مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٤ ٢٢/‏٧ ص ١٩-‏٢٣
  • وجدَت أدي الجواب في وقت متأخر ولكن ليس بعد فوات الاوان

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • وجدَت أدي الجواب في وقت متأخر ولكن ليس بعد فوات الاوان
  • استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • السيد نيلي والمتجر العام
  • ابتدأت اتعلَّم
  • أكتشف الـ‍ NAACP
  • نقطة تحول في حياتي
  • أكتشف اخيرا الطريق الوحيد الى العدالة الاجتماعية
  • كفاحي الطويل والمرير لايجاد الايمان الحقيقي
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • رغبتي المتَّقدة في خدمة اللّٰه
    استيقظ!‏ ١٩٩٢
  • ثلاث ساعات غيَّرت حياتي
    استيقظ!‏ ١٩٩٠
  • مكافآ‌ت اكرام الوالدين المسنين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٤
ع٩٤ ٢٢/‏٧ ص ١٩-‏٢٣

وجدَت أدي الجواب في وقت متأخر ولكن ليس بعد فوات الاوان

انها قصة عن بحث امرأة سوداء طوال ٨٧ سنة عن العدالة الاجتماعية.‏ ها هي جالسة على جذع شجرة تصطاد عند حافة مستنقع.‏ جلدها ناعم،‏ ذهنها صافٍ،‏ ويبدو عليها مظهر الوقار.‏ انها قوية،‏ ذات خبرة،‏ وذكية،‏ ولكن يمكنكم ان تروا في عينيها الفطنة والفكاهة،‏ بالاضافة الى تواضع سارّ.‏ انها ماهرة في سرد القصص.‏ ميراثها الافريقي ظاهر،‏ وهو ممزوج بذكريات من اقصى جنوب الولايات المتحدة.‏ أَصغوا فيما تعود بالذاكرة لتستعرض حياتها.‏

‏«وُلدَت جدتي في سفينة لنقل العبيد وهي في طريقها من افريقيا الى جورجيا.‏ وكانت ضعيفة جدا بحيث لم يتوقع احد ان تعيش.‏ لذلك عندما بيعت امها،‏ اعطوها ابنتها المريضة لتأخذها معها.‏ كان ذلك نحو السنة ١٨٤٤.‏ وسُمِّيت البنت راشيل.‏

‏«كان دِوِت كلينتون يدير مزرعة لعمه.‏ وله انجبت راشيل أبي،‏ أَيْزايا كلينتون،‏ الذي وُلد في حزيران ١٨٦٦.‏ فسمَّياه أَيك.‏ في صِغَرِه،‏ غالبا ما كان يركب على الجواد نفسه مع دِوِت،‏ وقد تعلَّم كل ما يلزم لإدارة مزرعة.‏ وبعد سنوات قليلة،‏ قال دِوِت لأَيك:‏ ‹حان الوقت لتشقَّ طريقك انت بنفسك في العالم.‏› ثم نزع حزام المال من حول خصره وأعطاه لأَيك.‏

‏«بعد ذلك،‏ ذهب ابي ليعمل عند شخص يُدعى السيد سكينر،‏ وأصبح المشرف على مزرعة سكينر،‏ وتزوج بإيلين هَورد.‏ وُلدتُ في ٢٨ حزيران ١٨٩٢،‏ في مقاطعة بيرك،‏ قرب واينزبورو،‏ جورجيا.‏ كانت الحياة رائعة بالنسبة اليَّ.‏ وكنت اتوق الى الخروج من البيت.‏ فكانت امي تمسك بي حتى تعقد حزام ثوبي من الخلف،‏ وكنت اسمعها كل يوم تقول:‏ ‹اعقدْ لها الحزام وَلتمضِ بسلام.‏› كنت اتسلق شوكة المحراث لاكون قريبة من ابي.‏

‏«وفي احد الايام خلال عاصفة في الصيف،‏ اصابت صاعقة السيد سكينر وجواده في حقل شاسع قاحل.‏ فقُتلا كلاهما.‏ كانت السيدة سكينر امرأة من الشمال وكانت مكروهة من جميع الناس في مقاطعة بيرك بسبب ما فعله الجنرال شيرمان عندما احرق اتلانتا.‏ لذلك كانوا يكرهون السيدة سكينر اكثر مما كانوا يكرهون السود!‏ وقد انتقمت السيدة سكينر من الذين كانوا يكرهونها.‏ فلإغاظتهم،‏ عندما مات زوجها،‏ باعت المزرعة لأبي،‏ وهو رجل اسود.‏ وتخيلوا رجلا اسود يملك مزرعة قبل القرن الـ‍ ٢٠ في جورجيا!‏»‏

السيد نيلي والمتجر العام

‏«عندما كان ابي يحتاج الى ايّ شيء،‏ كان يذهب الى السيد نيلي،‏ الذي كان يملك متجرا عاما.‏ فلديهم كل شيء.‏ فإذا احتجتم الى طبيب،‏ فاذهبوا الى المتجر العام.‏ وإذا احتجتم الى تابوت،‏ فاذهبوا الى المتجر العام.‏ فإنكم لا تدفعون شيئا؛‏ فقط ضعوا ذلك على فاتورتكم حتى يأتي موسم جني القطن.‏ اكتشف نيلي ان ابي يملك مالا في البنك،‏ لذلك صار يجلب لنا كل شيء،‏ سلعا لم نكن بحاجة اليها —‏ ثلاجة،‏ مكنة خياطة،‏ بنادق،‏ دراجات هوائية،‏ بغلَين.‏ ‹نحن لا نحتاج اليها!‏› كان ابي يقول.‏ فيجيب نيلي:‏ ‹انها هدية.‏ سأضعها على فاتورتك.‏›‏

‏«في احد الايام،‏ وصل نيلي الى مزرعتنا ومعه سيارة ستودِبايكر سوداء كبيرة.‏ فقال ابي:‏ ‹يا سيد نيلي،‏ لا نحتاج اليها!‏ فلا احد يعرف كيف يقودها او يعتني بها،‏ والجميع يخافون منها!‏› فلم يبالِ نيلي بهذا التعليق.‏ ‹احتفظ بها يا أَيك.‏ سأضعها على فاتورتك وسأدع احد المستخدَمين عندي يعلِّم مستخدَميك كيفية قيادتها.‏› لم نستفِد منها قط.‏ رجوت ابي يوما ان يدعني اذهب مع احد المستخدَمين لجلب الوقود.‏ فقال ابي:‏ ‹لا تحاولي قيادتها؛‏ فأنا اعرفك!‏› وحالما غبنا عن نظر ابي،‏ قلت:‏ ‹دَعْني احاول قيادتها.‏ فأبي يعرف انني سأفعل ذلك.‏› فانطلقت السيارة مسرعةً،‏ ورحت انعطف يسارا ويمينا عبر الدغل والاشجار.‏ ثم نزلتُ بها في الجدول.‏

‏«كنت اسأل ابي لماذا لا يرفض هذه البضائع،‏ وكان يجيب:‏ ‹سيكون هذا خطأ كبيرا،‏ اهانة.‏ ثم ان جمعية كيو كلاكس كلان لا تسيء معاملة زنوج السيد نيلي.‏› لذلك كنا ندفع ثمن جميع هذه البضائع التي لم نكن بحاجة اليها.‏ وكنت افكر في ما كان يردِّده ابي دائما:‏ ‹لا تشتروا ما لستم بحاجة اليه،‏ وإلّا فستحتاجون سريعا الى ما لا يمكنكم شراؤه.‏› لقد كرهت السيد نيلي!‏

‏«عندما كان الجميع يحتفلون ببداية القرن،‏ في ١ كانون الثاني ١٩٠٠،‏ ماتت امي وهي تلد ولدها الرابع.‏ وكنت فقط في الثامنة من عمري آنذاك،‏ لكنني قلت لابي عند الفسحة بجانب المقبرة انني سأعتني به.‏

‏«ساعدت والدة امي على الاعتناء بنا نحن الاولاد.‏ كان اسمها ماري.‏ وكانت متديِّنة جدا،‏ ولها ذاكرة حادة،‏ لكنها لم تكن تجيد القراءة ولا الكتابة.‏ وغالبا ما كنت انهال عليها بالاسئلة ونحن في المطبخ.‏ ‹لماذا لا يأبه البيض بالملوَّنين،‏ مع انهم يقولون ان الجميع متساوون في نظر اللّٰه؟‏ عندما نذهب الى السماء،‏ هل سيكون جميع البيض ايضا هناك؟‏ هل سيكون السيد نيلي هذا هناك؟‏› كانت ماري تجيب:‏ ‹لا اعرف.‏ سنتمتع هناك جميعا.‏› لكنني لم اكن على يقين من ذلك.‏

‏«‹وماذا سنفعل يا جدتي في السماء؟‏› ‹سنسير في شوارع مرصوفة بالذهب!‏ ستكون لنا اجنحة ونطير من شجرة الى شجرة!‏› ففكرت في نفسي:‏ ‹أفضِّل بالاحرى ان العب خارجا.‏› على كل حال،‏ لم اكن قط اريد الذهاب الى السماء،‏ لكنني لم اكن ايضا اريد الذهاب الى الهاوية.‏ ‹وماذا سنأكل في السماء يا جدتي؟‏› اجابت:‏ ‹سنأكل لبنا وعسلا!‏› فصرخت:‏ ‹لكنني لا احب اللبن،‏ ولا احب العسل!‏ سأموت جوعا يا جدتي!‏ سأموت جوعا في السماء!‏›»‏

ابتدأت اتعلَّم

‏«اراد ابي ان احصِّل ثقافة.‏ فأرسلني سنة ١٩٠٩ الى معهد تسكيجي في آلاباما.‏ كان بوكر ت.‏ واشنطن رأس وقلب المدرسة.‏ وكان التلاميذ يسمّونه پاپا.‏ وكان يسافر كثيرا جامعا المال من اجل المدرسة،‏ ومعظمه كان من البيض.‏ وعندما كان في المدرسة،‏ كان يقدِّم لنا هذه النصيحة:‏ ‹حصِّلوا ثقافة.‏ احصلوا على عمل،‏ ادَّخروا مالكم.‏ ثم امتلكوا قطعة ارض.‏ ولا تدعوني ابدا ازوركم وأجد العشب غير مجزوز،‏ المنزل غير مدهون،‏ او الشبابيك محطَّمة ومحشوَّة خرقا لتمنع البرد.‏ كونوا فخورين بنفسكم.‏ ساعدوا شعبكم.‏ ساعدوهم لينهضوا بواسطة الثقافة والعمل بكد.‏ ويمكنكم ان تكونوا مثالا لذلك.‏›‏

‏«لقد كانوا فعلا بحاجة الى ‹نهضة.‏› فهم اناس صالحون —‏ يتحلَّون بصفات جيدة كثيرة.‏ وهنالك امور يجب ان يتذكرها البيض عن الماضي عندما يفكرون في الزنوج.‏ فالزنوج لم يُعطَوا الفرصة للتعلم.‏ لقد كان تعليم الزنجي مخالفا للقوانين المتعلقة بالعبودية.‏ نحن الشعب الوحيد الذي اتى الى هذا البلد ضد ارادته.‏ كان الآخرون متشوِّقين الى الوصول الى هنا.‏ لكننا لم نكن كذلك.‏ قيَّدونا بسلاسل وجلبونا الى هنا.‏ جعلونا نعمل ٣٠٠ سنة دون اجر.‏ عملنا ٣٠٠ سنة عند البيض،‏ ولم يعطونا طعاما كافيا او احذية للبسها.‏ جعلونا نعمل من الصباح حتى المساء،‏ جلَدونا لأتفه الاسباب.‏ وعندما حرَّرونا،‏ استمروا في عدم اعطائنا فرصة للتعلُّم.‏ ارادوا ان نعمل في المزرعة وأن يعمل اولادنا ايضا ويذهبوا الى المدرسة ثلاثة اشهر في السنة.‏

‏«وهل تعلمون ايّ نوع من المدارس كانت؟‏ كنيسة صغيرة،‏ اذ لم تكن توجد مدرسة للزنوج.‏ مقاعدها خشبية.‏ ابوابها تفتح في حزيران،‏ تموز،‏ وآب،‏ أحرّ اشهر السنة.‏ نوافذها بلا ستائر منخلية.‏ الاولاد يجلسون على الارض.‏ مئة وثلاثة تلاميذ لهم معلم واحد،‏ والكثير من الحشرات يدخل الغرفة.‏ وماذا يمكنكم ان تعلِّموا الولد في ثلاثة اشهر؟‏ في احدى عطل الصيف من معهد تسكيجي،‏ علَّمتُ ١٠٨ تلاميذ من كل الاعمار.‏

‏«تخرَّجت سنة ١٩١٣ كممرضة.‏ وفي سنة ١٩١٤،‏ تزوجت ساميوِل مونْتْڠومِري.‏ ولاحقا،‏ ذهب الى الحرب العالمية الاولى،‏ وكنت حبلى بولدي الوحيد.‏ وبعد فترة قصيرة من رجوع ساميوِل،‏ توفي.‏ ومع ابني الصغير،‏ سافرت بالقطار لأزور شقيقتي في إيلينويْ،‏ متوقِّعةً ان اجد عملا كممرضة هناك.‏ جرى توجيه جميع الملوَّنين الى عربة القطار التي خلف القاطرة تماما حيث يُحرق الفحم.‏ كان الطقس حارا،‏ والشبابيك مفتوحة،‏ فغطّانا السخام والرماد.‏ وفي اليوم الثاني،‏ نفد طعامنا ولم يكن هنالك حليب للطفل.‏ فحاولت دخول عربة الطعام لكنَّ مستخدَما اسود منعني.‏ ‹لا يمكنك الدخول الى هنا.‏› ‹هل يمكن ان يبيعوني قليلا من الحليب لطفلي؟‏› كان الجواب كلا.‏ لقد كانت اعمال نيلي اول ظلم اثار سخطي.‏ وهذا كان الثاني.‏

‏«في سنة ١٩٢٥،‏ تزوجت جون فيو،‏ مستخدَم في قطار.‏ كان يعيش في سانت پول،‏ مينيسوتا،‏ لذلك انتقلت للعيش هناك.‏ وهذا قادني الى الامر الثالث الذي اثار سخطي في ما يتعلق بقضية العدالة الاجتماعية.‏ في سانت پول،‏ كنت في اقصى الشمال،‏ لكنَّ التحامل كان اسوأ من الجنوب.‏ فلم يسجِّلني مستشفى المقاطعة كممرضة.‏ وقالوا انهم لم يسمعوا قط بممرضة سوداء.‏ لقد تدرَّبنا جيدا في معهد تسكيجي،‏ وكانت للمريض دائما الاولوية،‏ أما في سانت پول فكان لون البشرة هو الامر الحاسم.‏ لذلك بعت البيت الصغير الذي كنت لا ازال املكه في واينزبورو واستخدمت المال كدفعة مبدئية لقاء قطعة من الارض وبناية.‏ وفتحت مرأبا لاصلاح السيارات،‏ واستخدمت اربعة ميكانيكيين،‏ وسرعان ما صار عملي مزدهرا.‏»‏

أكتشف الـ‍ NAACP

‏«كان نحو السنة ١٩٢٥ انني اكتشفت NAACP [الجمعية الوطنية لتقدم الملوَّنين] وانهمكت فيها كاملا.‏ ألم يقل بوكر ت.‏ واشنطن:‏ ‹ساعدوا شعبكم.‏ ساعدوهم لينهضوا›؟‏ وأول امر قمت به كان الذهاب الى حاكم الولاية مع لائحة كبيرة من المقترعين السود الذين كانوا يملكون بيوتا ويدفعون الضرائب.‏ فأصغى،‏ ووجد لممرضة سوداء شابة عملا في مستشفى المقاطعة نفسه الذي رفض ان يستخدمني.‏ لكنَّ الممرضات البيض عاملنها بشكل سيِّئ جدا—‏ حتى انهن سكبن بَوْلا على كل بزّاتها —‏ فغادرت الى كاليفورنيا وأصبحت طبيبة.‏

‏«أما بالنسبة الى عملي في المرأب،‏ فكان ممتازا حتى احد الايام في سنة ١٩٢٩.‏ كنت قد اودعت ٠٠٠‏,٢ دولار اميركي في مصرفي،‏ وفيما كنت أسير،‏ ابتدأ الناس يصيحون قائلين ان المصارف افلست.‏ وكانت قد بقيت دفعتان من حساب المرأب.‏ فخسرت المرأب.‏ واقتسمت مع الميكانيكيين الذين يعملون عندي ما استرددته من المال.‏

‏«لم يكن لدى ايّ شخص مال.‏ فاشتريت بيتي الاول بتحويل بوليصتي لتأمين الحياة الى ٣٠٠ دولار اميركي.‏ وحصلت عليه مقابل ٣٠٠ دولار.‏ كنت ابيع الزهور،‏ الدجاج،‏ والبيض؛‏ آوي النزلاء؛‏ وأشتري بالمال الاضافي قطع ارض،‏ القطعة مقابل ١٠ دولارات.‏ لم اذُق الجوع قط ولم احتج الى مساعدات.‏ كنا نأكل البيض والدجاج.‏ وكنا نسحق عظامها لإطعام خنازيري.‏

‏«لاحقا صرت صديقة لٕالينور روزڤلت وصديقة حميمة لهيوبَرت هَمفري.‏ فساعدني السيد هَمفري على شراء مبنى كبير مؤلف من عدة شقق سكنية في قلب مدينة سانت پول حيث يسكن البيض في الغالب.‏ وكان وكيل العقارات خائفا على حياته،‏ لذلك جعلني أعِد ان لا افعل شيئا بالمكان لمدة ١٢ شهرا.‏»‏

نقطة تحول في حياتي

‏«حدث شيء غير عادي في سنة ١٩٥٨ لم انسَه قط.‏ اتى رجلان ابيضان ورجل ملوَّن اليَّ يبحثان عن مكان يقيمان فيه ليلة واحدة.‏ فاعتقدت انها خدعة ليسببوا لي مشاكل مع القانون،‏ لذلك قابلتهم عدة ساعات.‏ وكانت قصتهم انهم من شهود يهوه وهم مسافرون عبر المنطقة الى محفل في نيويورك.‏ فأظهروا لي ما يقوله الكتاب المقدس عن قصد اللّٰه المتعلق بأرض فردوسية حيث لن يكون هنالك تحامل.‏ وما يقوله عن الاخوّة البشرية.‏ ففكرت،‏ ‹هل يمكن ان يكون لديهم ما كنت ابحث عنه طوال كل هذه السنوات؟‏› لقد بدَوا ما ادَّعَوه —‏ اخوة.‏ ولم يريدوا البقاء في امكنة منفصلة لقضاء الليلة.‏

‏«ثم بعد بضع سنوات،‏ زرت مستأجرة عندي عرفتُ انها على وشك الموت.‏ كان اسمها ميني.‏ وعندما سألت ماذا يمكنني ان افعل لها،‏ قالت:‏ ‹من فضلك اقرأي عليّ من ذاك الكتاب الازرق الصغير.‏› لقد كان الحق الذي يقود الى الحياة الابدية،‏ كتاب يوزِّعه شهود يهوه.‏ لذلك كنت اقرأ كل زيارة اكثر فأكثر من الكتاب الازرق الصغير.‏ وفي احد الايام ماتت ميني،‏ وعندما ذهبت الى شقتها،‏ كانت هناك امرأة بيضاء تُدعى دايزي ڠِركِن.‏ كانت شبه عمياء.‏ وأخبرتني انها كانت تدرس مع ميني في الكتاب الازرق الصغير.‏ وسألتني عمّا اذا كان هنالك شيء هنا اريد ان آخذه.‏ فقلت:‏ ‹فقط كتابها المقدس والكتاب الازرق الصغير.‏›‏

‏«عرفت انه اذا اتَّبعت الامور في هذا الكتاب الازرق،‏ يجب ان اتخلّى عن كل ما اعمله من اجل قومي.‏ ولا يمكنني ان اصف كل الامور التي كنت اقوم بها والتي شعرت بأنها جديرة بالاهتمام.‏ لقد نظَّمت اتحادا لمستخدَمي القطار.‏ ومن خلال المعارك في المحاكم،‏ فزت بحقوق مدنية للبعض.‏ نظَّمت مظاهرات،‏ احيانا في عدة اجزاء من مدينة سانت پول في الوقت نفسه.‏ وكان عليَّ ان اتأكد انَّ قومي لا يكسرون القانون،‏ وعندما كانوا يفعلون ذلك،‏ كان عليَّ ان اخرجهم من السجن.‏ وانتسبت الى اكثر من عشرة نوادٍ وإنما فقط الى تلك التي تقوم بعمل مدني.‏

‏«لذلك ظننت انه لا يمكنني ان اقلق بشأن الآخرة.‏ فشعبي يتألم الآن!‏ كانت لديّ هيئة موظفين كبيرة في الـ‍ NAACP،‏ بينهم امينة سر بيضاء.‏ ومن سنة ١٩٣٧ الى سنة ١٩٥٩،‏ خدمت كنائبة رئيس الـ‍ NAACP في سانت پول،‏ ومن سنة ١٩٥٩ الى ١٩٦٢ كرئيسة لها.‏ وقد رتَّبت ان تُشمَل اربع ولايات باتحاد واحد وعملت فيه لجعل الـ‍ NAACP تعقد اخيرا مؤتمرها القومي في سانت پول.‏ وكانت هنالك معارك عديدة في اثناء ذلك،‏ كل واحدة هي قصة بحد ذاتها.‏ وقبل ان اتقاعد في الـ‍ ٧٠ من العمر في سنة ١٩٦٢،‏ زرت الرئيس جون ف.‏ كنيدي.‏ ويؤسفني القول انني في ذلك الوقت كنت متورطة جدا في السعي وراء العدل بطريقتي الخاصة بحيث لم اغتنم الفرصة لأتعلم عن طريقة اللّٰه.‏»‏

أكتشف اخيرا الطريق الوحيد الى العدالة الاجتماعية

‏«بقينا دايزي ڠِركِن وأنا على اتصال دائم بالهاتف،‏ وكانت تأتي لتراني كل سنة.‏ وبعد ذهابي الى توسون،‏ اريزونا،‏ بوقت ليس بطويل،‏ انتهت مدة اشتراكي في برج المراقبة الذي كان هدية لي.‏ وقد حُجزت بسبب اصابة في الركبة،‏ لذلك عندما زارتني أديل سِمونيان،‏ واحدة من شهود يهوه،‏ كنت لحسن التوفيق في البيت.‏ فابتدأنا ندرس الكتاب المقدس معا.‏ وأخيرا،‏ صدمني التأثير الكامل للحق.‏ ادركت انني لا اقدر ان احل كل مشاكل قومي وأساعدهم فعلا على ‹النهوض.‏› فالمشكلة كانت اكبر من السيد نيلي.‏ اكبر من الجنوب.‏ اكبر من الولايات المتحدة.‏ وفي الواقع،‏ اكبر من هذا العالم.‏

‏«انه سؤال كونيّ.‏ مَن له الحق في حكم العالم؟‏ هل هو الانسان؟‏ عدوّ اللّٰه الشيطان؟‏ او ان ذلك من حق الخالق؟‏ طبعا،‏ انه من حقه!‏ وعندما تُحسم هذه القضية،‏ ستختفي مظاهر عدم العدالة الاجتماعية التي كنت احاربها طوال حياتي.‏ ومهما عملت،‏ من اجل السود او البيض،‏ فإننا ما زلنا نكبر ونموت.‏ فاللّٰه سيجعل الارض فردوسا تسوده العدالة الاجتماعية للجميع.‏ لقد فرحت كثيرا برجاء العيش الى الابد والاعتناء بالنباتات والحيوانات ومحبة قريبي كنفسي —‏ وبالتالي اتمام قصد اللّٰه الاصلي من خلق الرجل والمرأة هنا على الارض.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٩-‏١١،‏ ٢٩؛‏ اشعياء ٤٥:‏١٨‏)‏ وأثارني ايضا التعلُّم انه لا حاجة ان اذهب الى السماء وأعيش على اللبن والعسل او اجوع حتى الموت!‏

‏«انني نادمة حقا على بعض الامور،‏ وخصوصا لانني صرفت معظم حياتي ساعية الى العدالة الاجتماعية من المصدر الخاطئ.‏ فكنت اتمنى لو انني اعطيت اللّٰه طاقة حداثتي.‏ وفي الواقع،‏ كنت اعتقد انني افعل ذلك،‏ بمساعدة الآخرين.‏ ما زلت اساعد،‏ لكن الآن بتوجيه الناس الى رجاء ملكوت اللّٰه تحت رئاسة يسوع المسيح،‏ الاسم الوحيد الذي اعطي تحت السماء الذي به يمكن ان نخلص.‏ (‏متى ١٢:‏٢١؛‏ ٢٤:‏١٤؛‏ رؤيا ٢١:‏٣-‏٥‏)‏ كان ابي يقول وهو يُريني قبضة اليد:‏ ‹اذا قبضتِ يدكِ بإحكام،‏ فلن يدخل شيء ولن يخرج شيء.‏› وأنا اريد ان افتح يدي لأقدم المساعدة للآخرين.‏

‏«لقد اعتمدت كواحدة من شهود يهوه في الـ‍ ٨٧ من العمر.‏ ولا يمكنني التراخي الآن لأن وقتي قصير.‏ ما زلت نشيطة ولكن ليس كالسابق.‏ ربما تغيَّبت فقط عن اجتماعين للجماعة في السنتين الاخيرتين.‏ فعليّ ان اتعلم كل ما يمكنني ان اتعلَّمه لأتمكَّن من تعليم عائلتي قدر ما استطيع عندما يُقامون.‏ وأنا اذهب في خدمة الحقل بين ٢٠ و ٣٠ ساعة شهريا،‏ بمساعدة أديل.‏

‏«ما قلته الآن هو النقاط البارزة في حياتي.‏ فلا يمكنني ان اخبركم كل شيء،‏ وإلا فسنبقى جالسين هنا على جذع الشجرة هذا نتكلم لأسابيع.‏»‏

حينئذ،‏ انساب صلُّ ماء كبير على جذع الشجرة،‏ فصرخَت أدي:‏ «من اين اتت هذه الافعى؟‏» فانتزعَت قصبة الصيد وسلك الاسماك التي التقطتها وغادرت حالا.‏ وانتهت المقابلة.‏ —‏ كما روتها أدي كلينتون فيو لأحد مراسلي «استيقظ!‏».‏ بعد وقت قصير من هذه المقابلة،‏ ماتت أدي بعمر ٩٧ سنة.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة