مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٢ ٢٢/‏٩ ص ١٧-‏٢١
  • رغبتي المتَّقدة في خدمة اللّٰه

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • رغبتي المتَّقدة في خدمة اللّٰه
  • استيقظ!‏ ١٩٩٢
  • مواد مشابهة
  • الاقتراب الى اللّٰه ساعدني في التغلب على مشاكلي
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • كفاحي الطويل والمرير لايجاد الايمان الحقيقي
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • شاكرة على دعم يهوه الذي لا ينضب
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • مفيدة وسعيدة رغم انني عمياء
    استيقظ!‏ ١٩٩٩
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٢
ع٩٢ ٢٢/‏٩ ص ١٧-‏٢١

رغبتي المتَّقدة في خدمة اللّٰه

كنت في الخامسة من العمر وكنت معروفة بمشاكِسة الملعب.‏ والمدرسة التي ذهبت اليها هي مدرسة پيرْكِن للعميان.‏

وكنت سأقضي الـ‍ ١٣ سنة التالية من حياتي في هذه المدرسة في ووتِرتاون،‏ ماساتشوستس،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ كنت اعرف ان كل الاولاد الآخرين في المدرسة عميان،‏ ولكنني ظننت انه بإمكاني ان ارى.‏ فوالداي لم يعاملاني قط بشكل مختلف عن اخواتي الخمس.‏ وكل ما فعلنه،‏ فعلته —‏ الاعمال المنزلية في البيت،‏ التزلج على عجلات،‏ السباحة،‏ تسلُّق الاشجار،‏ وغير ذلك.‏ فلم أُعامل قط كما لو انني عمياء،‏ ولذلك لم اعتقد قط انني عمياء.‏

كنت اتمتع بالحياة،‏ احب المغامرة،‏ وكنت توَّاقة الى اللهو.‏ فجعلت الاولاد الآخرين يلعبون على الزلّاقات،‏ الاراجيح،‏ والمركب الهزَّاز.‏ كنت اهزّه بشدة بحيث كان الاولاد يصرخون،‏ ولكنني كنت اغنِّي بأعلى صوتي وأصرخ لهم ليلهوا.‏ اظن انني بالغت في الامر،‏ لأن الجرس كان يرن وكانت مدبِّرة المنزل تدعوني لادخل،‏ وكنت أُضرب على مؤخرتي بالجهة الخلفية لفرشاة شعر،‏ بالاضافة الى انه كان عليَّ ان اجلس على الكرسي المعدّ لذوي السلوك الرديء.‏ وكان موضوعا بالقرب من السلّم الذي كان كل المعلمين يستعملونه.‏ فكانوا يرونني هناك ويضحكون ضحكة خافتة ويسألون،‏ «انتِ هناك من جديد؟‏»‏

دعوني ارجع قليلا الى الوراء وأوضح كيف حدث انني صرت في مدرسة العميان هذه.‏ وُلدت في سنة ١٩٤١،‏ وعندما كنت في الثانية من العمر،‏ أُخبر والداي انه كان لديَّ ورم في العَصَب البصري لاحدى عينيَّ.‏ فوجب ان تُزال العين.‏ وخلال العملية،‏ اكتشفوا ان الورم امتد الى العَصَب البصري للعين الاخرى وكان متَّجها الى الوراء نحو دماغي.‏ وعنى هذا ازالة العينين كلتيهما او تركي اموت.‏ في ذلك الوقت،‏ في سنة ١٩٤٣،‏ كان العمى يُعتبر اسوأ من الموت.‏ قال احد الاختصاصيين في العين:‏ «لو كانت ولدي،‏ لتركتها تموت.‏» ولم يوافقه الاختصاصي الثاني.‏ «لا،‏ اتركوها تعيش.‏» ولسعادتي،‏ تركني والداي اعيش.‏ وبعد ثلاث سنوات كنت مشاكِسة الملعب.‏

نال كل ولد تعليما دينيا في دينٍ من اختياره.‏ وبما ان امي كانت كاثوليكية،‏ علَّمتني راهبات كن يأتين كل اسبوع من الدير المجاور.‏ وكنَّ يروين قصص «القديسين» الذين وهبوا حياتهم للّٰه،‏ وفي سن باكرة،‏ امتلأتُ رغبة متَّقدة في الصيرورة مثلهم تماما.‏ فأردت ان اهب حياتي كلها للّٰه،‏ ولكنَّ الراهبات قلن لي انه لا امل لي في ذلك.‏ «انك رديئة للغاية،‏» قلن.‏ «واللّٰه لن يريدك!‏» لقد قلن ذلك لانني كنت ألعب مع اولاد پروتستانت ويهود،‏ في حين كنَّ قد قلن لنا ان نلعب مع الكاثوليك فقط.‏

وأزعجتُ الراهبات ايضا بسؤالي اياهن عن اسم يهوه.‏ فبحلول ذلك الوقت كانت امي تدرس بشكل متقطع مع شهود يهوه،‏ وعندما كنت اذهب الى البيت مرة في الشهر لقضاء نهاية الاسبوع،‏ كنت اسمع ان اسم اللّٰه هو يهوه.‏ وعندما كنت اسأل الراهبات لماذا لم يكنَّ يعلِّمننا عن يهوه،‏ كنَّ يغتظن،‏ وكان الامر ينتهي بي الى قاعة خارج غرفة الصف.‏ وأعتقد انه لا بد انني قضيت نصف سنواتي الباكرة إما واقفة في القاعة خارج غرفة الصف او جالسة على الكرسي المعدّ لذوي السلوك الرديء.‏

بما ان امي كانت كاثوليكية مخلصة،‏ فكيف حدث انها درست مع شهود يهوه؟‏ بعد عمليتي الجراحية اتى الكاهن ليزورها وقال لها انها لا بد ان تكون قد فعلت امرا شريرا بشكل رهيب لإغضاب اللّٰه الى الحد الكافي ليسبِّب عماي.‏ وبدلا من تعزيتها في وقت الحزن الصعب ذاك الذي كانت تحتمله،‏ جعلها تشعر بالذنب.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ لام اللّٰه على عماي.‏ فترك هذا الكاهن الباب مفتوحا على مصراعيه لشهود يهوه عندما يأتون قارعين بابها —‏ الامر الذي فعلوه سريعا.‏

فأخبروها عن بشارة الملكوت الرائعة وأن اللّٰه ليس الها يؤذي بل اله محبة.‏ فبدأت امي تدرس مع الشهود.‏ ولكن لزمها الكثير من الوقت لتصنع انتذارا لتخدم يهوه.‏ فالتعاليم الكاثوليكية الخاطئة كانت مترسخة عميقا فيها.‏ لكنَّ حقائق الكتاب المقدس التي كانت تتعلمها كانت «قادرة باللّٰه على هدم حصون،‏» وفي سنة ١٩٥٤ اعتمدت امي كواحدة من شهود يهوه.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٠:‏٤‏.‏

والآن عندما ذهبتُ الى البيت من اجل زيارتي الشهرية في نهايات الاسابيع،‏ اراد ابي ان نذهب الى الكنيسة المعمدانية،‏ وذهبتْ بعض اخواتي الى الكنيسة المنهجية،‏ وأخذتني امي الى قاعة الملكوت،‏ وفي المدرسة كان يُكثَّف تعليمي في الكاثوليكية.‏ فوُجدت اربعة اديان مختلفة في الوقت نفسه في عائلة واحدة!‏ ولذلك بحلول هذا الوقت كنت مشوَّشة تماما في ما يتعلق بأيّ طريق هو الصائب لعبادة اللّٰه.‏

بحلول الوقت الذي كنت فيه في الـ‍ ١٦،‏ بدأت تلك الرغبة الملحَّة،‏ المصرَّة،‏ المتَّقدة في خدمة اللّٰه بالطريقة الصائبة تجيش في داخلي على نحو اقوى من ايّ وقت مضى.‏ فصليت الى يهوه انه عندما اتزوج،‏ ان يكون ذلك بالرجل الذي لديه الدين الصائب،‏ أيًّا كان.‏ حسنا،‏ جاء اليوم الذي فيه اتى ذلك الرجل الرائع ظاهريا وأراد ان يتزوجني.‏ وبما انه كان كاثوليكيا وأن اللّٰه ارسله اليَّ كما يبدو استجابة لصلاتي،‏ استنتجت انه لا بد ان تكون الكاثوليكية الدينَ الصائب.‏ فاتَّخذت قرارا انني سأكون من ذلك الوقت فصاعدا كاثوليكية وزوجة وأما مخلصة حقا.‏

من المؤسف القول ان زواجي انتهى الى كارثة.‏ ففي ١٠ اشهر بوركنا بابنة وبعد ٢٢ شهرا بابن،‏ ولكن كان الزواج يتدهور كل الوقت.‏ وكنت متأكدة ان الامور لا يمكن ان تصير اسوأ.‏

كنت على خطإ؛‏ فقد صارت اسوأ.‏ كان من عادتنا ان نذهب لنرقص كل سبت مساءً،‏ وبعد ذلك كان الفريق يأتي الى بيتنا من اجل القهوة والمرطِّبات.‏ ولكن في ذلك السبت الخصوصي،‏ ذهبنا الى بيت صديق آخر.‏ وفيما كنا هناك،‏ سمعت زوجي صدفة يصنع خططا لتبادل الزوجات بهدف العلاقات الجنسية.‏ وكان هنالك شخص غريب،‏ وسأل على مَن سيحصل،‏ فسمعت زوجي يقول:‏ «يمكنك ان تحصل على زوجتي.‏» واذ كنت مروَّعةً ومذعورةً،‏ هربت من ذلك البيت.‏ وفي ساعات الصباح الباكرة،‏ دفعت ثمن المغادرة.‏ فعندما وصل زوجي الى البيت،‏ ضربني بقسوة.‏ وقال ان السبب هو ‹جَعْله يبدو كأحمق.‏›‏

وطوال يوم الاحد،‏ صليت الى يهوه بحرارة انه اذا كان هنالك دين صائب،‏ طريق صائب لخدمته،‏ فليرِني ما هو.‏ وإلا،‏ فأنا اريد ان اموت.‏ والامر الوحيد الذي منعني من الانتحار كان ولديَّ الصغيرين.‏ فمَن سيعتني بهما اذا متُّ؟‏

في الصباح التالي كنت في الخارج اجزّ العشب حافية —‏ وكوني حافية ساعدني لاعرف اين كان العشب اطول وبحاجة الى القصّ.‏ فمرَّ اثنان من شهود يهوه،‏ رجل وامرأة.‏ لن انسى ابدا كم كان الرجل ذا آداب وديعة وكلام لطيف،‏ وكانت لديه مقالة خصوصية بنظام بْرَايْل انتجتها جمعية برج المراقبة.‏ فأعطاني اياها وسأل اذا كان ممكنا ان يعودا في الاسبوع القادم.‏ لم اكن مستعدة حقا لذلك،‏ ولكنهما كانا كلاهما رقيقَين وودِّيَّين جدا حتى انني لم اتمكن من الرفض.‏ وأذكر انني مشيت رجوعا الى البيت وأنا افكر:‏ «لا،‏ يا الهي،‏ ليس هم،‏ ليس شهود يهوه!‏ ألا يمكن ان يكون ايّ دين آخر؟‏»‏

لقد عادا،‏ وكنا نقوم بدروس اسبوعية في الكتاب المقدس.‏ وأخيرا،‏ بدأت امرأتان،‏ جودي وپِني،‏ تأتيان.‏ كانتا من الخدام كامل الوقت (‏ويُدعَون فاتحين خصوصيين)‏ وكانتا بركة عظيمة من يهوه.‏ فكانت جودي من النوع الحيوي الودّي ولكنها كانت ايضا مولعة بالدرس وماهرة جدا في ايجاد الآيات في الكتاب المقدس.‏ وكانت پِني اكثر هدوءا ولكنها كانت المؤدِّبة الصارمة التي كنت بحاجة اليها.‏ كانتا تخصِّصان حياتهما بكاملها لخدمة يهوه،‏ وعلى مر الوقت اردت ان اكون مثلهما بدلا من ان اكون مثل اولئك «القديسين» الذين اخبرتني الراهبات عنهم.‏

وعندما اثارتا في ما بعد موضوع ذهابي للكرازة من باب الى باب كما تفعلان،‏ فكرت،‏ ‹لا،‏ لا يمكن ان تتوقَّعا مني ان اقوم بذلك!‏ فأنا عمياء!‏› لم استعمل عماي قط من قبل لتجنُّب فعل ايّ شيء،‏ ولكن هذه المرة فكَّرت،‏ ‹ليس انا.‏ لن اخرج في الخدمة من باب الى باب.‏› ولذلك قلت:‏ «كيف اقرأ الآيات على الابواب؟‏» فقالت پِني بهدوء:‏ «يمكنك ان تحفظي الآيات،‏ أليس كذلك؟‏» لقد عرفَت انه يمكنني ذلك،‏ لانهما كانتا تجعلانني احفظ آيتين جديدتين كل اسبوع.‏ فلم يكن بامكاني ان اتملَّص من ايّ امر مع هاتين الاثنتين!‏

بعد ان درست لسنتين،‏ صممت على الذهاب الى ذكرى موت المسيح سنة ١٩٦٨.‏ فصلَّيت قبل ان اخبر زوجي.‏ وعرفت ان رد فعله سيكون عنيفا،‏ وهكذا كان.‏ فصرخ انه يفضِّل ان يراني ميتة على ان اكون واحدة من شهود يهوه.‏ وأمسك سكينا ووضعه على عنقي.‏ «قولي لي انك لن تذهبي،‏ فلا اقتلك!‏» صلَّيت بصمت الى يهوه:‏ ‹ساعدني لابقى امينة حتى ولو كان عليَّ ان اموت.‏› فأذهلني الشعور بالهدوء الداخلي الذي سادني ووجدت انني افكر،‏ ‹ما نفع الحياة على ايّ حال من دون خدمة يهوه؟‏› بدا الوقت طويلا الى ما لا نهاية،‏ ولكنه اخيرا رمى السكين ارضا.‏ «لا يمكنني ان اقتلك،‏» تشكّى.‏ «اريد ذلك،‏ ولكن لا يمكنني.‏ لا اعرف لماذا.‏»‏

وخلال خطاب العشاء التذكاري،‏ تدفقت فيَّ من جديد مشاعر السلام والاقتراب الى يهوه.‏ وعندما وصلت الى البيت،‏ حُرمت من الدخول باقفال الباب من الداخل،‏ وكانت اشيائي امام عتبة الباب.‏ فقضيت الليلة مع والديَّ.‏ وفي ما بعد استمرت التهديدات بسكين على عنقي،‏ واستمر الضرب.‏ وغالبا ما كنت أُحرم من دخول المنزل باقفال الباب من الداخل عندما كنت اصل الى البيت من الاجتماعات.‏ وقال زوجي:‏ «اذا كنت ستخدمين يهوه،‏ فليعتنِ هو بك.‏» وتوقف عن دفع الفواتير.‏ نفد طعامنا،‏ وقُطع عنا الغاز والكهرباء،‏ وفقدنا البيت.‏ ولكنَّ يهوه كان دائما موجودا لاجلي ولاجل الولدَين.‏

في تموز ١٩٦٩ عُقد محفل كوري كبير لشهود يهوه في مدينة نيويورك.‏ وقبل ساعة من الوقت الذي كان عليَّ ان اركب فيه القطار للذهاب،‏ وضعني زوجي في زاوية،‏ قام بتهديداته المعتادة،‏ ووضع سكينا على عنقي من جديد.‏ ولكنني كنت معتادة على ذلك الآن ولم اضطرب على الاطلاق.‏ وفي ذلك المحفل الكوري،‏ في ١١ تموز ١٩٦٩،‏ رمزت الى انتذاري ليهوه.‏ ومع ٠٠٠‏,٣ آخرين من المحتفلين،‏ اعتمدت في المحيط.‏

ومرتين في السنة على الاقل،‏ كنت اصرف ٧٥ ساعة في الشهر،‏ مع ان زوجي كان يمنعني من الخروج في الخدمة.‏ لقد عرفت ان الكرازة هي وصية يسوع المسيح،‏ وكان عليَّ ان اطيعه.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ ومع ذلك،‏ عملت دائما باجتهاد في البيت.‏ فكنت ابقي البيت نظيفا.‏ وأجهِّز وجباته في الوقت المعيَّن.‏ وفي امسيات الاجتماعات،‏ كنت اصنع وجباته المفضَّلة.‏ وعندما أصِل الى البيت،‏ كنت احضِّر حلوى خصوصية له.‏ وعلى الرغم من ذلك،‏ كان نَكِدا الى حد بعيد.‏ ولكن يصعب على الشخص ان يستمر في الصراخ في وجهكم اذا كنتم تطعمونه الحلوى المفضَّلة لديه!‏

في سنة ١٩٧٥ نقل زوجي العائلة الى كاليفورنيا.‏ وفي تشرين الثاني ١٩٧٦ انتهى زواجنا،‏ بعد ١٧ سنة.‏ لم تكن رغبتي قط ان أُطلَّق.‏ فلم اكن اؤمن بالطلاق.‏ وفي ملاخي ٢:‏١٦‏،‏ قال يهوه انه «يكره الطلاق.‏» لقد كان اختبارا ازعجني جدا اجتيازُه.‏ وما اضاف الى حزني هو ان ولديَّ بقيا مع والدهما في كاليفورنيا.‏ وعدت انا الى شرقي الولايات المتحدة الى حيث كنت اعيش من قبل.‏

ووالداي اللذان وفَّرا لي طفولة مطَمئنة وحبيَّة جدا،‏ كانا هناك.‏ (‏مات والدي بعد ذلك،‏ ولكنَّ امي لا تزال على قيد الحياة،‏ متجاوِزة الـ‍ ٨٠ من العمر وشاهدة امينة لنحو ٤٠ سنة.‏)‏ ولكنني عشت وحدي،‏ ويهوه قد زوَّدني بكل حاجاتي:‏ الشقق السكنية،‏ الطعام،‏ الملابس،‏ المال،‏ الوظائف عندما احتجت اليها،‏ والكثير من الاصدقاء المحبِّين الذين كانوا ولا يزالون داعمين جدا.‏ واحدى الصديقات لزمن طويل،‏ جودي كول،‏ مع انها تعيش بعيدا عني الآن،‏ كثيرا ما تتصل هاتفيا،‏ تقرأ عليَّ مقالات من برج المراقبة،‏ وتشجِّعني.‏ انها صديقتي المفضَّلة اكثر —‏ في المرتبة الثانية طبعا،‏ فقط بعد يهوه الذي أُعز صداقته اكثر من اية علاقة اخرى يمكن ان تكون لي على الاطلاق!‏

في ١ تشرين الاول ١٩٨٦،‏ في الساعة الـ‍ ١١ ليلا،‏ اتَّصلت بي ابنتي ليندا من سان دياڠو،‏ كاليفورنيا.‏ وقالت لي ان ابني،‏ ستيفن،‏ الذي كان عمره ٢٣ سنة آنذاك،‏ في المستشفى في العناية الفائقة وإنه ليس من المتوقَّع ان يعيش.‏ فعلى دراجته النارية في طريق جبلي ملتوٍ،‏ اصطدم بشجرة،‏ واندفع نحو الاسفل من على منحدر صخري يعلو ١٥٠ قدما (‏٤٥ مترا)‏،‏ ووقع في الوادي في الاسفل.‏ كان هنالك بيت واحد فقط في الجوار.‏ وكانت الساعة الثانية صباحا،‏ ولكن حدث ان الرجل الذي يسكن هناك كان مستيقظا يدرس في وقت متأخر.‏ فسمع الجَلَبة،‏ خرج،‏ ورأى ما حدث،‏ فأحضر مُسعِفين اوَّلين الى هناك على الفور.‏

كان ستيفن فاقد الوعي،‏ برِجلَين مكسورتين،‏ رضفة ممزَّقة،‏ وتورُّم كبير في دماغه.‏ عندما وصلت الى هناك قال لي الاطباء انهم لا يعتقدون انه سيعيش.‏ وكان في الغيبوبة لاسبوع.‏ كنت هناك عندما استعاد وعيه.‏ «مرحبا يا امي،‏» قال.‏ انها اسعد كلمات سمعتها على الاطلاق!‏ فهو سيعيش!‏ وللاضافة الى فرحي،‏ اعتمد ستيفن كواحد من شهود يهوه بعد سنة واحدة،‏ في تموز ١٩٨٨.‏

ثمة فرح آخر الآن يجعل حياتي مشرقة:‏ لقد جعلت جمعية برج المراقبة الآن الكثير من المطبوعات متوافرا بنظام بْرَيْل!‏ وذلك عطية رائعة،‏ رائعة جدا بالنسبة اليّ!‏ فعندما اتيت الى الحق،‏ لم يكن هنالك تقريبا شيء بنظام بْرَيْل.‏ أما الآن فهنالك كتاب المعلم الكبير،‏ كتاب قصص الكتاب المقدس،‏ كتاب اسئلة يطرحها الاحداث،‏ والآن الكتاب الجديد اعظم انسان عاش على الاطلاق.‏

في الختام اودّ ان اقول ان محني كلها انما جعلتني اقرب الى يهوه.‏ لقد كانت كلها مقوِّية جدا للايمان.‏ وفي الواقع لم افتقد قط امتلاك بصر،‏ اذ لم اعرف ما هو عليه.‏ تمكنت طبعا من الرؤية حتى صرت في الثانية من عمري،‏ ولكنني لا اتذكر ذلك على الاطلاق.‏ ومع ذلك فان احدى آياتي المفضلة هي المزمور ١٤٥:‏١٦‏،‏ التي تقول:‏ ‹يهوه يفتح يده فيُشبع كل حي رضى.‏› وأية رغبات لا تُشبَع الآن ستُشبَع في ارضه الفردوسية الموعود بها،‏ حيث سيصنع كل شيء جديدا.‏ (‏رؤيا ٢١:‏٣-‏٥‏)‏ حتى انني سأُبصر،‏ كما ذكَّرتني شاهدة.‏

والفرح الذي يملأ قلبي الآن هو توقُّع تحقيقي الى الابد رغبتي المتقِّدة في خدمة يهوه!‏ —‏ كما روتها كوليت نونيش.‏

‏[النبذة في الصفحة ١٩]‏

‏«لو كانت ولدي،‏ لتركتها تموت»‏

‏[النبذة في الصفحة ١٩]‏

‏«انك رديئة للغاية،‏» قلن.‏ «واللّٰه لن يريدك!‏»‏

‏[النبذة في الصفحة ٢٠]‏

لام الكاهن اللّٰه على عماي

‏[النبذة في الصفحة ٢٠]‏

سمعت زوجي صدفة يصنع خططا لتبادل الزوجات بهدف العلاقات الجنسية

‏[النبذة في الصفحة ٢١]‏

امسك سكينا ووضعه على عنقي.‏ «قولي لي انك لن تذهبي،‏ فلا اقتلك!‏»‏

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

كوليت وكلبها الدليل

‏[الصورتان في الصفحة ١٨]‏

كوليت في الـ‍ ١٧ وفي الـ‍ ٢ من العمر (‏عندما كانت قادرة بعدُ على الرؤية)‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة