مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع‌ج الأعمال ١:‏١-‏٢٨:‏٣١
  • أعمال

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • أعمال
  • ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس
ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس
أعمال

أعمالُ الرُّسُل

١ في الرِّوايَةِ الأُولى يا ثَاوْفِيلُس،‏ كَتَبتُ عن كُلِّ ما عَمِلَهُ يَسُوع وعَلَّمَهُ مِنَ البِدايَةِ + ٢ إلى اليَومِ الَّذي رُفِعَ فيهِ إلى السَّماء،‏ + بَعدَما أعْطى بِتَوجيهٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ إرشاداتٍ لِلرُّسُلِ الَّذينَ اختارَهُم.‏ + ٣ وبَعدَ أن تَألَّم،‏ ظَهَرَ لهُم مَرَّاتٍ كَثيرَة لِيُثبِتَ لهُم بِبَراهينَ مُقنِعَة أنَّهُ حَيّ.‏ + فقد رَأَوْهُ على مَدى ٤٠ يَومًا،‏ وكَلَّمَهُم عن مَملَكَةِ اللّٰه.‏ + ٤ وفيما هو مُجتَمِعٌ معهُم،‏ أمَرَهُم قائِلًا:‏ «لا تُغادِروا أُورُشَلِيم،‏ + بلِ ابْقَوْا مُنتَظِرينَ وَعْدَ الآبِ + الَّذي سَمِعتُموهُ مِنِّي.‏ ٥ فيُوحَنَّا عَمَّدَ بِماء،‏ أمَّا أنتُم فسَتَعتَمِدونَ بِروحٍ قُدُسٍ + بَعدَ أيَّامٍ قَليلَة».‏

٦ ولمَّا كانوا مُجتَمِعينَ معهُ مَرَّةً أُخْرى،‏ سَألوه:‏ «يا رَبّ،‏ هل ستَرُدُّ الآنَ المَملَكَةَ إلى إسْرَائِيل؟‏».‏ + ٧ فقالَ لهُم:‏ «لا داعي أن تَعرِفوا الأوْقاتَ والأزمِنَةَ الَّتي الآبُ وَحْدَهُ لَدَيهِ السُّلطَةُ أن يُحَدِّدَها.‏ + ٨ لكنَّكُم ستَنالونَ قُدرَةً حينَ يَحِلُّ علَيكُمُ الرُّوحُ القُدُس،‏ + وسَتَكونونَ شُهودًا + لي في أُورُشَلِيم،‏ + وفي كُلِّ اليَهُودِيَّة والسَّامِرَة،‏ + وإلى أبعَدِ مَكانٍ في الأرض».‏ *+ ٩ وبَعدَما قالَ ذلِك،‏ رُفِعَ قُدَّامَ عُيونِهِم،‏ ثُمَّ أخْفَتهُ غَيمَةٌ عن نَظَرِهِم.‏ + ١٠ وبَينَما هُم يَنظُرونَ إلى السَّماءِ وهو يَصعَد،‏ ظَهَرَ بِجانِبِهِم فَجْأةً رَجُلانِ بِثِيابٍ بَيضاءَ + ١١ وقالا:‏ «أيُّها الرِّجالُ الجَلِيلِيُّون،‏ لِماذا أنتُم واقِفونَ تَنظُرونَ إلى السَّماء؟‏ يَسُوع هذا الَّذي كانَ معكُم ورُفِعَ إلى السَّماءِ سيَأتي بِنَفْسِ الطَّريقَةِ الَّتي رَأيتُموهُ يَذهَبُ بها إلى السَّماء».‏

١٢ ثُمَّ رَجَعوا إلى أُورُشَلِيم + مِن جَبَلٍ يُسَمَّى «جَبَلَ الزَّيْتُون»،‏ وهو قَريبٌ مِنها على بُعدِ كيلومِترٍ واحِدٍ تَقريبًا.‏ * ١٣ ولمَّا وَصَلوا،‏ صَعِدوا إلى الغُرفَةِ العُلوِيَّة الَّتي كانوا يُقيمونَ فيها.‏ وهُم:‏ بُطْرُس ويُوحَنَّا ويَعْقُوب وأَنْدرَاوُس،‏ فِيلِبُّس وتُومَا،‏ بَرْثُلْمَاوُس ومَتَّى،‏ يَعْقُوب بْنُ حَلْفَى،‏ سِمْعَان الحَماسِيّ،‏ * ويَهُوذَا بْنُ يَعْقُوب.‏ + ١٤ هؤُلاء كُلُّهُم كانوا يُداوِمونَ على الصَّلاةِ بِوَحدَة،‏ ومعهُم بَعضُ النِّساء،‏ + ومَرْيَم أُمُّ يَسُوع،‏ وإخوَتُه.‏ +

١٥ وفي أحَدِ تِلكَ الأيَّام،‏ وَقَفَ بُطْرُس بَينَ الإخوَة (‏وكانَ عَدَدُ المُجتَمِعينَ حَوالَيْ ١٢٠ شَخصًا)‏ وقال:‏ ١٦ ‏«أيُّها الرِّجالُ الإخوَة،‏ كانَ يَجِبُ أن تَتِمَّ الآيَةُ الَّتي أنبَأَ بها الرُّوحُ القُدُسُ بِواسِطَةِ دَاوُد عن يَهُوذَا،‏ + الَّذي صارَ دَليلًا لِلَّذينَ قَبَضوا على يَسُوع.‏ + ١٧ فهو كانَ واحِدًا مِنَّا،‏ + وكانَ لهُ حِصَّةٌ في هذِهِ الخِدمَة.‏ ١٨ ‏(‏هذا الرَّجُلُ اشتَرى حَقلًا بِالأُجرَةِ الَّتي نالَها مُقابِلَ عَمَلِهِ الشِّرِّير،‏ + وسَقَطَ على رَأسِهِ وانشَقَّ بَطنُهُ * فخَرَجَت كُلُّ أمعائِه.‏ + ١٩ وعَرَفَ كُلُّ سُكَّانِ أُورُشَلِيم بِهذِهِ الحادِثَة،‏ فسُمِّيَ ذلِكَ الحَقلُ في لُغَتِهِم حَقِلْ دَمَا،‏ أي «حَقلَ الدَّم».‏)‏ ٢٠ فقد كُتِبَ في كِتابِ المَزامير:‏ ‹يا لَيتَ مَنزِلَهُ يَصيرُ خَرابًا،‏ ولا يَسكُنُ فيهِ أحَد›،‏ + وأيضًا:‏ ‹لِيَأخُذْ شَخصٌ آخَرُ تَعيينَهُ كناظِر›.‏ + ٢١ لِذلِك يَجِبُ أن نَختارَ واحِدًا مِنَ الرِّجالِ الَّذينَ رافَقونا طولَ المُدَّةِ الَّتي قَضاها * الرَّبُّ يَسُوع بَينَنا،‏ ٢٢ مُنذُ أن عَمَّدَهُ يُوحَنَّا + إلى اليَومِ الَّذي كانَ فيهِ معنا ورُفِع،‏ + وهذا الرَّجُلُ سيَكونُ شاهِدًا معنا على قِيامَتِه».‏ +

٢٣ فاقتَرَحوا شَخصَيْن:‏ يُوسُف الَّذي يُسَمَّى بَرْسَابَا والمَعروفَ أيضًا بِالاسْمِ يُوسْتُس،‏ ومَتِيَاس.‏ ٢٤ ثُمَّ صَلَّوْا وقالوا:‏ «يا يَهْوَه،‏ أنتَ تَعرِفُ قُلوبَ الجَميع.‏ + أَظهِرْ أيَّ واحِدٍ اختَرتَ مِن هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ ٢٥ لِيَنالَ هذِهِ الخِدمَةَ ويَكونَ رَسولًا،‏ لِأنَّ يَهُوذَا تَرَكَ ذلِك لِيَذهَبَ في طَريقِه».‏ + ٢٦ وألْقَوُا القُرعَةَ بَينَ الرَّجُلَيْن،‏ + فوَقَعَتِ القُرعَةُ على مَتِيَاس وأُضيفَ إلى * الرُّسُلِ الـ‍ ١١.‏

٢ وخِلالَ يَومِ الخَمسين،‏ + كانوا كُلُّهُم معًا في مَكانٍ واحِد.‏ ٢ وفَجْأةً سُمِعَ صَوتٌ قَوِيٌّ مِنَ السَّماءِ يُشبِهُ صَوتَ رِياحٍ شَديدَة،‏ ومَلَأ كُلَّ البَيتِ الَّذي كانوا جالِسينَ فيه.‏ + ٣ وظَهَرَت لهُم ألسِنَةٌ بَدَت وكَأنَّها مِن نار،‏ وتَوَزَّعَت،‏ واستَقَرَّ لِسانٌ واحِدٌ على كُلِّ شَخصٍ مِنهُم.‏ ٤ فامتَلَأوا كُلُّهُم روحًا قُدُسًا + وبَدَأوا يَتَكَلَّمونَ بِلُغاتٍ * مُختَلِفَة،‏ بِحَسَبِ ما مَكَّنَهُمُ الرُّوحُ أن يَتَكَلَّموا.‏ +

٥ في ذلِكَ الوَقت،‏ كانَ يوجَدُ في أُورُشَلِيم يَهُودٌ مُتَعَبِّدونَ لِلّٰهِ مِن كُلِّ بِلادِ العالَم.‏ + ٦ فلمَّا صارَ هذا الصَّوت،‏ تَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ النَّاس.‏ وكانوا مُحتارينَ لِأنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم كانَ يَسمَعُ التَّلاميذَ يَتَكَلَّمونَ بِلُغَتِه.‏ ٧ فاندَهَشوا كَثيرًا جِدًّا وقالوا:‏ «ألَيسَ كُلُّ هؤُلاءِ الذَّينَ يَتَكَلَّمونَ هُم مِنَ الجَلِيل؟‏ + ٨ فكَيفَ يَسمَعُ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا لُغَتَه؟‏ * ٩ نَحنُ مِن فَرْثِيَا،‏ ومَادِي،‏ + وعِيلَام،‏ + وبِلادِ ما بَينَ النَّهرَيْن،‏ واليَهُودِيَّة وكَبَّدُوكْيَة،‏ وبُنْطُس وإقليمِ آسْيَا،‏ + ١٠ وفَرِيجْيَة وبَمْفِيلْيَة،‏ ومِصْر والمَناطِقِ اللِّيبِيَّة القَريبَة مِن قِيرِين،‏ وزُوَّارٌ مِن رُومَا،‏ البَعضُ يَهُودٌ وآخَرونُ صاروا يَهُودًا،‏ *+ ١١ وأيضًا أشخاصٌ مِن كرِيت وبِلادِ العَرَب،‏ ومع ذلِك نَسمَعُهُم يَتَكَلَّمونَ بِلُغاتِنا عن أعمالِ اللّٰهِ العَظيمَة».‏ ١٢ فكانوا كُلُّهُم مُندَهِشينَ ومُحتارينَ يَقولونَ بَعضُهُم لِبَعض:‏ «ماذا يَعْني ذلِك؟‏».‏ ١٣ لكنَّ آخَرينَ قالوا بِاستِهزاء:‏ «إنَّهُم سَكرانون».‏ *

١٤ فوَقَفَ بُطْرُس معَ الأحَدَ عَشَرَ + وقالَ بِصَوتٍ عالٍ:‏ «يا أهلَ اليَهُودِيَّة،‏ ويا كُلَّ سُكَّانِ أُورُشَلِيم،‏ اسمَعوا جَيِّدًا ما سأقولُه.‏ ١٥ هؤُلاء لَيسوا سَكرانينَ مِثلَما تَظُنُّون،‏ فالسَّاعَةُ لا تَزالُ التَّاسِعَةَ صَباحًا.‏ * ١٦ ولكنْ في الواقِع،‏ هذا حَقَّقَ ما قيلَ بِواسِطَةِ النَّبِيِّ يُوئِيل:‏ ١٧ ‏‹«وفي الأيَّامِ الأخيرَة»،‏ يَقولُ اللّٰه،‏ «أسكُبُ مِن روحي على مُختَلَفِ النَّاس،‏ فيَتَنَبَّأُ أبناؤُكُم وبَناتُكُم،‏ ويَرى شُبَّانُكُم رُؤى،‏ ويَحلُمُ المُسِنُّونَ بَينَكُم أحلامًا.‏ + ١٨ حتَّى على عَبيدي الرِّجالِ والنِّساءِ سأسكُبُ مِن روحي في تِلكَ الأيَّام،‏ فيَتَنَبَّأون.‏ + ١٩ وأُعْطي عَلاماتٍ عَجيبَة في السَّماءِ مِن فَوق وعَجائِبَ * على الأرضِ مِن تَحت،‏ فيَكونُ هُناك دَمٌ ونارٌ وغُيومٌ كَثيفَة مِنَ الدُّخان.‏ ٢٠ وتَتَحَوَّلُ الشَّمسُ إلى ظُلمَةٍ والقَمَرُ إلى دَمٍ قَبلَ أن يَجيءَ يَومُ يَهْوَه العَظيمُ المَجيد.‏ ٢١ وكُلُّ مَن يَدْعو بِاسْمِ يَهْوَه يَخلُص»›.‏ +

٢٢ ‏«أيُّها الإسْرَائِيلِيُّون،‏ اسمَعوا هذا الكَلام:‏ مِثلَما تَعرِفون،‏ يَسُوع النَّاصِرِيُّ كانَ رَجُلًا مُرسَلًا مِنَ اللّٰه،‏ وأُظهِرَ ذلِك بِوُضوحٍ مِن خِلالِ أعمالٍ عَظيمَة * ومُعجِزاتٍ * وعَلاماتٍ عَمِلَها اللّٰهُ بَينَكُم بِواسِطَتِه.‏ + ٢٣ هذا الرَّجُلُ الَّذي سُلِّمَ إلَيكُم بِحَسَبِ مَشيئَةِ * اللّٰهِ ومَعرِفَتِهِ المُسبَقَة،‏ + عَلَّقتُموهُ أنتُم على خَشَبَةٍ بِواسِطَةِ أشخاصٍ أشرارٍ * وقَضَيتُم علَيه.‏ + ٢٤ لكنَّ اللّٰهَ أقامَهُ + بِتَحريرِهِ مِن أوْجاعِ * المَوت.‏ فلم يَكُنْ مُمكِنًا لِلمَوتِ أن يَبْقى مُمسِكًا به.‏ + ٢٥ فدَاوُد يَقولُ عنه:‏ ‹أُبْقي يَهْوَه أمامي * دائِمًا.‏ فهو عن يَميني كَي لا يَهُزَّني شَيءٌ أبَدًا.‏ ٢٦ لِهذا السَّبَب،‏ قَلبي فَرحانٌ ولِساني مُبتَهِجٌ جِدًّا.‏ وسَأعيشُ وعِندي أمَل.‏ * ٢٧ فأنتَ لن تَترُكَني * في القَبر،‏ * ولن تَدَعَ خادِمَكَ الوَلِيَّ يَرى فَسادًا.‏ + ٢٨ دَلَّيتَني على طُرُقِ الحَياة،‏ وسَتَملَأُني بِفَرَحٍ عَظيمٍ في حَضرَتِك›.‏ *+

٢٩ ‏«أيُّها الإخوَة،‏ اسمَحوا لي أن أُكَلِّمَكُم بِصَراحَة.‏ * إنَّ رَأسَ العائِلَةِ دَاوُد ماتَ ودُفِنَ + وقَبرُهُ مَوْجودٌ هُنا حتَّى هذا اليَوم.‏ ٣٠ وقد كانَ نَبِيًّا وعَرَفَ أنَّ اللّٰهَ حَلَفَ لهُ أنَّهُ سيُجلِسُ على عَرشِهِ واحِدًا مِن نَسلِه.‏ *+ ٣١ لِذلِك،‏ عَرَفَ مُسبَقًا عن قِيامَةِ المَسِيح وتَكَلَّمَ عنها،‏ فقالَ إنَّهُ لن يُترَكَ في القَبرِ * وإنَّ جَسَدَهُ لن يَرى فَسادًا.‏ + ٣٢ فاللّٰهُ أقامَ يَسُوع هذا،‏ ونَحنُ كُلُّنا شُهودٌ على ذلِك.‏ + ٣٣ ولِأنَّهُ رُفِعَ إلى يَمينِ اللّٰهِ + ونالَ الرُّوحَ القُدُسَ الَّذي وَعَدَ بهِ الآب،‏ + سَكَبَ علَينا هذا الرُّوحَ الَّذي تَرَوْنَهُ وتَسمَعونَه.‏ ٣٤ فدَاوُد لم يَصعَدْ إلى السَّموات،‏ بل هو نَفْسُهُ يَقول:‏ ‹قالَ يَهْوَه لِرَبِّي:‏ «إجلِسْ على يَميني ٣٥ إلى أن أضَعَ أعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيْك»›.‏ *+ ٣٦ لِذلِك لِيَكُنْ كُلُّ شَعبِ إسْرَائِيل واثِقينَ أنَّ اللّٰهَ جَعَلَ يَسُوع رَبًّا + ومَسِيحًا،‏ هذا الَّذي عَلَّقتُموهُ على خَشَبَة».‏ +

٣٧ فلمَّا سَمِعوا ذلِك،‏ شَعَروا وكَأنَّهُم طُعِنوا في قُلوبِهِم.‏ وقالوا لِبُطْرُس وباقي الرُّسُل:‏ «أيُّها الإخوَة،‏ ماذا يَجِبُ أن نَعمَل؟‏».‏ ٣٨ أجابَهُم بُطْرُس:‏ «توبوا + ولْيَعتَمِدْ + كُلُّ واحِدٍ مِنكُم بِاسْمِ يَسُوع المَسِيح كَي تُغفَرَ خَطاياكُم.‏ + عِندَئِذٍ،‏ تَنالونَ هَدِيَّةَ الرُّوحِ القُدُسِ الَّتي يُعْطيها اللّٰهُ مَجَّانًا.‏ ٣٩ فالوَعْدُ + هو لكُم ولِأوْلادِكُم ولِكُلِّ البَعيدين،‏ هو لِكُلِّ الَّذينَ يَدْعوهُم إلهُنا يَهْوَه إلَيه».‏ + ٤٠ وبِكَلامٍ آخَرَ كَثير،‏ قَدَّمَ لهُم شَهادَةً كامِلَة وكانَ يَنصَحُهُم قائِلًا:‏ «إبتَعِدوا عن هذا الجيلِ الأعوَجِ لِكَي تَنْجوا».‏ + ٤١ والَّذينَ قَبِلوا كَلامَهُ بِفَرَحٍ اعتَمَدوا.‏ + وفي ذلِكَ اليَوم،‏ انضَمَّ إلى التَّلاميذِ ٠٠٠‏,٣ شَخصٍ * تَقريبًا.‏ + ٤٢ وظَلُّوا مُنتَبِهينَ إلى * تَعاليمِ الرُّسُل،‏ وداوَموا على قَضاءِ الوَقتِ بَعضُهُم مع بَعض،‏ * وتَناوُلِ الطَّعامِ معًا،‏ + والصَّلاة.‏ +

٤٣ وامتَلَأَ جَميعُ النَّاسِ بِالرَّهبَة،‏ وعَمِلَ الرُّسُلُ مُعجِزاتٍ وعَلاماتٍ كَثيرَة.‏ + ٤٤ وكُلُّ الَّذينَ صاروا مُؤْمِنينَ كانوا يَظَلُّونَ معًا ويَتَشارَكونَ في كُلِّ شَيء.‏ ٤٥ وكانوا يَبيعونَ أراضِيَهُم ومُمتَلَكاتِهِم + ويُوَزِّعونَ ثَمَنَها على الجَميع،‏ بِحَسَبِ حاجَةِ كُلِّ واحِد.‏ + ٤٦ وكانوا كُلَّ يَومٍ يَجتَمِعونَ في الهَيكَلِ بِوَحدَة،‏ ويَأكُلونَ معًا واحِدُهُم في بَيتِ الآخَرِ ويَتَشارَكونَ في طَعامِهِم بِفَرَحٍ كَبيرٍ وقُلوبٍ صادِقَة.‏ ٤٧ وكانوا يُسَبِّحونَ اللّٰهَ ويَكسِبونَ رِضى جَميعِ النَّاس.‏ وفي الوَقتِ نَفْسِه،‏ كانَ يَهْوَه يَضُمُّ إلَيهِم يَومِيًّا الَّذينَ يُخَلِّصُهُم.‏ +

٣ وصَعِدَ بُطْرُس ويُوحَنَّا إلى الهَيكَلِ مِن أجْلِ ساعَةِ الصَّلاة،‏ أيِ السَّاعَةِ الثَّالِثَة بَعدَ الظُّهر.‏ * ٢ وكانَ هُناك أشخاصٌ يَحمِلونَ رَجُلًا مُقعَدًا مُنذُ الوِلادَة.‏ فكُلَّ يَوم،‏ يَضَعونَهُ قُربَ بابِ الهَيكَلِ الَّذي اسْمُه «البابُ الجَميل»،‏ كَي يَطلُبَ صَدَقَةً مِنَ الدَّاخِلينَ إلى الهَيكَل.‏ ٣ ولمَّا رَأى الرَّجُلُ أنَّ بُطْرُس ويُوحَنَّا على وَشْكِ أن يَدخُلا إلى الهَيكَل،‏ بَدَأ يَطلُبُ مِنهُما صَدَقَة.‏ ٤ فتَطَلَّعَ فيهِ بُطْرُس ويُوحَنَّا مُباشَرَةً،‏ وقالَ بُطْرُس:‏ «أُنظُرْ إلَينا».‏ ٥ فرَكَّزَ نَظَرَهُ علَيهِما متَوَقِّعًا أن يَحصُلَ على شَيءٍ مِنهُما.‏ ٦ لكنَّ بُطْرُس قال:‏ «لا أملِكُ فِضَّةً ولا ذَهَبًا،‏ لكنِّي سأُعْطيكَ ما عِندي:‏ بِاسْمِ يَسُوع المَسِيح النَّاصِرِيّ،‏ قُمْ وامْشِ!‏».‏ + ٧ فأمسَكَهُ بِيَدِهِ اليَمينِ وأقامَه.‏ + وفي الحال،‏ قَوِيَت قَدَماهُ وكاحِلاه.‏ + ٨ فقَفَزَ على قَدَمَيْهِ + وبَدَأ يَمْشي،‏ ودَخَلَ معهُما إلى الهَيكَلِ وهو يَمْشي ويَقفِزُ ويُسَبِّحُ اللّٰه.‏ ٩ ورَآهُ كُلُّ النَّاسِ يَمْشي ويُسَبِّحُ اللّٰه.‏ ١٠ وعَرَفوهُ أنَّهُ هوَ الَّذي كانَ يَجلِسُ عِندَ «البابِ الجَميل» في الهَيكَلِ لِيَطلُبَ صَدَقَة.‏ + فاندَهَشوا كَثيرًا جِدًّا وتَعَجَّبوا مِمَّا حَدَثَ له.‏

١١ وبَينَما كانَ الرَّجُلُ مُتَمَسِّكًا بِبُطْرُس ويُوحَنَّا،‏ رَكَضَ إلَيهِم كُلُّ النَّاسِ معًا إلى ما يُسَمَّى «مَمَرَّ * سُلَيْمَان»،‏ + وكانوا مُتَفاجِئينَ جِدًّا.‏ ١٢ ولمَّا رَأى بُطْرُس ذلِك،‏ قالَ لهُم:‏ «يا رِجالَ إسْرَائِيل،‏ لِماذا تَتَعَجَّبونَ مِن هذا؟‏ ولِماذا تَنظُرونَ إلَينا وكَأنَّنا جَعَلناهُ يَمْشي بِقُوَّتِنا الخاصَّة أو بِفَضلِ تَعَبُّدِنا لِلّٰه؟‏ ١٣ إنَّ إلهَ إبْرَاهِيم وإسْحَاق ويَعْقُوب،‏ + إلهَ آبائِنا،‏ مَجَّدَ خادِمَهُ + يَسُوع + الَّذي سَلَّمتُموهُ + وأنكَرتُموهُ أمامَ بِيلَاطُس،‏ مع أنَّهُ قَرَّرَ أن يُطلِقَ سَراحَه.‏ ١٤ نَعَم،‏ أنكَرتُم هذا القُدُّوسَ الَّذي بِلا لَوم،‏ وطَلَبتُم أن يُحَرَّرَ لكُم رَجُلٌ قاتِل،‏ + ١٥ بَينَما قَتَلتُمُ الوَكيلَ الرَّئيسِيَّ لِلحَياة.‏ + لكنَّ اللّٰهَ أقامَهُ مِنَ المَوت ونَحنُ شُهودٌ على ذلِك.‏ + ١٦ وبِواسِطَةِ اسْمِه،‏ وبِفَضلِ إيمانِنا بِاسْمِه،‏ عادَتِ القُوَّةُ لِهذا الرَّجُلِ الَّذي تَرَوْنَهُ وتَعرِفونَه.‏ فالإيمانُ الَّذي نِلناهُ بِواسِطَتِهِ جَعَلَ هذا الرَّجُلَ بِصِحَّةٍ تامَّة أمامَكُم جَميعًا.‏ ١٧ أنا أعرِفُ أيُّها الإخوَةُ أنَّكُم تَصَرَّفتُم بِجَهل،‏ + مِثلَما تَصَرَّفَ رُؤَساؤُكُم أيضًا.‏ + ١٨ ولكنْ بِهذِهِ الطَّريقَة،‏ تَمَّمَ اللّٰهُ ما أعلَنَهُ مُسبَقًا بِواسِطَةِ كُلِّ الأنبِياء،‏ وهو أنَّ مَسِيحَهُ سيَتَألَّم.‏ +

١٩ ‏«فتوبوا + وارجِعوا + لِتُمْحى خَطاياكُم،‏ + كَي تَأتِيَ أوْقاتُ الانتِعاشِ مِن يَهْوَه نَفْسِهِ * ٢٠ ويُرسِلَ المَسِيح الَّذي عَيَّنَهُ لكُم،‏ أي يَسُوع.‏ ٢١ فهو يَجِبُ أن يَبْقى في السَّماءِ إلى أن تَأتِيَ فَترَةُ * رَدِّ كُلِّ الأشياءِ الَّتي تَكَلَّمَ عنها اللّٰهُ بِواسِطَةِ أنبِيائِهِ القُدُّوسينَ في الماضي.‏ ٢٢ وفي الواقِع،‏ قالَ مُوسَى:‏ ‹سيُعَيِّنُ لكُم يَهْوَه إلهُكُم نَبِيًّا مِثلي مِن بَينِ إخوَتِكُم.‏ + إسمَعوا لهُ في كُلِّ ما يَقولُهُ لكُم.‏ + ٢٣ وكُلُّ مَن * لا يَسمَعُ لِذلِكَ النَّبِيِّ سيُبادُ مِن بَينِ الشَّعب›.‏ + ٢٤ وجَميعُ الأنبِياءِ الَّذينَ تَكَلَّموا،‏ مِن صَمُوئِيل فصاعِدًا،‏ خَبَّروا أيضًا بِوُضوحٍ عن هذِهِ الأيَّام.‏ + ٢٥ وأنتُم أبناءُ الأنبِياءِ وأبناءُ العَهدِ * الَّذي قَطَعَهُ اللّٰهُ مع آبائِكُم + حينَ قالَ لِإبْرَاهِيم:‏ ‹تَتَبارَكُ بِواسِطَةِ نَسلِكَ * كُلُّ عائِلاتِ الأرض›.‏ + ٢٦ فاللّٰه،‏ بَعدَما عَيَّنَ خادِمَه،‏ أرسَلَهُ أوَّلًا إلَيكُم + لِيُبارِكَكُم مِن خِلالِ إرجاعِ كُلِّ واحِدٍ مِنكُم عن أعمالِهِ الشِّرِّيرَة».‏

٤ وفيما كانَ بُطْرُس ويُوحَنَّا يُكَلِّمانِ النَّاس،‏ أتى إلَيهِما الكَهَنَةُ وقائِدُ حَرَسِ الهَيكَلِ والصَّدُّوقِيُّون.‏ + ٢ وكانوا مُنزَعِجينَ لِأنَّ الرَّسولَيْنِ كانا يُعَلِّمانِ الشَّعبَ ويُخبِرانِ عَلَنًا عن قِيامَةِ يَسُوع مِنَ المَوت.‏ *+ ٣ فقَبَضوا علَيهِما ووَضَعوهُما في الحَبسِ + حتَّى اليَومِ التَّالي،‏ لِأنَّ المَساءَ كانَ قد أتى.‏ ٤ لكنَّ كَثيرينَ مِنَ الَّذينَ سَمِعوا ما قيلَ آمَنوا،‏ فصارَ عَدَدُ الرِّجالِ المُؤْمِنينَ ٠٠٠‏,٥ تَقريبًا.‏ +

٥ وفي اليَومِ التَّالي،‏ اجتَمَعَ رُؤَساءُ اليَهُودِ وشُيوخُهُم وكَتَبَتُهُم في أُورُشَلِيم،‏ ٦ ومعهُم حَنَّان + الكاهِنُ الكَبيرُ وقِيَافَا + ويُوحَنَّا والإسْكَنْدَر وكُلُّ الَّذينَ كانوا مِن أقارِبِ الكاهِنِ الكَبير.‏ ٧ وأوْقَفوا بُطْرُس ويُوحَنَّا في وَسَطِهِم وبَدَأوا يَستَجوِبونَهُما قائِلين:‏ «بِأيِّ قُدرَةٍ أو بِاسْمِ مَن عَمِلتُما ذلِك؟‏».‏ ٨ عِندَئِذٍ قالَ لهُم بُطْرُس وهو مُمتَلِئٌ روحًا قُدُسًا:‏ +

‏«يا رُؤَساءَ الشَّعبِ ويا أيُّها الشُّيوخ،‏ ٩ إذا كُنتُم تَستَجوِبونَنا اليَومَ بِخُصوصِ عَمَلِ خَيرٍ فَعَلناهُ لِرَجُلٍ مَشلولٍ + وتَسألونَ مَن شَفاه،‏ ١٠ فاعرِفوا كُلُّكُم،‏ أنتُم وكُلُّ شَعبِ إسْرَائِيل،‏ أنَّنا فَعَلنا ذلِك بِاسْمِ يَسُوع المَسِيح النَّاصِرِيّ،‏ + الَّذي عَلَّقتُموهُ * على خَشَبَةٍ + وأقامَهُ اللّٰهُ مِنَ المَوت؛‏ + بِواسِطَتِهِ يَقِفُ هذا الرَّجُلُ أمامَكُم هُنا بِصِحَّةٍ جَيِّدَة.‏ ١١ فيَسُوع هذا هوَ ‹الحَجَرُ الَّذي لم تَعرِفوا قيمَتَهُ أيُّها البَنَّاؤون،‏ والَّذي صارَ حَجَرَ الزَّاوِيَةِ الرَّئيسِيّ›.‏ *+ ١٢ ولا خَلاصَ بِواسِطَةِ أحَدٍ غَيرِه،‏ لِأنَّهُ لا يوجَدُ تَحتَ السَّماءِ اسْمٌ آخَرُ + أُعْطِيَ لِلنَّاسِ نَقدِرُ مِن خِلالِهِ أن نَخلُص».‏ +

١٣ فلمَّا رَأَوْا جُرأةَ * بُطْرُس ويُوحَنَّا،‏ وعَرَفوا أنَّهُما غَيرُ مُتَعَلِّمَيْنِ * ومِن عامَّةِ الشَّعب،‏ + تَعَجَّبوا وفَهِموا أنَّهُما كانا مع يَسُوع.‏ + ١٤ وبِما أنَّهُم رَأَوُا الرَّجُلَ الَّذي شُفِيَ واقِفًا معهُما،‏ + فلم يَكُنْ لَدَيهِم شَيءٌ يَقولونَه.‏ + ١٥ فأمَروهُم أن يَخرُجوا مِن قاعَةِ السَّنْهَدْرِيم.‏ * وبَدَأوا يَتَشاوَرونَ في ما بَينَهُم ١٦ ويَقولون:‏ «ماذا نَفعَلُ بِهذَيْنِ الرَّجُلَيْن؟‏ + واضِحٌ لِكُلِّ سُكَّانِ أُورُشَلِيم أنَّهُما عَمِلا عَجيبَةً * عَظيمَة،‏ + ونَحنُ لا نَقدِرُ أن نُنكِرَها.‏ ١٧ ولكنْ حتَّى لا يَنتَشِرَ الخَبَرُ أكثَرَ بَينَ الشَّعب،‏ دَعونا نُهَدِّدُهُما كَي لا يُكَلِّما أحَدًا بَعد بِهذا الاسْم».‏ +

١٨ عِندَئِذٍ استَدْعَوْهُما وأمَروهُما أن لا يَتَكَلَّما أبَدًا أو يُعَلِّما شَيئًا بِاسْمِ يَسُوع.‏ ١٩ لكنَّ بُطْرُس ويُوحَنَّا أجابا:‏ «أُحكُموا أنتُم إذا كانَ صَحيحًا في نَظَرِ اللّٰهِ أن نُطيعَكُم بَدَلَ أن نُطيعَه.‏ ٢٠ أمَّا نَحنُ فلا نَقدِرُ أن نَتَوَقَّفَ عنِ التَّكَلُّمِ بِما رَأيناهُ وسَمِعناه».‏ + ٢١ فهَدَّدوهُما مَرَّةً ثانِيَة ثُمَّ أطلَقوا سَراحَهُما.‏ فهُم لم يَجِدوا أساسًا لِمُعاقَبَتِهِما،‏ وأيضًا بِسَبَبِ الشَّعب،‏ + لِأنَّ الجَميعَ كانوا يُمَجِّدونَ اللّٰهَ على ما حَصَل.‏ ٢٢ فالرَّجُلُ الَّذي شُفِيَ بِواسِطَةِ هذِهِ العَجيبَةِ * كانَ عُمرُهُ أكثَرَ مِن ٤٠ سَنَة.‏

٢٣ وبَعدَما أُطلِقَ سَراحُهُما،‏ ذَهَبا إلى رِفاقِهِما وأخبَراهُم ما قالَهُ كِبارُ الكَهَنَةِ والشُّيوخ.‏ ٢٤ فلمَّا سَمِعوا ذلِك،‏ صَلَّوْا معًا إلى اللّٰهِ وقالوا:‏

‏«أيُّها السَّيِّدُ العَظيم،‏ أنتَ الَّذي صَنَعتَ السَّماءَ والأرضَ والبَحرَ وكُلَّ ما فيها،‏ + ٢٥ وأنتَ الَّذي جَعَلتَ أبانا دَاوُد + خادِمَكَ يَقولُ بِوَحْيٍ مِن روحٍ قُدُس:‏ ‹لِماذا هاجَتِ الأُمَمُ وتَأمَّلَتِ الشُّعوبُ في أُمورٍ لا فائِدَةَ مِنها؟‏ ٢٦ إجتَمَعَ الرُّؤَساءُ معًا وقامَ مُلوكُ الأرضِ على يَهْوَه وعلى مَسِيحِه›.‏ *+ ٢٧ وهذا ما حَصَلَ فِعلًا.‏ فهِيرُودُس * وبُنْطِيُوس بِيلَاطُس + ومعهُما شُعوبُ إسْرَائِيل وأشخاصٌ مِنَ الأُمَمِ اجتَمَعوا في هذِهِ المَدينَةِ ضِدَّ خادِمِكَ القُدُّوسِ يَسُوع الَّذي جَعَلتَهُ مَسِيحًا،‏ + ٢٨ لِكَي يَعمَلوا ما قَرَّرتَهُ مُسبَقًا وما جَعَلتَهُ يَحصُلُ بِقُدرَتِكَ * وانسِجامًا مع مَشيئَتِك.‏ *+ ٢٩ والآنَ يا يَهْوَه،‏ اسمَعْ تَهديداتِهِم،‏ واجعَلْنا نَحنُ عَبيدَكَ نَستَمِرُّ في إعلانِ كَلِمَتِكَ بِكُلِّ جُرأة،‏ ٣٠ فيما تَمُدُّ يَدَكَ لِتَشْفِيَ المَرْضى وفيما تَحصُلُ عَلاماتٌ ومُعجِزاتٌ + بِاسْمِ خادِمِكَ القُدُّوسِ يَسُوع».‏ +

٣١ وبَعدَما تَوَسَّلوا إلى اللّٰه،‏ اهتَزَّ المَكانُ الَّذي كانوا مُجتَمِعينَ فيه،‏ وامتَلَأوا كُلُّهُم بِالرُّوحِ القُدُس،‏ + وصاروا يُعلِنونَ كَلِمَةَ اللّٰهِ بِجُرأة.‏ +

٣٢ وكانَ العَدَدُ الكَبيرُ مِنَ المُؤْمِنينَ قَلبًا واحِدًا وفِكرًا * واحِدًا.‏ ولم يَكُنْ أحَدٌ مِنهُم يَعتَبِرُ أنَّ ما يَملِكُهُ هو له،‏ بل كانَ كُلُّ شَيءٍ مُشتَرَكًا بَينَهُم.‏ + ٣٣ واستَمَرَّ الرُّسُلُ يَشهَدونَ عن قِيامَةِ الرَّبِّ يَسُوع بِنَجاحٍ كَبير،‏ + وأظهَرَ اللّٰهُ لهُم جَميعًا لُطفَهُ الفائِق.‏ * ٣٤ ولم يَكُنْ واحِدٌ مِنهُم مُحتاجًا،‏ + لِأنَّ كُلَّ الَّذينَ يَملِكونَ حُقولًا أو بُيوتًا كانوا يَبيعُونَها ويَجلُبونَ ثَمَنَها ٣٥ ويُعْطونَهُ لِلرُّسُل،‏ + وهُم يُوَزِّعونَهُ بِحَسَبِ حاجَةِ كُلِّ واحِد.‏ + ٣٦ فيُوسُف مَثَلًا،‏ وهو لَاوِيٌّ أصلُهُ مِن قُبْرُص سَمَّاهُ الرُّسُلُ أيضًا بَرْنَابَا + (‏الَّذي يَعْني:‏ «إبْنَ التَّشجيع» *‏)‏،‏ ٣٧ باعَ قِطعَةَ أرضٍ كانَ يَملِكُها وأعْطى المالَ لِلرُّسُل.‏ +

٥ وكانَ هُناك رَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا باعَ هو وزَوجَتُهُ سَفِّيرَة قِطعَةَ أرض.‏ ٢ لكنَّهُ احتَفَظَ سِرًّا بِجُزْءٍ مِن ثَمَنِها،‏ وزَوجَتُهُ على عِلمٍ بِذلِك،‏ وأحضَرَ الباقي وأعطاهُ لِلرُّسُل.‏ + ٣ فقالَ بُطْرُس:‏ «يا حَنَانِيَّا،‏ كَيفَ جَعَلَكَ الشَّيْطَان تَتَجَرَّأُ * أن تَكذِبَ + على الرُّوحِ القُدُسِ + وتَحتَفِظَ سِرًّا بِجُزْءٍ مِن ثَمَنِ الحَقل؟‏ ٤ ألَمْ يَكُنِ الحَقلُ لكَ قَبلَ أن تَبيعَه؟‏ وبَعدَما بِعتَه،‏ ألَمْ تَكُنْ حُرًّا أن تَتَصَرَّفَ بِالمالِ مِثلَما تُريد؟‏ لِماذا خَطَّطتَ لِشَيءٍ كهذا في قَلبِك؟‏ أنتَ لم تَكذِبْ على النَّاس،‏ بل على اللّٰه».‏ ٥ فلمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هذا الكَلام،‏ وَقَعَ ومات.‏ وكُلُّ الَّذينَ سَمِعوا بِذلِك شَعَروا بِالخَوفِ والرَّهبَة.‏ ٦ فجاءَ بَعضُ الشُّبَّانِ ولَفُّوهُ في أقمِشَةٍ وحَمَلوهُ إلى الخارِجِ ودَفَنوه.‏

٧ وبَعدَ ثَلاثِ ساعاتٍ تَقريبًا،‏ دَخَلَت زَوجَتُهُ وهي لا تَعرِفُ ماذا حَصَل.‏ ٨ فسَألَها بُطْرُس:‏ «قولي لي،‏ هل بِهذا المَبلَغِ بِعتُما الحَقل؟‏».‏ أجابَت:‏ «نَعَم،‏ بِهذا المَبلَغ».‏ ٩ فقالَ لها بُطْرُس:‏ «لِماذا اتَّفَقتُما على امتِحانِ روحِ يَهْوَه؟‏ إسمَعي،‏ إنَّ الَّذينَ دَفَنوا زَوجَكِ صاروا عِندَ الباب،‏ وسَيَحمِلونَكِ إلى الخارِج».‏ ١٠ فوَقَعَت فَوْرًا عِندَ قَدَمَيْهِ وماتَت.‏ ولمَّا دَخَلَ الشُّبَّانُ وَجَدوها مَيِّتَة،‏ فحَمَلوها إلى الخارِجِ ودَفَنوها قُربَ زَوجِها.‏ ١١ وكُلُّ الجَماعَةِ وكُلُّ الَّذينَ سَمِعوا بِذلِك شَعَروا بِالخَوفِ والرَّهبَة.‏

١٢ وظَلَّ الرُّسُلُ يَعمَلونَ مُعجِزاتٍ وعَلاماتٍ كَثيرَة بَينَ النَّاس.‏ + وكانوا كُلُّهُم يَلتَقونَ معًا في مَمَرِّ * سُلَيْمَان.‏ + ١٣ ولم يَتَجَرَّإ الآخَرونَ أن يَنضَمُّوا إلَيهِم.‏ مع ذلِك،‏ كانَ النَّاسُ يَحتَرِمونَهُم ويَتَكَلَّمونَ عنهُم بِالخَير.‏ ١٤ وظَلَّ المُؤْمِنونَ بِالرَّبّ،‏ رِجالًا ونِساء،‏ يَتَزايَدونَ بِأعدادٍ كَبيرَة.‏ + ١٥ وكانَ النَّاسُ يَجلُبونَ المَرْضى إلى الشَّوارِعِ الرَّئيسِيَّة ويَضَعونَهُم على فِراشٍ أو سَريرٍ صَغير،‏ حتَّى إذا مَرَّ بُطْرُس،‏ يَأتي ولَو ظِلُّهُ على بَعضٍ مِنهُم.‏ + ١٦ وظَلَّت أعدادٌ كَبيرَة مِنَ النَّاسِ تَأتي مِنَ المُدُنِ الَّتي حَولَ أُورُشَلِيم،‏ حامِلينَ المَرْضى والَّذينَ تُعَذِّبُهُمُ الأرواحُ الشِّرِّيرَة.‏ * وكانوا كُلُّهُم يُشْفَوْن.‏

١٧ لكنَّ رَئيسَ الكَهَنَةِ وكُلَّ جَماعَتِه،‏ وهُم مِن مَذهَبِ الصَّدُّوقِيِّين،‏ امتَلَأوا بِالغيرَة.‏ فقاموا ١٨ وقَبَضوا على الرُّسُلِ ووَضَعوهُم في الحَبسِ العامّ.‏ + ١٩ ولكنْ في اللَّيل،‏ فَتَحَ مَلاكُ يَهْوَه أبوابَ الحَبسِ + وأخرَجَهُم وقال:‏ ٢٠ ‏«إذهَبوا وقِفوا في الهَيكَلِ واستَمِرُّوا في إخبارِ النَّاسِ بِكُلِّ الكَلامِ عن تِلكَ الحَياة».‏ ٢١ فلمَّا سَمِعوا ذلِك،‏ دَخَلوا إلى الهَيكَلِ عِندَ الفَجرِ وبَدَأوا يُعَلِّمون.‏

وقامَ رَئيسُ الكَهَنَةِ وجَماعَتُهُ بِاستِدعاءِ السَّنْهَدْرِيم وكُلِّ مَجلِسِ شُيوخِ شَعبِ إسْرَائِيل،‏ وأرسَلوا حُرَّاسًا إلى الحَبسِ لِيُحضِروا الرُّسُل.‏ ٢٢ ولكنْ لمَّا وَصَلَ الحُرَّاسُ إلى هُناك،‏ لم يَجِدوهُم في الحَبس.‏ فرَجَعوا وخَبَّروا ٢٣ قائِلين:‏ «وَجَدنا الحَبسَ مُقفَلًا جَيِّدًا والحُرَّاسَ واقِفينَ على الأبواب.‏ ولكنْ لمَّا فَتَحناها لم نَجِدْ أحَدًا في الدَّاخِل».‏ ٢٤ فلمَّا سَمِعَ قائِدُ حَرَسِ الهَيكَلِ وكِبارُ الكَهَنَةِ هذا الكَلام،‏ احتاروا وتَساءَلوا ماذا ستَكونُ نَتيجَةُ ذلِك.‏ ٢٥ ثُمَّ جاءَ أحَدٌ وأخبَرَهُم:‏ «الرِّجالُ الَّذينَ وَضَعتُموهُم في الحَبسِ واقِفونَ في الهَيكَلِ يُعَلِّمونَ الشَّعب».‏ ٢٦ عِندَئِذٍ ذَهَبَ قائِدُ الحَرَسِ مع حُرَّاسِهِ وأحضَروهُم مِن دونِ استِعمالِ العُنف،‏ لِأنَّهُم خافوا أن يَرجُمَهُمُ الشَّعب.‏ +

٢٧ ولمَّا أحضَروهُم،‏ أوْقَفوهُم أمامَ السَّنْهَدْرِيم.‏ فاستَجوَبَهُم رَئيسُ الكَهَنَةِ ٢٨ وقال:‏ «أعْطَيناكُم أوامِرَ مُشَدَّدَة أن لا تُعَلِّموا بَعد بِهذا الاسْم.‏ + لكنَّكُم مَلَأتُم أُورُشَلِيم بِتَعليمِكُم،‏ وأنتُم مُصَمِّمونَ أن تُحَمِّلونا مَسؤولِيَّةَ مَوتِ * هذا الرَّجُل».‏ + ٢٩ فأجابَ بُطْرُس والرُّسُلُ الآخَرون:‏ «يَجِبُ أن نُطيعَ اللّٰهَ حاكِمًا لا النَّاس.‏ + ٣٠ إنَّ إلهَ آبائِنا أقامَ يَسُوع الَّذي أنتُم قَتَلتُموهُ بِتَعليقِهِ على خَشَبَة.‏ *+ ٣١ وقد رَفَعَهُ اللّٰهُ وأجلَسَهُ على يَمينِهِ + كوَكيلٍ رَئيسِيٍّ + ومُخَلِّص،‏ + كَي يَقدِرَ الإسْرَائِيلِيُّونَ أن يَتوبوا ويَنالوا الغُفرانَ عن خَطاياهُم.‏ + ٣٢ ونَحنُ شُهودٌ على * هذِهِ الأُمور،‏ + وكَذلِكَ الرُّوحُ القُدُسُ + الَّذي أعْطاهُ اللّٰهُ لِلَّذينَ يُطيعونَه».‏ *

٣٣ فلمَّا سَمِعوا ذلِك،‏ اشتَعَلَ غَضَبُهُم وأرادوا أن يَقْضوا علَيهِم.‏ ٣٤ لكنَّ رَجُلاً فَرِّيسِيًّا اسْمُهُ غَمَالَائِيل،‏ + وهو مُعَلِّمٌ لِلشَّريعَةِ يَحتَرِمُهُ كُلُّ الشَّعب،‏ وَقَفَ أمامَ السَّنْهَدْرِيم وأمَرَ أن يُخرِجوا الرُّسُلَ قَليلًا.‏ ٣٥ ثُمَّ قال:‏ «يا رِجالَ إسْرَائِيل،‏ انتَبِهوا مِمَّا تَنْوونَ أن تَفعَلوهُ بِهؤُلاءِ الرِّجال.‏ ٣٦ فمِن فَترَة،‏ ظَهَرَ ثُودَاس وادَّعى أنَّهُ شَخصٌ مُهِمّ.‏ فتَبِعَهُ ٤٠٠ رَجُلٍ تَقريبًا.‏ لكنَّهُ قُتِل،‏ وتَفَرَّقَ كُلُّ أتباعِهِ ولم يَبْقَ لهُم أثَر.‏ ٣٧ وظَهَرَ بَعدَهُ يَهُوذَا الجَلِيلِيُّ في أيَّامِ تَسجيلِ السُّكَّان،‏ وجَرَّ وَراءَهُ أتباعًا.‏ لكنَّهُ هو أيضًا هَلَك،‏ وتَفَرَّقَ كُلُّ أتباعِه.‏ ٣٨ لِذلِك،‏ وبِالنَّظَرِ إلى ما يَحدُثُ الآن،‏ أقولُ لكُم:‏ أُترُكوا هؤُلاءِ الرِّجالَ ولا تَتَدَخَّلوا فيهِم.‏ فإذا كانَ هذا المُخَطَّطُ أو هذا العَمَلُ مِنَ البَشَرِ فسَيَفشَل.‏ ٣٩ ولكنْ إذا كانَ مِنَ اللّٰه،‏ فلن تَقدِروا أن تُفَشِّلوه،‏ + بل قد تَجِدونَ أنفُسَكُم تُحارِبونَ اللّٰهَ نَفْسَه».‏ + ٤٠ فعَمِلوا بِنَصيحَتِهِ واستَدْعَوُا الرُّسُل،‏ وجَلَدوهُم *+ وأمَروهُم أن لا يَتَكَلَّموا بَعد بِاسْمِ يَسُوع،‏ ثُمَّ تَرَكوهُم يَذهَبون.‏

٤١ فخَرَجوا مِن أمامِ السَّنْهَدْرِيم فَرِحينَ + لِأنَّهُم نالوا الشَّرَفَ أن يُهانوا مِن أجْلِ اسْمِه.‏ ٤٢ وكُلَّ يَوم،‏ كانوا في الهَيكَلِ ومِن بَيتٍ إلى بَيتٍ + يُعَلِّمونَ ويُعلِنونَ بِلا تَوَقُّفٍ الأخبارَ الحُلْوَة عنِ المَسِيح يَسُوع.‏ +

٦ وفي تِلكَ الأيَّام،‏ فيما كانَ عَدَدُ التَّلاميذِ يَزداد،‏ تَشَكَّى اليَهُودُ الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ اليُونَانِيَّة مِنَ اليَهُودِ الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ العِبْرَانِيَّة،‏ لِأنَّ أرامِلَهُم لا يَحصُلْنَ على حِصَّةٍ مِنَ التَّوزيعِ اليَومِيّ.‏ + ٢ فجَمَعَ الاثنا عَشَرَ كُلَّ التَّلاميذِ وقالوا:‏ «لا يَجوزُ * أن نُهمِلَ نَحنُ كَلِمَةَ اللّٰهِ لِنُوَزِّعَ الطَّعامَ على الطَّاوِلات.‏ + ٣ لِذلِك أيُّها الإخوَة،‏ اختاروا مِن بَينِكُم سَبعَةَ رِجالٍ صيتُهُم جَيِّدٌ + ومُمتَلِئينَ روحًا قُدُسًا وحِكمَة،‏ + كَي نوكِلَ إلَيهِم هذا العَمَلَ الضَّرورِيّ.‏ + ٤ وهكَذا نَتَفَرَّغُ نَحنُ لِلصَّلاةِ وتَعليمِ * كَلِمَةِ اللّٰه».‏ ٥ فأعجَبَ هذا القَرارُ كُلَّ التَّلاميذ.‏ واختاروا إسْتِفَانُوس،‏ وهو رَجُلٌ مُمتَلِئٌ إيمانًا وروحًا قُدُسًا،‏ وفِيلِبُّس + وبرُوخُورُس ونِيكَانُور وتِيمُون وبَرْمِينَاس ونِيقُولَاوُس،‏ وهو رَجُلٌ مِن أَنْطَاكْيَة كانَ قد صارَ يَهُودِيًّا.‏ * ٦ وأحضَروهُم إلى الرُّسُل،‏ فصَلَّوْا ثُمَّ وَضَعوا أيْدِيَهُم علَيهِم.‏ +

٧ وبَقِيَت كَلِمَةُ اللّٰهِ تَنتَشِرُ + وعَدَدُ التَّلاميذِ يَزدادُ كَثيرًا جِدًّا + في أُورُشَلِيم.‏ وصارَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ الكَهَنَةِ مُؤْمِنين.‏ *+

٨ وكانَ إسْتِفَانُوس مُمتَلِئًا بِالرِّضى الإلهِيِّ والقُدرَة،‏ فعَمِلَ مُعجِزاتٍ وعَلاماتٍ عَظيمَة بَينَ النَّاس.‏ ٩ ولكنْ جاءَ أشخاصٌ يَنتَمونَ إلى ما يُسَمَّى «مَجمَعَ المُحَرَّرين»،‏ ومعهُم أشخاصٌ مِن قِيرِين والإسْكَنْدَرِيَّة وآخَرونَ مِن كِيلِيكْيَة وآسْيَا،‏ وصاروا يُجادِلونَ إسْتِفَانُوس.‏ ١٠ لكنَّهُم لم يَقدِروا أن يَقِفوا في وَجهِ حِكمَتِهِ والرُّوحِ الَّذي كانَ يَتَكَلَّمُ بِواسِطَتِه.‏ + ١١ عِندَئِذٍ أقنَعوا بِالسِّرِّ رِجالًا لِيَقولوا:‏ «سَمِعناهُ يُجَدِّفُ على مُوسَى وعلى اللّٰه».‏ ١٢ فحَرَّضوا علَيهِ الشَّعبَ والشُّيوخَ والكَتَبَة،‏ فأتَوْا علَيهِ فَجْأةً واعتَقَلوهُ بِالقُوَّةِ وأخَذوهُ إلى السَّنْهَدْرِيم.‏ ١٣ وأحضَروا شُهودَ زورٍ لِيَقولوا:‏ «هذا الرَّجُلُ لا يَتَوَقَّفُ عنِ التَّكَلُّمِ ضِدَّ هذا المَكانِ المُقَدَّسِ وضِدَّ الشَّريعَة.‏ ١٤ فنَحنُ سَمِعناهُ يَقولُ إنَّ يَسُوع النَّاصِرِيَّ سيَهدِمُ هذا المَكانَ ويُغَيِّرُ العاداتِ الَّتي نَقَلَها إلَينا مُوسَى».‏

١٥ ونَظَرَ إلَيهِ كُلُّ الجالِسينَ في السَّنْهَدْرِيم،‏ ورَأَوْا وَجهَهُ مِثلَ وَجهِ مَلاك.‏

٧ فسَألَ رَئيسُ الكَهَنَةِ إسْتِفَانُوس:‏ «هل هذا صَحيح؟‏».‏ ٢ فأجاب:‏ «أيُّها الإخوَةُ والآباء،‏ اسمَعوا.‏ إلهُ المَجدِ ظَهَرَ لِأبينا إبْرَاهِيم لمَّا كانَ في بِلادِ ما بَينَ النَّهرَيْن،‏ قَبلَ أن يَسكُنَ في حَارَان.‏ + ٣ وقالَ له:‏ ‹أُترُكْ أرضَكَ وأقرِباءَكَ وتَعالَ إلى الأرضِ الَّتي سأُريكَ إيَّاها›.‏ + ٤ فخَرَجَ مِن أرضِ الكَلْدَانِيِّينَ وسَكَنَ في حَارَان.‏ وبَعدَ مَوتِ أبيه،‏ + وَجَّهَهُ اللّٰهُ كَي يَنتَقِلَ مِن هُناك إلى هذِهِ الأرضِ الَّتي تَعيشونَ فيها الآن.‏ + ٥ ولم يُعْطِهِ فيها أيَّ ميراث،‏ ولا حتَّى شِبرًا واحِدًا.‏ * لكنَّهُ وَعَدَ أن يُعْطِيَها مِلْكًا لهُ ولِنَسلِهِ مِن بَعدِه،‏ + مع أنَّهُ لم يَكُنْ عِندَهُ وَلَدٌ بَعد.‏ ٦ وقالَ لهُ اللّٰهُ إنَّ نَسلَهُ سيَتَغَرَّبُ * في أرضٍ لَيسَت له،‏ والنَّاسُ سيَستَعبِدونَهُ ويُذِلُّونَهُ * ٤٠٠ سَنَة.‏ + ٧ ‏‹والأُمَّةُ الَّتي تَستَعبِدُهُم سأُحاسِبُها›،‏ + قالَ اللّٰه،‏ ‹وبَعدَ ذلِك يَخرُجونَ مِن هُناك ويُقَدِّمونَ لي خِدمَةً مُقَدَّسَة في هذا المَكان›.‏ +

٨ ‏«وعَمِلَ اللّٰهُ مع إبْرَاهِيم عَهدَ * الخِتان.‏ + ووَلَدَ إبْرَاهِيم إسْحَاق + وخَتَنَهُ في اليَومِ الثَّامِن،‏ + وإسْحَاق وَلَدَ * يَعْقُوب،‏ ويَعْقُوب وَلَدَ * رُؤوسَ العائِلاتِ * الـ‍ ١٢.‏ ٩ ورُؤوسُ العائِلاتِ غاروا مِن يُوسُف + وباعوهُ إلى مِصْر.‏ + لكنَّ اللّٰهَ كانَ معه،‏ + ١٠ وأنقَذَهُ مِن كُلِّ ضيقاتِه،‏ وأعْطاهُ حِكمَةً وجَعَلَهُ يَكسِبُ رِضى فِرْعَوْن مَلِكِ مِصْر.‏ فعَيَّنَهُ حاكِمًا على مِصْر ومَسؤولًا عن كُلِّ بَيتِه.‏ + ١١ ولكنْ حَصَلَت مَجاعَةٌ في كُلِّ مِصْر وكَنْعَان.‏ فكانَ هُناك ضيقٌ شَديد،‏ ولم يَجِدْ آباؤُنا شَيئًا يَأكُلونَه.‏ + ١٢ ولمَّا سَمِعَ يَعْقُوب أنَّهُ يوجَدُ طَعامٌ * في مِصْر،‏ أرسَلَ آباءَنا أوَّلَ مَرَّة.‏ + ١٣ وفي المَرَّةِ الثَّانِيَة،‏ عَرَّفَ يُوسُف إخوَتَهُ بِنَفْسِه،‏ وسَمِعَ فِرْعَوْن عن عائِلَةِ يُوسُف.‏ + ١٤ فأرسَلَ يُوسُف خَبَرًا واستَدْعى أباهُ يَعْقُوب وكُلَّ أقارِبِه،‏ + وكانَ مَجموعُهُم ٧٥ شَخصًا.‏ *+ ١٥ فنَزَلَ يَعْقُوب إلى مِصْر،‏ + وماتَ هُناك + هو وآباؤُنا.‏ + ١٦ ونُقِلوا إلى شَكِيم ووُضِعوا في القَبرِ الَّذي كانَ إبْرَاهِيم قدِ اشتَراهُ بِمَبلَغٍ مِنَ المالِ * مِن أبناءِ حَمُور في شَكِيم.‏ +

١٧ ‏«وفيما كانَ الوَقتُ يَقتَرِبُ لِيَتَحَقَّقَ الوَعْدُ الَّذي أعلَنَهُ اللّٰهُ لِإبْرَاهِيم،‏ كانَ شَعبُنا يَزدادُ ويَكثُرُ في مِصْر،‏ ١٨ إلى أن حَكَمَ على مِصْر مَلِكٌ آخَرُ لم يَكُنْ يَعرِفُ عن يُوسُف.‏ + ١٩ وهذا المَلِكُ دَبَّرَ خُطَّةً ماكِرَة ضِدَّ شَعبِنا،‏ وظَلَمَ الآباءَ حينَ أجبَرَهُم أن يَتَخَلَّوْا عن أطفالِهِم كَي لا يَبْقَوْا أحياء.‏ + ٢٠ في ذلِكَ الوَقت،‏ وُلِدَ مُوسَى.‏ وكانَ جَميلًا جِدًّا حتَّى في نَظَرِ اللّٰه.‏ وتَرَبَّى ثَلاثَةَ أشهُرٍ في بَيتِ أبيه.‏ + ٢١ ولكنْ لمَّا اضطُرَّ والِداهُ أن يَتَخَلَّيا عنه،‏ + أخَذَتهُ ابْنَةُ فِرْعَوْن ورَبَّتهُ كابْنٍ لها.‏ + ٢٢ فتَعَلَّمَ مُوسَى كُلَّ حِكمَةِ المِصْرِيِّين.‏ وكانَ كَلامُهُ قَوِيًّا وأعمالُهُ عَظيمَة.‏ +

٢٣ ‏«وعِندَما صارَ عُمرُهُ ٤٠ سَنَة،‏ قَرَّرَ * أن يَزورَ * إخوَتَهُ الإسْرَائِيلِيِّين.‏ + ٢٤ ولمَّا رَأى مِصْرِيًّا يُعامِلُ واحِدًا مِنهُم مُعامَلَةً سَيِّئَة،‏ دافَعَ عنِ المَظلومِ وانتَقَمَ لهُ بِقَتلِ المِصْرِيّ.‏ ٢٥ وظَنَّ أنَّ إخوَتَهُ سيَفهَمونَ أنَّ اللّٰهَ يَستَخدِمُهُ لِيُخَلِّصَهُم،‏ لكنَّهُم لم يَفهَموا.‏ ٢٦ وفي اليَومِ التَّالي،‏ جاءَ إلَيهِم ووَجَدَ اثنَيْنِ مِنهُم يَتَشاجَران.‏ فحاوَلَ أن يُصالِحَهُما قائِلًا:‏ ‹أيُّها الرَّجُلان،‏ أنتُما أخَوان.‏ لِماذا تُؤْذِيانِ واحِدُكُما الآخَر؟‏›.‏ ٢٧ لكنَّ الَّذي كانَ يُؤْذي قَريبَهُ دَفَعَ مُوسَى بَعيدًا وقال:‏ ‹مَن عَيَّنَكَ حاكِمًا وقاضِيًا علَينا؟‏ ٢٨ هل تُريدُ أن تَقْضِيَ علَيَّ مِثلَما قَضَيتَ على المِصْرِيِّ البارِحَة؟‏›.‏ ٢٩ ولمَّا سَمِعَ مُوسَى هذا الكَلام،‏ هَرَبَ وسَكَنَ كأجنَبِيٍّ في أرضِ مِدْيَان.‏ وهُناك أنجَبَ ابْنَيْن.‏ +

٣٠ ‏«وبَعدَ مُرورِ ٤٠ سَنَة،‏ ظَهَرَ لهُ مَلاكٌ في صَحراءِ * جَبَلِ سِينَاء،‏ في لَهَبِ شَجَرَةِ عُلَّيْقٍ مُشتَعِلَة.‏ + ٣١ ولمَّا رَأى مُوسَى ذلِك،‏ تَعَجَّبَ مِنَ المَنظَر.‏ وفيما هو يَقتَرِبُ لِيَرى ماذا يَحدُث،‏ سَمِعَ صَوتَ يَهْوَه يَقول:‏ ٣٢ ‏‹أنا إلهُ آبائِك،‏ إلهُ إبْرَاهِيم وإسْحَاق ويَعْقُوب›.‏ + فبَدَأ مُوسَى يَرجُفُ ولم يَتَجَرَّأْ أن يَنظُر.‏ ٣٣ وقالَ لهُ يَهْوَه:‏ ‹إخلَعْ حِذاءَكَ لِأنَّكَ واقِفٌ على أرضٍ مُقَدَّسَة.‏ ٣٤ لقد رَأيتُ الظُّلمَ الَّذي يَتَعَرَّضُ لهُ شَعبي الَّذينَ في مِصْر،‏ وسَمِعتُهُم يَئِنُّونَ + ونَزَلتُ كَي أُخَلِّصَهُم.‏ فسَأُرسِلُكَ الآنَ إلى مِصْر›.‏ ٣٥ هذا هو مُوسَى الَّذي رَفَضوهُ قائِلين:‏ ‹مَن عَيَّنَكَ حاكِمًا وقاضِيًا؟‏›.‏ + لكنَّهُ هوَ الَّذي أرسَلَهُ اللّٰهُ + لِيَكونَ حاكِمًا ومُنقِذًا،‏ وذلِك بِواسِطَةِ المَلاكِ الَّذي ظَهَرَ لهُ في شَجَرَةِ العُلَّيْق.‏ ٣٦ هذا الرَّجُلُ أخرَجَهُم + وعَمِلَ مُعجِزاتٍ وعَلاماتٍ في مِصْر،‏ + وعِندَ البَحرِ الأَحْمَر،‏ + وفي الصَّحراءِ مُدَّةَ ٤٠ سَنَة.‏ +

٣٧ ‏«هذا هو مُوسَى الَّذي قالَ لِلإسْرَائِيلِيِّين:‏ ‹سيُعَيِّنُ لكُمُ اللّٰهُ نَبِيًّا مِثلي مِن بَينِ إخوَتِكُم›.‏ + ٣٨ هذا هوَ الَّذي كانَ معَ الجَماعَةِ في الصَّحراء؛‏ كانَ هُناك معَ المَلاكِ + الَّذي كَلَّمَهُ + على جَبَلِ سِينَاء ومع آبائِنا،‏ ونالَ إعلاناتٍ مُقَدَّسَة حَيَّة لِيُعْطِيَنا إيَّاها.‏ + ٣٩ لكنَّ آباءَنا رَفَضوا أن يُطيعوهُ وأداروا ظَهرَهُم لهُ + وحَنَّت قُلوبُهُم إلى مِصْر.‏ + ٤٠ فقالوا لِهَارُون:‏ ‹إصنَعْ لنا آلِهَةً تَقودُنا،‏ لِأنَّنا لا نَعرِفُ ماذا حَصَلَ لِمُوسَى هذا الَّذي أخرَجَنا مِن مِصْر›.‏ + ٤١ فصَنَعوا في تِلكَ الأيَّامِ تِمثالًا على شَكلِ عِجل،‏ وقَدَّموا ذَبيحَةً لِلصَّنَمِ واحتَفَلوا بِما عَمِلَتهُ أيْديهِم.‏ + ٤٢ فابتَعَدَ اللّٰهُ عنهُم وتَرَكَهُم يَعبُدونَ جَيشَ السَّماء،‏ + مِثلَما هو مَكتوبٌ في كِتابِ الأنبِياء:‏ ‹هل لي أنا قَدَّمتُم تَقدِماتٍ وذَبائِحَ خِلالَ الـ‍ ٤٠ سَنَةً في الصَّحراء،‏ يا بَيتَ إسْرَائِيل؟‏!‏ ٤٣ لا،‏ بل حَمَلتُم معكُم خَيمَةَ مُولُوك + ونَجمَ الإلهِ رِفَان،‏ هذَيْنِ التِّمثالَيْنِ اللَّذَيْنِ صَنَعتُموهُما لِلعِبادَة.‏ لِذلِك سأنْفيكُم إلى أبعَدَ مِن بَابِل›.‏ +

٤٤ ‏«ولمَّا كانَ آباؤُنا في الصَّحراء،‏ كانَت لَدَيهِم خَيمَةُ الشَّهادَةِ الَّتي،‏ حينَ كَلَّمَ اللّٰهُ مُوسَى،‏ أمَرَهُ أن يَصنَعَها بِحَسَبِ التَّصميمِ * الَّذي كانَ قد رَآه.‏ + ٤٥ وآباؤُنا وَرِثوها وأخَذوها معهُم حينَ دَخَلوا مع يَشُوع إلى أرضِ الأُمَمِ + الَّذينَ طَرَدَهُمُ اللّٰهُ مِن قُدَّامِ آبائِنا.‏ + وهي بَقِيَت هُناك إلى أيَّامِ دَاوُد.‏ ٤٦ ودَاوُد نالَ رِضى اللّٰهِ وطَلَبَ الامتِيازَ أن يَبْنِيَ بَيتًا لِإلهِ يَعْقُوب.‏ + ٤٧ لكنَّ سُلَيْمَان هوَ الَّذي بَنى لهُ بَيتًا.‏ + ٤٨ إلَّا أنَّ العالي على كُلِّ شَيءٍ لا يَسكُنُ في بُيوتٍ صَنَعَتها أيْدي البَشَر،‏ + مِثلَما يَقولُ النَّبِيّ:‏ ٤٩ ‏‹السَّماءُ عَرشي،‏ + والأرضُ مَوْضِعُ قَدَمَيَّ.‏ + فأيَّ بَيتٍ ستَبْنونَ لي؟‏ يَقولُ يَهْوَه.‏ وهل هُناك مَكانٌ يُمكِنُ أن أسكُنَ فيه؟‏ ٥٠ ألَمْ تَصنَعْ يَدي كُلَّ هذِه؟‏›.‏ +

٥١ ‏«أيُّها العَنيدونَ ويا مَن قُلوبُهُم وآذانُهُم مُغلَقَة،‏ * أنتُم دائِمًا تُقاوِمونَ الرُّوحَ القُدُس؛‏ مِثلَما عَمِلَ آباؤُكُم تَعمَلون.‏ + ٥٢ أيُّ واحِدٍ مِنَ الأنبِياءِ لم يَضطَهِدْهُ آباؤُكُم؟‏ + فهُم قَتَلوا الَّذينَ أعلَنوا مُسبَقًا عن مَجيءِ الَّذي بِلا لَوم،‏ + الَّذي سَلَّمتُموهُ وقَتَلتُموه،‏ + ٥٣ أنتُمُ الَّذينَ تَسَلَّمتُمُ الشَّريعَةَ الَّتي أوْصَلَها المَلائِكَة،‏ + لكنَّكُم لم تُطيعوها».‏

٥٤ فلمَّا سَمِعوا ذلِك،‏ اشتَعَلَ الغَضَبُ في قُلوبِهِم ونَظَروا إلَيهِ وهُم يَشُدُّونَ على أسنانِهِم.‏ ٥٥ أمَّا إسْتِفَانُوس فتَطَلَّعَ إلى السَّماءِ وهو مُمتَلِئٌ روحًا قُدُسًا،‏ فرَأى مَجدَ اللّٰهِ ويَسُوع واقِفًا على يَمينِ اللّٰه.‏ + ٥٦ وقال:‏ «أرى السَّمواتِ مَفتوحَةً وابْنَ الإنسانِ + واقِفًا على يَمينِ اللّٰه».‏ + ٥٧ عِندَئِذٍ صَرَخوا بِأعْلى صَوتِهِم ووَضَعوا أيْدِيَهُم على آذانِهِم وهَجَموا علَيهِ كُلُّهُم معًا.‏ ٥٨ ورَمَوْهُ خارِجَ المَدينَة،‏ ثُمَّ بَدَأوا يَرجُمونَهُ بِالحِجارَة.‏ + ووَضَعَ الشُّهودُ + ثِيابَهُمُ الخارِجِيَّة عِندَ قَدَمَيْ شابٍّ اسْمُهُ شَاوُل.‏ + ٥٩ وفيما هُم يَرجُمونَ إسْتِفَانُوس،‏ طَلَبَ قائِلًا:‏ «أيُّها الرَّبُّ يَسُوع،‏ اقبَلْ روحي».‏ ٦٠ ثُمَّ رَكَعَ وصَرَخَ بِصَوتٍ قَوِيّ:‏ «يا يَهْوَه،‏ لا تَحسُبْ علَيهِم هذِهِ الخَطِيَّة».‏ + وبَعدَما قالَ ذلِك مات.‏ *

٨ وكانَ شَاوُل مُوافِقًا على قَتلِه.‏ +

وفي ذلِكَ اليَوم،‏ بَدَأ يَحدُثُ اضطِهادٌ شَديدٌ على الجَماعَةِ في أُورُشَلِيم.‏ فتَفَرَّقَ الجَميع،‏ ما عَدا الرُّسُل،‏ في مَناطِقِ اليَهُودِيَّة والسَّامِرَة.‏ + ٢ وجاءَ رِجالٌ يَخافونَ اللّٰهَ وأخَذوا إسْتِفَانُوس كَي يَدفِنوه،‏ ونَدَبوهُ وبَكَوْا علَيهِ كَثيرًا.‏ ٣ أمَّا شَاوُل فبَدَأ يُهاجِمُ الجَماعَةَ بِشِدَّة.‏ فكانَ يُداهِمُ بَيتًا بَعدَ آخَرَ ويَجُرُّ رِجالًا ونِساءً ويُسَلِّمُهُم كَي يُسجَنوا.‏ +

٤ لكنَّ الَّذينَ تَفَرَّقوا أعلَنوا الأخبارَ الحُلْوَة عن كَلِمَةِ اللّٰهِ في كُلِّ مَكانٍ ذَهَبوا إلَيه.‏ + ٥ ونَزَلَ فِيلِبُّس إلى مَدينَةِ السَّامِرَة *+ وبَشَّرَهُم عنِ المَسِيح.‏ ٦ وفيما كانَ الجُموعُ يَسمَعونَ لهُ ويَرَوْنَ العَجائِبَ الَّتي يَعمَلُها،‏ كانوا كُلُّهُم يَنتَبِهونَ جَيِّدًا لِما يَقولُه.‏ ٧ فالأرواحُ الشِّرِّيرَة * كانَت تَخرُجُ مِن كَثيرينَ وهي تَصرُخُ بِصَوتٍ عالٍ.‏ + وشُفِيَ أيضًا عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ المَشلولينَ والعُرج.‏ ٨ فصارَ هُناك فَرَحٌ عَظيمٌ في تِلكَ المَدينَة.‏

٩ وكانَ في المَدينَةِ رَجُلٌ اسْمُهُ سِيمُون يُمارِسُ الفُنونَ السِّحرِيَّة ويُدهِشُ أهلَ السَّامِرَة،‏ وكانَ يَدَّعي أنَّهُ شَخصٌ مُهِمٌّ جِدًّا.‏ ١٠ وكانوا كُلُّهُم يَتبَعونَه،‏ مِن صَغيرِهِم إلى كَبيرِهِم،‏ ويَقولون:‏ «هذا الرَّجُلُ هو قُدرَةُ اللّٰهِ الَّتي تُدْعى القُدرَةَ العَظيمَة».‏ ١١ وهُم تَبِعوهُ لِأنَّهُ كانَ يُدهِشُهُم بِفُنونِهِ السِّحرِيَّة مِن مُدَّةٍ طَويلَة.‏ ١٢ ولكنْ لمَّا أعلَنَ لهُم فِيلِبُّس الأخبارَ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ + وعنِ اسْمِ يَسُوع المَسِيح،‏ صَدَّقوهُ واعتَمَدوا رِجالًا ونِساء.‏ + ١٣ وسِيمُون نَفْسُهُ صارَ أيضًا مُؤْمِنًا.‏ وبَعدَ أنِ اعتَمَد،‏ لم يُفارِقْ فِيلِبُّس.‏ + وكانَ يَندَهِشُ حينَ يَرى العَلاماتِ والأعمالَ العَظيمَة * الَّتي تَحدُث.‏

١٤ ولمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ في أُورُشَلِيم أنَّ أهلَ السَّامِرَة قَبِلوا كَلِمَةَ اللّٰه،‏ + أرسَلوا إلَيهِم بُطْرُس ويُوحَنَّا.‏ ١٥ فنَزَلا وصَلَّيا مِن أجْلِهِم لِكَي يَنالوا روحًا قُدُسًا.‏ + ١٦ فالرُّوحُ لم يَكُنْ قد حَلَّ بَعد على أحَدٍ مِنهُم،‏ بل كانوا قدِ اعتَمَدوا فَقَط بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوع.‏ + ١٧ ثُمَّ وَضَعا أيْدِيَهُما علَيهِم،‏ + فنالوا روحًا قُدُسًا.‏

١٨ ولمَّا رَأى سِيمُون أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يَحِلُّ على أيِّ شَخصٍ يَضَعُ الرَّسولانِ أيْدِيَهُما علَيه،‏ عَرَضَ علَيهِما مالًا ١٩ وقال:‏ «أعْطِياني أنا أيضًا هذِهِ السُّلطَة،‏ كَي يَنالَ روحًا قُدُسًا كُلُّ مَن أضَعُ يَدَيَّ علَيه».‏ ٢٠ فقالَ لهُ بُطْرُس:‏ «لِتَهلَكْ أنتَ وفِضَّتُك!‏ هل ظَنَنتَ أنَّكَ تَقدِرُ أن تَشتَرِيَ بِالمالِ هَدِيَّةَ اللّٰهِ المَجَّانِيَّة؟‏!‏ + ٢١ لَيسَ لكَ حِصَّةٌ في هذا الأمرِ ولا دَخلَ لكَ فيه،‏ لِأنَّ قَلبَكَ لَيسَ مُستَقيمًا في نَظَرِ اللّٰه.‏ ٢٢ فتُبْ عن ذَنْبِكَ هذا وتَوَسَّلْ إلى يَهْوَه،‏ على أمَلِ أن يُسامِحَكَ على نَواياكَ الشِّرِّيرَة.‏ ٢٣ فأنا أراكَ سَمًّا مُرًّا * وعَبدًا لِلشَّرّ».‏ ٢٤ فأجابَهُما سِيمُون:‏ «تَوَسَّلا إلى يَهْوَه مِن أجْلي كَي لا يُصيبَني شَيءٌ مِمَّا قُلتُما».‏

٢٥ وبَعدَ أن قَدَّمَ بُطْرُس ويُوحَنَّا شَهادَةً كامِلَة وتَكَلَّما بِكَلِمَةِ يَهْوَه،‏ رَجَعا إلى أُورُشَلِيم.‏ وفي الطَّريق،‏ أعلَنا الأخبارَ الحُلْوَة لِقُرًى سَامِرِيَّة كَثيرَة.‏ +

٢٦ وتَكَلَّمَ مَلاكُ + يَهْوَه مع فِيلِبُّس قائِلًا:‏ «قُمْ واذهَبْ بِاتِّجاهِ الجَنوبِ إلى الطَّريقِ النَّازِلِ مِن أُورُشَلِيم إلى غَزَّة».‏ (‏وهو طَريقٌ صَحراوِيّ.‏)‏ ٢٧ فقامَ وذَهَب.‏ فرَأى مَسؤولًا * مِنَ الحَبَشَة كانَ لَدَيهِ مَركَزٌ مُهِمٌّ عِندَ كَنْدَاكَة مَلِكَةِ الحَبَشِيِّينَ ويُشرِفُ على كُلِّ خَزينَتِها.‏ هذا الرَّجُلُ كانَ قد ذَهَبَ إلى أُورُشَلِيم لِيَعبُدَ اللّٰه.‏ + ٢٨ وفي طَريقِ العَودَة،‏ كانَ جالِسًا في عَرَبَتِهِ يَقرَأُ بِصَوتٍ عالٍ كِتابَ النَّبِيِّ إشَعْيَا.‏ ٢٩ فقالَ الرُّوحُ لِفِيلِبُّس:‏ «إلحَقْ هذِهِ العَرَبَةَ وابْقَ قَريبًا مِنها».‏ ٣٠ فرَكَضَ فِيلِبُّس بِجانِبِها وسَمِعَ الرَّجُلَ يَقرَأُ بِصَوتٍ عالٍ كِتابَ النَّبِيِّ إشَعْيَا.‏ فقالَ له:‏ «هل تَفهَمُ ما تَقرَأُه؟‏».‏ ٣١ أجاب:‏ «وكَيفَ سأفهَمُ إذا لم يَشرَحْ لي * أحَد؟‏».‏ وطَلَبَ مِن فِيلِبُّس أن يَصعَدَ ويَجلِسَ معه.‏ ٣٢ والفَقَرَةُ الَّتي كانَ يَقرَأُها مِنَ الأسفارِ المُقَدَّسَة هي هذِه:‏ «مِثلَ خَروفٍ أُحضِرَ إلى الذَّبح.‏ مِثلَ خَروفٍ صَغيرٍ ساكِتٍ أمامَ مَن يَجُزُّ صوفَه،‏ هكَذا هو لا يَفتَحُ فَمَه.‏ + ٣٣ حينَ أُذِلَّ،‏ أُخِذَت مِنهُ العَدالَة.‏ + ومَن سيُخبِرُ عن تَفاصيلِ جيلِه؟‏ فحَياتُهُ ستُنتَزَعُ مِنَ الأرض».‏ +

٣٤ فقالَ الرَّجُلُ لِفِيلِبُّس:‏ «أرْجوكَ أَخبِرْني،‏ عمَّن يَتَحَدَّثُ النَّبِيُّ هُنا؟‏ عن نَفْسِهِ أم عن شَخصٍ آخَر؟‏».‏ ٣٥ فبَدَأ فِيلِبُّس يَتَكَلَّم،‏ وأعلَنَ لهُ الأخبارَ الحُلْوَة عن يَسُوع مُبتَدِئًا مِن هذِهِ الآيَة.‏ ٣٦ وبَينَما هُما على الطَّريق،‏ وَصَلا إلى بُقعَةٍ فيها ماء.‏ فقالَ الرَّجُل:‏ «أُنظُر،‏ يوجَدُ ماءٌ هُنا.‏ فماذا يَمنَعُ أن أعتَمِد؟‏».‏ ٣٧ ‏—‏ ٣٨ عِندَئِذٍ أمَرَ أن تَقِفَ العَرَبَة.‏ ونَزَلَ هو وفِيلِبُّس في الماء،‏ وعَمَّدَهُ فِيلِبُّس.‏ ٣٩ ولمَّا طَلَعا مِنَ الماء،‏ قادَ روحُ يَهْوَه فِيلِبُّس بِسُرعَةٍ إلى مَكانٍ آخَر.‏ ولم يَعُدِ الرَّجُلُ يَراهُ وتابَعَ طَريقَهُ فَرِحًا.‏ ٤٠ أمَّا فِيلِبُّس فوَجَدَ نَفْسَهُ في أَشْدُود.‏ وتَنَقَّلَ في المِنطَقَةِ وهو يُعلِنُ الأخبارَ الحُلْوَة في كُلِّ المُدُنِ حتَّى وَصَلَ إلى قَيْصَرِيَّة.‏ +

٩ أمَّا شَاوُل فكانَ لا يَزالُ يَغْلي مِن كُرْهِهِ لِتَلاميذِ الرَّبِّ ويُهَدِّدُ أن يَقتُلَهُم.‏ + فذَهَبَ عِندَ رَئيسِ الكَهَنَةِ ٢ وطَلَبَ أن يُعْطِيَهُ رَسائِلَ إلى المَجامِعِ في دِمَشْق،‏ لِكَي يَعتَقِلَ كُلَّ الَّذينَ يَجِدُهُم مِن أتباعِ «الطَّريق»،‏ + رِجالًا ونِساء،‏ ويَجلُبَهُم مُقَيَّدينَ إلى أُورُشَلِيم.‏

٣ وفيما هو مُسافِرٌ إلى دِمَشْق وقد صارَ قَريبًا مِنها،‏ لَمَعَ حَولَهُ فَجْأةً ضَوءٌ مِنَ السَّماء.‏ + ٤ فوَقَعَ على الأرضِ وسَمِعَ صَوتًا يَقولُ له:‏ «شَاوُل،‏ شَاوُل،‏ لِماذا تَضطَهِدُني؟‏».‏ ٥ فسَأل:‏ «مَن أنتَ يا سَيِّد؟‏».‏ أجابَهُ الصَّوت:‏ «أنا يَسُوع + الَّذي أنتَ تَضطَهِدُه.‏ + ٦ ولكنْ قُمْ وادخُلْ إلى المَدينَة،‏ وسَيُقالُ لكَ هُناك ماذا يَجِبُ أن تَعمَل».‏ ٧ أمَّا الرِّجالُ المُسافِرونَ معهُ فوَقَفوا ساكِتينَ مِن صَدمَتِهِم.‏ فهُم سَمِعوا صَوتًا لكنَّهُم لم يَرَوْا أحَدًا.‏ + ٨ عِندَئِذٍ قامَ شَاوُل عنِ الأرض.‏ ومع أنَّ عَيْنَيْهِ كانَتا مَفتوحَتَيْن،‏ لم يَقدِرْ أن يَرى شَيئًا.‏ فأمسَكوهُ بِيَدِهِ وأخَذوهُ إلى دِمَشْق.‏ ٩ وبَقِيَ ثَلاثَةَ أيَّامٍ لا يَرى،‏ + ولم يَأكُلْ أو يَشرَبْ شَيئًا.‏

١٠ وكانَ في دِمَشْق تِلميذٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا.‏ + فناداهُ الرَّبُّ في رُؤيا:‏ «يا حَنَانِيَّا».‏ أجاب:‏ «نَعَم يا رَبّ».‏ ١١ فقالَ لهُ الرَّبّ:‏ «قُمْ واذهَبْ إلى الشَّارِعِ الَّذي اسْمُه ‹المُستَقيم›،‏ واسألْ في بَيتِ يَهُوذَا عن رَجُلٍ مِن طَرْسُوس + اسْمُهُ شَاوُل.‏ إنَّهُ الآنَ يُصَلِّي،‏ ١٢ وقد رَأى في رُؤيا رَجُلًا اسْمُهُ حَنَانِيَّا يَدخُلُ ويَضَعُ يَدَيْهِ علَيهِ كَي يَستَرجِعَ نَظَرَه».‏ + ١٣ لكنَّ حَنَانِيَّا أجاب:‏ «يا رَبّ،‏ سَمِعتُ مِن كَثيرينَ عن هذا الرَّجُلِ وعن كُلِّ الأذى الَّذي سَبَّبَهُ لِخُدَّامِكَ القِدِّيسينَ في أُورُشَلِيم.‏ ١٤ وهو جاءَ إلى هُنا ومعهُ سُلطَةٌ مِن كِبارِ الكَهَنَةِ كَي يَقبِضَ على * كُلِّ الَّذينَ يَدْعونَ بِاسْمِك».‏ + ١٥ لكنَّ الرَّبَّ قالَ له:‏ «إذهَب،‏ لِأنِّي اختَرتُ هذا الرَّجُلَ *+ لِيَحمِلَ اسْمي إلى الأُمَمِ + والمُلوكِ + والإسْرَائِيلِيِّين.‏ ١٦ فأنا سأُريهِ كم يَجِبُ أن يَتَألَّمَ مِن أجْلِ اسْمي».‏ +

١٧ فذَهَبَ حَنَانِيَّا ودَخَلَ إلى البَيتِ الَّذي فيهِ شَاوُل.‏ ووَضَعَ يَدَيْهِ علَيهِ وقال:‏ «أخي شَاوُل،‏ إنَّ الرَّبَّ يَسُوع الَّذي ظَهَرَ لكَ على الطَّريقِ الَّذي جِئتَ مِنه،‏ أرسَلَني كَي تَستَرجِعَ نَظَرَكَ وتَمتَلِئَ روحًا قُدُسًا».‏ + ١٨ وعلى الفَوْر،‏ وَقَعَ مِن عَيْنَيْ شَاوُل ما يُشبِهُ القِشرَ وصارَ يَرى.‏ فقامَ واعتَمَد.‏ ١٩ ثُمَّ تَناوَلَ بَعضَ الطَّعامِ واستَعادَ قُوَّتَه.‏

وبَقِيَ عِدَّةَ أيَّامٍ معَ التَّلاميذِ في دِمَشْق.‏ + ٢٠ وبَدَأ فَوْرًا يُبَشِّرُ في المَجامِعِ أنَّ يَسُوع هوَ ابْنُ اللّٰه.‏ ٢١ فكانَ كُلُّ السَّامِعينَ يَندَهِشونَ ويَقولون:‏ «ألَيسَ هذا هوَ الَّذي هاجَمَ بِشِدَّةٍ في أُورُشَلِيم مَن يَدْعونَ بِهذا الاسْم؟‏ + ألَمْ يَأتِ إلى هُنا بِهَدَفِ أن يَعتَقِلَهُم ويَأخُذَهُم * إلى كِبارِ الكَهَنَة؟‏».‏ + ٢٢ أمَّا شَاوُل فظَلَّت قُوَّتُهُ في التَّبشيرِ تَزدادُ أكثَرَ فأكثَر.‏ وكانَ يُبَرهِنُ بِحُجَجٍ مَنطِقِيَّة أنَّ يَسُوع هوَ المَسِيح،‏ فلم يَقدِرِ اليَهُودُ السَّاكِنونَ في دِمَشْق أن يُجاوِبوهُ بِشَيء.‏ +

٢٣ وبَعدَ فَترَةٍ مِنَ الوَقت،‏ تَآ‌مَرَ اليَهُودُ معًا كَي يَقْضوا علَيه.‏ + ٢٤ لكنَّ شَاوُل عَرَفَ بِمُؤامَرَتِهِم ضِدَّه.‏ وكانوا أيضًا لَيلَ نَهارَ يُراقِبونَ بَوَّاباتِ المَدينَةِ بِانتِباهٍ كَي يَتَخَلَّصوا مِنه.‏ ٢٥ فأخَذَهُ تَلاميذُهُ في اللَّيلِ وأنزَلوهُ في سَلَّةٍ مِن خِلالِ فَتحَةٍ في سورِ المَدينَة.‏ +

٢٦ ولمَّا وَصَلَ إلى أُورُشَلِيم،‏ + حاوَلَ أن يَنضَمَّ إلى التَّلاميذ.‏ لكنَّهُم كانوا جَميعًا خائِفينَ مِنهُ لِأنَّهُم لم يُصَدِّقوا أنَّهُ صارَ تِلميذًا.‏ ٢٧ فساعَدَهُ بَرْنَابَا + وأخَذَهُ إلى الرُّسُل.‏ وأخبَرَهُم بِالتَّفصيلِ كَيفَ أنَّ شَاوُل رَأى الرَّبَّ في الطَّريقِ + وأنَّ الرَّبَّ كَلَّمَه،‏ وكَيفَ أنَّهُ تَكَلَّمَ بِجُرأةٍ بِاسْمِ يَسُوع في دِمَشْق.‏ + ٢٨ فبَقِيَ شَاوُل معهُم،‏ وكانَ يَتَنَقَّلُ بِحُرِّيَّةٍ * في أُورُشَلِيم ويَتَكَلَّمُ بِجُرأةٍ بِاسْمِ الرَّبّ.‏ ٢٩ وكانَ يَتَحَدَّثُ إلى اليَهُودِ الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ اليُونَانِيَّة ويُجادِلُهُم.‏ لكنَّ هؤُلاء حاوَلوا أكثَرَ مِن مَرَّةٍ أن يَقْضوا علَيه.‏ + ٣٠ ولمَّا عَرَفَ الإخوَةُ بِذلِك،‏ أنزَلوهُ إلى قَيْصَرِيَّة وأرسَلوهُ إلى طَرْسُوس.‏ +

٣١ وتَمَتَّعَتِ الجَماعاتُ في كُلِّ اليَهُودِيَّة والجَلِيل والسَّامِرَة + بِفَترَةٍ مِنَ السَّلام،‏ وكانَت تَتَقَوَّى.‏ وفيما استَمَرَّت تَخافُ * يَهْوَه وتَنالُ التَّشجيعَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس،‏ + كانَت تَزدادُ أكثَرَ فأكثَر.‏

٣٢ وبَينَما كانَ بُطْرُس يَتَنَقَّلُ في كُلِّ المِنطَقَة،‏ ذَهَبَ أيضًا إلى القِدِّيسينَ السَّاكِنينَ في لِدَّة.‏ + ٣٣ ووَجَدَ هُناك رَجُلًا اسْمُهُ إينْيَاس كانَ مَشلولًا ومُمَدَّدًا على سَريرِهِ مُنذُ ثَماني سِنين.‏ ٣٤ فقالَ لهُ بُطْرُس:‏ «إينْيَاس،‏ يَسُوع المَسِيح يَشْفيك.‏ + قُمْ ورَتِّبْ سَريرَك».‏ + فقامَ فَوْرًا.‏ ٣٥ ولمَّا رَآهُ كُلُّ السَّاكِنينَ في لِدَّة وسَهلِ شَارُون،‏ آمَنوا بِالرَّبّ.‏

٣٦ وكانَ في يَافَا تِلميذَةٌ اسْمُها طَابِيثَا،‏ الَّذي يُتَرجَمُ إلى «دُورْكَاس».‏ * وكانَت تَعمَلُ الخَيرَ دائِمًا وتُعْطي صَدَقاتٍ لِلمُحتاجين.‏ ٣٧ وفي ذلِكَ الوَقت،‏ مَرِضَت وماتَت.‏ فغَسَلوا جَسَدَها ووَضَعوها في غُرفَةٍ عُلوِيَّة.‏ ٣٨ وكانَت لِدَّة قَريبَةً مِن يَافَا.‏ لِذلِك لمَّا سَمِعَ التَّلاميذُ أنَّ بُطْرُس مَوْجودٌ في تِلكَ المَدينَة،‏ أرسَلوا إلَيهِ رَجُلَيْنِ لِيَطلُبا مِنهُ بِإلحاح:‏ «مِن فَضلِك،‏ تَعالَ إلَينا بِسُرعَة!‏».‏ ٣٩ فقامَ بُطْرُس وذَهَبَ معهُما.‏ ولمَّا وَصَل،‏ أخَذوهُ إلى الغُرفَةِ العُلوِيَّة.‏ فجاءَت إلَيهِ كُلُّ الأرامِلِ وهُنَّ يَبْكينَ ويُرينَ بُطْرُس أثوابًا ومَلابِسَ أُخْرى كَثيرَة خَيَّطَتها دُورْكَاس حينَ كانَت حَيَّة.‏ ٤٠ عِندَئِذٍ أخرَجَ بُطْرُس الجَميعَ + ورَكَعَ وصَلَّى.‏ ثُمَّ الْتَفَتَ إلى الجُثَّةِ وقال:‏ «طَابِيثَا،‏ قومي!‏».‏ ففَتَحَت عَيْنَيْها،‏ ولمَّا رَأت بُطْرُس جَلَسَت.‏ + ٤١ فمَدَّ يَدَهُ إلَيها وأوْقَفَها.‏ ثُمَّ دَعا القِدِّيسينَ والأرامِلَ وأراهُم إيَّاها حَيَّة.‏ + ٤٢ وانتَشَرَ الخَبَرُ في يَافَا كُلِّها،‏ فآ‌مَنَ كَثيرونَ بِالرَّبّ.‏ + ٤٣ وبَقِيَ بُطْرُس أيَّامًا كَثيرَة في يَافَا عِندَ رَجُلٍ اسْمُهُ سِمْعَان،‏ وهو دَبَّاغُ جُلود.‏ +

١٠ وكانَ في قَيْصَرِيَّة رَجُلٌ اسْمُهُ كَرْنِيلْيُوس،‏ وهو ضابِطٌ * في كَتيبَةٍ * اسْمُها الكَتيبَةُ الإيطَالِيَّة.‏ ٢ وكانَ رَجُلًا مُتَعَبِّدًا يَخافُ اللّٰهَ هو وكُلُّ أهلِ بَيتِه،‏ ويُعْطي صَدَقاتٍ كَثيرَة لِلنَّاس،‏ ويَتَوَسَّلُ دائِمًا إلى اللّٰه.‏ ٣ وفي أحَدِ الأيَّام،‏ حَوالَيِ السَّاعَةِ الثَّالِثَة بَعدَ الظُّهر،‏ *+ رَأى بِوُضوحٍ في رُؤيا مَلاكَ اللّٰهِ يَأتي إلَيهِ ويَقول:‏ «يا كَرْنِيلْيُوس».‏ ٤ فتَطَلَّعَ فيهِ كَرْنِيلْيُوس وهو مُرتَعِب،‏ وسَأل:‏ «ماذا هُناك يا سَيِّد؟‏».‏ أجابَه:‏ «صَلَواتُكَ صَعِدَت إلى اللّٰهِ وصَدَقاتُكَ لَيسَت مَخْفِيَّة عنه؛‏ إنَّهُ يَتَذَكَّرُها دائِمًا.‏ + ٥ فأَرسِلِ الآنَ رِجالًا إلى يَافَا واستَدْعِ رَجُلًا اسْمُهُ سِمْعَان،‏ الَّذي يُدْعى أيضًا بُطْرُس.‏ ٦ إنَّهُ ضَيفٌ عِندَ دَبَّاغِ جُلودٍ اسْمُهُ سِمْعَان،‏ بَيتُهُ عِندَ البَحر».‏ ٧ وحالَما غادَرَ المَلاكُ الَّذي كَلَّمَه،‏ نادى كَرْنِيلْيُوس اثنَيْنِ مِن خُدَّامِهِ وجُندِيًّا مُتَعَبِّدًا لِلّٰهِ مِن بَينِ مُرافِقيه،‏ ٨ وأخبَرَهُم كُلَّ شَيءٍ وأرسَلَهُم إلى يَافَا.‏

٩ وفي اليَومِ التَّالي،‏ فيما هُم يُتابِعونَ رِحلَتَهُم ويَقتَرِبونَ مِنَ المَدينَة،‏ صَعِدَ بُطْرُس إلى السَّطحِ حَوالَيِ السَّاعَةِ الـ‍ ١٢ ظُهرًا * لِكَي يُصَلِّي.‏ ١٠ لكنَّهُ جاعَ كَثيرًا وأرادَ أن يَأكُل.‏ وبَينَما هُم يُجَهِّزونَ الطَّعام،‏ دَخَلَ في ما يُشبِهُ الغَيبوبَة،‏ *+ ١١ فرَأى السَّماءَ مَفتوحَةً وشَيئًا مِثلَ قِطعَةِ قُماشٍ كَتَّانِيَّة كَبيرَة نازِلَة إلى الأرضِ ومَحمولَة مِن أطرافِها الأربَعَة.‏ ١٢ وكانَ فيها مِن كُلِّ أنواعِ حَيَواناتِ الأرضِ الَّتي لها أربَعُ أرجُل،‏ ومِن كُلِّ أنواعِ الزَّواحِفِ على الأرض،‏ ومِن كُلِّ أنواعِ طُيورِ السَّماء.‏ ١٣ ثُمَّ قالَ لهُ صَوت:‏ «قُمْ يا بُطْرُس،‏ اذبَحْ وكُل».‏ ١٤ لكنَّ بُطْرُس أجاب:‏ «لا يا سَيِّد!‏ * أنا لم آكُلْ أبَدًا شَيئًا مُحَرَّمًا أو نَجِسًا».‏ + ١٥ فعادَ الصَّوتُ وكَلَّمَهُ مَرَّةً ثانِيَة:‏ «ما طَهَّرَهُ اللّٰه،‏ لا تَعتَبِرْهُ نَجِسًا بَعدَ الآن».‏ ١٦ وتَكَلَّمَ الصَّوتُ مَرَّةً ثالِثَة،‏ ثُمَّ رُفِعَ ذلِكَ الشَّيءُ فَوْرًا إلى السَّماء.‏

١٧ وبَينَما كانَ بُطْرُس مُحتارًا يَتَساءَلُ عن مَعْنى الرُّؤيا الَّتي رَآها،‏ كانَ الرِّجالُ الَّذينَ أرسَلَهُم كَرْنِيلْيُوس قد سَألوا عن بَيتِ سِمْعَان وصاروا واقِفينَ على البَوَّابَة.‏ + ١٨ فنادَوْا وسَألوا هل سِمْعَان الَّذي يُدْعى بُطْرُس ضَيفٌ في البَيت.‏ ١٩ وفيما كانَ بُطْرُس لا يَزالُ يُفَكِّرُ في الرُّؤيا،‏ قالَ لهُ الرُّوح:‏ + «هُناك ثَلاثَةُ رِجالٍ يَسألونَ عنك.‏ ٢٠ قُمِ انزِلْ واذهَبْ معهُم ولا تَشُكَّ في شَيءٍ أبَدًا،‏ لِأنِّي أنا أرسَلتُهُم».‏ ٢١ فنَزَلَ بُطْرُس وقالَ لِلرِّجال:‏ «أنا هوَ الَّذي تُفَتِّشونَ عنه.‏ لِماذا أنتُم هُنا؟‏».‏ ٢٢ أجابوا:‏ «أرسَلَنا الضَّابِطُ كَرْنِيلْيُوس،‏ + وهو رَجُلٌ صالِحٌ يَخافُ اللّٰهَ وسُمعَتُهُ جَيِّدَة بَينَ كُلِّ اليَهُود.‏ فقد أعْطاهُ مَلاكٌ قُدُّوسٌ إرشاداتٍ إلهِيَّة كَي يَستَدْعِيَكَ إلى بَيتِهِ ويَسمَعَ ما عِندَكَ لِتَقولَه».‏ ٢٣ فدَعاهُم أن يَدخُلوا واستَضافَهُم تِلكَ اللَّيلَة.‏

وفي الغَد،‏ قامَ وذَهَبَ معهُم.‏ ورافَقَهُ بَعضُ الإخوَةِ مِن يَافَا.‏ ٢٤ فوَصَلَ إلى قَيْصَرِيَّة في اليَومِ التَّالي.‏ وكانَ كَرْنِيلْيُوس يَنتَظِرُهُم معَ الَّذينَ جَمَعَهُم مِن أقارِبِهِ وأصدِقائِهِ اللَّصيقين.‏ ٢٥ ولمَّا وَصَلَ بُطْرُس إلى البَيت،‏ لاقاهُ كَرْنِيلْيُوس ورَمى نَفْسَهُ عِندَ قَدَمَيْهِ وسَجَدَ أمامَه.‏ ٢٦ لكنَّ بُطْرُس أوْقَفَهُ وقال:‏ «قُم،‏ أنا أيضًا مُجَرَّدُ إنسان».‏ + ٢٧ ودَخَلَ وهو يَتَكَلَّمُ معه،‏ ووَجَدَ أشخاصًا كَثيرينَ مُجتَمِعين.‏ ٢٨ فقالَ لهُم:‏ «أنتُم تَعرِفونَ جَيِّدًا أنَّهُ مُحَرَّمٌ على اليَهُودِيِّ أن يَختَلِطَ بِأحَدٍ مِن شَعبٍ آخَرَ أو يَزورَه.‏ + لكنَّ اللّٰهَ أراني أنَّهُ لا يَجِبُ أن أعتَبِرَ أيَّ إنسانٍ نَجِسًا.‏ + ٢٩ لِذلِك حينَ استَدْعَيتُموني،‏ جِئتُ دونَ اعتِراض.‏ فأَخبِروني:‏ لِماذا طَلَبتُم أن آتي؟‏».‏

٣٠ فقالَ كَرْنِيلْيُوس:‏ «مِن أربَعَةِ أيَّام،‏ كُنتُ في بَيتي أُصَلِّي في مِثلِ هذا الوَقت،‏ عِندَ السَّاعَةِ الثَّالِثَة بَعدَ الظُّهر.‏ * وفَجْأةً،‏ وَقَفَ أمامي رَجُلٌ ثِيابُهُ لامِعَة ٣١ وقال:‏ ‹يا كَرْنِيلْيُوس،‏ اللّٰهُ استَجابَ صَلاتَكَ وأبْقى صَدَقاتِكَ في ذاكِرَتِه.‏ ٣٢ لِذلِك،‏ أَرسِلْ رِجالًا إلى يَافَا واستَدْعِ سِمْعَان الَّذي يُدْعى بُطْرُس.‏ إنَّهُ ضَيفٌ عِندَ سِمْعَان،‏ دَبَّاغِ جُلودٍ بَيتُهُ عِندَ البَحر›.‏ + ٣٣ فطَلَبتُ فَوْرًا أن تَأتي،‏ فجِئتَ وهذا لُطفٌ مِنك.‏ والآنَ نَحنُ كُلُّنا مُجتَمِعونَ هُنا أمامَ اللّٰهِ لِنَسمَعَ كُلَّ ما أمَرَكَ يَهْوَه أن تَقولَه».‏

٣٤ عِندَئِذٍ بَدَأ بُطْرُس يَتَكَلَّم،‏ فقال:‏ «الآنَ فَهِمتُ فِعلًا أنَّ اللّٰهَ لَيسَ عِندَهُ تَحَيُّز،‏ + ٣٥ بل يَقبَلُ كُلَّ شَخصٍ يَخافُهُ ويَعمَلُ الصَّواب،‏ مِن أيِّ شَعبٍ كان.‏ + ٣٦ لقد أرسَلَ رِسالَةً إلى الإسْرَائِيلِيِّين،‏ وهيَ الأخبارُ الحُلْوَة عنِ السَّلامِ + بِواسِطَةِ يَسُوع المَسِيح الَّذي هو رَبُّ الكُلّ.‏ + ٣٧ وأنتُم تَعرِفونَ المَوْضوعَ الَّذي تَكَلَّمَ عنهُ النَّاسُ في كُلِّ اليَهُودِيَّة،‏ والَّذي بَدَأَ الحَديثُ عنهُ في الجَلِيل + بَعدَ المَعمودِيَّةِ الَّتي بَشَّرَ بها يُوحَنَّا.‏ ٣٨ إنَّهُ بِخُصوصِ يَسُوع الَّذي مِنَ النَّاصِرَة،‏ كَيفَ أنَّ اللّٰهَ عَيَّنَهُ * بِواسِطَةِ روحٍ قُدُسٍ + وأعْطاهُ قُدرَة،‏ فتَنَقَّلَ في كُلِّ مَكانٍ يَعمَلُ الخَيرَ ويَشْفي جَميعَ الَّذينَ سَيطَرَ علَيهِم إبْلِيس،‏ + لِأنَّ اللّٰهَ كانَ معه.‏ + ٣٩ ونَحنُ شُهودٌ على كُلِّ ما عَمِلَهُ في بِلادِ اليَهُودِ وفي أُورُشَلِيم.‏ لكنَّهُم قَتَلوهُ بِتَعليقِهِ على خَشَبَة.‏ * ٤٠ واللّٰهُ أقامَهُ في اليَومِ الثَّالِثِ + وجَعَلَهُ يَظهَر،‏ ٤١ لا لِكُلِّ الشَّعب،‏ بل لِشُهودٍ عَيَّنَهُمُ اللّٰهُ مُسبَقًا،‏ أي لنا نَحنُ الَّذينَ أكَلنا وشَرِبنا معهُ بَعدَما قامَ مِنَ المَوت.‏ + ٤٢ وأمَرَنا أن نُبَشِّرَ الشَّعبَ ونَشهَدَ كامِلًا + أنَّهُ هوَ الَّذي عَيَّنَهُ اللّٰهُ لِيَكونَ قاضِيًا لِلأحياءِ والأموات.‏ + ٤٣ وكُلُّ الأنبِياءِ يَشهَدونَ عنه،‏ + قائِلينَ إنَّ كُلَّ مَن يُؤْمِنُ بهِ يَنالُ بِواسِطَةِ اسْمِهِ غُفرانَ الخَطايا».‏ +

٤٤ وبَينَما كانَ بُطْرُس يَقولُ هذا الكَلام،‏ حَلَّ الرُّوحُ القُدُسُ على كُلِّ الَّذينَ كانوا يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللّٰه.‏ + ٤٥ فاندَهَشَ المُؤْمِنونَ * المَختونونَ الَّذينَ جاؤُوا مع بُطْرُس،‏ لِأنَّ أشخاصًا مِنَ الأُمَمِ نالوا هُم أيضًا هَدِيَّةَ الرُّوحِ القُدُسِ المَجَّانِيَّة.‏ ٤٦ فقد سَمِعوهُم يَتَكَلَّمونَ بِلُغاتٍ أجنَبِيَّة * ويُعَظِّمونَ اللّٰه.‏ + عِندَئِذٍ قالَ بُطْرُس:‏ ٤٧ ‏«هؤُلاءِ النَّاسُ نالوا الرُّوحَ القُدُسَ مِثلَنا نَحن،‏ فهل يَقدِرُ أحَدٌ أن يَمنَعَهُم مِن أن يَعتَمِدوا بِالماء؟‏».‏ + ٤٨ فأمَرَ أن يَعتَمِدوا بِاسْمِ يَسُوع المَسِيح.‏ + ثُمَّ طَلَبوا مِنهُ أن يَبْقى عِندَهُم عِدَّةَ أيَّام.‏

١١ وسَمِعَ الرُّسُلُ والإخوَةُ الَّذينَ كانوا في اليَهُودِيَّة أنَّ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ قَبِلوا أيضًا كَلِمَةَ اللّٰه.‏ ٢ لِذلِك لمَّا صَعِدَ بُطْرُس إلى أُورُشَلِيم،‏ بَدَأَ الَّذينَ يُؤَيِّدونَ الخِتانَ + يَنتَقِدونَهُ * ٣ ويَقولونَ له:‏ «دَخَلتَ إلى بَيتِ رِجالٍ لَيسوا مَختونينَ وأكَلتَ معهُم».‏ ٤ عِندَئِذٍ شَرَحَ لهُم بُطْرُس ما حَصَلَ بِالتَّفصيل،‏ قائِلًا:‏

٥ ‏«كُنتُ في مَدينَةِ يَافَا أُصَلِّي.‏ وفيما كُنتُ في شِبهِ غَيبوبَة،‏ * رَأيتُ رُؤيا؛‏ رَأيتُ شَيئًا مِثلَ قِطعَةِ قُماشٍ كَتَّانِيَّة كَبيرَة نازِلَة مِنَ السَّماءِ ومَحمولَة مِن أطرافِها الأربَعَة،‏ ووَصَلَت إلَيَّ.‏ + ٦ فنَظَرتُ إلَيها جَيِّدًا ورَأيتُ فيها حَيَواناتِ الأرضِ الَّتي لها أربَعُ أرجُل،‏ وحَيَواناتٍ مُفتَرِسَة،‏ وزَواحِف،‏ وطُيورَ السَّماء.‏ ٧ وسَمِعتُ أيضًا صَوتًا يَقولُ لي:‏ ‹قُمْ يا بُطْرُس،‏ اذبَحْ وكُل›.‏ ٨ لكنِّي أجَبت:‏ ‹لا يا سَيِّد!‏ * أنا لم يَدخُلْ فَمي أبَدًا شَيءٌ مُحَرَّمٌ أو نَجِس›.‏ ٩ فتَكَلَّمَ الصَّوتُ مِنَ السَّماءِ مَرَّةً ثانِيَة وقال:‏ ‹ما طَهَّرَهُ اللّٰه،‏ لا تَعتَبِرْهُ نَجِسًا بَعدَ الآن›.‏ ١٠ وتَكَلَّمَ الصَّوتُ مَرَّةً ثالِثَة،‏ ثُمَّ رُفِعَ كُلُّ شَيءٍ إلى السَّماء.‏ ١١ وفي نَفْسِ اللَّحظَة،‏ وَصَلَ ثَلاثَةُ رِجالٍ إلى البَيتِ الَّذي كُنَّا فيه،‏ وكانوا قد أُرسِلوا إلَيَّ مِن قَيْصَرِيَّة.‏ + ١٢ فقالَ لي الرُّوحُ أن أذهَبَ معهُم وأن لا أشُكَّ في شَيءٍ أبَدًا.‏ وذَهَبَ معي أيضًا هؤُلاءِ الإخوَةُ السِّتَّة،‏ فدَخَلنا إلى بَيتِ الرَّجُل.‏

١٣ ‏«فأخبَرَنا كَيفَ أنَّهُ رَأى المَلاكَ واقِفًا في بَيتِهِ ويَقول:‏ ‹أَرسِلْ رِجالًا إلى يَافَا واستَدْعِ سِمْعَان الَّذي يُدْعى بُطْرُس،‏ + ١٤ وهو سيُخبِرُكَ أُمورًا تُخَلِّصُكَ أنتَ وكُلَّ أهلِ بَيتِك›.‏ ١٥ ولكنْ لمَّا بَدَأتُ أتَكَلَّم،‏ حَلَّ الرُّوحُ القُدُسُ علَيهِم مِثلَما حَلَّ علَينا نَحنُ أيضًا في البِدايَة.‏ + ١٦ عِندَئِذٍ تَذَكَّرتُ كَلامَ الرَّبّ،‏ كَيفَ كانَ يَقول:‏ ‹يُوحَنَّا عَمَّدَ بِماء،‏ + أمَّا أنتُم فسَتَعتَمِدونَ بِروحٍ قُدُس›.‏ + ١٧ فإذا كانَ اللّٰهُ قد أعْطاهُمُ الهَدِيَّةَ المَجَّانِيَّة نَفْسَها الَّتي أعْطانا إيَّاها،‏ نَحنُ الَّذينَ آمَنَّا بِالرَّبِّ يَسُوع المَسِيح،‏ فمَن أنا حتَّى أقِفَ في طَريقِ اللّٰه؟‏».‏ *+

١٨ فلمَّا سَمِعوا ذلِك،‏ ما عادوا يُجادِلونَ * ومَجَّدوا اللّٰهَ قائِلين:‏ «إذًا،‏ أعْطى اللّٰهُ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ أيضًا الفُرصَةَ أن يَتوبوا لِيَنالوا الحَياة».‏ +

١٩ والَّذينَ تَفَرَّقوا + نَتيجَةَ الاضطِهادِ * الَّذي حَدَثَ بَعدَ مَوتِ إسْتِفَانُوس،‏ وَصَلوا حتَّى فِينِيقْيَة وقُبْرُص وأَنْطَاكْيَة.‏ وكانوا لا يُبَشِّرونَ إلَّا اليَهُود.‏ + ٢٠ لكنَّ بَعضَ الرِّجالِ بَينَهُم،‏ وهُم مِن قُبْرُص وقِيرِين،‏ أتَوْا إلى أَنْطَاكْيَة وبَدَأوا يَتَحَدَّثونَ إلى الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ اليُونَانِيَّة ويُعلِنونَ لهُمُ الأخبارَ الحُلْوَة عنِ الرَّبِّ يَسُوع.‏ ٢١ وكانَت يَدُ يَهْوَه معهُم،‏ فآ‌مَنَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ النَّاسِ وتَبِعوا الرَّبّ.‏ +

٢٢ ووَصَلَ الخَبَرُ إلى الجَماعَةِ في أُورُشَلِيم،‏ فأرسَلوا بَرْنَابَا + إلى أَنْطَاكْيَة.‏ ٢٣ ولمَّا وَصَلَ ورَأى اللُّطفَ الفائِقَ الَّذي أظهَرَهُ اللّٰهُ لهُم،‏ * فَرِحَ وشَجَّعَهُم كُلَّهُم أن يُصَمِّموا في قُلوبِهِم أن يَظَلُّوا أوْلِياءَ لِلرَّبّ.‏ + ٢٤ فهو كانَ رَجُلًا صالِحًا ومُمتَلِئًا روحًا قُدُسًا وإيمانًا.‏ نَتيجَةَ ذلِك،‏ آمَنَت أعدادٌ كَبيرَة بِالرَّبّ.‏ + ٢٥ فذَهَبَ بَرْنَابَا إلى طَرْسُوس لِيُفَتِّشَ عن شَاوُل.‏ + ٢٦ وبَعدَ أن وَجَدَه،‏ أحضَرَهُ إلى أَنْطَاكْيَة.‏ ولِمُدَّةِ سَنَةٍ كامِلَة،‏ اجتَمَعا معَ الجَماعَةِ هُناك وعَلَّما جُموعًا كَبيرَة مِنَ النَّاس.‏ وفي أَنْطَاكْيَة،‏ وبِتَوجيهٍ مِنَ اللّٰه،‏ سُمِّيَ التَّلاميذُ لِأوَّلِ مَرَّة «مَسِيحِيِّين».‏ +

٢٧ في تِلكَ الأيَّام،‏ نَزَلَ أنبِياءُ + مِن أُورُشَلِيم إلى أَنْطَاكْيَة.‏ ٢٨ ووَقَفَ واحِدٌ مِنهُمُ اسْمُهُ أَغَابُوس،‏ + وكَشَفَ بِواسِطَةِ الرُّوحِ أنَّ مَجاعَةً عَظيمَة ستَأتي قَريبًا على كُلِّ تِلكَ الأرض.‏ + وهي حَصَلَت فِعلًا في أيَّامِ كلُودْيُوس.‏ ٢٩ فقَرَّرَ التَّلاميذ،‏ كُلُّ واحِدٍ بِحَسَبِ إمكانِيَّاتِه،‏ + أن يُرسِلوا مُساعَداتٍ *+ إلى الإخوَةِ في اليَهُودِيَّة.‏ ٣٠ ففَعَلوا ذلِك وأرسَلوها إلى الشُّيوخِ بِواسِطَةِ بَرْنَابَا وشَاوُل.‏ +

١٢ في ذلِكَ الوَقتِ تَقريبًا،‏ بَدَأَ المَلِكُ هِيرُودُس يَضطَهِدُ البَعضَ في الجَماعَة.‏ + ٢ فقَتَلَ يَعْقُوب أخا يُوحَنَّا + بِالسَّيف.‏ + ٣ وعِندَما رَأى أنَّ هذا يُرْضي اليَهُود،‏ أمَرَ بِالقَبضِ على بُطْرُس أيضًا.‏ (‏وكانَ ذلِك خِلالَ أيَّامِ عيدِ الفَطير.‏ *‏)‏ + ٤ فأمسَكَهُ ووَضَعَهُ في السِّجن،‏ + وسَلَّمَهُ إلى أربَعِ مَجموعاتٍ مِنَ الجُنودِ تَتَناوَبُ على حِراسَتِه،‏ كُلُّ مَجموعَةٍ فيها أربَعَة.‏ وكانَ يَنْوي أن يُحضِرَهُ * أمامَ الشَّعبِ بَعدَ الفِصح.‏ ٥ وفيما كانَ بُطْرُس مَحجوزًا في السِّجن،‏ ظَلَّتِ الجَماعَةُ تُصَلِّي بِحَرارَةٍ إلى اللّٰهِ مِن أجْلِه.‏ +

٦ ولمَّا كانَ هِيرُودُس على وَشْكِ أن يُحاكِمَه،‏ كانَ بُطْرُس في تِلكَ اللَّيلَةِ نائِمًا بَينَ جُندِيَّيْنِ ومُقَيَّدًا بِسِلسِلَتَيْن.‏ وكانَ أمامَ البابِ جُندِيَّانِ آخَرانِ يَحرُسانِ السِّجن.‏ ٧ وفَجْأةً،‏ ظَهَرَ مَلاكُ يَهْوَه + وأضاءَ نورٌ في الزِّنزانَة.‏ فهَزَّ المَلاكُ جَنبَ بُطْرُس وأيقَظَهُ وقالَ له:‏ «قُمْ بِسُرعَة!‏».‏ فسَقَطَتِ السِّلسِلَتانِ مِن يَدَيْه.‏ + ٨ وقالَ لهُ المَلاك:‏ «شُدَّ حِزامَكَ حَولَ خَصرِكَ والْبَسْ حِذاءَك».‏ ففَعَلَ ذلِك.‏ ثُمَّ قالَ لهُ المَلاك:‏ «إلبَسْ ثَوبَكَ الخارِجِيَّ واتبَعْني».‏ ٩ فخَرَجَ وتَبِعَه.‏ لكنَّهُ لم يَعرِفْ أنَّ ما عَمِلَهُ المَلاكُ هو حَقيقَة،‏ بل ظَنَّ أنَّهُ يَرى رُؤيا.‏ ١٠ وقَطَعا نُقطَةَ الحِراسَةِ الأُولى والثَّانِيَة،‏ ووَصَلا إلى بَوَّابَةِ الحَديدِ الَّتي تُؤَدِّي إلى المَدينَة،‏ فانفَتَحَت لهُما وَحْدَها.‏ وبَعدَما خَرَجا،‏ مَشَيا معًا شارِعًا واحِدًا ثُمَّ تَرَكَهُ المَلاكُ فَجْأةً.‏ ١١ عِندَئِذٍ استَوعَبَ بُطْرُس ما حَصَلَ وقال:‏ «الآنَ تَأكَّدتُ أنَّ يَهْوَه أرسَلَ مَلاكَهُ وأنقَذَني مِن يَدِ هِيرُودُس ومِن كُلِّ ما انتَظَرَ اليَهُودُ أن يَحدُثَ لي».‏ +

١٢ وبَعدَ أن فَهِمَ ما حَصَل،‏ ذَهَبَ إلى بَيتِ مَرْيَم أُمِّ يُوحَنَّا الَّذي يُسَمَّى مُرْقُس.‏ + وكانَ كَثيرونَ مُجتَمِعينَ هُناك ويُصَلُّون.‏ ١٣ ولمَّا دَقَّ على بابِ المَدخَل،‏ أتَت خادِمَةٌ اسْمُها رُودَا لِتَعرِفَ مَن على الباب.‏ ١٤ ولمَّا عَرَفَت صَوتَ بُطْرُس،‏ فَرِحَت كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّها لم تَفتَحْ لهُ الباب،‏ بل رَكَضَت إلى الدَّاخِلِ وأخبَرَتِ المَوْجودينَ أنَّ بُطْرُس واقِفٌ عِندَ المَدخَل.‏ ١٥ فقالوا لها:‏ «أنتِ مَجنونَة!‏».‏ لكنَّها بَقِيَت مُصِرَّةً أنَّهُ هو.‏ فقالوا:‏ «هذا مَلاكُه».‏ ١٦ أمَّا بُطْرُس فظَلَّ يَدُقُّ الباب.‏ ولمَّا فَتَحوا ورَأَوْه،‏ اندَهَشوا.‏ ١٧ لكنَّهُ أشارَ إلَيهِم بِيَدِهِ لِيَسكُتوا وأخبَرَهُم بِالتَّفصيلِ كَيفَ أخرَجَهُ يَهْوَه مِنَ السِّجن.‏ وقال:‏ «أَخبِروا يَعْقُوب + والإخوَةَ بِذلِك».‏ ثُمَّ خَرَجَ وسافَرَ إلى مَكانٍ آخَر.‏

١٨ وفي الصَّباح،‏ حَدَثَت بَلبَلَةٌ كَبيرَة بَينَ الجُنودِ وتَساءَلوا ماذا حَصَلَ لِبُطْرُس.‏ ١٩ وفَتَّشَ هِيرُودُس عنه،‏ لكنَّهُ لم يَجِدْه.‏ فاستَجوَبَ الحُرَّاسَ وأمَرَ أن يُعاقَبوا.‏ + ثُمَّ نَزَلَ مِنَ اليَهُودِيَّة إلى قَيْصَرِيَّة وبَقِيَ هُناك بَعضَ الوَقت.‏

٢٠ وكانَ هِيرُودُس غاضِبًا * على أهلِ صُور وصَيْدُون.‏ فجاؤُوا إلَيهِ معًا وطَلَبوا الصُّلحَ بَعدَما أقنَعوا بلَاسْتُس،‏ المَسؤولَ عن بَيتِ * المَلِك،‏ أن يُساعِدَهُم،‏ وذلِك لِأنَّ بِلادَهُم كانَت تَحصُلُ على الطَّعامِ مِن بِلادِ المَلِك.‏ ٢١ وفي اليَومِ المُحَدَّد،‏ لَبِسَ هِيرُودُس ثَوبًا مَلَكِيًّا وجَلَسَ على كُرسِيِّ القَضاءِ وبَدَأ يُلْقي خِطابًا أمامَ النَّاس.‏ ٢٢ فصارَ المُجتَمِعونَ يَصرُخون:‏ «هذا صَوتُ إلهٍ لا صَوتُ إنسان!‏».‏ ٢٣ وفي الحال،‏ ضَرَبَهُ مَلاكُ يَهْوَه بِمَرَضٍ لِأنَّهُ لم يُعْطِ المَجدَ لِلّٰه،‏ فأكَلَهُ الدُّودُ ومات.‏

٢٤ وظَلَّت كَلِمَةُ يَهْوَه تَنتَشِرُ وعَدَدُ المُؤْمِنينَ يَزداد.‏ +

٢٥ أمَّا بَرْنَابَا + وشَاوُل فبَعدَما أنْهَيا مُهِمَّتَهُما لِمُساعَدَةِ الإخوَةِ في أُورُشَلِيم،‏ + رَجَعا إلى أَنْطَاكْيَة وأخَذا معهُما يُوحَنَّا + الَّذي يُسَمَّى أيضًا مُرْقُس.‏

١٣ وكانَ في جَماعَةِ أَنْطَاكْيَة أنبِياءُ ومُعَلِّمونَ + هُم:‏ بَرْنَابَا،‏ شَمْعُون الَّذي يُدْعى نِيجَر،‏ لُوكْيُوس الَّذي مِن قِيرِين،‏ مَنَايِن الَّذي تَعَلَّمَ معَ الحاكِمِ * هِيرُودُس،‏ وشَاوُل.‏ ٢ وفيما هُم يَخدُمونَ يَهْوَه ويَصومون،‏ قالَ لهُمُ الرُّوحُ القُدُس:‏ «إفرِزوا لي بَرْنَابَا وشَاوُل + لِيَقوما بِالعَمَلِ الَّذي اختَرتُهُما له».‏ + ٣ فصاموا وصَلَّوْا،‏ ثُمَّ وَضَعوا أيْدِيَهُم علَيهِما وأرسَلوهُما.‏

٤ وهكَذا،‏ أرسَلَ الرُّوحُ القُدُسُ هذَيْنِ الرَّجُلَيْن،‏ فنَزَلا إلى سَلُوقْيَة،‏ ومِن هُناك أبحَرا إلى قُبْرُص.‏ ٥ ولمَّا وَصَلا إلى سَلَامِيس،‏ بَدَآ يُعلِنانِ كَلِمَةَ اللّٰهِ في مَجامِعِ اليَهُود.‏ وكانَ معهُما يُوحَنَّا خادِمًا * لهُما.‏ +

٦ وعَبَرا الجَزيرَةَ كُلَّها وُصولًا إلى بَافُوس.‏ وهُناك،‏ الْتَقَيا رَجُلًا يَهُودِيًّا اسْمُهُ بَارْيَشُوع،‏ وهو ساحِرٌ ونَبِيٌّ كَذَّاب.‏ ٧ وكانَ يَعمَلُ لَدى الحاكِمِ * سِرْجِيُوس بُولُس،‏ الَّذي كانَ رَجُلًا ذَكِيًّا.‏ وهذا الحاكِمُ استَدْعى بَرْنَابَا وشَاوُل لِأنَّهُ رَغِبَ أن يَسمَعَ كَلِمَةَ اللّٰه.‏ ٨ لكنَّ ذلِكَ السَّاحِرَ الَّذي اسْمُهُ أيضًا عَلِيم (‏ومَعْنى الاسْمِ عَلِيم هو ساحِر)‏ بَدَأ يُقاوِمُهُما وحاوَلَ أن يُبعِدَ الحاكِمَ عنِ الإيمان.‏ ٩ إلَّا أنَّ شَاوُل،‏ الَّذي يُسَمَّى أيضًا بُولُس،‏ امتَلَأَ روحًا قُدُسًا وتَطَلَّعَ فيهِ مُباشَرَةً ١٠ وقال:‏ «يا ابْنَ إبْلِيس،‏ + يا عَدُوَّ كُلِّ خَير،‏ أيُّها المَلآنُ بِكُلِّ خِداعٍ وخُبث!‏ ألَنْ تَتَوَقَّفَ عن تَعْويجِ طُرُقِ يَهْوَه المُستَقيمَة؟‏!‏ ١١ ستَضرِبُكَ يَدُ يَهْوَه،‏ فتَصيرُ أعْمى لا تَرى نورَ الشَّمسِ لِفَترَة».‏ وفَوْرًا غَطَّت عَيْنَيْهِ غَشاوَةٌ وصارَ كُلُّ شَيءٍ حَولَهُ مُظلِمًا،‏ وبَدَأ يَدورُ ويَبحَثُ عن أحَدٍ لِيَقودَهُ بِيَدِه.‏ ١٢ ولمَّا رَأى الحاكِمُ ما حَصَل،‏ اندَهَشَ مِن تَعليمِ يَهْوَه وآمَن.‏

١٣ ثُمَّ أبحَرَ بُولُس ورَفيقاهُ مِن بَافُوس ووَصَلوا إلى بَرْجَة في بَمْفِيلْيَة.‏ لكنَّ يُوحَنَّا + تَرَكَهُما ورَجَعَ إلى أُورُشَلِيم.‏ + ١٤ أمَّا هُما فتابَعا رِحلَتَهُما مِن بَرْجَة وأتَيا إلى أَنْطَاكْيَة في بِيسِيدْيَة.‏ ويَومَ السَّبت،‏ دَخَلا إلى المَجمَعِ + وجَلَسا.‏ ١٥ وبَعدَ القِراءَةِ العَلَنِيَّة لِلشَّريعَةِ + وكِتاباتِ الأنبِياء،‏ أرسَلَ رُؤَساءُ المَجمَعِ إلَيهِما خَبَرًا يَقول:‏ «أيُّها الأخَوان،‏ إذا كانَت عِندَكُما كَلِمَةُ تَشجيعٍ لِلشَّعب،‏ فقولاها».‏ ١٦ فوَقَفَ بُولُس،‏ وأشارَ بِيَدِهِ لِيَسكُتَ الحاضِرونَ وقال:‏

‏«إسمَعوا أيُّها الإسْرَائِيلِيُّونَ وغَيرَهُم مِمَّن يَخافونَ اللّٰه.‏ ١٧ إنَّ إلهَ شَعبِ إسْرَائِيل اختارَ آباءَنا وجَعَلَ الشَّعبَ أُمَّةً عَظيمَة عِندَما كانوا يَعيشونَ كأجانِبَ في أرضِ مِصْر،‏ ثُمَّ أخرَجَهُم مِنها بِذِراعِهِ القَوِيَّة.‏ + ١٨ وتَحَمَّلَهُم في الصَّحراءِ مُدَّةَ ٤٠ سَنَةً تَقريبًا.‏ + ١٩ وبَعدَ أن أهلَكَ سَبعَ أُمَمٍ في أرضِ كَنْعَان،‏ أعْطى أرضَهُم لِآبائِنا كميراث.‏ + ٢٠ كُلُّ هذا حَصَلَ خِلالَ ٤٥٠ سَنَةً تَقريبًا.‏

‏«بَعدَ ذلِك،‏ عَيَّنَ لهُم قُضاةً حتَّى زَمَنِ النَّبِيِّ صَمُوئِيل.‏ + ٢١ ثُمَّ طالَبوا بِمَلِك،‏ + فأعْطاهُمُ اللّٰهُ شَاوُل بْنَ قَيْس،‏ وهو رَجُلٌ مِن سِبطِ بِنْيَامِين.‏ + فحَكَمَ علَيهِم ٤٠ سَنَة.‏ ٢٢ وبَعدَما عَزَلَهُ اللّٰهُ عن مَنصِبِه،‏ عَيَّنَ دَاوُد مَلِكًا علَيهِم،‏ + وهوَ الَّذي شَهِدَ لهُ وقال:‏ ‹وَجَدتُ دَاوُد بْنَ يَسَّى + رَجُلًا مِثلَما يَتَمَنَّاهُ قَلبي؛‏ + هو سيَعمَلُ كُلَّ ما أُريدُه›.‏ ٢٣ ومِثلَما وَعَدَ اللّٰه،‏ جَلَبَ مِن نَسلِ هذا الرَّجُلِ مُخَلِّصًا لِإسْرَائِيل هو يَسُوع.‏ + ٢٤ وقَبلَ أن يَأتِيَ يَسُوع،‏ بَشَّرَ يُوحَنَّا عَلَنًا كُلَّ شَعبِ إسْرَائِيل أن يَعتَمِدوا كرَمزٍ إلى التَّوبَة.‏ + ٢٥ ولمَّا أوْشَكَ يُوحَنَّا أن يُنْهِيَ خِدمَتَه،‏ كانَ يَقول:‏ ‹هل تَظُنُّونَ أنِّي أنا هو؟‏ لا.‏ لكنَّهُ سيَأتي بَعدي وأنا لا أستَحِقُّ أن أفُكَّ رِباطَ حِذائِه›.‏ +

٢٦ ‏«أيُّها الإخوَة،‏ يا أبناءَ إبْرَاهِيم وغَيرَهُم مِمَّن يَخافونَ اللّٰه،‏ إنَّ رِسالَةَ هذا الخَلاصِ أُرسِلَت إلَينا.‏ + ٢٧ وسُكَّانُ أُورُشَلِيم ورُؤَساؤُهُم لم يَعرِفوا ذلِكَ المُخَلِّص.‏ مع ذلِك،‏ حينَ حاكَموهُ تَمَّموا كَلامَ الأنبِياءِ + الَّذي يُقرَأُ بِصَوتٍ عالٍ كُلَّ سَبت.‏ ٢٨ ومع أنَّهُم لم يَجِدوا سَبَبًا لِلحُكمِ علَيهِ بِالمَوت،‏ + طَلَبوا مِن بِيلَاطُس أن يُعدَم.‏ + ٢٩ ولمَّا تَمَّموا كُلَّ ما هو مَكتوبٌ عنه،‏ أنزَلوهُ عنِ الخَشَبَةِ * ووَضَعوهُ في قَبر.‏ *+ ٣٠ لكنَّ اللّٰهَ أقامَهُ مِنَ المَوت،‏ + ٣١ وظَهَرَ على مَدى أيَّامٍ كَثيرَة لِلَّذينَ طَلَعوا معهُ مِنَ الجَلِيل إلى أُورُشَلِيم.‏ وهُمُ الآنَ يَشهَدونَ عنهُ لِلشَّعب.‏ +

٣٢ ‏«لِذلِك نَحنُ نُعلِنُ لكُمُ الأخبارَ الحُلْوَة عنِ الوَعْدِ الَّذي أعْطاهُ اللّٰهُ لِآبائِنا.‏ ٣٣ واللّٰهُ حَقَّقَ كامِلًا هذا الوَعْدَ لنا،‏ نَحنُ أوْلادَهُم،‏ بِإقامَةِ يَسُوع مِنَ المَوت.‏ + وهذا يَنسَجِمُ مع ما هو مَكتوبٌ في المَزمورِ الثَّاني:‏ ‹أنتَ ابْني،‏ أنا اليَومَ وَلَدتُك›.‏ + ٣٤ والفِكرَةُ أنَّ اللّٰهَ أقامَهُ مِنَ المَوتِ وأنَّهُ لن يَعودَ أبَدًا إلى الفَساد،‏ تَكَلَّمَ عنها حينَ قال:‏ ‹سأُظهِرُ لكُمُ الوَلاءَ * الَّذي وَعَدتُ بهِ دَاوُد،‏ وهذا الوَعْدُ أمين›.‏ *+ ٣٥ ولِذلِك قالَ أيضًا في مَزمورٍ آخَر:‏ ‹لن تَدَعَ خادِمَكَ الوَلِيَّ يَرى فَسادًا›.‏ + ٣٦ فدَاوُد خَدَمَ اللّٰهَ * في أيَّامِهِ وماتَ * ودُفِنَ مع آبائِهِ ورَأى فَسادًا.‏ + ٣٧ أمَّا الَّذي أقامَهُ اللّٰهُ فلم يَرَ فَسادًا.‏ +

٣٨ ‏«لِذلِك أيُّها الإخوَة،‏ اعرِفوا أنَّ غُفرانَ الخَطايا لا يَكونُ إلَّا بِواسِطَتِه،‏ وهذا ما نُعلِنُهُ لكُمُ الآن.‏ + ٣٩ فشَريعَةُ مُوسَى لم تَقدِرْ أن تَجعَلَكُم بِلا ذَنْب،‏ + أمَّا كُلُّ مَن يُؤْمِنُ فيُعتَبَرُ بِلا ذَنْبٍ بِواسِطَتِه.‏ + ٤٠ فانتَبِهوا كَي لا يَحصُلَ لكُم ما قيلَ في كِتاباتِ الأنبِياء:‏ ٤١ ‏‹أُنظُروا أيُّها المُستَهزِئون،‏ وتَعَجَّبوا واهلَكوا!‏ فأنا أعمَلُ عَمَلًا في أيَّامِكُم،‏ عَمَلًا لن تُصَدِّقوهُ أبَدًا حتَّى لَو أخبَرَكُم عنهُ أحَد›».‏ +

٤٢ وبَينَما كانا يُغادِران،‏ ألَحَّ علَيهِما النَّاسُ أن يَتَكَلَّما عن هذِهِ الأُمورِ في السَّبتِ التَّالي.‏ ٤٣ وبَعدَما انتَهى الاجتِماعُ في المَجمَع،‏ كَثيرونَ مِنَ اليَهُودِ ومِنَ الَّذينَ كانوا قد صاروا يَهُودًا * ويَعبُدونَ اللّٰهَ تَبِعوا بُولُس وبَرْنَابَا.‏ فتَحَدَّثا إلَيهِم وشَجَّعاهُم أن يَتَمَسَّكوا بِلُطفِ اللّٰهِ الفائِق.‏ *+

٤٤ وفي السَّبتِ التَّالي،‏ اجتَمَعَتِ المَدينَةُ كُلُّها تَقريبًا لِتَسمَعَ كَلِمَةَ يَهْوَه.‏ ٤٥ ولمَّا رَأى اليَهُودُ الجُموع،‏ امتَلَأوا بِالغيرَةِ وبَدَأوا يُعارِضونَ كَلامَ بُولُس،‏ وكانوا بِذلِك يُجَدِّفون.‏ + ٤٦ فقالَ لهُم بُولُس وبَرْنَابَا بِجُرأة:‏ «كانَ يَجِبُ أن تَصِلَ كَلِمَةُ اللّٰهِ إلَيكُم أنتُم أوَّلًا.‏ + ولكنْ بِما أنَّكُم تَرفُضونَها وتَحكُمونَ على أنْفُسِكُم أنَّكُم لا تَستاهِلونَ الحَياةَ الأبَدِيَّة،‏ فسَنَتَوَجَّهُ إلى الأُمَم.‏ + ٤٧ فيَهْوَه أوْصانا قائِلًا:‏ ‹عَيَّنتُكَ نورًا لِلأُمَمِ كَي تَجلُبَ الخَلاصَ إلى آخِرِ الأرض›».‏ +

٤٨ ولمَّا سَمِعَ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ ذلِك،‏ فَرِحوا ومَجَّدوا كَلِمَةَ يَهْوَه،‏ وآمَنَ كُلُّ الَّذينَ قُلوبُهُم مُجَهَّزَة لِنَيلِ الحَياةِ الأبَدِيَّة.‏ ٤٩ وكانَت كَلِمَةُ يَهْوَه تَنتَشِرُ في كُلِّ المِنطَقَة.‏ ٥٠ لكنَّ اليَهُودَ حَرَّضوا النِّساءَ البارِزاتِ المُتَدَيِّناتِ والرِّجالَ المُهِمِّينَ في المَدينَة،‏ فاضطَهَدوا + بُولُس وبَرْنَابَا وطَرَدوهُما خارِجَ حُدودِ مِنطَقَتِهِم.‏ ٥١ فنَفَضَ بُولُس وبَرْنَابَا الغُبارَ عن أقدامِهِما كشَهادَةٍ ضِدَّهُم،‏ وذَهَبا إلى إيقُونْيَة.‏ + ٥٢ وظَلَّ التَّلاميذُ يَمتَلِئونَ فَرَحًا + وروحًا قُدُسًا.‏

١٤ وفي إيقُونْيَة،‏ دَخَلَ بُولُس وبَرْنَابَا معًا إلى مَجمَعِ اليَهُودِ وتَكَلَّما بِطَريقَةٍ جَعَلَت أعدادًا كَبيرَة مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّينَ يَصيرونَ مُؤْمِنين.‏ ٢ لكنَّ اليَهُودَ الَّذينَ لم يُؤْمِنوا حَرَّضوا الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ على الإخوَة،‏ وأثَّروا علَيهِم كَي يَكرَهوهُم.‏ + ٣ فأمْضى بُولُس وبَرْنَابَا وَقتًا طَويلًا هُناك،‏ وبِسُلطَةٍ مِن يَهْوَه كانا يَتَكَلَّمانِ بِجُرأة.‏ وهو أعْطاهُما القُدرَةَ أن يَعمَلا مُعجِزاتٍ وعَلاماتٍ لِيُؤَكِّدَ الرِّسالَةَ عن لُطفِهِ الفائِقِ * الَّذي بَشَّرا به.‏ + ٤ لكنَّ أهلَ المَدينَةِ انقَسَموا،‏ بَعضُهُم معَ اليَهُودِ وبَعضُهُم معَ الرَّسولَيْن.‏ ٥ وحاوَلَ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ وأيضًا اليَهُودُ ورُؤَساؤُهُم أن يُسيئوا مُعامَلَةَ الرَّسولَيْنِ ويَرجُموهُما بِالحِجارَة.‏ + ٦ لكنَّهُما عَرَفا بِذلِك وهَرَبا إلى مَدينَتَيْنِ في لِيكَأُونْيَة،‏ هُما لِسْتَرَة ودِرْبَة،‏ وإلى القُرى المُحيطَة بهِما.‏ + ٧ وهُناكَ استَمَرَّا يُبَشِّرانِ بِالأخبارِ الحُلْوَة.‏

٨ وفي لِسْتَرَة،‏ كانَ يَجلِسُ رَجُلٌ رِجلاهُ مَشلولَتان.‏ فهو مُقعَدٌ مُنذُ الوِلادَةِ ولم يَمْشِ أبَدًا.‏ ٩ وكانَ يَستَمِعُ إلى بُولُس وهو يَتَكَلَّم.‏ ولمَّا تَطَلَّعَ فيهِ بُولُس ورَأى أنَّ عِندَهُ إيمانًا لِكَي يُشْفى،‏ + ١٠ قالَ بِصَوتٍ عالٍ:‏ «قِفْ على رِجلَيْك».‏ فوَقَفَ الرَّجُلُ بِسُرعَةٍ وبَدَأ يَمْشي.‏ + ١١ ولمَّا رَأتِ الجُموعُ ما فَعَلَهُ بُولُس،‏ صَرَخوا بِاللُّغَةِ اللِّيكَأُونِيَّة:‏ «صارَ الآلِهَةُ كالبَشَرِ ونَزَلوا إلَينا!‏».‏ + ١٢ وبَدَأوا يَدْعونَ بَرْنَابَا «زَفْس»،‏ وبُولُس «هِرْمِس» لِأنَّهُ كانَ المُتَكَلِّمَ الرَّئيسِيّ.‏ ١٣ فجَلَبَ كاهِنُ زَفْس،‏ الَّذي كانَ مَعبَدُهُ عِندَ مَدخَلِ المَدينَة،‏ ثيرانًا وتيجانًا مِنَ الزُّهورِ * إلى بَوَّاباتِ المَدينَة،‏ وأرادَ أن يُقَدِّمَ ذَبائِحَ معَ الجُموع.‏

١٤ ولمَّا سَمِعَ الرَّسولانِ بَرْنَابَا وبُولُس بِذلِك،‏ مَزَّقا ثِيابَهُما وأسرَعا نَحوَ الجُموعِ وهُما يَصرُخان:‏ ١٥ ‏«لِماذا تَفعَلونَ هذا؟‏!‏ نَحنُ أيضًا بَشَرٌ ضُعَفاءُ مِثلُكُم.‏ + ونَحنُ نُبَشِّرُكُم لِكَي تَترُكوا هذِهِ الأُمورَ الَّتي لا نَفعَ لها وتَعبُدوا اللّٰهَ الحَيّ،‏ الَّذي صَنَعَ السَّماءَ والأرضَ والبَحرَ وكُلَّ ما فيها.‏ + ١٦ لقد سَمَحَ لِكُلِّ الأُمَمِ في الأزمِنَةِ الماضِيَة أن يَعمَلوا ما يُريدونَه،‏ + ١٧ لكنَّهُ لم يَترُكْ نَفْسَهُ مِن دونِ أدِلَّةٍ تَشهَدُ له.‏ + فهو عَمِلَ لكُم خَيرًا:‏ أعْطاكُم أمطارًا مِنَ السَّماءِ ومَواسِمَ مُثمِرَة،‏ + أعْطاكُم طَعامًا بِكَثرَةٍ ومَلَأ قُلوبَكُم بِالفَرَح».‏ + ١٨ ومع أنَّهُما قالا هذا الكَلام،‏ لم يَقدِرا أن يَمنَعا الجُموعَ مِن تَقديمِ الذَّبائِحِ لهُما إلَّا بَعدَ جُهدٍ كَبير.‏

١٩ وأتى يَهُودٌ مِن أَنْطَاكْيَة وإيقُونْيَة وأثَّروا على الجُموع،‏ + فرَجَموا بُولُس وجَرُّوهُ إلى خارِجِ المَدينَة،‏ مُعتَقِدينَ أنَّهُ مات.‏ + ٢٠ ولكنْ لمَّا تَجَمَّعَ التَّلاميذُ حَولَه،‏ قامَ ودَخَلَ إلى المَدينَة.‏ وفي اليَومِ التَّالي،‏ غادَرَ مع بَرْنَابَا إلى دِرْبَة.‏ + ٢١ فأعلَنا الأخبارَ الحُلْوَة في تِلكَ المَدينَةِ وساعَدا كَثيرينَ أن يَصيروا تَلاميذ.‏ ثُمَّ رَجَعا إلى لِسْتَرَة،‏ ومِنها إلى إيقُونْيَة،‏ ومِنها إلى أَنْطَاكْيَة.‏ ٢٢ وكانا يُقَوِّيانِ التَّلاميذَ + ويُشَجِّعانِهِم أن يَظَلُّوا مُتَمَسِّكينَ بِالإيمان،‏ قائِلَيْن:‏ «يَجِبُ أن نَمُرَّ بِضيقاتٍ كَثيرَة لِنَدخُلَ إلى مَملَكَةِ اللّٰه».‏ + ٢٣ وعَيَّنا لهُم شُيوخًا في كُلِّ جَماعَةٍ + بَعدَ أن صَلَّيا وصاما،‏ + وتَرَكاهُم تَحتَ رِعايَةِ يَهْوَه الَّذي آمَنوا به.‏

٢٤ ثُمَّ عَبَرا في بِيسِيدْيَة ووَصَلا إلى بَمْفِيلْيَة.‏ + ٢٥ وأعلَنا كَلِمَةَ اللّٰهِ في بَرْجَة،‏ ثُمَّ نَزَلا إلى أَتَّالْيَة.‏ ٢٦ ومِن هُناك أبحَرا إلى أَنْطَاكْيَة،‏ المَدينَةِ الَّتي مِنها أرسَلَهُما الإخوَةُ تَحتَ رِعايَةِ اللّٰهِ ولُطفِهِ الفائِقِ كَي يَقوما بِالعَمَلِ الَّذي أكمَلاهُ الآن.‏ +

٢٧ ولمَّا وَصَلا إلى أَنْطَاكْيَة واستَدْعَيا الجَماعَة،‏ أخبَراهُم عنِ الأُمورِ الكَثيرَة الَّتي عَمِلَها اللّٰهُ بِواسِطَتِهِما،‏ وأنَّهُ فَتَحَ بابَ الإيمانِ لِلأُمَم.‏ + ٢٨ وقَضَيا وَقتًا طَويلًا معَ التَّلاميذ.‏

١٥ ونَزَلَ بَعضُ الرِّجالِ مِنَ اليَهُودِيَّة إلى أَنْطَاكْيَة وبَدَأوا يُعَلِّمونَ الإخوَةَ قائِلين:‏ «إذا لم تُختَنوا بِحَسَبِ شَريعَةِ مُوسَى،‏ + لا تَقدِرونَ أن تَخلُصوا».‏ ٢ فاختَلَفَ معهُم بُولُس وبَرْنَابَا.‏ وبَعدَ أن حَدَثَ بَينَهُم جِدالٌ كَبير،‏ أُخِذَ قَرارٌ أن يَصعَدَ بُولُس وبَرْنَابَا وإخوَةٌ آخَرونَ إلى الرُّسُلِ والشُّيوخِ في أُورُشَلِيم + مِن أجْلِ هذِهِ المَسألَة.‏ *

٣ وبَعدَ أن رافَقَتهُمُ الجَماعَةُ مَسافَةً قَصيرَة،‏ تابَعوا طَريقَهُم عَبرَ فِينِيقْيَة والسَّامِرَة وهُم يُخبِرونَ بِالتَّفصيلِ كَيفَ اهتَدى الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ إلى عِبادَةِ اللّٰه.‏ ففَرَّحوا كُلَّ الإخوَةِ كَثيرًا.‏ ٤ ولمَّا وَصَلوا إلى أُورُشَلِيم،‏ رَحَّبَت بهِمِ الجَماعَةُ والرُّسُلُ والشُّيوخ.‏ وخَبَّرَ بُولُس وبَرْنَابَا عنِ الأُمورِ الكَثيرَة الَّتي عَمِلَها اللّٰهُ بِواسِطَتِهِما.‏ ٥ لكنَّ بَعضَ الَّذينَ انتَمَوْا سابِقًا إلى مَذهَبِ الفَرِّيسِيِّينَ وصاروا مُؤْمِنين،‏ قاموا مِن مَقاعِدِهِم وقالوا:‏ «يَجِبُ أن نَختِنَ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ ونوصِيَهُم أن يُطيعوا شَريعَةَ مُوسَى».‏ +

٦ فاجتَمَعَ الرُّسُلُ والشُّيوخُ لِيَدرُسوا هذِهِ المَسألَة.‏ ٧ وبَعدَ نِقاشٍ طَويلٍ وعَميق،‏ * وَقَفَ بُطْرُس وقالَ لهُم:‏ «أيُّها الإخوَة،‏ أنتُم تَعرِفونَ جَيِّدًا أنَّهُ مُنذُ وَقتٍ طَويل،‏ اختارَني اللّٰهُ مِن بَينِكُم كَي يَسمَعَ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ البِشارَةَ بِواسِطَتي ويُؤْمِنوا.‏ + ٨ واللّٰهُ الَّذي يَعرِفُ القُلوبَ + أظهَرَ أنَّهُ يَقبَلُهُم حينَ أعْطاهُمُ الرُّوحَ القُدُس،‏ + مِثلَما فَعَلَ معنا أيضًا.‏ ٩ ولم يُفَرِّقْ أبَدًا بَينَنا وبَينَهُم.‏ + فهو طَهَّرَ قُلوبَهُم بِواسِطَةِ الإيمان.‏ + ١٠ فلِماذا تَمتَحِنونَ اللّٰهَ الآنَ وتَضَعونَ على التَّلاميذِ حِملًا ثَقيلًا *+ لم يَقدِرْ آباؤُنا ولا نَحنُ أن نَحمِلَه؟‏ + ١١ فنَحنُ نُؤْمِنُ أنَّنا نَخلُصُ بِفَضلِ اللُّطفِ الفائِقِ * الَّذي أظهَرَهُ الرَّبُّ يَسُوع،‏ + مِثلَما يَخلُصونَ هُم بِفَضلِه».‏ +

١٢ عِندَئِذٍ سَكَتَ المُجتَمِعونَ كُلُّهُم،‏ وبَدَأوا يَستَمِعونَ إلى بَرْنَابَا وبُولُس وهُما يُخبِرانِ عنِ العَلاماتِ والمُعجِزاتِ الكَثيرَة الَّتي عَمِلَها اللّٰهُ بِواسِطَتِهِما بَينَ الأُمَم.‏ ١٣ ولمَّا انتَهَيا مِنَ الكَلام،‏ أجابَ يَعْقُوب:‏ «أيُّها الإخوَة،‏ اسمَعوني.‏ ١٤ لقد أخبَرَنا شَمْعُون *+ بِالتَّفصيلِ كَيفَ وَجَّهَ اللّٰهُ انتِباهَهُ إلى الأُمَمِ لِأوَّلِ مَرَّة،‏ كَي يَأخُذَ مِن بَينِهِم شَعبًا مِن أجْلِ اسْمِه.‏ *+ ١٥ وهذا يَنسَجِمُ مع كَلامِ الأنبِياء،‏ مِثلَما هو مَكتوب:‏ ١٦ ‏‹بَعدَ ذلِك،‏ سأرجِعُ وأُقيمُ مِن جَديدٍ خَيمَةَ * دَاوُد الَّتي سَقَطَت؛‏ سأُعيدُ بِناءَ بَقاياها وأُرَمِّمُها،‏ ١٧ لِكَي يَقدِرَ الَّذينَ يَبْقَوْنَ أن يَخدُموا يَهْوَه مِن كُلِّ القَلب،‏ هُم والنَّاسُ مِن كُلِّ الأُمَم،‏ النَّاسُ الَّذينَ يُدْعى اسْمي علَيهِم.‏ هذا ما يَقولُهُ يَهْوَه الَّذي يَفعَلُ هذِهِ الأُمورَ + ١٨ المَعروفَة مُنذُ القَديم›.‏ + ١٩ لِذلِك،‏ قَراري * هو أن لا نُصَعِّبَ الأمرَ على النَّاسِ مِنَ الأُمَمِ الَّذينَ يَهتَدونَ إلى عِبادَةِ اللّٰه،‏ + ٢٠ بل أن نَكتُبَ لهُم أن يَمتَنِعوا عن كُلِّ ما لهُ عَلاقَةٌ * بِالأصنامِ + وعنِ العَهارَةِ *+ والحَيَواناتِ المَخنوقَة * والدَّم.‏ + ٢١ فمُنذُ القَديم،‏ كانَ هُناك دائِمًا مَن يُبَشِّرُ بِكِتاباتِ مُوسَى في مَدينَةٍ بَعدَ أُخْرى،‏ لِأنَّها تُقرَأُ بِصَوتٍ عالٍ في المَجامِعِ كُلَّ سَبت».‏ +

٢٢ عِندَئِذٍ،‏ قَرَّرَ الرُّسُلُ والشُّيوخُ مع كُلِّ الجَماعَةِ أن يَختاروا مِن بَينِهِم رَجُلَيْنِ ويُرسِلوهُما إلى أَنْطَاكْيَة مع بُولُس وبَرْنَابَا.‏ فأرسَلوا يَهُوذَا،‏ الَّذي يُسَمَّى بَرْسَابَا،‏ وسِيلَا،‏ + وهُما رَجُلانِ لَدَيهِما مَسؤولِيَّاتٌ كَبيرَة بَينَ الإخوَة.‏ ٢٣ وأرسَلوا معهُم هذِهِ الرِّسالَة:‏

‏«مِن إخوَتِكُمُ الرُّسُلِ والشُّيوخِ إلى الإخوَةِ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ في أَنْطَاكْيَة + وسُورِيَّا وكِيلِيكْيَة:‏ تَحِيَّةٌ طَيِّبَة!‏ ٢٤ سَمِعنا أنَّ البَعضَ ذَهَبوا مِن عِندِنا إلَيكُم وأزعَجوكُم بِكَلامِهِم + وشَوَّشوا تَفكيرَكُم،‏ * مع أنَّنا لم نَطلُبْ مِنهُم هذا الأمر.‏ ٢٥ لِذلِك،‏ تَوَصَّلنا إلى قَرارٍ مُوَحَّدٍ أن نَختارَ رَجُلَيْنِ ونُرسِلَهُما إلَيكُم مع حَبيبَيْنا بَرْنَابَا وبُولُس،‏ ٢٦ رَجُلَيْنِ قَدَّما حَياتَهُما * مِن أجْلِ اسْمِ رَبِّنا يَسُوع المَسِيح،‏ + ٢٧ وهُما يَهُوذَا وسِيلَا.‏ ونَحنُ نُرسِلُهُما كَي يُخبِراكُم شَفَهِيًّا أيضًا ما تَقولُهُ هذِهِ الرِّسالَة.‏ + ٢٨ فالرُّوحُ القُدُسُ + ونَحنُ فَضَّلنا أن لا نُحَمِّلَكُم أيَّ ثِقلٍ غَيرَ هذِهِ الأشياءِ الضَّرورِيَّة:‏ ٢٩ أن تَمتَنِعوا دائِمًا عن ما ذُبِحَ لِلأصنامِ + وعنِ الدَّمِ + والحَيَواناتِ المَخنوقَة *+ والعَهارَة.‏ *+ وإذا تَجَنَّبتُم تَمامًا هذِهِ الأشياء،‏ تَكونُ أُمورُكُم جَيِّدَة.‏ نَتَمَنَّى لكُمُ الصِّحَّةَ والعافِيَة!‏».‏ *

٣٠ فانطَلَقَ هؤُلاءِ الرِّجالُ ونَزَلوا إلى أَنْطَاكْيَة.‏ وجَمَعوا التَّلاميذَ كُلَّهُم وأعْطَوْهُمُ الرِّسالَة.‏ ٣١ ولمَّا قَرَأوها،‏ فَرِحوا بِالكَلامِ المُشَجِّعِ فيها.‏ ٣٢ وبِما أنَّ يَهُوذَا وسِيلَا كانا أيضًا نَبِيَّيْن،‏ قالا خِطاباتٍ كَثيرَة شَجَّعَتِ الإخوَةَ وقَوَّتهُم.‏ + ٣٣ وبَعدَما أمْضَيا بَعضَ الوَقتِ هُناك،‏ وَدَّعَهُما الإخوَةُ وتَمَنَّوْا لهُما أن يَرجِعا بِسَلامٍ إلى الَّذينَ أرسَلوهُما.‏ ٣٤ ‏—‏ ٣٥ أمَّا بُولُس وبَرْنَابَا فبَقِيا في أَنْطَاكْيَة يُعَلِّمانِ ويُعلِنانِ الأخبارَ الحُلْوَة عن كَلِمَةِ يَهْوَه،‏ وكانَ معهُما إخوَةٌ كَثيرون.‏

٣٦ وبَعدَ فَترَةٍ مِنَ الوَقت،‏ قالَ بُولُس لِبَرْنَابَا:‏ «تَعالَ نَرجِعُ ونَزورُ الإخوَةَ في كُلِّ مَدينَةٍ أعلَنَّا فيها كَلِمَةَ يَهْوَه لِنَرى كَيفَ حالُهُم».‏ + ٣٧ وأصَرَّ بَرْنَابَا أن يَأخُذا معهُما يُوحَنَّا الَّذي يُسَمَّى مُرْقُس.‏ + ٣٨ أمَّا بُولُس فلم يُفَضِّلْ أن يَأخُذاهُ معهُما،‏ لِأنَّهُ تَرَكَهُما في بَمْفِيلْيَة ولم يَذهَبْ معهُما لِيُساعِدَهُما في عَمَلِ التَّبشير.‏ + ٣٩ فحَصَلَت بَينَهُما مُشاجَرَةٌ كَبيرَة * لِدَرَجَةِ أنَّهُما افتَرَقا.‏ فأخَذَ بَرْنَابَا + مُرْقُس وأبحَرَ إلى قُبْرُص.‏ ٤٠ أمَّا بُولُس فاختارَ سِيلَا وغادَرَ بَعدَ أن تَرَكَهُ الإخوَةُ تَحتَ رِعايَةِ يَهْوَه ولُطفِهِ الفائِق.‏ + ٤١ فعَبَرَ في سُورِيَّا وكِيلِيكْيَة وكانَ يُقَوِّي الجَماعات.‏

١٦ ووَصَلَ بُولُس إلى دِرْبَة ثُمَّ ذَهَبَ إلى لِسْتَرَة.‏ + وهُناك كانَ يوجَدُ تِلميذٌ اسْمُهُ تِيمُوثَاوُس،‏ + أُمُّهُ يَهُودِيَّة مُؤْمِنَة لكنَّ أباهُ يُونَانِيّ.‏ ٢ وكانَ صيتُهُ جَيِّدًا بَينَ الإخوَةِ الَّذينَ في لِسْتَرَة وإيقُونْيَة.‏ ٣ وأرادَ بُولُس أن يُرافِقَهُ تِيمُوثَاوُس.‏ فأخَذَهُ وخَتَنَهُ مِن أجْلِ اليَهُودِ في تِلكَ المَناطِق،‏ + لِأنَّ الجَميعَ كانوا يَعرِفونَ أنَّ أباهُ يُونَانِيّ.‏ ٤ وخِلالَ سَفَرِهِم مِن مَدينَةٍ إلى أُخْرى،‏ أوْصَلوا إلى الإخوَةِ القَراراتِ الَّتي أخَذَها الرُّسُلُ والشُّيوخُ في أُورُشَلِيم،‏ لِكَي يُطَبِّقوها.‏ + ٥ وهكَذا،‏ ظَلَّتِ الجَماعاتُ تَقْوى في الإيمانِ وعَدَدُ المُؤْمِنينَ يَزدادُ يَومًا بَعدَ يَوم.‏

٦ وعَبَروا في فَرِيجْيَة وبِلادِ غَلَاطْيَة،‏ + لِأنَّ الرُّوحَ القُدُسَ مَنَعَهُم مِنَ التَّبشيرِ بِكَلِمَةِ اللّٰهِ في إقليمِ آسْيَا.‏ ٧ ولمَّا وَصَلوا إلى مِيسْيَة،‏ حاوَلوا أن يَذهَبوا إلى بِيثِينْيَة،‏ + لكنَّ روحَ يَسُوع لم يَسمَحْ لهُم.‏ ٨ فمَرُّوا في مِيسْيَة ونَزَلوا إلى تَرْوَاس.‏ ٩ وفي اللَّيل،‏ رَأى بُولُس في رُؤيا رَجُلًا مَقْدُونِيًّا واقِفًا يُلِحُّ علَيهِ ويَقول:‏ «تَعالَ إلى مَقْدُونْيَة وساعِدْنا».‏ ١٠ وحالَما رَأى الرُّؤيا،‏ استَعَدَّينا لِنَذهَبَ إلى مَقْدُونْيَة لِأنَّنا استَنتَجنا أنَّ اللّٰهَ دَعانا لِنُعلِنَ الأخبارَ الحُلْوَة فيها.‏

١١ فأبحَرنا مِن تَرْوَاس واتَّجَهنا مُباشَرَةً إلى سَامُوتْرَاقْيَا،‏ وفي اليَومِ التَّالي إلى نِيَابُولِيس.‏ ١٢ ومِن هُناك ذَهَبنا إلى فِيلِبِّي،‏ + وهي مُستَعمَرَةٌ رُومَانِيَّة وأهَمُّ مَدينَةٍ في ذلِكَ الجُزْءِ مِن مَقْدُونْيَة.‏ وبَقينا فيها عِدَّةَ أيَّام.‏ ١٣ وفي يَومِ السَّبت،‏ خَرَجنا مِن بَوَّابَةِ المَدينَةِ إلى النَّهر،‏ لِأنَّنا كُنَّا نَظُنُّ أنَّ هُناك مَكانًا لِلصَّلاة.‏ فجَلَسنا وبَدَأنا نَتَكَلَّمُ معَ النِّساءِ المُجتَمِعاتِ هُناك.‏ ١٤ وكانَت تَستَمِعُ إلَينا امرَأةٌ تَعبُدُ اللّٰهَ اسْمُها لِيدْيَة،‏ وهي بائِعَةُ أُرجُوانٍ مِن مَدينَةِ ثِيَاتِيرَا.‏ + ففَتَحَ يَهْوَه قَلبَها لِتَقبَلَ كَلامَ بُولُس.‏ ١٥ ولمَّا اعتَمَدَت هي وأهلُ بَيتِها،‏ + تَرَجَّتنا قائِلَة:‏ «إذا كُنتُم تَعتَبِرونَني مُؤْمِنَةً بِيَهْوَه،‏ فتَعالَوْا وانزِلوا في بَيتي».‏ فأجبَرَتنا مِن كَثرَةِ ما أصَرَّت.‏

١٦ وفي أحَدِ الأيَّام،‏ فيما كُنَّا ذاهِبينَ إلى مَكانِ الصَّلاة،‏ لاقَتنا خادِمَةٌ فيها روحٌ شِرِّير،‏ شَيْطَانٌ يُمَكِّنُها مِن رُؤيَةِ الغَيب.‏ + وكانَت تُكسِبُ أسيادَها أرباحًا كَثيرَة مِنَ التَّبصير.‏ ١٧ هذِهِ الخادِمَةُ صارَت تَتبَعُنا نَحنُ وبُولُس وهي تَصرُخ:‏ «هؤُلاءِ الرِّجالُ هُم عَبيدٌ لِلّٰهِ العالي على كُلِّ شَيء،‏ + وهُم يُعلِنونَ لكُم طَريقَ الخَلاص».‏ ١٨ وظَلَّت تَفعَلُ ذلِك أيَّامًا كَثيرَة.‏ وفي الآخِر،‏ انزَعَجَ بُولُس جِدًّا والْتَفَتَ وقالَ لِلرُّوح:‏ «آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوع المَسِيح أن تَخرُجَ مِنها».‏ فخَرَجَ في اللَّحظَةِ نَفْسِها.‏ +

١٩ ولمَّا رَأى أسيادُها أنَّهُم خَسِروا بابَ رِزقِهِم،‏ + أمسَكوا بُولُس وسِيلَا وجَرُّوهُما إلى السُّلُطاتِ في ساحَةِ السُّوق.‏ + ٢٠ وهُناك،‏ أمامَ مَسؤولي الإدارَةِ المَدَنِيَّة،‏ قالوا:‏ «هذانِ الرَّجُلانِ يُسَبِّبانِ بَلبَلَةً كَبيرَة في مَدينَتِنا.‏ + إنَّهُما يَهُودِيَّانِ ٢١ ويَنشُرانِ عاداتٍ لا يَجوزُ لنا نَحنُ الرُّومَانِيِّينَ أن نَقبَلَها أو نُمارِسَها».‏ ٢٢ فقامَتِ الجُموعُ علَيهِما،‏ ومَزَّقَ مَسؤولو الإدارَةِ المَدَنِيَّة ثِيابَهُما عنهُما وأمَروا أن يُضرَبا بِالعِصِيّ.‏ + ٢٣ وبَعدَ أن ضَرَبوهُما كَثيرًا،‏ رَمَوْهُما في السِّجنِ وأمَروا السَّجَّانَ أن يُشَدِّدَ الحِراسَةَ علَيهِما.‏ + ٢٤ ولِكَي يُنَفِّذَ هذا الأمر،‏ رَماهُما في السِّجنِ الدَّاخِلِيِّ وثَبَّتَ أقدامَهُما في المِقطَرَة.‏ *

٢٥ وفي نِصفِ اللَّيلِ تَقريبًا،‏ كانَ بُولُس وسِيلَا يُصَلِّيانِ ويُسَبِّحانِ اللّٰهَ بِالتَّرنيم،‏ + والمَساجينُ يَستَمِعونَ إلَيهِما.‏ ٢٦ وفَجْأةً حَدَثَ زِلزالٌ عَظيمٌ هَزَّ أساساتِ السِّجن.‏ وانفَتَحَت فَوْرًا كُلُّ الأبوابِ وانفَكَّت قُيودُ الجَميع.‏ + ٢٧ ولمَّا استَيقَظَ السَّجَّانُ ورَأى أبوابَ السِّجنِ مَفتوحَة،‏ سَحَبَ سَيفَهُ وكانَ على وَشْكِ أن يَقتُلَ نَفْسَهُ لِأنَّهُ ظَنَّ أنَّ المَساجينَ هَرَبوا.‏ + ٢٨ لكنَّ بُولُس صَرَخَ بِصَوتٍ عالٍ:‏ «لا تُؤْذِ نَفْسَك!‏ نَحنُ كُلُّنا هُنا!‏».‏ ٢٩ فطَلَبَ السَّجَّانُ أنوارًا لِلإضاءَةِ وأسرَعَ إلى الدَّاخِل،‏ ورَمى نَفْسَهُ أمامَ بُولُس وسِيلَا وهو يَرجُف.‏ ٣٠ ثُمَّ أخرَجَهُما وقال:‏ «يا سَيِّدَيَّ،‏ ماذا علَيَّ أن أعمَلَ لِكَي أخلُص؟‏».‏ ٣١ أجاباه:‏ «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوع فتَخلُصَ أنتَ وأهلُ بَيتِك».‏ + ٣٢ ثُمَّ بَشَّراهُ بِكَلِمَةِ يَهْوَه هو وكُلَّ الَّذينَ في بَيتِه.‏ ٣٣ وأخَذَهُما في ذلِكَ الوَقتِ مِنَ اللَّيلِ وغَسَلَ جِراحَهُما.‏ ثُمَّ اعتَمَدَ فَوْرًا هو وكُلُّ أهلِ بَيتِه.‏ + ٣٤ وأحضَرَهُما إلى مَنزِلِهِ ومَدَّ أمامَهُما طاوِلَةَ طَعام،‏ وفَرِحَ جِدًّا هو وكُلُّ أهلِ بَيتِهِ لِأنَّهُ آمَنَ بِاللّٰه.‏

٣٥ ولمَّا صارَ النَّهار،‏ أرسَلَ مَسؤولو الإدارَةِ المَدَنِيَّة حَرَسَهُمُ الخاصَّ * لِيَقولوا لِلسَّجَّان:‏ «أَطلِقْ سَراحَ هذَيْنِ الرَّجُلَيْن».‏ ٣٦ فنَقَلَ السَّجَّانُ كَلامَهُم إلى بُولُس قائِلًا:‏ «مَسؤولو الإدارَةِ المَدَنِيَّة أرسَلوا أمرًا بِإطلاقِ سَراحِكُما.‏ فاخرُجا واذهَبا بِسَلام».‏ ٣٧ لكنَّ بُولُس قالَ لِلحَرَسِ الخاصّ:‏ «ضَرَبونا عَلَنًا مِن دونِ مُحاكَمَةٍ * مع أنَّنا رُومَانِيَّان،‏ + ورَمَوْنا في السِّجن.‏ والآنَ يُريدونَ أن يُخرِجونا في السِّرّ؟‏!‏ لا!‏ بل لِيَأتوا هُم بِأنفُسِهِم ويُخرِجونا».‏ ٣٨ فأوْصَلَ الحَرَسُ الخاصُّ هذا الكَلامَ إلى مَسؤولي الإدارَةِ المَدَنِيَّة.‏ ولمَّا سَمِعوا أنَّهُما رُومَانِيَّانِ خافوا.‏ + ٣٩ فجاؤُوا وصاروا يُراضونَهُما.‏ وبَعدَ أن أخرَجوهُما،‏ طَلَبوا مِنهُما أن يُغادِرا المَدينَة.‏ ٤٠ لكنَّهُما خَرَجا مِنَ السِّجنِ وذَهَبا إلى بَيتِ لِيدْيَة.‏ فالْتَقَيا بِالإخوَةِ عِندَها وشَجَّعاهُم + ثُمَّ رَحَلا.‏

١٧ وسافَروا عَبرَ أَمْفِيبُولِيس وأَبُولُّونْيَة ووَصَلوا إلى تَسَالُونِيكِي،‏ + وكانَ فيها مَجمَعٌ لِليَهُود.‏ ٢ فدَخَلَ إلَيهِ بُولُس مِثلَ عادَتِه،‏ + وناقَشَهُم * مِنَ الأسفارِ المُقَدَّسَة + ثَلاثَةَ سُبوت.‏ ٣ فشَرَحَ لهُم وبَرهَنَ بِآ‌ياتٍ أنَّ المَسِيح كانَ يَجِبُ أن يَتَألَّمَ + ويَقومَ مِنَ المَوت،‏ + وقال:‏ «إنَّ يَسُوع هذا الَّذي أُخبِرُكُم عنهُ هوَ المَسِيح».‏ ٤ فصارَ بَعضٌ مِنهُم مُؤْمِنينَ وانضَمُّوا إلى بُولُس وسِيلَا.‏ + وهذا ما فَعَلَهُ أيضًا عَدَدٌ كَبيرٌ جِدًّا مِنَ اليُونَانِيِّينَ الَّذينَ يَعبُدونَ اللّٰه،‏ بِالإضافَةِ إلى عَدَدٍ غَيرِ قَليلٍ مِنَ النِّساءِ البارِزات.‏

٥ وغارَ اليَهُود،‏ + فجَمَعوا رِجالًا أشرارًا وعاطِلينَ عنِ العَمَلِ يَتَجَوَّلونَ في ساحَةِ السُّوق،‏ وألَّفوا مَجموعَةً كَبيرَة تُسَبِّبُ الشَّغَب،‏ وأثاروا الفَوْضى في المَدينَة.‏ وهَجَموا على بَيتِ يَاسُون وفَتَّشوا عن بُولُس وسِيلَا لِيُخرِجوهُما إلى مَجموعَةِ الشَّغَب.‏ ٦ وحينَ لم يَجِدوهُما،‏ جَرُّوا يَاسُون وبَعضَ الإخوَةِ إلى حُكَّامِ المَدينَةِ وهُم يَصرُخون:‏ «الرَّجُلانِ اللَّذانِ خَرَبا الدُّنيا * هُما هُنا أيضًا،‏ + ٧ ويَاسُون استَضافَهُما في بَيتِه.‏ وهُم كُلُّهُم يُخالِفونَ قَوانينَ قَيْصَر قائِلينَ إنَّ هُناك مَلِكًا آخَرَ هو يَسُوع».‏ + ٨ فاضطَرَبَتِ الجُموعُ وحُكَّامُ المَدينَةِ حينَ سَمِعوا ذلِك.‏ ٩ وبَعدَما أخَذوا كَفالَةً مِن يَاسُون والآخَرين،‏ أطلَقوا سَراحَهُم.‏

١٠ وحالَما أتى اللَّيل،‏ أرسَلَ الإخوَةُ بُولُس وسِيلَا إلى بِيرِيَّة.‏ ولمَّا وَصَلا،‏ ذَهَبا إلى مَجمَعِ اليَهُود.‏ ١١ وكانَ الَّذينَ في بِيرِيَّة أكثَرَ انفِتاحًا * مِنَ الَّذينَ في تَسَالُونِيكِي.‏ فهُم قَبِلوا كَلِمَةَ اللّٰهِ بِحَماسٍ شَديد،‏ وكانوا كُلَّ يَومٍ يَبحَثونَ جَيِّدًا في الأسفارِ المُقَدَّسَة لِيَتَأكَّدوا هلِ الأُمورُ الَّتي سَمِعوها صَحيحَة.‏ ١٢ فصارَ كَثيرونَ مِنهُم مُؤْمِنين،‏ بِالإضافَةِ إلى عَدَدٍ غَيرِ قَليلٍ مِنَ النِّساءِ اليُونَانِيَّاتِ المُهِمَّاتِ وعَدَدٍ مِنَ الرِّجالِ اليُونَانِيِّين.‏ ١٣ ولكنْ حينَ عَرَفَ اليَهُودُ في تَسَالُونِيكِي أنَّ بُولُس يُعلِنُ كَلِمَةَ اللّٰهِ في بِيرِيَّة أيضًا،‏ ذَهَبوا إلى هُناك لِيُحَرِّضوا النَّاسَ ويُسَبِّبوا فَوْضى.‏ + ١٤ فأرسَلَ الإخوَةُ بُولُس فَوْرًا إلى البَحر.‏ + أمَّا سِيلَا وتِيمُوثَاوُس فبَقِيا هُناك.‏ ١٥ والَّذينَ رافَقوا بُولُس أوْصَلوهُ إلى أَثِينَا.‏ ثُمَّ رَجَعوا ومعهُم وَصِيَّةٌ مِنهُ أن يَأتِيَ سِيلَا وتِيمُوثَاوُس + إلَيهِ بِأسرَعِ وَقتٍ مُمكِن.‏

١٦ وفيما كانَ بُولُس يَنتَظِرُهُما في أَثِينَا،‏ انزَعَجَ كَثيرًا * لمَّا رَأى المَدينَةَ مَليئَةً بِالأصنام.‏ ١٧ فبَدَأ في المَجمَعِ يُناقِشُ * اليَهُودَ وغَيرَهُم مِنَ النَّاسِ الَّذينَ يَعبُدونَ اللّٰه.‏ وفَعَلَ ذلِك أيضًا كُلَّ يَومٍ معَ الَّذينَ الْتَقى بهِم في ساحَةِ السُّوق.‏ ١٨ فصارَ عَدَدٌ مِنَ الفَلاسِفَةِ الأَبِيقُورِيِّينَ والرِّوَاقِيِّينَ يُجادِلونَه.‏ وقالَ بَعضُهُم:‏ «ماذا يُريدُ هذا الثَّرثارُ أن يَقول؟‏»،‏ وآخَرونَ قالوا:‏ «يَبْدو أنَّهُ يُبَشِّرُ بِآ‌لِهَةٍ أجنَبِيَّة».‏ وهُم قالوا ذلِك لِأنَّهُ كانَ يُبَشِّرُ بِيَسُوع والقِيامَة.‏ + ١٩ فأخَذوهُ ومَشَوْا بهِ إلى أَرْيُوس بَاغُوس،‏ وقالوا له:‏ «هل يُمكِنُنا أن نَعرِفَ ما هذا التَّعليمُ الجَديدُ الَّذي تَتَكَلَّمُ عنه؟‏ ٢٠ فأنتَ تَتَحَدَّثُ عن أُمورٍ غَريبَة علَينا،‏ ونُريدُ أن نَعرِفَ مَعْناها».‏ ٢١ وفي الواقِع،‏ كُلُّ أهلِ أَثِينَا والأجانِبُ المُقيمونَ * هُناك كانوا لا يَعمَلونَ شَيئًا في أوْقاتِ فَراغِهِم إلَّا أن يَتَحَدَّثوا عن شَيءٍ جَديدٍ أو يَستَمِعوا إلى شَيءٍ جَديد.‏ ٢٢ فوَقَفَ بُولُس في وَسَطِ أَرْيُوس بَاغُوس + وقال:‏

‏«يا رِجالَ أَثِينَا،‏ لاحَظتُ أنَّكُم في كُلِّ شَيءٍ مُتَدَيِّنونَ * أكثَرَ مِن غَيرِكُم.‏ + ٢٣ فبَينَما كُنتُ أمْشي في مَدينَتِكُم وأنظُرُ بِانتِباهٍ إلى الأشياءِ الَّتي تُكَرِّمونَها،‏ * وَجَدتُ أيضًا مَذبَحًا مَكتوبًا علَيه:‏ ‹لِإلهٍ مَجهول›.‏ في الحَقيقَة،‏ هذا الَّذي تَعبُدونَهُ وأنتُم لا تَعرِفونَهُ هوَ الَّذي أُخبِرُكُم عنه.‏ ٢٤ إنَّهُ الإلهُ الَّذي صَنَعَ العالَمَ وكُلَّ ما فيه.‏ إنَّهُ رَبُّ السَّماءِ والأرض،‏ + لِذلِك لا يَسكُنُ في مَعابِدَ صَنَعَتها أيْدي البَشَر.‏ + ٢٥ وهو لا يَطلُبُ أن تَخدُمَهُ أيْدي البَشَرِ كما لَو أنَّهُ بِحاجَةٍ إلى شَيء،‏ + لِأنَّهُ هوَ الَّذي يُعْطي جَميعَ النَّاسِ الحَياةَ والنَّفَسَ *+ وكُلَّ شَيء.‏ ٢٦ وقد عَمِلَ مِن إنسانٍ واحِدٍ + كُلَّ الشُّعوبِ لِيَسكُنوا في الأرضِ كُلِّها،‏ + وحَدَّدَ أيضًا الأوْقاتَ المُعَيَّنَة ووَضَعَ الحُدودَ لِأماكِنِ سَكَنِهِم،‏ + ٢٧ وذلِك كَي يُفَتِّشوا عنِ اللّٰه،‏ يُفَتِّشوا عنهُ بِاجتِهادٍ * ويَجِدوه،‏ + مع أنَّهُ فِعلِيًّا لَيسَ بَعيدًا عن أيِّ واحِدٍ مِنَّا.‏ ٢٨ فبِسَبَبِهِ نَحنُ نَعيشُ ونَتَحَرَّكُ ونوجَد،‏ مِثلَما قالَ بَعضُ الشُّعَراءِ بَينَكُم:‏ ‹لِأنَّنا نَحنُ أيضًا أوْلادُه›.‏

٢٩ ‏«لِذلِك،‏ بِما أنَّنا أوْلادُ اللّٰه،‏ + لا يَجِبُ أن نَظُنَّ أنَّ اللّٰهَ * يُشبِهُ شَيئًا مِن ذَهَبٍ أو فِضَّةٍ أو حِجارَة،‏ شَيئًا نَحَتَهُ البَشَرُ مِن وَحْيِ فَنِّهِم وخَيالِهِم.‏ + ٣٠ لقد غَضَّ اللّٰهُ النَّظَرَ عن هذا الجَهلِ + في الأزمِنَةِ السَّابِقَة،‏ لكنَّهُ الآنَ يُعلِنُ لِلنَّاسِ في كُلِّ مَكانٍ أنَّهُم يَجِبُ أن يَتوبوا.‏ ٣١ فهو حَدَّدَ يَومًا سيُحاسِبُ + فيهِ الأرضَ بِعَدلٍ * بِواسِطَةِ رَجُلٍ عَيَّنَه،‏ وأعْطى الجَميعَ ضَمانَةً على ذلِك حينَ أقامَهُ مِنَ المَوت».‏ +

٣٢ ولمَّا سَمِعوا عن قِيامَةِ الأموات،‏ بَدَأَ البَعضُ يَسخَرون،‏ + بَينَما قالَ آخَرون:‏ «سنَسمَعُ مِنكَ مَرَّةً أُخْرى عن هذا المَوْضوع».‏ ٣٣ فتَرَكَهُم بُولُس.‏ ٣٤ لكنَّ بَعضَ النَّاسِ انضَمُّوا إلَيهِ وصاروا مُؤْمِنين.‏ ومِنهُم دِيُونِيسْيُوس،‏ وهو قاضٍ في مَحكَمَةِ أَرْيُوس بَاغُوس،‏ وامرَأةٌ اسْمُها دَامَرِس،‏ وآخَرونَ غَيرُهُما.‏

١٨ بَعدَ ذلِك،‏ غادَرَ بُولُس أَثِينَا وجاءَ إلى كُورِنْثُوس.‏ ٢ والْتَقى هُناك بِرَجُلٍ يَهُودِيٍّ اسْمُهُ أَكِيلَا + أصلُهُ مِن بُنْطُس.‏ وهو أتى مُؤَخَّرًا مِن إيطَالْيَا مع زَوجَتِهِ برِيسْكِلَّا،‏ لِأنَّ كلُودْيُوس كانَ قد أمَرَ كُلَّ اليَهُودِ أن يَترُكوا رُومَا.‏ فذَهَبَ بُولُس لِيَزورَهُما.‏ ٣ ولِأنَّهُ كانَ يَعمَلُ في نَفْسِ مِهنَتِهِما،‏ وهي صِناعَةُ الخِيام،‏ بَقِيَ في بَيتِهِما واشتَغَلَ معهُما.‏ + ٤ وكُلَّ سَبت،‏ + كانَ يُلْقي خِطابًا * في المَجمَعِ + ويُقنِعُ يَهُودًا ويُونَانِيِّين.‏

٥ ولمَّا نَزَلَ سِيلَا + وتِيمُوثَاوُس + مِن مَقْدُونْيَة،‏ خَصَّصَ بُولُس كُلَّ وَقتِهِ لِلتَّبشيرِ * بِكَلِمَةِ اللّٰه.‏ فكانَ يَشهَدُ لِليَهُودِ لِيُبَرهِنَ أنَّ يَسُوع هوَ المَسِيح.‏ + ٦ لكنَّهُم ظَلُّوا يُقاوِمونَهُ ويَقولونَ كَلامًا مُهينًا.‏ فنَفَضَ ثِيابَهُ + وقالَ لهُم:‏ «أنتُم ستَتَحَمَّلونَ مَسؤولِيَّةَ ما سيَحصُلُ لكُم!‏ + أنا بَريءٌ مِن دَمِكُم.‏ *+ مِنَ الآنَ سأذهَبُ إلى الَّذينَ مِنَ الأُمَم».‏ + ٧ وانتَقَلَ مِن هُناك * وذَهَبَ إلى بَيتِ تِيطْيُوس يُوسْتُس،‏ وهو رَجُلٌ يَعبُدُ اللّٰهَ وبَيتُهُ مُلاصِقٌ لِلمَجمَع.‏ ٨ وآمَنَ رَئيسُ المَجمَعِ كرِيسْبُس + بِالرَّبِّ هو وكُلُّ أهلِ بَيتِه.‏ وكَثيرونَ مِن أهلِ كُورِنْثُوس الَّذينَ سَمِعوا الرِّسالَةَ آمَنوا واعتَمَدوا.‏ ٩ وفي إحْدى اللَّيالي،‏ قالَ الرَّبُّ لِبُولُس في رُؤيا:‏ «لا تَخَف.‏ إستَمِرَّ في التَّكَلُّمِ ولا تَسكُت،‏ ١٠ لِأنِّي معكَ + ولن يَتَهَجَّمَ علَيكَ أحَدٌ لِيُؤْذِيَك.‏ فلَدَيَّ بَعد شَعبٌ كَثيرٌ في هذِهِ المَدينَة».‏ ١١ فبَقِيَ هُناك سَنَةً وسِتَّةَ أشهُرٍ يُعَلِّمُ كَلِمَةَ اللّٰهِ بَينَهُم.‏

١٢ وبَينَما كانَ غَالِيُون هوَ الحاكِمَ * على أَخَائِيَة،‏ اتَّفَقَ اليَهُودُ كُلُّهُم معًا وهَجَموا على بُولُس وأخَذوهُ إلى مَكانِ كُرسِيِّ القَضاء.‏ ١٣ وقالوا:‏ «هذا الرَّجُلُ يُقنِعُ النَّاسَ أن يَعبُدوا اللّٰهَ بِطَريقَةٍ تُخالِفُ القانون».‏ ١٤ وفيما بُولُس على وَشْكِ أن يَتَكَلَّم،‏ قالَ غَالِيُون لِليَهُود:‏ «أيُّها اليَهُود،‏ لَو كانَتِ المَسألَةُ مَسألَةَ خَطَإٍ أو جَريمَةً خَطيرَة،‏ كانَ مَعقولًا أن أسمَعَ لكُم بِصَبر.‏ ١٥ ولكنْ بِما أنَّ المَسألَةَ هي مُجادَلاتٌ حَولَ كَلِماتٍ وأسماءٍ وحَولَ شَريعَتِكُم،‏ + فحُلُّوها أنتُم.‏ لا أُريدُ أن أكونَ قاضِيًا في هذِهِ الأُمور».‏ ١٦ ثُمَّ أبعَدَهُم عن كُرسِيِّ القَضاء.‏ ١٧ فأمسَكَ الجَميعُ رَئيسَ المَجمَعِ سُوسْتَانِيس + وبَدَأوا يَضرِبونَهُ أمامَ كُرسِيِّ القَضاء.‏ لكنَّ غَالِيُون لم يَتَدَخَّلْ أبَدًا في الأمر.‏

١٨ أمَّا بُولُس فبَقِيَ هُناك أيَّامًا كَثيرَة،‏ ثُمَّ وَدَّعَ الإخوَةَ وأبحَرَ مُتَّجِهًا إلى سُورِيَّا ومعهُ برِيسْكِلَّا وأَكِيلَا.‏ وكانَ قد قَصَّ شَعرَهُ قَصيرًا في كَنْخَرْيَا + لِأنَّهُ كانَ علَيهِ نَذْر.‏ ١٩ ولمَّا وَصَلوا إلى أَفَسُس،‏ تَرَكَهُما هُناك في المَدينَة.‏ أمَّا هو فدَخَلَ إلى المَجمَعِ وناقَشَ * اليَهُود.‏ + ٢٠ ومع أنَّهُم طَلَبوا مِنهُ أن يَبْقى وَقتًا أطوَل،‏ لم يُوافِق.‏ ٢١ بل وَدَّعَهُم وقالَ لهُم:‏ «سأرجِعُ إلَيكُم إن شاءَ يَهْوَه».‏ وأبحَرَ مِن أَفَسُس ٢٢ ونَزَلَ إلى قَيْصَرِيَّة.‏ ثُمَّ طَلَعَ * وسَلَّمَ على الجَماعَة،‏ وبَعدَ ذلِك نَزَلَ إلى أَنْطَاكْيَة.‏ +

٢٣ وبَعدَ أن بَقِيَ هُناك بَعضَ الوَقت،‏ غادَرَ وتَنَقَّلَ مِن مَكانٍ إلى آخَرَ في بِلادِ غَلَاطْيَة وفَرِيجْيَة،‏ + وكانَ يُقَوِّي كُلَّ التَّلاميذ.‏ +

٢٤ ووَصَلَ إلى أَفَسُس رَجُلٌ يَهُودِيٌّ اسْمُهُ أَبُلُّوس + أصلُهُ مِنَ الإسْكَنْدَرِيَّة.‏ وهو مَوْهوبٌ في الكَلامِ وخَبيرٌ بِالأسفارِ المُقَدَّسَة.‏ ٢٥ هذا الرَّجُلُ كانَ قد تَعَلَّمَ * عن طَريقِ يَهْوَه.‏ وكانَ يَتَكَلَّمُ ويُعَلِّمُ بِدِقَّةٍ عن يَسُوع وهو يَغْلي حَماسَةً بِفَضلِ الرُّوح.‏ لكنَّهُ لم يَكُنْ يَعرِفُ إلَّا مَعمودِيَّةَ يُوحَنَّا.‏ ٢٦ فبَدَأ يَتَكَلَّمُ بِجُرأةٍ في المَجمَع.‏ ولمَّا سَمِعَهُ برِيسْكِلَّا وأَكِيلَا،‏ + أخَذاهُ معهُما وشَرَحا لهُ طَريقَ اللّٰهِ بِدِقَّةٍ أكثَر.‏ ٢٧ وحينَ أرادَ أَبُلُّوس أن يَذهَبَ إلى أَخَائِيَة،‏ كَتَبَ الإخوَةُ رِسالَةً إلى التَّلاميذِ هُناك لِيوصوهُم أن يُرَحِّبوا به.‏ ولمَّا وَصَلَ إلى أَخَائِيَة،‏ ساعَدَ كَثيرًا الَّذينَ كانوا قد آمَنوا بِفَضلِ لُطفِ اللّٰهِ الفائِق.‏ * ٢٨ فقد كانَ عَلَنًا وبِكُلِّ قُوَّةٍ يَغلِبُ اليَهُودَ ويُثبِتُ أنَّهُم على خَطَإٍ،‏ مُبَرهِنًا لهُم مِنَ الأسفارِ المُقَدَّسَة أنَّ يَسُوع هوَ المَسِيح.‏ +

١٩ وبَينَما كانَ أَبُلُّوس + في كُورِنْثُوس،‏ سافَرَ بُولُس عَبْرَ المَناطِقِ الدَّاخِلِيَّة ونَزَلَ إلى أَفَسُس.‏ + وهُناك،‏ وَجَدَ بَعضَ التَّلاميذِ ٢ وسَألَهُم:‏ «هل نِلتُم روحًا قُدُسًا حينَ آمَنتُم؟‏».‏ + أجابوه:‏ «لا.‏ ولا حتَّى سَمِعنا أنَّهُ يوجَدُ روحٌ قُدُس».‏ ٣ فقال:‏ «إذًا أيَّ مَعمودِيَّةٍ اعتَمَدتُم؟‏».‏ أجابوا:‏ «مَعمودِيَّةَ يُوحَنَّا».‏ + ٤ فقالَ بُولُس:‏ «يُوحَنَّا عَمَّدَ النَّاسَ كرَمزٍ إلى التَّوبَة،‏ + وقالَ لِلشَّعبِ أن يُؤْمِنوا بِالَّذي يَأتي بَعدَه،‏ + أي يَسُوع».‏ ٥ فلمَّا سَمِعوا ذلِك،‏ اعتَمَدوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوع.‏ ٦ وحينَ وَضَعَ بُولُس يَدَيْهِ علَيهِم،‏ حَلَّ الرُّوحُ القُدُسُ علَيهِم،‏ + وبَدَأوا يَتَكَلَّمونَ بِلُغاتٍ أجنَبِيَّة ويَتَنَبَّأون.‏ + ٧ وكانوا كُلُّهُم حَوالَيِ ١٢ رَجُلًا.‏

٨ وظَلَّ يَأتي إلى المَجمَعِ + على مَدى ثَلاثَةِ أشهُر.‏ وكانَ يَتَكَلَّمُ بِجُرأةٍ ويُقَدِّمُ خِطاباتٍ ويُناقِشُ النَّاسَ بِطَريقَةٍ مُقنِعَة بِخُصوصِ مَملَكَةِ اللّٰه.‏ + ٩ لكنَّ البَعضَ رَفَضوا بِعِنادٍ أن يُؤْمِنوا،‏ * وقالوا كَلامًا سَيِّئًا عنِ «الطَّريق» + أمامَ الجُموع.‏ فتَرَكَهُم + وفَرَزَ التَّلاميذَ عنهُم،‏ وصارَ يُقَدِّمُ كُلَّ يَومٍ خِطاباتٍ في قاعَةِ مَدرَسَةِ تِيرَانُس.‏ ١٠ واستَمَرَّ يَفعَلُ ذلِك سَنَتَيْن،‏ حتَّى إنَّ كُلَّ سُكَّانِ إقليمِ آسْيَا،‏ اليَهُودَ واليُونَانِيِّين،‏ سَمِعوا كَلِمَةَ الرَّبّ.‏

١١ وظَلَّ اللّٰهُ يَعمَلُ بِواسِطَةِ بُولُس أعمالًا عَظيمَة * غَيرَ عادِيَّة.‏ + ١٢ حتَّى إنَّ النَّاسَ كانوا يَأخُذونَ قِطَعَ القُماشِ والمَراويلَ الَّتي لَمَسَت جِسمَهُ ويُعْطونَها لِلمَرْضى،‏ + فيُشْفَوْنَ مِن أمراضِهِم وتَخرُجُ مِنهُمُ الأرواحُ الشِّرِّيرَة.‏ + ١٣ لكنَّ بَعضَ اليَهُود،‏ الَّذينَ كانوا يَتَجَوَّلونَ ويُخرِجونَ الشَّيَاطِين،‏ حاوَلوا أيضًا أن يَستَعمِلوا اسْمَ الرَّبِّ يَسُوع معَ الَّذينَ فيهِم أرواحٌ شِرِّيرَة.‏ فكانوا يَقولون:‏ «بِاسْمِ يَسُوع الَّذي يُبَشِّرُ عنهُ بُولُس آمُرُكُم أن تَخرُجوا».‏ + ١٤ وكانَ لِواحِدٍ مِن كِبارِ الكَهَنَةِ اليَهُود،‏ واسْمُهُ سَكَاوَا،‏ سَبعَةُ أبناءٍ يَفعَلونَ ذلِك.‏ ١٥ لكنَّ الرُّوحَ الشِّرِّيرَ أجابَهُم:‏ «أنا أعرِفُ يَسُوع + وأعرِفُ مَن هو بُولُس،‏ + ولكنْ مَن أنتُم؟‏».‏ ١٦ عِندَئِذٍ هَجَمَ علَيهِمِ الرَّجُلُ الَّذي فيهِ الرُّوحُ الشِّرِّير،‏ وغَلَبَهُم واحِدًا بَعدَ الآخَرِ وقَدِرَ علَيهِم،‏ حتَّى إنَّهُم هَرَبوا مِنَ البَيتِ عُراةً ومُجَرَّحين.‏ ١٧ ووَصَلَ الخَبَرُ إلى كُلِّ اليَهُودِ واليُونَانِيِّينَ السَّاكِنينَ في أَفَسُس.‏ فشَعَروا كُلُّهُم بِالخَوفِ والرَّهبَة،‏ وظَلَّ اسْمُ الرَّبِّ يَسُوع يَتَمَجَّد.‏ ١٨ وكانَ كَثيرونَ مِنَ الَّذينَ آمَنوا يَأتونَ ويَعتَرِفونَ عَلَنًا بِمُمارَساتِهِمِ السَّيِّئَة ويُخبِرونَ عنها.‏ ١٩ وعَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ الَّذينَ كانوا يُمارِسونَ الفُنونَ السِّحرِيَّة جَمَعوا كُتُبَهُم وحَرَقوها أمامَ الجَميع.‏ + وحَسَبوا قيمَتَها ووَجَدوا أنَّها تُساوي ٠٠٠‏,٥٠ قِطعَةٍ مِنَ الفِضَّة.‏ ٢٠ وهكَذا ظَلَّت كَلِمَةُ يَهْوَه تَنتَشِرُ بِقُوَّةٍ وتَأثيرُها يَزدادُ أكثَرَ فأكثَر.‏ +

٢١ وبَعدَ أن حَصَلَت هذِهِ الأُمور،‏ قَرَّرَ * بُولُس أن يُسافِرَ إلى أُورُشَلِيم بَعدَ أن يَمُرَّ في مَقْدُونْيَة + وأَخَائِيَة.‏ وقال:‏ «بَعدَما أصِلُ إلى أُورُشَلِيم،‏ + يَجِبُ أن أذهَبَ إلى رُومَا أيضًا».‏ + ٢٢ فأرسَلَ إلى مَقْدُونْيَة اثنَيْنِ مِن مُساعِديهِ هُما تِيمُوثَاوُس + وأَرَاسْتُس.‏ + أمَّا هو فبَقِيَ فَترَةً في إقليمِ آسْيَا.‏

٢٣ في ذلِكَ الوَقت،‏ حَدَثَ شَغَبٌ كَبيرٌ + بِخُصوصِ «الطَّريق».‏ + ٢٤ فهُناك صائِغُ فِضَّة،‏ اسْمُهُ دِيمِتْرِيُوس،‏ كانَ يَصنَعُ مَعابِدَ صَغيرَة مِن فِضَّةٍ لِأَرْطَامِيس،‏ ويُكسِبُ الحِرَفِيِّينَ رِبحًا كَبيرًا.‏ + ٢٥ فجَمَعَهُم هُم وآخَرينَ يَعمَلونَ في هذا المَجالِ وقال:‏ «أيُّها الرِّجال،‏ أنتُم تَعرِفونَ جَيِّدًا أنَّنا مُرتاحونَ مادِّيًّا بِفَضلِ هذا العَمَل.‏ ٢٦ وأنتُمُ الآنَ تَرَوْنَ وتَسمَعونَ كَيفَ أنَّ بُولُس هذا أقنَعَ عَدَدًا كَبيرًا مِنَ النَّاسِ وغَيَّرَ رَأْيَهُم،‏ لَيسَ في أَفَسُس + فَقَط،‏ بل تَقريبًا في كُلِّ إقليمِ آسْيَا.‏ فهو يَقولُ إنَّ الآلِهَةَ الَّتي تَصنَعُها أيْدي البَشَرِ لَيسَت آلِهَة.‏ + ٢٧ لِذلِك،‏ لَيسَ الخَطَرُ فَقَط أن تَتَشَوَّهَ سُمعَةُ مِهنَتِنا،‏ بل أيضًا أن يَصيرَ مَعبَدُ الإلاهَةِ العَظيمَة أَرْطَامِيس بِلا قيمَةٍ في نَظَرِ النَّاس.‏ وهذا سيُخَسِّرُ أَرْطَامِيس عَظَمَتَها،‏ هيَ الَّتي يَعبُدُها النَّاسُ في كُلِّ إقليمِ آسْيَا والأرض».‏ ٢٨ ولمَّا سَمِعوا ذلِك،‏ غَضِبوا جِدًّا وصاروا يَصرُخون:‏ «عَظيمَةٌ هي أَرْطَامِيس إلاهَةُ الأَفَسُسِيِّين!‏».‏

٢٩ فحَدَثَت بَلبَلَةٌ في كُلِّ المَدينَة،‏ ورَكَضَ النَّاسُ كُلُّهُم معًا إلى المَسرَح.‏ وجَرُّوا معهُم رَفيقَيْ بُولُس في السَّفَر،‏ غَايُس وأَرِسْتَرْخُس + اللَّذَيْنِ مِن مَقْدُونْيَة.‏ ٣٠ وكانَ بُولُس يُريدُ أن يَدخُلَ لِيُواجِهَ الجُموع،‏ لكنَّ التَّلاميذَ لم يَدَعوهُ يَفعَلُ ذلِك.‏ ٣١ حتَّى إنَّ بَعضَ المُشرِفينَ على الاحتِفالاتِ والألعاب،‏ الَّذينَ كانوا وَدودينَ معه،‏ أرسَلوا إلَيهِ خَبَرًا وتَرَجَّوْهُ أن لا يُخاطِرَ ويَدخُلَ إلى المَسرَح.‏ ٣٢ وكانَتِ الجُموعُ * في حالَةِ فَوْضى؛‏ بَعضُهُم يُنادونَ بِشَيءٍ وبَعضُهُم بِشَيءٍ آخَر،‏ وأكثَرِيَّتُهُم لا يَعرِفونَ لِماذا هُم مُجتَمِعون.‏ ٣٣ وأخرَجوا مِن بَينِ الجُموعِ رَجُلًا اسْمُهُ الإسْكَنْدَر كانَ اليَهُودُ يَدفَعونَهُ إلى الأمام.‏ فأشارَ الإسْكَنْدَر بِيَدِهِ لِيُسكِتَ النَّاسَ وأرادَ أن يوضِحَ لهُمُ المَسألَة.‏ * ٣٤ ولكنْ لمَّا عَرَفوا أنَّهُ يَهُودِيّ،‏ صاروا كُلُّهُم يَصرُخونَ بِصَوتٍ واحِدٍ لِساعَتَيْنِ تَقريبًا:‏ «عَظيمَةٌ هي أَرْطَامِيس إلاهَةُ الأَفَسُسِيِّين!‏».‏

٣٥ أخيرًا،‏ استَطاعَ رَئيسُ ديوانِ المَدينَةِ أن يُهَدِّئَ الجُموع.‏ وقال:‏ «يا أهلَ أَفَسُس،‏ هل هُناك أحَدٌ لا يَعرِفُ أنَّ مَدينَةَ الأَفَسُسِيِّينَ هيَ الحارِسَةُ لِمَعبَدِ الإلاهَةِ العَظيمَة أَرْطَامِيس ولِتِمثالِها الَّذي سَقَطَ مِنَ السَّماء؟‏ ٣٦ هذا الأمرُ لا خِلافَ علَيه،‏ لِذلِك يَجِبُ أن تَهدَأوا ولا تَتَصَرَّفوا بِتَهَوُّر.‏ ٣٧ أنتُم أحضَرتُم هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إلى هُنا مع أنَّهُما لا يَسرِقانِ المَعابِدَ ولا يُجَدِّفانِ على إلاهَتِنا.‏ ٣٨ فإذا كانَ لِدِيمِتْرِيُوس + والحِرَفِيِّينَ الَّذينَ معهُ شَكْوى على أحَد،‏ فهُناك أيَّامٌ تَجتَمِعُ فيها المَحكَمَةُ وهُناك أيضًا حُكَّام،‏ * فلْيَشتَكوا إلَيهِم.‏ ٣٩ أمَّا إذا كُنتُم تُريدونَ شَيئًا آخَر،‏ فيَجِبُ أن يُبَتَّ في اجتِماعٍ قانونِيّ.‏ ٤٠ فبِسَبَبِ ما حَدَثَ اليَوم،‏ نَحنُ فِعلًا في خَطَرٍ أن نُتَّهَمَ بِالتَّحريضِ على العِصيان.‏ فلَيسَ لَدَينا عُذرٌ يُبَرِّرُ هذا التَّجَمُّعَ الفَوْضَوِيّ».‏ ٤١ وبَعدَما قالَ ذلِك،‏ طَلَبَ مِنَ الجُموعِ أن يُغادِروا.‏

٢٠ ولمَّا انتَهى الشَّغَب،‏ استَدْعى بُولُس التَّلاميذَ وشَجَّعَهُم،‏ ثُمَّ وَدَّعَهُم وبَدَأ رِحلَتَهُ إلى مَقْدُونْيَة.‏ ٢ وتَنَقَّلَ مِن مَكانٍ إلى آخَرَ في تِلكَ المِنطَقَةِ وقَوَّى التَّلاميذَ هُناك بِكَلامٍ مُشَجِّعٍ كَثير،‏ ثُمَّ وَصَلَ إلى اليُونَان.‏ ٣ وبَقِيَ فيها ثَلاثَةَ أشهُر.‏ وكانَ على وَشْكِ أن يُسافِرَ إلى سُورِيَّا في البَحر.‏ ولكنْ لِأنَّ اليَهُودَ دَبَّروا خُطَّةً خَبيثَة لِيَقتُلوه،‏ + قَرَّرَ أن يَرجِعَ عن طَريقِ مَقْدُونْيَة.‏ ٤ وكانَ يُرافِقُهُ سُوبَاتْرُس بْنُ بِرُّس مِن بِيرِيَّة،‏ وأَرِسْتَرْخُس + وسَكُونْدُس مِن تَسَالُونِيكِي،‏ وغَايُس مِن دِرْبَة،‏ وتِيمُوثَاوُس،‏ + ومِن إقليمِ آسْيَا تِيخِيكُس + وترُوفِيمُس.‏ + ٥ هؤُلاءِ الرِّجالُ سَبَقونا وانتَظَرونا في تَرْوَاس.‏ ٦ أمَّا نَحنُ فأبحَرنا مِن فِيلِبِّي بَعدَ عيدِ الفَطير.‏ *+ وانضَمَّينا إلَيهِم في تَرْوَاس بَعدَ خَمسَةِ أيَّام،‏ وقَضَينا هُناك سَبعَةَ أيَّام.‏

٧ وفي أوَّلِ يَومٍ مِنَ الأُسبوع،‏ كُنَّا مُجتَمِعينَ كَي نَتَناوَلَ الطَّعام.‏ وألْقى بُولُس خِطابًا لِلحاضِرينَ لِأنَّهُ كانَ يَنْوي أن يُسافِرَ في اليَومِ التَّالي،‏ وطَوَّلَ في الكَلامِ حتَّى نِصفِ اللَّيل.‏ ٨ وكانَت هُناك أنوارٌ كَثيرَة في الغُرفَةِ العُلوِيَّة الَّتي اجتَمَعنا فيها.‏ ٩ وكانَ شابٌّ اسْمُهُ أَفْتِيخُوس جالِسًا عِندَ الشُّبَّاك.‏ فغَلَبَهُ النُّعاسُ فيما بُولُس يَتَكَلَّمُ وغَرِقَ في نَومٍ عَميقٍ وسَقَطَ مِنَ الطَّابِقِ الثَّالِث.‏ ولمَّا وَصَلوا إلَيهِ وحَمَلوه،‏ كانَ مَيِّتًا.‏ ١٠ فنَزَلَ بُولُس ورَمى نَفْسَهُ علَيهِ وعانَقَهُ + وقال:‏ «لا تَقلَقوا،‏ إنَّهُ حَيّ».‏ *+ ١١ ثُمَّ صَعِدَ بُولُس إلى الغُرفَةِ العُلوِيَّة وأخَذَ طَعامًا * وبَدَأ يَأكُل.‏ وتَحَدَّثَ إلَيهِم لِوَقتٍ طَويلٍ حتَّى طَلَعَ الفَجر،‏ ثُمَّ غادَر.‏ ١٢ وأخَذوا الصَّبِيَّ إلى بَيتِهِ حَيًّا،‏ وكانوا فَرِحينَ جِدًّا.‏ *

١٣ أمَّا نَحنُ فرَكِبنا السَّفينَةَ وأبحَرنا إلى أَسُّوس كَي نَأخُذَ بُولُس معنا مِن هُناك.‏ فهو طَلَبَ مِنَّا ذلِك لِأنَّهُ أرادَ أن يُسافِرَ إلَيها مَشْيًا على الأقدام.‏ ١٤ ولمَّا لَحِقَنا إلى أَسُّوس،‏ أركَبناهُ معنا وذَهَبنا إلى مِيتِيلِينِي.‏ ١٥ وفي اليَومِ التَّالي،‏ أبحَرنا مِن هُناك ووَصَلنا قُربَ جَزيرَةِ خِيُوس.‏ وفي اليَومِ الثَّالِثِ تَوَقَّفنا قَليلًا في سَامُوس،‏ وفي اليَومِ الرَّابِعِ وَصَلنا إلى مِيلِيتُس.‏ ١٦ وكانَ بُولُس قد قَرَّرَ أن لا يَتَوَقَّفَ في أَفَسُس + كَي لا يَتَأخَّرَ في إقليمِ آسْيَا.‏ فهو كانَ مُستَعجِلًا لِيَصِلَ إلى أُورُشَلِيم + في يَومِ الخَمسينَ إذا استَطاع.‏

١٧ لكنَّهُ أرسَلَ مِن مِيلِيتُس رِسالَةً إلى أَفَسُس واستَدْعى شُيوخَ الجَماعَة.‏ ١٨ ولمَّا وَصَلوا قالَ لهُم:‏ «أنتُم تَعرِفونَ جَيِّدًا كَيفَ عِشتُ حَياتي حينَ كُنتُ معكُم،‏ مِن أوَّلِ يَومٍ جِئتُ فيهِ إلى إقليمِ آسْيَا.‏ + ١٩ فأنا خَدَمتُ الرَّبَّ كعَبدٍ بِكُلِّ تَواضُعٍ + وبِدُموع،‏ خَدَمتُهُ وأنا أمُرُّ بِصُعوباتٍ كَثيرَة بِسَبَبِ خُطَطِ اليَهُودِ الخَبيثَة.‏ ٢٠ وفي الوَقتِ نَفْسِه،‏ لم أُقَصِّرْ في إخبارِكُم عن أيِّ شَيءٍ يُفيدُكُم،‏ ولا قَصَّرتُ في تَعليمِكُم عَلَنًا + ومِن بَيتٍ إلى بَيت.‏ + ٢١ بل قَدَّمتُ شَهادَةً كامِلَة لِليَهُودِ واليُونَانِيِّينَ أنَّ علَيهِم أن يَتوبوا + ويَرجِعوا إلى اللّٰهِ ويُؤْمِنوا بِرَبِّنا يَسُوع.‏ + ٢٢ والآن،‏ أنا مُسافِرٌ إلى أُورُشَلِيم لِأنَّ الرُّوحَ يَدفَعُني،‏ * مع أنِّي لا أعرِفُ ماذا سيَحصُلُ لي هُناك.‏ ٢٣ كُلُّ ما أعرِفُهُ هو أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُحَذِّرُني في مَدينَةٍ بَعدَ أُخْرى أنَّ الحَبسَ والضِّيقاتِ تَنتَظِرُني.‏ + ٢٤ لكنِّي لا أعتَبِرُ أنَّ حَياتي * مُهِمَّة.‏ * المُهِمُّ أن أُنْهِيَ سِباقي *+ وأُتَمِّمَ الخِدمَةَ الَّتي نِلتُها مِنَ الرَّبِّ يَسُوع،‏ وهي أن أشهَدَ كامِلًا عنِ البِشارَةِ المُتَعَلِّقَة بِلُطفِ اللّٰهِ الفائِق.‏ *

٢٥ ‏«والآنَ اسمَعوا:‏ أنا أعرِفُ أنْ لا أحَدَ مِنكُم سيَرى وَجهي مَرَّةً ثانِيَة،‏ أنتُمُ الَّذينَ بَشَّرتُ بَينَكُم عن مَملَكَةِ اللّٰه.‏ ٢٦ لِذلِك أدْعوكُم أن تَشهَدوا اليَومَ بِأنِّي بَريءٌ * مِن دَمِ الجَميع،‏ + ٢٧ لِأنِّي لم أُقَصِّرْ في إخبارِكُم عن مَشيئَةِ * اللّٰهِ كُلِّها.‏ + ٢٨ فانتَبِهوا لِأنفُسِكُم + ولِكُلِّ الرَّعِيَّةِ الَّتي عَيَّنَكُمُ الرُّوحُ القُدُسُ نُظَّارًا فيها،‏ + كَي تَرْعَوْا جَماعَةَ اللّٰهِ + الَّتي اشتَراها بِدَمِ ابْنِه.‏ + ٢٩ أنا أعرِفُ أنَّهُ بَعدَما أذهَب،‏ ستَدخُلُ بَينَكُم ذِئابٌ شَرِسَة *+ لن تُعامِلَ الرَّعِيَّةَ بِرِقَّة،‏ ٣٠ ومِن بَينِكُم أنتُم سيَظهَرُ رِجالٌ يَتَكَلَّمونَ بِأُمورٍ مُلتَوِيَة لِيَجُرُّوا التَّلاميذَ وَراءَهُم.‏ +

٣١ ‏«لِذلِكَ ابْقَوْا مُستَيقِظين،‏ وتَذَكَّروا أنِّي لِمُدَّةِ ثَلاثِ سَنَوات،‏ + لَيلًا ونَهارًا،‏ لم أتَوَقَّفْ أبَدًا عن تَنبيهِ كُلِّ واحِدٍ مِنكُم بِدُموع.‏ ٣٢ والآنَ أترُكُكُم تَحتَ رِعايَةِ اللّٰهِ والكَلِمَةِ عن لُطفِهِ الفائِق،‏ الكَلِمَةِ القادِرَة أن تُقَوِّيَكُم * وتُعْطِيَكُمُ الميراثَ مع كُلِّ المُقَدَّسين.‏ + ٣٣ أنا لم أشتَهِ فِضَّةَ أحَدٍ ولا ذَهَبَهُ ولا ثِيابَه.‏ + ٣٤ وأنتُم أنفُسُكُم تَعرِفونَ أنِّي اشتَغَلتُ بِهاتَيْنِ اليَدَيْنِ كَي أُؤَمِّنَ حاجاتي + وحاجاتِ الَّذينَ معي.‏ ٣٥ وقد أرَيتُكُم في كُلِّ شَيءٍ عَمِلتُهُ أنَّهُ يَجِبُ أن تَتعَبوا هكَذا + لِتُساعِدوا الضُّعَفاء،‏ وأن تَتَذَكَّروا كَلِماتِ الرَّبِّ يَسُوع حينَ قال:‏ ‹السَّعادَةُ في العَطاءِ + أكثَرُ مِنَ السَّعادَةِ في الأخذ›».‏

٣٦ وبَعدَما قالَ ذلِك،‏ رَكَعَ معهُم جَميعًا وصَلَّى.‏ ٣٧ وبَكَوْا كُلُّهُم كَثيرًا،‏ وعانَقوا * بُولُس وقَبَّلوه.‏ ٣٨ فهُم كانوا حَزينينَ جِدًّا،‏ خُصوصًا لِأنَّهُ قالَ إنَّهُم لن يَرَوْا وَجهَهُ مَرَّةً ثانِيَة.‏ + ثُمَّ رافَقوهُ إلى السَّفينَة.‏

٢١ وبَعدَ أن وَدَّعناهُم غَصبًا عنَّا،‏ أبحَرنا واتَّجَهنا مُباشَرَةً إلى كُوس.‏ فوَصَلنا إلَيها،‏ وفي اليَومِ التَّالي إلى رُودُس،‏ ومِن هُناك إلى بَاتَارَا.‏ ٢ ولمَّا وَجَدنا سَفينَةً مُسافِرَة إلى فِينِيقْيَة،‏ رَكِبناها وأبحَرنا.‏ ٣ ثُمَّ رَأينا جَزيرَةَ قُبْرُص على يَسارِنا،‏ لكنَّنا تَجاوَزناها وأبحَرنا بِاتِّجاهِ سُورِيَّا.‏ ونَزَلنا في صُور لِأنَّ السَّفينَةَ كانَت ستُفرِغُ حُمولَتَها هُناك.‏ ٤ ففَتَّشنا عنِ التَّلاميذ،‏ ولمَّا وَجَدناهُم بَقينا معهُم سَبعَةَ أيَّام.‏ لكنَّهُم ظَلُّوا يَقولونَ لِبُولُس،‏ بِناءً على ما كَشَفَهُ لهُمُ الرُّوح،‏ أن لا يَذهَبَ إلى أُورُشَلِيم.‏ + ٥ ولمَّا انتَهَت زِيارَتُنا،‏ غادَرنا لِنُكمِلَ رِحلَتَنا.‏ فرافَقونا كُلُّهُم معَ النِّساءِ والأوْلادِ إلى خارِجِ المَدينَة.‏ ورَكَعنا على الشَّاطِئِ وصَلَّينا،‏ ٦ ثُمَّ وَدَّعنا بَعضُنا بَعضًا.‏ ورَكِبنا نَحنُ السَّفينَة،‏ ورَجَعوا هُم إلى بُيوتِهِم.‏

٧ وتابَعنا الرِّحلَةَ مِن صُور ووَصَلنا إلى بَتُولِمَايِس.‏ فسَلَّمنا على الإخوَةِ وبَقينا عِندَهُم يَومًا واحِدًا.‏ ٨ وفي اليَومِ التَّالي،‏ غادَرنا وجِئنا إلى قَيْصَرِيَّة.‏ ودَخَلنا إلى بَيتِ فِيلِبُّس المُبَشِّر،‏ الَّذي كانَ واحِدًا مِنَ الرِّجالِ السَّبعَة،‏ + وبَقينا عِندَه.‏ ٩ وكانَ لَدَيهِ أربَعُ بَناتٍ عازِباتٍ * يَتَنَبَّأْنَ.‏ + ١٠ وبَعدَما أمْضَينا أيَّامًا كَثيرَة هُناك،‏ نَزَلَ مِنَ اليَهُودِيَّة نَبِيٌّ اسْمُهُ أَغَابُوس.‏ + ١١ وجاءَ إلَينا وأخَذَ حِزامَ بُولُس ورَبَطَ بهِ رِجلَيْهِ ويَدَيْهِ وقال:‏ «هذا ما يَقولُهُ الرُّوحُ القُدُس:‏ ‹إنَّ صاحِبَ هذا الحِزامِ سيُقَيِّدُهُ اليَهُودُ بِهذِهِ الطَّريقَةِ في أُورُشَلِيم،‏ + وسَيُسَلِّمونَهُ إلى أيْدي أشخاصٍ مِنَ الأُمَم›».‏ + ١٢ ولمَّا سَمِعنا هذا الكَلام،‏ صِرنا نَحنُ والمَوْجودونَ هُناك نَتَرَجَّى بُولُس أن لا يَطلَعَ إلى أُورُشَلِيم.‏ ١٣ عِندَئِذٍ أجابَ بُولُس:‏ «ماذا تَفعَلون؟‏ لِماذا تَبْكونَ وتُضعِفونَ مَعْنَوِيَّاتي؟‏ * أنا مُستَعِدٌّ لَيسَ فَقَط أن أُقَيَّد،‏ بل أن أموتَ أيضًا في أُورُشَلِيم مِن أجْلِ اسْمِ الرَّبِّ يَسُوع».‏ + ١٤ وحينَ رَأينا أنَّهُ لن يَقتَنِع،‏ لم نَعُدْ نُلِحُّ علَيهِ * وقُلنا:‏ «لِتَكُنْ مَشيئَةُ يَهْوَه».‏

١٥ بَعدَ ذلِك،‏ جَهَّزنا أنفُسَنا لِلسَّفَرِ وبَدَأنا رِحلَتَنا إلى أُورُشَلِيم.‏ ١٦ ورافَقَنا أيضًا بَعضُ التَّلاميذِ مِن قَيْصَرِيَّة،‏ كَي يَأخُذونا إلى بَيتِ مَنَاسُون القُبْرُصِيِّ الَّذي كُنَّا سنَنزِلُ ضُيوفًا عِندَه،‏ وهو واحِدٌ مِنَ التَّلاميذِ الأوائِل.‏ ١٧ ولمَّا وَصَلنا إلى أُورُشَلِيم،‏ استَقبَلَنا الإخوَةُ بِفَرَح.‏ ١٨ وفي اليَومِ التَّالي،‏ ذَهَبَ بُولُس معنا عِندَ يَعْقُوب،‏ + وكانَ الشُّيوخُ كُلُّهُم مَوْجودين.‏ ١٩ فسَلَّمَ علَيهِم وبَدَأ يُخبِرُهُم بِالتَّفصيلِ عن كُلِّ ما عَمِلَهُ اللّٰهُ بَينَ الأُمَمِ بِواسِطَةِ خِدمَتِه.‏

٢٠ وعِندَما سَمِعوا كَلامَه،‏ صاروا يُمَجِّدونَ اللّٰه.‏ لكنَّهُم قالوا لهُ بَعدَ ذلِك:‏ «يا أخ بُولُس،‏ أنتَ تَرى أنَّ آلافًا كَثيرَة مِنَ اليَهُودِ صاروا مُؤْمِنين،‏ وكُلُّهُم مُتَمَسِّكونَ بِالشَّريعَة.‏ + ٢١ هؤُلاء سَمِعوا إشاعاتٍ عنكَ أنَّكَ تُعَلِّمُ كُلَّ اليَهُودِ الَّذينَ بَينَ الأُمَمِ أن يَرتَدُّوا عن شَريعَةِ مُوسَى،‏ وتَقولُ لهُم أن لا يَختِنوا أوْلادَهُم ولا يَلتَزِموا بِالعاداتِ المُتَّبَعَة.‏ + ٢٢ فما العَمَل؟‏ هُم بِالتَّأكيدِ سيَسمَعونَ أنَّكَ جِئتَ إلى هُنا.‏ ٢٣ لِذلِكَ افعَلْ ما نَقولُهُ لك:‏ عِندَنا أربَعَةُ رِجالٍ علَيهِم نَذْرٌ يَجِبُ أن يوفوه.‏ ٢٤ خُذْ هؤُلاءِ الرِّجالَ وتَطَهَّرْ معهُم بِحَسَبِ الطُّقوسِ واهتَمَّ بِمَصاريفِهِم كَي يَحلِقوا شَعرَ رَأسِهِم.‏ وهكَذا سيَعرِفُ الجَميعُ أنَّ الإشاعاتِ الَّتي سَمِعوها عنكَ خاطِئَة،‏ وأنَّكَ تَتَصَرَّفُ بِطَريقَةٍ صَحيحَة وتُطَبِّقُ الشَّريعَةَ أيضًا.‏ + ٢٥ أمَّا بِالنِّسبَةِ إلى المُؤْمِنينَ الَّذينَ مِنَ الأُمَم،‏ فقد كَتَبنا قَرارَنا وأرسَلناهُ إلَيهِم،‏ وهو أنَّ علَيهِم أن يَبتَعِدوا عن ما يُذبَحُ لِلأصنامِ + وعنِ الدَّمِ + والحَيَواناتِ المَخنوقَة *+ والعَهارَة».‏ *+

٢٦ فأخَذَ بُولُس الرِّجالَ في اليَومِ التَّالي وتَطَهَّرَ معهُم بِحَسَبِ الطُّقوس.‏ + ودَخَلَ إلى الهَيكَلِ لِيُخبِرَ متى ستَنتَهي أيَّامُ التَّطهير،‏ كَي تُقَدَّمَ التَّقدِمَةُ عن كُلِّ واحِدٍ مِنهُم.‏

٢٧ ولمَّا كانَت أيَّامُ التَّطهيرِ السَّبعَة على وَشْكِ أن تَنتَهي،‏ رَآهُ في الهَيكَلِ اليَهُودُ الَّذينَ مِن آسْيَا.‏ فحَرَّضوا الجُموعَ كُلَّها وقَبَضوا علَيهِ ٢٨ وهُم يَصرُخون:‏ «يا رِجالَ إسْرَائِيل،‏ ساعِدونا!‏ هذا هوَ الرَّجُلُ الَّذي يُعَلِّمُ الجَميعَ في كُلِّ مَكانٍ أُمورًا ضِدَّ شَعبِنا وشَريعَتِنا وهذا المَكان.‏ وأكثَرُ مِن ذلِك،‏ أدخَلَ يُونَانِيِّينَ إلى الهَيكَلِ ونَجَّسَ هذا المَكانَ المُقَدَّس».‏ + ٢٩ وهُم قالوا ذلِك لِأنَّهُم رَأَوْا ترُوفِيمُس + الأَفَسُسِيَّ مع بُولُس في المَدينَة،‏ وظَنُّوا أنَّ بُولُس أدخَلَهُ إلى الهَيكَل.‏ ٣٠ فهاجَتِ المَدينَةُ كُلُّها،‏ ورَكَضَ النَّاسُ معًا وأمسَكوا بُولُس وجَرُّوهُ إلى خارِجِ الهَيكَل.‏ وأُغلِقَتِ الأبوابُ فَوْرًا.‏ ٣١ وفيما هُم يُحاوِلونَ أن يَقتُلوه،‏ وَصَلَ الخَبَرُ إلى قائِدِ كَتيبَةِ الجَيشِ أنَّ أُورُشَلِيم كُلَّها في حالَةِ فَوْضى.‏ ٣٢ فأخَذَ على الفَوْرِ جُنودًا وضُبَّاطًا ونَزَلَ إلَيهِم بِسُرعَة.‏ ولمَّا رَأَوُا القائِدَ والجُنود،‏ تَوَقَّفوا عن ضَربِ بُولُس.‏

٣٣ فاقتَرَبَ القائِدُ وقَبَضَ على بُولُس وأمَرَ أن يُقَيَّدَ بِسِلسِلَتَيْن.‏ + ثُمَّ سَألَ عنهُ لِيَعرِفَ مَن هو وماذا فَعَل.‏ ٣٤ لكنَّ البَعضَ بَدَأوا يَصرُخونَ ويُجيبونَ بِشَيء،‏ والبَعضَ بِشَيءٍ آخَر.‏ وحينَ لم يَقدِرِ القائِدُ وَسَطَ هذِهِ البَلبَلَةِ أن يَحصُلَ على مَعلوماتٍ أكيدَة،‏ أمَرَ أن يُؤْخَذَ بُولُس إلى ثُكنَةِ الجَيش.‏ ٣٥ ولمَّا وَصَلَ بُولُس إلى الدَّرَج،‏ * اضطُرَّ الجُنودُ أن يَحمِلوهُ بِسَبَبِ عُنفِ الجُموع،‏ ٣٦ لِأنَّ النَّاسَ كانوا يَتبَعونَهُ ويَصرُخون:‏ «أُقتُلوه!‏».‏

٣٧ ولمَّا كانَ بُولُس على وَشْكِ أن يَدخُلَ إلى الثُّكنَة،‏ قالَ لِلقائِد:‏ «هل تَسمَحُ أن أقولَ لكَ شَيئًا؟‏».‏ فأجابَه:‏ «أنتَ تَتَكَلَّمُ اليُونَانِيَّة؟‏!‏ ٣٨ ألَستَ أنتَ المِصْرِيَّ الَّذي حَرَّضَ على العِصيانِ مِن فَترَة،‏ وقادَ إلى الصَّحراءِ ٠٠٠‏,٤ رَجُلٍ مُسَلَّحينَ بِالخَناجِر؟‏».‏ * ٣٩ فأجابَ بُولُس:‏ «في الحَقيقَةِ أنا يَهُودِيٌّ + مِن طَرْسُوس،‏ + مُواطِنٌ مِن مَدينَةٍ مُهِمَّةٍ في كِيلِيكْيَة.‏ مِن فَضلِك،‏ اسمَحْ لي أن أُكَلِّمَ الشَّعب».‏ ٤٠ فسَمَحَ لهُ القائِد.‏ عِندَئِذٍ وَقَفَ بُولُس على الدَّرَج،‏ وأشارَ بِيَدِهِ إلى الشَّعبِ لِيَسكُتوا.‏ ولمَّا هَدَأوا وسَكَتوا،‏ قالَ لهُم بِاللُّغَةِ العِبْرَانِيَّة:‏ +

٢٢ ‏«يا إخوَتي وآبائي،‏ اسمَعوا ما سأقولُهُ الآنَ لِأُدافِعَ عن نَفْسي».‏ + ٢ ولمَّا سَمِعوهُ يُكَلِّمُهُم بِاللُّغَةِ العِبْرَانِيَّة،‏ هَدَأوا أكثَر.‏ فقال:‏ ٣ ‏«أنا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ + وُلِدتُ في طَرْسُوس بِكِيلِيكْيَة.‏ + لكنِّي تَعَلَّمتُ هُنا في هذِهِ المَدينَةِ وأُستاذي كانَ غَمَالَائِيل.‏ *+ تَعَلَّمتُ أن أُطيعَ شَريعَةَ آبائِنا بِأدَقِّ تَفاصيلِها،‏ + وكُنتُ أخدُمُ اللّٰهَ بِنَفْسِ الحَماسَةِ الَّتي تُظهِرونَها أنتُم جَميعًا اليَوم.‏ + ٤ واضطَهَدتُ أتباعَ هذا ‹الطَّريق› وتَسَبَّبتُ بِمَوتِهِم،‏ وكُنتُ أعتَقِلُهُم رِجالًا ونِساءً وأرْميهِم في السُّجون.‏ + ٥ ويَشهَدُ على كَلامي هذا رَئيسُ الكَهَنَةِ ومَجلِسُ الشُّيوخِ كُلُّه.‏ فقد أخَذتُ مِنهُم أيضًا رَسائِلَ إلى الإخوَةِ اليَهُودِ في دِمَشْق،‏ وكُنتُ ذاهِبًا لِأعتَقِلَ أتباعَ ‹الطَّريق› هُناك وأُحضِرَهُم مُقَيَّدينَ إلى أُورُشَلِيم كَي يُعاقَبوا.‏

٦ ‏«ولكنْ فيما أنا مُسافِرٌ إلى دِمَشْق وقد صِرتُ قَريبًا مِنها،‏ عِندَ الظُّهرِ تَقريبًا،‏ لَمَعَ حَولي فَجْأةً ضَوءٌ قَوِيٌّ مِنَ السَّماء.‏ + ٧ فوَقَعتُ على الأرضِ وسَمِعتُ صَوتًا يَقولُ لي:‏ ‹شَاوُل،‏ شَاوُل،‏ لِماذا تَضطَهِدُني؟‏›.‏ ٨ فأجَبت:‏ ‹مَن أنتَ يا سَيِّد؟‏›.‏ قالَ لي:‏ ‹أنا يَسُوع النَّاصِرِيُّ الَّذي أنتَ تَضطَهِدُه›.‏ ٩ والرِّجالُ الَّذينَ كانوا معي رَأَوُا الضَّوء،‏ لكنَّهُم لم يَسمَعوا الكَلامَ الَّذي قالَهُ لي.‏ ١٠ فقُلت:‏ ‹ماذا يَجِبُ أن أعمَلَ يا رَبّ؟‏›.‏ أجابَني الرَّبّ:‏ ‹قُمْ واذهَبْ إلى دِمَشْق،‏ وسَتَعرِفُ هُناك كُلَّ ما هو مُعَيَّنٌ لكَ أن تَعمَلَه›.‏ + ١١ وبِما أنِّي فَقَدتُ نَظَري بِسَبَبِ ذلِكَ الضَّوءِ المُشِعّ،‏ أمسَكَني بِيَدي الرِّجالُ الَّذينَ معي حتَّى وَصَلتُ إلى دِمَشْق.‏

١٢ ‏«وكانَ في دِمَشْق رَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا،‏ وهو بِحَسَبِ الشَّريعَةِ مُتَعَبِّدٌ لِلّٰه،‏ وكُلُّ اليَهُودِ هُناك يَمدَحونَ به.‏ ١٣ فجاءَ إلَيَّ ووَقَفَ بِجانِبي وقال:‏ ‹أخ شَاوُل،‏ استَرجِعْ نَظَرَك!‏›.‏ فرَفَعتُ عَيْنَيَّ ورَأيتُهُ في تِلكَ اللَّحظَةِ نَفْسِها.‏ + ١٤ فقال:‏ ‹إنَّ إلهَ آبائِنا اختارَكَ لِتَعرِفَ مَشيئَتَهُ وتَرى الَّذي بِلا لَومٍ + وتَسمَعَ صَوتَه.‏ ١٥ فأنتَ ستَكونُ شاهِدًا لهُ كَي تُعلِنَ لِكُلِّ النَّاسِ ما رَأيتَهُ وسَمِعتَه.‏ + ١٦ والآنَ ماذا تَنتَظِر؟‏ قُمِ اعتَمِد،‏ وادْعُ بِاسْمِهِ كَي تَغتَسِلَ مِن خَطاياك›.‏ +

١٧ ‏«وبَعدَما رَجَعتُ إلى أُورُشَلِيم + وكُنتُ أُصَلِّي في الهَيكَل،‏ دَخَلتُ في ما يُشبِهُ الغَيبوبَة.‏ * ١٨ ورَأيتُ الرَّبَّ يَقولُ لي:‏ ‹عَجِّلْ واخرُجْ مِن أُورُشَلِيم بِسُرعَة،‏ لِأنَّهُم لن يَقبَلوا شَهادَتَكَ عنِّي›.‏ + ١٩ فقُلت:‏ ‹يا رَبّ،‏ هُم يَعرِفونَ جَيِّدًا أنِّي كُنتُ أدخُلُ إلى مَجمَعٍ بَعدَ آخَرَ لِأسجُنَ وأضرِبَ الَّذينَ يُؤْمِنونَ بك.‏ + ٢٠ وحينَ قُتِلَ شاهِدُكَ إسْتِفَانُوس،‏ كُنتُ مَوْجودًا ومُوافِقًا على ما يَحصُل،‏ وحَرَستُ ثِيابَ الَّذينَ يَقتُلونَه›.‏ + ٢١ لكنَّ الرَّبَّ قالَ لي:‏ ‹إذهَب،‏ لِأنِّي سأُرسِلُكَ إلى أُمَمٍ بَعيدَة›».‏ +

٢٢ وكانوا يَسمَعونَ لهُ إلى أن قالَ هذِهِ الكَلِمات.‏ عِندَئِذٍ صاروا يَصرُخون:‏ «أزيلوا هذا الرَّجُلَ عن وَجهِ الأرض!‏ إنَّهُ لا يَستاهِلُ أن يَعيش!‏».‏ ٢٣ وكانوا يَصرُخونَ ويُلْقونَ ثِيابَهُم هُنا وهُناك ويَرْمونَ التُّرابَ في الهَواء.‏ + ٢٤ فأمَرَ القائِدُ أن يُدخِلوا بُولُس إلى ثُكنَةِ الجَيش،‏ وطَلَبَ أن يَجلِدوهُ لِيُجبِروهُ أن يَتَكَلَّم،‏ وذلِك لِيَعرِفَ بِالضَّبطِ لِماذا يَصرُخونَ علَيهِ هكَذا.‏ ٢٥ ولكنْ حينَ مَدُّوهُ لِيَجلِدوه،‏ قالَ بُولُس لِلضَّابِطِ الواقِفِ هُناك:‏ «هل يَجوزُ بِحَسَبِ القانونِ أن تَجلِدوا شَخصًا * رُومَانِيًّا مِن دونِ مُحاكَمَتِه؟‏».‏ *+ ٢٦ فلمَّا سَمِعَ الضَّابِطُ ذلِك،‏ ذَهَبَ إلى القائِدِ وأخبَرَهُ وقال:‏ «ماذا تَنْوي أن تَفعَل؟‏ هذا الرَّجُلُ رُومَانِيّ!‏».‏ ٢٧ فجاءَ القائِدُ عِندَ بُولُس وسَألَه:‏ «أَخبِرْني،‏ هل أنتَ رُومَانِيّ؟‏».‏ أجاب:‏ «نَعَم».‏ ٢٨ فقالَ القائِد:‏ «أنا دَفَعتُ مَبلَغًا كَبيرًا لِأحصُلَ على هذِهِ الجِنسِيَّة».‏ * فقالَ بُولُس:‏ «أمَّا أنا فلَدَيَّ هذِهِ الجِنسِيَّةُ مُنذُ الوِلادَة».‏ +

٢٩ وعلى الفَوْر،‏ تَراجَعَ الَّذينَ كانوا سيَستَجوِبونَهُ تَحتَ التَّعذيب.‏ وخافَ القائِدُ حينَ عَرَفَ أنَّهُ رُومَانِيٌّ لِأنَّهُ كانَ قد قَيَّدَهُ بِسَلاسِل.‏ +

٣٠ وفي اليَومِ التَّالي،‏ ولِأنَّهُ كانَ يُريدُ أن يَعرِفَ بِالضَّبطِ لِماذا يَتَّهِمُ اليَهُودُ بُولُس،‏ فَكَّ قُيودَهُ وأمَرَ كِبارَ الكَهَنَةِ وكُلَّ السَّنْهَدْرِيم أن يَجتَمِعوا،‏ ثُمَّ أنزَلَ بُولُس وأوْقَفَهُ بَينَهُم.‏ +

٢٣ فنَظَرَ بُولُس جَيِّدًا إلى السَّنْهَدْرِيم وقال:‏ «أيُّها الإخوَة،‏ أنا إلى هذا اليَومِ تَصَرَّفتُ أمامَ اللّٰهِ بِكُلِّ ضَميرٍ مُرتاح».‏ + ٢ فأمَرَ رَئيسُ الكَهَنَةِ حَنَانِيَّا الواقِفينَ بِجانِبِ بُولُس أن يَضرِبوهُ على فَمِه.‏ ٣ فقالَ لهُ بُولُس:‏ «سيَضرِبُكَ اللّٰهُ أيُّها الحائِطُ المُبَيَّض!‏ * هل تَجلِسُ لِتُحاكِمَني بِحَسَبِ الشَّريعَة،‏ وفي الوَقتِ نَفْسِهِ تُخالِفُ الشَّريعَةَ وتَأمُرُ بِضَربي؟‏».‏ ٤ فقالَ الواقِفونَ بِجانِبِه:‏ «هل تُهينُ رَئيسَ كَهَنَةِ اللّٰه؟‏!‏».‏ ٥ أجابَ بُولُس:‏ «لم أكُنْ أعرِفُ أيُّها الإخوَةُ أنَّهُ رَئيسُ كَهَنَة.‏ فالأسفارُ المُقَدَّسَة تَقول:‏ ‹لا تَقولوا كَلامًا سَيِّئًا على حاكِمِ شَعبِكُم›».‏ +

٦ وكانَ بُولُس يَعرِفُ أنَّ بَعضًا مِنهُم صَدُّوقِيُّونَ والبَعضَ الآخَرَ فَرِّيسِيُّون.‏ فصَرَخَ في السَّنْهَدْرِيم قائِلًا:‏ «أيُّها الإخوَة،‏ أنا فَرِّيسِيٌّ + ابْنُ فَرِّيسِيِّين.‏ وأنا أُحاكَمُ لِأنَّ عِندي أمَلًا * بِقِيامَةِ الأموات».‏ ٧ ولِأنَّهُ قالَ هذا،‏ حَدَثَ خِلافٌ بَينَ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّينَ وانقَسَمَ المُجتَمِعون.‏ ٨ فالصَّدُّوقِيُّونَ يَقولونَ إنَّهُ لا توجَدُ قِيامَةٌ ولا مَلائِكَةٌ ولا أرواح،‏ أمَّا الفَرِّيسِيُّونَ فيُؤْمِنونَ * بِهذا كُلِّه.‏ + ٩ فصارَت هُناك ضَجَّةٌ كَبيرَة،‏ وقامَ بَعضُ الكَتَبَةِ مِن فَريقِ الفَرِّيسِيِّينَ وبَدَأوا يَحتَجُّونَ وهُم مُحتَدُّون،‏ قائِلين:‏ «نَحنُ لا نَرى أنَّ هذا الرَّجُلَ مُذنِب.‏ وإذا كانَ قد كَلَّمَهُ روحٌ أو مَلاك،‏ + فعِندَئِذٍ .‏.‏.‏».‏ ١٠ ولمَّا قَوِيَ الخِلاف،‏ خافَ القائِدُ أن يُمَزِّقوا بُولُس.‏ فأمَرَ الجُنودَ أن يَنزِلوا ويَسحَبوهُ بِسُرعَةٍ مِن بَينِهِم ويَجلُبوهُ إلى ثُكنَةِ الجَيش.‏

١١ ولكنْ في اللَّيل،‏ وَقَفَ الرَّبُّ بِجانِبِ بُولُس وقال:‏ «كُنْ شُجاعًا!‏ + فمِثلَما شَهِدتَ كامِلًا عنِّي في أُورُشَلِيم،‏ ستَشهَدُ عنِّي في رُومَا أيضًا».‏ +

١٢ ولمَّا طَلَعَ النَّهار،‏ دَبَّرَ اليَهُودُ مُؤامَرَةً ضِدَّ بُولُس وحَلَفوا أن تَأتِيَ علَيهِم لَعنَةٌ إذا أكَلوا أو شَرِبوا قَبلَ أن يَقتُلوه.‏ ١٣ وكانَ عَدَدُ الَّذينَ حَلَفوا وخَطَّطوا لِهذِهِ المُؤامَرَةِ أكثَرَ مِن ٤٠ رَجُلًا.‏ ١٤ فذَهَبوا إلى كِبارِ الكَهَنَةِ والشُّيوخِ وقالوا:‏ «نَحنُ حَلَفنا أن تَأتِيَ علَينا لَعنَةٌ إذا أكَلنا شَيئًا قَبلَ أن نَقتُلَ بُولُس.‏ ١٥ لِذلِكَ اطلُبوا الآنَ مِنَ القائِد،‏ أنتُم والسَّنْهَدْرِيم،‏ أن يُنزِلَهُ إلَيكُم بِحُجَّةِ أنَّكُم تُريدونَ أن تَدرُسوا قَضِيَّتَهُ أكثَر.‏ وقَبلَ أن يَصِل،‏ سنَكونُ نَحنُ جاهِزينَ لِنَقْضِيَ علَيه».‏

١٦ لكنَّ ابْنَ أُختِ بُولُس سَمِعَ بِالكَمينِ الَّذي يُخَطِّطونَ له،‏ فذَهَبَ إلى الثُّكنَةِ وأخبَرَ بُولُس.‏ ١٧ عِندَئِذٍ دَعا بُولُس أحَدَ الضُّبَّاطِ وقالَ له:‏ «خُذْ هذا الشَّابَّ إلى القائِد،‏ لِأنَّ عِندَهُ شَيئًا يُريدُ أن يُخبِرَهُ إيَّاه».‏ ١٨ فأخَذَهُ الضَّابِطُ إلى القائِدِ وقالَ له:‏ «دَعاني السَّجينُ بُولُس وطَلَبَ أن أُحضِرَ هذا الشَّابَّ إلَيك،‏ لِأنَّ عِندَهُ شَيئًا يُريدُ أن يَقولَهُ لك».‏ ١٩ فأمسَكَ القائِدُ بِيَدِ الشَّابِّ وأخَذَهُ على انفِرادٍ وسَألَه:‏ «ماذا تُريدُ أن تُخبِرَني؟‏».‏ ٢٠ أجاب:‏ «إتَّفَقَ اليَهُودُ أن يَطلُبوا مِنكَ أن تُنزِلَ بُولُس غَدًا إلى السَّنْهَدْرِيم،‏ بِحُجَّةِ أنَّهُم يُريدونَ أن يَعرِفوا تَفاصيلَ أكثَرَ عن قَضِيَّتِه.‏ + ٢١ ولكنْ لا تُصَدِّقْهُم لِأنَّ أكثَرَ مِن ٤٠ رَجُلًا مِنهُم يُحَضِّرونَ لهُ كَمينًا،‏ وحَلَفوا أن تَأتِيَ علَيهِم لَعنَةٌ إذا أكَلوا أو شَرِبوا قَبلَ أن يَقتُلوه.‏ + وهُمُ الآنَ جاهِزونَ يَنتَظِرونَ مُوافَقَتَك».‏ ٢٢ فطَلَبَ القائِدُ مِنَ الشَّابِّ أن يَذهَبَ بَعدَ أن أمَرَهُ قائِلًا:‏ «لا تَقُلْ لِأحَدٍ أنَّكَ أخبَرتَني بِذلِك».‏

٢٣ واستَدْعى اثنَيْنِ مِنَ الضُّبَّاطِ وقالَ لهُما:‏ «جَهِّزا ٢٠٠ جُندِيٍّ و ٧٠ فارِسًا و ٢٠٠ مُسَلَّحٍ بِالرِّماح،‏ كَي يَذهَبوا إلى قَيْصَرِيَّة عِندَ السَّاعَةِ التَّاسِعَة لَيلًا.‏ * ٢٤ وجَهِّزا أيضًا أحصِنَةً لِتَأخُذَ بُولُس ويَصِلَ بِالسَّلامَةِ إلى الحاكِمِ فِيلِكْس».‏ ٢٥ وكَتَبَ رِسالَةً يَقولُ فيها:‏

٢٦ ‏«مِن كلُودْيُوس لِيسْيَاس إلى سُمُوِّ الحاكِمِ فِيلِكْس:‏ تَحِيَّةٌ طَيِّبَة!‏ ٢٧ هذا الرَّجُلُ قَبَضَ علَيهِ اليَهُودُ وكانوا على وَشْكِ أن يَقتُلوه.‏ لكنِّي جِئتُ بِسُرعَةٍ مع جُنودي وأنقَذتُهُ + لِأنِّي اكتَشَفتُ أنَّهُ رُومَانِيّ.‏ + ٢٨ وأرَدتُ أن أعرِفَ بِماذا يَتَّهِمونَه،‏ فأنزَلتُهُ إلى السَّنْهَدْرِيم.‏ + ٢٩ ووَجَدتُ أنَّهُ مُتَّهَمٌ بِأُمورٍ تَتَعَلَّقُ بِشَريعَتِهِم،‏ + ولكنْ لَيسَ علَيهِ أيُّ شَكْوى تَستاهِلُ المَوتَ أوِ السَّجن.‏ ٣٠ ثُمَّ وَصَلَني خَبَرٌ عن خُطَّةٍ خَبيثَة تُدَبَّرُ ضِدَّ هذا الرَّجُل.‏ + فأرسَلتُهُ إلَيكَ فَوْرًا،‏ وأمَرتُ المُشتَكينَ علَيهِ أن يَعرِضوا قَضِيَّتَهُم أمامَك».‏

٣١ فنَفَّذَ الجُنودُ الأوامِرَ وأخَذوا بُولُس + في اللَّيلِ إلى أَنْتِيبَاتْرِيس.‏ ٣٢ وفي اليَومِ التَّالي،‏ تَرَكوا الفُرسانَ يَذهَبونَ معه،‏ ورَجَعوا هُم إلى الثُّكنَة.‏ ٣٣ ولمَّا دَخَلَ الفُرسانُ إلى قَيْصَرِيَّة،‏ سَلَّموا الرِّسالَةَ إلى الحاكِمِ وسَلَّموهُ بُولُس أيضًا.‏ ٣٤ فقَرَأَ الرِّسالَةَ وسَألَ بُولُس مِن أيِّ وِلايَةٍ هو،‏ فعَرَفَ أنَّهُ مِن كِيلِيكْيَة.‏ + ٣٥ وقالَ له:‏ «سأسمَعُ قَضِيَّتَكَ كامِلًا حينَ يَصِلُ المُشتَكونَ علَيك».‏ + وأمَرَ بِأن يَبْقى تَحتَ الحِراسَةِ في قَصرِ هِيرُودُس الإمبَراطورِيّ.‏

٢٤ وبَعدَ خَمسَةِ أيَّام،‏ نَزَلَ رَئيسُ الكَهَنَةِ حَنَانِيَّا + إلى قَيْصَرِيَّة ومعهُ بَعضُ الشُّيوخِ ومُحامٍ * اسْمُهُ تَرْتُلُّس،‏ وعَرَضوا أمامَ الحاكِمِ قَضِيَّتَهُم ضِدَّ بُولُس.‏ + ٢ ولمَّا طُلِبَ مِن تَرْتُلُّس أن يَتَكَلَّم،‏ بَدَأَ اتِّهامَهُ قائِلًا:‏

‏«يا صاحِبَ السُّمُوِّ فِيلِكْس،‏ نَحنُ بِفَضلِكَ نَتَمَتَّعُ بِسَلامٍ كَثير،‏ وبِفَضلِ بُعدِ نَظَرِكَ تَحصُلُ إصلاحاتٌ لِخَيرِ هذِهِ الأُمَّة.‏ ٣ ونَحنُ نُعَبِّرُ عن تَقديرِنا العَميقِ لِهذا كُلِّهِ في كُلِّ وَقتٍ وفي كُلِّ مَكان.‏ ٤ ولكنْ كَي لا آخُذَ كَثيرًا مِن وَقتِك،‏ أرْجوكَ أن تَتَكَرَّمَ علَينا وتَسمَعَنا قَليلًا.‏ ٥ نَحنُ وَجَدنا هذا الرَّجُلَ مِثلَ الوَباء،‏ *+ فهو يُحَرِّضُ على العِصيانِ + بَينَ اليَهُودِ في كُلِّ الأرض.‏ وهو زَعيمٌ لِبِدعَةِ النَّاصِرِيِّين.‏ + ٦ وقد حاوَلَ أيضًا أن يُنَجِّسَ الهَيكَلَ فقَبَضنا علَيه.‏ + ٧ ‏—‏ ٨ وعِندَما تَستَجوِبُه،‏ ستَعرِفُ أنتَ بِنَفْسِكَ أنَّ كُلَّ ما نَتَّهِمُهُ بهِ صَحيح».‏

٩ عِندَئِذٍ انضَمَّ إلَيهِ اليَهُودُ أيضًا في التَّهَجُّمِ على بُولُس وأكَّدوا أنَّ الاتِّهاماتِ صَحيحَة.‏ ١٠ وحينَ أشارَ الحاكِمُ بِرَأسِهِ إلى بُولُس لِيَتَكَلَّم،‏ أجاب:‏

‏«أنا أعرِفُ أنَّكَ قاضٍ لِهذِهِ الأُمَّةِ مُنذُ سَنَواتٍ كَثيرَة،‏ لِذلِك يَسُرُّني أن أُدافِعَ عن نَفْسي أمامَك.‏ + ١١ أنتَ تَقدِرُ أن تَتَأكَّدَ أنِّي صَعِدتُ إلى أُورُشَلِيم لِلعِبادَةِ مُنذُ حَوالَيِ ١٢ يَومًا لا أكثَر.‏ + ١٢ ولم يَجِدوني أُجادِلُ أحَدًا في الهَيكَلِ أو أُحَرِّضُ النَّاسَ في المَجامِعِ أو في المَدينَة.‏ ١٣ ولا يَقدِرونَ أن يُثبِتوا لكَ ما يَتَّهِمونَني بهِ الآن.‏ ١٤ لكنِّي أعتَرِفُ لكَ بِهذا:‏ أنا أُقَدِّمُ خِدمَةً مُقَدَّسَة لِإلهِ آبائي + على أساسِ طَريقٍ يُسَمُّونَه ‹بِدعَة›،‏ وأُؤْمِنُ بِكُلِّ ما كُتِبَ في الشَّريعَةِ وكِتاباتِ الأنبِياء.‏ + ١٥ وعِندي أمَلٌ * في اللّٰه،‏ الأمَلُ الَّذي عِندَهُم هُم أيضًا،‏ أنَّهُ ستَكونُ هُناك قِيامَةٌ + لِلصَّالِحينَ * والأشرار.‏ + ١٦ لِذلِك أنا أعمَلُ جُهدي دائِمًا لِأُحافِظَ على ضَميرٍ مُرتاحٍ * أمامَ اللّٰهِ والنَّاس.‏ + ١٧ وقد غِبتُ سَنَواتٍ كَثيرَة عن أُورُشَلِيم ورَجَعتُ إلَيها كَي أجلُبَ صَدَقاتٍ + لِشَعبي وأُقَدِّمَ تَقدِمات.‏ ١٨ وبَينَما كُنتُ أهتَمُّ بِهذِهِ الأُمور،‏ وَجَدوني في الهَيكَلِ طاهِرًا بِحَسَبِ الطُّقوس.‏ + ولم يَكُنْ معي جُموعٌ ولا كُنتُ أُسَبِّبُ أيَّ فَوْضى.‏ لكنَّ بَعضَ اليَهُودِ مِن إقليمِ آسْيَا كانوا مَوْجودينَ هُناك.‏ ١٩ هؤُلاء كانَ يَجِبُ أن يَأتوا ويَقِفوا أمامَكَ ويَتَّهِموني لَو كانَ عِندَهُم فِعلًا شَيءٌ ضِدِّي.‏ + ٢٠ أمَّا الحاضِرونَ هُنا فلْيَقولوا بِماذا وَجَدوني مُذنِبًا حينَ وَقَفتُ أمامَ السَّنْهَدْرِيم،‏ ٢١ إلَّا إذا كانوا يَتَّهِمونَني لِأنِّي أعلَنتُ وأنا واقِفٌ بَينَهُم قائِلًا:‏ ‹أنا أُحاكَمُ اليَومَ أمامَكُم لِأنِّي أُؤْمِنُ أنَّ الأمواتَ سيَقومون›».‏ +

٢٢ وكانَت لَدى فِيلِكْس مَعرِفَةٌ جَيِّدَة عن هذا «الطَّريق»،‏ + لِذلِك أجَّلَ المَوْضوعَ وقال:‏ «سأبُتُّ في قَضِيَّتِكُم حينَ يَنزِلُ القائِدُ لِيسْيَاس».‏ ٢٣ وأعْطى أوامِرَ لِلضَّابِطِ أن يُبْقِيَ بُولُس مُحتَجَزًا،‏ وأن يُعْطِيَهُ بَعضَ الحُرِّيَّةِ ويَسمَحَ لِأصدِقائِهِ أن يَهتَمُّوا بِحاجاتِه.‏

٢٤ وبَعدَ عِدَّةِ أيَّام،‏ جاءَ فِيلِكْس مع زَوجَتِهِ دُرُوسِلَّا،‏ الَّتي كانَت يَهُودِيَّة،‏ واستَدْعى بُولُس واستَمَعَ إلى كَلامِهِ عنِ الإيمانِ بِالمَسِيح يَسُوع.‏ + ٢٥ ولكنْ فيما كانَ بُولُس يَتَحَدَّثُ عن فِعلِ الصَّوابِ وضَبطِ النَّفْسِ والحِسابِ الآتي،‏ + ارتَعَبَ فِيلِكْس وقال:‏ «إذهَبِ الآن،‏ وعِندَما يَسمَحُ وَقتي أستَدْعيكَ مَرَّةً ثانِيَة».‏ ٢٦ لكنَّهُ في الوَقتِ نَفْسِهِ كانَ يَأمُلُ أن يُعْطِيَهُ بُولُس مالًا.‏ لِذلِكَ استَدْعاهُ مَرَّاتٍ كَثيرَة وتَحَدَّثَ إلَيه.‏ ٢٧ ولكنْ بَعدَ مُرورِ سَنَتَيْن،‏ جاءَ بُورْكِيُوس فِسْتُوس مَكانَ فِيلِكْس.‏ وتَرَكَ فِيلِكْس بُولُس في السِّجنِ لِأنَّهُ أرادَ أن يُرْضِيَ اليَهُود.‏ +

٢٥ وبَعدَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ مِن وُصولِ فِسْتُوس + إلى الوِلايَةِ واستِلامِهِ لِمَنصِبِه،‏ طَلَعَ مِن قَيْصَرِيَّة إلى أُورُشَلِيم.‏ ٢ وهُناك،‏ أخبَرَهُ كِبارُ الكَهَنَةِ والرِّجالُ البارِزونَ بَينَ اليَهُودِ عنِ اتِّهاماتِهِم لِبُولُس.‏ + وتَرَجَّوْهُ ٣ أن يَعمَلَ معهُم مَعروفًا * ويَستَدْعِيَ بُولُس إلى أُورُشَلِيم.‏ فهُم كانوا يَنْوونَ أن يَعمَلوا لهُ كَمينًا ويَقتُلوهُ في الطَّريق.‏ + ٤ لكنَّ فِسْتُوس أجابَ أنَّ بُولُس سيَبْقى مُحتَجَزًا في قَيْصَرِيَّة،‏ وأنَّهُ هو راجِعٌ إلى هُناك قَريبًا.‏ ٥ وقال:‏ «لِيَنزِلْ قادَتُكُم معي ويَعرِضوا شَكْواهُم ضِدَّ هذا الرَّجُلِ إذا كانَ فِعلًا قد عَمِلَ خَطَأً».‏ +

٦ وبَعدَما قَضى في أُورُشَلِيم مِن ثَمانِيَةِ إلى عَشَرَةِ أيَّامٍ تَقريبًا،‏ نَزَلَ إلى قَيْصَرِيَّة.‏ وفي اليَومِ التَّالي،‏ جَلَسَ على كُرسِيِّ القَضاءِ وأمَرَ بِإحضارِ بُولُس.‏ ٧ ولمَّا وَصَلَ بُولُس،‏ وَقَفَ حَولَهُ اليَهُودُ الَّذينَ نَزَلوا مِن أُورُشَلِيم،‏ ووَجَّهوا إلَيهِ تُهَمًا كَثيرَة وخَطيرَة لكنَّهُم لم يَقدِروا أن يُبَرهِنوها.‏ +

٨ فدافَعَ بُولُس عن نَفْسِهِ وقال:‏ «أنا لم أعمَلْ أيَّ خَطِيَّةٍ ضِدَّ شَريعَةِ اليَهُودِ ولا ضِدَّ الهَيكَلِ ولا ضِدَّ قَيْصَر».‏ + ٩ لكنَّ فِسْتُوس أرادَ أن يُرْضِيَ اليَهُود،‏ + فقالَ لِبُولُس:‏ «هل تُريدُ أن تَصعَدَ إلى أُورُشَلِيم وتُحاكَمَ هُناك أمامي على هذِهِ التُّهَم؟‏».‏ ١٠ أجابَ بُولُس:‏ «أنا واقِفٌ أمامَ كُرسِيِّ قَضاءِ قَيْصَر،‏ وهُنا يَجِبُ أن أُحاكَم.‏ أنا لم أُخطِئْ في حَقِّ اليَهُود،‏ مِثلَما تَعرِفُ أنتَ جَيِّدًا.‏ ١١ فإذا كُنتُ فِعلًا رَجُلًا سَيِّئًا وارتَكَبتُ شَيئًا يَستاهِلُ المَوت،‏ + فأنا لا أتَهَرَّبُ مِنَ المَوت.‏ أمَّا إذا لم يَكُنْ هُناك أساسٌ لِاتِّهاماتِ هؤُلاءِ الرِّجالِ ضِدِّي،‏ فلا يَحِقُّ لِأحَدٍ أن يُسَلِّمَني إلَيهِم لِيُرْضِيَهُم.‏ إلى قَيْصَر أرفَعُ قَضِيَّتي!‏».‏ + ١٢ عِندَئِذٍ تَكَلَّمَ فِسْتُوس مع مُستَشاريه،‏ ثُمَّ أجاب:‏ «رَفَعتَ قَضِيَّتَكَ إلى قَيْصَر،‏ فإلى قَيْصَر ستَذهَب».‏

١٣ وبَعدَ عِدَّةِ أيَّام،‏ وَصَلَ المَلِكُ أَغْرِيبَاس مع بَرْنِيكِي إلى قَيْصَرِيَّة لِيَقوما بِزِيارَةٍ رَسمِيَّة لِفِسْتُوس ويُرَحِّبا به.‏ ١٤ ولِأنَّهُما أمْضَيا هُناك عِدَّةَ أيَّام،‏ عَرَضَ فِسْتُوس قَضِيَّةَ بُولُس على المَلِك،‏ قائِلًا:‏

‏«يوجَدُ هُنا رَجُلٌ تَرَكَهُ فِيلِكْس مَسجونًا.‏ ١٥ ولمَّا كُنتُ في أُورُشَلِيم،‏ اشتَكى علَيهِ كِبارُ الكَهَنَةِ وشُيوخُ اليَهُودِ + وطَلَبوا أن أُصدِرَ حُكمًا لِإدانَتِه.‏ ١٦ لكنِّي أجَبتُهُم أنَّهُ لَيسَ مِن عادَةِ الرُّومَانِ أن يُسَلِّموا مُتَّهَمًا لِيُرْضوا أحَدًا،‏ قَبلَ أن يُواجِهَ الَّذينَ يَتَّهِمونَهُ ويُعْطى الفُرصَةَ لِيُدافِعَ عن نَفْسِهِ ويَرُدَّ على الشَّكْوى.‏ + ١٧ لِذلِك لمَّا جاؤُوا إلى هُنا،‏ لم أتَأخَّرْ في مُعالَجَةِ القَضِيَّة،‏ بل جَلَستُ في اليَومِ التَّالي على كُرسِيِّ القَضاءِ وأمَرتُ بِإحضارِ الرَّجُل.‏ ١٨ وعِندَما وَقَفَ المُتَّهِمونَ لِيَتَكَلَّموا،‏ لم يَتَّهِموهُ بِأيِّ عَمَلٍ مِنَ الأعمالِ الشِّرِّيرَة الَّتي تَوَقَّعتُها.‏ + ١٩ فكُلُّ ما في الأمرِ أنَّهُم جادَلوهُ في مَسائِلَ تَتَعَلَّقُ بِدينِهِم *+ وبِرَجُلٍ اسْمُهُ يَسُوع،‏ هو مَيِّتٌ لكنَّ بُولُس يُؤَكِّدُ أنَّهُ حَيّ.‏ + ٢٠ ولمَّا احتَرتُ كَيفَ أحُلُّ هذا الجِدال،‏ سَألتُهُ إذا كانَ يُريدُ أن يَذهَبَ إلى أُورُشَلِيم ويُحاكَمَ هُناك على هذِهِ الأُمور.‏ + ٢١ لكنَّ بُولُس رَفَعَ قَضِيَّتَهُ إلى صاحِبِ الجَلالَةِ * قَيْصَر وطَلَبَ أن يَظَلَّ مُحتَجَزًا بِانتِظارِ قَرارِه،‏ + فأمَرتُ بِأن يَبْقى في السِّجنِ إلى أن أُرسِلَهُ إلَيه».‏

٢٢ عِندَئِذٍ قالَ أَغْرِيبَاس لِفِسْتُوس:‏ «أُحِبُّ أن أسمَعَ أنا بِنَفْسي كَلامَ هذا الرَّجُل».‏ + فأجابَ فِسْتُوس:‏ «ستَسمَعُهُ غَدًا».‏ ٢٣ وفي اليَومِ التَّالي،‏ أتى أَغْرِيبَاس وبَرْنِيكِي بِفَخفَخَةٍ وعَظَمَة،‏ ودَخَلا إلى قاعَةِ الاستِماعِ معَ القادَةِ العَسكَرِيِّينَ والرِّجالِ البارِزينَ في المَدينَة.‏ وأمَرَ فِسْتُوس بِإحضارِ بُولُس.‏ ٢٤ ثُمَّ قالَ فِسْتُوس:‏ «أيُّها المَلِكُ أَغْرِيبَاس ويا جَميعَ الحاضِرينَ معنا،‏ هذا الرَّجُلُ الَّذي تَرَوْنَهُ شَكاهُ إلَيَّ كُلُّ الشَّعبِ اليَهُودِيِّ في أُورُشَلِيم وهُنا،‏ وكانوا يَصرُخونَ أنَّهُ لا يَجِبُ أن يَبْقى حَيًّا.‏ + ٢٥ لكنِّي لم أجِدْ أنَّهُ عَمِلَ شَيئًا يَستاهِلُ المَوت.‏ + وبِما أنَّهُ رَفَعَ قَضِيَّتَهُ إلى صاحِبِ الجَلالَة،‏ قَرَّرتُ أن أُرسِلَهُ إلَيه.‏ ٢٦ ولكنْ لَيسَ لَدَيَّ شَيءٌ مُؤَكَّدٌ أكتُبُهُ عنهُ إلى سَيِّدي.‏ * لِذلِك أحضَرتُهُ أمامَكُم جَميعًا،‏ وخُصوصًا أمامَكَ أنتَ أيُّها المَلِكُ أَغْرِيبَاس،‏ على أمَلِ أن أجِدَ شَيئًا أكتُبُهُ بَعدَ استِجوابِه.‏ ٢٧ فلَيسَ مَعقولًا في نَظَري أن أُرسِلَ سَجينًا مِن دونِ أن أذكُرَ التُّهَمَ المُوَجَّهَة إلَيه».‏

٢٦ فقالَ أَغْرِيبَاس + لِبُولُس:‏ «يُمكِنُكَ أن تُدافِعَ عن نَفْسِك».‏ فمَدَّ بُولُس يَدَهُ وبَدَأ دِفاعَهُ قائِلًا:‏

٢ ‏«أنا سَعيدٌ أيُّها المَلِكُ أَغْرِيبَاس أن أُدافِعَ عن نَفْسي أمامَكَ اليَومَ وأرُدَّ على كُلِّ ما يَتَّهِمُني بهِ اليَهُود،‏ + ٣ خُصوصًا أنَّكَ خَبيرٌ بِكُلِّ العاداتِ والمُجادَلاتِ الَّتي بَينَ اليَهُود.‏ لِذلِك أرْجوكَ أن تَسمَعَني بِصَبر.‏

٤ ‏«كُلُّ اليَهُودِ يَعرِفونَ جَيِّدًا الحَياةَ الَّتي عِشتُها مُنذُ صِغَري بَينَ شَعبي وفي أُورُشَلِيم.‏ + ٥ فهُم يَعرِفونَني مُنذُ وَقتٍ طَويل.‏ ويُمكِنُهُم إذا أرادوا،‏ أن يَشهَدوا أنِّي عِشتُ فَرِّيسِيًّا،‏ + أيِ اتَّبَعتُ أكثَرَ مَذهَبٍ مُتَشَدِّدٍ في دينِنا.‏ + ٦ ولكنْ أنا أُحاكَمُ الآنَ بِسَبَبِ الأمَلِ الَّذي عِندي أنَّ اللّٰهَ سيُحَقِّقُ الوَعْدَ الَّذي أعْطاهُ لِآبائِنا.‏ + ٧ وأسباطُنا الـ‍ ١٢ أيضًا عِندَهُم أمَلٌ أن يَرَوْا إتمامَ هذا الوَعْدِ نَفْسِه،‏ فيما يُقَدِّمونَ لِلّٰهِ بِاجتِهادٍ خِدمَةً مُقَدَّسَة لَيلَ نَهار.‏ هذا الأمَلُ هوَ السَّبَبُ الَّذي مِن أجْلِهِ يَتَّهِمُني اليَهُودُ + أيُّها المَلِك.‏

٨ ‏«فلِماذا لا يُصَدِّقُ أشخاصٌ بَينَكُم * أنَّ اللّٰهَ يُقيمُ الأموات؟‏ ٩ أنا نَفْسي كُنتُ مُقتَنِعًا أنَّهُ يَجِبُ أن أستَعمِلَ كُلَّ الطُّرُقِ لِأُقاوِمَ اسْمَ يَسُوع النَّاصِرِيّ.‏ ١٠ وهذا بِالضَّبطِ ما فَعَلتُهُ في أُورُشَلِيم.‏ فبِسُلطَةٍ مِن كِبارِ الكَهَنَة،‏ + حَبَستُ الكَثيرَ مِنَ القِدِّيسينَ في السُّجون.‏ + وكُنتُ أُصَوِّتُ مُوافِقًا على إعدامِهِم.‏ ١١ وكَثيرًا ما ذَهَبتُ مِن مَجمَعٍ إلى مَجمَعٍ وعاقَبتُهُم لِأُحاوِلَ أن أُجبِرَهُم أن يُنكِروا إيمانَهُم.‏ وكُنتُ غاضِبًا جِدًّا مِنهُم لِدَرَجَةِ أنِّي اضطَهَدتُهُم في مُدُنٍ أُخْرى أيضًا.‏

١٢ ‏«وفي إحْدى المَرَّات،‏ كُنتُ مُسافِرًا إلى دِمَشْق ومعي سُلطَةٌ وتَفْويضٌ مِن كِبارِ الكَهَنَةِ لِأفعَلَ الشَّيءَ نَفْسَهُ هُناك.‏ ١٣ وعِندَ الظُّهر،‏ وبَينَما أنا على الطَّريقِ أيُّها المَلِك،‏ رَأيتُ ضَوءًا مِنَ السَّماءِ يَلمَعُ حَولي وحَولَ المُسافِرينَ معي،‏ وكانَ لَمَعانُهُ أقْوى مِن لَمَعانِ الشَّمس.‏ + ١٤ فوَقَعنا كُلُّنا على الأرض،‏ وسَمِعتُ صَوتًا يَقولُ لي بِاللُّغَةِ العِبْرَانِيَّة:‏ ‹شَاوُل،‏ شَاوُل،‏ لِماذا تَضطَهِدُني؟‏ ستُؤْذي نَفْسَكَ إذا بَقيتَ تَرفُسُ المَناخِس›.‏ * ١٥ فقُلت:‏ ‹مَن أنتَ يا سَيِّد؟‏›.‏ أجابَني الرَّبّ:‏ ‹أنا يَسُوع الَّذي أنتَ تَضطَهِدُه.‏ ١٦ ولكنْ قُمِ الآنَ وقِفْ على رِجلَيْك.‏ فأنا ظَهَرتُ لكَ لِهذا السَّبَب:‏ لِأختارَكَ خادِمًا وشاهِدًا كَي تُعلِنَ ما رَأيتَهُ وما سأُريكَ إيَّاهُ عنِّي.‏ + ١٧ وأنا سأُنقِذُكَ مِن هذا الشَّعبِ ومِنَ الأُمَمِ الَّذينَ سأُرسِلُكَ إلَيهِم + ١٨ كَي تَفتَحَ عُيونَهُم،‏ + كَي تُرجِعَهُم مِنَ الظُّلمَةِ + إلى النُّورِ + ومِن سُلطَةِ الشَّيْطَان + إلى اللّٰه.‏ وهكَذا يَنالونَ الغُفرانَ على خَطاياهُم + ويَحصُلونَ على ميراثٍ بَينَ المُقَدَّسينَ مِن خِلالِ إيمانِهِم بي›.‏

١٩ ‏«لِذلِك لم أتَجاهَلِ الرُّؤيا السَّماوِيَّة أيُّها المَلِكُ أَغْرِيبَاس.‏ ٢٠ بل ذَهَبتُ أوَّلًا إلى الَّذينَ في دِمَشْق،‏ + ثُمَّ إلى الَّذينَ في أُورُشَلِيم،‏ + وإلى كُلِّ بِلادِ اليَهُودِيَّة،‏ وأيضًا إلى الأُمَم،‏ ونَقَلتُ إلَيهِمِ الرِّسالَةَ أن يَتوبوا ويَرجِعوا إلى اللّٰهِ ويَعمَلوا أعمالًا تُظهِرُ أنَّهُم تائِبون.‏ + ٢١ لِهذا السَّبَب،‏ قَبَضَ علَيَّ اليَهُودُ في الهَيكَلِ وحاوَلوا أن يَقتُلوني.‏ + ٢٢ ولكنْ بِفَضلِ مُساعَدَةِ اللّٰه،‏ لا أزالُ حتَّى هذا اليَومِ أشهَدُ لِعامَّةِ النَّاسِ ولِلعُظَماء.‏ وأنا لا أقولُ شَيئًا غَيرَ ما قالَ الأنبِياءُ ومُوسَى إنَّهُ سيَحدُث،‏ + ٢٣ وهو أنَّ المَسِيح سيَتَألَّم،‏ + وسَيَكونُ أوَّلَ مَن يَقومُ مِنَ المَوت،‏ + وسَيُبَشِّرُ عنِ النُّورِ لِهذا الشَّعبِ ولِلأُمَم».‏ +

٢٤ وفيما كانَ بُولُس يُدافِعُ عن نَفْسِهِ بِهذا الكَلام،‏ قالَ فِسْتُوس بِصَوتٍ عالٍ:‏ «صِرتَ مَجنونًا يا بُولُس!‏ مِن كَثرَةِ العِلمِ فَقَدتَ عَقلَك».‏ ٢٥ فأجابَ بُولُس:‏ «أنا لَستُ مَجنونًا يا صاحِبَ السُّمُوِّ فِسْتُوس.‏ فما أقولُهُ صَحيحٌ ومَنطِقِيّ.‏ ٢٦ وفي الواقِع،‏ إنَّ المَلِكَ الَّذي أُكَلِّمُهُ بِكُلِّ صَراحَةٍ يَعرِفُ جَيِّدًا هذِهِ الأُمور.‏ أنا مُتَأكِّدٌ أنْ لا شَيءَ مِنها يَخْفى علَيه،‏ لِأنَّها لم تَحدُثْ في السِّرّ.‏ + ٢٧ أيُّها المَلِكُ أَغْرِيبَاس،‏ هل تُؤْمِنُ بِالأنبِياء؟‏ أنا أعرِفُ أنَّكَ تُؤْمِن».‏ ٢٨ فقالَ أَغْرِيبَاس لِبُولُس:‏ «بَعدَ وَقتٍ قَليلٍ ستُقنِعُني أن أصيرَ مَسِيحِيًّا!‏».‏ ٢٩ عِندَئِذٍ أجابَ بُولُس:‏ «سَواءٌ بَعدَ وَقتٍ قَليلٍ أو كَثير،‏ أُصَلِّي إلى اللّٰهِ أن تَصيرَ مِثلي،‏ لَيسَ أنتَ فَقَط بل كُلُّ الَّذينَ يَسمَعونَني اليَوم،‏ ولكنْ مِن دونِ أن تَكونوا مُقَيَّدينَ بِسَلاسِل».‏

٣٠ فقامَ المَلِكُ وقامَ أيضًا الحاكِمُ وبَرْنِيكِي والجالِسونَ معهُم.‏ ٣١ وفيما هُم يُغادِرون،‏ قالوا بَعضُهُم لِبَعض:‏ «هذا الرَّجُلُ لا يَعمَلُ شَيئًا يَستاهِلُ المَوتَ أوِ السِّجن».‏ + ٣٢ وقالَ أَغْرِيبَاس لِفِسْتُوس:‏ «كانَ يُمكِنُ أن يُطلَقَ سَراحُ هذا الرَّجُلِ لَو لم يَرفَعْ قَضِيَّتَهُ إلى قَيْصَر».‏ +

٢٧ ولمَّا أُخِذَ القَرارُ أن نُبحِرَ إلى إيطَالْيَا،‏ + سَلَّموا بُولُس وسُجَناءَ آخَرينَ إلى ضابِطٍ اسْمُهُ يُولْيُوس مِن كَتيبَةِ أُوغُسْطُس.‏ ٢ فرَكِبنا سَفينَة،‏ هي مِن أَدْرَمِتْيُن،‏ كانَت مُتَّجِهَةً إلى المَرافِئِ على طولِ ساحِلِ إقليمِ آسْيَا.‏ وأبحَرنا ومعنا أَرِسْتَرْخُس،‏ + وهو مَقْدُونِيٌّ مِن تَسَالُونِيكِي.‏ ٣ وفي اليَومِ التَّالي وَصَلنا إلى صَيْدُون.‏ وتَعامَلَ يُولْيُوس بِلُطفٍ * مع بُولُس وسَمَحَ لهُ أن يَذهَبَ إلى أصدِقائِهِ لِيَهتَمُّوا به.‏

٤ ثُمَّ انطَلَقنا مِن هُناك،‏ وأبحَرنا قُربَ قُبْرُص لِنَحتَمِيَ مِنَ الرِّياحِ الَّتي كانَت ضِدَّنا.‏ ٥ وعَبَرنا البَحرَ بِجانِبِ كِيلِيكْيَة وبَمْفِيلْيَة ووَصَلنا إلى مَرفَإ مِيرَة في لِيكْيَة.‏ ٦ وهُناك وَجَدَ الضَّابِطُ سَفينَةً مِنَ الإسْكَنْدَرِيَّة مُتَّجِهَة إلى إيطَالْيَا،‏ فأركَبَنا فيها.‏ ٧ وأبحَرنا بِبُطءٍ عِدَّةَ أيَّامٍ ووَصَلنا بِصُعوبَةٍ إلى كِنِيدُس.‏ لكنَّ الرِّياحَ مَنَعَتنا أن نَتَقَدَّمَ إلى الأمام،‏ فحاوَلنا أن نَحتَمِيَ منها بِالسَّفَرِ قُربَ كرِيت مُقابِلَ سَلْمُونِي.‏ ٨ وتابَعنا سَيرَنا بِصُعوبَةٍ على طولِ السَّاحِل،‏ ووَصَلنا إلى مَكانٍ اسْمُه «المَواني الحَسَنَة» قُربَ مَدينَةِ لَسَائِيَة.‏

٩ وهكَذا مَرَّ وَقتٌ طَويلٌ ومَرَّ أيضًا صَومُ يَومِ الكَفَّارَة،‏ + فصارَ السَّفَرُ في البَحرِ خَطِرًا.‏ لِذلِك نَصَحَهُم بُولُس ١٠ قائِلًا:‏ «أيُّها الرِّجال،‏ أرى أنَّنا سنُعاني مِن أضرارٍ وخَسائِرَ كَبيرَة إذا أكمَلنا هذِهِ الرِّحلَة.‏ فالخَطَرُ لَيسَ على السَّفينَةِ وحُمولَتِها فَقَط،‏ بل على حَياتِنا * أيضًا».‏ ١١ لكنَّ الضَّابِطَ سَمِعَ لِلقُبطانِ وصاحِبِ السَّفينَةِ ولَيسَ لِبُولُس.‏ ١٢ ولِأنَّ ذلِكَ المَرفَأَ لم يَكُنْ مُناسِبًا لِتَمضِيَةِ الشِّتاء،‏ فَضَّلَتِ الأكثَرِيَّةُ أن يَرحَلوا مِن هُناك،‏ على أمَلِ أن يَصِلوا إلى فِينِكْس ويُشَتُّوا فيها.‏ وفِينِكْس هي مَرفَأٌ في كرِيت لهُ مَدخَلٌ صَوبَ الجِهَةِ الشَّمالِيَّة الشَّرقِيَّة ومَدخَلٌ صَوبَ الجِهَةِ الجَنوبِيَّة الشَّرقِيَّة.‏

١٣ ولمَّا هَبَّت رِياحٌ جَنوبِيَّة خَفيفَة،‏ ظَنُّوا أنَّهُم سيَقدِرونَ أن يَصِلوا إلى هَدَفِهِم.‏ فرَفَعوا مِرساةَ السَّفينَةِ وبَدَأوا يُبحِرونَ قُربَ شاطِئِ كرِيت.‏ ١٤ ولكنْ بَعدَ وَقتٍ قَليلٍ هَبَّت رِياحٌ عَنيفَة اسْمُها أُورَاكِيلُون.‏ * ١٥ فصارَت تَضرِبُ السَّفينَةَ بِقُوَّةٍ شَديدَة لِدَرَجَةِ أنَّها لم تَقدِرْ أن تُكمِلَ طَريقَها في وَجهِ الرِّياح.‏ فاستَسلَمنا وتَرَكنا الرِّياحَ تَقودُنا.‏ ١٦ ومع أنَّنا احتَمَينا مِنَ الرِّياحِ عِندَ مُرورِنا بِسُرعَةٍ قُربَ جَزيرَةٍ صَغيرَة اسْمُها «كَوْدَة»،‏ بِالكادِ قَدِرنا أن نُنقِذَ المَركَبَ الصَّغيرَ في الجُزْءِ الخَلفِيِّ مِنَ السَّفينَة.‏ ١٧ وبَعدَ أن رَفَعوهُ على ظَهرِ السَّفينَة،‏ استَعمَلوا ما يُشبِهُ الحِزامَ لِيَلُفُّوا جِسمَ السَّفينَةِ مِن تَحت إلى فَوق كَي لا تَنشَقَّ إلى نِصفَيْن.‏ ولِأنَّهُم خافوا أن تَندَفِعَ إلى رِمالِ السِّيرْتِس المُتَحَرِّكَة،‏ أنزَلوا الشِّراعَ * وتَرَكوا الرِّياحَ تَقودُهُم.‏ ١٨ وفي اليَومِ التَّالي،‏ بَدَأوا يُخَفِّفونَ مِن حُمولَةِ السَّفينَةِ لِأنَّ العاصِفَةَ كانَت تَضرِبُنا بِعُنفٍ شَديد.‏ ١٩ وفي اليَومِ الثَّالِث،‏ رَمَوْا عُدَّةَ السَّفينَة.‏

٢٠ وحينَ لم نَرَ الشَّمسَ ولا النُّجومَ لِأيَّامٍ كَثيرَة،‏ والعاصِفَةُ العَنيفَة كانَت لا تَزالُ تَضرِبُنا،‏ انقَطَعَ في الآخِرِ كُلُّ أمَلٍ في نَجاتِنا.‏ ٢١ وكانَ قد مَرَّ وَقتٌ طَويلٌ لم يَأكُلوا فيهِ طَعامًا،‏ فوَقَفَ بُولُس في وَسَطِهِم وقال:‏ «أيُّها الرِّجال،‏ لَو سَمِعتُم نَصيحَتي ولم تُبحِروا مِن كرِيت،‏ كُنتُم تَجَنَّبتُم هذِهِ الأضرارَ والخَسائِر.‏ + ٢٢ والآنَ أطلُبُ مِنكُم أن تَكونوا شُجعانًا،‏ لِأنْ لا أحَدَ مِنكُم سيَخسَرُ حَياتَه؛‏ السَّفينَةُ فَقَط ستَتَحَطَّم.‏ ٢٣ ففي اللَّيلَةِ الماضِيَة،‏ وَقَفَ بِجانِبي مَلاكُ + الإلهِ الَّذي أنا لهُ والَّذي أُقَدِّمُ لهُ خِدمَةً مُقَدَّسَة،‏ ٢٤ وقالَ لي:‏ ‹لا تَخَفْ يا بُولُس.‏ فأنتَ يَجِبُ أن تَقِفَ أمامَ قَيْصَر،‏ + واللّٰهُ سيُخَلِّصُ * كُلَّ الَّذينَ يُبحِرونَ معك›.‏ ٢٥ لِذلِك،‏ تَشَجَّعوا أيُّها الرِّجالُ لِأنِّي أثِقُ بِاللّٰهِ وسَتَحصُلُ الأُمورُ مِثلَما قيلَ لي.‏ ٢٦ ولكنْ لا مَهرَبَ مِن أن نَصطَدِمَ بِشاطِئِ إحْدى الجُزُر».‏ +

٢٧ وفي اللَّيلَةِ الـ‍ ١٤،‏ فيما كانَتِ الرِّياحُ لا تَزالُ تَدفَعُنا هُنا وهُناك في بَحرِ أَدْرِيَا،‏ أحَسَّ البَحَّارَةُ في مُنتَصَفِ اللَّيلِ أنَّهُم يَقتَرِبونَ مِنَ اليابِسَة.‏ ٢٨ فقاسوا * عُمقَ الماءِ ووَجَدوهُ ٣٦ مِترًا تَقريبًا.‏ * لِذلِك تَقَدَّموا مَسافَةً قَليلَة وقاسوا العُمقَ مَرَّةً ثانِيَة ووَجَدوهُ ٢٧ مِترًا تَقريبًا.‏ * ٢٩ ولِأنَّهُم خافوا أن نَصطَدِمَ بِالصُّخور،‏ رَمَوْا مِنَ الجُزْءِ الخَلفِيِّ لِلسَّفينَةِ أربَعًا مِنَ المَراسي،‏ وصاروا يتَمَنَّوْنَ أن يَطلَعَ النَّهار.‏ ٣٠ وحاوَلَ البَحَّارَةُ أن يَهرُبوا مِنَ السَّفينَة.‏ فبَدَأوا يُنزِلونَ المَركَبَ الصَّغيرَ إلى البَحر،‏ بِحُجَّةِ أنَّهُم يُريدونَ أن يُنزِلوا مَراسي مِنَ الجُزْءِ الأمامِيِّ لِلسَّفينَة.‏ ٣١ فقالَ بُولُس لِلضَّابِطِ والجُنود:‏ «إذا لم يَبْقَ هؤُلاءِ الرِّجالُ في السَّفينَة،‏ فلن تَقدِروا أن تَنْجوا».‏ + ٣٢ عِندَئِذٍ قَطَعَ الجُنودُ حِبالَ المَركَبِ الصَّغيرِ وتَرَكوهُ يَسقُطُ في الماء.‏

٣٣ وقَبلَ الفَجرِ بِقَليل،‏ شَجَّعَ بُولُس الجَميعَ أن يَأكُلوا بَعضَ الطَّعام،‏ قائِلًا:‏ «مَرَّ الآنَ ١٤ يَومًا وأنتُم تَنتَظِرونَ بِقَلَقٍ ولا تَأكُلونَ شَيئًا أبَدًا.‏ ٣٤ لِذلِك أُشَجِّعُكُم أن تَأكُلوا بَعضَ الطَّعامِ لِأنَّ هذا لِفائِدَتِكُم.‏ فلن تَسقُطَ شَعرَةٌ مِن رَأسِ أيِّ واحِدٍ مِنكُم».‏ ٣٥ وبَعدَ أن قالَ ذلِك،‏ أخَذَ خُبزًا،‏ وشَكَرَ اللّٰهَ أمامَهُم جَميعًا،‏ وكَسَرَه،‏ وبَدَأ يَأكُل.‏ ٣٦ فتَشَجَّعوا كُلُّهُم وبَدَأوا يَأكُلونَ هُم أيضًا.‏ ٣٧ وكانَ عَدَدُنا في السَّفينَةِ ٢٧٦ شَخصًا.‏ * ٣٨ وبَعدَما شَبِعوا،‏ رَمَوُا القَمحَ في البَحرِ لِيُخَفِّفوا حُمولَةَ السَّفينَة.‏ +

٣٩ ولمَّا طَلَعَ النَّهار،‏ لم يَقدِروا أن يُمَيِّزوا اليابِسَةَ الَّتي اقتَرَبوا مِنها.‏ + لكنَّهُم رَأَوْا خَليجًا لهُ شَطّ،‏ فصَمَّموا أن يَدفَعوا السَّفينَةَ إلى هُناك إذا استَطاعوا.‏ ٤٠ لِذلِك قَطَعوا حِبالَ المَراسي وتَرَكوها تَسقُطُ في البَحر.‏ وفي الوَقتِ نَفْسِه،‏ فَكُّوا حِبالَ المِجدافَيْنِ اللَّذَيْنِ يَعمَلانِ كدَفَّة.‏ * ثُمَّ رَفَعوا الشِّراعَ الأمامِيَّ كَي تَدفَعَهُمُ الرِّياحُ إلى الشَّطّ.‏ ٤١ لكنَّهُمُ اصطَدَموا بِحاجِزٍ رَملِيٍّ يَخبِطُهُ البَحرُ مِنَ الجانِبَيْن،‏ وغَرَّزَتِ السَّفينَةُ فيه.‏ فعَلِقَ جُزْؤُها الأمامِيُّ ولم يَعُدْ يَتَحَرَّك،‏ أمَّا الجُزْءُ الخَلفِيُّ فبَدَأ يَتَكَسَّرُ مِن قُوَّةِ الأمواج.‏ + ٤٢ عِندَئِذٍ،‏ قَرَّرَ الجُنودُ أن يَقتُلوا المَساجينَ كَي لا يَهرُبَ أحَدٌ سِباحَة.‏ ٤٣ لكنَّ الضَّابِطَ مَنَعَهُم مِن تَنفيذِ خُطَّتِهِم لِأنَّهُ كانَ يُريدُ أن يُنقِذَ بُولُس.‏ فأمَرَ القادِرينَ على السِّباحَةِ أن يَقفِزوا إلى البَحرِ ويَصِلوا هُم أوَّلًا إلى البَرّ.‏ ٤٤ وكانَ على الباقينَ أن يَتبَعوهُم،‏ بَعضُهُم على ألواحٍ خَشَبِيَّة وبَعضُهُم على قِطَعٍ مِنَ السَّفينَة.‏ وهكَذا وَصَلَ الجَميعُ بِالسَّلامَةِ إلى البَرّ.‏ +

٢٨ ولمَّا وَصَلنا بِالسَّلامَةِ إلى الشَّطّ،‏ عَرَفنا أنَّ الجَزيرَةَ اسْمُها «مَالْطَة».‏ + ٢ وأظهَرَ لنا سُكَّانُ الجَزيرَةِ * لُطفًا * غَيرَ عادِيّ.‏ فأشعَلوا نارًا ورَحَّبوا بنا جَميعًا،‏ لِأنَّ الطَّقسَ كانَ مُمطِرًا وبارِدًا.‏ ٣ وجَمَعَ بُولُس كَمِّيَّةً مِنَ العيدانِ ورَماها في النَّار،‏ فخَرَجَت أفْعى بِسَبَبِ الحَرارَةِ وتَعَلَّقَت بِيَدِه.‏ ٤ ولمَّا رَأى سُكَّانُ الجَزيرَةِ الحَيَّةَ السَّامَّة مُعَلَّقَةً بِيَدِه،‏ قالَ بَعضُهُم لِبَعض:‏ «لا شَكَّ أنَّ هذا الرَّجُلَ قاتِل.‏ فمع أنَّهُ نَجا مِنَ البَحر،‏ لم تَترُكْهُ العَدالَةُ * يَعيش».‏ ٥ أمَّا بُولُس فنَفَضَ الحَيَّةَ عن يَدِهِ إلى النَّارِ ولم يُصَبْ بِأيِّ أذى.‏ ٦ وكانوا يَتَوَقَّعونَ أن يَتَوَرَّمَ أو أن يَقَعَ فَجْأةً مَيِّتًا.‏ ولكنْ بَعدَما انتَظَروا وَقتًا طَويلًا ورَأَوْا أنَّهُ لم يَحدُثْ لهُ شَيء،‏ غَيَّروا رَأْيَهُم وقالوا إنَّهُ إله.‏

٧ وقُربَ ذلِكَ المَكان،‏ كانَت توجَدُ أراضٍ لِرَئيسِ الجَزيرَةِ الَّذي اسْمُهُ بُوبْلِيُوس.‏ فرَحَّبَ بنا كضُيوفٍ عِندَهُ وكَرَّمَنا لِثَلاثَةِ أيَّام.‏ ٨ وكانَ والِدُ بُوبْلِيُوس مَريضًا في الفِراشِ يُعاني مِنَ الحُمَّى والزُّحار.‏ * فدَخَلَ بُولُس لِيَراه،‏ وصَلَّى ووَضَعَ يَدَيْهِ علَيهِ فشَفاه.‏ + ٩ وبَعدَما حَدَثَ ذلِك،‏ أتى إلَيهِ باقي سُكَّانِ الجَزيرَةِ الَّذينَ كانوا مَرْضى فشَفاهُم.‏ + ١٠ وأكرَمونا أيضًا وأعْطَوْنا هَدايا كَثيرَة.‏ وعِندَما كُنَّا على وَشْكِ أن نُبحِر،‏ حَمَّلونا كُلَّ ما نَحتاجُ إلَيه.‏

١١ وهكَذا بَعدَ أن قَضَينا ثَلاثَةَ أشهُرٍ في الجَزيرَة،‏ أبحَرنا في سَفينَةٍ يوجَدُ على جُزْئِها الأمامِيِّ رَمزٌ يُمَثِّل «إبْنَيْ زَفْس».‏ والسَّفينَةُ كانَت مِنَ الإسْكَنْدَرِيَّة وقد أمْضَتِ الشِّتاءَ في الجَزيرَة.‏ ١٢ ثُمَّ تَوَقَّفنا في سِيرَاقُوسَة وبَقينا فيها ثَلاثَةَ أيَّام.‏ ١٣ ومِن هُناك،‏ تابَعنا رِحلَتَنا ووَصَلنا إلى رِيغْيُون.‏ وبَعدَ يَومٍ هَبَّت رِياحٌ جَنوبِيَّة،‏ فوَصَلنا في اليَومِ التَّالي إلى بُوطْيُولِي.‏ ١٤ ووَجَدنا فيها إخوَة،‏ وأصَرُّوا أن نَبْقى عِندَهُم سَبعَةَ أيَّام.‏ ثُمَّ ذَهَبنا بِاتِّجاهِ رُومَا.‏ ١٥ وسَمِعَ الإخوَةُ في رُومَا أنَّنا آتون،‏ فسافَروا لِيُلاقونا في ساحَةِ سوقِ أَبِيُّوس وفي الخاناتِ الثَّلاثَة.‏ ولمَّا رَآهُم بُولُس،‏ شَكَرَ اللّٰهَ وتَشَجَّع.‏ + ١٦ وعِندَما دَخَلنا أخيرًا إلى رُومَا،‏ سُمِحَ لِبُولُس بِأن يَسكُنَ وَحْدَهُ معَ الجُندِيِّ الَّذي يَحرُسُه.‏

١٧ لكنَّهُ بَعدَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ استَدْعى الرِّجالَ البارِزينَ بَينَ اليَهُود.‏ ولمَّا اجتَمَعوا قالَ لهُم:‏ «أيُّها الإخوَة،‏ مع أنِّي لم أعمَلْ شَيئًا ضِدَّ الشَّعب أو ضِدَّ عاداتِ آبائِنا،‏ + سُجِنتُ في أُورُشَلِيم وسُلِّمتُ إلى الرُّومَان.‏ + ١٨ وبَعدَ أنِ استَجوَبوني،‏ + أرادوا أن يُطلِقوا سَراحي لِأنَّهُم لم يَجِدوا سَبَبًا لِيَحكُموا علَيَّ بِالمَوت.‏ + ١٩ ولكنْ لمَّا اعتَرَضَ اليَهُود،‏ اضطُرِرتُ أن أرفَعَ قَضِيَّتي إلى قَيْصَر.‏ + إلَّا أنِّي لم أفعَلْ ذلِك لِأنَّ لَدَيَّ تُهمَةً ضِدَّ أُمَّتي.‏ ٢٠ لِهذا السَّبَب،‏ طَلَبتُ أن أراكُم وأُكَلِّمَكُم.‏ فأنا مُقَيَّدٌ بِهذِهِ السِّلسِلَةِ مِن أجْلِ الأمَلِ الَّذي عِندَ إسْرَائِيل».‏ + ٢١ فقالوا له:‏ «لم نَستَلِمْ أيَّ رَسائِلَ عنكَ مِنَ اليَهُودِيَّة،‏ ولا أحَدَ مِنَ الإخوَةِ الَّذينَ جاؤُوا مِن هُناك أخبَرَنا عنكَ أو قالَ شَيئًا سَيِّئًا بِخُصوصِك.‏ ٢٢ لكنَّنا نَرى أنَّهُ مِنَ المُناسِبِ أن نَسمَعَ مِنكَ ما هي أفكارُك،‏ لِأنَّنا نَعرِفُ أنَّ النَّاسَ في كُلِّ مَكانٍ يَتَكَلَّمونَ ضِدَّ هذِهِ البِدعَة».‏ +

٢٣ وحَدَّدوا يَومًا لِيَجتَمِعوا معه.‏ وجاؤُوا إلى بَيتِهِ وكانَ عَدَدُهُم أكثَرَ بِكَثيرٍ مِنَ المَرَّةِ الأُولى.‏ ومِنَ الصَّباحِ إلى المَساء،‏ شَرَحَ لهُمُ الأمرَ بِتَقديمِ شَهادَةٍ كامِلَة عن مَملَكَةِ اللّٰه،‏ كَي يُقنِعَهُم بِيَسُوع + على أساسِ شَريعَةِ مُوسَى + وكِتاباتِ الأنبِياء.‏ + ٢٤ فآ‌مَنَ بَعضُهُم بِما قالَه،‏ وبَعضُهُم لم يُؤْمِنوا.‏ ٢٥ ولِأنَّهُم كانوا غَيرَ مُتَّفِقين،‏ بَدَأوا يُغادِرون.‏ وقالَ بُولُس كَلِمَةً أخيرَة:‏

‏«صَدَقَ الرُّوحُ القُدُسُ حينَ كَلَّمَ آباءَنا بِواسِطَةِ النَّبِيِّ إشَعْيَا،‏ ٢٦ قائِلًا:‏ ‹إذهَبْ إلى هذا الشَّعبِ وقُل:‏ «ستَسمَعونَ لكنَّكُم لن تَفهَموا،‏ ستَنظُرونَ لكنَّكُم لن تَرَوْا.‏ + ٢٧ فقد تَحَجَّرَ قَلبُ هذا الشَّعبِ وسَدُّوا آذانَهُم وأغمَضوا عُيونَهُم،‏ كَي لا يَرَوْا بِعُيونِهِم ولا يَسمَعوا بِآ‌ذانِهِم ولا يَفهَموا بِقَلبِهِم ولا يَرجِعوا فأشْفِيَهُم»›.‏ + ٢٨ لِذلِك،‏ اعرِفوا أنَّ هذا الخَلاصَ الَّذي مِنَ اللّٰهِ أُرسِلَ إلى الأُمَم،‏ + وهُم سيَسمَعونَ بِالتَّأكيد».‏ + ٢٩ ‏—‏

٣٠ وبَقِيَ سَنَتَيْنِ كامِلَتَيْنِ في البَيتِ الَّذي استَأجَرَه.‏ + وكانَ يُرَحِّبُ بِكُلِّ الَّذينَ يَأتونَ إلَيه،‏ ٣١ ويُبَشِّرُهُم عن مَملَكَةِ اللّٰهِ ويُعَلِّمُهُم عنِ الرَّبِّ يَسُوع المَسِيح بِكُلِّ جُرأةٍ *+ ومِن دونِ أيِّ عائِق.‏

أو:‏ «وإلى آخِر الأرض».‏

حرفيًّا:‏ «على بُعد سَفر سبت».‏

أو:‏ «الغيور».‏

أو:‏ «انشقَّ من الوسط».‏

حرفيًّا:‏ «التي فيها دخل وخرج».‏

أو:‏ «وحُسِب مع»،‏ أي اعتُبر مثله مثل الرسل الـ‍ ١١.‏

حرفيًّا:‏ «بألسنة».‏

أو:‏ «اللغة التي تربَّى عليها».‏

أو:‏ «وآخرون متهوِّدون».‏

حرفيًّا:‏ «امتلأوا نبيذًا حلوًا».‏

حرفيًّا:‏ «الساعة الثالثة من النهار»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

حرفيًّا:‏ «علامات».‏

حرفيًّا:‏ «قوَّات».‏

أو:‏ «علامات عجيبة».‏

حرفيًّا:‏ «مشورة».‏

أو:‏ «أشخاص يكسرون الشريعة».‏

أو ربما:‏ «حبال».‏

أو:‏ «أمام عينيَّ».‏

حرفيًّا:‏ «سيسكن جسدي على الأمل».‏

حرفيًّا:‏ «لن تترك نفسي».‏

باليونانية هايدِس،‏ مكان مجازي يرقد فيه الأموات.‏

أو:‏ «أمام وجهك».‏

حرفيًّا:‏ «بحرية كلام».‏

حرفيًّا:‏ «صُلبه».‏

باليونانية هايدِس،‏ مكان مجازي يرقد فيه الأموات.‏

حرفيًّا:‏ «أجعل أعداءك موضِعًا لقدمَيك».‏

حرفيًّا:‏ «نفس».‏

أو:‏ «مثابرين على».‏

أو:‏ «على المشاركة».‏

حرفيًّا:‏ «الساعة التاسعة»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

حرفيًّا:‏ «رِواق».‏

حرفيًّا:‏ «من وجه يهوه».‏

حرفيًّا:‏ «أزمنة».‏

حرفيًّا:‏ «نفس».‏

أو:‏ «المعاهدة؛‏ الاتفاق».‏

حرفيًّا:‏ «زَرْعك؛‏ بزرتك».‏

أو:‏ «قيامة الأموات مثلما حصل مع يسوع».‏

أو:‏ «أعدمتموه».‏

حرفيًّا:‏ «رأس الزاوية».‏

أو:‏ «صراحة».‏

ليس المقصود هنا أنهما أُميَّان بل أنهما لم يتعلَّما في المدارس الرابِّينية الدينية.‏

السنهدريم هو المحكمة اليهودية العليا.‏

حرفيًّا:‏ «علامة».‏

حرفيًّا:‏ «العلامة».‏

أو:‏ «ممسوحه؛‏ مختاره».‏

أي:‏ هيرودس أنتيباس.‏

حرفيًّا:‏ «يدك».‏

أو:‏ «مشورتك».‏

حرفيًّا:‏ «نفسًا».‏

أو:‏ «نعمته».‏

أو:‏ «إبن العزاء».‏

حرفيًّا:‏ «لماذا ملأ الشيطان قلبك».‏

حرفيًّا:‏ «رِواق».‏

حرفيًّا:‏ «النجسة».‏

حرفيًّا:‏ «أن تجلبوا علينا دم».‏

أو:‏ «شجرة».‏

أو:‏ «ونحن نشهد عن».‏

أو:‏ «يطيعونه حاكمًا».‏

أو:‏ «ضربوهم».‏

حرفيًّا:‏ «ليس مُرضيًا».‏

حرفيًّا:‏ «خدمة».‏

أو:‏ «وهو رجل متهوِّد من أنطاكية».‏

حرفيًّا:‏ «يطيعون الإيمان».‏

حرفيًّا:‏ «سعة قدم».‏

أو:‏ «سيسكن كأجنبي».‏

أو:‏ «ويعاملونه معاملة سيئة».‏

أو:‏ «معاهدة؛‏ اتفاق».‏

أو ربما:‏ «ختن».‏

أو ربما:‏ «ختن».‏

أو:‏ «الآباء الأجلَّاء».‏

أو:‏ «حبوب».‏

حرفيًّا:‏ «نفسًا».‏

حرفيًّا:‏ «الفضة».‏

حرفيًّا:‏ «خطر في قلبه».‏

أو:‏ «يتفقَّد».‏

أو:‏ «برية».‏

أو:‏ «النموذج».‏

حرفيًّا:‏ «غير مختونة».‏

حرفيًّا:‏ «رقد».‏

أو ربما:‏ «مدينة في السامرة».‏

حرفيًّا:‏ «النجسة».‏

حرفيًّا:‏ «القوَّات».‏

حرفيًّا:‏ «مُر المرارة».‏

حرفيًّا:‏ «خصيًّا».‏

حرفيًّا:‏ «لم يرشدني».‏

حرفيًّا:‏ «يُقيِّد».‏

حرفيًّا:‏ «لأن هذا الرجل هو إناء مختار لي».‏

حرفيًّا:‏ «أن يقودهم مقيَّدين».‏

حرفيًّا:‏ «يدخل ويخرج».‏

حرفيًّا:‏ «سارت في خوف».‏

الاسم اليوناني دوركاس والاسم الأرامي طابيثا كلاهما يعنيان «غزالة».‏

أو:‏ «قائد مئة»،‏ تحت أمره ١٠٠ جندي.‏

قسم في الجيش الروماني تألَّف من ٦٠٠ جندي.‏

حرفيًّا:‏ «حوالي الساعة التاسعة من النهار»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

حرفيًّا:‏ «حوالي الساعة السادسة»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

حرفيًّا:‏ «في غيبة».‏

أو:‏ «رب».‏

حرفيًّا:‏ «الساعة التاسعة»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

حرفيًّا:‏ «مسحه».‏

أو:‏ «شجرة».‏

أو:‏ «الأمناء».‏

حرفيًّا:‏ «بألسنة».‏

أو:‏ «يجادلونه».‏

حرفيًّا:‏ «في غيبة».‏

أو:‏ «رب».‏

حرفيًّا:‏ «حتى أقدر أن أمنع اللّٰه».‏

حرفيًّا:‏ «سكتوا».‏

حرفيًّا:‏ «الضيق».‏

أو:‏ «نعمة اللّٰه لهم».‏

حرفيًّا:‏ «خدمة».‏

أو:‏ «الخبز بلا خميرة؛‏ الخبز غير المُختمِر».‏

أو:‏ «يحاكمه».‏

أو:‏ «ناقمًا».‏

حرفيًّا:‏ «غرفة نوم».‏

حرفيًّا:‏ «التِّترارخ».‏

أو:‏ «مساعدًا».‏

أو:‏ «البروقنصل».‏

أو:‏ «الشجرة».‏

أو:‏ «قبر تذكاري».‏

أو:‏ «المحبة الثابتة».‏

أو:‏ «موثوق به؛‏ مضمون».‏

أو:‏ «عمل مشيئة اللّٰه».‏

حرفيًّا:‏ «رقد».‏

أو:‏ «ومن المتهوِّدين».‏

أو:‏ «بنعمة اللّٰه».‏

أو:‏ «نعمته».‏

أو:‏ «وأكاليل».‏

أو:‏ «هذا الجدال».‏

أو:‏ «وبعد جدال كثير».‏

حرفيًّا:‏ «على رقبة التلاميذ نيرًا».‏

أو:‏ «النعمة».‏

أي:‏ سمعان بطرس.‏

أو:‏ «شعبًا يحمل اسمه».‏

أو:‏ «مظلة؛‏ بيت».‏

أو:‏ «رأيي».‏

أو:‏ «كل ما تنجَّس».‏

باليونانية پورنِيا.‏

أو:‏ «الحيوانات التي تُقتل من دون أن يُصفَّى دمها».‏

حرفيًّا:‏ «نفوسكم».‏

حرفيًّا:‏ «أنفسهما».‏

أو:‏ «الحيوانات التي تُقتل من دون أن يُصفَّى دمها».‏

باليونانية پورنِيا.‏

أو:‏ «مع أطيب تحياتنا».‏

أو:‏ «فورة غضب».‏

أداة كانت تُستعمَل قديمًا لتقييد حركة الشخص ومعاقبته.‏

حرفيًّا:‏ «القوَّاسين».‏

أو:‏ «من دون أن يصدر حكم يديننا».‏

أو:‏ «أعطاهم حججًا منطقية».‏

أو:‏ «سبَّبا المشاكل في الأرض».‏

حرفيًّا:‏ «نبلاء أكثر».‏

حرفيًّا:‏ «احتدَّت روحه فيه».‏

أو:‏ «يعطي حججًا منطقية».‏

أو:‏ «الزوَّار».‏

أو:‏ «تخافون الآلهة».‏

أو:‏ «تعبدونها».‏

أو:‏ «النسمة».‏

حرفيًّا:‏ «يتلمَّسوه».‏

أو:‏ «الذات الإلهية».‏

حرفيًّا:‏ «بالبر».‏

أو:‏ «يناقش الناس».‏

أو:‏ «صار بولس مشغولًا جدًّا».‏

حرفيًّا:‏ «دمكم على رؤوسكم!‏ أنا طاهر».‏

أي:‏ المجمع.‏

أو:‏ «البروقنصل».‏

أو:‏ «أعطى حججًا منطقية».‏

كما يبدو،‏ طلع إلى أورشليم.‏

أو:‏ «تعلَّم شفهيًّا».‏

أو:‏ «نعمة اللّٰه».‏

أو:‏ «قسَّوا قلوبهم ولم يؤمنوا».‏

حرفيًّا:‏ «قوَّات».‏

أو:‏ «صمَّم في روحه».‏

حرفيًّا:‏ «المحفل».‏

أو:‏ «أن يقدِّم دفاعه».‏

أو:‏ «بروقناصل».‏

أو:‏ «الخبز بلا خميرة؛‏ الخبز غير المُختمِر».‏

حرفيًّا:‏ «نفْسه فيه».‏

حرفيًّا:‏ «وكسر الخبز».‏

أو:‏ «وشعروا براحة كبيرة».‏

حرفيًّا:‏ «لأني مقيَّد بالروح».‏

حرفيًّا:‏ «نفسي».‏

أو:‏ «لها أي قيمة».‏

أو:‏ «طريقي؛‏ مسلكي».‏

أو:‏ «بنعمة اللّٰه».‏

حرفيًّا:‏ «طاهر».‏

حرفيًّا:‏ «مشورة».‏

أو:‏ «ظالمة».‏

حرفيًّا:‏ «تبنيكم».‏

حرفيًّا:‏ «وقعوا على عنق».‏

حرفيًّا:‏ «عذارى».‏

حرفيًّا:‏ «وتكسرون قلبي».‏

حرفيًّا:‏ «سكتنا».‏

أو:‏ «الحيوانات التي تُقتل من دون أن يُصفَّى دمها».‏

باليونانية پورنِيا.‏

أو:‏ «السُّلَّم».‏

أو:‏ «رجل من الخنجريين».‏

حرفيًّا:‏ «عند قدمَي غمالائيل».‏

حرفيًّا:‏ «في غيبة».‏

أو:‏ «مواطنًا».‏

أو:‏ «من دون أن يصدر حكم يدينه».‏

أو:‏ «على حقوق المواطن الروماني».‏

أو:‏ «أيها المنافق».‏

أو:‏ «رجاء».‏

أو:‏ «فيعترفون علنًا».‏

حرفيًّا:‏ «الساعة الثالثة من الليل»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

حرفيًّا:‏ «خطيب».‏

أو:‏ «يسبِّب المشاكل».‏

أو:‏ «رجاء».‏

حرفيًّا:‏ «للأبرار».‏

أو:‏ «بلا لوم».‏

حرفيًّا:‏ «طالبين معروفًا ضده».‏

أو:‏ «بعبادة إلههم».‏

حرفيًّا:‏ «الأوغسطس»،‏ وهو لقب للإمبراطور الروماني.‏

حرفيًّا:‏ «الرب».‏

حرفيًّا:‏ «لماذا يُحكَم بينكم أنه أمر لا يُصدَّق».‏

أو:‏ «تلبط المناخس».‏ والمنخس هو عصا مسنَّنة تُستعمَل لدفع الحيوان إلى الأمام وتوجيهه.‏

أو:‏ «بإنسانية».‏

حرفيًّا:‏ «نفوسنا».‏

أي:‏ رياح شمالية شرقية.‏

أو:‏ «أنزلوا عدة الشِّراع»،‏ التي ربما تشمل الحبال والسواري.‏

حرفيًّا:‏ «وَهَبك».‏

حرفيًّا:‏ «سبروا».‏

حرفيًّا:‏ «٢٠ قامة».‏ ١ قامة = ٨‏,١ م.‏

حرفيًّا:‏ «١٥ قامة».‏

حرفيًّا:‏ «نفسًا».‏

خشبة تحت الماء في مؤخَّر السفينة تديرها إلى أي جهة.‏

أو:‏ «الذين يتكلَّمون لغة أجنبية».‏

أو:‏ «إنسانية».‏

باليونانية ديكِه،‏ وربما تشير إما إلى الإلاهة التي تنتقم من أجل تحقيق العدل،‏ أو إلى العدل بحد ذاته.‏

إلتهاب في الأمعاء يسبِّب إسهالًا شديدًا ويؤدي إلى ظهور دم ومخاط في البراز.‏

حرفيًّا:‏ «بكل حرية كلام».‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة