نُؤْمِنُ الآن،‏ لا بِسَبَبِ كَلامِكِ فَقَط،‏ بل لِأنَّنا سَمِعناهُ بِأنفُسِنا،‏ وقد عَرَفنا أنَّ هذا الرَّجُلَ هو فِعلًا مُخَلِّصُ العالَم».‏ +

٤٣ وبَعدَ هذَيْنِ اليَومَيْن،‏ راحَ يَسُوع مِن هُناك إلى الجَلِيل،‏ ٤٤ مع أنَّهُ هو بِنَفْسِهِ قالَ إنَّ النَّبِيَّ لَيسَ مُكَرَّمًا في مَوْطِنِه.‏ + ٤٥ ولمَّا وَصَلَ إلى الجَلِيل،‏ استَقبَلَهُ الجَلِيلِيُّونَ لِأنَّهُم كانوا قد ذَهَبوا إلى العيدِ في أُورُشَلِيم + ورَأَوْا كُلَّ ما فَعَلَهُ خِلالَ العيد.‏ +

٤٦ وأتى مَرَّةً أُخْرى إلى قَانَا الجَلِيل،‏ حَيثُ حَوَّلَ الماءَ إلى نَبيذ.‏ + وكانَ في كَفَرْنَاحُوم مُوَظَّفٌ يَعمَلُ عِندَ المَلِكِ ابْنُهُ مَريض.‏ ٤٧ ولمَّا سَمِعَ أنَّ يَسُوع جاءَ مِنَ اليَهُودِيَّة إلى الجَلِيل،‏ ذَهَبَ إلَيهِ وطَلَبَ مِنهُ أن يَنزِلَ ويَشْفِيَ ابْنَهُ الَّذي كانَ على وَشْكِ أن يَموت.‏ ٤٨ لكنَّ يَسُوع قالَ له:‏ «أنتُم لن تُؤْمِنوا أبَدًا إلَّا إذا رَأيتُم عَجائِبَ وعَلامات».‏ + ٤٩ فقالَ لهُ مُوَظَّفُ المَلِك:‏ «يا سَيِّد،‏ انزِلْ معي قَبلَ أن يَموتَ ابْني الصَّغير».‏ ٥٠ أجابَهُ يَسُوع:‏ «إذهَب،‏ ابْنُكَ حَيّ».‏ + فآ‌مَنَ الرَّجُلُ بِما قالَهُ لهُ يَسُوع وذَهَب.‏ ٥١ وفيما هو في الطَّريق،‏ لاقاهُ عَبيدُهُ لِيَقولوا لهُ إنَّ حالَةَ ابْنِهِ صارَت أفضَل.‏ * ٥٢ فسَألَهُم في أيِّ ساعَةٍ تَحَسَّنَت حالَتُه.‏ فأجابوه:‏ «البارِحَةَ عِندَ السَّاعَةِ الواحِدَة بَعدَ الظُّهرِ * زالَت عنهُ الحُمَّى».‏ ٥٣ فعَرَفَ الأبُ أنَّها نَفْسُ السَّاعَةِ الَّتي قالَ لهُ فيها يَسُوع:‏ «إبْنُكَ حَيّ».‏ + فآ‌مَنَ هو وكُلُّ أهلِ بَيتِه.‏ ٥٤ هذِه هي ثاني عَجيبَةٍ *+ عَمِلَها يَسُوع حينَ جاءَ مِنَ اليَهُودِيَّة إلى الجَلِيل.‏

٥ بَعدَ ذلِك،‏ كانَ هُناك عيدٌ + لِليَهُود.‏ فطَلَعَ يَسُوع إلى أُورُشَلِيم.‏ ٢ وفي أُورُشَلِيم عِندَ بابِ الخِراف،‏ + كانَت توجَدُ بِركَةٌ تُسَمَّى بِالعِبْرَانِيَّة بَيْت زَاثَا،‏ لها خَمسَةُ مَمَرَّاتٍ * وتُحيطُ بها أعمِدَة.‏ ٣ وكانَ في هذِهِ المَمَرَّاتِ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ المَرْضى والعُميِ والعُرجِ والَّذينَ لَدَيهِم أعضاءٌ مَشلولَة.‏ * ٤ ‏—‏ ٥ وكانَ هُناك رَجُلٌ مَريضٌ مُنذُ ٣٨ سَنَة.‏ ٦ فرَآهُ يَسُوع مُمَدَّدًا على الأرض،‏ وكانَ يَعرِفُ أنَّهُ مَريضٌ مُنذُ وَقتٍ طَويل.‏ فقالَ له:‏ «هل تُريدُ أن تُشْفى؟‏».‏ + ٧ أجابَهُ المَريض:‏ «يا سَيِّد،‏ لَيسَ لَدَيَّ أحَدٌ يُنزِلُني إلى البِركَةِ عِندَما تَتَحَرَّكُ المِياه.‏ وكُلَّما آتي لِأنزِل،‏ يَسبِقُني شَخصٌ آخَر».‏ ٨ فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «قُمْ واحمِلْ فِراشَكَ وامْشِ».‏ + ٩ فشُفِيَ الرَّجُلُ فَوْرًا،‏ وحَمَلَ فِراشَهُ وبَدَأ يَمْشي.‏

وحَدَثَ ذلِك يَومَ السَّبت.‏ ١٠ فقالَ اليَهُودُ لِلرَّجُلِ الَّذي شُفِيَ:‏ «اليَومَ هوَ السَّبت،‏ ولا يَجوزُ أن تَحمِلَ فِراشَك».‏ + ١١ لكنَّهُ أجابَهُم:‏ «الَّذي شَفاني هو قالَ لي:‏ ‹إحمِلْ فِراشَكَ وامْشِ›».‏ ١٢ فسَألوه:‏ «مَن هوَ الَّذي قالَ لك:‏ ‹إحمِلْ فِراشَكَ وامْشِ›؟‏».‏ ١٣ لكنَّ الرَّجُلَ لم يَكُنْ يَعرِفُ مَن شَفاه.‏ فيَسُوع كانَ قدِ اختَفى بَينَ الجُموعِ المَوْجودَة هُناك.‏

١٤ بَعدَ ذلِك،‏ وَجَدَهُ يَسُوع في الهَيكَلِ وقالَ له:‏ «أنتَ شُفيت.‏ لا تُخطِئْ بَعدَ الآنَ كَي لا يَحدُثَ لكَ ما هو أسوَأ».‏ ١٥ فذَهَبَ الرَّجُلُ عِندَ اليَهُودِ وأخبَرَهُم أنَّ يَسُوع هوَ الَّذي شَفاه.‏ ١٦ ولِأنَّ يَسُوع كانَ يَعمَلُ هذِهِ الأُمورَ يَومَ السَّبت،‏ اضطَهَدَهُ اليَهُود.‏ ١٧ لكنَّهُ أجابَهُم:‏ «أبي لا يَزالُ يَعمَلُ حتَّى الآن،‏ وأنا أيضًا لا أزالُ أعمَل».‏ + ١٨ لِهذا السَّبَب،‏ زادَ إصرارُ اليَهُودِ أن يَقتُلوه.‏ فهو بِنَظَرِهِم لم يَكُنْ يَكسِرُ شَريعَةَ السَّبتِ فَقَط،‏ بل أيضًا يُساوي نَفْسَهُ بِاللّٰهِ + لِأنَّهُ كانَ يَدْعو اللّٰهَ أباه.‏ +

١٩ فأجابَهُم يَسُوع:‏ «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ لا يَقدِرُ الابْنُ أن يَعمَلَ أيَّ شَيءٍ مِن عِندِه،‏ بل يَعمَلُ فَقَط ما يَرى أنَّ الآبَ يَعمَلُه.‏ + فكُلُّ ما يَعمَلُهُ الآب،‏ يَعمَلُهُ الابْنُ أيضًا بِنَفْسِ الطَّريقَة.‏ ٢٠ فالآبُ يُحِبُّ الابْنَ + ويُريهِ كُلَّ ما يَعمَلُه،‏ وسَيُريهِ أعمالًا أعظَمَ مِن هذِه كَي تَندَهِشوا.‏ + ٢١ فمِثلَما يُقيمُ الآبُ الأمواتَ ويُعْطيهِمِ الحَياة،‏ + الابْنُ أيضًا يُعْطي الحَياةَ لِمَن يُريد.‏ + ٢٢ فالآبُ لا يُحاكِمُ أحَدًا،‏ بل سَلَّمَ كُلَّ الحِسابِ لِلابْن،‏ + ٢٣ لِكَي يُكرِمَ الجَميعُ الابْنَ مِثلَما يُكرِمونَ الآب.‏ فمَن لا يُكرِمُ الابْنَ لا يُكرِمُ الآبَ الَّذي أرسَلَه.‏ + ٢٤ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ الَّذي يَسمَعُ كَلامي ويُؤْمِنُ بِالَّذي أرسَلَني لهُ حَياةٌ أبَدِيَّة،‏ + وهو لا يُحاكَمُ بل يَكونُ قدِ انتَقَلَ مِنَ المَوتِ إلى الحَياة.‏ +

٢٥ ‏«صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ سيَأتي وَقت،‏ وقد أتى الآن،‏ حينَ يَسمَعُ الأمواتُ صَوتَ ابْنِ اللّٰه،‏ والَّذينَ يَسمَعونَ لهُ يَعيشون.‏ ٢٦ فمِثلَما أنَّ الآبَ لهُ حَياةٌ في داخِلِه،‏ *+ أعْطى الابْنَ أيضًا أن تَكونَ لهُ حَياةٌ في داخِلِه.‏ + ٢٧ وأعْطاهُ سُلطَةً أن يُحاكِمَ  + لِأنَّهُ ابْنُ الإنسان.‏ + ٢٨ لا تَتَفاجَأوا مِن ذلِك،‏ فسَيَأتي وَقتٌ يَسمَعُ فيهِ كُلُّ الَّذينَ في القُبورِ * صَوتَهُ  + ٢٩ فيَخرُجون:‏ الَّذينَ عَمِلوا ما هو صالِحٌ ستَكونُ قِيامَتُهُم إلى الحَياة،‏ والَّذينَ عَمِلوا ما هو سَيِّئٌ ستَكونُ قِيامَتُهُم إلى الحِساب.‏ + ٣٠ أنا لا أقدِرُ أن أعمَلَ أيَّ شَيءٍ مِن عِندي.‏ فأنا أُحاسِبُ على أساسِ ما يَقولُهُ لي الآب،‏ ومُحاسَبَتي عادِلَة + لِأنِّي لا أسْعى أن أعمَلَ ما أُريدُهُ أنا بل ما يُريدُهُ الَّذي أرسَلَني.‏ +

٣١ ‏«إذا كُنتُ أنا وَحْدي أُعْطي شَهادَةً عن نَفْسي،‏ فشَهادَتي لَيسَت صَحيحَة.‏ + ٣٢ ولكنْ هُناك مَن يَشهَدُ عنِّي أيضًا،‏ وأنا أعرِفُ أنَّ شَهادَتَهُ عنِّي صَحيحَة.‏ + ٣٣ أنتُم أرسَلتُم أشخاصًا إلى يُوحَنَّا،‏ وهو أعْطى شَهادَةً صادِقَة.‏ + ٣٤ لكنِّي لا أتَّكِلُ على شَهادَةِ إنسان،‏ بل أنا أقولُ هذِهِ الأُمورَ لِتَخلُصوا أنتُم.‏ ٣٥ ذلِكَ الرَّجُلُ كانَ سِراجًا مُشتَعِلًا ومُضيئًا،‏ وأنتُم رَغِبتُم لِفَترَةٍ مِنَ الوَقتِ أن تَفرَحوا بِنورِه.‏ + ٣٦ أمَّا أنا فلَدَيَّ شَهادَةٌ أعظَمُ مِن شَهادَةِ يُوحَنَّا،‏ لِأنَّ الأعمالَ الَّتي عَيَّنَها لي أبي كَي أُنجِزَها،‏ الأعمالَ الَّتي أعمَلُها الآن،‏ هي تَشهَدُ أنَّ الآبَ أرسَلَني.‏ + ٣٧ والآبُ الَّذي أرسَلَني هو نَفْسُهُ شَهِدَ لي.‏ + أنتُم لم تَسمَعوا صَوتَهُ أبَدًا ولا رَأيتُم وَجهَه،‏ + ٣٨ ولا تُبْقونَ كَلِمَتَهُ في قُلوبِكُم،‏ لِأنَّكُم لا تُؤْمِنونَ بِالَّذي أرسَلَه.‏

٣٩ ‏«أنتُم تَبحَثونَ في الأسفارِ المُقَدَّسَة + لِأنَّكُم تَظُنُّونَ أنَّهُ مِن خِلالِها ستَنالونَ حَياةً أبَدِيَّة،‏ وهذِهِ الأسفارُ هي نَفْسُها تَشهَدُ لي.‏ + ٤٠ مع ذلِك،‏ لا تُريدونَ أن تَأتوا إلَيَّ + لِتَنالوا هذِهِ الحَياة.‏ ٤١ أنا لا أقبَلُ مَجدًا مِنَ النَّاس.‏ ٤٢ أمَّا أنتُم فأعرِفُ جَيِّدًا أنَّ مَحَبَّةَ اللّٰهِ لَيسَت في قُلوبِكُم.‏ ٤٣ أنا جِئتُ بِاسْمِ أبي،‏ لكنَّكُم لا تَقبَلونَني.‏ إذا جاءَ شَخصٌ آخَرُ بِاسْمِهِ هو،‏ تَقبَلونَه.‏ ٤٤ كَيفَ ستُؤْمِنونَ بي وأنتُم تَقبَلونَ المَجدَ بَعضُكُم مِن بَعضٍ ولا تَسْعَوْنَ وَراءَ المَجدِ الَّذي يَأتي مِنَ الإلهِ الوَحيد؟‏ + ٤٥ لا تَظُنُّوا أنِّي سأشْكوكُم إلى الآب.‏ فهُناك مَن يَشْكوكُم،‏ وهو مُوسَى + الَّذي تَضَعونَ أمَلَكُم فيه.‏ ٤٦ وفي الواقِع،‏ لَو صَدَّقتُم مُوسَى،‏ كُنتُم صَدَّقتُموني لِأنَّهُ كَتَبَ عنِّي.‏ + ٤٧ ولكنْ إذا كُنتُم لا تُصَدِّقونَ كِتاباتِه،‏ فكَيفَ ستُصَدِّقونَ كَلامي؟‏».‏

٦ بَعدَ ذلِك،‏ عَبَرَ يَسُوع بُحَيرَةَ الجَلِيل،‏ أو بُحَيرَةَ طَبَرِيَّة.‏ + ٢ فتَبِعَتهُ جُموعٌ كَثيرَة + لِأنَّهُم رَأَوُا العَجائِبَ * الَّتي عَمِلَها فيما كانَ يَشْفي المَرْضى.‏ + ٣ فصَعِدَ يَسُوع مع تَلاميذِهِ على جَبَلٍ وجَلَسوا هُناك.‏ ٤ وكانَ الفِصح،‏ + عيدُ اليَهُود،‏ قَريبًا.‏ ٥ ولمَّا تَطَلَّعَ يَسُوع ورَأى جُموعًا كَثيرَة آتِيَةً إلَيه،‏ قالَ لِفِيلِبُّس:‏ «مِن أينَ سنَشتَري خُبزًا لِيَأكُلَ هؤُلاءِ النَّاس؟‏».‏ + ٦ وقالَ ذلِك كَي يَمتَحِنَ فِيلِبُّس.‏ فهو كانَ يَعرِفُ ماذا سيَفعَلُ بَعدَ قَليل.‏ ٧ فأجابَهُ فِيلِبُّس:‏ «حتَّى لَوِ اشتَرَينا خُبزًا بـ‍ ٢٠٠ دينار،‏ فلن يَكْفِيَ لِيَحصُلَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم ولَو على قِطعَةٍ صَغيرَة».‏ ٨ فقالَ لهُ واحِدٌ مِن تَلاميذِه،‏ وهو أَنْدرَاوُس أخو سِمْعَان بُطْرُس:‏ ٩ ‏«يوجَدُ هُنا صَبِيٌّ صَغيرٌ معهُ خَمسَةُ أرغِفَةٍ مِن شَعيرٍ وسَمَكَتانِ صَغيرَتان.‏ ولكنْ كَيفَ ستَكْفي هذِه لِكُلِّ هؤُلاءِ النَّاس؟‏».‏ +

١٠ أجابَ يَسُوع:‏ «أُطلُبوا مِنَ النَّاسِ أن يَجلِسوا».‏ وكانَ في ذلِكَ المَكانِ عُشبٌ كَثير.‏ فجَلَسَ النَّاس،‏ وكانَ عَدَدُ الرِّجالِ ٠٠٠‏,٥ تَقريبًا.‏ + ١١ فأخَذَ يَسُوع الخُبز،‏ وشَكَر،‏ ثُمَّ وَزَّعَهُ على الجالِسينَ هُناك.‏ وفَعَلَ نَفْسَ الشَّيءِ بِالسَّمَكَتَيْنِ الصَّغيرَتَيْن.‏ فأكَلوا قَدْرَ ما أرادوا.‏ ١٢ ولمَّا شَبِعوا،‏ قالَ لِتَلاميذِه:‏ «إجمَعوا ما تَبَقَّى مِن قِطَعِ الخُبزِ لِكَي لا يَذهَبَ أيُّ شَيءٍ هَدرًا».‏ ١٣ فجَمَعوها ومَلَأوا ١٢ سَلَّةً مِن قِطَعِ الخُبزِ الَّتي فَضَلَت عنِ الَّذينَ أكَلوا مِن أرغِفَةِ الشَّعيرِ الخَمسَة.‏

١٤ ولمَّا رَأى النَّاسُ العَجيبَةَ * الَّتي عَمِلَها،‏ صاروا يَقولون:‏ «هذا فِعلًا النَّبِيُّ الآتي إلى العالَم».‏ + ١٥ وعَرَفَ يَسُوع أنَّهُم على وَشْكِ أن يَأتوا ويَجعَلوهُ مَلِكًا بِالقُوَّة،‏ فابتَعَدَ + ورَجَعَ إلى الجَبَلِ وَحْدَه.‏ +

١٦ ولمَّا صارَ المَساء،‏ نَزَلَ تَلاميذُهُ إلى البُحَيرَة،‏ + ١٧ وصَعِدوا إلى مَركَبٍ وانطَلَقوا لِيَعبُروا إلى كَفَرْنَاحُوم.‏ وجاءَ اللَّيلُ ولم يَكُنْ يَسُوع قد أتى إلَيهِم بَعد.‏ + ١٨ وهَبَّت رِياحٌ قَوِيَّة فهاجَتِ المِياه.‏ + ١٩ وبَعدَما كانوا قد جَذَّفوا خَمسَةَ أو سِتَّةَ كيلومِتراتٍ تَقريبًا،‏ * رَأَوْا يَسُوع يَمْشي على البُحَيرَةِ ويَقتَرِبُ مِنَ المَركَب،‏ فخافوا.‏ ٢٠ لكنَّهُ قالَ لهُم:‏ «هذا أنا،‏ لا تَخافوا!‏».‏ + ٢١ عِندَئِذٍ قَبِلوا أن يُصعِدوهُ إلى المَركَب.‏ وبَعدَ وَقتٍ قَصير،‏ وَصَلَ المَركَبُ إلى المَكانِ الَّذي كانوا ذاهِبينَ إلَيه.‏ +

٢٢ وفي اليَومِ التَّالي،‏ رَأتِ الجُموعُ الَّتي بَقِيَت على الضِّفَّةِ الأُخْرى مِنَ البُحَيرَةِ أنَّهُ لا يوجَدُ مَركَبٌ هُناك.‏ فقد كانَ يوجَدُ مَركَبٌ صَغيرٌ لكنَّ يَسُوع لم يَصعَدْ إلَيهِ مع تَلاميذِه،‏ فهُم ذَهَبوا وَحْدَهُم.‏ ٢٣ ووَصَلَت مَراكِبُ مِن طَبَرِيَّة وتَوَقَّفَت قُربَ المَكانِ الَّذي أكَلوا فيهِ الخُبزَ بَعدَما قَدَّمَ الرَّبُّ الشُّكر.‏ ٢٤ فلمَّا رَأتِ الجُموعُ أنَّهُ لا يَسُوع ولا تَلاميذُهُ هُناك،‏ صَعِدوا إلى المَراكِبِ وراحوا إلى كَفَرْنَاحُوم لِيُفَتِّشوا عنه.‏

٢٥ ولمَّا وَجَدوهُ في الجِهَةِ الأُخْرى مِنَ البُحَيرَة،‏ سَألوه:‏ «يا مُعَلِّم،‏ *+ متى وَصَلتَ إلى هُنا؟‏».‏ ٢٦ أجابَهُم يَسُوع:‏ «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ أنتُم لا تُفَتِّشونَ عنِّي لِأنَّكُم رَأيتُم عَجائِب،‏ * بل لِأنَّكُم أكَلتُم مِنَ الخُبزِ وشَبِعتُم.‏ + ٢٧ لا تَعمَلوا مِن أجْلِ الطَّعامِ الَّذي يَفسُد،‏ بل مِن أجْلِ الطَّعامِ الَّذي يَدومُ ويُعْطي حَياةً أبَدِيَّة + والَّذي سيُعْطيكُم إيَّاهُ ابْنُ الإنسان.‏ فهو مَن وَضَعَ علَيهِ الآب،‏ اللّٰهُ نَفْسُه،‏ خَتمًا يُظهِرُ رِضاه».‏ +

٢٨ فسَألوه:‏ «ما هيَ الأعمالُ الَّتي يَطلُبُها اللّٰهُ مِنَّا؟‏».‏ ٢٩ أجابَهُم يَسُوع:‏ «هذا هوَ العَمَلُ الَّذي يَطلُبُهُ اللّٰه:‏ أن تُظهِروا الإيمانَ بِالَّذي أرسَلَه».‏ + ٣٠ فقالوا له:‏ «أيُّ عَجيبَةٍ *+ ستَعمَلُها لِنَراها ونُؤْمِنَ بك؟‏ ماذا ستَفعَل؟‏ ٣١ آباؤُنا أكَلوا المَنَّ في الصَّحراء،‏ + مِثلَما هو مَكتوب:‏ ‹أعْطاهُم خُبزًا مِنَ السَّماءِ لِيَأكُلوا›».‏ + ٣٢ أجابَهُم يَسُوع:‏ «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ مُوسَى لم يُعْطِكُمُ الخُبزَ الحَقيقِيَّ مِنَ السَّماء،‏ لكنَّ أبي يُعْطيكُمُ الآنَ الخُبزَ الحَقيقِيَّ مِنَ السَّماء.‏ ٣٣ فخُبزُ اللّٰهِ هوَ الَّذي يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ ويُعْطي الحَياةَ لِلعالَم».‏ ٣٤ فقالوا له:‏ «يا سَيِّد،‏ أعْطِنا دائِمًا مِن هذا الخُبز».‏

٣٥ قالَ لهُم يَسُوع:‏ «أنا هو خُبزُ الحَياة.‏ مَن يَأتي إلَيَّ لن يَجوعَ أبَدًا،‏ ومَن يُظهِرُ الإيمانَ بي لن يَعطَشَ أبَدًا.‏ + ٣٦ ولكنْ مِثلَما قُلتُ لكُم:‏ أنتُم رَأيتُموني ومع ذلِك لا تُؤْمِنون.‏ + ٣٧ كُلُّ الَّذينَ يُعْطيني إيَّاهُمُ الآبُ سيَأتونَ إلَيَّ،‏ والَّذي يَأتي إلَيَّ لن أُبعِدَهُ أبَدًا.‏ + ٣٨ فأنا لم أنزِلْ مِنَ السَّماءِ + لِأعمَلَ ما أُريدُهُ أنا،‏ بل ما يُريدُهُ الَّذي أرسَلَني.‏ + ٣٩ وما يُريدُهُ الَّذي أرسَلَني هو أن لا أخسَرَ أحَدًا مِن كُلِّ الَّذينَ أعْطاني إيَّاهُم،‏ بل أن أُقيمَهُم + في اليَومِ الأخير.‏ ٤٠ فهذا ما يُريدُهُ أبي:‏ أنَّ كُلَّ مَن يَقبَلُ الابْنَ ويُظهِرُ الإيمانَ بهِ يَنالُ حَياةً أبَدِيَّة،‏ + وأنا سأُقيمُهُ + في اليَومِ الأخير».‏

٤١ فصارَ اليَهُودُ يَتَشَكَّوْنَ مِنهُ لِأنَّهُ قال:‏ «أنا الخُبزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء».‏ + ٤٢ وقالوا:‏ «ألَيسَ هذا هو يَسُوع ابْنَ يُوسُف،‏ الَّذي نَعرِفُ أباهُ وأُمَّه؟‏ + فكَيفَ يَقولُ الآن:‏ ‹أنا نَزَلتُ مِنَ السَّماء›؟‏».‏ ٤٣ أجابَهُم يَسُوع:‏ «تَوَقَّفوا عنِ التَّشَكِّي في ما بَينَكُم.‏ ٤٤ لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَأتِيَ إلَيَّ إلَّا إذا جَذَبَهُ الآبُ الَّذي أرسَلَني،‏ + وأنا سأُقيمُهُ في اليَومِ الأخير.‏ + ٤٥ مَكتوبٌ في كِتاباتِ الأنبِياء:‏ ‹سيَكونونَ كُلُّهُم مُتَعَلِّمينَ مِن يَهْوَه›.‏ + فكُلُّ مَن يَسمَعُ لِلآبِ ويَتَعَلَّمُ مِنهُ يَأتي إلَيَّ.‏ ٤٦ لا يَعْني ذلِك أنَّ أحَدًا رَأى الآب؛‏ + فالَّذي أتى مِن عِندِ اللّٰهِ هوَ الوَحيدُ الَّذي رَأى الآب.‏ + ٤٧ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ مَن يُؤْمِنُ سيَنالُ حَياةً أبَدِيَّة.‏ +

٤٨ ‏«أنا هو خُبزُ الحَياة.‏ + ٤٩ آباؤُكُم أكَلوا المَنَّ في الصَّحراءِ ومع ذلِك ماتوا.‏ + ٥٠ ولكنْ كُلُّ مَن يَأكُلُ مِنَ الخُبزِ النَّازِلِ مِنَ السَّماءِ لن يَموت.‏ ٥١ أنا هوَ الخُبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء.‏ إذا أكَلَ أحَدٌ مِن هذا الخُبزِ فسَيَعيشُ إلى الأبَد.‏ وفي الواقِع،‏ الخُبزُ الَّذي سأُعْطيهِ هو جَسَدي مِن أجْلِ أن يَحْيا العالَم».‏ +

٥٢ فبَدَأَ اليَهُودُ يَتَجادَلونَ قائِلين:‏ «كَيفَ يَقدِرُ هذا الرَّجُلُ أن يُعْطِيَنا جَسَدَهُ لِنَأكُلَه؟‏».‏ ٥٣ أجابَهُم يَسُوع:‏ «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ إذا لم تَأكُلوا جَسَدَ ابْنِ الإنسانِ وتَشرَبوا دَمَه،‏ فلن تَكونَ لكُم حَياةٌ في داخِلِكُم.‏ + ٥٤ مَن يَأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي يَنالُ حَياةً أبَدِيَّة،‏ وأنا سأُقيمُهُ + في اليَومِ الأخير.‏ ٥٥ فجَسَدي هوَ الطَّعامُ الحَقيقِيّ،‏ ودَمي هوَ الشَّرابُ الحَقيقِيّ.‏ ٥٦ مَن يَأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي يَبْقى في اتِّحادٍ بي،‏ وأنا أبْقى في اتِّحادٍ به.‏ + ٥٧ ومِثلَما أنِّي أعيشُ بِفَضلِ الآبِ الحَيِّ الَّذي أرسَلَني،‏ مَن يَأكُلُ جَسَدي يَعيشُ هو أيضًا بِفَضلي.‏ + ٥٨ هذا هوَ الخُبزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء.‏ وهو لَيسَ مِثلَ الخُبزِ الَّذي أكَلَهُ آباؤُكُم ومع ذلِك ماتوا.‏ فمَن يَأكُلُ هذا الخُبزَ يَعيشُ إلى الأبَد».‏ + ٥٩ قالَ يَسُوع هذا الكَلامَ وهو يُعَلِّمُ في مَجمَعٍ * في كَفَرْنَاحُوم.‏

٦٠ ولمَّا سَمِعَ كَثيرونَ مِن تَلاميذِهِ ذلِك،‏ قالوا:‏ «هذا الكَلامُ فَظيع.‏ مَن يَقدِرُ أن يَتَحَمَّلَه؟‏».‏ ٦١ وعَرَفَ يَسُوع أنَّ تَلاميذَهُ يَتَشَكَّوْنَ بِسَبَبِ كَلامِه،‏ فقالَ لهُم:‏ «هل يَصدِمُكُم * هذا الكَلام؟‏ ٦٢ ماذا تَفعَلونَ إذًا لَو رَأيتُمُ ابْنَ الإنسانِ يَصعَدُ إلى المَكانِ الَّذي كانَ فيهِ مِن قَبل؟‏ + ٦٣ الرُّوحُ هوَ الَّذي يُعْطي الحَياة؛‏ + الجَسَدُ لا يَنفَعُ أبَدًا.‏ الكَلامُ الَّذي قُلتُهُ لكُم هو روحٌ وهو حَياة.‏ + ٦٤ ولكنْ يوجَدُ بَينَكُم أشخاصٌ لا يُؤْمِنون».‏ فيَسُوع كانَ يَعرِفُ مِنَ البِدايَةِ مَنِ الَّذينَ لم يُؤْمِنوا ومَنِ الَّذي سيَخونُه.‏ + ٦٥ ثُمَّ قال:‏ «لِذلِك قُلتُ لكُم:‏ لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَأتِيَ إلَيَّ إلَّا إذا سَمَحَ لهُ الآبُ أن يَأتي».‏ +

٦٦ نَتيجَةَ ذلِك،‏ رَجَعَ كَثيرونَ مِن تَلاميذِهِ إلى الأُمورِ الَّتي تَرَكوها + وما عادوا يُرافِقونَه.‏ ٦٧ فقالَ يَسُوع لِلاثنَيْ عَشَر:‏ «وأنتُم،‏ هل تُريدونَ أن تَذهَبوا أيضًا؟‏».‏ ٦٨ أجابَهُ سِمْعَان بُطْرُس:‏ «يا رَبّ،‏ إلى مَن سنَذهَبُ + وعِندَكَ كَلامُ الحَياةِ الأبَدِيَّة؟‏ + ٦٩ نَحنُ آمَنَّا وعَرَفنا أنَّكَ قُدُّوسُ اللّٰه».‏ + ٧٠ أجابَهُم يَسُوع:‏ «أنا اختَرتُكُم أنتُمُ الاثنَيْ عَشَر،‏ + ومع ذلِك واحِدٌ مِنكُم هو مُفتَرٍ».‏ *+ ٧١ وكانَ في الواقِعِ يَتَكَلَّمُ عن يَهُوذَا بْنِ سِمْعَان الإسْخَرْيُوطِيّ.‏ فهو كانَ سيَخونُهُ مع أنَّهُ مِنَ الاثنَيْ عَشَر.‏ +

٧ بَعدَ ذلِك،‏ ظَلَّ يَسُوع يَتَنَقَّلُ * في الجَلِيل.‏ فهو لم يُرِدْ أن يَتَنَقَّلَ في اليَهُودِيَّة لِأنَّ اليَهُودَ كانوا يُفَتِّشونَ عن فُرصَةٍ لِيَقتُلوه.‏ + ٢ وكانَ عيدُ الخِيامِ *+ اليَهُودِيُّ قَريبًا.‏ ٣ فقالَ لهُ إخوَتُه:‏ + «أُترُكْ هذا المَكانَ واذهَبْ إلى اليَهُودِيَّة،‏ لِكَي يَرى تَلاميذُكَ الأعمالَ الَّتي تَعمَلُها.‏ ٤ فلا أحَدَ يَعمَلُ شَيئًا في السِّرِّ إذا أرادَ أن يَكونَ مَعروفًا بَينَ النَّاس.‏ فبِما أنَّكَ تَعمَلُ هذِهِ الأُمور،‏ فأَظهِرْ نَفْسَكَ لِلعالَم».‏ ٥ فإخوَتُهُ في الواقِعِ لم يَكونوا يُؤْمِنونَ به.‏ + ٦ عِندَئِذٍ قالَ لهُم يَسُوع:‏ «لم يَأتِ وَقتي بَعد،‏ + أمَّا أنتُم فالوَقتُ مُناسِبٌ لكُم دائِمًا.‏ ٧ لَيسَ لَدى العالَمِ سَبَبٌ لِيَكرَهَكُم،‏ لكنَّهُ يَكرَهُني لِأنِّي أشهَدُ أنَّ أعمالَهُ شِرِّيرَة.‏ + ٨ إصعَدوا أنتُم إلى العيد.‏ أنا لن أصعَدَ الآنَ إلى هذا العيدِ لِأنَّ وَقتي لم يَأتِ بَعد».‏ + ٩ قالَ لهُم ذلِك وبَقِيَ في الجَلِيل.‏

١٠ ولكنْ بَعدَما صَعِدَ إخوَتُهُ إلى العيدِ صَعِدَ هو أيضًا،‏ لَيسَ عَلَنًا بل في السِّرّ.‏ ١١ وبَدَأَ اليَهُودُ يُفَتِّشونَ عنهُ في العيدِ ويَقولون:‏ «أينَ ذلِكَ الرَّجُل؟‏».‏ ١٢ وكانَتِ الجُموعُ تَتَوَشوَشُ علَيهِ كَثيرًا.‏ البَعضُ قالوا:‏ «إنَّهُ رَجُلٌ صالِح».‏ وقالَ آخَرون:‏ «لا،‏ بل هو يُضَلِّلُ النَّاس».‏ + ١٣ ولكنْ لم يَتَكَلَّمْ عنهُ أحَدٌ في العَلَنِ خَوفًا مِنَ اليَهُود.‏ +

١٤ وبَعدَما مَرَّت نِصفُ أيَّامِ العيد،‏ طَلَعَ يَسُوع إلى الهَيكَلِ وبَدَأ يُعَلِّم.‏ ١٥ فتَعَجَّبَ اليَهُودُ وقالوا:‏ «مِن أينَ لِهذا الرَّجُلِ المَعرِفَةُ عنِ الأسفارِ المُقَدَّسَة *+ وهو لم يَتَعَلَّمْ في المَدارِس؟‏».‏ *+ ١٦ فأجابَهُم يَسُوع:‏ «ما أُعَلِّمُهُ لَيسَ مِنِّي،‏ بل مِنَ الَّذي أرسَلَني.‏ + ١٧ إذا أرادَ أحَدٌ أن يَفعَلَ ما يُريدُهُ اللّٰه،‏ فسَيَعرِفُ هل تَعليمي مِنَ اللّٰهِ + أو أنِّي أتَكَلَّمُ مِن عِندي.‏ ١٨ فمَن يَتَكَلَّمُ مِن عِندِهِ يَطلُبُ المَجدَ لِنَفْسِه،‏ أمَّا مَن يُريدُ أن يَجلُبَ المَجدَ لِلَّذي أرسَلَه،‏ + فهو صادِقٌ ولا غِشَّ فيه.‏ ١٩ ألَمْ يُعْطِكُم مُوسَى الشَّريعَة؟‏ + ولكنْ ولا واحِدٌ مِنكُم يُطيعُها.‏ لِماذا تُريدونَ أن تَقتُلوني؟‏».‏ + ٢٠ أجابَهُ النَّاس:‏ «أنتَ فيكَ شَيْطَان.‏ مَن يُريدُ أن يَقتُلَك؟‏».‏ ٢١ قالَ لهُم يَسُوع:‏ «عَمِلتُ عَمَلًا واحِدًا فتَفاجَأتُم كُلُّكُم.‏ ٢٢ لِذلِك فَكِّروا في هذا:‏ أعْطاكُم مُوسَى وَصِيَّةَ الخِتان،‏ + مع أنَّها لَيسَت مِن مُوسَى بل مِنَ الآباء،‏ + وأنتُم تَختِنونَ الذُّكورَ حتَّى في يَومِ السَّبت.‏ ٢٣ فإذا كُنتُم تَختِنونَ في السَّبتِ كَي لا تَكسِروا شَريعَةَ مُوسَى،‏ فلِماذا تَغضَبونَ مِنِّي كُلَّ هذا الغَضَبِ لِأنِّي شَفَيتُ بِالكامِلِ إنسانًا في السَّبت؟‏ + ٢٤ لا * تَحكُموا على أحَدٍ على أساسِ المَظهَرِ الخارِجِيّ،‏ بلِ احكُموا بِعَدل».‏ +

٢٥ فقالَ بَعضُ سُكَّانِ أُورُشَلِيم:‏ «ألَيسَ هذا هوَ الرَّجُلَ الَّذي يُريدونَ أن يَقتُلوه؟‏ + ٢٦ أُنظُروا،‏ إنَّهُ يَتَكَلَّمُ في العَلَنِ وهُم لا يَقولونَ لهُ شَيئًا.‏ هل تَأكَّدَ الرُّؤَساءُ يا تُرى أنَّهُ المَسِيح؟‏ ٢٧ ولكنْ نَحنُ نَعرِفُ مِن أينَ هذا الرَّجُل.‏ + أمَّا حينَ يَأتي المَسِيح،‏ فلن يَعرِفَ أحَدٌ مِن أينَ هو».‏ ٢٨ فرَفَعَ يَسُوع صَوتَهُ فيما كانَ يُعَلِّمُ في الهَيكَلِ وقال:‏ «أنتُم تَعرِفونَني وتَعرِفونَ مِن أينَ أنا.‏ وأنا لم أُرسِلْ نَفْسي،‏ + فالَّذي أرسَلَني هو حَقيقِيٌّ وأنتُم لا تَعرِفونَه.‏ + ٢٩ أنا أعرِفُهُ + لِأنِّي مُمَثِّلٌ عنه،‏ وهوَ الَّذي أرسَلَني».‏ ٣٠ فحاوَلوا أن يَقبِضوا علَيه،‏ + ولكنْ لم يُمسِكْهُ أحَدٌ لِأنَّ ساعَتَهُ لم تَكُنْ قد أتَت بَعد.‏ + ٣١ لكنَّ كَثيرينَ مِن بَينِ الجُموعِ آمَنوا بهِ + وقالوا:‏ «حينَ يَأتي المَسِيح،‏ هل سيَعمَلُ عَجائِبَ * أكثَرَ مِمَّا عَمِلَ هذا الرَّجُل؟‏!‏».‏

٣٢ وسَمِعَ الفَرِّيسِيُّونَ الجُموعَ تَتَوَشوَشُ علَيهِ بِهذا الكَلام،‏ فأرسَلَ كِبارُ الكَهَنَةِ والفَرِّيسِيُّونَ حُرَّاسًا لِيَقبِضوا علَيه.‏ ٣٣ فقالَ يَسُوع لِلنَّاس:‏ «سأبْقى معكُم فَترَةً قَصيرَة بَعد،‏ ثُمَّ أذهَبُ إلى الَّذي أرسَلَني.‏ + ٣٤ ستُفَتِّشونَ عنِّي ولن تَجِدوني،‏ والمكانُ الَّذي سأكونُ فيهِ لا تَقدِرونَ أن تَأتوا إلَيه».‏ + ٣٥ فقالَ اليَهُودُ في ما بَينَهُم:‏ «إلى أينَ يَنْوي هذا الرَّجُلُ أن يَذهَبَ حتَّى لا نَجِدَه؟‏ هل سيَذهَبُ إلى اليَهُودِ المُتَفَرِّقينَ بَينَ اليُونَانِيِّينَ ويُعَلِّمُ اليُونَانِيِّين؟‏ ٣٦ ماذا قَصَدَ حينَ قال:‏ ‹ستُفَتِّشونَ عنِّي ولن تَجِدوني،‏ والمَكانُ الَّذي سأكونُ فيهِ لا تَقدِرونَ أن تَأتوا إلَيه›؟‏».‏

٣٧ وفي آخِرِ يَومٍ مِنَ العيد،‏ + وهو أهَمُّ يَوم،‏ وَقَفَ يَسُوع وقالَ بِصَوتٍ عالٍ:‏ «مَن هو عَطشان،‏ فلْيَأتِ إلَيَّ ويَشرَب.‏ + ٣٨ ومَن يُؤْمِنُ بي،‏ ‹ستَجْري مِن أعماقِهِ أنهارُ ماءٍ حَيّ›،‏ + مِثلَما تَقولُ الأسفارُ المُقَدَّسَة».‏ ٣٩ وقَصَدَ يَسُوع بِكَلامِهِ الرُّوحَ الَّذي كانَ سيَنالُهُ المُؤْمِنونَ به.‏ فالرُّوحُ لم يَكُنْ قد أُعْطِيَ بَعد،‏ + لِأنَّ يَسُوع لم يَكُنْ قد تَمَجَّدَ بَعد.‏ + ٤٠ فقالَ بَعضٌ مِنَ الجُموعِ لمَّا سَمِعوا هذا الكَلام:‏ «هذا فِعلًا هوَ النَّبِيّ».‏ + ٤١ وقالَ غَيرُهُم:‏ «هذا هوَ المَسِيح».‏ + لكنَّ البَعضَ قالوا:‏ «وهل يَأتي المَسِيح مِنَ الجَلِيل؟‏ + ٤٢ ألَا تَقولُ الأسفارُ المُقَدَّسَة إنَّ المَسِيح سيَأتي مِن نَسلِ دَاوُد + ومِن بَيْت لَحْم + قَريَةِ دَاوُد؟‏».‏ + ٤٣ فحَدَثَ انقِسامٌ بَينَ النَّاسِ بِخُصوصِه.‏ ٤٤ وأرادَ بَعضُهُم أن يَقبِضوا علَيه،‏ ولكنْ لم يُمسِكْه أحَد.‏

٤٥ ولمَّا رَجَعَ الحُرَّاس،‏ سَألَهُم كِبارُ الكَهَنَةِ والفَرِّيسِيُّون:‏ «لِماذا لم تَجلُبوه؟‏».‏ ٤٦ أجابَ الحُرَّاس:‏ «لم يَتَكَلَّمْ أحَدٌ مِثلَهُ أبَدًا».‏ + ٤٧ فأجابَ الفَرِّيسِيُّون:‏ «وهل خَدَعَكُم أنتُم أيضًا؟‏ ٤٨ هل آمَنَ بهِ أحَدٌ مِنَ الرُّؤَساءِ أوِ الفَرِّيسِيِّين؟‏ + ٤٩ أمَّا هؤُلاءِ النَّاسُ الَّذينَ لا يَعرِفونَ الشَّريعَةَ فمَلعونون».‏ ٥٠ فقالَ لهُم نِيقُودِيمُوس الَّذي كانَ واحِدًا مِنهُم،‏ والَّذي كانَ قد جاءَ إلى يَسُوع مِن قَبل:‏ ٥١ ‏«هل تَحكُمُ شَريعَتُنا على أحَدٍ قَبلَ أن تَسمَعَ مِنهُ وتَعرِفَ ماذا فَعَل؟‏».‏ + ٥٢ أجابوه:‏ «وهل أنتَ أيضًا مِنَ الجَلِيل؟‏ إبحَثْ وسَتَعرِفُ أنَّهُ لا يَأتي نَبِيٌّ مِنَ الجَلِيل».‏ *

٨ ١٢ وكَلَّمَهُم يَسُوع مِن جَديدٍ قائِلًا:‏ «أنا نورُ العالَم.‏ + مَن يَتبَعُني لن يَمْشِيَ أبَدًا في الظَّلام،‏ بل يَكونُ لَدَيهِ نورُ + الحَياة».‏ ١٣ فقالَ لهُ الفَرِّيسِيُّون:‏ «أنتَ تُعْطي شَهادَةً عن نَفْسِك،‏ لِذلِك شَهادَتُكَ لَيسَت صَحيحَة».‏ ١٤ أجابَهُم يَسُوع:‏ «حتَّى لَو كُنتُ أُعْطي شَهادَةً عن نَفْسي،‏ فشَهادَتي صَحيحَة لِأنِّي أعرِفُ مِن أينَ جِئتُ وإلى أينَ أذهَب.‏ + أمَّا أنتُم فلا تَعرِفونَ مِن أينَ جِئتُ ولا إلى أينَ أذهَب.‏ ١٥ أنتُم تَحكُمونَ على الآخَرينَ بِحَسَبِ مَقاييسِ البَشَر؛‏ + أنا لا أحكُمُ على أحَدٍ أبَدًا.‏ ١٦ وحتَّى لَو حَكَمتُ على أحَد،‏ فحُكمي صَحيحٌ لِأنِّي لا أحكُمُ وَحْدي،‏ بل معي الآبُ الَّذي أرسَلَني.‏ + ١٧ أيضًا،‏ مَكتوبٌ في شَريعَتِكُم:‏ ‹بِشَهادَةِ شَخصَيْنِ تَكونُ المَسألَةُ صَحيحَة›.‏ + ١٨ أنا أشهَدُ عن نَفْسي،‏ والآبُ الَّذي أرسَلَني يَشهَدُ عنِّي أيضًا».‏ + ١٩ فقالوا له:‏ «أينَ أبوك؟‏».‏ أجابَ يَسُوع:‏ «أنتُم لا تَعرِفونَني ولا تَعرِفونَ أبي.‏ + لَو عَرَفتُموني،‏ كُنتُم عَرَفتُم أبي أيضًا».‏ + ٢٠ قالَ هذا الكَلامَ عِندَ الخَزينَةِ + فيما كانَ يُعَلِّمُ في الهَيكَل.‏ ولكنْ لم يَقبِضْ علَيهِ أحَدٌ لِأنَّ ساعَتَهُ لم تَكُنْ قد أتَت بَعد.‏ +

٢١ وقالَ لهُم مِن جَديد:‏ «أنا ذاهِبٌ وسَتُفَتِّشونَ عنِّي،‏ ومع ذلِك ستَموتونَ في خَطِيَّتِكُم.‏ + وحَيثُ أنا ذاهِبٌ لا تَقدِرونَ أن تَأتوا».‏ + ٢٢ فصارَ اليَهُودُ يَقولون:‏ «لِماذا يَقول:‏ ‹حَيثُ أنا ذاهِبٌ لا تَقدِرونَ أن تَأتوا›؟‏ هل سيَقتُلُ نَفْسَه؟‏».‏ ٢٣ فقالَ لهُم:‏ «أنتُم مِن أسفَل،‏ وأنا مِن فَوق.‏ + أنتُم مِن هذا العالَم،‏ وأنا لَستُ مِن هذا العالَم.‏ ٢٤ لِذلِك قُلتُ لكُم:‏ ستَموتونَ في خَطاياكُم؛‏ ستَموتونَ في خَطاياكُم إذا لم تُؤْمِنوا بِأنِّي أنا هو».‏ ٢٥ فقالوا له:‏ «مَن أنت؟‏».‏ أجابَهُم يَسُوع:‏ «ولِماذا أتَكَلَّمُ معكُم أساسًا؟‏ ٢٦ عِندي أشياءُ كَثيرَة لِأقولَها بِخُصوصِكُم ولِأُصدِرَ أحكامًا فيها.‏ وفي الواقِع،‏ أنا أُخبِرُ العالَمَ + بِما سَمِعتُهُ مِنَ الَّذي أرسَلَني،‏ وهو دائِمًا صادِق».‏ ٢٧ لكنَّهُم لم يَفهَموا أنَّهُ كانَ يُكَلِّمُهُم عنِ الآب.‏ ٢٨ ثُمَّ قالَ يَسُوع:‏ «بَعدَما تَرفَعونَ ابْنَ الإنسان،‏ + ستَعرِفونَ أنِّي أنا هو + وأنِّي لا أعمَلُ شَيئًا مِن عِندي؛‏ + أنا أقولُ ما عَلَّمَني إيَّاهُ الآب.‏ ٢٩ والَّذي أرسَلَني هو معي؛‏ لم يَترُكْني وَحْدي لِأنِّي أعمَلُ دائِمًا ما يُرْضيه».‏ + ٣٠ وفيما كانَ يَقولُ هذِهِ الأُمور،‏ آمَنَ بهِ كَثيرون.‏

٣١ وقالَ يَسُوع لِليَهُودِ الَّذينَ آمَنوا به:‏ «إذا بَقيتُم مُتَمَسِّكينَ بِكَلامي،‏ تَكونونَ فِعلًا تَلاميذي،‏ ٣٢ وتَعرِفونَ الحَقّ،‏ + والحَقُّ يُحَرِّرُكُم».‏ + ٣٣ فأجابَهُ آخَرون:‏ «نَحنُ نَسلُ إبْرَاهِيم ولم نَكُنْ أبَدًا عَبيدًا لِأحَد.‏ فكَيفَ تَقول:‏ ‹ستَصيرونَ أحرارًا›؟‏».‏ ٣٤ أجابَهُم يَسُوع:‏ «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ كُلُّ مَن يَعمَلُ الخَطِيَّةَ هو عَبدٌ لِلخَطِيَّة.‏ + ٣٥ أيضًا،‏ العَبدُ لا يَبْقى في البَيتِ إلى الأبَد؛‏ الابْنُ يَبْقى إلى الأبَد.‏ ٣٦ فإذا حَرَّرَكُمُ الابْن،‏ تَكونونَ فِعلًا أحرارًا.‏ ٣٧ أنا أعرِفُ أنَّكُم نَسلُ إبْرَاهِيم.‏ لكنَّكُم تُريدونَ أن تَقتُلوني،‏ لِأنَّ كَلامي لَيسَ لهُ مَكانٌ في قُلوبِكُم.‏ ٣٨ أنا أتَكَلَّمُ بِما رَأيتُهُ عِندَما كُنتُ مع أبي،‏ + أمَّا أنتُم فتَعمَلونَ ما سَمِعتُموهُ مِن أبيكُم».‏ ٣٩ أجابوه:‏ «أبونا هو إبْرَاهِيم».‏ قالَ لهُم يَسُوع:‏ «لَو كُنتُم أوْلادَ إبْرَاهِيم،‏ + كُنتُم تَعمَلونَ أعمالَ إبْرَاهِيم.‏ ٤٠ لكنَّكُمُ الآنَ تُريدونَ أن تَقتُلوني،‏ أنا الَّذي أخبَرتُكُم عنِ الحَقِّ الَّذي سَمِعتُهُ مِنَ اللّٰه.‏ + إبْرَاهِيم لا يَعمَلُ شَيئًا كهذا.‏ ٤١ أنتُم تَعمَلونَ أعمالَ أبيكُم».‏ قالوا له:‏ «لَسنا أوْلادَ عَهارَة.‏ * لَدَينا أبٌ واحِدٌ هوَ اللّٰه».‏

٤٢ قالَ لهُم يَسُوع:‏ «لَو كانَ اللّٰهُ أباكُم لَكُنتُم تُحِبُّونَني،‏ + لِأنِّي أتَيتُ مِن عِندِ اللّٰهِ وأنا هُنا.‏ أنا لم أُرسِلْ نَفْسي،‏ بل هو أرسَلَني.‏ + ٤٣ وأنتُم لا تَفهَمونَ ما أقولُهُ لِأنَّكُم لا تَقدِرونَ أن تَقبَلوا كَلامي.‏ ٤٤ أبوكُم هو إبْلِيس،‏ وأنتُم تُريدونَ أن تَعمَلوا شَهَواتِ أبيكُم.‏ + هذا كانَ قاتِلًا لِلنَّاسِ مِنَ البِدايَة.‏ *+ وهو لم يَبْقَ مُتَمَسِّكًا بِالحَقّ،‏ لِأنْ لَيسَ فيهِ شَيءٌ مِنَ الحَقّ.‏ إنَّهُ يَكذِبُ لِأنَّ الكَذِبَ في طَبعِه.‏ فهو كَذَّابٌ وأبو الكَذِب.‏ + ٤٥ أمَّا أنا فلِأنِّي أقولُ لكُمُ الحَقيقَة،‏ لا تُصَدِّقونَني.‏ ٤٦ مَن مِنكُم يَقدِرُ أن يُثَبِّتَ علَيَّ خَطِيَّة؟‏ فإذا كُنتُ أقولُ الحَقيقَة،‏ فلِماذا لا تُصَدِّقونَني؟‏ ٤٧ الَّذي مِنَ اللّٰهِ يَسمَعُ كَلامَ اللّٰه.‏ + أنتُم لا تَسمَعونَ لِأنَّكُم لَستُم مِنَ اللّٰه».‏ +

٤٨ فقالَ لهُ اليَهُود:‏ «ألَيسَ معنا حَقٌّ أن نَقولَ إنَّكَ سَامِرِيٌّ + وفيكَ شَيْطَان؟‏!‏».‏ + ٤٩ أجابَ يَسُوع:‏ «لَيسَ فِيَّ شَيْطَان،‏ بل أنا أُكرِمُ أبي،‏ وأنتُم تُهينونَني.‏ ٥٠ لكنِّي لا أطلُبُ المَجدَ لِنَفْسي.‏ + فهُناك مَن يَطلُبُهُ لي ويَحكُمُ في هذا الأمر.‏ ٥١ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ إذا أطاعَ أحَدٌ كَلامي،‏ فلن يَرى المَوتَ أبَدًا».‏ + ٥٢ قالَ لهُ اليَهُود:‏ «الآنَ تَأكَّدنا أنَّ فيكَ شَيْطَانًا.‏ إبْرَاهِيم ماتَ والأنبِياءُ أيضًا،‏ لكنَّكَ تَقول:‏ ‹إذا أطاعَ أحَدٌ كَلامي،‏ فلن يَذوقَ المَوتَ أبَدًا›.‏ ٥٣ هل أنتَ أعظَمُ مِن أبينا إبْرَاهِيم الَّذي مات؟‏ الأنبِياءُ أيضًا ماتوا.‏ فمَن تَظُنُّ نَفْسَك؟‏».‏ ٥٤ أجابَ يَسُوع:‏ «إذا كُنتُ أنا أُمَجِّدُ نَفْسي،‏ فمَجدي لَيسَ شَيئًا.‏ لكنَّ أبي هوَ الَّذي يُمَجِّدُني،‏ + وهوَ الَّذي تَقولونَ إنَّهُ إلهُكُم.‏ ٥٥ أنتُم لا تَعرِفونَه،‏ + أمَّا أنا فأعرِفُه.‏ + وإذا قُلتُ إنِّي لا أعرِفُهُ أكونُ مِثلَكُم كَذَّابًا.‏ لكنِّي أعرِفُهُ وأُطيعُ كَلامَه.‏ ٥٦ أبوكُم إبْرَاهِيم كانَ مُتَشَوِّقًا أن يَرى يَومي،‏ فرَآهُ وفَرِح».‏ + ٥٧ قالَ لهُ اليَهُود:‏ «كَيفَ رَأيتَ إبْرَاهِيم وعُمرُكَ لم يَصِلْ بَعد إلى الـ‍ ٥٠؟‏!‏».‏ ٥٨ أجابَهُم يَسُوع:‏ «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ مِن قَبلِ أن يولَدَ إبْرَاهِيم كُنتُ أنا مَوْجودًا».‏ + ٥٩ فالْتَقَطوا حِجارَةً لِيَرْموها علَيه،‏ لكنَّ يَسُوع اختَفى وخَرَجَ مِنَ الهَيكَل.‏

٩ وبَينَما كانَ يَسُوع ماشِيًا،‏ رَأى رَجُلًا أعْمى مُنذُ وِلادَتِه.‏ ٢ فسَألَهُ تَلاميذُه:‏ «يا مُعَلِّم،‏ *+ مَن أخطَأَ حتَّى وُلِدَ هذا الرَّجُلُ أعْمى،‏ هو أم والِداه؟‏».‏ ٣ أجابَ يَسُوع:‏ «لا هو أخطَأَ ولا والِداه،‏ ولكنْ حَصَلَ ذلِك كَي تَظهَرَ أعمالُ اللّٰهِ مِن خِلالِه.‏ + ٤ فما دامَ الوَقتُ نَهارًا،‏ فعلَينا أن نَعمَلَ أعمالَ الَّذي أرسَلَني.‏ + فاللَّيلُ آتٍ،‏ ولن يَقدِرَ أحَدٌ أن يَعمَلَ فيه.‏ ٥ ما دُمتُ في العالَم،‏ فأنا نورُ العالَم».‏ + ٦ وبَعدَما قالَ ذلِك،‏ بَصَقَ على الأرضِ وعَمِلَ مِن ريقِهِ طينًا،‏ ودَهَنَ الطِّينَ على عَيْنَيِ الرَّجُلِ + ٧ وقالَ له:‏ «إذهَبْ واغتَسِلْ في بِركَةِ سِلْوَام» (‏كَلِمَةٌ مَعْناها «مُرسَل»)‏.‏ فذَهَبَ واغتَسَل،‏ ولمَّا رَجَعَ كانَ يَرى بِعَيْنَيْه.‏ +

٨ فتَساءَلَ الجيرانُ والَّذينَ كانوا يَرَوْنَهُ مِن قَبل يَتَسَوَّل:‏ «ألَيسَ هذا هوَ الرَّجُلَ الَّذي كانَ يَجلِسُ لِيَتَسَوَّل؟‏».‏ ٩ فقالَ البَعض:‏ «هذا هو».‏ وقالَ آخَرون:‏ «لا،‏ لكنَّهُ يُشبِهُه».‏ أمَّا الرَّجُلُ فكانَ يَقول:‏ «هذا أنا».‏ ١٠ فسَألوه:‏ «وكَيفَ انفَتَحَت عَيْناك؟‏».‏ ١١ أجاب:‏ «الرَّجُلُ الَّذي اسْمُهُ يَسُوع عَمِلَ طينًا ودَهَنَهُ على عَيْنَيَّ وقالَ لي:‏ ‹إذهَبْ إلى سِلْوَام واغتَسِل›.‏ + فذَهَبتُ واغتَسَلتُ وصِرتُ أرى».‏ ١٢ فقالوا له:‏ «أينَ هو هذا الرَّجُل؟‏».‏ أجاب:‏ «لا أعرِف».‏

١٣ فأخَذوا الرَّجُلَ الَّذي كانَ أعْمى إلى الفَرِّيسِيِّين.‏ ١٤ وكانَ اليَومُ الَّذي عَمِلَ فيهِ يَسُوع الطِّينَ وفَتَحَ عَيْنَيِ الرَّجُلِ + هو يَومَ سَبت.‏ + ١٥ فسَألَهُ الفَرِّيسِيُّونَ أيضًا كَيفَ صارَ يَرى.‏ فأجابَهُم:‏ «وَضَعَ طينًا على عَيْنَيَّ واغتَسَلت،‏ فصِرتُ أرى».‏ ١٦ فقالَ بَعضُ الفَرِّيسِيِّين:‏ «هذا الرَّجُلُ لَيسَ مِنَ اللّٰهِ لِأنَّهُ لا يَلتَزِمُ بِشَريعَةِ السَّبت».‏ + وقالَ آخَرون:‏ «كَيفَ يَقدِرُ إنسانٌ خاطِئٌ أن يَعمَلَ مِثلَ هذِهِ العَجائِب؟‏».‏ *+ فحَصَلَ انقِسامٌ بَينَهُم.‏ + ١٧ فسَألوا الأعْمى مَرَّةً أُخْرى:‏ «وأنت،‏ ما رَأْيُكَ فيهِ بِما أنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْك؟‏».‏ أجاب:‏ «إنَّهُ نَبِيّ».‏

١٨ لكنَّ اليَهُودَ لم يُصَدِّقوا أنَّهُ كانَ أعْمى وصارَ يَرى،‏ فاستَدْعَوْا والِدَيْه،‏ ١٩ وسَألوهُما:‏ «هل هذا ابْنُكُما الَّذي تَقولانِ إنَّهُ وُلِدَ أعْمى؟‏ فكَيفَ يَرى الآن؟‏».‏ ٢٠ أجابَ والِداه:‏ «ما نَعرِفُهُ هو أنَّهُ ابْنُنا وأنَّهُ وُلِدَ أعْمى.‏ ٢١ لكنَّنا لا نَعرِفُ كَيفَ صارَ يَرى،‏ ولا نَعرِفُ مَن فَتَحَ عَيْنَيْه.‏ إسألوه،‏ إنَّهُ راشِدٌ ويَقدِرُ أن يُجاوِبَ عن نَفْسِه».‏ ٢٢ قالَ والِداهُ ذلِك لِأنَّهُما كانا يَخافانِ مِنَ اليَهُود.‏ + فاليَهُودُ اتَّفَقوا أنَّ الَّذي يَعتَرِفُ بِأنَّ يَسُوع هوَ المَسِيح يُطرَدُ مِنَ المَجمَع.‏ + ٢٣ لِهذا السَّبَبِ قالَ والِداه:‏ «إنَّهُ راشِد،‏ اسألوه».‏

٢٤ فاستَدْعَوْا مَرَّةً ثانِيَة الرَّجُلَ الَّذي كانَ أعْمى وقالوا له:‏ «أعْطِ المَجدَ لِلّٰه،‏ نَحنُ نَعرِفُ أنَّ هذا الرَّجُلَ خاطِئ».‏ ٢٥ فأجاب:‏ «لا أعرِفُ إذا كانَ خاطِئًا أم لا.‏ لكنِّي أعرِفُ شَيئًا واحِدًا:‏ كُنتُ أعْمى والآنَ أنا أرى».‏ ٢٦ فقالوا له:‏ «ماذا عَمِلَ لك؟‏ كَيفَ فَتَحَ عَيْنَيْك؟‏».‏ ٢٧ أجابَهُم:‏ «قُلتُ لكُم لكنَّكُم لم تَسمَعوا.‏ لِماذا تُريدونَ أن تَسمَعوا ذلِك مَرَّةً ثانِيَة؟‏ هل تُريدونَ أنتُم أيضًا أن تَصيروا تَلاميذَه؟‏».‏ ٢٨ فقالوا له بِاحتِقار:‏ «أنتَ تِلميذُه،‏ أمَّا نَحنُ فتَلاميذُ مُوسَى.‏ ٢٩ نَحنُ نَعرِفُ أنَّ اللّٰهَ تَكَلَّمَ مع مُوسَى،‏ أمَّا هذا الرَّجُلُ فلا نَعرِفُ مِن أينَ هو».‏ ٣٠ أجابَهُم:‏ «غَريب!‏ لا تَعرِفونَ مِن أينَ هو مع أنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيَّ؟‏!‏ ٣١ نَحنُ نَعرِفُ أنَّ اللّٰهَ لا يَسمَعُ لِلخُطاة،‏ + لكنَّهُ يَسمَعُ لِلَّذي يَخافُهُ ويَعمَلُ ما يُريدُه.‏ + ٣٢ ولم يُسمَعْ أبَدًا مِن قَبل أنَّ أحَدًا فَتَحَ عَيْنَيْ شَخصٍ وُلِدَ أعْمى.‏ ٣٣ فلَو لم يَكُنْ هذا الرَّجُلُ مِنَ اللّٰه،‏ ما كانَ استَطاعَ أن يَعمَلَ أيَّ شَيء».‏ + ٣٤ أجابوه:‏ «أنتَ كُلُّكَ مَوْلودٌ في الخَطِيَّة،‏ وتُريدُ أن تُعَلِّمَنا؟‏!‏».‏ وطَرَدوهُ إلى الخارِج.‏ +

٣٥ وسَمِعَ يَسُوع أنَّهُم طَرَدوه.‏ فلمَّا وَجَدَهُ قالَ له:‏ «هل تُؤْمِنُ بِابْنِ الإنسان؟‏».‏ ٣٦ أجاب:‏ «ومَن هو يا سَيِّدُ حتَّى أُؤْمِنَ به؟‏».‏ ٣٧ قالَ لهُ يَسُوع:‏ «أنتَ رَأيتَه،‏ وهوَ الَّذي يَتَكَلَّمُ معك».‏ ٣٨ فقال:‏ «أنا أُؤْمِنُ بهِ يا رَبّ».‏ وسَجَدَ له.‏ ٣٩ فقالَ يَسُوع:‏ «أنا أتَيتُ إلى هذا العالَمِ لِكَي يُحاسَبَ العالَم،‏ فيَرى العُميانُ + ويَعْمى الَّذينَ يَرَوْن».‏ + ٤٠ فسَمِعَهُ الفَرِّيسِيُّونَ الَّذينَ كانوا معهُ وقالوا له:‏ «وهل نَحنُ أيضًا عُميان؟‏».‏ ٤١ أجابَهُم يَسُوع:‏ «لَو كُنتُم عُميانًا،‏ ما كانَت حُسِبَت علَيكُم خَطِيَّة.‏ ولكنْ لِأنَّكُم تَقولون:‏ ‹نَحنُ نَرى›،‏ فخَطِيَّتُكُم باقِيَة علَيكُم».‏ +

١٠ ‏«صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ الَّذي لا يَدخُلُ إلى حَظيرَةِ الخِرافِ مِنَ الباب،‏ بل يَطلَعُ إلَيها مِن مَكانٍ آخَر،‏ هو سارِقٌ ولِصّ.‏ + ٢ أمَّا الَّذي يَدخُلُ مِنَ البابِ فهو راعي الخِراف.‏ + ٣ ولهُ يَفتَحُ البَوَّاب،‏ + والخِرافُ تَسمَعُ صَوتَه.‏ + فيُنادي الخِرافَ الَّتي لهُ بِأسمائِها ويَقودُها إلى خارِجِ الحَظيرَة.‏ ٤ وعِندَما يُخرِجُ كُلَّ خِرافِه،‏ يَمْشي قُدَّامَها،‏ وهي تَتبَعُهُ لِأنَّها تَعرِفُ صَوتَه.‏ ٥ لكنَّها لا تَتبَعُ الغَريبَ أبَدًا،‏ بل تَهرُبُ مِنهُ لِأنَّها لا تَعرِفُ صَوتَ الغُرَباء».‏ ٦ هذا التَّشبيهُ أعْطاهُم إيَّاهُ يَسُوع،‏ لكنَّهُم لم يَفهَموا مَعْنى كَلامِه.‏

٧ فقالَ يَسُوع مَرَّةً ثانِيَة:‏ «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ أنا بابُ الخِراف.‏ + ٨ كُلُّ الَّذينَ جاؤُوا لِيَأخُذوا مَكاني هُم سارِقونَ ولُصوص.‏ لكنَّ الخِرافَ لم تَسمَعْ لهُم.‏ ٩ أنا هوَ الباب.‏ الَّذي يَدخُلُ مِن خِلالي سيَخلُص،‏ وهو سيَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرْعى.‏ + ١٠ السَّارِقُ لا يَأتي إلَّا لِيَسرِقَ ويَقتُلَ ويُهلِك.‏ + أمَّا أنا فأتَيتُ لِتَكونَ لِلخِرافِ حَياة،‏ حَياةٌ لا تَنتَهي.‏ * ١١ أنا هوَ الرَّاعي الصَّالِح،‏ *+ والرَّاعي الصَّالِحُ يُضَحِّي بِحَياتِهِ * مِن أجْلِ الخِراف.‏ + ١٢ أمَّا العامِل،‏ الَّذي هو لَيسَ راعِيًا والخِرافُ لَيسَت له،‏ فحينَ يَرى الذِّئبَ آتِيًا يَترُكُ الخِرافَ ويَهرُب.‏ فيَخطِفُها الذِّئبُ ويُفَرِّقُها.‏ ١٣ إنَّهُ يَهرُبُ لِأنَّهُ عامِلٌ ولا تَهُمُّهُ الخِراف.‏ ١٤ أنا هوَ الرَّاعي الصَّالِح.‏ * أعرِفُ خِرافي وخِرافي تَعرِفُني،‏ + ١٥ مِثلَما أنَّ الآبَ يَعرِفُني وأنا أعرِفُ الآب.‏ + وأنا أُضَحِّي بِحَياتي مِن أجْلِ الخِراف.‏ +

١٦ ‏«وعِندي خِرافٌ آخَرونَ لَيسوا مِن هذِهِ الحَظيرَةِ + يَجِبُ أن أجلُبَهُم هُم أيضًا،‏ وسَيَسمَعونَ صَوتي،‏ فيَصيرُ هُناك رَعِيَّةٌ واحِدَة وراعٍ واحِد.‏ + ١٧ إنَّ الآبَ يُحِبُّني + لِأنِّي أُضَحِّي بِحَياتي + لِكَي أستَرجِعَها.‏ ١٨ لا أحَدَ يَأخُذُها مِنِّي،‏ بل أنا أُضَحِّي بها بِاختِياري.‏ عِندي سُلطَةٌ أن أُضَحِّيَ بها،‏ وعِندي سُلطَةٌ أن أستَرجِعَها.‏ + هذا ما أوْصاني بهِ أبي».‏

١٩ ومِن جَديد،‏ حَصَلَ انقِسامٌ بَينَ اليَهُودِ + بِسَبَبِ هذا الكَلام.‏ ٢٠ فكَثيرونَ مِنهُم كانوا يَقولون:‏ «فيهِ شَيْطَان،‏ إنَّهُ مَجنون.‏ لِماذا تَسمَعونَ له؟‏».‏ ٢١ وقالَ آخَرون:‏ «هذا الكَلامُ لا يَقولُهُ شَخصٌ فيهِ شَيْطَان.‏ وهل يَقدِرُ شَيْطَانٌ أن يَفتَحَ عُيونَ العُميان؟‏!‏».‏

٢٢ في ذلِكَ الوَقت،‏ احتَفَلَ اليَهُودُ بِعيدِ التَّكريسِ * في أُورُشَلِيم.‏ وكانَ فَصلُ الشِّتاء.‏ ٢٣ وكانَ يَسُوع يَمْشي في الهَيكَلِ في مَمَرِّ * سُلَيْمَان.‏ + ٢٤ فأحاطَ بهِ اليَهُودُ وقالوا له:‏ «إلى متى ستُبْقينا حائِرين؟‏ إذا كُنتَ المَسِيح،‏ فقُلْ لنا بِصَراحَة».‏ ٢٥ أجابَهُم يَسُوع:‏ «قُلتُ لكُم لكنَّكُم لا تُؤْمِنون.‏ الأعمالُ الَّتي أعمَلُها بِاسْمِ أبي هي تَشهَدُ لي.‏ + ٢٦ لكنَّكُم لا تُؤْمِنونَ لِأنَّكُم لَستُم مِن خِرافي.‏ + ٢٧ خِرافي تَسمَعُ صَوتي،‏ وأنا أعرِفُها،‏ وهي تَتبَعُني.‏ + ٢٨ وأنا أُعْطيها حَياةً أبَدِيَّة،‏ + فلا تَهلَكُ أبَدًا ولا يَخطِفُها أحَدٌ مِن يَدي.‏ + ٢٩ فالخِرافُ الَّتي أعْطاني إيَّاها أبي هي أغْلى مِن أيِّ شَيءٍ آخَر،‏ ولا أحَدَ يَقدِرُ أن يَخطِفَها مِن يَدِ الآب.‏ + ٣٠ أنا والآبُ واحِد».‏ *+

٣١ ومَرَّةً ثانِيَة،‏ الْتَقَطَ اليَهُودُ حِجارَةً لِيَرجُموهُ بها.‏ ٣٢ فقالَ لهُم يَسُوع:‏ «أرَيتُكُم أعمالًا صالِحَة كَثيرَة مِن عِندِ الآب.‏ فعلى أيِّ عَمَلٍ مِنها تُريدونَ أن تَرجُموني؟‏».‏ ٣٣ أجابَهُ اليَهُود:‏ «نَحنُ لا نَرجُمُكَ بِسَبَبِ عَمَلٍ صالِحٍ بل بِسَبَبِ تَجديفِك.‏ + فمع أنَّكَ إنسان،‏ تَجعَلُ نَفْسَكَ إلهًا».‏ ٣٤ أجابَهُم يَسُوع:‏ «ألَيسَ مَكتوبًا في شَريعَتِكُم:‏ ‹أنا قُلت:‏ «أنتُم آلِهَة»›؟‏ *+ ٣٥ إذًا،‏ هو قال ‹أنتُم آلِهَة› + لِلَّذينَ تَكَلَّمَت ضِدَّهُم كَلِمَةُ اللّٰه (‏والأسفارُ المُقَدَّسَة لا تُخطِئُ أبَدًا)‏.‏ ٣٦ أمَّا أنا فالآبُ قَدَّسَني * وأرسَلَني إلى العالَم.‏ فكَيفَ تَقولونَ لي ‹أنتَ تُجَدِّف› لِأنِّي قُلت ‹أنا ابْنُ اللّٰه›؟‏!‏ + ٣٧ إذا كُنتُ لا أعمَلُ أعمالَ أبي،‏ فلا تُصَدِّقوني.‏ ٣٨ ولكنْ إذا كُنتُ أعمَلُها،‏ فصَدِّقوا هذِهِ الأعمالَ + حتَّى لَو كُنتُم لا تُصَدِّقونَني.‏ وهكَذا تَعرِفونَ وتَظَلُّونَ عارِفينَ أنَّ الآبَ في اتِّحادٍ بي وأنا في اتِّحادٍ بِالآب».‏ + ٣٩ فحاوَلوا مِن جَديدٍ أن يَقبِضوا علَيه،‏ لكنَّهُ أفلَتَ مِن يَدِهِم.‏

٤٠ وعَبَرَ مَرَّةً أُخْرى نَهرَ الأُرْدُنّ إلى المَكانِ الَّذي كانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فيهِ مِن قَبل،‏ + وبَقِيَ هُناك.‏ ٤١ وجاءَ إلَيهِ كَثيرونَ وكانوا يَقولون:‏ «لم يَعمَلْ يُوحَنَّا عَجيبَةً * واحِدَة،‏ ولكنْ كُلُّ ما قالَهُ عن هذا الرَّجُلِ صَحيح».‏ + ٤٢ فآ‌مَنَ بهِ كَثيرونَ هُناك.‏

١١ وكانَ هُناك رَجُلٌ مَريضٌ اسْمُهُ لِعَازَر.‏ وهو مِن بَيْت عَنْيَا،‏ القَريَةِ الَّتي كانَت تَسكُنُ فيها مَرْيَم وأُختُها مَرْثَا.‏ + ٢ ومَرْيَم هذِه هيَ الَّتي سَكَبَت زَيتًا عَطِرًا على الرَّبِّ ونَشَّفَت قَدَمَيْهِ بِشَعرِها.‏ + ولِعَازَر المَريضُ هو أخوها.‏ ٣ فأرسَلَت أُختاهُ خَبَرًا إلى يَسُوع يَقول:‏ «يا رَبّ،‏ الَّذي تُحِبُّهُ مَريض».‏ ٤ ولمَّا سَمِعَ يَسُوع ذلِك،‏ قال:‏ «هذا المَرَضُ لا يُؤَدِّي إلى المَوتِ بل إلى مَجدِ اللّٰه،‏ + لِكَي يَتَمَجَّدَ ابْنُ اللّٰهِ مِن خِلالِه».‏

٥ وكانَ يَسُوع يُحِبُّ مَرْثَا وأُختَها ولِعَازَر.‏ ٦ مع ذلِك،‏ لمَّا سَمِعَ أنَّ لِعَازَر مَريض،‏ بَقِيَ يَومَيْنِ آخَرَيْنِ في المَكانِ الَّذي كانَ فيه.‏ ٧ ثُمَّ قالَ لِلتَّلاميذِ بَعدَ ذلِك:‏ «لِنَرجِعْ إلى اليَهُودِيَّة».‏ ٨ فقالَ لهُ التَّلاميذ:‏ «يا مُعَلِّم،‏ *+ مُنذُ وَقتٍ قَريبٍ كانَ أهلُ اليَهُودِيَّة يُريدونَ أن يَرجُموك،‏ + فكَيفَ تَرجِعُ إلى هُناك؟‏».‏ ٩ أجابَ يَسُوع:‏ «ألَا يوجَدُ في النَّهارِ ١٢ ساعَة؟‏ + إذا مَشى أحَدٌ في النَّهارِ لا يَتَعَثَّرُ بِشَيء،‏ لِأنَّهُ يَرى نورَ هذا العالَم.‏ ١٠ ولكنْ إذا مَشى أحَدٌ في اللَّيلِ يَتَعَثَّر،‏ لِأنَّهُ لا يوجَدُ نورٌ في داخِلِه».‏

١١ وبَعدَما قالَ هذا الكَلام،‏ أضاف:‏ «صَديقُنا لِعَازَر نائِم،‏ + لكنِّي سأذهَبُ لِأوقِظَه».‏ ١٢ فقالَ لهُ التَّلاميذ:‏ «يا رَبّ،‏ إذا كانَ نائِمًا فسَيُشْفى».‏ ١٣ لكنَّ يَسُوع كانَ يَقصِدُ أنَّهُ مات.‏ أمَّا هُم فظَنُّوا أنَّهُ يَتَكَلَّمُ عنِ النَّومِ العادِيّ.‏ ١٤ عِندَئِذٍ،‏ قالَ لهُم يَسُوع بِوُضوح:‏ «لِعَازَر مات.‏ + ١٥ وأنا سَعيدٌ لِأنِّي لم أكُنْ هُناك،‏ فهذا لِفائِدَتِكُم كَي تُؤْمِنوا.‏ فلْنَذهَبِ الآنَ إلَيه».‏ ١٦ فقالَ تُومَا،‏ الَّذي يُدْعى التَّوْأم،‏ لِرِفاقِهِ التَّلاميذ:‏ «تَعالَوْا نَذهَبُ نَحنُ أيضًا ونَموتُ معه».‏ +

١٧ ولمَّا وَصَلَ يَسُوع،‏ وَجَدَ أنَّ لِعَازَر صارَ لهُ أربَعَةُ أيَّامٍ في القَبر.‏ * ١٨ وكانَت بَيْت عَنْيَا قَريبَةً مِن أُورُشَلِيم،‏ على بُعدِ ثَلاثَةِ كيلومِتراتٍ تَقريبًا.‏ * ١٩ وكانَ كَثيرونَ مِنَ اليَهُودِ قد جاؤُوا عِندَ مَرْثَا ومَرْيَم لِيُعَزُّوهُما في أخيهِما.‏ ٢٠ فلمَّا سَمِعَت مَرْثَا أنَّ يَسُوع آتٍ،‏ ذَهَبَت لِتُلاقِيَه.‏ أمَّا مَرْيَم + فظَلَّت في البَيت.‏ ٢١ فقالَت مَرْثَا لِيَسُوع:‏ «لَو كُنتَ هُنا يا رَبّ،‏ ما كانَ ماتَ أخي.‏ ٢٢ رَغمَ ذلِك،‏ ما زِلتُ واثِقَةً أنَّكَ مَهْما تَطلُبْ مِنَ اللّٰه،‏ فسَيُعْطيهِ لك».‏ ٢٣ أجابَها يَسُوع:‏ «أخوكِ سيَقوم».‏ ٢٤ قالَت لهُ مَرْثَا:‏ «أنا أعرِفُ أنَّهُ سيَقومُ في القِيامَةِ + في اليَومِ الأخير».‏ ٢٥ قالَ لها يَسُوع:‏ «أنا القِيامَةُ والحَياة.‏ + مَن يُؤْمِنُ بي،‏ ولَو ماتَ فسَيَحْيا.‏ ٢٦ وكُلُّ مَن كانَ حَيًّا وآمَنَ بي لن يَموتَ أبَدًا.‏ + هل تُؤْمِنينَ بِذلِك؟‏».‏ ٢٧ أجابَته:‏ «نَعَم،‏ يا رَبّ.‏ أنا أُؤْمِنُ أنَّكَ أنتَ المَسِيح ابْنُ اللّٰهِ الآتي إلى العالَم».‏ ٢٨ وبَعدَما قالَت هذا،‏ ذَهَبَت لِتُنادِيَ أُختَها مَرْيَم ووَشوَشَتها قائِلَة:‏ «المُعَلِّمُ + هُنا،‏ وهو يَسألُ عنكِ».‏ ٢٩ فلمَّا سَمِعَت ذلِك،‏ قامَت بِسُرعَةٍ وذَهَبَت إلَيه.‏

٣٠ ولم يَكُنْ يَسُوع قد دَخَلَ إلى القَريَةِ بَعد،‏ بل كانَ لا يَزالُ في المَكانِ الَّذي لاقَتهُ فيهِ مَرْثَا.‏ ٣١ ولمَّا رَأى اليَهُودُ الَّذينَ كانوا يُعَزُّونَ مَرْيَم في البَيتِ أنَّها قامَت بِسُرعَةٍ وخَرَجَت،‏ لَحِقوها لِأنَّهُم ظَنُّوا أنَّها ذاهِبَةٌ إلى القَبرِ + لِتَبْكِيَ هُناك.‏ ٣٢ وعِندَما وَصَلَت مَرْيَم إلى المَكانِ الَّذي فيهِ يَسُوع ورَأته،‏ رَمَت نَفْسَها عِندَ قَدَمَيْهِ وقالَت له:‏ «لَو كُنتَ هُنا يا رَبّ،‏ ما كانَ ماتَ أخي».‏ ٣٣ فلمَّا رَآها يَسُوع تَبْكي واليَهُودَ الَّذينَ جاؤُوا معها يَبْكونَ أيضًا،‏ تَنَهَّدَ مِن أعماقِ قَلبِهِ * وتَضايَقَ كَثيرًا،‏ ٣٤ وقال:‏ «أينَ وَضَعتُموه؟‏».‏ أجابوا:‏ «تَعالَ وانظُرْ يا رَبّ».‏ ٣٥ فبَكى يَسُوع.‏ + ٣٦ عِندَئِذٍ قالَ اليَهُود:‏ «أُنظُروا كم كانَ يُحِبُّه!‏».‏ ٣٧ لكنَّ بَعضًا مِنهُم قالوا:‏ «هذا الرَّجُلُ الَّذي فَتَحَ عَيْنَيِ الأعْمى،‏ + ألَمْ يَكُنْ قادِرًا أن يَمنَعَ مَوتَ لِعَازَر؟‏».‏

٣٨ وتَنَهَّدَ يَسُوع مَرَّةً ثانِيَة،‏ ثُمَّ جاءَ إلى القَبر.‏ وكانَ القَبرُ مَغارَةً وعلى مَدخَلِها حَجَر.‏ ٣٩ فقالَ يَسُوع:‏ «أزيحوا الحَجَر».‏ فقالَت لهُ مَرْثَا أُختُ المَيِّت:‏ «يا رَبّ،‏ ستَكونُ رائِحَتُهُ كَريهَة.‏ إنَّهُ مَيِّتٌ مُنذُ أربَعَةِ أيَّام».‏ ٤٠ أجابَها يَسُوع:‏ «ألَمْ أقُلْ لكِ إنَّكِ إذا آمَنتِ فسَتَرَيْنَ مَجدَ اللّٰه؟‏».‏ + ٤١ فأزاحوا الحَجَر.‏ ثُمَّ رَفَعَ يَسُوع عَيْنَيْهِ إلى السَّماءِ + وقال:‏ «أشكُرُكَ يا أبي لِأنَّكَ سَمِعتَ لي.‏ ٤٢ أنا أعرِفُ أنَّكَ دائِمًا تَسمَعُ لي.‏ لكنِّي أقولُ ذلِك مِن أجْلِ الجُموعِ الواقِفينَ حَولي،‏ لِكَي يُؤْمِنوا أنَّكَ أرسَلتَني».‏ + ٤٣ وبَعدَما قالَ هذا،‏ صَرَخَ بِصَوتٍ عالٍ:‏ «لِعَازَر!‏ أُخرُج!‏».‏ + ٤٤ فخَرَجَ المَيِّت،‏ وكانَت رِجلاهُ ويَداهُ مُغَطَّاةً بِلَفائِفَ مِن قُماش،‏ ووَجهُهُ مَلفوفًا بِقُماشَة.‏ فقالَ لهُم يَسُوع:‏ «أزيلوها عنهُ كَي يَمْشي».‏

٤٥ فآ‌مَنَ بهِ كَثيرونَ مِنَ اليَهُودِ الَّذينَ كانوا مع مَرْيَم ورَأَوْا ماذا فَعَل.‏ + ٤٦ لكنَّ البَعضَ مِنهُم ذَهَبوا إلى الفَرِّيسِيِّينَ وأخبَروهُم بِما فَعَلَهُ يَسُوع.‏ ٤٧ فجَمَعَ كِبارُ الكَهَنَةِ والفَرِّيسِيُّونَ أعضاءَ السَّنْهَدْرِيم * وقالوا:‏ «ماذا نَفعَل؟‏ هذا الرَّجُلُ يَعمَلُ عَجائِبَ * كَثيرَة.‏ + ٤٨ إذا تَرَكناهُ على هذِهِ الحال،‏ فسَيُؤْمِنُ بهِ الجَميعُ وسَيَأتي الرُّومَانُ ويَأخُذونَ هَيكَلَنا * وأُمَّتَنا».‏ ٤٩ فقالَ واحِدٌ مِنهُم،‏ وهو قِيَافَا + الَّذي كانَ رَئيسَ الكَهَنَةِ في تِلكَ السَّنَة:‏ «أنتُم لا تَعرِفونَ شَيئًا أبَدًا،‏ ٥٠ ولا تَفهَمونَ أنَّهُ لِمَصلَحَتِكُم أن يَموتَ رَجُلٌ واحِدٌ عنِ الشَّعبِ بَدَلَ أن تَهلَكَ الأُمَّةُ كُلُّها».‏ ٥١ لكنَّهُ لم يَقُلْ ذلِك مِن عِندِه.‏ فلِأنَّهُ كانَ رَئيسَ الكَهَنَةِ في تِلكَ السَّنَة،‏ تَنَبَّأَ أنَّ يَسُوع سيَموتُ مِن أجْلِ الأُمَّة،‏ ٥٢ ولَيسَ مِن أجْلِ الأُمَّةِ فَقَط،‏ بل أيضًا مِن أجْلِ أوْلادِ اللّٰهِ المُتَفَرِّقينَ لِيَجمَعَهُم ويُوَحِّدَهُم معًا.‏ ٥٣ فتآ‌مَروا مِن ذلِكَ اليَومِ كَي يَقتُلوه.‏

٥٤ لِذلِك،‏ لم يَعُدْ يَسُوع يَتَنَقَّلُ عَلَنًا بَينَ اليَهُود،‏ بل رَحَلَ مِن هُناك إلى المِنطَقَةِ القَريبَة مِنَ الصَّحراء،‏ إلى مَدينَةٍ اسْمُها «أَفْرَايِم».‏ + وبَقِيَ هُناك معَ التَّلاميذ.‏ ٥٥ وكانَ فِصحُ + اليَهُودِ قَريبًا،‏ فصَعِدَ كَثيرونَ مِنَ المَناطِقِ الرِّيفِيَّة إلى أُورُشَلِيم قَبلَ الفِصحِ لِيُطَهِّروا أنفُسَهُم بِحَسَبِ الطُّقوس.‏ ٥٦ وكانوا يُفَتِّشونَ عن يَسُوع ويَسألونَ بَعضُهُم بَعضًا فيما هُم واقِفونَ في الهَيكَل:‏ «ما رَأْيُكُم؟‏ هل مَعقولٌ أن لا يَأتِيَ إلى العيد؟‏».‏ ٥٧ وكانَ كِبارُ الكَهَنَةِ والفَرِّيسِيُّونَ قد أعْطَوْا أوامِرَ أنَّهُ إذا عَرَفَ أحَدٌ أينَ يَسُوع،‏ فعلَيهِ أن يُبَلِّغَ عنهُ لِكَي يَقبِضوا علَيه.‏

١٢ وقَبلَ الفِصحِ بِسِتَّةِ أيَّام،‏ وَصَلَ يَسُوع إلى بَيْت عَنْيَا،‏ حَيثُ كانَ يَسكُنُ لِعَازَر + الَّذي أقامَهُ يَسُوع مِنَ المَوت.‏ ٢ فعَمِلوا لهُ عَشاءً هُناك.‏ وكانَت مَرْثَا تَخدُمُهُم،‏ + وكانَ لِعَازَر واحِدًا مِنَ الَّذينَ يَتَعَشَّوْنَ * معه.‏ ٣ فأخَذَت مَرْيَم قِنِّينَةً * مِن زَيتٍ عَطِرٍ ثَمينٍ جِدًّا،‏ زَيتِ نارَدينٍ نَقِيّ،‏ وسَكَبَتهُ على قَدَمَيْ يَسُوع ونَشَّفَتهُما بِشَعرِها.‏ فامتَلَأَ البَيتُ مِن رائِحَةِ الزَّيتِ العَطِر.‏ + ٤ لكنَّ واحِدًا مِن تَلاميذِه،‏ وهو يَهُوذَا الإسْخَرْيُوطِيُّ + الَّذي كانَ سيُسَلِّمُه،‏ قال:‏ ٥ ‏«ألَمْ يَكُنْ أفضَلَ أن يُباعَ هذا الزَّيتُ العَطِرُ بـ‍ ٣٠٠ دينارٍ ويُعْطى المالُ لِلفُقَراء؟‏».‏ ٦ لكنَّهُ لم يَقُلْ ذلِك لِأنَّهُ مُهتَمٌّ بِالفُقَراء،‏ بل لِأنَّهُ سارِقٌ وصُندوقُ المالِ معه،‏ فهو كانَ يَسرِقُ المالَ الَّذي يوضَعُ فيه.‏ ٧ عِندَئِذٍ قالَ يَسُوع:‏ «أُترُكْها،‏ دَعْها تَفعَلُ ذلِكَ استِعدادًا لِيَومِ دَفني.‏ + ٨ فالفُقَراءُ معكُم دائِمًا،‏ + أمَّا أنا فلن أكونَ معكُم دائِمًا».‏ +

٩ خِلالَ هذا الوَقت،‏ عَرَفَ يَهُودٌ كَثيرونَ أنَّهُ في بَيْت عَنْيَا.‏ فجاؤُوا لَيسَ فَقَط مِن أجْلِ يَسُوع،‏ بل أيضًا لِيَرَوْا لِعَازَر الَّذي أقامَهُ مِنَ المَوت.‏ + ١٠ فتَآ‌مَرَ كِبارُ الكَهَنَةِ كَي يَقتُلوا لِعَازَر أيضًا.‏ ١١ فبِسَبَبِهِ كانَ كَثيرونَ مِنَ اليَهُودِ يَذهَبونَ إلى هُناك ويُؤْمِنونَ بِيَسُوع.‏ +

١٢ وفي اليَومِ التَّالي،‏ سَمِعَتِ الجُموعُ الكَثيرَة الَّتي جاءَت إلى العيدِ أنَّ يَسُوع آتٍ إلى أُورُشَلِيم.‏ ١٣ فأخَذوا أغصانًا مِن أشجارِ النَّخيلِ وخَرَجوا لِيُلاقوه.‏ وبَدَأوا يَصرُخون:‏ «نَرْجوك،‏ خَلِّصْه!‏ * مُبارَكٌ هوَ الآتي بِاسْمِ يَهْوَه،‏ + مُبارَكٌ مَلِكُ إسْرَائِيل!‏».‏ + ١٤ ووَجَدَ يَسُوع حِمارًا صَغيرًا فجَلَسَ علَيه،‏ + مِثلَما هو مَكتوب:‏ ١٥ ‏«لا تَخافي يا بِنتَ صِهْيَوْن.‏ ها هو مَلِكُكِ آتٍ،‏ جالِسًا على حِمارٍ صَغير».‏ *+ ١٦ هذِهِ الأُمورُ لم يَفهَمْها تَلاميذُهُ في البِدايَة.‏ ولكنْ لمَّا تَمَجَّدَ يَسُوع،‏ + تَذَكَّروا أنَّ ما عُمِلَ لهُ هو بِالضَّبطِ ما كُتِبَ عنه.‏ +

١٧ والجُموعُ الَّذينَ كانوا معهُ حينَ نادى لِعَازَر مِنَ القَبرِ *+ وأقامَهُ مِنَ المَوتِ ظَلُّوا يُخبِرونَ عن ما حَصَل.‏ + ١٨ ولِهذا السَّبَبِ أيضًا خَرَجَتِ الجُموعُ لِتُلاقِيَه.‏ فهُم سَمِعوا أنَّهُ عَمِلَ هذِهِ العَجيبَة.‏ * ١٩ فقالَ الفَرِّيسِيُّونَ بَعضُهُم لِبَعض:‏ «نَحنُ فَشِلنا تَمامًا.‏ أُنظُروا،‏ العالَمُ كُلُّهُ يَتبَعُه».‏ +

٢٠ وكانَ بَعضُ اليُونَانِيِّينَ أيضًا قد أتَوْا لِيُقَدِّموا العِبادَةَ في العيد.‏ ٢١ فاقتَرَبوا مِن فِيلِبُّس + الَّذي مِن بَيْت صَيْدَا في الجَلِيل،‏ وطَلَبوا مِنهُ قائِلين:‏ «يا سَيِّد،‏ نُريدُ أن نَرى يَسُوع».‏ ٢٢ فذَهَبَ فِيلِبُّس وأخبَرَ أَنْدرَاوُس.‏ ثُمَّ ذَهَبَ الاثنانِ وأخبَرا يَسُوع.‏

٢٣ لكنَّ يَسُوع أجابَهُما:‏ «أتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإنسان.‏ + ٢٤ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ إذا لم تَسقُطْ حَبَّةُ القَمحِ في الأرضِ وتَمُت،‏ تَبْقى حَبَّةً واحِدَة.‏ ولكنْ إذا ماتَت،‏ + تُنتِجُ حُبوبًا كَثيرَة.‏ ٢٥ مَن يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهلِكُها،‏ ومَن يَكرَهُ نَفْسَهُ + في هذا العالَمِ يُخَلِّصُها ويَنالُ حَياةً أبَدِيَّة.‏ + ٢٦ إذا أرادَ أحَدٌ أن يَخدُمَني،‏ فلْيَتبَعْني.‏ والمَكانُ الَّذي أكونُ فيه،‏ يَكونُ فيهِ خادِمي أيضًا.‏ + والَّذي يُريدُ أن يَخدُمَني،‏ يُكرِمُهُ الآب.‏ ٢٧ أنا الآنَ مُتَضايِق،‏ + فماذا أقول؟‏ خَلِّصْني يا أبي مِن هذِهِ السَّاعَة.‏ + ولكنْ مِن أجْلِ هذِهِ السَّاعَةِ أنا جِئت.‏ ٢٨ يا أبي،‏ مَجِّدِ اسْمَك».‏ فجاءَ صَوتٌ + مِنَ السَّماءِ يَقول:‏ «مَجَّدتُهُ وسَأُمَجِّدُهُ بَعد».‏ +

٢٩ فسَمِعَتِ الجُموعُ الواقِفَة هُناكَ الصَّوت.‏ فقالَ البَعض:‏ «إنَّهُ صَوتُ رَعد»،‏ وقالَ آخَرون:‏ «تَكَلَّمَ معهُ مَلاك».‏ ٣٠ فأجابَ يَسُوع:‏ «هذا الصَّوتُ أتى لَيسَ مِن أجْلي بل مِن أجْلِكُم.‏ ٣١ الآنَ هو وَقتُ حِسابِ هذا العالَم؛‏ الآنَ سيُطرَدُ حاكِمُ هذا العالَم.‏ + ٣٢ وأنا حينَ أُرفَعُ عنِ الأرض،‏ + سأجذِبُ إلَيَّ مُختَلَفَ النَّاس».‏ ٣٣ قالَ هذا لِيُشيرَ إلى الطَّريقَةِ الَّتي كانَ سيَموتُ بها قَريبًا.‏ + ٣٤ فأجابَتهُ الجُموع:‏ «عَرَفنا مِنَ الشَّريعَةِ أنَّ المَسِيح سيَبْقى إلى الأبَد.‏ + فكَيفَ تَقولُ أنتَ إنَّ ابْنَ الإنسانِ يَجِبُ أن يُرفَع؟‏ + مَن هوَ ابْنُ الإنسانِ هذا؟‏».‏ ٣٥ أجابَهُم يَسُوع:‏ «سيَبْقى النُّورُ معكُم فَترَةً قَصيرَة بَعد.‏ فامْشوا في النُّورِ ما دامَ النُّورُ معكُم،‏ كَي لا يَغلِبَكُمُ الظَّلام.‏ فالَّذي يَمْشي في الظَّلامِ لا يَعرِفُ إلى أينَ يَذهَب.‏ + ٣٦ ما دامَ النُّورُ معكُم،‏ فأَظهِروا الإيمانَ بِالنُّورِ لِتَصيروا أبناءَ نور».‏ +

وبَعدَما قالَ يَسُوع ذلِك،‏ ذَهَبَ واختَفى عن نَظَرِهِم.‏ ٣٧ ومع أنَّهُ عَمِلَ أمامَهُم عَجائِبَ * كَثيرَة جِدًّا،‏ لم يُؤْمِنوا به.‏ ٣٨ وهكَذا تَحَقَّقَت كَلِماتُ النَّبِيِّ إشَعْيَا الَّذي قال:‏ «يا يَهْوَه،‏ مَن آمَنَ بِما سُمِعَ مِنَّا؟‏ *+ ولِمَن أُظهِرَت قُدرَةُ * يَهْوَه؟‏».‏ + ٣٩ وهُم لم يَقدِروا أن يُؤْمِنوا لِأنَّ إشَعْيَا قالَ أيضًا:‏ ٤٠ ‏«أعْمى عُيونَهُم وقَسَّى قُلوبَهُم،‏ كَي لا يَرَوْا بِعُيونِهِم ولا يَفهَموا بِقُلوبِهِم ولا يَرجِعوا فأشفِيَهُم».‏ + ٤١ وقالَ إشَعْيَا ذلِك لِأنَّهُ رَأى مَجدَهُ وتَكَلَّمَ عنه.‏ + ٤٢ مع ذلِك،‏ آمَنَ بهِ كَثيرونَ حتَّى مِنَ الرُّؤَساء.‏ + لكنَّهُم لم يَعتَرِفوا بِذلِك بِسَبَبِ الفَرِّيسِيِّين،‏ كَي لا يُطرَدوا مِنَ المَجمَع.‏ + ٤٣ فهُم أحَبُّوا المَجدَ الَّذي يَأتي مِنَ النَّاسِ أكثَرَ مِنَ المَجدِ الَّذي يَأتي مِنَ اللّٰه.‏ +

٤٤ لكنَّ يَسُوع نادى قائِلًا:‏ «مَن يُؤْمِنُ بي،‏ لا يُؤْمِنُ بي فَقَط،‏ بل بِالَّذي أرسَلَني أيضًا.‏ + ٤٥ ومَن يَراني يَرى الَّذي أرسَلَني أيضًا.‏ + ٤٦ أنا جِئتُ كنورٍ إلى العالَم،‏ + كَي لا يَبْقى في الظَّلامِ كُلُّ مَن يُؤْمِنُ بي.‏ + ٤٧ ولكنْ مَن يَسمَعُ كَلامي ولا يُطيعُه،‏ فأنا لا أُحاكِمُه.‏ فأنا لم آتِ لِأُحاكِمَ العالَم،‏ بل لِأُخَلِّصَ العالَم.‏ + ٤٨ مَن يَرفُضُني ولا يَقبَلُ كَلامي،‏ فهُناك مَن يُحاكِمُه.‏ الكَلامُ الَّذي قُلتُهُ هو سيُحاكِمُهُ في اليَومِ الأخير.‏ ٤٩ فأنا لم أتَكَلَّمْ مِن عِندي،‏ بلِ الآبُ الَّذي أرسَلَني هو أوْصاني ماذا أقولُ وماذا أُعَلِّم.‏ + ٥٠ وأنا أعرِفُ أنَّ وَصِيَّتَهُ تُؤَدِّي إلى حَياةٍ أبَدِيَّة.‏ + لِذلِك كُلُّ الكَلامِ الَّذي أقولُهُ هو بِالضَّبطِ ما قالَهُ لي الآب».‏ +

١٣ واقتَرَبَ عيدُ الفِصح،‏ وكانَ يَسُوع يَعرِفُ أنَّ ساعَتَهُ أتَت + لِيَترُكَ هذا العالَمَ ويَذهَبَ إلى الآب.‏ + لِذلِك،‏ ولِأنَّهُ أحَبَّ أتباعَهُ * الَّذينَ في العالَم،‏ ظَلَّ يُحِبُّهُم حتَّى النِّهايَة.‏ + ٢ وكانوا يَتَعَشَّوْنَ معًا.‏ وكانَ إبْلِيس قد وَضَعَ في قَلبِ يَهُوذَا الإسْخَرْيُوطِيِّ + ابْنِ سِمْعَان أن يَخونَ يَسُوع.‏ + ٣ ولِأنَّ يَسُوع كانَ يَعرِفُ أنَّ الآبَ وَضَعَ كُلَّ شَيءٍ بَينَ يَدَيْهِ وأنَّهُ أتى مِن عِندِ اللّٰهِ وسَيَرجِعُ إلى اللّٰه،‏ + ٤ قامَ عنِ العَشاءِ وخَلَعَ ثَوبَهُ الخارِجِيّ،‏ وأخَذَ مِنشَفَةً ولَفَّها حَولَ خَصرِه.‏ + ٥ ثُمَّ صَبَّ ماءً في وِعاءٍ وبَدَأ يَغسِلُ أقدامَ التَّلاميذِ ويُنَشِّفُها بِالمِنشَفَةِ الَّتي حَولَ خَصرِه.‏ ٦ ولمَّا وَصَلَ عِندَ سِمْعَان بُطْرُس،‏ قالَ لهُ سِمْعَان:‏ «يا رَبّ،‏ أنتَ ستَغسِلُ قَدَمَيَّ؟‏».‏ ٧ أجابَهُ يَسُوع:‏ «أنتَ الآنَ لا تَفهَمُ ما أفعَلُه،‏ لكنَّكَ ستَفهَمُ لاحِقًا».‏ ٨ قالَ لهُ بُطْرُس:‏ «لا،‏ لن تَغسِلَ قَدَمَيَّ أبَدًا!‏».‏ أجابَهُ يَسُوع:‏ «إذا لم أغسِلْك،‏ + فلن تَكونَ لكَ حِصَّةٌ معي».‏ ٩ قالَ لهُ سِمْعَان بُطْرُس:‏ «إذًا،‏ لا تَغسِلْ قَدَمَيَّ فَقَط يا رَبّ،‏ بل يَدَيَّ ورَأسي أيضًا».‏ ١٠ أجابَهُ يَسُوع:‏ «الَّذي استَحَمَّ يَكونُ كُلُّهُ طاهِرًا ولا يَحتاجُ إلَّا إلى غَسلِ قَدَمَيْه.‏ وأنتُم طاهِرون،‏ ولكنْ لَيسَ جَميعُكُم».‏ ١١ فهو كانَ يَعرِفُ مَن سيَخونُه.‏ + لِذلِك قال:‏ «لَستُم جَميعُكُم طاهِرين».‏

١٢ وبَعدَما غَسَلَ أقدامَهُم ولَبِسَ ثَوبَهُ الخارِجِيّ،‏ جَلَسَ * مِن جَديدٍ إلى الطَّاوِلَةِ وقالَ لهُم:‏ «هل تَفهَمونَ ماذا فَعَلتُ لكُم؟‏ ١٣ أنتُم تَدْعونَني:‏ ‹يا مُعَلِّم› و ‹يا رَبّ›،‏ ومعكُم حَقٌّ لِأنِّي كذلِك.‏ + ١٤ فإذا كُنتُ أنا،‏ الرَّبَّ والمُعَلِّم،‏ قد غَسَلتُ أقدامَكُم،‏ + فأنتُم أيضًا يَجِبُ * أن تَغسِلوا بَعضُكُم أقدامَ بَعض.‏ + ١٥ فأنا وَضَعتُ لكُم نَموذَجًا،‏ كَي تَفعَلوا أنتُم أيضًا مِثلَما فَعَلتُ لكُم.‏ + ١٦ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ العَبدُ لَيسَ أعظَمَ مِن سَيِّدِه،‏ والمُرسَلُ لَيسَ أعظَمَ مِنَ الَّذي أرسَلَه.‏ ١٧ أنتُمُ الآنَ تَعرِفونَ هذِهِ الأُمور،‏ ولكنْ يا لِسَعادَتِكُم إذا طَبَّقتُموها.‏ + ١٨ أنا لا أتَكَلَّمُ عنكُم كُلِّكُم،‏ فأنا أعرِفُ الَّذينَ اختَرتُهُم.‏ ولكنْ بِهذِهِ الطَّريقَةِ تَتَحَقَّقُ الآيَةُ + الَّتي تَقول:‏ ‹الَّذي كانَ يَأكُلُ خُبزي انقَلَبَ ضِدِّي›.‏ *+ ١٩ وأنا أُخبِرُكُم بِذلِكَ الآنَ قَبلَ أن يَحدُث،‏ وهكَذا حينَ يَحدُثُ تُؤْمِنونَ بِأنِّي أنا هو.‏ + ٢٠ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ الَّذي يَستَقبِلُ مَن أُرسِلُهُ يَستَقبِلُني أنا أيضًا،‏ + والَّذي يَستَقبِلُني يَستَقبِلُ الَّذي أرسَلَني».‏ +

٢١ وبَعدَما قالَ يَسُوع ذلِك،‏ شَعَرَ بِانزِعاجٍ شَديدٍ وقالَ بِصَراحَة:‏ «صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ واحِدٌ مِنكُم سيَخونُني».‏ + ٢٢ فنَظَرَ التَّلاميذُ بَعضُهُم إلى بَعضٍ وهُم مُحتارونَ مَن يَقصِدُ بِكَلامِه.‏ + ٢٣ وكانَ واحِدٌ مِنَ التَّلاميذِ يَجلِسُ قُربَ * يَسُوع،‏ وهوَ الَّذي كانَ يَسُوع يُحِبُّه.‏ + ٢٤ فأشارَ إلَيهِ سِمْعَان بُطْرُس بِرَأسِهِ وسَألَه:‏ «عمَّن يَتَكَلَّم؟‏».‏ ٢٥ فمالَ ذلِكَ التِّلميذُ إلى الوَراءِ على صَدرِ يَسُوع وسَألَه:‏ «مَن هو يا رَبّ؟‏».‏ + ٢٦ أجابَهُ يَسُوع:‏ «هوَ الَّذي سأُعْطيهِ لُقمَةَ الخُبزِ الَّتي أُغَمِّسُها».‏ + فغَمَّسَ اللُّقمَةَ وأعْطاها لِيَهُوذَا بْنِ سِمْعَان الإسْخَرْيُوطِيّ.‏ ٢٧ وبَعدَما أخَذَ يَهُوذَا اللُّقمَة،‏ دَخَلَ فيهِ الشَّيْطَان.‏ + فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «عَجِّلْ واعمَلْ ما تَعمَلُه».‏ ٢٨ ولكنْ لا أحَدَ مِنَ الجالِسينَ * إلى الطَّاوِلَةِ فَهِمَ لِماذا قالَ لهُ ذلِك.‏ ٢٩ وفي الواقِع،‏ لِأنَّ صُندوقَ المالِ كانَ مع يَهُوذَا،‏ + ظَنَّ البَعضُ أنَّ يَسُوع يَقولُ لهُ أن يَشتَرِيَ ما يَحتاجونَ إلَيهِ لِلعيد،‏ أو أن يُعْطِيَ شَيئًا لِلفُقَراء.‏ ٣٠ وبَعدَما أخَذَ يَهُوذَا اللُّقمَة،‏ خَرَجَ فَوْرًا.‏ وكانَ الوَقتُ لَيلًا.‏ +

٣١ ولمَّا خَرَج،‏ قالَ يَسُوع:‏ «الآنَ يَتَمَجَّدُ ابْنُ الإنسانِ + ويَتَمَجَّدُ اللّٰهُ مِن خِلالِه.‏ ٣٢ واللّٰهُ نَفْسُهُ سيُمَجِّدُه،‏ + وسَيُمَجِّدُهُ فَوْرًا.‏ ٣٣ يا أوْلادي الأحِبَّاء،‏ أنا باقٍ معكُم فَترَةً قَصيرَة بَعد.‏ ستُفَتِّشونَ عنِّي،‏ وما قُلتُهُ لِليَهُودِ أقولُهُ الآنَ لكُم أيضًا:‏ ‹حَيثُ أنا ذاهِبٌ لا تَقدِرونَ أن تَأتوا›.‏ + ٣٤ أنا أُعْطيكُم وَصِيَّةً جَديدَة أن تُحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا؛‏ أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا مِثلَما أنا أحبَبتُكُم.‏ + ٣٥ هكَذا سيَعرِفُ الجَميعُ أنَّكُم تَلاميذي:‏ إذا كُنتُم تُحِبُّونَ بَعضُكُم بَعضًا».‏ +

٣٦ فقالَ لهُ سِمْعَان بُطْرُس:‏ «يا رَبّ،‏ إلى أينَ أنتَ ذاهِب؟‏».‏ أجابَهُ يَسُوع:‏ «أنتَ لا تَقدِرُ أن تَتبَعَني الآنَ إلى المَكانِ الَّذي أنا ذاهِبٌ إلَيه،‏ لكنَّكَ ستَتبَعُني لاحِقًا».‏ + ٣٧ قالَ لهُ بُطْرُس:‏ «يا رَبّ،‏ لِماذا لا أقدِرُ أن أتبَعَكَ الآن؟‏ أنا مُستَعِدٌّ أن أُضَحِّيَ بِحَياتي مِن أجْلِك».‏ + ٣٨ أجابَ يَسُوع:‏ «هل فِعلًا ستُضَحِّي بِحَياتِكَ مِن أجْلي؟‏ صِدقًا صِدقًا أقولُ لك:‏ لن يَصيحَ الدِّيكُ قَبلَ أن تُنكِرَني ثَلاثَ مَرَّات».‏ +

١٤ ‏«لا تَقلَقوا.‏ *+ أَظهِروا الإيمانَ بِاللّٰهِ + وبي أنا أيضًا.‏ ٢ يوجَدُ في بَيتِ أبي مَنازِلُ كَثيرَة.‏ ولَو لم يَكُنِ الأمرُ كذلِك،‏ كُنتُ أخبَرتُكُم.‏ فأنا ذاهِبٌ لِأُجَهِّزَ لكُم مَكانًا.‏ + ٣ وعِندَما أذهَبُ وأُجَهِّزُ لكُم مَكانًا،‏ سأرجِعُ وآخُذُكُم معي لِتَكونوا في المَكانِ الَّذي أكونُ فيه.‏ + ٤ وأنتُم تَعرِفونَ الطَّريقَ إلى المَكانِ الَّذي أنا ذاهِبٌ إلَيه».‏

٥ قالَ لهُ تُومَا:‏ + «يا رَبّ،‏ نَحنُ لا نَعرِفُ إلى أينَ أنتَ ذاهِب.‏ فكَيفَ سنَعرِفُ الطَّريق؟‏».‏

٦ أجابَهُ يَسُوع:‏ «أنا الطَّريقُ + والحَقُّ + والحَياة.‏ + لا أحَدَ يَأتي إلى الآبِ إلَّا بِواسِطَتي.‏ + ٧ لَو عَرَفتُموني،‏ كُنتُم عَرَفتُم أبي أيضًا.‏ وأنتُم مِنَ الآنَ صِرتُم تَعرِفونَه وقد رَأيتُموه».‏ +

٨ قالَ لهُ فِيلِبُّس:‏ «يا رَبّ،‏ أرِنا الآبَ وهذا يَكْفينا».‏

٩ أجابَهُ يَسُوع:‏ «أنا معكُم كُلَّ هذا الوَقتِ ولم تَعرِفْني بَعد يا فِيلِبُّس؟‏ مَن رَآني فقد رَأى الآبَ أيضًا.‏ + فكَيفَ تَقول:‏ ‹أرِنا الآب›؟‏ ١٠ ألَا تُؤْمِنُ أنِّي في اتِّحادٍ بِالآبِ وأنَّ الآبَ في اتِّحادٍ بي؟‏ + ما أقولُهُ لكُم لَيسَ مِن عِندي،‏ + بلِ الآبُ الَّذي يَبْقى في اتِّحادٍ بي هو يَعمَلُ أعمالَهُ مِن خِلالي.‏ ١١ صَدِّقوني حينَ أقولُ إنِّي في اتِّحادٍ بِالآبِ وإنَّ الآبَ في اتِّحادٍ بي.‏ ولكنْ إذا كُنتُم لا تُصَدِّقونَ ما أقولُه،‏ فصَدِّقوا بِسَبَبِ تِلكَ الأعمال.‏ + ١٢ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ مَن يُظهرُ الإيمانَ بي،‏ سيَعمَلُ هو أيضًا الأعمالَ الَّتي أعمَلُها،‏ وسَيَعمَلُ أعظَمَ مِنها + لِأنِّي ذاهِبٌ إلى الآب.‏ + ١٣ وكُلُّ ما تَطلُبونَهُ بِاسْمي سأعمَلُه،‏ كَي يَتَمَجَّدَ الآبُ مِن خِلالِ الابْن.‏ + ١٤ إذا طَلَبتُم شَيئًا بِاسْمي،‏ فسَأعمَلُه.‏

١٥ ‏«إذا كُنتُم تُحِبُّونَني،‏ تُطيعونَ وَصاياي.‏ + ١٦ وأنا سأطلُبُ مِنَ الآب،‏ وهو سيُعْطيكُم مُساعِدًا * آخَرَ لِيَكونَ معكُم إلى الأبَد؛‏ + ١٧ إنَّهُ روحُ الحَقّ،‏ + الَّذي لا يَقدِرُ العالَمُ أن يَنالَهُ لِأنَّ العالَمَ لا يَراهُ ولا يَعرِفُه.‏ + أمَّا أنتُم فتَعرِفونَهُ لِأنَّهُ يَبْقى معكُم وهو فيكُم.‏ ١٨ لن أترُكَكُم وَحْدَكُم؛‏ * سأرجِعُ إلَيكُم.‏ + ١٩ بَعدَ قَليلٍ لن يَراني العالَم،‏ أمَّا أنتُم فسَتَرَوْنَني + لِأنِّي حَيٌّ وأنتُم أيضًا ستَحْيَوْن.‏ ٢٠ في ذلِكَ اليَوم،‏ ستَعرِفونَ أنِّي في اتِّحادٍ بِأبي،‏ وأنَّكُم في اتِّحادٍ بي،‏ وأنِّي في اتِّحادٍ بكُم.‏ + ٢١ الَّذي يَقبَلُ وَصايايَ ويُطيعُها هوَ الَّذي يُحِبُّني.‏ والَّذي يُحِبُّني سيُحِبُّهُ أبي،‏ وأنا سأُحِبُّهُ وأكشِفُ لهُ عن نَفْسي».‏

٢٢ فقالَ لهُ يَهُوذَا،‏ + وهو غَيرُ يَهُوذَا الإسْخَرْيُوطِيّ:‏ «يا رَبّ،‏ ماذا حَدَث؟‏ لِماذا تُريدُ أن تَكشِفَ عن نَفْسِكَ لنا ولَيسَ لِلعالَم؟‏».‏

٢٣ أجابَهُ يَسُوع:‏ «الَّذي يُحِبُّني يُطيعُ كَلامي،‏ + وأبي يُحِبُّه،‏ ونَأتي أنا وأبي إلَيهِ ونَسكُنُ معه.‏ + ٢٤ والَّذي لا يُحِبُّني لا يُطيعُ كَلامي.‏ والكَلامُ الَّذي تَسمَعونَهُ لَيسَ مِنِّي،‏ بل مِنَ الآبِ الَّذي أرسَلَني.‏ +

٢٥ ‏«قُلتُ لكُم هذِهِ الأُمورَ فيما لا أزالُ معكُم.‏ ٢٦ لكنَّ المُساعِد،‏ الرُّوحَ القُدُس،‏ الَّذي سيُرسِلُهُ الآبُ بِاسْمي،‏ هو سيُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيءٍ ويُذَكِّرُكُم بِكُلِّ ما قُلتُهُ لكُم.‏ + ٢٧ سَلامًا أترُكُ لكُم،‏ سَلامي أُعْطيكُم.‏ + وأنا لا أُعْطيكُم إيَّاهُ مِثلَما يُعْطيهِ العالَم.‏ فلا تَقلَقوا * ولا تَخافوا.‏ ٢٨ سَمِعتُم أنِّي قُلتُ لكُم:‏ ‹أنا ذاهِبٌ ثُمَّ سأرجِعُ إلَيكُم›.‏ فإذا كُنتُم تُحِبُّونَني،‏ تَفرَحونَ بِأنِّي ذاهِبٌ إلى الآب،‏ لِأنَّ الآبَ أعظَمُ مِنِّي.‏ + ٢٩ لقد أخبَرتُكُم بِذلِكَ الآنَ قَبلَ أن يَحدُث،‏ وهكَذا حينَ يَحدُثُ تُؤْمِنون.‏ + ٣٠ لن أُكَلِّمَكُم كَثيرًا بَعد لِأنَّ حاكِمَ العالَمِ + آتٍ،‏ وهو لا يَقدِرُ علَيَّ.‏ *+ ٣١ لكنِّي أفعَلُ مِثلَما أوْصاني الآبُ + لِكَي يَعرِفَ العالَمُ أنِّي أُحِبُّ الآب.‏ هَيَّا،‏ قوموا لِنَذهَبَ مِن هُنا.‏

١٥ ‏«أنا الكَرمَةُ الحَقيقِيَّة،‏ وأبي هوَ الفَلَّاح.‏ ٢ كُلُّ غُصنٍ فِيَّ لا يَحمِلُ ثَمَرًا يَقطَعُه،‏ وكُلُّ غُصنٍ يَحمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ * لِيُعْطِيَ ثَمَرًا أكثَر.‏ + ٣ أنتُمُ الآنَ أنقِياءُ بِفَضلِ الكَلامِ الَّذي قُلتُهُ لكُم.‏ + ٤ إبْقَوْا في اتِّحادٍ بي وأنا سأبْقى في اتِّحادٍ بكُم.‏ ومِثلَما لا يَقدِرُ الغُصنُ أن يُعْطِيَ ثَمَرًا وَحْدَهُ إلَّا إذا بَقِيَ في الكَرمَة،‏ أنتُم أيضًا لن تُعْطوا ثَمَرًا إلَّا إذا بَقيتُم في اتِّحادٍ بي.‏ + ٥ أنا الكَرمَة،‏ وأنتُمُ الأغصان.‏ الَّذي يَبْقى في اتِّحادٍ بي وأنا أبْقى في اتِّحادٍ بهِ يَحمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا.‏ + فمِن دوني لا تَقدِرونَ أن تَعمَلوا شَيئًا أبَدًا.‏ ٦ والَّذي لا يَبْقى في اتِّحادٍ بي،‏ يَكونُ مِثلَ غُصنٍ يُرْمى خارِجًا ويَجِفّ.‏ وهذِهِ الأغصانُ تُجمَعُ وتُرْمى في النَّارِ وتَحتَرِق.‏ ٧ إذا بَقيتُم في اتِّحادٍ بي وبَقِيَ كَلامي في قُلوبِكُم،‏ فاطلُبوا ما تُريدونَ وسَيُعْطى لكُم.‏ + ٨ هكَذا يَتَمَجَّدُ أبي:‏ حينَ تُعْطونَ بِاستِمرارٍ ثَمَرًا كَثيرًا وتُظهِرونَ أنَّكُم تَلاميذي.‏ + ٩ مِثلَما أحَبَّني الآبُ + أحبَبتُكُم أنا،‏ فحافِظوا على مَحَبَّتي لكُم.‏ ١٠ إذا أطَعتُم وَصاياي،‏ تُحافِظونَ على مَحَبَّتي لكُم،‏ مِثلَما أنا أُطيعُ وَصايا الآبِ وأُحافِظُ على مَحَبَّتِهِ لي.‏

١١ ‏«قُلتُ لكُم هذا لِتَفرَحوا مِثلي ويَكونَ فَرَحُكُم كامِلًا.‏ + ١٢ هذِه هي وَصِيَّتي:‏ أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا مِثلَما أنا أحبَبتُكُم.‏ + ١٣ لا توجَدُ مَحَبَّةٌ أعظَمُ مِن أن يُضَحِّيَ أحَدٌ بِحَياتِهِ مِن أجْلِ أصدِقائِه.‏ + ١٤ وأنتُم أصدِقائي إذا فَعَلتُم ما أُوصيكُم به.‏ + ١٥ لن أُسَمِّيَكُم عَبيدًا بَعدَ الآن،‏ لِأنَّ العَبدَ لا يَعرِفُ ماذا يَعمَلُ سَيِّدُه.‏ لكنِّي أُسَمِّيكُم أصدِقاء،‏ لِأنِّي أخبَرتُكُم كُلَّ ما سَمِعتُهُ مِن أبي.‏ ١٦ أنتُم لم تَختاروني بل أنا اختَرتُكُم،‏ وعَيَّنتُكُم لِتَذهَبوا وتُعْطوا بِاستِمرارٍ ثَمَرًا يَدوم،‏ لِكَي يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ ما تَطلُبونَهُ بِاسْمي.‏ +

١٧ ‏«أنا أُوصيكُم بِهذِهِ الأُمورِ كَي تُحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا.‏ + ١٨ إذا كانَ العالَمُ يَكرَهُكُم،‏ فتَذَكَّروا أنَّهُ كَرِهَني قَبلَ أن يَكرَهَكُم.‏ + ١٩ لَو كُنتُم جُزْءًا مِنَ العالَم،‏ لَكانَ العالَمُ يُحِبُّكُم لِأنَّكُم تَنتَمونَ إلَيه.‏ لكنَّكُم لَستُم جُزْءًا مِنَ العالَم،‏ + بل أنا اختَرتُكُم مِنَ العالَم،‏ لِهذا السَّبَبِ يَكرَهُكُمُ العالَم.‏ + ٢٠ تَذَكَّروا الكَلامَ الَّذي قُلتُهُ لكُم:‏ العَبدُ لَيسَ أعظَمَ مِن سَيِّدِه.‏ إذا كانوا قدِ اضطَهَدوني فسَيَضطَهِدونَكُم أيضًا،‏ + وإذا كانوا قد أطاعوا كَلامي فسَيُطيعونَ كَلامَكُم أيضًا.‏ ٢١ لكنَّهُم سيَفعَلونَ بكُم كُلَّ هذا مِن أجْلِ اسْمي،‏ لِأنَّهُم لا يَعرِفونَ الَّذي أرسَلَني.‏ + ٢٢ لَو لم آتِ وأُكَلِّمْهُم،‏ ما كانَت حُسِبَت علَيهِم خَطِيَّة.‏ + أمَّا الآنَ فلَيسَ هُناك ما يُبَرِّرُ خَطِيَّتَهُم.‏ + ٢٣ الَّذي يَكرَهُني يَكرَهُ أبي أيضًا.‏ + ٢٤ ولَو لم أعمَلْ بَينَهُم أعمالًا لم يَعمَلْها أحَدٌ غَيري،‏ ما كانَت حُسِبَت علَيهِم خَطِيَّة.‏ + أمَّا الآنَ فقد رَأَوْني،‏ ومع ذلِك كَرِهوني أنا وأبي.‏ ٢٥ لكنَّ هذا حَصَلَ كَي يَتَحَقَّقَ ما كُتِبَ في شَريعَتِهِم:‏ ‹كَرِهوني بِلا سَبَب›.‏ + ٢٦ وعِندَما يَأتي المُساعِدُ الَّذي سأُرسِلُهُ إلَيكُم مِن عِندِ الآب،‏ أي روحُ الحَقِّ + الَّذي يَأتي مِنَ الآب،‏ فهو سيَشهَدُ لي.‏ + ٢٧ وأنتُم أيضًا ستَشهَدونَ لي + لِأنَّكُم معي مِنَ البِدايَة.‏

١٦ ‏«قُلتُ لكُم هذِهِ الأُمورَ كَي لا تَتَعَثَّروا وتَسقُطوا.‏ ٢ فسَيَطرُدونَكُم مِنَ المَجامِع.‏ + وفي الحَقيقَة،‏ سيَأتي وَقتٌ يَظُنُّ فيهِ كُلُّ مَن يَقتُلُكُم + أنَّهُ يُقَدِّمُ لِلّٰهِ خِدمَةً مُقَدَّسَة.‏ ٣ وهُم سيَفعَلونَ ذلِك لِأنَّهُم لم يَعرِفوا الآبَ ولا عَرَفوني.‏ + ٤ لكنِّي قُلتُ لكُم هذِهِ الأُمورَ كَي تَتَذَكَّروا،‏ حينَ يَأتي وَقتُها،‏ أنِّي أخبَرتُكُم عنها.‏ +

‏«لم أُخبِرْكُم عنها في البِدايَةِ لِأنِّي كُنتُ معكُم.‏ ٥ أمَّا الآنَ فأنا ذاهِبٌ إلى الَّذي أرسَلَني،‏ + ولكنْ لم يَسألْني أحَدٌ مِنكُمُ الآن:‏ ‹إلى أينَ أنتَ ذاهِب؟‏›.‏ ٦ بَدَلًا مِن ذلِك،‏ امتَلَأَت قُلوبُكُم بِالحُزنِ لِأنِّي أخبَرتُكُم عن هذِهِ الأُمور.‏ + ٧ ولكنْ صِدقًا أقولُ لكُم:‏ مِن مَصلَحَتِكُم أن أذهَب.‏ فإذا لم أذهَب،‏ فلن يَأتِيَ المُساعِدُ + إلَيكُم.‏ أمَّا إذا ذَهَبتُ فسَأُرسِلُهُ إلَيكُم.‏ ٨ وعِندَما يَأتي،‏ سيُقَدِّمُ لِلعالَمِ دَليلًا مُقنِعًا على الخَطِيَّة،‏ وعلى فِعلِ الصَّواب،‏ وعلى الحِساب:‏ ٩ أوَّلًا على الخَطِيَّة،‏ + لِأنَّ العالَمَ لا يُظهِرُ الإيمانَ بي؛‏ + ١٠ ثُمَّ على فِعلِ الصَّواب،‏ لِأنِّي ذاهِبٌ إلى الآبِ ولن تَعودوا تَرَوْنَني؛‏ ١١ ثُمَّ على الحِساب،‏ لِأنَّ حاكِمَ هذا العالَمِ قد حُكِمَ علَيه.‏ +

١٢ ‏«عِندي بَعد أُمورٌ كَثيرَة أقولُها لكُم،‏ لكنَّكُم لا تَقدِرونَ أن تَتَحَمَّلوها الآن.‏ ١٣ ولكنْ حينَ يَأتي ذاك،‏ أي روحُ الحَقّ،‏ + فهو سيَقودُكُم إلى الحَقِّ كُلِّه،‏ لِأنَّهُ لن يَقولَ شَيئًا مِن عِندِه،‏ بل سيَقولُ ما يَسمَعُهُ ويُعلِنُ لكُم ما سيَحدُث.‏ + ١٤ وهو سيُمَجِّدُني + لِأنَّهُ سيُعلِنُ لكُم ما يَنالُهُ مِنِّي.‏ + ١٥ وكُلُّ ما لِلآبِ هو لي.‏ + لِذلِك قُلتُ إنَّهُ سيُعلِنُ لكُم ما يَنالُهُ مِنِّي.‏ ١٦ بَعدَ قَليلٍ لن تَرَوْني،‏ + ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ ستَرَوْنَني».‏

١٧ فقالَ بَعضُ تَلاميذِهِ واحِدُهُم لِلآخَر:‏ «ماذا يَقصِدُ بِكَلامِه:‏ ‹بَعدَ قَليلٍ لن تَرَوْني،‏ ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ ستَرَوْنَني›،‏ وأيضًا:‏ ‹لِأنِّي ذاهِبٌ إلى الآب›؟‏».‏ ١٨ وقالوا:‏ «ماذا يَقصِدُ حينَ قال:‏ ‹بَعدَ قَليل›؟‏ لا نَعرِفُ عن ماذا يَتَكَلَّم».‏ ١٩ وعَرَفَ يَسُوع أنَّهُم يُريدونَ أن يَسألوه،‏ فقالَ لهُم:‏ «هل تَتَساءَلونَ في ما بَينَكُم لِتَعرِفوا لِماذا قُلت:‏ ‹بَعدَ قَليلٍ لن تَرَوْني،‏ ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ ستَرَوْنَني›؟‏ ٢٠ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ ستَبْكونَ وتَندُبون،‏ لكنَّ العالَمَ سيَفرَح.‏ ستَحزَنون،‏ لكنَّ حُزنَكُم سيَتَحَوَّلُ إلى فَرَح.‏ + ٢١ فالمَرأةُ تَحزَنُ وهي تَلِدُ لِأنَّ وَقتَ وَجَعِها جاء.‏ ولكنْ عِندَما تَلِدُ طِفلَها،‏ تَنْسى أوْجاعَها * لِأنَّها تَفرَحُ بِوِلادَةِ طِفلٍ في العالَم.‏ ٢٢ أنتُم أيضًا حَزينونَ الآن.‏ لكنِّي سأراكُم مِن جَديدٍ وسَتَفرَحُ قُلوبُكُم،‏ + ولا أحَدَ سيَأخُذُ فَرَحَكُم مِنكُم.‏ ٢٣ وفي ذلِكَ اليَوم،‏ لن تَسألوني أيَّ سُؤال.‏ صِدقًا صِدقًا أقولُ لكُم:‏ إذا طَلَبتُم مِنَ الآبِ شَيئًا + بِاسْمي،‏ فسَيُعْطيكُم إيَّاه.‏ + ٢٤ حتَّى الآنَ لم تَطلُبوا شَيئًا بِاسْمي.‏ أُطلُبوا تَنالوا،‏ وهكَذا يَكونُ فَرَحُكُم كامِلًا.‏

٢٥ ‏«قُلتُ لكُم هذِهِ الأُمورَ مُستَعمِلًا التَّشابيه.‏ ولكنْ سيَأتي وَقتٌ حينَ لا أعودُ أُكَلِّمُكُم هكَذا،‏ بل أُخبِرُكُم عنِ الآبِ بِصَراحَة.‏ ٢٦ في ذلِكَ اليَومِ ستَطلُبونَ مِنَ الآبِ بِاسْمي.‏ وأنا لا أقصِدُ بِكَلامي أنِّي سأطلُبُ مِنَ الآبِ لِأجْلِكُم.‏ ٢٧ فالآبُ نَفْسُهُ يُحِبُّكُم لِأنَّكُم أحبَبتُموني + وآمَنتُم أنِّي أتَيتُ كمُمَثِّلٍ عنِ اللّٰه.‏ + ٢٨ أنا أتَيتُ إلى العالَمِ كمُمَثِّلٍ عنِ الآب.‏ والآنَ سأترُكُ العالَمَ وأذهَبُ إلى الآب».‏ +

٢٩ فقالَ تَلاميذُه:‏ «أنتَ الآنَ تَتَكَلَّمُ بِصَراحَةٍ ولا تَستَعمِلُ التَّشابيه.‏ ٣٠ ونَحنُ نَعرِفُ الآنَ أنَّكَ تَعرِفُ كُلَّ شَيءٍ ولا تَحتاجُ أن يَسألَكَ أحَدٌ أيَّ سُؤال.‏ لِذلِك نُؤْمِنُ أنَّكَ جِئتَ مِن عِندِ اللّٰه».‏ ٣١ أجابَهُم يَسُوع:‏ «هل فِعلًا تُؤْمِنونَ الآن؟‏ ٣٢ أُنظُروا!‏ سيَأتي وَقت،‏ بل أتى،‏ حينَ تَتَفَرَّقونَ ويَهرُبُ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم إلى بَيتِهِ وتَترُكونَني وَحْدي.‏ + لكنِّي لَستُ وَحْدي لِأنَّ الآبَ معي.‏ + ٣٣ قُلتُ لكُم هذِهِ الأُمورَ لِيَكونَ عِندَكُم سَلامٌ مِن خِلالي.‏ + ستُواجِهونَ ضيقاتٍ في العالَم،‏ ولكنْ كونوا شُجعانًا!‏ أنا غَلَبتُ العالَم».‏ +

١٧ وبَعدَما قالَ يَسُوع هذا الكَلام،‏ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إلى السَّماءِ وقال:‏ «يا أبي،‏ أتَتِ السَّاعَة.‏ مَجِّدِ ابْنَكَ لِكَي يُمَجِّدَكَ ابْنُك،‏ + ٢ مَجِّدْهُ مِثلَما مَجَّدتَهُ حينَ أعْطَيتَهُ سُلطَةً على كُلِّ البَشَر،‏ + كَي يُعْطِيَ حَياةً أبَدِيَّة + لِكُلِّ الَّذينَ أعْطَيتَهُم له.‏ + ٣ والحَياةُ الأبَدِيَّة + هي أن يَعرِفوكَ * أنت،‏ الإلهَ الحَقيقِيَّ الوَحيد،‏ + ويَعرِفوا * الَّذي أرسَلتَه،‏ يَسُوع المَسِيح.‏ + ٤ أنا مَجَّدتُكَ على الأرضِ + وأنهَيتُ العَمَلَ الَّذي أعْطَيتَني لِأعمَلَه.‏ + ٥ والآنَ مَجِّدْني يا أبي بِقُربِك،‏ مِثلَما كُنتُ مُمَجَّدًا بِقُربِكَ قَبلَ وُجودِ العالَم.‏ +

٦ ‏«أنا جَعَلتُ اسْمَكَ مَعروفًا لِلَّذينَ أعْطَيتَني إيَّاهُم مِنَ العالَم.‏ + كانوا لكَ وأنتَ أعْطَيتَهُم لي،‏ وهُم يُطيعونَ كَلامَك.‏ ٧ والآنَ هُم يَعرِفونَ أنَّ كُلَّ ما أعْطَيتَهُ لي هو مِنك.‏ ٨ فأنا أخبَرتُهُمُ الكَلامَ الَّذي قُلتَهُ لي،‏ + وهُم قَبِلوهُ وصاروا يَعرِفونَ تَمامًا أنِّي أتَيتُ كمُمَثِّلٍ عنك،‏ + وآمَنوا أنَّكَ أنتَ أرسَلتَني.‏ + ٩ أنا أُصَلِّي مِن أجْلِهِم؛‏ لا أُصَلِّي مِن أجْلِ العالَم،‏ بل مِن أجْلِ الَّذينَ أعْطَيتَني إيَّاهُم لِأنَّهُم لك.‏ ١٠ كُلُّ ما هو لي هو لك،‏ وما هو لكَ هو لي،‏ + وأنا تَمَجَّدتُ بَينَهُم.‏

١١ ‏«أنا لَستُ باقِيًا في العالَمِ لِأنِّي ذاهِبٌ إلَيك.‏ أمَّا هُم،‏ فإنَّهُم في العالَم.‏ + أيُّها الآبُ القُدُّوس،‏ احرُسْهُم + مِن أجْلِ اسْمِكَ الَّذي أعْطَيتَني إيَّاه،‏ لِيَكونوا واحِدًا * مِثلَما نَحنُ واحِد.‏ *+ ١٢ حينَ كُنتُ معهُم،‏ اعتَنَيتُ بهِم + مِن أجْلِ اسْمِكَ الَّذي أعْطَيتَني إيَّاه.‏ وقد حَمَيتُهُم،‏ ولم يَهلَكْ مِنهُم أحَدٌ + إلَّا ابْنُ الهَلاك،‏ + وذلِك كَي تَتِمَّ الآيَة.‏ + ١٣ أمَّا الآنَ فأنا ذاهِبٌ إلَيك.‏ وأنا أقولُ هذِهِ الأُمورَ فيما لا أزالُ في العالَم،‏ كَي يَفرَحوا مِثلي ويَكونَ فَرَحُهُم كامِلًا.‏ + ١٤ أنا نَقَلتُ إلَيهِم كَلامَك،‏ لكنَّ العالَمَ كَرِهَهُم لِأنَّهُم لَيسوا جُزْءًا مِنَ العالَم،‏ + مِثلَما أنِّي أنا لَستُ جُزْءًا مِنَ العالَم.‏

١٥ ‏«لا أطلُبُ أن تَأخُذَهُم مِنَ العالَم،‏ بل أن تَحْمِيَهُم مِنَ الشِّرِّير.‏ + ١٦ هُم لَيسوا جُزْءًا مِنَ العالَم،‏ + مِثلَما أنِّي أنا لَستُ جُزْءًا مِنَ العالَم.‏ + ١٧ قَدِّسْهُم * بِواسِطَةِ الحَقّ،‏ + كَلِمَتُكَ هيَ الحَقّ.‏ + ١٨ ومِثلَما أرسَلتَني إلى العالَم،‏ أنا أيضًا أرسَلتُهُم إلى العالَم.‏ + ١٩ وأنا أُبْقي نَفْسي مُقَدَّسًا مِن أجْلِهِم،‏ لِيَكونوا هُم أيضًا مُقَدَّسينَ بِواسِطَةِ الحَقّ.‏

٢٠ ‏«لا أُصَلِّي مِن أجْلِ هؤُلاء فَقَط،‏ بل أيضًا مِن أجْلِ الَّذينَ يُؤْمِنونَ بي بِسَبَبِ كَلامِ هؤُلاء،‏ ٢١ لِكَي يَكونوا جَميعُهُم واحِدًا،‏ + مِثلَما أنَّكَ أنتَ أيُّها الآبُ في اتِّحادٍ بي وأنا في اتِّحادٍ بك،‏ + ولِكَي يَكونوا أيضًا في اتِّحادٍ بنا.‏ وهكَذا يُؤْمِنُ العالَمُ أنَّكَ أرسَلتَني.‏ ٢٢ أنا أعْطَيتُهُمُ المَجدَ الَّذي أعْطَيتَهُ لي لِيَكونوا واحِدًا مِثلَما نَحنُ واحِد.‏ + ٢٣ أنا في اتِّحادٍ بهِم وأنتَ في اتِّحادٍ بي لِيَكونوا في وَحدَةٍ كامِلَة.‏ وهكَذا يَعرِفُ العالَمُ أنَّكَ أرسَلتَني وأنَّكَ تُحِبُّهُم مِثلَما تُحِبُّني.‏ ٢٤ أيُّها الآب،‏ إنَّ الَّذينَ أعْطَيتَني إيَّاهُم أُريدُ أن يَكونوا معي حَيثُ أكون،‏ + لِيَرَوْا مَجدي الَّذي أعْطَيتَني إيَّاه،‏ لِأنَّكَ أحبَبتَني مِن قَبلِ تَأسيسِ العالَم.‏ + ٢٥ أيُّها الآبُ الصَّالِح،‏ * العالَمُ لم يَعرِفْك،‏ + أمَّا أنا فأعرِفُك.‏ + والَّذينَ أعْطَيتَني إيَّاهُم عَرَفوا أنَّكَ أرسَلتَني.‏ ٢٦ وأنا عَرَّفتُهُمُ اسْمَكَ وسَأظَلُّ أُعَرِّفُهُم علَيه،‏ + لِيُظهِروا نَفْسَ المَحَبَّةِ الَّتي أحبَبتَني إيَّاها ولِأكونَ في اتِّحادٍ بهِم».‏ +

١٨ وبَعدَما قالَ يَسُوع ذلِك،‏ خَرَجَ مع تَلاميذِهِ وعَبَرَ وادي قِدْرُون.‏ + وكانَ هُناك بُستان،‏ فدَخَلَ إلَيهِ هو وتَلاميذُه.‏ + ٢ وكانَ يَهُوذَا الَّذي سيُسَلِّمُهُ يَعرِفُ المَكانَ أيضًا،‏ لِأنَّ يَسُوع اجتَمَعَ هُناك كَثيرًا مع تَلاميذِه.‏ ٣ فأخَذَ يَهُوذَا فِرقَةً مِنَ الجُنودِ وحُرَّاسًا مِن عِندِ كِبارِ الكَهَنَةِ والفَرِّيسِيِّينَ وذَهَبَ إلى هُناك.‏ وكانَ معهُم مَشاعِلُ نارٍ وسُرُجٌ وأسلِحَة.‏ + ٤ وكانَ يَسُوع يَعرِفُ كُلَّ ما سيَحدُثُ له،‏ فتَقَدَّمَ إلى الأمامِ وقالَ لهُم:‏ «عمَّن تُفَتِّشون؟‏».‏ ٥ أجابوه:‏ «عن يَسُوع النَّاصِرِيّ».‏ + قالَ لهُم:‏ «أنا هو».‏ وكانَ يَهُوذَا الَّذي سيُسَلِّمُهُ واقِفًا أيضًا معهُم.‏ +

٦ ولكنْ لمَّا قالَ لهُم يَسُوع:‏ «أنا هو»،‏ رَجَعوا إلى الوَراءِ ووَقَعوا على الأرض.‏ + ٧ فسَألَهُم مَرَّةً ثانِيَة:‏ «عمَّن تُفَتِّشون؟‏».‏ قالوا:‏ «عن يَسُوع النَّاصِرِيّ».‏ ٨ أجابَ يَسُوع:‏ «قُلتُ لكُم إنَّهُ أنا.‏ فإذا كُنتُم تُفَتِّشونَ عنِّي،‏ فاترُكوا هؤُلاءِ الرِّجالَ يَذهَبون».‏ ٩ حَصَلَ ذلِك لِيَتَحَقَّقَ ما قالَه:‏ «لم أخسَرْ أحَدًا مِنَ الَّذينَ أعْطَيتَني إيَّاهُم».‏ +

١٠ وكانَ مع سِمْعَان بُطْرُس سَيف،‏ فسَحَبَهُ وهَجَمَ على عَبدِ رَئيسِ الكَهَنَةِ وقَطَعَ أُذُنَهُ اليَمين.‏ + وكانَ اسْمُ العَبدِ مَلْخُس.‏ ١١ لكنَّ يَسُوع قالَ لِبُطْرُس:‏ «ضَعِ السَّيفَ في مَكانِه.‏ + ألَا يَجِبُ أن أشرَبَ الكَأسَ الَّذي أعْطاني إيَّاهُ الآب؟‏».‏ +

١٢ ثُمَّ قَبَضَ الجُنودُ وقائِدُهُم والحُرَّاسُ اليَهُودُ على يَسُوع وقَيَّدوه.‏ ١٣ وأخَذوهُ في الأوَّلِ عِندَ حَنَّان،‏ لِأنَّهُ والِدُ زَوجَةِ قِيَافَا + الَّذي كانَ رَئيسَ الكَهَنَةِ في تِلكَ السَّنَة.‏ + ١٤ وقِيَافَا هوَ الَّذي نَصَحَ اليَهُودَ وقالَ لهُم إنَّ مِن مَصلَحَتِهِم أن يَموتَ رَجُلٌ واحِدٌ عنِ الشَّعب.‏ +

١٥ وكانَ سِمْعَان بُطْرُس يَتبَعُ يَسُوع + مع تِلميذٍ آخَر.‏ وهذا التِّلميذُ كانَ يَعرِفُهُ رَئيسُ الكَهَنَة،‏ فدَخَلَ مع يَسُوع إلى ساحَةِ بَيتِ رَئيسِ الكَهَنَة.‏ ١٦ أمَّا بُطْرُس فوَقَفَ في الخارِجِ عِندَ الباب.‏ * فخَرَجَ التِّلميذُ الآخَر،‏ الَّذي كانَ يَعرِفُهُ رَئيسُ الكَهَنَة،‏ وتَكَلَّمَ معَ الخادِمَةِ الَّتي تَحرُسُ البابَ وأدخَلَ بُطْرُس.‏ ١٧ فقالَت تِلكَ الخادِمَةُ لِبُطْرُس:‏ «هل أنتَ أيضًا مِن تَلاميذِ هذا الرَّجُل؟‏».‏ أجابَها:‏ «لا،‏ لَستُ مِنهُم».‏ + ١٨ وكانَ العَبيدُ والحُرَّاسُ قد أشعَلوا فَحمًا ووَقَفوا حَولَهُ لِيَتَدَفَّأوا لِأنَّ الطَّقسَ كانَ بارِدًا.‏ وكانَ بُطْرُس أيضًا واقِفًا معهُم يَتَدَفَّأ.‏

١٩ فسَألَ الكاهِنُ الكَبيرُ يَسُوع عن تَلاميذِهِ وعن تَعليمِه.‏ ٢٠ أجابَهُ يَسُوع:‏ «كُنتُ أتَكَلَّمُ معَ النَّاسِ عَلَنًا،‏ ودائِمًا عَلَّمتُ في المَجامِعِ وفي الهَيكَل،‏ + حَيثُ يَجتَمِعُ كُلُّ اليَهُود.‏ ولم أقُلْ شَيئًا في السِّرّ.‏ ٢١ فلِماذا تَسألُني أنا؟‏ إسألِ الَّذينَ سَمِعوا كَلامي.‏ فهُم يَعرِفونَ ما قُلتُه».‏ ٢٢ ولمَّا قالَ يَسُوع هذا،‏ صَفَعَهُ على وَجهِهِ + واحِدٌ مِنَ الحُرَّاسِ كانَ واقِفًا هُناك،‏ وقالَ له:‏ «هل هكَذا تُجاوِبُ الكاهِنَ الكَبير؟‏».‏ ٢٣ أجابَهُ يَسُوع:‏ «إذا كُنتُ قد قُلتُ شَيئًا خاطِئًا،‏ فقُلْ لي * ما هو.‏ ولكنْ إذا كانَ كَلامي صَحيحًا،‏ فلِماذا تَضرِبُني؟‏».‏ ٢٤ عِندَئِذٍ أرسَلَهُ حَنَّان مُقَيَّدًا إلى رَئيسِ الكَهَنَةِ قِيَافَا.‏ +

٢٥ وكانَ سِمْعَان بُطْرُس لا يَزالُ واقِفًا هُناك يَتَدَفَّأ.‏ فسَألوه:‏ «هل أنتَ أيضًا مِن تَلاميذِه؟‏».‏ فأنكَرَ وقال:‏ «لا،‏ لَستُ مِنهُم».‏ + ٢٦ فقالَ واحِدٌ مِن عَبيدِ رَئيسِ الكَهَنَة،‏ وهو مِن أقرِباءِ الرَّجُلِ الَّذي قَطَعَ بُطْرُس أُذُنَه:‏ + «ألَمْ أرَكَ في البُستانِ معه؟‏».‏ ٢٧ لكنَّ بُطْرُس أنكَرَ مَرَّةً أُخْرى.‏ وفي الحالِ صاحَ الدِّيك.‏ +

٢٨ ثُمَّ أخَذوا يَسُوع مِن عِندِ قِيَافَا إلى قَصرِ الحاكِم.‏ + وكانَ ذلِك في الصَّباحِ الباكِر.‏ لكنَّ اليَهُودَ لم يَدخُلوا إلى قَصرِ الحاكِم،‏ لِأنَّهُم إذا دَخَلوا يَتَنَجَّسونَ + ولا يَعودونَ قادِرينَ أن يَأكُلوا عَشاءَ الفِصح.‏ ٢٩ فخَرَجَ بِيلَاطُس إلَيهِم وقال:‏ «بِماذا تَتَّهِمونَ هذا الرَّجُل؟‏».‏ ٣٠ أجابوه:‏ «لَو لم يَكُنْ هذا الرَّجُلُ مُذنِبًا،‏ * ما كُنَّا سَلَّمناهُ إلَيك».‏ ٣١ فقالَ لهُم بِيلَاطُس:‏ «خُذوهُ أنتُم وحاكِموهُ بِحَسَبِ شَريعَتِكُم».‏ + أجابَهُ اليَهُود:‏ «لَيسَ مَسموحًا لنا أن نَقتُلَ أحَدًا».‏ + ٣٢ حَصَلَ ذلِك لِيَتَحَقَّقَ ما قالَهُ يَسُوع حينَ أشارَ إلى الطَّريقَةِ الَّتي كانَ سيَموتُ بها.‏ +

٣٣ فدَخَلَ بِيلَاطُس مِن جَديدٍ إلى قَصرِ الحاكِمِ واستَدْعى يَسُوع وسَألَه:‏ «هل أنتَ مَلِكُ اليَهُود؟‏».‏ + ٣٤ أجابَ يَسُوع:‏ «هل هذا السُّؤالُ مِن عِندِك،‏ أو أخبَرَكَ آخَرونَ عنِّي؟‏».‏ ٣٥ أجابَ بِيلَاطُس:‏ «وهل أنا يَهُودِيّ؟‏!‏ شَعبُكَ وكِبارُ الكَهَنَةِ سَلَّموكَ إلَيَّ.‏ ماذا فَعَلتَ؟‏».‏ ٣٦ أجابَ يَسُوع:‏ + «مَملَكَتي لَيسَت جُزْءًا مِن هذا العالَم.‏ + لَو كانَت مَملَكَتي جُزْءًا مِن هذا العالَم،‏ كانَ خُدَّامي جاهَدوا كَي لا أُسَلَّمَ إلى اليَهُود.‏ + ولكنْ مَملَكَتي لَيسَت مِن هُنا».‏ ٣٧ فقالَ لهُ بِيلَاطُس:‏ «أنتَ مَلِكٌ إذًا؟‏».‏ أجابَهُ يَسُوع:‏ «أنتَ بِنَفْسِكَ تَقولُ إنِّي مَلِك.‏ + أنا وُلِدتُ وأتَيتُ إلى العالَمِ لِهذا الهَدَف:‏ لِأشهَدَ لِلحَقّ.‏ + وكُلُّ مَن هو إلى جانِبِ الحَقِّ يَسمَعُ لي».‏ ٣٨ قالَ لهُ بِيلَاطُس:‏ «وما هوَ الحَقّ؟‏».‏

وبَعدَما قالَ ذلِك،‏ خَرَجَ مَرَّةً ثانِيَة إلى اليَهُودِ وقالَ لهُم:‏ «لا أجِدُهُ مُذنِبًا بِشَيء.‏ + ٣٩ ولكنْ بِحَسَبِ عادَتِكُم،‏ أنا أُحَرِّرُ لكُم شَخصًا في الفِصح.‏ + فهل تُريدونَ أن أُحَرِّرَ لكُم مَلِكَ اليَهُود؟‏».‏ ٤٠ فصَرَخوا:‏ «لا نُريدُ هذا،‏ بل بَارَابَاس!‏».‏ وكانَ بَارَابَاس لِصًّا.‏ +

١٩ عِندَئِذٍ،‏ أخَذَ بِيلَاطُس يَسُوع وجَلَدَه.‏ + ٢ وجَدَّلَ * الجُنودُ تاجًا مِن شَوكٍ ووَضَعوهُ على رَأسِهِ وألبَسوهُ ثَوبًا أُرجُوانِيًّا.‏ + ٣ وصاروا يَقتَرِبونَ مِنهُ ويَقولون:‏ «يَعيشُ مَلِكُ اليَهُود!‏».‏ وكانوا أيضًا يَصفَعونَهُ على وَجهِه.‏ + ٤ وخَرَجَ بِيلَاطُس مَرَّةً أُخْرى وقالَ لِلجُموع:‏ «سأُخرِجُهُ إلَيكُم لِتَعرِفوا أنِّي لا أجِدُه مُذنِبًا بِشَيء».‏ + ٥ فخَرَجَ يَسُوع لابِسًا تاجَ الشَّوكِ والثَّوبَ الأُرجُوانِيّ.‏ فقالَ لهُم بِيلَاطُس:‏ «هذا هوَ الرَّجُل!‏».‏ ٦ ولكنْ لمَّا رَآهُ كِبارُ الكَهَنَةِ والحُرَّاس،‏ صَرَخوا:‏ «عَلِّقْهُ على خَشَبَة!‏ عَلِّقْهُ على خَشَبَة!‏».‏ + قالَ لهُم بِيلَاطُس:‏ «خُذوهُ أنتُم وعَلِّقوه،‏ فأنا لا أجِدُهُ مُذنِبًا بِشَيء».‏ + ٧ أجابَهُ اليَهُود:‏ «لَدَينا شَريعَة،‏ وبِحَسَبِ الشَّريعَةِ يَجِبُ أن يَموتَ + لِأنَّهُ ادَّعى أنَّهُ ابْنُ اللّٰه».‏ +

٨ فلمَّا سَمِعَ بِيلَاطُس كَلامَهُم،‏ زادَ خَوفُه.‏ ٩ ودَخَلَ مُجَدَّدًا إلى قَصرِ الحاكِمِ وسَألَ يَسُوع:‏ «مِن أينَ أنت؟‏».‏ لكنَّ يَسُوع لم يُجاوِبْه.‏ + ١٠ فقالَ لهُ بِيلَاطُس:‏ «ألَنْ تُجاوِبَني؟‏ ألَا تَعرِفُ أنَّ عِندي سُلطَةً أن أُحَرِّرَكَ وسُلطَةً أن أُعَلِّقَكَ على خَشَبَة؟‏».‏ ١١ أجابَهُ يَسُوع:‏ «لم يَكُنْ لَدَيكَ أيُّ سُلطَةٍ علَيَّ لَو لم تُعْطَ لكَ مِن فَوق.‏ لِذلِك،‏ مَن سَلَّمَني إلَيكَ خَطِيَّتُهُ أعظَم».‏

١٢ لِهذا السَّبَب،‏ ظَلَّ بِيلَاطُس يُحاوِلُ أن يَجِدَ طَريقَةً لِيُحَرِّرَه.‏ لكنَّ اليَهُودَ صَرَخوا:‏ «إذا حرَّرتَ هذا الرَّجُل،‏ لا تَكونُ صَديقًا لِقَيْصَر.‏ كُلُّ مَن يَقولُ إنَّهُ مَلِكٌ يَكونُ ضِدَّ قَيْصَر».‏ + ١٣ ولمَّا سَمِعَ بِيلَاطُس هذا الكَلام،‏ أخرَجَ يَسُوع وجَلَسَ على كُرسِيِّ القَضاءِ في مَكانٍ يُسَمَّى «البَلاط»،‏ بِالعِبْرَانِيَّة جَبَّاثَا.‏ ١٤ كانَ ذلِكَ اليَومُ يَومَ الاستِعدادِ + لِلفِصح،‏ وكانَتِ السَّاعَةُ حَوالَيِ الـ‍ ١٢ ظُهرًا.‏ * وقالَ بِيلَاطُس لِليَهُود:‏ «هذا هو مَلِكُكُم!‏».‏ ١٥ أمَّا هُم فصَرَخوا:‏ «خُذْه!‏ خُذْه!‏ عَلِّقْهُ على خَشَبَة!‏».‏ قالَ لهُم بِيلَاطُس:‏ «هل أُعَلِّقُ مَلِكَكُم؟‏».‏ أجابَ كِبارُ الكَهَنَة:‏ «لَيسَ لَدَينا مَلِكٌ إلَّا قَيْصَر».‏ ١٦ عِندَئِذٍ،‏ سَلَّمَهُ إلَيهِم كَي يُعَلَّقَ على خَشَبَة.‏ +

فأخَذوا يَسُوع.‏ ١٧ فحَمَلَ خَشَبَةَ آلامِهِ وخَرَجَ إلى مَكانٍ اسْمُه «الجُمْجُمَة»،‏ + الَّذي يُسَمَّى بِالعِبْرَانِيَّة جُلْجُثَة.‏ *+ ١٨ وهُناك عَلَّقوهُ على الخَشَبَةِ + مع رَجُلَيْنِ آخَرَيْن،‏ واحِدٍ مِن هُنا وواحِدٍ مِن هُناك،‏ ويَسُوع في الوَسَط.‏ + ١٩ وكَتَبَ بِيلَاطُس على لَوحَة:‏ «يَسُوع النَّاصِرِيُّ مَلِكُ اليَهُود»،‏ وعَلَّقَها على خَشَبَةِ الآلام.‏ + ٢٠ فقَرَأ كَثيرونَ مِنَ اليَهُودِ هذِهِ اللَّوحَة،‏ لِأنَّ المَكانَ الَّذي عُلِّقَ فيهِ يَسُوع على خَشَبَةٍ كانَ قَريبًا مِنَ المَدينَة،‏ وكانَتِ اللَّوحَةُ مَكتوبَةً بِالعِبْرَانِيَّة واللَّاتِينِيَّة واليُونَانِيَّة.‏ ٢١ لكنَّ كِبارَ كَهَنَةِ اليَهُودِ قالوا لِبِيلَاطُس:‏ «لا تَكتُب:‏ ‹مَلِكُ اليَهُود›،‏ بلِ اكتُبْ أنَّهُ هو قال:‏ ‹أنا مَلِكُ اليَهُود›».‏ ٢٢ أجابَ بِيلَاطُس:‏ «ما كَتَبتُه،‏ كَتَبتُه».‏

٢٣ ولمَّا عَلَّقَ الجُنودُ يَسُوع على الخَشَبَة،‏ أخَذوا ثِيابَهُ وقَسَّموها إلى أربَعَةِ أقسام،‏ قِسمٍ لِكُلِّ جُندِيّ.‏ وأخَذوا أيضًا قَميصَهُ الطَّويل.‏ لكنَّ القَميصَ كانَ قِطعَةً واحِدَة لَيسَ فيهِ خِياطَة،‏ مَنسوجًا مِن فَوق إلى تَحت.‏ ٢٤ فقالَ بَعضُهُم لِبَعض:‏ «لا نُمَزِّقُه،‏ بل نُلْقي علَيهِ قُرعَةً كَي نُقَرِّرَ مَن يَأخُذُه».‏ + حَصَلَ ذلِك كَي تَتِمَّ الآيَة:‏ «تَقاسَموا ثِيابي بَينَهُم،‏ وعلى مَلابِسي ألْقَوْا قُرعَة».‏ + وهذا ما فَعَلَهُ الجُنود.‏

٢٥ وكانَت أُمُّ يَسُوع واقِفَةً عِندَ خَشَبَةِ الآلامِ + ومعها أُختُها،‏ وأيضًا مَرْيَم زَوجَةُ كِلُوبَا ومَرْيَم المَجْدَلِيَّة.‏ + ٢٦ ولمَّا رَأى يَسُوع أُمَّهُ والتِّلميذَ الَّذي يُحِبُّهُ + واقِفًا بِجانِبِها،‏ قالَ لِأُمِّه:‏ «يا امرَأة،‏ هذا ابْنُكِ».‏ ٢٧ ثُمَّ قالَ لِلتِّلميذ:‏ «هذِه أُمُّك».‏ ومِن ذلِكَ الوَقت،‏ أخَذَها التِّلميذُ إلى بَيتِه.‏

٢٨ ولمَّا عَرَفَ يَسُوع أنَّ كُلَّ شَيءٍ تَمّ،‏ قال:‏ «أنا عَطشان»،‏ وذلِك كَي تَتَحَقَّقَ الآيَة.‏ + ٢٩ وكانَ يوجَدُ هُناك وِعاءٌ مَلآنٌ بِنَبيذٍ حامِض.‏ فوَضَعوا على ساقِ نَبتَةِ زُوفَى إسفَنجَةً مَلآنَة بِهذا النَّبيذِ ورَفَعوها إلى فَمِه.‏ + ٣٠ ولمَّا تَناوَلَ يَسُوع النَّبيذَ الحامِضَ قال:‏ «كُلُّ شَيءٍ تَمّ».‏ + ثُمَّ حَنى رَأسَهُ وسَلَّمَ روحَه.‏ *+

٣١ وبِما أنَّ ذلِكَ اليَومَ كانَ يَومَ الاستِعداد،‏ + فلم يُرِدِ اليَهُودُ أن تَبْقى الجُثَثُ على خَشَبَةِ الآلامِ + يَومَ السَّبت (‏لِأنَّ ذلِكَ السَّبتَ كانَ سَبتًا عَظيمًا)‏.‏ + لِذلِك طَلَبوا مِن بِيلَاطُس أن تُكسَرَ أرجُلُ المُعَلَّقينَ وتُنزَلَ جُثَثُهُم.‏ ٣٢ فأتى الجُنودُ وكَسَروا أرجُلَ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ عُلِّقا على خَشَبَةٍ معه.‏ ٣٣ ولكنْ لمَّا وَصَلوا عِندَ يَسُوع،‏ رَأَوْا أنَّهُ ماتَ فلم يَكسِروا رِجلَيْه.‏ ٣٤ لكنَّ واحِدًا مِنَ الجُنودِ شَكَّ جَنبَهُ بِرُمح،‏ + فخَرَجَ فَوْرًا دَمٌ وماء.‏ ٣٥ والَّذي رَأى ذلِك أعْطى هذِهِ الشَّهادَة،‏ وشَهادَتُهُ صَحيحَة.‏ وهو يَعرِفُ أنَّ ما يَقولُهُ صَحيحٌ ويُخبِرُ بهِ لِكَي تُؤْمِنوا أنتُم أيضًا.‏ + ٣٦ وفي الواقِع،‏ حَصَلَت هذِهِ الأُمورُ كَي تَتِمَّ الآيَة:‏ «لن تَنكَسِرَ واحِدَةٌ مِن عِظامِه».‏ + ٣٧ وتَقولُ آيَةٌ أُخْرى أيضًا:‏ «سيَنظُرونَ إلى الَّذي طَعَنوه».‏ +

٣٨ بَعدَ ذلِك،‏ جاءَ يُوسُف الَّذي مِنَ الرَّامَة وطَلَبَ مِن بِيلَاطُس أن يَأخُذَ جَسَدَ يَسُوع.‏ وهو كانَ تِلميذًا لِيَسُوع ولكنْ في السِّرِّ لِأنَّهُ كانَ يَخافُ مِنَ اليَهُود.‏ + فسَمَحَ لهُ بِيلَاطُس،‏ فذَهَبَ وأخَذَ جَسَدَه.‏ + ٣٩ وجاءَ أيضًا نِيقُودِيمُوس،‏ + الَّذي أتى مِن قَبل عِندَ يَسُوع في اللَّيل،‏ وجَلَبَ معهُ مَزيجًا * عَطِرًا مِنَ المُرِّ والعودِ * وَزنُهُ ٣٣ كيلوغرامًا * تَقريبًا.‏ + ٤٠ فأخَذا جَسَدَ يَسُوع ولَفَّاهُ بِقُماشٍ مِن كَتَّانٍ معَ المَزيجِ العَطِر،‏ + بِحَسَبِ عاداتِ الدَّفنِ عِندَ اليَهُود.‏ ٤١ وكانَ هُناك بُستانٌ في المَكانِ الَّذي عُلِّقَ فيهِ على خَشَبَة.‏ وكانَ في البُستانِ قَبرٌ * جَديدٌ + لم يُدفَنْ فيهِ أحَدٌ بَعد.‏ ٤٢ فوَضَعا يَسُوع هُناك،‏ لِأنَّ ذلِكَ اليَومَ كانَ يَومَ الاستِعدادِ + عِندَ اليَهُودِ ولِأنَّ القَبرَ كانَ قَريبًا.‏

٢٠ وفي أوَّلِ يَومٍ مِنَ الأُسبوع،‏ جاءَت مَرْيَم المَجْدَلِيَّة باكِرًا إلى القَبر،‏ *+ وكانَ لا يَزالُ هُناك عَتمَة.‏ فرَأت أنَّ الحَجَرَ قد أُزيحَ عن مَدخَلِ القَبر.‏ + ٢ فرَكَضَت وذَهَبَت إلى سِمْعَان بُطْرُس والتِّلميذِ الآخَرِ الَّذي يُحِبُّهُ يَسُوع،‏ + وقالَت لهُما:‏ «أخَذوا الرَّبَّ مِنَ القَبر،‏ + ولا نَعرِفُ أينَ وَضَعوه!‏».‏

٣ فتَوَجَّهَ بُطْرُس والتِّلميذُ الآخَرُ إلى القَبر.‏ ٤ وكانَ الاثنانِ يَركُضانِ معًا.‏ لكنَّ التِّلميذَ الآخَرَ كانَ أسرَعَ مِن بُطْرُس،‏ فوَصَلَ قَبلَهُ إلى القَبر.‏ ٥ وانحَنى لِيَنظُر،‏ فرَأى القُماشَ الكَتَّانِيَّ هُناك.‏ + لكنَّهُ لم يَدخُل.‏ ٦ ثُمَّ وَصَلَ سِمْعَان بُطْرُس مِن بَعدِه،‏ ودَخَلَ إلى القَبرِ ورَأى القُماشَ الكَتَّانِيَّ هُناك.‏ ٧ لكنَّ القُماشَةَ الَّتي كانَت على رَأسِ يَسُوع لم تَكُنْ معَ القُماشِ الَّذي لَفُّوا بهِ جَسَدَه،‏ بل كانَت مَلفوفَةً في مَكانٍ آخَرَ وَحْدَها.‏ ٨ ثُمَّ دَخَلَ أيضًا التِّلميذُ الآخَرُ الَّذي وَصَلَ إلى القَبرِ أوَّلًا،‏ فرَأى وآمَن.‏ ٩ مع ذلِك،‏ لم يَكونا قد فَهِما بَعدُ الآيَةَ الَّتي تَقولُ إنَّهُ يَجِبُ أن يَقومَ مِنَ المَوت.‏ + ١٠ ثُمَّ رَجَعَ التِّلميذانِ إلى بَيتِهِما.‏

١١ أمَّا مَرْيَم فظَلَّت واقِفَةً في الخارِجِ بِجانِبِ القَبرِ تَبْكي.‏ وفيما هي تَبْكي،‏ انحَنَت لِتَنظُرَ إلى داخِلِ القَبر.‏ ١٢ فرَأت مَلاكَيْنِ + في ثِيابٍ بَيضاءَ جالِسَيْنِ حَيثُ كانَ جَسَدُ يَسُوع،‏ واحِدًا عِندَ الرَّأسِ وواحِدًا عِندَ القَدَمَيْن.‏ ١٣ فقالا لها:‏ «لِماذا تَبْكينَ يا امرَأة؟‏».‏ أجابَتهُما:‏ «أخَذوا رَبِّي،‏ ولا أعرِفُ أينَ وَضَعوه».‏ ١٤ وبَعدَما قالَت ذلِك،‏ الْتَفَتَت إلى الوَراءِ ورَأت يَسُوع واقِفًا هُناك،‏ لكنَّها لم تُدرِكْ أنَّهُ يَسُوع.‏ + ١٥ فقالَ لها يَسُوع:‏ «لِماذا تَبْكينَ يا امرَأة؟‏ عمَّن تُفَتِّشين؟‏».‏ فظَنَّت أنَّهُ البُستانِيّ،‏ فقالَت له:‏ «يا سَيِّد،‏ إذا كُنتَ أنتَ أخَذتَه،‏ فأَخبِرْني أينَ وَضَعتَهُ وأنا آخُذُه».‏ ١٦ قالَ لها يَسُوع:‏ «مَرْيَم!‏».‏ فالْتَفَتَت وقالَت لهُ بِالعِبْرَانِيَّة:‏ ‏«رَابُّونِي!‏»‏ (‏الَّذي يَعْني:‏ «يا مُعَلِّم»)‏.‏ ١٧ فقالَ لها يَسُوع:‏ «لا تَظَلِّي مُتَمَسِّكَةً بي.‏ فأنا لم أصعَدْ بَعد إلى الآب.‏ ولكنِ اذهَبي إلى إخوَتي + وقولي لهُم:‏ ‹أنا صاعِدٌ إلى أبي + وأبيكُم وإلى إلهي + وإلهِكُم›».‏ ١٨ فذَهَبَت مَرْيَم المَجْدَلِيَّة وقالَت لِلتَّلاميذ:‏ «رَأيتُ الرَّبّ!‏».‏ وخَبَّرَتهُم ما قالَهُ لها.‏ +

١٩ وفي وَقتٍ مُتَأخِّرٍ مِن ذلِكَ اليَوم،‏ أي أوَّلِ يَومٍ مِنَ الأُسبوع،‏ كانَ التَّلاميذُ مُجتَمِعينَ والأبوابُ مُقفَلَة خَوفًا مِنَ اليَهُود.‏ فجاءَ يَسُوع ووَقَفَ في وَسَطِهِم وقالَ لهُم:‏ «سَلامٌ لكُم».‏ + ٢٠ وبَعدَما قالَ ذلِك،‏ أراهُم يَدَيْهِ وجَنبَه.‏ + ففَرِحَ التَّلاميذُ لِأنَّهُم رَأَوُا الرَّبّ.‏ + ٢١ وقالَ لهُم يَسُوع مَرَّةً ثانِيَة:‏ «سَلامٌ لكُم.‏ + مِثلَما أرسَلَني الآب،‏ + أُرسِلُكُم أنا أيضًا».‏ + ٢٢ وبَعدَما قالَ ذلِك،‏ نَفَخَ علَيهِم وقالَ لهُم:‏ «خُذوا روحًا قُدُسًا.‏ + ٢٣ إذا غَفَرتُم لِأحَدٍ خَطاياهُ تُغفَرُ له،‏ وإذا لم تَغفِروا خَطاياهُ لا تُغفَرُ له».‏

٢٤ لكنَّ تُومَا + الَّذي يُدْعى التَّوْأم،‏ وهو واحِدٌ مِنَ الاثنَيْ عَشَر،‏ لم يَكُنْ معهُم حينَ جاءَ يَسُوع.‏ ٢٥ فقالَ لهُ التَّلاميذُ الآخَرون:‏ «رَأينا الرَّبّ!‏».‏ أمَّا هو فقالَ لهُم:‏ «إذا لم أرَ أثَرَ المَساميرِ في يَدَيْه،‏ وإذا لم أضَعْ إصبَعي في مَكانِ المَساميرِ ويَدي في جَنبِه،‏ + فلن أُؤْمِنَ أبَدًا».‏

٢٦ وبَعدَ ثَمانِيَةِ أيَّام،‏ كانَ تَلاميذُهُ مُجتَمِعينَ في البَيتِ مَرَّةً أُخْرى،‏ وكانَ تُومَا معهُم.‏ ومع أنَّ الأبوابَ مُقفَلَة،‏ جاءَ يَسُوع ووَقَفَ في وَسَطِهِم وقال:‏ «سَلامٌ لكُم».‏ + ٢٧ ثُمَّ قالَ لِتُومَا:‏ «ضَعْ إصبَعَكَ هُنا،‏ وانظُرْ إلى يَدَيَّ،‏ وهاتِ يَدَكَ وضَعْها في جَنبي.‏ ولا تَشُكَّ * بَعدَ الآنَ بل آمِن».‏ ٢٨ أجابَهُ تُومَا:‏ «رَبِّي وإلهي!‏».‏ ٢٩ قالَ لهُ يَسُوع:‏ «هل آمَنتَ لِأنَّكَ رَأيتَني؟‏ سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ يُؤْمِنونَ مِن دونِ أن يَرَوْا».‏

٣٠ وفي الواقِع،‏ عَمِلَ يَسُوع أمامَ التَّلاميذِ عَجائِبَ * أُخْرى كَثيرَة لم تُكتَبْ في هذا الكِتاب.‏ + ٣١ أمَّا هذِه فكُتِبَت لِكَي تُؤْمِنوا أنَّ يَسُوع هوَ المَسِيح ابْنُ اللّٰه،‏ ولِكَي تَنالوا حَياةً بِواسِطَةِ اسْمِهِ بِفَضلِ إيمانِكُم هذا.‏ +

٢١ بَعدَ ذلِك،‏ ظَهَرَ يَسُوع مَرَّةً أُخْرى لِلتَّلاميذِ عِندَ بُحَيرَةِ طَبَرِيَّة.‏ وظَهَرَ بِهذِهِ الطَّريقَة:‏ ٢ كانَ سِمْعَان بُطْرُس،‏ وتُومَا الَّذي يُدْعى التَّوْأم،‏ + ونَثْنَائِيل + الَّذي مِن قَانَا الجَلِيل،‏ وابْنَا زَبَدِي،‏ + واثنانِ آخَرانِ مِن تَلاميذِهِ مُجتَمِعينَ معًا.‏ ٣ فقالَ لهُم سِمْعَان بُطْرُس:‏ «أنا ذاهِبٌ لِلصَّيد».‏ قالوا له:‏ «سنَذهَبُ معك».‏ فخَرَجوا وصَعِدوا إلى المَركَب،‏ لكنَّهُم لم يَتَصَيَّدوا شَيئًا في تِلكَ اللَّيلَة.‏ +

٤ وعِندَ الفَجر،‏ وَقَفَ يَسُوع على الشَّطّ،‏ لكنَّ التَّلاميذَ لم يُدرِكوا أنَّهُ يَسُوع.‏ + ٥ فقالَ لهُم يَسُوع:‏ «يا أوْلادي،‏ هل عِندَكُم شَيءٌ * لِلأكل؟‏».‏ أجابوه:‏ «لا».‏ ٦ فقالَ لهُم:‏ «إرْموا الشَّبَكَةَ على يَمينِ المَركَبِ وسَتَجِدونَ سَمَكًا».‏ فرَمَوُا الشَّبَكَة،‏ لكنَّهُم لم يَقدِروا أن يَسحَبوها مِن كَثرَةِ السَّمَك.‏ + ٧ فقالَ التِّلميذُ الَّذي يُحِبُّهُ يَسُوع + لِبُطْرُس:‏ «إنَّهُ الرَّبّ!‏».‏ ولمَّا سَمِعَ سِمْعَان بُطْرُس أنَّهُ الرَّبّ،‏ لَبِسَ * ثَوبَهُ لِأنَّهُ كانَ شِبهَ عُريان،‏ * وقَفَزَ في الماء.‏ ٨ أمَّا التَّلاميذُ الآخَرونَ فلَحِقوهُ في المَركَبِ الصَّغيرِ وهُم يَجُرُّونَ الشَّبَكَةَ المَليئَة بِالسَّمَك،‏ لِأنَّهُم لم يَكونوا بَعيدينَ عنِ البَرِّ إلَّا ١٠٠ مِترٍ تَقريبًا.‏ *

٩ ولمَّا وَصَلوا إلى الشَّطّ،‏ رَأَوْا جَمرًا علَيهِ سَمَك،‏ وخُبزًا أيضًا.‏ ١٠ قالَ لهُم يَسُوع:‏ «أُجلُبوا مِنَ السَّمَكِ الَّذي تَصَيَّدتُموهُ الآن».‏ ١١ فصَعِدَ سِمْعَان بُطْرُس إلى المَركَبِ وسَحَبَ الشَّبَكَةَ إلى الشَّطّ.‏ وكانَتِ الشَّبَكَةُ مَليئَةً بِسَمَكٍ كَبير،‏ ١٥٣ سَمَكَة.‏ ورَغمَ هذا العَدَد،‏ لم تَتَمَزَّقِ الشَّبَكَة.‏ ١٢ فقالَ لهُم يَسُوع:‏ «تَعالَوْا كُلوا فُطورَكُم».‏ ولم يَتَجَرَّأْ أحَدٌ مِنَ التَّلاميذِ أن يَسألَه:‏ «مَن أنت؟‏»،‏ لِأنَّهُم عَرَفوا أنَّهُ الرَّبّ.‏ ١٣ فأخَذَ يَسُوع الخُبزَ وأعْطاهُم،‏ ثُمَّ أعْطاهُم سَمَكًا أيضًا.‏ ١٤ كانَت هذِه ثالِثَ مَرَّةٍ + يَظهَرُ فيها يَسُوع لِلتَّلاميذِ بَعدَما أُقيمَ مِنَ المَوت.‏

١٥ وعِندَما أنْهَوُا الفُطور،‏ قالَ يَسُوع لِسِمْعَان بُطْرُس:‏ «يا سِمْعَان بْنَ يُوحَنَّا،‏ هل تُحِبُّني أكثَرَ مِن هذِه؟‏».‏ أجابَه:‏ «نَعَم يا رَبّ،‏ أنتَ تَعرِفُ أنِّي أُحِبُّك».‏ * فقالَ له:‏ «أَطعِمْ خِرافي».‏ + ١٦ وسَألَهُ مَرَّةً ثانِيَة:‏ «يا سِمْعَان بْنَ يُوحَنَّا،‏ هل تُحِبُّني؟‏».‏ أجابَه:‏ «نَعَم يا رَبّ،‏ أنتَ تَعرِفُ أنِّي أُحِبُّك».‏ * فقالَ له:‏ «إرْعَ خِرافي الصَّغيرَة».‏ + ١٧ وقالَ لهُ مَرَّةً ثالِثَة:‏ «يا سِمْعَان بْنَ يُوحَنَّا،‏ هل تُحِبُّني؟‏».‏ * فحَزِنَ بُطْرُس لِأنَّهُ قالَ لهُ لِلمَرَّةِ الثَّالِثَة:‏ «هل تُحِبُّني؟‏».‏ * فأجابَه:‏ «يا رَبّ،‏ أنتَ تَعرِفُ كُلَّ شَيء؛‏ أنتَ تَعرِفُ أنِّي أُحِبُّك».‏ * فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «أَطعِمْ خِرافي الصَّغيرَة.‏ + ١٨ صِدقًا صِدقًا أقولُ لك:‏ لمَّا كُنتَ أصغَرَ في السِّنّ،‏ كُنتَ تَلبَسُ ثِيابَكَ بِنَفْسِكَ وتَذهَبُ أينَما تُريد.‏ ولكنْ عِندَما تَكبَر،‏ ستَمُدُّ يَدَيْكَ وغَيرُكَ سيُلبِسُكَ ويَأخُذُكَ إلى مَكانٍ لا تُريدُه».‏ ١٩ وهو قالَ هذا لِيُشيرَ إلى الميتَةِ الَّتي كانَ بُطْرُس سيُمَجِّدُ بها اللّٰه.‏ بَعدَ ذلِك،‏ قالَ له:‏ «إستَمِرَّ في اتِّباعي».‏ +

٢٠ وتَطَلَّعَ بُطْرُس وَراءَهُ ورَأى التِّلميذَ الَّذي يُحِبُّهُ يَسُوع + يَتبَعُهُما،‏ وهوَ الَّذي مالَ إلى الوَراءِ على صَدرِ يَسُوع في العَشاءِ وسَألَه:‏ «مَن هوَ الَّذي سيَخونُكَ يا رَبّ؟‏».‏ ٢١ فلمَّا رَآهُ بُطْرُس،‏ قالَ لِيَسُوع:‏ «وماذا عن هذا الرَّجُلِ يا رَبّ؟‏».‏ ٢٢ قالَ لهُ يَسُوع:‏ «إذا كنتُ أُريدُ أن يَبْقى إلى أن أجيء،‏ فماذا يَهُمُّك؟‏ إستَمِرَّ أنتَ في اتِّباعي».‏ ٢٣ فانتَشَرَ الخَبَرُ بَينَ الإخوَةِ أنَّ هذا التِّلميذَ لن يَموت.‏ لكنَّ يَسُوع لم يَقُلْ لهُ إنَّهُ لن يَموت،‏ بل قال:‏ «إذا كنتُ أُريدُ أن يَبْقى إلى أن أجيء،‏ فماذا يَهُمُّك؟‏».‏

٢٤ وهذا التِّلميذُ + هوَ الَّذي يَشهَدُ عن هذِهِ الأُمورِ وهوَ الَّذي كَتَبَها،‏ ونَحنُ نَعرِفُ أنَّ شَهادَتَهُ صَحيحَة.‏

٢٥ وفي الحَقيقَة،‏ هُناك أشياءُ أُخْرى كَثيرَة عَمِلَها يَسُوع.‏ ولَو كُتِبَت بِكُلِّ تَفاصيلِها،‏ فلا أظُنُّ أنَّ العالَمَ نَفْسَهُ كانَ سيَسَعُ الكُتُبَ المَكتوبَة.‏ +

أو:‏ «إلهيًّا».‏

حرفيًّا:‏ «من دم».‏

حرفيًّا:‏ «جسد».‏

حرفيًّا:‏ «جسدًا».‏

حرفيًّا:‏ «المولود».‏

أو:‏ «باللطف الفائق؛‏ بالنعمة».‏

أو:‏ «نعمة فوق نعمة».‏

حرفيًّا:‏ «في حِضن الآب»،‏ إشارة إلى مكانة خصوصية تدل على علاقة لصيقة.‏

أو:‏ «البرية».‏

حرفيًّا:‏ «حوالي الساعة العاشرة»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

حرفيًّا:‏ «رابِّي».‏

حرفيًّا:‏ «ما لي ولكِ يا امرأة؟‏».‏ يُستعمَل هذا التعبير للاعتراض على الكلام.‏ واستعمال كلمة «امرأة» لا يدل على قلة الاحترام.‏

حرفيًّا:‏ «ساعتي».‏

على الأرجح،‏ المقصود بالكيلة هنا هو البَث الذي يساوي ٢٢ ل.‏

حرفيًّا:‏ «علامة».‏

حرفيًّا:‏ «بيتًا».‏

حرفيًّا:‏ «العلامات».‏

حرفيًّا:‏ «رابِّي».‏

حرفيًّا:‏ «العلامات».‏

أو ربما:‏ «وُلد من فوق».‏

أو:‏ «تُوبَّخ».‏

حرفيًّا:‏ «رابِّي».‏

حرفيًّا:‏ «خَتَمَ».‏

حرفيًّا:‏ «لا يعطي الروح بالمكيال».‏

حرفيًّا:‏ «أن يسوع».‏

أو:‏ «النبع».‏

حرفيًّا:‏ «حوالي الساعة السادسة»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

أو:‏ «يبدأ».‏

حرفيًّا:‏ «رابِّي».‏

حرفيًّا:‏ «إن ولده حيّ».‏

حرفيًّا:‏ «الساعة السابعة»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

حرفيًّا:‏ «علامة».‏

حرفيًّا:‏ «أروِقة».‏

حرفيًّا:‏ «يابسة».‏

أو:‏ «له في داخله عطية الحياة».‏

أو:‏ «القبور التذكارية».‏ تأتي الكلمة اليونانية من فعل معناه «يُذكِّر».‏ وهي تدل أن الميت لا يُنسى بل أن ذِكراه محفوظة.‏

حرفيًّا:‏ «العلامات».‏

حرفيًّا:‏ «العلامة».‏

حرفيًّا:‏ «٢٥ أو ٣٠ غلوة تقريبًا».‏

حرفيًّا:‏ «رابِّي».‏

حرفيًّا:‏ «علامات».‏

حرفيًّا:‏ «علامة».‏

أو ربما:‏ «تجمُّع عام».‏

حرفيًّا:‏ «يجعلكم تتعثَّرون».‏

أو:‏ «إبليس».‏

أو:‏ «يمشي».‏

أو:‏ «المظال».‏

حرفيًّا:‏ «الكتابات».‏

أي:‏ المدارس الرابِّينية الدينية.‏

حرفيًّا:‏ «توقَّفوا عن أن».‏

حرفيًّا:‏ «علامات».‏

إن عددًا من المخطوطات القديمة والموثوق بها لا يتضمَّن النص من الآية ٥٣ حتى الفصل ٨،‏ الآية ١١.‏

باليونانية پورنِيا.‏

أو:‏ «حين بدأ».‏

حرفيًّا:‏ «رابِّي».‏

حرفيًّا:‏ «العلامات».‏

أو:‏ «حياة إلى أقصى حد».‏

حرفيًّا:‏ «الفاضل».‏

حرفيًّا:‏ «بنفسه».‏

حرفيًّا:‏ «الفاضل».‏

أو:‏ «عيد التجديد»،‏ بالعبرانية حَنوكّاه.‏

حرفيًّا:‏ «رِواق».‏

أو:‏ «في وحدة».‏

أو:‏ «مثل آلهة».‏

أو:‏ «فرزني؛‏ خصَّصني».‏

حرفيًّا:‏ «علامة».‏

حرفيًّا:‏ «رابِّي».‏

أو:‏ «القبر التذكاري».‏

حرفيًّا:‏ «١٥ غلوة تقريبًا».‏

حرفيًّا:‏ «في الروح».‏

السنهدريم هو المحكمة اليهودية العليا.‏

حرفيًّا:‏ «علامات».‏

حرفيًّا:‏ «مكاننا».‏

أو:‏ «يتَّكِئون إلى الطاولة».‏

باليونانية ‏«ليترَا».‏ يشير هذا التعبير إلى وحدة وزن تساوي ٣٢٧ غ تقريبًا.‏

حرفيًّا:‏ «أُوصَنَّا (‏هوشَعنا)‏».‏

حرفيًّا:‏ «جحش ابن أتان».‏

أو:‏ «القبر التذكاري».‏

حرفيًّا:‏ «العلامة».‏

حرفيًّا:‏ «علامات».‏

أو:‏ «برسالتنا».‏

حرفيًّا:‏ «ذراع».‏

أو:‏ «الذين له».‏

أو:‏ «اتَّكأ».‏

أو:‏ «ملزَمون».‏

حرفيًّا:‏ «رفع عليَّ عَقِبه [أي كعب رِجله]».‏

حرفيًّا:‏ «يتَّكِئ في حِضن».‏

أو:‏ «المتَّكِئين».‏

حرفيًّا:‏ «لا تضطرب قلوبكم».‏

أو:‏ «معزِّيًا؛‏ مقوِّيًا».‏

أو:‏ «كالأيتام».‏

حرفيًّا:‏ «لا تضطرب قلوبكم».‏

أو:‏ «ليس له سلطة عليَّ».‏

أو:‏ «يُقلِّمه».‏

حرفيًّا:‏ «الضيق».‏

أو:‏ «يستمروا في نيل المعرفة عنك».‏

أو:‏ «يستمروا في نيل المعرفة عن».‏

أو:‏ «في وحدة».‏

أو:‏ «في وحدة».‏

أو:‏ «إفرزهم لك؛‏ خصِّصهم لك».‏

حرفيًّا:‏ «البار».‏

أو:‏ «المدخل».‏

حرفيًّا:‏ «فاشهد».‏

أو:‏ «مجرمًا».‏

أو:‏ «ضفَّر».‏

حرفيًّا:‏ «حوالي الساعة السادسة»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

أو:‏ «الجُلجُلة».‏

أو:‏ «وتنفَّس نَفَسه الأخير».‏

أو ربما:‏ «لفَّة».‏

حرفيًّا:‏ «والألاويَة».‏

أو:‏ «١٠٠ ليترَا».‏ يشير هذا التعبير اليوناني إلى وحدة وزن تساوي ٣٢٧ غ تقريبًا.‏

أو:‏ «قبر تذكاري».‏

أو:‏ «القبر التذكاري».‏

حرفيًّا:‏ «لا تكن غير مؤمن».‏

حرفيًّا:‏ «علامات».‏

أو:‏ «سمك».‏

أو:‏ «شدَّ».‏

حرفيًّا:‏ «كان عريانًا».‏

حرفيًّا:‏ «٢٠٠ ذراع تقريبًا».‏

أو:‏ «أن عندي لك مودَّة عميقة».‏

أو:‏ «أن عندي لك مودَّة عميقة».‏

أو:‏ «هل عندك مودَّة عميقة لي؟‏».‏

أو:‏ «هل عندك مودَّة عميقة لي؟‏».‏

أو:‏ «أن عندي لك مودَّة عميقة».‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة